افتتاحية صحيفة البناء:
كيم جونغ أون في موسكو للقاء بوتين… لتعاون ثنائي استراتيجي… وحالة ذعر في واشنطن
لودريان بدأ جولاته بإعلان تبني مبادرة بري… وتعاون فرنسي سعودي ينتظر شراكة بكركي
انفجار الوضع في عين الحلوة… واجتماعات قيادة فتح وحماس لخطة مشتركة للسيطرة على الوضع
شكّل وصول زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الى موسكو برفقة كبار القادة السياسيين والعسكريين تمهيداً للقاءات قيادية عالية المستوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأركان القيادة الروسية، حدثاً استقطب الأضواء الدولية، في ظل توافق روسي صيني على رفع مستوى التعاون الاقتصادي مع كوريا الشمالية من خارج قرارات سابقة لمجلس الأمن التي تفرض عقوبات على كوريا الشمالية، تعتبرها بكين وموسكو ثمرة مرحلة الهيمنة الأميركية التي لم يعُد جائزاً التسليم بمفاعيلها، ريثما تتوافر شروط إلغائها، ومع الإعلان عن اتجاهات روسية لتعاون استراتيجي مع كوريا الشمالية، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري انطلقت في الغرب وخصوصاً في واشنطن موجة ذعر عبرت عنها التصريحات التحذيرية من خطورة هذا التعاون، خصوصاً على الصعيد العسكري، حيث لدى كوريا الشمالية وفق واشنطن مخزون ضخم من الذخائر المختلفة التي تحتاجها روسيا في حرب أوكرانيا، بينما يمكن لموسكو تطوير القدرات النووية والصاروخية لكوريا الشماليّة بصورة تزيد من مخاوف واشنطن من وجهة استخدامها لفرض معادلات جديدة في شرق آسيا.
لبنانياً، كان الحدث السياسي انطلاق جولة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بعد موجة من الترويج لنهاية الدور الفرنسي لصالح تولّي قطر مهمة التحرك باسم اللجنة الخماسية، لتكشف زيارة لودريان عن أمرين، الأول أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الحوار والجلسات الانتخابية كانت منسّقة مع الجانب الفرنسي بصفته ممثلا للجنة الخماسية، والثاني أن الموقف الفرنسي مشترك مع السعودية، وهو ما أشارت إليه دعوة السفير السعودي العائد من باريس ومشاورات حول لبنان شارك فيها إلى جانب لودريان، لعدد من النواب الى لقاء يشارك فيه لودريان. وقالت مصادر نيابية متابعة للزيارة ولمبادرة الرئيس بري، إن هناك مسعى سعودياً فرنسياً قد يتوج بانضمام بكركي الى المبادرة التي باتت تجمع الرئيس بري الى الجانبين السعودي والفرنسي.
أمنياً، عادت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة الى الواجهة مع ترنّح وقف إطلاق النار، وسط مساع مكثفة بدأت بين قيادتي حركتي فتح وحماس، مع انضمام القياديين عزام الأحمد عن فتح وموسى أبو مرزوق عن حماس إلى هذه المساعي على قاعدة وضع خطة عملية مشتركة للسيطرة على الوضع، وقطع الطريق على تصوير ما يجري في المخيم حرباً بالواسطة بين الطرفين.
وخطفت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الأضواء من المشهد الأمني المتفجّر في مخيم عين الحلوة والخطر الوجوديّ المتأتي من الحدود اللبنانية السورية جراء استمرار موجات النزوح الى لبنان.
وحركت زيارة لودريان ولقاءاته مع المسؤولين الجمود الذي يسيطر على الاستحقاق الرئاسي منذ زيارته الأخيرة في تموز الماضي، ودفع الأطراف السياسية كافة لجولة تشاور جديدة لحسم مواقفها قبيل الخطوة المقبلة التي تتصل بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي وصفها المسؤول الفرنسي بأنه “بداية مسار الحل”.
وعرض لودريان مع الرئيس بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية لا سيما الاستحقاق الرئاسي. وأكد بري بعد اللقاء في عين التينة “أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان”. ونُقِل عن لودريان قوله لبرّي: “ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار».
ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “لودريان جاء الى لبنان كممثل عن اللجنة الخماسية وليس فقط عن فرنسا، وكذلك أجرى مشاورات قبل وصوله الى لبنان مع أعضاء الخماسية ومع السعودية تحديداً، وهناك توافق سعودي – فرنسي على الرؤية تجاه الحل في لبنان، وأيضاً هناك دعم سعودي لجهود لودريان الذي يؤيد مبادرة الرئيس بري للحوار الذي لا بديل له في الوقت الراهن. وهو أي لودريان أبلغ الجميع أن اللجنة الخماسية تؤيد أي حوار بين اللبنانيين لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية”.
ووفق المصادر فإن لودريان لا يملك مبادرة خاصة، بل إن بلاده تدعم وتؤيد مبادرة الرئيس بري الحوارية وسيبذل جهوداً لإقناع كافة الأطراف السياسية والكتل النيابية لتلبيتها على أن تليها جلسات متتالية للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس.
وذكرت مصادر إعلامية أن السفير السعودي وليد البخاري أجرى اتصالات بعدد من النواب ودعاهم الى لقاء عند الرابعة من بعد ظهر غدٍ يحضره الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، ولفتت إلى أن اللقاء الذي دعا اليه السفير السعودي سيقترب كثيراً من توضيح الموقفين الفرنسي والسعودي حيال انتخابات الرئاسة اللبنانية.
وبعد الظهر استكمل الديبلوماسي الفرنسي جولته، فزار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت، وتمّ البحث في الوضع السياسي الراهن وسبل إتمام الانتخابات الرئاسية، في ظل كل الأزمات الضاغطة والملحة. كما تم تأكيد أهمية الحوار كمدخل أساسي وضروري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، وفق ما أشار بيان لـ”المردة”.
وكان لودريان استهلّ لقاءاته مع المسؤولين من السراي الحكومي، حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي جدّد خلال التأكيد “أن بداية الحل للآزمة الراهنة في لبنان يقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان وإتمام الإصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي”. بدوره أكد الموفد الفرنسي أنه “آتٍ الى لبنان لإكمال مهمته”، ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها. وأمل “أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل”.
كما التقى لودريان قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، على أن يزور الخميس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما سيزور معراب والصيفي ويلتقي عدداً من نواب التغيير والمستقلين.
كما التقى لودريان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في المقرّ العام للتيار في ميرنا الشالوحي وبحث معه التطورات والملف الرئاسي.
وجدّد تكتل “لبنان القوي” ترحيبه بكل حوار حقيقيّ مرتبط حصراً بالاستحقاق الرئاسي على أن يتمّ الاتفاق بوضوح على مدته ومكانه وموضوعه وشكله وبشرط أن ينتهي بانتخاب رئيس للجمهورية سواء عبر الاتفاق المسبق على الاسم والرؤية أو عبر جلسات مفتوحة بمحضر واحد الى أن يتم الانتخاب.
وأكد التكتل بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أهمية مشروعي اللامركزية الإدارية والصندوق الإاتماني لأن إنجازهما يشكل قفزة إصلاحية نوعية في النظام اللبناني وفي المعالجات الاقتصادية والمالية ويدعم أي حوار يساهم بإنجازهما. فاللامركزية تحقق للمناطق الإنماء وشفافية الإنفاق، والصندوق يحمي ممتلكات الدولة وأصولها من البيع ويفتح باب الاستثمار فيها مما يرفع من قيمتها ويزيد مداخيلها ويساهم في استنهاض الاقتصاد والتعويض ولو جزئياً على المودعين الذين خسروا ودائعهم في المصارف.
ومساء وزعت السفارة الفرنسية في لبنان بياناً لفتت فيه إلى أن “الممثل الشخصيّ لرئيس الجمهورية الفرنسية جان إيف لودريان يجري زيارة إلى لبنان للمرة الثالثة وتستمرّ حتى 15 الحالي، في إطار مهمته المتمثلة في المساعي الحميدة التي استهلت في شهر تموز الماضي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر”. ولفتت السفارة، الى أن “لودريان سيجري محادثات جديدة تندرج في سياق المباحثات التي أجراها خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان والتي انتخبها اللبنانيون والتي تتحمّل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية”، وشدّدت على أن “لودريان سيؤكد ضرورة الخروج من الأفق السياسي المسدود حالياً، وسيتطرّق مع جميع الجهات الفاعلة، إلى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية الجديد أن يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان وسد الفراغ المؤسسي”.
في غضون ذلك، لم تحجب زيارة الديبلوماسي الفرنسي الضوء عن الاهتمام الرسمي بالأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه خلال اجتماع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وهيئة العمل الفلسطيني المشترك أمس الأول.
وبعد أن سيطر الهدوء الحذر على المخيم قبل ظهر أمس، مع تسجيل بعض الرشقات الرشاشة بشكل متقطّع، استعادت مدينة صيدا صباحاً حياة شبه طبيعية، لكنها انعدمت بعد الظهر مع انهيار الهدنة وبدء جولة قتال جديدة وإطلاق نار كثيف طاول رصاص الاشتباكات مبنى الجامعة اللبنانية وإحدى المطابع من دون تسجيل إصابات، وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا – الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات المخيم. وعصر أمس شنت الجماعات المسلحة المتطرفة المنضوية تحت جند الشام هجوماً كبيراً على كل المحاور واشتدت وتيرة المعارك.
ومساء أمس، عقد لقاء في السفارة الفلسطينية في بيروت بين وفد من حركة فتح برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد ووفد من حماس برئاسة نائب رئيس الحركة في الخارج موسى أبو مرزوق لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة.
ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “المجموعات المتطرفة في مخيم عين الحلوة هي مَن فتح المعركة في المخيم في تموز الماضي ضمن خطّة استخبارية تعمل على تنفيذها دولة إقليمية معروفة تؤمن الدعم المالي لهذه المجموعات لأسباب عدة، ابرزها إرباك الساحة اللبنانية واستخدام المخيم كورقة ضغط ضد حزب الله والرئيس نبيه بري في الملف الرئاسي والتشويش على المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس بري والعمل على إجهاضها للانتقال الى خيارات رئاسية أخرى تسعى هذه الجهة العربية الى تسويقها”. وحذرت المصادر من “خطورة تقدم المجموعات المتطرفة الإرهابية في المخيم وسيطرتها على المخيم ما سيهدد الأمن والاستقرار في المخيم وفي صيدا وفي الجنوب عموماً، الأمر الذي اذا استمرّ سيدفع الجيش اللبناني للتورط بهذه المعركة”، ودعت المصادر “الفصائل الفلسطينية لا سيما حركتي فتح وحماس لبذل الجهود لوقف نزيف الحرب في المخيم والكارثة التي تخلفها على صعيد القتل والتدمير والتهجير”.
على صعيد أمني موازٍ، وبعد القرارات التي اتخذتها الحكومة أمس الأول لجهة أزمة النزوح السوري المتجدد، أعلنت قيادة الجيش أن “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو 1250 سورياً عند الحدود اللبنانية السورية”.
في سياق موازٍ، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية عناصر في حزب الله وممن وصفتهم انهم مموّلوه في أميركا الجنوبية ولبنان على قائمة العقوبات.
ورأت أوساط سياسية أن القرار الأميركي هذا لا ينفصل عن الضغوط التي تمارسها واشنطن والاحتلال الاسرائيلي على حزب الله وقوى وحركات ودول المقاومة في المنطقة، بهدف الضغط على حزب الله في لبنان لفرض تسوية رئاسية تصبّ في المصلحة الأميركية وكذلك فرض الإملاءات والشروط الأميركية الاسرائيلية على لبنان وعلى سورية وفلسطين واليمن وإيران والعراق. ولفتت الأوساط لـ”البناء” الى أن الأميركيين يجمعون كل أوراقهم السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة لمواجهة محور المقاومة ومنعه من التقدّم باتجاه تهديد المصالح الأميركية والوجود الأميركي في المنطقة، وكذلك القيام بأي أعمال عسكرية ضد كيان الاحتلال الذي يشعر بقلق كبير أزاء التحولات الاستراتيجية في المنطقة منذ الحرب في سورية حتى اليوم.
الى ذلك، أقر مجلس الوزراء برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مشروع موازنة 2024. وبعد الجلسة، قال ميقاتي: إقرار موازنة 2024 إنجاز وبطولة. وتابع: إعادة هيكلة المصارف من أهم القوانين المُدرجة في مجلس النواب وحريصون كل الحرص لتخطّي هذه المرحلة الصعبة والمطلوب التعاون من الأطراف كافة. كما رأى أن “لا يمكن إنقاذ لبنان من هذه المرحلة الصعبة إلا بتشابك الأيدي وأدعو إلى مواصلة عقد جلسات حكومية”، داعياً “لإقامة ورشة مع المجلس النيابي تخصّ ملف النزوح لأن هذا الموضوع يخص اللبنانيين جميعاً”.
*****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
المهمة الأخيرة للودريان: الرياض وباريس على موجة واحدة
في زيارته الأخيرة لبيروت، أمس، موفداً فرنسياً لحلّ الأزمة الرئاسية قبل تسلّمه مهمته الجديدة رئيساً لوكالة التنمية الفرنسية في المملكة العربية السعودية، كانت لقاءات جان - إيف لودريان مع عدد من الجهات السياسية باهتة، مع علم الجميع بأن الدبلوماسي الفرنسي لا يحمِل معه سوى «نصيحة الحوار». وهو بدا في حديثه مع من التقاهم وكأنه «يلمّح إلى انتهاء وساطته بالتأكيد على أن اللبنانيين يجب أن يتحاوروا في ما بينهم على قاعدة اشهد أنّي بلّغت»، كما تقول مصادر مطّلعة. وزاد في خفوت وهج الزيارة أنها أتت بعد لقاء في باريس جمع لودريان والوزير السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري، تأكّد فيه أن لا خرق في موقف الرياض، وأكّد السعوديون فيه أن بلادهم غير معنيّة بلبنان إلا في حال تلبية شروطها لجهة مواصفات الرئيس وبرنامج العمل والإصلاحات.
وعلمت «الأخبار» أن العلولا والبخاري التقيا شخصيات لبنانية في باريس، من بينها النائبان وائل أبو فاعور وفؤاد مخزومي اللذان نُقِل عنهما أن «السعوديين أكّدوا أن موقفهم وموقف الفرنسيين أصبحَا واحداً، وأن حل الأزمة الرئاسية غير ممكن إلا من خلال انتخاب رئيس جامع يحظى بقبول غالبية القوى السياسية، ولا يشكّل استفزازاً لأحد».
واستهلّ لودريان زيارته بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكّداً أنه «أتى إلى لبنان لإكمال مهمته»، آملاً في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها بري «بداية مسار الحل». وأفيد أن لودريان قال لبرّي «ندعم مبادرتكم الحوارية»، مشيراً إلى أن تأييده المبادرة لا يعكس موقف فرنسا فحسب بل الدول الخمس المعنيّة بلبنان، «وهي متفقة على موقف واحد هو إجراء حوار بين اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية». فيما أكّد بري بعد اللقاء أن «وجهات النظر متطابقة مع لودريان بأن لا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان». وقال بري أمام زواره إنه تبلّغ موقف الموفد الفرنسي من مبادرته للحوار وتأييده لها قبل أن يصل الأخير إلى عين التينة. وأضاف أنه أطلع لودريان على مبادرته للحوار وشرح آليتها «حرفاً حرفاً»، وأن الدبلوماسي الفرنسي سيحمل موقفه هذا إلى القوى والأحزاب التي سيجتمع بها لحضّها على الذهاب إلى حوار داخلي حول بند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية. تالياً، لم تعد ثمة سوى مبادرة بري للحوار تبعاً للآلية التي حدّدها لها رئيس المجلس «علّ لودريان يُفهِم الذين لا يريدون فهم المبادرة ماذا عليهم أن يفعلوا».
في غضون ذلك، دعا البخاري النواب السُّنّة إلى لقاء في دارته، الخميس، تكريماً لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لمناسبة تمديد ولايته. وشملت الدعوة إلى اللقاء الذي سيحضره الموفد الفرنسي كلّ النواب السُّنّة (باستثناء النائبة حليمة قعقور التي ترفض حضور أي لقاء له طابع طائفي). وقالت مصادر بارزة إن لودريان والبخاري سيبلغان النواب بموقف سعودي - فرنسي مشترك يؤكد أن الرئيس الجديد يجب أن لا يكون مستفزّاً لأحد، بل يجب أن يكون جامعاً لكل المكوّنات ويحظى بموافقة كل الجهات. ومن المرجّح أن «يُنصح» النواب بتأييد الدعوة إلى الحوار، من باب إحراج من يرفضه ومن يعطّل انتخاب الرئيس من جهة، ومن جهة أخرى لدفع بري إلى عقد جلسة انتخاب.
*************************************
افتتاحية صحيفة النهار
لودريان في الدوامة مجدداً: حوار، لا حوار؟
قد يكون ابرز الخلاصات التي تحمل دلالات بارزة حيال الغموض الذي يلف مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق جان ايف #لودريان في اليوم الأول من جولته الثالثة في لبنان، ان السفارة الفرنسية سارعت عصرا، وقبل ان تعمم الخلاصات التي اوحت بان لودريان عاد الى دوامة تجريب المجرب الفاشل في موضوع الحوار، الى استباق نهايات الجولة بالاضاءة على أهدافها بعيدا من موضوع الحوار. حصل ذلك بعدما واكبت اللقاءات الأولى للودريان مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب #ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون تصاعد فوري لمواقف وتسريبات أظهرت بمكان ما لودريان في تقاطع كلي مع مبادرة الرئيس بري الحوارية التي رفضتها المعارضة اسوة برفض طرح لودريان السابق نفسه للحوار الموسع. ولذلك كان لافتا ان البيان الذي أصدرته السفارة الفرنسية، وهو الأول عن مهمة لودريان بعد بدء ولاية السفير الفرنسي الجديد هيرفيه ماغرو في بيروت لم يتضمن أي إشارة الى موضوع او اقتراح الحوار خلافا للكلام المحلي الذي سبق صدور البيان.
وقد أوضح البيان ان لودريان يقوم بزيارة إلى لبنان لمرة ثالثة تستمر حتى 15 أيلول “في إطار مهمته المتمثلة في المساعي الحميدة التي استهلت في شهر تموز الماضي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر. وسيعقد محادثات جديدة تندرج في سياق المبادلات التي أجراها خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان والتي انتخبها اللبنانيون والتي تتحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية. وسيتطرق في ظل ضرورة الخروج من الأفق السياسي المسدود حاليًا، مع جميع الجهات الفاعلة، إلى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية الجديد أن يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان وسد الفراغ المؤسسي.
وتعتزم فرنسا، كما ذكّر رئيس الجمهورية الفرنسية ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية خلال مؤتمر السفراء، العمل من أجل سيادة لبنان واستقراره، “وهذا البلد بحد ذاته، لم تتخلّ عنه فرنسا”. “ويمثل انتخاب رئيس للجمهورية اليوم ضرورة ملحة وخطوة أولى في سبيل إعادة تحريك المؤسسات السياسية”.
ولا يزال الوضع الراهن يتدهور ومؤسسات الدولة تتضعضع على نحو مقلق وذلك أيضًا في سياق غياب حاكم لمصرف لبنان حاليًا وتوترات أمنية وبرلمان لم يعد يجتمع بغية التصويت على قوانين ضرورية من أجل إنعاش البلاد وازدهار اللبنانيين، وتضخم جامح واقتصاد يعتمد على السيولة ويقوض سيادة لبنان ويدفع القوات النابضة إلى مغادرته”.
بري المتفائل ؟
وكان نقل عن لودريان خلال لقائه ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه “يأمل في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل”.كما سربت معلومات خلال زيارة لودريان لعين التينة مفادها ان لودريان قال لبرّي “ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار”. وبعد اللقاء الذي تم خلاله عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية لا سيما الإستحقاق الرئاسي اعلن الرئيس بري “أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان”.
وقالت أوساط عين التينة ان بري خرج “مرتاحا” من اجتماعه مع الموفد الفرنسي الذي ردد بأنه يتبنى ما تضمنته دعوة رئيس المجلس لطاولة الحوار بكل ما تحمل وهي تتناول فقط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية. وأشارت الى ان لودريان سيعمل على دعم مبادرة بري والعمل مع رؤساء الكتل التي سيلتقيها على التجاوب معها. وقالت ان بري سأله اذا كان موقفه هذا يعبر عن المجموعة ” الخماسبة” فجاءه الرد ايجابا وانها تحظى بغطاء الدول الاعضاء. وقالت أوساط بري انه “لم يدخل في تفاصيل محاولات لودريان وكيفية اقناعه الجهات التي رفضت الحوار ودفعها الى المشاركة وانه في ختام جولته سينقل حصيلتها الى بري على ان يستكمل البرلمان مهمة الحوار لسبعة أيام ويتوجه بعدها بري الى تحديد موعد الجلسة الانتخابية التي تحمل الرقم 13 اذا سارت الامور بحسب ما اتفق عليه مع الموفد الفرنسي”.
وردا على سؤال قال بري لـ”النهار” ان مبادرته ” لم تنته وان لا بديل من الحوار الذي يصب في مصلحة الجميع. وسيكون لبنان كله هو الرابح اذا نجحنا في اتمام استحقاق الرئاسة الاولى”.
بعدها زار لودريان قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة مشددا على الاستمرار في دعم الجيش . والتقى لاحقا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت. وافيد انه “تم البحث في الوضع السياسي الراهن وسبل إتمام الانتخابات الرئاسية في ظل جميع الازمات الضاغطة والملحة كما تم تأكيد أهمية الحوار كمدخل أساسي وضروري لانجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت “.ثم زار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي. ويستكمل لودريان اليوم وغدا وتحدثت معلومات عن ان السفير السعودي وليد بخاري دعا النواب السنة الى لقاء يعقد في الثالثة والنصف بعد ظهر الخميس في دارته يحضره لودريان.
موازنة 2024
في جانب اخر من المشهد الداخلي، أقر مجلس الوزراء امس برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مشروع موازنة 2024 الذي اعتبره ميقاتي “إنجازا وبطولة”. وقال: “ان الموازنة هي إنجاز جيد جدا. هذه هي المرة الأولى منذ العام 2002 التي تقدم فيها الموازنة خلال المهلة الدستورية الى المجلس النيابي، هذا عمل بطولي كبير جدا، لأنه لم يكن ليتم من دون الجهد الكبير الذي قام به فريق العمل في وزارة المال رغم الشح في الموارد المادية والبشرية والمقومات اللازمة لتسريع عمل الادارة العامة. أقول لجميع موظفي الإدارة العامة، نحن كلنا في زورق واحد، وكل واحد منا يضحي على قياسه، وادعوكم جميعا للعودة الى الإدارة لإعادة الواردات الى الإدارة التي من دونها لا يمكننا تحسين الوضع المعيشي، ونحن على استعداد لدراسة هذا الوضع معكم ونعرف تماما الحاجات المعيشية المطلوبة، ولذا فسنكون يدا واحدة”.
ولفت الى ان “إعادة هيكلة المصارف من أهم القوانين المُدرجة في مجلس النواب وحريصون كل الحرص لتخطي هذه المرحلة الصعبة والمطلوب التعاون من الأطراف كافة”. كما رأى أنه “لا يمكن إنقاذ لبنان من هذه المرحلة الصعبة إلا بتشابك الأيدي وأدعو إلى مواصلة عقد جلسات حكومية”، داعياً “لإقامة ورشة مع المجلس النيابي تخص ملف النزوح لأن هذا الموضوع يخص اللبنانيين جميعاً”.
عين الحلوة
اما في المشهد الأمني وغداة التوصل الى قرار وقف إطلاق النار في #مخيم عين الحلوة خلال اجتماع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، سيطر الهدوء الحذر على المخيم نهار امس ، مع تسجيل بعض الرشقات الرشاشة بشكل متقطع، فاستعادت مدينة صيدا صباحا حياة شبه طبيعية ، لكنها انعدمت بعد الظهر مع اطلاق نار كيثف في المخيم حيث طاول رصاص الاشتباكات مبنى الجامعة اللبنانية وإحدى المطابع من دون تسجيل اصابات، وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا – الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات المخيم. وعصرا ، شنت الجماعات المسلحة المنضوية تحت جند الشام هجوما كبيرا على كل المحاور واشتدت وتيرة المعارك. وافادت المعلومات عن وفاة جريح لحركة فتح ما يرفع عدد قتلى اشتباكات عين الحلوة الى عشرة. وأفادت المعلومات مساء ان فتح” شنت هجومًا غير مسبوق على محور حطين حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في المخيّم .
عقوبات جديدة
في سياق اخر أعلنت امس وزارة الخزانة الاميركية، فرض عقوبات على “عناصر من #حزب الله وممولين له في لبنان وأميركا الجنوبية”. وبحسب الوزارة “يشمل هذا الإجراء عامر محمد عقيل رضا، الذي كان، بالإضافة إلى دوره كأحد كبار عملاء “حزب الله”، أحد أعضاء “حزب الله” التنفيذيين الذين نفذوا الهجوم الإرهابي ضد الجمعية الإسرائيلية المشتركة الأرجنتينية (AMIA) في الأرجنتين عام 1994 والذي أسفر عن مقتل 85 شخصًا”. وأضافت وزارة الخزانة: “يستهدف هذا الإجراء سبعة أفراد وكيانات رئيسية في هذه الشبكة التي تدر إيرادات لأنشطة حزب الله الإرهابية وتسمح بوجود الجماعة الإرهابية في أميركا اللاتينية”.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن “إجراء اليوم يؤكد التزام الحكومة الأميركية بملاحقة نشطاء وممولي حزب الله بغض النظر عن موقعهم”. وأضاف: “سنواصل اجتثاث أولئك الذين يسعون إلى استغلال النظام المالي الأميركي والدولي لتمويل الإرهاب والمشاركة فيه”.
أوساط بري :”مرتاح الى تأييد لودريان لمبادرته ويتهيأ بعد ختام جولته لحوار الأيام السبعة”؟
مجموعة عقوبات أميركية جديدة على ممولين لـ”حزب الله” في اميركا الجنوبية ولبنان .
***********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“فتح” و”حماس” تتوافقان على خريطة طريق في “عين الحلوة”
لودريان ينطلق تحت سقف “الخماسية” ولا تطابقَ مع “حوار بري”
إستبقت باريس أمس الجولة الثالثة من مهمة مبعوثها الرئاسي جان ايف لودريان في لبنان بالإعلان أنها تأتي «بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر»، وفق البيان الذي وزعته السفارة الفرنسية في بيروت. ومن وحي هذا البيان، كرّر لودريان أمام من التقاهم أمس ضمن زيارته التي تستمر حتى الجمعة المقبل، أنه لن يكون له أي موقف من المبادرات المطروحة قبل انتهاء الزيارة. وأتى الموقف الفرنسي ليبدّد كل الترويج عن تطابق مهمته مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكرّر الأخير تمسّكه بمبادرته التي خلطت الحوار بالانتخابات الرئاسية ما ينطوي على ضرب الدستور بعرض الحائط.
وفي شريط لقاءاته أمس، زار لودريان عين التينة حيث التقى الرئيس بري، الذي أكد أن «وجهات النظر متطابقة مع لودريان، لأن لا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الازمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان»، على ما ذكرت قناة «المنار» التابعة لـ»حزب الله».
والتقى لودريان في السراي الحكومي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ثم زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، فرئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، وأخيراً رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
وأبلغت النائبة ندى البستاني «نداء الوطن» بعد مشاركتها في لقاء باسيل ولودريان: «كانت وجهات النظر متوافقة. ومن أهم النقاط، موضوع جلسة الانتخابات الرئاسية المفتوحة، وهذا هو مطلب «التيار». وأكد لودريان أن لا مرشح رئاسياً لدى فرنسا. والجميع ينتظرون انتهاء جولة لودريان لمعرفة الخطوات المقبلة. وأكد لودريان سروره بكل مبادرة ايجابية في لبنان وهو في صدد الاطلاع على كل المبادرات المطروحة. و»التيار» هو في موقع ايجابي ويتكلم مع الجميع ويتخذ كل ما يؤدي الى تقارب وجهات النظر، إذ إن البلد لا يحتمل استمرار الشغور الرئاسي».
وفي سياق متصل، زار باريس الاثنين الماضي كل من النائبين ملحم رياشي ووائل ابو فاعور ممثلين «القوات اللبنانية» و»اللقاء الديموقراطي»، واجتمع كل منهما بالمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، الذي كان التقى صبيحة الاثنين الفائت لودريان في حضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
كذلك، دعا البخاري النواب السُنة الى لقاء يعقد في الثالثة والنصف بعد ظهر غد الخميس في دارته يحضره لودريان، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. واستثني من الدعوة النائبان بكر الحجيري وينال الصلح اللذان ينتميان الى كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ»حزب الله». كما جرت العادة على استثناء النائب جهاد الصمد الذي سيلتقي لودريان في قصر الصنوبر.
ومن مهمة لودريان الى تطورات أوضاع مخيم عين الحلوة، فقد أفاد ليلاً مراسلنا في صيدا محمد دهشة أن «خطورة الوضع الأمني في المخيم، على وقع الخروق المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار وما يحمله من مخاوف جدية من استهداف للقضية الفلسطينية وشطب حق العودة، دفع بقيادتي حركة «فتح» و»حماس» إلى مواكبتها على أعلى المستويات، حيث وصل نائب رئيس «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق إلى بيروت بعد يوم واحد على وصول عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد.
وذكرت مصادر فلسطينية لــ»نداء الوطن»، أنّ اجتماعاً موسعاً عقد ليلاً بين القيادتين، حيث جرى التوافق على خريطة طريق للحفاظ على أمن المخيم واستقراره، على قاعدة تطبيق قرارات «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في لبنان بتسليم الجناة في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي إلى العدالة اللبنانية، وذلك قطعاً لأي محاولة لاستنزاف المخيم وتدميره وتهجير أبنائه.
وفيما التقى الأحمد النائبين عبدالرحمن البزري وأسامة سعد كلاً على حدة، وبحث معهما في الأوضاع الأمنية في المخيم وتداعياتها على مدينة صيدا، يلتقي أبو مرزوق اليوم على التوالي المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، والمفتي دريان والأمين العام لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الشيخ محمد الطقوش.
وكاد اتفاق وقف إطلاق النار في عين الحلوة ينهار بعدما تعرض لخروق متكررة، واندلعت اشتباكات عصراً لمدة ساعة ونصف الساعة على مختلف محاور القتال، قبل أن تلجمها الاتصالات السياسية والأمنية الكثيفة التي قاد جانباً منها اللواء البيسري ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد سهيل حرب، وأدت إلى سقوط ثلاثة جرحى، ليرتفع العدد إلى 7 قتلى وأكثر من 100 جريح منذ اندلاعها الخميس الماضي.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لودريان يدعم مبادرة بري الحوارية: بداية مسار الحل للشغور الرئاسي
حطّ في بيروت لـ«إكمال مهمته»… وترقب لموقف المعارضة
بيروت: نذير رضا
دعم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مبادرة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لحوار غير مشروط بين القوى السياسية حول الملف الرئاسي، وذلك في مستهل جولته على السياسيين اللبنانيين في بيروت، الثلاثاء، في انتظار لقاءات مع قوى المعارضة التي لا تزال على موقفها الرافض لحوار لبناني، وتدعم بدلاً منه انتخاب الرئيس في جولات انتخابية متتالية في البرلمان.
وبدأ لودريان جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي القوى السياسية اللبنانية الممثلة في البرلمان. وقالت مصادر مواكبة لجولته إن دعمه لمبادرة بري «بدا صريحاً لكونها المبادرة الوحيدة القادرة على إحداث خرق في الجمود القائم وتمترس القوى السياسية وراء مطالبها»، لكنها سألت عما إذا كان لودريان قادراً على تسويق الحوار لدى قوى المعارضة الرافضة للحوار والداعمة لعقد جلسات انتخاب متتالية، وثانياً ما إذا كان قادراً على تسويقه لدى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي تراجع عن موافقته على مبادرة بري الحوارية. وأكدت المصادر أن الحوار الذي يؤيده لودريان هو حوار غير مشروط، وغير محصور بأسماء، ويسعى لطرح كل الملفات على الطاولة دون «فيتوات» وشروط مسبقة.
كان رئيس مجلس النواب اللبناني دعا نهاية الشهر الماضي الكتل النيابية والفرقاء السياسيين لإجراء حوار في سبتمبر (أيلول) الحالي وعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية.
بري: الحوار ثم الحوار
واستهل لودريان جولته في بيروت بلقاء بري؛ إذ عرض الطرفان الأوضاع العامة والمستجدات السياسية، لا سيما الاستحقاق الرئاسي.
وأكد بري بعد اللقاء أن «وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بأن لا سبيل إلا الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار، للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان»، حسبما أفاد بيان صادر عن رئاسة مجلس النواب.
وظهر لودريان داعماً لمبادرة بري الحوارية؛ إذ قال إنه يأمل في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها بري بشأن إجراء حوار لانتخاب رئيس الجمهورية «بداية مسار الحل».
ميقاتي: بداية الحل
وذكرت رئاسة وزراء لبنان في بيان أن تصريحات لودريان جاءت خلال لقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في بيروت.
وأكد المبعوث الفرنسي على أنه «آتٍ إلى لبنان لإكمال مهمته»، وأنه لن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيجريها، بحسب البيان.
من جانبه، جدد ميقاتي خلال الاجتماع التأكيد على أن «بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان وإتمام الإصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي».
دعم الجيش
وبعد الظهر، زار لودريان قائد الجيش العماد جوزف عون واطّلع على الوضع الأمني وما يواجهه الجيش من تحديات، بخاصة النزوح السوري والوضع الفلسطيني. وأكّد لودريان استمرار بلاده في دعم الجيش لتعزيز قدراته على تنفيذ مختلف المهمات.
وبينما تشكك مصادر لبنانية معارضة بأن تكون مهمة لودريان تحظى بدعم «الخماسية» الدولية التي اجتمع ممثلوها في الدوحة في الشهر الماضي، قالت مصادر قريبة من «حركة أمل» التي يترأسها بري، إنه لا سبيل لإحداث خرق في جمود الملف الرئاسي من دون حوار لبناني غير مشروط وغير محدد، ويطرح فيه كل طرف وجهة نظره واقتراحاته، عادّة أن المبادرة التي قدمها بري لجهة إجراء حوار بسقف زمني أقصى هو سبعة أيام تليه جلسات انتخابية مفتوحة، «تعد طرحاً متقدماً جداً وربما يتخطى أي طرح آخر للحوار ولإنهاء معضلة الشغور الرئاسي». وشددت على أنه «لا حل إلا بالجلوس على طاولة حوار وإجراء تسوية حوارية»، متوقفة عند تصريح لودريان بالقول إنه «للمرة الأولى يكون حاسماً بوصف المبادرة بأنها بداية لمسار الحل».
ويترقب اللبنانيون موقف قوى المعارضة التي يفترض أن يلتقي بها لودريان، الأربعاء، وفي مقدمها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم عبر حسابه على منصة «إكس»: «شيئاً فشيئاً يضيق الخناق على محور المُمانعة في لبنان، يفشل في فرض مرشّحه الرئاسي، تنكشف حواراته التسووية، تسقط مبادراته للاستنجاد بالخارج، تصدر القرارات الأممية لغير صالحه، وأخيراً تنطلق المواقف الأممية الداعمة لمطلبنا لإنشاء لجنة تقصّي حقائق دولية بانفجار المرفأ».
*******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لودريان لكسر الجمود الرئاسي.. وأسهم قائد الجيش تتقدَّم
قيادات الصف الأول في الفصائل إلى بيروت.. وتهديد حكومي بسحب العِلم والخبر من جمعيات النزوح
وضعت الآمال المعلقة على مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان «لكسر حلقة الجمود» واخراج لبنان مما اسمته السفارة الفرنسية «الأفق السياسي المسدود» والذي بدأ مهمة ثالثة، وحاسمة، وربما اخيرة، قبل الانتقال الى وظيفته الجديدة في الرياض، تستمر لغاية يوم الجمعة المقبل، وضعت الآمال على محّك تجاوب الكتل والاطراف اللبنانية مع الدينامية «الخماسية» الجديدة ضمن ما يسمى «بالمساعي الجديدة» لإنهاء الشغور الرئاسي، والعودة الى سكة عمل المؤسسات لإقرار المشاريع والقوانين اليومية للتعافي الاقتصادي والسياسي.
ولئن مضى لودريان في يومه الاول، باعتصام الصمت في غالب اللقاءات، إلا انه وحسبما لمس الذين التقوا لودريان فإن الموفد الشخصي لماكرون كان حاسماً لجهة ان الوقت حان لإنهاء الشغور الرئاسي، عبر حشد الدعم لآلية الانتخاب مع بلورة توجُّه يقضي بأن الحوار يمكن ان يحصل من خلال مبادرة الرئيس بري، على ألاّ يخرج النواب من المجلس قبل انتخاب الرئيس.
واللافت، على صعيد اللقاءات اللقاء الذي دعا اليه السفير السعودي وليد بخاري في دارته في اليرزة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الخميس للودريان مع النواب السنَّة، لا سيما نواب تكتل الاعتدال الوطني وكتلة لبنان الجديد، وحركة تجدُّد وكتلة النائب فيصل كرامي وبعض النواب التغييريين والمستقلين.
ووصفت مصادر نيابية واسعة الاطلاع ان هذا التطور ليس عادياً ويشكل خطوة متقدمة ويؤكد جدّية حراك مجموعة الدول الخمس من خلال تفعيل التعاون المشترك بين الدول الخمس، وربما كان هناك اتفاق ضمني بينها على نقاط او خطوات محددة ستظهر لاحقا من خلال ما سيطرحه لودريان والسفير بخاري، بغض النظر الى ماذا سيؤدي من نتائج.
واشارت مصادر سياسية في تقويمها لليوم الأول من زيارة لودريان الى لبنان، بأنه لم يحمل معه اي مبادرة او أفكار جديدة لدفع مسار مهمته قدما الى الامام، بل كان خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والسياسيين، يستمع إلى تقييمهم لمضمون الرسالة التي وجهها إلى رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب ويناقش اجوبتهم عليها، ويتبادل معهم الاراء حول رؤيتهم لكيفية الخروج من الازمة وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الخوض باي اسماء مطروحة .
ولاحظت المصادر من فحوى الأسئلة والاستفسارات التي طرحها لودريان، على محدثيه، بأنه لم يدعُ لإجراء حوار يسبق الانتخابات الرئاسية كما تردد، بل يحاول قدر الامكان تقريب وجهات نظر الاطراف المعنيين من بعضهم البعض، واستخلاص المواقف المتقاربة التي يمكن ان تشكل القواسم المشتركة للبناء عليها، والانطلاق منها للمباشرة، بايجاد الحلول لأزمة الانتخابات الرئاسية.
واعتبرت المصادر ان البارز في جولة الموفد الرئاسي الفرنسي هذه المرة زيارته لقائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وهي الزيارة التي قفزت الى واجهة مهمته، بما تحمله من معاني ومؤشرات في مسار الاستحقاق الرئاسي، بالرغم من حرص لودريان على عدم التطرق الى اي اسم من اسماء المرشحين الرئاسيين، وحصر نقاشاته باستكشاف مواقف الذين التقاهم بكيفية إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
واستبعدت المصادر ان يصدر اي خلاصة لنتائج
زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الاطلاع على مواقف واجوبة جميع المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين، لتحديد الخطوة التالية بمهمته، التي أظهرت نقاشاته مع من التقاهم بانها تحظى بتاييد ودعم دول اللقاءالخماسي، خلافا لما يحاول البعض الترويج خلاف ذلك.
اليوم الأول
وفي اليوم الاول لوصوله، باشر لودريان لقاءاته امس ويستكملها خلال اليومين المقبلين، بلقاء الكتل والنواب المعنيين كافة.
وزار الموفد الفرنسي الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو ومستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، والسفير بطرس عساكر.
وخلال الاجتماع جدد الرئيس ميقاتي التأكيد «أن بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان واتمام الاصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي».
بدوره أكد الموفد الفرنسي انه آت الى لبنان لاكمال مهمته، ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها.
وأمل في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل.
ثم زار لو دريان والسفير ماغرو رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وخلال اللقاء قال لودريان لبرّي: ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار.
بعد اللقاء أكد الرئيس نبيه بري «أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الفرنسي لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان».
ومن مفارقات الزيارة الحالية اللقاء في مكتب قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حيث أطلع لودريان على التحديات التي يواجهها الجيش، لا سيما لجهة النزوح السوري والوضع المتأزم في مخيم عين الحلوة.
وحسب مصدر مقرّب فإن العماد عون ارتفعت اسهمه مؤخراً كمرشح تسوية، لا سيما لدى اطراف في المجموعة الخماسية.
وليلاً، التقى لودريان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في اطار جولاته، واستمع الى شرح مطوّل من باسيل حول شروطه للمشاركة في الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، على ان تكون الجلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس وليس جلسات متتالية، مع جدول اعمال واضح، يتعلق بالانتخاب.
وسبق زيارة ميرنا شالوحي لقاء بين لودريان والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية بحضور نجله طوني، والوزير السابق روني عريجي، وحسب معلومات المردة تركز البحث على «سبل إتمام الانتخابات الرئاسية في ظل جميع الأزمات الضاغطة والملحة. كما تمّ التأكيد على أهمية الحوار كمدخل أساسي وضروري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت».
ويلتقي الموفد الفرنسي صباح اليوم حسب معلومات «اللواء» وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة في مكتب النواب بحارة حريك يضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية النائب السابق عمار الموسوي. ويزور «الرئيس» وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمورجنبلاط في كليمنصو.
كما يزور لودريان معراب بعد ظهر اليوم الاربعاء للقاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ويلتقي نواباً مستقلين في قصر الصنوبر يوم الخميس كما يتناول الغداء مع عدد آخر من النواب المستقلين.ويزور لودريان البطريرك الراعي قبل ظهر غد.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه من الصعوبة بمكان تحديد نتيجة زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت منذ الآن إنما المكتوب يقرا من عنوانه لجهة إبقاء لودريان على طرحه المتصل بالحوار، وأشارت الى أنه لن تتظهر أية إشارة بشأن مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الانتهاء من جولاته على القيادات السياسية معتبرة ان السقف الذي وضع منذ زيارته الأخيرة لم يتبدل.
إلى ذلك رأت المصادر نفسها ان اللقاءات التي عقدها المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا مع عدد من الشخصيات اللبنانية هدفت إلى تبادل وجهات النظر دون الخوض في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي وفرض توجه معين لاسيما أن هناك قرارا في عدم التدخل بالشؤون الخاصة لكن هناك استعدادا دائما لمساعدة لبنان لتجاوز أزمته كما أن هناك حرصا سعوديا على الاسراع في إنجاز الأستحقاق الرئاسي.
وأعلنت أن موضوع التفاهم المحلي على رئيس للبلاد لا يزال غير قائم.
قرار الموازنة
حكومياً، اعلن الرئيس ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء امس اقرار موازنة العام 2024، معتبراً انها المرة الاولى منذ العام 2002، تقر فيها الموازنة في مواعيدها الدستورية، واصفاً ذلك بالانجاز الكبير، واصفاً هذا الانجاز «بالبطولي».
وردّا على سؤال عن إلغاء استيفاء بعض الرسوم بالدولار الأميركي، قال ميقاتي: «كان لدينا لقاء بالأمس مع صندوق النقد الدولي الذي نصح بأن تبقى الواردات بالليرة اللبنانية، لأنه عندما تدخل الواردات الى المصرف المركزي فهو يشتري الدولارات بطريقة منظمة أكثر من العشوائية التي تنتج عن شراء المواطن الدولارات لدفع ضريبته، لا سيما في ظل وجود منصة بلومبرغ التي أقرّيناها في مجلس الوزراء وهي منصة دولية شفافة».
النازحون
وقال ميقاتي: «بالأمس اتخذنا في جلسة مجلس الوزراء قرارات حول موضوع النازحين، واستغربت اليوم التعليقات الصحافية التي تتعاطى مع هذا الموضوع بسخرية أكثر من الجدّية التامة التي تم التعاطي بها مع هذا الملف، من قبل الحكومة ومن فريق العمل الذي يتعاطى بموضوع النازحين وقيادة الجيش عبر القيام بسلسلة من الاجراءات من ضبط الحدود ومكافحة شبكات التهريب وضبط عمل المنظمات غير الحكومية، وطلبنا من وزير الداخلية أن يرفع تقارير بشأنها الى مجلس الوزراء فورا، حتى ولو اضطررنا ان نسحب منها العلم والخبر، والايعاز الى البلديات بضبط الوضع، وتشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية لزيارة سوريا، وهو أبلغني هذا الصباح بأنه ينتظر من السلطات السورية تعيين موعد له لزيارة دمشق برفقة المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى لبحث هذا الموضوع. على كل حال فان وزير الخارجية سيغادر هذا الأسبوع إلى نيويورك وسيحصل لقاء بينه وبين معالي وزير الخارجية السوري هناك للاتفاق على الخطوات التالية التي يجب أن تتخذ».
وفي وقت لاحق، عمَّمت وزارة الداخلية والبلديات على المحافظين في المحافظات الثماني على ان تبلغ الى القائمقامين تعممياً، يطلب اليهم الإفادة عن اي تحركات وتجمعات مشبوهة تتعلق بالنازحين السوريين، واجراء مسح فوري، وتكوين قاعدة بيانات والطلب من الجمعيات كافة، لا سيما الاجنبية التنسيق مع البلديات والوزارات والاجهزة الامنية والعسكرية تحت طائلة سحب العلم والخبر منها، وذلك بناءً على تقارير ترفع للاجهزة لا سيما الأمن العام.
وأعلن الجيش اللبناني ان وحداته تمكنت من احباط محاولة تسلل 1250 نازحاً سورياً عند الحدود اللبنانية – السورية.
عين الحلوة
أمنياً، بقي الوضع المتوتر في عين الحلوة على رأس الاهتمامات، فبعد وصول المسؤول الفلسطيني عزام الاحمد، وصل امس نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج موسى ابو مرزوق الى لبنان، في زيارة تستغرق عدة ايام للمساهمة في معالجة الوضع المتأزم في عين الحلوة.
وتوقعت مصادر فلسطينية وصول قيادات اخرى للمساهمة في المعالجة.
وفي التطورات الميدانية شنت حركة فتح مساءً هجوماً غير مسبوق على محور حطين، في محاولة للسيطرة على مركز تجمع القوى المناوئة لها في المخيم.
واتسعت رقعة الاشتباكات عصراًحيث امتدت من حي الطيره، الرأس الاحمر والبستان، الى الطوارئ، مع استعمال قذائف وإلقاء قنابل.كما شهد حي حطين إطلاق نار كثيف، واستُخدم سلاح القنص في منطقة البركسات.
وافيد عن «سقوط ثلاثة جرحى في تجدد الاشتباكات، في وقت وصل فيه الرصاص الطائش الى قرب المصرف المركزي في مدينة صيدا، حيث اصيبت شقق سكنية وتحطم زجاج احداها.
وأصاب الرصاص الطائش بعد الظهر والعصر، بعض الشقق السكنية في شارع دلاعة.وسُجل سقوط قذيفة قرب مطعم ماكدونالدز عند الطرف الجنوبي للمدينة، وسقط رصاص بشكل كثيف على حي الجامعة اللبنانية. وقذيفة صاروخية قرب احدى المطابع، من دون تسجيل أي اصابات، في وقت انعدمت الحركة في شكل شبه تام في صيدا الآن.
وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا – الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات مخيم عين الحلوة
من جهة ثانية، أعلن رئيس بلدية صيدا حازم بديع، أنه وبالتعاون والتنسيق مع وكالة الأونروا، تم اليوم إجلاء عائلات فلسطينية ولبنانية وسورية ومكتومي القيد (خط السكة) نزحت إلى بلدية صيدا منذ بدء الإشتباكات في مخيم عين الحلوة الأسبوع الفائت، حيث تم نقلهم بواسطة باصات تابعة للوكالة إلى مدرسة بيت جالا في سبلين .
وقد واكب عمليات الإجلاء عدد من المنسقين في الأونروا وشرطة بلدية صيدا بإمرة المفوض بدر القوام، وعدد من متطوعين ومتطوعات في هيئات إغاثية محلية ودولية.
وبلغ عدد العائلات التي نزحت إلى البلدية نحو 80 عائلة في ذروة الإشتباكات، ثم إنخفض العدد تدريجا إلى 70 عائلة: ( 23 فلسطينية – 19 لبنانية – 8 سورية – 18 مكتومي القيد) . وقد آثر جزء من عائلات مكتومي القيد التوجه إلى منازل أقرباء لهم في منطقة صيدا، بإنتظار إستقرار الوضع في مخيم عين الحلوة وتوقف الإشتباكات بشكل نهائي.
وفي اطار المعالجات، إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه ظهر اليوم، النائب أسامة سعد وعرض معه آخر التطورات في مخيم عين الحلوة وسبل وقف المعارك ومعالجة نتائجها.
وزار اللواء بيسري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي اكد أن «أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان هو من أمن لبنان ولا ينبغي التقاتل بين الإخوة الفلسطينيين، ودار الفتوى يؤلمها ما يحدث من اشتباكات في مخيم عين الحلوة وسقوط قتلى وجرحى»، داعياً إلى وحدة الصف وتوجيه البندقية الى المحتل لأرض فلسطين وعلى أرضها ومن أجل تحريرها تكون المقاومة،» مناشدا الفصائل الفلسطينية «التنسيق مع الأجهزة اللبنانية المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار على الساحة اللبنانية وخصوصاً في المخيمات الفلسطينية».
تدريب جوي
وفي تطور عسكري لافت، وهو الاول من نوعه، حسب بيان السفارة البريطانية، أن 65 عسكرياً من فوج المظلات، سيشاركون في مناورات مشتركة، بتمرين عسكري، سمي بـ«بيغا سوس – سيدار (Pegasus cedar) مع زملائهم من فوج المجوقل اللبناني بدعم من سلاح الجو، لمواجهة بيئة مليئة في التحديات.
*********************************
افتتاحية صحيفة الديار
لودريان لم يُحدث اي خرق في بيروت… وفي باريس لقاءات نيابية خفية مع العلولا
تعويل على الحراك القطري المرتقب في لبنان تحت عباءة «اللجنة الخماسية»
عين الحلوة على صفيحٍ ساخن… دعم عربي بقيادة مصر رافض لخروج «فتح» من المخيم
في ضوء الملفات العالقة من الاستحقاق الرئاسي، والمساعي لإنهاء المعارك في مخيم عين الحلوة، الى مسألة النزوح السوري، زحمة موفدين في إتجاه بيروت للمساهمة في حل هذه المسائل، من الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مروراً بزيارة نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج الى لبنان موسى أبو مرزوق، وصولاً الى الزيارة المرتقبة في العشرين من الجاري للموفد القطري، الذي ووفق المعلومات سيحمل معه إيجابيات وأسماءً رئاسية، مع البحث في إمكانية دعوة اطراف لبنانية الى قطر، لإجراء مباحثات تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، بحيث يضع البعض آمالاً بإمكانية ان يخرق الموفد القطري هذا الملف، فيما تبقى مهمة الموفد الفرنسي الذي التقى امس عدداً من المسؤولين اللبنانيين بدءاً بالرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وقائد الجيش، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، على ان يزور معراب بعد ظهر اليوم، ويلتقي حزب الله، ويوم الخميس يزور بكركي للقاء البطريرك الراعي، إضافة الى نواب مستقلين في قصر الصنوبر.
الى ذلك ولغاية عصر امس، كانت الاجواء الرئاسية عادية لا بل لم تحمل جديداً في جعبة لودريان، فلا بشائر ولا ايجابيات، بل دعوة قديمة – جديدة الى الحوار، لربما تتكامل مع الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسط معلومات بأنّ زيارته لن تكون الاخيرة للبنان.
الى ان برزت معلومات من العاصمة الفرنسية ليلاً، مفادها انّ لقاءات جرت ضمنها وبعيداً عن الاضواء، تناولت الاستحقاق الرئاسي اللبناني، اذ سجّل لقاء جمع النائبين ملحم الرياشي ووائل أبو فاعور، مع المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا في باريس، كما توّجه الى هناك النائب فؤاد مخزومي، حيث عقد سلسلة لقاءات والتقى العلولا ايضاً، في ظل تكتم شديد من النواب المذكورين. لكن ووفقاَ للتسريبات القليلة، افيد بأنّ اللقاءات التي جرت أكدت وقوف الرياض الى جانب لبنان، وفي الملف الرئاسي تحديداً وبهوية الرئيس وصفاته.
الملف الرئاسي والصعوبات
في السياق ووفقاً لقراءة من مصادر سياسية متابعة لما يجري على الساحة الرئاسية، اشارت في حديث لـ»الديار» الى إنجاز الملف الرئاسي يحمل في طياته صعوبات كثيرة لانه يتطلب اولاً إنهاء التوتر السعودي – الايراني، وبالتالي فلبنان ليس على أولويات عواصم القرار كما يعتقد البعض، وعن المبادرة القطرية رأت بأنّ الدوحة لا تخرج عن عباءة «اللجنة الخماسية» وعن الرياض تحديداً حتى ولو هنالك خلافات، لانّ اي طرح قطري يكون منسّقاً مع المملكة. ولفتت الى وجود ضوء أخضر أميركي لقطر بمساعدة الجيش، وتمثّل الدعم بهبة السبعين مليون دولار لعناصر الجيش منذ أكثر من سنة، وتبعها منذ أيام تقديم قطر هبة بثلاثين مليون دولار من أجل تأمين المحروقات وأمور لوجستية للجيش.
لقاء سيجمع البخاري ولودريان غداً بعدد من النواب
ومساء افيد بأنّ السفير السعودي وليد البخاري، اجرى اتصالات بعدد من النواب، ودعاهم الى لقاء عند الرابعة من بعد ظهر غد الخميس، يحضره الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وفي هذا الاطار علمت «الديار» انّ اللقاء سيحمل بعض الايجابية من ناحية تبلور موقفيّ الرياض وباريس في ما يخص الازمة الرئاسية.
هل جمّدت مبادرة بري؟
وبالتزامن مع ما قوبل حوار لودريان بالرفض، لم يكن حوار رئيس المجلس النيابي في وضع افضل، وفي السياق اعلن الاخير عقب لقائه الموفد الفرنسي بأنّ وجهات النظر متطابقة معه، ولا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة، وإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان.
لكن وإنطلاقاً من رفض كتل نيابية عدة لحوار برّي، وعلى الرغم مما يقال من قبل نوابه والمقرّبين منه، بأنّ الحوار لم يجمّد، فرئيس المجلس لن يحدّد موعداً للجلسة 13 لإنتخاب رئيس، وهو سبق ان كرّر مراراً بأنه لن يدعو الى اي جلسة انتخابية رئاسية اذا لم يتم الاتفاق على إسم الرئيس، وقبل ايام أبلغ النائب باسيل حزب الله بأنه سيصوّت للوزير السابق جهاد أزعور، في حال دعا الرئيس بري الى جلسة رئاسية، مما يعني انّ تلك الدعوة باتت بعيدة جداً، بالتزامن مع إعلان رئيس «اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط، خلال إستقباله الاسبوع الماضي وفداً من النواب المعارضين بأنه ما زال مؤيداً لخيار أزعور.
عين الحلوة في مهب الريح
امنياً تواصلت الاشتباكات والمعارك الداخلية في مخيم عين الحلوة، بعد هجوم كبير شنته جماعة «جند الشام» على مختلف المحاور، وسط معلومات عن وفاة جريح لحركة «فتح» يوم امس، ما رفع عدد قتلى اشتباكات المخيم إلى عشرة، وسط مخاوف يعيشها سكان المخيم من انفجار كبير مرتقب، وفي هذا الاطار طلبت القوى الأمنية اللبنانية من المواطنين، عدم سلوك اوتوستراد صيدا بسبب القذائف والرصاص الطائش الذي يغزو المدينة جرّاء الاشتباكات، الامر الذي ادى الى سقوط قتلى وجرحى ضمنها جرّاء القنص مع أضرار في المباني.
وفي اطار وساطات التهدئة، جرت اتصالات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، لوقف هذا التدهور الامني اليومي، ووضع حد نهائي لكل ما يجري، بالتزامن مع إتساع نفوذ المجموعات المتطرفة داخل المخيم، وبسبب وجود مخاوف من الانفجار الكبير.
فيما على الخط العربي وتحديداً مصر وبعض دول الخليج، إتخذ القرار بدعم حركة «فتح» وفق ما تقول مصادر سياسية معنية بالملف الفلسطيني لـ»الديار»، اذ تعمل تلك الدول على إسترجاع الورقة الفلسطينية بالكامل، وترفض سقوط حركة «فتح»، وتشير الى وجود عامل مذهبي هو الدعم السنيّ اللبناني والعربي لها، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال مواقف كبار المسؤولين السنّة في لبنان، وفي طليعتهم المفتي عبد اللطيف دريان والرئيس ميقاتي وبعض الشخصيات السنيّة وإن لم تعلنها بوضوح.
في غضون ذلك سيجري نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق، الذي وصل الى بيروت امس لقاءات بمسؤولين لبنانيين، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، لمحاولة احتواء الأوضاع في مخيم عين الحلوة والتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار.
إقرار موازنة 2024
حكومياً أقر مجلس الوزراء موازنة العام 2024 بعد الانتهاء من مناقشة كامل بنودها، على أن يحيلها في نهاية الاسبوع الى مجلس النواب.
من ناحية اخرى دعا ميقاتي الى إقامة ورشة مع المجلس النيابي، تخص ملف النزوح السوري لانّ هذا الموضوع يخص اللبنانيين جميعاً، وتوجّه بالدعوة الى مجلس النواب لعقد اجتماعات متواصلة للقيام بخطوات إنقاذية مهمة، وانتخاب رئيس الجمهورية على سلّم الأولويّات، كما دعا موظفي الادارة العامة لوقف اضرابهم والعودة الى العمل، اذ من دون الواردات نحن غير قادرين على تحسين الوضع الاجتماعي كما قال.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ميقاتي: إقرار الموازنة عمل بطولي.. لودريان: الحوار ثم الحوار
“الحوار ثم الحوار ثم الحوار” ولا شيئ غير الحوار في جعبة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. هو اكد المؤكد، القديم على قدمه مع بعض التعديل، حفر لتنزيل المواصفات الخماسية على المبادرة الفرنسية. فوزير خارجية فرنسا السابق أجرى مسحا شاملا على طول الخط الرئاسي من السراي الى عين التينة فاليرزة، وفي وجهته الثالثة اشارات قوية، على ان يحط في البياضة.
وقبل ان يجول على اركان المعارضة اليوم ويجتمع الى نواب تغييريين ليقول بعدها كلمته، التزم الموفد الفرنسي الصمت مكتفيا بجرعة أمل “ان تكون مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل”.
مبادرة بري بداية حل: مع جولة لودريان على القيادات المحلية، عاد الاستحقاق الرئاسي الى صدارة الاهتمام المحلي اليوم، فاستهل لقاءاته مع المسؤولين من السراي الحكومي، حيث إستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتوجه بعدها لودريان الى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وافيد ان لودريان قال لبرّي “ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار”. وبعد اللقاء الذي تم خلاله عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية لا سيما الإستحقاق الرئاسي. أكد الرئيس بري “أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان”.
إقرار الموازنة
اقتصاديا، أقر مجلس الوزراء برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مشروع موازنة 2024. وبعد الجلسة، قال ميقاتي: إقرار موازنة 2024 إنجاز وبطولة. وتابع: إعادة هيكلة المصارف من أهم القوانين المُدرجة في مجلس النواب وحرصاء كل الحرص لتخطي هذه المرحلة الصعبة والمطلوب التعاون من الأطراف كافة. كما رأى أن “لا يمكن إنقاذ لبنان من هذه المرحلة الصعبة إلا بتشابك الأيدي وأدعو إلى مواصلة عقد جلسات حكومية”، داعياً “لإقامة ورشة مع المجلس النيابي تخص ملف النزوح لأن هذا الموضوع يخص اللبنانيين جميعاً”.
الاكثر فقراً
ليس بعيداً من الوضع الاقتصادي، اجتمع ميقاتي، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الانسانية عمران ريزا قبل الظهر في السراي. وتم خلال اللقاء بحث مشاريع التعاون المشترك التي تقوم بها الأمم المتحدة مع وزارة الاقتصاد، ومن ضمنها انشاء فرص عمل تنموية لدعم الأسر الأكثر فقرا.
هدوء فانتكاسة
امنيا، غداة التوصل الى قرار وقف إطلاق النار في عين الحلوة خلال اجتماع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، سيطر الهدوء الحذر على المخيم قبل الظهر، مع تسجيل بعض الرشقات الرشاشة بشكل متقطع، فاستعادت مدينة صيدا صباحا حياة شبه طبيعية لكنها انعدمت بعد الظهر مع اطلاق نار كثيف في المخيم حيث طاول رصاص الاشتباكات مبنى الجامعة اللبنانية وإحدى المطابع من دون تسجيل اصابات، وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا – الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات المخيم. وعصرا، شنت الجماعات المسلحة المنضوية تحت جند الشام هجوما كبيرا على كل المحاور واشتدت وتيرة المعارك. وافادت المعلومات عن وفاة جريح لحركة فتح ما يرفع عدد قتلى اشتباكات عين الحلوة الى عشرة.
امن المخيمات
واكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال استقباله البيسري اليوم أن “أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان هو من أمن لبنان ولا ينبغي التقاتل بين الإخوة الفلسطينيين، ودار الفتوى يؤلمها ما يحدث من اشتباكات في مخيم عين الحلوة، داعياً إلى وحدة الصف وتوجيه البندقية الى المحتل لأرض فلسطين.
توقيف متسللين
على خط امني آخر، غداة نقاشات السراي التي خصصت لازمة النزوح السوري المتجدد، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو 1250 سوري عند الحدود اللبنانية السورية”.
الحزب ينفي
على صعيد آخر، أعلنت العلاقات الإعلاميّة في “حزب الله” “أنّنا ننفي نفيًا قاطعًا الاتّهامات الكاذبة والسّيناريوهات المفبركة الّتي اختلقتها قناة “الحدث”، ضدّ مسؤولين في “حزب الله”، زاعمةً قيامهم بأعمال تهريب أسلحة في مطار بيروت الدولي”. وأعربت في بيان، عن إدانتها بشدّة “هذه الفبركات الرّخيصة والاتهامات الكاذبة، كما نُدين تواطؤ جهات داخليّة لبنانيّة معها، عملت على التّرويج لهذه الأكاذيب وتحويلها إلى إخبارات قضائيّة ضدّ حزب الله”.
في المحور المعزول
في المقابل، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة “أكس”: منظومة فساد وسلاح اقليمية ومحلية وضعت لبنان في محور الدول المعزولة عالميا وتضم افغانستان، ايران، العراق، وسوريا، وهي المنطقة الميتة اقتصاديا. في حين ان هناك ممرا نفطيا واقتصاديا شماليا من روسيا الى اوروبا، وينشأ ممر منافس له بين الهند واوروبا مرورا بالخليج وحيفا. علينا فك اسر لبنان من هذه المنظومة واخراجه من هذا المحور قبل فوات الأوان.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :