كتب رشيد حاطوم
بعد أن تلطخت يداه بدماء آلاف الأطفال الفلسطينيين،واللبنانيين، يغادر "ملك الموت" الإسرائيلي أفيخاي أدرعي منصبه.. ليس ندمًا على الجرائم، ولا خجلًا من الفضائع، بل لأن دوره في مسرحية القتل المنظم قد انتهى.
كان أدرعي وجهُ الإبادة الأكثر وقاحة في عصرنا.. ذلك الرجل الذي كان يطلُّ علينا بابتسامته الشيطانية، ليعلن عن مجازر الأطفال وكأنه يقدم نشرة جوية. يتلو تحذيراته المزيفة بلغة عربية فصيحة، ثم يذهب لينام في فراشه الوثير، بينما يدفن أطفال غزة تحت أنقاض منازلهم.
لقد حوّل هذا الدعايي المحترف قتل الأطفال إلى فن.. يختار الكلمات بعناية، ينتقي الآيات القرآنية والأمثال الشعبية، ليسهل عليه بعدها تبرير إبادة عائلة بكاملها. كان سفاحًا ببدلة عسكرية، وقاتلًا متعلمًا يجيد لعبة "القانون الدولي" المزيف.
تحت شعار "التحذير الإنساني"، كان يعلن عن جرائمه مقدماً.. ينعي الأحياء قبل موتهم، ويدعو السكان ليرحلوا عن منازلهم التي ستتحول إلى مقابر جماعية. وكأن الأطفال والشيوخ والنساء في غزة ولبنان لديهم منتجعات يلجئون إليها!
لقد كان أدرعي تاجر موت بترخيص رسمي.. يبيع الوهم ويشتري الدماء. كل تحذير كان مجرد إعلان عن مذبحة مقبلة، وكل خريطة كان يرسمها كانت تحديدًا لموقع مقبرة جديدة.
اليوم يرحل هذا المجرم بعد أن شبع من دماء الأبرياء.. لكن جرائمه لن تُنسى، ودماء الأطفال التي سُفكت بتحذيراته ستلاحقه إلى الأبد. ستظل صورته في ذاكرة التاريخ كواحد من أكثر الوجوح دموية في القرن الحادي والعشرين.
رحل أدرعي.. ولكن ذكراه ستظل عارًا على جبين الإنسانية، ووصمة عار في تاريخ العلاقات الدولية. كان تجسيدًا حيًا للشر المطلق.. قاتل أطفال بابتسامة مزيفة، وسفاح بأسلوب "متحضر"!
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :