افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 4 ايلول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 4 ايلول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

معارك العشائر العربية والميليشيات الكردية تمتد من دير الزور إلى شرق حلب… وكركوك
جعجع والجميل يرفضان الحوار مقابل 98 نائباً… فهل يقاطعون جلسات الانتخاب المتتابعة؟
البطريرك الراعي يؤيد مبادرة بري… والمواعيد والتفاصيل تتقرر بعد زيارة لودريان

 

 رغم المساعي الأميركية لإدارة الصراع العسكري الدموي الذي اندلع منذ أيام بين العشائر العربية والميليشيات الكردية، وتقديمهم مشاريع لتقاسم النفوذ الأمني والعائدات المالية للجبايات والحصص من سرقة النفط والغاز، بدا أن الصراع أعمق وأنه يخرج عن السيطرة تدريجياً، وأنه بدلاً من الانكماش يتوسّع ويشمل مناطق جديدة، حيث شهدت عديد من قرى وبلدات دير الزور معارك ضارية انتهت بسيطرة العشائر على مقار قسد. واتسعت المعارك إلى مناطق شرق حلب ووصلت إلى مدينة كركوك العراقيّة، وعقد عدد من زعماء العشائر اجتماعات عديدة أعلنوا بنتيجتها مطالبتهم بالحفاظ على وحدة سورية وسيادة دولتها وجيشها على كامل أراضيها ورفض كل أشكال التقسيم والمطالبة بانسحاب الاحتلال الأميركي والاحتلال التركي، بينما خرجت بيانات موازية لبعض شيوخ العشائر تناشد الاحتلال الأميركيّ التوسط في الصراع القائم، ويعلن بعضها الحرص على قسد والعلاقة معها، والعداء للدولة السورية وخطها المقاوم. وذكّرت مصادر سياسيّة بمشهد المعارك التي شهدها جبل لبنان قبل أربعين سنة في ظل الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأميركي العسكري والسياسي المساند له، وكيف أن المعارك التي اندلعت بين مجموعات مسلحة من أبناء الجبل مع ميليشيا القوات اللبنانية المدعومة من الاحتلالين الأميركي والإسرائيلي خرجت عن السيطرة وتحوّلت إلى جزء من معركة تحرير لبنان من الاحتلال وإسقاط اتفاق 17 أيار.
في الوضع الداخلي بقيت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار في مجلس النواب لسبعة أيام من شهر أيلول تليها جلسات انتخاب متتابعة، هي الحدث، وقد لقيت تأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي، بينما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل رفضهما لدعوة الحوار، ولمبدأ التسوية السياسية قبل حسم مصير سلاح المقاومة، فيما سجلت مصادر نيابية تأييد 98 نائباً لدعوة الحوار، وتساءلت عن مصير معارضة الـ 30 نائباً بعد مقاطعة الحوار إذا تمت الدعوة لجلسات انتخاب متتابعة، وقالت ربما يكون التصعيد عائداً الى العجز عن تعطيل النصاب، وموقف تعبير عن الشعور بالعجز على طريقة الهروب الى الأمام برفع شعار مبدئي كبير يغطي الإفلاس السياسي. وعن مواعيد وتفاصيل دعوة بري قالت مصادر نيابية إن لا شيء محدداً بعد، والمشاورات مستمرة لبلورة التفاصيل والمواعيد، والبحث يبدأ جدياً بعد وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان.

يحط الأسبوع المقبل في بيروت المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة سبقتها زيارة للوزير الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والمبعوث الأميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين، وتأتي الزيارة هذه المرة على وقع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأفرقاء إلى حوار لمدة أسبوع قد تتبعه جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس إذا فشل الحوار. وليس بعيداً تقول مصادر سياسية لـ «البناء» إن محاولات لضبط الدور الفرنسي تظهرت في الأسابيع الماضية وكأن هناك من يقول لباريس إن الفترة التي أعطيت لك قد انتهت. وتؤكد المصادر نفسها أنّ السعودية تبدي استعداداً لدعم الوصول إلى تسوية في الملفّ اللبناني. وقد نقل المسؤول الإيراني أجواء إيجابية عن الموقف السعودي من لبنان، الا ان الرياض لن تسلف أحداً قبل إنجاز ملف اليمن، كما أنها لن تعيد استثماراتها إلى بيروت الا في حال تم إنجاز الإصلاحات. ومع ذلك ترجح المصادر أن ينتهي شهر أيلول من دون أي تقدم في الملف الرئاسي.
وفي هذا الوقت تشير أوساط سياسية لـ “البناء” إلى أن الملف الرئاسي طرح خلال لقاء بري وهوكشتاين وكان الأول واضحاً في إشارته الى ضرورة أن تتدخل واشنطن لدى حلفائها في لبنان لتسهيل الاستحقاق الرئاسي، لافتة إلى أن بري خلال دعوته وضع القوى السياسية في مأزق لا سيما أن قوى المعارضة كانت تطالب طيلة الفترة الماضية بجلسات مفتوحة، وستكون في وضع حرج إذا استمرّت في رفض الحوار، مع إشارة الأوساط إلى أن قوى التغيير انقسمت حيال دعوة بري ودعا عدد من نواب التغيير إلى المشاركة في الحوار وعدم التعاطي بكيديّة وملاقاة رئيس المجلس لتبيان حقيقة ما يجري. ورجحت الأوساط أن يكون رئيس مجلس النواب قد توافرت له معطيات إيجابية دفعته إلى الدعوة للحوار مجدداً.
وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد: إننا نتحمّل مسؤولية، ونبني موقفنا بالتعاضد والتنسيق والتفاهم مع كل الأوفياء والمخلصين لبلدنا، ونتحالف تحالفاً وثيقاً في رؤيتنا وفي مسارنا مع إخواننا في حركة أمل من أجل أن نصل إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بحيث يكون لدينا رئيس جمهورية يستطيع أن نأمن منه بأن لا يطعن المقاومة وأن لا يُطيح بإنجازاتكم وتضحياتكم وأن نشرع معه في إعادة بناء هذا الهيكل الذي أريد تصديعه وتدميره حفاظاً على النزعة التي يُريد الغرب أن يحفظها للإسرائيليين وهي نزعة الأمن من الخوف والتهديدات.
وبدا واضحاً تعاطي بكركي بإيجابية مع دعوة بري حيث اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس الأحد أن “الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي اعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد».
وغادر الوفد اللبناني برئاسة حاكم مصرف لبنان بالإنابة د.وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية د.فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة د.محمد أبو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان “الآفاق الاقتصادية العربية في ظل المتغيرات الدولية، والذي ينعقد برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي الأستاذ أيمن بن محمد السياري. وفي معلومات “البناء” فإن زيارة منصوري إلى المملكة تكمن أهميتها بحسب مصدر مالي واقتصادي في أهمية تطوير علاقات لبنان المصرفية مع الدول الخليجية، خاصة أن الدول الخليجية والعربية تبدي استعداداً للتعاون مع لبنان ودعم والاستثمار فيه بعد إنجاز القوانين المتصلة بالإصلاحات وبصندوق النقد الذي يشكل الاتفاق معه محفزاً للمجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

*********************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

ضباط اليونيفل خائفون: نلتزم التنسيق مع الجيش
مداولات نيويورك كشفت تورّط أبو ظبي في الدور القذر خدمة للعدو

 

 فيما لا تزال تداعيات قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب محلّ متابعة، محلياً وإقليمياً ودولياً، تبلّغت دول أعضاء في هذه القوات من المقاومة، بطرق مختلفة، بأنها لن تسمح لأحد بالتعدي عليها أو على الناس في مناطق عمل اليونيفل. علماً أن المقاومة غير مهتمّة أساساً بوجود القوات الدولية أو بقائها أو رحيلها، بعدما بات واضحاً أنها تعمل حصراً في خدمة العدو.
لذلك، تبدو قيادة القوات الدولية وضباطها الأكثر قلقاً من تداعيات القرار. وقد تعمّد قائد القوات نفسه وضباط كبار، خلال الأيام القليلة الماضية، عقد لقاءات مع رؤساء بلديات ومخاتير قرى، وإبلاغهم بأن اليونيفل تلقّت تعليمات من نيويورك تطلب الاستمرار في آلية العمل المعمول بها سابقاً، بالتنسيق الكامل مع الجيش. كما طلبت قيادة اليونيفل من قواتها خفض عدد الدوريات إلى الحد الأدنى الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع، فيما يجري الإعداد لاجتماعات مع الجيش اللبناني لتنسيق الخطوات اللاحقة.
ويراقب "الأهالي" كيفية تعامل القوات الدولية مع التطورات في المرحلة المقبلة، بعد القرار، خصوصاً في ما يتعلق بثلاث خطوات:
أولاً: هل ستعمد القوات الدولية إلى تسيير دوريات من دون التنسيق مع الجيش وتحاول الوصول إلى أماكن معيّنة بناءً لطلبات العدو؟
ثانياً: كيف ستترجم القوات الدولية العبارة الواردة في قرار التجديد بأن لها الحق في القيام بدوريات غير معلنة وغير منسّقة مع الجيش؟ وهل ستلبّي طلبات عاجلة للعدو من بينها القيام بعمليات دهم لمناطق في الجنوب من خلال دوريات مموّهة أو دوريات أمنية غير عسكرية؟
ثالثاً: كيف ستتصرف القوات الدولية مع المستوعبات والأبراج الموجودة في عدة نقاط على الحدود، وهل ستعمل على رفع وتيرة الاحتكاك والتصعيد لتثبيت مضمون ما ورد في توصيات مجلس الأمن لناحية اعتبار هذه المستوعبات عامل إعاقة وعنصرَ خطرٍ على القوات الدولية؟
حتى الآن، تبدو الأمور في حالة هدوء، ويُتوقع أن تكون قيادة القوات الدولية أكثر عقلانية من مجانين نيويورك. لكن، قد يحدث أن تقدم هذه القوات، أو قوة منها، على مغامرات معينة بحجّة أنها تطبّق القرار كما صدر... وعندها سيكون الجميع أمام معطى جديد، وأمام حديث آخر.
في غضون ذلك، تكشّف المزيد من المشاورات التي سبقت قرار التجديد الأسبوع الماضي، خصوصاً أن مجموعة الضغط التي عملت لمصلحة العدو لم تكن عادية هذه المرة، إذ انضم إليها، بصورة علنية، طرف عربي يُفترض أنه يمثل مصالح المجموعة العربية في مجلس الأمن.
فقد لعبت مندوبة دولة الإمارات العربية في الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة "الدور الأقذر" في سياق المفاوضات والمداولات، وهي الوحيدة التي شنّت في كلمتها العلنية حملة على حزب الله، محاولة تحميله مسؤولية أي خلل يحصل في عمل القوات الدولية.
وبحسب المعلومات التي تجمّعت بعد انتهاء الجلسة، فإن أحداً لم يكن ليُفاجَأ بمواقف الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، كما لم يكن متوقّعاً أن تشهر فرنسا تأييدها لإسرائيل بطريقة تستفزّ لبنان، علماً أنها تحاول الإيحاء بالتوازن سعياً إلى لعب دور في رسم مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي. لكن ما فاق التوقّعات هو دور الإمارات في خدمة إسرائيل.
وكشفت المداولات أن نسيبة، وهي من أصول فلسطينية، نسيت أنها تمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن كما يفترض العرف، وتحوّلت إلى شريكة في العمل لمصلحة العدو، وقادت حملة ضد المقاومة، وأبلغت السفراء الغربيين أنها ترفض إدخال أي تعديل يحدّ من حركة القوات الدولية، وأن تفهّمها ينحصر فقط بمطلب لبنان تعديل تسمية الجزء الشمالي من بلدة الغجر إلى خراج بلدة الماري، لكنها اعتبرت أن هذا البند ليس ذا أولوية ولن تخوض معركة من أجله.
وأثناء لقاء وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مع السفراء العرب، تهرّبت نسيبة من الدخول في أي نقاش، كما تهرّبت من محاولات بو حبيب اللقاء بها، قبل أن توافق على عقد اجتماع معه بمفرده، في مكان غير مخصّص للقاءات من هذا النوع. وكرّرت أمامه أنه سيكون من الخطأ أن يتحدّث لبنان عن سحب طلب التجديد للقوات الدولية، وأبلغته بأن التعليمات التي وصلتها من أبو ظبي تطلب منها الضغط لضمان أكبر هامش حرية لتحرّك القوات الدولية، وأنها لن تدعم طلب لبنان إخضاع الحركة لتنسيق مسبق مع الحكومة اللبنانية ممثّلة بالجيش.
وتولّى دبلوماسي غربي عرض ما أسماه "موجز ما يحصل في مقر الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "الإمارات كانت تقاتل إلى جانب إسرائيل، ولم نشعر بأن الوفد اللبناني مارس ضغطاً كافياً لتعديل موقف أبو ظبي". وتساءل: "كيف نقاتل من أجل لبنان فيما لا يحظى أصلاً بدعم مندوبة المجموعة العربية؟".
الأكثر خطورة تمثّل في ما كُشف عنه في التصويت على النسخة الأخيرة من مسوّدة القرار. إذ تبيّن أن الإمارات كانت شريكة للولايات المتحدة وبريطانيا برفض ما اعتُبر صياغات فرنسية تناسب حزب الله. وحاولت نسيبة منع إضافة العبارة الخجولة التي تشير إلى التنسيق مع الحكومة. وعندما تمّ الاتفاق على الصيغة الأخيرة، بعد إلغاء تسمية الماري، والإشارة إلى مستوعبات "جمعية أخضر بلاد حدود"، حاولت سفيرة الإمارات التدخل لإزالتها. ووصل بها الأمر إلى حدّ المطالبة بالتصويت ليس على مجمل المسوّدة، بل على هذه الفقرة التي تخصّ التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وكانت تأمل إسقاطَها.
المتابعة الإضافية تبيّن أن الجانب الإماراتي يخوض ممثّلاً بسفيرته الفلسطينية الأصل، كل المعارك التي تستهدف قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، وكشفت الإمارات عن حقد غير مفهوم ليس ضد الإسلاميين فقط، بل ضد فكرة المقاومة. وفيما كان وزير حرب العدو يؤاف غالانت يحمل معه إلى نيويورك "تفاصيل خرق حزب الله الكامل للقرار 1701"، ما يتطلب أن تكون القوات الدولية أكثر حزماً وقساوة، تبيّن أن لدى الجانب الإماراتي معطيات إضافية. ويجري الحديث عن أن المخابرات الإماراتية تحصل من جهات في لبنان، سياسية وأمنية، على معطيات كثيرة، من بينها ما يخصّ حزب الله في الجنوب، وليس فقط معلومات تتعلق بلبنانيين يعملون في الإمارات وتنظر إليهم حكومة أبو ظبي بشك.
يبدو أن التخاذل لا يقتصر على الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية فقط، بل يتعداهما إلى أجهزة أمنية لبنانية رسمية تقدّم خدمات لدولة الإمارات، مقابل توفير الأخيرة دعماً مالياً لهذه الأجهزة. وربما لا ينبغي أن يستغرب أحد، إن خرج علينا غداً مسؤول لبناني يشكر دولة الإمارات على دورها في مجلس الأمن!

عبداللهيان لبو حبيب: لماذا لا تزورنا؟
كشف مصدر دبلوماسي غير لبناني أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي زار لبنان الجمعة الماضي وجّه، للمرة الخامسة، دعوة إلى نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب لزيارة إيران، فيما قدّم الأخير اعتذاراً بطريقة مواربة كما فعل في المرات السابقة.
وقال المصدر إن الوزيرين عقدا لقاءات كثيرة، خصوصاً أن عبداللهيان يزور لبنان والمنطقة بصورة متكررةـ وأنه في كل مرة يلتقي فيها عبد اللهيان بو حبيب، يسأله عن سبب عدم تلبيته الدعوة التي أُرفقت بعرض جدول أعمال يتضمن برامج تعاون غير سياسي، خصوصاً الشق المتعلق باستعداد إيران لتقديم مساعدات للبنان في مجال الطاقة على وجه التحديد، مع الإشارة إلى أن إيران تتعاون مع تركيا والعراق وأفغانستان في مجال الطاقة الكهربائية والغاز، وأن هذه الدول نجحت في الحصول على استثناءات من العقوبات الأميركية، فلماذا لا يفعل لبنان ذلك؟
وأضاف المصدر أن بو حبيب شرح مرات عدة لنظيره الإيراني بأن العقوبات الأميركية هي من يحول دون التعاون المباشر بين لبنان وإيران، وأن الأمر لا يرتبط بموقف وزير أو جهة وحدها. ونقل الدبلوماسي عن وزير الخارجية قوله بأنه شخصياً يرغب بزيارة إيران. لكنّ قرار الزيارة يبقى مرتبطاً بموقف صادر عن مجلس الوزراء. وأوضح أن الحكومة الحالية في وضعية تصريف أعمال، وهو لا يحضر جلساتها بسبب الانقسام السياسي في البلاد.
وبحسب المصدر، فإن الجانب الإيراني، قرّر إيفاد السفير في بيروت مجتبى أماني إلى رئاسة الحكومة، والطلب إلى الرئيس نجيب ميقاتي إبلاغ بو حبيب بموافقته على السفر، رغم أن الجميع يعرف أن بو حبيب ليس في وارد القيام بذلك لأسباب مختلفة، بينها تقديره بأن الخطوة قد تؤثّر على علاقاته مع الأميركيين بشكل خاص.

************************************

افتتاحية صحيفة النهار

جعجع في التصعيد الأعنف: إنّه حوار المجرمين

قد يصح وصف الخطاب الناري الذي القاه رئيس حزب “#القوات اللبنانية” #سمير جعجع امس في ذكرى “شهداء المقاومة اللبنانية” في معراب انه الخطاب الأشد تصعيدا ضد “#حزب الله” و”فريق الممانعة” منذ حقبة 14 اذار وهو الامر الذي لخصه بوصف هذا الفريق بانه “فريق اجرامي بامتياز”. واعلن تبعا لذلك ان “حوارهم هو حوار مجرمين”. وضع جعجع حدا حاسما لا جدل فيه مناهضا بقوة لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار من دون ان يوفر اطلاق الرسائل في اتجاهات مختلفة، سواء في غمزه من قناة “المستقلين المحايدين” او في انتقاده الحاد لفرنسا او في حضه القوي للمعارضة على التماسك والتوسع والصمود في مواجهة “الفريق الاجرامي” الذي استحضر في اتهامه بالاغتيالات كل جرائم الاغتيالات متوقفا مرات عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليخاطب “حزب الله” مباشرة قائلا “لن تاكلنا بالحوار” .

 

والواقع ان خطاب جعجع لم يكن مفاجئا في رفع سقف الموقف “القواتي” تحديدا والمعارض عموما من الحوار، ولكن منسوب التصعيد ضد “فريق الممانعة” و”حزب الله” على وجه الخصوص في ملف الاغتيالات تجاوز التقديرات الاستباقية انطلاقا من جريمة مقتل الياس الحصروني في عين ابل الذي شكل محورا أساسيا في المضمون السياسي الاعم لهجوم جعجع وربطه ما بين الاغتيالات والضغوط والممارسات السياسية لهذا الفريق، بحيث يتوقع ان يستتبع خطابه هذا تصلب أوسع لدى القوى المعارضة عشية عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت المتوقعة في 11 أيلول الحالي. وبذلك ستتجه الأمور نحو اتساع الانقسام على نحو اكبر واعمق من السابق بحيث ستلاقي مهمة لودريان كما دعوة بري المصير إياه .

ذلك ان جعجع اعتبر مقتل الحصروني” مؤشرا للحوار الذي يبشّر به محور الممانعة منذ أشهر وأشهر: “بيدعوك عا حوار تيخنقوك ويقتلوك أو تيخنقوا مبادئك وقناعاتك وحريتك ويضطروك تعمل متل ما هني بدن، ماذا وإلاّ”. وشدد على انه “هذا هو محور الممانعة والمقاومة تماما، وهذا مثال الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون بها يوميا، وهذا هو الحوار الذي يدعونا اليه، وبالتالي فريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز”. وجدد التأكيد ان “لا مشكلة لدى “القوات اللبنانية” مع “حزب الله” او الأحزاب الممانعة الاخرى كأحزاب سياسية، باعتبار ان المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثّل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، الا أن المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصوّرها عقل انسان”. وتوجّه الى “حزب الله”، بالقول “إذا كنت قادرا تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك”، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني”.

 

وانتقد “اصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته،خصوصاً من يتمتّعون بتاريخ طويل من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. كنّا ننتظر منهم مساعدة اكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءاً من انتخاب ديمقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعاً لما يقتضيه الدستور، هذا ما كنا ننتظره منهم بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطورا بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطّي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم “حوار”، هذه الخزعبلات التي كانت أصلاً سببا في هلاك لبنان في السنوات العشر الماضية”.

 

تمايز الراعي ؟

 

وسبق خطاب جعجع موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اثار جدلا اذ بدا موقفا مرنا ومشجعا ضمنا من الحوار الذي كان اعتبر سابقا انه يتمثل بالتصويت والانتخاب، ولو انه شدد في موقفه المحدث على حوار بلا شروط والتزام ثابت بالدستور فقال في عظته امس: “الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد”.

وبدا لافتا ان النائب في “كتلة الجمهورية القوية” غياث يزبك سارع الى التعليق منتقدا موقف الراعي فقال : “عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس”.

 

وفي سياق التضارب الحاد حيال دعوة بري الى الحوار تشير المعطيات المتوافرة لـ”النهار” الى ان بري يطرح قواعد للحوار المقترح في مجلس النواب بحيث لا تتجاوز مدته السبعة أيام عبر جلسات قبل الظهر وبعده بمشاركة رؤساء الكتل او من يمثلها مع الاخذ في الاعتبار توزع النواب السنة و”التغييريين” والمستقلين. ويطرح بري بندا وحيدا هو انتخاب رئيس الجمهورية فقط من دون الدخول في اي ملف اخر.

 

وينحصر الحوار في محاولة الاتفاق على اسم او اسمين او ثلاثة مرشحين والتوجه بهم الى جلسة الانتخاب. واذا لم يتحقق ذلك بين المتحاورين يذهب الجميع الى جلسات متتالية لانتخاب رئيس ولا يرى في دعوته هذه تعارضا مع مهمة الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان. ويتعهد الجميع بعدم تطيير نصاب الجلسة اي بقاء 86 نائبا على مقاعدهم لضمان عدم تطيير النصاب والتوصل في نهاية المطاف الى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد .

 

… حملة “الحزب”

في المقابل سجلت حملات متجددة لـ”حزب الله” على المعارضة اذ اعتبرعضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق ان: “المرحلة صعبة جدا وهناك مبادرة طيبة من الرئيس نبيه بري وتشكل فرصة حقيقية للخروج من المأزق لكن المعرقل هو المعرقل، فجماعة التحدي والمواجهة لا يريدون توافقا ولا حوارا ولا الإنقاذ. البلد أمام مشروعين الأول إنقاذي والثاني تأزيمي. المشروع الأول يعني إعطاء أولوية لوقف الإنهيار ولإنقاذ البلد وتخفيف المعاناة الحياتية والمعيشية والمشروع الثاني هو عرقلة كل الحلول ورفض الحوار والتحريض على الفتنة وقد رفعوا في الآونة الأخيرة وتيرة التحريض والتوتير لأنهم يراهنون على عقوبات خارجية وتغيير في المعادلات الداخلية. هم كبروا واقعهم ورفعوا شعارات أكبر من أحجامهم وظنوا أنهم قادرون على تحقيق ما عجزت عنه إسرائيل طيلة ٣٣ يوما من الحرب وظنوا أنهم قادرون على تحقيق ما عجزت عنه أميركا على مدى ٤٠ سنة من المواجهة السياسية والدبلوماسية والمالية والإقتصادية والأمنية ضد المقاومة. هؤلاء باتوا يشكلون عبئا على الوطن وتهديدا للسلم الأهلي”.

 

#منصوري في #السعودية

 

بعيدا من المناخات الداخلية غادر الوفد اللبناني برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري في اول تحرك خارجي له مع سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان “الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة” .

ورحب اتحاد المصارف العربية في بيان، بمشاركة حاكم مصرف لبنان بالإنابة في مؤتمره المصرفي السنوي الذي يعقده في الرياض – المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين . وأشار إلى أن “هذا المؤتمر يأتي في إطار سعيه الدائم إلى مساعدة كل الدول، إضافة إلى دعم البنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني ومساندتهما”، موضحا “التزام الاتحاد مساندة مصرف لبنان، في ظل إدارته الجديدة، ووضع كل علاقاته وامكاناته في تصرفه لإنجاح مهامه في إنقاذ الوضع النقدي في لبنان”.

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“حزب الله” يتعهّد بـ”تحالف” مع “أمل” يأتي برئيس “لا يطعن المقاومة”

جعجع: مستعدّون لتحمُّل الفراغ و”عَ بعَبدا ما بيفوتوا”

 

«عا بعبدا ما بيفوتوا»، هذه العبارة كررها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مراراً في الكلمة التي ألقاها أمس في قداس «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب. والدلالة المباشرة لهذه العبارة، هي أن طريق الاستحقاق الرئاسي لن يكون سالكاً أقله في أيلول الحالي حيث يصل قريباً الى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

 

من الواضح أنّ المقصود بـ»ع بعبدا ما بيفوتوا»، هم فريق الممانعة، بالإضافة الى «التيار الوطني الحر»، إذ قال جعجع: «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع «حزب الله»، و»كأنو ما صار» في كحّالة وعين إبل وعين الرمانة و 7 أيار، وكبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة». والى»هذا البعض» أضاف: «من الحرام أن تستخدم عناوين جدية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل إبرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين في العمق، تشبه نتيجة صفقة «مار مخايل» التي اوصلتنا الى هذه الحالة، ما يعني أن إجراء اي صفقة مماثلة «بطّيرنا من الوجود وبيقبع لبنان من الجغرافيا».

وتابع: «نحن مستعدون أن نتحمّل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمّل «تقالة دمّن» بالدرجة الأولى، وفسادهم وسرقاتهم وسوء إدارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية».

وطال جعجع بالانتقاد «بعض السياسيين المنتخبين من الشعب الذي لا يرغب في الاعتراف بالحقيقة… هؤلاء السياسيون يذكّروننا بمتلازمة استوكهولم». وخاطب فرنسا، من دون ان يسميها، قائلاً: «الى اصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته: بكل صراحة ومحبة، كنّا ننتظر منهم مساعدة اكثرية اللبنانيين (…) بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطوراً بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطّي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم حوار».

وأكد ان «لا خلاص للبنان من دون معارضة واسعة وواضحة، لا تساوم».

في المقابل، إنبرى قادة الصف الأول في «حزب الله» الى التصويب على أهداف خارجية وداخلية معاً. فمن التصويب على المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، ورفض «المواعظ التي يقدمها الى اللبنانيين في كيفية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، الى انتقاد «التصويت على قرار التمديد لقوات «اليونيفيل»، والتعجب من مواقف الدول «التي كانت تفترض أن لبنان له الحقّ في أن تتعهد «اليونيفيل» بالتنسيق في حركتها مع حكومته وجيشه، إلّا أنها بسحر ساحر وإنقلاب في ليل مظلم تبدّل موقفها»، وصولاً الى القول إنه «من الممكن للعدو الإسرائيلي أن يمرر القرارات التي يشاء في مجلس الأمن، لكنه سيبقى عاجزاً عن تحقيق أي أهداف على أرض الجنوب».

أما داخلياً، فلاقت مواقف «حزب الله» مبادرة الرئيس نبيه بري الأخيرة بالقول: «نتحالف تحالفاً وثيقاً في رؤيتنا وفي مسارنا مع إخواننا في حركة «أمل» من أجل أن نصل إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي، بحيث يكون لدينا رئيس جمهورية نستطيع أن نأمن منه بأن لا يطعن المقاومة».

وفي اسرائيل، ظهر اهتمام اعلامي بلقاء الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي زياد النخالة».

 

ولفتت صحيفة «ازمنة إسرائيل» الى أن هذا الاجتماع جاء بعد أسبوع تقريباً من تحذير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رداً على تهديدات بالتصعيد في نهاية الأسبوع الماضي من قبل العاروري المقيم في لبنان.

 

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك

تحدث عن «محاولة جدية لتغيير كل شيء في لبنان»

وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الممانعة («حزب الله» وحلفاءه) بـ«الفريق الإجرامي»، راداً على دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الأخيرة للحوار بالقول: «يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك ويجبروك أن تفعل ما يريدون».

جاءت مواقف جعجع في الاحتفال والقداس السنوي الذي يقيمه «القوات» إحياء لذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، حيث جدد التأكيد على أن «محور الممانعة يعرقل الانتخابات الرئاسية لأنه عاجز عن إيصال مرشحه ولا يقبل بمرشح غيره»، متحدثاً عن «محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا كي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا إلى إيران، بينما نحن نؤيد لبنان الذي يسعى إلى بناء أوثق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية في مواجهة لبنان سوريا الأسد وإيران».

وأضاف: «محور الممانعة و(حزب الله) في لبنان يتصرفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور وبعيداً من رأي جميع اللبنانيين الآخرين». وتوجه لهم بالقول: «إذا كان لباطل الإجرام جولة فسيكون لحقنا في الحياة والحرية ألف جولة وجولة»، مؤكداً أن «الوقت حان ليتخذ اللبنانيون القرار؛ فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟». وعبَّر جعجع عن أسفه لـ«تحول لبنان من بلد الثقافة والتقدم والتطور والكرامة إلى بلد التخلف والانحطاط والإجرام وتصنيع المخدرات وترويجها وبلد الفقر والجوع و(الشحادة) والموت على أبواب المستشفيات، فانتقل من دولة وُصفت في وقت من الأوقات بـ(سويسرا الشرق)، وعن حق، إلى دولة فاشلة (لا يقبل أحد بأن يتعامل معها)». وتوجه إلى «حزب الله»، قائلاً: «إذا كنت قادراً على أن تأكلنا فكلنا ونحن واقفون».

وقال جعجع إنه «لا مشكلة لدى (القوات اللبنانية) مع (حزب الله) أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أن المشكلة الكبرى تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصورها عقل إنسان».

وأضاف: «نسمع محاضرات دورية من قياديي (حزب الله) ومحور الممانعة حول العفة والطهارة والاستقامة في وقت هم أنفسهم مَن دعم جماعة الفساد في العقد الماضي للحصول على وزارات الخدمات الأساسية التي كبَّدت الدولة عشرات مليارات الدولارات ومَن عطَّل تشكيل الحكومات لتأمين وزارتي الطاقة والأشغال وغيرها لحلفائه».

ورأى أن «محور الممانعة استطاع القيام بكل هذه الموبقات والفساد وتعطيل القانون من خلال عمليات الاغتيال والعنف والتهديد والتخويف وعبر منظومة أمنية – عسكرية كلياً خارج الدولة والقانون وكل منطق للعيش المشترك، ورغم كل هذه الشنائع والفظائع والفساد، إلى حد إفلاس كل بيت ومؤسسة في لبنان (يعود ويدعوك إلى الحوار)».

 

وانتقد «التيار الوطني الحر» من دون أن يسميه، قائلاً: «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع (حزب الله)… فهذا البعض يطرح عناوين طويلة عريضة لم يؤمن بها يوماً ولم يعمل من أجل تحقيقها في صلب السلطة، وله نقول: من الحرام أن تستخدم عناوين جدية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل إبرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين بالعمق، تشبه نتيجة صفقة (مار مخايل) التي أوصلتنا إلى هذه الحالة».

وأضاف: «علاوة على كل ما حدث، يحاولون منذ سنة تقريباً إيصال مرشح تابع لهم إلى سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد أسلوبهم التعطيلي؛ فهم يصرحون ليلاً ونهاراً بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات إما من خلال عدم الدعوة إلى جلسة أو السعي إلى فضّها عبر انسحابهم، بحجة التعادل السلبي في المجلس. لنسلم جدلاً بأن هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد؛ فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة… وعاشرة، عندها سنرى إذا كان هذا المجلس سينجح في إنهاء الفراغ».

وسأل عن «سبب دعوتهم إلى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي»، مضيفاً: «لو كان محور الممانعة يملك 65 صوتاً لمرشحه؛ أكان دعا إلى الحوار؟ الجواب بسيط: هذا المحور غير قادر على إيصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره».

 

وإلى «أصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته، خصوصاً مَن يتمتعون بتاريخ طويل من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ووجود دولة فعلية وحسن سير مؤسساتها»، قال جعجع: «كنا ننتظر منهم مساعدة أكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءاً من انتخاب ديمقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعاً لما يقتضيه الدستور. هذا ما كنا ننتظره منهم بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطوراً بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم (حوار)، هذه الخزعبلات التي كانت أصلاً سبباً في هلاك لبنان في السنوات العشر الماضية».

 

 

وخصص جعجع جزءاً من كلمته للحديث عن جريمة اغتيال المسؤول السابق في «القوات» الياس الحصروني، الذي تشير المعلومات إلى أنه تم خطفه وتصفيته في منطقة الجنوب لأسباب سياسية، وسبق لجعجع أن اتهم «حزب الله» باغتياله. وقال: «حادثة قتل الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ أشهر… يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك أو ليخنقوا مبادئك وقناعاتك وحريتك، ويجبروك على أن تفعل ما يريدون».

**********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 أسبوع حسم مصير الحوار.. ولودريان في الطريق.. وجعجع يُصعّد

بَدا من الخطاب التصعيدي العالي النبرة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهدائها، انّ البلاد دخلت، عشيّة الحوار الرئاسي الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في سباق بين منطقين، منطق الاعتدال الذي يشدد على الحوار العقلاني الذي يفترض ان ينتهي الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي، ومنطق التهديد الذي يرفض الحوار ويكيل الوعيد وعرض العضلات في محاولة لقلب الطاولة من اجل التفرد والامساك بالسلطة وفق مشيئته.

كان الحدث الابرز امس الخطاب العالي السقف لجعجع في معراب على مسمع حلفائه من معارضين ونواب تغييريين، حيث حمل فيه بشدة على «محور الممانعة» مكيلاً له الاتهامات بالاغتيالات والفساد وايصال لبنان الى ما وصل اليه وتغيير حياة اللبنانيين وصولا الى وصف «حزب الله» بـ«الذئب» قائلاً له: «إذا كنت قادر تاكِلنا كِلنا نحنا وواقفين، ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك». متوعدا فريق «الممانعة» بأن مرشحه لن يصل الى قصر بعبدا.

 

ولوحظ ان خطاب جعجع جاء بعد ساعات على اعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الديمان تأييده للحوار الذي دعا اليه بري محدداً بعض الضوابط والشروط لنجاح هذا الحوار، والذي رَد عليه احد نواب «القوات» معارضاً هذا الموقف البطريركي. كذلك جاء تصعيد جعجع في ظل بدء التحضير العملي للحوار الذي دعا اليه بري فيما بدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يحضّر ملفات تمهيداً لعودته الى لبنان التي توقعها البعض ان تكون في 11 من الشهر الجاري.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان خطاب جعجع يحتمل تفسيرين: الاول ان الاستحقاق الرئاسي ماض الى مزيد من التعقيد لأنّ المناخ الاقليمي والدولي ما زال غير مساعد على إنجازه تحت وطأة انشغالات العواصم المهتمة بملفات اقليمية ودولية تحتل الاولوية لديها قبل الملف اللبناني، وهذا ما يتيح لفريق المعارضة ان يصول ويجول متمسّكاً بمشروعه الرئاسي والسياسي للمرحلة المقبلة في مواجهة مشروع الفريق الآخر.

 

اما التفسير الثاني، فهو انه لربما تناهى الى فريق المعارضة ان العواصم الخارجية او بعضها المهتمة بلبنان توصلت الى توافقات معينة حول الملف اللبناني لا تجري رياحها بما تشتهي سفن المعارضين، فلجأوا الى التصعيد محاولين احباط هذه التفاهمات او تعديلها بما يخدم مصالحهم.

 

واكدت هذه المصادر انّ التطورات المرتقبة بدءا من اليوم، وبعد زيارة كل من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ووزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان هي التي ستكشف مدى صحة ايّ من هذين التفسيرين.

 

تحضير للحوار

في هذا الاثناء ينتظر ان يكون حوار الايام السبعة وجلسات الانتخاب الرئاسية المتتالية المقررة بعده اللذين دعا رئيس مجلس النواب إليهما محور الاهتمام والمتابعة لدى كل الاوساط السياسية الداخلية والخارجية المهتمة بالشأن اللبناني، تمهيداً لتحديد مصيره، وذلك في ضوء رفض «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب وبعض النواب «التغييريين» له، في الوقت الذي سيباشر القائم بأعمال السفارة الفرنسية هيرفيه ماغرو اتصالات ولقاءات تمهيداً لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان القريبة على رغم من تشكيك فريق المعارضة في امكان نجاحه في مهمته.

 

زيارة لودريان

وفي ظل هذه الاجواء يتحرك القائم بالاعمال هيرفيه ماغر في غير اتجاه ممهّداً لمهمة لودريان ومُنهياً الغموض المحيط بها. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الجمهورية» ان المراجع المختصة أنجزت لائحة طويلة من المواعيد للسفير الجديد مع رؤساء الأحزاب اللبنانية والقيادات الروحية والحزبية بهدف التعارف وهو العائد لتوّه من «مؤتمر سفراء فرنسا في العالم» الذي عقد في الإليزيه برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين الماضي. كذلك اجرى اتصالات مع وزيرة الخارجية كاترين كولونا ولودريان حيث عرض معهما الجديد الذي انتهت اليه اتصالاتهما مع ممثلي «لقاء باريس الخماسي» تمهيداً لعودته الى بيروت بعدما امضى فيها اياما عدة قبل اضطراره للعودة الى باريس للمشاركة في مؤتمر السفراء وتمضية أسبوع كامل فيها.

 

تفاؤل حذر

وأكدت اوساط قريبة من بري لـ«الجمهورية» انه متفائل بحذر حيال فرصة حصول حوار داخلي حول الاستحقاق الرئاسي بعد المبادرة التي أطلقها خلال المهرجان في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر. واشارت هذه الاوساط الى انه وعلى رغم من رفض بعض القوى المسيحية والسياسية لمبادرة بري الا انها «تبقى قابلة للنجاح اذا شارك «التيار الوطني الحر» وغالبية نواب الطائفة السنية وجزء من النواب التغييريين في الحوار، علماً ان إشارات إيجابية صدرت عن هؤلاء تعليقاً على طرح رئيس المجلس».

 

وفي هذا الاطار قال عضو تكتّل «الإعتدال الوطني» النّائب وليد البعريني أمس: «نحن نؤيّد الحوار ولطالما كنّا من أوائل الدعاة إليه»، وأكد «أننا لن نعطّل أي جلسة لانتخاب رئيس». واضاف: «نريد حوارًا حقيقيًا ينتج حلاً، من انتخاب رئيس للجمهورية إلى تشكيل حكومة واستعادة علاقة لبنان بمحيطه وأصدقائه، وليس الحوار لأجل الحوار وتقطيع الوقت، أو لتثبيت الانقسام وزيادة الشرخ السياسي في البلد».

الراعي

وقد برز امس موقف لافت للبطريرك الراعي أيّد فيه مبادرة بري الحوارية، وقال في عظة الاحد من الصرح البطريركي الصيفي في الديمان: «الحوار الذي دُعيَ إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد».

 

 

وعلّق عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك، عبر منصة «إكس»، على موقف الراعي فقال: «عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار. لأننا عزّزنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة التي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس».

 

أسود بلا حدود

وكان جعجع قد توجّه في خطابه الى محور الممانعة، قائلاً: «إنت مش أخضر بلا حدود، إنت أسود بلا حدود، ونحنا رح نكون مواجهة بلا حدود». ورأى انه «حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار»، واعتبر «ان حادثة الكحالة أكدت ان أهلها بجميع تلاوينهم السياسية يرفضون محور الممانعة»، واذ حذر من «محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا لكي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا الى إيران»، اعلن «اننا نؤيد لبنان الذي يسعى الى بناء أوثق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية في مواجهة لبنان سوريا الأسد وإيران». وكرر التأكيد ان «لا مشكلة لدى القوات اللبنانية مع «حزب الله» او الأحزاب الممانعة الاخرى كأحزاب سياسية، باعتبار ان المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، الا أن المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصورها عقل انسان». وتوجه الى «حزب الله» بالقول: «إذا كنت قادِر تاكلنا كِلنا نحنا وواقفين، ما تنتظر لحظة نخَلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك». وتساءل عن «سبب دعوتهم الى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي، ففي الأمس القريب جرت انتخابات رئاسة المجلس النيابي في ظل التركيبة الحالية، وحصلت الانتخابات وانتخب الرئيس بـ65 صوتاً و«مشي الحال»»، مضيفاً: «لماذا عندما وصلنا الى الانتخابات الرئاسية «ما بَقا يمشي الحال» وبات يعد هذا المجلس مقسوما، واصبحنا بحاجة الى حوار و»صار بَدّا جمعية عمومية للأمم المتحدة».

وقال جعجع ان «طريق جهنم مرصوفة في كثير من الأوقات بالنيات الحسنة والكلام الطيب، ولكن في نهاية المطاف تبقى طريق جهنم، لذا لن نسلكها ولو للحظة وسنصرخ: «عَ بعبدا ما بيفوتوا». وقال: «نحن مستعدون ان نتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، (…) لذلك لن نرضى إلا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول، قناعاتنا وتطلعاتنا فيكون بمقدار مهمة الإنقاذ». وقال: «نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى الجمهورية التي يحلم بها كل لبناني. انطلاقا من هنا، تأكدوا من أمر واحد: «قد ما جَرّبوا، قد ما حاولوا، وقد ما تمَلعنوا، قد ما ضغطوا، وقد ما اغتالوا، في نهاية المطاف: ع بعبدا ما بيفوتوا». وأكد ان «ما من انقاذ من دون رئيس سيادي إنقاذي، لذا خيارنا لبنان اولاً… وأخيرا».

 

ورد النائب جميل السيّد مساء امس على جعحع عبر موقع «إكس»، قائلا له «انّ معادلات هذا الزمن اختلفت كثيراً عن الماضي، وانّ غيرك اليوم يملك الاوراق وأنت تركب الموجة، والفارق شاسع بين مالك الاوراق وراكب الموجة، وانّ خصمك في الماضي كان غريباً، كان فلسطينياً او سورياً أخرجَتْهُ من لبنان الظروف الدولية وليس انت، وانّ حربك التي تشهرها اليوم هي على لبناني آخر مثلك، وانّ هذا اللبناني لن يخرج من الوطن، ولن ينجرّ للحرب معك أو للإنتصار عليك لأنك لست من أهدافه أبداً، وانّ الخطر على لبنان ليس من هذا اللبناني بل ربما من بعض حلفائك الذين يخططون لتوطين النازحين واللاجئين كمقدمة لتغيير تركيبة لبنان التاريخية وتهجير المسيحيين منه بما يجعل لبنان متناحراً كأي بلد عربي آخر فترتاح إسرائيل… ونصيحتي أخيراً، إذهب مع هذا اللبناني الى الحوار لا الى الحرب، لأنه حتى الحروب أوّلها دمار وآخرها حوار»..

جلستان

على صعيد آخر قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان الامانة العامة لمجلس الوزراء فرملت التحضيرات الجارية لجلستي مجلس الوزراء لهذا الاسبوع بعدما كان مقررا ان تنعقد احداهما بعد غد الاربعاء لاستكمال البحث في مشروع قانون الموازنة والثانية يوم الخميس بجدول أعمال يتضمن مجموعة من البنود الضرورية المالية والادارية.

 

وقالت هذه المصادر ان وجود وزيري الاقتصاد أمين سلام والزراعة عباس الحاج حسن أدى الى تعطيل هذه المواعيد المبدئية فتحولت الفكرة الى احتمال عقد الجلستين قبل ظهر الخميس المقبل وبعده في انتظار التثبّت من وجود أحدهما في لبنان. فالمقاطعة الحكومية للجلسات تجعل غياب وزير واحد معطلاً للنصاب فكيف اذا غاب وزيران.

منصوري الى الرياض

من جهة ثانية، غادر الوفد اللبناني برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وسفير لبنان في السعودية فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر الى الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، الذي ينظمه الاتحاد العربي للمصارف بالتعاون مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان «الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة، والذي ينعقد برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي الاستاذ أيمن بن محمد السياري.

*******************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الكنيسة تتعارض مع صقور الموارنة: لتلبية دعوة برّي

جعجع للتعايش مع فراغ لسنوات والجميِّل للمواجهة.. واحتضان مصرفي عربي لمنصوري

 

بين دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تلبية دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار في المجلس النيابي، ومسارعة حزب «القوات اللبنانية» الى اعلان موقف تصعيدي، تدخل الساحة الداخلية، والمسيحية على وجه التحديد في مخاض جديد يكرّس الانقسام، وربما يمدّد الأزمة.

وذهب رئيس الحزب سمير جعجع الى تفضيل الفراغ لأشهر وسنوات، معلناً الاستعداد: «لتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمل فسادهم وسرقاتهم وسوء ادارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية». مؤكدا: «لن نرضى الا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا، فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد».

ولئن نأى التيار الوطني الحر عن الرد على اتهامات جعجع له بصفقات مع حزب الله، فإنه في الوقت نفسه لم يبدِ حماساً قوياً لمبادرة بري، بانتظار اسئلة لديه، تنتظر اجابات اما عبر الوسطاء او الاعلام.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رفع السقوف الكلامية  من قبل فريق المعارضة يوحي بأن طرح الحوار لن يشق طريقه كما هو مأمول وأكدت أن الأجوبة على فكرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قد وصلت اصداءها وبالتالي سيتضح مصيرها في أقرب وقت ممكن.

وأعربت عن اعتقادها  أن ما من مساع جديدة في الاستحقاق الرئاسي وليس واضحا ما إذا كانت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان ستحمل معها أي طرح مغاير للحوار بأعتبار أنه نال تحفظات من بعض الأفرقاء على إجرائه واعتبرت أن الأفكار التي تطرح حاليا قد يطلق عليها عنوان «أفكار لملء الوقت الضائع».

إذاً، دخل لبنان مرحلة انتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بعدما إكتملت ردود النواب الراغبين بالرد على سؤاليه حول مواصفات رئيس الجمهورية والبرنامج الاصلاحي الممكن تنفيذه، وقد باتت معروفة الكتل التي ارسلت الردود وتلك الرافضة او التي تعاملت بسلبية مع الرسالة الفرنسية ومع مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الحوارية التي اطلقها في مناسبة تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. وقد كان آخر تأكيد من الرافضين امس موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شن حملة عنيفة على محور الممانعة وحزب الله تحديداً مؤكداّ استمرار المعارة عل مواقفها، ومنتقدا المبادرة الفرنسية التي وصف مسعاها للحوار بأنه صفقة.

وتميزت كلمة جعجع في قداس شهداء «القوات اللبنانية» بعد ظهر امس بهجوم شرس على ما أسماه بمحور الممانعة وحزب الله، وقال: حادثة الياس الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ اشهر وأشهر، فيدعونك الى حوار لخنقك وقتلك، وخنق قناعاتك وحريتك وفريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز.

وقال جعجع: نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى «الجمهورية التي يحلم بها كل لبناني، وانطلاقا من هنا تأكدوا من امر واحد «قد ما جربوا وقد ما حاولوا».

وفي انتقاد لاذع للتيار الوطني الحر، قال جعجع: على الرغم من كل ما تقدم ما زال البعض مصرًّا على اجراء صفقات مع حزب الله، ولتغطية هذه الصفقات يطرح عناوين جدية مهمة، وتضرب مصالح اللبنانيين، كما صفقة مارمخايل.

واضاف جعجع: «نقول لـ «حزب الله» لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك»، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني… وبرغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و«كأنو ما صار» في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة».

وقبيل موقف جعجع قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب محلم رياشي في حديث تلفزيوني: «ان الاتجاه سلبي لناحية تلبية دعوة الرئيس برّي للحوار، والنقاش بشأن ذلك سيحصل خلال اجتماعنا (اليوم) لاتخاذ الموقف. وممكن أن يؤدي التدخل الدولي والحوار إلى رئيس، وهناك ضغط جدّي خلال هذا الشهر لانتخاب رئيس واحتمال نجاح ذلك وارد، ولكن المهمّ ألا يكون هناك مبالغة لأن في السياسة يجب أن نكون واقعيين».

وحتى الان ردت على رسالة لو دريان وايدت مبادرته ودعوة الرئيس نبيه بري للحوار في مجلس النواب، كتل: التنمية والتحرير، والوفاء للمقاومة، وتكتل لبنان القويّ، واللقاء الديمقراطي، والاعتدال الوطني واللقاء المستقل، وتيار المردة، والطاشناق، والتوافق الوطني وعدد غير قليل من النواب المستقلين، وبعض نواب التغيير. وقال عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه على منصة» X» : مبادرتي التي أطلقُتها من الديمان ليست بعيدة عن دعوة برّي، لكن بوصلتها مختلفة، حيث نذهب جميعا إلى جلسة إنتخاب من دون تعطيل ونقيم الحوار بين الدورات وممكن دعوة لودريان للحضور والوساطة. لنبق 7 دورات بدل 7 أيام وننتج رئيساً.

في المواقف، خلال زيارته امس الاول، المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، في دارته في الجاهلية، بحضور الوزير السابق وئام وهاب، رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، أن الأزمة السياسية في لبنان ستكون طويلة الأمد.

وجاءت الزيارة في إطار تهنئة جنبلاط للشيخ أبو ذياب بالعمامة المكولسة، وكان هناك بحث بالأمور المعيشية التي تهمّ المواطن.

وحسب العديد من مواقع الاخبار والتواصل، فخلال اللقاء، تطرّق جنبلاط إلى الأزمة السياسية في البلد، وقال: «شكلها مطولة».

ورداً على سؤال عن فرصة قائد الجيش العماد جوزيف عون بالوصول إلى سُدة الرئاسة، أجاب جنبلاط: «جبران باسيل بدوش ياه… وأنا بديش ياه».

وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان لراعي: «ان الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل برغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان.

لكن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب غياث يزبك رد على البطريرك كاتباً في منصة «اكس»: عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس.

وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة ميس الجبل الجنوبية: البلد اليوم في معركة خيارات، وخيارنا لبنان بطبعة الإمام موسى الصدر، ومعركتنا وطنية بامتياز مع اللعبة الدولية التي تنشط لاستنزاف الدولة والكيان وتمزيق الطوائف، بخلفية تحويل لبنان إلى مستنقع، فيما عين (الموفد الاميركي) هوكشتاين على مصالح تل أبيب لا على مصالح لبنان.

ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى مواجهة حزب الله بكل الوسائل السلمية، عبر المؤسسات وغيرها من سياسية وشعبية.

منصوري في الرياض

وفي اول اطلالة له على الخارج، غادر الوفد  برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة د.وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية  فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة د.محمد ابو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان «الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة»، والذي ينعقد في فندق هيلتون – الرياض برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي أيمن بن محمد السياري إضافة إلى حضور صانعي القرار الاقتصادي والمالي، ومحافظي بنوك مركزية عربية ورؤساء مؤسسات مالية عربية ودولية، و رئيس وأعضاء مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية، وأصحاب المصارف السعودية والإعلام السعودي .

وصدر بيان صباح امس في افتتاح الاجتماع، رحب بـ»مشاركة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مؤتمره المصرفي السنوي الذي يعقده في الرياض، برعاية محافظ البنك المركزي السعودي أيمن بن محمد السيّاري وحضوره، وأشار البيان إلى أن «هذا المؤتمر يأتي في إطار سعيه الدائم إلى مساعدة كل الدول، إضافة إلى دعم البنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني ومساندتهما»، موضحا «التزام الاتحاد مساندة مصرف لبنان، في ظل إدارته الجديدة، ووضع كل علاقاته وامكاناته في تصرفه لإنجاح مهامه في إنقاذ الوضع النقدي في لبنان» .

وذكر البيان أن «الامين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح قام بتنسيق التواصل بين منصوري والقيادات المصرفية في المملكة، وعلى رأسها محافظ البنك المركزي السعودي» .

وأشار إلى أن «لقاءات منصوري مع محافظ البنك السعودي والقيادات المصرفية في المملكة العربية السعودية اتسمت بالإيجابية والاتفاق على التعاون ودعم المملكة للبنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني لما فيه خير للبنان والشعب اللبناني».

وغداة مغادرة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان استقبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأمين العام لحركة ‏الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي ‏لحركة حماس الشيخ صالح العاروري أمس، يهدف إلى إيصال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنّ هناك تنسيقاً أمنياً يومياً بينهم وأنّ محور المقاومة قوي وموحد.

ورأى الاعلام الاسرائيلي ان هذا اللقاء يهدف الى ايصال رسالة الى اسرائيل مفادها ان تنسيقاً أمنياً يومياً، بينهم وأن محور المقاومة قوي وموحد.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الراعي يُلاقي بري: لحوار دون أحكام مُسبقة

منصوري في السعوديّة… والاستنفار مُتواصل في «عين الحلوة» – بولا مراد

 

اسابيع مفصلية يدخلها لبنان مع تجاوز الايام الاولى من شهر ايلول، يفترض ان يتضح خلالها مصير الازمة الرئاسية، ومعها مصير باقي الازمات المتشعبة، وعلى رأسها الازمة المالية التي من المرجح ان تستفحل مع مغادرة المغتربين اللبنانيين، واصرار حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري على وقف تمويل الدولة.

وكما هو متوقع، بدأ شد الحبال والتصعيد باكرا بين القوى المتصارعة لبنانيا، لاستشعارها ان هذا الشهر سيحدد معالم المرحلة المقبلة. وهو ما دفع رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع يوم امس، الى رفع السقف وشن هجوم مباشر على حزب الله، ومعه هجومات متفرقة اقل حدة على قوى رفضت خوض المواجهة المستجدة في صفه، كما على «التيار الوطني الحر» الذي يخشى ان يؤدي تفاهمه من جديد مع حزب الله الى قلب الطاولة، من خلال تأمين الاصوات اللازمة لفوز رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بالسباق الرئاسي.

جعجع مأزوم؟!

وخلال احتفال شعبي لاحياء ذكرى شهداء «المقاومة اللبنانية»، أعلن جعجع صراحة رفض الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ولفت في خطاب جعجع توجهه الى باريس من دون ان يسميها قائلا: «إلى أصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته، خصوصاً من يتمتّعون بتاريخ طويل من الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ووجود دولة فعلية وحسن سير مؤسساتها، نقول بكل صراحة ومحبة، كنّا ننتظر منهم مساعدة أكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءاً من انتخاب ديموقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعاً لما يقتضيه الدستور». علما ان معراب كانت قرأت بايجابية مواقف الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان الاخيرة التي هاجم فيها ايران واثارت امتعاض حزب الله.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «الديار» ان «سهام جعجع كما عدم حماسة «الثنائي الشيعي» للدور الفرنسي بعد كلام ماكرون، عوامل تؤكد ان مهمة لودريان الجديدة انتهت قبل ان تبدأ، ما يرجح ان تكون زيارته المقبلة صورية ولرفع العتب».

الراعي منسجم مع بري؟

ولفت يوم أمس ايضا، كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي بدا في عظة الاحد متجاوبا تماما، بخلاف «القوات» و»الكتائب»، مع مبادرة بري الاخيرة. اذ قال ان «الحوار المدعوون اليه نواب الامة اذا حصل على الرغم من التجاذبات، انما يقتضي ايضا المجيء اليه دون احكام مسبقة ودون فرض الافكار والمشاريع، ويقتضي ايضا روح التجرد من المصالح الشخصية والمذهبية واعتماد الدستور ، واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه، كما يقتضي الصراحة والاقرار بالاخطاء الشخصية، والبحث عن الحقيقة الموضوعية التي تحرر وتوحد».

مع العلم ان الراعي نفسه كان قد اعتبر الشهر الماضي ان «الحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت لانتخاب رئيس للجمهوريّة»، ما اوحى وقتذاك برفضه مبدأ الحوار قبل انتخاب رئيس.

وكما هو متوقع لم تلاق المعارضة بايجابية موقف الراعي الجديد. وقالت مصادرها لـ «الديار»: «بغض النظر عن موقف بكركي الذي نرفض تحميله اكثر مما يحتمل، ما دام البطريرك اصر على تطبيق بنود الدستور، موقفنا ثابت وجازم وهو رفض الجلوس مع حزب الله حول طاولة واحدة لمحاولة اقناعنا بمرشحه، ونحن ماضون في المواجهة حتى الرمق الاخير». وكان جعجع ردد في خطابه امس اكثر من مرة عبارة «عبعبدا ما بفوتوا».

وبحسب مصادر مطلعة، فان «خطة المعارضة الحالية تنحصر بالسعي الى اقناع مزيد من النواب للانضمام الى تكتل النواب الـ٣١ الرافض للحوار»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «كل العصف الذهني المستمر منذ اسابيع لم يصل الى نتيجة لجهة صياغة خطة واضحة للمواجهة، وبخاصة ان الخشية من سير حزب الله بالمقايضة التي طرحها باسيل تكبر مع مرور الايام، وما يرشح عن امكان سير الحزب ومعه بري باللامركزية الموسعة التي يطرحها العونيون».

منصوري في السعودية

في هذا الوقت، توقف كثيرون عند الزيارة التي بدأها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الى السعورية، والتي توجه اليها برفقة سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والمدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر، تلبية لدعوة رسمية لحضور «فعاليات المؤتمر المصرفي العربي»، من تنظيم «الاتحاد العربي للمصارف» مع المصرف المركزي السعودي، تحت عنوان «الآفاق الاقتصادية العربية في ظل المتغيّرات الدولية».

وقالت مصادر معنية لـ «الديار» انه «وبخلاف من يعتقد انها زيارة عابرة، الا ان لها رمزيتها الكبيرة في هذه المرحلة، التي يحاول فيها منصوري تثبيت اسس جديدة في سياسات «المركزي»، وكلنا يعلن الدور المنشود الذي يؤمل ان تؤديه المملكة في عملية نهوض لبنان».

عين الحلوة… استنفار مستمر

امنيا، وبعد خطوة اعتبرت انها قد تؤدي الى تفعيل مسار التهدئة، لجهة تفكيك «فتح» دشمة في الشارع الفوقاني مقابل حي الصفصاف، لتسهيل مرور الناس في مخيم «عين الحلوة»، قالت مصادر فلسطينية رسمية داخل المخيم لـ «الديار» ان «هذه الخطوة كانت كبادرة حسن نية، الا ان الوضع لا يزال على حاله لناحية الاستنفار، ورفض اي حل لا يلحظ تسليم المتشددين قتلة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء محمد العرموشي «أبو أشرف» ومرافقيه، وهو ما يرفض هؤلاء الخضوع له، ما يضعنا امام مجموعة سيناريوهات ستتضح قريبا».

ومساء افادت معلومات «الديار» ايضا عن ازالة دشمة اخرى من قبل حركة «فتح» عند المدخل الجنوبي للمخيم.

جعجع: مُتفائل جداً… ودائماً قبل الولادة هنالك مخاض عسير

بمناسبة الذكرى السنوية لاحتفال حزب «القوات اللبنانية» بذكرى شهدائه، اقيم في معراب قداس حضره وزراء ونواب مثلوا تقريبا معظم الاحزاب طبعا، معظمهم من المعارضة وحلفائها، وبعضهم على الحياد، لكن من احزاب الممانعة لم يتمثل احد.

وقد وجه رئيس حزب «القوات» سمير جعجع عدة رسائل بالمناسبة:

1ـ انتقد حزب «التيار الوطني الحر» دون ان يسميه، وقال ان الذي يجري حاليا هو صفقة، وايضا دون ان يسمي اي طرف، لكنه اصر ان هذا الامر هو صفقة ويجب عليهم اعلان ذلك.

2ـ انتقد المبادرة الفرنسية دون ان يسمي فرنسا او الموفد الرئاسي الوزير لو دريان، وقال غريب ان دولة عظمى لديها مبادىء ديموقراطية عاليه وحقوق انسان، كيف تقبل طروحات هي مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، او مقايضة اخرى شبيهة وتقع ضمن اطار واحد غير مقبول من المعارضة.

3ـ اعلن بصريح العبارة ان المرشح الرئاسي المدعوم من محور الممانعة لن يصل الى قصر بعبدا ابدا.

كذلك تحدث عن الفساد في الحكومات السابقة، وقال ان الاعيبهم لم تكن تهدف الا الى الحصول على وزارة الطاقة ووزارة الاشغال، كما قام جعجع بتسميتهما، وهو في ما المح اليه ان الفساد كان في وزارة الطاقة والاشغال، دون ان يوضح ماذا في وزارة الاشغال.

كما توجه جعجع الى النواب الرماديين، وطالبهم باتخاذ موقف لان الانتخابات الرئاسية اذا حصلت، فانها ستقرر مستقبل لبنان كله.

اضاف: اننا، وطبعا هو يقصد المعارضة المسيحية، مستعدون لانتظار شهر وسنة واكثر، لكنهم لن يصلوا الى قصر بعبدا، طبعا كما قال جعجع، الذي اكد ايضا انه متفائل جداً، معتبرا انه دائماً قبل الولادة هنالك مخاض عسير.

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الراعي يؤيّد الدعوة للحوار … وجعجع: «على بعبدا ما بيفوتوا »  

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان يعاونه المطارنة سمير مظلوم، بولس صياح وانطوان ابي نجم، والأباتي نعمة الله الهاشم وبمشاركة المونسينيور فيكتور كيروز والخوري طوني الآغا والأب هادي ضو، في حضور أعضاء مجلس الإنماء والتنسيق المسيحي وحشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة مما جاء فيها: «تكثر بكلّ أسف، ولا سيما لدى معرقلي نهوض لبنان وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، القلوبُ الفارغة من محبّة الله ورحمته وحنانه، ومن روح الندامة والتوبة عن الخطايا الشخصيّة. فأصبح المجتمع يعيش في هيكليّة من الخطايا التي لا يتوب عنها أحد، وكأنّها أصبحت خطايا من دون مرتكبين. يتكلّمون مثلًا عن الفساد ومكافحة الفساد ولا يعلم أحدٌ من هم المفسدون.

لا مجال لبدء حياة جديدة على كلّ الأصعدة الخاصّة والعامّة، الشخصيّة والجماعيّة، من دون إرادة إيمانيّة، وقرار بالتغيير في نمط التفكير والتصرّف. الجميع، ولا سيما المسؤولون السياسيّون، بحاجة إلى قلوب تملي عليهم ما يجب أن يفعلوا من خير».

وختم الراعي: «الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل على رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان،

جعجع: «على بعبدا ما بفوتوا» ومستعدّون لتحمّل الفراغ لأشهر

الممانعة فريق إجرامي بامتياز .. وهذا هو الحوار الذي يريدونه

اشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى ان «جريمة قتل الياس الحصروني مؤشّر للحوار الذي يبشّر به محور الممانعة منذ أشهر وأشهر، وتبيّن أن هذه الجريمة مُنظمة حيث ان السيارات الأربعة التي اشتركت بالجريمة، واحدة جاءت من عيتا الجبل، واخرى من بنت جبيل، والثالثة من حانين، والرابعة من برعشيت، هذا هو الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون به كل يوم، وهذا هو الحوار الذي يدعون له، ففريق الممانعة فريق اجرامي بامتياز». ولفت الى ان «محور الممانعة وحزب الله في لبنان يتصرّفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور وبعيداً عن رأي جميع اللبنانيين الآخرين».

 

واوضح جعجع في قداس شهداء القوات اللبنانية في معراب، بأنه «حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار، فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟ هل هذا لبنان الذي تعبنا وضحّينا وسهرنا ليالي وسنوات وقرونا من أجله؟ هل هذا لبنان الذي استشهدنا من أجله عشرات آلاف المرات؟».

واكد أنه «لا مشكلة لدى «القوات اللبنانية» مع «حزب الله» أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثّل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أنّ المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصوّرها عقل انسان، ونحن نسمع محاضرات دورية من قياديي حزب الله ومحور الممانعة حول العفة والطهارة والاستقامة، في وقت هم أنفسهم من دعم جماعة الفساد في العقد الماضي للحصول على وزارات الخدمات الأساسية التي من خلالها مارست الفساد على أعلى المستويات وبأبشع الطرق الممكنة، وكبّدت الدولة عشرات مليارات الدولارات، ومن عطّل تشكيل الحكومات لأشهر طويلة بغية تأمين وزارتي الطاقة والأشغال وغيرها لحلفائه، من دون ان ننسى من تولّى حقيبة وزارة المال منذ 10 سنوات».

وذكر رئيس القوات بأن «المثل الأكبر في هذا المجال يكمن في تعطيل التحقيق بانفجار مرفأ بيروت الذي ترك وراءه أكثر من 220 ضحية، وآلاف المصابين، وعشرات الآلاف من المتضررين، وعلى الرغم من فداحة المصاب وهول الفاجعة التي هزت لبنان والعالم، لم يرف جفن لحزب الله بل هدد قضاة التحقيق وتدخل «هون وهون» حتى توصّل إلى تعليق التحقيق… طبعاً في الوقت الحاضر». واوضح أن «القوات اللبنانية» منذ اللحظة الأولى على انفجار مرفأ بيروت تنبّهت للموضوع ولجأت إلى المراجع الدولية لإقناعها بأن التحقيق المحلي لن يودّي إلى أي حقيقة أو عدالة في ظل هيمنة السلاح غير الشرعي، انطلاقا من هنا طالبت بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بانفجار المرفأ، وستستمر في المطالبة وتكثيف الجهود، بمؤازرة الأهالي وجمعيات حقوقية محلية ودولية عديدة للتوصل إلى تحقيق يجلي الحقيقة كي ترتاح أرواح شهداء المرفأ وترقد بسلام وتغمض جفون الأهالي».

واوضح جعجع أن «محور الممانعة استطاع القيام بكل هذه الموبقات والفساد وتعطيل القانون من خلال عمليات الاغتيال والعنف والتهديد والتخويف وعبر منظومة أمنية- عسكرية خارج الدولة والقانون كلياً وكل منطق للعيش المشترك، إلى جانب الـ30 أو 40 نائبا ينتمون إليه، ورغم كل هذه الشنائع والفظائع والفساد إلى حد افلاس كل بيت ومؤسسة في لبنان «بيرجع بيعيّطلك عالحوار!»، ونقول لـ«حزب الله»: «لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك»، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا أخيراً من لقمان سليم والياس الحصروني». واعتبر بانه «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و»كأنو ما صار» في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة».

 

وتابع: «يحاولون منذ سنة تقريباً ايصال مرشح تابع لهم الى سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد اسلوبهم التعطيلي، فهم يصرّحون ليلاً ونهاراً عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات إما من خلال عدم الدعوة إلى جلسة أو السعي إلى فضها عبر انسحابهم بحجة التعادل السلبي في المجلس، ولنسلّم جدلاً أن هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد، فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة … وعاشرة عندها سنرى اذا كان هذا المجلس سينجح في إنهاء الفراغ». وسأل «ما سبب دعوتهم إلى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي، ففي الأمس القريب جرت انتخابات رئاسة المجلس النيابي في ظل التركيبة الحالية، وحصلت الانتخابات وانتخب الرئيس بـ65 صوتا و«مشي الحال»، فلماذا عندما وصلنا إلى الانتخابات الرئاسية «ما بقا يمشي الحال» وبات يعد هذا المجلس مقسوما، وأصبحنا بحاجة إلى حوار و»صار بدا جمعية عمومية للأمم المتحدة»؟ فلو كان محور الممانعة يملك 65 صوتاً لمرشحه أكان دعا إلى الحوار؟ الجواب بسيط: هذا المحور غير قادر على ايصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره».

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram