حريّتهم... والحريّة!

حريّتهم... والحريّة!

 

Telegram

 

الحرية من صفات الإنسان الأساسية. بيد أن الحرية حريتان: حرية حقّة، هي تخيّر الإرادة الأشياء الخيّرة، في طريق الصلاح، وحرية موهومة، هي الإباحة للفرد والجماعة، باتباع الشر، وإقامته في الألفة، بإزاء الخير، بل فوق الخير. وهنا ضلال لا يقبله العقل، ولا النقل، ولا الدين، إذ إن الدين نصير، والمحامي عن حقوق الحرية، والمساعد للبشر على العيش في اطمئنان ورفاهية، ما ينجم عنه أن لا حرية إلّا حرية أبناء الله السائرين تحت ظلال الدين القوّيم، وبهذه الحرية الصحيحة، لا بالإباحية الممقوتة أو المغرضة القاتلة، تقوم الحضارة المثلى والتقدّم المفيد، والروح المتطورة المقبولة، وهي كافلة النجاح والفلاح في سبيل الكمال المادي والمعنوي والمدني والروحي.
ومهما بانت الحكومات مقتدرة، وأربابها ذوي حنكة سياسية، لا سبيل لها إلى قيادة شعبها إن هو خلت منه الفضائل الأدبية وفشت بين ظهرانيه الرذائل. وعليه، من أراد إدارة قوم، تحتّم عليه أن يعدّه لهذه الحالة، وبذلك يهبه ويهب «الدولة» الحرية المسؤولة، المبنية على احترام الذات ومحبة الآخر والإذعان للقوانين ومنها القوانين الدولية.
عسى أتباع الديانات السماوية يدركون هذه الحقائق فيقدّرون نعمة الحرية الحقّة حق قدرها فيستمدّونها من ينبوعها الروحي المحرّر ويجهدون في المحافظة عليها أشدّ المحافظة. ولكن، ما الحيلة ومعظم أتباع الديانة اليهودية، بدلا من اعتبار أن لهم رسالة تحرير الذات والعالم تحريرا جامعا شاملا مانعا، رأوا أن تكون رسالتهم إلغائية إقصائية حتى العنصرية؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram