افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 8 كانون الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 8  كانون الثاني 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

واشنطن تحسم رئاسة بايدن بتوافق جمهوري ديمقراطي على إنهاء ظاهرة ترامب عون والحريري وبكركي لتحريك مسعى الحلحلة... وجنبلاط للاعتذار إشكالات الإقفال تتفوّق على عائداته... و"الصحة" تركز على الجهوزيّة

 

 حبست الأنفاس وتسمّرت العيون ليل أول أمس، عند المشهد الأميركي مع اقتحام مناصري الرئيس دونالد ترامب مقر الكونغرس، بناء على دعوته بالتظاهر لمنع تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات، وانتهت الجولة بهزيمة حلّت بترامب بتوافق جمهوري ديمقراطي كرّس فوز الرئيس المنتخب جو بايدن وأجبر ترامب على الاعتراف بالهزيمة واٌقرار بتسليم الرئاسة في 20 الشهر الحالي، وقد لمع اسم نائب الرئيس مايك بنس الذي كان شخصاً في الظل طوال مدة ولاية ترامب، ليظهر خلال يوم الكونغرس كبطل منقذ للديمقراطية الأميركية من السقوط بقيادته التصويت لصالح حسم رئاسة بايدن داخل الكونغرس، وتحوله الى مصدر تهديد لترامب بالعزل إذا غامر باستخدام صلاحيته في المدة الباقية من ولايته بما يعرّض رئاسة بايدن للاهتزاز، بحيث بدا ان الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد أنجزا تفاهماً على إنهاء ترامب سياسياً لصالح بنس، وفتح طريق التعاون بين الحزبين خلال ولاية بايدن رغم سيطرة الديمقراطيين على أغلبية مجلس الشيوخ بالفوز بمقعدي جورجيا في المجلس بالتزامن مع حسم رئاسة بايدن ووجود أغلبية ديمقراطية تسيطر على قرارات مجلس النواب.


مع تراجع مخاطر أحداث أمنية أو عسكرية تهدّد الاستقرار في العالم، خصوصاً في المنطقة بهدف قلب ترامب للطاولة بوجه بادين، كما يقول الخبراء في ضوء ما جرى أمس، يبقى الانتظار لبدء بايدن ولايته ورؤية طبيعة التصرف تجاه التفاهم النووي مع إيران، التي تمضي في رفع تخصيب اليورانيوم ومناوراتها العسكرية، واحتجاز الناقلة الكورية الجنوبية، على قاعدة معادلة أن لا تفاوض بل عودة للتفاهم النووي مقابل تراجع إيران عن خطوات التصعيد والعودة للالتزامات، وإلا فليأخذ التفاوض بالاعتبار معادلات جديدة تحكم الواقع الراهن تختلف عن تلك التي حكمت التفاهم قبل خمس سنوات، والمعادلات الجديدة كلها نووياً واستراتيجياً لصالح إيران.


لبنانياً، تنشط بكركي على خط تحريك مساعي الحلحلة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي زار بكركي معايداً، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الذي يتوقع أن يزورها، ومسعى بكركي يقوم على ترتيب لقاء مصالحة ومصارحة مفتوح بين الرئيسين لفتح الطريق لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة، وهو ما تراه مصادر متابعة للملف الحكومي أمراً يتجاوز بأسبابه المحلية الأبعاد التي تربطه بالأسباب الخارجية، لكن هذه الأسباب الداخلية يصعب حلها بمجرد مساعي علاقات عامة، فهي تحتاج طرفاً قادراً على ممارسة الضغوط لتنازلات متبادلة لا تبدو ناضجة بعد.


في مواجهة كورونا الأرقام المخيفة تتقدّم، مع ارتفاع نسبة الحالات المصابة من عدد الفحوص الى 15%، وارتفاع نسبة الوفيات بكل مليون نسمة الى 232 شخصاً، والمعدلان جديدان وخطران في حالة لبنان، ويضعانه بين الدول التي تسير نحو فقدان السيطرة، لذلك قالت مصادر صحية إن وزارة الصحة التي تتابع نتائج الإقفال، تضع ثقلها في رفع نسبة الجهوزية الصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة وتسعى لضمان تجهيز 300 سرير إضافي للمصابين بينها 100 سرير عناية فائقة خلال فترة الإقفال.


نسبة الالتزام جيّدة مع خروقات
وبقي الملف الصحي في واجهة الاهتمام الرسمي وسط ترقب لنتائج اليوم الأول من إقفال البلاد وردود الفعل عليه وتداعياته على الوضع الاجتماعي.
فقد شهدت مختلف المناطق اللبنانية نسبة التزام عالية مع بعض الخروقات لا سيما في طرابلس التي شهدت تظاهرة شعبية رفضاً للقرار.


وأوضح وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي أنه "لا توجد لدي إحصاءات دقيقة بموضوع الالتزام لكن النسبة كما أفادتني بها الأجهزة الأمنية جيدة جداً". وطلب فهمي من "المحافظين والقائمقامين والبلدات كما كنا نطلب في السابق وكانوا أساساً بالتنفيذ والمساعدة بتطبيق التعليمات، أن يستمروا كما كانوا يعملون في السابق لمصلحة الوطن والمواطن". كما طالب المواطنين بأن "يكون لديهم قناعة. هذا وباء تفشى في كل العالم، والدول المتقدمة لم تستطع إيقاف هذا الوباء، كيف الحال في لبنان ونحن وضعنا معروف. لذلك أطلب من المواطن أن يساعد نفسه ويساعد بلده". كما شدّد فهمي على أنه "بالنسبة للمواطن المخالف، يمكننا ان نستخدم نموذج الرقم 401 المعتمد لدى قوى الأمن الداخلي وهو محضر عادي يحال حتماً عند قاضي المنفرد الجزائي والعقوبة فيه تمتد من الإقفال إلى الحبس 3 أشهر للمواطن، كذلك المادة 604 والتي يمكن ان تساهم بتفشي الوباء، يمكن ان نطبق عليه هذه المادة".


إلا أن مصادر لجنة الصحة النيابية أشارت لـ"البناء" إلى أن "قرار الإقفال تشوبه ثغرات عدة لا سيما سلة الاستثناءات التي تضمنها والتي ستفقد القرار أهدافه الأساسية بالحد من التنقل والولوج الى الطرقات والاختلاط الاجتماعي وبالتالي خفض عدد الإصابات وإراحة القطاع الطبي". ودعت المصادر اللجنة الوزارية الى اعادة النظر ببعض الاستثناءات ورفع درجة حالة التعبئة العامة لكي نستفيد من قرار الإقفال بخفض عدد الحالات". وأوضحت بأن نتائج الإقفال على صعيد تراجع نسبة الاصابات لن تظهر في القريب العاجل، فالأعداد الكبيرة التي تظهر بشكل يومي هي أولى نتائج التفلّت الاجتماعي في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة".


هل دخل لبنان النموذج الإيطالي؟
وفي غضون ذلك برزت مؤشرات دخول لبنان في النموذج الايطالي لجهة إقفال المستشفيات أبوابها أمام مرضىى الكورونا. فقد انتشر فيديو مخيف وصادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من امام طوارئ كورونا في مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي في النبطية، حيث انتظرت سيارات الإسعاف أمام الطوارئ لتعذر حصول مرضى كورونا على سرير. لكن مدير عام المستشفى الدكتور حسن وزني أوضح أن "الفيديوات المتداولة للزحمة أمام القسم المخصص لمرضى كورونا ليست اليوم، ولكن المستشفى يشهد هذا الضغط في أوقات الذروة خلال النهار ونتعامل معه بشكل طبيعي والامور تحت السيطرة". لكن مصادر صحية رسمية أوضحت لـ"البناء" أن لبنان لا يزال بعيداً عن النموذج الايطالي لاسباب عدة ابرزها أهمها أن الدول امتلكت قدرة على احتواء المرض بعد سنة من ظهور الوباء بعكس ما حصل في ايطاليا في بداية تفشي الفيروس. مطمئنة الى أن التعاون بين الدولة ووزارة الصحة وقطاع الاستشفاء والمواطنين والقوى الامنية سنتمكن من احتواء مرحلة التفشي الاخيرة".


ولفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن "الوضع الصحي خطير، والعمل الذي تقوم به الوزارة هو رفع جهوزية المستشفيات الحكومية، لكن حتى الآن لا جهوزية لوجستية ونحاول إيجاد حل بين المستشفيات الخاصة والحكومية". وقال في تصريح إن "الهدف الأساسي إرجاء الموجة على الأقلّ لأسبوعين وزيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة"، مضيفاً "بالنسبة إلى الإجراءات قرار الإقفال يكون بسبب الارتفاع الهائل بعدد الاصابات، وفي دول أخرى الإقفال أسهل من لبنان بسبب توفّر الموارد". وتابع "علينا أن نتحمّل هذه المرحلة الخطيرة وتخطّيها لحين وصول اللقاح، وإذا أردنا حلّا فليقدّم الجميع حلولاً من جانبهم من دون تضخيم المشكل، ورغم النقص في الكوادر الطبية إلا أن الطاقم الطبيّ يقوم بعمل أكثر من جيّد، ولدينا الآلاف من الممرضين ذوي الخبرة والمؤهلين للقيام بالواجب".


وأعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 4774 إصابة جديدة بكورونا في لبنان، رفعت العدد الاجمالي للحالات المثبتة إلى 204699.
كذلك، سُجلت 16 حالة وفاة جديدة، رفعت الاجمالي إلى 1553.


تداعيات اجتماعية وأمنية
إلا أن نتائج القرار على الصعيد الاجتماعي أتت سلبية لجهة رفض العمال المياومين قرار الإقفال لكونه سيوقف مصالحهم وأعمالهم وبالتالي عدم استطاعتهم تأمين قوت يومهم في ظل عجز الدولة عن تأمين البدائل المالية للتعويض عن خسائرهم. ورفض محتجّون في طرابلس قرار منع التجوّل، ونظموا مسيرة من ساحة النور باتجاه شوارع المدينة احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وإقامة حواجز لقوى الامن لتسطير محاضر ضبط بحق مخالفي قرار التعبئة.


وحذرت مصادر أمنية من انعكاس حالة التردي الاجتماعي وتفشي الفقر والجوع على الوضع الامني، ولفت ارتفاع نسبة الجريمة وعمليات السلب والقتل بغاية السرقة في مناطق لبنانية عدة. وأفيد عن وفاة السوري م.ع.ح (38 عاما) بعدما اقدم على إحراق نفسه في تعلبايا، بسبب تردي الوضع الاقتصادي وضيق سبل العيش. كما تعرّض المواطن (أ. أ. مواليد عام 1962، لبناني) لعملية سرقة وسلب واعتداء بالضرب المبرح أمام منزله الكائن في محلة ضهر الليسينة - عكار من قبل أربعة أشخاص مجهولين، ونقل على أثرها إلى المستشفى ثم ما لبث أن فارق الحياة متأثّراً بجراحه.


على صعيد تأليف الحكومة تنتظر الأوساط السياسية ما سيحمله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد عودته الى بيروت عائداً من جولته الخليجية، وسط ترقب لحراك جديد سيطلقه الحريري، لكن لم تُعرف طبيعته ووجهته.


خلوة عون - الراعي
وقبيل استئناف الرئيس المكلف نشاطه السياسي، يبذل البطريرك الماروني مار بشارة الراعي المساعي لترطيب الأجواء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري تمهيداً لعقد لقاء مصالحة بينهما يعبد الطريق امام عودة الاتصالات والمشاورات الحكومية.


وبرزت زيارة الرئيس عون الى بكركي حيث التقى البطريرك الراعي في مناسبة الاعياد واستمرت الخلوة بينهما 45 دقيقة، تحدّث بعدها عون الى الصحافيين فقال: "جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من ان نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتكلمنا في الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يحكى في الاعلام، بسبب ان كل واحد يكتب في الاعلام مع الأسف على هواه. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمراً في هذا الموضوع". سئل انه حكي ان هذا اللقاء كان يمكن ان يجمعكم فيه البطريرك مع الرئيس الحريري، على ان يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، فأجاب: "هذا احتمال".


ولاحقاً أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، ان "لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح اليوم في بكركي، بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري، برعاية من البطريرك الماروني. والصحيح أن مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم، ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به. فاقتضى التوضيح".


الحريري ينتظر بايدن
ولفتت أوساط سياسية متابعة للشأن الحكومي، لـ"البناء" إلى أنّ "الحريري ينتظر تسلم بايدن مقاليد السلطة أملاً بتغيير في السياسة الأميركية تجاه المنطقة وبالتالي تجاه لبنان. ولذلك يتريث في إعلان الحكومة تخوّفاً من فرض العقوبات إذا سار بحكومة لا تتواءم والشروط الأميركية لجهة مشاركة فعالة لحزب الله وحلفائه في التيار الوطني الحر وغيره. وبالتالي لن تنال الحكومة رضى الأميركيين ولا رضى المجتمع الدولي ما يعدّه الحريري قفزة في المجهول. إذ لن تجرؤ أي دولة أو صندوق مالي دولي على مساعدة لبنان بلا الإذن الأميركي. كما أن الحريري بحسب الأوساط، لا يريد حكومة تخلق مشاكل وعداوة مع الرئيس عون وحزب الله لأنها ستكون محكومة بالفشل، والتجارب السابقة أثبتت بأن أي حكومة لن تقلّع بلا تغطية من حزب الله. ولهذه الأسباب، لا يريد الحريري تأليف حكومة الآن، فيعمل على تمرير الوقت بحجج وطروحات يعرف مسبقاً أنها لن تنال موافقة عون، رهاناً على نضوج الظروف الإقليمية والدولية لتصبح مهيأة لتسوية في لبنان. وبهذه الحالة يكون الحريري أنقذ نفسه من العقوبات الأميركية ولم يعتذر عن التكليف ولم يدخل بمواجهة مع عون وحزب الله".


وفسّرت المصادر نفسها تصلّب الحريري بضغوط واشنطن والخليج اللذين يريدان حكومة شبيهة بمجلس إدارة شركة. وكشفت معلومات لـ"البناء" أنّ "الحريري قصد الإمارات طلباً لوساطتها مع المملكة العربية السعودية محاولاً خطب ودها أكثر من مرة لكنه أخفق". كما كشفت "أن شخصيتين من أركان تيار المستقبل اتصلا بالحريري خلال مكوثه في الإمارات سائلين عن نتيجة الاتصالات التي أجراها، فردّ بأن لا جديد ولينتظروا طويلاً".


ولفتت الأوساط إلى أن "الحريري لم يعد يعتمد في الملف الحكومي على الفرنسيين الذين لن يستطيعوا تغطيته في أي خطوة يُقدم عليها في الملف الحكومي. لذلك يعوّل على إشارة أميركية تنقلها إليه السعودية، لكن الأخيرة لم تُغيّر موقفها حتى الساعة من الحريري، الذي حاول ثلاث مرات الحصول على موعدٍ من الأمير محمد بن سلمان أو من ينوب عنه في الديوان الملكي، لكن لم يحصل على ما يبتغيه. ويتردد في الأروقة الضيقة بأن "المملكة" فقدت الأمل من "ولدها سعد".


وكشف مصدر وثيق الصلة بالأميركيين لـ"البناء" أن لا حكومة في المدى المنظور. فالأميركيون منهمكون بأحوالهم وأهوالهم الخطيرة على كافة الصعد الاقتصادية والصحية والأمنية والسياسية والدستورية. فضلاً عن أن واشنطن لن تفاوض طهران ودمشق حالياً بل ستنتظر نتائج الانتخابات الإيرانية والسورية في حزيران المقبل لتبني على الشيء مقتضاه. لذلك لبنان سيبقى في دوامة الانتظار طويلاً.


في المقابل أشار نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ"البناء" إلى أن "الرئيس الحريري لا ينتظر أي تغييرات في الوضع الاقليمي أو الدولي، بل ينتظر رد رئيس الجمهورية على الاقتراح الأخير الذي قدمه الرئيس المكلّف لتقليص مساحة الاختلاف والتوصل إلى حلٍ وسطي. وبالتالي الجواب عن مصير الحكومة عند رئيس الجمهورية".
وأوضح علوش تفاصيل اقتراح الحريري بأنه يتضمن حكومة من 18 وزيراً ولا يكون لأي طرف السيطرة على قرارها أو إمكانية تعطيل قراراتها، لا سيما على الوزارات الأمنية الدفاع والداخلية والعدل. والأمر الثالث عدم امتلاك أي طرف الثلث المعطّل والبند الأخير أن يكون الوزراء مستقلين". ولفت إلى ضرورة حصول اتفاق على توزيع عادل للحقائب الأمنية والقضائية. فإذا نال رئيس الجمهورية الدفاع، فيجب أن تؤول العدل إلى رئيس الحكومة فيما تُسند الداخلية إلى وزير مستقل يسميه الحريري بالتفاهم مع عون". أما إذا ما بقي عون على موقفه وتمسكه بوزارات يعتبرها من حصته وحقه قال علوش: "عليه أن ينتظر طويلاً".


إلا أن عضو تكتل لبنان القوي النائب الدكتور ماريو عون رد على كلام علوش بالقول: "إذن الحريري سيبقى مكلفاً لوقت طويل وحتى إشعار آخر".
ولفت عون في حديث لـ"البناء" إلى أن "سلوك الحريري يُظهر أنه لا يريد الحل ويعمل مع حلفائه في حزبي القوات والاشتراكي على أخذ البلد إلى المجهول تلبية للإملاءات والضغوط الخارجية". ولفت إلى "أننا لسنا نعاجاً لكي نسكت على الظلم الذي نتعرّض له، بل سنرد على أي تعدٍ وتهجم يطالنا". وشدّد على أننا "أول من نادى بتأليف حكومة اختصاصيين بأسرع وقت ممكن لكن دعونا إلى تطبيق المعايير الموحدة للحكومة ولن نقبل بمنطق "إبن الست" و"إبن الجارية".


أما حزب الله بحسب ما أوضحت مصادره لـ"البناء" فإنه لن يسير بحكومة تفرض على اللبنانيين وتلغي الأكثرية النيابية وتمس بالتوازنات والمعادلة الداخلية. لذلك يدعو الحزب الرئيس المكلّف إلى البحث جدياً مع رئيس الجمهورية لإنتاج حكومة توافقية لا تغيّر الثوابت السابقة وتحترم المواقع والصلاحيات ولا تسلّم البلد لقوى خارجية. وأكدت بأن الحزب لن يسلم أسماء وزرائه قبل إنجاز الخلطة الحكومية كاملة مع الأطراف الأخرى.


ويتطرق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته مساء اليوم الى الملفات الداخلية لا سيما الحكومة وملف كورونا على أن يرد على الحملة الإعلامية والسياسية على الحزب لجهة تشييد تمثال للشهيد اللواء قاسم سليماني.


جنبلاط دعا الحريري للاعتذار
وبرزت سلسلة مواقف أطلقها رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، ودعا الحريري للاعتذار عن تشكيل هذه الحكومة، ونصح الحريري مرة جديدة "شو بدك بكلّ هالشغلة" وليأتوا بمن يشاؤون رئيساً للحكومة حسان دياب أو فيصل كرامي أو غيرهما كان "أريحلو وأريحلنا". ورأى جنبلاط في حديثٍ للـ"ام تي في" أن "رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يريد الثلث المعطّل في أي حكومة ليتمكنوا من الحكم من خلاله إذا ما حصل أيّ عارض للرئيس عون و"الأعمار بيد الله".
وقال: "فليقم الحريري باختيار الاسم الذي يريده عنّي لكنه لا يطلب مني الاقتناع بأنه قادر على فعل أي شيء وأقول هذا من أجله". وأضاف: "فليأخذ المير طلال الحصة الدرزية فلا مانع لديّ وهل يريدون إلغاءنا؟ فلنرَ ان كانوا يستطيعون ذلك".

*******************************************************************

 افتتاحية صحيفةالأخبار:

 

تعديل مرسوم الترسيم البحري: هل ينفجر اللغم داخلياً؟

 

 خرجت، من مكتب قائد الجيش، فكرة إعداد مرسوم جمهوري (قبل ان يتبناها قصر بعبدا) يُحدّد مساحة المنطقة البحرية الخالصة للبنان، والتي يزعم العدو الإسرائيلي ملكيته لها، بـ 2290 كيلومتراً مربعاً، وحطّت عند القوى السياسية. بوادر الانقسام حول أصل المرسوم ومن سيوقّعه تلوح في الأفق، فيما تتربّص الظروف الخارجية بمسار المفاوضات


تجتمِع تطورّات داخلية مع تطوّرات خارجية بشأن مُستقبَل ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتخلُص إلى أن عاصفة جديدة تستعّد رياحها للهبوب. أشهر قليلة على بدء المفاوضات غير المباشرة مع العدوّ الإسرائيلي، بوساطة أميركية ورعاية أممية، لم تُنبِئ ظروف انطلاقتها بأن يكون "أجلُها" قريباً. كانَت هناك توقّعات بطول مسارها. قبلَ أسابيع، ظهرَت طلائِع انتهاء هذا الملف، أو تجميده حتى موعد غير محدّد. حينَذاك، عدّل لبنان، بشكل غير رسمي، اتفاق الإطار الذي أُنجِز على أساس مساحة الـ 860 كيلومتراً "المتنازع عليها" في البحر. واعتمد خرائط جديدة طالبَ فيها بزيادة 1430 كيلومتراً مربعاً، ما يعني أن يكون نصف حقل "كاريش" (يقع في المساحة البحرية المحتلة التابعة لفلسطين) ملكاً للبنان.


فُتِح بازار الخطوط. وبعدما كان النقاش محصوراً بمساحة الـ 860 كيلومتراً مربعاً، وصل الخط اللبناني الجديد للحدود إلى ما بعد حيفا جنوباً، في مقابل خط إسرائيلي جديد يصل إلى ما بعد صيدا شمالاً. منذُ ذلِك الحين، عُلّقت المفاوضات (آخر جلسة عُقِدت في الناقورة كانت بتاريخ 11 تشرين الثاني الماضي). بعدها، بدأ التهديد الإسرائيلي بالانسحاب من العملية برمّتها، وبدأ معه الضغط الأميركي على لبنان بضرورة العودة الى الخطوط الأساسية، وإلا "فلا مفاوضات". وفجأة، خفَت الحديث عن الملف برمّته، ولم يخرق المشهد سوى تصريح سريع لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في كانون الأول الماضي أعلن فيه "استعداد بلاده لاستكمال الوساطة".


هذا الفتور دفَع، إلى جانِب عامِل آخر، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى البحث عن وسيلة لإعادة تحريك الملف. ولأجل ذلِك، انعقدَ لقاء بينه وبين الوفد اللبناني المفاوض برئاسة العميد بسام ياسين في بعبدا، قبل أيام من رأس السنة. لا يُريد عون خاتمة غير سعيدة للملف، لكنّ الطروحات التي جرى تداولها في الاجتماع قد لا تخدم الأهداف المطلوبة. فخلال النقاش بينه وبين الوفد، حُكي عن الضغط الأميركي والتجاهل الإسرائيلي و"الخطوات التي سيتخذها لبنان تحضيراً لاستئناف المفاوضات في المواعيد المقبلة"، حسبما قال البيان الرسمي للرئاسة. واقِع الأمر، أن عون والوفد كانا يبحثان عن فكرة لاستفزاز العدو وإجبارِه على العودة إلى الطاولة، فجرى إحياء طرح "إعداد مرسوم جمهوري يحدّد مساحة المنطقة البحرية الخالصة للبنان التي يزعم العدو ملكيته لها بمساحة 2290 كيلومتراً مربعاً، على أن يُرسَل المرسوم إلى الأمم المتحدة لتثبيته". (راجِع "الأخبار" ــــ الاثنين 4 كانون الثاني 2020). ومنذُ تسريب الخبر، انتقل النقاش من فكرة إعداد المرسوم إلى سؤال "من سيوقّع المرسوم؟" علماً بأن هذا النقاش فتَح الباب من جديد لانقسام وطني دشّنته مجموعة وقائِع.


فإلى جانب الموقفين الإسرائيلي والأميركي، تقول المعلومات إن استعجال الرئيس عون لاستئناف جلسات التفاوض يعود إلى رسالة تلقاها لبنان من شركة "توتال" الفرنسية تفيد بأنها لن تبدأ بالحفر عام 2021 في البلوك الرقم 9 جنوباً، حتى ولو كان موقِع الحفر بعيداً حوالى 25 كيلومتراً عن الخط الحدودي، وهي مسافة مقبولة أمنياً. ومردّ هذا القرار لدى الشركة الفرنسية، هو الجوّ المتوتر في المنطقة إن كان في السياسة أو الأمن أو في ما يتعلّق بالنفط والغاز، وبالتالي لا تجد مصلحة في تعريض مصالحها للخطر. حتّى إن مصادر مطّلعة رجّحت أن يكون وراء هذا القرار ضغط أميركي ــــ إسرائيلي، من ضمن إطار تطويق الموقف اللبناني، وهو أمر "غير مستبعد"، بحسب المصادر، في وقت تُمارس فيه "إسرائيل" الضغط على شركات التأمين والطيران الدولية لتوقيف خدماتها بشكل فوري في مطار بيروت، بحجة أن حزب الله "يستخدمه لارتكاب جرائم حرب". وتجدر الإشارة إلى أن وزير الطاقة ريمون غجر أعلن "استمرار الشركات في البحث عن النفط وأن ائتلاف الشركات المكوّن من توتال وإيني ونوفاتك، يواصل نشاطه البترولي في لبنان تحت قيادة المشغل شركة توتال، ولا سيما أنه بفعل تطبيق القانون 160/2020 المعدل (تعليق المهل)، مدّدت مدة الاستكشاف الأولى في كل من الرقعتين 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية إلى 13 آب 2022).


أما على الصعيد الداخلي، فيبدو أن معركة جديدة ستبدأ لاحقاً، وقد تؤثّر على مسار المفاوضات، تتعلّق بالخلاف على أصل المرسوم، ومن ثمّ من سيوقّعه. أول من أمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي وزيرة الدفاع زينة عكر، يرافقها وزير الخارجية شربل وهبة ورئيس الوفد المُفاوض. في الكلام العلني قيل إن اللقاء أكد "اتفاق الإطار المُعلن سابقاً ومبدأ ترسيم الحدود حفاظاً على الحقوق اللبنانية". أما في خلفية اللقاء، فتقول مصادر "الأخبار" إن الهدف كان "مشاورة الرئيس برّي في موضوع المرسوم، ومن هي الجهة التي يجب أن توقّعه". ثمة رأيان، أحدهما يعود لرئيس الجمهورية الذي يرى أن "على وزيرَي الدفاع والخارجية أن يوقّعا المرسوم، بالإضافة الى توقيعه هو، أي عون"، وآخر يُصرّ على أن "يوقّعه رئيسا الجمهورية والحكومة ووزير الأشغال". دستورياً، يدخل هذا الأمر من ضمن صلاحيات وزير الأشغال لا وزيرَي الدفاع والخارجية، وهو مطلب رئيس الحكومة حسان دياب، إضافة إلى أن عكر ووهبة لا يؤيدان فكرة أن يوقّعا على المرسوم على اعتبار ان المرسوم السابق وقعه وزير الاشغال. أما في ما يتعلق بأصل المرسوم، فقد أكد برّي "اتفاق الإطار"، وهو لا يزال عندّ رأيه بأنه "أنجز الاتفاق ومبدأ التفاوض والملف الآن في عهدة رئيس الجمهورية"، مع العلم بأن رئيس المجلس غير موافق على طرح مرسوم الـ 2290 كيلومتراً مربعاً. وبينما وافق دياب عليه، أبلغ المعنيين أنه "لن يوقّعه إلا بعد الاستحصال على موافقة ومباركة معظم القوى السياسية المعنية، ولذا بدأ البحث من عين التنية".


مصادر سياسية رفيعة المستوى أكدت لـ"الأخبار" أن "المرسوم مغامرة غير محسوبة النتائج"، لأسباب عديدة:
أولاً، أن اتفاق الإطار أُنجز وفق قاعدة التفاوض على مساحة الـ 860 كيلومتراً مربعاً في البحر. وقياساً على الثمن الذي سيجنيه العدو الإسرائيلي، ألا وهو إنهاء الملف مع لبنان، وضمان عمل الشركات في المياه اللبنانية والفلسطينية المحتلة، كان ذلك سيدفعه الى القبول بالمطلب اللبناني.
ثانياً، حين يطالب لبنان بمساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إضافية عن الـ 860 كيلومتراً، كان يعلم بأنه غير قادر على تحصيل هذا السقف. وبالتالي، فإن التراجع عنه لاحقاً سيضع الدولة اللبنانية في دائرة الاتهام بـ"التنازل عن حقوق لبنان في البحر".
ثالثاً، إصدار مرسوم جديد يعدّل المرسوم 6433 لناحية حدود المنطقة البحرية، وتضمينه 1430 كيلومتراً إضافياً جنوبي النقطة 23 وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك عملاً بالمادة 74 من قانون البحار، سيؤدي الى تمسّك "إسرائيل" بخط الـ 310 الذي يقضُم مساحات أكثر في المياه الاقتصادية للبنان تصِل الى البلوك 5، بالإضافة إلى البلوكات 8 و9 و10، أي زيادة مساحة المنطقة المتنازع عليها. وبالتالي سيدفع هذا الأمر بتحالف الشركات المنقّبة الى تجميد عملها في المياه اللبنانية بما ينسحب سلباً على مسار التنقيب والاستفادة من الثروة النفطية والغازية في حال وجودها.


بالإضافة إلى ما تقدّم، تتناول المصادر التطورات الخارجية، ولا سيما في الولايات المتحدة الأميركية. ففيما كان الرهان على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن تعيد تحريك الملف، عبّرت المصادر عن مخاوفها من أن يؤدي انشغال الإدارة الجديدة بالداخل الأميركي والملفات الأكثر أهمية في منطقة الشرق الأوسط الى إهمال ملف الترسيم، فضلاً عن وجود تقدير بأن الإدارة الجديدة ستدفع لبنان أكثر نحو التأزم الاقتصادي في إطار الضغط على إيران، وبالتالي يكون لبنان قد "خسر فرصة جدية لإنجاز هذا الملف".
 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

 

"كورونا" يُحلق "والتذاكي" مُستمرٌ.. وعودٌ بالتشدد اليوم وحل أزمة المستشفيات ؟ لا "كسر للجليد" حكومياً و"التصعيد" الخليجي حيال حزب الله "يُكبل" الحريري عون غير مُتحمس للقاء مُصارحة في بكركي..والتوتر الاسرائيلي يُثير "القلق"

 

سقوط آخر محاولات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانقلابية على نتائج الانتخابات الرئاسية بعد اجهاض محاولة مناصريه منع مصادقة الكونغرس على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، في ظل البحث عن امكانية عزله قبل نهاية ولايته، لم يفتح بعد "ابواب" الانفراج السياسي على الساحة اللبنانية، بانتظار ما يحمله الرئيس المكلف سعد الحريري بعد عودته من زيارته الخارجية "مثقلا" بموقف خليجي متشدد حيال حزب الله، والان تبدو "الكرة" في "ملعبه"، فاما يختار عزل لبنان عن اوراق المساومة الاقليمية ويقدم على "تدوير الزوايا" لانتاج حكومة واقعية لا تحتمل اي تجاوز لقوى وازنة لا يمكن تجاوزها، او تستمر المرواحة القاتلة الى امد غير منظور مفتوح على كافة الاحتمالات الخطرة في ظل توتر اسرائيلي مثير للقلق بعدما بات مؤكدا ان التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة لن يكون سهلا، وتعتريه الكثير علامات الاستفهام حيال ايران وحلفائها في المنطقة.. ولهذا لا يمكن تحميل زيارة الرئيس ميشال عون الى بكركي بالامس اكثر مما تحتمل بانتظار خطوة الحريري المقبلة.


وبانتظار مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من التطورات المحلية اليوم، بدأت بالامس المعركة على "جبهة" "كورونا" وكان اليوم الاول من الاقفال العام متارجحا بين المناطق، حيث تفاوتت نسبة الالتزام، فيما استمر الكثير من اللبنانيين بعملية "التذاكي" على "الوباء" وعلى الاجراءات الحكومية التي وعد وزير الداخلية محمد فهمي بانها ستكون اقسى بدءا من اليوم.. وفي ظل الشكوك المشروعة حيال نجاح الاقفال الثالث، وبانتظار النتائج العملية، فان ما بات ثابتا، ان القدرة الاستعابية في المستشفيات وصلت الى ذروتها وقد لامست اعداد الاصابات سقف الخمسة الف اصابة، واذا استمرت الارقام على نسقها التصاعدي، لن يجد المرضى اسرة في المستشفيات في الايام القليلة المقبلة، ولهذا وصفت مصادر طبية الوضع بالخطير جدا.


لا كسر للجليد
في غضون ذلك، شككت اوساط سياسية معنية بملف تشكيل الحكومة بان تكون زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بكركي للمعايدة بالاعياد، قد كسرت "الجليد" في العلاقة مع بيت الوسط، لان شروط نجاح مساعي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التوفيقية ليست ذاتية بل ترتبط بظروف خارجية لا تزال تضغط على الساحة اللبنانية، واحتمالات فشلها اونجاحها لا ترتبط بحصول لقاء بين عون والحريري في بكركي، بل في اقدام الرئيس المكلف على تغيير المنهجية المتبعة راهنا والتي لن تؤدي الى "الولادة" المرتبقة في ظل رهن الملف بتطورات خارجية.


تجاوز العقبة الخليجية؟
ووفقا لتلك الاوساط، الازمة الحقيقية ليست بين بعبدا وبيت الوسط، ومسألة التفاهم على الحصص ستكون سهلة للغاية على طريقة "تجرع السم" الحريرية اذا ما استطاع الرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز العقبة الخليجية في تاليف الحكومة، بعدما ارسلت قمة "العلا"، "رسالة" تصعيد جديدة ضد حزب الله بعدما اشاد بيانها الختامي بتصنيفه من قبل عدة دول "كمنظمة ارهابية" مع دعوة الدول الصديقة لاتخاذ مثل هذه الخطوات للتصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله".


فمرحلة الرئيس دونالد ترامب باتت وراء الجميع، وسيتحرر الحريري بعد ايام قليلة من "هاجس" العقوبات الاميركية التي طالما تحجج بها لعدم الذهاب بعيدا في اشراك حزب الله على نحو مباشر وغير مباشر في الحكومة، وهو يدرك ان الادارة الاميركية الجديدة تحتاج الى مزيد من الوقت لترتيب ملفاتها حيث يقبع لبنان في ادنى مستوى الاولويات، وهو لا يملك ترف الوقت للاستمرار في "المرواغة".


لا مجاملة لايران وحزب الله
ووفقا للمعلومات، فقد تبلغ الحريري في زيارته الخارجية،ان المعادلة كلها تغيرت، ولم تعد دول الخليج العربي على استعداد لمجاملة إيران، او حزب الله، وهذا الموقف لم ولن يتغير قريبا، والتشدد سيكون هو سمة المرحلة المقبلة، والاستمرار على النهج السابق في تشكيل الحكومات سيؤدي حكما لان يدفع لبنان واللبنانيون الثمن.


ما هي خيارات الحريري؟
وفي هذا الاطار، ثمة ترقب "لنقلة" الحريري ، وستكون الايام القليلة المقبلة كفيلة في توضيح خياراته، فاذا اختار "تدوير الزوايا" ومد يد التفاهم الى حزب الله الذي ابدى من خلال امينه العام السيد حسن نصرالله عن "حسن نية" في التعامل مع الرئيس المكلف، فان الامور ستاخذ مسارا ايجابيا يخرج التعقيدات الحكومية من "عنق الزجاجة"، اما اذا استمر بتمسكه بشروطه الالغائية لدور الرئاسة الاولى ولشريحة مسيحية وازنة متمثلة بالتيار الوطني الحر، كبدل ضائع عن عدم قدرته على خوض "كباش" مفتوح مع الحزب، فيعني ذلك ان ثمة قرار "انتحاري" بربط لبنان بالازمة الاقليمية المرتبطة بصراع بعض دول الخليج مع ايران، وهذا يضع البلاد امام سلسلة من الرهانات والحسابات الخاطئة، في وقت ينهار الوضع الاقتصادي والصحي على نحو غير مسبوق. ووفقا لتلك الاوسط" الكرة الان في ملعب" الحريري، وعليه حسم خياراته سريعا قبل فوات فرصة الانقاذ.


لا علم مسبق
وكانت خلوة قد عقدت في الجناح البطريركي بين الرئيس عون والبطريرك استمرت 45 دقيقة، تحدث بعدها عون الى الصحافيين فقال: "جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من ان نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتكلمنا في الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يحكى في الاعلام، بسبب ان كل واحد يكتب في الاعلام مع الأسف على هواه. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمرا في هذا الموضوع". سئل انه حكي ان هذا اللقاء كان يمكن ان يجمعكم فيه البطريرك مع الرئيس الحريري، على ان يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، فأجاب: "هذا احتمال.


ولاحقا،أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، ان "لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح امس في بكركي، بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري، برعاية من البطريرك الماروني. والصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم، ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به. فاقتضى التوضيح".


عون غير "متحمس"
ووفقا للمعلومات، لم يكن الرئيس عون "متحمسا" لعقد لقاء مماثل، وابلغ الراعي ان المشكلة ليست في الاجتماع ومكانه، في العقلية التي يدير بها الحريري عملية التكليف، وهذا يحتاج الى معالجة مسبقة ولن تحل في لقاءات مجاملة، ولهذا من المرتقب ان يزور الرئيس المكلف بكركي في الساعات القليلة المقبلة فيما لم يتم الاتفاق على موعد لهذا اللقاء بالامس،وفي لقائهما اقترح البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية ان يجمعه والحريري في لقاء مصارحة للاتفاق على تأليف حكومة من دون محاصصة، وتتابع بكركي عملها على ترتيب هذا اللقاء بمكانه وزمانه في الايام المقبلة، لكن لا اوهام خصوصا ان الرئيس عون فوجىء بالطرح بالامس، كما ان موفدا من قبل الحريري زار بكركي اول من امس ولم يطرح الراعي الفكرة امامه، ولهذا يمكن القول ان الامور غير ناضجة لعقد لقاء مماثل..


التوتر الاسرائيلي
في هذا الوقت، وفيما كثف طيران الاحتلال الاسرائيلي طلعاته على علو منخفض فوق الاراضي اللبنانية، اشارت اوساط مطلعة الى ان حالة من التوتر تسود اسرائيل مع اقتراب افول مرحلة ترامب في البيت الابيض، وهذا ما يثير الكثير من القلق حيال احتمالات قيام الاسرائيليين بخطوات استباقية متهورة تواكب دخول بايدن الى البيت الابيض.. اما لماذا تبدو اسرائيل قلقة؟ فالجواب جاء في تقرير نشرته صحيفة "اسرائيل اليوم" الناطقة باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، وكان لافتا حجم ازمة الثقة القائمة بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الاميركية الجديدة، وهذا ما يعزز فرضية اندفاع اسرائيلي نحو تبني سياسة هجومية ضد طهران وحلفائها، للضغط على بايدن "ورجاله" الذين يسوقون للتفاهم مع ايران.


تعيينات تثير القلق
ولفتت الصحيفة الى ان السيناتور الديموقراطي اليهودي جون إوسوف، الذي انتخب عن ولاية فيرجينيا يداوم على نشر مقالات في الموقع المناهض لإسرائيل 972، والذي يروج للمقاطعة على إسرائيل.وكذلك زميله حديث العهد، السيناتور رفائيل فيرنوك الذي شبه جدار الفصل بسور برلين، وسياسة إسرائيل بالعبودية، والأبرتهايد والنازية..
وبحسب الصحيفة ثمة قلق كبير في اسرائيل من تعيينات بايدن الجديدة، خصوصا وزير الخارجية أنطوني بلينكن كما أعيدت إلى الصورة في الأيام الأخيرة بضعة أسماء بارزة من عهد أوباما وثمة شخصيات عينت في الجولة الأولى تحدثت بشكل مثير للقلق، ومنهم المستشار المرشح للأمن القومي، جــاك ســليبان، الذي يتبنى نهجاً متصالحاً تجاه إيران، وكان له دور حاسم في الاتفاق النووي "البائس" في 2015 وكذلك ويندي شيرمان، التي وقفت على رأس الطاقم الأميركي للمحادثات وعينت أول أمس نائبة لوزير الخارجية.


خيار الهجوم على ايران
وتخلص الصحيفة الى القول بإن المؤشرات المتراكمة تبدأ بإثارة القلق. وليس صدفة توصية معهد بحوث الأمن القومي بوجوب الإبقاء على خيار هجومي جدي ضد إيران والوصول إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة حول الشروط لعملية عسكرية لإحباط تقدم إيران نحو القنبلة النووية، لكن يجب التاكيد على خلاصة مفادها ان السحب تتلبد،خصوصاً في ضوء الانتصار الديمقراطي في فيرجينيا، والنتيجة الواضحة ان إسرائيل ليست الولاية الاميركية الـ51.


المواجهة مع "كورونا"
صحيا، استمر عداد "كورونا" بالارتفاع وسجلت 4774اصابة جديدة، و16 حالة وفاة، وفيما غابت الدوريات الامنية المكثفة عن الطرقات بالامس، لوح وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي بالتشدد ابتداء من اليوم، ووعد المخالفين بالتعرض للسجن،وقد بلغ عدد محاضر الضبط 869، وفيما بلغت قدرة المستشفيات الاستيعابية ذروتها، اشارت مصادر وزارة الصحة الى ان الوزير حمد حسن توصل الى اتفاق مع عدد من المستشفيات الخاصة على البدء باستقبال مرضى كورونا بدءا من يوم الاثنين المقبل،ما يخفف الاعباء عن المستشفيات الحكومية التي بلغت سعتها الذروة بالامس.


وفيما اكد وزير الداخلية محمد فهمي ان الالتزام تراوح بين الجيد والجيد جدا، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن "الوضع الصحي خطير، والعمل الذي تقوم به الوزارة هو رفع جهوزية المستشفيات الحكومية، لكن حتى الآن لا جهوزية لوجستية ونحاول ايجاد حل بين المستشفيات الخاصة والحكومية". وقال في تصريح أن "الهدف الأساسي إرجاء الموجة على الأقلّ لأسبوعين وزيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة.


هل لقاح "فايزر" آمن؟
وفي سياق متصل باللقاحات ،عانى عشرون أميركياً من ردود فعل تحسسية مهددة للحياة بعد تلقي لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركتي "فايزر" و"بايونتيك"، ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية عانى ما مجموعه 21 شخصاً من الحساسية المفرطة بعد الحصول على جرعتهم الأولى من اللقاح، حسبما كشفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي"من بين هؤلاء المرضى، كان لدى 17 شخصاً تاريخ من الحساسية وحدثت 71 في المائة من الحالات في غضون 15 دقيقة من التلقيح، ومع ما يقرب من 1.9 مليون حقنة تم تناولها خلال تلك الفترة، فإن المعدل هو 11.1 حالة من الحساسية المفرطة لكل مليون جرعة... وقالت الدكتورة نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "قد يبدو هذا الرقم مرتفعاً مقارنة بالإنفلونزا، لكني أريد أن أطمئنكم على أن هذه لا تزال نتيجة نادرة". وتابعت "ما زلت أعتقد أن خطر الإصابة بفيروس (كوفيد ـ 19) يحتم على الناس المضي قدماً والحصول على اللقاح بمجرد توافره".


هل ينقذنا اللقاح في شباط؟
وفي هذا السياق،غرد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس الأبيض عبر "تويتر" قائلا: "هل سينقذنا اللقاح الذي سيصل في شباط؟ من المهم أن نضع في عين الاعتبار أن ما سينقذنا ويسمح لنا باستئناف حياتنا الطبيعية، بما في ذلك النشاط الاقتصادي، هو المناعة التي سيتم الحصول عليها بعد تلقي اللقاح. من المهم القيام بالعديد من الخطوات الأساسية:لتلقي اللقاح، يجب أن تقتنع الغالبية أنه آمن. سيتطلب ذلك حملات توعية، تشمل تفنيد مزاعم مدعي الخبرة في علم اللقاح، ومناهضي التطعيم بشكل عام، واصحاب نظريات المؤامرة، والباحثين عن الشهرة في وسائل الإعلام او التواصل الاجتماعي. وأضاف : "من الاكيد أن العامل الاساسي للنجاح سيكون الثقة. لا يتم اكتساب الثقة بسهولة. وحدها استراتيجية شفافة قائمة على التوزيع العادل للقاح ستحقق هذا الهدف. وسيكون الوصول السهل والسريع إلى التطعيم أيضًا مفتاح النجاح. ستكون هناك حاجة لجهود لوجستية ضخمة لتوزيع اللقاح بسرعة. سوف يؤدي التأخير في التطعيم الشامل إلى تأخير في الحصول على المناعة. هذا يعني أن المزيد من الاشخاص سيظلون عرضة لخطر الإصابة، وسيؤدي هذا إلى مزيد من التأخير في استئناف النشاط الاقتصادي".

********************************************************************

 افتتاحية صحيفة اللواء:

 

عون في بكركي "للتبريد".. ومقايضات الحكومة تتجاوز التأليف جنبلاط يدعو الحريري للإعتذار.. وهستيريا عدّاد كورونا تنسف الإقفال

 

 انشغل اللبنانيون، في مستهل الأسبوع الثاني من كانون الثاني، المسكون بإقفال، يدور جدل واسع حوله، بأمرين. الأول: ماذا بعد الاقفال، وفي خضمه، مع ارتفاع هستيري، في أوّل يوم اقفال، بلغ 4774 إصابة وسقوط 16 شخصاً بالوفاة من جرائه، مما ينسف إجراءات الاقفال من أساسها.


والثاني ماذا بعد فشل "الحركةالانقلابية" التي شكلت صدمة "للغرب الديمقراطي" الليبرالي الرأسمالي الحر، التي حاولها مناصرو الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ومضي "الكابتول" (مجلس الشيوخ) بإقرار انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، مع السيطرة بالكامل على الكونغرس بمجلسيه (النيابي والشيوخ).. والانصراف إلى اتخاذ إجراءات عزل ترامب، على الرغم من بقاء أيام قليلة، حتى يجري تنصيب الرئيس المنتخب في 20 ك2 الجاري..


عون في بكركي لقاء مع الحريري؟


سياسياً، في الواجهة، برز إلى العلن، مشروع لقاء في بعبدا بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، برعاية بكركي، للاتفاق على "حكومة من دون محاصصة"، على ان تسوده مصارحة..


فلم يخفِ الرئيس عون، بعد زيارته عند التاسعة من صباح أمس إلى الصرح البطريركي، حيث عقد اجتماعاً، سبقته معايدة تلقاها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، "هذا الاحتمال" كاشفاً "أننا تكلمنا في الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأن كل ما يحصل معنا لا يُحكى في الإعلام.. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمراً في هذا الموضوع".


وجاء اللقاء، في إشارة إلى تحريك الراعي مساعيه بعد عودة الرئيس الحريري من اجازته الخاصة.


ولاحقاً، اوضح بيان للمكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، ان "لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح اليوم (امس) في بكركي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف برعاية من البطريرك الراعي، والصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم (امس) ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به".


وذكرت مصادر المعلومات، ان الراعي اقترح على عون جمعه مع الحريري في بكركي، لكن الرئيس عون لم يُعطِ جواباً واضحاً محدداً، لأنه وحسب المصادر المطلعة "المهم ماذا سيجري في اللقاء وهل يصل الى النتائج المتوخاة". ولذلك لم يحصل اتفاق على موعد اللقاء. ولكن الراعي سيتابع الموضوع مع عون والحريري لترتيب اللقاء بمكانه وزمانه في الايام المقبلة.


وكشفت مصادر قريبة من بكركي أن لقاء الرئيس عون مع البطريرك بشارة الراعي تناول بشكل رئيسي موضوع تشكيل الحكومة الجديدة انطلاقا من إصرار البطريرك على ضرورة الاسراع بتجاوز أزمة التشكيل التي استغرقت طويلا وتفاديا لتداعياتها الخطيرة على كل المستويات .واشارت الى ان النقاش تناول بالتفاصيل اسباب تعثر اللقاء الأخير بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعدالحريري بعد المساعي والجهود الحثيثة التي قام بها البطريرك لانجاحه، وما حكي عن خلفيات تدخل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للانقلاب على نتائج ماكان يتم التفاهم عليه بين الرئيسين ،ولفتت المصادر الى ان البطريرك دعا? رئيس الجمهورية للتفاهم مع الرئيس المكلف لاسيما بخصوص حقيبتي العدلية والداخلية المختلف عليهما وضرورة ايجاد صيغة ترضي الطرفين معا،ان كان من خلال إسناد حقيبة لكل منهما او اختيار وزير مشترك بينهما لإنهاء الأزمة الحاصلة. واضافت المصادر ان رئيس الجمهورية أوضح للبطريرك أن مايحكى في وسائل الإعلام اوما يردده بعض السياسيين حول عملية تشكيل الحكومة ليس صحيحا.فما حصل بعد اللقاء الأخير ان الجانب الاخر هو الذي تولى توجيه الانتقادات والحملات علينا ولسنا من بدأ القيام بذلك. فالخلاف الحاصل يتجاوز حقيبتي الداخلية والعدلية. الرئيس المكلف يقول ان الجانب الفرنسي يوصي بشخصيات من الاختصاصيين من قبله لتولي حقائب الطاقة والاتصالات والنقل، وعلينا مناقشة هذه الأمور بالتفصيل،لأننا نقترح بالمقابل ان يتولى اختصاصيون من قبلنا بعض هذه الحقائب.فالتحجج بالمبادرة الفرنسية لا يسهل الامور لانها في بعض جوانبها لاتتانسب مع الواقع اللبناني ولا بد من أخذ هذا الامر بعين الاعتبار. وهنا تدخل البطريرك وقال ولكن هذا لايمنع ان تلتقيا مجددا للتوصل الى تفاهم مشترك لتشكيل حكومة اختصاصيين التي ينتظرها اللبنانيون، والمجتمع الدولي ألذي يرغب بمساعدتنا واذا اقتضى الامر ان نسعى لذلك، فنحن حاضرون حتى ولو اقتضى ان يكون اللقاء في بكركي. وهنا رد عون فليكن في بعبدا وأنا بانتظار الرئيس الحريري هناك.


وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن اللقاء بين رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني الذي عقد أمس تقرر منذ يومين ومعروف أن تطور وباء كورونا حال دون انعقاد لقائهما في الميلاد مشيرة إلى أن اتصالا تم بينهما اول من أمس وتقرر اللقاء.


وأشارت المصادر إلى أن الجلسة بينهما كانت مفيدة وتناولت المواضيع التي تشهدها الساحة المحلية في البلاد من تطور وباء كورونا والوضع الأقتصادي والمالي والحكومة لافتة إلى أن الاجتماع جاء استكمالا للقاء الأخير بينهما في قصر بعبدا.


وأوضحت أنه بالنسبة إلى الملف الحكومي فقد عرض الرئيس عون الصعوبات التي تعترض تأليف الحكومة وموقفه حيال بعض الطروحات التي قدمها الحريري والتي لا تراعي المعايير الواحدة وينعدم فيها التوازن في التركيبة الحكومية قياسا لتوزيع الطوائف على المقاعد الوزارية.


وأفادت أن البطريرك الراعي طرح على رئيس الجمهورية فكرة جمعه مع الرئيس الحريري في بكركي من أجل المصارحة ويأتي هذا الطرح مكملا لما توقف إليه البطريرك الراعي في عظته? في عيد الغطاس. وعلم أن الرئيس عون أستمع منه إلى هذه الفكرة لكنه لم يحدد موقفه من اقتراح بكركي للمزيد من التقييم والدراسة ونفت ما ذكر عن أن اللقاء بين عون والحريري كان مرجحا أمس وإن الرئيس المكلف تغيب مكررة القول أن البطريرك اقترح اللقاء في خلال اجتماعه مع رئيس الجمهورية صباح أمس.


ولم يُحسم شيء بعد في موضوع تشكيل الحكومة وبخاصة حول التمثيل الدرزي في الحكومة، برغم تحرك ومواقف رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، وزيارته الاخيرة للرئيس نبيه بري، وإعلانه ضرورة تمثيل الطائفة بوزيرين برفع عدد وزراء الحكومة الى عشرين، وقالت مصادر متابعة للحراك الحكومي ان الامور على حالها ويبدو ان التشكيل ما زال بعيداً.


وكشف قيادي في 8 آذار ان مسعى البطريرك الراعي يجري بالتنسيق مع الثنائي الشيعي(امل- حزب الله) لحل الأزمة الحكومية، مضيفا: ان زيارة عون الى بكركي تأتي في إطار "التبرير والاعتذار" بعد افشاله مبادرة بكركي بالتضامن والتكافل مع الحريري" وفقاً لهذا القيادي.


وأشار إلى عقدتي الداخلية والعدل مجرد واجهة لعقد اكبر بكثير، فالرئيس عون يحاول بطريقة غير مباشرة المساومة مع الفرنسيين وقوى داخلية على تسهيل امر الحكومة مقابل ضمان امتيازات سياسية في الحكومة العتيدة وادارات الدولة لرئيس التيار الحر جبران باسيل، في موازاة ترتيب مسألة القانون الانتخابي لتامين اكثرية نيابية كفيلة بانتخابه رئيسا للجمهورية خلفا له.


وفي معلومات تكشف لاول مرة، اكد القيادي ان هناك مفاوضات عربية مع الجهات الفرنسية لاعادة وزارة الطاقة الى الحريري مقابل تسهيل تشكيل الحكومة، وتتضمن المفاوضات التفاهم مسبقا معهم حول كافة المناقصات المتعلقة باستخراج النفط والغاز.


واضاف القيادي، ان مسألة توسيع التشكيلة الحكومية من 18 الى 20 وزيرا او اكثر مطروحة جديا، مما قد يطيح بأي تقدم احرز سابقا على صعيد توزيع الحصص الوزارية، وبالتالي فاننا اليوم امام احتمالات متعددة ولا يوجد سيناريو محدد للخروج من الازمة وعلينا فقط الانتظار، وعلى حد تعبيره الحرفي "ما بحلا الا الوقت".


جنبلاط لعدم المشاركة
وقال النائب السابق وليد جنبلاط ان لا جدوى من هذا اللقاء، داعياً الشيخ سعد الحريري لتركهم يحكمون.. ولم يبق شيء.. داعيا اياه إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة والذهاب إلى المعارضة، لكنه استدرك: مش وارد 14 آذار جديدة.


اضاف: أصبحنا منصة صواريخ.. وانتهىالقرار المحلي.. وقال: السؤال هل تعترف إيران بالجمهورية اللبنانية؟ وحافظ الأسد، الذي قال: شعب واحد في دولتين، لكنه كان يحترم دولة لبنان.. واكد: نحن لسنا ساحة حرب.


وأضاف مخاطباً الحريري: أريحلك.. يشكلوا هم الحكومة..


وأشار إلى ان النائب جبران باسيل يريد الثلث المعطّل، إذا صار شيء (لا سمح الله)، وإذا أراد ان يحكم.. بثلث معطّل..


واعلن: ما عندي مانع ان يأخذ الحصة الدرزية الأمير طلال أرسلان.


وقال: لست مقتنعاً بالكانتون الدرزي، أو أي كانتون، وقصة الفيدرالية التي انطرحت في الماضي، تحت شعار مختلف، وجرتنا إلى حروب، وكانت خسارة على الجميع، وجمال هذا البلد في التنوع والتخالط..


وفي الإطار السياسي، دعت كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس المكلف إلى إعادة تحريك عجلة التأليف الحكومية للوصول الى صيغة يمكن ان تُعزّز الاستقرار والثقة، للنهوض بالاعباء المترتبة.


واليوم، يُحدّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله موقف حزب الله من الوضع المحلي، وعقبات تأليف الحكومة، وما أثير حول قضية الوضعين الإقليمي والدولي.


الاقفال
على صعيد الإلتزام، باجراءات كورونا، اختلف الالتزام بإجراءات الاقفال بين منطقة وأخرى، في اليوم الأوّل للبدء بالاقفال، سواء في العاصمة، وسائر المحافظات.


وفي النبطية، أعلن رئيس مجلس إدارة ومدير عام مستشفى نبيه برّي الجامعي في النبطية، الدكتور حسن وزنة ان "قسم الكورونا في المستشفى يشهد ضغطاً كثيفاً للحالات المصابة بفايروس كورونا، ويتم التعامل مع هذه الحالات بشكل طبيعي، وحسب الإجراءات المتبعة.


وعادت محاضر الضبط إلى الواجهة، إذ سجلت 869 محضراً في اليوم الأوّل، بحق المخالفين.


صحياً، سجلت وزارة الصحة 4774 إصابة جديدة، و16 حالة وفاة، ليتعدى العدد إلى 204699 حالة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2019.

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

 

المساعي الحكومية تتهاوى والتفشي الوبائي يتدحرج

 

مع اعداد قياسية للاصابات بكورونا تقفز يومياً بوتيرة مخيفة وباتت تقترب من سقف الخمسة الاف إصابة، تتكرر التساؤلات الواجمة والقلقة والغاضبة عما تراها تنفع لغة الكلام الخشبي سواء في مسار سياسي معطل ومجمد ومعطوب لتشكيل الحكومة عجزت وتعجز عنه كل الوساطات ولو عاندت بكركي في المضي في وساطتها، ام في مسار الاقفالات العامة المجربة لأربع مرات والتي بدأت نسختها المحدثة امس؟ والواقع ان المقارنة بين المسارين السياسي والوبائي تبدو اكثر من منطقية خصوصا متى تبين ان الاستسلام هو سيد الموقف في الانسداد السياسي مثله مثل العقم الذي يطبع تجربة الاقفال الجزئي والمخترق في محاولة احتواء العاصفة الوبائية المتدحرجة . ولكن انتظار الأيام المقبلة للحكم على التجربة الرابعة للاقفال العام لم تحجب التعثر المتواصل بل الذي يزداد تعقيدا على مسار تاليف الحكومة في ظل ما أبرزته الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون امس لبكركي ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. الزيارة ابرزت واقعيا امرين وفق المعلومات المتوافرة عنها: الأول ان البطريرك استطاع احداث مناخ عام لم يعد يمكن معه الرئيس عون ولا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي عاد امس الى بيروت تجاهل تردداته جراء إصرار البطريرك على إبقاء وتيرة مواقفه الضاغطة على الرئيسين للتوافق على حكومة انقاذية من خارج الحسابات السياسية وخارج المحاصصات، وهو ما فسر الزيارة التي قام بها عون وكلامه المقتضب في بكركي. اما الامر الثاني فهو برسم البطريرك أيضا كما سواه ويتعلق بواقع ثابت لا يبقي قرار تشكيل الحكومة في يد الرئيسين عون والحريري وحدها بل رهينة معطيات خارجية مكشوفة ومن شأن الأيام المقبلة ان تزيدها انكشافا.


فقد كان من المتوقع ان يشهد الصرح البطريركي صباح امس لقاء وصف بالحدث السياسي وبأنه قد يؤدي الى اتفاق كبير على حكومة صناعة وطنية بين شريكي التأليف رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري برعاية البطريرك الراعي مدعوماً من الفاتيكان. هذا اللقاء الثلاثي علم ان بكركي اعدت لعقده غداة عودة الحريري من اجازته الا انه تحوّل ثنائياً بين البطريرك ورئيس الجمهورية من دون الحريري.


ترتيبات اللقاء احيطت بالتكتم والسرية. وسعى المعنيون بها الى القول ان الزيارة تقتصر على رئيس الجمهورية الذي اراد تهنئة البطريرك بالاعياد، مع العلم انه تُغيٌب عن قداس الميلاد بسبب تفشي كورونا، وكسر بذلك تقليداً رئاسياً سنوياً.


رئيس الجمهورية لم ينف ان اللقاء مع الحريري كان احتمالاً وان بكركي ارادته لقاء مصارحة ومصالحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة. ولاحقاً صدر عن المكتب الاعلامي للرئاسة توضيح ان البطريرك الراعي عرض امس على الرئيس عون لقاء مع الرئيس الحريري في بكركي ولم يكن على علم مسبق بهذا الطرح.
بيت الوسط اصدر بياناً عن عودة الرئيس الحريري ولم ينف ما تم التداول به اعلامياً عن دعوة بكركي للقاء يضمه ورئيس الجمهورية، واوضحت مصادر قريبة منه ان الموعد لهذا اللقاء لم يكن قد حدد بعد.


في الشكل وفي المضمون، لا يبدو ان مثل هذا الموعد وارد بعد اليوم في بكركي على الاقل. ففي الشكل، بدا رئيس الجمهورية كأنه في موقع الذي يسعى لإنقاذ عملية التأليف الحكومي في حين ان العهد متهم وفريقه السياسي بتعطيل مهمة الحريري وتعقيدها . وفي المقابل ظهر كأن الحريري بتغيّبه يقول انه لن يتنازل قيد انملة عن حكومة الاختصاصيين المستقلين مهما طال امد الفراغ لأنه يعتبره افضل من العودة الى حديث المحاصصة. كما بدت بكركي غير قادرة على تحقيق هذا اللقاء والتسوية المنتظرة حكومياً وسياسياً.


ففي المضمون، لم ينجح مسعاها، لا بل تكرس الافتراق الحكومي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وبات واضحاً ان الازمة لم تعد مقتصرة على تأليف حكومة بل تجاوزتها الى نزاع كبير على الصلاحيات.


جنبلاط : ليحكموا
وبازاء هذا الواقع دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس الحريري الى الاعتذار وترك فريق الممانعة يحكم وحده . وقدم جنبلاط في حديث مساء امس الى برنامج "صار الوقت" نصيحة الى الحريري قائلا "فليترك فريق الممانعة يحكم أي التيار الوطني الحر وخلفه حزب الله فلم يبق شيء وأصبحنا منصة صواريخ ". وقال "نحن غير قادرين على الحكم فليتحمل فريق الممانعة مسؤولية كل شيء في السلم والحرب والانهيار الاقتصادي .انتهى القرار المحلي وحتى فلسطين أصبحت دفاعا عن ايران .وهل تعترف ايران بالدولة اللبنانية ". وكرر دعوة الحريري الى الاعتذار عن تاليف الحكومة قائلا "شو بدك بهالشغلة وليأتوا بمن يشاؤون رئيسا للحكومة حسان دياب او فيصل كرامي او غيرهما". واكد ان "جبران باسيل يريد الثلث المعطل في أي حكومة ليتمكنوا من الحكم من خلاله اذا حصل أي عارض للرئيس عون والإعمار بيد الله". ودعا حزب الله الى "التفكير بعشرات الآلاف من اللبنانيين في الخليج لمنع تهجيرهم من هناك لانهم فرصتنا الوحيدة في ظل الازمة الاقتصادية".


الاقفال العام
وسط هذه الأجواء دخلت البلاد امس مرحلة اقفال جديدة لمحاولة حصر التفشي المخيف لفيروس كورونا، غير ان نسب التقيد بهذا الاقفال تفاوتت بين منطقة واخرى ولو بدت النسبة العامة مقبولة . ولم تبرز الإجراءات في اليوم الأول أي تأثير إيجابي بعد بعدما حلق الرقم اليومي الجديد للاصابات فبلغ 4774 إصابة وبلغ عدد حالات الوفاة 16 . وبدأ الوضع في المستشفيات الخاصة والعامة يتخذ طابعا بالغ الخطورة وسط التراجع الكبير في قدراتها على استقبال المصابين للحالات العادية كما الطارئة الامر الذي ينذر بخطورة غير مسبوقة. واذا كان خفض منسوب الإصابات والتخفيف عن المستشفيات يتعلق بترقب نتائج الأسبوع الأول من الاقفال فان احتواء الواقع الوبائي كلا بات يتطلب إجراءات استثنائية للتعجيل باستيراد اللقاحات الى لبنان بأسرع ما يمكن وهو الامر الذي تثار حوله شكوك في ظل الواقع السياسي والحكومي القائم في البلاد . ولفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن "الوضع الصحي خطير، والعمل الذي تقوم به الوزارة هو رفع جهوزية المستشفيات الحكومية، لكن حتى الآن لا جهوزية لوجستية ونحاول ايجاد حل بين المستشفيات الخاصة والحكومية". وقال أن "الهدف الأساسي إرجاء الموجة على الأقلّ لأسبوعين وزيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة"، وتابع "علينا أن نتحمّل هذه المرحلة الخطيرة وتخطّيها الى حين وصول اللقاح، وإذا أردنا حلّا فليقدّم الجميع حلولاً من جانبهم من دون تضخيم المشكل".

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

 

بكركي تستأنف وساطتها.. وأحداث واشنطــن قد تسرّع التأليف

 

 إنشغل العالم بالحدث الأميركي، مع الاقتحام الشعبي غير المسبوق لمبنى "الكابيتول" حيث مقرّ الكونغرس في واشنطن، وسط حالة من الصدامات بين المتظاهرين والحرس الوطني، على خلفية رفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بخسارته الانتخابات الرئاسية، والتعبئة التي مارسها منذ إعلان النتائج، وصولاً إلى أمس الأول الذي كان موعداً للمصادقة على هذه النتائج، في جلسة هي في العادة بروتوكولية، يلتئم فيها الكونغرس الجديد بشقيه مجلسي النواب والشيوخ لتلاوة نتائج الولايات.


ويشكّل هذا المشهد سابقة في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية، شهدت معها أعرق الديموقراطيات في العالم تصدّعاً في صورتها، بعدما اعتادت تداول السلطة في سلاسة تامة، وكانت قدوة ونموذجاً على هذا المستوى، ودلّت الى وجود انقسامات عميقة داخل المجتمع الأميركي، تستدعي من الرئيس الجديد جو بايدن، التركيز على البيت الداخلي، في محاولة لتجاوز هذا الانقسام الخطير بمدلولاته ومؤشراته.


ولكن السؤال الأساس يبقى: ما تأثير هذا المشهد غير المألوف أميركياً على دور الرئيس الجديد؟ وهل سيتأثر دور واشنطن الخارجي؟ وهل ستكون الأولوية لشعار "أميركا أولاً"، أم انّ الإدارة الجديدة ستوازن بين تحدّيات الداخل والخارج؟ وما مصير السلام العربي-الإسرائيلي الذي انطلق ولا يمكن ان يستمر من دون غطاء أميركي، خصوصاً انّ الدول الخليجية تتهيأ للمرحلة الجديدة، من خلال إعادة توحيد صفوفها استباقاً لدخول بايدن إلى البيت الأبيض، وتقوية أوراقها وتعزيزها، وفي هذا الإطار بالذات يمكن وضع القمة الخليجية الأخيرة؟


وفي وقت كانت الحركة السياسية في لبنان شبه مشلولة، شهد أمس عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى بيروت، ما يعني استئناف مساعي التأليف مجدداً، كذلك شهد زيارة الرئيس ميشال عون لبكركي ولقائه البطريرك الماروني مار بشارة بشارة بطرس الراعي، تبديداً للأجواء التي تحدثت عن فتور في العلاقة بينهما على إثر الوساطة التي قادها الراعي، والذي يبدو أنّه سيستأنفها متسلّحاً بلقائه الجديد مع عون.


وفي هذا الجو، ثمة من يقول انّ التطور الأميركي يمكن ان يسرِّع في ولادة الحكومة من دون انتظار خروج ترامب من البيت الأبيض، لأنّ الأحداث الداخلية كفيلة بتكبيله، وبالتالي إزالة المخاوف من العقوبات المحتملة بالتزامن مع تأليف الحكومة، على غرار ما حصل في مراحل التكليف مع الدكتور مصطفى أديب وأخيراً مع الحريري.


وهناك من يقول أيضاً، انّ الضربة او الحرب التي كانت متوقعة في الفترة الفاصلة عن نهاية عهد ترامب باتت بدورها مستبعدة، وانّ ترامب حتى لو أراد الهروب إلى الأمام، لم يعد في استطاعته المجازفة بخطوات كبرى، وبالتالي يمكن الحديث عن انّ تثبيت الكونغرس لنتائج الانتخابات الأميركية بدأت مفاعيله من الآن ولا حاجة لانتظار 20 الجاري موعد تنصيب الرئيس الاميركي الجديد ودخوله الى البيت الابيض.


وكان تصدّر المشهد السياسي امس، زيارة عون لبكركي وعودة الحريري من الخارج، وسط تساؤلات عن مصير الاستحقاق الحكومي والعقبات التي تؤخّر إنجازه بتأليف الحكومة، في وقت اسـتأنف الراعي وساطته في نسخة جديدة، دافعاً في اتجاه لقاء جديد بين عون والحريري لتأليف الحكومة في اسرع وقت.


وبعد خلوة بينه وبين الراعي قال عون: "جئنا اليوم نعايد غبطته، لأنّ الظروف منعتنا من ان نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتحدثنا عن الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأنّ كل الذي يحصل معنا لا يُحكى في الاعلام، لأنّ كل واحد يكتب في الاعلام، مع الأسف، على هواه. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمراً في هذا الموضوع".


وردّ عون على سؤال عمّا قيل من اللقاء بينه وبين البطريرك كان يمكن ان يجمعهما مع الحريري، والاتفاق على حكومة من دون محاصصة، فقال: "هذا احتمال".


ولاحقاً أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، ان "لا صحة للمعلومات التي نُشرت عن انّ اجتماعاً كان سيُعقد صباح اليوم (أمس) في بكركي، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. والصحيح انّ مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم، ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به. فاقتضى التوضيح".


ما دار في بكركي
وفي وقت لاحق من مساء امس، قالت مصادر بعبدا لـ"الجمهورية"، انّ اللقاء بين عون والراعي "كان ايجابياً وشكّل مساحة مصارحة حول كثير من الجوانب المتصلة بالأحداث الاخيرة التي ما زالت مدار بحث وردّ وروايات وسيناريوهات مختلفة، اختلط فيها بين ما هو صحيح وما هو بهدف التشويش وتشويه الحقائق".


ولفتت هذه المصادر، الى انّ اللقاء تقرّر قبل يومين فقط ولم يكن في الحسبان، ولكن رئيس الجمهورية الذي لم يتمكن من المشاركة في قداس الميلاد لأسباب متصلة بحجم انتشار جائحة كورونا، والتشدّد الذي كان من الواجب اتخاذه، قد قرّر زيارة البطريرك لتهنئته في مناسبة حلول عيدي الميلاد ورأس السنة.


كيف تمّ ترتيب اللقاء؟
وفي معلومات لـ"الجمهورية"، انّ اتصالاً حصل أمس الاول بين دوائر القصر الجمهوري والبطريركية المارونية، تقرّر خلاله موعد اللقاء أمس، و"كان بالفعل لقاء ايجابياً طُرحت فيه المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية من جوانبها المختلفة، ولا سيما منها تلك المتصلة بالأزمة الحكومية وجائحة كورونا وسبل مواجهتها، الى الوضعين الاقتصادي والنقدي، في نحو اعتُبر اللقاء وكأنّه تتمة طبيعية للقضايا التي اثارها البطريرك ورئيس الجمهورية في اللقاءات السابقة التي عُقدت بينهما في اطار المبادرة التي اطلقها الراعي عقب لقائه والحريري في بكركي قبل عطلة الاعياد، من اجل تسهيل مساعي تأليف الحكومة. وعلى هذه الخلفية، شرح عون ما شهدته اللقاءات الـ 14 وما رافقها من طروحات وما اعاق المساعي المبذولة لتوليد الحكومة العتيدة التي تحتاجها المرحلة الحالية، مشدّداً من جديد على مجموعة الملاحظات التي اصرّ عليها، وخصوصاً تلك التي تتصل بالمعايير الموحّدة لتوزيع الحقائب وطريقة اسقاط الاسماء عليها بنحو متوازن، معتبراً انّ التشكيلة التي حملها الحريري اليه في 9 كانون الاول الماضي افتقرت الى كل هذه العناصر، وخصوصاً عند المعادلة المطلوبة للمساواة بين الحقائب حسب توزيعها على الطوائف".


عون استمع
وفي معلومات لـ"الجمهورية"، انّ عون، وبعدما قدّم شروحاته، بدا مستمعاً لمجموعة من الملاحظات التي عبّر عنها الراعي، وخصوصاً عندما فنّد عناوين خطاب "عيد الغطاس" وما قصده من مناشدته كلاً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، للتواصل من دون اي مؤثرات خارجية. وطرح الراعي اقتراحاً فاجأ رئيس الجمهورية، عندما تمنّى قبولاً بفكرة ان يجمع عون والحريري، حيث يريدان، وإذا اختارا بكركي فأهلاً وسهلاً بهما. فالهدف هو تسهيل الاتصالات الاخيرة وتزخيمها واستكمال البحث من حيث انتهيا، وفق القواعد التي اطلقها الراعي في العظة المشار اليها .


وردّ رئيس الجمهورية على طرح الراعي بمجموعة من الأسئلة التوضيحية، ولم يعط الراعي جواباً نهائياً في انتظار ان يستكمل البطريرك اتصالاته بالحريري ومن يراه مناسباً، الى ان ينتهي الى صيغة قابلة للبحث، فينظر فيها حسب ما ستوفره هذه الاتصالات من معطيات جديدة. فالهدف لدى رئيس الجمهورية هو التوصل الى التأليف في اسرع وقت ممكن وبلا تسرّع، لئلا تدفع البلاد ثمناً لا يريده احد في حال انتهت المحاولة الجديدة الى الفشل.


مبادرة بكركي
وافادت المعلومات التي تسرّبت من دوائر قريبة من بكركي الى "الجمهورية"، انّ "الرجلين كانا مستمعين جيدين لما طرحه كل منهما عندما تبادلا القراءات والآراء". ووصفت المصادر مبادرة بكركي الجديدة بأنّها تنطلق من "معطيات دستورية"، اذ "لا تشكيل لحكومة جديدة من دون تفاهم عون والحريري وتوقيعهما". الّا انّ هذا الاقتراح ينتظر تواصل بكركي مع "بيت الوسط"، على ان يكون "دور البطريرك مسهلّاً، يسعى بجدّية كاملة وبخلفيات وطنية الى كسر الجليد واعادة وصل ما انقطع بين الرجلين".


وأجمعت مصادر بعبدا وبكركي على التأكيد لـ"الجمهورية"، على انّه لم يكن هناك اي مشروع للقاء يجمع رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف امس في بكركي، فالمبادرة البطريركية الجديدة لم تكن في حوزة اي منهما، وبالتالي فإنّ الحديث عن محاولة فاشلة لجمعهما كما اوحت به بعض التسريبات الاعلامية لا اساس له من الصحة على الاطلاق.


جنبلاط ينصح الحريري
وفي جديد المواقف السياسية أمس، دعا رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط في حوار متلفز، الحريري إلى "الإعتذار عن تشكيل هذه الحكومة" قائلاً: "أنا لم أسمّ للحكومة الحالية إنما الحريري قام بالتسمية، ومشكلتي مع رئيس الجمهورية ميشال عون ومن يقف خلفه". وأضاف: "أنصح الحريري مرة جديدة "شو بدّك بكلّ هالشغلة"، وليأتوا بمن يشاؤون رئيساً للحكومة، حسان دياب أو فيصل كرامي أو غيرهما.. كان أريحلو وأريحلنا".


واشار جنبلاط الى "لقاء عون والحريري في بكركي"، مُعتبرًا أنّه "لا جدوى للقاء كهذا، ونصيحة للحريري فليترك فريق الممانعة يحكم، أي "التيار الوطني الحر" في الواجهة و"حزب الله" خلفه. فلم يبقَ شيء، وأصبحنا منصة صواريخ". ولفت الى انّ رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، "يريد الثلث المعطل. وفي حال حدث شيء لميشال عون يكون هناك ثلث معطّل لجبران باسيل".


وأضاف: "فليأخذ رئيس الحزب الديموقراطي المير طلال أرسلان الحصة الدرزية فلا مانع لديّ"، سائلاً: "هل يريدون الغاءنا؟ فلنرى ان كانوا يستطيعون ذلك".


وطالب جنبلاط "حزب الله" بـ"التفكير بعشرات الآلاف من اللبنانيين في الخليج، لمنع تهجير هؤلاء من هناك، لأنّهم فرصتنا الأخيرة في ظلّ الأزمة الاقتصادية، وأنا ضدّ نظرية التخوين". وتطرق الى الأحداث التي حصلت في واشنطن امس الاول فقال: "لدينا 14 يوماً كي يخرج الرئيس الاميركي دونالد ترامب من البيت الابيض، وهو يتمنى الحرب في المنطقة، ولكن المؤسسة العسكرية الاميركية ضدّها". وحذّر جنبلاط من "ابو نضال جديد" بالقول: "الله يسترنا من ابو نضال جديد يورط لبنان بحرب، فنحن في جمهورية ايرانية وصور سليماني مستفزة".


"الوفاء للمقاومة"
من جهتها، حضّت كتلة "الوفاء للمقاومة" إثر اجتماعها برئاسة رئيسها النائب محمد رعد، الرئيس المكلّف على "إعادة تحريك عجلة التأليف للحكومة ومواصلة التشاور، للتوصل إلى الصيغة التي يمكن أن تعزّز الاستقرار والثقة بحسن إدارة شؤون ومصالح البلاد والقدرة على النهوض بالأعباء المترتبة على ذلك".


جريمة موصوفة
ومن جهته، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قال في بيان، إنّ "ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة هو جريمة موصوفة بحق اللبنانيين"، واعتبر "أنّ ما يعوق تشكيل الحكومة ليس الخلاف على طبيعة الإصلاحات المطلوبة، ولا حول أي وزير إصلاحي أكثر من الآخر، بل كل الخلاف يتمحور حول من يأخذ ماذا". وقال: "إنّها مأساة ملهاة في الوقت الذي يتلّوع الشعب اللبناني بكل فئاته بنار الأزمة الحالية". وختم: "انّه بالفعل زمن بائس، لا أمل يُرجى من المجموعة الحاكمة الحالية، والحل الوحيد هو بالذهاب فوراً الى انتخابات نيابية مبكرة".


كورونا والاقفال
في الإطار الصحي، دخل لبنان أمس الإقفال الشامل لثلاثة أسابيع، وفي يومه الاول سجّل عدّاد "كورونا" رقماً كارثيا جديداً، حيث أعلنت وزارة الصحة العامة أمس تسجيل 4774 اصابة جديدة و16 حالة وفاة، ليرتفع عدد الاصابات منذ شباط الماضي الى204699 اصابة، والوفيات الى 1553 حالة.


وتوازياً مع الإرتفاع الجنوني لعدّاد كورونا، سُجّل أمس، اليوم الأول من الحَجر، معدّلاً مقبولاً من الالتزام، على الرغم من المخالفات الصارخة المسجّلة في طرابلس، حيث سُجّلت تجمعات كبيرة، امام فروع المصارف وآلات الصراف الآلي ومركز "ليبان بوست"، لم تراع فيها قواعد التباعد الاجتماعي. ورغم تسجيل عكار أرقاماً قياسية في عدد الإصابات، الّا أنّ الحركة بدت شبه عادية، سوى انتشار الحواجز التي اقامتها قوى الامن الداخلي، وكذلك الحال في بعض المناطق الجنوبية.


وفي هذا السياق، أشار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، إلى أنّ "نسبة الالتزام جيدة جداً"، طالباً من "المحافظين والقائمقامين والبلديات المساعدة في تطبيق التعليمات ومساعدة المواطنين من أجل مصلحة الوطن، ومن المواطن أن يساعد نفسه ويساعدنا ويساعد بلده".


وأكّد فهمي أنّ "العمل بدأ إستناداً الى النموذج الرقم 401، وهو محضر يُحال حكماً الى القاضي المنفرد الجزائي، والعقوبة بموجبه تصل الى حدّ السجن لمدة 3 أشهر".


ومن جهتها، أعلنت قوى الامن الداخلي عبر موقعها على "تويتر"، انّ عدد محاضر مخالفات قرار الإقفال العام التي نُظّمت بتاريخ أمس بلغ 869 محضراً.

***********************************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

 

عون يستنجد بأباطرة الرومان... وثرثرة حول لقاء بكركي جنبلاط يرفع الصوت ضد طهران وينصح الحريري بالاعتذار

 

يواصل لبنان طريقه إلى جهنم من دون أي خرق يغيّر من مساره ومصيره، فالخروقات الوحيدة كانت على خط "كورونا"، ومن راقب حركة الشارع والأسواق أمس، قال في سره: "لا اقفال ولا من يحزنون"، بل المزيد من الاستثناءات، في مؤشر سلبي إلى امكان عدم صمود الاقفال رسمياً حتى الأول من شباط، فيما العدّاد الكوروني يواصل منحاه التصاعدي، وبات يسجّل يومياً رقماً قياسياً جديداً، مسجّلاً أمس 4774 إصابة.


وأمام حالة الانهيار غير المسبوقة التي يعيشها لبنان، والذل اليومي الذي يلاحق اللبنانيين، وسط حالة اعتراض عامة على العهد وأدائه، وغضب الناس من المراوحة غير المسؤولة في تشكيل الحكومة والخلاف على الحصص، نصح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس المكلف سعد الحريري بالاعتذار وترك جماعة "حزب الله" والعهد ليتولّوا الحكم وحدهم، مشيراً الى انه كان يفضل عدم ترشح الحريري لرئاسة الوزراء، ومعرباً عن يأسه من امكان تحقيق اي اصلاح. وعبّر جنبلاط عن استيائه من هيمنة طهران على القرار اللبناني وتحويلها لبنان الى "منصة صورايخ".


أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فأعاد التأكيد على "ان ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة هو جريمة موصوفة في حق اللبنانيين، إذ ما يعيق تأليفها ليس الخلاف على طبيعة الإصلاحات بل حول من يأخذ ماذا. والحل الوحيد هو بالذهاب فوراً إلى انتخابات نيابية مبكرة".


في هذه الغضون، استنجد رئيس الجمهورية ميشال عون، على صفحته على "فايسبوك"، بمقولة للامبراطور الروماني ماركوس اوريليوس: "عندما تتّحد مجموعة من الفاسدين ضد رجلٍ واحدٍ ولا توفّر جهداً لانتقاده وابتزازه، ومحاولة اغتيال شخصيته المعنوية، اتبع هذا الرجل دون تردد"، وفات الباحث على "غوغل" عن مقولة "ترقيع" لصورة العهد العوني أن القاسم المشترك الوحيد بين اوريليوس صاحب "تأملات الفلسفة الرواقية" وعون هو أن الأول أيضاً رسم حالة عوجاء في الحكم بإصراره على أن يشاركه شقيقه القيصر لوسيوس أوريليوس فيروس السلطة، وسجل الرومان للمرة الأولى في التاريخ حينها وجود إمبراطورين متساويين رسمياً ودستورياً في المنصب والصلاحيات، وسجلها عون أيضاً بـ"رئيس الظل".


بكل الأحوال، كسر عون الجفاء بينه وبين بكركي، وبات البحث الحكومي متركزاً على جهود البطريرك بشارة الراعي على انعقاد "اللقاء 15" بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وبرز أمس تضارب في المعلومات حول طرح بكركي انعقاد لقاء إلفة بين الرئيسين في بكركي، أثناء وجود عون، وسرعان ما نفت بعبدا الموضوع وقال المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري أن "الصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك على الرئيس خلال اجتماعهما اليوم ولم يكن فخامته على علم مسبق به".


في المقابل، اكدت مصادر بكركي "انها لم تكن تحضّر للقاء (أمس) بين عون والحريري في بكركي، وانها لم تطرح مثل هذه الفكرة لتُعقد خلال زيارة عون". وأفادت بأن بكركي ستتواصل مع الحريري ليبادر بعدها البطريرك في مهمته اعادة الالفة بين الرئيسين. وعلمت "نداء الوطن" أنه على اثر ذلك، قام الوزير السابق سجعان قزي بزيارة سريعة إلى بيت الوسط، مساء أمس، موفداً من بكركي لوضع الحريري في أجواء لقاء عون مع الراعي.


خلوة بكركي التي استمرت 45 دقيقة، عرض فيها رئيس الجمهورية "كل الصعوبات التي حالت دون تأليف الحكومة". ووفق مصادر مقرّبة من بعبدا طرح عون "موقفه من بعض طروحات الحريري التي لا تراعي المعايير الموحدة وتفتقد الى التوازن في التركيبة الحكومية قياساً لتوزيع الحقائب على الطوائف".


ولم تنف المصادر "طرح البطريرك فكرة جمع الرئيسين في الصرح في لقاء مصارحة، واستمع الرئيس طالباً مزيداً من التقييم في ضوء مستجدات".


ونفت المصادر عينها "المزاعم كلّها عن اجتماع ثلاثي وبأنّ الرئيس المكلف لم يحضر، لان طرح البطريرك تقدم به الى زائره صباح امس ولم يتقرر شيء بخصوص عقد اللقاء من عدمه".


ويكشف مصدر متابع انّ "فكرة عقد لقاء مشابه طرحها البطريرك سابقاً على الرئيسين ولكن رئيس الجمهورية فضّل زيارة الصرح للقاء البطريرك فقط فكان ما رغب به".


واعتبر مصدر ملاصق للعهد انّ "فكرة عقد لقاء برعاية الراعي سابقة غير حميدة في الحياة الدستورية اللبنانية وتعني عملياً انهاء العمل بالدستور الذي ينصّ صراحة على كيفية تأليف الحكومة، ومع كل الاحترام لصاحب الغبطة فإن هكذا لقاء كان ممكناً نسبياً لو انّ عون ما زال رئيساً لتكتل التغيير والاصلاح، واي اتفاق حول تأليف الحكومة يجب أن يخرج من بعبدا ويتمّ التعبير عنه عبر صدور ثلاثة مراسيم معروفة".

*********************************************************************

 افتتاحية صحيفة الشرق:

 

زيارة بكركي.. هل تفتح الأبواب ؟

 

الحدث العالمي اميركي بامتياز. الكونغرس بغرفتيه، صادق على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، بعد ليلة دامية من المواجهات حاول من خلالها الرئيس دونالد ترامب عرقلة المصادقة، وإعاقة الاجتماع لبقائه في سدة الحكم، وانتهت باقراره بانتقال منظم للسلطة في 20 كانون الثاني. اما الحدث اللبناني فموزع على جبهتي كورونا التي اقفلت البلاد اعتبارا من امس وحتى مطلع شباط في ضوء تحليق عداد اصاباتها المؤلِف وتشكيل الحكومة الذي انطفأت محركاته في فترة الاعياد لتعيد بكركي تشغيلها امس مع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليها وترقب زيارة مماثلة للرئيس المكلف سعد الحريري اثر عودته الى بيروت صباحا.


وما بين الحدثين يقبع اللبنانيون مسلمين بقضاء عيشهم في بلد منهار وقدر حكمهم من سلطة فاسدة لا تقيم وزنا لبقاء الوطن انما لمصالحها ومحاصصاتها التي تحول دون تشكيل حكومة انقاذ بعد خمسة اشهر على ما اقترفت ايديهم من تدمير العاصمة بانفجار اهمالهم وتلهيهم عن الاولويات بالمناكفات وتراشق التهم والمسؤوليات.


الاقفال العام مجددا
فقد دخلت البلاد امس مرحلة اقفال جديدة لمحاولة حصر التفشي المخيف لفيروس كورونا، غير ان نسب التقيد بهذا الاقفال تفاوتت بين منطقة واخرى مع تسجيل خروق لافتة في اكثر من حي وبلدة.


الوضع خطير
وليس بعيدا، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن "الوضع الصحي خطير، والعمل الذي تقوم به الوزارة هو رفع جهوزية المستشفيات الحكومية، لكن حتى الآن لا جهوزية لوجستية ونحاول ايجاد حل بين المستشفيات الخاصة والحكومية". وقال في تصريح أن "الهدف الأساسي إرجاء الموجة على الأقلّ لأسبوعين وزيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة"، مضيفاً "بالنسبة إلى الإجراءات قرار الإقفال يكون بسبب الارتفاع الهائل بعدد الاصابات، وفي دول أخرى الإقفال أسهل من لبنان بسبب توفّر الموارد". وتابع "علينا أن نتحمّل هذه المرحلة الخطيرة وتخطّيها لحين وصول اللقاح، وإذا أردنا حلّا فليقدّم الجميع حلولاً من جانبهم من دون تضخيم المشكل، ورغم النقص في الكوادر الطبية إلا أن الطاقم الطبي يقوم بعمل أكثر من جيّد، ولدينا الآلاف من الممرضين ذوي الخبرة والمؤهلين للقيام بالواجب".


عون في الصرح
سياسيا، كسرت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بكركي للمعايدة بالاعياد، الجمود المسيطر، وسط تساؤلات عن مدى قدرتها على فتح الباب امام الوساطة التي ينوي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اعادة احيائها بين بعبدا وبيت الوسط الذي عاد سيده الى بيروت من سفره، علما ان تصريح عون المقتضب من الصرح لم يحمل ما يساعد في تحديد اجابة عن هذا السؤال.


كلٌ يكتب على هواه
رئيس الجمهورية هنّأ البطريرك بالاعياد، متمنياً ان تعود على اللبنانيين في ظروف افضل. وعقدت خلوة في الجناح البطريركي بين الرئيس عون والبطريرك استمرت 45 دقيقة، تحدث بعدها عون الى الصحافيين فقال: "جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من ان نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتكلمنا في الأوضاع العامة التي لاتزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يحكى في الاعلام، بسبب ان كل واحد يكتب في الاعلام مع الأسف على هواه. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمرا في هذا الموضوع". سئل انه حكي ان هذا اللقاء كان يمكن ان يجمعكم فيه البطريرك مع الرئيس الحريري، على ان يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، فأجاب: "هذا احتمال".


الرئاسة توضح
ليس بعيدا، أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، ان "لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح اليوم (امس) في بكركي، بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري، برعاية من البطريرك الماروني. والصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم (امس)، ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به. فاقتضى التوضيح".


لقاء مصالحة؟
وكانت معلومات صحافية صادرة اشارت الى ان "البطريرك الراعي اقترح جمع الرئيسين عون والحريري، وبعبدا لم تمانع وكذلك الحريري الا ان الاتفاق على موعد لهذا اللقاء امس لم يحصل". وأفادت المصادر أنه "في لقائهما اقترح البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية ان يجمعه والحريري في لقاء مصارحة للاتفاق على تأليف حكومة من دون محاصصة، وتتابع بكركي عملها على ترتيب هذا اللقاء بمكانه وزمانه في الايام المقبلة".


الامارات والتأليف
في الموازاة، اشار السفير الاماراتي في بيروت حمد سعيد الشامسي بعد زيارته بكركي الى ان "الإمارات تحترم غبطة البطريرك ونرى فيه الدور الوطني الإيجابي وان شاء الله زيارته الى الإمارات قريبة وإن شاء الله نكون على تواصل دائم مع لبنان واللبنانيين في ظروف أفضل من هذه. ومن دار الفتوى حيث إستقبله مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، أكد الشامسي أن "دولة الإمارات هي دائما الى جانب الشعب اللبناني وحريصة عليه كحرصها على الشعب الإماراتي. وثمن "الجهود التي تبذل لتشكيل حكومة جديدة تحقق طموح وآمال المواطن اللبناني".
 

*************************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

 

الأنظار تتجه إلى وساطة البطريرك الماروني لحل "عقدة الحكومة" عون يلتقي الراعي وينفي علمه بلقاء مع الحريري

 

 التقى أمس رئيس الجمهورية ميشال عون البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي سبق له أنه دعا إلى لقاء مصالحة بينه وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فيما تضاربت المعلومات حول اقتراح مكان اللقاء ما يعكس الانقسام والخلاف فيما بين الجهات المعنية؛ إذ إنه ورغم إعلان رئاسة الجمهورية أن الراعي عرض عقد اللقاء في مقر البطريركية في بكركي نفى الوزير السابق سجعان قزي هذا الأمر، مؤكدا أن دعوة الراعي كانت مقتصرة على اللقاء من دون تحديد المكان.


وتأتي هذه الخطوة في وقت عاد الحريري أمس إلى بيروت التي غادرها بعد فشل اللقاءين اللذين عقدهما مع عون قبل عيد الميلاد، حيث لا تزال الأنظار تتجه إلى دور البطريرك الماروني في إمكانية تحريك مشاورات الحكومة المتوقفة منذ ذلك الحين والتي تلاها رفع سقف السجالات التي سجّلت بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" وتبادل الاتهامات بينهما بالتعطيل.


وفيما أعلن عون بعد اجتماعه بالراعي عن احتمال لقائه بالحريري، أوضح مكتبه الإعلامي أن الراعي طرح على رئيس الجمهورية فكرة اللقاء مع الحريري في بكركي خلال لقائه معه لكن عون لم يكن على علم مسبق به، وذلك في رد على المعلومات التي أشارت إلى أنه سيعقد لقاء بينه وبين الرئيس المكلف في مقر البطريركية المارونية.


وعقد الرئيس عون خلوة مع الراعي استمرت 45 دقيقة، تحدث بعدها رئيس الجمهورية إلى الصحافيين قائلا: "جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من أن نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتحدثنا عن الأوضاع العامة التي لا تزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يحكى في الإعلام، لأن كل واحد يكتب في الإعلام، مع الأسف، على هواه. وإن شاء الله يكون هذا اللقاء مثمرا في هذا الموضوع".


وفي رد على سؤال عن لقاء يعمل عليه الراعي يجمعه مع الحريري على أن يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، أجاب عون "هذا احتمال".


من جهتها قالت مصادر مطلعة على اللقاء في "التيار الوطني الحر" لـ"الشرق الأوسط": "كان عرض خلال الجلسة لما حصل في الفترة الماضية واقترح خلالها الراعي أن يجمع الطرفين في بكركي كي يتفقا وذلك استكمالا لموقفه يوم أول من أمس حيث دعاهما إلى جلسة مصالحة وهو الأمر الذي تحسم خطواته التنفيذية بانتظار استكمال بعض الاتصالات وكيف ستكون عليه الأجواء بعد عودة الحريري إلى بيروت"، بينما قالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ"الشرق الأوسط" إن عون لم يحسم قراره بشأن اللقاء حتى الساعة.


لكن في المقابل، نفى الوزير السابق سجعان قزي الذي يعمل مع الراعي على خط تقريب وجهات النظر بين عون والحريري هذه المعلومات، مشيرا إلى أنه لم يسجّل أي جديد في عملية تأليف الحكومة. وأكد لـ"الشرق الأوسط" "أن الراعي لم يقدم مبادرة جديدة مختلفة عن مبادرته السابقة وهو كرّر خلال لقائه مع الرئيس عون ما سبق أن قاله للحريري ودعوته يوم أول من أمس لعقد لقاء مصالحة بين الطرفين من دون أن يحدد مكان اللقاء. وأوضح قزي "البطريرك الراعي أكد لي أن دعوته لم تكن مرتبطة بتحديد أي مكان للقاء بل الهدف هو فقط حث الطرفين والتمني عليهما الاجتماع وإنهاء الخلافات حول الحكومة، أما إذا أرادا اللقاء في بكركي فأهلا وسهلا بهما".


وعن موقف الحريري في هذا الشأن، قال قزي: "لم يتم التواصل حتى الساعة بين الراعي والرئيس المكلف الذي عاد قبل ساعات من السفر وليس مستبعدا أن يزور البطريرك في زيارة معايدة كما جرت العادة بحيث ستكون أيضا مناسبة للبحث في هذا الموضوع".


في موازاة ذلك لا تزال المواقف السياسية مستمرة لجهة الحث على الإسراع بتشكيل الحكومة بعيدا عن السباق على المحاصصة.


ووصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ما يحصل في موضوع التأليف بالجريمة الموصوفة، مجددا التأكيد على أن الحل هو في انتخابات نيابية مبكرة. وقال في بيان له إن "ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة هو جريمة موصوفة في حق اللبنانيين، إذ رغم كل المآسي التي يعيشها الشعب اللبناني، والانهيار المالي الموصوف، والقلق المجتمعي على الحاضر والمصير، فإن ما يعيق تشكيل الحكومة ليس الخلاف عل طبيعة الإصلاحات المطلوبة، ولا حول أي وزير إصلاحي أكثر من الآخر، بل كل الخلاف يتمحور حول من يأخذ ماذا. إنها مأساة ملهاة في الوقت الذي يتلوع الشعب اللبناني بكل فئاته بنار الأزمة الحالية. إنه بالفعل زمن بائس. لا أمل يرجى من المجموعة الحاكمة الحالية، والحل الوحيد هو بالذهاب فورا إلى انتخابات نيابية مبكرة".


من جهته شدد مدير مكتب رئيس مجلس النوب نبيه بري النائب هاني قبيسي على وجوب "الإسراع في تذليل العقبات كافة من أمام تشكيل الحكومة"، وقال أمام وفود وفعاليات من عدد من المناطق: "من غير الجائز إبقاء البلد في دائرة المراوحة من دون سلطة تنفيذية تقوم بواجباتها في تأمين الرعاية لمتطلبات الناس واحتياجاتهم في كل ما يعزز أمنهم المعيشي والصحي، خصوصا في ظل تفشي جائحة "كورونا". فالمطلوب حكومة اليوم قبل الغد تكون قادرة على طمأنة الناس على مستقبلهم وتستعيد ثقتهم بالدولة ومؤسساتها".

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram