البناء: المقاومة تضع الاحتلال أمام الخيارات الصعبة في الحرب البرية مع فداحة الخسائر
تصدّع الجبهة السياسية الداعمة للعدوان على غزة في ظل صحوة الرأي العام
تمهيد أميركي «إسرائيلي» للانتقال إلى خيار التفاوض والهدنة من بوابة رفح
على مسافة يوم ونصف من الإطلالة المنتظرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والتي تجمع التحليلات أنها سوف تمثل محطة مفصلية في مسار الأحداث التي بدأت منذ عملية طوفان الأقصى، عشية نهاية الأسبوع الرابع عشية يوم غد الجمعة، تتسارع التطورات العسكرية والسياسية، ويصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب يوم غدٍ، لتقدير موقف مشترك مع قيادة كيان الاحتلال، ما بعد كلمة السيد نصرالله، حيث ينتظر أن يكون للإطلالة دور هام في استثمار الوزن والمهابة والمصداقية، كصفات ترافق إطلالة السيد نصرالله لرفع معنويات البيئة المحيطة بالمقاومة، خصوصاً في فلسطين، وفق معادلات لا يستطيع رسمها سواه، ولا يملك مصداقية تحويل التهديد بها إلى معادلة قوة أي قائد آخر، بينما لهذه المهابة دورها في ميزان الردع في العلاقة بمؤسسات الكيان العسكرية والأمنية والرأي العام في التجمّع الصهيوني.
تسارع الأحداث عسكرياً تمثّل في تنشيط الاختراقات البرية لجيش الاحتلال، شمال غرب وشمال شرق ووسط قطاع غزة، لكن كما قالت مصادر عسكرية متابعة فإن التوغل البري قد تمّ وفق خريطة رسمتها المقاومة وأوحت بها لقيادة جيش الاحتلال، عبر الإيحاء بوجود خواصر رخوة، أغرت جيش الاحتلال بالتقدّم نحوها، وبعدما تمّ التوغل عبر الزج بوحدات قتالية نوعية من المشاة والقوات الخاصة والدبابات، كانت النتيجة هي الشعور بالغرق، حيث لا فرص للتقدم ولا للتراجع والبقاء في المكان يمثل انتحاراً، وبقي جيش الاحتلال عالقاً عند هذا الارتباك يتلقى الضربات من قوى المقاومة.
حاول جيش الاحتلال الالتفات نحو تعويض الخسارة العسكرية بكسب النقاط في معادلة الردع، عبر توسيع نطاق المجازر واستهداف المدنيين والمستشفيات، لكن ذلك تسبّب خروج أصوات في المنظمات الأممية تتهم الاحتلال بجرائم ضد الإنسانية، وتراجع حكومات غربية أمام ضغط شوارعها، عن التموضع إلى جانب الكيان في العدوان على غزة، فتصاعدت الدعوات لوقف إطلاق النار ووقف المذبحة المفتوحة بحق الفلسطينيين.
تقدير الموقف الأميركي الإسرائيلي لتفاقم العجز أمام التحولات، وفشل التهديدات بلجم مشاركة محور المقاومة، وقد كانت عمليات القصف بالصواريخ المجنّحة والطائرات المسيّرة لأهداف في جنوب فلسطين قرب إيلات، التي أرسلها أنصار الله، شكّلت الحضور الأبرز لقوى المقاومة، بينما واصل الحشد الشعبي استهداف القواعد الأميركية في العراق وسورية.
بقيت جبهة لبنان الجبهة الأشد اشتعالاً، وعمليات جديدة للمقاومة، وخسائر هامة تلحق بكيان الاحتلال، بينما العيون شاخصة على ما سوف تتضمّنه اطلالة السيد نصرالله، من مواقف ومعادلات.
وفيما تترقب الساحة الداخلية وعواصم القرار في العالم إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما ستحمله من مواقف ورسائل ستكون مفصلية وحاسمة سترسم وجهة ومعادلات الحرب وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ«البناء»، واصلت المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية تسجيل الإنجازات النوعية في المواجهة الميدانية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط ترجيح خبراء لـ«البناء» أن تتصاعد وتيرة التصعيد في الجبهات كافة من غزة الى الجولان السوري الى جنوب لبنان الى اليمن والعراق حيث سيكون المشهد أكثر اشتعالاً عصر الجمعة المقبل لكي يؤسس لإطلالة السيد نصرالله المليئة بالشرح ورسائل التهديد.
على الصعيد الميداني، استهدف حزب الله موقعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المالكية والبياض مقابل عيترون وبليدا. وأعلنت المقاومة الإسلامية، في بيانين منفصلين، أن مجاهديها هاجموا موقعين لقوات الاحتلال الصهيوني وتجمعًا لآليات وجنود الاحتلال على الحدود اللبنانية الفلسطينية، مؤكدة أن المجاهدين حققوا إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة. وأوضحت المقاومة الإسلامية في بيانها الأول أن مجاهديها استهدفوا موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات مباشرة.
كما استهدفوا مقر قيادة كتيبة زرعيت المستحدثة، وتجمع آلياته وقواته في خلة وردة، بالقذائف المدفعية والصواريخ المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة. وكذلك موقع حدب البستان.
في المقابل واصلت قوات جيش العدو الإسرائيلي اعتداءاتها على القرى الحدودية، فقصفت أطراف البلدتين بالقذائف الفوسفورية والانشطارية. وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال، أنّ «قوات الجيش الإسرائيلي ردّت بنيران المدفعية على مناطق لبنانية دون تحديدها، بعد إطلاق قذائف من لبنان على شتولا في الجليل الغربي. وزعم جيش الاحتلال بأن «قواتنا هاجمت خلية حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على الحدود اللبنانية». وأعلن الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جبال «راميم» في الجليل الأعلى ردّ عليه جيش الاحتلال بنيران المدفعية.
وشنّ طيران العدو ليل أمس غارة جوية استهدفت أطراف بلدة رامية.
وأفادت قناة المنار ليل أمس، بأن «وحدة من الجيش اللبناني تقوم برفقة قوات اليونيفيل الدولية بالبحث عن راعيين أطلقت عليهما قوات الاحتلال النار أثناء رعيهما الماشية في منطقة الوزاني».
وأكد الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أن «القوات المسلحة اللبنانية طلبت مساعدة اليونيفيل هذا المساء (أمس) لإجلاء شخصين أصيبا بالقرب من الخط الأزرق في منطقة الوزاني».
وأوضح تيننتي، أن «الجيش الإسرائيلي أوقف إطلاق النار لإتاحة المجال للقوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل بالبحث عن الشخصين»، مضيفاً «لسوء الحظ، لم يتمّ العثور عليهما، ونظراً للظلام ووجود ألغام أرضية في المنطقة، سوف يتمّ استئناف البحث في الصباح».
وأشار محللون وخبراء عسكريون واستراتيجيون لـ«البناء» الى أن «احتمال توسّع الحرب على الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الاسرائيلي لا يزال مستبعداً رغم تزايد نسبته كلما طالت حرب الإبادة والعدوان البري الإسرائيلي على غزة»، موضحين أن توسيع حزب الله عملياته العسكرية وإطلاق زر الصواريخ التدميرية على كيان الاحتلال سيعني انخراط محور المقاومة بأكمله بالحرب وسنكون حينها أمام حرب إقليمية الجميع فيها خاسر ولن تنتهي إلا برابح وخاسر نهائي أو بتسوية كبرى». وأوضح الخبراء أن «الخط الأحمر لإعلان محور المقاومة الحرب الشاملة على إسرائيل هو تدمير غزة بأسلحة كيميائية أو صواريخ تدميرية تسقط عشرات آلاف الضحايا أو الاقتراب من نقطة القضاء على حركة حماس».
ويتوقع الخبراء تعثّر جيش الاحتلال الإسرائيلي في الدخول الى غزة رغم تكراره المحاولة من خلال بناء اعتماد تكتيك الأرض المحروقة وبناء رؤوس جسور لتحقيق اختراق وسط قطاع غزة وتقسيمه إلى أقسام تتيح له البقاء فيها لوقت طويل وتحقيق إنجازات ميدانية تعيد له هيبته وقوة ردعه ويبرر أمام الرأي العام الإسرائيلي الدخول في مفاوضات تحت عنوان أن تحرير الأسرى هو الأولوية.
ويتوقع الخبراء أيضاً أن يتكسر الجيش الإسرائيلي أكثر على أعتاب غزة، مشيرين الى أن «حركة حماس كانت تتوقع ردة فعل إسرائيلية عسكرية كبيرة على ضربة 7 تشرين الأول ولذلك تحضرت وأعدّت لمواجهة شرسة وطويلة، وتحضر الكثير من المفاجآت، ولم تستخدم بعد 20 في المئة من قوتها وقدراتها».
ووجَّه عناصر «المقاومة الإسلامية في لبنان» رسالة إلى «مجاهدي المقاومة البواسل في قطاع غزة وعموم فلسطين المحتلة»، حيث أشاروا فيها الى أنه «من سواعدٍ ما عرفت الذّل والهوان، وقلوبٍ يملؤها اليقين بالله والاطمئنان لوعده إلى أرض الصّمود والعزّة، إلى أرض مسرى الرّسول والحبيب خير الأنام محمّد (ص) إلى قبلة الأحرار والمؤمنين، إلى أهل طوفان الأقصى في غزّة هاشم. هذا بعضُ عزمنا خلف حدودِ فلسطين لاح، ولنصرة الأقصى حملنا السلاح، والنصر موعدنا والصّبح قريب».
بدوره حيّا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية «كل جبهات المقاومة في لبنان والعراق واليمن وسورية على مواقفها المتقدّمة ونضالها المشروع».
على المستوى الداخلي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء أمس، أن «هناك سباقاً بين وقف إطلاق النار وتفلت الأمور»، معتبراً أن «وقف إطلاق النار لفترة خمسة أيام أمر ضروري تحت عنوان إنساني، وخلال هذه الفترة تكون الاتصالات الدولية ناشطة من اجل إتمام عملية تبادل الأسرى لإرساء هدنة دائمة من أجل الاتفاق على الخطوط المطلوبة لإحلال السلام في المنطقة».
وأشار إلى أن «لبنان موجود في كل الاتصالات الديبلوماسية التي تجري، وفي سياق هذه الاتصالات زرت دولة قطر للاطلاع على آخر الاتصالات وإمكان الوصول الى وقف إطلاق النار، وبعدها يمكن البدء بالمساعي الأخرى، كفانا حروباً في لبنان، فنحن مع خيار السلام. أما قرار الحرب اليوم فهو في يد «إسرائيل». إن العدوان الإسرائيلي على الجنوب وما ينتج عنه من شهداء وضحايا وتدمير منازل وحرق محاصيل ونزوح وأضرار اقتصادية ومالية تطال الوطن ككل، هي عناوين عريضة برسم المجتمع الدولي الساكت عن الحق». وقال: «هذه الحكومة تقوم بعملها دستوريًا وتحرص على إبقاء لبنان حاضرًا في المحافل الدولية ليقول كلمته ويدافع عن حقوقه ويرفع الصوت. وفي الفترة القليلة المقبلة سأستكمل جولتي العربية. الوقت للإنقاذ، والتضامن الوطني ضروري. الأخطار الكيانية تحوط بنا وبالمنطقة، وواجبنا ان نلتقي ونتحاور ونفكر معاً للوصول الى حل وطني جامع، تتضافر فيه الجهود الطيبة والنيات الخيِّرة للعمل معاً».
وأعلن وزير الإعلام زياد المكاري رداً على سؤال بعد الجلسة عن التمويل لخطة الطوارئ أنه «سيتمّ التنسيق مع وزارة المال في هذا الموضوع، وكل شيء سيظهر، وكل الأمور ستكون شفافة».
في المواقف، أكدت هيئة الرئاسة في «حركة أمل»، في بيان، «انحيازها الى الشعب الفلسطيني في مقاومته وفي صموده وتمسكه بأرضه الذي يعمده تلاحماً معها بأجساد أطفاله وشهدائه، يستدعي من الجميع وقفة جادة ومسؤولة في دعم القضية الفلسطينيه باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، فالدفاع عنها دفاع عن شرف الأمة وعن أمنها القومي».
وشدّدت على «حق لبنان المشروع في الدفاع عن أرضه وعن سيادته بكل الوسائل المتاحة في مواجهة العدوان»، داعيةً «الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية وقوة اليونيفيل الى اتخاذ الإجراءات الملائمة ديبلوماسياً وميدانياً لكبح جماح العدوانية الاسرائيلية، كما تدعو الحكومة إلى تأمين كل مستلزمات الصمود لأبناء القرى في أماكن إقامتهم وفي مراكز الإيواء».
بدورها، شددت الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر» في اجتماعها الدوري برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل فناقشت التطورات، على «ضرورة القيام بكل ما يلزم لتحييد لبنان عن الحرب»، داعية اللبنانيين جميعاً إلى «الالتزام بحق لبنان بالدفاع عن نفسه في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي والى الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات في ضوء المسار الإسرائيلي بتصعيد أعمال العنف وعدم الخوف والهلع، لكون «اسرائيل» لا يمكنها ان تكون منتصرة من جراء أي حرب تشنها على لبنان، بل ستكون خسارتها أضعاف خسارة لبنان».
ولفتت إلى أنّ «حماية لبنان تتطلب أيضاً وضعاً داخلياً متماسكاً وتبدأ بأن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته ويسرع في انتخاب رئيس للجمهورية، كأساس لإعادة تكوين السلطة وانتظام عملها، فتتشكل حكومة إصلاحية إنقاذية، تسد الفراغات والشغور في الدولة وتطلق عملية الإصلاح وتنعش الاقتصاد وتعيد الحياة الى المؤسسات. ويجدر هنا التأكيد على مبدأ التيار رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته. وهذا مبدأ يتبعه التيار منذ انخراطه في الحياة السياسية، وقد مارسه حتى ضد نفسه مرتين عندما رفض نوابه التمديد لمجلس النواب، كما رفض التيار التمديد لعدد من الحالات في الإدارة والأجهزة الأمنية».
وفيما أكدت مصادر سياسية لـ«البناء» وجود ضغوط أميركية على مسؤولين لبنانيين للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لضرورات أمنية وسياسية، أكدت أوساط مطلعة لـ«البناء» أن «القوات اللبنانية لا تريد التمديد لقائد الجيش ولو أنها ظهرت غير ذلك، والدليل أنها قدمت اقتراح قانون للمجلس النيابي لرفع سن التقاعد فقط لرتبة عماد، وبالتالي حصرت التمديد فقط بقائد الجيش الحالي، ما يحرم الضباط برتب لواء وعميد والرتب الأخرى من هذه الفرصة، والقوات تعرف أن ذلك سيلقى رفضاً من القوى الأخرى لا سيما من رئيس الحكومة والطائفة السنية التي ستطالب بالتمديد للواء عماد عثمان في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي فيما سيطالب الثنائي الشيعي بالتعيين في المديرية العامة للأمن العام ويطالب الحزب الاشتراكي والقوى الدرزية بتعيين رئيس للأركان وحينها سيطالب التيار الوطني الحر بالتمديد أيضاً للواء طوني صليبا في أمن الدولة، وبالتالي هذا سيجرّ الى صفقة شاملة في التعيينات الأساسية غير ناضجة وليس الوقت مناسباً لإنجازها».
وأشارت مصادر إعلامية أن «كلام رئيس حزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط عن تبلُّغِه من مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا رفض الحزب التمديد لقائد الجيش هو غير دقيق». وكشفت المصادر، أن «كل التحليلات عن رفض حزب الله التمديد لقائد الجيش هي في خانة الاجتهادات وحين يقرر الحزب خياره سيعلنه على المَلأ»، مؤكدةً أن «الحزب لم يتخذ القرار بعد لناحية ملء الشغور في القيادة العسكرية ولم يبن موقفاً».
******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
التمديد لقائد الجيش: البحث عن حلّ خارج الحكومة والبرلمان
التطورات في المنطقة والترقّب الذي يطغى على الحياة السياسية في انتظار خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، غداً، لم يحجبا السجال حول الفراغ الذي يتهدد قيادة الجيش، مع اقتراب انتهاء ولاية العماد جوزف عون في العاشر من كانون الثاني المقبل، في غياب الاتفاق على تعيين رئيس للأركان يخلف عون مؤقتاً الى حين تعيين قائد جديد.
وتتواصل الاتصالات للبحث عن إطار قانوني لتفادي الشغور في اليرزة من خارج مجلسَي الوزراء والنواب. فلا التمديد لقائد الجيش ممكن بقرار يصدر عن وزير الدفاع، بناءً على اقتراح القائد نفسه تأجيل تسريحه، لتمنّع الوزير موريس سليم ربطاً بموقف مرجعيته السياسية (التيار الوطني الحر). ولا صدور مرسوم عن مجلس الوزراء، كون قائد الجيش معيّناً بمرسوم سنداً إلى المادة 19، يبدو ممكناً، للسبب نفسه، إذ إن ذلك يحتاج الى اقتراح من وزير الدفاع. ولا تشريع التمديد في مجلس النواب بناءً على اقتراح قانون يتقدم به عدد من النواب (كما فعلت كتلة «الجمهورية القوية») يبدو ممكناً أيضاً لسببين: الأول، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد لا يدعو إلى جلسة تشريعية كما لمّح أول من أمس بالقول إنه لا يشرّع «على الطلب»، أو لعدم توافر النصاب بسبب الانقسام السياسي.
مع ذلك، تواصلت الاتصالات الخارجية للتمديد لعون، وكان جواب عدد من السفراء (تحديداً السفيرة الأميركية دوروثي شيا) عدم القدرة على تمرير الأمر عبر مجلس النواب أو مجلس الوزراء، والتوصية بالبحث عن «إطار قانوني آخر»!
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة إن الملف برمّته يقف أمام احتمالين:
الأول، أن تتقاطع مصالح القوى السياسية الوازنة على عدم التمديد، فلا يحصل. وهو أمر وارد جداً بسبب رفض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وتأنّي ثنائي حزب الله - حركة أمل في إعطاء موقف حاسم، وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة التي تدفع الحزب الى التفكير برويّة في شأن التمديد، ما دامت هناك نصوص قانونية لتسيير شؤون الجيش في غياب القائد، ولا سيما في حال تعيين رئيس أركان. وقالت مصادر مطلعة إن هذا الخيار يتقدم على غيره، وقد يضطر باسيل إلى القبول به لإبعاد كأس التمديد لعون.
الثاني، الذهاب الى خيار التمديد بمعزل عن أيّ معارضة، على قاعدة أن الظروف الحالية تقتضي بقاء الوضع على ما هو عليه الى حين وضوح الصورة، وتبيان المسار الذي ستسلكه الحرب في المنطقة، وقد يحصل ذلك في حال توافر مخرج قانوني ثالث، وخصوصاً أن فكرة تولّي الضابط الأعلى رتبة (اللواء المتفرّغ في المجلس العسكري بيار صعب)، كما يطلب باسيل، تُواجَه بتحفظات عدد من القوى السياسية من بينها النائب السابق وليد جنبلاط والثنائي الذي يميل الى تعيين رئيس للأركان.
من جهة أخرى، نشطت عشية خطاب نصر الله الحركة الديبلوماسية في بيروت مع وصول مسؤولين غربيين للتحذير من «مخاطر تمدُّد الحرب إلى لبنان»، من بينهم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ووزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو. وعلمت «الأخبار» أن المبعوثة الألمانية الخاصة للشؤون الإنسانية ديك بوتزل المعنيّة بعمل المنظمات الدولية في لبنان، ستصل غداً للاطّلاع على خطط الطوارئ التي وضعت للتعامل مع التطورات في حال توسّع الحرب لجهة العمل أو الإخلاء.
واستكمالاً للنقاشات الدائرة حول خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة احتمال نشوب عدوان إسرائيلي موسّع على لبنان، ناقش مجلس الوزراء أمس الشقّ التمويلي، وسط إمكاناتٍ محدودة جداً للدولة تجعل من الخطة حبراً على ورق.
وفيما بقي حديث وزير المالية يوسف الخليل في الجلسة عمومياً عن خطة مالية للوزارة، اقترح عدد من الوزراء «عدم استباق الأمور وانتظار اتّضاح المشهد، وما إذا كانت المؤشرات توحي بتوسّع رقعة الحرب في لبنان». وتفيد المعلومات بأنه جرى الاتفاق على طلب فتح اعتمادٍ بقيمة 180 مليار ليرة، أو ما يوازي مليونَي دولار، يخصّص للاستجابة للأمور المستعجلة التي قد تطرأ على صعيد الوزارات الأساسية إلى حين اتضاح اتجاه الأوضاع مطلع الأسبوع المقبل. وهو اعتماد وصفه معنيّون بـ«المتواضع جداً مقارنةً مع ما ستحتاج إليه الدولة إذا ما توسّعت الحرب على شكل سيناريو تموز 2006».
في السياق، أكّدت المصادر أنّه «في حال اندلاع حربٍ كبيرة، فالدولة ستعجز عن التدخّل على الصُّعد الإنسانية والخدماتية والطبية والاجتماعية، واعتمادها سيكون على التمويل الخارجي عبر هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، على غرار ما حصل بعد انفجار الرابع من آب»، ولا سيّما أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ممتنع عن تمويل الدولة ولم يبدِ استعداده لتمويل الخطة، رغم أن بعض الوزراء يراهنون على أن «وقوع الحرب سيضع المركزي أمام الأمر الواقع، ولا مفرّ من تمويله للوزارات في حال عدم تأمين التمويل الخارجي».
ومن المُقرر أنّ يُعقد غداً في السراي الحكومي اجتماع بين ممثّلي الوزارات الشريكة في خطة الطوارئ وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية لعرض موازناتها المتوقّعة للاستجابة، من دون أن تكون استجابة المانحين مضمونة. بمعنى أن الهيئات والمنظمات ستعرض قيمة المبالغ المفترض توفرها لتغطية عمليات الإغاثة، ومن ثم تعرضها على المانحين طالبةً التمويل، لكن من غير المضمون أن تحصل عليها كاملة.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
“إحباط” التمديد لقائد الجيش يقلب الأولويات!
دخل الفراغ الرئاسي في #لبنان امس سنته الثانية وسط مشهد سياسي هو الأشد تخبطا منذ بدء الازمة الرئاسية، ومشهد امني شديد التوجس حيال “حالة الحرب” التي تعيشها الجبهة الجنوبية منذ الثامن من تشرين الأول المنصرم، ومشهد اقتصادي واجتماعي يراوح بشدة بين الخشية من تفلت الضوابط المالية التي سادت في الأشهر الأخيرة والشلل الزاحف باطراد على سائر القطاعات الإنتاجية والسياحية في ظل تعاظم التحذيرات من انزلاق لبنان الى حرب جديدة مع إسرائيل.
واذا كان استقراء مسار التطورات المرتبطة بالواقع الميداني على الجبهة الحدودية بين لبنان وإسرائيل يرتبط الى حد بعيد بالكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن نصرالله في الثالثة من بعد ظهر غد الجمعة، فان اكثر ما استرعى المراقبين الحملة الإعلامية الدعائية التي انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر فيها نصرالله باوضاع مختلفة خاطفة وهو يراجع الرسالة التي اعدها للالقاء غدا. اذ ان هذه الخطوة “النادرة” عكست اتجاها واضحا لدى “حزب الله” لتعميم الانطباعات في الداخل والخارج ورسائل في كل الاتجاهات، بان الرسالة ستكون حدثا مدويا بذاته في تقرير وتحديد ورسم المسار المقبل للمواجهة الجارية بين “حزب الله” وبعض الفصائل الحليفة له وإسرائيل عند الحدود الجنوبية.
وفي سياق متصل بالواقع الناشئ في الجنوب اتخذت الجولة التفقدية التي قام بها #السفير البابوي في لبنان المونسنيور بابلو بورجيا على القرى الحدودية في بنت جبيل ودبل، ورميش، و عين إبل دلالات بارزة اذ تفقد الاهالي هناك واطلع على أوضاعهم وحاجاتهم ورافقه في الجولة رئيس “المؤسسة المارونية للانتشار” رئيس جمعية “سوليدارتي” شارل الحاج. كما تفقد الوفد المستشفى الميداني في رميش وقدم مساعدات غذائية للاهالي الصامدين في البلدة.
ولعله من باب الغرابة المطلقة وسط هذه الأجواء، وبالتزامن مع مرور سنة على الفراغ الرئاسي، ان الاحتمالات الخطرة التي تحدق بالبلد لم تأخذ “الجهد” الموازي نفسه لمعركة سياسية ناشئة شقت طريقها بسرعة في الساعات الأخيرة من خلال “تنسيق” عاجل بين مكونات الحكومة وعلى رأسها الفريق الذي يقاطع جلسات مجلس الوزراء أي “التيار الوطني الحر” لاسقاط محاولة كتلة “#القوات اللبنانية” التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. ويبدو وفق المعطيات الماثلة ان “توافقا” نادرا وسريعا سيكتمل لمنع هذا التمديد على قاعدة “مسايرة” “التيار الوطني الحر” في مقابل موافقة الأخير على تعيين رئيس للاركان في الجيش. وبذلك، وفي حال مضت الأمور في اتجاه اسقاط التمديد لقائد الجيش سيكون ذلك بمثابة “إزاحة” للمرشح الرئاسي “الثالث” الأكثر حظا من طريق منافسيه الأساسيين، وتاليا تحقيق مكسب أساسي لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل طبعا اذا سقط التمديد لعون بالضربة القاضية بالتوافق بين باسيل والثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي و”تيار المردة” وبقية مكونات الحكومة .
مقارنة…
في أي حال اثار كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في مجلس الوزراء امس عن مقارنة “إيجابية ” بين ما كانت عليه الأوضاع قبل سنة وما هي عليه اليوم، استغرابا لدى أوساط معارضة رأت في هذا التقويم “ما يقلل من خطورة الفراغ الرئاسي ويمنح حكومة تصريف الاعمال شهادة حسن سلوك لا تستحقها فيما الواقع، في نظر هذه الأوساط، ان ما ينطبق على نهاية العهد العوني قبل سنة لم يختلف في شيء عما ساد بعده طوال سنة الفراغ تحت سيطرة حكم الفريق الممانع”. وكان الرئيس ميقاتي اعتبر في جلسة مجلس الوزراء امس “ان مقارنة الوضع بين اليوم والتاريخ ذاته من العام الفائت، عند حصول الشغور الرئاسي، يوجب علينا ان نقول بأنه افضل بكثير مما كان عليه رغم كل المهاترات والحملات التي تشن. وهذا الجهد مرده الى عمل جميع الوزراء في وزاراتهم للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها. وحتى على الصعيد الاقتصادي فالقاصي والداني يشهد على الجهد الكبير المبذول”. اما في موضوع الحرب فرأى “ان هناك سباقا بين وقف اطلاق النار وتفلت الأمور” معتبرا ان “وقف اطلاق النار (في غزة) لفترة خمسة ايام امر ضروري تحت عنوان انساني، وخلال هذه الفترة تكون الاتصالات الدولية ناشطة من اجل اتمام عملية تبادل الاسرى لارساء هدنة دائمة من أجل الاتفاق على الخطوط المطلوبة لاحلال السلام في المنطقة”. واكد ان” لبنان موجود في كل الاتصالات الديبلوماسية التي تجري، وفي سياق هذه الاتصالات زرت دولة قطر للاطلاع على آخر الاتصالات وامكان الوصول الى وقف اطلاق النار، وبعدها يمكن البدء بالمساعي الأخرى”.
وقال: “كفانا حروبا في لبنان، فنحن مع خيار السلام. أما قرار الحرب اليوم فهو في يد إسرائيل.. هذه الحكومة تقوم بعملها دستوريًا وتحرص على ابقاء لبنان حاضرًا في المحافل الدولية ليقول كلمته ويدافع عن حقوقه ويرفع الصوت. وفي الفترة القليلة المقبلة ساستكمل جولتي العربية.الوقت للانقاذ، والتضامن الوطني ضروري. الاخطار الكيانية تحوط بنا وبالمنطقة، وواجبنا ان نلتقي ونتحاور ونفكر معاً للوصول الى حل وطني”.
ملف التمديد
اما في موضوع قيادة الجيش فشددت الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر” إثر إجتماعها برئاسة باسيل على “مبدأ التيار رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته”. وقالت في رد على طرح “القوات اللبنانية ” ان “هذا مبدأ يتبعه التيار منذ انخراطه في الحياة السياسية. امّا من يخرج عن مبادئه كتقديم اقتراح قانون للتمديد لشخص، بحجّة الخوف على الفراغ في وقت تتوفر فيه وسائل اخرى قانونية لمنع هذا الفراغ، ويكسر مبدأ رفضه لتشريع الضرورة، لا لسبب الاّ للنكايات السياسية والمصالح الخاصة، فهذا شأنه ويبقى على الرأي العام ان يحكم على تقلباته وادائه”.
غير ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، نفى ان تكون “القوات” قد تخلت عن موقفها المبدئي برفض التشريع في ظل الشغور الرئاسي من خلال اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل سن التسريح من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش الذي قدمه تكتل الجمهورية القوية، مشددا على “ان موقفنا مبدئي بان المجلس النيابي هو راهنا هيئة ناخبة تجتمع فقط من اجل انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي لا يجوز التشريع قبل انجاز الانتخابات الرئاسية”. وقال:” لكن الجلسة التي ندعو اليها ليست جلسة تشريعية بالمعنى التقليدي او العادي، بل لها علاقة بالامن القومي ومصير البلد والناس ككل، لافتا الى ان الشرق الاوسط على صفيح ساخن، ولبنان من اكثر النقاط المعرضة للمخاطر، وبالتالي في مرحلة على هذا المستوى من الخطورة هل يجوز ان نلعب في وضعية الجيش وهو من المؤسسات القليلة جدا التي ما زالت واقفة على رجليها وتقوم بمهامها”.
الوضع جنوباً
على الصعيد الميداني توترت الاوضاع على الحدود الجنوبية بعد ظهرامس واستهدف “حزب الله” موقعين للجيش الإسرائيلي في المالكية والبياض مقابل عيترون وبليدا فرد الجيش الاسرائيلي بقصف أطراف البلدتين بالقذائف الفوسفورية والانشطارية. واعلن الاعلام الإسرائيلي إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جبال “راميم” في الجليل الأعلى رد عليه الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية. وتوسّع القصف المدفعي الإسرائيلي إلى خراج بيت ليف وقصف على أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب. كما انفجر عدد من الألغام في منطقة بئر شعيب في أطراف بلدة بليدا بسبب إندلاع النيران في المنطقة جراء قصفها بقذائف ضوئية من الجيش الاسرائيلي. واعلن “حزب الله”استهداف بياض بليدا كما مقر قيادة كتيبة زرعيت المستحدثة وتجمع آلياته وقواته في خلة وردة
*********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصرالله يعلن غداً “الإستعداد للحرب” وتجاذب بين إيران وإسرائيل
تحذير غربي من تحويل لبنان ملاذاً لـ”حماس” و”الجهاد” بعد غزة
في انتظار إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله غداً، وما ستحمله من مواقف في شأن جبهة الجنوب، برزت معطيات غربية حول مآل حرب غزة وانعكاس نتائجها على لبنان. وأهمية هذه المعطيات أنّ هناك ظروفاً مشابهة بين ما يجري في القطاع الفلسطيني حالياً، وبين ما حصل في الأردن في ايلول عام 1970. فقبل 53 عاماً، انتهت المواجهات الدامية في «أيلول الأسود»، كما وصف آنذاك، بين الدولة الأردنية والفصائل الفلسطينية، الى انتقال الفصائل الى لبنان بعد انتهاء المعارك. فشكّل هذا الانتقال حدثاً تاريخياً خطراً للبنان الذي عانى عقوداً سوداء من الاقتتال والتدمير والتهجير، نتيجة تحمّله منفرداً أوزار القضية الفلسطينية. فهل يمر لبنان في تجربة مماثلة بعد حرب غزة؟
في الجواب عن هذا السؤال، كشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن «رسائل ومراجعات مباشرة تلقتها الجهات الرسمية السياسية والأمنية، من سفراء وأمنيين غربيين، تتصل بالانفلاش الحاصل للفصائل الفلسطينية الإسلامية، وعلى رأسها حركة «حماس» في لبنان، التي تتصرف ميدانياً وسياسياً وإعلامياً وكأنها هي الدولة، ومخاطر ذلك على الدولة اللبنانية التي قد تتعرض لاجراءات تزيد حدّة التضييق على مؤسساتها واقتصادها».
ولفت المصدر الى «أنّ الغربيين يسألون: لماذا لا يتصرف لبنان، كباقي الدول العربية، حيث هناك ضوابط صارمة لتحرك أي جهة خارجية؟ وبينما يشكو لبنان من ضغط النازحين السوريين وعبئهم، نراه يشرّع أبوابه للفصائل الفلسطينية لتتصرف على هواها بلا حسيب ولا رقيب، وهذا الأمر ممنوع على هذه الفصائل فعله في أية دولة من دول العالم».
وقال المصدر «إنّ الأخطر في الرسائل والمراجعات، التحذير الصريح من أنّ لبنان الذي يبيح ساحته للعمل الفلسطيني الإسلامي المسلح والسياسي والإعلامي، سيكون الوجهة الطبيعية لقادة هذه الفصائل («حماس» و»الجهاد») و»كوادرها»، في حال التوصل الى تسوية للحرب في غزة، إذ يجري الحديث عن امكانية ترحيل أعداد بالمئات سيكون ملاذهم المخيمات الفلسطينية في لبنان، ما يعني زيادة التوتر في هذه المخيمات التي شهد أكبرها، أي مخيم عين الحلوة، معارك ضارية للسيطرة عليه من قبل الإسلاميين المدعومين من «حماس»، في مواجهة حركة «فتح» ذات النفوذ التاريخي فيه».
وأضاف المصدر «أنّ على السلطات اللبنانية التنبه لما ينتظر لبنان من اجراءات بعد انتهاء حرب غزة، خصوصاً أنه تم رصد انتقال «كوادر» أساسية من «حماس» الى لبنان، وبدأوا يخرجون على شاشات التلفزة، ويطلقون مواقف خارج الإطار السياسي الرسمي للدولة اللبنانية، وبما لا طاقة للبنان على تحمّله».
ومن ملف «حماس» و»الجهاد» الى ملف «حزب الله»، إذ علمت «نداء الوطن» أنّ الخطوط العريضة لكلمة نصرالله غداً، ستتناول بداية «تأبين شهداء الحزب الذين سقطوا الشهر الماضي، وبلغوا حتى أمس 50 شهيداً». ثم يتحدث عن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» في السابع من الشهر الماضي، فيعتبر أنها «نقطة تحوّل في تاريخ اسرائيل»، ويصفها بـ»الإنتصار الكبير الذي ردّ الإعتبار للقضية الفلسطينية وأعادها الى الواجهة». وبعد «التنديد القوي بوحشية إسرائيل في استهداف المدنيين وارتكاب المجازر والإبادة الجماعية في غزة»، سيحذّر نصرالله من «الأبعاد الاستراتيجية للحرب التي تتجاوز مسألة تدمير «حماس»، الى تدمير غزة وتهجير أهلها الى مصر وإقامة واقع جيوسياسي جديد». وإذ يدين «التدخلات العسكرية الأميركية والأوروبية، واستقدام البوارج والأساطيل»، سيؤكد على «أنّ «حزب الله» هو جزء من الحرب، وفي صلبها وداخلها، وهو من يحدّد كيف يتعاطى فيها ويحدد خطواته». وسيعلن أنّ «الحزب لا يريد الحرب للحرب ولا يسعى إليها، وإنما هو جاهز لها إذا فُرضت عليه». ويحذّر إسرائيل من «عواقب ومغبة أي حماقة ترتكبها وأي تجاوز للخطوط الحمر، بأنها سترى ما لم ترَه في حياتها، وما ينسيها يوم 7 تشرين الأول». ويخلص الى القول: «لا إعلان للحرب، وإنما استعداد لها، علماً أنّ «حماس» ستخرج منتصرة، وأنّ العد العكسي لزوال إسرائيل بدأ، وقد أثبتت فعلاً أنها أوهن من بيت العنكبوت».
في موازاة ذلك، قال وزير خارجية إيران حسين أميرعبداللهيان من أنقرة أنّ اسرائيل «تكلمت مراراً عن تدمير «حزب الله» في لبنان، لكن نتيجة ذلك أنّ الحزب أصبح الآن أحد أقوى تيارات المقاومة… وأنّ مجرّد سماع اسم «حزب الله» يرعب مسؤولي الكيان الصهيوني الزائف، وأنا أوصيهم بعدم التوجه لاختبار الطريق الذي اختبروه من قبل».
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، «إنّ «حزب الله» لا يريد تحويل بيروت إلى غزة، وهو مرتدع الآن» .
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
القصف المتبادل يتسع في جنوب لبنان
عودة جزئية للمضطرين إلى بلداتهم الحدودية
قصفت القوات الإسرائيلية بعد ظهر الأربعاء أطراف بلدات بليدا وعيترون وعيتا الشعب وراميا وميس الجبل في جنوب لبنان بالقذائف الفوسفورية والانشطارية. واستهدف القصف الإسرائيلي بالقذائف المدفعية آلية «بوكلن» في أطراف بلدة عيترون ما أدى إلى احتراقها. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى اندلاع حريق كبير في منطقة بئر شعيب وتلة شعيب والمنطقة المتاخمة للحدود شرقي بلدة بليدا الجنوبية الحدودية.
وتم رصد تحليق مكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية على امتداد الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل.
وفي البلدات اللبنانية البعيدة نسبياً عن الحدود تمكنت بعض المدارس من إعادة فتح أبوابها، بالتزامن مع ترقب واسع في لبنان لخطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله يوم الجمعة.
وقالت مصادر في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» إن بعض المدارس في البلدات غير الواقعة مباشرة على الشريط الحدودي، أعادت فتح أبوابها أمام من تبقى من التلامذة أو من عاد منهم إلى البلدات الجنوبية، لافتة إلى أن عدد الطلاب يقل عن 20 في المائة من العدد الإجمالي للمسجلين في المدارس التي أعادت فتح أبوابها.
وفي الحقول، انتشر المزارعون الذين توجهوا لجمع محاصيلهم من أشجار الزيتون، حسب ما قالت المصادر، لافتة إلى أن هؤلاء عادوا إلى القرى التي لا تقع مباشرة على الحدود، فيما لم يتوجه إلى تلك البلدات أي شخص ممن اعتادوا على زيارة بلداتهم في عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت المصادر الميدانية إن هناك «عودة جزئية للمضطرين»، في إشارة إلى جمع المحاصيل أو متابعة الأعمال في المشاغل المهنية في البلدات، مثل ورش تصليح السيارات، أو محطات البنزين وغيرها، وهو أمر «لم يكن موجوداً في الأسبوعين الماضيين».
وساهمت طبيعة المعركة منذ مطلع الأسبوع، في بلورة هذا الواقع الجديد، إثر تراجع وتيرة القصف، من غير أن يتراجع تحليق الطائرات المسيرة التابعة للجيش الإسرائيلي في أجواء الجنوب. وبعد هدوء صباح وظهر الأربعاء، تجدد القصف الإسرائيلي بعد الظهر وطاول أطراف بلدات بليدا وعيترون وعيتا الشعب وراميا وميس الجبل، في جنوب لبنان.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته هاجمت خلية حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على الحدود اللبنانية. وأعلن الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جبال «راميم» في الجليل الأعلى رد عليه الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية. ولاحقاً، توسّع القصف المدفعي الإسرائيلي إلى خراج بيت ليف وقصف على أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب.
وتسببت الحرائق التي اندلعت في أطراف بلدة بليدا بانفجار عدد من الألغام، إذ اندلعت النيران في المنطقة جراء قصفها بقذائف ضوئية من قبل الجيش الإسرائيلي وتسببت بحريق كبير.
وشكلت الحرائق المشتعلة منذ أيام في الأحراش المتاخمة للخط الأزرق خطورة لفرق الإطفاء بسبب القنابل العنقودية. وعرض وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أمام الحكومة اللبنانية خريطة مواقع الغطاء الحرجي والنباتي والأشجار المثمرة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لافتاً إلى أن الحرائق تجاوزت مساحتها الـ550 ألف متر مربع، وتخطت 40 ألف شجرة زيتون معمر، «خلال 130 حريقاً افتعله الجيش الإسرائيلي».
إلى ذلك، نصحت وزارة الخارجية الأردنية المواطنين، الأربعاء، بتجنب السفر إلى لبنان إلا للضرورة القصوى؛ «نظراً للظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة بشكل عام».
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
طهران وتركيا تحذّران من توسّع رقعة الحرب.. وإسرائيل تواصل تهديداتها للبنان
تواصَلت الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة وما توقعه من مجازر يومية يسقط فيها المئات من الفلسطينيين شهداء وجرحى، بالتزامن مع مواجهات لا تتوقف على الجبهة الجنوبية اللبنانية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي استمرت في القصف والغارات الجوية على البلدات الحدودية على وقع اطلاق تهديدات وتوعّد بحرب تدميرية ضد لبنان، فيما ردّت المقاومة بمهاجمة المواقع والتجمعات العسكرية الاسرائيلية الحدودية بالاسلحة الصاروخية والمدفعية. وكل ذلك يحصل وسط دعوات داخلية وخارجية الى عدم توسيع رقعة الحرب.
قبل يومين على اطلالة الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر غد، والتي ينتظرها لبنان والعالم، لتلمّس او استشفاف ما يمكن ان يكون عليه مستقبل المنطقة في ضوء العدوان الاسرائيلي على غزة وكيف سيكون تصرف محور المقاومة ازاء هذا العدوان، وكيف سيكون عليه مصير لبنان، برز موقف اميركي امس يأتي ايضا قبل يومين على زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن لاسرائيل غداً لينطلق منها بجولة على المنطقة، وفيه ان الولايات المتحدة الاميركية أرسلت رسالة إلى «حزب الله» والأطراف الفاعلة مفادها أنه لا ينبغي لهم الدخول في النزاع، حسبما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.
وفي السياق قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: «إذا هاجم «حزب الله» إسرائيل من الشمال فسيكون ذلك تصعيدا سيدفع إسرائيل إلى الحرب على جبهتين ويجب محاسبة إيران على ما تقوم به».
ايران وتركيا في هذه الاثناء دعت تركيا وإيران امس إلى عقد مؤتمر إقليمي بهدف تجنّب توسع الحرب المندلعة بين اسرائيل وحماس.
والتقى وزير خارجية تركيا حقان فيدان نظيره الايراني حسين أمير عبد اللهيان امس أنقرة، غداة اجتماع الاخير بقيادات من «حماس» في الدوحة.
وقال فيدان: «إن تركيا تضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأنه «ليس صعبا التنبؤ بأنّ دوامة العنف هذه سوف تكبر» من دون حل دائم للحرب. وأضاف: «لا نريد أن تتحول المأساة الإنسانية في غزة إلى حرب تطال دول المنطقة». وقال: «نحن قلقون لاتساع النزاع الجغرافي. لقد ناقشنا هذا أيضا مع شقيقنا الإيراني الذي ذكر ان هناك مؤشرات قوية تفيد باحتمال تدخل عناصر مسلحة أخرى في المنطقة في النزاع إذا لم تتغير الظروف». وأكد أن «وقف إطلاق النار والسلام أصبحا أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».
وقال عبد اللهيان الذي التقى لاحقاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عقد مؤتمر سلام يضم الدول «الإسلامية والعربية» يجب أن يتم «في أقرب وقت ممكن». واضاف: «إذا لم تتوقف الحرب ضد الشعب الأعزل في غزة على الفور، هناك خطر توسّع نطاق الحرب والنزاع في المنطقة في أي لحظة». وأضاف: «من الضروري أن تتخذ الدول الإسلامية إجراءات فورية وفعّالة لإنهاء جرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني ورفع الحصار عن غزة وإرسال مساعدات إنسانية».
وتابع: «تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة عقد اجتماع عاجل لزعماء الدول الإسلامية والعربية». واشار إلى أنّ «اميركا واسرائيل ستدفعان ثمنا باهظا وستكون هناك مستجدات جديدة في المنطقة اذا استمر النزاع في غزة وقد ينتقل إلى مناطق أخرى». ولفت إلى أنّ «مجرّد ذكر اسم «حزب الله» بات يبث الخوف لدى العدو».
ميقاتي
داخلياً، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس انّ «لبنان موجود في كل الاتصالات الدبلوماسية التي تجري، وفي سياق هذه الاتصالات زرتُ دولة قطر للاطلاع على آخر الاتصالات وامكان الوصول الى وقف اطلاق النار، وبعدها يمكن البدء بالمساعي الاخرى. وكما قلت سابقاً هناك سباق بين وقف اطلاق النار وتفلّت الامور. من هنا فإن وقف اطلاق النار لفترة خمسة ايام امر ضروري تحت عنوان انساني، وخلال هذه الفترة تكون الاتصالات الدولية ناشطة من اجل إتمام عملية تبادل الاسرى لإرساء هدنة دائمة من أجل الاتفاق على الخطوط المطلوبة لاحلال السلام في المنطقة، كفانا حروباً في لبنان، فنحن مع خيار السلام. أما قرار الحرب اليوم فهو في يد اسرائيل». وشدد على انّ «العدوان الاسرائيلي على الجنوب وما ينتج عنه من شهداء وضحايا وتدمير منازل وحرق محاصيل ونزوح واضرار اقتصادية ومالية تطاول الوطن ككل، هي عناوين عريضة برسم المجتمع الدولي الساكِت عن الحق، كما ان الجرائم الاسرائيلية اليومية في قطاع غزة تشكل وصمة عار على جبين الانسانية وتدميراً لكل القيم والمبادئ التي قامت عليها العدالة الدولية. ولسوء الحظ بات القوي يدّعي امتلاك الحق في وقت نحن تربينا على ان الحق هو مصدر القوة».
وأعلن ميقاتي انّه في «الفترة القليلة المقبلة سأستكمل جولتي العربية، والوقت للانقاذ، والتضامن الوطني ضروري. الاخطار الكيانية تحوط بنا وبالمنطقة، وواجبنا ان نلتقي ونتحاور ونفكر معاً للوصول الى حل وطني جامع، تتضافر فيه الجهود الطيبة والنيات الخيِّرة للعمل معاً». وطالبَ «بالاسراع في انجاز هذا الاستحقاق الدستوري رغم كل التحديات والصعوبات والازمات التي يشهدها البلد». وكرر دعوة جميع الوزراء «للحضور والمشاركة معنا في تحمّل المسؤولية (…) في هذه الظروف الدقيقة على كل المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية».
حركة «أمل» ودانت هيئة الرئاسة في حركة أمل «العدوان الإسرائيلي الهمجي البربري الذي يستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمجازر التي يرتكبها تدلّ على وضوح المشروع الصهيوني المدعوم دولياً والرامي الى تنفيذ الحلقة الاخيرة من وعد بلفور المشؤوم بتصفية القضية الفلسطينية».
وأكدت الحركة «حق لبنان المشروع في الدفاع عن أرضه وعن سيادته بكل الوسائل المتاحة في مواجهه العدوان، وهي في الوقت نفسه تدعو الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية وقوات اليونيفل الى اتخاذ الاجراءات الملائمة دبلوماسياً وميدانياً لكبح جماح العدوان الاسرائيلي، كما تدعو الحكومة الى تأمين كل مستلزمات الصمود لأبناء القرى في أماكن اقامتهم وفي مراكز الايواء».
«التيار الحر» وأكدت الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر» ضرورة «القيام بكل ما يلزم لتحييد لبنان عن الحرب». واعتبرت في بيان، بعد إجتماعها الدوري برئاسة رئيس التيار النائب جبران باسيل، أنّ «حماية لبنان تتطلب أيضا وضعا داخليا متماسكا وتبدأ بأن يتحمّل المجلس النيابي مسؤولياته ويُسرع في انتخاب رئيس للجمهورية، كأساس لإعادة تكوين السلطة وانتظام عملها، فتتشكل حكومة إصلاحية إنقاذية، تسد الفراغات والشغور في الدولة وتطلق عملية الاصلاح وتنعش الاقتصاد وتعيد الحياة الى المؤسسات». وشددت على «مبدأ التيار في رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته وهذا مبدأ يتبعه التيار منذ انخراطه في الحياة السياسية، وقد مارسه حتى ضد نفسه مرتين عندما رفض نوّابه التمديد لمجلس النواب، كما رفض التيار التمديد لعدد من الحالات في الادارة والاجهزة الأمنية».
الوضع الميداني ميدانياً، استمر التوتر جنوبا أمس، إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه هاجم «خلية» من المقاتلين، وزعم انها «حاولت إطلاق صواريخ مضادة للمدرعات على الحدود اللبنانية». وقال في بيان ان «دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي هاجمت خلية كانت تحاول إطلاق صواريخ مضادة للمدرعات من الأراضي اللبنانية في منطقة زرعيت». وأضاف أن مجموعة من المقاتلين «أطلقت النار من الأراضي اللبنانية في اتجاه منطقة يفتاح، من دون وقوع إصابات». وقال إنه «رد بإطلاق النار على مصادر النيران».
من جانبها ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن «مجموعة من المقاتلين أطلقوا قذائف هاون باتجاه شتولا» و«شومرا»، ولفتت إلى أن عدم إطلاق صافرات الإنذار في «شومرا» جاء بناء على تعليمات الجبهة الداخلية.
في المقابل، أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» الى «انفجار عدد من الألغام في منطقة «بئر شعيب» جرّاء القصف المعادي». ولاحقاً، توسّع القصف المدفعي الإسرائيلي إلى خراج بيت ليف وقصف على أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب. كما استهدف الجيش الإسرائيلي في موقع «المالكية» آلية «بوكلن» في أطراف بلدة عيترون، فيما استهدف من موقع العاصي منزلًا في أطراف ميس الجبل.
الى ذلك لم تتمكن قوة من الجيش و«اليونيفيل» والصليب الأحمر من العثور على راعيين لبنانيين تعرّضا للقصف الإسرائيلي عصر امس في سهل الوزاني، وستستأنف البحث عنهما صباح اليوم.
وقال الناطق الرسمي بإسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي ان «القوات المسلحة اللبنانية طلبت مساعدة اليونيفيل هذا المساء لإجلاء شخصين أصيبا بالقرب من الخط الأزرق في منطقة الوزاني».
وأضاف: «أوقف الجيش الإسرائيلي إطلاق النار لإتاحة المجال للقوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل بالبحث عن الشخصين، ولسوء الحظ لم يتم العثور عليهما، ونظرا للظلام ووجود ألغام أرضية في المنطقة سيتم استئناف البحث في الصباح».
ووجَّه عناصر «المقاومة الإسلامية في لبنان» رسالة إلى «مجاهدي المقاومة البواسل في قطاع غزة وعموم فلسطين المحتلة»، قالوا لهم فيها ان «هذا بعضُ عزمنا خلف حدودِ فلسطين لاح، ولنصرة الأقصى حملنا السلاح، والنصر موعدنا والصّبح قريب». وتوجهوا اليهم قائلين «لقد مَرّغتُم أنف هذا الكيان الهشّ، وأريتُم العالم بحقّ أنّهم أوهَن مِن بيت العنكبوت وأن التحرير باتَ قريبًا».
الموقف الاسرائيلي وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري في مؤتمر صحافي: «في الشمال نحن في حالة تأهب واستعداد وعلى مستوى عالٍ جدًا من الجاهزية للرد بقوة في الدفاع كما في الهجوم». وأضاف ان «القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي «تنشر القوات على نطاق واسع جدا في وضع الدفاع». وتابع «أي خلية تصل إلى المنطقة أو تخترق أراضينا أو تطلق النار على أراضينا، سنهاجمها ونقتلها». وشدد على استعداد وجهوزية سلاح الجو «المنتشر والمتأهب والجاهز، ويتطلع شمالًا لكل سيناريو وكل تهديد».
في غضون ذلك زار زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد مستوطنة كريات شمونة، ووجّهَ عبر موقع «إكس» مساء امس «رسالة إلى الشعب اللبناني»، موضحا «أن «حزب الله» يحاول جَر الجيش الإسرائيلي إلى الحرب». وحذّر لابيد الشعب اللبناني من تلك المحاولة، مدعياً أنه «سيدفع الثمن».
من جهته، قال وزير دفاع العدو الاسرائيلي يوآف غالانت: «اننا في ذروة الحرب والمعارك الضارية تدور في مناطق فيها منشآت مبنية والجنود ينجحون في مهمتهم والجيش يتقدم، وأمام حماس خياران إمّا الموت أو الاستسلام ولا خيار ثالث أمامها»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
واكد ان «أكثر من عشرة آلاف قذيفة ألقيت على غزة، وقد قضينا على قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في حماس». واضاف: «نحن ندافع في الشمال كما نقاتل في الجنوب وللحرب ثمنها، ولسنا معنيين بحرب إضافية ولكننا مستعدون على الحدود الشمالية».
وأكّد غالانت انّ «سلاح الجو في الشمال مستعد بشكل قوي، وليست لدينا رغبة في الحرب هناك لكننا سنرد إذا لزم الأمر»
وأشار إلى أن «حزب الله لا يريد تحويل بيروت إلى غزة، والحزب مرتدع الآن».
وقال: «لهذه الحرب ثمن باهظ، وأشاطِر عائلات الجنود أحزانهم، نحن نتقدم حسب المخطط وحماس تتلقى ضربات قاسية وآلاف الأهداف والعناصر تم القضاء عليهم». ولفت الى ان «المعركة لن تكون قصيرة ونتقدم فيها تدريجاً ونواصل إعادة تقييم استراتيجيتنا أولاً بأول».
توصية «خطيرة» أشار السفير الإسرائيلي في البوسنة والهرسك، نواه غال غندلر، إلى أنه «أبلغني صديق لي في وزارة الدفاع أن بيني غانتس، عضو حكومة الطوارئ الوطنية، أوصى أنه مع رحلة بلينكن إلى إسرائيل، وكذلك خطاب نصر الله، من الأفضل لمواطني تل أبيب أن يغادروا منازلهم ويستقروا في الحدائق والأماكن المفتوحة والملاجئ».
سجال في مجلس الوزراء من جهة ثانية ذكرت مصادر مطلعة على اجواء جلسة مجلس الوزراء لـ«الجمهورية» أنّ «سجالاً حاداً اندلع بين وزير الاتصالات جوني القرم ورئيس هيئة الشراء العام جان العلية في جلسة مجلس الوزراء، على خلفية مزايدة البريد التي قدمها القرم، انتهى بطلب رئيس الحكومة من الوزير اعداد تقرير نهائي عن الموضوع ورفعه الى مجلس الوزراء.
وتبين حسب المعلومات، ان العلية ورئيس ديوان المحاسبة محمد بدران اللذين حضرا الجلسة، قدّما تقريريهما الى الوزراء، واعترض العلية في تقريره على وجود عارض وحيد في العقد مع الدولة ولمدة تسع سنوات، ومن دون اي دراسة تقديرية للسعر المعروض، لكن الوزير قرم أخذ النقاش الى مكان آخر وحاول التشكيك بالتقريرين، معتبراً ان رفض تقرير هيئة الشراء العام وديوان المحاسبة هو من صلاحيته، علماً ان تقرير الديوان المتضمن ملاحظات على المزايدة استند الى تقرير هيئة الشراء».
واوضحت مصادر المعلومات ان للوزير الحق في الرفض وفقا لقانون المحاسبة العمومية وقانون انشاء ديوان المحاسبة، لكن يفترض توافر ما يُسمّى مصلحة الدولة العليا وهو ما ليس متوافراً في هذه المزايدة. لكن الوزير تذرّع بوجود ازمة في البلاد تبيح تسيير المرفق العام.
واعلن وزير الاعلام زياد المكاري بعد الجلسة، رداً على سؤال في شأن ملف البريد: «كلّف مجلس الوزراء وزير الإتصالات رفع تقريره النهائي والمفصل حول الموضوع المطروح تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب».
وعن تأمين التمويل لخطة الطوارىء قال مكاري: «سيتم التنسيق مع وزارة المال في هذا الموضوع، وكل شيء سيظهر، وكل الأمور ستكون شفافة».
وكان وزير الإتصالات قد اعتبر «أن وضعه حساس في موضوع البريد»، وقال: «أنا ذكرتُ سابقاً انني لا اريد التجديد لـ«ليبان بوست». وأضاف: «ديوان المحاسبة تكلم عن هدر بقيمة 5 ملايين دولار، وأوضحتُ أن المبلغ صادر عن دراسة افتراضية. أمّا بالنسبة الى موضوع انّ المزايدة حصلت على قياس شركة معينة، فأنا فسّرت الأمر».
******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
نصر الله غداً: قصف المدنيِّين سيشعل الحرب
في وقت يصل فيه وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكي الى اسرائيل، على ان تشمل جولته الراهنة، الأردن، في محاولة لضبط ردود الفعل على المجازر التي تدمي القلوب والعيون بحق شعب غزة، اطفالاً ونساءً ورجالاً ومسنين، بقيت الانظار اللبنانية والخارجية شاخصة الى اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من مجمعات عدة في الضاحية الجنوبية وبعلبك ودير قانون النهر وغيرها، وإن كانت وقائع حرب الايام الـ26 لتاريخه تكفلت بكشف الكثير مما سيقوله نصر الله، الذي ينقل قريبون من الحزب ان «الوقت ملائم للحكي وانتظروا المفاجآت»..
وبصرف النظر عن المناشدات والمزايدات، فالسيد نصر الله ليس بوارد ارسال رسائل تطمين لاحد، سوى الجانب الفلسطيني بأن المقاومة لن تقلب له «ضهر المجن» (اي تتخلى عنه)، لكن المؤكد ان السيد نصر الله سيوجه تهديداً واضحاً للاسرائيليين، اي طلقة تطلق على الاراضي اللبنانية، ستتسبب باشعال الحرب، واستهداف اي مدني موجود على الاراضي اللبنانية سيشعل الحرب ايضاً.
وحسب مقربين من الحزب ان المقاومة لن تقبل بتضييق الخناق على شعبها، وبعد كلمة نصر الله سيعود الجميع ويقطفوا المحاصيل في القرى الحدودية.
وخلافاً لما تردد، نفت مصادر سياسية تبلغ المسؤولين بزيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية بربارة ليف الى لبنان قريبا، وقالت: اي زيارة لمسؤول من الخارج إلى لبنان، تتطلب ابلاغ وزارة الخارجية او المؤسسات التي ينوي زيارتها مسبقا لتحديد المواعيد او الغاية من هذه الزيارة، لتحضير الملفات ومواضيع البحث والنقاش معه، الا ان هذا لم يحصل حتى اليوم، الا اذا كانت الزيارة تحصل بالتنسيق مع السفارة الاميركية في لبنان، ولم يتم ابلاغ السلطات اللبنانية عنها، لدواعٍ واسباب امنية، تتطلب التكتم بخصوصها، لحين وصول المسؤول الاجنبي وقيامه على الفور بزياراته للمسؤولين اللبنانيين.
وكانت المعلومات تحدثت عن ان بربارة ليف ستستغل جولة تقوم بها على بعض دول المنطقة، في اطار التحرك الاميركي الجاري بخصوص الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينين في قطاع غزّة، وتداعياتها على المنطقة، للقيام بزيارة خاطفه إلى لبنان لابلاغ كبار المسؤولين بضرورة ابلاغ حزب الله بضرورة عدم الزج بلبنان في هذه الحرب، وابقائه بعيدا عنها.
مجلس الوزراء
وخلال جلسة مجلس الوزراء، في السراي الكبير، عرض الرئيس نجيب ميقاتي تصوره لتجنيب لبنان الحرب الدائرة في غزة، والذي يروّج له في جولاته العربية، والتي بدأها في قطر.
وتناول مجلس الوزراء ملف المناقصات في ما خص تلزيم البريد، بحضور رئيس هيئة الشراء العام جان العلية، الذي طلب اليه الرئيس ميقاتي مغادرة الجلسة، بعد اشتباك كلامي، مسرحي، مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني قرم، على خلفية التلزيمات والارقام.
واخذ مجلس الوزراء علماً بالشكوى التي قدمها لبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب.
وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أوفد اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور الى الرئيس ميقاتي، وسأله عن نتائج الاتصالات على صعيد قيادة الجيش وتعيين رئيس للأركان، ولم يحصل أبو فاعور على اي اجابات قاطعة على هذا الصعيد.
وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما من تحريك للملف الرئاسي وإن مرور عام على الشغور لم يدفع في اتجاه خلق اي مسعى، وأشارت إلى أن الهوة بين الأفرقاء السياسيين تتسع أكثر فأكثر بفعل أكثر من ملف ما ينعكس على الملف الرئاسي الذي تراجع الحديث عنه وحل مكانه التوجس من الحرب والشغور الأمني وهذه معركة القوى السيادية وفق المصادر نفسها.
ورأت هذه المصادر أن الخيارات المتاحة للتمديد لقائد الجيش تتضمن مطبات ولم ينضج الجو المرافق السيناربو الذي يتبع سواء عبر الحكومة أو مجلس النواب ما يوحي أن الملف مرشح للمزيد من التعقيد، اما اذا قام مخرج ما فإن التمديد يصبح تحصيل حاصل إلا أنه لا يمكن إغفال التحالف الجديد بين حزب الله والتيار الوطني الحر للوقوف بوجه هذا القرار.
الجميل يدعو نصر الله لعدم إقحام لبنان
وفي اطار مواقف رؤساء الاحزاب والتكتلات، اعرب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن تمنياته بألا يقحمنا السيد نصر الله في الحرب، ولا اطلب منه تسليم سلاحه، وليحتفظ بقوة الردع، بل اطلب منه الا يعطي ذريعة لاسرائيل، لمهاجمتنا، وليدع الجيش ينتشر مع اليونيفل على الحدود.
وكشف الجميل ان النائب جبران باسيل لم يطلب مني شخصياً ان نجتمع، ولو طلب لكنت استقبلته على الأرجح.
ونفى الجميل المشاركة في اي جلسة تشريعية للتمديد لقائد الجيش، مقترحاً تأجيل تسريح قائد الجيش، من خلال مجلس الوزراء نيابة عن وزير الدفاع.
وفي المواقف، أشارت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر إثر إجتماعها الى ان النائب باسيل «مع التأكيد على ضرورة القيام بكل ما يلزم لتحييد لبنان عن الحرب، يدعو التيار اللبنانيين جميعاً الى الالتزام بحق لبنان بالدفاع عن نفسه في مواجهة اي اعتداء اسرائيلي والى الإستعداد لمواجهة كل الاحتمالات في ضوء المسار الإسرائيلي بتصعيد أعمال العنف، وعدم الخوف والهلع كون اسرائيل لا يمكنها ان تكون منتصرة من جرّاء اي حرب تشنّها على لبنان، بل ستكون خسارتها اضعاف خسارة لبنان». ورأت في بيان «ان حماية لبنان تتطلّب ايضاً وضعاً داخلياً متماسكاً وتبدأ بأن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته ويسرع في إنتخاب رئيس للجمهورية، كأساس لإعادة تكوين السلطة وإنتظام عملها، فتتشكل حكومة إصلاحية إنقاذية، تسدّ الفراغات والشغور في الدولة وتطلق عملية الاصلاح وتنعش الاقتصاد وتعيد الحياة الى المؤسسات، ويجدر هنا التأكيد على مبدأ التيار رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته وهذا مبدأ يتبعه التيار منذ انخراطه في الحياة السياسية.
الهيئات والموازنة
مالياً، رفضت الهيئات الاقتصادية رفض اية زيادة على الضرائب في مشروع الموازنة، ودعت النواب الى التصويت على الموازنة تفادياً لإقرارها بمرسوم من قبل الحكومة بصياغتها المشكو منها والتي ستؤدي حتماً الى إسقاط الإقتصاد الوطني.
وبالنسبة الى الضريبة الموحدّة على المداخيل، أوضحت الهيئات الاقتصادية أن رفضها للمشروع «ناتج عن عدم تَوَفُّر الظروف المؤاتية لمثل هذه الضريبة لا سيما عدم وجود الحدّ الادنى من انتظام المؤسسات والاستقرار الاقتصادي والسياسي وعدم القيام بالإصلاحات البنيوية في مؤسسات الدولة».
الوضع الميداني
ميدانياً، بعد هدوء صباحي على الحدود الجنوبية توترت الاجواء بعد ظهرأمس وعاود العدو الاسرائيلي استهداف القرى في المنطقة ورد حزب الله باستهداف موقعين للجيش الإسرائيلي في المالكية والبياض مقابل عيترون وبليدا، فقصف أطراف البلدتين بالقذائف الفوسفورية والانشطارية.
واشار جيش العدو الى ان قواته هاجمت خلية حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على الحدود اللبنانية.
واعلن اعلام العدو عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جبال «راميم» في الجليل الأعلى رد عليه الجيش العدو بنيران المدفعية.
وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله» رسماً يُبيّن حصيلة العمليات العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول وحتى اليوم.
وتُظهر الأرقام أنّ العمليات قُبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل وجرح 120 جنديّاً إسرائيليّاً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة إسرائيلية.
كما أعلن «حزب الله» عن تنفيذ 105 هجمات منذ طالت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً.
وفي شأن متصل بالوضع في القرى الحدودية تفقد السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا القرى الحدودية في بنت جبيل: دبل، رميش، عين إبل، يرافقه رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» ورئيس جمعية «سوليدارتي» شارل الحاج.
وكان في استقباله في بلدة رميش في قاعة كنيسة التجلي كاهن رعية رميش الخوري نجيب العميل، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، ورئيس البلدية ميلاد العلم وايلي العلم وفاعليات.
وتم البحث في اوضاع اهالي البلدة واحتياجاتهم في ظل الظروف المتوترة.
ورحب الأب العميل ورئيس البلدية بزيارة السفير البابوي للقرى الواقعة عند الحدود.
بعدها تفقد الوفد المستشفى الميداني في رميش وقدموا مساعدات غذائية للاهالي الصامدين في البلدة.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
قتال ملحمي للمقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال يرد بالمجازر
واشنطن تريد وصاية مصرية على «القطاع» واردنية على الضفة
لليوم الـ 27، تواصل اسرائيل مجازرها الوحشية بحق أهالي غزة، بغطاء أميركي شامل ودعم اوروبي وتامر عربي، حتى مستوى الاحتجاجات الشعبية العربية لم ترتق إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في مخيم جباليا الشاهد الاكبر على رداءة هذا العصر العربي، فقد جددت اسرائيل قبل ظهر امس غاراتها على حي الفالوجا في مخيم جباليا ودمرت حيا سكنيا بكامله على رؤوس قاطنيه بقنابل محرمة دوليا، زنة القنبلة الواحدة طن من المتفجرات مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، بعضهم كانوا يقفون في صفوف طويلة امام احد الافران. وكان الطيران المعادي نفذ اول أمس في جباليا مجزرة مشابهة استشهد فيها 400 مواطن بعد تعرض الحي الذي يقطنون فيه لسقوط 6 قنابل زنة القنبلة الواحدة طن من المتفجرات ايضا بحجة القضاء على قيادي من القسام كما ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال، كما قصفت الطائرات الاسرائيلية صباح امس عدة منازل في خان يونس استشهد فيها 13 مواطنا، فيما اعترف العدو بمقتل17 من جنوده من لواء جفعاتي خلال التوغل البري في شمال غزة، بينهم 11 جنديا اثر تدمير الية «النمر» بصاروخ موجه من القسام، و جنديان في انفجار لغم في مدرعة هامر، و4 جنود من قوات النخبة في المواجهات المباشرة و14 جريحا بينهم 7 في حالة خطرة بعد ان وقعوا بكمائن محكمة للمقاومة في حي الكرامة شمال غربي مدينة غزة، وسط معارك ضارية وعمليات التفاف للمقاومين ومهاجمة الاسرائيليين من الخلف وفي مواقع مختلفة وصولا إلى غلاف غزة، كما دمروا 4 اليات بقذائف الياسين 105، واجهزوا على قوة راجلة في بيت ياحون وقصفوا القوات المتوغلة في حجر الديك، بالإضافة إلى مواصلة إطلاق الصواريخ على كل مناطق فلسطين المحتلة، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، ان اكثر ما فاجأ قادة العدو امتلاك المقاومة لصواريخ نوعية ومتطورة قادرة على تدمير الدبابات الإسرائيلية التي تم تطويرها بشكل يحميها من صواريخ الكورنيت الروسية، وكلفت عملية التطوير والحماية لكل دبابة 3 ملايين دولار، هذه الصواريخ الذي يملكها عناصر القسام شكلت الصدمة الكبرى للاسرائيليين واعادت إليهم صور مجزرة الدبابات في وادي الحجير عام2006، وهذا ما يؤشر إلى أن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة التي أعلنها نتنياهو وسماها «التوغلات البرية» لم تحقق نجاحاً، وسقط للاسرائيليين اعداد كبيرة من القتلى، اعترف بها عضو كابينت الحرب الصهيوني بني غانتس، وقال « انه يوم صعب وتنتظرنا المزيد من الايام الصعبة وثمن الحرب باهظ ومؤلم ومقتل جنودنا ضربة صعبة ومؤلمة» كما قال رئيس الحكومة نتنياهو « تكبدنا خسائر كبيرة ومؤلمة خلال التوغل البري» وهذا ما اعترف به وزير الدفاع غالانت، وقالت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر رسمي: عدد الضحايا لا يمكن استيعابه واكبر بكثير مما تم اعلانه.
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، ان اسرائيل تريد تقسيم القطاع الى 4 مربعات والتركيز في الشمال على مدينة غزة، وتقدمت الثلاثاء الماضي في منطقة صلاح الدين مسافة 3 كيلومترات في اراض زراعية ومكشوفة وواجهت مقاومة ضارية، وعندما لامست المناطق السكنية والانفاق، بدات الحرب الحقيقية وتدمير الاليات الاسرائيلية، وفي المعلومات، ان اليات اسرائيلية اكتشفت احد الانفاق فاقتربت لتفجيره، فوقعت في كمين محكم واطلق باتجاه القوة المهاجمة 5 صواريخ «الياسين 105» فاحترقت 3 اليات وقتل 8 جنود للعدو وانسحبت باقي القوة المهاجمة.
واللافت ان رجال القسام ادخلوا أسلحة جديدة في مواجهات الايام الماضية بينها «طوربيدات العاصف» التي أطلقها تجاه عدد من الأهداف البحرية المعادية وقام بتصويرها، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، الحرب على غزة اميركية بامتياز، تقودها القيادة العسكرية الأميركية الوسطى التي جددت المهلة لإسرائيل لمواصلة حرب الابادة والمجازر ضد الشعب الفلسطيني، هذا التفويض سيمنحه مجددا وزير الخارجية الاميركي بلينكن لنتنياهو خلال زيارته غدا إلى كيان العدو، والتي سبق وصوله إليها استبعاده الاعلان عن وقف لاطلاق النار قبل القضاء على حماس، معتبرا ان اي وقف للنار حاليا يعد انتصارا لحماس واعطائها الفرصة لترتيب اوضاعها العسكرية مجددا، رافضا العودة إلى المرحلة التي كانت سائدة قبل 7 تشرين الاول وحكم حماس على غزة، وحسب المعلومات الفلسطينية في بيروت، ان واشنطن تريد وضع غزة تحت الوصاية المصرية والضفة تحت الوصاية الاردنية، وهذا ما يستدعي مواصلة الحرب الإسرائيلية حتى استسلام حماس وفرض واقع جديد، ويبقى السؤال الذي يقض مضاجع الاميركيين والاسرائيليين والعرب، ماذا لو صمدت حماس وتدخل حزب الله والحوثيون والسوريون والحشد الشعبي؟ علما ان الحوثيين بثوا صورا للقصف الصاروخي على منطقة ايلات في فلسطين المحتلة، فيما اعلن العدو، انه اسقط 4 مسيرات وصاروخا فوق البحر الاحمر اطلقوا من اليمن باتجاه ايلات.
وللدلالة على الدعم الأميركي المطلق للعدو وحسب معلومات عسكرية، فقد ظهرت طائرة الشبح الأميركية ب 2 سبيرت في سماء غزة ليل امس، وهي قاذفة من النوع الثقيل، والرادار لا يستطيع رصدها وهي تخص السلاح الجوي الأميركي فقط وقادرة على التصوير الدقيق وضرب أهداف محددة، فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن وصول قوات اميركية خاصة الى اسرائيل للمشاركة في حماية السفارة الاميركية وليس للقتال في غزة كما بررت وزارة الدفاع الاميركية.
نقل 70 جريحا ومغادرة 500 اجنبي غزة
وحسب المعلومات الفلسطينية في بيروت، الكلمة للميدان خلال الاسابيع القادمة، والحرب طويلة وربما تشهد عمليات استنزاف، لكن ذلك لا يمنع الوصول إلى اتفاقات وهدن مؤقتة تقودها قطر، واسفرت عن فتح معبر رفح لساعات، لنقل 81 جريحا من غزة حالاتهم حرجة إلى مستشفيات القاهرة، ومغادرة 500 شخص المدينة، وهؤلاء يشكلون الدفعة الأولى من الأجانب ومزدوجي الجنسية الذين علقوا على المعبر منذ عمليات طوفان الأقصى، وحسب مصادر فلسطينية، فان عدد الجرحى الذين سينقلون من غزة هم 70 جريحا فقط، ويعود تقليص العدد الى تبلغ وزارة الصحة الفلسطينية من المخابرات المصرية لائحة بـ 81 اسما، تبين ان 7 اسماء منهم توفوا و4 تمت معالجتهم، وقد رفضت المخابرات المصرية استبدال هذه الأسماء بغيرهم من الجرحى، لان الأمر يحتاج إلى اتصالات مع الدوحة وواشنطن وتل أبيب، كما أبلغ المسؤولون الفلسطينيون، ان المعبر سيقفل مع مغادرة آخر اجنبي مسجل ضمن الـ 500 اسم، علما ان عدد الجرحى يفوق الـ 20 الفا بينهم مئات الحالات الخطرة، كما أن إسرائيل لم تسمح بإدخال الوقود والمواد الطبية بعد، انما سمحت بدخول شاحنات محملة بالبسكويت المنتهي الصلاحية وبطانيات، وذكرت مصادر فلسطينية، عن قيام آلاف الفلسطينيين بتلبية نداء وزارة الصحة وتقديم ما يتوافر عندهم من محروقات الى المستشفيات التي تعاني نقصا حادا في الوقود، فيما تم تقطيب جرح نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح «بشرائط معدنية» نتيجة فقدان الخيطان المخصصة للعمليات، بدوره ناشد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية ابقاء معبر رفح مفتوحا.
تعثر عمليات تبادل الأسرى
في ملف الأسرى، ورغم ليونة حماس في هذا الموضوع لأسباب انسانية واعلان الناطق باسمها ابو عبيدة عن قرار الحركة بإطلاق المزيد من الأسرى المدنيين خلال اليومين القادمين ،لكن الاتصالات القطرية مع الاميركيين والمصريين لم تصل الى اي نتيجة بسبب الرفض الاسرائيلي للأمر، ورفض نتنياهو إدخال اي مواد طبية ومحروقات إلى غزة قبل تحقيق انجاز عسكري يريده «للصورة فقط» فنتنياهو يريدا انجازا ليفاوض عليه من موقع القوة لحماية حياته السياسية بعد وقف إطلاق النار في ظل الانقسامات الحادة داخل المجتمع الاسرائيلي وتحميله مسؤولية كل الاخفاقات وصولا الى وظيفة إسرائيل وتراجع دورها. وحسب كل المتابعين لاحداث غزة، اسرائيل مجبورة على تقديم التنازلات التي فرضتها موازين القوى العسكرية الجديدة، وما وافق على تقديمه إسحاق رابين من تنازلات عام 1994ربما لم يعد مقبولا اليوم بسبب الهزيمة الإسرائيلية في غزة.
وحسب المعلومات الفلسطينية في بيروت، ان ما يعزز الأمل بتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وخلق موازين قوى جديدة تحمي الفلسطينيين مستقبلا وتعطيهم حقوقهم، يعود بالدرجة الأولى إلى صمود القسام واحتفاظها بعد اليوم الـ 27 بالمبادرة، في مقابل تعاظم الخشية الإسرائيلية من الدخول البري مع وجود مئات الكيلومترات من الانفاق المعقدة. ولليوم السابع والعشرين فان إنجازات العدو تقتصر على المجازر بحق المدنيين وتدمير الابنية والمستشفيات، لكن بالمقابل، عجزت اسرائيل رغم كل تفوقها التكنولوجي من الوصول إلى قيادي واحد في حماس او ضرب قاعدة صواريخ او تدمير نفق، كما ظهر الجندي الاسرائيلي في المواجهات المباشرة جبانا، دون عقيدة قتالية، وقدم للعالم اسوأ صورة عن تفوقه، فيما سجل مقاتلو القسام أمثلة في الشجاعة والبطولة جعلت القادة الاسرائيليين يصفوهم» بالوحوش» في ساحات الميادين.
كلمة نصرالله الجمعة… وبري : سأكون في المعركة
العالم ينتظر كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما سيقوله عصر الجمعة من رسم لمعالم المرحلة القادمة وسقوفها، وحتى موعد اطلالته طرحت عشرات الاسئلة ووعدت سفارات اجنبية في بيروت بتقديم مساعدات مالية لمن يعطيها معلومة أكيدة عما سيقوله السيد، وحاولت سفارات اجنبية ايضا وتحديدا السفارة الأميركية في بيروت الاتصال بشخصيات وقوى سياسية لنقل تمنياتها وتحذيراتها في نفس الوقت إلى حارة حريك « العصا والجزرة» وحض السيد على عدم توسيع رقعة الحرب الشاملة إلى جنوب لبنان وصولا الى الجولان، لان من شان ذلك تعريض لبنان لخسائر كبرى وعودته إلى العصر الحجري، وحسب المعلومات المتداولة، ان البوارج الاميركية ستشارك في القصف على مواقع حزب الله والجيش السوري اذا وسع حزب الله نطاق المعارك الكبرى، وهذه التهديدات رد عليها حزب الله بتهديدات اكبر جعلت الأميركي متخوفا جدا من ردود الحزب، وفتح القنوات الديبلوماسية مع أكثر من طرف للتواصل مع الحزب والنقاش معه في مخاطر فتح جبهة الجنوب.
في ظل هذه الاجواء، ومع بدء التوغلات البرية على غزة، يتحدث السيد حسن نصرالله غدا، فهل يطل ويقول انظروا إليها كيف تحترق؟ ام يطرح معادلات جديدة لنصرة غزة، ولن يسمح بمرور المجازر الإسرائيلية بحق أهلها دون عقاب، بدوره، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، « اذا وقعت الحرب الكبرى لن اكون حليف حزب الله بل ستكون حركة امل جنبا الى جنب حزب الله في المعركة».
بعض من هزائمهم في جنوب لبنان
اشغلت المواجهات اليومية المفتوحة في الجنوب وعمليات المقاومة الإسلامية النوعية 3 فرق عسكرية للجيش الاسرائيلي، ادت الى مقتل وجرح 120 جنديا واستهداف 105 مواقع عسكرية و تدمير ناقلتي جند و9 دبابات و2 هامر، وتعطيل 140 كاميرا و33 رادارا واسقاط مسيرتين وضرب 69 منظومة اتصالات و17 نظاما للتشــويش و27 منظــومة استخبارات واخلاء 65الف مستوطن من 28 مستوطنة، علما ان العدو الاسرائيلي بات يتكتم على اعداد قتلاه.
بدورهم، واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم النوعية، واستهدفوا بـ3 صواريخ موجهة موقع بياض بليدا الاسرائيلي في القطاع الاوسط من جنوب لبنان واصابوه بشكل مباشر، ،وقد دوت صفارات الانذار في منطقة شتولا في الجليل الاعلي وانقطع التيار الكهربائي، وردت مدفعية الاحتلال في قصف عدد من اطراف البلدات الجنوبية، كما استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية مقر قيادة كتيبة زرعيت المستحدثة وتجمع الياته وقواته في خلة وردة بالقذائف المدفعية والصواريخ المناسبة واوقعوا فيها اصابات مؤكدة.
واعترف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف هاون من لبنان باتجاه مستوطنة شوميرا بالجليل الاعلى، كما نفذ مجاهدو المقاومة عملية استهدفت موقع حدب البستان بالقـذائف المدفعية وحقـقوا فيه اصابات مباشــرة.
من جهة اخرى، استشهد الجريح علي كوراني البالغ من العمر 16 سنة والذي اصيب في الغارة الاسرائيلية على بلدة ياطر الجنوبية امس الاول.
جلسة مجلس الوزراء وخلافات عاصفة حول تلزيم البريد
فيما تطورات المنطقة ترسم معالم الشرق الجديد، ولبنان على فوهة بركان حقيقي، لكن مجلس الوزراء في عالم اخر، واهتماماته لم تتغير ومحصورة بتمرير التلزيمات وتغطية عمليات الفساد التي كادت تفجر مجلس الوزراء بسبب تلزيم البريد، ولولا تدخل الرئيس ميقاتي والطلب من رئيس هيئة الشراء العام جان العلية مغادرة الجلسة لكانت الامور اخذت منحى اخر، وطلب ميقاتي من وزير الاتصالات جوني القرم اعداد ورقة العمل الجديدة لملف البريد والموافقة على عملية التلزيم.
وكانت الامور وصلت الى حدها بين الوزير القرم والعلية، وعلا الصراخ والتهديدات المتبادلة بسبب اقتصار تلزيم البريد على شركة واحدة بعد انتهاء عقد شركة ليبانون بوست وعدم التقدم بعرض جديد بعد نيل البراءة على كل اعمالها من مجلس الوزراء.
الاشكال بدا بعد اعتراض العلية على طريقة التلزيم التي انحصرت بشركة واحدة و لمدة 9 سنوات مشيرا الى ضعف عائدات الدولة مؤكدا انه لا يجوز التلزيم لمدة 9 سنوات، فيما اكد القرم على قانونية المناقصة وانها تمت بعد اخذ راي العلية، وترفع عائدات الدولة الى 15 ٪، لكن العلية لم يقتنع وانفجر الخلاف وحسمه ميقاتي لصالح القرم، علما ان الالتزام رسا بعد فض العرض الوحيد على شركتين قامتا بالائتلاف بشركة واحدة، هما شركة ميريت انفست اللبنانية وشركة فرنسية لا تتوافر فيها الشروط المطلوبة لادارة البريد.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ميقاتي: سباق بين وقف النار وتفلّت الامور
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء، امس في السرايا، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المالية يوسف الخليل، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، الصناعة جورج بوشكيان، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الاتصالات جوني القرم، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، البيئة ناصر ياسين، السياحة وليد نصار، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، الصحة فراس الابيض، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل علي حمية، والمهجرين عصام شرف الدين.
كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
وزير الاعلام
في نهاية الجلسة تلا وزير الاعلام المقررات، فقال: “عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر امس برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء، واستهلها دولته بالقول: “يدخل وطننا اليوم عتبة السنة الثانية من الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، وهذا الشغور يؤثر بشكل كبير على البلد لما ترمز اليه رئاسة الجمهورية وللدور الاساسي لفخامة الرئيس. ونحن ندعو ونطالب بالاسراع في انجاز هذا الاستحقاق الدستوري رغم كل التحديات والصعوبات والازمات التي يشهدها البلد.
أضاف دولته، حكومتنا تتحمل مسؤولية وطنية في ظروف استثنائية دقيقة، ونحن نقوم بواجبنا ونكرر دعوة جميع الوزراء للحضور والمشاركة معنا في تحمّل المسؤولية، ولنا لهم منا كل احترام، ويجب ان يكونوا موجودين معنا ونعمل معا بخاصة في هذه الظروف الدقيقة على كل المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية.
اذا قارنا الوضع بين اليوم والتاريخ ذاته من العام الفائت، عند حصول الشغور الرئاسي، لوجب علينا ان نقول بأن الوضع افضل بكثير مما كان عليه رغم كل المهاترات والحملات التي تشن. وهذا الجهد مرده الى عمل جميع الوزراء في وزاراتهم للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها. وحتى على الصعيد الاقتصادي فالقاصي والداني يشهد على الجهد الكبير المبذول.
وقال دولته: ان هيئة ادارة الازمات والكوارث تقوم بجهد وعمل مهني، وأحب أن أهنئ كل وزير، في نطاق مهامه، ولقد اعطينا مثلا حقيقيا على العمل الجماعي في سبيل ان نكون في جهوزية تامة لمواجهة اي طارئ. وأوجه بشكل خاص تحية تقدير الى منسق “اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والازمات الوطنية” معالي الوزير ناصر ياسين.
لبنان موجود في كل الاتصالات الديبلوماسية التي تجري، وفي سياق هذه الاتصالات زرت دولة قطر للاطلاع على آخر الاتصالات وامكان الوصول الى وقف اطلاق النار، وبعدها يمكن البدء بالمساعي الاخرى. وكما قلت سابقا هناك سباق بين وقف اطلاق النار وتفلت الامور. من هنا فإن وقف اطلاق النار لفترة خمسة ايام امر ضروري تحت عنوان انساني، وخلال هذه الفترة تكون الاتصالات الدولية ناشطة من اجل اتمام عملية تبادل الاسرى لارساء هدنة دائمة من أجل الاتفاق على الخطوط المطلوبة لاحلال السلام في المنطقة.
وتابع دولته: كفانا حروبا في لبنان، فنحن مع خيار السلام. أما قرار الحرب اليوم فهو في يد اسرائيل. إن العدوان الاسرائيلي على الجنوب وما ينتج عنه من شهداء وضحايا وتدمير منازل وحرق محاصيل ونزوح واضرار اقتصادية ومالية تطاول الوطن ككل، هي عناوين عريضة برسم المجتمع الدولي الساكت عن الحق. كما ان الجرائم الاسرائيلية اليومية في قطاع غزة تشكل وصمة عار على جبين الانسانية وتدميرا لكل القيم والمبادئ التي قامت عليها العدالة الدولية. ولسوء الحظ بات القوي يدعي امتلاك الحق في وقت نحن تربينا على ان الحق هو مصدر القوة.
وقال دولته: هذه الحكومة تقوم بعملها دستوريًا وتحرص على ابقاء لبنان حاضرًا في المحافل الدولية ليقول كلمته ويدافع عن حقوقه ويرفع الصوت. وفي الفترة القليلة المقبلة سأستكمل جولتي العربية. الوقت للانقاذ، والتضامن الوطني ضروري . الاخطار الكيانية تحوط بنا وبالمنطقة، وواجبنا ان نلتقي ونتحاور ونفكر معاً للوصول الى حل وطني جامع، تتضافر فيه الجهود الطيبة والنيات الخيِّرة للعمل معا”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :