افتتاحية صحيفة البناء:
العالم ينتظره… والشارع العربي يناشده التدخل… وبلينكن يمسك يد نتنياهو لسماعه نصرالله وفصل الخطاب بين انتصارات المقاومة ومذبحة غزة وإنجازات الجبهة اليوم ما بعده غير ما قبله: معادلات الحرب وقواعد اشتباك إقليمية بين يدي السيد
سيسجل اليوم الثالث من تشرين الثاني 2023 أنه اليوم الذي أطلّ فيه الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، ليرسم من شرفة إنجازات جبهة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، معادلات الحرب وقواعد الاشتباك الإقليمية بعدما تجاوزت المقاومة الإسلامية قواعد الاشتباك التي رسمتها على جبهة الحدود منذ العام 2006، والكلمة التي ينتظرها العالم، أول مَن ينتظرها هم الناس الطيبون الصامدون وسط حصار النار والموت والجوع والمرض في غزة، رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، ولم يبق لهم من معين أو ناصر في عالم عربي محكوم من قادة نصفهم مصاب بضعف الذاكرة ونقص المناعة، ونصفه الآخر مصاب بترقق العظام وارتجاف الركب، وفي عالم ظالم تحكمه العنصرية، والشوارع التي تهتف لفلسطين تشدّ أزر المحاصَرين، لكنها لا تستطيع إدخال دواء أو طعام او فك حصار أو وقف غارات تطلق الحمم القاتلة، وليس سوى هذا الآتي من البلد الأصغر والأضعف بين أقرانه العرب، والذي كان جيش الاحتلال يتباهى بأنه قادر على احتلاله بفرقة موسيقى جيشه، كما قالت ذات يوم بفوقية متعجرفة رئيسة حكومة الاحتلال غولدا مائير، فجاء هذا الرجل وإخوانه في المقاومة ليؤسسوا تجربة فريدة، نجحت بتحرير الأرض وحماية البلد، وهي اليوم قوة إقليمية كبرى مهابة الجانب، لأن رجالها اتسموا بالإخلاص والصدق والأخلاق والجدّية والتواضع، فآمنوا بربهم ووطنهم وأخلصوا لفلسطين قضية مركزية تركها الآخرون، وبنوا لها قوة تفوّقت على الجيوش الكبرى المحترفة.
لأجل هؤلاء يطلّ السيد نصرالله، وفي باله صورة انتصارات المقاومة في غزة ونجاحاتها المبهرة في مواجهة جيش الاحتلال، فيقيم التوازن بين الحاجة للنجدة والمصلحة بالتمهّل ليصنع الفلسطينيون نصرهم النقي الصافي، وفي وجدانه مسؤوليته تجاه بلده وناسه، وعلى أساس هذه المسؤولية يضع ضوابط انخراطه في الحرب بما ينسجم مع التزامه بحماية لبنان. وكل حرب تهدد بسقوط غزة والمقاومة تهديد للبنان، وقد بدأت المقاومة الإسلامية منذ اليوم الأول للحرب على غزة تثبيت قواعد اشتباك جديدة، هي أقرب لقواعد اشتباك إقليمية، ينتظر الجميع كيف سيقوم السيد نصرالله بصياغتها، وما هي قواعدها؟
الكلمة الفاصلة في تاريخ الحرب، ما قبلها غير ما بعدها، وعليها سوف يبني كيان الاحتلال الكثير، شارعه المنتظر بفارغ الصبر الرجل الذي لا يصدّق سواه، وقادته الخائفون من رعب الشمال، ويوم القيامة الذي بشرت به صحيفة هآرتس، ولهذا يصل اليوم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب فيستمعان معاً إلى خطاب السيد نصرالله، يمسكان بأيدي بعضهما، ويناقشان الاحتمالات، تفادياً للوقوع في فخ التهور بداعي المزايدة، او الانهزام خوفاً.
وتشخص العيون والأبصار اليوم إلى إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيلقي خطاباً وصِف بالتاريخي والمفصلي لما سيتضمنه من شرح وعرض للمشهد في غزة ولبنان والمنطقة ورسائل نارية حاسمة باتجاهات متعدّدة وما بعد الخطاب لن يكون كما قبله، في ظل ترقب محلي وإقليمي وعالمي لمضمون الخطاب الذي سيصل إلى مسامع كل شعوب الأرض. وقد علمت «البناء» أن الكثير من الديبلوماسيين الغربيين والعرب ومنذ الإعلان عن الإطلالة وهم يتحققون من فحوى ومضمون كلام السيد نصرالله وكذلك نشطت سفارات الدول المختلفة في لبنان عبر سلسلة اتصالات بالمسؤولين وبمحللين وخبراء أصدقاء لمحاولة تقصّي المستوى الذي سيبلغه الخطاب والرسائل وما ستشهده المنطقة من أحداث قبل إطلالة السيد ووجهة الأحداث ومسار الحرب بعد الإطلالة، وما إذا كان سيعلن عن قرار كبير بحجم إعلان محور المقاومة الحرب الشاملة والمفتوحة على «إسرائيل» أم يكتفي بالتهديد فقط مع تسخين الجبهات كرسالة عن جدّية التهديد!
وامتلأت شاشات التلفزة وصفحات الصحف والمواقع الإلكترونية في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية والعربية واللبنانية بسيلٍ من التحليلات والفرضيات والسيناريوات وانشغل الخبراء والمحلّلون في استعراض التوقعات والاحتمالات.
وفي المواقف الرسمية أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن «الضباط الأميركيين الذين قدموا المشورة لـ»إسرائيل» عادوا إلى الولايات المتحدة»، لافتاً الى أننا «سننتظر ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غداً (اليوم) ورسالتنا له ولأي جانب آخر بأن عليه ألا يوسّع الصراع». وأشارت أوساط ديبلوماسية لـ»البناء» إلى أن الأميركيين يرسلون خفية رسائل لعدد من دول وحركات محور المقاومة مفادها بأن لا نية إسرائيلية لشن حرب على لبنان وأن لا نية أميركية لتوسيع الحرب في المنطقة، وفي الوقت عينه يطلقون التهديدات ضد المحور في العلن ويقرعون طبول الحرب»، لكن الأوساط تلاحظ «تراجعاً باللهجة الأميركية ضد حزب الله وإيران نتيجة بدء محور المقاومة بتصعيد الجبهات في اليمن ولبنان وفلسطين والعراق الذي أعلن فصيل منه أمس، عن ضرب أهداف حيوية في «إسرائيل»».
ويعيش كيان الاحتلال بمستوياته السياسية والعسكرية والأمنية وجبهته الداخلية حالة رعب وذهول منذ الإعلان عن خطاب السيد نصرالله على أن تبلغ ذروتها قبيل الخطاب وبعد إطلاق الرسائل، وقد ظهرت حالة الخوف بين سطور الصحافة الإسرائيلية التي أفردت عواميدها وصفحاتها للحديث عن الخطاب وما بعده. ويشير خبراء في الشؤون العبرية لـ»البناء» الى أن «الرأي العام الإسرائيلي يلتفت وينتظر ما سيقوله السيد نصرالله أكثر من اهتمامه بكلام قيادته السياسية، إذ لم يعد يثق بها وينتظر أمين عام حزب الله ليعرف ماذا يجري في الكيان ومسار الحرب وحتى الأعداد الحقيقية للقتلى وحجم الكارثة التي حلّت بـ»إسرائيل»».
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى «أن لا أحد يمكنه التكهن بما سيقوله السيد نصراله اليوم باستثناء فئة قليلة جداً محيطة بالسيد، والكثير من التحليلات والتوقعات والسيناريوات تتوزّع بين غير دقيقة وغير صحيحة ولا تمت الى الواقع بصلة. وهذا الغموض البناء بحد ذاته مقصود لخدمة الحرب النفسية مع العدو الذي يجهل ما سيقوله السيد ويعيش بمأزق نفسي ومعنوي واستخباري»، و»إن كانت بعض العناوين التي سيتطرق لها السيد نصرالله معروفة إلا أن الخطاب يحوي الكثير من الرسائل والمعادلات»، موضحة أن «صفحات الخطاب ستبقى مفتوحة حتى الثالثة إلا دقيقة لأن المضمون مرتبط بمجريات الميدان أولاً وبمسار المفاوضات في قطر ثانياً وبفحص التوجه الأميركي في غزة ثالثاً وما إذا كان سيلجم التصعيد الإسرائيلي أو سيعطيه المزيد من الوقت»، ووفق المصادر فـ «لا يبدو أن الأميركي سيلجم الإسرائيلي في المدى المنظور وما بيان «البنتاغون» مساء أمس «لا نؤيد وقف إطلاق النار لأنه يمنح حماس الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات جديدة»، إلا دليل على ذلك.
وقبيل 24 ساعة على إطلالة السيد نصرالله، أطلق رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين سلسلة مواقف عالية السقف، وأكد أنّ «غزة لا تُسحق حتى لو جاءت كل أساطيل العالم، ولو دمّروا ما دمّروا فإنّ المقاومة ستبقى بعد كل هذه المجازر»، ولفت إلى أن «هذا العدو لا يستحق إلاّ القتل وأن يُواجه بقوة الحق والدفاع»، وأشار إلى أن «القرار الحقيقي اتخذه أهل غزة وهو قرار قوي وثابت أنهم لن يتخلوا عن المقاومة».
وقال صفي الدين خلال رعايته افتتاح معرض «أرضي» في مجمع سيّد الشهداء – الضاحية الجنوبية لبيروت: «غدًا (اليوم) سنكون مع الكلام الفصل مع الأمين العام لحزب الله وسنستمع إلى الكلمة التي تحدّد المسار والمستقبل»، وشدّد على أنّ «النتيجة الحتمية هي أن بايدن ونتنياهو لن تتحقق أهدافهما». وأوضح أنّ «مشاهد غزة أحزنتنا وتركت اللوعة في قلوبنا التي لن ننساها ولا يمكن أن ننساها»، وبيّن أن «الأميركيين كما الغربيين الذين أعطوا الصهاينة فرصة القتل بشكل غير مسبوق فهم يعبّرون من جديد عن حماقتهم وجهالتهم». وأضاف: «هؤلاء لا يملكون جيوشًا للقتال بل أدوات قتل بتكنولوجيا حديثة ومن غبائهم أنهم وضعوا هدفًا لهذه الحرب هو سحق المقاومة وكأنهم لم يستفيدوا من عبر حرب تموز في لبنان عام 2006».
وتابع صفي الدين «من لم يتأثر بما يحصل في غزة ممكن أن يُقال عنه أنه ليس إنسانًا لأن مشاهد غزة أحزنتنا وأدخلت اللوعة على قلوبنا»، وأضاف «إيقاف المجازر وإنهاء القتل هو السبيل الوحيد لبدء معالجات حقيقية»، وشدّد على أن «الإسراع من قبل من يعنيهم الأمر هو السبيل الوحيد لبدء معالجات حقيقية والتباطؤ في الاستجابة لمئات الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع عليهم أن يعلموا أنهم لن يحققوا شيئًا إضافيًّا بل إن الذي سيحصل أنهم سيأخذون المنطقة إلى مكان آخر».
وفيما صعّد محور المقاومة مختلف الجبهات أمس، بشكل غير مسبوق تحضيراً لخطاب السيد نصرالله، توقع خبراء عسكريون وسياسيون أن تشهد الجبهات في المنطقة تصعيداً أكبر اليوم مع توقع مفاجآت ميدانية ستحدث تحولاً في مسار الحرب وقد تكون تزامناً مع إطلالة السيد نصرالله.
في غضون ذلك، واصلت المقاومة اللبنانية والفلسطينية تحقيق المزيد من الإنجازات الميدانية والتاريخية ضد العدو الإسرائيلي وقصفت كتائب «القسام» – لبنان مستوطنة «كريات شمونة» ومحيطها شمال فلسطين المحتلة بـ 12 صاروخًا، ردًا على مجازر الاحتلال بحق أهل غزة، وفق بيان أصدرته الكتائب.
قد أدّى هذا الاستهداف إلى دمار في الممتلكات داخل المستوطنة ونشوب حرائق في منازل المستوطنين، فيما كشفت وسائل إعلام العدو عن إصابة مستوطنَين اثنَين إثر سقوط الصواريخ.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنّ «بالتّزامن مع الهجوم الّذي شنّته المقاومة الإسلاميّة بالمسيّرات الهجوميّة على ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللّبنانيّة المحتلّة، هاجم مقاتلو المقاومة الإسلاميّة في وقتٍ واحدٍ تسعة عشر موقعًا ونقطة عسكريّة صهيونيّة بالصّواريخ الموجّهة والقذائف المدفعيّة والأسلحة المباشرة، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة».
وبث الإعلام الحربي للمقاومة مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية لمقر قيادة كتيبة جيش العدو الإسرائيلي في ثكنة زبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة بواسطة مسيرة انقضاضيّة هجومية مليئة بكمية كبيرة من المتفجرات، والتي أصابت هدفها بدقة عالية داخل الثكنة المذكورة.
وأعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيان أيضاً استهداف منظومة التجسّس في موقع العباد بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابة مباشرة وموقع المنارة الإسرائيلي بصاروخ موجّه وموقع العاصي العسكريّ مقابل بلدة ميس الجبل.
وكان «حزب الله» أعلن أن عناصره أسقطوا بواسطة صاروخ أرض – جو مسيّرة إسرائيلية في أجواء قريتي المالكية وهونين عند الحدود الجنوبية للبنان.
وزفّت المقاومة الإسلامية على طريق القدس ثلاثة من مجاهديها، وهم الشهداء محسن رضا عياش من بلدة حاروف في جنوب لبنان، علي عباس ملحم من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان، هشام محمد إسماعيل «حمزة» من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان.
واستشهد ثلاثة لبنانيين جراء القصف الإسرائيلي في وادي السلوقي جنوب لبنان.
وواصل العدو قصفه للقرى الحدودية، وتعرّضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي ومنطقة بلاط وأطراف رامية لقصف مدفعي مصدره مواقع جيش الاحتلال الحدودية. وقد شهد القطاع الشرقي قصفاً مكثّفاً فجر أمس، استهدف تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، ومحيط بلدة رميش بعدد من القذائف، ومنزلاً في أطراف بلدة عيتا الشعب وعلى أطراف رامية لجهة بلدة بيت ليف. وأطلق جيش الاحتلال صاروخين من مسيّرة على الحارة الشرقية لبلدة العديسة القريبة من مستوطنة مسكاف عام. كما شنت طائرات مسيرة إسرائيلية غارات على إقليم التفاح متسبّبة بدويّ انفجار كبير. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي عبر منصة X أنه و»في منطقة الشمال نواصل استهداف أهداف عسكرية لحزب الله على خط الحدود وتصفية خلايا معادية تخطط لإطلاق قذائف مضادة للدروع وقذائف صاروخية وهاون نحو الأراضي الاسرائيلية».
وردّ مجاهدو المقاومة الفلسطينية على رسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان برسالة أكدوا فيها أنّهم حطموا ودمّروا جيش الاحتلال المهزوم، لافتين إلى «أننا رأينا ورأى العالم بأسره كم هو واهن وأوهن من بيت العنكبوت»، ومشيرين إلى «أننا نرقب ونرى فعلكم وجهادكم ودماء شهدائكم التي توحّدت مع دمائنا، ونرقب خوف وجبن وخشية العدو من نزالكم، ولطالما كنتم وما زلتم أسياد النزال».
على المستوى الرسميّ، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية دولية وعربية في السراي، تمحورت حول الأوضاع الراهنة في لبنان وغزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار. وفي خلال اللقاءات، جدّد رئيس الحكومة التأكيد «أننا مع السلام ونبذل كل المساعي لوقف إطلاق النار في غزة ووقف التعديات الاسرائيلية على جنوب لبنان». ودعا «الأمم المتحدة الى القيام بتحرك سريع لوقف المجازر في غزة».
واجتمع رئيس الحكومة مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي شكرت خلال الاجتماع «الحكومة اللبنانية على مواقفها وعلى التمسك بالقرارات الدولية ومن بينها القرار 1701، ودعوتها لوقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة، ودعوة الرئيس ميقاتي الى حل الصراع العربي الإسرائيلي في أطر جديدة مبنية على التفاهم في الموضوع الدولي في ضمانة حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وحياة كريمة». وعرضت فرونتسكا أيضاً لموضوع جلسة 22 تشرين الثاني التي دعا اليها مجلس الأمن في نيويورك بشأن القرار 1701». وأشارت الى «أنها ستتطرق خلال اجتماع نيويورك الى زيادة المساعدات الإنسانية». كما هنأت «الحكومة على خطة الطوارئ التي وضعتها». وقالت فرونتسكا بعد اللقاء: «اطلعت على دور الحكومة في هذه الظروف الصعبة لأن هذا هو وقت التنسيق الأفضل، وأبلغني الرئيس ميقاتي بالمبادرات الديبلوماسية التي يقوم بها، وأبلغته عن اجتماع سيعقد في 22 تشرين الثاني بشأن القرار 1701 وضرورة تطبيقه على أرض الواقع».
واجتمع الرئيس ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع الراهنة.
على صعيد آخر، أحبط اللواء التاسع في الجيش اللبناني المتمركز في مناطق البقاع الشمالي، عملية تهريب نحو ثلاثين شخصًا سوريًا إلى لبنان في سهل بلدة رأس بعلبك في البقاع الشمالي. وبعد أن أجرى تدابير أمنية وكمائن ظرفية في سهل البلدة وجوارها، سُلم الموقوفون إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم.
*******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سفارات الغرب تنتقل من التهديد إلى القبول بالأمر الواقع | خيبة أمل أميركية: اللبنانيون لم يخافوا!
أجبرت تطوّرات الأحداث على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلّة، وردّ المقاومة المتواصل على الاعتداءات الإسرائيلية، سفراء الدول الغربية الأساسية، على تبديل لهجة التهديد والوعيد ضد اللبنانيين التي اعتمدوها في الأسبوع الأول من الحرب، وتقديم مقاربات مختلفة للوضع في لبنان.
ويوماً بعد يوم، ينتقل الموقف الغربي من لعب دور ناقل لرسائل الوعيد الإسرائيلية، إلى السعي لإقناع اللبنانيين باكتفاء المقاومة بـ"هذا القدر" من التصعيد. بالتوازي، تنشغل السفارات بورشة تحضيرات لوجستية وعسكرية، تحسّباً لاندلاع حرب واسعة تضطّر معها الدول الغربية لتنفيذ خطط إجلاء وإخلاء للرعايا وأطقم السفارات على عجلٍ من الأراضي اللبنانية.
خلال الأسبوعين الأول والثاني، وعلى جولات، انطلقت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بشكل رئيسي، لممارسة ضغوط على رئيسَي المجلس والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق وليد جنبلاط، مطالبة بالضغط على حزب الله لوقف استهدافه للعدو، ومرفقة ذلك بتهديدات مباشرة بتدمير لبنان وعدم تحييد أي منطقة فيه. ولم توفّر جولة شيا اقتصاديين ونقابيين وأكاديميين ورجال أعمال لبثّ الذعر بينهم. ومثلها فعل زملاؤها الغربيون الذين تولّوا إشاعة معلومات عن قرار إسرائيلي بتدمير لبنان في حال تدحرجِ الحرب.
وبحسب معلومات "الأخبار"، فإن رئيسَي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب النائب سامي الجميّل، تجاوبا بسرور، مع مطالب شيا، بإعلان مواقف تحمّل حزب الله مسؤولية الحرب، والمطالبة بسحب المقاتلين من الجنوب، بعدما حرّضت شيا على إصدار مواقف لبنانية رسمية تدعو المقاومة إلى عدم الانخراط في الحرب، وعلى إدانة حركة حماس وحزب الله، وهو ما لم تحصل عليه.
اليوم، تشعر شيا بـ"خيبة أمل" من اللبنانيبين عموماً، لأنهم "لم يخافوا من التهديدات ولم يضغطوا على حزب الله"، مع رفض الرسميين الاشتراك في حفلة التحريض ضد المقاومة في لبنان وغزّة، واستشعار الأميركيين ومن خلفهم الغربيون، بوجود تضامن لبناني واسع مع قطاع غزّة وغضب من الغطاء الغربي المفتوح لإسرائيل للاستمرار في جرائمها ضد الفلسطينيين، إضافة إلى تبرير اللبنانيين لعمليات المقاومة ضد المواقع الإسرائيلية.
ولوحظ في الأيام الأخيرة، أن سفراء الدول الغربية، وأوّلهم شيا، تخلّوا عن لغة التهديد ومطالبهم السابقة، وانتقلوا إلى القبول بالأمر الواقع باستمرار المقاومة في الردّ على العدوّ، مع الإعراب عن الخشية من توسّع المعركة، والمطالبة بحصر الردود ضمن الواقع الحالي. وقالت شيا لمسؤولين ولشخصيات لبنانية، إنه "في حال التزم حزب الله بالسقف القائم حالياً من العمليات على طول الحدود فسيكون الأمر مقبولاً، وإسرائيل تتحمّل هذا القدر"، وأن "الأمور ستختلف إن بادر الحزب إلى رفع السقف". ونُقل عن شيا وعن دبلوماسي بريطاني رفيع أن "البحث في الحل السياسي صار وشيكاً"، وأن "على لبنان عدم التورط في حرب تعقّد المساعي التي بدأت للوصول إلى حل في غزة، وأن زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للمنطقة تهدف إلى الاتفاق مع إسرائيل على سقف سياسي وزمني للعملية العسكرية". فيما نُقل عن الدبلوماسي البريطاني تأكيده أن "بريطانيا تنصح لبنان بألا يقوم بعمل يمنعنا من الضغط على إسرائيل، وتنصح إسرائيل بعدم القيام بأي عمل استفزازي يقود إلى حرب واسعة مع لبنان".
وتولّى دبلوماسيون آخرون توضيح موقف سفرائهم، والتأكيد على أن المقصود لم يكن تهديد لبنان بالمعنى الفعلي، إنّما التأكيد على أن "لبنان يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، وبالتالي تخشى الدول الأوروبية من انهيار الأوضاع فيه مع وقوع الحرب، خصوصاً بوجود مليونَي نازح سوري".
وعلمت "الأخبار"، أن السفراء الغربيين لا يزالون يبرّرون لإسرائيل مجازرها وجرائمها بحق أهل غزة والضفة الغربية، واستمرار دعمهم لما يسمّونه "دفاع إسرائيل عن النفس"، من دون طرح أيّ رؤية واضحة للحلّ السياسي للمعركة الحالية، والاكتفاء بالحديث عن هدن إنسانية ليس أكثر والإشارة إلى حلول سياسية مستقبلية.
أمّا بالنسبة إلى الحشود العسكرية الأوروبية، البريطانية والألمانية والإيطالية والفرنسية على وجه الخصوص، فيحرص الغربيون على توجيه رسائل التطمين. وأبلغ أكثر من دبلوماسي أن السفن الحربية والقوات الخاصة التي يتمّ تحضيرها ونشرها في أكثر من منطقة، مثل قبرص والأردن ولبنان وفي قواعدها في دولها، ليس لديها هدف الاعتداء على لبنان أو المشاركة في الحرب على غزّة، بل الاستعداد لتنفيذ خطط إخلاء مئات الآلاف من حملة الجنسيات المزدوجة في المنطقة، في حال اتّساع رقعة الحرب.
ويبرّر الغربيون الاستعداد لمثل هذه الخطط في لبنان (طالما، كما يقولون، إن أحداً غير مهتم باندلاع الحرب في بيروت)، بأن تجربتَي أفغانستان والسودان لم تكونا مشجّعتين، حيث أصيبت الدول الأوروبية بالإرباك مع الانسحاب الأميركي المفاجئ واندلاع الحرب خلال ساعات في السودان، وهي لا تريد أن تعيد الكرّة وتعرّض حياة عشرات الآلاف من مواطنيها للخطر، فضلاً عن الخشية من عدم قدرة الدولة اللبنانية على تأمين الحماية الكافية وإدارة عمليات على هذا القدر من التعقيد، رغم أن الرئيس ميقاتي طلب رسمياً من الجيش اللبناني، تولّي التنسيق الميداني مع هذه البعثات. كما تقوم غالبية الدول الأوروبية برفع مستوى الإجراءات الخاصة بحماية مقرات بعثاتها.
على صعيد الاتصالات، تولّى مندوبون عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا واليابان وسويسرا ودول أسكندنافيا، الاتصال المباشر بحزب الله، مع تسليم الجميع بصعوبة الحصول على إجابات واضحة حول خطة الحزب ودوره في الحرب، فيما جاءت ردود الحزب قاسية على الدول التي أعلنت دعمها للعدوان على غزّة، فضلاً عن قيام بعض السفراء بزيارة دمشق واستطلاع الموقف السوري، بما يخصّ الجولان وجنوب لبنان.
لعنة أفغانستان: خطة إجلاء "الأصدقاء"
إلى جانب التبليغات اليومية التي تقوم بها البعثات لمواطنيها العاملين في لبنان أو للبنانيين من حملة جنسياتها، فإن جديداً طرأ على برامج سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودول من شمال أوروبا، تمثّل في التواصل مع عدد تم اختياره بعناية، من اللبنانيين العاملين معهم، تحت عنوان "عدم ترك الأصدقاء عرضة للمخاطر". وأوضح معنيون أن الأميركيين يسعون إلى توفير ضمانات للعاملين مع منظمة "usaid" وآخرين يعملون في جمعيات تُموّل من قبلهم أو من قبل الاتحاد الأوروبي، ويطلقون مواقف سياسية حادّة ضد حزب الله.
وبحسب المعلومات، فإن البعثات الدبلوماسية، أعدّت خطة إجلاء سريعة لنقل هؤلاء في حالة الحرب إلى قبرص، وأنها طلبت منهم معلومات شخصية مفصّلة عنهم وعن أفراد عائلاتهم، وحدّدت لهم الأمكنة التي يجب أن يتواجدوا فيها في حالة الطوارئ. وتمّ اختيار فندق على الساحل اللبناني وآخر في المتن الشمالي كمراكز تجمّع، أما الفريق الإداري الرئيسي في الجامعة الأميركية في بيروت، فإن الخطة تقترح نقله إلى مقر الجامعة الجديد في قبرص رغم أنه ليس جاهزاً بصورة كاملة بعد.
***************************
افتتاحية صحيفة النهار
تمهيد ناري لنصرالله: 19 هجوماً وإدخال المسيرات
أيا يكن مضمون الكلمة التي سيلقيها في الثالثة عصر اليوم الأمين العام ل”#حزب الله” السيد حسن #نصرالله، فان مقدماتها الشكلية والإعلامية كما التمهيد “الميداني” لها عكس قدرا كبيرا من التركيز على طابعها المفصلي لكونها الاطلالة الأولى لنصرالله منذ عملية “#طوفان الأقصى” في غلاف غزة والحرب التي اشتعلت عقبها بين #إسرائيل وحركة “حماس” في غزة وتمددت شظاياها الى جنوب #لبنان الذي صار جبهة ميدانية ولو لم تشتعل معه “بعد” حرب شاملة. ومن نافل القول ان أي تسريبات جدية حول مضمون الكلمة لن تسبقها حفاظا على الطابع السري المفصلي المتروك لصاحب المناسبة لكي يعلنه. ولكن ذلك لم يمنع تقصي بعض التقديرات الجدية حيالها والتي ترجح، تبعا لكل الظروف الموضوعية التي سبقت القاء هذه الكلمة والتطورات الميدانية التي تواكبها، ان ترسم لها حدان عريضان: الحد الأول ذهاب الأمين العام ل”حزب الله” الى اقصى التحذيرات والتهديدات لإسرائيل التي تقارب التهديد بحرب تتجاوز بكثير ما أصابها في هجوم “طوفان الأقصى” ومن ثم المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في حال الاعتداء على العمق اللبناني وتجاوز خطوط المواجهة الحالية. والحد الثاني تحديد المسار الميداني الذي يتولاه “الحزب” منذ 8 تشرين الأول “نصرة لغزة وفلسطين” والاطلالة على المشهد العام للمواجهة الجارية عبر “وحدة الميادين”.
تبعا لذلك بدا واضحا ان الحزب أراد اطلاق التمهيد الناري المتناسب مع ما أراد اطلاقه من رسائل السيد نصرالله في كلمته اليوم، فشن البارحة، عشية القاء الكلمة، أوسع هجماته المركزة على طول خطوط المواجهة الحدودية مع إسرائيل مستهدفا كل المواقع العسكرية الإسرائيلية المواجهة واحصت وكالة رويترز 19 هجوما متزامنا شنها “حزب الله” على مواقع إسرائيلية على الحدود مع لبنان . كما ان الحزب ادخل للمرة الأولى سلاح المسيرات في هجماته على المواقع الإسرائيلية اذ اعلن مهاجمة مقر قيادة الكتيبة الاسرائيلية في ثكنة زبدين في مزارع شبعا بواسطة مسيرتين إنقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات مؤكدا انهما اصابتا أهدافهما بدقة عالية. يضاف الى ذلك ان “حماس” – فرع لبنان انخرطت مجددا في الهجمات فاعلنت تبنيها اطلاق 12 صاروخا على مستوطنة نهاريا في شمال إسرائيل. واكد الحزب في بيان مسائي انه “تزامنا مع الهجوم بالمسيرات على ثكنة زبدين هاجمنا 19 موقعا ونقطة إسرائيلية في وقت واحد باستخدام الصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة وحققنا فيها إصابات مباشرة “. وعدد المواقع والنقاط التي استهدفت.
وشهدت القطاعات الشرقي والوسط والغربي اعنف أيام المواجهات منذ اندلاعها في الثامن من تشرين الأول الماضي ووسّع الجيش الإسرائيلي من رقعة اعتداءاته للمرة الثانية خلال أسبوع وطاول للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، الاطراف الغربية لبلدة يحمر – الشقيف، حيث سقطت قذيفتان مدفعيتان على طريق الوادي المؤدية الى النهر في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية من دون وقوع اي اصابات. وساد توتر كبير في محيط يارون وعيتا الشعب وتساقطت عشرات القذائف وسط تحليق للطيران الاسرائيلي في أجواء المنطقة كما تعرضت بلدات برج الملوك والقليعة ومرجعيون واطراف دبين للقصف، وقام الجيش الإسرائيلي بإلقاء القنابل الفوسفورية على أطراف البلدات الحدودية إبل السقي ومركبا وحولا. وأفادت وسـائـل إعـلام اسرائيليـة، بأن “25 صاروخاً و قذيفة استهدفوا مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان في التوقيت نفسه “.
وتحدثت تقارير عن تطور اخر شهدته المواجهات امس تمثل بقصف إسرائيلي في اتجاه رأس الناقورة طاول منطقة الطفافات البحرية وهي المرة الأولى التي تكون فيها هذه المنطقة مستهدفة لا سيما أن منطقة الطفافات هي التي بقيت عالقة في ملف ترسيم الحدود البحرية. وسقط في القصف الإسرائيلي على وادي السلوقي قتيلان وجريح .
ومع توجه الانظار الى كلمة نصرالله اليوم وجه المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي دانيال هغاري رسالة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” قائلا “نحن جاهزون”. وفي إيجازه الصحافي اليومي، توجه هغاري إلى نصرالله، مؤكداً أن “الجيش الإسرائيلي على استعداد تام للرد بقوة على أي شخص يحاول تقويض الوضع الأمني في الشمال”، مشدداً على “أننا مستعدون بقوة على الحدود الشمالية”. وأشار إلى أنه حتى الساعة الأخيرة “هاجم الجيش مواقع على الحدود اللبنانية أطلقت منها صواريخ باتجاه إسرائيل”، مبيناً أن “الفرق على الحدود تعرضت لهجوم أيضا في الساعة الماضية”.
“بغنى عن حرب “
وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي على الوضع في لبنان فقال: “سننتظر ما سيقوله نصرالله غداً ورسالتنا له ولأيّ طرف آخر بأنّ عليه ألّا يوسّع الصراع والبيت الأبيض لم يرَ دليلاً على أنّ “حزب الله” مستعدّ لاستخدام القوة الكاملة”.
وبدوره اعتبر وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو خلال زيارة ل#جنوب لبنان أن هذا البلد “بغنى عن حرب” مع اسرائيل . وقال خلال تفقده الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، إن “لبنان بغنى عن حرب، هذا أقل ما يمكن أن نقوله”. وأضاف “ناهيك عن أن هذه الحرب يمكن أن يكون لها آثار تصعيدية كبيرة على المنطقة بأكملها”. واعتبر لوكورنو أنه في مواجهة التوترات الحالية، لا أحد لديه مصلحة في “توقف” مهمة اليونيفيل، معتبراً أن الأخيرة تمثّل “الحل”. وأضاف: “إذا كان من وقت نحتاج فيه إلى المراقبة والردع لتجنب التصعيد، فهو الآن”. وأعرب عن أسفه لسماع “من هنا وهناك أن اليونيفيل يجب أن توقف دورياتها”، من دون أن يحدد الطرف الذي يقصده.
وكان الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي اعلن ان القوات المسلحة اللبنانية “أبلغتنا صباح اليوم (امس) أن سكان المنطقة وجدوا جثتي الشخصين اللذين أصيبا يوم أمس بالقرب من الخط الأزرق في منطقة الوزاني”. مشيرا بذلك الى الراعيين اللذين تعذر على الجيش واليونيفيل ايجادهما ليل الأربعاء وتبين امس انهما قتلا بالنيران الاسرائيلية . وأضاف “الإقتراب من الخط الأزرق هو أمر حساس للغاية على الدوام، ولكنه يصبح أكثر حساسية في الوضع الحالي. الخط غير محدد في العديد من الأماكن وقد يكون من الصعب معرفة مكانه بالضبط على الأرض. إننا نحثّ الناس بشدة على الابتعاد لتجنب العبور عن طريق الخطأ، الأمر الذي قد يكون له عواقب مأسوية”.
وفي الداخل شدد رئيس حزب “#القوات اللبنانية” #سمير جعجع على انه ” يجب الا تصل الحرب الى لبنان لأنها ستقضي على البلد ويجب أن نفعل المستحيل لمنعها وسأترك افتراضات وتحليلات وقوع الحرب للمحلليين ولكن ما يمكنني ان اقوله اليوم انه لا يمكن ولن نسمح ان ينجر لبنان إلى حرب”. واضاف جعجع ” “قرار الحرب والسلم مخطوف من قبل “حزب الله” وإيران، ولكن هذا القرار بحسب الدستور يجب أن يكون مع الحكومة اللبنانية، ولذلك على حكومة تصريف الأعمال اليوم اتخاذ الترتيبات اللازمة لإخراج لبنان الرسمي من هذا الأمر والمطالبة بتطبيق 1701″.
وأشار الى ان “هناك تشويه حول القضية الفلسطينية، لأن هناك من يتاجر بها. ماذا فعل محور الممانعة للقضية الفلسطينية؟ ماذا فعلوا منذ 80 سنة حتى الآن؟ القضية الفلسطينية “مش بالحكي”، وأرى أنها تتمثل بإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، ونحن قلباً وقالباً مع القضية الفلسطينية”. واعتبر ان “|ما حصل في ٧ تشرين الأول بطولة كبيرة، ولكنه انقلب بشكل غير مباشر لدعم الحكومة الإسرائيلية والوقوف إلى جانبها بعد أن كانت تواجه معارضة كبيرة من الداخل والخارج”.
*******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تطبيق القرار 1701 أمام مجلس الأمن في 22 الجاري
جولة ساخنة… قبل “فصل الكلام”… واشنطن: لا مؤشر حرب من “الحزب”
عشية إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله اليوم، وللمرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول الماضي، عرفت جبهة الجنوب أمس تصعيداً غير مسبوق في سياق تداعيات حرب القطاع الفلسطيني، فقد أعلن «الحزب» قصف «19 موقعاً إسرائيلياً»، وردّت إسرائيل بـ»ضربة واسعة النطاق» على أهداف لـ»حزب الله». ومن نتائج هذه الجولة الساخنة، أنّ ما سميّ «قواعد الاشتباك الجديدة» التي حصرت المواجهات في شريط يبلغ عرضه نحو 5 كيلومترات على جانبيّ الحدود، تجاوزتها جولة أمس فتوسع الاقتتال الى أكثر من 10 كيلومترات على جانبيّ الحدود. ومن نتائج توسيع المواجهات، أنه أفيد ليلاً عن سقوط أربعة قتلى نتيجة القصف على وادي السلوقي الذي كان سابقاً خارج «قواعد الاشتباك».
وتزامناً مع هذا التصعيد الميداني، تحدث رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين عمّا سمّاه «الكلام الفصل (اليوم) مع الأمين العام لـ»حزب الله»، وسنستمع إلى الكلمة التي تحدّد المسار والمستقبل».
وفي المقابل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «سننتظر ما سيقوله نصرالله. ورسالتنا له ولأي طرف آخر أنّ عليه ألّا يوسّع الصراع». وأضاف في مؤتمر صحافي: «نحن قلقون من استمرار الهجمات على القوات الإسرائيلية هناك في الشمال، وكذلك الإسرائيليون، لكنني لا أعتقد أننا رأينا أي مؤشر حتى الآن، على وجه التحديد، الى أنّ «حزب الله» مستعد للذهاب بكامل قوته».
وما صرّح به المسؤول الأميركي ترافق مع مسعى دولي لنزع فتيل الانفجار من جبهة الجنوب. فقد صرّحت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا بعد لقائها أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن اجتماع سيعقده مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني الجاري «في شأن القرار 1701 وضرورة تطبيقه على أرض الواقع».
بدوره، حذّر وزير الجيوش الفرنسي خلال زيارته الجنوب أمس من خطر التصعيد في الإقليم، وقال سيباستيان لوكورنو خلال تفقده الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) إنّ «لبنان في غنى عن حرب، هذا أقل ما يمكن أن نقوله».
واعتبر لوكورنو أنه في مواجهة التوترات الحالية، لا أحد لديه مصلحة في «توقف» مهمة «اليونيفيل»، معتبراً أنّها تمثّل «الحل». وأعرب عن أسفه لسماع «من هنا وهناك، أنّ «اليونيفيل» يجب أن توقف دورياتها»، من دون أن يحدّد الطرف الذي يقصده.
*****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : بايدن لتمويل النازحين من غزة .. ونصرالله يُجدِّد الثوابت اليوم
عشيّة خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عصر اليوم وما سيتضمنه من مواقف سيُبنى عليها لاستكشاف ما يمكن ان تؤول إليه حرب غزة والمواجهات الجارية على حدود لبنان الجنوبية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، لاحَت في الافق مواقف دولية خصوصاً للدول الداعمة لإسرائيل في حربها التدميرية على غزة تدعو الى هدنة واقامة ممرات لإدخال المساعدات الانسانية اليها، من مثل ما ذهبَ اليه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن لدى صعوده الى الطائرة متوجهاً الى اسرائيل اليوم.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان هذه المواقف الدولية الداعية الى هدنة انسانية والمحذرة من توسّع نطاق الحرب، يهدف اصحابها منها الى رمي «طوق نجاة» لإسرائيل نتيجة فشل محاولاتها المتكررة لاجتياح غزة براً حيث انها تتكبد خسائر فادحة نتيجة تصدي المقاومين الفلسطينيين لها وإيقاعهم قتلى وجرحى في صفوف جنودها فضلاً عن تدمير دبابات وآليات، على ان تؤول هذه الهدنة المرجوة الى وقف لإطلاق نار قريباً يمهّد لتبادل الاسرى والبحث في حل سياسي للقضية الفلسطينية.
واشارت هذه المصادر الى ان الهجمات المكثفة التي شنتها المقاومة في الجنوب امس بمسيّرات انتحارية على مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا فضلاً عن مهاجمتها 19 موقعاً اسرائيلياً، شكلت عشيّة خطاب السيد نصرالله «رسل القوم اليكم»، بحسب قول المصادر، التي اكدت ان هذه الهجمات تندرج في مناخ هذا الخطاب ومضمونه الذي سيكون جزءا اساسيا من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في غزة.
واكدت المصادر «ان مجرد حصول وقف لإطلاق النار سيشكل إيذاناً بانتصار حركة حماس واخواتها وفشل مشروع اسرائيلي غربي كبير كان يحضّر له للاجهاز على القضية الفلسطينية عبر تدمير غزة وتهجير اهلها، مقدمة لمشروع آخر يهدف الى الاجهاز على المقاومة في لبنان وعلى «حزب الله» تحديداً».
بايدن
وكان البيت الابيض قد نشر على موقعه الالكتروني وثيقة نشرتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن رسالة بعث بها الرئيس الاميركي جو بايدن الى الكونغرس الاميركي في 20 تشرين الاول الماضي، اي اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة والمستمر منذ السابع من الشهر نفسه، يطلب فيها تمويلاً اضافياً لأجل اوكرانيا واسرائيل تحت عنوان «الهجرة ومساعدة اللاجئين» وذلك بقيمة 3,495,000,000 دولار. والسبّب كما حددت الوثيقة، «التعامل مع احتياجات انسانية ولمساعدة اللاجئين من اوكرانيا، ولمساعدة لاجئين بسبب الوضع الحالي في اسرائيل والمناطق المتأثرة بالوضع في اسرائيل».
وفي الجزء المتعلق منها بفلسطين المحتلة تقول الوثيقة: «التمويل سوف يوفر مساعدات انسانية تحفظ الحياة في اسرائيل وفي مناطق متأثرة بالوضع فيها، وهذه الموارد المالية سوف تدعم النازحين والاشخاص المتأثرين بالنزاع، أي أنها ستدعم اللاجئين الفلسطييون في غزة والضفة الغربية، وستتعامل مع احتمالات نزوح الغزيين الى دول مجاورة».
وتخلص الوثيقة الى القول: «هذه الازمة من المرجح ان تقود الى نزوح عبر الحدود وان تقود الى احتياجات انسانية اقليمية، وبالتالي فإن التمويل المطلوب قد يتم استخدامه لبرامج خارج غزة».
«خطوات ملموسة»
وكان بلينكن قد اكد امس أنه سيطلب من إسرائيل «خطوات ملموسة» لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية قبل توجّهه إلى الشرق الأوسط: «سنتحدث عن خطوات ملموسة يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الأذى الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة» مؤكداً «هذا أمر تلتزم به الولايات المتحدة».
وكرر بلينكن أن بلاده تؤمن بأن إسرائيل «لها الحق بالدفاع عن نفسها» بعد هجوم حركة «حماس».
لكن، تماشياً مع تحول خفيف في لهجة الرئيس جو بايدن، قال بلينكن إنه «يشعر بالحزن إزاء مقتل فلسطينيين، وهو أمر يثير غضب كثيرين في العالم العربي». وقال: «عندما أرى طفلا فلسطينيا – صبيا أم فتاة – ينتشل من تحت أنقاض مبنى منهار، فهذا يؤلمني مثلما أشعر عند رؤية طفل في إسرائيل أو أي مكان آخر».
واشنطن تنتظر نصرالله
وعشيّة خطاب السيد نصرالله عصر اليوم وما يمكن ان يطلق خلاله من مواقف تتصل بمستقبل الاوضاع السائدة في غزة وجنوب لبنان، اعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنّ «الضباط الأميركيين الذين قدموا المشورة لإسرائيل عادوا إلى الولايات المتحدة»، لافتاً الى «أننا «سننتظر ما سيقوله الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله غدا (اليوم) ورسالتنا له ولأي جانب آخر بأن عليه أن لا يوسّع النزاع».
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره انّ قرار التصعيد على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة عند الإسرائيلي، لا في لبنان، فما تقوم به المقاومة على الحدود يأتي في سياق طبيعي لوجود أراض لبنانية محتلة، يتم استهداف العدو فيها، حتى وإن كان الأمر مرتبطاً بعملية طوفان الأقصى، والحرب على غزة». واكد «أن كل العمليات تأتي ضمن قواعد الاشتباك، وفي حال أراد الاسرائيلي توسيع العملية فنحن جاهزون لذلك». واعتبر بري «أن ما يحاول الاسرائيلي القيام به خطير جداً، ومشروعه، الذي يحمله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قديم يهدف اليوم الى تحقيق التغيير في الشرق الأوسط. لذلك فالمعركة في غزة أساسية وحساسة، اما على الجبهة الجنوبية فالأمور عندهم؛ والتدهور أمر وارد في هذه المرحلة».
في غضون ذلك أكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، في حديث منلفز مساء امس، أنّ «الحرب لا يجب أن تصل إلى لبنان لأنّها ستقضي على البلد، ولن تفيد القضية الفلسطينية التي لطالما تاجروا بها، ويجب القيام بكلّ ما أمكَن لمنعها من الوصول». وأشار الى أنّ «قرار الحرب والسلم مخطوف من قبل «حزب الله» وإيران، ولكن هذا القرار بحسب الدستور اللبناني يجب أن يكون بيد الحكومة اللبنانية، ولذلك على حكومة تصريف الأعمال التي تمثّل الشعب، أقلّه اتخاذ الترتيبات اللازمة لإخراج لبنان الرّسمي من كلّ المعمعة الحاصلة، والمطالبة بتطبيق القرار 1701 كما يجب». وشدّد على أنّ «القضية الفلسطينية شيء وكلّ المتاجرين بها شيء آخر»، متسائلًا: «ماذا فعل محور الممانعة للقضيّة الفلسطينيّة؟ ماذا فعلوا منذ 80 سنة حتّى الآن؟ القضيّة الفلسطينيّة «مش بالحكي»، وأرى أنّها تتمثّل بإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني».
وأعلن «أنّنا قلبًا وقالبًا مع القضيّة الفلسطينيّة، أي أنه يصح للشعب الفلسطينيّ دولة، وأن يعيش بكرامة وحماية وحرّيّة وسيادة». واعتبر أنّ «القوّة لا تواجَه فقط بقوّة أخرى، إنّما بقوّة تأتي نتيجة»، متسائلًا: «بماذا استفاد الفلسطيني اليوم من الحرب سوى مواجهة الفقر والموت؟». ورأى أنّ «ما حصل في 7 تشرين الأوّل بطولة كبيرة، ولكنّه انقلب بشكل غير مباشر لدعم الحكومة الإسرائيليّة والوقوف إلى جانبها، بعد أن كانت تواجه معارضة كبيرة من الدّاخل والخارج»، مشيرا إلى أن «لا أحد ضليع في القضية الفلسطينية أكثر من الرّئيس الفلطسيني الرّاحل ياسر عرفات، ولقد وصل إلى اقتناع بأنه يجب الذهاب في «الطّريق الآخر».
وزير الجيوش
وفي إطار الهجمة العسكرية والديبلوماسية على المنطقة بعد عملية «طوفان الاقصى» وصل الى لبنان أمس وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في إطار جولة استهلّها بزيارة تفقدية الى مقر الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) المتمركزة في بلدة دير كيفا، والتي تقع في القطاع الوسط من جنوب لبنان.
وعن الوضع في لبنان لفتَ لوكورنو الى أنه «بغنى عن حرب مع اسرائيل، هذا أقل ما يمكن أن نقوله». وهي التي تخوض نزاعاً مع حركة حماس الفلسطينية في غزة، محذّراً من خطر التصعيد في الإقليم. وأضاف: «ناهيك عن أن هذه الحرب يمكن أن يكون لها آثار تصعيدية كبيرة على المنطقة بأكملها». واعتبر أنه في مواجهة التوترات الحالية، لا أحد لديه مصلحة في «توقّف» مهمة اليونيفيل، معتبراً أن الأخيرة تمثّل «الحل». و«إذا كان من وقت نحتاج فيه إلى المراقبة والردع لتجنّب التصعيد، فهو الآن».
وفي نهاية تصريحاته أعربَ عن أسفه لسماع «من هنا وهناك أن اليونيفيل يجب أن توقف دورياتها»، من دون أن يحدد الطرف الذي يقصده.
والتقى لوكورنو وزير الدفاع الوطني العميد موريس سليم الذي اكد «حرص لبنان على الاستقرار في المنطقة والالتزام بالقرارات الدولية»، مشدداً على أهمية قيام المجتمع الدولي ببذل أقصى الجهود لإيجاد حل سياسي للنزاع القائم على قاعدة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وإرساء العدل وإحقاق الحق». وقال: «إن اعتداءات إسرائيل على المدنيين في جنوب لبنان وتدمير المنازل واحراق الغابات والبساتين واستخدامها للأسلحة المحرّمة دولياً، هي اعتداءات تشكل انتهاكاً لكل ما تنصّ عليه القوانين والمواثيق الدولية».
والتقى لوكورنو قائد الجيش العماد جوزف عون، على ان يلتقي في التاسعة صباح اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن «حزب الله» أنه قصف 19 موقعا إسرائيليا «في وقت واحد»، لتعلن إسرائيل الرد بقصف «واسع النطاق» في جنوب لبنان أوقعَ خمسة شهداء.
وسبق هذه الهجمات توتر كان على أشده مساء وعصرا، فيما أعلنت «كتائب عز الدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» في لبنان، أنها أطلقت 12 صاروخا في اتجاه مستوطنة كريات شمونة «ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا في غزة». ما أدى إلى إصابة شخصين في هذه المستوطنة، بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.
من جانبه اعلن «حزب الله»، في بيان، ان «المقاومة الإسلامية هاجمت في وقتٍ واحد 19 موقعاً ونقطة عسكرية صهيونية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة».
وقال إن هذه الهجمات جاءت بالتزامن مع هجوم غير مسبوق على ثكنة إسرائيلية باستخدام «طائرتين مسيّرتين محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات» في منطقة مزارع شبعا. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي انه رَدّ بتنفيذ «ضربة واسعة النطاق» على أهداف عسكرية لـ«حزب الله».
وفي وقت سابق امس، قال الحزب إنه أسقط طائرة إسرائيلية من دون طيار فوق الأراضي اللبنانية بصاروخ أرض جو، للمرة الثانية منذ الأحد.
وعثرَ الجيش اللبناني صباح امس على جثتي راعيين يبلغان من العمر 20 و22 عاماً قُتلا بنيران إسرائيلية، كان قد تم الإبلاغ عن اختفائهما امس الاول الأربعاء أثناء رَعيهما بالقرب من قرية الوزاني الحدودية.
*************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
التوتر يتصاعد في جنوب لبنان… و«القسام» تقصف كريات شمونة
«حزب الله» يستهدف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
انفجر الوضع الأمني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، بشكل كبير منذ أسبوع، على أثر إدخال «حزب الله» مسيّرات هجومية مفخخة في المعركة، للمرة الأولى، في حين وسعت إسرائيل رقعة القصف إلى مواقع لم تشهد استهدافاً منذ حرب يوليو (تموز) 2006، في حين حظر الحزب تجول السكان المدنيين في المناطق الحدودية المواجِهة للمواقع الإسرائيلية.
ويُعدّ هذا التصعيد الأكبر منذ نحو أسبوع، حيث شملت رقعة المعارك كامل المنطقة الحدودية، وتضمنت أيضاً إطلاق «كتائب القسام» الصواريخ باتجاه مستعمرة كريات شمونة، التي تبعد نحو 8 كيلومترات عن الأراضي اللبنانية، في حين وسّعت إسرائيل نطاق هجماتها في الجنوب، حيث طاولت الأطراف الغربية لبلدة يحمر – الشقيف التي سقطت فيها قذيفتان مدفعيتان على طريق الوادي المؤدية إلى النهر في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية، كما استهدف القصف الإسرائيلي منطقة جنوب معتقل الخيام، وأطراف تل النحاس المواجِهة لمستعمرة المطلة، ومناطق أخرى.
وبعد الظهر، تبنّت «كتائب القسام» في لبنان إطلاق صواريخ باتجاه مستوطنة كريات شمونة، وقالت إنها قصفت المستوطنة ومحيطها بـ12 صاروخاً؛ «رداً على المجازر بحق أهالي غزة».
تصعيد منذ منتصف الليل
وبدأ التصعيد منذ منتصف ليل الأربعاء – الخميس، على أثر إعلان «حزب الله» استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء تحليقها فوق المناطق الحدودية في أجواء قريتي المالكية وهونين، بواسطة صاروخ أرض جو. وقال الحزب إنه جرت إصابة المسيَّرة المسلَّحة «مباشرة مما أدى إلى تحطمها وسقوطها على الفور».
وتزامن هذا الحدث مع فقدان الاتصال براعيين لبنانيين في منطقة الوزاني، تبيَّن صباحاً أن القوات الإسرائيلية قتلتهما، في حين أعلن الحزب صباحاً مقتل أحد عناصره، ليرتفع عدد مقاتليه الذين قُتلوا في المعارك إلى 51 منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأُفِيد بمحاولة اعتراض القبة الحديدية فجراً في أجواء مرتفعات كفرشوبا، وسقوط عدد من القذائف المُعادية في منطقة مفتوحة بين بلدتي الأحمدية والدلافة في القطاع الشرقي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف خلية كانت تهم بإطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن القوات الإسرائيلية أطلقت صاروخين من مسيّرة على الحارة الشرقية لبلدة العديسة، القريبة من مستوطنة مسكاف عام، كما شنّت طائرات مسيَّرة إسرائيلية غارات على إقليم التفاح متسببة في دوي انفجار كبير. وسُجّل سقوط قذائف إسرائيلية في بلدة عيترون، وخراج بلدة مركبا، وإطراف بلدة مارون الراس، في حين تعرضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي، ومنطقة بلاط، وأطراف رامية، لقصف مدفعي تلا اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في محيط الضهيرة، وموقع بركة ريشا الإسرائيلي.
مسيَّرات هجومية
وبعد الظهر، شهدت المنطقة الحدودية تطوراً نوعياً تمثَّل في إدخال «حزب الله» مسيَّرات هجومية في سياق المعركة. وأعلن الحزب أن مقاتليه هاجموا مقر قيادة كتيبة إسرائيلية في ثكنة زبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلّة، «بواسطة مسيَّرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات، وأصابتا أهدافهما بدقة عالية داخل الثكنة المذكورة»، وفق ما جاء في البيان.
وتحدثت وسائل إعلامية عن مشاهدة مروحيات إسرائيلية كانت تنقل المصابين من الموقع، قبل أن ينفجر التوتر ليشمل المنطقة الحدودية بأكملها.
وردّت القوات الإسرائيلية بقصف واسع شمل كفرشوبا وحلتا في القطاع الشرقي، وطالت القذائف بلدة الخيام، للمرة الأولى في منطقة قريبة من المنازل، كما طالت أطراف تل النحاس في القطاع نفسه، كذلك قصفت أطراف بلدة مركبا بالقذائف الفوسفورية والانشطارية، واستهدفت بلدة عيترون في القطاع الأوسط، أما في القطاع الغربي فقد طال القصف طيرحرفا والجبين وشيحين، واستهدف منطقة خط الطفافات البحرية مقابل راس الناقورة.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
خميس المفاجآت: مسيّرات انتحارية واستهداف 19 موقعاً دفعة واحدة
مطالبة أميركية لنصر الله بعدم التصعيد.. و4 شهداء للحزب
يمكن اعتبار يوم امس، وعشية كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يوم المفاجآت العسكرية، سواء على مستوى الهجمات او استهداف المواقف (19 موقعاً) بأسلحة نوعية وقذائف قاتلة، واستخدام نوع جديد من المسيرات الانتحارية، التي تنقض على الهدف مباشرة.
واستأثر التصعيد في خميس الثاني من ت2، اي بعد مرور 27 يوماً على بدء المعارك في قطاع غزة، باهتمام محلي سياسي وشعبي، ومتابعة دبلوماسية، لا سيما من الجانب الاميركي، الذي اعلن على لسان اكثر من مسؤول ان واشنطن تنتظر ما سيقوله السيد نصر الله اليوم، في كلمته عند الثالثة من بعد ظهر اليوم.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن للقومي الاميركي جون كيري: سننتظر ما سيقوله الامين العام لحزب، ورسالتنا له ولأي طرف آخر بأن عليه ألا يوسع الصراع.
واعتبرت مصادر سياسية التصعيد العسكري الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية هو بمثابة رسالة إسرائيلية واضحة عشية الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولاعطاء انطباع بأن اي تهديد او رفع سقف المناوشات وعمليات القصف المحدودة او توسعها إلى مناطق أخرى، سيواجه برد عسكري إسرائيلي واسع النطاق، الا انها استبعدت ان يكون التصعيد الحاصل مؤشرا، على توسيع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة.
وتوقعت المصادر ان يكون خطاب نصرالله اليوم ،داعما حتى النهاية لعملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس منذ ما يقارب الشهر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة وعالي النبرة ولاسيما ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، لدعمهم المفتوح للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتعاميهم عن المجازر والاعتداءات ضد المدنيين والاطفال، ومحملا بسلسلة من التهديدات ضد كل من يشارك بالعدوان الاسرائيلي الذي سينعته بأبشع الاوصاف.
وبالرغم من السقف العالي لكلمة نصرالله التي يفيد فيها أيضا مؤثرات المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية اللبنانية، في دعم مقاومة حماس في الحرب الدائرة، وارهاق الجيش الاسرائيلي،الا انها استبعدت ان يتخطى نصرالله حدود المناوشات وعمليات القصف وتبادل اطلاق النار على الحدود الجنوبية، باتجاه توسيع نطاقها باتجاه مناطق واسعة،او اعلان المشاركة الواسعة في نطاق الحرب ضد حركه حماس والشعب الفلسطيني، لاعتبارات عدة، اولها نجاح الحركة بمواجهة العدوان الاسرائيلي والتصدي له بمفرده، وثانيا عدم وجود رغبة بتوسيع نطاق الحرب الدائرة، محليا واقليميا ودوليا، وثالثا، الخشية من انعكاسات الحرب على الداخل اللبناني والتدخلات الخارجية.
وكشفت المصادر عن تلقي لبنان تطمينات وضمانات خارجية، باستبعاد توسع نطاق المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية اللبنانية، الى حرب واسعة النطاق لتشمل لبنان كله، ونقلت عن سفراء الدول الكبرى والعربية والصديقة المؤثرة، التي شملتها اتصالات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية، بأن مسار الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية الجارية، يشمل ابعاد لبنان عن الانجرار الى الحرب، بالرغم من كل التصعيد الحاصل جنوبا، والاهم ان مسار الحلول الديبلوماسية انطلق من خلال المباشرة ببحث عملية إطلاق المحتجزين المدنيين لدى حركة حماس بوساطة قطرية، على أن يشمل لاحقا تنفيذ هدنه انسانية ووقف اطلاق النار ووضع اسس الاتفاق المستقبلي للقطاع.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن القوى السياسية تترقب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أجل تقييم توجه المرحلة المقبلة وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه هناك استبعادا أي إعلان بوقف المعركة في الجنوب على ما يبدو.
إلى ذلك رأت أن تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش سيوضع على نار حامية وقد يمر من دون التعيينات الأخرى لأعضاء المجلس العسكري بصفته الاكثر إلحاحا إلا أن هناك من يقول أن لا فصل للتعيينات وان رئيس هيئة الأركان «الدرزي» يمر مع مدير عام الإدارة «الكاثوليكي» والمفتش العام «الأرثوذكسي» وإن هناك دورا لوزير الدفاع وقائد الجيش في هذا الملف.
وبقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على موقفه الذي ابلغه للسفراء الذين التقاهم، من ان لبنان الرسمي مع «السلام ونبذل كل المساعي لوقف اطلاق النار في غزة، ووقف التعديات الاسرائيلية على جنوب لبنان».
وكانت السفيرة الاميركية دورثي شيا من ابرز زوار السراي الكبير، لتسأل عمّا بلغته الاتصالات من اجل تبريد الوضع، وان بلادها ليست مع تصعيد العمليات، حتى بين اسرائيل وحماس في غزة.
واحتلت خطة الطوارئ حيزاً من لقاءات ميقاتي الدبلوماسية، مع كل من سفيرة كندا ستيفاني ماكولم، والمبعوثة الالمانية للشؤون الانسانية ديك بوتزل، لجهة ما يمكن ان تقدمه الدول المانحة للبنان في حال فرضت اسرائيل الحرب على لبنان.
وحسب ما فهم كانت بوتزل تخصص جزءاً من مباحثاتها للنازحين السوريين.
وفي السياق، كان اللقاء مع سفير تركيا باريش اولو صوي، وسفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، الذي جاء للمتابعة في ما خص ما اتفق عليه خلال زيارة ميقاتي الاخيرة الى الدوحة.
وفي السياق الدبلوماسي، اعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقاءاته الثنائية مع سفراء كل من هنغاريا، وتشيكيا، والنمسا، والباراغواي، عن اسفه لإنقسام أوروبا والعالم حول التصويت ضد هذا القرار، أو لنأي بعض الدول بنفسها وامتناعها عن التصويت». وختم «نحث الدول الغربية واصدقاء اسرائيل الضغط عليها لوقف تهديداتها اللفظية بتدمير لبنان وإعتداءاتها العسكرية على الجنوب اللبناني».
ورأى وزير الجيوش الفرنسية ان بعثة الامم المتحدة في لبنان لا يجب ان تكون في موقف المتفرج، كاشفاً عن آلية بارسال حاملة طائرات الهيلوكبتر «ديكسمو» لساحل غزة
اللقاء الديمقراطي: لمنع الفراغ في الجيش
شددت كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط «على ضرورة التنبّه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيَّتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة ألا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة درءاً للمخاطر الجسيمة المتأتية عن عدوان إسرائيلي لا قدرة للبنان على تحمّل تداعياته». وجددت الكتلة «دعوتها الى القوى السياسية جميعها دون استثناء للارتقاء إلى مستوى خطورة المرحلة التي تستدعي مسؤولية استثنائية في معالجة الاستحقاقات كافة، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقت نفسه تفعيل عمل الحكومة القائمة، ومنع الفراغ في الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف مسلسل الشغور الذي يضرب المؤسسات تباعاً، ويهدد في ظل التحديات الخطيرة الراهنة وجودية الدولة برمتها».
جعجع لمنع وصول الحرب
وفي الاطار، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى عدم وصول الحرب الى لبنان «لأنها ستقضي على البلد، ويجب ان نفعل المستحيل لمنعها»، مضيفاً: اذا ادخلنا في الحرب، فإن حزب الله سيكون ارتكب جريمة كبرى، وموقفنا الانساني من المواطنين الشيعة امر وموقفنا السياسي من الحزب امر مختلف كلياً.
وقال جعجع: يا ريت السيد نصر الله ينسحب من الجنوب، ويسلم للجيش بدلا من ان يلقي كلمته وافلامه الدعائية «ما كان وقتها» (بتعبيره).
تجهيزات
وعلى صعيد الجهوزية لمواجهة المستجدات، اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي في صيدا والنبطية ان تفعيل خطة الطوارئ في جميع المحافظات أمر ضروري وهدف هذا الموضوع ليس التخويف بل طمأنة الشعب. لبنان بلد الإيمان والحكومة متضامنة مع الجنوب وهو جزء من أهلنا. موقفه جاء خلال زيارة قام بها اليوم الى سرايا صيدا ، قبل ان يزور السراي الحكومي في النبطية متفقدا جهوزيتها لتطبيق خطة الطوارئ.
الوضع الميداني
ميدانياً، وسّع جيش العدو من رقعة اعتداءاته للمرة الثانية خلال أسبوع وطاول للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، الاطراف الغربية لبلدة يحمر – الشقيف، حيث سقطت قذيفتان مدفعيتان على طريق الوادي المؤدية الى النهر في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية من دون وقوع اي اصابات.
وأفادت وسـائـل إعـلام العدو، بأن «25 صاروخاً وقذيفة استهدفوا مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان في نفس التوقيت».
وبعد ظهر امس، هاجمت المقاومة الاسلامية 19 موقعا ونقطة عسكرية اسرائيلية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والاسلحة المباشرة، وحققوا فيها اصابات مباشرة، حسب بيان حزب الله.
ومن المواقع التي ذكرها البيان: المرج، المالكية، رجل الدير، رأس الناقورة البحري، خربة زرعيت والظهيرة.
وكشف الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية هاجمت مواقع لحزب الله، مشيرا الى ان الرد سيكون قائماً.
واعلنت كتائب القسام في لبنان قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها بـ12 صاروخاً.
ونعى حزب الله اربعة شهداء هم: هشام محمد اسماعيل من بلدة ميس الجبل وعلي ملحم ومحسن عياش من بلدة حاروف وعلي كاظم فتوني من بلدة الصوانة.
***************************
افتتاحية صحيفة الديار
العالمُ على «رِجلٍ واحدة» بانتظار نصرالله واسرائيل تخشى «السيناريو الكارثة»؟
حزب الله يصفُه بخطاب تحديد «المسار والمستقبل»… واشنطن: ننتظرُ ما سيقوله
المقاومة تباغتُ الاحتلالَ بـ 19 هجوما متزامنا وتُدخل «المُسيَّرات» الى المعركة
تقف اسرائيل ومعها الكثيرون على “رجل واحدة” ازاء الغموض الذي يكتنف مضمون كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وسط تشكيك في كل التقديرات الاستخباراتية حول مضمونها بعد ان أثبتت فشلها بعد هزيمة “طوفان الاقصى، وازاء كل التوقعات المتدحرجة التي تبدا من الاسوأ، اي اعلان الحرب، وصولا الى رسم قواعد الاشتباك الجديد، اوالاعلان عن خطوط حزب الله الحمراء في غزة والجنوب، الا ان لا شيء يمنع ايضا ان تبقى الكثير من النقاط على غموضها، كما يقول الاسرائيليون الذين تعتقد بعض قياداتهم ان القلق قد يستمر الى ما بعد الكلمة، لأن اطلالة اخرى متوقعة في الـ 11 من الجاري في “يوم شهيد حزب الله”، وقد يكون الوقت الفاصل مسرحا لاختبارات ميدانية مؤلمة. واذا كانت الترجيحات كلها تشير الى ان خطاب السيد نصرالله لن يتضمن إعلانا مباشرا بالحرب، وإنما الاعلان عن تكتيك واستراتيجية جديدة متدحرجة في المعركة الدائرة مع “إسرائيل”، الا ان ثمة اجماعا على ان لإطلالة اليوم أهمية لا توازيها أي إطلالة منذ حرب تموز 2006 لأن عنوانها يرتبط بتحديد موقع لبنان والمنطقة من المجزرة المستمرة في غزة والمفتوحة على كل الاحتمالات. واذا كانت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية قد رجحت أن يتجاوز عدد المشاهدين لخطاب السيد عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين، فقد اكد المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي انهم في انتظار ما سيقوله اليوم “وننصحه” بان عليه الا يوسع الصراع، فيما اختصر رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله السيد هاشم صفي الدين مضمون الكلمة بالقول انها ستحدد “المسار والمستقبل”. ميدانيا، وفيما تخشى واشنطن من قيام “اسرائيل” بخطوة متهورة للتصعيد في المنطقة بهدف حماية نتانياهو من السقوط، وقبل ساعات من الخطاب وجهت المقاومة “رسالة” ميدانية بالغة الدلالة ردا على توسيع قوات الاحتلال رقعة اعتداءاتها، فبعد ساعات على تجاوز الجيش الاسرائيلي قواعد الاشتباك القائمة منذ الثامن من تشرين الاول وتقصده استهداف المدنيين، شنت المقاومة 19 هجوما متزامنا على مواقع الاحتلال على طول الحدود مستخدمة للمرة الاولى طائرات مسيّرة مفخخة، وما حصل يعتبر بداية مرحلة جديدة من عملية الاشغال بالنار على الحدود، وبات واضحا ان حزب الله يتدرج عسكرياً في نوعية عملياته ونطاقها، وقد شهدت المواجهة بالامس إطلاق صواريخ باتجاه مدينة صفد في الجليل حيث دوت صافرات الإنذار، علماً أنها تبعد حوالى 20 كلم عن الحدود اللبنانية، فيما سقطت عدة صواريخ على كريات شمونة محدثة اضرارا كبيرة في عميلة تبنتها “كتائب القسام”. وفي دليل على حالة الهلع التي يعيشها الكيان، دعت قوات الاحتلال المستوطنين في المستوطنة للنزول الى الملاجىء للاشتباه في تسلل مسيرتين من الشمال!
اسئلة واجوبة حول الخطاب!
وسط التعتيم على المضمون الاستراتيجي لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من الثابت انها ستتضمن تأبيناً يليق بشهداء الحزب الذين يسقطون على طريق القدس، وشرح المعنى المهم لهذا الاستشهاد في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة، واهمية قواعد الاشتباك الجديدة على طول الحدود الجنوبية، وكذلك شرحا تفصيليا للمعاني العميقة لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس والتي أعادت للقضية الفلسطينية موقعها المتقدم وادخلت “اسرائيل” في اسئلة وجودية هي الاكثر جدية في تاريخها، كما ستتضمن بالطبع عرضا تفصيليا لاهمية انتصار المقاومة في غزة لان مصير المنطقة متوقف على نتائج هذه الحرب. ولن تخلو الكلمة من الرسائل للاميركيين بعد التدخلات العسكرية المباشرة في الحرب واستقدام حاملات الطائرات والبوارج الأميركية والأوروبية الى المنطقة. كما ستكون “الرسالة” الاكثر وضوحا وشدة تجاه “اسرائيل” اذا ارتكبت اي حماقة ضد لبنان، ولن يغيب عن بال السيد نصرالله التاكيد ان حزب الله في قلب المعركة وجاهز للحرب إذا فُرضت عليه. لكن تبقى الاسئلة الحائرة حول خطوة حزب الله المقبلة. ومتى؟ وكيف؟ ووفق اي قواعد” وخطوط حمراء”؟
سيناريو “ارمجدون”
وفي دلالة على حجم الاهتمام بالخطاب، رجحت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن يتجاوز عدد مشاهدي الخطاب عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين. وقالت انه مع الترقّب وبدء العد التنازلي، ثمة 3 سيناريوهات لما سيرد في خطاب السيد نصر الله، أبرزها السيناريو الثالث وهو ما أسمته “سيناريو أرمجدون”، وهو أن يُعلن في الدقائق الأولى من خطابه أن الصواريخ الآن في طريقها إلى تل أبيب وأن قوات الرضوان قد أصبحت في الجليل، ومع أن هذا السيناريو غير مرجح برايها، إلا أن المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة تحسب لهذا السيناريو ألف حساب منذ إعلان توقيت الخطاب. ولفتت الصحيفة الى ان التقديرات في “اسرائيل” ان إيران لن تتدخل بشكل مباشر في الحرب، وحزب الله لن يفعل إلا إذا فرضت عليه “إسرائيل” ذلك. الوضع الحالي في الدول العربية لا يشير إلى توسع الحرب. أما واشنطن فتظهر عدم الرغبة في ذلك. وفي الأيام القريبة المقبلة، ربما يزيد حزب الله من حدة ردوده ويحاول نقل خط إطلاق الصواريخ نحو الجنوب بالتدريج. وهذا يتعلق أيضاً بخطوات “إسرائيل”.
نصرالله يمزق اعصاب الغرب و”اسرائيل”
وفي “اسرائيل”، لا اجوبة على مضمون الكلمة، وانما قلق، صحيفة “يديعوت احرنوت” اشارت الى ان كل وكالات الاستخبارات – في شمال أميركا وأوروبا، وفي دول الشرق الأوسط وبالطبع في “إسرائيل”- تتابع نشر أسطول السفن الحربية الأميركية في المنطقة، وبالتوازي، تنتظر هذه الوكالات، خطاب الأمين العام لحزب الله. وتساءلت: هل سلاح البحرية الأميركي مستعد لـ “أم كل الهجمات”، وكابوس جبهات متداخلة في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وربما حتى في إيران، أم سيكتفي بإطلاق رسالة تحذير حادة؟ وقالت ان السيد نصر الله، عن قصد، يمزق أعصاب “إسرائيل” والغرب. والسؤال الكبير برايها هو: هل سيكتفي زعيم حزب الله بتهديدات حادة، مهما كانت قاسية وصريحة، أم يخفي بين ثنايا عباءته خطة “شيطانية” لمهاجمة “إسرائيل” من جهات غير متوقعة؟ وبرايها كل شيء ممكن، وكل شيء تفحصه أجهزة الاستخبارات على مدار الساعة، وهي أجهزة تعمل الآن بتعاون وثيق مع “إسرائيل”. لكن حتى الآن، كما ينبغي الاعتراف، فان حزب الله هو المنتصر، فبدون ان يحتاج الى عبور الحدود اللبنانية هرب سكان بلدات الشمال الإسرائيلي من بيوتهم ويبقون في الملاجئ، وهو دفع كتائب كبيرة من الجيش الإسرائيلي الى حالة التأهب. وخلصت “يديعوت” الى القول: حزب الله ليس حماس، وهذا ما يجب ألا ننساه ولو للحظة. هذه منظمة ليست كبيرة جداً ولكنها خطرة، مدعومة بشكل كبير بالمال وبالسلاح من إيران. شعارهم حماية لبنان من أعدائه، لكن تقديرات الاستخبارات تشير حتى الان الى أن إيران والحزب يستعدان، بالضبط مثل “إسرائيل” لمعركة طويلة في غزة – دون تدخلهما المباشر.
تشكيك بالاستخبارات الاسرائيلية
من جهته، قال يوسي يهوشع في الصحيفة نفسها ان ثمة تحدٍيا إضافيا تقف أمامه الاستخبارات الاسرائيلية، فحزب الله لم يوفر مقدمات قبيل خطاب السيد نصر الله، ومستوى التوقعات يتناسب مع ذلك. و “اسرائيل” تتعاطى مع الموضوع بجدية كبيرة لان عدم الجدية درس تعلمناه في حرب لبنان الثانية، عندما خطب نصر الله في زمن إصابة السفينة الحربية “حنيت”. ومع ذلك، يقدر جهاز الأمن في هذه اللحظة أن نصر الله لن يفتح حرباً شاملة بينما سيكون الجيش الإسرائيلي جاهزاً، لكن يجب الا ننسى اننا اكتوينا بالنار حين يتعلق هذا بالاستخبارات، فمن الموصى به والجدير الحذر حتى من “الماء الباردة”.
لعنة “العقد الثامن”
وفي سياق متصل بالمخاوف من اليوم التالي للحرب وتحت عنوان لعنة “العقد الثامن” أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مخاوفه منها، ولفت في مقال في صحيفة “يديعوت احرنوت” الى وجود مخاوف من قرب زوال “إسرائيل” قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بالتاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين، وقال باراك على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن!
عمليات نوعية للمقاومة
ميدانيا، شهدت الجبهة الجنوبية بعد ظهر امس، أعنف الهجمات من قبل حزب الله على مواقع الاحتلال الإسرائيلي في القطاعين الغربي والشرقي وحتى الأوسط ، وفي هجوم شمل 19 موقعا تساقطت أكثر من 25 قذيفة وصاروخاً دفعة واحدة على مواقع لجيش الاحتلال حيث اشتعلت النيران فيها، وللمرة الأولى يهاجم مقر قيادة كتيبة الاحتلال في ثكنة زبدين في مزارع شبعا بواسطة مسيرتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات أصابتا أهدافهما بدقة عالية، وفقاً لبيان الحزب، الذي استهدف أيضاً 3 مواقع للجيش الإسرائيلي، هي مسكاف عام وافيفيم وعرب العرامشة. كما استهدف موقع “المرج” العسكري الواقع في وادي هونين بين مستعمرتي مرغليوت ومسكاف عام، وأطلق صاروخين من محلة وادي خنسا. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن تسلل مسيّرات من لبنان في اتجاه الجليل. وأعلنت كتائب القسام في لبنان قصف مدينة كريات شمونة ومحيطها باستخدام 12 صاروخا.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها يديعوت أحرنوت، إن الرشقة الصاروخية تسببت بإصابات وأضرار مادية. وأظهرت مقاطع مصورة حريقا هائلا ودمارا وحالة هلع بين السكان إثر سقوط الصواريخ.
مواجهات واسقاط “مسيرة”
وقام جيش الاحتلال بسلسلة من الغارات الجوية للطيران الحربي استهدفت مناطق اللبونة في الناقورة وأطراف طيرحرفا وشيحين وعيترون، كما قصف مزرعة المجيدية بـ 10 قذائف وبإطلاق القذائف الفوسفورية على أطراف البلدات اللبنانية الحدودية، استهدف بلدات حلتا والماري ويارين ومركبا وإبل السقي وجنوب الخيام وتلة الحمامص ومنطقة السهل عند أطراف بلدة مارون الراس. وطلب حزب الله من أهالي البلدات الجنوبية عدم المرور على طريق كفركلا والعديسة ومركبا بسبب خطورة القصف. وتحدثت أنباء عن استهداف القوات الإسرائيلية خط الطوافات البحرية مقابل رأس الناقورة. وكانت الاعتداءات الإسرائيلية استهدفلت في ساعات الصباح محيط بلدة رميش بعدد من القذائف، ومنزلاً في أطراف بلدة عيتا الشعب وأطراف رامية لجهة بلدة بيت ليف. وأطلق الجيش الإسرائيلي صاروخين من مسيّرة على الحارة الشرقية لبلدة العديسة القريبة من مستوطنة مسكاف عام. كما شنت مسيّرات إسرائيلية غارات على إقليم التفاح متسببة بدوي انفجار كبير. في المقابل، أعلن حزب الله أن مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا منظومة التجسس في موقع العباد بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابة مباشرة”. واستهدف الحزب موقع المنارة الإسرائيلي بصاروخ موجّه. كما استهدف موقع العاصي العسكري مقابل بلدة ميس الجبل. ودارت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في محيط الضهيرة وموقع بركة ريشا الإسرائيلي. وتعرضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي ومنطقة بلاط وأطراف رامية لقصف مدفعي مصدره مواقع الاحتلال الحدودية.
كما سجل سقوط 3 قذائف اسرائيلية عيار 155 على بلدة الفرديس – قضاء حاصبيا، ولم تنفجر. وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا استهداف خلية كانت تهم بإطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان. وكان حزب الله أعلن أن عناصره أسقطوا بواسطة صاروخ أرض جو مسيّرة إسرائيلية في أجواء قريتي المالكية وهونين عند الحدود الجنوبية للبنان. تزامناً، عثر على جثتي الراعيين ربيع احمد العوض وامجد عبدالله المحمد اللذين قضيا بنيران قوات الاحتلال اثتاء رعي الماشية قبالة نهر الوزاني.
سلاح يقلب الموازين
وفيما ادعت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاميركية ان لدى واشنطن معلومات استخباراتية بان مجموعة “فاغنر” تدرس ارسال نظام الدفاع الجوي”اس ايه -22″، تحدث الجنرال احتياط الاسرائيلي عوزي روبين عن تهديد استراتيجي تمثله الطائرات دون طيار الايرانية الموجودة لدى حزب الله، وقال انه يتجاوز خطر الصواريخ الباليستية، وقال ان قدرات الطائرات الإيرانية غير المأهولة تزيد من خطر مستوى الإزعاج إلى المستوى الاستراتيجيّ، واشار الى أنّ الخوف الكبير يبقى في استخدام أسراب من مئات، إنْ لم يكن بالآلاف، من الطائرات بدون طيّار، التي باتت موجودة في اليمن والعراق وسورية ولدى حزب الله في لبنان.
تحذير فرنسي .. وخطة الطوارىء
في هذا الوقت، حذر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو خلال تفقده الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة من خطر التصعيد في الاقليم، وقال ان لبنان “بغنى عن حرب” مع “إسرائيل” .
واعتبر لوكورنو أنه في مواجهة التوترات الحالية، لا أحد لديه مصلحة في “توقف” مهمة اليونيفيل، معتبراً أن الأخيرة تمثّل “الحل”. في هذا الوقت، جال وزير الاقتصاد امين سلام في مرفأ بيروت، برفقة المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد حيدر، ونقيب أصحاب السوبرماركت ومستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي، واشار الى ان البلاد في حال طوارئ، لهذا أحببنا أن نعجّل في استيراد البضائع وعدم تخزينها في المرفأ لمدة طويلة وعدم التكديس، لأننا في دائرة الخطر، ومن مصلحتنا إدخالها وتوزيعها على جميع المناطق اللبنانية. بدوره اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي خلال جولة في صيدا والنبطية ان تفعيل خطة الطوارئ في جميع المحافظات أمر ضروري، وهدف هذا الموضوع ليس التخويف بل طمأنة الشعب. اضاف: لبنان بلد الإيمان والحكومة متضامنة مع الجنوب وهو جزء من أهلنا. وسط هذه الاجواء، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية دولية وعربية في السراي، تمحورت حول الاوضاع الراهنة في لبنان وغزة والجهود المبذولة لوقف اطلاق النار. واجتمع مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، وعلم في هذا السياق، انها كررت تحذيرها من دخول لبنان في الحرب مع “اسرائيل”.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
«قنبلتان نوويتان » على غزة .. والمقاومة ثابتة
في اليوم الـ27 من الحرب على قطاع غزة، تواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء متفرقة من القطاع، بعد أن ارتكب جيش الاحتلال مجزرة ثانية في مخيم جباليا، ليرتفع عدد الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 9152 شهيدا
ونفذ جيش الاحتلال غارة جديدة قرب مخيم البريج بقطاع غزة بعد قصف أدى إلى استشهاد 15 شخصا وفقدان آخرين.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يخوض معارك وصفها بالضارية في قطاع غزة، مشيرا إلى «تمكنه من قتل عشرات من المسلحين» في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية، وأن جنود الكتيبة 13 من لواء غولاني قتلوا فجر امس 20 مسلحا في قطاع غزة، وفق بيانه.
وأوضح الناطق العسكري الإسرائيلي أن العملية العسكرية في غزة تتقدم وفق المخطط، وأنهم يخوضون قتالا وجها لوجه هناك، لافتا إلى أنهم قصفوا 12 ألف هدف في قطاع غزة منذ بداية الحرب. وفي المقابل اعترف الجيش بمقتل 20 جنديا ليصل عدد جنوده القتلى الى 335.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت بانقلاب سيارة مستوطنين بعد تعرضها لإطلاق نار قرب بيت ليد المجاورة لـطولكرم في شمال الضفة الغربية.
واستهدف قصف إسرائيلي بعدد من الصواريخ ميناء الصيادين غرب خان يونس جنوبي القطاع. وسقط 5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف محيط مدرسة للأونروا بمخيم الشاطئ غرب غزة، واطلق جيش الاحتلال قنابل الفوسفور على تلك المدرسة. واستشهد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قلقيلية شمالي الضفة الغربية، إلى جانب إصابة اثنين بجروح خطيرة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن قواته تكبدت خسائر مؤلمة لكنه قال انها توغلت في غزة وحققت نجاحات مبهرة للغاية وتحرز تقدما ولا شيء سيوقفنا سنواصل هذه الحرب حتى تحقيق الانتصار. مضيفا للحرب تكلفة اقتصادية فادحة وسننتصر في الحرب الاقتصادية.كما اعترف وزير الدفاع يوآف غالانت بتلقي «ضربة قاسية» في غزة.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن جيش الاحتلال يخوض في غزة «حربا مع عدو قاس لها ثمن مؤلم وباهظ». وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة «إن بي سي» الأميركية إن الرئيس جو بايدن أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف قصف منطقة في غزة مؤقتا للسماح بنقل رهينتين أميركيتين.
وأعلنت كتائب القسام في لبنان مسؤوليتها عن قصف كريات شمونة، مشيرة إلى أنها استهدفت المستوطنة ومحيطها بـ12 صاروخا «ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا».يأتي ذلك فيما أعلنت القسام أنها قصفت مجددا تل أبيب ردا على «المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين». وقالت إنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة كانت تتحصن داخل مبنى في شمال بيت حانون
ودمرت مساء دبابة إسرائيلية في محور شمال غرب غزة وأجهزت على 3 جنود بالقرب منها كما استهدفت آلية وجرافة إسرائيليتين في محور جنوب غزة بقذيفتي «الياسين 105».
كما أكدت قصفها تجمعا للجنود الإسرائيليين شرق حي الزيتون بقذائف الهاون وقصفت بئر السبع برشقة صاروخية «ردا على المجازر في حق المدنيين»
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن عناصرها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة أبو أبسل شرق الفخاري في خان يونس.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :