افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 2 شباط 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 2 شباط 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

إدارة بايدن تردّ على ماكرون والسعودية: ‏شراكة الحلفاء في الملف النوويّ بعد ‏العودة للاتفاق المقاومة تُسقِط "مُسيَّرة إسرائيليّة"... وإبراهيم: لا أؤمن بالطائفيّة ولسنا في دولة ‏حزب الله / برّي رسم خارطة طريق حكومية... عون: لم أطلب الثلث المعطل... ‏والحريري: أفوّضه

 

 

 تتواصل‎ ‎الإشارات‎ ‎الإيجابية‎ ‎التي‎ ‎ترسلها‎ ‎إدارة‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎نحو‎ ‎إيران‎ ‎وحلفائها،‎ ‎في‎ ‎ملفات‎ ‎إقليمية‎ ‎حساسة‎ ‎كالكلام‎ ‎الصادر‎ ‎عن‎ ‎دبلوماسيين‎ ‎سابقين‎ ‎من‎ ‎الحزب‎ ‎الديمقراطي‎ ‎كانوا‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بالحرب‎ ‎على‎ ‎سورية،‎ ‎سواء‎ ‎ما‎ ‎قاله‎ ‎السفير‎ ‎السابق‎ ‎روبرت‎ ‎فورد‎ ‎عن‎ ‎سقوط‎ ‎الدويلة‎ ‎الكردية،‎ ‎أو‎ ‎ما‎ ‎قاله‎ ‎السفير‎ ‎السابق‎ ‎جيفري‎ ‎فيلتمان‎ ‎عن‎ ‎فشل‎ ‎العقوبات‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والحاجة‎ ‎للإقلاع‎ ‎عن‎ ‎سقوف‎ ‎عالية‎ ‎مثل‎ ‎إسقاط‎ ‎الرئيس‎ ‎السوري‎ ‎أو‎ ‎السعي‎ ‎لفك‎ ‎علاقته‎ ‎بروسيا‎ ‎وإيران،‎ ‎أو‎ ‎ما‎ ‎برز‎ ‎من‎ ‎مواقف‎ ‎الإدارة‎ ‎مباشرة‎ ‎تجاه‎ ‎حرب‎ ‎اليمن‎ ‎بوقف‎ ‎صفقات‎ ‎السلاح‎ ‎الى‎ ‎السعودية‎ ‎والإمارات،‎ ‎وإعلان‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎توني‎ ‎بلينكن‎ ‎عن‎ ‎إعادة‎ ‎تقييم‎ ‎العلاقة‎ ‎بالسعودية‎ ‎من‎ ‎بوابة‎ ‎ما‎ ‎وصفه‎ ‎بالجريمة‎ ‎المروّعة‎ ‎بقتل‎ ‎الصحافي‎ ‎جمال‎ ‎الخاشقجي،‎ ‎وإعادة‎ ‎النظر‎ ‎بتصنيف‎ ‎أنصار‎ ‎الله‎ ‎على‎ ‎لوائح‎ ‎الإرهاب،‎ ‎بينما‎ ‎يطل‎ ‎الرئيس‎ ‎بايدن‎ ‎اليوم‎ ‎في‎ ‎شرح‎ ‎لعناوين‎ ‎السياسة‎ ‎الخارجيّة،‎ ‎بعدما‎ ‎تولى‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎بلينكن‎ ‎ومستشار‎ ‎الأمن‎ ‎القومي‎ ‎جيك‎ ‎سوليفان‎ ‎الردّ‎ ‎على‎ ‎كلام‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماركون‎ ‎ووزير‎ ‎الخارجية‎ ‎السعودية‎ ‎فيصل‎ ‎بن‎ ‎فرحان‎ ‎عن‎ ‎اشتراط‎ ‎شراكة‎ ‎الحلفاء‎ ‎وخصوصاً‎ ‎السعودية‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎عودة‎ ‎للاتفاق‎ ‎النووي‎ ‎مع‎ ‎إيران،‎ ‎بعد‎ ‎كلام‎ ‎أميركي‎ ‎يوحي‎ ‎بهذا‎ ‎الالتزام،‎ ‎حيث‎ ‎أوضح‎ ‎بلينكن‎ ‎وسوليفان‎ ‎أن‎ ‎هذه‎ ‎الشراكة‎ ‎ستكون‎ ‎لاحقة‎ ‎للعودة‎ ‎للاتفاق،‎ ‎في‎ ‎سياق‎ ‎التحضير‎ ‎لاتفاق‎ ‎أقوى‎ ‎وأشد‎ ‎متانة،‎ ‎أما‎ ‎العودة‎ ‎للاتفاق‎ ‎بصيغته‎ ‎الحالية‎ ‎فستكون‎ ‎ثنائية‎ ‎أميركية‎ ‎إيرانية،‎ ‎لأولوية‎ ‎احتواء‎ ‎المخاطر‎ ‎المترتبة‎ ‎على‎ ‎اقتراب‎ ‎إيران‎ ‎من‎ ‎امتلاك‎ ‎مقدرات‎ ‎إنتاج‎ ‎سلاح‎ ‎نوويّ،‎ ‎إلى‎ ‎أسابيع‎ ‎قليلة‎ ‎بعدما‎ ‎كانت‎ ‎المدة‎ ‎الفاصلة‎ ‎أثناء‎ ‎العمل‎ ‎بالاتفاق‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎سنة‎.‎


في‎ ‎كيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎ارتباك‎ ‎كبير‎ ‎رغم‎ ‎تطمينات‎ ‎الجنرال‎ ‎كينيث‎ ‎ماكنزي‎ ‎بضم‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎الى‎ ‎قيادة‎ ‎المنطقة‎ ‎الوسطى‎ ‎وتعهد‎ ‎واشنطن‎ ‎بحماية‎ ‎الكيان‎ ‎بوجه‎ ‎أي‎ ‎حرب‎ ‎تستهدفه،‎ ‎ومصدر‎ ‎الارتباك‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎بايدن‎ ‎لم‎ ‎يتصل‎ ‎كما‎ ‎جرت‎ ‎العادة‎ ‎برئيس‎ ‎حكومة‎ ‎الكيان‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎الأولى‎ ‎لتسلمه‎ ‎مقاليد‎ ‎الحكم،‎ ‎وقد‎ ‎مضت‎ ‎أيام‎ ‎طوال‎ ‎من‎ ‎الانتظار‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎الكيان‎ ‎بنيامين‎ ‎نتنياهو‎ ‎ولم‎ ‎يرد‎ ‎الاتصال‎ ‎المرتقب‎ ‎بينما‎ ‎تتابع‎ ‎أنباء‎ ‎الاتصالات‎ ‎التي‎ ‎أجراها‎ ‎بايدن‎ ‎ويجريها‎ ‎بقادة‎ ‎دول‎ ‎العالم‎. ‎ومع‎ ‎الارتباك‎ ‎السياسي‎ ‎تلقى‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎صفعة‎ ‎تمثلت‎ ‎بنجاح‎ ‎المقاومة‎ ‎بإسقاط‎ ‎طائرة‎ ‎مسيّرة‎ ‎أرسلها‎ ‎جيش‎ ‎الإحتلال‎ ‎فوق‎ ‎الخط‎ ‎الأزرق‎ ‎وصولاً‎ ‎لتجاوز‎ ‎مئات‎ ‎الأمتار‎ ‎داخل‎ ‎الأجواء‎ ‎اللبنانية،‎ ‎وأعلنت‎ ‎المقاومة‎ ‎الإسلامية‎ ‎أن‎ ‎المسيرة‎ ‎باتت‎ ‎بحوزة‎ ‎المقاومة،

(فيما‎ ‎كان‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎ينفي‎ ‎عبر‎ ‎قناة‎ ‎الحرة‎ ‎الأميركيّة‎ ‎صدقية‎ ‎الكلام‎ ‎عن‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎تحت‎ ‎سيطرة‎ ‎ما‎ ‎يُسمّى‎ ‎بدولة‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎مفصلاً‎ ‎آليات‎ ‎عمل‎ ‎النظام‎ ‎الطائفي‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎مؤكداً‎ ‎عدم‎ ‎إيمانه‎ ‎بالطائفية‎.‎
في‎ ‎الشان‎ ‎الحكومي‎ ‎رسم‎ ‎كلام‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎خريطة‎ ‎طريق‎ ‎لحل‎ ‎قضية‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء،‎ ‎ضمن‎ ‎معادلة‎ ‎ثلاثيّة،‎ ‎ركنها‎ ‎الأول‎ ‎موافقة‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎على‎ ‎تولي‎ ‎الأطراف‎ ‎السياسيّة‎ ‎والطائفيّة‎ ‎تسمية‎ ‎وزرائها،‎ ‎والركن‎ ‎الثاني‎ ‎موافقة‎ ‎الأطراف‎ ‎المعنية‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎الاختيار‎ ‎سيتم‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ "‎أسماء‎ ‎ليست‎ ‎معنا‎ ‎وليست‎ ‎ضدنا‎"‎،‎ ‎لتكون‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎مستقلة‎ ‎يقبلها‎ ‎الداخل‎ ‎والخارج،‎ ‎والركن‎ ‎الثالث‎ ‎عدم‎ ‎نيل‎ ‎أي‎ ‎فريق‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎وفيما‎ ‎سارع‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎الإعلان‎ ‎عبر‎ ‎قناة‎ ‎الجديد‎ ‎عن‎ ‎موافقته‎ ‎على‎ ‎مبادرة‎ ‎بري‎ ‎وتفويضه‎ ‎بالحال،‎ ‎جاء‎ ‎كلام‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎عبر‎ ‎مكتبه‎ ‎الإعلامي‎ ‎نافياً‎ ‎مطالبته‎ ‎بالثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎رآه‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎تعليقه‎ ‎اعترافاً‎ ‎بالمسؤولية‎ ‎عن‎ ‎التعطيل،‎ ‎بينما‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للملف‎ ‎الحكومي‎ ‎أن‎ ‎المهم‎ ‎هو‎ ‎قبول‎ ‎معادلة‎ ‎برّي‎ ‎من‎ ‎الرئيسين‎ ‎عون‎ ‎والحريري،‎ ‎وليس‎ ‎توزيع‎ ‎المسؤوليات‎ ‎بينهما‎ ‎عن‎ ‎تعطيلها،‎ ‎والتعليقات‎ ‎تؤكد‎ ‎القبول‎ ‎وتنفي‎ ‎مسؤولية‎ ‎التعطيل،‎ ‎ما‎ ‎يعني‎ ‎أنها‎ ‎لا‎ ‎زالت‎ ‎على‎ ‎الطاولة،‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎لم‎ ‎تنجح‎ ‎في‎ ‎تحقيق‎ ‎اختراق‎ ‎سريع،‎ ‎وبدت‎ ‎الأمور‎ ‎معقدة،‎ ‎وطالما‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎قال‎ ‎إنه‎ ‎لن‎ ‎ييأس‎ ‎وسيتابع‎.‎


ورغم‎ ‎الأجواء‎ ‎التفاؤليّة‎ ‎التي‎ ‎يجري‎ ‎التداول‎ ‎بها‎ ‎على‎ ‎الصعيد‎ ‎الحكومي،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎ "‎البناء‎" ‎أشارت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎الحراك‎ ‎الحكومي‎ ‎الذي‎ ‎شهده‎ ‎الأسبوع‎ ‎الماضي‎ ‎لم‎ ‎يُحقق‎ ‎أي‎ ‎اختراق‎ ‎جديّ‎ ‎في‎ ‎جدار‎ ‎المواقف‎ ‎ولم‎ ‎يُحرز‎ ‎أي‎ ‎خطوة‎ ‎إلى‎ ‎الأمام‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎. ‎ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎حكومة‎ ‎إلا‎ ‎إذا‎ ‎تنازل‎ ‎أحد‎ ‎طرفَي‎ ‎التأليف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎عن‎ ‎شروطه‎. ‎فالأول‎ ‎اي‎ ‎الرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ليس‎ ‎بوارد‎ ‎التراجع،‎ ‎لأن‎ ‎ذلك‎ ‎سيظهر‎ ‎على‎ ‎أنه‎ ‎انكسار‎ ‎لمقام‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎بعد‎ ‎مسيرة‎ ‎طويلة‎ ‎قادها‎ ‎عون‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لتحصين‎ ‎الموقع‎ ‎الأول‎ ‎في‎ ‎الدولة‎ ‎الذي‎ ‎كانت‎ ‎تتقاسمه‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎الأخرى‎. ‎أما‎ ‎الطرف‎ ‎الثاني‎ ‎بحسب‎ ‎المصادر‎ ‎أي‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎فلا‎ ‎يستطيع‎ ‎التنازل‎ ‎أيضاً‎ ‎إلا‎ ‎إذا‎ ‎تراجع‎ ‎الحريري‎ ‎عن‎ ‎أربع‎ ‎مسائل‎:‎
‎-‎أن‎ ‎لا‎ ‎يقلّ‎ ‎حجم‎ ‎الحكومة‎ ‎عن‎ 20 ‎وزيراً‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎وأن‎ ‎عون‎ ‎قطع‎ ‎وعداً‎ ‎لحلفائه‎ ‎في‎ ‎طائفة‎ ‎الموحدين‎ ‎الدروز‎ ‎بأن‎ ‎يمثلوا‎ ‎بوزيرين‎ ‎وعدم‎ ‎اختصار‎ ‎التمثيل‎ ‎الدرزي‎ ‎برئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎.‎
‎- ‎أن‎ ‎يسمّي‎ ‎عون‎ ‎الوزراء‎ ‎المسيحيين‎ ‎الستة‎ ‎من‎ ‎أصل‎ 9.‎
‎-‎‎ ‎منح‎ ‎الأحزاب‎ ‎السياسية‎ ‎حق‎ ‎تسمية‎ ‎ممثليها‎ ‎بوزراء‎ ‎أخصائيين‎ ‎يتمّ‎ ‎التوافق‎ ‎عليهم‎ ‎بين‎ ‎رئيسي‎ ‎الجمهورية‎ ‎والحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎وفقاً‎ ‎لمعايير‎ ‎موحدة‎.‎
‎-‎‎ ‎التزام‎ ‎الحكومة‎ ‎موضوع‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي،‎ ‎وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎لن‎ ‎يتنازل‎ ‎عنه‎ ‎عون‎ ‎والفريق‎ ‎المتحالف‎ ‎معه‎ ‎ويعتبره‎ ‎مدخلاً‎ ‎للإصلاح،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎وحلفه‎ ‎وفق‎ ‎المصادر‎ ‎غير‎ ‎مستعد‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎للموافقة‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎وفق‎ ‎هذه‎ ‎النقاط‎ ‎ما‎ ‎يعني‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎حكومة‎ ‎في‎ ‎المدى‎ ‎المنظور‎.‎
ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎الحريري‎ ‎ربط‎ ‎نفسه‎ ‎بالعوامل‎ ‎الخارجيّة‎ ‎ظناً‎ ‎منه‎ ‎بأنها‎ ‎ستضغط‎ ‎على‎ ‎عون‎ ‎وتدفعه‎ ‎للتنازل،‎ ‎وبالتالي‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎وفق‎ ‎ما‎ ‎يطلبه‎ ‎الحريري‎ ‎ويصبح‎ ‎الأقوى‎ ‎في‎ ‎المعادلة‎ ‎الحكومية‎".‎


وبحسب‎ ‎المعلومات،‎ ‎فإن‎ ‎رئيس‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎عمل‎ ‎على‎ ‎تحقيق‎ ‎اختراق‎ ‎حكومي‎ ‎عبر‎ ‎مبادرة‎ ‎قدّمها‎ ‎إلى‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎ ‎بعد‎ ‎لقاء‎ ‎جمع‎ ‎بري‎ ‎والحريري‎ ‎في‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎مساء‎ ‎الجمعة‎ ‎الماضي،‎ ‎بحسب‎ ‎معلومات‎ "‎البناء‎". ‎وتضمنت‎ ‎المبادرة‎ ‎حلاً‎ ‎وسطياً‎ ‎للخلاف‎ ‎على‎ ‎الحقائب‎ ‎الثلاث‎ ‎الداخلية‎ ‎والطاقة‎ ‎والعدل‎ ‎مقابل‎ ‎تنازل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎عن‎ ‎الثلث‎ ‎المعطّل‎ ‎ونقل‎ ‎أحد‎ ‎الوسطاء،‎ ‎ويرجح‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎المبادرة‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا‎ ‎إلا‎ ‎أنها‎ ‎لم‎ ‎تلقَ‎ ‎موافقة‎ ‎عون‎ ‎ورئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎. ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎دفع‎ ‎بري‎ ‎بحسب‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎إصدار‎ ‎بيانه‎ ‎المطوّل‎ ‎أمس‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎أشبه‎ ‎بيان‎ ‎نعي‎ ‎لمبادرته‎ ‎رغم‎ ‎أن‎ ‎ختم‎ ‎البيان‎ ‎بالتأكيد‎ ‎أنه‎ ‎لن‎ ‎ييأس‎ ‎وسيستمر‎ ‎بمسعاه‎.‎

‎وفي‎ ‎رسالة‎ ‎غير‎ ‎مباشرة‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يسميه‎ ‎أوضح‎ ‎بري‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ "‎العائق‎ ‎ليس‎ ‎من‎ ‎الخارج‎ ‎بل‎ ‎من‎ "‎عندياتنا‎". ‎وأضاف‎: ‎‎"‎طالما‎ ‎الاتفاق‎ ‎أن‎ ‎تكون‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎اختصاصيين،‎ ‎وان‎ ‎لا‎ ‎ينتموا‎ ‎الى‎ ‎أحزاب‎ ‎أو‎ ‎حركات‎ ‎أو‎ ‎تيارات‎ ‎أو‎ ‎أشخاص،‎ ‎بمعنى‎ ‎يكتفى‎ ‎بتسمية‎ ‎من‎ ‎هو‎ "‎لا‎ ‎ضدك‎" ‎و‎"‎لا‎ ‎معك‎"‎،‎ ‎فإن‎ ‎كتلة‎ ‎التنمية‎ ‎والتحرير،‎ ‎على‎ ‎سبيل‎ ‎المثال‎ ‎لا‎ ‎الحصر،‎ ‎التزمت‎ ‎بهذا‎ ‎المعيار‎ ‎فأقدمت‎ ‎على‎ ‎تسمية‎ ‎أسماء‎ ‎ليست‎ ‎لها‎ ‎وليست‎ ‎ضدها‎. ‎هذا‎ ‎المبدأ‎ ‎يسري‎ ‎على‎ ‎الجميع‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎استثناء،‎ ‎مثله‎ ‎مثل‎ ‎اختيار‎ ‎ذوي‎ ‎الاختصاص‎ ‎والكفاءة،‎ ‎كل‎ ‎هذا‎ ‎حتى‎ ‎لا‎ ‎تكون‎ ‎الحكومة‎ ‎تابعة‎ ‎لغير‎ ‎مصلحة‎ ‎لبنان‎ ‎العامة‎. ‎فحري‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎يجوز‎ ‎لأحد‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎ ‎الحصول‎ ‎على‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎وإلا‎ ‎لا‎ ‎قيمة‎ ‎للاختصاص‎ ‎ولا‎ ‎لوجود‎ ‎شركاء‎ ‎ولا‎ ‎لوجود‎ ‎حكومة‎ ‎يثق‎ ‎بها‎ ‎الداخل‎ ‎والخارج،‎ ‎والحقيقة‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الفهم‎ ‎تقدمت‎ ‎للفرقاء‎ ‎بمثل‎ ‎هذا‎ ‎الاقتراح‎ ‎كحل‎ ‎ينصف‎ ‎الجميع‎ ‎وأولهم‎ ‎لبنان‎ ‎وتعطل‎ ‎للأسف‎ ‎عند‎ ‎مقاربة‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎". ‎وسأل‎ "‎فهل‎ ‎نعقل‎ ‎ونتعظ؟‎ ‎أو‎ ‎نبحث‎ ‎عن‎ ‎وطننا‎ ‎في‎ ‎مقابر‎ ‎التاريخ؟‎ ‎ولن‎ ‎أيأس‎ ‎وسأتابع‎!".‎


ردّ‎ ‎بعبدا‎ ‎غير‎ ‎المباشر‎ ‎على‎ ‎بيان‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎لم‎ ‎يتأخر،‎ ‎إذ‎ ‎أوضح‎ ‎مكتب‎ ‎الاعلام‎ ‎في‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎أن‎ "‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يطالب‎ ‎مطلقاً‎ ‎بالثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎حريص‎ ‎في‎ ‎المقابل‎ ‎على‎ ‎ممارسة‎ ‎حقه‎ ‎في‎ ‎تسمية‎ ‎وزراء‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎ذوي‎ ‎الاختصاص‎ ‎والكفاءة،‎ ‎يكونون‎ ‎موضع‎ ‎ثقة‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎والخارج،‎ ‎وذلك‎ ‎حفاظاً‎ ‎على‎ ‎الشراكة‎ ‎الوطنية‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎وعلى‎ ‎مصلحة‎ ‎لبنان‎ ‎العليا‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎ثانية‎".‎
لكن‎ ‎أوساط‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎الحريري‎ ‎رأت‎ ‎في‎ "‎بيان‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎الذي‎ ‎نفى‎ ‎خلاله‎ ‎مطلب‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎ ‎أنه‎ ‎تثبيت‎ ‎لإدانة‎ ‎عون‎ ‎نفسه‎ ‎بأنه‎ ‎المعنيّ‎ ‎لأن‎ ‎بري‎ ‎لم‎ ‎يسمّه‎ ‎في‎ ‎بيانه‎ ‎فعرّف‎ ‎المعطل‎ ‎نفسه‎".‎


وفيما‎ ‎أفيد‎ ‎عن‎ ‎اتصال‎ ‎بين‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎والنائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎بحث‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ ‎موثوقة‎ ‎أنه‎ "‎لم‎ ‎يُعقد‎ ‎أي‎ ‎اجتماع‎ ‎ولم‎ ‎يجرِ‎ ‎أي‎ ‎اتصال‎ ‎بين‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎وباسيل‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎الاخيرة‎ ‎في‎ ‎موضوع‎ ‎الحكومة‎".‎
وفي‎ ‎حين‎ ‎أشاعت‎ ‎جهات‎ ‎إعلامية‎ ‎بأن‎ ‎كلام‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎رسالة‎ ‎غير‎ ‎مباشرة‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا،‎ ‎نفت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎موقف‎ ‎الحزب‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎يكون‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎على‎ ‎علمٍ‎ ‎مسبق‎ ‎بمواقف‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎". ‎كما‎ ‎نفت‎ ‎أن‎ "‎تكون‎ ‎مواقف‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎رسالة‎ ‎غير‎ ‎مباشرة‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا‎". ‎مشددة‎ ‎على‎ ‎أن‎ "‎الحزب‎ ‎داعم‎ ‎لكل‎ ‎المبادرات‎ ‎والمساعي‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎وبذل‎ ‎الجهود‎ ‎على‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎اتجاه‎ ‎لتحقيق‎ ‎هذا‎ ‎الهدف،‎ ‎إلا‎ ‎أنها‎ ‎لم‎ ‎تصل‎ ‎إلى‎ ‎النتيجة‎ ‎المرجوّة‎ ‎وأوقف‎ ‎مساعيه‎ ‎بعد‎ ‎تسريب‎ ‎الفيديو‎ ‎الأخير‎ ‎من‎ ‎بعبدا‎ ‎والذي‎ ‎صعّد‎ ‎التوتر‎ ‎بين‎ ‎عون‎ ‎والحريري‎".‎
وقال‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم،‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎صحافي،‎ ‎حول‎ ‎مبادرته‎ ‎لتسريع‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ "‎أبحث‎ ‎عن‎ ‎قواسم‎ ‎مشتركة‎ ‎بين‎ ‎الفرقاء‎ ‎وأحاول‎ ‎إيجاد‎ ‎حلول‎ ‎للخروج‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكومية‎"‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أنه‎ "‎طالما‎ ‎هناك‎ ‎عمل‎ ‎ومساعٍ‎ ‎جدية‎ ‎فلا‎ ‎شيء‎ ‎اسمه‎ "‎حائط‎ ‎مسدود‎" ‎وعدد‎ ‎الوزراء‎ ‎هو‎ ‎إحدى‎ ‎عقد‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎".‎
واعتبر‎ ‎إبراهيم‎ ‎أن‎ "‎للنائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎الحق‎ ‎بالتدخل‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎فهو‎ ‎رئيس‎ ‎أكبر‎ ‎كتلة‎ ‎نيابية‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎لا‎ ‎يعرقل‎ ‎التأليف‎"‎،‎ ‎وأضاف‎ "‎لمست‎ ‎من‎ ‎جولاتي‎ ‎اهتماماً‎ ‎دولياً‎ ‎بالشأن‎ ‎اللبناني‎ ‎لكنني‎ ‎أحمّل‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎مسؤولية‎ ‎تجاه‎ ‎ما‎ ‎وصلنا‎ ‎إليه‎ ‎فهو‎ ‎تعامل‎ ‎مع‎ ‎الدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎على‎ ‎أنها‎ ‎دولة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎. ‎وهذا‎ ‎غير‎ ‎صحيح‎".‎


وختم‎ ‎اللواء‎ ‎إبراهيم‎ "‎لا‎ ‎أسعى‎ ‎لموقع‎ ‎الرئاسة‎ ‎الثانية‎ ‎وإذا‎ ‎رشحت‎ ‎لأكون‎ ‎رئيساً‎ ‎لمجلس‎ ‎النواب‎ ‎وقبل‎ ‎بي‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎فأنا‎ ‎مع‎ ‎إلغاء‎ ‎الطائفيّة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎وليس‎ ‎فقط‎ ‎الطائفية‎ ‎السياسية‎".‎


وكشفت‎ ‎مصادر‎ "‎البناء‎" ‎أن‎ "‎عون‎ ‎كان‎ ‎حازماً‎ ‎خلال‎ ‎الاتصال‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎بالتأكيد‎ ‎على‎ ‎ثوابت‎ ‎التأليف‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تراجع‎ ‎عنها‎". ‎وبحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فإن‎ ‎ماكرون‎ ‎لم‎ ‎يستكمل‎ ‎اتصالاته‎ ‎بالقيادات‎ ‎السياسية‎ ‎وبالتالي‎ ‎لم‎ ‎يتصل‎ ‎بعد‎ ‎بالرئيس‎ ‎الحريري‎.‎


في‎ ‎المقابل،‎ ‎أفادت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎على‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎لقناة‎ "‎أو‎ ‎تي‎ ‎في‎" ‎عن‎ ‎أن‎ "‎الحرارة‎ ‎عادت‎ ‎الى‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎لكن‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تغير‎ ‎ملموس‎"‎،‎ ‎موضحة‎ ‎أن‎ "‎اتصال‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎برئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎يؤكد‎ ‎ثبات‎ ‎ماكرون‎ ‎على‎ ‎وعده،‎ ‎وأن‎ ‎نظرة‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎للرئيس‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎محصورة‎ ‎بالنظرة‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎".‎


وأكدت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ "‎هناك‎ ‎أيضاً‎ ‎مبادرة‎ ‎داخلية‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎واللواء‎ ‎ابراهيم،‎ ‎والأخير‎ ‎يتحرّك‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎بعبدا‎ ‎بيت‎ ‎الوسط،‎ ‎والتقى‎ ‎الحريري‎ ‎والرئيس‎ ‎عون‎ ‎بعد‎ ‎اتصال‎ ‎ماكرون‎ ‎الذي‎ ‎أكد‎ ‎أنه‎ ‎سيتواصل‎ ‎بالمعنيين‎ ‎بالتشكيل‎ ‎الحكومي‎". ‎وشددت‎ ‎المصادر‎ ‎على‎ ‎أنه‎ "‎لم‎ ‎يحصل‎ ‎اتصال‎ ‎بين‎ ‎باسيل‎ ‎والأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله،‎ ‎وأن‎ ‎آخر‎ ‎اتصال‎ ‎بين‎ ‎الطرفين‎ ‎يعود‎ ‎لأكثر‎ ‎من‎ ‎شهرين،‎ ‎وأي‎ ‎اتصال‎ ‎بين‎ ‎التيار‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎ليس‎ ‎حدثاً‎ ‎بل‎ ‎أمر‎ ‎عادي‎ ‎جداً‎".‎
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎سجلت‎ ‎طرابلس‎ ‎يوم‎ ‎أمس‎ ‎هدوءاً‎ ‎حذراً‎ ‎مع‎ ‎بعض‎ ‎الخروق‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎حالة‎ ‎من‎ ‎الخوف‎ ‎عند‎ ‎أهالي‎ ‎المدينة‎ ‎من‎ ‎اندلاع‎ ‎مواجهات‎ ‎جديدة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎الجمر‎ ‎تحت‎ ‎الرماد‎ ‎بحسب‎ ‎تعبير‎ ‎أوساط‎ ‎طرابلسية‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎التي‎ ‎أكدت‎ ‎بأن‎ "‎المشكلة‎ ‎الأساس‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎هي‎ ‎الفقر‎ ‎والبطالة‎ ‎والجوع‎ ‎التي‎ ‎تشكل‎ ‎البيئة‎ ‎الحاضنة‎ ‎لحصول‎ ‎التحركات‎ ‎الشعبية‎ ‎في‎ ‎الشارع‎ ‎ما‎ ‎يجعلها‎ ‎عرضة‎ ‎للاستخدام‎ ‎والاستغلال‎ ‎السياسيّ‎ ‎من‎ ‎مجموعات‎ ‎سياسية‎ ‎متعددة‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎وخارجها‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎دخول‎ ‎أجهزة‎ ‎استخبارات‎ ‎خارجية‎ ‎على‎ ‎الخط‎ ‎لاستغلال‎ ‎أي‎ ‎حراك‎ ‎شعبي‎ ‎لأهداف‎ ‎سياسية‎ ‎بحتة‎"‎،‎ ‎لذلك‎ ‎دعت‎ ‎الأوساط‎ ‎الدولة‎ ‎إلى‎ "‎أخذ‎ ‎المبادرة‎ ‎والحضور‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎بمؤسساتها‎ ‎وأجهزتها‎ ‎لمكافحة‎ ‎الفقر‎ ‎والبطالة‎ ‎وإنشاء‎ ‎مشاريع‎ ‎إنتاجية‎ ‎لتحصين‎ ‎المدينة‎ ‎وأهلها‎ ‎من‎ ‎مشاريع‎ ‎الاستغلال‎ ‎السياسي‎". ‎


وأكدت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للوضع‎ ‎الأمني‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎أحداث‎ ‎طرابلس‎ ‎بدأت‎ ‎باتجاه‎ ‎وانتهت‎ ‎باتجاه‎ ‎آخر،‎ ‎فبدأها‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎للضغط‎ ‎على‎ ‎عون‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎تحت‎ ‎تهديد‎ ‎اشتعال‎ ‎كافة‎ ‎المناطق‎ ‎اجتماعياً‎ ‎وأمنياً،‎ ‎وانتهت‎ ‎مع‎ ‎شقيقه‎ ‎بهاء‎ ‎الحريري‎ ‎والجماعات‎ ‎المتطرفة‎ ‎التابعة‎ ‎لبعض‎ ‎الشخصيات‎ ‎السياسية‎ ‎في‎ ‎المدنية‎". ‎وتساءلت‎: ‎لماذا‎ ‎لم‎ ‎يتدخل‎ 600 ‎عسكري‎ ‎من‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎المولجين‎ ‎حماية‎ ‎مبنى‎ ‎السراي‎ ‎والبلدية؟‎ ‎ولماذا‎ ‎انسحبت‎ ‎قوى‎ ‎الأمن‎ ‎الداخلي‎ ‎من‎ ‎المنطقة‎ ‎تاركة‎ ‎المسلحين‎ ‎يعيثون‎ ‎خراباً‎ ‎ودماراً‎ ‎في‎ ‎المدينة؟‎ ‎وكشفت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ "‎ما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎كان‎ ‎مخططاً‎ ‎لأن‎ ‎يتطور‎ ‎إلى‎ ‎حرائق‎ ‎مشتعلة‎ ‎شاملة‎ ‎الى‎ ‎كل‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎ ‎لكن‎ ‎وبعد‎ ‎وأد‎ ‎هذه‎ ‎الشرارة‎ ‎وسقوط‎ ‎المخطط‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎سقط‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎المناطق‎ ‎الأخرى‎".‎


وبعد‎ ‎ابتعاده‎ ‎عن‎ ‎الإعلام‎ ‎في‎ ‎الآونة‎ ‎الأخيرة،‎ ‎ظهر‎ ‎رجل‎ ‎الأعمال‎ ‎بهاء‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎قناة‎ "‎الحرة‎"‎‎ ‎أمس،‎ ‎حيث‎ ‎دعا‎ ‎إلى‎ "‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تكنوقراط‎ ‎مدعومة‎ ‎من‎ ‎إخواننا‎ ‎العرب‎ ‎لكي‎ ‎يخرج‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎ ‎التي‎ ‎نحن‎ ‎فيها‎".‎


على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎تمكنت‎ ‎المقاومة‎ ‎من‎ ‎إسقاط‎ ‎مسيَّرة‎ ‎تابعة‎ ‎للعدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎خرقت‎ ‎الأجواء‎ ‎اللبنانية‎ ‎في‎ ‎الجنوب‎. ‎وأعلن‎ ‎الإعلام‎ ‎الحربي‎ ‎في‎ ‎المقاومة‎ ‎الإسلامية‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ "‎محلّقة‎ ‎تابعة‎ ‎للعدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎من‎ ‎نوع‎ "‎ماتريس‎ - ‎‎100" ‎معدلة‎ ‎اسرائيلياً،‎ ‎أقدمت‎ ‎عند‎ ‎الساعة‎ ‎العاشرة‎ ‎والنصف‎ ‎من‎ ‎صباح‎ ‎اليوم‎ ‎الاثنين‎ 1/2/20‎‎21‎،‎ ‎على‎ ‎خرق‎ ‎الأجواء‎ ‎اللبنانية‎ ‎داخل‎ ‎الخط‎ ‎الأزرق‎ ‎لمسافة‎ 400 ‎متر،‎ ‎حيث‎ ‎تصدّى‎ ‎لها‎ ‎مجاهدو‎ ‎المقاومة‎ ‎الإسلامية‎ ‎بالأسلحة‎ ‎المناسبة‎ ‎وأسقطوها‎ ‎في‎ ‎محلة‎ ‎خربة‎ ‎شعيب‎ ‎في‎ ‎بلدة‎ ‎بليدا‎ ‎الحدودية‎ ‎جنوب‎ ‎لبنان‎". ‎من‎ ‎جانبه،‎ ‎أكد‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎سقوط‎ ‎طائرة‎ ‎مسيرة‎ ‎داخل‎ ‎الأراضي‎ ‎اللبنانية‎.‎


وتوقفت‎ ‎مصادر‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎المقاومة‎ ‎عند‎ ‎البعد‎ ‎الأمني‎ ‎لإسقاط‎ ‎الطائرة‎ ‎مشيرة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎العملية‎ ‎عزّزت‎ ‎صدقية‎ ‎كلام‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎بأنه‎ ‎عندما‎ ‎ترى‎ ‎المقاومة‎ ‎أن‎ ‎الظروف‎ ‎العملانية‎ ‎مناسبة‎ ‎لإسقاط‎ ‎أي‎ ‎مسيّرة‎ ‎ستسقطها،‎ ‎كما‎ ‎أكد‎ ‎على‎ ‎سيطرة‎ ‎المقاومة‎ ‎على‎ ‎الميدان‎ ‎ومقدرتها‎ ‎على‎ ‎إسقاط‎ ‎المسيَّرات‎ ‎وجهوزيتها‎ ‎التامة‎ ‎والدائمة‎ ‎للتصدي‎ ‎لأي‎ ‎خرق‎ ‎إسرائيلي‎.‎


على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎سجل‎ ‎يوم‎ ‎أمس‎ ‎سلسلة‎ ‎خروقات‎ ‎لقرار‎ ‎الإقفال،‎ ‎إذ‎ ‎شهدت‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎المناطق‎ ‎ازدحاماً‎ ‎مرورياً‎ ‎وتجوالاً‎ ‎على‎ ‎الطرقات‎ ‎أما‎ ‎السبب‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ ‎أمنية‎ ‎فيعود‎ ‎إلى‎ ‎تعب‎ ‎المواطنين‎ ‎من‎ ‎حالة‎ ‎حظر‎ ‎التجول‎ ‎ونفاذ‎ ‎المخزون‎ ‎التمويني‎ ‎في‎ ‎منازلهم‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎تعمّد‎ ‎المواطنين‎ ‎الاحتيال‎ ‎والالتفاف‎ ‎على‎ ‎المنصة‎ ‎الإلكترونية‎ ‎واختراع‎ ‎أسباب‎ ‎متعددة‎ ‎للخروج‎. ‎حيث‎ ‎بلغ‎ ‎عدد‎ ‎طلبات‎ ‎الخروج‎ ‎الى‎ 160 ‎ألف‎ ‎طلب‎ ‎يوم‎ ‎الأحد‎ ‎الماضي،‎ ‎ونفت‎ ‎المصادر‎ ‎تساهل‎ ‎قوى‎ ‎الأمن‎ ‎في‎ ‎مراقبة‎ ‎الإجراءات‎ ‎كاشفة‎ ‎عشرات‎ ‎آلاف‎ ‎الحواجز‎ ‎يومياً‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎تسطير‎ 19 ‎ألف‎ ‎محضر‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎.‎


الى‎ ‎ذلك‎ ‎تعقد‎ ‎اللجان‎ ‎العلمية‎ ‎المتخصصة‎ ‎واللجنة‎ ‎الوزارية‎ ‎لكورونا‎ ‎اجتماعات‎ ‎هذا‎ ‎الأسبوع‎ ‎لتقييم‎ ‎قرار‎ ‎الإقفال‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتخذ‎ ‎القرار‎ ‎النهائي‎ ‎الجمعة‎ ‎المقبل‎. ‎وفيما‎ ‎لفتت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎الاتجاه‎ ‎لتمديد‎ ‎الإقفال‎ ‎لمدة‎ 10 ‎أيام،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎مصادر‎ ‎اللجان‎ ‎تؤكد‎ ‎بأن‎ ‎لا‎ ‎صحة‎ ‎لتمديد‎ ‎الإقفال‎ ‎حتى‎ 18 ‎شباط‎ ‎وأن‎ ‎القرار‎ ‎لم‎ ‎يتخذ‎ ‎بعد‎. ‎فيما‎ ‎رجحت‎ ‎مصادر‎ "‎البناء‎" ‎أن‎ ‎يمدد‎ ‎الإقفال‎ ‎لأسبوع‎ ‎أضافي‎ ‎مع‎ ‎فتح‎ ‎بعض‎ ‎المصالح‎ ‎والمؤسسات‎.‎
وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 2020 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎بكورونا،‎ ‎رفعت‎ ‎العدد‎ ‎الإجمالي‎ ‎للحالات‎ ‎المثبتة‎ ‎إلى‎ 303072. ‎وسُجلت‎ 63 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎جديدة‎ ‎خلال‎ ‎الـ‎24 ‎ساعة‎ ‎الماضية،‎ ‎رفعت‎ ‎الإجمالي‎ ‎إلى‎ 3145.‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎حذرت‎ ‎نقابة‎ ‎مستوردي‎ ‎المواد‎ ‎الغذائي‎ ‎من‎ "‎نقص‎ ‎في‎ ‎المخزون‎ ‎الغذائي‎ ‎الى‎ ‎نحو‎ ‎النصف،‎ ‎او‎ ‎أكثر،‎ ‎خصوصاً‎ ‎ان‎ ‎الفترة‎ ‎المطلوبة‎ ‎لإجراء‎ ‎الطلبيات‎ ‎الجديدة‎ ‎لشراء‎ ‎المواد‎ ‎الغذائية‎ ‎ووصول‎ ‎هذه‎ ‎السلع‎ ‎من‎ ‎مصدرها‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎تتطلب‎ ‎حوالي‎ ‎ثلاثة‎ ‎أشهر‎"‎،‎ ‎مناشدةً‎ "‎المعنيين‎ ‎التنبّه‎ ‎الى‎ ‎هذه‎ ‎المخاطر‎"‎،‎ ‎ومطالبةً‎ ‎بـ‎ "‎وضع‎ ‎خطة‎ ‎طارئة‎ ‎بالتعاون‎ ‎معها‎ ‎لتدارك‎ ‎هذا‎ ‎الوضع‎ ‎والحفاظ‎ ‎على‎ ‎أمن‎ ‎اللبنانيين‎ ‎الغذائي،‎ ‎أي‎ ‎استمرار‎ ‎وجود‎ ‎مخزون‎ ‎غذائي‎ ‎يكفي‎ ‎اللبنانيين‎ ‎لأكثر‎ ‎من‎ ‎ثلاثة‎ ‎أشهر‎".‎
‎"‎ونفى‎ ‎وزير‎ ‎الاقتصاد‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎راؤول‎ ‎نعمة‎ ‎أي‎ ‎توجه‎ ‎حكومي‎ ‎لرفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎جميع‎ ‎المواد‎ ‎الغذائية،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ ‎هذه‎ ‎الإشاعات‎ ‎تهدف‎ ‎للمس‎ ‎بالأمن‎ ‎الاجتماعي‎ ‎في‎ ‎البلد‎.‎

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

ماكرون وبري يحرّكان التأليف

 

 أصدر الرئيس نبيه برّي موقفاً أرسل كمّاً من الاشارات الايجابية، في ‏توقيت كان بدوره يرسل اشارات مماثلة. تلتقي جملة الاشارات هذه في ‏اليوم 102 على تكليف الرئيس سعد الحريري بلا تأليف حكومة، واليوم ‏‏175 على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب


مذ قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي في 28 تشرين الاول، في اليوم الخامس لتكليف الرئيس سعد الحريري، إنه ‏يتوقع ابصار الحكومة الجديدة النور "خلال اربعة او خمسة ايام اذا استمرت الاجواء الايجابية"، لم يُضِف موقفاً ‏جديداً مذذاك، سوى ما كان يُنقل عنه من زواره عن ضرورة استعجال تأليفها مرة، وتجاوز العراقيل مرة اخرى، ‏والتحذير من اسوأ مما تمر فيه البلاد مرة ثالثة‎.


أتى بيان برّي البارحة غداة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الجمهورية ميشال عون، تناول ‏مسار تأليف الحكومة بعد ساعات من السجال الحامي بين قصر بعبدا ووادي ابو جميل، وتقاذف المسؤوليات ‏بإزاء تعطيل التأليف‎.


ومع ان مكالمة ماكرون لم تفصح تماماً عما دار بينه وبين الرئيس اللبناني، بيد ان مطلعين موثوقاً بهم تحدثوا عن ‏احتمال فتح كوة في المأزق، قد تترجم في وقت قريب بحلحلة يكون عون والحريري جاهزين لها. منذ آخر اجتماع ‏بينهما في 23 كانون الاول، ومرورهما في قطيعة كاملة تعذّر معها على اي فريق اختراقها من جراء الشروط ‏المتصلبة التي تبادلاها، بدا الدفع الجديد للمبادرة الفرنسية كفيل تطور ما. تردد على اثر المكالمة ان رئيس ‏الجمهورية سيبدي مرونة، مقدار ما تردد في المقلب الآخر ان الرئيس المكلف بات اكثر استعداداً لتخفيف شروطه ‏والذهاب الى تفاهم لا مفر منه مع عون، اذا كان فعلاً يريد دخول السرايا لا ان يبقى رئيساً مكلفاً. على ان العودة ‏الى الاجتماعات تتطلب، كما في كل مفاوضة صعبة بين عدوين تشبه ما بين الرئيسين، قليلاً من شد العصب ‏الاضافي والعناد على طريق التراخي‎.


خلافاً لحالات سابقة رافقت مشاورات تأليف حكومة، اقتصر الاشتباك هذه المرة على الرئيسين. لم يتدخل وسيط ‏بينهما، ولا مُنحت الكتل النيابية دوراً كي تشارك فعلياً في التأليف على غرار ما كان يحدث منذ اتفاق الدوحة عام ‏‏2008. غداة مشاورات التأليف التي اجراها الحريري مع الكتل في 24 تشرين الاول، بدأ لقاءاته مع رئيس ‏الجمهورية، وحصرا بهما التفاوض. عنى ذلك انهما تقبّلا، بلا مكابرة، دوري كليهما تبعاً للصلاحيات الدستورية ‏المنوطة بهما، بحيث سلّما بكونهما شريكين في تأليف الحكومة. ما دام لا مرسوم يصدر بلا توقيعيهما معاً، يشير ‏ذلك حتماً الى ان شراكتهما في هذه المهمة متساوية ومتوازية، وإن هي تبدأ بالرئيس المكلف بيد انها تنتهي حكماً ‏برئيس الجمهورية. وحده تفاهمهما يجعلهما يؤلفانها‎.


خروج الكتل من مشاورات التأليف اتاح الاعتقاد بأن من السهولة بمكان على عون والحريري الاتفاق على حكومة ‏حددت المبادرة الفرنسية معالمها: حكومة اختصاصيين، غير حزبية، مهمتها الاصلاح البنيوي في الاقتصاد ‏والنقد، غير موسعة. اذذاك كان من الطبيعي ان يقف كل من الرئيسين في المربع المخصص له في ملعب التأليف: ‏رئيس الجمهورية يسمّي الوزراء المسيحيين بسبب إبعاد التيار الوطني الحر عن التفاوض شأن سواه، وابتعاد ‏حزب القوات اللبنانية عن المشاركة وإن غير المباشرة في الحكومة (وكلاهما لم يسمّيا الرئيس المكلف)، فيما تفاهم ‏الحريري سلفاً مع برّي و"حزب الله" ووليد جنبلاط على تسميتهم وزراءهم الاختصاصيين، وهو ما افصح عنه ‏رئيس المجلس في بيان امس. ما يعرفه الحريري ان لا حكومة تبصر النور ما لم يُرضِ حلفاء التكليف الثلاثة ‏هؤلاء، وهو ليس ممّن يمحضونه ثقة عمياء بتسمية ليسوا في اصلها او شركاء اساسيين فيها‎.


بمرور الاجتماعات المتتالية، استساغ الحريري فكرة الاستئثار بتوزير المسيحيين الاختصاصيين في معزل عن ‏رئيس الجمهورية، وتكون له حصة مباشرة من بينهم، ذاهباً في اعتقاده ان مقتضيات حكومة اختصاصيين تمنحه ‏حقاً لم يخوّله اياه الدستور، وهو تجاوز رئيس الجمهورية الشريك الكامل المواصفات. ذلك ما فسّر مواقف نواب ‏كتلته وقريبين منه ان ليس على عون الا توقيع تشكيلة الـ18 التي اقترحها لئلا يُتهم بالعرقلة. جاء الرد المقابل ان لا ‏حكومة لا يوافق الرئيس على اسماء وزرائها فرداً فرداً، وليس المسيحيون فحسب، ما دام صاحب التوقيع الاخير ‏الذي يجعله شريكاً كاملاً‎.


مع ان تزامُن بيان رئيس البرلمان امس مع مكالمة ماكرون بعون اعطت بصيصاً في احتمال معاودة التواصل، الا ‏انه انطوى على آلية حل لمشكلة التأليف، تبنّى ضمناً قواسم مشتركة اختلف عليها عون والحريري قبلاً، وفي ‏الوقت نفسه رسمت ملامح تسوية محتملة‎:


‎1 - ‎تجديد دعم المبادرة الفرنسية بتأليف حكومة اختصاصيين، وهو الشعار الذي يحمله الحريري عنواناً لتكليفه، ‏من غير ان يصطدم بمعارضة عون الذي يؤيد بدوره المبادرة هذه‎.


‎2 - ‎تأكيد رئيس المجلس موافقته على توزير "مَن ليس ضدنا" و"مَن ليس معنا" على أن يتمتعوا بالكفاية، وهو ‏مغزى اختصاصيين لا يهبطون من السماء، بل يؤتى بوزراء ليسوا جزءاً من بنى الاحزاب وليسوا أعداءً لها. ‏على اهمية معيار كهذا، ليس من السهولة بمكان العثور على هذا الطراز من "طوباويين" لا يغالون في الممالقة ‏والانتماء، ولا يفرطون في الخصومة. لا يكونون حتماً من الذين يختبئ وراءهم رئيس حكومة لا شأن له ‏بالاختصاص، مقدار مهارته في افتقاره اليه‎.


‎3 - ‎ما اورده برّي في بيانه عن ان كتلته النيابية، التنمية والتحرير، التزمت الاختصاص وتالياً معادلة "مَن ليس ‏ضدنا" و"مَن ليس معنا" في تسمية مرشحيها، ثم قوله ان هذا المعيار يسري على الجميع من دون استثناء، ‏يناقض ما ينكره الحريري على عون، وهو ان يسمّي الرئيس الوزراء المسيحيين ما دام الحريري يسمّي الوزراء ‏السنّة، والثنائي الشيعي يسمّي وزراء طائفته، وجنبلاط يسمّي الوزير الدرزي. على نحو الدور المباشر ‏للمرجعيات السنّية والشيعية الدرزية، لرئيس الجمهورية في ظل إبعاد الكتل المسيحية أو ابتعادها موازاة لعبة ‏التوزير هذا، وهو ما يسميه التوازن في تأليف الحكومة المعني به دستورياً‎.‎

‎4 - ‎يطلب برّي تحظير الثلث +1 في الحكومة الجديدة لتناقضه مع مغزى حكومة اختصاصيين، فيما يسود ‏الغموض هذا الشق من المشكلة. يقول عون انه لم يطلب مرة هذا النصاب الموصوف ولا فاتح الرئيس المكلف به. ‏منذ اليوم الاول طلب ستة وزراء مسيحيين يسميهم في حكومة الـ18 لا يصنعون النصاب الموصوف في اي حال. ‏لا يسع فريق واحد - يضيف رئيس الجمهورية - التحكم في مصير الحكومة في ظل موازين القوى القائمة حالياً ‏والتي تحول دون تمكينه بمفرده من التلاعب بها، في معزل عن حلفاء معلنين او مخفيين هم الظهير الفعلي. في ‏المقابل يصرّ الحريري على ان النائب جبران باسيل، متلطياً وراء عمّه الرئيس، هو الذي يحض على الثلث +1، ‏سواء بسبعة وزراء في حكومة الـ18، أم بثمانية في حكومة الـ20 عبر المقعد الكاثوليكي المحدث. يعمّم الحريري ‏اتهامه على عون وباسيل كي يبرر حصوله على حصة مسيحية مجانية في الحكومة من جهة، وتقليص حصة ‏عون وفريقه الى الحد الادنى، الاضعف، من جهة اخرى‎.


ليس خافياً ظهير الحريري الذي هو برّي و"حزب الله" في وجوده على رأس الحكومة، وظهير التيار الوطني ‏الحر الذي هو "حزب الله" للمحافظة على موقعه القوي في المعادلة. كذلك المعلوم عن برّي ظهير جنبلاط، مقدار ‏الظهير الذي يمثله و"حزب الله" لسليمان فرنجية. وحده حزب القوات اللبنانية بلا ظهير، فيما اضحى حزب ‏الكتائب خارج مجلس النواب‎.
على نحو كهذا، يبدو واضحاً تماماً ان كلاً من رئيس المجلس و"حزب الله" - أو الاثنين معاً - يمثلان وحدهما ‏الظهير الفعلي المؤثر لكل الكتل الاخرى، كبيرها وصغيرها‎.‎

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

“الثلث المعطل” بلا حلفاء… حلحلة ام تعقيد ؟

هل حان وقت النزول عن رؤوس الشجر ام ان توسيع عزلة ممارسات التعطيل سيقابل بمزيد من التعنت والتصلب والمعاندة ؟

 

الواقع ان الموقف البارز واللافت الذي اتخذه رئيس مجلس النواب نبيه #بري وأعلنه امس وبعد طول انكفاء عن تناول الملف الحكومي، طبقا لما كانت اشارت اليه”النهار”، اكتسب أهميته ودلالاته من خلال رسمه معادلة يبدو ان الكواليس اللبنانية والفرنسية تعمل على بلورتها علها تفتح الثغرة الكبيرة في جدار تعطيل #تشكيل الحكومة. ذلك ان موقف بري وان سمى العقدة بصراحة وشفافية تامتين وهي تمسك فريق العهد وتياره السياسي ب#الثلث المعطل (ولو لم يسمهما بري) لا يبدو انه أراد من خلاله فتح اشتباك سياسي مباشر بينه وبين العهد مقدار احداث صدمة مفادها ان الانهيارات المتسارعة في البلاد لم تعد تحتمل ترف انتظار العهد للاقتناع بان التمسك بالثلث المعطل صار “يتيما” ولم يعد له حلفاء حتى من أقربهم وأوثقهم وأكثرهم دعما له. فاذا كان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى دعا الى دعم “مبادرة بري” فان دلالات هذا التطور تنسحب على موقف التوأم الاخر في الثنائي الشيعي أي “حزب الله” الذي يعزى اليه أساسا انه حاول مرات اقناع حليفه ال#عوني بان حصته الحكومية ستكون ضمانا للعهد وتياره ولو من ضمن تركيبة الـ18 وزيرا التي يتمسك بها رئيس الحكومة المكلف سعد #الحريري، ولكن العهد تمسك بالثلث المعطل وبتركيبة الـ20 وزيرا . تبعا لذلك تبدت مع موقف بري امس، ووسط معلومات عن تحرك او وساطة او مسعى لـ”حزب الله “ ملامح هبوب رياح تسووية يراد لها ان تماشي مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى تشغيل محركات المبادرة الفرنسية، علما ان الحديث عن مرونة طارئة في الموقف الفرنسي لجهة ما وصفه ماكرون نفسه بحكومة “غير كاملة المواصفات”، اطلق العنان للاجتهادات السياسية لكل فريق وفق هواه، الامر الذي يمكن ان يشكل تعقيدا إضافيا.

 

ومع ذلك تتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة الى رصد طبيعة التفاعلات التي أحدثها انتقال السجال (ولو بوتيرة اقل صخبا  من محور بعبدا – بيت الوسط الى محور بعبدا – عين التينة مع “ القيمة المضافة “ لهذا التطور سواء في تسمية رئيس المجلس للمشكلة باسمها من دون مواربة او ديبلوماسية او في رد بعبدا عليه او ما بينهما في خلفية الحضور الثالث المفترض لـ” حزب الله “ في هذا التطور اذ يصعب ان يكون الرئيس بري اتخذ موقفا بهذه الأهمية المفصلية ولو باسم كتلته النيابية ولا يكون الثنائي الشيعي كلا موافقا عليه.

 

وأفادت معلومات ان الاتصالات والوساطات تحركت مجددا للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط، منها خارجي، وفرنسي في شكل خاص، غداة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الرئيس ميشال عون، اذ يتردد ان خط اتصال اضافيا فتح بين فرنسا و”حزب الله” للمساعدة في حل العقدة الحكومية، ومنها داخلي قيل ان “حزب الله” يضطلع به حيث تردد ان امينه العام السيد حسن نصرالله اتصل برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل طالبا خفض سقف شروطه ومطمئنا اياه الى الثلث المعطل الذي يمكن ان يساهم وزير شيعي في تأمينه للفريق الرئاسي. غير ان معلومات أخرى اكدت انه لم يُجر اي اتصال بين نصرالله وباسيل في الايام الاخيرة في موضوع الحكومة.

 

بري وبعبدا

وقد اتخذت مسألة الثلث المعطل بعدها المتجدد مع اعلان الرئيس بري في بيانه امس “ان العائق ليس من الخارج بل من عندياتنا، وطالما الإتفاق ان تكون الحكومة من إختصاصيين، وان لا ينتموا الى أحزاب أو حركات أو تيارات أو اشخاص، بمعنى يكتفى بتسمية من هو “لا ضدك” و”لا معك”، فإن كتلة التنمية والتحرير، على سبيل المثال لا الحصر، إلتزمت هذا المعيار فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص والكفاءة، كل هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة. فحري أن لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وإلا لا قيمة للإختصاص ولا لوجود  شركاء ولا لوجود حكومة يثق بها الداخل والخارج، والحقيقة إنطلاقا من هذا الفهم تقدمت للفرقاء بمثل هذا الإقتراح كحل ينصف الجميع وأولهم لبنان وتعطل للأسف عند مقاربة الثلث المعطل”.

 

وخلافا لاعتماده التسمية المباشرة في سجالاته مع الرئيس الحريري، لم يسم  المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية رئيس المجلس في رده بل على “اوساط سياسية وإعلامية” مذكرا بان “الرئيس عون الذي لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة، يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج، وذلك حفاظاً على الشراكة الوطنية من جهة، وعلى مصلحة لبنان العليا من جهة ثانية”.

ولكن مصادر كتلة التنمية والتحرير عادت لتشدد ان العائق في موضوع تشكيل الحكومة هو التعطيل بالإصرار على الثلث المعطل. وقرن بري موقفه “دعمه وتأييده للمبادرة الفرنسية وضرورة تشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الإنقاذ والنهوض بلبنان” خلال لقائه السفيرة الفرنسية آن غريو التي أكدت “إصرار بلادها وتمسكها بمبادرة الرئيس ماكرون تجاه لبنان”. وحثت على ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة كي يستطيع لبنان تجاوز الازمات التي يعاني منها لا سيما الإقتصادية والمالية والصحية”.

 

احتجاجات

في غضون ذلك وعلى رغم انحسار موجات #الاحتجاجات الصاخبة في #طرابلس لم تتوقف الاحتجاجات تماما وقطع امس عدد من المحتجين على تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الطرق المؤدية الى ساحة النور، وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش وقوى الامن الداخلي. كما تم قطع السير على بولفار طرابلس بالقرب من تقاطع المئتين بالاتجاهين. وحصلت تجمعات في صور تعبيرا عن التضامن مع طرابلس والمطالب التي يرفعها المحتجون.  ورفضاً للإعتقالات التعسفية بحق الناشطين في المناطق ورفضاً لرفع الدعم عن بعض السلع الأساسية، نفذ عدد من الناشطين من حراك صيدا وقفة احتجاجية عند دوار ايليا في المدينة. وطالبوا بالافراج عن جميع الموقوفين  . في السياق نفسه قطع محتجون السير عند تقاطع الصيفي مساء لفترة في الاتجاهين  كما قطع طريق المصنع في البقاع ليلا .

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“حزب الله” على خط التأليف: “أبو عبدو” العهد!

عين التينة “تناطح” بعبدا: تنديدٌ بـ”الثلث” وتمسُّكٌ بـ”المالية”

 

من “بيّ الكل” إلى “بيّي أقوى من بيّك” يتدحرج شعار العهد العوني تحت وطأة حملة الردود والردود المضادة التي يتصدى لها مكتب الرئاسة يمنةً ويسرةً على امتداد يوميات القصر، حتى أضحت رئاسة الجمهورية في ظل حكم ميشال عون بمثابة موقع خصم لأغلبية الأطراف اللبنانية، ولم يعد لها حليف ولا حليف حليف خارج دائرة الحلف العضوي مع “حزب الله”. وإذا كانت “المونة” العونية على الحزب ساهمت في تحييد رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن واجهة الأحداث وشلّت “أرانبه”، فإنّ عين التينة انتفضت وقررت أن “تناطح” بعبدا، فرمى بري أمس بحنكته “الصنارة” في مستنقع الثلث المعطل… ولم يتأخر عون في “ابتلاع الطعم”.

 

إذ ترى مصادر مواكبة لخط الاشتباك المستجد بين الرئاستين الأولى والثانية أنّه “وبمجرد المسارعة إلى الرد على بيان بري الذي أضاء فيه على كون التمسك بـ”الثلث المعطل” هو العائق في تشكيل الحكومة، بدا عون “كالمريب الذي يقول خذوني” فوقع في فخّ “النفي” ليقرّ بأنه الجهة المعنية بكلام رئيس المجلس”، موضحةً أنّ “رئيس المجلس لم يكن ليبق البحصة على هذا الشكل في بيان توجه فيه إلى الرأي العام لولا أنه استشعر أنّ عناد رئيس الجمهورية أوصل الأمور إلى حائط مسدود ولم يعد من الجائز الرضوخ أكثر للابتزاز الحاصل في عملية التأليف”.

 

أما عن محاولة “التيار الوطني الحر” الاصطياد في بيان بري وتحويل عباراته نفسها إلى مضبطة اتهام بحقه من خلال الإشارة إلى أنه أقر بأنه هو من سمى وزراءه في الحكومة بخلاف ما يدعي الرئيس المكلف، فنقلت المصادر أنّ رئيس المجلس حرص شخصياً على إعادة تصويب الموقف عبر رد مصادر كتلة “التنمية والتحرير” على مصادر “التيار”، تأكيداً على أنّ التسميات جاءت من الرئيس المكلف لشخصيات اختصاصية غير حزبية وتم الاختيار من بينها وفقاً للمبادرة التي طرحها بري على قاعدة “لا معنا ولا ضدنا”.

 

وتحدثت المصادر عن “امتعاض متعاظم لدى بري جراء محاولة اختزال عون دور وصلاحيات المجلس النيابي في الموافقة على التشكيلة الحكومية ومنحها الثقة أو حجبها عنها”، وذكّرت بأنّ “الدستور منح رئيس الجمهورية الحق بالتوقيع على ولادة الحكومة لكنه لم يمنحه الحق في إجهاضها قبل ولادتها”، موضحةً أنّ “هذا الدور منوط بأعضاء مجلس النواب الذين يعود لهم وحدهم تسمية رئيس مكلف تشكيل الحكومة بدليل أنّ المشرّع نصّ على أن دور رئيس الجمهورية في هذا المجال هو إجراء استشارات نيابية “ملزمة” لتحديد هوية الرئيس المكلف بناءً على أصوات أكثرية أعضاء المجلس، مقابل منح الرئيس المسمّى حق تحديد تشكيلته الوزارية بالتعاون مع رئيس الجمهورية بعد إجراء استشارات نيابية وصفها المشترع بأنها “غير ملزمة” لا لشيء إنما لأنّ مآل هذه التشكيلة العودة إلى البرلمان لتحديد مصيرها والمصادقة عليها أو إسقاطها”.

 

في المقابل رأى مصدر دستوري ان “الدستور اعطى رئيس الجمهورية الحق في ابداء رأيه بكل اسماء الوزراء وحقائبهم وأن الأصل هو تفاهم الرئيسين انطلاقاً من الاستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية وأفضت الى التكليف”. وقال المصدر:” كان يمكن لكلام الرئيس بري ان يكون شاملاً ومفيدا لو بدأ بعدم التمسك بوزراة المالية لأنها المخالفة الدستورية الأولى التي يبنى عليها كل الخلاف، أما تذرعه بالصلاحيات ودور المجلس فهو جزء من لعبة الضغط والاصطفاف السياسي”.

 

وفي الغضون، انشغلت الأوساط الإعلامية في تتبع خيوط اتصال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وما أفضى إليه، لكن وأمام سيل التساؤلات والاستيضاحات التي انهالت على المعنيين في الحزب والتيار حيال هذا الاتصال، كان النفي خجولاً عبر تسريبات إعلامية لا تنفي فعل الاتصال بحد ذاته بل حصوله في الأيام والساعات الأخيرة، بناءً على نصائح تلقاها المعنيون وتشدد على ضرورة عدم إعطاء انطباع بأنّ “حزب الله” هو من يعمل على تأليف الحكومة لكي لا يشكل ذلك إحراجاً للعاملين على تسويق المبادرة الفرنسية في المحافل الخارجية.

 

وتؤكد مصادر موثوق بها لـ”نداء الوطن” أنّ قيادة “حزب الله” دخلت بالفعل على خط الوساطات الحكومية منذ فترة لكنّ موفدي الحزب يحيطون تحركاتهم بالكتمان، مشيرة إلى أنّ المعطيات المستجدة تشي بأنّ هناك شيئاً ما تغيّر في المشهد الحكومي بعد إدارة “حزب الله” محركاته في سبيل تذليل عقبات التأليف، لا سيما وأنه الأقدر على ممارسة الضغوط لتحقيق هذا الهدف من منطلق كونه أشبه بـ”أبو عبدو” العهد العوني ويمكنه أن يلعب دور “غازي كنعان” إبان عهد الوصاية السورية للدفع في هذا الاتجاه.

 

***********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

باريس تتحرك.. وواشنــطن تُشجّع.. وبري يكشف المستور: إنه الثلث المعطّل

فتح الاسبوع الجاري على لعبة كشف أوراق على طاولة الملف الحكومي، يُخرج فيها كلّ طرف مكنوناته الى العلن، بالتوازي مع تقاذف المسؤولية عن تعطيل تأليف الحكومة، بما يضيف عناصر اشتباكية ساخنة على الحمولة الزائدة من أسباب وعوامل التوتير السياسي المشتعل حول هذا الملف منذ عدة اشهر، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري ومن خلفهما «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، اللذين يتبادلان قصفاً سياسياً من العيار الثقيل عبر كل المنصات التابعة لهما، سواء السياسية او الاعلامية.

 

جديد لعبة كشف الاوراق هذه، في الساعات الماضية، ما قدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، لناحية نَفيه وجود عامل التعطيل الخارجي لتأليف الحكومة، وتأكيدة انّ السبب الجوهري للتعطيل هو داخلي، وتصويبه على كل الاتجاهات المعنية بملف تأليف الحكومة، فيما لفتت مسارعة رئيس الجمهورية الى الرد على بري ونَفي مطالبته بالثلث المعطل، الا انه لم يقل انه لا يريده.

 

بري

وكان بري قد قال في بيان صادر عنه امس: بعد الذي حصل في طرابلس الفيحاء، وبعد بيان المرجعيات الروحيه ورفعهم الصوت مطالبين بإنقاذ البلد واللبنانيين، بدءاً بتأليف حكومة اختصاصيين. وبعد ان كثر التساؤل لماذا يلوذ الرئيس بري بالصمت ؟ ولا يقوم بأي تحرك كعادته؟ يهمّنا ان نتوجه الى الرأي العام ليكون على بيَّنة من العائق.

اضاف: بادئ ذي بدء، انّ العائق ليس من الخارج بل من «عِنديّاتنا»، وطالما الإتفاق ان تكون الحكومة من اختصاصيين، وان لا ينتموا الى أحزاب أو حركات أو تيارات أو لإشخاص، بمعنى أنه يُكتفى بتسمية من هو «لا ضدك» و»لا معك»، فإنّ كتلة التنمية والتحرير، على سبيل المثال لا الحصر، التزمت َهذا المعيار، فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص والكفاءة، كلّ هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة. فحريَّ أن لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطّل، وإلّا لا قيمة للاختصاص ولا لوجود شركاء ولا لوجود حكومة يثق بها الداخل والخارج.

وتابع: والحقيقة أنني، إنطلاقاً من هذا الفهم، تقدمتُ للفرقاء بمثل هذا الاقتراح كحلّ ينصف الجميع، وأوّلهم لبنان، وتَعطّل للأسف عند مقاربة الثلث المعطّل. فهل نعقل ونتّعِظ؟ او نبحث عن وطننا في مقابر التاريخ؟ ولن أيأس وسأتابع!

وكان لافتاً في هذا السياق اعلان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى دعمه مبادرة الرئيس بري في «تشكيل حكومة من اصحاب الكفاءة والاختصاص تتصدى لمعالجة الازمات المتراكمة، تحظى بثقة الخارج والداخل غير تابعة إلّا لمصلحة لبنان»، ومطالبته السياسيين «بدعم هذه المبادرة حفظاً لوطننا وصوناً لاستقراره وانقاذاً لاقتصاده ونقده الوطني ورحمة بشعبه المنهك».

 

عون

وردّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على بري ببيان، قال فيه: «تصرّ أوساط سياسية واعلامية على الترويج بأنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطالب بالحصول على الثلث المعطّل في الحكومة العتيدة، ما أدى الى تأخير تشكيلها، وذلك على رغم البيانات والمواقف التي تؤكد عدم صحة مثل هذه الادعاءات، والتي صدرت عن قصر بعبدا في تواريخ مختلفة، كان آخرها في 22 كانون الثاني الماضي».

وذكّر مكتب الاعلام «أن رئيس الجمهورية، الذي لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة، يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج، وذلك حفاظاً على الشراكة الوطنية من جهة، وعلى مصلحة لبنان العليا من جهة ثانية».

وكانت معلومات قد تحدثت عن لقاء عقد بين الرئيس بري والرئيس المكلف نهاية الاسبوع الماضي، أكد فيه الحريري لبري أنه يفوّض اليه الحل ويوافق عليه في انتظار أن يأتيه الجواب من رئيس الجمهورية. وقد نقل بري هذه المبادرة الى الرئيس ميشال عون من خلال وسيط حليف للطرفين، فالتقى الوسيط رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي رفض الطرح متمسّكاً بالثلث المعطّل، وهذا ما أسقَط مبادرة بري الذي طَفح كيله وخرجَ ببيانه، كاشفاً عن مسعاه الذي اصطدم بالثلث المعطّل، وبات عند الرئيسين بري والحريري قناعة وفق مصادرهما بأنّ رئيس الجمهورية وتياره يسعيان للحصول على الثلث لتعطيل كل الاستحقاقات التي تحتاج الى أكثرية الثلثين، مثل الإصلاحات والتعيينات والبيان الوزاري والموازنة وغيرها…

ونقل في هذا السياق عن مصدر مقرّب من الرئيس المكلف قوله: بيان قصر بعبدا الذي نفى خلاله مطلب الثلث المعطل، ما هو سوى تثبيت لإدانة عون نفسه بأنه المَعنيّ، لأنّ بري لم يُسمّه في بيانه، فعرف المعطّل نفسه».

 

تسريبات… ورَد

واللافت للانتباه بعد هذه الاجواء، ارتفاع أصوات تدور في فلك «التيار الوطني الحر»، وضعت موقف بري في موقع «حشر الرئيس المكلّف»، وذهبت بعض «التسريبات» الى حد ضَخ أجواء تفيد بأنه بعد ما استجد من مواقف، في اشارة الى موقف بري، باتت الحاجة اكثر الى حكومة تكنوسياسية. وحيال ذلك، ردت مصادر كتلة «التنمية والتحرير»، موضحة ما يتّصل بالعائق بموضوع تشكيل الحكومة، وقالت: فلنبقَ في الاساس وهو التعطيل بالاصرار على الثلث المعطل، فكتلة التنمية وافقت على اسماء مستقلة، وهي ملتزمة المعايير التي وضعت في المبادرة الفرنسية، ومن الرئيس المكلف لجهة الاختصاص والاستقلالية.

 

بدأ التحرك

الى ذلك، يبدو أن الخطوات الفرنسية تجاه لبنان قد بدأت تتحرك بشكل ملحوظ، كترجمة للاشارة الجديدة التي قدمتها باريس على الأولوية المتقدّمة التي يحتلها الملف اللبناني في اجندة اهتماماتها، وذلك عبر الاتصال الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتأكيده على أنّ المبادرة الفرنسيّة ما زالت تشكل الفرصة لفتح ثغرة أمل في الافق المسدود في المسار الحكومي، وبالتالي تأليف حكومة انقاذية وإصلاحيّة وفق مندرجاتها.

وكتمهيد للخطوة التالية للرئيس الفرنسي تجاه لبنان، والتي ستترجم في زيارته المرتقبة الى بيروت، والتي تجزم مصادر مواكبة للحركة الفرنسية الجديدة انّها قد تتمّ في وقت ليس ببعيد، مسلّحة بمقاربة جديدة للمبادرة الفرنسية مع آليّة تنفيذيّة جديّة هذه المرّة، علمت «الجمهورية» ان الحراك الفرنسي قد بدأ فعلاً، من خلال جولة اتصالات مكثفة خلال الساعات الاخيرة باشَر بها المعنيون بالملف اللبناني في الايليزيه، مع العديد من الشخصيات السياسية.

وفيما لمّحَت المصادر الموثوقة الى حضور مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في هذه الاتصالات، كشفت «انّ هناك مسعى فرنسياً جدياً وحثيثاً، وأنّ الفرنسيين قدموا مجموعة من الافكار والطروحات التي من شأنها أن تساهم في فتح الطريق الحكومي المقفل.

وفي سياق متصل، زارت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو الرئيس بري، مؤكدة إصرار باريس وتمسّكها بمبادرة الرئيس ماكرون تجاه لبنان، وحثّت على ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة كي يستطيع لبنان تجاوز الازمات التي يعانيها، لا سيما الإقتصادية والمالية والصحية. وخلال اللقاء، جدد الرئيس بري التأكيد على دعمه وتأييده للمبادرة الفرنسية، وضرورة تشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الإنقاذ والنهوض بلبنان.

 

واشنطن

وفي موازاة الحضور الفرنسي، توقفت مراجع سياسية مسؤولة عند ما سمّتها «اشارات اميركية مشجعة» تجاه لبنان، عبر تقرير رفعته «مجموعة الازمات الدولية»، التي يترأسها المبعوث الاميركي الجديد الى ايران روبرت مالي، الى الرئيس الأميركي جو بايدن في 28 كانون الثاني الماضي.

وجاء في التقرير: «بدل النظر الى لبنان من منظور إضعاف «حزب الله»، على الولايات المتحدة الاميركية جعل هدفها الأول تقوية الدولة (في لبنان) ومنع انهيارها. وبناء عليه، على الولايات المتحدة أن تلقي بثقلها خلف المسعى الفرنسي لجمع اللاعبين اللبنانيين، بما فيهم «حزب الله»، في حكومة جدية، ودفعهم نحو اصلاحات اساسية. وعلى الولايات المتحدة أن تشجع حلفاءها على تعاون براغماتي مع خصومهم لتمرير الاصلاحات، لا سيما تلك المتعلقة بحماية استقلال القضاء واقرار قوانين مكافحة الفساد الضرورية لتحرير الدعم الدولي، لا سيما برنامج صندوق النقد الدولي».

 

مراوحة

وربطاً بالحركة الفرنسية، فإن الوقائع الداخلية تعكس أنه، والى حين تبلور الصورة الفرنسية حيال لبنان، تبقى المراوحة السلبيّة هي الطاغية على المشهد الداخلي، ومضبوطة على إيقاع الطلاق الحكومي بين شريكي التأليف، والتوتّر السياسي الذي يزداد تورّماً بين القصر الجمهوري وبيت الوسط، الى حدّ بات ينذر بتداعيات غير قابلة للّحم او العلاج.

ومن البديهي، مع تَمترس الرئيسين عون والحريري خلف تصلّبهما الثابت عند حدود «اللاتراجع» المتبادل عن شروط ومعايير أيّ منهما ورؤيتهما لكيفية تأليف الحكومة، أن تسقط كل الوساطات، وكذلك الدعوات التي تطلق من هنا وهناك نحو شريكي التأليف لاعتماد الموضوعية والواقعية في مقاربة الملف الحكومي مراعاةً للواقع الافلاسي والكارثي الذي يعانيه البلد، ما دفعَ بكل المعنيين بتلك الوساطات والدعوات الى الانكفاء والتسليم بالعجز عن اختراق الجدار السميك الفاصل بين عون والحريري، وحَملهما على التراجع او التنازل امام بعضهما بعضاً او تقدّم كل منهما خطوة باتجاه الآخر، بما يُفضي الى توافق على حكومة يحتاجها البلد اكثر من أي وقت مضى.

 

كل الاحتمالات واردة

في موازاة هذه الصورة، يقارب مواكبون للمسار الحكومي ملف التأليف كأفق مسدود نهائياً، وصار من المستحيل مع الهوة العميقة الفاصلة بين عون والحريري بلورة توافق بينهما. ويعكس هذا الوضع أن حظوظ تأليف حكومة بالتوافق بين عون والحريري منعدمة، وبالتالي فإن الباب الحكومي صار مفتوحاً على شتى الاحتمالات والخطوات التصعيدية، سواء من قبل رئيس الجمهورية او الرئيس المكلّف.

 

كلامهما ليس مُنزلاً

الّا أنّ مرجعاً مسؤولاً أبلغ الى «الجمهورية» قوله: ظاهِر الامور يعكس الافتراق بين عون والحريري، وكلاهما صعد الى سقفه الاعلى الى حد بدا فيه انّ امكانية النزول صارت مستحيلة، لكن علينا أن نكون واقعيين، فهما لا يستطيعان أن يُكملا على النحو الذي هما عليه حالياً، لأنهما سيصلان، إن عاجلا أو آجلا، الى لحظة الالتقاء حول نقطة مشتركة، سواء ارادا ذلك او لم يريدا. صحيح ان كلاهما تجاه بعضهما بعضاً كان قاسياً وعنيفاً، الّا انه ليس كلاماً مُنزلاً من الانجيل والقرآن، بل هو كلام من النوع القابل للتعديل وتخفيض سقفه وطَي صفحته على الطريقة اللبنانية.

 

مجلس الدفاع

وفيما لوحِظ تراجع في عدد اصابات كورنا عما كان عليه خلال الشهر الماضي، حيث سجل أمس 2020 اصابة و63 حالة وفاة، تتجه الانظار الى الاجتماع المقبل لمجلس الدفاع الاعلى خلال الاسبوع الجاري، الذي سيبحث، الى جانب الاحداث الاخيرة في عاصمة الشمال، في موضوع الاقفال العام، وسط حديث عن تمديدٍ محتمل الى ما بعد «الفالنتاين» في 14 الشهر الجاري، حتى لا يقع البلد في تكرار الكارثة الكورونية مجدداً، كتلك التي تسبب بها عدم الاغلاق في عيدي الميلاد ورأس السنة، ما أدى الى رفع الاصابات الى اعداد مخيفة.

 

توقيف إرهابيين

من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، في بيان أمس «أن مديرية المخابرات اوقفت في منطقة عرسال، نتيجة سلسلة عمليات ميدانية خلال الأسبوعين الماضيين، مجموعة من 18 شخصاً من اللبنانيين والسوريين الذين ينضوون ضمن خلايا ترتبط بتنظيم داعش الإرهابي. وقد اعترف الموقوفون بتأييدهم وانتمائهم للتنظيم الإرهابي المذكور ومتابعة إصداراته والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية، كما تم ضبط كمية من الأسلحة والذخائر الحربية. بوشِر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، وتستمر المديرية في تنفيذ عمليات رصد وملاحقة باقي المشتبه بهم لتوقيفهم».

 

 

***********************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

ماكرون يربط زيارته للبنان بتأليف الحكومة

  محمد شقير

قال مصدر سياسي لبناني مواكب عن كثب للموقف الفرنسي، إن الرئيس إيمانويل ماكرون لن يقوم بزيارته الثالثة للبنان كما وعد ما لم تتوافر الشروط لإنجاحها بخلاف زيارتيه السابقتين لبيروت، وهذا يتطلب من الأطراف الرئيسية التوافق اليوم قبل الغد على إخراج تأليف «حكومة مهمة» من المأزق الذي يحاصرها. وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنه يلتقي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقوله إن العائق أمام ولادتها ليس من الخارج وإنما من «عندياتنا».

ولفت المصدر السياسي إلى أن ماكرون لا يزال يعوّل على الداخل في لبنان لإزالة العقبات التي تؤخّر تشكيل الحكومة بدلاً من الإفراج عنها، وهذا يستدعي معاودة مشاورات التأليف بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين الرئيس المكلّف بتشكيلها سعد الحريري؛ لئلا تبقى تدور في حلقة مفرغة في ظل انقطاع التواصل بينهما.

ورأى أن تلميح ماكرون باستعداده للقيام بزيارة ثالثة للبنان يتجاوز في موقفه هذه المرة، حث الأطراف الرئيسية المعنية بتأليفها على خلق الأجواء التي تدفع باتجاه تسريع ولادتها، إلى مطالبتها بالترفُّع عن الحسابات الشخصية والمصالح الخاصة، وتقاسم الحصص كشرط لتأمين العبور بتأليف الحكومة إلى بر الأمان. وقال إن ماكرون يمارس حالياً كل أشكال الضغط بغية تحقيق التلازم المطلوب بين مجيئه إلى بيروت وإعداد المراسيم الخاصة للإعلان عن التشكيلة الوزارية.

وكشف أن ماكرون لم يكتف بالاتصال بعون فحسب، وإنما تواصل مع الحريري الذي يتواصل بدوره مع بري الذي قرر الخروج عن صمته وباشر بتشغيل محرّكاته بالتزامن هذه المرة مع قيادة «حزب الله» التي قررت الانتقال من موقع المراقب لما يدور إلى التدخُّل، وهذا ما عكسه أمينه العام حسن نصر الله.

واعتبر المصدر السياسي أن هناك أكثر من دلالة للاتصال الذي أجراه نصر الله برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فيما لم ينقطع معاونه السياسي حسين خليل عن التواصل مع عون، وعزا السبب إلى أن باسيل كان يتصل في السابق بقيادة «حزب الله» بخلاف اتصال نصر الله به، وهذا يعني أن الحزب قرر الدخول على خط المشاورات لعله يتمكن من إعادة التواصل بين عون والحريري.

وسأل ما إذا كانت لاتصال نصر الله بباسيل خلفية إقليمية تنم عن حصول تطورات ليست مرئية حتى الساعة، يمكن أن تسهم في حصول تقدُّم إقليمي ودولي استدعى تبدُّل موقف الحزب الذي كان يرفض في السابق الضغط على عون – باسيل لتأكيد مدى استعداده، كما كان يقول لتسهيل ولادة الحكومة.

ومع أن المصدر السياسي لا يستطيع أن يجزم بأن حصول تبدُّل في الموقفين الدولي والإقليمي كان وراء مبادرة «حزب الله» إلى التدخُّل، لكنه يعتقد في المقابل بأن ماكرون لن يقوم بزيارة ثالثة لبيروت ما لم يلمس بأن لديه معطيات بتبدُّل الأجواء السياسية غير تلك التي كانت سائدة في السابق، وحالت دون تجاوب بعض الأطراف مع مسعاه في الإسراع بتشكيل حكومة مهمة باعتبارها الممر الإلزامي للانتقال بالبلد من التأزُّم إلى التعافي المالي والاقتصادي.

وفي هذا السياق، أكد المصدر أن تلويح ماكرون بزيارة ثالثة لبيروت شجّع سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو على التحرُّك، وأحياناً بشكل غير مرئي لدى معظم الأطراف الفاعلة، ليس للوقوف على ما لديهم من أفكار جديدة لإعادة تحريك الاتصالات في شأن تشكيل الحكومة، وإنما لحثهم على أن زيارة الرئيس الفرنسي مشروطة هذه المرة بإنضاج الظروف المواتية لولادتها ليكون الشاهد الدولي على رؤيتها النور.

واعترف المصدر أن تصلُّب عون يأتي بالدرجة الأولى لإعادة تعويم باسيل، وقال إن باريس تدرك جيداً أن تأخير تشكيل الحكومة يعود إلى أن الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية والذي يديره باسيل لا يزال يراهن على أن الضغط على الحريري سيدفعه إلى التسليم بشروطه، لكنه أخطأ في رهانه بعد أن ازداد تصلُّباً في موقفه.

وكشف أن البطريرك الماروني بشارة الراعي كان أوصى موفد رئيس الجمهورية إلى بكركي الوزير السابق سليم جريصاتي، بأن يبادر الرئيس للاتصال بالحريري ويدعوه لزيارة بعبدا ليس لإنهاء القطيعة بينهما، وإنما لمعاودة تزخيم المشاورات لتشكيل الحكومة بدلاً من إغراق البلد في تبادل الحملات فيما يستمر الانهيار.

ونقل عن الراعي قوله أمام عدد من زوّاره بأن الحريري كان سلّم عون لائحة بأسماء الوزراء المرشحين لدخول حكومة مهمة وأنهم جميعاً من أصحاب الاختصاص، ومستقلون ومن غير الحزبيين، وأن على الأخير أن يرد عليه بلائحة مماثلة منزوعة من التمثيل الحزبي، وهذا ما لم يحصل، وإن كانت لائحة الحريري تضمّنت أسماء عدد من المرشحين الذين كان سمّاهم عون في الجولات قبل الأخيرة لمشاورات التأليف.

وأكد المصدر أن الراعي توافق مع عدد من زوّاره على قطع الطريق أمام من يحاول تطييف تشكيل الحكومة لإقحام البلد في فتنة مذهبية وطائفية، وقال بأن البيان الذي صدر عن المرجعيات الروحية في محله بتأكيدها على الوحدة بين المسلمين والمسيحيين.

ورداً على سؤال، أكد المصدر أن باريس لا ترى من موجب لإبقاء الأبواب السياسية موصدة في وجه توفير الحماية السياسية وتحصينها للإسراع بتأليف الحكومة، ما دام أن ماكرون كان أول من اقترح ترحيل الأمور الخلافية عن جدول أعمال حكومة مهمة؛ لأن مجرد البحث فيها سيؤدي إلى تقويض الجهود الرامية إلى تبنّي المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان وانتشاله من الهاوية.

وعليه، فإن ماكرون – بحسب المصدر – يربط معاودته التحرك إقليمياً ودولياً برفع الـ«فيتو» الداخلي الذي يؤخر تأليف الحكومة اعتقاداً منه بأن العائق كان ولا يزال داخلياً وأن مجرد مبادرة الأطراف المحلية إلى تقديم تسهيلات متبادلة سيتيح له معاودة اتصالاته بالخارج لتأمين شبكة أمان توفر الحماية الدولية لها شرط أن تتشكل على أساس الالتزام بالمواصفات الفرنسية التي وحدها تؤمن حصول لبنان على مساعدات مالية للانتقال إلى مرحلة التعافي.

 

***********************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

بعبدا تصطدم «بالشراكة الدستورية: الرئيس يسمي الوزراء وفقاً للمصلحة العليا»!

إرباك صحي: تمديدلا تمديد.. ومعيشي: دعم على الورق وارتفاع 50٪ للمحروقات والخبز والضروريات

 

بدا أن المشهد العام في البلد، آخذ في انكشاف الانفصام العام عن الواقع، على نحو كارثي، ولا يقتصر على زيادة «القرف» من الوضع العام، بل يزيد المعالجة تعقيداً.

فعلى المستوى المعيشي، وفي الوقت، الذي يترك فيه وزراء تصريف الأعمال المعنيون، ببقاء الدعم ونصرة الفقراء، وتوزيع (أرقام الهاتف للاتصال)، يرتفع سعر ربطة الخبز إلى 2500 ليرة لبنانية، وصفيحة البنزين اقتربت من الثلاثين ألفاً، وقارورة الغاز، تكاد تتجاوز الـ30 ألفاً، فضلاً عن الزيادات التي طرأت على أسعار الخضار والحمضيات، فضلاً عن أسعار سائر السلع الأخرى، من غذائية وضرورية، منتجة محلياً، ولا ترتبط بسعر صرف الدولار مباشرة، ارتفاعاً أو هدوءاً.

بعد ذلك، عن أي دعم يتحدث المصرفيون، وحاكم المصرف المركزي والوزراء، وسائر المعنيين..

وعلى المستوى الصحي، فبعد ان عاش اللبنانيون، من بعد ظهر أمس، ولساعات، ان اللجنة العلمية أو الصحية، التي اجتمعت في مبنى وزارة الصحة، أوصت بتمديد الاقفال حتى 18 شباط، فإذا ببيان يصدر عن اللجنة ينفي، ويزعم أن اللجنة لم تجتمع أصلاً..

على أن الأنكى، سياسياً، نفي القصر الجمهوري ان يكون الرئيس عون طالب «بالثلث المعطل»، يعترف البيان الرسمي، بما هو أخطر من الثلث المعطل، فالرئيس «حريص في المقابل على ممارسة حقه بتسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة، يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج، وذلك حفاظاً على الشراكة الوطنية من جهة، وعلى مصلحة لبنان العليا من جهة ثانية».

هنا، لا تقتصر الشراكة والحق الدستوري، على نسبة وزراء، يرتاح إليهم الرئيس، بل هو يتدخل في تحديد من هم من أهل «الاختصاص والكفاءة والثقة».. فضلاً عن ارتباط تسمية هؤلاء بمصلحة لبنان العليا..

وعليه يصبح السؤال مشروعاً مَنْ يُشكّل الحكومة: هل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، أم الرئيس، الذي يستند إلى ما قبل اتفاق الطائف، حيث يُشكّل رئيس الجمهورية ويسمي واحداً منهم رئيساً للحكومة؟

إنه التباس وطني من عيار ثقيل وخطير، بأي دستور يعمل اللبنانيون، وكيف يمكن تجاوز الإشكالية – المعضلة، المتصلة بتأليف الحكومة، مع انضمام الرئيس نبيه برّي، علناً، مدعوماً بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، برفض الثلث المعطل، والاقتصار على حكومة اختصاصيين لا حزبيين، انسجاماً مع المبادرة الفرنسية..

حقيقة الثلث المعطل

والسؤال، هل صحيح أن بعبدا، وفقاً لبيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية لم تطالب بـ«الثلث المعطل» مطلقاً؟

المعطيات التي لا تؤكد هذه الوجهة.. «فالثلث المعطل» بدا وكأنه أم المعارك، حيث دخلت عين التينة على خط الاشتباك، من زاوية تأكيد الرئيس نبيه برّي، في بيان علني.

جاء في بيان بري: انطلاقاً من الاتفاق على ان تكون الحكومة من اختصاصيين، لم يعد جائزاً لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وهو ما تقدّم به رئيس مجلس النواب للفرقاء كحل ينصف الجميع، إلا أنه تعطل للأسف عند مقاربة هذا الثلث..

وهذا الجانب، أكد حسب الرئيس برّي ان العائق ليس من الخارج بل من «عندياتنا».

وأكدت مصادر كتلة التنمية والتحرير حول العائق بموضوع تشكيل الحكومة: لنبقى بالاساس وهو التعطيل بالاصرار على الثلث المعطل، فكتلة التنمية وافقت على اسماء مستقلة وهي ملتزمة بالمعايير التي وضعت في المبادرة الفرنسية ومن الرئيس المكلف لجهة الاختصاص والاستقلالية.

وتواصل السفيرة الفرنسية في بيروت، آن غريو اتصالاتها، وهي لهذه الغاية، زارت الرئيس برّي، ونقلت إليه حرص بلادها علىاستمرار مبادرة الرئيس ماكرون، والرامية إلى الإسراع بتأليف حكومة، تحاكي هذه المبادرة.

ووسط جو إنعدام الثقة بين الرئيسين عون وسعد الحريري، بات عمل سعاة الخير مركزاً على استعادة الثقة بتوفير مروحة تطمينات للطرفين، لا تتوافر إلا بتركيبة حكومية تُرضي كل الاطراف كما نصت المبادرة الفرنسية أصلاً. وهو ما بدا العمل عليه من فرنسا وما عمل عليه قبلا اللواء عباس ابراهيم، ودخل على خطه الان حزب الله حسبما تردد.

لكن كيف تكون التطمينات ومن سيتنازل لتقريب المسافات بين المتباعدين؟ اوساط القصر الجمهورية ترى ان التطمينات يُفترض ان يقدمها سعاة الخير، والرئيس المكلف ايضاً لأنه بالصيغة التي قدمها يصبح هوالممسك بقرار الحكومة لا سيماعند مناقشة اي قرار مهم ويذهب للتصويت. وتؤكد المصار ضرورة توفير عنصر الثقة المتبادلة لتتمكن الحكومة من العمل والانتاج. وذكرت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن أي ترجمة لأعادة تزخيم الملف الحكومي تنطلق من عودة التواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وهذه مسألة لم تصل إلى خواتيمها حتى الآن.وفهم من هذه الأوساط ان الجو لم يميل بعد إلى التهدئة المنشودة والأساس يبقى في إمكانية عودة البحث وفق سقف محدد لكن السؤال عن استمرار تمسك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بمقاربتهما في التأليف.

وأوضحت هذه الأوساط ان تعقيدات الملف تتضاعف يوما بعد يوم ولذلك لا بد من تدخل يعطي ثماره، معلنة أن كل ما يقال هو أن سلسلة اتصالات داخلية وخارجية ستشق طريقها تمهيدا لخرق ما يتعلق بتشكيل حكومة الاختصاصيين.

الخبز: ارتفاع سعر الربطة

حياتياً، رفعت وزارة الاقتصاد سعر ربطة الخبز بنسبة عشرين في المئة، في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً حاداً باتت معه السلطات عاجزة عن مواصلة دعم المواد الأساسية وسط أزمة معيشية خانقة فاقمتها تدابير الإغلاق بمواجهة كوفيد-19.

وأعلن أمس وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة أنه «نظراً الى الارتفاع المتواصل والحاد لسعر القمح في البورصة العالمية وارتفاع سعر صرف الدولار، وحفاظاً على الأمن الغذائي»، رفعت الوزارة سعر ربطة الخبز، الحجم الكبير من ألفين إلى 2500 ليرة «كحد أقصى»، أي بزيادة قدرها 20 في المئة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها وزارة الاقتصاد إلى رفع سعر الخبز على وقع أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان منذ خريف العام 2019، أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق الموازية بينما السعر الرسمي ما زال على حاله.

وارتفعت الأسعار بنسبة 144 في المئة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وبات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. وخسر عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم. وأثارت إجراءات الإغلاق العام المشددة لمكافحة فيروس كورونا المستمرة حتى الثامن من الشهر الحالي الخشية على مصير عائلات تعاني أساساً أوضاعا اقتصادية هشّة في بلد يشكل العمال المياومون قرابة نصف اليد العاملة فيه، بحسب وزارة العمل، ويحتاج 75 في المئة من سكانه الى المساعدة.

وأمس، اعتبرت نقابة مستوردي المواد الغذائية أن «ما يمر به لبنان من ظروف صعبة بدءاً من الأزمة المالية والاقتصادية والشحّ في العملات الأجنبية وصولاً الى الإقفال العام… أرخى بثقله على القطاع وزاد من التحديات والصعوبات التي تواجهها الشركات المستوردة». وحذرت من أن تؤدي تلك العوامل وتداعياتها «إلى نقص في المخزون الغذائي الى نحو النصف، أو أكثر»، في بلد يستورد نحو 80 في المئة من حاجاته الغذائية. ووقعت وزارة المال والبنك الدولي الجمعة اتفاقاً على تقديم مساعدة طارئة للبنان قدرها 246 مليون دولار على شكل تحويلات مالية وخدمات اجتماعية لنحو 786 ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر.

وشهدت مدينة طرابلس، الأفقر في لبنان، الأسبوع الماضي احتجاجات لأيام عدّة ضد إجراءات الإغلاق التي ضاعفت معاناة اللبنانيين، تخللتها مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن إصابة المئات بجروح ومقتل شاب. وعلى وقع تضاؤل احتياطي المصرف المركزي بالدولار، تدرس السلطات منذ أشهر رفع الدعم عن استيراد مواد أساسية هي القمح والأدوية والوقود. وكان من المفترض رفع الدعم نهاية العام 2020، في خطوة يحذّر محللون من «آثار تضخمية» ستنتج منها.

استمرار التحركات

وعليه، استمرت التحركات الميدانية للأسبوع الثاني على التوالي، ففي بيروت قطع السير عند تقاطع الصيفي بالاتجاهين.

وفي طرابلس، قطعت حركة المرور عند تقاطع شارع المئتين في طرابلس.

وليلاً، قطع «ثوار برجا» اوتوستراد الجية بالاتجاهين احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاعتقالات العشوائية بحق الناشطين.

وارتفع عدد الموقوفين في احداث طرابلس إلى 25 شخصاً (23 لبنانياً، سوري واحد وفلسطيني واحد)، وذلك على خلفية تهم تتراوح بين الشغب والتخريب، ورمي قنابل مولوتوف باتجاه القوى الأمنية، والاشتباه بأن بعضهم متورط في إحراق مبنى بلدية طرابلس.

تمديد.. لا تمديد

وليلاً، صدر عن اللجنة الفنية لمتابعة إجراءات وتدابير فايروس كورونا، البيان التالي:

تناقلت بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي خبراً مفاده أنه اثر اجتماعها اليوم (أمس)، اوصت اللجنة بتمديد الاقفال لمدة عشرة أيام، يهم اللجنة التوضيح أنها لم تعقد أي اجتماع اليوم (أمس)، ولم يصدر عنها أي توصية، وبالتالي لا صحة للخبر المنسوب إليها.

وحسب المعلومات، فالتوافق كان تاماً، داخل لجنة كورونا، على تمديد الاقفال لغاية 18 شباط (10 أيام بعد الاثنين المقبل)، على ان يفتح البلد تدريجياً، بعد هذا التاريخ..

غضب الموظفين والأساتذة

نقابياً، فبعد ما دخل إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية اليوم الأوّل من الأسبوع الطالع، ينفذ الاساتذة في التعليم الثانوي والرسمي والجامعة اللبنانية اليوم اضراباً تحذيرياً تحت عنوان يوم الغضب بدعوة من هيئة تنسيق القطاع العام، وفي هذا الاطار دعت رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي في لبنان إلى «التزام الإضراب».

وقالت في بيان: «ترى الهيئة الإدارية للرابطة أن الموازنة تؤسس لانهيار مؤسسات القطاع العام كافة، تمهيدا للتخلص منها نهائيا، واستبدالها بالتعاقد الوظيفي، وتطيح بما تبقى من الراتب التقاعدي.

لذا تطالب كما سائر القطاعات المتضررة، بسحب أو تعديل مشروع الموازنة وإعادة النظر فيه بحيث لا يمس بحقوق الموظفين في القطاع العام وسائر الفئات الوظيفية، وتدعو وتؤكد على جميع مديري المدارس الرسمية والمعلمين التزام الإضراب العام والشامل في المدارس الرسمية لدوام قبل الظهر وذلك يوم غد الثلاثاء، ووقف أشكال التعليم كافة».

وأعلنت الرابطة أن تحركاتها «ستكون تصاعدية ولن تقتصر على الإضراب بالتنسيق مع هيئة تنسيق القطاع العام دفاعا عن لقمة العيش وللحفاظ على القطاع العام».

وكانت رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي دعت في بيان، الى إضراب تحذيري اليوم الثلاثاء ، في جميع معاهد ومدارس التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان، دفاعا عن الحقوق والمكتسبات.

قضائيا، نفذ أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت وقفة احتجاجية قرب منزل القاضي فادي صوان وألقى المتحدث بإسم اللجنة كلمة أكد فيها على إصرار الأهالي معرفة حقيقة ما حصل والأسباب التي دفعته إلى الإعتكاف عند أول مطبّ سياسيّ. وطالب صوان بالمبادرة في الإعلان عن الاستدعاءات على ان تشمل رؤساء حكومات ووزراء وقادة أجهزة أمنية كي لا يُتّهم بالإستنسابية وقال:» نريد الرؤوس الكبيرة و»فهمك كفاية» ونريد أن نعرف الى أين وصلت التحقيقات». وكشف المتحدث عن الرسالة التي وجهتها اللجنة إلى القاضي صوان وفيها تأكيد من العائلات بدعمه «وأمهلناه 24 ساعة للرد علينا لكنه لم يكلّف نفسه حتى عناء الرد علينا لذلك نحن هنا اليوم على رغم خطر كورونا».

303072 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 2020 إصابة و63 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 303072 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.

 

 

***********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

اتصالات فرنسية مفتوحة … وبعبدا تبرّر

بري: الثلث المعطل يعرقل تشكيل الحكومة

 

فيما السلطة السياسية تتخبط في صراع شديد لاتخاذ القرار بتمديد الاقفال العام الذي يؤتي نتائجه حتى الساعة، او عدمه وسط ارتفاع الصوت في الشارع رفضا لاستمرار حجر اللبنانيين من دون تأمين بديل مادي يبعد عنهم شبح العوز والجوع وارتفاع منسوب القلق من امكان تفلت الوضع الامني جراء تفشي رقعة المواجهات الشعبية مع القوى الامنية، تلوح في الافق السياسي ملامح حراك مزدوج بين الداخل والخارج ضغطا على القوى المعنية للافراج عن الحكومة. اكثر من اشارة صدرت في الساعات الاخيرة اوحت بهذا الحراك جاء ابرزها من عين التينة، بما تعني على مستوى «الثنائي الشيعي»، التي صوّبت على قصر بعبدا بتهمة الثلث المعطل نافضة يدها من مطلب الحكومة السياسية والاصرار على حكومة الاختصاصيين من طبيعة «لا ضدك ولا معك»، بعدما كرّست حقها منذ زمن بحقيبة المال.

 

لكن رئاسة الجمهورية التي دأبت على الرد على اي اتهام سارعت الى رد الكرة الى الملعب الشيعي بالتأكيد «ان الرئيس عون الذي لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة». فهل باتت القوى السياسية كلها في مقلب وبعبدا في مقلب آخر، ام ان بيان عين التينة مجرد عامل ضغط لتليين الشروط الرئاسية بعدما دخل حزب الله وفرنسا على الخط مباشرة.

 

تحرك محلي وفرنسي؟

 

في الظاهر، لايزال الجمود يسيطر حكوميا، لكن خلف الكواليس يبدو ان الاتصالات والوساطات تحركت مجددا للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط، منها خارجي وفرنسي في شكل خاص غداة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الرئيس ميشال عون، اذ يتردد ان خط اتصال اضافيا فتح بين فرنسا وحزب الله للمساعدة في حل العقدة الحكومية، ومنها داخلي قيل ان حزب الله يضطلع به حيث تردد ان امينه العام السيد حسن نصرالله اتصل منذ ساعات برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل طالبا خفض سقف شروطه ومطمئنا اياه الى الثلث المعطل الذي يمكن ان يساهم وزير شيعي في تأمينه للفريق الرئاسي.. غير ان مصادر موثوق بها اكدت للـLBCI  انه لم يُعقد اي اجتماع ولم يجر اي اتصال بين نصرالله وباسيل في الايام الاخيرة في موضوع الحكومة.

 

التعطيل داخل

 

في الغضون، وفي موقف يعكس توجهات الثنائي الشيعي، سجل كلام لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان نفى فيه ان يكون مصدر التعطيل الحكومي خارجيا، بل داخلي، رافضا ذهاب الثلث المعطل لاي فريق.

 

في الاعقاب، اكد الرئيس عون انه لم يطالب بالثلث المعطل لكنه يحرص على ممارسة حقه  في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة، يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج، وذلك حفاظاً على الشراكة الوطنية من جهة، وعلى مصلحة لبنان العليا من جهة ثانية».

 

الحزب والتيار

 

في الاثناء، لفت عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار إلى أنه جرى اتصال بين الرئيس عون والرئيس ماكرون لكن لا اتصال بين الرئيس الفرنسي والرئيس المكلّف الحريري، مشيراً إلى أن ماكرون يريد المساهمة في حلّ الأزمة اللبنانية. وتابع «نسمع في الإعلام أن اللواء عباس ابراهيم يتحرك تجاه الملف الحكومي لكن لا معلومات لدي أمّا المشكلة فتكمن في تعطيل رئيس الجمهورية إحالة التشكيلة الحكومية إلى مجلس النواب للتصويت على الثقة». وأضاف «اذا كانت هناك ملاحظات لدى رئيس الجمهورية فالرئيس المكلّف جاهز لسماعها لكن ذلك لم يحصل».

 

اسقاط مسيرة

 

على صعيد آخر، تطور امني اتى من الحدود الجنوبية هذه المرة. فقد صدر عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، البيان الآتي: أقدمت محلّقة تابعة للعدو الإسرائيلي من نوع «ماتريس – 100» معدلة اسرائيلياً، عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين 1-2-2021، على خرق الأجواء اللبنانية داخل الخط الأزرق لمسافة 400 متر، حيث تصدى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأسقطوها في محلة خربة شعيب في بلدة بليدا الحدودية جنوب لبنان. بدوره، اعلن الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيرة داخل الأراضي اللبنانية، مؤكدا ان لا خشية من تسرب للمعلومات.

 

دعم بريطاني

 

وسط هذه الاجواء، الدعم الخارجي للجيش مستمر. بعد التقدير الفرنسي له على لسان رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوانتر، السبت، تسلم الجيش اللبناني 100 آلية نقل خفيفة مصفحة مقدمة هبة من السلطات البريطانية في مرفأ بيروت  أفاد مصدر معني  أن هبة المملكة المتحدة تعدّ نقلة نوعية في هذا الاتجاه، إذ ان تجهيز الجيش بمركبات توصله إلى أماكن لم يكن بمقدور أفواج الحدود الوصول إليها، نظراً لطبيعتها الجغرافية الوعرة، يؤدي عملياً الى توقيف عمليات التهريب الكبيرة وفرملة حركة النقل غير الشرعية للأفراد والبضائع.

 

الاسر الاكثر حاجة

 

معيشيا، فيما الاوضاع الضاغطة حركت الشارع من جديد، أعلن عضوا تكتل «الجمهورية القوية» النائبان بيار بو عاصي وجورج عقيص، تقديم اقتراح قانون معجل مكرر بشأن «الدعم الموجه الى العائلات الأكثر حاجة بواسطة البطاقة التمويلية الالكترونية».

 

انفجار المرفأ

 

قضائيا، نفذ أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت وقفة احتجاجية قرب منزل القاضي فادي صوان وألقى المتحدث بإسم اللجنة كلمة أكد فيها على إصرار الأهالي معرفة حقيقة ما حصل والأسباب التي دفعته إلى الإعتكاف عند أول مطبّ سياسيّ.

 

بري التقى غريو: ندعم المبادرة الفرنسية

 

العائق ليس خارجياً بل من «عندياتنا»

 

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ان « بعد الذي حصل في طرابلس الفيحاء، وبعد بيان المرجعيات الروحيه ورفعهم الصوت مطالبين بإنقاذ البلد واللبنانيين، بدءا بتأليف حكومة اختصاصيين. وبعد ان كثر التساؤل لماذا يلوذ الرئيس بري بالصمت؟ ولا يقوم بأي تحرك كعادته؟ يهمنا ان نتوجه الى الرأي العام ليكون على بينة من العائق بادئ ذي بدء».

 

واوضح بري  في بيان: «ان العائق ليس من الخارج بل من «عندياتنا»، وطالما الإتفاق ان تكون الحكومة من إختصاصيين، وان لا ينتموا الى أحزاب أو حركات أو تيارات أو لإشخاص،  بمعنى يكتفى بتسمية من هو «لا ضدك» و»لا معك»، فإن كتلة التنمية والتحرير، على سبيل المثال لا الحصر، إلتزمت بهذا المعيار فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص والكفاءة، كل هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة.

 

فحري أن لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وإلا لا قيمة للإختصاص ولا لوجود  شركاء ولا لوجود حكومة يثق بها الداخل والخارج ، والحقيقة إنطلاقا من هذا الفهم تقدمت للفرقاء بمثل هذا الإقتراح كحل ينصف الجميع وأولهم لبنان وتعطل للأسف عند مقاربة الثلث المعطل».

 

وسأل بري في بيان: «فهل نعقل ونتعظ؟  أو نبحث عن وطننا في مقابر التاريخ؟ ولن أيأس وسأتابع!»

 

وكان الرئيس بري جدد  «دعمه وتأييده للمبادرة الفرنسية وضرورة تشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الإنقاذ والنهوض بلبنان»،  وذلك خلال لقائه في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفيرة الفرنسية آن غريو، وعرض معها الاوضاع العامة.

 

وفي خلال اللقاء، أكدت السفيرة غريو «إصرار بلادها وتمسكها بمبادرة الرئيس ماكرون تجاه لبنان». وحثت على ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة كي يستطيع لبنان تجاوز الازمات التي يعاني منها لاسيما الإقتصادية والمالية والصحية».

 

وأثار الرئيس بري مع قائد قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، التصعيد الاسرائيلي والخروق للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا في انتهاك صارخ لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.

 

وأكد رئيس المجلس «ضرورة استئناف إجتماعات ترسيم الحدود وتحديدها في البر والبحر».

 

***********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

الحريري يتلقى جرعة دعم من بري: اضعاف موقف عون التفاوضي

باريس تنتظر اجوبة من الرياض والتصعيد مع طهران يعقد الموقف؟

«النار تحت الرماد» امنيا…والتطور التقني لحزب الله يقلق اسرائيل

 

ابراهيم ناصرالدين

 

على وقع استمرار «النار» تحت «الرماد» في طرابلس مع استمرار التحركات الاحتجاجية، وقطع الطرقات في اكثر من منطقة حساسة في البلاد حيث تزداد المخاوف الامنية، لا يزال «كورونا» يفتك باللبنانيين المهددين بامنهم الغذائي، حيث سيكون اول الغيث اليوم ارتفاع سعر ربطة الخبز الى 2500ليرة..وفيما حققت المقاومة انجازا تقنيا وعسكريا لافتا عبر «السيطرة» على «درون» اسرائيلية، دخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط «السجال» الحكومي مقدما «جرعة» دعم لموقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري محملا رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية التعطيل عبر اتهامه بالاصرار على الثلث المعطل في الحكومة، وفيما ردت دوائر القصر الجمهوري بنفي التهمة والتمسك بالمواقف المتصلبة ازاء تشكيل الحكومة، لفتت اوساط سياسية مطلعة «للديار» الى ان موقف بري ليس «رسالة» من «الثنائي الشيعي» لرئيس الجمهورية، وموقفه غير منسق مع حزب الله الذي يواصل اتصالاته التوفيقية بعيدا عن الاعلام..وفيما ينتظر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤشرات سعودية ايجابية لتفعيل مبادرته وسط علامات استفهام حول تشدده مع ايران واحتمال تأثيرات مواقفه السلبية في الملف النووي على «خارطة طريقه» اللبنانية.وفي هذا الإطار، لا تزال دعوة السفيرة الفرنسية آن غريو التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، الى ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة كي يستطيع لبنان تجاوز الأزمات التي يعاني منها لا سيما الاقتصادية والمالية والصحية، دون ترجمة عملية في ظل استمرار الهوة الكبيرة بين بعبدا وبيت الوسط.

 

 بري «يكسر» الصمت

 

واذا كانت بعض المصادر ترى في «انعاش» المبادرة الفرنسية امرا ايجابيا يمكن التعويل عليه،استبق الرئيس بري زيارة السفيرة الفرنسية، ببيان لافت،تبنى فيه رواية الرئيس المكلف سعد الحريري الرافض لاعطاء الثلث المعطل في الحكومة الى فريق العهد، اشار بري بعد فترة من «الصمت»الى إن العائق ليس من الخارج بل من عندياتنا، وطالما الاتفاق أن تكون الحكومة من اختصاصيين، وأن لا ينتموا إلى أحزاب أو حركات أو تيارات أو لأشخاص، بمعنى يكتفى بتسمية من هو لا ضدك ولا معك، فإن كتلة التنمية والتحرير على سبيل المثال لا الحصر التزمت هذا المعيار فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص والكفاءة، كل هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة. فحري أن لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وإلا لا قيمة للاختصاص ولا لوجود شركاء ولا لوجود حكومة يثق بها الداخل والخارج، والحقيقة انطلاقا من هذا الفهم تقدمت للأفرقاء بمثل هذا الاقتراح كحل ينصف الجميع وأولهم لبنان وتعطل للأسف عند مقاربة الثلث المعطل. وختم بالسؤال فهل نعقل ونتعظ؟ أو نبحث عن وطننا في مقابر التاريخ؟ ولن أيأس وسأتابع.. ولم تتأخر مصادر تيار المستقبل عن دعم موقف بري واشارت عبر «المستقبل ويب» الى ان الرئيس المكلف هو الذي اقترح اسماء من غير الحزبيين على رئيس مجلس النواب الذي وافق عليها.

 

وفي رد مباشر على بيان رئيس مجلس النواب، اكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون لم يطالب بالثلث المعطل وحريص على ممارسة حقه في تسمية وزراء من ذوي الاختصاص والكفاءة يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج.فيما اعتبرت مصادر التيار الوطني الحر ان بري فضح «اكاذيب» الحريري، عبر تأكيده انه هو من طرح اسماء الوزراء.

 

ماذا يريد بري؟

 

وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان بري يريد ملاقاة التحرك الفرنسي بمحاولة لدفع الرئاسة الاولى الى التراجع عن «شروطها» التي تعيق برأيه «الولادة» الحكومية بعدما تم تجاوز مخاوف الرئيس المكلف الخارجية بعد خروج دونالد ترامب من البيت الابيض،وهو يريد زيادة منسوب الضغط على الرئاسة الاولى في هذا التوقيت «الحرج» في «رسالة» الى الفرنسيين تقول لهم ان العقدة في قصر بعبدا وليست في مكان آخر، وهو يريد اشعار الرئيس عون بانه «محاصر» سياسيا ولا يملك ترف الوقت للاستمرار على «عناده»!. وفي هذا السياق، تؤكد تلك المصادر ان موقف بري ليس منسقا مع حزب الله الذي لا يوافق على احراج حليفه علنا، ويعمل بعيدا عن الاعلام لمحاولة اعادة الثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لانتاج صيغة حكومية قادرة على تحمل عبء المرحلة المقبلة.

 

 «الكيمياء» المفقودة

 

في المقابل، لا تستغرب اوساط مقربة من بعبدا ما صدر عن رئيس المجلس النيابي، «فالكيمياء» مفقودة بين الرئيسين ولا يحتاج الامر الى بيان كي تتظهر الازمة المكتومة بينهما، لكن توقيت صدور الموقف من عين التينة «مؤذ» في السياسة لانه يحاول احراج الرئيس مع الفرنسيين، وتبرئة الرئيس المكلف من تهمة التعطيل، وهذا الامر لن يؤثر على موقف الرئاسة الاولى التي لن تتراجع عن موقفها من «وحدة المعايير»، واذا كان بري حريصا على تسهيل تشكيل الحكومة فعليه التخلي عن التمسك بوزارة المال كخطوة عملية لتسهيل «الولادة»، لان استثناء هذه الوزارة من المداورة لا ينسجم مع الكلام عن تقديم تنازلات..ووفقا لتلك الاوساط، لن يتراجع الرئيس عون عن موقفه مهما حاول البعض فرض حصار سياسي عليه، ولن يتخلى عن صلاحياته، واي حلحلة مفترضة تقضي بتراجع الحريري عن «سقوفه» المرتفعة والتشاور مع كافة الاطراف السياسية في البلاد، وتقديم تشكيلة جديدة تراعي موازين القوى المحلية.

 

 اين «العقدة» الحكومية؟

 

وقد بات الفرنسيون على اطلاع بان التشكيلة الحكومية لم تعد عالقة عند عقدة الثلث المعطل الذي يصر الرئيس عون عليها من خلال زيادة عدد أعضاء الحكومة من 18 إلى 20 وزيرا فيتأمن وزير درزي من حصة النائب طلال أرسلان ووزير كاثوليكي، او عند وزارتي العدل والداخلية، اوحتى الخلاف على تسمية الوزراء المسيحيين، بل المشكلة في تسمية الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، فرئيس الجمهورية لا يرغب في التعاون معه ولا يراه مناسبا لقيادة عملية الاصلاح فيما تبقى من ولايته الرئاسية،لان من «جرب مجرب كان عقله مخرب» كما تقول اوساط بعبدا.

 

 باريس تنتظر الرياض !

 

وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان الرئاسة الفرنسية لم تتحرك بعد باتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري الذي ينتظر موعدا لزيارة باريس، فيما يبقى احتمال استبدال الزيارة باتصال هاتفي من الرئاسة الفرنسية، بسبب «كورونا» قائما، وتشير المعطيات الى ان «تزخيم» المبادرة الفرنسية ينتظر اجوبة سعودية لم تتوافر بعد، بعدما نجح الرئيس ماكرون في فتح «قناة» اتصال مع المملكة لإعطاء مبادرته قوة دفع عربية وتأمين نوع من المظلة الدولية والعربية، وترغب باريس بالحصول على موقف ايجابي من الرياض حيال مسألتين، الاولى انهاء «الفيتو» المستمر على شخص الحريري الذي لا يزال غير مرضى عنه في المملكة، والثانية دعم الحكومة الجديدة والتخلي عن شرط «نبذ» حزب الله.. وحتى الان لا اجوبة سعودية ايجابية.

 

«تخبط» ماكرون

 

وربطا بهذا الحراك الفرنسي باتجاه السعودية، تشير اوساط دبلوماسية في بيروت الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «يتخبط» في ادارة الازمة اللبنانية، فهو يطلق تصريحات تغضب ايران في الملف النووي لارضاء السعوديين عبر وضعهم على «طاولة» المفاوضات المفترضة، وهو ما لاقى رد فعل ايرانيا رافضا وغاضبا، وهذا ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول مقاربات ماكرون «المتعثرة» والتي قد تؤدي الى سد منافذ الحلول في بيروت.

 

المقاومة وانجاز «الدرون»

 

في هذا الوقت، سجلت المقاومة انجازا جديدا عبر طائرة دائرة «درون» في خراج بلدة بليدا،واشار الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية ان طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي اخترقت الأجواء اللبنانية في خراج بلدة بليدا جنوب لبنان، تم اسقاطها، وباتت في عهدة مجاهدي المقاومة.

 

وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان اهمية «الاستحواذ» على الدرون ترتبط بالقدرة التقنية العالية المستوى لدى المقاومة في السيطرة الالكترونية على هذه الطائرة، والتحكم بها عبر منعها من العودة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، اما اعراب الاسرائيليين عن عدم الخشية من تسرب المعلومات، فمجرد تغطية على التفوق التقني للمقاومين الذين نجحوا قبل سنوات في اختراق تشفير طائرات الاستطلاع المتطورة وكشف مسار عملية «شيطييت 13» في الانصارية، واليوم فان ما يقلق الاسرائيليين حجم التطور التقني لدى حزب الله الذي لا يزال «لغزا» وسيشكل اكبر المفاجآت في اي حرب مقبلة.

 

 «نار» تحت «الرماد»!

 

وفيما تتواصل التحركات في «الشارع» الطرابلسي مع استمرار قطع الطرق والتحركات «المنضبطة»، تشير المعلومات الامنية الى ان «النار» لا تزال تحت «الرماد» في اكثر من منطقة والامور تحتاج الى اكثر من متباعات امنية لوقف التدهور، خصوصا ان ثمة اكثر من جهة تحرك الشارع لاهداف مشبوهة… في هذا الوقت تؤكد التحقيقات الاولية مشاركة»متشددين» اسلاميين في الفوضى المنظمة في المدينة، ويجري الان التوسع في التحقيق، ووفقا للمعلومات، فمن شارك في احداث طرابلس مجموعات سبق وشاركت في أعمال الشغب التي استهدفت الأملاك الخاصة والعامة في بيروت، وبات لدى الأجهزة الامنية أدلة مثبتة حول الجهات التي تديرها وترعاها ماليا وسيصار الى ملاحقتها وتوقيفها. في المقابل، تصر مصادر تيار المستقبل على اعتبار ما جرى في عاصمة الشمال، مخططا انقلابيا كان يسعى لدفع الرئيس سعد الحريري للاعتذار، مشيرة الى انه لن يخضع لحملات الابتزاز والتهويل التي يمارسها العهد.. ولفتت تلك الاوساط الى ان لدى الرئيس المكلف سلسلة من الملاحظات على التعيينات والتشكيلات التي جرت أخيراً في المؤسسة العسكرية، تحديداً في الشمال، وهذا ما يفسر انتقاداته للجيش في كيفية تعامله مع الاحداث هناك.

 

«كورونا» والامن الغذائي

 

في هذا الوقت، لا تزال اعداد الوفيات في «كورونا» مرتفعة مع تسجيل 63حالة وفاة و2020 اصابة جديدة، وفي هذا السياق دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن المواطنين الى ضرورة الالتزام بالحد الأقصى من السلوك الوقائي في هذا الأسبوع الثالث من الإغلاق العام، بهدف تحقيق المؤشرات المطلوبة والتي يمكن البناء عليها للبدء بوضع خطة بالغة الجدية للخروج الآمن»، محذرا من أن «لبنان في المرتبة الرابعة من التفشي وهي الأعلى في مراحل الخطر بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية،وتوقع حسن أن «في حال الاستمرار بالاجراءات الوقائية المطلوبة، أن تبدأ السيطرة على التفشي الواسع للوباء خلال الأسبوعين المقبلين»، لافتا إلى «ضرورة انخفاض نسبة إيجابية الفحوص التي تناهز حاليا اثنتين وعشرين في المئة.. وفي انتظار ما ستوصي به لجنة كورونا في شأن تمديد الاقفال العام من عدمه، حيث لا تزال الآراء منقسمة في اللجنة الوزارية حيال كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، حذرت نقابة مستوردي المواد الغذائية من «نقص في المخزون الغذائي الى نحو النصف، او أكثر، خصوصاً ان الفترة المطلوبة لإجراء الطلبيات الجديدة لشراء المواد الغذائية ووصول هذه السلع من مصدرها الى لبنان تتطلب حوالي ثلاثة أشهر»، مناشدةً «المعنيين التنبّه الى هذه المخاطر»، ومطالبةً بـ «وضع خطة طارئة بالتعاون معها لتدارك هذا الوضع والحفاظ على أمن اللبنانيين الغذائي، أي استمرار وجود مخزون غذائي يكفي اللبنانيين لأكثر من ثلاثة أشهر. من جهته نفى وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راؤول نعمة كل المعلومات حول رفع الدعم معتبرا انها اشاعات مغرضة.

 

 «اعتكاف» صوان ؟

 

قضائيا، اكدت مصادر مطلعة «للديار» ان قاضي التحقيق العدلي في قضية تفجير المرفأ، سيتخذ قرارات حاسمة لجهة استئناف التحقيقات من عدمها خلال الساعات القليلة المقبلة، وقد نفذ أهالي شهداء التفجير وقفة احتجاجية قرب منزل القاضي فادي صوان وألقى المتحدث بإسم اللجنة كلمة أكد فيها على إصرار الأهالي معرفة حقيقة ما حصل والأسباب التي دفعته إلى الإعتكاف عند أول مطبّ سياسيّ. وطالب صوان بالمبادرة في الإعلان عن الاستدعاءات على ان تشمل رؤساء حكومات ووزراء وقادة أجهزة أمنية كي لا يُتّهم بالإستنسابية وقال: «نريد الرؤوس الكبيرة و«فهمك كفاية» ونريد أن نعرف الى أين وصلت التحقيقات». وكشف المتحدث عن الرسالة التي وجهتها اللجنة إلى القاضي صوان وفيها تأكيد من العائلات بدعمه «وأمهلناه 24 ساعة للرد علينا لكنه لم يكلّف نفسه حتى عناء الرد علينا لذلك نحن هنا اليوم على رغم خطر كورونا.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram