افتتاحية صحيفة البناء:
يوم أول فاشل في تطبيق الخروج التدريجيّ من الإغلاق… وكورونا يقرع جرس الإنذار وزير خارجيّة قطر في بيروت لاستكشاف فرص التقدّم بمبادرة إنقاذيّة البابا لا يتبنّى دعوة الراعي للتدويل... والقومي: لا للوصاية نعم للدستور
في وقت تسعى باريس للملمة شتات أوراقها بعد صفعة أميركية إيرانية لمحاولتها استرضاء السعودية بالسعي لتلبية طلبها بالشراكة في التفاوض حول الملف النوويّ الإيرانيّ، أملاً بالحصول على دعم المبادرة الفرنسية نحو لبنان وتحرير الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري من الضغوط السعودية، أقدمت قطر على ترتيب أوراقها للسير بالتوازي مع المبادرة الفرنسية والسعي للتشارك معها، وتحت سقف النظرة الأميركية الجديدة للمنطقة، وضمن إطار انفتاح على إيران، لا تملك فرنسا مثله، ومال تملكه قطر تحتاجه فرنسا لإنجاح مبادرتها، والمصادر المواكبة لزيارة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن الى بيروت اليوم للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدد من المسؤولين اللبنانيين، تقول إن قطر التي انخرطت في مصالحة خليجيّة طرفها الآخر السعودية تدرك حجم الارتباك السعوديّ في ظل المتغيرات الأميركية، بحيث يختلف انكفاء الرياض النابع من الانشغال بما هو أهم عن لبنان في ظل إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن انكفاء القطيعة العقابي خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خصوصاً مع تلويح بعض أعضاء الكونغرس بإنزال عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية قتل الصحافي جمال الخاشقجي. وتتحرك قطر وفقاً للمصادر باعتبار المصالحة مع السعودية التزاماً قطرياً بعدم التدخل في الشؤون السعودية في ظروف القلق السعودي وارتباك العلاقة السعودية الأميركية، وما ينتظر رهان ولي العهد السعودي في حرب اليمن، ولكن باعتبار هذه المصالحة مدخلاً لالتقاط فرص سياسية تعجز السعودية عن مواكبتها، ولا تملك فرصة الاعتراض والاشتباك مع مبادرة قطرية تجاهها. وتختم المصادر بأن قطر التي تستعيد نشاط عام 2008 نحو اتفاق الدوحة في مناخ مرونة حركة نحو واشنطن وطهران وباريس، تملك فيها مفاتيح يعززها اقتدارها المالي وسرعة مبادرتها وترتيب أوراقها وملفاتها بحرفية دبلوماسية.
لبنانياً، كان مشهد اليوم الأول من الخروج التدريجيّ من الإغلاق التام موضع الامتحان أمس، والنتيجة جاءت فشلاً ذريعاً تمثل بحجم الناس الذي غادروا الإقفال، وخرجوا بسيارتهم، وتخطّوا قواعد التباعد الاجتماعي في الأماكن التجارية، وغابت الكمامة عن وجوه أغلبهم، ما أعاد قرع جرس الإنذار لمخاطر خسارة كل العائدات الإيجابيّة لفترة الإقفال وقد بدأت تظهر نتائجه الإيجابية بتراجع عدد الإصابات منذ أسبوع الى النصف تقريباً مقارنة باليوم الأول للإقفال، وبدء تراجع عدد الوفيات تدريجياً منذ يومين، بعدما بلغت حافة المئة حالة، باعتبار الوفيات تعبر عن رقم الإصابات قبل شهر، فيما كان متوقعاً أن تسجل الوفيات انخفاضاً إلى مستويات أدنى خلال الأسبوعين المقبلين. وحذرت مصادر صحية من خطورة التفلت من الضوابط والإقفال داعية الجهات الأمنية الى المزيد من التشدد.
على الصعيد السياسي الداخلي، توقف الوسط السياسي والإعلامي أمام دعوة البطريرك بشارة الراعي لتدويل الوضع اللبناني، وتابعوا مواقف الفاتيكان لرصد ما إذا كان كلام الراعي يحظى بتأييد فاتيكاني أو يمثل تعبيراً عن مشروع جدّي مطروح في الأوساط الدولية، فجاء موقف البابا فرانسيس بالدعوة لاستعادة لبنان كنموذج تعددي لعافيته من دون أية إشارة للتدويل دلالة كافية على حدود كلام الراعي، وعلق رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية على دعوات التدويل برسم معادلة قاعدتها، لا للوصاية نعم للدستور.
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ الطروحات التي تضع لبنان على طبق من وقت ضائع دولياً وإقليمياً لا تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين، خصوصاً في ظلّ مخاض التوازنات والمعادلات الجديدة على الصعد كافة.
وقال الحسنيّة في تصريح: إنّ تحصين لبنان ووحدة كيانه، مسؤولية وطنية بامتياز، والمطلوب مبادرات تصبّ في هذا الاتجاه، بإرادة اللبنانيين أنفسهم، وليس بإرادات خارجية ومظلات دولية. لأنّ للبنان تجربة مرّة وأليمة مع ما يُسمّى المجتمع الدولي، الذي أحجم عن تنفيذ القرار 425 بإنهاء الاحتلال. ولولا مقاومة الوطنيين وتضحياتهم لما اندحر الاحتلال الصهيوني.
أضاف: صحيح أنّ لبنان مأزوم بواقعه الطائفي والمذهبي، وبتناقضاته السياسية، لكن هذا لا يبرّر لأحد، كائناً من كان، أن يصادر إرادة اللبنانيين ويستدعي الوصاية الدولية. لافتاً إلى أنّ هذه الطروحات لا تحلّ أزمة، بل تفاقمها، ولا تبني وفاقاً داخلياً بل توسّع الشرخ، والكلّ يعلم أنّ ما حصل ويحصل منذ العام 2004 إلى اليوم، هدفه كشف لبنان وتدويل قضيته، بما يسهّل استهداف عناصر قوته.
وتابع الحسنية: إنّ أقصر الطرق لخروج لبنان من نفق الأزمات، هو بتطبيق الدستور، لا سيما إلغاء الطائفية وتنفيذ كلّ المندرجات الإصلاحيّة، وتثبيت هويته وتأكيد انتمائه إلى محيطه القومي والعربي. هذه هي ركائز الدستور الثابتة والدامغة، وهي لا تمتّ بصلة إلى "نظام الحياد"، ولا الى بدعة "الضمانات الدائمة للوجود اللبناني".
واعتبر الحسنية انّ التأخير الحاصل في الاتفاق والتوافق على تشكيل حكومة جديدة في لبنان، يُملي على المسؤولين والمرجعيات رفع الصوت عالياً لحثّ المعنيين على الإسراع في تأليف الحكومة لتتحمّل مسؤولياتها في مواجهة الأزمات على اختلافها، لكن أن يتجاوز الصوت نطاقه اللبنانيّ ويتحوّل الى استدعاء للوصاية فهذا غير مقبول على الإطلاق، ونرفضه بحزم كما اللبنانيين عموماً.
وختم مؤكداً على ضرورة قيام الدولة المدنيّة الديمقراطية العادلة والقوية، فلأنها تشكل ضمانة حقيقية لوحدة لبنان ولتعزيز المواطنة على مبدأ المساواة، من دون الحاجة الى الوسيط الطائفي والمذهبي، الذي حوّل المواطنين الى رعايا طوائف ومذاهب، بينما المطلوب هو تعزيز الانتماء الوطني وترسيخه وتغليبه على كلّ ما عداه.
وفيما يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجولة خليجية، عُلِم أن ماكرون سيوفد ممثّله باتريك دوريل الى لبنان نهاية الأسبوع الحالي، وسيلتقي عدداً من المسؤولين وهو يتابع الملف اللبناني بشكلٍ يومي. ولفتت المعلومات إلى أن "الإمارات شريكة أساسيّة في المساعي الفرنسيّة التي تعزّزت بعد التفويض الأميركي، وماكرون سيزور الرياض وأبو ظبي بعد أسابيع حيث سيحضر الملف اللبناني في مباحثاته".
وفي موازاة ذلك، أعلنت السفارة القطرية في بيروت أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيزور اليوم لبنان حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وعلِمت "البناء" أن الحريري أصرّ على أن تحظى حكومته بالرضى السعودي، ولهذه الغاية حاول التوسط مع المصريّين والإماراتيّين خلال زيارته الأخيرة إلى كل من القاهرة وأبو ظبي لكسب ودّ السعوديّين، لكن الوساطة لم تنجح، فآثر الحريري أن يستكمل جولته إلى باريس قبيل جولة ماكرون الخليجية.
في المقابل أوضح نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لـ"البناء" أن "الحريري يسعى من خلال جولته الخارجية لتأمين مظلة خارجية للبنان وللحكومة المقبلة وهو قدم كل ما عليه لتأليف الحكومة لكن الكرة في ملعب رئيس الجمهورية الذي عليه أن يقتنع بأن لا حل إلا بموافقته على الطرح الأخير الذي قدّمه له الحريري أي 18 وزيراً اختصاصيين وغير حزبيين". وأشار علوش إلى أن "عون ورئيس التيار جبران باسيل يسعيان لنيل الثلث المعطل مواربة من خلال انتزاع 6 وزراء لعون والتيار وسابع لحزب الطاشناق ما يمكنه من التحكم والسيطرة على قرار الحكومي ومصيرها". وأوضح علوش أن "مستوى خطاب الحريري يتوقف على تطورات المساعي وعلى موقف عون". وأكد بأن الحريري "ينتظر أن يعود عون عن تصلبه ويدعوه للاستكمال التشاور في بعبدا للتشاور حول طرحه الأخير".
وأكد المكتب السياسي لحركة أمل أن "امام إصرار البعض على تجاوز روح ونص الدستور وخلق أعراف وقواعد جديدة في ادوار المؤسسات ورئاساتها على متابعة مبادرة الرئيس نبيه بري الإنقاذية، التي تشكل بآلياتها ومندرجاتها المخرج العملي للوصول الى إنجاز تأليف الحكومة العتيدة للقيام بالإصلاحات المالية والادارية والاقتصادية التي لم يعد هناك متسع من الوقت لإنجازها قبل الانهيار الشامل. ودعا "مدّعي الإصلاح وشعارات التغيير الى مراجعة مواقفهم، والالتفات إلى مكامن الخلل الاساسي في تطبيق القوانين التي أنجزها المجلس النيابي الذي ما تأخّر عن القيام بدوره التشريعي في إقرار القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في كل إدارات ومؤسسات الدولة، ابتداء من وزارة الطاقة".
في المقابل ردّ عضو تكتل لبنان القويّ النائب جورج عطالله عبر "البناء"، مشيراً إلى أن "الحريري أمام خيارين لا ثالث لهما، إما يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية ويختاران الوزراء وحدهما ويتحمّلان مسؤولية الحكومة في المجلس النيابي، وإما أن يقف الرئيس المكلف على خاطر جميع الأطراف وينتقي الوزراء بالتوافق معهم، لكي يوفر لحكومته الغطاء السياسي والشعبي والنيابي لتكون حكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد وحل الأزمات".
وكان وفد من التيار الوطني الحر يضم كلاً من مستشار رئيس التيار انطوان قسطنطين إضافة الى النائب عطالله والوزير السابق منصور بطيش ومي خريش زار بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وبعد اللقاء، قال بطيش باسم الوفد: بحثنا مع البطريرك الراعي في ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات مصداقية عالية ووفق مندرجات المبادرة الفرنسيّة. وأضاف "تمّ التركيز على التدقيق الجنائي واستكماله في مختلف المؤسسات التابعة للدولة". وأشار الى أن "الحلول يجب أن تأتي من الداخل والعيش المشترك يتطلب أن نتعاون للوصول الى هذه الحلول"، وتابع "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وفق القواعد الوطنية وعلى الرّئيس المكلف أن يقصد بعبدا ويتشاور مع عون" وختم "علاقتنا مع البطريرك الراعي جيدة جداً ونحن على تواصل دائم معه".
ولفت النائب عطالله لـ"البناء" أن "البطريرك الراعي بعكس كل الإشاعات متفهم لموقف التيار الوطني الحر، ونحن على توافق معه على الكثير من الملفات، لكن الراعي كمرجعية وطنية يتعاطى في الوضع الداخلي بشكل أوسع وأشمل من الأمور التفصيلية". ولفت عطالله إلى أن "زيارتنا إلى بكركي جاءت في إطار الزيارات الدورية بهدف التشاور معه وإطلاعه على موقفنا ولنأخذ توجيهاته". ولفتت إلى "أننا لم نُبادر إلى الإساءة لأحد لكن تعرضنا لحملة سياسية وإعلامية ما دفعنا للرد عليها لتوضيح الصورة للرأي العام". وأكد عطالله أننا "لم نتهجم على حركة أمل بل ردينا على تهجم النائب أنور الخليل الذي حمل تهديداً وتطاولاً على رئيس الجمهورية"، موضحاً أن "العلاقة جيدة مع الرئيس نبيه بري وتجمعنا الكثير من القواسم المشتركة مع وجود تباينات لا تصل إلى حد الخلاف والتصعيد".
ولفت عطالله إلى أن أصحاب النيات الخبيثة يعملون على تشويه بيان المكتب السياسي للتيار الوطني الحر للإيحاء بأن تفاهم مار مخايل سقط، مذكراً بكلام رئيس التيار قبل شهر عن أهمية التفاهم بإرساء الوحدة الوطنية في الداخل وتحصين الجبهة ضد العدو الإسرائيلي رغم وجود تباين حول بناء الدولة وإعادة انتظام المؤسسات. وهذا يتماهى بحسب عطالله مع ما قاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه ما قبل الأخير بأن التفاهم مبني على علاقة وطنيّة مع ضرورة إعادة النظر ببعض بنوده.
ولفت عطالله إلى أن "الاتصالات واللقاءات انطلقت بين الحزب والتيار للبحث بإعادة تطوير التفاهم في بعض البنود ونعمل على وضع مسودة ومناقشتها مع الحزب". مؤكداً أن "العلاقة بين الحزب والتيار وبين السيد نصرالله والرئيس عون تحديداً علاقة احترام ومودة وثقة". ولفت إلى أن "الطلب من حزب الله الضغط على التيار بحكم المونة هو كلام حق يُراد به باطل ولن يحصل".
في سياق ذلك، تمنى البابا فرنسيس، أثناء لقائه اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، أن "يشهد لبنان التزاماً سياسياً، وطنياً ودولياً، يساهم في تعزيز الاستقرار في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية". وشدد على "ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعدّدي متسامح ومتنوع، يقدم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية فحسب". وأكد أن "إضعاف المكوّن المسيحي في لبنان يهدّد بالقضاء على التوازن الداخلي". وأبرز "أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين". محذراً من "مغبة انهيار البلاد اقتصادياً". ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى "وضع مصالحهم الخاصة جانباً والتزام تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم".
ودخلت البلاد أمس، مرحلة الفتح التدريجي، في ظل حركة سير لافتة وصلت إلى ازدحام في بعض المناطق لا سيما في بيروت مردها بحسب مصادر قوى الأمن الداخلي إلى فتح بعض القطاعات واستفادة المواطنين من ذلك للتبضّع والتموين، فيما منعت القوى الأمنية السوبرماركات والأفران من فتج ابوابها لدخول الزبائن اليها تحت طائلة المسؤولية. على أن تكون المرحلة الاولى محل رصد وتقييم تمهيداً للانطلاق الى المرحلة الثانية. فيما لوحظ انخفاض في عدد الإصابات فيما بقي عدد الوفيات مرتفعاً. وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 2063 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما رفع العدد التراكمي للإصابات منذ بدء انتشار الوباء في شباط الفائت إلى 321980.
كما وسجّل لبنان 61 حالة وفاة ما رفع العدد التراكمي للوفيات إلى 3677.
ورأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أن "من خلال مشاهدتنا لحالات "كورونا" في لبنان، فإن السلالة الإنكليزية منتشرة نسبياً في البلد وسريعة التفشي، ولكن لا نملك مختبرات تستطيع الكشف عما إذا كانت هذه السلالة منتشرة بسرعة كبيرة". وفي حديثٍ إذاعي قال "كان من النادر في السابق أن يلتقط الأطفال فيروس كورونا أما اليوم فيلتقطونه، وما جرى مع الطفلة التي توفيت أمس في "مستشفى رفيق الحريري" خير دليل، والحماية تكون عبر البقاء في المنازل".
على صعيد التحقيقات بتفجير مرفأ بيروت، حدد المحقق العدلي في بيروت القاضي فادي صوان، مواعيد لاستجواب عدد من المدعى عليهم والشهود هذا الأسبوع والأسبوع المقبل.
وفي سياق قضائي آخر، تقدم وكيل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المحامي شوقي قازان بدفوع شكلية لدى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور في قصر العدل في بعبدا، في الدعوى المقدّمة ضده في جرم الإهمال الوظيفي وإساءة الأمانة ومخالفة قرار إداري.
وكانت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون ادعت على سلامة وعلى رئيسة لجنة الرقابة على المصارف مايا دباغ وعلى صاحب شركة استيراد دولار وأحد الصيارفة، وأحالت الملف الى القاضي منصور، على أن يحدّد موعد الجلسة في وقت لاحق.
************************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
“عودة خليجيّة”… والبابا قلق على هويّة لبنان
ثمانية أيام فقط فصلت بين رحيل رمزين سياسيين كبيرين #ميشال المر في نهاية كانون الثاني الفائت، و#جان عبيد امس، كانت كفيلة بأن ترخي على #لبنان مزيدا من أجواء ثقيلة حزينة وقلقة لافتقاد قماشات تجسد الركائز الأصيلة للسياسات الحكيمة المتوازنة والحلول المرتجاة خصوصا في عز انزلاق لبنان نحو انهيارات تفتقد من هم مثل جان عبيد العابر لكل الفوارق والانقسامات والتمزقات والعامل طوال عمره السياسي على التوحيد والتوافق والحوار. وإذ يرتفع برحيل النائب جان عبيد عدد المقاعد النيابية الشاغرة في مجلس النواب الى عشرة بفعل الاستقالة او الوفاة، يبدو صعبا للغاية التكهن بالفرص الممكنة لاجراء انتخابات نيابية فرعية لملء المقاعد الشاغرة سواء بسبب استشراء جائحة #كورونا او بسبب “الشغور” الحكومي وتعذر التكهن بأي موعد افتراضي لنهاية ازمة تعطيل تاليف الحكومة الجديدة. ولذا تركزت الاهتمامات في الساعات الأخيرة على محاولة استكشاف مجموعة مؤشرات أوحت إيجابا لبعض الأوساط السياسية المعنية لجهة ما قالت هذه الأوساط انه قد يَصْب في خانة تحريك جدي ل#تشكيل الحكومة. فعلى رغم ان غموضا اكتنف الإعلان المفاجئ عن زيارة سيقوم بها اليوم وزير الخارجية القطري لبيروت وسط ترجيح ان تنحصر بموضوع مد لبنان بمساعدات حيوية في هذا الظرف الخطير، فان الأوساط السياسية المشار اليها لم تستبعد ما ذكر عن عودة خليجية الى بيروت توسم بها إيجابا معظم القوى السياسية مع عودة السفير السعودي في بيروت قبل يومين ومن ثم مع زيارة الوزير القطري اليوم. وكانت السفارة القطرية في بيروت أعلنت ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني سيزور لبنان اليوم حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون نحو الساعة 11.50 قبل الظهر. وعلم ان وفدا يرافق الوزير القطري ويضم السفراء محمد الجابر وسعد الخرجي ومشعل المزروعي والسيد عبدالله السليطي. المؤشر الثاني حيال الواقع الحكومي تمثل في الزيارة التي قام بها وفد من “التيار الوطني الحر” للصرح البطريركي في بكركي امس غداة المواقف البارزة اتي اعلنها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الاحد الماضي في شأن الملف الحكومي كما في موضوع دعوته الى عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة لمقاربة الوضع في لبنان. وعلمت “النهار” في هذا السياق ان موقف #البطريرك الراعي اثار قلقا لدى العهد وتياره السياسي لجهة انه شكل أقوى ادانة ضمنية للدولة والسلطة والحكومة في ظل العهد وترك ترددات قوية خارجية وداخلية من شأنها اثبات الفشل المحكم للعهد في إدارة الازمة الى حدود جعلت البطريرك يطرح بجدية بالغة موضوع السعي الى عقد مؤتمر دولي. وعقد لقاء الراعي ووفد “التيار الوطني الحر” في ظل هذا الموقف والإحراج الذي تسبب به للعهد وتياره السياسي. ولوحظ على الأثر ان كلام الوفد بلسان الوزير السابق منصور بطيش بدا كأنه يتحدث باسم رئيس الجمهورية اذ ركز على رغبة الرئيس في تشكيل الحكومة بأسرع وقت، لكنه كرر دعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى المبادرة للقاء عون. كما ان مؤشرا ثالثا برز في سياق تحريك المسار الحكومي وتمثل في المعلومات التي تحدثت عن وصول الموفد الرئاسي الفرنسي مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون باتريك دوريل الى بيروت في نهاية الأسبوع الحالي للقاء عدد من المسؤولين وستتركز محادثاته على استكشاف المنافذ الممكنة لتشكيل الحكومة الجديدة.
البابا ولبنان
في أي حال اكتسب موقف البطريرك الراعي دلالة بارزة جديدة من خلال تطرق #البابا فرنسيس امس في خطابه امام السلك الديبلوماسي في الفاتيكان الى الوضع في لبنان بما ينسجم تماما مع صرخات البطريرك ومواقفه اذ ورد في خطاب البابا الآتي :”…وأتمنّى كذلك تجديد الالتزام السياسي الوطني والدولي من أجل تعزيز استقرار لبنان، الذي يمرّ بأزمة داخلية والمُعرَّض لفقدان هويّته ولمزيد من التورّط في التوتّرات الإقليمية. من الضروري للغاية أن يحافظ البلد على هويّته الفريدة، وذلك أيضًا من أجل ضمان شرق أوسط متعدّد ومتسامح ومتنوّع، حيث يستطيع #الوجود المسيحي أن يقدّم مساهمته وألّا يقتصر على أقلّية يجب حمايتها. إن المسيحيّين يشكّلون النسيج الرابط التاريخي والاجتماعي للبنان، ومن خلال الأعمال التربويّة والصحّية والخيريّة العديدة، يجب أن تُضمَنَ لهم إمكانيّة الاستمرار في العمل من أجل خير البلد الذي كانوا من مؤسّسيه. فقد يتسبّب إضعافُ الوجود المسيحي بفقدان التوازن الداخليّ والواقع اللبناني نفسه. ومن هذا المنظور، يجب أيضًا معالجة وجود اللاجئين السوريّين والفلسطينيّين. فالبلد إضافة لذلك، دون عمليّة عاجلة لإنعاش الاقتصاد وإعادة الإعمار، مُعرّض لخطر الإفلاس، مع ما قد ينتج عنه من انحرافات أصوليّة خطيرة. لذلك فمن الضروريّ أن يتعهّد جميع القادة السياسيّين والدينيّين، واضعين جانبًا مصالحهم الخاصّة، بالسعي لتحقيق العدالة وتنفيذ إصلاحات حقيقية لصالح المواطنين، فيتصرّفوا بشفافية ويتحمّلوا مسؤولية أفعالهم”.
الى ذلك بدأ امس تنفيذ المرحلة الأولى من الإجراءات المخففة للتعبئة الصحية و#الاقفال العام والتي شملت فتح عدد محدود من القطاعات الحيوية وسط أجواء معقولة لجهة الاستجابة للتدابير باستثناء احتجاجات للتجار في عدد من المناطق للاستمرار في قرار منعهم عن فتح متاجرهم . اما اعداد الإصابات بكورونا فسجلت انخفاضا طفيفا اذ بلغت 2063 إصابة فيما ظلت نسبة الوفيات مرتفعة وبلغت 61 حالة وفاة.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الحريري في باريس… وزيارة الموفد الفرنسي لم تتحدّد بعد
صدى بكركي يتردّد في الفاتيكان وباسيل “يتذاكى” على البابا!
في كل كلمة من كلام البابا فرنسيس عن لبنان أمس، ثمة ما يستحضر إلى الأذهان نداءات البطريرك الماروني بشارة الراعي المتكررة لإنقاذ البلد، حتى بدت تعابيره بمثابة تطويب بابوي لصوت بكركي وصداه السيادي الذي بدأ يتردد في دوائر الفاتيكان ولاقى انعكاساته الواضحة في الفقرة اللبنانية من خطاب البابا أمام أعضاء السلك الديبلوماسي، تشخيصاً لبيت الداء والدواء في المعضلة اللبنانية.
لكن وعلى الرغم من أنّ النداء البابوي تبنى بشكل جلي هواجس بكركي ونداءاتها الوطنية التي لم تلقَ آذاناً صاغية لدى “التيار الوطني الحر” ولم تتقاطع مع أهواء “التيار” وأجندته السياسية، لم يتوان رئيسه جبران باسيل عن محاولة حرف كلام البابا عن مراميه و”التذاكي” عليه، حسبما لاحظت أوساط مسيحية معنية، عبر محاولة حصر مفاعيل الخطاب البابوي، على أهميته، في خانة ضيقة تقتصر على الإضاءة على الشق المتعلق بملف النزوح، مقابل التعمية على كل الرسائل المهمة الأخرى التي اختزنها كلام البابا.
وفي هذا الإطار، طرحت الأوساط جملة تساؤلات وضعت الإجابات عليها في عهدة “التيار الوطني”، وقالت: “حين يحذر البابا اللبنانيين عموماً والمسيحيين بشكل أخصّ من “خطر فقدان الهوية الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية”، ألا يجد رئيس “التيار” نفسه معنياً بهذا الكلام وهو المنغمس في لعبة التجاذبات والتوترات ضمن إطار أجندة إقليمية واضحة المعالم والأهداف في لبنان والمنطقة؟ وعندما يشدد على وجوب إخراج الحضور المسيحي في بلاد الأرز من التقوقع في حيّز “الأقلية” إلى رحاب “شرق أوسط تعددي متنوع”، ألا يصيب هذا الكلام مقتلاً في النهج العوني القائم منذ نشأته على دفع المسيحيين إلى التخندق ضمن “حلف للأقليات” في المنطقة؟.
أما إزاء مقتضيات الخروج من الأزمة اللبنانية الاقتصادية والمقاربة البابوية “طبق الأصل” لمقاربة بكركي في هذا المجال، من خلال مناشدته “الزعماء إلى وضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام في تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات”، فهل هناك من هو معني بهذه الرسالة أكثر ممن هم مستغرقون علناً في التعطيل وأجهضوا مبادرة بكركي مراراً وتكراراً لغايات متصلة بتحصيل مكاسب سلطوية وحصد الكراسي الوزارية؟”.
وعلى ذلك، لا يزال كباش الحصص مستحكماً بولادة “حكومة المهمة” الإصلاحية، ولا يزال المقربون من دوائر القصر الجمهوري يؤكدون أن “أي حكومة لن تبصر النور ما لم تراع معايير الشراكة الدستورية التي يطالب بها الرئيس ميشال عون”، بينما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولته الخارجية بحثاً عن مظلة عربية ودولية لتشكيلته المرتقبة، وأكدت مصادر “نداء الوطن” ليلاً أنه وصل إلى باريس، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في حين رُصدت رسالة لافتة للانتباه وجهها “حزب الله” أمس من بين سطور مقدمة نشرة “المنار” المسائية إلى الحريري، اختزنت تحذيراً صريحاً من أنه في حال لم يبدِ “مرونة قبل غيره” في مقاربة المسار الحكومي بعد عودته إلى بيروت، فإنّ “السلبية ستستمر والحال الحكومية لن تتغير لا في 14 شباط ولا حتى في 14 آذار”.
وفي الغضون، ترددت أمس أنباء إعلامية عن اتجاه مبعوث الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل لزيارة بيروت نهاية الأسبوع لاستعراض مستجدات المواقف مع المسؤولين اللبنانيين حيال مسألة تشكيل الحكومة، غير أنّ مصادر فرنسية رفيعة شددت لـ”نداء الوطن” على أنّ ما يتم تداوله في الإعلام اللبناني حول زيارة دوريل “غير صحيح” وأنّ لا موعد محدداً للزيارة بعد.
واليوم، يصل نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في قصر بعبدا إثر لقائه رئيس الجمهورية قرابة الثانية عشرة ظهراً، على أن يلتقي بعدها كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وإذ أكدت مصادر رسمية أنّ الدوائر اللبنانية لم تتبلغ بالغاية من زيارة المسؤول القطري، أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأنّ الزيارة ذات طابع تضامني مع لبنان وسيتخللها على الأرجح الإعلان عن “مكرمة” قطرية تقع في خانة المساعدات الإنسانية، مع إبداء استعداد الدوحة للعب أي دور توفيقي بين الأفرقاء اللبنانيين.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
البابا للحفاظ على لبنان.. الإنقسام يهدّد «المـــــبادرة».. ومخاوف دولية
في موازاة المحاولات الفرنسية لفتح نوافذ في الجدار الحكومي المقفل توصل الى تشكيل حكومة المبادرة الفرنسية، يبدو أنّ ثمة إرادة داخلية لتفشيل هذا المسعى وسدّ كل مسارب الفرج، وإبقاء البلد في قبضة التعطيل، مع ما يترتب على ذلك من تفاقم خطير للأزمات التي تضرب كل مفاصله.
في هذه الأجواء، تمنّى البابا فرنسيس «أن يشهد لبنان التزامًا سياسيًا وطنيًا ودوليًا، يساهم في تعزيز الاستقرار، في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والإنغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية».
وبحسب ما نقل موقع «فاتيكان نيوز»، فإنّ البابا شدّد في كلمة له أمام السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي على «ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة، من أجل ضمان شرق أوسط تعدّدي متسامح ومتنوع، يقدّم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية وحسب».
وأكّد البابا فرنسيس، «أنّ إضعاف المكوّن المسيحي في لبنان يهدّد بالقضاء على التوازن الداخلي»، لافتاً أيضاً إلى أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين، كما حذّر من مغبة انهيار البلاد اقتصادياً. ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى «وضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام في تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم».
توترات مفتعلة
وإذا كان الفرنسيون قد اخذوا على عاتقهم محاولة افادة لبنان من الفرصة الإنقاذية التي أتاحوها للبنانيين عبر المبادرة الفرنسية، واعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّ فرنسا ستبقى الى جانب لبنان ولن تتخلّى عن شعبه، فإنّهم يُقابَلون من الداخل اللبناني بما قد يقطع عليهم حماستهم في التصدّي للملف اللبناني، عبر افتعال توترات سياسية في كل الاتجاهات، وقطع ما تبقّى من شعرات واصلة في العلاقات المهتزّة اصلاً، بين القوى السياسية، وهو الامر الذي يجعل من امكانية توفير مساحات مشتركة حول الملف الحكومي، تُبنى عليها حكومة توافقية ولمهمة إنقاذية، ضرباً من المستحيل.
المشهد الداخلي، وبما يعتريه من توترات، يشي بأنّ تأليف الحكومة خارج سياق الاولويات لدى بعض المعنيين بهذا الملف. ولعلّ ما يخشى منه المواكبون لهذا الملف وتعقيداته، وما استجد، ويستجد حوله من تسخين يبدو متعمّداً، لكل الجبهات السياسية، وإخضاعها للغة السجال العنيف وصبّ الزيت على نار الخلافات القائمة على كل العناوين والتفاصيل وكذلك المعايير، ان تصطدم المساعي الفرنسية بفشل جديد، يعيد الامور في البلد الى ما دون نقطة الصفر التي يقف عليها حالياً، ما ينذر بسيناريوهات كارثية لن يملك احد القدرة على احتواء تداعياتها.
فرز سياسي
وسط هذا الجو، وعلى ما تقدّر مصادر سياسية لـ»الجمهورية»، فإنّ المسعى الفرنسي مهدّد، كونه يتواكب مع واقع لبناني منقسم على ذاته، بين من يريد للمبادرة الفرنسية أن تسلك طريقها الى النفاذ، وبين من يريد أن يقطع عليها الطريق، وحتى ولو كانت قوة الدفع الفرنسية في اتجاه انجاح المبادرة أقوى هذه المرة مما كانت عليه، مع اعلانها آخر آب الماضي، فإنّ نقطة ضعفها او فضلها، تتجلّى في أنّها قد لا تجد من يتلقفها، في بلد يبدو الإنقسام فيه اقوى من كل الوساطات والمبادرات، وبات مفروزاً سياسياً بالكامل بين جبهات متصادمة، بدءاً بالصدام العميق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ومن خلفها الاشتباك العنيف بين «لتيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، وكذلك بالعلاقة التي صعدت الى ذروة التأزم بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومن خلفها الاشتباك السياسي الناري بين «التيار» وحركة «أمل»، إضافة الى العلاقات الصدامية للتيار مع «القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» وتيار «المردة»، وصولاً الى العلاقة التي بدأت تشهد اهتزازاً وتفسّخاً ملحوظاً بين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله».
ومن هنا، وبحسب المصادر، قد يستحيل على أي جهد او مسعى خارجي لتأليف الحكومة، أن يتمكن من عبور هذا الجو المقفل، خصوصاً أنّه ما زال آيلاً لأن يتفاقم أكثر، مع استمرار التراشق على اكثر من جبهة، وإصرار بعض الجهات الداخلية على توسيع مروحة الاشتباكات مع كل الاطراف. وهو امر يعني في هذه الحالة، أنّ تأليف الحكومة معلّق على خط التوتر العالي، ما ينذر بترحيله أشهراً إلى الامام، وهذا معناه بقاء البلد في حالة دوران في حلقة الازمات وتداعياتها الخطيرة.
الى الشارع
وتبعاً لهذا المشهد الملبّد بالغيوم السياسية الداكنة، بدأ الحديث يتصاعد في اوساط سياسية وحراكية، عن مرحلة صعبة سيُقبل عليها البلد في الآتي من الايام، والكلمة فيها ستكون للشارع، بتحركات نوعية وصادمة في وجه الطبقة الحاكمة التي تسدّ كل منافذ الحلول، وتمعن في الإصرار على نهجها الذي أضرم نار الأزمة. ولعلّ ما اشار اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول هذا الموضوع، يعكس نبض الفئات الشعبية التي فاض بها، ولم تعد قادرة على السكوت على الجريمة التي يرتكبها الحكّام بحق لبنان واللبنانيين.
وكشفت مصادر حراكية لـ»الجمهورية»، عن مشاورات ولقاءات تجري على اكثر من مستوى حراكي، تبحث في التحضير لحراك نوعي في وجه الفاسدين والمرتكبين، وقالت: «هذه المرة سيكون الغضب عارماً، واللبنانيون سينزلون الى الشارع لمحاسبة حكاّم السلطة، ولن يقبلوا ان يدفعوا ثمن سياساتهم بإفلاس اللبنانيين وافقارهم وقهرهم».
قلق على لبنان
الى ذلك، «علمت الجمهورية» أنّ الملف الحكومي، ومنذ اعلان الرئيس ماكرون عزمه على التحرّك تجاه لبنان، يخضع لمشاورات ديبلوماسية عربية واوروبية انطلاقاً من دعم المبادرة الفرنسية، مع التأكيد المتجدّد على القادة اللبنانيين بتلقف الفرصة التي تتيحها هذه المرة، وخصوصاً انّها تنطلق من رغبة فرنسية شديدة لتطبيقها، وبدعم اميركي أكيد لها، وتناغم عربي جدّي هذه المرة معها.
وقالت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ الأجواء الديبلوماسية العربية والغربية ترسم علامات غير مشجعة حيال تعاطي بعض المعنيين بملف تأليف الحكومة، مع الجهد الخارجي، وتحديداً الفرنسي، لبلورة حلول للأزمة في لبنان. حيث لم يقدّم هؤلاء ما يؤكّد تجاوبهم حتى الآن، ونرى ذلك في مقاربتهم للملف الحكومي على قاعدة الشروط المتبادلة لتثبيت مواقع ومصالح، ومعايير لا ترقى الى حاجة لبنان الى الخروج من واقعه الصعب وتأليف حكومة سريعاً تباشر في مهمة الإنقاذ. وكل ذلك يعزز القلق على لبنان وانحدار وضعه الى صعوبات اكبر.
وبناءً على هذه الاجواء، كشفت المصادر الموثوقة، أنّ فرنسا لم تلمس بعد اشارات لبنانية متناغمة مع مسعى ماكرون، فيما مصر تدفع بكل ثقلها لئلا يدفع الشعب اللبناني ثمن الأزمة، والإمارات وغيرها من دول الخليج ترغب في المساعدة، انما الشرط الاساس لكل ذلك هو ان يبدي المسؤولون في لبنان دليلاً حسياً على انّهم يريدون فعلاً وبصدق، ان يساعدوا هذا البلد.
تحرّك قطري
وفي سياق متصل، أعلنت السفارة القطرية في بيروت، انّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، سيزور لبنان اليوم، حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ووصفت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية الزيارة، بأنّ لها نكهة خاصة في هذه المرحلة بالذات، فهي تأتي بعد انقطاع لفترة طويلة، تزامناً مع الغياب الديبلوماسي الخليجي عن لبنان، والذي قطعته زيارات وضعت تحت عناوين انسانية وطبية، بعد انفجار المرفأ في 4 آب الماضي.
وعلمت «القبس» من مصادر مطلعة، أن وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن، سيحمل خلال زيارته المقررة إلى بيروت اليوم الثلثاء مبادرة لجمع الأطراف اللبنانية على طاولة حوار في الدوحة.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب القطري لن يعلن عن مبادرته إلا بعد موافقة كل الأطراف اللبنانية على المشاركة في الحوار، مشيرة إلى تلقّي الجانب القطري موافقة مبدئية من غالبية القوى السياسية اللبنانية، لا سيما «حزب الله» وفريق الرئيس ميشال عون.
ولم تستبعد المصادر أن يتم الحديث عن تقديم دعم مالي إلى لبنان، الذي يعاني من أزمة سياسية حادة وأزمة مالية وإقتصادية زادت حدتها بفعل تداعيات وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت.
ولقاءات للسفير السعودي
تزامناً وزيارة المسؤول القطري، كشفت مصادر ديبلوماسية، انّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي عاد اليها قبل ايام قليلة، قد بدأ سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية مع نظرائه العرب والخليجيين، في اطار حملة ديبلوماسية واسعة لم يكشف عن اهدافها خارج اطارها الاستشاري والاستطلاعي، وهي ستشمل في الساعات المقبلة كلاً من السفيرتين الفرنسية والاميركية في بيروت.
لا مساعدات
هذه الأجواء تتواكب مع اجواء مماثلة نقلها اعضاء في الهيئات الاقتصادية، عن مسؤول كبير في مؤسسة مالية دولية، الذي جاء بـ»كلام كبير» ضدّ بعض المسؤولين، مستنكراً كيف انّ السياسيين في لبنان يحاولون ان يخدعوا المجتمع الدولي، ويهربون من الاستجابة لمتطلبات إنقاذ لبنان بإمعانهم على شراء الوقت، ما يعزز القناعة لدى كل المجتمع الدولي، بأنّ غاية هؤلاء الحكام ليس تأليف حكومة تباشر عملية طويلة وشاقة في الاصلاحات وتنهي منطق المحاصصة وتحقيق المكاسب الذي ادّى الى تفاقم الازمة في لبنان».
واكّد المسؤول عينه «انّ مشكلة لبنان اليوم، ليست في ازمته الصعبة فقط، بل في لامبالاة المسؤولين فيه، مع علمهم أنّهم بلامبالاتهم، يدفعون المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية الى أن يكون أكثر تصميماً على حجب المساعدات عن لبنان. وقال: «هناك توجّه لدى المجتمع الدولي في زيادة المساعدات الانسانية للشعب اللبناني، وهذا الامر يشكّل اولوية، ولكن لا مساعدات اقتصادية ومالية للدولة اللبنانية طالما ظلّ المسؤولون يرفضون ويتهرّبون من اجراء اصلاحات».
وبحسب المصادر، فإنّه عندما قيل للمسؤول المذكور بأنّ تعاطف المجتمع الدولي يعكس قراراً بعدم السماح بانهيار لبنان، سارع المسؤول الى القول: .. ولكن مع الأسف، القادة اللبنانيون يعملون على ذلك. فالدولة اللبنانية في حالة تآكل، واللبنانيون وضعهم صعب جداً، وقلقون على مستقبلهم، وهناك هروب متواصل من تشكيل حكومة، وهذا معناه الهروب من الاصلاحات المطلوبة لحماية مصالحهم ومكتسباتهم وشراكتهم في الفساد، وبالتأكيد فإنّ استمرار الوضع على ما هو عليه، وبقاء السياسيين يتصرفون على هذا النحو الذي يغلّبون فيه مصلحتهم على مصلحة لبنان، سيجعلان وضع لبنان ميؤوساً منه بالكامل، وستحلّ فيه مصاعب لا تُحتمل».
«امل» و»التيار»
من جهة ثانية، يشهد الخلاف بين حركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» تصاعداً في وتيرته، حيث أكّد المكتب السياسي لحركة «أمل» انّ «امام اصرار البعض على تجاوز روح ونص الدستور وخلق اعراف وقواعد جديدة في ادوار المؤسسات ورئاساتها على متابعة مبادرة الرئيس نبيه بري الانقاذية، التي تشكّل بآلياتها ومندرجاتها المخرج العملي للوصول الى انجاز تأليف الحكومة العتيدة للقيام بالإصلاحات المالية والادارية والاقتصادية، التي لم يعد هناك متسع من الوقت لإنجازها قبل الانهيار الشامل».
ودعا «مدّعي الإصلاح وشعارات التغيير الى مراجعة مواقفهم، والالتفات إلى مكامن الخلل الاساسي في تطبيق القوانين التي أنجزها المجلس النيابي، الذي ما تأخّر عن القيام بدوره التشريعي في إقرار القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في كل ادارات ومؤسسات الدولة، ابتداء من وزارة الطاقة».
وتابع: «المطلوب ان يتعظ المعنيون وان يعودوا الى رشدهم الوطني، وينتبهوا بأنّ كثيرين من المخلصين الذين يقدّمون مبادرات مؤسسة على مصلحة الوطن، يفترض ان يلاقوا تجاوباً ومدّ يد في مقابل اليد الممدودة، والتوقف عن (النكد السياسي) المبني على توهمات غير دقيقة، ولا يمكن ان تنتج الّا المزيد من التعقيد للأزمة بكل وجوهها، في لحظة لا تحتمل المزيد من هدر الوقت والفرص، واضاعة المبادرات في متاهات النقاشات العقيمة التي لم تعد تعني المواطنين، لا بـ»الحصص» ولا بـ»الارقام»، بقدر ما يعنيهم قيام الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها. وعلى المعنيين ان ينتبهوا الى انّ كثيراً من دول العالم ترغب بمساعدة لبنان، ولكن على اللبنانيين اولاً ان يبدأوا بمساعدة انفسهم، بالخروج من شرنقة المصالح الضيّقة والانفتاح نحو حلول ناجعة لإنقاذ الوطن».
وكان وفد من التيار قد زار بكركي امس، والتقى البطريرك الراعي. وقال الوزير السابق منصور بطيش، إنّ البحث مع البطريرك كان «في ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات صدقية عالية ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية». مشيراً إلى انّ «الحلول يجب أن تأتي من الداخل، والعيش المشترك يتطلب أن نتعاون للوصول الى هذه الحلول»، وقال: «رئيس الجمهورية حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وفق القواعد الوطنية، وعلى الرّئيس المكلّف أن يقصد بعبدا ويتشاور مع عون».
«التيار» و «الحزب»
الى ذلك، الصفعة السياسية التي وجّهها «التيار الوطني الحر» في اتجاه «حزب الله» بإعلانه «أنّ تفاهم مار مخايل بينهما لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون. وان تطويره باتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه، اذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة وانتصار اللبنانيين الشرفاء على حلف الفاسدين المدمّر لأي مقاومة أو نضال». ما زالت في دائرة التفاعل السلبي لدى «حزب الله».
وفيما لوحظ انّ الحزب لم يرد على بيان التيار، اكّدت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ «موقف التيار كان له أثر شديد السلبية في اوساط الحزب، حيث طُرحت تساؤلات عن الغاية التي يريدها التيار من إثارة هذا الامر في هذا الوقت بالذات. ولمن يوجّه رسالته، هل الى الداخل او الى الخارج».
نجم
من جهة ثانية، بحثت وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم أمس، مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا في قضايا ثنائية، وفي التحقيق في مقتل الناشط السياسي لقمان سليم وأهمية محاسبة مرتكبي الجريمة، وغيرها من القضايا العالقة من دون تأخير أو استثناء، بحسب ما أفادت سفارة الولايات المتحدة في لبنان. وكانت نجم قد إستقبلت أيضاً السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان ينعى جان عبيد… رجل الحكمة والدبلوماسيّة
إجماع سياسي على الإشادة بدوره
نعى لبنان بمختلف أطيافه السياسية، النائب والوزير السابق جان عبيد الذي توفي أمس (الاثنين) عن عمر يناهز الـ82 عاماً إثر مضاعفات صحيّة متعلّقة بإصابته بفيروس «كورونا»، وهو إجماع قليلاً ما يتكرر في لبنان لجهة الإشادة بشخصية سياسية ودورها الوطني الذي لعبته خلال مسيرتها.
ورغم الاختلافات السياسية، فإن «وسطية» جان عبيد وحكمته، والدور الذي لعبه منذ الحرب اللبنانية بالانفتاح على مختلف الأطياف والتوسط بين الأطراف المتصارعة، مهّدت لهذه الإشادة الجامعة به في يوم رحيله. ووصفه رئيس الجمهوريّة ميشال عون برجل المسيرة الحكيمة والمعطاءة على الصعيدين السياسي والوطني. ونوّه عون بالدور الذي لعبه الراحل في الحياة السياسية اللبنانية نائبا ووزيرا، والمواقف التي اتخذها خلال مسيرته.
ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعضاء المجلس النيابي عبيد، مشيرين إلى أنّ المجلس سيفتقد «قامة تشريعية وطنية نذرت نفسها حتى الرمق الأخير من حياتها عملا دؤوبا من أجل حفظ لبنان الوطن والرسالة، ولبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه».
واعتبر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أنّ لبنان خسر برحيل عبيد «رجلاً نبيلاً أغنى الحياة السياسية ومنابرها بحكمته وثقافته وصدق وطنيته وكرم أخلاقه وحيويته في ابتكار الأفكار التي تحمي لبنان والعيش المشترك»، متقدما في تغريدة له بالتعازي «لزوجته وأبنائه وإخوانه ورفاق عمره ومسيرته ولأبناء طرابلس التي أحبها وأحبته وعائلته الكبيرة في لبنان والعالم العربي».
ورأى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أنّ عبيد رحل «بهدوء يشبه سكينته التي تحصن بها منذ سنوات، وهو يتألم للواقع الذي يعيشه لبنان»، مضيفا أنّه مع رحيل عبيد «فَقَدَ الاعتدال بوصلة لطالما كانت تشير إلى حقيقة أن اللبنانيين محكومون بالعيش الواحد» وأنّ عبيد كان «نموذجا لتلك الصورة التي تجمع ولا تفرق، لكنها واضحة في قول الموقف الذي يؤمن به من دون تجريح ولا فرقة ولا توظيف ولا مطامع».
ورأى دياب أنّ لبنان سيفتقد «الرقي الذي طبع أداء عبيد في السياسة، كما سيفتقد مفكرا كبيرا تبحر في الدين والسياسة والعروبة والتاريخ».
ورأى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أنّه مع رحيل عبيد «رحل آخر الحكماء عن لبنان الغارق وسط غابة التوحش والاغتيال والأثلاث المعطلة لقوى الجهل والحقد والظلامية المحلية والإقليمية»، مضيفا في تغريدة: «رحل الرجل الوطني والعربي الكريم الأخلاق والنفس، فاعتبر أن لا قيمة للإنسان خارج محبة المسيح وعدل الرسول. رحل الحبيب جان عبيد صديق كمال جنبلاط وفلسطين».
هذا واعتبر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أنّ عبيد كان «شخصية عريقة رسخت نهجا فريدا في فن الدبلوماسية السياسية برصانة الكلمة والموقف، أرسى على مدى سنوات طويلة نموذجا خاصا في العمل السياسي جعله على علاقة وطيدة بمختلف الأطراف، من دون أن يحيد عن القناعات الوطنية والسياسية التي كان يؤمن بها ويناضل في سبيلها».
بدوره، نعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة الفقيد، واصفا إياه «برجل الحوار الوطني والدبلوماسية الراقية»، ومعتبرا أن لبنان «فقد برحيله ركنا من أركان الاعتدال وهامة وطنية». وذكر وهبة بأن الراحل «كرس حياته لخدمة الوطن وحماية مصالحه والدفاع عنه في المحافل الدولية».
أمّا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس فقال إنّ عبيد خسارة للبنان وللحياة السياسية فيه، واصفا إياه في بيان بـ«الصديق المحبّ، رجل الحوار، الذي واكب كل المراحل السياسية من تاريخ لبنان الحديث، المثقف الهادئ والخلوق، المحاور بدماثة وذكاء».
هذا وأبرق الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق الوزير عمرو موسى إلى عائلة النائب جان عبيد معزيا، ومستذكرا «شخصيته التي اتسمت بالسعي الدائم إلى وحدة اللبنانيين كركن أساسي من أركانه».
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
باريس أكثر واقعية وتخشى خسارة «الورقة» اللبنانية: لا لتدويل الأزمة
الفاتيكان قلق على مستقبل المسيحيين ولا تغيير في المواقف السعودية
فوضى بعد العودة الجزئية واللقاحات السبت.. «لغز» هاتف سليم مستمر
ابراهيم ناصرالدين
بانتظار وصول 30 الف لقاح مساء السبت المقبل، تترنح البلاد «كورونيا» وسط مخاوف جدية من خسارة مفعول الاقفال العام بعدما بدأت مظاهر الفوضى تتسلل مع بدء تطبيق العودة التدريجية الى فتح القطاعات الاقتصادية. حكوميا لا جديد يمكن التعويل عليه بانتظار تبلور الموقف الفرنسي «المتارجح» بين الواقعية التي تحتم التواضع في شروط التأليف، والقلق من دخول اقليمي ودولي يعقد الموقف المعقد اصلا، وهو ما دفع باريس الى رفض الدعوات الاخيرة لبكركي لتدويل الازمة خوفا من خسارة «الورقة» اللبنانية التي لا تزال بعيدة عن اهتمامات المملكة العربية السعودية على الرغم من الحراك «النشط» لسفيرها الوليد البخاري الذي عاد الى بيروت قبل ساعات، تزامنا مع زيارة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى لبنان اليوم. في هذا الوقت لا يزال «لغز» اخفاء عائلة المغدور لقمان سليم لهاتفه الخلوي مثار تساؤلات، اعاد المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ اطلاق عجلة التحقيقات بتحديد مواعيد لاستجواب عدد من المسؤولين بصفة شهود وفي مقدمهم قائد الجيش السابق جان قهوجي.
ماذا ينتظر الحريري؟
حكوميا، ينتظر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري نجاح الضغوط الفرنسية على رئيس الجمهورية ميشال عون لدفعه نحو القبول بشروطه الحكومية، ولا يزال على موقفه بعدم تقديم تنازلات، ولن يشكل حكومة «كيف ماكان» كما تشير اوساطه التي ترى ان الرئاسة الاولى تعيش اليوم تحت ضغوط كبيرة، داخليا وخارجيا. وفيما ينتظر الحريري موعدا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل خطابه المرتقب في 14 الجاري في ذكرى استشهاد والده، تلقى جرعة دعم جديدة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذه المرة عبر بيان لحركة امل فيه الكثير من المواقف الاتهامية للرئاسة الاولى بعرقلة تأليف الحكومة. والخلاصة، بحسب مصادر مطلعة، انه لا شيء جدي وملموس يمكن الحديث عنه لتحريك حالة الاستعصاء الحكومي، وتوعد الحريري بخطاب مصارحة في ذكرى اغتيال والده لن يساهم في حلحلة العقد، بل سيزيد الامور تعقيدا. وربما لم يلتفت كثيرون الى كلمة «السر» التي مررها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عندما اكد ان الحزب لن يضغط وغير مقتنع اصلا بالضغط على حليفه في قصر بعبدا، وهذا يعني صراحة ان لا حل الا بتسوية تقوم على تدوير الزوايا، لان الحزب ليس في نيته «كسر» الرئيس عون ولن يقدم التسهيلات في هذا الاطار. ووفقا لمصادر معنية بالاتصالات، فإن حصار بعبدا لن ينجح في دفع الرئيس الى تقديم تنازلات بات يعتبرها مصيرية لمستقبل حزبه السياسي، وكذلك مستقبل النائب جبران باسيل، ومجرد الرهان على اضعاف موقفه هو مضيعة للوقت، والمطلوب من الحريري مقاربة جديدة قبل فوات الاوان.
اقتراحات رئاسية جديدة
وبحسب تلك الوساط، لدى رئيس الجمهورية ميشال عون خطة عمل جديدة سيبلغها للمبعوث الفرنسي باتريك دوريل الذي يصل نهاية الاسبوع، اذا لم تنجح باريس في تحريك الملف الحكومي، ان باريس ليست بحاجة لانتظار حكومة جديدة كي تباشر تحفيز المجتمع الدولي على مساعدة لبنان، فالتحقيق مع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قد بدأ، وهو أحد الشروط التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون من أجل تجنيد الدعم المالي للبنان بعد الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت في آب الماضي. ولهذا يمكن أن يقدم الدعم لحكومة تصريف الاعمال بعد «تعويمها». وبدلاً من أن ينتظر إلى حين تشكيل حكومة جديدة، يمكن تطبيق إصلاحات فورية لإقناع الدول المانحة بتحرير جزء من المبالغ التي تعهدت بها.
فرنسا لا تريد التدويل؟
وما يدعم هذه الخلاصة، بحسب اوساط سياسية بارزة عدم وجود حماسة فرنسية للتجاوب مع طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي «تدويل الملف اللبناني»، من خلال عقد مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، وعلم في هذا السياق، ان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ابلغ شخصيات مقربة من بكركي ان باريس لا تشجع على المضي بهذا الطرح ولا نية لها بدعمه لان ظروفه غير ناضجة وسيؤدي الى زيادة التعقيدات على الساحة اللبنانية بدل حلحلة الامور، وتفضل الادارة الفرنسية في هذه الاونة تعزيز الاتصالات مع واشنطن على نحو ثنائي في محاولة لاحداث اختراق في الجدار، تحت «سقف» المبادرة الفرنسية.
لا رغبة «بالخسارة»
ووفقا للمعلومات، لا ترغب فرنسا بخسارة «الورقة» اللبنانية من خلال ادخال شركاء على «الطاولة» وتسعى لحشد الدعم الاقليمي والدولي لمبادرتها، فالتدويل في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة محفوف بالمخاطر، ولا تحتاج فرنسا الى اختبار جديد لقدرة تاثيرها في ملف تعتقد انها نجحت في التقاطه بعدما احجم الجميع عن التدخل فيه، وهي اليوم تتعرض لاختبار دقيق في الملف النووي الايراني بعدما رفضت طهران وساطتها مع واشنطن بعد تصريحات «مرتجلة» للرئيس ايمانويل ماكرون ادت الى «نقزة» كبيرة في ايران من الدور الفرنسي، وثمة خشية من انعكاس سلبي على دورها على الساحة اللبنانية، ولهذا تسعى باريس لإبقاء الملف بعيدا قدر الامكان عن جدول اعمال النقاشات الايرانية ـ الاميركية حول الاتفاق النووي حيث «الكباش» على اشده الان في «الامتار الاخيرة» قبل العودة الى «الطاولة».
ماكرون والواقعية؟
وفي هذا السياق، يتجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى مزيد من الواقعية في مقاربته للملف الحكومي، وثمة اتجاه تبلور في باريس لتذليل العقبات من امام تشكيل الحكومة، بسقوف أدنى من السقوف السابقة الموضوعة لشروط تأليفها. وتربط اوساط مطلعة بين تبلور هذه الافكار بشكلها النهائي وبين استقبال ماكرون الحريري في باريس، فاذا ما توصلت الادارة الفرنسية الى صيغة نهائية يجري العمل عليها لكسر الجمود القائم، سيمنح الرئيس المكلف موعدا لنقاشها، يعود بعدها الى بيروت حيث يفترض ان يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سبق وابلغ الفرنسيين انه لن يقف حجر عثرة امام تأليف الحريري للحكومة على الرغم من عدم رغبته الشخصية بوجوده على رأس السلطة التنفيذية، لكن ذلك ليس على حساب الغاء الذات والتفريط بصلاحيات الرئاسة الاولى.
الفاتيكان يحذر!
وفي هذا السياق، غاب طرح تدويل الازمة اللبنانية، عن اللقاء بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ووفد من التيار الوطني الحر غاب عنه النائب جبران باسيل في «رسالة» اعتراض «برتقالية» على مواقف بكركي، كما لفتت مصادر «لبنان القوي»، وفيما جرى الحديث عن ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات مصداقية عالية ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية، لم يبادر الراعي الى شرح طرحه لتدويل الازمة، كما لم يتطرق الوفد لهذا الطرح. في المقابل، تمنى البابا فرنسيس، أثناء لقائه اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، أن «يشهد لبنان التزاما سياسيا، وطنيا ودوليا، يساهم في تعزيز الاستقرار في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية». وشدد على «ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعددي متسامح ومتنوع، يقدم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية فحسب». وأكد أن «إضعاف المكون المسيحي في لبنان يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي». وأبرز «أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين، محذرا من «مغبة انهيار البلاد اقتصاديا». ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى «وضع مصالحهم الخاصة جانبا والتزام تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم».
لا تحولات خليجية
وفي هذا السياق، اكدت اوساط دبلوماسية ان الملف اللبناني لا يحتل اي اولوية عند الدول الفاعلة ما عدا فرنسا، فالاتصال بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي فيصل الفرحان قبل يومين لم يتطرق الى الازمة اللبنانية، بل ارتبط بحقوق الانسان في المملكة، كما ابلغه بلينكن ان بلاده باتت ملزمة بإيقاف الهجمات على الحوثيين في اليمن، فوراً، بالتزامن مع محاولات واشنطن إعادة إيران إلى المفاوضات النووية. وهذا ما يجعل الرياض تمر بفترة من انعدام اليقين حيال العلاقة مع الاميركيين، وهذا ما يزيد من ارباك المملكة التي لا تجد نفسها معنية بالعودة الى الساحة اللبنانية بعد سنوات من الاخفاق وفي غياب «الاحصنة» الرابحة بعدما اخفق الحريري في اثبات نفسه في المواجهة مع حزب الله. ولهذا لا تعويل على عودة السفير السعودي الوليد البخاري الى بيروت، فلا استراتيجية سعودية جديدة تجاه لبنان ولا يزال «التطنيش» سيد الموقف، على الرغم من بدء نشاطه بلقاء السفير الروسي بالامس وترقب للقائه خلال ساعات مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا.
بري يواصل «هجومه»
وفي غضون ذلك، واصل رئيس مجلس النواب التصويب على الرئاسة الاولى، وهذه المرة عبر بيان للمكتب السياسي لحركة أمل والذي اصدر بياناً قال فيه انه»امام اصرار البعض على تجاوز روح ونص الدستور وخلق اعراف وقواعد جديدة في ادوار المؤسسات ورئاساتها على متابعة مبادرة الرئيس نبيه بري الانقاذية، التي تشكل بآلياتها ومندرجاتها المخرج العملي للوصول الى انجاز تأليف الحكومة العتيدة للقيام بالاصلاحات المالية والادارية والاقتصادية التي لم يعد هناك متسع من الوقت لانجازها قبل الانهيار الشامل. ودعا «مدّعي الإصلاح وشعارات التغيير الى مراجعة مواقفهم، والالتفات إلى مكامن الخلل الاساسي في تطبيق القوانين التي أنجزها المجلس النيابي الذي ما تأخّر عن القيام بدوره التشريعي في إقرار القونين المتعلقة بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في كل ادارات ومؤسسات الدولة، ابتداء من وزارة الطاقة». وتابع «المطلوب ان يتعظ المعنيون وان يعودوا الى رشدهم الوطني، وينتبهوا بأن كثيرين من المخلصين الذين يقدمون مبادرات مؤسسة على مصلحة الوطن يفترض ان يلاقوا تجاوباً ومد يد في مقابل اليد الممدودة والتوقف عن (النكد السياسي) المبني على توهمات غير دقيقة، ولا يمكن ان تنتج الا المزيد من التعقيد للأزمة بكل وجوهها، في لحظة لا تحتمل المزيد من هدر الوقت والفرص، واضاعة المبادرات في متاهات النقاشات العقيمة التي لم تعد تعني المواطنين، لا بـ«الحصص» ولا بـ«الارقام»، بقدر ما يعنيهم قيام الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها.
«لغز» هاتف سليم؟
في غضون ذلك، لا تزال التحقيقات جارية في جريمة مقتل الناشط السياسي لقمان سليم، وفيما يواصل فرع المعلومات تفريغ اشرطة كاميرات المراقبة على طول الطرق المتعددة من نيحا الى منطقة الزهراني، لا يزال «لغز» اختفاء هاتف سليم يثير علامات استفهام في ظل اصرار العائلة على نفي وجوده في حوزتها، بينما تؤكد المصادر الامنية ان العائلة تسلمته من صديق سليم الذي عثر عليه قرب منزله في نيحا بعدما توصلت عائلته الى تحديد مكانه فجر يوم الجريمة. ولفتت هذه المصادر الى انها ستمهل العائلة حتى يوم الخميس المقبل موعد دفن الجثمان، لتسليم الهاتف، والا ستتخذ الاجراءات القانونية المرعية الاجراء لاجبار العائلة على التعاون. وقد بدأت التساؤلات تكبر حيال حرص العائلة على عدم تسليم الهاتف، وحول المعلومات الموجودة داخله، في ظل تخوف من العبث «بداتا» المعلومات التي قد تكون مفيدة للتحقيق.
في المقابل، أعلنت عائلة سليم أن بعض الوسائل والمنصات تتناقل خبرا غير دقيق مفاده أن عائلة لقمان سليم ترفض التعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية انطلاقاً من رغبة العائلة في اللجوء الى تحقيق دولي بموضوع الاغتيال. وعليه، شددت عائلة سليم على تعاونها الكامل مع السلطات اللبنانية، قضاء وشرطة، وذلك منذ الساعات الأولى التي تلت اختفاء لقمان، وهي تعوّل على القضاء اللبناني وعلى القيمين على التحقيق لكشف المجرمين الذين قرروا وخططوا ونفذوا وغطوا عملية الاغتيال، وبأسرع وقت ممكن، صوناً للعدالة واحقاقاً للحق واثباتاً لكون لبنان لم يصبح بعد بلدا خارجا عن سلطة القانون ولا تسود فيه الا شريعة الغاب.
وفي تحرك لافت، بحثت السفيرة الاميركية دورثي شيا مع وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم مع في مجريات التحقيق ودعت الى محاسبة مرتكبي الجريمة وغيرها من القضايا العالقة من دون تأخير أو استثناء، بحسب بيان السفارة الاميركية. من جهته، اثار السفير الالماني اندرياس كيندل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جريمة اغتيال سليم، مطالباً بضرورة تأمين امن وسلامة زوجة الفقيد التي تحمل الجنسية الالمانية وافراد عائلته، شاكراً للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي تجاوبها في هذا المجال.
تحقيقات المرفا
اما في جريمة المرفأ، فقد استأنف المحقق العدلي فادي صوان التحقيقات وحدد مواعيد لاستجواب عدد من المدعى عليهم والشهود هذا الاسبوع والأسبوع المقبل، وفي مقدمهم قائد الجيش السابق جان قهوجي الذي استدعي بصفة شاهد. وفي سياق متصل عرض الرئيس ميشال عون مع سفير المانيا، المراحل التي قطعتها عملية توضيب المستوعبات الـ52 التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، والتي عثر عليها في مرفأ بيروت بعد الانفجار الذي وقع في 4 آب الماضي والتي تولت الشركة الالمانية توضيبها. وأبلغ السفير الالماني الرئيس عون ان عملية التوضيب انتهت، واصبحت المستوعبات جاهزة للشحن بواسطة الشركة المعتمدة للتوضيب، لنقلها خارج لبنان. وطلب السفير كيندل تدخل رئيس الجمهورية لتحويل المبالغ المستحقة للشركة الالمانية بهدف فتح الاعتماد اللازم ليصار لاحقاً الى شحنها الى المانيا.
مؤشرات مقلقة «كورونيا»؟
وفي اليوم الاول للفتح الجزئي للبلاد، شهدت بعض المناطق زحمة سير مرورية، كما سادت الفوضى في الكثير من السوبرماركت، ما ينذر بنتائج خطرة قد تؤدي الى ضياع ايجابيات الاقفال العام. وفيما تصل الدفعة الاولى من اللقاحات مساء السبت المقبل، لتبدا عملية التلقيح الاثنين،لا يزال عداد «كورونا» يعكس مؤشرات خطرة لناحية تأرجحه وارتفاع ارقامه. وفي جديده، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 2063 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 321980، كما تم تسجيل 61 حالة وفاة. من جهته رأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أن «من خلال مشاهدتنا لحالات «كورونا» في لبنان، فإن السلالة الإنكليزية موجودة في البلد وسريعة التفشي، ولكن لا نملك مختبرات تستطيع الكشف عما إذا كانت هذه السلالة منتشرة بسرعة كبيرة». وفي حديثٍ إذاعي قال «كان من النادر في السابق أن يلتقط الأطفال فيروس كورونا أما اليوم فيلتقطونه، وما جرى مع الطفلة التي توفيت أمس الاول في «مستشفى رفيق الحريري» خير دليل، والحماية تكون عبر البقاء في المنازل.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
البابا يدعو المجتمع الدولي لحفظ هوية لبنان الفريدة
تمنى البابا فرنسيس، أثناء لقائه اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، أن «يشهد لبنان التزاما سياسيا، وطنيا ودوليا، يساهم في تعزيز الاستقرار في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية».
وشدد على «ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعددي متسامح ومتنوع، يقدم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية فحسب».
وأكد أن «إضعاف المكوون المسيحي في لبنان يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي».
وأبرز «أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين».
وحذر من «مغبة انهيار البلاد اقتصاديا».
ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى «وضع مصالحهم الخاصة جانبا والتزام تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمل نتائج أفعالهم».
وأمل ان «يفسح منتدى الحوار السياسي الليبي المجال أمام إطلاق عملية المصالحة في البلاد».
وبعدما توقف عند «الأوضاع الصعبة التي تعيشها بعض الدول الأفريقية والأميركية الجنوبية ومنطقة القوقاز»، تحدث عن «آفة الإرهاب التي يعانيها العالم، والتي تفاقمت خلال الأعوام العشرين الماضية، لاسيما في أفريقيا وآسيا وأوروبا».
وقال إن فكره «يتجه إلى الضحايا وعائلاتهم».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :