بقلم علي خيرالله شريف
بسبب تكرار هجوماته المهووسة على ح. الله قلنا للوهلة الأولى لا يستحق الرد، ولكن معزوفاته المستهلكة وترهاته الممجوجة وعظاته المشبوهة، جعلتنا، كمواطنين لبنانيين، نرد عليه عملاً بالقول “عندما سكت أهل الحق عن حقهم ظن أهل الباطل أنهم على حق”.
لو كان غبطة البطرك يعرف السيد المسيح(ع) حق المعرفة، لما اتهم ح. الله بتبني ثقافة الموت. فالمسيح تلقى خطر الموت بصدره ليمنح الناس الحياة، تماماً كما فعل شهداء ح. الله وما زالوا يفعلون كل يوم. ولو كان عنده الوفاء اللازم لأبناء وطنه، لاعترف أن ح. الله واجه الموت ليدافع عن الحياة، وأنقذ بشهادة أبنائه حياة الوطن وحياة الناس من كل الأديان. ولكن يبدو أن ثقافة الحياة عند صاحب الغبطة تقتصر على أمور نترفَّع عن ذكرها.
أما عن اتهامه المتكرر للحزب بعدم استشارة أحد في دفاعه عن لبنان فإن الرد الشافي عليه يوجد في عشرات السنين من الذل اللبناني والتقاعس عن حماية الأرض والشعب قبل انطلاق الم_قا_ومة، وفي الثلاثية الذهبية وفي البيانات الوزارية. وليتفضل غبطته بإخبارنا إن كان استشار أحداً عندما قام بزيارة كيان الاحتلال رغم نصيحة الرؤساء والوزراء والنواب ورؤساء طوائف، بالتخلي عن الزيارة. فلم تكن تلك الزيارة نتيجة استشارة أبناء وطنه بل كانت من بنات أفكاره ومن وسوسات شياطينه ومن غمزات السفارات ولمزاتها. وفوق الطين بلَّة اعتبر نفسه دولة عظمى وعيَّنَ سفيراً شخصياً له لدى الاحتلال هو المطران إلياس الحاج، وجعله ينخرط بأعمال تهدد أمن الوطن والمواطن وأمن الدولة بزياراته الأسبوعية المشبوهة للكيان، ثم راح يُجَيِّشُ طائفته كلما قبضت القوى الأمنية على سفيره بالجرم المشهود… كل هذا يؤكد عناد البطرك وتمسكه بقناعاته الشخصية ورفضه للرأي الآخر، معتمداً سياسة الإصرار على الخطأ و”بَحلَقَة” العينين(لكي لا نقول أكثر) واعتماد الديماغوجية المذهبية بوجه كل من يعارضه، وشعار يا غيرة الدين، كلما حاول أحد نصحه بالامتناع عن أخطائه…
الذين يتهمهم بثقافة الموت، يفترشون الثلوج في الثغور والجبال ويلتحفون الصقيع، بينما هو يستريح على أوثر الأرائك، يتمتع بأكمل الدفء وأفحش الثراء وأبطر اللهو والغذاء، لا هم له سوى التفكير بكيفية شتمهم في عظاته الكنسية الأسبوعية.
ولم ننسَ إنجازات غبطته في تهريب مئات ملايين الدولارات من لبنان في عز حاجة البلد إليها، بالتوافق مع حكام المصارف وعصابات المصرفيين وشركائهم من الزعماء والمسؤولين.
لكثرة ما يعيش البطرك الوهم الذي نفخه به سفراء فرنسا والولايات المتحدة وبعض دول الغرب وغير الغرب، بأنه سيكون الزعيم الأوحد في لبنان، سكنه هذا الوهم إلى حد الهوس، وزاده إعجاباً بنفسه حتى رأى صورته في المرآة أكبر من حجمه الحقيقي. وهو أصلاً كان متعجرفاً قبل أن يصبح بطركاً، وكنا نراه عندما كان مطراناً، تظهر عليه واضحة عوارض جنون العظمة وكره الآخرين.
فوق كل أوهامه، يُصِرُّ غبطته على ترداد نفس معزوفة صبية السياسة اللبنانية بتسخيف الانتصارات ووصفها بالوهمية. تصوروا أن لجنة فينوغراد اعترفت بانتصارات ح. الله وكل قيادات العدو اعترفت، وكبار الكُتّاب الغربيين والشرقيين، وكبار الخبراء العسكريين، وكبار المحللين السياسيين والاستراتيجيين، وكل الدول الغربية والشرقية. كلهم اعترفوا بنصر ح. الله إلا غبطة البطرك وبعض “فرافيط” السياسة في لبنان، الذين لا يميزون بين النصر والهزيمة، لم يعترفوا بعد بانتصاره… بل يصرون على تكذيب الكون كله والتقوقع ضمن مقولتهم العبثية “عنزة ولو طارت”.
نسخ الرابط :