افتتاحية صحيفة البناء
واشنطن وحيدة ترفض وقف إطلاق النار وسط إجماع دولي عربي على إدانة حرب الإبادة مع 700 شهيد /
ماكرون لجبهة دولية للحرب على حماس مطالباً بـ 9 رهائن… واتساع المطالبة بحريّة جورج عبدالله /
المقاومة تهاجم في زيكيم وتوقع خسائر في تل أبيب…. وفي لبنان إحراق معسكر برانيت وتدمير دبابات
فيما تتلقى القواعد الأميركية في المنطقة المزيد من الضربات، حيث تجدّدت هجمات قوى المقاومة العراقية على أهداف أميركية في العراق وسورية، قامت المقاومة اليمنية باستهداف قواعد أميركية في السعودية بعدما اعترف الأميركيون والإسرائيليون بالضربة الكبيرة التي كان أنصار الله قد وجّهوها نحو كيان الاحتلال وقامت المدمرة الأميركية يو اس اس بصدّها بواسطة صواريخ الباتريوت، كانت وزارة الخارجية الأميركية تظهر وحيدة في مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة حول الوضع في غزة، شارك فيها عدد من وزراء خارجية دول عربية، كان أبرزهم وزراء خارجية فلسطين والسعودية ومصر والأردن، وقد أجمعت كلمات الوزراء المتحدثين في الجلسة على ربط الأزمة الراهنة بغياب أي بحث جدّي بحل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، والدعوة بالتوازي إلى أولوية وقف حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال بحق المدنيين، حاصداً 700 شهيد في يوم واحد بينهم 300 طفل، بينما تصدّت واشنطن وحيدة لدعوات وقف إطلاق النار.
سياسياً أيضاً كانت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتل أبيب حافلة بالمواقف العنصريّة للرئيس الفرنسي الذي تحدث بوقاحة عن الحاجة لحلف دولي للحرب على حركة حماس، مشيراً إلى أنه مهتم بالإفراج عن تسع رهائن فرنسيين لدى قوات القسام، بينما تعالت الأصوات المطالبة بربط مصير الرهائن الفرنسيين بحرية المناضل جورج عبدالله، المحتجز بطلب إسرائيلي لدى السلطات الفرنسية خلافاً للقانون بعد نهاية عقوبته القانونية، إثر محاكمته بتهمة قتل دبلوماسي إسرائيلي خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
لبنانياً وفلسطينياً، تواصلت عمليات المقاومة في مواجهة جيش الاحتلال المرتبك في اتخاذ قرار الحرب البرية في غزة، كما ظهر من التصريحات المتضاربة لقادة الكيان، فيما سجلت المقاومة على الجبهة الفلسطينية إضافة لاستهداف تل أبيب حيث وقعت اصابات، نجاحاً بعملية إنزال بحري في قاعدة زيكيم البحرية واستمر الاشتباك لساعات وكان لا يزال مستمراً حتى منتصف ليل أمس، فيما كانت المقاومة الإسلامية في لبنان تشعل النيران في قيادة لواء الجليل في قاعدة برانيت، وتواصل استهداف تجمّعات الجنود والدبابات على طول خط الحدود.
بموازاة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والانقسام داخل الكيان الصهيوني بين المستويين السياسي والأمني والعسكري حيال العملية البرية في القطاع، زادت وتيرة التوتر على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، إذ كثفت المقاومة عملياتها ضد مواقع وآليات وتحركات جيش الاحتلال ما أدّى إلى سقوط المزيد من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية، ما دفع إعلام العدو للقول إن يوم أمس كان الأقسى على الجبهة الشمالية، متوقعاً توسّع دائرة عمليات حزب الله ونقل مخاوف جديدة لدى قادة الاحتلال من دخول وحدات من الحزب إلى المستوطنات وتكرار سيناريو 7 تشرين في غلاف غزة.
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن «حزب الله وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية مستمرة بعملياتها ضد أهداف العدو حتى إشعار آخر، ولن تنجح كل الضغوط الخارجية بثني المقاومة عن القيام بواجبها»، مشددة على أن «جميع الجبهات في محور المقاومة أنهت استعداداتها وباتت جاهزة لتحريك الجبهات بالأسلحة المناسبة فور تلقيها الضوء الأخضر»، مشيرة الى أن «المقاومة مستمرّة بعملها العسكري وستكثف عملياتها على كامل المنطقة الحدودية طالما الحرب الهمجية الاسرائيلية مستمرة على قطاع غزة». وشدّدت المصادر على أن «لا ضمانة بأن يبقى مستوى الاشتباك على الجبهة الجنوبية ومستوى تحرك الجبهات الأخرى على حاله بحال شنّ جيش الاحتلال عملية برية على قطاع غزة».
في المقابل، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عبر منصة «إكس»، أن: «حزب الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزَّة، وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِّرهُ مطلوبًا في المواجهة»، مضيفًا: «العدوان الإسرائيلي على غزَّة ليس حربًا، بل قتلٌ للمدنيين والأطفال والنساء وتدميرٌ للبيوت. وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلًا عن الكيان الإسرائيلي».
وشدّد الشيخ قاسم على أن «طوفان الأقصى حقَّق هزيمةً إسرائيليةً لا تُمحى، وتبنِّي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى».
وينقل مصدر فلسطيني عن مسؤولين في حركات المقاومة في غزة لـ»البناء» بأن المقاومة جاهزة لمواجهة العملية البرية وأعدّت مفاجآت مدوية ستذهل العدو الاسرائيلي من اليوم الأول وتجعله يندم على قرار كهذا، وسيمنح المقاومة فرصة لتحقيق نصر ثانٍ بعد نصر 7 تشرين، ونكون أمام نهاية مأساوية لرئيس حكومة الاحتلال ولقيادته العسكرية وسنفرض موازين قوى ومعادلات جديدة ستؤسس لعودة الحقوق الفلسطينية وخدمة للقضية الفلسطينية». ويشدد المصدر على أن كل المواقف الغربية الأميركية والأوروبية والدعم العسكري والحج الديبلوماسي والرئاسي الى كيان الاحتلال لن يغير في المعادلة الميدانية ولا السياسية ولا القدرات المعنوية لجيش الاحتلال والمستوطنين التي تكسّرت في 7 تشرين ولا زالت أمام الصمود الفلسطيني الشعبي والمقاوم الإسطوري».
وبعد الرئيس الأميركي جو بايدن، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأراضي المحتلة واجتمع والمسؤولين في «إسرائيل». ولفت ماكرون الى أنّ «حزب الله والنظام الإيراني ومَن يُهدّد إسرائيل عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع». وقال: «أدعو حزب الله وإيران إلى عدم المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة». أما رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، فقال «إذا انضم «حزب الله» إلى الحرب، سنتصرّف ضدّه بكل قوة وبطريقة تفوق التصوّر».
من جانبه، أكد رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه ماكرون، أن «لبنان سيدفع الثمن إذا قرّر حزب الله الانخراط في الحرب». وأضاف «لا نسعى لفتح جبهة جديدة في الشمال، ولكننا حاضرون إذا جرّنا حزب الله للحرب». بدوره أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي: «اننا متأهبون لإمكانية اتساع جبهات الحرب».
بالعودة إلى الشأن الميداني، واصلت المقاومة بتسجيل المزيد من العمليات النوعية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الخط الأزرق، ويشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن الحزب يدير المعركة بمنتهى الذكاء والاقتدار والكفاءة القتالية ووفق مراحل وبشكل تدريجي، وكل مرحلة يحقق فيها أهدافاً تكتيكية واستراتيجية ما يعني أننا أمام سياق تراكمي من العمليات والإنجازات الميدانية ستؤسس الى جولات قتالية أعنف وأعمق وقد تتطوّر الى مواجهات واشتباك والتحام مع ضباط وجنود الاحتلال في مستوطنات الشمال»، ومن الأهداف وفق الخبراء «إشغال العدو في الجبهة الشمالية وتخفيف الضغط عن جبهتي غزة والضفة والمزيد من ضرب معنويات الجنود والضباط الإسرائيليين وتأجيل الحرب البرية على غزة الى حدود استبعادها أو تقليصها إلى بضعة كيلومترات بالحد الأقصى»، أما في البعد الاستراتيجي لعمليات المقاومة فيكمن في أن «الحزب يختبر قدرات جيش الاحتلال ويكشف نوع سلاحه ويدرس نقاط ضعفه إضافة الى إنهاكه وتدمير الجدار الاكتروني، تمهيداً لمرحلة العبور البري للوحدات الخاصة في المقاومة الى الجليل والمستوطنات الشمالية». ويتوقّع الخبراء أن «المقاومة في لبنان تُخفي الكثير الكثير من المفاجآت الأمنية والعسكرية والصدمات النفسية والحرب الإعلامية التي راكمتها منذ العام 2006 حتى الآن والتي لم تكشف عنها في الحرب مع التنظيمات الإرهابية في الجرود وفي سورية».
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أن «مجاهدي المقاومة الإسلامية هاجموا ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة، كما هاجموا موقع خربة المنارة بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات مباشرة».
وزعم جيش الاحتلال بأنه هاجم 3 خلايا رداً على قذائف أطلقت من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه الجانب الإسرائيلي. وأفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن نحو 10 صواريخ كورنيت أطلقت على موقعين للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وأشارت مصادر إعلامية لبنانية الى أنه «بالتزامن مع الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي بين حلتا وكفرشوبا نفذ الطيران الحربي غارةً أخرى مطلقاً 3 صواريخ على المنطقة المفتوحة الواقعة بين رميش وعيتا الشعب».
وزفّت المقاومة الإسلامية، ثلاثة من مجاهديها، هم حسن بديع عاشور وحسن سعيد نعيم من شقرا وسلعا الجنوبيتين، وأحمد حسن عبود «زين العابدين» من بلدة دير عامص جنوب لبنان أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي.
في غضون ذلك، تواصلت الحرب السياسية الإعلامية النفسية التي تقودها السفارة الأميركية في عوكر، ضد لبنان واللبنانين للضغط على حزب الله لعدم توسيع الحرب ضد العدو الاسرائيلي، وذلك من خلال تهديد اللبنانيين بأمنهم الغذائي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، بهدف تكوين رأي عام من بيئة المقاومة والبيئة الوطنية لرفض تدخّل الحزب في الحرب في غزة.
وفي سياق ذلك، تردّد أمس أن السفارة السعودية في لبنان أجلت عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت على طيران السلاح الجوي السعودي.
وبعد سيل الإشاعات المتعمّدة عن توقف حركة المطار ووقف الاستيراد ونقص في المواد الغذائية والطبية، طمأن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في مؤتمر صحافي، الى أن «هناك كميات وبواخر وطلبيات ومخازن معبأة، لكن المخاطر الكبرى سواء أكان في السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية أم المحروقات تكمن في حال، لا سمح الله، حصل حصار بحريّ علينا. ولذلك، نتعاطى بدقة مع الملاحة الجوية والبحرية بحسب واقع الحال اليومي».
وتابع: «نقوم بخطوات استباقية لجهة تخزين المواد في المناطق اللبنانية. وتبين أن التخزين في معظمه في بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المعرضة للخطر في الوقت الحالي. أما إذا ضربت البنى التحية والجسور فالتنقلات ستكون في دائرة الخطر».
وأعلن سلام أن «القطاعات المعنية المشاركة في الاجتماعات التي نعقدها، تؤكد أن لديها مخازن في كل المناطق ومستودعات مركزية وكميات من المواد تكفي أشهراً عدة»، وقال: «إذا سلكت الأمور مسارها الطبيعي من دون اللجوء إلى التخزين، فإن مخزون المواد الاستهلاكية والسلع الغذائية يكفي شهرين أو 3 أشهر. أما في حال حصل العكس، فتتناقص تلك الكميات حتماً، وسيلجأ التجار إلى البضائع المخزنة في المستودعات».
ولفت سلام الى أنه «في موضوع الطحين والقمح والخبز، لقد اطلعت من البنك الدولي على ان هناك إجراءات ستتخذ خلال الايام المقبلة، لتسهيل عمليات الاستيراد بوتيرة أسرع من أجل الإبقاء على مخزون استراتيجي في البلد، وذلك بالتنسيق مع المطاحن والأفران. وبدورنا، وضعنا آلية خلال السنة والنصف سنة الماضية، تسهّل علينا نقل الطحين والقمح في البلد من الجنوب إلى الشمال الى جبل لبنان الى بيروت بسرعة فائقة لا تتخطّى الساعات القليلة، نظراً لتوفر برنامج لدينا لمعرفة وجهة النقل والقدرة على تعديل التوزيع بحسب الحاجة».
على المستوى الرسمي اللبناني، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أن الجيش ركن البنيان الوطني وإليه تشخص العيون في الداخل والخارج». وفي خلال جولة مفاجئة في الجنوب، قال «أتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل أراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحبّ للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701».
وشدد على «أن منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم كل الأوقات، والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق وفق ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان». وكان رئيس الحكومة تفقد اليوم، في مشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربيّ في جنوب لبنان للاطلاع على الأوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات «اليونيفيل».
بدوره، أكد قائد الجيش «أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل»، مشيرًا «الى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد»، ومثمنًا «دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه». ولفت إلى «ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701».
سياسياً، برزت الحركة التي يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على المرجعيات والقيادات السياسية، حيث زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث تم عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والأمنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي.
وبعد اللقاء، قال باسيل «العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان، وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة». وأضاف «لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا». واعتبر باسيل أن «اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ.» وأشار إلى أن «الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة، وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي».
كما التقى باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ومن المتوقع أن يلتقي ايضاً رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اليوم، وأكد جنبلاط في حديث لـ «OTV» الى أننا «نحاول مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وغيره الالتقاء على صيغة مشتركة لإعادة وصل الوحدة الوطنية، ووضع خطة اجتماعية سياسية للبلاد وتفادي الحرب».
ولفت جنبلاط الى ان «الكلام الذي سمعته من باسيل مشجّع جداً، ونستطيع أن نبني سوياً خطوات عدة للوصول لرؤية مقبولة للداخل اللبناني، كما ان الداخل اللبناني يستطيع أن يوحد الصفوف وان ينبذ بعض الأصوات المقيتة الكريهة لاننا اليوم في اخطر مرحلة تهدد لبنان».
وكشف جنبلاط، أن «كلامي مع مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا وغيره كان أن لا نُستدرج للحرب رغم وجودها في الجنوب ولكن لا لتوسيعها»، معتبراً أن «الأمر لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد «إسرائيل»». وشدّد على أنه «لا بد من أن نتوقع الأسوأ، واللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ممتازاً ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بدور كبير وجبران باسيل هو من طلب موعداً للزيارة ويقوم بدور مهم».
على صعيد آخر، أشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى أن «لبنان يريد «من كونسورتيوم» تقوده شركة «توتال إنرجيز» حفر بئر أخرى في منطقة الامتياز 9 بسرعة بعدما لم يتمّ الوصول في البئر الأولى إلى ما يكفي من الغاز الطبيعي لاستغلاله تجارياً».
واشار فياض لـ»رويترز» على هامش مؤتمر للطاقة في إيطاليا، الى أنهم «حفروا في موقع واحد فقط في البلوك 9 وهم ملزمون بحفر بئر أخرى لكن الالتزام يأتي لاحقاً». وأضاف «سنحاول إقناع توتال إنرجيز وإيني وقطر للطاقة بحفر بئر ثانية في البلوك 9 في أقرب وقت ممكن، وربما البدء في أوائل العام المقبل».
****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
صاحب الدار جُنّ [1]: كيف لأميركا إنقاذ إسرائيل؟
صدمة كبيرة أصابت مسؤولاً أميركياً كان في عداد فريق وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي وصل على عجل إلى إسرائيل. وعندما سأله زملاء عن الوضع، قال «صاحب الدار جُنّ».
كل عبارات التضامن لا تحجب استنتاج الوصيّ الأميركي بأن عليه ممارسة دور مختلف في هذه اللحظة. صار على أميركا التصرّف كـ«أبٍ» وليس كـ«أخٍ أكبر». المؤرّخون والمعلّقون وقدامى المحاربين في كيان الاحتلال تحدثوا عن لحظة خاصة لا تشبه ما مرّ معهم منذ 75 سنة. تهدئة المجنون تطلّبت تركه يصرخ ويضرب في المكان. لم يكن أحد في العالم يفكر في مناقشة إسرائيل حول ردة فعلها الأولى على ما حصل. كان الجميع يشاهد قادة العدو يسيرون على غير هدى في الأروقة والردهات، ويسمعون المسؤولين العسكريين يطلبون الفتك بأيّ عربي. أما العقلاء، على قلّتهم، فكانوا ينقلون تحذيرات الى الأميركيين، وإلى المؤسّسين في أوروبا، يطلبون منهم العون، والقدوم سريعاً للتدخل، ليس فقط لحماية إسرائيل من أعدائها، بل لمساعدتها في اتخاذ القرارات الصائبة.
على المقلب الآخر، كان الفلسطينيون يعيشون لحظة تحلّل من كل التزام. عكسوا في ساعات قليلة حال «الرجل الذي ذُلّ حتى نفد صبره». لكن عائلته الكبيرة سارعت الى مساعدته على الهدوء قليلاً، وهضم صيده الكبير، والاستعداد لليوم التالي. وبخلاف الهذيان الغربي الذي فاق جنون أبناء الكيان أنفسهم، تصرّف قادة محور المقاومة بعقل بارد. لم يُخفِ أحد منهم دموع فرحه بإنجاز ما لم يكن متخيّلاً، لكن أحداً من هؤلاء لم تأخذه النشوة، وجلّهم بدأوا يفكرون في كيفية حماية هذا الإنجاز، وفي جعل ثمنه أقل قساوة على أهل فلسطين.
خلال 18 يوماً، يمكن القول إن الارتجال كان القاسم المشترك في كل ردود الفعل من جانب العدوّ وحلفائه: برامج وأهداف وتصوّرات يجري تبديلها كحال البورصة. رهانات فوضوية لا تستند الى وقائع صلبة. وفي هذه الأثناء، لم يجد الغرب إلا أن يترك «صاحب الدار» يواصل انتقامه العشوائي، والضرب بجنون دموي لا سقف له.
لكن المشكلة أن العدوّ نفسه، ومعه حلفاؤه، لا يجدون سبيلاً لحصاد ممكن لهذا الجنون. وليس هناك ما يمكن صرفه على شكل انتصار لردّ الاعتبار أو استعادة الردع. سادت الفوضى مكاتب الديبلوماسية الغربية. ونُقل عن مسؤول تركي أن مصر والسعودية والأردن لمست حجم الارتباك الأميركي، ما سمح لها برفع سقف اعتراضها على السير بمقترحات مجنونة لإرضاء إسرائيل. لم يقصد المسؤول التركي أن الغرب انهار كما حال إسرائيل. وهو لن يمنح قادة السعودية ومصر والأردن قلادة الشجاعة.،بل ما قصده أن الكلّ لمس حجم الارتباك في المواكبة الغربية الداعمة لإسرائيل.
خلال أسبوعين، طرحت أفكار يمكن استعادتها الآن لفهم حركة القوس السياسي والعسكري للعدوّ وحلفائه: بدأ الأميركيون بترك إسرائيل تنتقم من دون سؤال. ومن سألهم التعاون، طلبوا منه التفكير في خطوة تمنح العدو نصراً واضحاً. عندها، سُحبت من الأدراج فكرة تهجير أهل غزة الى سيناء قبل أن يتمّ التراجع عنها، ليُطرح التهجير الداخلي بقوة النار والحصار، مع تشديد على عدم فتح أيّ نقاش حول وقف إطلاق النار أو إدخال مساعدات إنسانية، مع تزويد إسرائيل بكل أشكال الدعم الأميركي، المالي والأمني وكميات كبيرة من الذخائر وحشود عسكرية في البحر. وصار الجميع يتحدث عن حق إسرائيل في الهجوم على غزة وتدمير حماس دون هوادة. لكن الأميركيين، كبقية الحلفاء، يعرفون أن الانتقام لن يعيد الأمور الى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر. ولم يعد بيد الجميع سوى البحث في الغزو البري، علّه يمنح العدو انتصاراً ينزله عن الشجرة.
لكن حال جيش الاحتلال من حال مؤسساته الأخرى. اهتراء أوجب تدخل أميركا بطريقة مختلفة. تجاهلت إدارة الرئيس بايدن كل نظرتها السيئة الى بنيامين نتنياهو وحكومته، وقرر «الأب» أن يحضر بنفسه. جمع كل الأولاد من حوله، نظر إليهم بعطف وغضب. لكنه قال لهم، بوضوح، إنهم ليسوا في وضع يسمح لهم باتخاذ القرار بمفردهم. طلب منهم إعادة تشكيل مجلس القرارات الكبرى، وأدخل من يثق به الى قلب مجلس الحرب، وأمعن في تقريع القادة العسكريين. ولم يكن بوسع أحد معاندته، وهم يعرفون أن في جيبه إحاطة استخبارية وعسكرية، أعدّها فريق مشترك من وزارة الدفاع والاستخبارات المركزية، وبين من كتبوها بعض من شاركوا في مناورات عسكرية مع العدو. وهي إحاطة أوصت رئيس الولايات المتحدة بضرورة الانتباه الى أن جيش إسرائيل غير جاهز لحرب كبيرة، ولا لتحقيق انتصارات مدوّية. كل ذلك دفع بايدن الى مخاطبة قادة إسرائيل، محدداً السقوف بوضوح: ستأخذون فرصة إضافية لتنفّسوا أكثر عن غضبكم بالمدنيّين في غزة من دون تدخل من أحد. لكن تصرّفوا بطريقة ذكية. وفي الوقت نفسه، أعطوني لائحة أهداف قابلة للتحقّق، وخططاً قابلة للتنفيذ، واستعدّوا للإجابة عن سؤال اليوم التالي، وتذكّروا أن الخراب الذي حصل لا يمكن تجاوزه في أيّ مقاربة سياسية للأزمة لاحقاً، من دون تنازل ما!
**********************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان يصارع السقوط المتدحرج لمعادلة الـ1701
على وقع تصاعد التهديدات الإسرائيلية لـ”حزب الله” ولبنان من مغبة حرب جديدة، واكبتها تحذيرات إضافية للرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون لإيران و”حزب الله” من توسيع الحرب نحو لبنان خلال زيارته امس لإسرائيل، استعادت محاور المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد ظهر امس ومساء احتداما واسعا في ظل تبادل عنيف وكثيف للهجمات الصاروخية والقصف المدفعي بين الحزب والجيش الإسرائيلي. ووسط الاحتدام الميداني الاخذ بالتصاعد ولو على إيقاع لا يزال يرسم معادلة تحتمل اشتعال المواجهة الكبيرة في أي ظرف كما تستبعد تلك المواجهة وتبقي الوضع عند حدود المواجهات الجارية منذ أسبوعين، بدا لافتا ان الخشية من انهيار المعادلة الدولية المتجسدة في “رعاية” القرار 1701 للوضع في الجنوب منذ عام 2006 قد بدأت تتسع باطراد وتفرض “ارتفاع” صوت لبنان الرسمي حيال هذا الخطر الذي لم يعد مجرد احتمال بل ان التطورات الحربية الجارية تنذر فعلا بان تتحول “#اليونيفيل” الأداة التنفيذية الأممية للقرار الدولي شاهد زور عاجزا عن أي تأثير فعال. وهو امر تجري اثارته بقلق شديد في كل المراجعات التي يتلقاها الرسميون والمسؤولون من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية في لبنان كما في المداولات التي تحصل مع المسؤولين الدوليين. وبازاء ذلك يفهم اندفاع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب في الأيام الأخيرة الى التشديد على لازمة التمسك والالتزام بالقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 ، اذ تلفت أوساط معنية الى ان خطر انهيار هذا القرار ومفاعيله، في ظل الانتهاكات الجارية له يوميا منذ أسبوعين، ستجعل لبنان في مهب إعصار من الاخطار ناهيك عن خطر انفجار الحرب في حال عدم استدراك انفجارها.
وفي ظل هذه الاخطار المتسعة، قام الرئيس ميقاتي بجولته الجنوبية المفاجئة التي شملت القيادة العسكرية للجيش في المنطقة كما قيادة “اليونيفيل” امس معلنا “ان الجيش هو ركن البنيان الوطني واليه تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج” وأشار الى “اننا اتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701″. وشدد على”أن منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم كل الاوقات، والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق وفق ميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان”. وكان رئيس الحكومة تفقد بمشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربي في #جنوب لبنان للاطلاع على الاوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”.
بدوره، أكد قائد الجيش “أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل”، مشيرًا “الى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد”، ومثمنًا “دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه”. ولفت إلى “ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701”.
مواقف داخلية
اما في المواقف السياسية الداخلية من التطورات، فنبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط الى أن “الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني”، مشيراً الى انه “من أجل ذلك كان التواصل مع “حزب الله” بألا نستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب “ماشية” ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعتها”.
وقال أمام الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي التي اجتمعت امس: “اجتمعنا اليوم لكي نفكر في ما يمكننا ان نفعله اذا كبُرت الأزمة لناحية المستشفيات والدواء وغيرها، ومن بعد إذن وزير التربية عباس الحلبي، طرحنا فكرة استخدام المدارس للإيواء، لا بد من أن نتوقع الأسوأ”. وكشف ان كلامه مع المسؤول عن وحدة الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا وغيره “كان الا نُستدرج الى الحرب رغم انها “ماشية” في الجنوب ولا لتوسيعها، ولكن الأمر لا يعود الى حزب الله فقط فلا نعرف ماذا تريد إسرائيل؟”. واشار الى أن اللقاء مع الرئيس نبيه بري” كان ممتازا، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بدور كبير وجبران باسيل هو من طلب موعداً للزيارة ويقوم بدور مهم”.
وفي جانب اخر من التحركات السياسية واصل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جولته على القادة السياسيين فزار الرئيس بري معبرا ان “العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب ال#فلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة”. وأضاف “لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا”. واعتبر أن “اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ.” وأشار إلى أن “الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي”. ومن المقرر ان يلتقي باسيل اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب فيصل كرامي .
واعتبر “تكتل لبنان القوي” “انّ حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضاً، بالمقابل يرفض التكتل أي عمل من شأنه إستدراج الحرب الى بلادنا وبالتالي ضرورة رفض ومنع إستخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيّد بدعم المقاومة في حال إعتدت إسرائيل علينا” .
المحاور والمواجهات
على الصعيد الميداني سيطر الهدوء الامني على الجبهة الجنوبية قبل الظهر قبل ان تحتدم المواجهات بعد الظهر حيث اطلق الجيش الاسرائيلي النار من موقع مسكاف عام باتجاه بلدة العديسة، واعلن انه قتل مسلحا تم تحديده في الأراضي اللبنانية حاول إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل. وافيد عن غارة إسرائيلية على اطراف بلدة يارون تردد انها استهدفت سيارة في المنطقة. واشار إعلام اسرائيلي الى ان الجيش نفذ غارة بمسيّرة لإحباط محاولة إطلاق صواريخ من لبنان. وشنت مسيّرة اسرائيلية غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش. وبعدها، رد “حزب الله” على الغارة الاسرائيلية فاستهدف موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب واصابه إصابة مباشرة. وافيد ايضا ان مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة كفرشوبا بـ3 صواريخ. وأجلى #الجيش اللبنانيّ والصليب الأحمر قتيلًا وأربعة جرحى إلى مستشفى مرجعيون الحكوميّ. ولاحقا، افيد ان الصليب الأحمر والجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفيل أخلوا شهيدا وجريحا من منطقة واقعة بين كفرشوبا ومزرعة بسطرة.وعصرا سقطت 6 صواريخ في حولا مقابل مستشفى ميس الجبل وقذيفيتان فوسفوريتان بين موقعي العباد والمنارة.
وتحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن اطلاق نحو 10 صواريخ كورنيت على موقعين للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية. واستهدف حزب الله” بشكل مكثّف موقع برانيت الإسرائيلي المواجه لمنطقة عيتا الشعب ورامية ورميش معلنا انه أوقع فيه إصابات مباشرة . ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي على خراج هذه البلدات . كما حصل قصف مدفعي متبادل بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في القطاع الأوسط طاول أطراف عيتا الشعب والضهيرة ومروحين . واعلن الجيش الاسرائيلي استهداف 3 خلايا لـ”حزب الله” عند الحدود مع لبنان . يشار الى ان الحزب نعى امس خمسة من عناصره سقطوا في المواجهات .
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تحذير أميركي «التهديد للبنان 10 أضعاف حرب 2006»
سباق بين الـ1701 وحمم الجنوب… شيخ العقل: لا للحرب
على وقع الصواريخ والمسيّرات التي لم تهدأ على الجبهة الجنوبية منذ اندلاع حرب غزة قبل 17 يوماً، جاءت أمس زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يرافقه قائد الجيش العماد جوزاف عون الى القطاع الغربي من هذه الجبهة، بهدف إعلان موقف واضح بالتزام القرار الدولي الرقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006 التي ألحقت بلبنان دماراً هائلاً وخسائر فادحة بشرية ومادية. وهذا القرار هو الملاذ اليوم لتجنيب لبنان أضراراً «تبلغ 10 أضعاف» الحرب السابقة، بحسب تحذيرات أميركية للمسؤولين اللبنانيين. فهل هناك إمكانات الآن لتطبيق هذا القرار؟
وفقاً لمعلومات «نداء الوطن» فإنّ رئيس الحكومة وقائد الجيش خلال زيارتهما مقر قيادة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» في الناقورة، أبلغا قائدها العام الجنرال أرولدو لازارو ساينز الآتي: التزام لبنان القرار 1701، والتأكيد على دور «اليونيفيل» بالتنسيق مع الجيش، ورفض مطلق لاستباحة فصائل فلسطينية جنوب الليطاني، والتزام الحكومة عبر الأجهزة العسكرية والأمنية ملاحقة أي خرق وتحديداً من قبل الفصائل في ما خص إطلاق الصواريخ، والتطمين الى عدم تعرّض «اليونيفيل» لأي اعتداء، واتخاذ اجراءات إضافية في محيط المخيمات، وتحديداً مخيم الرشيدية في منطقة صور لمنع نقل صواريخ الى المنطقة المحيطة، وتحديداً سهل القليلة، حيث تنصب منصات إطلاق الصواريخ نحو اسرائيل».
وتزامناً، مع التحرك الرسمي، صدر أول موقف عن مرجعية اسلامية يحذر من انزلاق لبنان الى الحرب، أعلنه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال اجتماع موسع عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة، في حضور الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وجاء في كلمة الشيخ أبي المنى:» أمام المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان، والتحليلات المتضاربة حول احتمالِ توسُّع الحرب، قلنا بواجب الدفاع عن الوطن اذا ما تم الاعتداءُ عليه، ولكن ناشدنا المقاوِمين المجاهدين، كما ناشدهم وليد بك، بألّا يُستدرَجوا إلى الحرب، لأن كلفتها ستكون باهظة جداً على بلدٍ كلبنان يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتُّتٍ سياسي وانهيار مالي واقتصادي، إذ هو في حاجة الى علاج داخلي قبل أن يدخل في علاج الخارج، مع الاحتفاظ بهيبة المقاومة والاستعداد لأي طارئ، وإذّاك فكلُّنا نكون معنيّين بواجب الدفاع والاحتضان والوحدة الوطنية».
أما جنبلاط فقال: «الهجوم مُمكن (على غزة) وقد يرتدّ الى الداخل اللبناني، لذلك شعاري، وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من خلال الوزير السابق غازي العريضي، أن لا نُستدرج الى الحرب، فاليوم في الجنوب الحرب »ماشية» ولغاية الآن هناك 28 شهيداً لـ»حزب الله»، لكن من أجل عدم توسيع رقعة الحرب وتجنيب الداخل (الدمار)، اجتمعت بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق على نصح «الحزب» بأن لا نُستدرج، لكن طبعاً الأمر لا يعود فقط الى «الحزب»، هناك أيضاً ماذا تريد اسرائيل، وقد تكون نواياها عدوانية».
ووسط هذه المخاوف، أفادت أوساط مرجع سياسي «نداء الوطن» أنّ الموقف الأميركي «صار واضحاً وشديد الحرص على تحييد لبنان وابقائه في منأى عن الحرب الحاصلة». ودعت واشنطن في اتصالاتها بالمعنيين في لبنان على أعلى المستويات الى «وجوب ان تمارس كل الضغوط السياسية لمنع «حزب الله» من فتح الجبهة اللبنانية على مصراعيها. وإذا فتحت فسنشهد تكراراً لحرب عام 2006، ولكن هذه المرة عشرة أضعاف»، على حد تعبير هذه الأوساط. وشددت على «بذل كل الجهود لئلا تتمدد حرب غزة، فتبقى الأمور تحت السيطرة في لبنان».
على صعيد متصل، أفيد ليل أمس أنّ السفارة السعودية في لبنان أجلت عائلات ديبلوماسييها عبر مطار بيروت على متن طيران سلاح الجو السعودي. وعلمت «نداء الوطن»، أنّ سبب إجلاء عائلات الديبلوماسيين السعوديين يعود الى التظاهرة التي شهدها محيط السفارة في بيروت قبل 3 أيام.
الى ذلك، يعقد السفراء العرب المعتمدون في لبنان اجتماعاً استثنائياً اليوم في سفارة فلسطين لمتابعة تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
قصف متبادل عند حدود لبنان الجنوبية… و6 قتلى جدد لـ«حزب الله»
نزوح 19 ألفاً من المنطقة الحدودية مع إسرائيل
تراجعت حدّة المواجهات عند الحدود الجنوبية بين إسرائيل و«حزب الله»، في وقت وصل عدد القتلى من عناصر الحزب إلى 35 مع إعلانه في الـ24 ساعة الأخيرة عن مقتل ستة مقاتلين.
وبعدما سيطر الهدوء الحذر صباح الثلاثاء، سجّلت ظهراً غارة إسرائيلية على أطراف بلدة يارون أشارت المعلومات إلى أنها استهدفت سيارة في المنطقة، في حين قال إعلام إسرائيلي: إنه أحبط محاولة إطلاق صواريخ من لبنان.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش نفّذ غارة بطائرة مسيّرة ضد شخص حاول إطلاق صواريخ من الجانب اللبناني، على مقربة من بلدة برعام شمال إسرائيل.
وشنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش ليعود بعدها «حزب الله» ويستهدف موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أن طائرة تجسس أطلقت ثلاثة صواريخ في محلة سدانة خراج بلدة كفرشوبا – قصاء حاصبيا، وأفادت كذلك، باستهداف موقع عسكري للجيش الإسرائيلي قرب مستعمرة المنارة على الحدود الجنوبية بصاروخ موجه.
ومساءً، قصف الجيش الإسرائيلي منطقة «الرويسة» عند أطراف بلدة حولا الحدودية، وسجل سقوط ستة صواريخ في حولا، بحسب «الوكالة»، مشيرة إلى سقوط قذيفتين فوسفوريتين قبالة مستشفى ميس الجبل بين موقعي العباد والمنارة.
وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، أعلن «حزب الله» في بيانات منفصلة عن مقتل ستة مقاتلين ليصل بذلك، عدد القتلى في صفوف الحزب، المعلن عنهم، إلى 35، منذ بدء الحرب على غزة.
وسمح الهدوء الحذر بعودة عدد من العائلات اللبنانية من أماكن نزوحها إلى منازلها لتفقدها والنظر في إمكان البدء بموسم قطاف الزيتون. في حين لا تزال المدارس الرسمية والخاصة المتاخمة للخط الأزرق مقفلة.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أنه «بين 10 و21 أكتوبر (تشرين الأول) نزح نحو 19 ألفاً و 646 شخصاً غالبيتهم من مناطق جنوب لبنان ومناطق أخرى في البلاد بسبب الأحداث على الحدود الجنوبية».
********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : لقاء تشاوري يُمهِّد للمّ الشمل الحكومي .. والرئاسة تتحرّك وباسيل الى بنشعي
فيما كل الاهتمامات والانظار مشدودة الى الحدود الجنوبية التي لم تهدأ فيها المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي والى غزة التي تشهد يومياً مزيداً من المجازر التي ترتكتبها آلة الحرب الاسرائيلية منذ عملية «طوفان الاقصى»، عاد الاهتمام الداخلي يتركّز على الاستحقاق الرئاسي في ضوء الحراك التشاوري لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي سيحط رحاله اليوم في بنشعي ليلتقي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في لقاءٍ هو الاول بينهما منذ لقائهما الشهير العام الماضي مع الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. فيما ينعقد لقاء وزاري تشاوري قد يعمد لِلم الشمل الحكومي استعداداً لمواجهة كل الاحتمالات.
تواصلت امس المواجهات على الجبهة الجنوبية فهاجمت المقاومة بالاسلحة الصاروخية والمدفعية مزيداً من المواقع والثكن العسكرية الاسرائيلية المطلة على الاراضي اللبنانية، فيما قصف الاسرائيليون عددا من القرى الحدودية، واستمر الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي أمس في التحليق فوق قرى القطاع الغربي، فيما تعرّضت أطراف بلدتي حولا وكفرشوبا لقصف إسرائيلي، وأفيد عن سقوط قذيفتين فوسفوريتين عند أطراف بلدة ميس الجبل.
وأعلن «حزب الله» الذي سقط له أمس مجموعة شهداء، استهدافه موقع خربة المنارة وثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية، وحقق فيه إصابات مباشرة». وقد ردّ الجيش الاسرائيلي بقصفِ محيط بلدات عيتا الشعب وحولا وميس الجبل ويارين ومروحين وعلما الشعب. وطاول القصف «مدرسة عيتا الشعب الرسمية. كما أفاد عن قصف طائراته الحربية لـ«خلية إرهابية» في منطقة مزارع شبعا المتنازَع عليها، ولمجموعة أخرى «حاولت إطلاق صاروخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية».
وفيما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي يصعد في وجه «حزب الله» وينقل عددا كبيرا من قواته إلى الجبهة الشمالية الحدودية مع لبنان، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية: «يبدأ الجيش الإسرائيلي تدريبًا عسكريًا الليلة (أمس) في مدينة كريات شمونة بالقرب من الحدود مع لبنان»، مضيفة انّ «إسرائيل تتخذ خطوات للتحضير لمعركة متصاعدة ضد «حزب الله»، وقد تم نشر قوات كبيرة جداً في الشمال».
وكتب نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر منصة «اكس»: «حزبُ الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزّة وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِّرهُ مطلوباً في المواجهة». واعتبر ان «العدوان الإسرائيلي على غزة ليس حرباً، بل قتلٌ للمدنيين والأطفال والنساء وتدميرٌ للبيوت، وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلاً عن الكيان الإسرائيلي. طوفان الأقصى حقّق هزيمة إسرائيلية لا تُمحى، وتبنِّي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى».
ماكرون يحذّر
في غضون ذلك أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقاءاته في تل ابيب امس مع الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انه «سنبذل كل ما في وسعنا لإعادة الأمن والاستقرار لإسرائيل والمنطقة». وكشف «أننا أرسلنا رسائل واضحة لـ«حزب الله» ومجموعات اخرى قد تريد الانخراط في الصراع». ورأى أنّ «حزب الله والنظام الإيراني ومن يهدد إسرائيل عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع».
وفيما قال هرتسوغ «إذا جَرنا «حزب الله» للحرب فإن لبنان سيدفع الثمن»، حذّر نتنياهو «الحزب» من «الندم في حال ارتكب خطأ المشاركة في هذه الحرب»…
الموقف الايراني
في المقابل، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي أمس عن تلقّي طهران رسالتين من واشنطن بأنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وتطالب ايران بضبط النفس. وقال عبد اللهيان إن بلاده «لا تسعى الى توسيع دائرة الحرب في المنطقة، لكن مواصلة قتل النساء والأطفال ستؤدي إلى نفاد صبر قوات المقاومة وشعوب المنطقة». وأكد أن إيران تعتقد أن المقاومة حق مشروع للفلسطينيين، وتعتبر «الكيان الصهيوني كياناً محتلاً، ويحق لأي شعب أن يواجه الاحتلال عبر المقاومة المسلحة للوصول إلى حقوقه، وهو ما يتماشى مع القوانين الدولية». وقال: «المنطقة أصبحت مثل برميل بارود، وكل الاحتمالات واردة في أي لحظة».
جولة ميقاتي
وفي هذه الاجواء زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجنوب امس برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون، حيث تفقد مقاراً عسكرية وقيادة قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل)، وأكد التزام لبنان «تطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وإرساء الأمن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية».
وخاطب ميقاتي العسكريين اللبنانيين قائلاً: «حضورنا الى هنا اليوم رسالة معبّرة بأنكم الأساس في حماية الوطن والذود عن كرامته». واشار الى انّ «كل الأطراف جرّبت وتجرّب الخيارات الجانبية التي تشكل خطاً موازياً مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الأطراف عادت ولو بعد حين الى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها».
من جهته، قال القائد العام لقوات «اليونيفيل» الميجور جنرال أرولدو لاثارو: «اشتّد النزاع خلال الأسبوعين الماضيين، وهذا مصدر قلق حقيقي». وأضاف: «علينا أن نضاعف جهودنا للحفاظ على الاستقرار الذي عملنا جميعاً بجدّ من أجله طوال الأعوام الـ17 الماضية. ويجب علينا أن نتجنّب نشوب نزاع أوسع نطاقاً من شأنه أن يعرّض أعداداً أكبر من الناس للخطر».
… وجولة باسيل
سياسياً، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته التشاورية على المرجعيات الرسمية والقيادات السياسية، فزار امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرضا للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والامنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي.
وأكد باسيل بعد اللقاء «إننا لا نريد أن يجرّ لبنان الى حرب هو لا يريدها». وقال: «لا يمكن جر لبنان الى حرب إلا إذا اعتدى العدو الاسرائيلي علينا، عندها سنضطر للدفاع عن أنفسنا»، لافتاً الى أن «لا أحد يريد الحرب وسنعمل كلبنانيين حتى لا تقع، ولكن هذا لا يعني أن نسمح للاسرائيليين بالاعتداء علينا». ورأى أن «عملية تكوين السلطة تؤمّن الانتظام العام بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية»، مُعرباً عن اعتقاده أنه «يمكن أن يكون لنا مقاربة موحّدة للمضي في الموضوع لأن الحرب ستطول وليس مسموحاً لا انتظارها أو حتى انتظار نتائجها، ويجب العمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم»، معتبراً أن «هذا ليس الوقت المناسب لنتحدى بعضنا بل يجب أن نلتفّ على بعضنا لحماية البلاد في وجه أزمة عناصر التفجير فيها كبيرة ومتعددة، وأهمها اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري». وقال: «جهة واحدة تسبّبت بهم وهي مستعدة وقادرة على تفجير الوضع في لبنان».
هجوم تدريجي
وفي المواقف، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال اجتماع موسّع للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة شيخ العقل الطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، انّ «علينا أن نتوقع في حال بدأ الهجوم على غزة، وعندما أقول الهجوم على غزة ليس هجوما سريعا إنما هو تدريجي لأنّ هناك مدينة فوق الأرض دمّرت، وسيحاولون ان يدمروا ما تبقى، وهذا الهجوم سيكلفهم». لافتاً إلى أنه «ممكن ان يرتد الى الداخل اللبناني، لذلك شعاري وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من خلال الوزير السابق غازي العريضي أن لا نستدرج الى الحرب. فاليوم في الجنوب الحرب «ماشية» وحتى الان هناك 28 شهيدا لـ«حزب الله»، لكن من أجل عدم توسيع رقعة الحرب وتجنيب الداخل».
واضاف: «اجتمعتُ مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق على نصح الحزب بأن لا نستدرج، لكن طبعاً الأمر لا يعود فقط الى الحزب، هناك أيضاً ماذا تريد اسرائيل وقد يكون لها نيات عدوانية». وختم جنبلاط: «لا بد أن نتوقع الأسوأ، وهذه المرة استفاق بعض القادة العرب على مقولة قديمة وهي تهجير الفلسطينيين «الترانسفير»، عام 1967 بعدما احتل الإسرائيليون الضفة خرجت أصوات بأنّ شرق الأردن هو البديل واليوم الرئيس المصري تذكّرها».
قلق بالغ
وفي غضون ذلك أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، في تصريح لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية، أنها «تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر اللحظات حرجًا منذ عقود».
وقالت: «للأسف، تتزايد المخاطر على سلام وأمن لبنان والمنطقة، ولكن علينا أن لا نتخلى أبدًا عن آمال إحلال السلام لبلوغ مستقبل أكثر استدامة لشعب لبنان». وإذ لاحَظت بـ«قلق بالغ استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق»، دعت الى «وقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة». وقالت: «أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بنحو كامل».
إجلاء رعايا
من جهة ثانية، وفيما تُجلي السفارة السعودية عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت بواسطة طيران السلاح الجوي السعودي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الاميركية قولهم انّ «600 ألف من مواطني الولايات المتحدة الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان، يشكلون مصدر قلق لهم». وقالت ان «عملية إجلاء هؤلاء تُمثّل أسوأ سيناريو على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة».
وكشفت أن «إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإمكانية أن يكون مئات الآلاف من الأميركيين بحاجة لإجلاء من الشرق الأوسط، في حال عدم احتواء سفك الدماء في غزة»، وفقاً لما قاله 4 مسؤولين مطّلعين على خطط الطوارئ الخاصة بالحكومة الأميركية.
وذكر المسؤولون، الذين تحدثوا إلى الصحيفة شريطَة عدم الكشف عن أسمائهم، أن «الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان يثيرون قلقاً على نحوٍ خاص، وذلك على الرغم من تأكيد المسؤولين أن عملية إجلاء بهذا الحجم تعد أسوأ السيناريوهات، في حين أنّ الاحتمالات الأخرى تبدو أكثر ترجيحاً. وقال أحدهم: «من غير المسؤول ألا تكون هناك خطة لكل شيء».
لقاء تشاوري
حكومياً، وفي خطوة تلت زيارة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لدمشق ولقائه مع نظيره السوري فيصل المقداد، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوزراء الى لقاء تشاوري يُعقد الرابعة بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية في حضور جميع الوزراء بمَن فيهم المقاطعين للعمل الحكومي وجلسات مجلس الوزراء تحديداً.
والى ما سيطرحه ميقاتي في شأن نتائج زيارته للجنوب أمس واللقاء الذي جمعه بقائد الجيش العماد جوزف عون والضباط الكبار من قادة الالوية في الجنوب، سيطلع الوزراء على تقرير سيقدّمه بوحبيب عن زيارته لدمشق وسيناقش المجتمعون مضمونه وما انتهى إليه اللقاء من سلة الافكار المتداولة والمطروحة للبحث في ملف اعادة النازحين السوريين إلى أراضيهم، وما يمكن ان تقوم به الدولتان على هذا المستوى.
وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي سيضع الوزراء مجتمعين، بمَن فيهم المقاطعون لجلسات مجلس الوزراء من باب ما انتهى اجتماعه الاخير مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، حيث تناول البحث خلاله آليةً لتعزيز العمل الحكومي من باب مقاربتها الضرورية والحتمية لمواجهة التطورات الدراماتيكية في البلاد خصوصاً ان وقعت الحرب بعد استدراج لبنان اليها.
كلاس لـ«الجمهورية»
وعشية الجلسة عبّر وزير الشباب والرياضة جورج كلاس لـ«الجمهورية» عن ارتياحه للدعوة الى اللقاء الوزاري التشاوري اليوم، خصوصاً ان صَحّت الاجواء التي تقول بضرورة احياء عمل الحكومة بجميع اعضائها فلا يبقى النقاش قائما حول النصاب القانوني او خلاف ذلك.
وأضاف: لا بد من التوقف امام ما عبّر عنه النائب باسيل أمس الأول في شأن الظروف الاستثنائية التي توجِب تفعيل مؤسسات الدولة، والحكومة في مقدمة هذه المؤسسات التي ألقيت على عاتقها مواجهة ما هو مُرتقب من تطورات على امل ان تنجح الاتصالات والضغوط الجارية لمنع الانزلاق الى ما يهدّد الوطن وسلامة ابنائه». وتمنى «أن يشكّل هذا الاجتماع محطة أساسية ومقدمة لاستعادة مجلس الوزراء نشاطه بجميع أعضائه»، لافتاً الى «انّ الوزراء المقاطعين متجاوبون دائما مع قرارات الحكومة ولو لم يشاركوا في جلسات مجلس الوزراء وهم يوقّعون المراسيم الصادرة عن الحكومة بعد ان يلبّي المجلس مجتمعاً ما يطالبون به، كلّ في إطار مهماته واختصاص وزارته على رغم من تغيّبهم ومقاطعتهم جلساتها».
******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
القلق يتزايد من الجنوح للحرب.. وشهداء جدد في المواجهات المباشرة
بري يستعد لإستئناف برنامجه للحوار.. وباسيل في بنشعي والشمال اليوم
في ذروة الحرب على قطاع غزة، وعموم مناطق السلطة الفلسطينية، امتداداً إلى الحدود مع لبنان. دخلت الإجراءات السياسية والاحترازية والوقائية في سباق مع مخاوف جديّة من انضمام لبنان على نطاق واسع لجهة الحرب. أو فتح ما يسمى بالجبهة الثانية أو الجهة الشمالية (بتعبير اسرائيلي – أميركي – غربي).
ولم يغفل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الإشارة، من تل ابيب، حيث انضم إلى جوقة الغرب الدولية المعادية لحماس والداعمة للبربرية الإسرائيلية ، الإشارة، بعد لقاء بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية، إلى أن بلاده بعثت «برسائل تحذير إلى حزب الله من مغبة التدخل في الحرب».
وافادت أوساط سياسية لـ «اللواء» أن المعارضة انطلقت في تحرك لا يختلف عما طرحته في مجلس النواب من خلال رفض جر لبنان إلى الحرب وتوقعت أن تتصاعد وتيرة هذه المطالبة في الأيام المقبلة كما أن ينضم إلى افرقاء المعارضة افرقاء آخرون يخشون من سيناريو أسوأ من حرب تموز العام ٢٠٠٦ .
وأوضحت هذه الأوساط أن الحديث عن مهلة نهاية الأسبوع الحالي لمعرفة كيفية تطور الأمور على جبهة الجنوب بالتحديد ليس دقيقا لاسيما أن هذه المسألة مرتبطة بما يستجد على جبهة الجنوب . إلى ذلك أشارت إلى أن الحركة الداخلية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل متواصلة وهناك لقاءات يعمل على تثبيتها في وقت لاحق.
وطرحت جولة باسيل سلسلة من الأسئلة، في مقدمها: مراحل كسر الستاتيكو، وإعادة الوضع الداخلي إلى التلاحم، لو بالحد الأدنى.
وقالت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر، أن لقاء باسيل مع بري في عين التينة، كسر المقاطعة، وفتح الباب أمام رئيس المجلس للتحضير إلى جلسات حوار إذا ما ارتأى من مصلحة وضرورة لذلك، للتفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية يعزز الوحدة الوطنية بمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه البلد.
ميقاتي في الجنوب : إلتزام القرارات الدولية
وسط ذلك، بدا الموقف اللبناني ثابتاً لجهة الإلتزام بالقرارات الدولية، وبدور قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) شدد عليه الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كانت له محطة في الجنوب من صور إلى مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة، وتفقد ميقاتي في مشاركة قائد الجيش العماد جوزاف عون منطقة القطاع الغربي، للاطلاع على الاوضاع أو مهام الجيش بالتنسيق مع اليونيفيل.
واستهل ميقاتي في جولته بزيارة مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش في ثكنة بنوا بركات».. ثم انتقل برفقة العماد عون إلى مقر قيادة اليونيفيل المؤقتة في الناقورة، واجتمع مع القائد العام للطوارئ الجنرال أرلدو لازاروساينز بحضور مقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة.
وفي كلمته بعد انتهاء الجولة، خاطب ميقاتي العسكريين بالقول: أتينا إلى هنا كرسالة بأنكم الأسير في حماية الوطن، ولكم الفضل في الإبقاء على الدولة وشرعيتها ومؤسساتها وإليكم تشخص العيون في الداخل والخارج.
وأكد قائد الجيش أن المؤسسة العسكرية تحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية.
ويعقد الرئيس ميقاتي لقاء تشاورياً مع الوزاء للتطرق إلى الاوضاع الراهنة في ضوء الاتجاه لعودة وزراء تكتل لبنان القوي إلى الانتظام الحكومي.
جولة باسيل لانتخاب رئيس بالتفاهم
وفي اليوم الثالث لجولاته، يزور باسيل بنشعي، ويلتقي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، للتشاور في سلسلة من الافكار يجري التكتم حولها، لكنها تتعلق، كما أشارت «اللواء» في عدد أمس أن الرئاسة الأولى في صلب المشاورات.
كما يزور باسيل كتلة الاعتدال الوطني وكتلة الوفاق والنائب فيصل كرامي.
وكان باسيل، في اليوم الثاني لجولته، زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والامنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلا عن الاستحقاق الرئاسي. بعد اللقاء قال باسيل: «العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة».
وأضاف: «لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا». واعتبر باسيل أن «اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ.» وأشار إلى أن «الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي».
ودعا تكتل لبنان القوي إلى بلورة موقف وطني، معتبراً أن من حق الفلسطيني المقاومة في أرضهم وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم واستقرارهم مقدس، رافضاً أي عمل من شأنه استدراج الحرب إلى لبنان، والتقيد بدعم المقاومة في حال اعتدت اسرائيل.
قلق جنبلاطي
وتخوف النائب السابق وليد جنبلاط من أن نُستدرج إلى حرب ، قد تكون أقسى من العام 2006، وكشف أنه لا بد من ترميم الحكومة، وإجراء تعيينات في المؤسسات الأمنية، لا سيما قيادة الجيش ورئاسة الأركان والتمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزاف عون.
وأشار إلى أن لديه «قلق كبير على لبنان» معتبراً أن الحزب ما يزال يمسك بزمام الامور في الجنوب».
وقال رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بعد اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي: ان العالم الغربي ضدّنا وبعض المعلّقين في لبنان يقولون إنّ ما يحصل في غزّة مؤامرة إيرانية وطهران استفادت ولكن هل قام أحد من العرب بمساعدة «حماس» من مال عربي؟ وشدد على اننا مع مقولة الأرض مقابل السلام بتسوية ولكن هل بقي شيء من تلك الأرض كي نطرح السلام؟ واعلن ان «الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني، ولذلك كان التواصل مع «حزب الله» بألا نُستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب «ماشية» ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعته.
شيا في معراب
دبلوماسياً، زارت السفيرة الاميركية دورثي شيا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرضت وجهة نظر بلادها مما يجري في غزة وضرورة عدم فتح جبهة جديدة في لبنان.
وفي سياق دبلوماسي آخر، أجلت السفارة السعودية في بيروت عوائل الموظفين الديبلوماسيين عبر مطار رفيق الحريري الدولي على طيران السلاح الجوي السعودي.
الغذاء إذا فرص الحصار
غذائياً، أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام، أن القطاعات على اختلافها على أهبة الاستعداد لمواكبة أي ظرف طارئ، وكشف أن وزارته أجمعت مع منظمات دولية للمساعدة في حال ضرب حصار بحري على لبنان.
وتناول مخزون الطحين والقمح، وقال أن اجراءات تتخذ في الايام القليلة المقبلة، تسهل الاستيراد بشكل أسرع.
الوضع الميداني
ولليوم السابع عشر على التوالي يبقى الترقب سيد الموقف، في ضوء المواجهات المباشرة الجارية على طرفي الحدود بين الجيش الاسرائيلي والمقاومة، التي زفت مجموعة جديدة من الشهداء في المواجهات الجارية في القطاعات الثلاثة من الغربي والاوسط، والشرقي.
واستهدفت مدفعية العدو المناطق المحيطة بمدرسة عيتا الشعب ومنطقة الشيخ زين في مروحين، إضافة إلى قصف طاول بعض المنازل في قضاء مرجعيون. كما استهدفت طائرات مسيرة معادية محيط بلدة كفر شوبا، واستهدفت مدفعية العدو السيارات المدنية في عدد من القرى.
وتحدثت المقاومة الاسلامية عن أن مجاهديها هاجموا ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجهة والقذائف المدفعية، وحققوا فيها إصابات مباشرة، كما أعلنت عن مهاجمة موقع خربة المنارة بالاسلحة الصاروخية الموجهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة.
وشيع حزب الله على امتداد قرى في الجنوب والبقاع مجموعة من شهدائه الذين سقطوا بالمواجهات الميدانية على طول المواقع في الجنوب.
********************************
افتتاحية صحيفة الديار
تغيير في اللهجة الاميركية حيال لبنان… واشتباكات عنيفة في الجنوب
ماكرون سياسي مغاير في تل ابيب… وعين عباس على مبادرة فرنسية لعقد مؤتمر للسلام – صونيا رزق
في الوقت الذي تشتد فيه وتهدأ وتيرة الحرب والمعارك في غزة وجنوب لبنان، بدأت الضغوط الديبلوماسية تلعب دورها بطرق غير مباشرة ، سعياً لمنع توسيع دائرة المواجهات الى حرب في المنطقة، فيما تواصل «اسرائيل» التهديد اليومي بحرب طويلة الامد، قد تمتد الى ستة اشهر ضمن حرب شاملة تتوقف مداها، وفق ما يحصل في غزة كما تقول، لكن تكرار هذا الكلام على مدى الدقائق والثواني، أطلق العنان لمواقف مغايرة لإبجاد طريقة للجم كل ما يجري، بسبب الخسائر التي منيت بها، لذا تستعمل هذه الطرق لكسب المعنويات المصطنعة.
ويأتي ذلك مع تراجع حدّة اللهجة الاميركية عبر وسطاء، للطلب بعدم دخول لبنان في الحرب وإشعال الجبهة الشمالية من قبل المقاومة، مع تذكير اميركي للاسرائيليين منذ ايام قليلة بعدم إجتياح غزة، لانّ المعركة ستكلفهم كثيراً، واعلان وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن خلال اجتماع مجلس الأمن، «بأنّ الولايات المتحدة لا تسعى الى نزاع مع إيران، ولا نريد لهذه الحرب أن تتسع، ولكن إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها القوات الأميركية في أي مكان، فسندافع عن مواطنينا». الامر الذي رأت فيه مصادر سياسية متابعة لمجريات الاحداث تغييراً نوعاً ما في الموقف الاميركي، مع ضرورة وضع حد لكل تلك الجرائم الوحشية، التي لم ترحم المستشفيات والكنائس في غزة ، على الرغم من إعلان وزارة الصحة في القطاع، الإنهيار التام لكل المستشفيات.
وعلى خط لبنان، واصلت باريس تحذيراتها له من حرب اسرائيلية حتمية ضده، فيما رأى الرئيس ايمانويل ماكرون من ناحية اخرى، انه من الضروري ان يعود قريباً الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، لحث المسؤولين اللبنانيين على إنتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن، لأن الخطر كبير جداً على لبنان، كما قال.
في التحرّك الدولي، زار ماكرون امس تل ابيب، والتقى بنيامين نتنياهو ضمن مؤتمر صحافي مشترك، دعا ماكرون خلاله الى مواجهة «الإرهاب» وإعطاء الأمل، وقال: «فرنسا ستدعم « إسرائيل «في حربها وما حدث لن يُنسى أبدا»، كما دعا الرئيس الفرنسي إلى عدم توسيع نطاق النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، مشدداً على أن إطلاق سراح الرهائن هو الهدف الأول.
وواصل ماكرون سياسته المغايرة في تل ابيب معتبراً «ان حزب الله وايران ومن يهدّد «إسرائيل» عليهم عدم تشكيل خطر، يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع». وعلى أثر هذه التصريحات قام متظاهرون في رام الله بحرق صور الرئيس الفرنسي وهتفوا ضد زيارته للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي سيطلب من نظيره الفرنسي تقديم مبادرة سياسية، تقوم على عقد مؤتمر دولي للسلام، على أساس «حل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة.
فرونتسكا: لوقف التصعيد في المنطقة
وعلى خط مواز، إعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، أن المنظمة تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره، في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر اللحظات حرجاً منذ عقود، وذكّرت في تصريح لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، بأن الهدف الرئيسي للأمم المتحدة، التي تضم في عضويتها 193 دولة، هو تجنيب الأجيال المقبلة مآسي الحروب، وقالت: «للأسف، تتزايد المخاطر على سلام وأمن لبنان والمنطقة، لكن علينا ألا نتخلى أبدًا عن آمال إحلال السلام لبلوغ مستقبل أكثر استدامة لشعب لبنان»، ودعت الى وقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة.
ميقاتي والعماد عون في الجنوب
في المواقف، تفقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يوم امس، بمشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربي في الجنوب، للاطلاع على الاوضاع والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات «اليونيفيل». وكانت زيارة لمقر قيادة القطاع، ثم انتقلا الى مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، حيث جدّد ميقاتي المطالبة بوقف اطلاق النار في فلسطين، ووقف الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، مؤكداً انّ خيارنا هو السلام وثقافتنا ترتكز على الحق والعدالة، والقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة. وكان ختام الجولة في مقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة.
من جهته أكد قائد الجيش بأنّ الدفاع عن لبنان واجب طبيعي، ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدّده، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأشار الى أنّ المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع، وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل.
مسؤول امني: لا حرب على لبنان
ورداً على التهديدات الاسرائيلية المتكرّرة، وبشكل يومي ومن قبل كل المسؤولين هناك، اعتبر مسؤول امني بأنّ كل التهديدات ليست سوى كلام لا يقدّم ولا يؤخر، والاسرائيلي اثبت انه جبان وما نراه يؤكد ذلك، وقال لـ»الديار»: « انّ اغلبية الجنود الاسرائيليين لا يريدون الحرب، لكنهم اُجبروا عليها، خصوصاً المجندين، مؤكداً بأن لا حرب على لبنان، لان الاثمان لديهم ستكون باهظة والخسائر هائلة جداً، لذلك يطلقون «المراجل» لا اكثر ولا اقل.
ورأى المسؤول الامني أنّ نتنياهو في مأزق كبير اليوم، بسبب إنعدام الثقة بينه وبين المؤسسة العسكرية، وهنالك خوف من الخسائر التي تنتظره، لانه يشعر بأنّ موقعه مهدّد، ويخاف على ففدان مركزه السياسي اكثر بكثير من خسارته للحرب.
اليوم الجنوبي: اعتداءات اسرائيلية متواصلة
امنياً وكما كل يوم واصل الجيش الاسرائيلي قصفه القرى الجنوبية، ومنها أطراف بلدتي حولا وميس الجبل ومحيط كفرشوبا، واستهدفت مسيّرة إسرائيلية منطقة كفرشوبا بـ3 صواريخ. كما شنّت غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش، وقد رد حزب الله على الغارة الاسرائيلية، فاستهدف موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب وأصابه إصابة مباشرة، إضافة الى إستهدافه موقع هرمون، وفتحت الاشتباكات ليلاً بصورة عنيفة في المناطق المذكورة، بالتزامن مع غارة اسرائيلية بين بلدة حلتا وكفرشوبا، واخرى بين رميش وعيتا الشعب، كما أطلقت قوات «اليونيفيل» صافرات الإنذار في مواقعها في الناقورة وعلما الشعب واللبونة.
المونسنيور ابو كسم: لا قمة روحية مسيحية – اسلامية راهناً
روحياً، وفي الوقت الذي تردّدت فيه معلومات عن إنعقاد قمة روحية مسيحية – اسلامية فور عودة البطريرك بشارة الراعي من الخارج ، لبحث الوضع المستجد والخطير في غزة وجنوب لبنان، اوضح مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم لـ»الديار» بأن لا صحة لما يقال في هذا الاطار وفي هذه الظروف، وقال: «لقد سبق للبطريرك الراعي ان طرح هذه الفكرة خلال زيارته الاخيرة الى بلدة شانيه ولقائه شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى، حيث طلب منه التحضير لهذه القمة، لكن سننتظر ونرى، واشار الى انّ الديبلوماسية قائمة منذ ايام ونأمل خيراً، مستبعداً حصول الحرب الواسعة.
لقاء تشاوري حكومي اليوم
حكومياً دعا الرئيس ميقاتي الوزراء الى لقاء تشاوري عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، للاطلاع على نتائج زيارة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الى سوريا، وبحث التطورات الراهنة.
شائعات عن مطار بيروت… والحسن يوضح
وفي إطار الشائعات المغرضة، أكد المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، أن حركة المغادرة طبيعية في مطار بيروت الدولي، بالمقارنة مع المواسم السابقة. وقال: «ما يشاع عن اخلاء السوق الحرة وتوقف العمل في المطار غير صحيح»، معتبراً أن الهواجس في ما خص الرعايا مبرّرة، لكن 90 في المئة من شركات الطيران تتقيد برحلاتها بشكل طبيعي.
السفارة السعودية تجلي عوائل الديبلوماسيين
وليلاً قامت السفارة السعودية بإجلاء عوائل الموظفين الديبلوماسيين، عبر مطار بيروت على طيران السلاح الجوي السعودي.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تهرب من الهجوم البري الى تسعير حملة الإبادة
في اليوم الـ18 من الحرب على غزة، واصل الطيران الإسرائيلي قصف المدنيين بلا هوادة، ووثقت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع خلال الساعات الماضية 47 مجزرة خلفت 704 شهداء، وهو ما يرفع الحصيلة الإجمالية خلال أسبوعين إلى نحو 5800 شهيد، جلهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 15 ألف مصاب.
وشهدت الساعات الماضية تطورات دامية في قطاع غزة، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن القصف استهدف أيضا عددا من المنازل في مخيم خان يونس، ومنطقة القرارة، وفي رفح جنوبي القطاع، وفي جباليا البلد شمالي غزة، وبجوار مستشفى شهداء الأقصى، وفي مخيم البريج وسط القطاع.
وأفاد مصدر طبي باستشهاد 23 شخصا بغارات إسرائيلية على منازل في البريج ودير البلح وسط قطاع غزة. كما استشهد 10 آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في رفح جنوبي القطاع.
كما أفاد مصدر طبي بسقوط 53 شهيدا بينهم أطفال بغارات إسرائيلية استهدفت منازل في خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 3 مجازر في الساعات الأخيرة في مخيمي الشاطئ وجباليا وحي الشيخ رضوان.
ومع تواتر المجازر بحق المدنيين والتدمير الشامل للأحياء السكنية في غزة، يزداد الوضع الإنساني تدهورا، حيث أعلنت وزارة الصحة بغزة الانهيار التام للمنظومة الصحية في المستشفيات، في حين ارتفع عدد النازحين بالقطاع إلى نحو مليون و400 ألف.
وفي الجانب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي إن أمامه أسابيع طويلة من العمليات العسكرية في إطار ما يصفه بالرد على عملية “طوفان الأقصى” -التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس– وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، بينهم 308 عسكريين، وأسر أكثر من 200 آخرين.
أوضح رئيس الأركان أن الجيش سيتخذ قراراً بشأن المرحلة التالية من القتال بالاشتراك مع القيادة السياسية.
وقال رئيس الأركان إن الجيش متأهب لإمكانية اتساع جبهة القتال، بما في ذلك عند الحدود مع لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش “مستعد وعاقد العزم” على خوض المرحلة التالية من الحرب وينتظر التعليمات السياسية. وأضاف أن إسرائيل تتعلم من التجربة الأميركية في الشرق الأوسط، لكن “حربنا تقع على حدودنا وليس على بعد آلاف الأميال من إسرائيل”، مضيفاً أنه يتوقع أن يستمر القتال حتى الأسابيع المقبلة.
في المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها جددت قصف تل أبيب وبئر السبع ردا على استهداف المدنيين، كما قصفت أيضا مدينة أسدود.
في الوقت نفسه، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت موقعي كيسوفيم والعين الثالثة في غلاف غزة بدفعة صاروخية، كما استهدفت حشودا عسكرية في كفار غزة.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن دفعة الصواريخ الأخيرة من غزة أصابت منزلين على الأقل بمستوطنة ألفي مناشيه.
وأفيد بأن دفعة صاروخية جديدة من قطاع غزة استهدفت تل أبيب ومطار بن غوريون ومنطقة بئر السبع في النقب.
“أكسيوس”: إسرائيل مستعدّة لتأجيل غزو
غزة لمناقشة إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن
صرح مسؤولان إسرائيليان لموقع “أكسيوس” الأميركي، أنّ “إسرائيل مستعدة لتأجيل الغزو البرّي لغزة لبضعة أيام للسماح بإجراء محادثات حول إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن، الذين تحتجزهم حماس هناك”.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أنّه “تريد إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بذل كل جهد لمحاولة إخراج الرهائن من غزة. وإذا اقترحت حماس حزمة كبيرة، فسنكون بالطبع مستعدين للقيام بأشياء في المقابل”.
ولفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنّ “الإسرائيليين أبلغوا الوسطاء المصريين أنه إذا أرادت حماس التوصل إلى نوع من صفقة الرهائن، فعليها إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم”.
وبحسب “أكسيوس”، يأتي موقف الإسرائيليين بشأن الرهائن في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن دفع تل أبيب نحو تأخير شن حرب برية في غزة.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن من بين الرهائن العديد من الأميركيين العشرة الذين لا يزال مصيرهم في عداد المفقودين في غزة.
ويعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنه من المحتمل أن يكون بعض الرهائن قد قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حماس في غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيليين أنّه “حتى لو تم التوصل إلى صفقة الرهائن، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتخلى عن خططه لشن هجوم بري في غزة”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :