افتتاحية صحيفة البناء:
عودة الاشتباكات إلى مخيم عين الحلوة تثير المخاوف الأمنية… ودعوات لتسريع وقف النار مبادرة بري محور الاتصالات… وحردان مؤيداً: لتطبيق كل الدستور خصوصاً نظام المجلسين الحكومة قلقة من النزوح ولا تبادر نحو سورية… وموازنة 2024 تفتقد توازن النفقات والواردات
عادت الاشتباكات التي تفجّرت ليلاً في مخيم عين الحلوة إلى الواجهة، حاملة معها كل المخاوف من مخاطر تمدّد الفوضى الى أكثر من بقعة جغرافية في لبنان سواء حول المخيمات أو سواها، ومعها القلق من استمرار الاشتباكات وتصاعدها وتسببها بتهجير سكان المخيم وتعريض الجوار والجيش اللبناني لمزيد من المخاطر، وترافقت عودة الاشتباكات مع الحديث عن مساعٍ لتوقيف المطلوبين في الأحداث الأخيرة، بينما تصاعدت الدعوات لتنشيط مساعي وقف النار باعتبار ذلك أولوية الأولويات.
رئاسياً، بقيت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري محور الاتصالات السياسية، وكان البارز موقف رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، الذي زار بري وأعلن تأييد مبادرته ورفض كل خطاب الانقسام، داعياً إلى تطبيق كل المواد التي لم تطبق من الدستور وفي طليعتها نظام الانتخابات القائم على المجلسين، في المادة 22 من الدستور، مجلس نيابي خارج القيد الطائفي ومجلس للشيوخ.
حكومياً، ملفان بارزان، الأول الكلام الكثير الصادر عن الحكومة رئيساً ووزراء حول مخاطر الموجات الجديدة من النزوح السوري الى لبنان، وعن الأولوية لخطط تضمن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وإزالة العراقيل التي تُعيق هذه العودة، لكن عملياً لا مبادرات حكومية جدية تترجمها اتصالات على مستوى ينسجم مع أهمية القضية بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية. أما الموضوع الثاني فهو الموضوع المالي حيث تزامن الإعلان عن اعتماد منصة بلومبيرغ بديلاً لمنصة صيرفة قطعاً للطريق على الاستنساب والمضاربة، بالتوازي مع مناقشة موازنة العام 2024، في ظل الواقع مرة جديدة بفقدان التوازن بين الواردات والنفقات، رغم تراجع النفقات الى أقل من 20% مما كانت عليه عام 2018، بينما عادت فاتورة الاستيراد إلى ما كانت عليه عام 2018، ما يفتح الباب للنقاش الجدّي حول كيفية استيفاء عائدات للدولة من فاتورة الاستيراد يفترض أن تكون كافية لتغطية النفقات، دون اللجوء مجدداً إلى الاعتماد على مصرف لبنان، سواء لضخ أوراق نقدية إلى الأسواق تتسبب بالتضخم والمزيد من انهيار سعر الليرة، أو بشراء الدولارات لحساب الدولة ونفقاتها من السوق ما ينتج عنه الشيء ذاته، أي زيادة الضغط على سعر الصرف والقدرة الشرائية لليرة، بما سوف يتكفل بإعادة تعديل الرواتب والأجور وتكرار الحلقة المفرغة ذاتها.
يزور الإثنين المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بيروت في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة منذ عشرة أشهر، فيما يبدأ اليوم الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر عبر اللجنة التي شكلها الطرفان من النائب علي فياض ورئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق عبد الحليم فضل عن الحزب، والنائب ألان عون والمستشار السياسي للنائب جبران باسيل انطوان قسطنطين للبحث في اللامركزية الإدارية والمالية. هذا والتقيت منسقة الأمم المتحدة ايوانا فرونتسكا النائب جبران باسيل وبحثا في أهمية انتخاب رئيس جديد وسبل الخروج من الشلل السياسي الحالي.
وأكدت كتلة الوفاء للمقاومة انفتاحها على ملاقاة أي جهد او مبادرة حوارية واقعية تسهم في توفير فرص التوصل الى حل الاستحقاق الرئاسي، كما كان تجاوبها مع دعوة الوزير لودريان ودعوة الرئيس نبيه بري.
وأعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان من عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري «اننا مع الحوار لانه مبني على المصلحة الوطنية العليا، الحوار هو الطريق لتعزيز الوحدة الوطنية والسلم الاهلي في لبنان وإنتاج الاستحقاق الدستوري في إطار وحدة الموقف والرؤية المشتركة بين اللبنانيين».
ورأى حردان ان الانقسام الحاصل لا يؤدي الى تعزيز الوحدة الوطنية ولا الى تعزيز السلم الأهلي. وان ما نسمعه من خطاب تصادمي يعبر عن الانقسام وما يحصل ليس لعبة ديمقراطية، هذا البلد يجب ان يطبق فيه الدستور كاملا من أول سطر فيه الى آخر سطر بما فيه الإصلاحات السياسية، كما نص عليها الدستور، من انتخابات خارج القيد الطائفي وصولاً الى مجلس شيوخ الى اللامركزية الإدارية وصولاً الى الإنماء المتوازن».
إلى ذلك وافق مجلس الوزراء على «اعتماد منصة بلومبيرغ عوضاً عن منصة صيرفة». وينتظر أن يُصدر مصرف لبنان بياناً يشرح فيه تفاصيل آلية عمل المنصّة وموعد انطلاقها، وسط تأكيد مصادر مالية أن اهمية المنصة تكمن في عودة السوق النقدي إلى القطاع المصرفي والتخفيف من اقتصاد الـ»كاش»، وزيادة معدل تداول الـ»فريش دولار». كما تم «إقرار البند المتعلق بتجديد العقد مع العراق للحصول على كميات من النفط الاسود على ان تخصص وزارة الاتصالات بـ٢٠ الف طن سنويًا، وبناء لاقتراح وزير الأشغال العامة والنقل، ستعقد جلسة خاصة الأسبوع المقبل لبحث الوضع في مطار بيروت وفتح مطار القليعات».
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن في جلسة لمجلس الوزراء ان ما يشغل بالنا هو الدفق الجديد من موجات النزوح السوري عبر ممرات غير شرعية. وما يبعث على القلق أن أكثرية النازحين الجدد من فئة الشباب. الجيش والقوى الامنية يجهدون مشكورين لمنع قوافل النزوح غير المبرر، والذي يهدد استقلاليتنا الكيانية ويفرض خللاً حاداً يضرب، بقصد او بغير قصد، تركيبة الواقع اللبناني. وسوف نستكمل هذا الملف في جلسة خاصة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل بمشاركة قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية لان المسؤولية جماعية وتتطلب تعاون الجميع. هذا وأفيد ان وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار «أبدى استعداده للمشاركة بجلسة الحكومة المتعلقة بالنزوح».
وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو 1200 سوري عند الحدود اللبنانية السورية». ولاحقاً، أعلنت في بيان ثان ان «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي، أوقفت وحدة من الجيش في منطقة البقيعة – وادي خالد المواطن (خ.ع.) لتورطه مع آخرين في تهريب أشخاص عبر الحدود البريّة، وضبطت في حوزته سلاحًا حربيًّا وكمية من الذخائر وهواتف خلوية. سلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص».
وعاد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب ليل أمس من القاهرة، بعد تمثيله لبنان في الدورة 160 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. وكان ألقى كلمة مما جاء فيها: «تزايدت في الآونة الأخيرة أعداد النازحين السوريين إلى لبنان مشكلين ضغطاً إضافياً على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما على الموارد المحدودة أصلاً. إنّ هؤلاء النازحين يغادرون سورية لأسباب اقتصادية ومعيشية بفعل تفاقم الأزمة الاقتصاديّة في سورية». وتابع «بعيداً عن المناشدة واطلاق النداءات في صحراء الصمت والإهمال، على الجميع أن يعلم أن مساعدة سورية على تخطي أزمتها السياسيّة الاقتصادية والمعيشية الخانقة هو أمر ملحّ، لدول الجوار البرّي والبحري خصوصًا، ذلك أنّ التداعيات التي قد تنجم عن التأزيم الحاصل في موضوع النازحين قد تكون أخطر بكثير مما يتخيل البعض». وقال «يهمني، أن أعيد التأكيد على ضرورة تسهيل وتسريع عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى بلدهم وبلداتهم وقراهم، حيث ينبغي التوقف عن تسييس هذه القضية التي باتت تهدّد أمن واستقرار لبنان والبلدان المضيفة. كما نُشدد على ضرورة تفعيل العمل بخطة التعافي المُبكر، ليس فقط من أجل سورية والسوريين، بل من أجل جميع الدول المضيفة».
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
جلسات الحكومة مفتوحة: تجنيس وموازنة ونازحون
استأنفت الحكومة اجتماعاتها، وقرّرت تكثيف جلسات مجلس الوزراء، وهو انعقد مرتين أمس. صباحاً، حيث وافقَ على اعتماد منصة «بلومبرغ» عوضاً عن منصة «صيرفة» لتبادل العملات، بناءً على اقتراح وزارة المالية، وبطلب من «مصرف لبنان».
وقال أكثر من وزير شارك في جلسة الأمس، إن «الموافقة على اعتماد منصة بلومبرغ أُقرّت بسرعة قياسية حيث لم تشهد الجلسة نقاشاً حولها، كبيراً أو معقّداً»، علماً أن «هناك وزراء كانت لديهم أسئلة وشكوك بشأن المنصة واستيضاحات، وكانوا قد عرضوها على مرجعياتهم السياسية من دون أن يلقوا أي تجاوب، لذا لم يتطرق أيّ من الوزراء إلى إبداء اعتراض أو طرح أسئلة»، خاصةً أن «الجو العام داخل الجلسة بشأن بلومبرغ كان كلّه يؤكد أنها ستضفي شفافية على عمليات شراء وبيع الدولارات وأفضل بكثير من صيرفة».
وحظيَ عرض وزير المهجرين عصام شرف الدين بخصوص النازحين السوريين بنقاش موسّع، وتقرّر على إثره إجراء الاتصالات السياسية، مع استمرار الغموض حول موقف الحكومة من مباشرة الحوار الجاد مع الحكومة السورية حول الموضوع. وجرى الحديث عن الخطوات التي يمكن للجيش والقوى الأمنية اتخاذها من أجل الحدّ من عمليات النزوح غير الشرعية عبر معابر على طول الحدود البرية من عكار إلى العرقوب، وسط معلومات عن أن الأرقام صارت تقارب الألف نازح يومياً. وهو ما دفع بالرئيس نجيب ميقاتي إلى طلب تأجيل البحث، واعداً بتخصيص جلسة خاصة للحكومة من أجل مناقشة الملف. وبالفعل، دعا ميقاتي أمس إلى جلسة الإثنين المقبل مخصّصة للنزوح السوري، وسط معلومات غير مؤكدة عن إمكانية مشاركة التيار الوطني الحر فيها، باعتبار أنه من المهتمّين والمتابعين للملف.
بالنسبة إلى البنود الأخرى، أقرّ مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال تجنيس 91 شخصاً ضمن قانون استعادة الجنسية، ما شكّل مفاجأة في الأوساط السياسية بسبب تمرير هذا البند في ظلّ الشغور الرئاسي. وتبيّن أن معظم هؤلاء، هم من اللبنانيين المهاجرين إلى أميركا اللاتينية. وقد استجابوا لنداءات قوى سياسية حثّتهم على استعادة الجنسية وفقاً للقانون. كما رفض مجلس الوزراء البند الرقم 15 المتعلّق بطلب وزارة المالية الموافقة على منح مكلّفين تخفيضاً للغرامات ضمن السقوف المحدّدة قانوناً. كما أقرّ منح وزارة الاتصالات 20 ألف طن من المازوت سنوياً. ووافقت الحكومة على تعيين خفراء جمركيين متمرّنين في ملاك الضابطة الجمركية لتسوية أوضاعهم تنفيذاً لقرار مجلس شورى الدولة.
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر وزارية إلى أن الخفراء الذين تم تعيينهم يبلغ عددهم 9، بينما عدد الناجحين هو 120 من أصل 900 ناجح لم يجرِ تعيينهم سابقاً بسبب التوازن الطائفي. وهؤلاء التسعة تمّ تعيينهم بموجب الطعن الذي تقدّموا به أمام مجلس شورى الدولة، الأمر الذي اعترض عليه عدد من الوزراء، معتبرين أنه «لا يجوز تعيين التسعة فقط، وترك الـ 111 الآخرين لأنهم لم يتقدّموا بطعن هم أيضاً، وطالبوا بتأكيد حق هؤلاء بالتعيين وإدراج ذلك في المرسوم».
بعد ظهر أمس، بدأ مجلس الوزراء في جلسة ثانية مناقشة مشروع موازنة عام 2024، وحصل نقاش مفصّل حول الضرائب والرسوم الواردة فيه. وانقسم الوزراء بين فريق ناقش معيار الموضع الضريبي، أيْ أيّ فئة من فئات المجتمع سيصيبها. وبرزت معارضة واضحة لعدد من الضرائب التي تطاول جميع المكلّفين دون تمييز بين طبقاتهم الاجتماعية. بينما برّر آخرون تأييدهم الرسوم بحجة أن الدولة تحتاج إلى إيرادات عالية تحتّم فرض الضرائب.
وفيما عُلم أن ميقاتي كان منفتحاً على النقاش، وصف نائبه سعادة الشامي الموازنة بغير الإصلاحية. ورغم ذلك، تشير المعطيات إلى أن حوالي 80% من بنود الموازنة أُقرّت، مع إلغاء نسبة قليلة جداً من الرسوم التي كانت مُقترحة.
إلى ذلك، أفادت المعلومات بأنه بعد اقتراح وزير الأشغال علي حمية عقد جلسة مخصّصة لمناقشة أوضاع مطار بيروت، تدخّل ميقاتي واقترح توسيع البحث ليشمل مطار القليعات، واتُّفق على ذلك.
*********************************
افتتاحية صحيفة النهار
لودريان جولة ثالثة تُمهّد لخريطة “الخماسية”… استنفار رسمي لمواجهة موجات التدفّق السوري
طبقا لما تفردت “النهار” بنشره قبل أيام عن موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى #لبنان جان ايف #لودريان في 11 أيلول الحالي، تأكد هذا الموعد رسميا امس من باريس في ما يعني ان مطلع الأسبوع المقبل سيشكل بداية “الفصل 3 ” من مهمة الموفد الاستثنائية التي اوكلها اليه الرئيس ايمانويل ماكرون، ولو ان شكوكا واسعة تسود حيال ان تكون “الثالثة ثابتة” بإزاء نجاح لودريان في اختراق الازمة الرئاسية اللبنانية المستعصية على الوساطات والحوارات والمبادرات المختلفة حتى اللحظة.
سيحط لودريان رحاله للمرة الثالثة في بيروت كموفد رئاسي معني بمتابعة الازمة الرئاسية فيما تتفاعل بقوة ترددات المواقف الداخلية المتصادمة حيال رسالته الى النواب أولا ومن ثم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار يسبق جلسات متتالية من دون ان يتضح أي افق واضح حيال الاحتمالات التي قد تسلكها الازمة لا في مسألة بت الحوار ولا في بلورة امكان الخروج من دوامة الشغور الرئاسي رغم تحرك السيناريوهات المتصلة بإمكان التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية بشكل لافت أخيرا. ولا ينفصل عن هذا المناخ المرشح للتفاعل الحار تباعا اختراق الملف البالغ الخطورة المتصل بكثافة موجات التسلل للسوريين الى لبنان عبر عمليات التهريب عبر الحدود السورية – اللبنانية اذ ان هذا الملف بات في صدارة الأولويات الأكثر الحاحا وخطورة بعد تكشف خطورة الاعداد التي تدخل الى لبنان وما سيرتبه ذلك من تفاقم إضافي غير مسبوق للاعباء والتعقيدات والاخطار على شتى المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي لم يعد ممكنا للبنان اطلاقا تحملها . ولذا سيتزامن وصول لودريان الاثنين وتصاعد الحمى الرئاسية مع انعقاد جلسة استثنائية ل#مجلس الوزراء حدد موعدها قبل ظهر الاثنين ستخصص “للبحث في مستجدات موضوع #النزوح السوري لا سيما التسلل غير الشرعي للنازحين” كما ورد في دعوة الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى الوزراء .
وبالعودة الى مهمة لودريان قال مقرّبون منه امس لوكالة فرانس برس إنّ وزير الخارجية الأسبق “سيكون في لبنان الإثنين”، دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه. وكان لودريان اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول للتوصّل إلى “توافق” يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالى عام.
وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان لودريان في جولته الثالثة على القوى السياسية الفاعلة سيتولى البحث بشكل ثنائي مع كل الاطراف حول نظرتهم واستنتاجاتهم للتوصل الى حل يؤدي الى سد الفراغ الرئاسي وفق ما جاء في الاجوبة التي قدموها ردا على تساؤلاته ومن خلال لقاءاته مع هذه الاطراف خلال جولتين من المحادثات. وكان مصدرا رفيعا في قصر الاليزيه اكد بعد ظهر الاربعاء الماضي في سياق عرضه مشاركة الرئيس ماكرون في اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الهند من ٩ الى١١ ايلول ان “المباحثات ستطرق الى ملف لبنان بالتاكيد لكن لا يمكنني الجزم مسبقا بمحتوى محادثاته، لكن تعلمون اين هي اهتماماتنا بلبنان وما هو موقفنا. لذلك فان الرئيس سيعمل مع محمد بن سلمان لتعزيز مهمة جان ايف لودريان في لبنان. وانتم تعلمون ان جان ايف لودريان ذهب الى المملكة السعودية لاجراء مباحثات حول ذلك وسنواصل معا المضي قدما بشأن هذا الموضوع”.
ولذا يمكن الاستنتاج ان باريس تعول على دعم سعودي فاعل لمبادرتها من اجل انتخاب رئيس لجمهورية في اقرب وقت ممكن، ومبادرتها تنطلق من شبه تفاهم بين اعضاء المجموعة الخماسية خصوصا ان المخاوف الامنية بدأت تتصاعد من جراء وضع اقليمي هش . وكشفت مصادر ديبلوماسية ل”النهار” ان المجموعة الخماسية ستلتئم على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة خلال النصف الثاني من شهر ايلول الجاري، وستضع في اجتماعها اللمسات الاخيرة على شروط الحل بعد ان يكون لودريان اجتمع مع القوى السياسية اللبنانية في مسعاه الضاغط للخروج من التعطيل الرئاسي. وقد يصدر عن اجتماع الخماسية كما في الاجماع السابق بيان يحدد خارطة الطريق للوصول الى حل للازمة اللبنانية وشروط المجموعة لتقديم المساعدات اللازمة لانعاش الاقتصاد.
يشار الى انه في اطار التحركات الداخلية عقد اجتماع بين عدد من نواب المعارضة و”التيار الوطني الحر” جرى خلاله تأكيد الطرفين استمرار تقاطعهما على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور .
يوم الجبل
في أي حال سيكون للملف الرئاسي حيز أساسي من يوم الجبل الطويل الذي سيواكب زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم الى الشوف بمناسبة ذكرى المصالحة التي عُقدت في العام 2001 بين البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط . وسيكون عنوان الزيارة “الجبل بخير إذا لبنان بخير”، للتأكيد على أسس المصالحة وسُبل تطويرها.
وستكون المحطة الأولى للراعي في منزل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى في شانيه حيث يجرى له استقبال ترحيبي، ليترافقا بعدها في جولة تمر بالباروك بتجمهر حشد من الأهالي على الطريق العام، ثم مطرانية بيت الدين، فالمكتبة الوطنية في بعقلين ومن ثم قصر المختارة ، وستكون المحطّتان البارزتان في بعقلين ثم في المختارة حيث ستُطلق منهما أبرز المواقف .
وفهم ان شيخ العقل عازم وبالتنسيق مع البطريرك الراعي والمختارة على تطوير المصالحة وليس فقط ترسيخها، يقيناً منه لاهمية هذا الإنجاز السياسي على الصعيد الوطني لا الطائفي أو المناطقي، لأنّه يمثّل إرادة حقيقية بالشراكة والعيش المشترك على كل الصعد، وفي هذا السياق . ووفق معلومات “النهار”، فإن شيخ العقل سيتطرّق خلال كلمته في المكتبة الوطنية أمام الراعي والحضور إلى كيفية تثمير المصالحة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي من أجل تحقيق أهدافها الحقيقية وترسيخ العيش المشترك فعلياً وبصورة دورية .
مجلس الوزراء: النزوح والأدوية
في ظل هذه الاجواء، عقدت امس جلستان لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأولى لاقرار جدول اعمال والثانية للشروع في درس وإقرار مشروع موازنة 2024 .
وتناول ميقاتي في مستهل الجلسة الأولى مناسبة اقتراب العام الثالث من عمر الحكومة قائلا “كلنا أمل ان يكتمل عقد المؤسسات الدستورية ويتم انتخاب رئيس للجمهورية، لان لبنان الصيغة والكيان، لا تستوي العدالة السياسية فيه إلا بتكامل مكوناته الوطنية”. واضاف: “ما يشغل بالنا هو الدفق الجديد من موجات النزوح السوري عبر ممرات غير شرعية. وما يبعث على القلق أن اكثرية النازحين الجدد من فئة الشباب.الجيش والقوى الامنية يجهدون مشكورين لمنع قوافل النزوح غير المبرر، والذي يهدد استقلاليتنا الكيانية ويفرض خللا حادا يضرب، بقصد او بغير قصد تركيبة الواقع اللبناني. نحن سندرس هذا الملف في جلسة اليوم لتحديد الخطوات المطلوبة، ومنها عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل بمشاركة قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية لان المسؤولية جماعية وتتطلب تعاون الجميع. وايضا، وبناء لاقتراح وزير الاشغال العامة والنقل، سنعقد جلسة خاصة الاسبوع المقبل لبحث الوضع في مطار بيروت وفتح مطار القليعات”.
واعلن وزير الاعلام زياد مكاري بعد انتهاء الجلسة، ان مجلس الوزراء وافق على اعتماد منصة بلومبورغ عوضا عن منصة صيرفة . كما تم اقرار البند المتعلق بتجديد العقد مع العراق للحصول على كميات من النفط الاسود على ان تخصص وزارة الاتصالات بـ٢٠ الف طن سنويًا.
كما ان وزير الصحة العامة الدكتور فراس ابيض اعلن ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بالاستمرار في دعم ادوية الامراض المستعصية وتم إقرار مبلغ ثلاثين مليون دولار إضافة الى الف وخمسمئة مليار ليرة لهذه الغاية . وقال الوزير ابيض “ان الرئيس ميقاتي شدد خلال البحث على ان موضوع الادوية خط احمر ولا جدال فيه. واننا مستمرون باذن الله في القيام بواجبنا في هذا السياق” .
واذ عقد مجلس الوزراء جلسة ثانية بعد الظهر مخصّصة لدرس موازنة 2024، افيد انه بدأ مناقشة البنود على ان يستكمل البحث في جلسة تعقد بعد ظهر الاثنين المقبل.
************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“حزب الله” يرفض اقتراح “التيّار الوطني الحر” تسليح الشرطة البلدية
بري وقطر يتوليان “توزيع الخسائر” حين يتخلّى “حزب الله” عن فرنجية
التطور الرئاسي الذي أبرزته أمس «نداء الوطن»، وتمثل بلقاء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزاف عون، حظيَ باهتمام إعلامي. وفي معلومات جديدة، أنّ اللقاء عقد قبل أسبوع في منزل العميد المتقاعد ديديه رحال في الحازمية، وهو قريب العماد عون. وجاء اللقاء مباشرة بعد زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين للبنان الأسبوع الماضي، والذي التقى عون أيضاً الى مأدبة عشاء.
وامتنع «حزب الله» عن الخوض في موضوع اللقاء، وظهر ذلك في البيان الصادر أمس بعد الاجتماع الدوري للكتلة برئاسة رعد نفسه. واكتفى البيان بتأكيد انفتاح «الحزب» على «ملاقاة أي جهدٍ أو مبادرة حوارية واقعية تُسهم في توفير فرص التوصل إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وماذا لو أن مسار الحوار الذي بدأه «حزب الله» حول دخول العماد عون السباق الرئاسي مضى قدماً الى نهايته الايجابية؟
مصادر واسعة الاطلاع أجابت عن هذا السؤال عبر «نداء الوطن» فقالت: إذا مضت قدماً الاتصالات لإيصال العماد عون الى الرئاسة، فستكون هناك مهمة أمام «الثنائي الشيعي» هي سحب ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية من السباق الرئاسي. كما سيكون على عاتق «حزب الله» اقناع حليفه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بتقبل ترشيح قائد الجيش للرئاسة الأولى، لإنه لا يزال معارضاً بقوة.
وفي تقدير هذه الأوساط أنه إذا سار ترشيح قائد الجيش قدماً، فسيتولى الرئيس نبيه بري تسوية وضع فرنجية، خصوصاً أنّه كان أول من رشحه لرئاسة الجمهورية. ومن عناصر هذه التسوية وعد فرنجية بتوزير نجله النائب طوني في حكومة العهد الجديد الأولى ما يفتح أمامه مساراً سياسياً يفضي لدخوله السباق الرئاسي مستقبلاً.
أما معضلة باسيل، التي تبدو تسويتها صعبة على «حزب الله»، فسيترك أمرها وفق تقدير الأوساط نفسها الى قطر التي تعمل بنشاط على مسار الاستحقاق الرئاسي مع موقف مسبق بدعم خيار ترشيح قائد الجيش.
وليلاً، خلال إطلالة باسيل في عشاء «هيئة قضاء البترون» حاذر التعليق مباشرة على رعد والعماد عون فلجأ الى العموميات، قائلاً: «جهة بدّها تفرض علينا رئيس ما عنده تمثيله وشرعيته الشعبية وما عندها العدد الكافي من النواب ولا عندها المشروعية الميثاقية، وبتصرّ على موقفها يلّي بيطوّل الفراغ وما بتحكي الاّ بتقاسم السلطة ومصلحتنا بعد 6 سنين… وجهة ثانية بدّها تفرض على الجهة الأولى رئيس يتحداها وما عندها العدد الكافي من النواب، هي بدّها بس ما فيها».
في موازاة ذلك، علمت «نداء الوطن» أنّ اللجنة التقنية المشتركة بين «التيار الوطني الحر» و»الحزب» ستعقد في العاشرة صباح اليوم، أول اجتماعاتها، وهي المكلفة متابعة النقاش في اللامركزية المالية الموسّعة، وهو أحد مطلبي باسيل للتفاهم مع «الحزب» رئاسياً. وتضمّ اللجنة عن «التيار» النائب ألان عون وانطوان قسطنطين، وعن «الحزب» النائب علي فياض وعبد الحليم فضل الله. فيما ينتظر تأليف لجنة موازية في عملها لمناقشة بند الصندوق الإئتماني، ويُرجّح أن تضمّ من جانب «التيار» النائب سيزار أبي خليل.
وفي المعلومات أيضاً، أن المؤشرات تدلّ الى أنّ هذا الحوار لا يزال في مراحله الأولى، بدليل أنّ باسيل وخلال اجتماع الهيئة السياسية لـ»التيار» الذي عقد مساء الثلثاء الفائت، أبلغ المشاركين أنّه ردّ بوضوح على سؤال «حزب الله» عن هوية المرشح الذي سيصوت له إذا دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخابية في الأسابيع المقبلة، فقال إنّه سينتخب جهاد أزعور.
وهذا يعني أنّ مشوار الحوار المشترك الذي لم يقطع طريق الحوار بين باسيل والقوى المعارضة، لا يزال طويلاً. وتفيد المعلومات أنّ الحوار المباشر الذي يتولاه رئيس «التيار» يتناول العناوين العريضة للمطالب المعلنة من جانبه، أي اللامركزية والصندوق الإئتماني، فيما ستتولى اللجنتان صياغة المواد المتفق عليها، وتلك المختلف عليها. وتشير المعلومات إلى أنّ النقاش انطلق من اقتراح زياد بارود، خصوصاً أنّ «الحزب» يعارض توسيع مفهوم اللامركزية، مالياً وتشريعياً وأمنياً. إذ على سبيل المثال، يطالب الفريق العوني بأن تصل نسبة جباية الإدارات المحلية إلى 25% من النسبة العامة لجباية الدولة، فيما يفضّل «الحزب» أن لا تتخطى الـ7% بشكل كبير. أضف إلى أنّ «الحزب» يمانع أن تكون الشرطة البلدية مسلحة.
وبهذا يتبيّن أنّ «الحزب» يسعى إلى الاتفاق على مشروع مجوّف في مضمونه، ليكون أشبه بلامركزية إدارية مع بعض الصلاحيات المحدودة، وهذا ما يناقض مفهوم اللامركزية المالية الموسعة التي ينادي بها باسيل ويسوّق لها على أنّها إنجاز للمسيحيين اذا ما تحقق.
وفي انتظار تبلور هذا المعطى الجديد في الملف الرئاسي، أعلنت وكالة «فرانس برس» وصول المبعوث الرئاسي الخاص إلى لبنان جان إيف-لودريان الإثنين المقبل الى بيروت في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة في لبنان منذ عشرة أشهر.
وقال مقرّبون من لودريان للوكالة إنّه «سيكون في لبنان الإثنين»، دون مزيد من التفاصيل عن برنامجه. علماً أنّ زيارته المقبلة للبنان ستكون على مسافة نحو تسعة أيام من اجتماع اللجنة الخماسية لأجل لبنان في العشرين من الشهرِ الجاري على مستوى وزراءِ الخارجيةِ في نيويورك. ومن المقرر ان يعقد لقاءاته يومي الثلاثاء والأربعاء ثم يغادر لبنان الخميس المقبل.
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الحكومة اللبنانية تتعهّد بمعالجة تدفق النازحين أمنياً
بيروت: نذير رضا
تعهّدت الحكومة اللبنانية بمعالجة التدفق الجديد للنازحين السوريين في جلسة حكومية تُعقد الأسبوع المقبل بحضور قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية، وسط إجراءات أمنية متواصلة ينفذها الجيش اللبناني «ضمن الإمكانيات المتاحة». وأفضت إلى توقيف متورط في تهريب أشخاص عبر الحدود البريّة في شمال البلاد، وارتفاع أعداد السوريين الذين أحبطت وحدات الجيش دخولهم إلى 1200 شخص خلال أسبوع.
وبدأت موجة جديدة من النازحين السوريين التدفق إلى لبنان عبر المسالك غير الشرعية، قبل أسبوعين، وهي آخذة بالتمدد، حيث تشمل محاولة العشرات يومياً عبور الأراضي اللبنانية. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات التسلل عبر الحدود الشمالية تصل إلى 30 فرداً أو أكثر في كل مجموعة، وتشمل سائر المناطق الحدودية المتداخلة على الضفة الشمالية للنهر الكبير الفاصل بين البلدين. وقالت المصادر إن شباناً لا تتخطى أعمارهم الـ18 عاماً يقودون المجموعات القادمة من سوريا عبر الحقول ومسالك مغطاة بالأشجار، بما يتيح لهؤلاء التخفي قبل دخول الأراضي اللبنانية.
ولاحظت مصادر ميدانية إجراءات مشددة للجيش في المنطقة الحدودية لجهة الدوريات المكثفة وملاحقة المتورطين والتعزيزات الأمنية في المنطقة الحدودية في الشمال والشرق.
ويعمل الجيش على إحباط عمليات التسلل ضمن إمكانياته اللوجيستية وبمشاركة جميع الوحدات الموجودة على الحدود، حيث استطاع إحباط محاولات دخول 1200 شخص خلال أسبوع واحد، فيما أوقفت وحدة من الجيش في منطقة البقيعة – وادي خالد في الشمال لبنانياً تورط مع آخرين في تهريب أشخاص عبر الحدود البريّة، وضبطت في حوزته سلاحاً حربيّاً وكمية من الذخائر وهواتف خلوية، حسب بيان صادر عن قيادة الجيش، وذلك في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي.
وبغياب آلية تنسيق متينة مع السلطات السورية، عادة ما يعيد الجيش المتسللين الذين يوقفهم إلى الحدود السورية، في وقت توصف الموجة بأنها الأكبر من سنوات.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش يمارس مهامه بشكل طبيعي لجهة تسيير الدوريات ومراقبة الحدود ووضع الكمائن ورصد المنطقة وملاحقة المهربين بهدف الحد من ظاهرة التدفق المستجد للنازحين، لافتة إلى أن الجيش يقوم بمهامه ضمن إمكانياته المتوافرة، من غير أن تنفي أن التدفق «أكبر من طاقة الجيش على ضبطه بشكل كامل». وشددت المصادر «أن تتواكب الإجراءات مع تدابير قضائية مشددة لمنع المهربين من تجديد نشاطهم».
وستكون التدابير المشددة على جدول أعمال اجتماع الحكومة في جلسة تُعقد في الأسبوع المقبل مخصصة لموضوع النازحين، حيث سيُدرس الملف بمشاركة قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية «لأن المسؤولية جماعية وتتطلب تعاون الجميع»، حسبما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء الخميس.
وقال ميقاتي: «ما يشغل بالنا هو الدفق الجديد من موجات النزوح السوري عبر ممرات غير شرعية. وما يبعث على القلق أن أكثرية النازحين الجدد من فئة الشباب». وأضاف: «الجيش والقوى الأمنية يجهدون مشكورين لمنع قوافل النزوح غير المبرر، والذي يهدد استقلاليتنا الكيانية ويفرض خللا حاداً يضرب، بقصد أو بغير قصد تركيبة الواقع اللبناني».
وعرض وزير المهجرين عصام شرف الدين خلال جلسة الحكومة الخميس لبعض المسائل والمواضيع المتعلقة بضبط الحدود ومكافحة التسلل غير الشرعي للنازحين السوريين. وقال وزير الإعلام في ختام الجلسة إن ملف موضوع النازحين ومصير اللجنة التي ستزور سوريا «سيبحث في الجلسة المقبلة لأنه يجب أن تكون هناك لجنة لتقوم بزيارة لسوريا».
واستبق شرف الدين الجلسة بالتأكيد على أن «عدد النازحين الذين دخلوا إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية لا يمكن إحصاؤه»، لكنه لفت إلى أن «عدد النازحين الذين دخلوا عبر المعابر الشرعية في شهر بلغ 8 آلاف وأما العدد منذ بداية السنة فيتجاوز الـ20 ألفاً». وأشار إلى أن «الإمكانيات لدى الجيش اللبناني لضبط الحدود ضعيفة»، لافتا إلى أن «عدد العناصر غير كاف وعلى الجانب السوري التعاون لضبط الحدود قليل».
وكان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب طرح ملف النزوح في كلمته خلال تمثيله لبنان في الدورة 160 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، حيث أشار إلى أن أعداد النازحين السوريين إلى لبنان تزايدت في الفترة الأخيرة «وباتوا يشكلون ضغطا إضافيا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما على الموارد المحدودة أصلاً»، لافتاً إلى أن هؤلاء النازحين «يغادرون سوريا لأسباب اقتصادية ومعيشية بفعل تفاقم الأزمة الاقتصاديّة في سوريا».
وتابع: «بعيداً عن المناشدة وإطلاق النداءات في صحراء الصمت والإهمال، على الجميع أن يعلم أن مساعدة سوريا على تخطي أزمتها السياسيّة الاقتصادية والمعيشية الخانقة هي أمر ملح لدول الجوار البرّي والبحري خصوصاً، ذلك أنّ التداعيات التي قد تنجم عن التأزيم الحاصل في موضوع النازحين قد تكون أخطر بكثير مما يتخيل البعض».
وأضاف: «يهمني، أن أعيد التأكيد على ضرورة تسهيل وتسريع عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى بلدهم وبلداتهم وقراهم، حيث ينبغي التوقف عن تسييس هذه القضية التي باتت تهدد أمن واستقرار لبنان والبلدان المضيفة. كما نُشدد على ضرورة تفعيل العمل بخطة التعافي المُبكر، ليس فقط من أجل سوريا والسوريين، بل من أجل جميع الدول المضيفة».
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جهد دولي – عربي لإنضاج الطبخة.. والأيام الرئاسية بين 17 و27 أيلول
مناقشة صعبة لـ«موازنة الدولارات بلا إصلاحات».. وباسيل يحذِّر المعارضة من تطيير فرصة الانتخاب
تقدَّم وصول الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان- إيف لودريان على مبادرة الرئيس نبيه بري لحوار الأيام السبعة، فهو يصل الاثنين المقبل (11 أيلول)، ويبدأ محادثاته الثلثاء (12 أيلول)، بدءاً من رئيس المجلس إلى سائر الأطراف المدرجة على جدول أعماله، والبحث سيتطرق حكماً الى دعوة بري للحوار التي تكسب مؤيدين، وإن لم يسجل أمس أي تطور نيابي باتجاهها، باستثناء الموقف الذي أعلنه في جلسة مجلس الوزراء الاولى قبل ظهر امس الرئيس نجيب ميقاتي، بدعم الحوار في المجلس، وتشجيع تلاقي القوى السياسية، لإجراء بحث جاد يُفضي إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، فيكتمل عقد المؤسسات لأن لبنان الصيغة والكيان، لا تستوي العدالة السياسية فيه إلَّا بتكامل مكوناته الوطنية.
وكشفت مصادر واسعة الاطراف لـ«اللواء» ان الجهد الدولي- العربي (الفرنسي والسعودي) على وجه الخصوص سيتزحم لإنضاج الطبخة الرئاسية، مشيرة الى أن لبنان سيدخل مرحلة فاصلة بين 17 أيلول و27 أيلول، عنوانها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى.
وأشارت مصادر سياسية الى ان تحديد موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان قي الحادي عشر من الشهر الجاري، فاجأ معظم الاطراف السياسيين وفرض واقعا جديدا، اولا لانه خالف كل ما تردد من مواعيد بعودته في النصف الثاني من شهر ايلول الحالي وثانيا، كونه قطع دابر تكهنات البعض، بامكانية عدم العودة مرة اخرى، والانكفاء عن مهمته او على الاقل، وتأجيلها الى موعد غير محدد، بسبب التطورات المستجدة في المنطقة ومسارعة اطراف بالمعارضة باعلان مواقف سلبية تجاه مهمته، والاعتراض على مضمون رسالته للنواب.
وتوقعت المصادر ان يسرع اعلان موعد عودة لودريان إلى لبنان لتسلم اجوبة الكتل والنواب على رسالته، تسليم اجوبة الذين وجهت اليهم هذه الرسائل، ومعظمهم لم يعلن انه سلم اجوبته للسفارة الفرنسية، بينما اكتفت المعارضة بالبيان الذي وقع عليه ٣١ نائبا، والذي انتقد مضمون الرسالة وأبدى رفضه لها.
وسيبادر الموفد الفرنسي فور تسلمه الاجوبة المطلوبة، والاطلاع عليها، سيطلع اعضاء دول اللقاءالخماسي على مضمونها والاتفاق معهم على الخطوة المقبلة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وعلقت المصادر اهمية على اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين في نيودلهي، والمتوقع ان يبحث خلاله في مسار مهمة لودريان واعطاء دفع لها بالتنسيق مع دول اللقاءالخماسي.
واعتبرت المصادر ان عودة لودريان إلى لبنان المبكرة، بالزخم المتوقع من دول اللقاء الخماسي والمملكة العربية السعودية، أثّرت سلبا على دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وجهها للنواب لاجراء حوار في المجلس النيابي في شهر ايلول الحالي، لمدة أقصاها سبعة ايام وبعدها يدعو لجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، لاسيما وان هذه الدعوة ووجهت برفض من كتلة القوات اللبنانية والكتائب وبعض الكتل التي لم تحدد موقفها بعد، في حين ترددت معلومات عن استياء ديبلوماسي تبلغه رئيس المجلس لطرح دعوته بالتزامن مع مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي، ووضع الحوار كشرط مسبق لدعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، بينما يتطلب الامر قبل كل شيء، الدعوة للانتخابات مباشرة ودون اي شروط اوتعقيدات تعطل إجراء الانتخابات الرئاسية.
رسمياً، تم تأكيد زيارة لودريان الإثنين بيروت، «في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة منذ عشرة أشهر». وقال مقرّبون من لودريان: إنّ وزير الخارجية الأسبق «سيكون في لبنان الإثنين»، دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه، مع الاشارة الى ان الزيارة تستمر الى الخميس المقبل في 14 أيلول.
وقد افادت المعلومات أن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري غادر الى باريس عشية اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، وذلك على اعتباره من الفريق العامل على الملف الرئاسي اللبناني في اللجنة الخماسية.
وقد واصل السفير الفرنسي الجديد هيرفيه ماغرو جولاته على القيادات اللبنانية، فزار امس، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى في زيارة بروتوكولية بعد استلام مهامه الديبلوماسية الجديدة في لبنان. وتم في خلال اللقاء «تبادل الآراء ووجهات النظر في الشؤون اللبنانية. ونوَّه المفتي دريان بالمساعي والجهود التي تقوم بها فرنسا مع الدول العربية لمساعدة لبنان لإيجاد الحلول المناسبة وخصوصا انتخاب رئيس للجمهورية».
كما زار ماغرو وليد جنبلاط، والتقاه بحضور النائب وائل أبوفاعور، وخلال اللقاء، جرى عرض مختلف الأوضاع في لبنان والمنطقة. ثم زار ماغرو المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، يرافقه ملحق الأمن الداخلي لدى السّفارة الفرنسية إريك أوتشيني، «في زيارة بروتوكولية تهدف إلى التعارف والتعاون والتنسيق، كما جرى عرض الأوضاع العامة في البلاد».
وفي المواقف، صدر عن كتلة الوفاء للمقاومة بيان بعد اجتماعها امس، جاء فيه: «نسعى ان تقوم في لبنان دولة جامعة ذات قرار حر يحكمها القانون وتؤتمن على حقوق ومصالح اللبنانيين دون استنساب أو تمييز ولديها القدرة على مواجهة الأعداء عبر تمسكها بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة».
وأضاف البيان، الخطوة الاولى للشروع في طي الأزمة الراهنة تقضي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، والتمسك بمعادلة الحماية الوطنية لما أثبتته من جدوى واضحة في مواجهة العدو الصهيوني.
وشدّدت الكتلة في بيانها على أن «العمل على معاجلة مشكلة النازحين السوريين وعودتهم الطوعية والآمنة الى بلادهم انطلق منذ زمن وأصبح جادّاً».
وزارت منسقة الأمم المتحدة يوانا فرونتسكا رئيس التيار الوطني الحرالنائب جبران باسيل، وقالت: بحثنا في أهمية انتخاب رئيس جديد وسبل الخروج من الشلل السياسي الحالي.
باسيل يحذِّر من تضييع فرصة الحوار
وأعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في عشاء للتيار الوطني الحر في البترون، المطالبة باللامركزية الموسعة للانماء المتوازن والصندوق الائتماني، من دون اي ذكر لما يسمى باللامركزية المالية.
ومن خلال الصندوق يمكن ردّ جزء من اموال المودعين.
وأكد ان اللامركزية الانمائية ستنفذ بكل لبنان، ولبنان يبقى دولة موحدة، ولا احد يغامر.
وشنَّ باسيل حملة على ما أسماه بالمنظومة، وقال: استلموا مالية الدولة، ولما انهارت قالوا ما بغيروا الحاكم (رياض سلامة)، وبيهربوا من بيت لبيت (ولو بتعرفوا ببيت مين قاعد)..
ووصف دعوة بري بأنها ملتبسة، كأن دعوته لتطوير الفرصة، معرباً عن خشيته من تطيير الفرصة والرئاسة. مؤيداً مقاومة اسرائيل وليس دعم محور الممانعة في الخارج، محذراً من ان يصب موقف المعارضة في خدمة ما يسعى اليه بري من تطيير المبادرة التي قال باسيل انه تم التوصل اليها مع الفرنسيين.
وردّ علي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون تسميته، ان مصلحة المسيحيين ليست بالعودة الى الحرب، وليس بالتقسيم، نحن نرفض الحرب ونمنعها.
واكد ما حدا بيغير ثقافتنا المشرقية.
وبدا ان حزب الوطنيين الأحرار يرغب بالمشاركة في الحوار، شرط ان يكون محصوراً بموضوع انتخاب رئاسة الجمهورية، وفوق الطاولة، وليس في الخفاء، وعلني بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان.
مجلس الوزراء
تم تأجيل البحث التفصيلي في ملف النزوح السوري إلى الجلسات المقبلة ليحضرها القادة العسكريون والامنيون، بعدما كان مدرجا على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر امس، حيث تم الاكتفاء بعرض وزير شؤون النازحين عصام شرف الدين عن الموضوع، علماً ان وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار قد أبدى استعداده للمشاركة في هذه الجلسة، شرط البحث في ملف النازحين السوريين.
وستعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الاثنين المقبل الساعة العاشرة صباحاً «مخصصة لبحث موضوع النازحين لا سيما التسلل غير الشرعي. وتعقد جلسة ثانية عند الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر الاثنين لإستكمال البحث بمشروع موازنة 2024»، حسبما افاد المكتب الاعلامي في السرايا.
وقد استهل الرئيس نجيب ميقاتي الجلسة بكلمة مما قال فيها: مع اقتراب العام الثالث من عمر الحكومة، كلنا أمل ان يكتمل عقد المؤسسات الدستورية ويتم انتخاب رئيس للجمهورية، لأن لبنان الصيغة والكيان، لا تستوي العدالة السياسية فيه إلا بتكامل مكوناته الوطنية.
اضاف: ما يشغل بالنا هو الدفق الجديد من موجات النزوح السوري عبر ممرات غير شرعية. وما يبعث على القلق أن اكثرية النازحين الجدد من فئة الشباب. الجيش والقوى الامنية يجهدون مشكورين لمنع قوافل النزوح غير المبرر، والذي يهدد استقلاليتنا الكيانية ويفرض خللا حادا يضرب، بقصد اوبغير قصد تركيبة الواقع اللبناني. نحن سندرس هذا الملف في الجلسة (امس) لتحديد الخطوات المطلوبة، ومنها عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل بمشاركة قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، لأن المسؤولية جماعية وتتطلب تعاون الجميع. وايضا، وبناء لاقتراح وزير الاشغال العامة والنقل، سنعقد جلسة خاصة الاسبوع المقبل لبحث الوضع في مطار بيروت وفتح مطار القليعات.
في ختام الجلسة اذاع وزير الاعلام زياد مكاري ابرز البنود التي اقرت وهي:
-عرض نائب رئيس مجلس الوزراء للتقرير المرفوع من قبل لجنة دراسة موضوع بدلات إيجار الأبنية الحكومية المستأجرة لصالح الدولة المشكّلة بموجب القرار رقم 58/2023 تاريخ 8/5/2023.
وافادت المعلومات انه بالنسبة لهذا البند، فهويطال العقود لصالح الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات الخاضعة لرقابة ديوان المحاسبة، كما العقود لصالح الجيش والقوى الامنية إستناداً إلى القانون رقم 159 تاريخ 22/7/1992، قرّر مجلس الوزراء إعتماد زيادة تُساوي 7 أضعاف الإيجارات النافذة بتاريخ 31/12/2022، مع فترة عقد 3 سنوات يتمّ من بعدها تعديل الإيجارات. أما بالنسبة لعقود الإيجارات المعقودة وفقا لأحكام القانون رقم 160 تاريخ 22/7/1992، (إيجار العقارات المبنية) قرّر مجلس الوزراء إعتماد الزيادة المنصوص عليها في المادة /38/ من القانون النافذ حكماً رقم 2 تاريخ 28/3/2017 (تعديل الإيجارات) أيّ 5 بالمئة سنوياً. وتُستثنى من الزيادة المقترحة الإيجارات المعقودة بالدولار الأميركي، كما المعقودة بعد 31/12/2022 في حال راعت عند عقدها الأسعار الرائجة، وتُعرض على الجهات المختصة بها.
– عرض وزير المهجرين لبعض المسائل والمواضيع المتعلقة بضبط الحدود ومكافحة التسلل غير الشرعي للنازحين السوريين، على ان يتم الاتفاق على جلسة خاصة لهذه الغاية.
– طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على تجديد مضمون الاتفاقية بين الطرفين العراقي واللبناني لتجهيز الجمهورية اللبنانية بكمية أخرى من مادة النفط الأسود بمقدار (1,5) مليون طن متري وفقاً للآلية المعمول بها سابقاً والتي سيتمّ مبادلتها بمادتي الغاز أويل و/أوالفيول أويل بنوعيه (A) و(B) لصالح مؤسسة كهرباء لبنان. وتقرر ان تخصص وزارة الاتصالات بكمية قدرها 20 الف طن سنويا. (يأتي ذلك وفقاً للآلية المعمول بها سابقاً، والتي سيتم مبادلتها بمادتي الغاز أويل و/أوالفيول أويل بنوعيه (A) و(B) لصالح مؤسسة كهرباء لبنان) .
– طلب الموافقة على تعيين خفراء جمركيين متمرنين في ملاك الضابطة الجمركية لتسوية أوضاعهم تنفيذاً لقرار مجلس شورى الدولة رقم 457/2022 ــــ 2023.
– طلب وزارة الأشغال العامة والنقل الموافقة على ملء المراكز الشاغرة في ملاك مصلحة الملاحة الجوية من الناجحين في المباراة التي أُعلن عنها بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 4 تاريخ 6/10/2016 وأُعلنت نتائجها بتاريخ 22/8/2017 ووافق عليها مجلس الخدمة المدنية بموجب قراره رقم 269 تاريخ 27/3/2018.
– مشروع مرسوم يرمي إلى تعيين الحدّ الأدنى للتعويض المؤقت الذي يتقاضاه المتقاعدون في جميع الأسلاك والذين يستفيدون من معاش تقاعدي والمنصوص عنه في الفقرة (3) من المادة الأولى من المرسوم رقم 11227 تاريخ 18/4/2023 (إعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والـمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي).
– عرض وزارة المالية آلية لسداد المبالغ المتوجبة للشركة الملتزمة ردّ الضريبة على القيمة المضافة للسائح.
-عرض وزارة المالية موضوع اعتماد منصة شركة Bloomberg للتداول والأسواق المالية.
– ولم يوافق مجلس الوزراء على طلب وزارة المالية الموافقة على منح مكلّفين تخفيضاً للغرامات ضمن السقوف المُحدّدة قانوناً. (مؤجل من جلسة 17/08/2023)
– كذلك اقر مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال 91 مرسوما باستعادة الجنسية اللبنانية بموجب» قانون استعادة الجنسية».
وسُئل مكاري عن خطوة عرض «منصة «بلومبرغ» على مجلس الوزراء وهل هي مطلوبة من المجتمع الدولي؟ فقال: ليست مطلوبة من المجتمع الدولي بل هي ستحل محل «منصة صيرفة» ويجب أن تمر في مجلس الوزراء.
وعن موضوع النازحين ومصير اللجنة التي ستزور سوريا قال: سيبحث هذا الأمر في الجلسة المقبلة لأنه يجب أن يكون هناك لجنة لتقوم بزيارة سوريا.
وعن المبلغ المالي الذي طلبه وزير الصحة لأدوية السرطان قال: «سيؤمن بشكل أو بآخر، وقد حصل جدل في الجلسة بهذا الشأن».
سئل هل سيؤمن هذا المبلغ من حقوق السحب الخاصة؟ اجاب: «لا».
لكن وزير الصحة العامة فراس الابيض اعلن لاحقا في تصريح من السرايا، ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا في جلسة قبل الظهر بالاستمرار في دعم ادوية الامراض المستعصية. وتم اقرار مبلغ ثلاثين مليون دولار اضافة الى الف وخمسمائة مليار ليرة لهذه الغاية.
وقال الوزير ابيض: ان رئيس الحكومة شدد خلال البحث على ان موضوع الادوية خط أحمر لا جدال فيه. وإننا مستمرون باذن الله في القيام بواجبنا في هذا السياق.
وبدأت الجلسة الثانية لمجلس الوزراء بعد الظهر أمس الخميس، في السراي الحكومي، وتم تخصيصها لمناقشة مشروع قانون الموازنة للعام 2024، وقد بدأ مجلس الوزراء مناقشة بنود الموازنة على ان يستكمل البحث في جلسة تعقد عند الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الاثنين المقبل. وفي المعلومات أن مناقشة مشروع قانون موازنة العام 2024 لن تطول، لأن معظم بنودها تمت الموافقة عليها وبقي بعض البنود القليلة التي ستناقش في الجلسة المقبلة.
وحسب المعلومات، قرر مجلس الوزراء الموافقة على إعطاء تعويض شهري مقطوع عن شهريّ أيلول وتشرين الأوّل، لموظفي الإدارات العامة. ويشترط هذا التعويض الإلتزام الكامل بالدوام الرسمي، وذلك من أجل العمل على إعادة تفعيل الإدارة العامة وإنجاز المعاملات.
وقال نائب رئيس الحكومة الدكتور سعادة الشامي، أنه «حتى الآن موازنة ٢٠٢٤ ليست إصلاحية، فالخطوات المتعلقة بالإصلاح لم تناقش بعد، ونحن بحاجة الى دولارات».
واعلن وزير المالية يوسف الخليل قبل الجلسة: إن السعر المعتمد في موازنة ٢٠٢٤ سيكون قريباً من سعر السوق، وإن موازنة 2024 إصلاحية، وما يهمنا أن نجبي إيرادات، ولن تكون كل الرسوم بالدولار.
كما أعلن وزير البيئة ناصر ياسين «الانتهاء من الاطلاع على بنود الموازنة، حيث أن الأسبوع المقبل سنخوص في الأرقام بين الايرادات والنفقات».
وكشف وزير الاتصالات جوني القرم أنّه «من أصل ١٧٠٠٠ شركة في لبنان، ٣٥ في المئة منها غير مسجلة في ضريبة الدخل، و٦٠ في المئة منها غير مسجلة في الـTVA، ونطالب وزارة المالية بتقديم خطة بهذا الشأن وكيف أنّ شركات تدفع رسوماً وأخرى لا تدفع.
ملاحقة التهريب
بقي ملف النزوح الجديد في الصدارة امنيا ودبلوماسياً ايضا. حيث اعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه ان «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو1200 سوري عند الحدود اللبنانية السورية». ولاحقا، اعلنت في بيان ثان انه «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي، أوقفت وحدة من الجيش في منطقة البقيعة– وادي خالد المواطن (خ.ع.) لتورطه مع آخرين في تهريب أشخاص عبر الحدود البريّة، وضبطت في حوزته سلاحًا حربيًّا وكمية من الذخائر وهواتف خلوية. سلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص».
اما دبلوماسيا، فعاد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب من القاهرة، بعد تمثيله لبنان في الدورة 160 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. والقى كلمة مما جاء فيها: تزايدت في الآونة الأخيرة أعداد النازحين السوريين إلى لبنان مشكلين ضغطا اضافيا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما على الموارد المحدودة أصلا. إنّ هؤلاء النازحين يغادرون سوريا لأسباب اقتصادية ومعيشية بفعل تفاقم الأزمة الاقتصاديّة في سوريا.
وتابع: بعيدا عن المناشدة واطلاق النداءات في صحراء الصمت والاهمال، على الجميع أن يعلم أن مساعدة سوريا على تخطي أزمتها السياسيّة الاقتصادية والمعيشية الخانقة هو أمر ملح، لدول الجوار البرّي والبحري خصوصًا، ذلك أنّ التداعيات التي قد تنجم عن التأزيم الحاصل في موضوع النازحين قد تكون أخطر بكثير مما يتخيل البعض.
واضاف: ويهمني، في هذا الاطار، أن أعيد التأكيد على ضرورة تسهيل وتسريع عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى بلدهم وبلداتهم وقراهم، حيث ينبغي التوقف عن تسييس هذه القضية التي باتت تهدد أمن واستقرار لبنان والبلدان المضيفة. كما نُشدد على ضرورة تفعيل العمل بخطة التعافي المُبكر، ليس فقط من أجل سوريا والسوريين، بل من أجل جميع الدول المضيفة.
الراعي إلى الجبل
واليوم، يتوجَّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الجبل في ذكري المصالحة، بعد اتصالات وترحيب من الحزب التقدمي الاشتراكي، وفي زيارة رعوية لتكريس التعايش في أقضية الجبل.
«صرخة المودعين» لإلغاء التعاميم
نفّذت جمعية «صرخة المودعين» في لبنان اعتصاماً، أمام مقرّ المصرف المركزي في بيروت «ضدّ التعاميم الظالمة للمودعين»، رُفِعَت خلاله لافتات تدعو إلى ردِّ ودائع الناس المحتجزة في المصارف منذ نحو أربع سنواتٍ.
ويأتي تحرّك المودعين بالتزامن مع جلستَيْن يعقدهما مجلس الوزراء للبحث في بنودٍ يصفها بـ«الملحّة والأساسية»، حيث جرى إقرار اعتماد منصة شركة «بلومبيرغ» الأميركية للتداول والأسواق المالية بدلاً من منصة صيرفة التي أطلقها مصرف لبنان، إضافة إلى بحث بنود مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2024.
وعبّر المعتصمون خلال تحرّكهم عن رفضهم المطلق للتعاميم الصادرة عن مصرف لبنان منذ نحو 4 سنوات وحتى اليوم، باعتبارها غير قانونية وغير دستورية، ولا يمكن الاعتراف بها.
وشدّدوا على أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، ورغم خطواته التي يحاول فيها تغيير سياسة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، إلا أنه كان شريكاً ومسؤولاً عن معاناة المودعين ووضع اليدّ على ودائعهم طيلة هذه الأعوام بمجرّد وجوده في المجلس المركزي، من دون اعتراضه على تلك الممارسات وتقديم استقالته رفضاً لها، الأمر الذي ينطبق أيضاً على نواب الحاكم الثلاثة، ما يجعلهم جميعاً خارجين عن القانون والدستور، محذرة من ان يتحول المودعون الى خلية إجرامية.
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
زحمة حراك داخلي وخارجي دون اوهام بمخارج وحلول في السياسة والاقتصاد
لودريان يصل الاثنين دون «خارطة طريق» والراعي يثمر مصالحة الجبل اليوم
استنفار حكومي لمواجهة نزوح يهدد الكيان… و«بلومبرغ» بين الايجابية والسلبية! – ابراهيم ناصرالدين
تزاحمت الملفات السياسية والاقتصادية والامنية خلال الساعات القليلة الماضية، ووضعت على «الطاولة» دفعة واحدة دون ان تجد لها اي حلول واضحة، خصوصا ان ما يربط بينها «خيط رفيع» مجهول التداعيات والنتائج في ظل حالة انعدام اليقين حيال كل ما يدور خارج البلاد وداخلها. ازمة النزوح السوري المستجدة وضعت على «نار حامية» وستعقد لاجلها جلسة حكومية يوم الاثنين المقبل دون وجود امكانات عملانية تحد منه فيما الاسئلة لا تزال مفتوحة حول الخلفيات الحقيقية لهذه «الموجة» الخطرة. هذا على الحدود الشرقية، اما الجنوبية فهي لا تزال تحت المجهر بانتظار نتائج عمليات التنقيب عن الغاز فيما تصر «اسرائيل» على رفع منسوب التوتر بزيارات متكررة لمسؤوليها العسكريين رفعا للجهوزية لمواجهة احتمالات حرب مفترضة. اقتصاديا، وفيما التخبط مستمر كهربائيا، ودوائيا، وتربويا، وافقت الحكومة على استبدال منصة «صيرفة» باخرى ترتبط مباشرة بوكالة «بلومبرغ»، اذا كانت النيات المعلنة ترتبط بالشفافية وضبط اقتصاد «الكاش»، الا ان المخاوف تبقى كبيرة ازاء القدرة على حماية العملة الوطنية من التقلبات الحادة في ظل عجز المصرف المركزي عن التدخل الفاعل في السوق! سياسيا، تسريب خبر لقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد مع قائد الجيش العماد جوزاف عون حرك «المياه الراكدة» دون ان تكون له مفاعيل عملية، بينما انطلقت التأويلات غير المبنية على اي معلومة جدية، ما دام لم يعلق عليها المعنيون لغاية في «نفس يعقوب»! اما فكرة الحوار الرئاسي التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري فلا تزال دون تطبيقات عملية ولا تزال تطبيقاتها العملانية حذرة خوفا من «دعسة ناقصة» عشية وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان يوم الاثنين المقبل الى بيروت حاملا بدوره «لافتة» الحوار دون ان يعرف بعد طبيعتها وكيفية «تقريشها» على ارض الواقع خصوصا ان الرافعتين الاساسيتين لنجاح اي مبادرة، السعودية، والولايات المتحدة الاميركية، لديهما اولويات اخرى في المنطقة، يتقدمها النقاش الاستراتيجي بينهما والمرتبط باحتمال التطبيع مع «اسرائيل»، وهما لا يقومان باي خطوات عملانية تساعد الفرنسيين على التقدم. ولهذا يستمر «اللعب في الوقت الضائع» دون اي بوادر جدية يمكن الرهان عليها للخروج من حالة المراوحة القائمة والتي تخرقها اليوم زيارة البرطيرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الى الجبل تاكيدا على العيش المشترك في بلد يقوم على تقبل الآخر ضمن وحدة جغرافية واجتماعية وسياسية غير قابلة لاي من انواع التقسيم «المقنع».
رهانات لا حلول فرنسية؟
في هذا الوقت، وفيما اعلنت مصادر مقربة من المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان انه سيكون في لبنان الاثنين المقبل، من دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه المفترض، نقل زوار السفارة الفرنسية معلومات تفيد انه لا يملك بين يديه «خارطة طريق» حول كيفية جمع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول للتوصّل إلى توافق يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالى عام، لكنه سيحاول استنباط المخارج بعد لقاءاته مع القوى السياسية. وثمة محطتان اساسيتان تعول عليهما باريس للتقدم فيما تبقى عقبة الاولويات السعودية الاميركية العقبة الرئيسية. المحطة الاولى، تبقى انتظار النتائج الاولية لمباحثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حول الملف الللبناني يوم السبت المقبل على هامش قمة العشرين في الهند، وعندئذ «سيبنى على الشيء مقتضاه»، وقد تتغير الكثير من المعطيات ربطا بهذا اللقاء الذي سيحاول من خلاله الرئيس الفرنسي الحصول على تطبيقات عملانية للتصريحات السعودية الايجابية وتحويلها الى وقائع. اما المحطة الثانية، فتبقى لقاء وزراء خارجية دول الخماسية في العشرين من ايلول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. اما محليا، فان طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري فكرة حوار الأيام السبعة تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة، فهو فتح «كوة» جدية، سيستخدمها لودريان خلال زيارته، لمحاولة التقدم، لان التقييم الاولي للفرنسيين كان ايجابيا وهو يطمح لدمجه مع الطرح الفرنسي خصوصا ان مواقف غالبية الكتل النيابية كانت ايجابية.
لبنان «مش اولوية»
ووفقا لتلك الاوساط، وان كان الفرنسيون قد عولوا على التطور الايجابي في العلاقة السعودية- الايرانية حيث تتزامن زيارة لودريان مع حصول التبادل الديبلوماسي بين البلدين عقب زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الى المملكة منذ اسابيع والتي اعادت انعاش اتفاق بكين. الا ان هذه الايجابية بحاجة الى ترجمة عملية على ارض الواقع، وهو امر لا يبدو متيسرا في هذه المرحلة لان المؤشرات لا تبدو مشجعة لناحية فصل المسار اللبناني عن المسارات الاخرى في المنطقة وهو امر يعقد المهمة الفرنسية خصوصا ان الولايات المتحدة والسعودية مهتمتان بملف اكثر اهمية بالنسبة اليهما يرتبط برزمة تفاهمات امنية وسياسية مقابل التطبيع مع «اسرائيل»، مع العلم ان التوصل إلى اتفاق بين الدولتين ضمن تشكيلة الحكومة الاسرائيلية الحالية يبدو سيناريو مستحيلاً في ظل رفض تقديم اي تنازلات للفلسطينيين، ومنها رفض رزمة مطالب تقدمت بها السلطة الفلسطينية للسعودية في الأسابيع الأخيرة، وهي قائمة تقترح عرضها على «إسرائيل» في إطار المحادثات، ومنها نقل أراض في الضفة التي هي الآن تحت سيطرة «إسرائيل» الكاملة، إلى سيطرة جزئية للفلسطينيين، وتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات، وافتتاح قنصلية ثابتة للسعودية لمصلحة العرب في شرقي القدس. ولفتت تلك الاوساط ان المباحثات بين الرياض وواشنطن وصلت الى اتفاق مبدئي على قيام تحالف دفاعي يلزم الولايات المتحدة بالعمل عسكرياً مع السعودية إذا تمت مهاجمتها وعلى اتفاق سيتضمن فقط الالتزام بإعطائها مساعدات أمنية. وبخصوص مطالبة السعودية إقامة مشروع نووي مدني على أراضيها، يبدو أن واشنطن على استعداد للموافقة على ذلك شريطة أن يكون الموقع خاضعاً للرقابة الدولية. وبحسب الفرنسيين، فان رعاية اتفاق تطبيع يبدو الانجاز الوحيد الذي يبحث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة قبل الانتخابات الأميركية الرئاسية في تشرين الثاني 2024، ولهذا يعاني الفرنسيون كثيرا في اقناع واشنطن بتزخيم الحلول لبنانيا.
خطر موجة النزوح الثانية
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم الاثنين المقبل للبحث في موجة النزوح السوري الجديدة في حضور قيادات امنية على راسها قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقد سقط طرح احالة الملف على اللجنة الوزراية بعد ان بلغت المخاطر حدا غير مسبوق، مع دخول اعداد كبيرة من الشبان وسط مخاوف امنية من انضمامهم الى مجموعات ارهابية خصوصا ان الكثير منهم تم ايواؤهم في المخيمات! وقد اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال جلسة الحكومة ان «ما يشغل بالنا هو الدفق الجديد من موجات النزوح السوري عبر ممرات غير شرعية. وما يبعث على القلق أن اكثرية النازحبن الجدد من فئة الشباب. وقال «الجيش والقوى الامنية يجهدون مشكورين لمنع قوافل النزوح غير المبرر، والذي يهدد استقلاليتنا الكيانية ويفرض خللا حاداً يضرب، بقصد او بغير قصد، تركيبة الواقع اللبناني. واضاف «سندرس هذا الملف في جلسة خاصة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل بمشاركة قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية لان المسؤولية جماعية وتتطلب تعاون الجميع. لكن مصادر وزارية اكدت ان المعضلة الاساسية تبقى لوجستية قبل السياسة، فثمة حاجة الى رفع عديد القوى الامنية على الحدود من 8آلاف الى 40 الفا، وهو امر متعذر وغير متاح. وقد اعلنت قيادة الجيش انه في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو 1200 سوري عند الحدود اللبنانية السورية». ولاحقا، اعلنت في بيان ثان ان «في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي، أوقفت وحدة من الجيش في منطقة البقيعة – وادي خالد المواطن (خ. ع.) لتورطه مع آخرين في تهريب أشخاص عبر الحدود البريّة.
اتهامات بالتقصير؟
من جهته، كشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال، عصام شرف الدين، أنّ عدد النازحين السوريين الذين دخلوا عبر المعابر غير الشرعية في شهر آب بلغ 8 آلاف، أما العدد منذ بداية السنة فيتجاوز الـ20 ألفاً. وأشار إلى أنّ «الإمكانات لدى الجيش اللبناني لضبط الحدود ضعيفة»، لافتاً إلى أنّ «عدد العناصر غير كاف وعلى الجانب السوري التعاون لضبط الحدود. وأعلن شرف الدين، في حديث إذاعي، جهوزيته «لأيّ قرار من الدولة اللبنانية لزيارة سوريا»، مؤكداً أن «لا قرار من الحكومة حتى الساعة بذلك». واتهم الحكومة بانها تتصرّف بخجل مع هذا الملف. وطالب «وزير الداخلية بسام مولوي بالتعاون لأخذ القرار بمعاقبة أيّ شخص يأوي نازحاً جديداً دخل خلسة إلى لبنان»، لافتاً إلى أنّه طلب منه «عقد جلسة لمجلس الأمن المركزي لكنّه لم يتجاوب حتى الساعة».
ايجابيات منصة «بلومبرغ»
اقتصاديا، اقرت الحكومة اعتماد منصة «بلومبرغ» بديلا لمنصة «صيرفة»، وهو امر يحمل في طياته ايجابيات وسلبيات تحتاج الى وقت كي تتبلور، فوفقا لمصادر اقتصادية فان منصّة «صيرفة» ستكون مغايرة للثانية في كثير من التفاصيل التقنية والعملية، والفارق الأهم الذي تتميَّز به المنصّة الجديدة أنها تخلق سعراً حقيقياً حرّاً لصرف الدولار الأميركي، وعندما يكون السعر حرّاً يعكس واقع الاقتصاد ولهذا ثمة مخاوف من ان يرتفع سعر صرف الدولار الأميركي كانعكاس تلقائي لانطلاق عمل منصّة «بلومبورغ». وبانتظار أن يُصدر مصرف لبنان بياناً يشرح فيه تفاصيل آلية عمل المنصّة وموعد انطلاقها، ثمة ايجابيتان، الاولى عودة الدولار إلى السعر الصحيح الحرّ الذي يعكس واقع الاقتصاد ويوقف التسعير المصطنع… فتعود السوق إلى طبيعتها كما الأسواق الأخرى في العالم. فالسعر الصحيح الحرّ تحدّده عمليات العرض والطلب، أي لن يعود هناك أسعار عديدة مختلفة لسعر صرف الدولار. أما الإيجابية الثانية فتكمن في عودة السوق من الدولار النقدي لدى الصرّافين، إلى القطاع المصرفي وبالتالي التخفيف من اقتصاد الـ «كاش» وبالتالي يُعيد الدولار الأميركي إلى القطاع المصرفي. وفيما اكدت مصادر في مصرف لبنان ان حجم اقتصاد «الكاش» بلغ في العام 2022 نحو 9 مليار دولار، فان اعتماد «بلومبرغ» سيؤدي الى فضح المضاربين على العملة الوطنية. كما سيمنع التهرب من الضرائب وتبييض الاموال.
… ومخاوف من السلبيات؟
لكن مصادر اخرى تتخوف من سلبيات قد لا يمكن تجاوزها وتشير الى انه لا معنى للشفافية إذا لم يكن في نية مصرف لبنان التدخّل دفاعاً عن تقلبات سعر الصرف! فوجود سعر صرف عائم لا يعني أن المصرف المركزي يجب الا يتدخل، بل يجب ان يتدخّل في السوق عندما يرى موجباً لذلك. فليس هناك سعر صرف عائم بشكل حرّ بالكامل، إنما هناك حدود لتدخلاته. وهذه الحدود تتطلب أن يكون لدى هذا المصرف قدرة على التدخل، أي أن تكون لديه قدرة للوصول إلى السوق، وأن تكون لديه احتياطات بالعملات الأجنبية تتيح له التدخّل بشكل فعال للسيطرة على التقلبات التي يعتبرها خطرة. فهل يملك «المركزي» الاموال الكافية للقيام بذلك؟ خصوصا انه بإمكان أي جهة في الخارج، أن تتلاعب بسعر الصرف من خلال تقديم عرض للبيع أو طلب للشراء. فالسوق اللبنانية هي سوق مفتوحة ويمكن التلاعب بها بكل سهولة، ولا سيما إذا كان المصرف المركزي يعاني من شحّ في السيولة بالعملة الأجنبية ويعجز عن التدخّل في السوق! ولهذا يبقى التطبيق وشرح الاليات ضروريا قبل الحكم على نجاح المنصة من عدمه…
«اسرائيل» «متوترة»
في هذا الوقت، لا يزال التوتر على حاله في «اسرائيل» في ظل توقعات بتصعيد عسكري مرتقب. وفي هذا السياق، جال رئيس أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي على الحدود الجنوبية، تخوفا من التصعيد مع حزب الله. وفيما وصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية الجولة «بالمهمة»، لفتت الى ان هاليفي فحص مدى استعداد القوات الاسرائيلية لأي عمليات تصعيد مع حزب الله، ومدى ملاءمة مستودعات الطوارئ في المواقع العسكرية، مستعرضا استعداد المنطقة الشمالية العسكرية للحرب وحالة المخازن العسكرية بشأن سيناريوهات الطوارئ المختلفة. وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلي حوارا مطولا مع نحو 20 من قادة الكتائب وكبار قادة الاحتياط في المنطقة الشمالية، مشددا على أهمية الحفاظ على تماسك الجيش الإسرائيلي وجاهزيته لأي سيناريوهات للتصعيد خلال هذه الفترة المقبلة. ووفقا للتسريبات الاسرائيلية ثمة توقعات لتصعيد على أكثر من جبهة، حيث أفاد الموقع الإلكتروني «روتر نت»، أن المنظومة الإسرائيلية الأمنية تجري استعداداتها لتصعيد في عدة ساحات.
الراعي في الجبل اليوم
في غضون ذلك، اكتملت التحضيرات لزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الجبل اليوم، حيث تولت مشيخة الدروز الدعوات من دون تدخل أي طرف آخر. ووفقا لجدول اعمال الجولة، يزور الراعي أولا دارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في شانيه، ثم يتوجهان إلى دار المطرانية في بيت الدين، وسيكون في استقبالهما عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة والأهالي وشخصيات سياسية واجتماعية. وفي تمام الثانية عشرة إلا ربعاً، يتوجه الراعي إلى المكتبة الوطنية في بعقلين لإلقاء محاضرة بدعوة من لقاء الشوف الجامع، بعنوان «ثمار المصالحة… وآفاق المستقبل»، يشارك فيها الشيخ أبي المنى. وبعد الغداء في المختارة التي سيتم من خلالها «تثمير المصالحة وتثبيت البقاء»، حيث سيكون الحضور مقتضبا «لأن الدعوة ضيقة»، يرأس الراعي عند الساعة السادسة ولفيف من الكهنة القداس الاحتفالي في مطرانية بيت الدين والذي سيقام لمناسبة عيد سيدة الخلاص شفيعة المطرانية . وقبل المغادرة يتناول الراعي مع الكهنة المعاونين حصرا العشاء الذي يقيمه النائب السابق نعمة طعمة على شرفهم في قصر المير أمين. ووفقا لرئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، فان زيارة اليوم ليست تكريسا للمصالحة التاريخية التي جرت قبل 22 عاما إنما تثميرها لتثبيت الوجود المسيحي في الجبل والتلاقي مع إخواننا الدروز. وهي ليست المرة الأولى التي يزور فيها الراعي الجبل إذ سبقتها ثلاث زيارات خلال المدة الفاصلة من بينها الزيارة التي رعى في خلالها احتفال العودة الى بلدة بريح عام 2014 في عهد الرئيس الأسبق ميشال سليمان. التلاقي بحسب الأب أبو كسم سيكون على مجموعة مشاريع مشتركة في الجبل من شأنها تشجيع الأهالي على الاستثمارات للحد من الهجرة الداخلية والخارجية.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
المفتي دريان: أنا للجميع والتمديد غير وارد
ما تناولته بعض الصحف عن التمديد لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كان مفاجئاً لعدد كبير من المسلمين، خصوصاً ان هذا الموضوع لم يكن مطروحاً في يوم من الأيام، مع التأكيد ان الموضوع عند سماحته، حسب معرفتي به، غير وارد أبداً، لا من قريب ولا من بعيد، وأستطيع أن أؤكد أيضاً أنه لم يبحث هذا الموضوع مع أي مرجعية إسلامية سنّية. وانطلاقاً من رفض سماحته لموضوع التمديد لا بد من ان لا نحمّله مسؤولية كلام أو موقف جاء في أي صحيفة.
كذلك، فإنّ سماحته يتمنى من كل قلبه أنه إذا أراد أي صحافي أن يكتب أو يحلّل أقله أن يتصل به.
وقد استغرب سماحته أيضاً أن يطرح اسمه في مواضيع قد نفهم منها انه يطرح نفسه طرفاً مع فئة ضد فئة ثانية، وهو يعتبر أنّ جميع المسلمين أولاده وهم أحرار بآرائهم السياسية ومواقفهم، وهو لا يكترث لذلك لا من قريب ولا من بعيد.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :