افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 1 أيلول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 1 أيلول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

التجديد لليونفيل: تحفّظ لبنان وامتنعت موسكو وبكين والاستقلال مقيّد بالتنسيق… والعبرة بالتطبيق برّي في ذكرى تغييب الصدر للوشاة ودعاة استدراج التهديد بالعقوبات: خيّطوا بغير هالمسلة نحو حوار رئاسي لـ 7 أيام من أيلول في مجلس النواب تليه جلسات متتابعة حتى انتخاب رئيس

 

 

 تطوران بارزان توزعا المشهد اللبناني أمس، الأول نهاية التفاوض الماراثوني الذي شهدته نيويورك على حافة نهاية مهلة ولاية قوات الطوارئ الدولية، بعد التأجيل لثلاث مرات متتالية بسبب عدم التوصل الى اتفاق بالتراضي يضمن التصويت بالإجماع، وحتى ما قبل التصويت الذي انتهى بإقرار التجديد، حاولت مندوبة دولة الإمارات تقديم نص يتبنى الطرح الأميركي الإسرائيلي ويعاكس تمنيات الدولة اللبنانية وطلباتها، والصيغة التي أقرّت جمعت متناقضات تجعلها عرضة للتأويل عند كل مهمة، ففيها استقلال قوة اليونفيل وفيها شرط إلزامية التنسيق مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، وجاء التصويت تعبيراً عن اصطفاف يربك أي محاولة للتنفيذ المتشدد الذي سعى إليه الأميركيون تلبية للطلب الإسرائيلي، بدعم إماراتي. فالدول المشاركة بالقوات وعلى رأسها فرنسا يهمّها أمن جنودها وتدرك معنى تعريض هؤلاء الجنود للخطر بعدم التنسيق مع الجيش اللبناني وعبره مع الأهالي، وتدرك أكثر ومعها القيادة الميدانية لليونفيل أن امتناع روسيا والصين واعتراضهما الواضح على النصّ كما ورد في مداخلة كل من المندوبين الروسي والصيني، يعني أن نشوب أي صدام ووقوع أي حادث أو إشكال سوف يعرّض القيادة الميدانيّة لتحميلها المسؤولية لأنها لم تأخذ على محمل الجدّ التحذيرات التي رافقت مناقشة قرار التجديد من خطورة عدم التنسيق مع الدولة اللبنانية حكومة وجيشاً، خصوصاً أن التحفظ اللبناني كان صريحاً وواضحاً، ولن يفيد في هذه الحالة ما يصدر عن القوى التي تدفع باتجاه التصعيد وتريد تحميل قوات اليونفيل أثمان مواقفها، ولذلك قالت مصادر تابعت المسار الذي سلكه القرار ومنعرجاته، أن لبنان نجح بإلحاق نصف خسارة بدعاة التصعيد، ولم يحقق سوى نصف ربح، وأن العبرة هي بالتطبيق، حيث سوف يتقرّر مَن يحصد النصف الثاني من الربح، وبيد لبنان ورقة الأهالي الرابحة.

الحدث الثاني كان كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في احتفال إحياء ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، حيث وجّه برّي رداً قاسياً على كل محاولات التلويح بفرض عقوبات أميركية أو أوروبية بحقه بداعي عرقلته لاستحقاق الانتخابات الرئاسية، قائلاً لمن سمّاهم بالوشاة وجماعة الترانزيت والفنادق الفاخرة، «خيّطوا بغير هالمسلة، غلطانين بالعنوان»، وانتم لا تعرفون نبيه بري وحركة أمل.

عن مقاربة الاستحقاق الرئاسي كانت لبري مبادرة كاملة، فهو دعا لحوار رئاسي يمتد لسبعة أيام في مجلس النواب خلال شهر أيلول، تنتهي بعقد جلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس، جامعاً دعوة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لحوار في أيلول في مجلس النواب الى مطلب المعترضين على الحوار بالمطالبة بـ جلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس، بصورة توقعت مصادر متابعة أن تنجح بتحريك الركود الرئاسي إذا لم يكن هناك قرار خارجي وداخلي كبير بإبقاء الفراغ الرئاسي لـ أمد غير قصير.

وأطلق الرئيس برّي سلسلة مواقف من مختلف الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية، وذلك في كلمة له باحتفال حاشد أقامته الحركة في منطقة الجناح بالذكرى الخامسة والأربعين لاختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، كاشفاً عن مبادرة للحوار لمدة سبعة أيام في المجلس النيابي تليها الدعوة لجلسات انتخاب متتالية.

وقال بري: «عملنا من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد أنه كان يجب أن يُنجز بالأمس قبل واليوم وغداً قبل بعده وقبل فوات الاوان ولا بدّ من المصارحة لتصويب مسار بعض الأطراف في الداخل لا سيما للوشاة، ولا ينجز الاستحقاق الرئاسي بهذه الطريقة ونؤكد انه لا يتم بفرض مرشح ولا بتعطيل المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية وشل أعمالها، هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول اعمال الجلسة الاخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟».

وأضاف: «أقول للوشاة إنهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة امل وانصحكم بان توفروا اموال الترانزيت والاكلاف على الاقامة في الفنادق وشراء الذمم «خيطوا بغير هالمسلة».

وشدد الرئيس بري على أن «التشريع حق بقوة الدستور واليوم قد مرت سنة كاملة على الجريمة التي اقترفها نبيه بري بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد، هل أصبحت الدعوة الى التوافق والحوار جريمة؟ اي قيمة للبنان إذا سقطت فيه ميزة الحوار؟».

ورأى أنه «سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء ولا نريد أن نصدق أن احداً في لبنان لا يريد رئيساً للجمهورية اذا لم يكن هو الرئيس إشباعاً لنزواته، أقول للمرة الأخيرة تعالوا في أيلول لحوار لسبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات انتخاب متتالية».

وغمز برّي من قناة التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون، في ملف النفط، وقال: «إن شاء الله ستأتي أكلها مهما «ناوش» البعض وادّعى وتعالى صراخه وردّ على الحملات التي تحاول التشويش على إنجاز ترسيم الحدود والبدء بعملية التنقيب». وبين «الحقائق بالتواريخ والأرقام»، قائلاً: «رغم ذلك، يحاولون تشويه هذا النصر بزعمهم أنهم هم الذين أنجزوه، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم…) سكتنا طويلاً حتى صدقوا أنفسهم.

وفي أول رد على كلام بري، أعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في كلمة من عشاء( التيار في قضاء الكورة، أنّه «كان شرطنا للمشاركة في الحوار أن يفضي إلى توافق أو تنافس ديمقراطي، وما سمعناه اليوم من رئيس مجلس النواب جيّد وإيجابي، «وإذا كان هيك انشالله بكون عنا رئيس بشهر أيلول».

وقال باسيل: «كان شرطنا للمشاركة في الحوار أن يفضي لتوافق أو تنافس ديموقراطي وما سمعناه من برّي جيّد وإيجابي». وحذّر من موجة نزوح سوري جديدة، مطالباً بإقفال كامل للحدود ومنع فتح المدرسة للنازح السوري قبل الظهر.

وأضاف: «أنصح المسؤولين «ما يركضوا ورا مطلب إسرائيل» بمعالجة النقاط العالقة على الحدود البرية»، مشيرًا إلى أنّه «يجب أن يكون ثمن هذا الأمر فك السياسة الدولية التي تقضي بتوطين النازحين في لبنان». وأوضح باسيل أنّ «عنوان المرحلة المقبلة هو منع توطين النازحين واللاجئين في لبنان ولا شيء أهم من هذه القضية»، لافتًا في سياق آخر إلى أنه «مهما حاولوا إضعاف التيار الوطني الحر، فردة فعلنا ستكون أننا سنبقى أقوياء».

وأشارت مصادر إعلامية الى أن الرئيس بري طلب من كبير خبراء الطاقة في الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين بضرورة توجه الأميركيين الى حلفائهم الداخليين ودفعهم للمشاركة في الجلسات الحوارية والتشريعية على اعتبار أن المصلحة الوطنية تبقى فوق كل اعتبار. وكشفت المعلومات، بأن «بري قال أمام هوكشتاين إنه يسعى للدفع نحو انتخاب رئيس سريعاً، ولكن المعارضة ترفض الحوار وجلسات التشريع التي أُدرجت على جدولها القوانين النفطية الإصلاحية التي طالب بها هوكشتاين».

وانتهت أمس، مهلة تقديم الإجابات على سؤالي الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للقوى السياسية، حيث قدمت كتل فريق 8 آذار إجاباتها فيما رفضت المعارضة ذلك، معتبرة أن بيان النواب الـ31 كافٍ ووافٍ، فيما مواصفات الرئيس مدرجة في بيان الدول الخمس، عوض عن أنها ترى في الخطوة إهانة.

ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن شهر ايلول سيكون حاسماً بالاستحقاق الرئاسي، متوقعة تكثيف الاتصالات والمشاورات بين الأطراف الداخلية من جهة وأعضاء اللجنة الخماسيّة من جهة ثانية لتوفير الظروف الملائمة لانتخاب الرئيس، متوقفة عند الحركة الديبلوماسية اللافتة تجاه لبنان من هوكشتاين الى عبد اللهيان ولودريان وما بينهما من مبعوثين خليجيين، ما يؤشر الى إرادة دولية وعربية وخليجية باتجاه تسوية رئاسية، لكن المصادر توقفت بحذر عند الموقف الأميركي المراوغ بين الحديث عن دعم الاستقرار اللبناني لا سيما على الحدود وبين عدم بذل جهود جدية لدفع حلفائه في لبنان لتسهيل انتخاب الرئيس. وتردد أمس، أنّ موفدًا قطرياً سيسبق لودريان إلى لبنان، ما فيه دلالة على عدم وحدة مسار اللّجنة الخماسيّة، حيث أنّ القطري لا يُعوّل على المبادرة الفرنسية، وكذلك الأميركي.

وتوقعت أوساط مطلعة على حوار الحزب والتيار لـ»البناء» حصول تطورات إيجابية على صعيد النقاط العالقة في موضوع اللامركزية المالية الموسّعة وإيجاد صيغة مقبولة عند كل الأطراف لا سيّما عند حركة أمل، ما يسهّل عملية انتخاب الرئيس.

وبالتزامن مع وجود هوكشتاين في لبنان، وصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى مطار بيروت الدولي قادماً من العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية إلى لبنان يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، ويلتقي اليوم الرئيس بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

وأشار عبداللهيان، إلى أنّ «خلال المباحثات الّتي سنجريها في لبنان، سنحثّ مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة»، مؤكّدًا أنّ «قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة». وتمنّى، في تصريح بعد وصوله إلى مطار بيروت الدولي «الخير والإصلاح والتّنمية للبنان»، لافتًا إلى أنّ «المتوقَّع من مختلف الجهات الإقليميّة والدّوليّة، هو دعم لبنان اقتصاديًّا وتجاريًّا، لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد».

وشدّد على «أنّنا واثقون من قدرة القادة اللّبنانيّين والشّعب على اتّخاذ القرار السّياسي الصّحيح لانتخاب رئيس للجمهوريّة». وركّز عبداللهيان على «أنّنا نسأل الله دائمًا الخير للبنان حكومةً وشعبًا وجيشًا ومقاومةً»، كاشفًا أنّ «خلال المباحثات الّتي أجريناها مع المسؤولين السّعوديّين، سمعنا منهم تصريحات إيجابيّة وبنّاءة بشأن دعم لبنان». ودعا جميع الدّول إلى «التّعاون مع لبنان ودعمه، وإيران ستسمرّ في دعمها القوي للبنان».

والتقى عبداللهيان، في بيروت، قادة الفصائل الفلسطينية في اجتماع ضمّ قيادتي حركة «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي»، وبحسب ما نقلت قناة «الميادين»، فقد أكّد عبداللهيان «تمسك طهران باستراتيجية دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضية تحرير الأرض»، مذكّرًا قيادتي «الجهاد الإسلامي» و»حماس» بـ»إعلان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بضرورة دعم الضفة الغربية»، مشيرًا إلى أنّ «الجمهورية الإسلامية لن تتراجع عن خياراتها الفلسطينية واستمرار دعمها المقاومة بقوة».

بدورها، أكّدت القيادات الفلسطينية في اجتماعها مع عبد اللهيان «تمسكها بخيار المقاومة خياراً استراتيجياً للشعب الفلسطيني»، مشدّدة على «عدم التراجع عن عمليات المقاومة في الضفة الغربية، كأولوية في هذه المرحلة».

ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم.

في غضون ذلك اختتم المنسّق الرّئاسي الأميركي لأمن الطّاقة والبنى التّحتيّة الدّوليّة آموس هوكشتاين، زيارته الى لبنان، وقال في كلمة له من مطار بيروت الدولي، قبيل مغادرته لبنان، «إنّني أتيت لأستمع وأفهم وأدرك المزيد لما نحن بحاجة إليه من أجل ترسيم الحدود البريّة». وأكّد «أنّني دائمًا إيجابي في ما خصّ لبنان وملفّاته الدّاخليّة، والتّنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشّباب اللّبناني وتفعيل العجلة الاقتصاديّة».

وكان الموفد الأميركي واصل جولته في لبنان أمس، فزار الجنوب والتقى قائد القوات الدولية وجال عند الخط الأزرق. بعدها، انتقل الى مقرّ وزارة الخارجية في وسط بيروت، حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب، ترافقه سفيرة الولايات المتّحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا. وتطرّق المجتمعون إلى مشروع القرار حول تمديد ولاية اليونفيل، حيث أكّد هوكشتاين حرص إدارة بلاده على الاستقرار في الجنوب.

وأعرب هوكشتاين عن تطلّعه لمواصلة المسار المتعلق بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، مشيرًا إلى وجود اهتمام عالمي بالتنقيب المذكور، ومعربًا عن تفاؤله بأنّ هذا الزخم، إن رافقته الإصلاحات الضرورية وإنجاز الاستحقاقات الدستورية اللازمة، سيضع لبنان على السكة المؤدية إلى النهوض الاقتصادي وتعزيز الاستقرار. وفي ما يتعلّق بتثبيت الحدود الجنوبيّة البرية، أفاد هوكشتاين أنّه، وبعد نجاح الوساطة التي قام بها لإنجاز الحدود البحريّة، هو في صدد تقييم مدى استعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، كما ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب.

بدوره، أعرب بوحبيب عن جهوزية لبنان لإطلاق هذا المسار، بما يتناسب مع حفظ الحقوق اللبنانية.

وعلمت «البناء» أن هوكشتاين طرح ملف الترسيم البري مع المسؤولين من باب جسّ النبض، لكنه لم يعرض مشروعاً متكاملاً لهذا الأمر، لكن زيارته تركّزت على ملف النفط والغاز واستجرار الفيول والغاز من مصر والأردن. إلا أن هوكشتاين سمع من الرئيسين بري وميقاتي رفض ترسيم الحدود بل تثبيت الحدود، لأنها محددة ومرسمة منذ العام 1923 ولبنان مستعدّ لحل مسألة النقاط المتحفظ عنها الـ 13 حيث تمت تسوية 7 نقاط والباقي 6، على أن تجري تسويتها وفق الحدود الرسمية مع فلسطين المحتلة وليس وفق الخط الأزرق، كما يريد الاسرائيلي.

الى ذلك، وبعد تأجيل من منتصف ليل أمس الأول إلى عصر أمس، صوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لصالح تمديد مهمة حفظ السلام «اليونفيل»، المستمرّة منذ فترة طويلة في لبنان، لمدة عام آخر، بعد التوصّل إلى حل وسط بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن صياغة تتعلّق بحرّية حركة قوات الأمم المتحدة. وحظي القرار بـ13 صوتاً مؤيّداً فيما امتنعت كلّ من روسيا والصين عن التصويت.

وأعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء نصب الخيام جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، مشدّداً على خطر أن تؤدي الأعمال العدائية إلى صراع جديد لا يستطيع أيّ من الأطراف أو المنطقة تحمّله.

وأورد في قراره أنّه يلاحظ بقلق تركيب الحاويات وغيرها من البنى التحتية على طول الخط الأزرق والتي تُقيّد وصول «اليونفيل» إلى الخطّ أو رؤيته، مؤكداً من جديد تصميمه على ضمان ألّا تمنع أي أعمال ترهيب قوّة «اليونفيل» من تنفيذ ولايتها وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى ضرورة قيام جميع الأطراف بضمان أمن أفراد «اليونفيل» وحرية حركتهم بشكل كامل، وأن يحظى «اليونفيل» بالاحترام.

وأكد مجلس الأمن في قراره على سلطة «اليونفيل» في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق عمليات قوّاتها وفي حدود قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة عدائية، ومقاومة المحاولات بوسائل القوّة لمنعها من القيام بولايتها، مرحّباً بتوسيع الأنشطة المنسّقة بين «اليونفيل» والجيش اللبناني، وندعو إلى مواصلة تعزيز هذا التعاون من دون المساس بولاية «اليونفيل».

وشددت مندوبة لبنان في مجلس لبنان جان مراد على أنّ «قوات اليونفيل لديها كامل حرية الحركة لكن بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وأن يكون لديها ضوابط من أجل حفظ سلامة هذه القوات والاطلاع على مهامها»، مشيرة إلى أنّ «لبنان طلب تصحيح وترشيد اسم «شمال قرية الغجر»، وهي ليست تسمية هذه المنطقة».

وشددت مراد على أنّ «الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كان واضحًا في توصيف الوجود الإسرائيلي في لبنان بأنه احتلال»، سائلة: «لماذا اللجوء في القرار الحالي للغة تشبه لحد كبير القرارات المعتمدة وفقًا للفصل السابع».

في المقابل ذكرت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن توماس غرينفيلد، أنّ «القرار يؤكد حرية تنقل قوات يونفيل وتنظيمها دوريات معلنة وغير معلنة ويؤكّد حرية قوات اليونفيل في التنقل بشكل علني أو سري».

لكن مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، أعرب عن أسف بلاده «لعدم أخذ تحفظات لبنان الدولة المضيفة لليونفيل موضع الاهتمام في القرار»، مشيراً الى أن «التنسيق مع الجيش اللبناني ضروري لحفظ السلام».

ولفتت إلى أنّ «القرار يؤكّد من جديد تفويض اليونفيل بإجراء عملياتها بشكل مستقل مع الاستمرار في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، في ما يتعلق بالسيادة اللبنانية. ويبقى الهدف النهائي للقرار 2695، كما هو حال القرار 1701، وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع».

ومن جهته، أعرب مندوب روسيا لدى مجلس الأمن أيضاً عن أسف بلاده «لأنّ النص الذي اعتُمد لم يراعِ التوفيق الذي تم التوصل إليه مع لبنان»، كما أكد مندوب روسيا على «أهمية تنسيق اليونيفل مع الجيش اللبناني».

من جهته، رحّب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالقرار، معتبراً أنه يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار»، وأشار إلى أن «قرار التمديد، لحظ بنداً أساسياً طالب به لبنان ويتعلق بقيام «اليونفيل» بعملها «بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وفق اتفاقية المقر».

وأكّد النّائب السّابق وليد جنبلاط، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، أنّ «من الأفضل عدم تغيير مهمّة قوّات الأمم المتحدة في الجنوب اللّبناني، الّتي تنصّ على مساعدة الجيش اللبناني في بسط سيادة الدّولة اللّبنانيّة، والتّنسيق مع الجيش اللّبناني».

وبعد قرارها رفع يدها عن ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بسبب دعوى المخاصمة المقدمة من سلامة ضدها، أعلنت الهيئة الاتهامية المناوبة في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضوية المستشارين القاضيين جوزيف بو سليمان وكريستل ملكي، وبهدف الحؤول دون عرقلة السير بالدعوى المقدّمة في وجه الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، أنها وجّهت كتاباً الى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت، عارضة فيه التنحّي عن النظر بدعوى مخاصمة الهيئة الاتهامية في بيروت المقدمة من سلامة.

على خط موازٍ، أعلن مصرف لبنان أن «الموجودات السائلة الخارجية بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان تعادل 8542 مليون دولار أميركي، أي أنها انخفضت بين آخر شهر تموز ومنتصف شهر آب 2023»، وأشار إلى أنّ «الانخفاض في الموجودات السائلة نتج عن تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأميركي خلال الفترة نفسها، ومن تسديد فوائد استحقت على الودائع العربية وتكاليف التعميم 158 كما يلاحظ خلال الفترة نفسها ارتفاع القيمة السوقية لمحفظة سندات اليورو بوند من 387 إلى 421,8 مليون دولار أميركي بحسب منصة Bloomberg».

هذا، وجدد الحاكم بالإنابة وسيم منصوري التزامه بعدم المساس باحتياطيات المصرف المركزي الخارجية إلا لتسديد الالتزامات المستحقة على مصرف لبنان، كما لدفع المبالغ المطلوبة بالتعميم 158».

وأعلنت وزارة المالية، في بيان، أنّ «الوزارة رفعت مشروع قانون موازنة العام 2024 إلى مجلس الوزراء، ليُصار إلى مناقشته»، مشيرًا إلى أنّ «بذلك تكون الوزارة قد التزمت بالمهلة القانونيّة الّتي حدّدها الدّستور».

وفيما تواصل السجال الكهربائيّ بين رئاسة الحكومة ووزارة المال من جهة ووزارة الطاقة من جهة ثانية، ردّ مجلس الوزراء على مطالبة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض بفتح اعتمادات لباخرة فيول، معتبراً أن «الاقتراح بالعدول عن طلب الباخرة أضحى الحل المناسب للموقف الراهن الناتج عن الخطأ المرتكب من قبلكم ويقتضي السير به».

في المقابل، اعتبر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أن «ردّ باخرة الفيول من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشكّل خسارة جولة في مسار تنفيذ خطة الطوارئ للكهرباء، ومن المعلوم ان كلفة المولدات الخاصة هي الأعلى».

وأشارت مصادر وزارية لـ»البناء» الى أن «استمرار وزارة الطاقة بسياسة استيراد البواخر يؤدي الى مزيد من الاستنزاف في خزينة الدولة وفي احتياطات مصرف لبنان»، متسائلة عن إصرار وزارة الطاقة على استيراد البواخر في ظل وجود الفيول العراقي بعد تجديد العقد مع العراق لتزويد لبنان بالفيول لتشغيل المعامل ورفع الكمية»، علماً أن كلفة البواخر المرتفعة وفق المصادر لم تستطع رفع ساعات التغذية التي وعدت بها الوزارة، ما يعني أن المواطنين يستندون على المولدات الخاصة طالما أن ساعات التغذية لا تتعدى الـ 3 ساعات والـ 6 ساعات في الحد الأقصى، فلماذا ننفق مئات ملايين الدولارات إذاً؟». ولفتت الى أن الحل الأمثل في هذه الحالة هو وقف استيراد البواخر لتفادي تكبيد الدولة الكلفة العالية. وأبدت المصادر استغرابها حيال تهديد وزارة الطاقة الحكومة والمواطنين بالعتمة الشاملة بدل البحث عن حلول أقل كلفة وأكثر إنتاجية، طالما أن واردات الوزارة ارتفعت بشكل كبير بعد ارتفاع فواتير الجباية وتشديد المراقبة بهذا الإطار.

على صعيد آخر، كشف الوزير السابق يعقوب الصراف عبر منصة «إكس» عن منشور يتعلق بانفجار المرفأ وقال: «الوثيقة الأولى: تصريح ربان السفينة الذي أعلم وزارة العدل عام 2014 بأن الباخرة تحمل 2750 طناً من المواد الخطرة والسامة AMMONIUM NITRATE، لماذا لم تتحرك وزارة العدل حينها؟ المستند واضح وأتحدّى من يقول أنه مزور».

********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الامارات رأس حربة ضد لبنان في مجلس الامن
تفاصيل دور حزب الله في المفاوضات حول التجديد لليونيفل: كيف تآمرت الامارات مع العدو على لبنان؟

بعيداً من الزهو الإسرائيلي بالصيغة التي صدر فيها قرار التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، عن مجلس الأمن، يشير التدقيق في المسار الذي سبقَ انعقاد الجلسة في نيويورك إلى معركة دبلوماسية لم تكن سهلة، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي، ومن خلفه الأميركيون وحلفاؤهم، يعملون وفق رؤية تستهدف جعل «اليونيفل» أداة لتحقيق هدف وحيد، هو القيام بأعمال «المراقبة والحراسة» لمصالح إسرائيل. ولتحقيق هذه الرؤية، بذل العدو جهوداً كبيرة ليكون القرار أكثر قساوة في حقّ لبنان. وكان يرغب في إدخال تعديلات إضافية بما يجعل من اليونيفل قوات متحلّلة من أيّ ضوابط تتعلّق بمصالح لبنان وسيادته، ويتحدث مسؤولون في بيروت عن «نجاح في منع تل أبيب وواشنطن وأبو ظبي من تحقيق المراد الإسرائيلي».

وفي خلاصة المشهد، يعتبر لبنان الرسمي، مدعوماً بتأييد بعض القوى السياسية، أن النسخة الحالية من قرار التمديد أفضل من تلك التي أُقرّت العام الماضي. ويستند أصحاب هذا الرأي إلى إضافة عبارة تشير إلى ضرورة التنسيق بين القوات الدولية والحكومة اللبنانية في ما خصّ تحركاتها الميدانية. وإذا كان العدو ومَن خلفه احتفلوا بأن القوات الدولية غير معنية بأخذ إذن من أحد، إلا أن الجميع يعلم، أن لبنان - متى أراد - يستطيع الدفاع عن موقفه، خصوصاً حين يستند إلى أرضية صلبة ومتينة عنوانها المقاومة.

أمام القرار الذي صدرَ العام الماضي بصيغته الكارثية، نتيجة كسل - وربما ما هو أكثر - من قبل مندوبة لبنان في الأمم المتحدة حينئذ السفيرة أمال مدلّلي، أولاً، وتخاذل واستهتار الإدارة الرسمية في بيروت، ولتفادي تكرار هذه «الفضيحة»، دخل حزب الله المعركة، خاصة بعدَ الحراك الإسرائيلي الكبير واللافت في أروقة مجلس الأمن الدولي، والضغوط الكبيرة التي تعرّضت لها بعثات الدول لجعل القرار أكثر سوءاً. وواكب الحزب مسار التفاوض حول نص قرار التمديد على خطيْن متوازييْن:

الأول، التشاور مع الدولة اللبنانية. ووفقَ المعلومات، حصل تواصل مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي سمِع اقتراحاً بالذهاب إلى نيويورك برفقة ضابط من الجيش اللبناني. وقيلَ لبو حبيب إن عليه أن يقود هذه المعركة بسلاحيْن: الأول، التهديد بسحب لبنان طلب التفويض الممنوح لـ«اليونيفل»، والثاني هو موقف روسيا التي سيطلب منها لبنان استخدام حق «الفيتو»، وأن لبنان على اتصال مع الروس الذين أبدوا تجاوباً في هذا الشأن.

بناءً عليه، تواصل بو حبيب مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تواصل بدوره مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل للاستفسار حول التهديد بسحب التفويض، وما إذا كان الحزب فعلاً لا يريد «قوات الطوارئ». فكانَ الجواب أن «لبنان بعث برسالة إلى مجلس الأمن يطلب فيها التمديد وفقَ صيغة تؤكّد على التنسيق مع الجيش، وإذا لم يُراع طلب لبنان فإننا جدّيون بسحب الطلب». وأفضى النقاش إلى اتفاق على إرسال رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأخرى مشابهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مفادهما «أننا في لبنان لن نقبل بصيغة لا تنصّ على التنسيق بين اليونيفل والجيش، وأن العدو الإسرائيلي هو من يقوم بخرق القرار 1701، وفي حال لم يُؤخد بالتعديلات التي يطلبها لبنان، فإنه سيسحب طلب التمديد».

الخطّ الثاني الذي عمِل عليه الحزب كان التواصل مع عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بحكم العلاقة السياسية القائمة معها، وتحديداً روسيا والصين والبرازيل واليابان وسويسرا. وقد ظهرت نتيجة هذه الاتصالات، وموقع الحزب لدى هذه الدول في مواقفها، خصوصاً البرازيل واليابان. أما روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق الفيتو، فقد امتنعتا للمرة الأولى عن التصويت، بما يخدم الموقف اللبناني. وبالتزامن، كان هناك خط مباشر مع باريس، بحكم العلاقة المستمرة والمتشعّبة بين الحزب والفرنسيين حول ملفات عديدة. وخلال التواصل، أشار الفرنسيون إلى دور «خبيث» جداً تلعبه دولة الإمارات في الملف. كما نقلوا أن إسرائيل «تواصل ممارسة ضغوط كبيرة لتحقيق ما تريده»، وأن «الأميركيين لم يأخذوا تهديد لبنان بسحب التفويض على محمل الجدّ، لكننا أوضحنا لهم جدّية لبنان في هذا السياق».

على هذا الأساس، جرت مداولات مجلس الأمن التي شهدت تعديل المسوّدات الفرنسية أكثر من مرة (كون فرنسا حاملة القلم الموكلة بكتابة القرار)، قبل اعتماد الصيغة الأخيرة التي أُقرت. ومرّ مسار إقرار القرار بثلاث مراحل أساسية: الأولى، كانت نسخة اعتبرها حزب الله «غير كافية»، وأبلغ الفرنسيين موقفاً حاسماً منها، وأنه ينتظر منهم أكثر من ذلك، خاصة أنها لم تلحظ تعديلاً للقرار الذي صدر العام الماضي. في المرحلة الثانية، ذهب الفرنسيون إلى تعديل الصيغة التي جرى تسريبها بالحبر الأزرق (خاصة بعدَ أن سمعوا مرة جديدة ملاحظة حول جدّية لبنان بسحب الطلب، إلى حدّ أنهم تحدّثوا عن ضرورة إبلاغهم مسبقاً إذا ما كان لبنان قد قرّر سحب الطلب ليتسنّى لهم سحب قواتهم الفرنسية). وكانت هذه الصيغة مقبولة بعدَ أن أُضيفَ إلى البند المتعلّق بحرية حركة اليونيفل، «متابعة التنسيق مع حكومة لبنان، والأخذ في الاعتبار السيادة اللبنانية بحسب اتفاقية صوفا». إلا أن هذه الصيغة، «فاجأت» الأميركيين والإماراتيين الذين ثارت ثائرتهم، لأن الفرنسيين لم يقوموا بالتنسيق معهم، فرفضوها ومارسوا ضغوطاً لتعديل المسوّدة الفرنسية الثانية، فكانت النتيجة بأن أسقطت الصيغة الأخيرة بعض التعديلات التي طالب بها لبنان، مثل تسمية المنطقة المحتلّة شمال بلدة الغجر، بخراج بلدة الماري، ووصف تواجد العدو هناك بأنه «قوة احتلال».

**********************************

افتتاحية صحيفة “النهار”

لم يأت مضمون القرار الذي أصدره مجلس الامن الدولي بالتمديد سنة إضافية لليونيفيل في جنوب لبنان بمفاجآت بعد المناخات التي سبقت صدوره وادت الى ارجاء انعقاد جلستين للمجلس الثلثاء الماضي، اذ ان صدور قرار التمديد مقترنا بصيغة متشددة حيال حرية حركة اليونيفيل بدا أمرا حتميا. سينصرف لبنان الرسمي كما “حزب الله” الى تقويم الصدمة التي منيا بها جراء التشدد الذي عدل صيغة تسووية طرحتها فرنسا وخفف منها لمصلحة صيغة متشددة حظيت بتأييد واسع من أعضاء مجلس الامن، ولكن قراءة الموقف الدولي من هذه الزاوية لا تحتاج الى عناء كبير، اذ بدا واضحا اقله من السنة الماضية ان هذا التشدد لم يعد قابلا للتبديل سواء مع المحاولات الحكومية اللبنانية العاجزة عن التأثير في مواقف الدول او مع نبرة التهديد بـ “غضب الأهالي” التي يتبعها “الحزب”. ولم يكن حصول القرار امس على أكثرية 13 دولة وامتناع روسيا والصين عن التصويت سوى مؤشر حاسم حيال الرياح الدولية المعاكسة لما سعى اليه لبنان الرسمي و”حزب الله” .

وتقتضي الإشارة الى انه على وقع الانشداد الى قرار مجلس الامن وترقب زيارات الموفدين الأميركي والإيراني الى بيروت والغموض التصاعدي في انتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، بدا لافتا ان يعاود رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته الى حوار في مجلس النواب حدده لفترة أسبوع على ان يليه فتح الجلسات لانتخاب رئيس للجمهورية.

مجلس الامن

اذن صوّت مجلس الامن لصالح تمديد مهمة قوة “اليونيفيل” في جنوب لبنان لمدة سنة إضافية وحظي القرار بتأييد 13 دولة فيما امتنعت كلّ من روسيا والصين عن التصويت. وشدد قرار مجلس الأمن على أنه “عملا بالاتفاق المتعلق بمركز الأمم المتحدة، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (SOFA) بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، لا تحتاج اليونيفيل إلى إذن مسبق أو إذن للقيام بالمهام المنوطة بها، وأن اليونيفيل مرخص لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل”، ودان “بأشد العبارات جميع محاولات منع الوصول أو تقييد حرية الحركة لأفراد اليونيفيل وجميع الهجمات على أفراد اليونيفيل ومعداتها وكذلك أعمال المضايقة والترهيب التي يتعرض لها أفراد اليونيفيل وحملات التضليل ضد اليونيفيل”، ودعا الحكومة اللبنانية إلى “تسهيل وصول اليونيفيل الفوري والكامل إلى المواقع التي طلبتها لغرض التحقيق السريع، بما في ذلك جميع المواقع ذات الأهمية، وجميع المواقع ذات الصلة شمال الخط الأزرق المتعلقة باكتشاف الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق والتي أبلغت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عن انتهاكها للقرار 1701 (2006)، ونطاقات إطلاق النار غير المصرح بها بما يتماشى مع القرار 1701، مع احترام السيادة اللبنانية”. وطالب المجلس الطرفين “وقف أي قيود أو عوائق أمام حركة أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وضمان حرية حركة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بما في ذلك عن طريق السماح بدوريات معلنة وغير معلنة”.

واصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء بيانا اعلن فيه ان “لبنان يرحب باصدار مجلس الامن الدولي قرارا بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، بما يساهم في تعزيز الامن والاستقرار”. ولفت الى “إن قرار التمديد، لحظ بندا أساسيا طالب به لبنان ويتعلق بقيام “اليونيفيل”بعملها “بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وفق اتفاقية المقر” وهذا بحد ذاته يشكل عامل ارتياح، واننا نشكر تفهّم العديد من الدول واصدقاء لبنان الملاحظات اللبنانية”. وقال “نجدد تمسك لبنان بالقرار الاممي الرقم1701 واحترامه سائر القرارات الدولية، ونجدد المطالبة بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومنطقة الماري، ومن كل النقاط الحدودية المتحفظ عليها والواقعة ضمن الاراضي اللبنانية. كما نطالب بالضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا”.

هوكشتاين

اما اليوم الثاني والأخير من زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين فشهد جولته في الجنوب حيث التقى قائد القوات الدولية وجال عند الخط الأزرق ثم انتقل الى مقر وزارة الخارجية فالتقى الوزير عبدالله بوحبيب، ترافقه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا. وتطرّق المجتمعون إلى مشروع القرار حول تمديد ولاية اليونيفيل، حيث أكّد هوكشتاين حرص إدارة بلاده على الإستقرار في الجنوب. وشرح بوحبيب أنّ الموقف الذي حمله إلى نيويورك هو موقف الحكومة اللبنانية بالتشاور مع مختلف الأطراف المحليين في سبيل الحفاظ على السيادة والمصلحة اللبنانية والإستقرار في الجنوب. وأعرب هوكشتاين عن تطلّعه لمواصلة المسار المتعلق بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، مشيرًا إلى وجود إهتمام عالمي بالتنقيب المذكور، ومعربًا عن تفاؤله بأنّ هذا الزخم، إن رافقته الإصلاحات الضرورية وإنجاز الإستحقاقات الدستورية اللازمة، سيضع لبنان على السكة المؤدية إلى النهوض الإقتصادي وتعزيز الإستقرار. وفي ما يتعلق بتثبيت الحدود الجنوبية البرية، أفاد هوكشتاين أنّه، وبعد نجاح الوساطة التي قام بها لإنجاز الحدود البحرية، هو في صدد تقييم مدى إستعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، كما ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب. واختتم هوكشتاين زيارته للبنان مساء والتقى قبيل مغادرته نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب . وفي المطار أكّد الموفد الأميركي أنّه “إيجابيّ دائماً في ما خصّ لبنان وملفاته الداخلية”، معتبراً أنّ “التنقيب هو بداية الاستثمارات وفرص العمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية”.

وقال: “بعدما تمكّنا من ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يمكن الآن العمل على ترسيم الحدود البرية”. وأضاف: “إذا نجحنا في البرهنة على أنّ لبنان بات ملائماً للاستثمار فهذا سيخدم الجميع”.

عبد اللهيان

في المقابل، وصل امس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى مطار رفيق الحريري الدولي قادما من العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية الى لبنان يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين ، ويلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية بوحبيب. وأشار عبداللهيان، إلى أنّ “خلال المباحثات الّتي سنجريها في لبنان، سنحثّ مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة”، مؤكّدًا أنّ “قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة”. وشدّد على “أنّنا واثقون من قدرة القادة اللّبنانيّين والشّعب على اتّخاذ القرار السّياسي الصّحيح لانتخاب رئيس للجمهوريّة”. وقال أنّه “خلال المباحثات الّتي أجريناها مع المسؤولين السّعوديّين، سمعنا منهم تصريحات إيجابيّة وبنّاءة بشأن دعم لبنان”. ودعا جميع الدّول إلى “التّعاون مع لبنان ودعمه، وإيران ستسمرّ في دعمها القوي للبنان”.

بري

وسط هذه الأجواء اطلق الرئيس بري في مهرجان حاشد اقامته حركة “امل” في الذكرى ال45 لتغييب الامام موسى الصدر دعوة جديدة الى حوار لسبعة أيام في مجلس تليه جلسات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية . وبدت لافتة في خطابه امام حشد كبير من انصار “امل” في بيروت حملته العنيفة على من وصفهم بـ”الوشاة” لدى تطرقه الى الملف الرئاسي . وقال “عملنا من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد انه كان يجب ان ينجز بالامس قبل واليوم وغدا قبل بعده وقبل فوات الاوان ولا بد من المصارحة لتصويب مسار بعض الاطراف في الداخل لا سيما للوشاة، ولا ينجز الاستحقاق الرئاسي بهذه الطريقة ونؤكد انه لا يتم بفرض مرشح ولا بتعطيل المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية وشل اعمالها، هل كان على رئيس المجلس ان يدرج على جدول اعمال الجلسة الاخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟”. وأضاف: “اقول للوشاة انهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة امل وانصحكم بان توفروا اموال الترانزيت والاكلاف على الاقامة في الفنادق وشراء الذمم “خيطوا بغير هالمسلة”. وشدد على أن “التشريع حق بقوة الدستور واليوم قد مرت سنة كاملة على الجريمة التي اقترفها نبيه بري بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد”. ورأى أنه “سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء ولا نريد ان نصدق أن احدا في لبنان لا يريد رئيسا للجمهورية اذا لم يكن هو الرئيس اشباعا لنزواته” .وقال: “تعالوا في أيلول لحوار في المجلس لرؤساء الكتل والأفرقاء السياسيين لمدة حدها الأقصى 7 أيام وبعدها نذهب الى جلسات مفتوحة ومتتالية لنحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية. فالاستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بتعطيل المؤسسات الدستورية وهل أصبحت الدعوة للتوافق والحوار جريمة؟ أي قيمة للبنان اذا سقطت فيه ميزة الحوار؟” .

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

من بيروت الى نيويورك، كانت حركة التطورات أمس أشبه بازدحام مروري بلغ ذروة غير مسبوقة. وفي هذا الازدحام اختلط بعض الاستحقاقات ببعضها الآخر، ولا سيما استحقاقي الانتخابات الرئاسية وتمديد عمل القوة الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، عاماً جديداً. فهل يؤشر هذا الازدحام المثقل بالعسر الى يسر، أم أن هذه الاستحقاقات مقبلة على فصول جديدة من التعقيدات، كما هو حالها اليوم؟

البداية من بيروت حيث بدت إطلالة الرئيس نبيه بري في الذكرى الـ45 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا محمّلة بالرسائل الداخلية المعطوفة على الجولة المقبلة في مهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وكان لافتاً أن رئيس البرلمان الذي اقتحم الاستحقاق الرئاسي باقتراح مثير للجدل، لم يأتِ في كلمته المطوّلة على ذكر مرشحه للرئاسة الأولى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، علماً أنه لم يتوقف يوماً منذ أن رشحه لهذا المنصب عن تكرار التزامه هذا الخيار الذي أصبح بعدها خيار «حزب الله» ولا يزال.

وما قاله بري في الاستحقاق الرئاسي: «تعالوا في شهر أيلول الى حوار في المجلس النيابي لرؤساء الكتل النيابية وممثليها، لمدة حدّها الأقصى سبعة أيام، وبعدها نذهب الى جلسات مفتوحة ومتتالية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية».

وأول رد فعل على اقتراح بري جاء من «القوات اللبنانية». فقالت مصادرها لـ»نداء الوطن» إن «منطق المقايضات بالنسبة الى»القوات اللبنانية» مرفوض. المطلوب هو تطبيق الدستور وليس المقايضة. أي أعطوني حواراً وخذوا جلسات مفتوحة. الدستور يقول بجلسات انتخابية مفتوحة، وعلى الرئيس بري تطبيق ما يقوله الدستور، وليس انتزاع حوار عن طريق الابتزاز. إن المقايضة مرفوضة رفضاً تاماً. المطلوب الذهاب الى دورات انتخابية متتالية».

كذلك علق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على اقتراح رئيس البرلمان، فقال: «كان شرطنا للمشاركة في الحوار أن يفضي إلى توافق أو تنافس ديموقراطي، وما سمعناه اليوم من الرئيس برّي جيّد وإيجابي».

ومن بيروت الى نيويورك، كانت «جلجلة» تمديد ولاية قوة «اليونيفيل» لمدة عام تدشّن مرحلة جديدة من عملها التي كرس لها مجلس الأمن حرية التنقل والعمل لتنفيذ القرار 1701. وفي المقابل، انكشف الفشل الذريع لديبلوماسية «المنظومة» وعجز وفدها الرسمي الى نيويورك. وظهر ذلك جلياً في تعليق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المرحب بقرار التمديد الذي «لحظ بنداً أساسياً طالب به لبنان ويتعلق بقيام «اليونيفيل» بعملها بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وفق اتفاقية المقر». لكن مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة جان مراد كانت في كلمتها أمام المجلس في واد آخر عندما سألت: «لماذا اللجوء في القرار الحالي للغة تشبه الى حد كبير القرارات المعتمدة، وفقاً للفصل السابع؟».

في موازاة ذلك، وفي قراءة أولية لـ»حزب الله»، أن «أميركا وفرنسا استجابتا المطلب الإسرائيلي»، معتبراً أنه «فشل كبير للبنان رغم بعض الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة».

وهكذا مدّد مجلس الأمن ولاية «اليونيفيل» بغالبية 13 صوتاً مع امتناع روسيا والصين. واستعاد قرار المجلس في جزء كبير منه صياغة اعتمدت قبل عام حول حرية تنقل عديد هذه القوة البالغ نحو عشرة آلاف جندي، واعترضت عليها حكومة تصريف الأعمال و»حزب الله «.

ويدعو القرار كل الأطراف إلى «ضمان احترام حرية تنقل «اليونيفيل» في كل عملياتها وحرية وصولها إلى الخط الأزرق وعدم عرقلتها». وأكد «أن «اليونيفيل» لا تحتاج إلى تصريح أو إذن مسبق للقيام بمهام تفويضها»، و»يُسمح لها بتأدية عملياتها بشكل مستقل»، لكنه شدد على ضرورة «التنسيق مع حكومة لبنان».

وليلاً، أعلنت «اليونيفيل» في بيان أن قرار التمديد «يؤكد من جديد تفويض «اليونيفيل» بإجراء عملياتها بشكل مستقل مع الاستمرار في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، في ما يتعلق بالسيادة اللبنانية». وقال: «يبقى الهدف النهائي للقرار 2695، كما هو حال القرار 1701، وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع».

وفي الازدحام المروي للأحداث أيضاً مواقف اطلقها أمس كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين قبل مغادرته بيروت، إذ قال رداً على سؤال: «اعتقد انه بعدما بدأت أعمال الحفر والاستخراج حان الوقت لمراجعة الإطار الذي وقع نتيجة الترسيم البحري والعمل على الترسيم البري أيضا». وأضاف: «زرت الجنوب لأرى بعيني الخط الأزرق والمناطق المحيطة وأفهم وأدرك المزيد عما نحن في حاجة اليه لكي نستطيع ان نحقق النتيجة».

وقبل أن يغادر هوكشتاين لبنان بساعات، وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من دمشق. وعشية محادثاته اللبنانية، قال: «سنحض مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة». وأضاف: «انّ قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة».

**********************************

افتتاحية صحيفة “الجمهورية”

بَدا من المبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري مُستبقاً عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان القريبة الى لبنان، انّ ايلول الجاري سيكون حاسماً في شأن الاستحقاق الرئاسي، فإمّا تُفضي هذه المبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية وإمّا سيطول الفراغ الرئاسي الى أمد غير معلوم.

فقد اغتنم بري مناسبة الذكرى الـ45 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه ليطلق مبادرته الحوارية، فقال: «للمرّة الأخيرة أقول، تعالوا في أيلول إلى حوار في مجلس النّواب لرؤساء الكتل وممثّليها، لمدّة حدّها الأقصى 7 أيّام، وبعدها نذهب إلى جلسات مفتوحة ومتتالية، إلى أن نحتفل بانتخاب رئيس للجمهوريّة». وأكد أن «استحقاق رئاسة الجمهورية كان يجب أن يُنجز بالأمس قبل اليوم وغداً قبل بعده وقبل أي أوان وقبل فوات الأوان»، سائلاً: «هل ممنوع على مكوّن سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده؟». وأشار إلى أنّ «أطرافاً عادت لتعزف على وتر التقسيم والفدرلة، وهي صيغ عانى اللبنانيون مآسيها وويلاتها».

وأكد بري أنّ «إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوات على مرشح ولا ينجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وشَل أدوارها، لا سيما عمل السلطتين التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة وبتعطيل عمل السلطة التشريعية التي لها الحق في أن تشرّع في كل الأحوال». وسأل: «هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال آخر جلسة قانون تشريع الشذوذ كي يكتمل عقد الجلسة؟»، مؤكدا أن «المجلس النيابي لا يبتكر الضرورة بدل انتخاب رئيس الجمهورية». وانتقد من سمّاهم «فريق الوشاة، الذي يسيّر خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات في اتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في عواصم القرار تحريضا وتشويها». وقال: «هؤلاء مخطئون في العنوان ولا يعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة «أمل». ودعاهم الى «توفير أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم»، قائلاً: «إنتو غلطانين بالنمرة، وخَيّطوا بغير هالمسلة».

محك التجاوب

واعتبرت اوساط سياسية ان الشق الرئاسي من خطاب بري «سدد الكرة الى ملعب قوى المعارضة ووضعها أمام محك التجاوب مع الدعوة إلى الحوار في المجلس النيابي او تحمّل مسؤولية استمرار الازمة الرئاسية ومفاعيلها المتفاقمة».

وقالت هذه الاوساط لـ»الجمهورية» ان طرح بري «كان محدداً في المكان والزمان وأرفَقه بمطلب اساسي للمعارضة وهو عقد جلسات متتالية مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية بعد انتهاء الحوار الذي يفترض ان يمتد لسبعة أيام»، مشيرة الى «انّ عرض رئيس المجلس ينطوي على اختبار لنيّات المعارضة التي يجدر بها تلقّفه إذا كانت تريد فعلاً المساهمة في إخراج لبنان من المأزق الحالي».

«جيد وإيجابي»

وقد تفاعلت مبادرة بري في مختلف الاوساط السياسية بدءاً من مساء امس، فقال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال عشاء في الكورة: «كان شرطنا للمشاركة في الحوار أن يُفضي الى توافق أو تنافس ديموقراطي، وما سمعناه اليوم من رئيس المجلس جيّد وإيجابي، واذا «كان هيك» ان شاء الله سيكون لدينا رئيس في شهر أيلول».

وقال النائب عضو تكتل «لبنان القوي» غسان عطالله لـ»الجمهورية»: «خطاب الرئيس بري كان متوازنا ومسؤولا ويراعي المرحلة وظروف الوضع في لبنان، ولمسنا منه ان كل كلمة كانت مدروسة فيه. حتى عندما تطرق الى ملف التنقيب في البلوك ٩ لم يسمح للجمهور بالتعليق سلبا، وهذا يدل على ان لا احد يريد المشكلة في البلد ولا احد يريد رفع السقوف اكثر مما يمكن ان ترتفع». واضاف: «من اهم ما قيل في الخطاب، رسالة حوار الـ٧ ايام ومن بعدها فتح المجلس على جلسات متتالية، ونحن كتيار نعتبر اننا في مرحلة صعبة جدا وعلى اللبنانيين ان يلتقوا ويتحاوروا ومن دون لقاء وحوار وتواصل لن نصل الى الى اي نتيجة، سنبقى حيث نحن، ومنذ البداية قلنا اننا لا نؤيد اتخاذ المواقف السلبية ضد التواصل مع الموفد الفرنسي ومقاطعة الاجتماعات… مبادرة الرئيس بري لا نرفضها لكن نريد معرفة المغزى الاساسي منها، كلام بري ايجابي وجيد وافضل ما فيه انه يحدد مدة زمنية معينة، فلا نتكلم عن حوار مفتوح بلا نهاية وبلا جدوى ولا يصل الى نتيجة، وأهم ما فيه انه بعد الحوار ومهما كانت النتيجة سنذهب الى جلسات مفتوحة ولتحكم الديموقراطية، هذا الطرح يفتح باباً للتواصل اكثر ونحن ايجابيون».

«القوات»

واستغربت مصادر «القوات اللبنانية» ربط الرئيس نبيه بري بين الحوار والجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما لا رابط إطلاقاً بين الحوار والانتخابات، والدستور على هذا المستوى شديد الوضوح لجهة ان الانتخابات الرئاسية تحصل في البرلمان في صندوق الانتخاب وليس عن طريق الحوار، والخطورة الكبرى تكمن في تكريس عرف جديد على حساب الدستور وفحواه تحويل الحوار إلى مدخل للانتخابات الرئاسية.

وقالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية» انّ «إقرار الرئيس بري بالجلسات المتتالية كان يجب حصوله ضمن المهلة الدستورية تجنباً للشغور الرئاسي، والمهلة لم توضع لتُخرَق، إنما ليتم الالتزام بها، أما الشرط الذي وضعه للدعوة إلى جلسات متتالية فمرفوض، ويندرج في سياق الابتزاز السياسي، إذ مقابل التجاوب مع مطلب المعارضة الدستوري يريد ان ينتزع حواراً غير دستوري في معرض الانتخابات الرئاسية».

وسألت المصادر: «هل اشترطت المعارضة الحوار قبل انتخاب رئيس لمجلس النواب؟ ولماذا ما يصحّ في انتخاب رئيس المجلس لا يصح في انتخاب رئيس للجمهورية؟». وأكدت «ان الحوارات الجانبية تحصل بين معظم الكتل، وخطوط التواصل مفتوحة، والانتخابات الرئاسية تحصل في سياق تداول ثنائي وجلسات انتخابية متتالية».

ودعت مصادر «القوات» بري إلى «الالتزام بالنص الدستوري الذي يقول بالانتخاب لا الحوار»، وشدّدت على «ان الوقت هو للانتخاب لا الحوار، وإذا كان يعتقد انه من خلال هذه المناورة في استطاعته رفع مسؤولية التعطيل عن نفسه ورميها في حضن المعارضة فهو مخطئ تماماً ويتحمّل مسؤولية الشغور بمجرّد عدم تطبيقه الدستور واشتراطه الحوار كعُرف جديد مخالف لهذا الدستور».

هوكشتاين يغادر

وفي هذه الاجواء افادت معلومات لـ»الجمهورية» انّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين التقى حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري بعيداً من الاضواء.

وقد اختتم هوكشتاين زيارته للبنان أمس، وقال: «وأنا مغادر لبنان متفائل كما افعل دائماً، من ان لا شيء مستحيلاً في لبنان. انا ايضاً متحمّس لإحلال السلام وإعادة بناء هذا البلد، وآسف على كل فرصة ذهبت سدى». واعتبر ان وصول باخرة التنقيب «مؤشر على ان كل قرار برغماتي تأخذه الحكومة له نتيجة جيدة على لبنان، من ايجاد فرص عمل اكثر الى استثمارات اكثر»، ولفت الى انه ناقش من المسؤولين اللبنانيين حول ضرورة تشكيل حكومة لبنانية جديدة بمشاركة من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء، فغياب هؤلاء القادة يشكل اثرا سلبيا على لبنان والشعب اللبناني الذي يدفع الثمن». وقال: «رسالتنا في هذا الخصوص واضحة، الشعب اللبناني يعتمد على مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد يستطيع توحيد الشعب والعمل مع رئيسي مجلس النواب والوزراء من اجل الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي».

وعن ترسيم الحدود البرية، قال هوكشتاين: «جئت الى هنا لاستمع الى آراء القادة اللبنانيين وزرتُ الجنوب لأرى بعيني الخط الأزرق والمناطق المحيطة وافهم وأدرك المزيد عمّا نحن في حاجة إليه لكي نستطيع ان نحقق النتيجة. وحان الوقت الآن ان اسمع من «الجهة الاخرى» آراءها واقوم بالتقييم، وان كان هو الوقت المناسب وان كانت لدينا نافذة للفرص لكي نحقق ذلك، مع الاخذ بعين الاعتبار ان اميركا تدعم دائماً سياسة السلام والاستقرار، وهذا بالتأكيد يفيد لبنان».

*************************************


افتتاحية صحيفة الديار:

حركة ديبلوماسية بلا بركة في بيروت وتجديد «مفخخ» لليونيفيل في نيويورك
هوكشتاين يفشل في اقناع لبنان بالتوقيع على الترسيم البري مع «اسرائيل»
استغراب ايراني للموقف السعودي ودعوة بري الحوارية تحرج المعارضة!

 

 لن يضيف الحراك الدبلوماسي في بيروت الكثير على الجمود السياسي في البلاد، جولة عاموس هوكشتاين انتهت الى تاكيد المؤكد بان لبنان لن يوقع على اي اتفاق ترسيم بري مع اسرائيل، لكنه مستعد لتثبيت حقوقه على الارض. وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان لا يحمل مبادرة مشتركة مع السعودية لحل العقد الرئاسية، بل لديه استغراب لعدم ترجمة الايجابية السعودية «اللفظية» حول الملف اللبناني الى افعال. اما الزيارة المرتقبة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، التي تسبقها زيارة موفد قطري، فلا آمال كبيرة او صغيرة على نجاحها في ظل حالة الضعف والعقم الديبلوماسي الفرنسي في العالم، وليس آخره في الدول الافريقية او في مجلس الامن حيث وجد الفرنسيون انفسهم محاصرين اميركيا وبريطانيا، وفشلوا في «تلطيف» قرار التمديد لقوات اليونيفيل عاما جديدا، علما ان الجميع يدرك ان محاولة تفخيخ القرار ستبقى «حبرا على ورق» ولن يجد الترجمة ميدانيا، ولن يتحول الى افعال تحول هذه القوات الى قوة عدائية.

رئاسيا، الترقب سيد الموقف لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لاجراء حوار محدد المدة بسبعة ايام تليه جلسات انتخابية مفتوحة في ايلول، علما ان الاقتراح يحرج المعارضة، بحسب مصادر نيابية، كونه محدد المدة، وهو»دغدغ» مشاعر بعض المعارضين الذين يميلون الى تبني فكرة الحوار باعتباره محدد في الزمان والمكان وبعده يمكن حشر «الثنائي» في المجلس النيابي، فيما تصر اطراف اخرى على رفض ما تعتبره «فخا» لن ينطلي عليها، ولهذا لن يجد آذانا صاغية لدى لديها خصوصا انها تتقدم يوما بعد يوم من تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة، خصوصا بعد الدفع المعنوي الذي ناله اميركيا خلال زيارة عاموس هوكشتاين الى بيروت، وفيما تبقى «العين» على الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يحقق تقدما مضطردا ويمكن ان يفتح خلال الايام المقبلة «ثغرة» في الجدار الرئاسي السميك! شكا بري لهوكشتاين ما تقوم به المعارضة من تعطيل، وطلب منه الضغط على حلفائه للمشاركة في الحوار الرئاسي والجلسات التشريعية.

 

ضعف لبناني فرنسي

وكما كان متوقعا، اخفقت الدبلوماسية اللبنانية في ادخال تعديلات على قرار التمديد لقوات «اليونيفيل» بعد اعتراض اماراتي - اميركي - بريطاني حيال الاقتراح الفرنسي بشأن آلية عمل هذه القوات،وبقي الحال على حاله كما في القرار المعدل العام الماضي. هذه «الخديعة» التي تعرض لها الوفد اللبناني الذي غادر نيويورك قبل ساعات من التصويت مطمئنا على ادراج ملاحظاته في القرار، كشفت ضعف في ادارة الملف سياسيا بعدما رفض القيمون على الملف استخدام «ورقة» التلويح بعدم المطالبة بتجديد مهامها، اثر ضغوط اميركية – بريطانية. كما كشف القرار ضعف الموقف الفرنسي ايضا بعدما فشلت باريس بادخال تعديلات تعرف جيدا اهميتها على الصعيد الميداني. لكن ما حصل في نيويورك شيء وما سيطبق على «ارض الواقع» شيئ آخر، الا اذا اختارت الدول المشاركة في عديد «اليونيفيل» تجاهل تحذيرات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتحويل جنودها الى قوات معادية لاهل الجنوب، وعندها لن تتمكن من تنفيذ اي مهمة! وهو امر مستبعد، كما تقول مصادر معنية بالملف، اقله مع القيادة العقلانية الحالية «لليونيفيل» التي تجاهلت نص القرار المعدل منذ سنة، وابقت على تنسيق تحركاتها على الارض مع الجيش، وهو ما سيستمر في المرحلة المقبلة، كما وعد شفهيا قائد هذه القوات في الاجتماع الاخير مع قيادة الجيش اللبناني.

 

قرار التمديد و«الاسف» الصيني!

فقد صوّت مجلس الأمن امس لصالح تمديد مهمة حفظ السلام «اليونيفيل»، لمدة عام آخر، بعد التوصّل إلى حل وسط رضخت له فرنسا بضغط من الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن صياغة تتعلّق بحرية حركة قوات الأمم المتحدة. وحظي القرار بـ13 صوتاً مؤيّداً فيما امتنعت كلّ من روسيا والصين عن التصويت. وقد اعرب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة عن الاسف لعدم أخذ تحفظات لبنان الدولة المضيفة لـ»يونيفيل» موضع الإهتمام في القرار.

 

وقف الاعمال العدائية؟

وفي قراره المتحيز اسرائيليا، أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء نصب الخيام جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، مشدّداً على خطر أن تؤدي الأعمال العدائية إلى صراع جديد لا يستطيع أيّ من الأطراف أو المنطقة تحمّله.وحضّ مجلس الأمن جميع الأطراف على بذل كل جهد لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية، وممارسة أقصى قدر من الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه أن يعرّض وقف الأعمال العدائية للخطر. وفي تبني واضح للمنطق الاسرائيلي اشار القرار الى أنّه يلاحظ بقلق تركيب الحاويات وغيرها من البنى التحتية على طول الخط الأزرق والتي تُقيّد وصول «اليونيفيل» إلى الخطّ أو رؤيته، كما أدان مجلس الأمن بأشد العبارات جميع المحاولات لتقييد حرية حركة أفراد «اليونيفيل»، كما أكد مجلس الأمن في قراره على سلطة «اليونيفيل» في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة عدائية، مرحّباً بتوسيع الأنشطة المنسّقة بين «اليونيفيل» والجيش اللبناني، ودعا القرار إلى مواصلة تعزيز هذا التعاون من دون المساس بحركة هذه القوات العلنية وغير العلنية.

 

مدللي تتهم بوحبيب!

في هذا الوقت، خرجت مندوبة لبنان الدائمة السابقة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي عن صمتها وردت على تحميلها مسؤولية صدور قرار مجلس الأمن 2650 الذي جدّد لليونيفيل السنة الماضية، متهمة وزير الخارجية بالاهمال والتقاعس. وقالت انه في التاسع من شهر آب الماضي، تسلّمت في بعثة لبنان في الأمم المتحدة من الفرنسيّين نص مسودة القرار الذي تضعه فرنسا وقمت مع الديبلوماسي المكلف بملف اليونيفيل في البعثة، بالاطلاع عليه وأرسلنا تقريراً إلى وزارة الخارجية عنه وطلبنا تعليمات لكي نبدأ في التفاوض لكن مرّت أسابيع من دون أن نتلقى أيّ ردّ أو تعليمات من وزارة الخارجية... وكان ردّ وزير الخارجية في كل مرة أنه ينتظر تعليمات وتعليق وزارة الدفاع على القرار المقترح ولم تصله بعد. ولفتت الى انها في كل الاتصالات التي اجرتها مع الوزير والتواصل معه لم يذكر لمرة واحدة موضوع حرية حركة اليونيفيل وماذا نقترح بديلاً عن اللغة المقترحة. وكان اهتمام الوزير يتركز في كل اتصال على ضرورة الحفاظ علي الفقرة المتعلقة بالمساعدات من اليونيفيل للجيش اللبناني في الجنوب الذي كان يعاني نقصاً في الوقود والغذاء. وخلصت مدللي الى القول «جميع اتصالاتي مع وزير الخارجية ومراسلاتنا إلى الوزارة موثقة في وجه حملة تحميلي مسؤولية أمر جاء نتيجة تقاعس الوزير ووزارة الخارجية وليس نتيجة إهمالي لعملي.

 

لا توقيع مع اسرائيل

في هذا الوقت، انتهت عملية رصد نتائج زيارة الموفد الاميركي لشؤون امن الطاقة عاموس هوكشتاين «السائح» بين الروشة وبعلبك والجنوب، دون نتائج حاسمة، فهو سعى الى تثبيت الحدود الجنوبية البرية، لكن عبر الترويج لرغبة الادارة الاميركية بترسيم الحدود البرية، عبر دفع لبنان نحو توقيع اتفاق ترسيم مع اسرائيل، وهو ما رفضه المسؤولون اللبنانيون الذين اكدوا انه لا يمكن حصول اي عملية توقيع مع العدو وانما مجرد تثبيت للحدود عبر حل اشكاليات النقاط المختلف عليها. ووعد هوكشتاين بنقل الافكار اللبنانية حول النقاط الخلافية على الخط الأزرق الى الجانب الاسرائيلي. وكان هوكشتاين توجه صباح امس إلى الجنوب عبر طوافة عسكرية، حيث التقى قائد القوات الدولية وجال على الخط الأزرق، قبل أن يعود ويلتقي وزير الخارجية حيث اكد انه بصدد تقييم مدى إستعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، كما ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب. وحول ذلك، أعرب بوحبيب عن جهوزية لبنان لإطلاق هذا المسار، بما يتناسب مع حفظ الحقوق اللبنانية... وقبيل مغادرته بيروت قال هوكشتاين انه ايجابي دائما بما يتعلق بلبنان متحدثا عن مستقبل واعد على صعيد التنقيب عن الغاز. مشيرًا إلى وجود إهتمام عالمي بالتنقيب المذكور، ومعربًا عن تفاؤله بأنّ هذا الزخم، إن رافقته الإصلاحات الضرورية وإنجاز الإستحقاقات الدستورية اللازمة، سيضع لبنان على السكة المؤدية إلى النهوض الإقتصادي وتعزيز الإستقرار.

 

العشاء مع «القائد»

وكان لافت لقاء هوكشتاين مع قائد الجيش العماد جوزاف عون على «عشاء عمل مثمر» بحسب توصيف السفارة الأميركية التي رأت أن تفاني الجنود ذوي الكفاءة العالية أمر بالغ الأهمية لأمن لبنان واستقراره، وأكدت الالتزام بمواصلة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة ولبنان. وبدا المبعوث الأميركي حريصاً على إبراز وجه سياحي لزيارته، وهذا ما تُرجم أولاً بصورته مع السفيرة دوروثي شيا في أحد المطاعم البحرية في الروشة، ثم بانتقاله إلى قلعة بعلبك لزيارة معالمها الأثرية.

 

عبد اللهيان والريبة من الرياض؟

وبينما كان هوكشتاين يواصل سياحته في المناطق اللبنانية، وصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت قادما من دمشق في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين. ولفت كلام عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي عقده في المطار، عن سماعه تصريحات ايجابية وبناءة من قبل المسؤولين السعوديين خلال زيارته مؤخرا الى المملكة، داعيا جميع الدّول إلى التّعاون مع لبنان ودعمه، مؤكداً أنّ إيران ستسمرّ في دعمها القوي للبنان. ووفقا لمصادر مطلعة، فان رئيس الديبلوماسية الايرانية الذي يعتبر ان سوريا واليمن هما المختبر الحقيقي للنوايا السعودية، تقصد التعبير علنا عما سمعه من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيال الملف اللبناني، لان طهران باتت تشعر «بالريبة» حيال عدم ترجمة الاقوال السعودية الى افعال على الساحة اللبنانية، وهي تسعى الى فصل الازمة اللبنانية عن ملفات المنطقة وخصوصا اليمن، حيث يعتقد السعوديون ان تأثير حزب الله كبير جدا هناك، ولا يريدون التفريط بسهولة بما يعتبرونه «ورقة» رابحة بيدهم. واشار عبد اللهيان، إلى أنّه خلال المباحثات الّتي سيجريها في لبنان، سيحثّ مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، مؤكّدًا أنّ قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب الرئيس. ورأى أنّه من المتوقَّع من مختلف الجهات الإقليميّة والدّوليّة، هو دعم لبنان اقتصاديًّا وتجاريًّا، لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

 

بري والدعوة للحوار

رئاسيا، تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري بمبادرة تجاه الكتل النيابية، وقال خلال كلمة في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر،سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء ولا نريد ان نصدق أن احدا في لبنان لا يريد رئيسا للجمهورية اذا لم يكن هو الرئيس اشباعا لنزاواته، أقول للمرة الأخيرة تعالوا في أيلول لحوار لسبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات انتخاب متتالية. وقال «عملنا من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد انه كان يجب ان ينجز بالامس قبل واليوم وغدا قبل بعده وقبل فوات الاوان ولا بد من المصارحة لتصويب مسار بعض الاطراف في الداخل لا سيما للوشاة، ولا ينجز الاستحقاق الرئاسي بهذه الطريقة ونؤكد انه لا يتم بفرض مرشح ولا بتعطيل المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية وشل اعمالها، هل كان على رئيس المجلس ان يدرج على جدول اعمال الجلسة الاخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟

 

وشاة وشراء ذمم

واضاف: اقول للوشاة انهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة امل وانصحكم بان توفروا اموال الترانزيت والاكلاف على الاقامة في الفنادق وشراء الذمم « خيطوا بغير هالمسلة».وشدد على أن «التشريع حق بقوة الدستور واليوم قد مر سنة كاملة على الجريمة التي اقترفها نبيه بري بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد، هل أصبحت الدعوة الى التوافق والحوار جريمة؟ اي قيمة للبنان اذا سقطت فيه ميزة الحوار؟ بري الذي «غمز» من «قناة» الرئيس السابق ميشال عون في مسالة التنقيب عن الغاز، اشار الى أن السيد الصدر استهدف كشخص وكمشروع وعلى كل حر وشريف ان يقارب جريمة الاختطاف لكي ندرك خطورة طمس معالمها، وحمل السلطات الليبية القائمة حاليا المسؤولية اذا ما استمرت في عدم تعاونها مع القضاء اللبناني وحجب المعطيات التي تفيد التحقيق العدلي...

 

تعطيل محاكمة سلامة

قضائيا، تنحّى القاضي ماهر شعيتو عن النظر في دعوى مخاصمة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة نظرا لما تشكله من حرج وللحؤول دون عرقلة سير التحقيقات. ووفقا لمصادر مطلعة فبعد تنحي شعيتو، سيكون على القضاء تعيين هيئة اتهامية جديدة، بدلاً من تعليق الإجراءات في الملف على خلفية أن محكمة التمييز التي تنظر في طلبات مخاصمة الدولة وطلبات الرد، معطلة بسبب غياب التشكيلات القضائية وعدم تشكيل أعضاء الهيئة العامة لمحكمة التمييز المعنية ببت دعاوى «الرد» و»المخاصمة»، بعدما أوقف وزير المالية يوسف خليل مرسوم تشكيلها لأن المرسوم مخالف للتوازنات الطائفية... لكن فريق سلامة القانوني سيتقدم مجددا بدعوى مخاصمة على الهيئة الجديدة اذا جرى تعيينها. وهذا يعني ان محاكمة سلامة أمام القضاء اللبناني لن تستانف قريبا في ظل الشغور في محكمة التمييز؟!.

 

عون «تضرب» من جديد

قضائيا، اوقفت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمين السجل العقاري في الشوف هيثم طربيه المتهم بنقل ملكية أكثر من 300 عقار من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى نجله تيمور، خلال فترة توقف الإدارات الرسمية عن العمل وقبل رفع الضريبة على رسوم التسجيل العقاري، بتسهيل من المدير العام لوزارة المال جورج معراوي. وسبق أن ادّعت عون على طربيه نهاية العام الماضي، إلّا أنه لم يمثُل أمامها وفرّ إلى تركيا، في ظلّ رفض وزير المال يوسف الخليل منح عون الإذن بملاحقته، مما حال دون الادعاء بجناية ضدّه، واقتصار الادّعاء على جرم الإثراء غير المشروع.

 

«وداعا» لباخرة الفيول

في هذا الوقت، انتهت ازمة باخرة الفيول بالاستغناء عنها حيث ردّ مجلس الوزراء على مطالبة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض بفتح اعتمادات للباخرة، بمطالبته بردها. وقد أعتبر فياض أن ردّ باخرة الفيول من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشكّل خسارة جولة في مسار تنفيذ خطة الطوارئ للكهرباء وقال ان ما حصل هو انتصار «لمافيا» المولدات وأضاف «تواصلنا مع شركة «كورال» لإلغاء العقد أو الشحنة وتمكّنا بعد التفاوض معها من إلغائه من دون ترتيب أي كلفة علينا. واشار فياض الى سياسة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري تحاصر خطة الكهرباء.

**************************************


افتتاحية صحيفة اللواء:

إستعداد أميركي للتوسُّط في الترسيم البري.. وتمديد متوازن لليونيفيل
برّي يلاقي لودريان: 7 أيام حوار وبعدها جلسات متتالية للانتخاب

 

 بين ترحيب لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر مساء امس بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) رقم 2695، على لسان رئيس حكومة تصريف الاعمال، واعلان كبير مستشاري الطاقة والامن الاميركي آموس هوكشتاين بأنه استطلع ما هو متوافر من اجل درس الخوض في ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل، الامر اكده البيت الابيض مساء امس بتأكيده استعداد الولايات المتحدة الاميركية لدور في إنهاء الاشكاليات الحدودية بين البلدين.

ولئن كان قرار التمديد لليونيفيل، جنّب البلد والمنطقة مشكلات كان يمكن ان تنشأ، على خلفية ما تضمنه من توازن في مندرجاته، من ضمن اتفاقية Sofa التي تنظم مهمات قوات الطوارئ الدولية حول العالم، ومنطق السيادة اللبنانية ومندرجات قرار مجلس الامن الدولي، فإن الاهتمام الاميركي المستمر بلبنان، يعكس رغبة بإطفاء المشكلات القائمة، والعودة الى ضمان الانتظام والاستقرار، بالتزامن مع انطلاق عمليات الحفر في البلوك رقم 9، والتوجه الى توسع هذه العملية في المدى القريب، في ضوء ما تقرره الشركات التي رخَّص لها بالعمل.

واعتبر هوكشتين، في احاطة صحفية سريعة من المطار لدى مغادرته مساء امس، ان التنقيب بداية لاستثمارات وفرص عمل، موضحاً: انا دائماً ايجابي في ما خص لبنان وملفاته الداخلية، والتنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية.

وقال: اتيت لاستمع وافهم وأدرك المزيد كما نحن بحاجة اليه من اجل ترسيم الحدود البرية.

ولاحظت مصادر سياسية ان تصريحات وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان لدى وصوله الى مطار بيروت الدولي، يحمل ايجابيات لجهة اعلانه انه سمع من المسؤولين السعوديين الذين التقاهم (في اشارة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان) بتصريحات بناءة بشأن دعم لبنان، داعيا الدول التعاون من اجل ذلك.

واستبق الرئيس نبيه بري، في مهرجان الامام السيد موسى الصدر في ذكرى مرور 45 عاماً على تغييبه، وصول الوسيط الفرنسي جان- ايف لودريان بتجديد الدعوة الى الحوار.

أقول للمرة الاخيرة تعالوا في ايلول لحوار سبعة ايام وبعدها نذهب الى جلسات انتخاب متتالية..

وحسب مصادر سياسية معنية، فإن كلام بري يحمل في طياته اشارات ايجابية، لملاقاة المتغيرات الحاصلة حول عدم دفع البلد الى الانهيار، والمدخل الاول هو احياء مؤسسات الدولة، بإنهاء الشغور الرئاسي.

وتوقعت المصادر ان تحرّك هذه الدعوة الركود السياسي، وتفتح كوة حقيقية في الانسداد الداخلي.

واكدت المصادر ان فرص الاطراف الداخلية، بات ضيقة، وان الحوار بعد وصول لودريان، سيصبح مسألة اجراءات على الارض فقط.

عملنا من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد انه كان يجب ان ينجز بالامس قبل واليوم وغدا قبل بعده وقبل فوات الاوان. ولا بد من المصارحة لتصويب مسار بعض الاطراف في الداخل لا سيما للوشاة، لا ينجز الاستحقاق الرئاسي بهذه الطريقة، ونؤكد انه لا يتم بفرض مرشح ولا بتعطيل المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية وشل اعمالها، هل كان على رئيس المجلس ان يدرج على جدول اعمال الجلسة الاخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟

وأردف رئيس مجلس النواب:»اقول للوشاة انهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة امل وانصحكم بان توفروا اموال الترانزيت والاكلاف على الاقامة في الفنادق وشراء الذمم»خيطوا بغير هالمسلة».

وشدد على أن»التشريع حق بقوة الدستور. واليوم قد مر سنة كاملة على الجريمة التي اقترفها نبيه بري بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية، وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد، هل أصبحت الدعوة الى التوافق والحوار جريمة؟ اي قيمة للبنان اذا سقطت فيه ميزة الحوار؟.

واضاف: سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء ولا نريد ان نصدق أن احدا في لبنان لا يريد رئيسا للجمهورية اذا لم يكن هو الرئيس اشباعا لنزواته، أقول للمرة الأخيرة تعالوا في أيلول لحوار لسبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات انتخاب متتالية.

وعن تلزيم البلوكات قال رئيس المجلس: سكتنا طويلا، لكن الان مرة اخرى سأبين الحقائق لكل اللبنانيين. طرحت منذ سنوات على مجلس الوزراء ان تطرح البلوكات كلها ونلزم من نختار ولكن لزم البلوك رقم 4.

وتوالت الردود النيابية على رسالة لودريان، وجاء في رد اللقاء الديمقرطي تأكيد على ضرورة تطبيق الإصلاحات المطلوبة، والتي تبدأ قبل كل شيء بوقف الهدر والفساد في قطاع الكهرباء الذي استنزف ٢٤ مليار دولار في السنوات العشرة الأخيرة من الخزينة العامة وأموال المواطنين لمصلحة المستنفعين الذين أثروا على حساب عدّاد الدين العام، وهذا ما يستوجب تطبيق القانون النافذ وإنشاء الهيئة الناظمة للكهرباء ومحاسبة كل المتورطين في هذه الفضيحة المستمرة تحت عنوان السِلف وبواخر الفيول المشبوهة.

ووزع النائب ايهاب مطر نص الرسالة التي اجاب فيها على الموفد الفرنسي ومما جاء فيها: إن مهام ومواصفات رئيس الجمهورية واضحة في الدستور ووثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف. ولا تحتاج إلى تفسيرات أو توضيحات أو توافقات، فسلطة الدستور وحدها قادرة على انتاج رئيس بكل ديموقراطية.

كما سلّم امين الخارجية في حزب الوطنيين الاحرار جو ضو الى السفارة الفرنسية في بيروت، رسالة رئيس الحزب النائب كميل شمعون الجوابية على الاسئلة التي سبق للمبعوث الفرنسي، وقد أكد النائب شمعون في معرض رده»على المواصفات السّيادية والإصلاحية التي يجب يتمتع بها الرئيس العتيد في هذه المرحلة الاستثنائية، التي تتطلب تضافر جهود الجميع لانقاذ لبنان».

عبد اللهيان في بيروت

وصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى مطار رفيق الحريري الدولي قادما من العاصمة السورية دمشق متأخرا ساعات عديدة، في زيارة رسمية الى لبنان تستمر يومين او ثلاثة، يلتقي في خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وقد ادى تأخره الى تأجيل زيارته الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من امس الى اليوم، وايضا بسبب انشغال بري بالتحضير للإحتفال بذكرى تغييب الامام موسى الصدر.

وقال الوزير عبداللهيان​ في مطار بيروت: خلال المباحثات الّتي سنجريها في ​لبنان​، سنحثّ مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، وأنّ قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة.

وتمنّى»الخير والإصلاح والتّنمية للبنان»، مشيراً إلى أنّ»المتوقَّع من مختلف الجهات الإقليميّة والدّوليّة، هو دعم لبنان اقتصاديًّا وتجاريًّا، لتحسين ​الوضع الاقتصادي​ في البلاد.

وقال: أنّنا واثقون من قدرة القادة اللّبنانيّين والشّعب على اتّخاذ القرار السّياسي الصّحيح لانتخاب رئيس للجمهوريّة.

وأضاف عبداللهيان: أنّنا نسأل الله دائماً الخير للبنان حكومةً وشعباً وجيشاً ومقاومةً.

وكشف أنّه»خلال المباحثات الّتي أجريناها مع المسؤولين السّعوديّين، سمعنا منهم تصريحات إيجابيّة وبنّاءة بشأن دعم لبنان». ودعا جميع الدّول إلى»التّعاون مع لبنان ودعمه، وإيران ستسمرّ في دعمها القوي للبنان».

وفي تطور التوتر بين فرنسا وايران، مع وصول عبد اللهيان، وبعده بعشرة ايام او اكثر لودريان، فقد اعلنت الخارجية الفرنسية استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية بعد ان اقدمت طهران على ختم أبواب المعهد الفرنسي للأبحاث حول ايران بالشمع الاحمر.

واعتبرت الخارجية الفرنسية ان وضع الاختام يحرم فرنسا من الوصول الى مجموعة من الاعمال القيِّمة التي جمعتها اجيال من الباحثين الفرنسيين والايرانيين طوال اكثر من قرن.

هوكشتاين: وساطة الحدود البرّية

وفي جديد زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، انتقل امس، الى الجنوب والتقى قائد القوات الدولية الجنرال لازارو وجال عند الخط الأزرق متفقداً.

بعدها، انتقل الى قصر بسترس حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب. وحسب المعلومات الرسمية،»تطرّق المجتمعون إلى مشروع القرار حول تمديد ولاية اليونيفيل، حيث أكّد هوكشتاين حرص إدارة بلاده على الإستقرار في الجنوب. وشرح بوحبيب أنّ الموقف الذي حمله إلى نيويورك هو موقف الحكومة اللبنانية بالتشاور مع مختلف الأطراف المحليين، وذلك في سبيل الحفاظ على السيادة والمصلحة اللبنانية والإستقرار في الجنوب».

وأفاد هوكشتاين عن تطلّعه لمواصلة المسار المتعلق بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، مشيراً إلى وجود إهتمام عالمي بالتنقيب، ومعرباً عن تفاؤله بأنّ هذا الزخم، إن رافقته الإصلاحات الضرورية وإنجاز الإستحقاقات الدستورية اللازمة، سيضع لبنان على السكة المؤدية إلى النهوض الإقتصادي وتعزيز الإستقرار.

وفي ما يتعلق بتثبيت الحدود الجنوبية البرية، أفاد هوكشتاين أنّه، وبعد نجاح الوساطة التي قام بها لإنجاز الحدود البحرية، هو في صدد تقييم مدى إستعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، كما ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب. حول ذلك، أعرب بوحبيب عن جهوزية لبنان لإطلاق هذا المسار، بما يتناسب مع حفظ الحقوق اللبنانية.

وحسب المعلومات، تركزت محادثات هوكشتاين حتى الآن مع الذين التقاهم على مواضيع عديدة من الثروة النفطية في البحر اللبناني واعمال الحفر والتنقيب، الى ضرورة مواكبة ذلك بالتشريعات والاصلاحات اللازمة، مرورا بالوضع عند الحدود البرية وسبل التهدئة فيها والبحث في امكانية التفاوض لحل لتحفظات اللبنانية وصيغة التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وصولاً الى الاستحقاق الرئاسي.

واختتم هوكشتاين لقاءاته في لبنان، بلقاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بحضور السفيرة دوروثي شيا قبل التوجه إلى المطار.

ومن المطار قال الموفد الاميركي: أنا دائماً إيجابي في ما خص لبنان وملفاته الداخلية، والتنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية بعد أن تمكنّا من رسم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يمكن الآن العمل على رسم الحدود البرية.

ولاحقاً، قال مسؤول في البيت الأبيض: ان أميركا تبحث إمكان ترسيم الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

انتهت مفاوضات التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان بإصدار مجلس الامن الدولي عصرامس قرار التجديد لسنة واحدة تنتهي آخر آب من العام 2024، بصيغة وسطية تراعي كل الاطراف بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن حرية حركة قوات الأمم المتحدة، وبغالبية ١٣ صوتاً مع امتناع كل من روسيا والصين عن التصويت. ومماجاء في نص القرار: أنه عملا بالاتفاق المتعلق بمركز الأمم المتحدة، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (SOFA) بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، لا تحتاج اليونيفيل إلى إذن مسبق أو إذن للقيام بالمهام المنوطة بها، وأن اليونيفيل مرخص لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل”، ولاحظ تقديره لمواصلة التنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. إن الحكومة اللبنانية، مع استمرارها في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وفقاً لاتفاقية وضع القوات.

وأكد مجلس الأمن في قراره على سلطة اليونيفيل في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق عمليات قوّاتها وفي حدود قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة عدائية، ومقاومة المحاولات بوسائل القوّة لمنعها من القيام بولايتها، مرحّباً بتوسيع الأنشطة المنسّقة بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وندعو إلى مواصلة تعزيز هذا التعاون من دون المساس بولاية اليونيفيل.

وذكر نص القرار: نجدد التأكيد على ضرورة نشر الجيش اللبناني بشكل فعال ودائم وسريع في جنوب لبنان. ونحث حكومة إسرائيل على التعجيل بسحب جيشها من شمال الغجر والمنطقة المجاورة بشمال الخط الأزرق.

وفي قراره،»أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء نصب الخيام جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، مشدّداً على خطر أن تؤدي الأعمال العدائية إلى صراع جديد لا يستطيع أيّ من الأطراف أو المنطقة تحمّله. وحضّ مجلس الأمن جميع الأطراف على بذل كل جهد لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية، وممارسة أقصى قدر من الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه أن يعرّض وقف الأعمال العدائية للخطر».

اضاف في قراره: أنّه يلاحظ بقلق تركيب الحاويات وغيرها من البنى التحتية على طول الخط الأزرق والتي تُقيّد وصول اليونيفيل إلى الخطّ أو رؤيته، مؤكداً من جديد تصميمه على ضمان ألّا تمنع أي أعمال ترهيب قوّة اليونيفيل من تنفيذ ولايتها وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى ضرورة قيام جميع الأطراف بضمان أمن أفراد اليونيفيل وحرية حركتهم بشكل كامل، وأن يحظى "اليونيفيل” بالاحترام.

كما أدان مجلس الأمن بأشد العبارات جميع المحاولات لتقييد حرية حركة أفراد اليونيفيل، وجميع أعمال المضايقة والترهيب وجميع الهجمات ضد حفظة السلام.

وتردد ان الصيغة الجديدة شطبت عبارة أطراف بلدة الماري بالاشارة الى الجزء اللبناني من بلدة الغجر.

في السياق، أعلنت مندوبة لبنان في مجلس لبنان جان مراد أنّ قرار التمديد لليونيفيل لم يعكس أزمات لبنان بصورة كاملة، ولم يضع في الاعتبار خصوصية الواقع الحالي. موضحة أنّ الخصوصية هي السيادة، وإذا حاول لبنان جاهداً إدخال التعديلات على مشروع قانون تمديد عمل قوات اليونيفيل، فهو من باب الحرص على السيادة اللبنانية، وأنّ»قوات اليونيفيل لديها كامل حرية الحركة لكن بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية.

وقالت: أنّ الحركة يجب أن يكون لديها ضوابط من أجل حفظ سلامة هذه القوات والاطلاع على مهامها، ولبنان طلب تصحيح وترشيد اسم»شمال قرية الغجر»، وهي ليست تسمية هذه المنطقة.

وشددت مراد على أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كان واضحاً في توصيف الوجود الإسرائيلي في لبنان بأنه احتلال، سائلة: لماذا اللجوء في القرار الحالي للغة تشبه لحد كبير القرارات المعتمدة وفقًا للفصل السابع؟

وبعد صدور القرار، رحب الرئيس ميقاتي بقرار التمديد، واعتبره يساهم في تعزيز الامن والاستقرار، مؤكدا تمسك لبنان بالقرار 1701 واحترام سائر القرارات الدولية، مشددا على انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومنطقة الماري.

رد باخرة الفيول

ردّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على طلب وزير الطاقة وليد فياض من الحكومة بفتح اعتمادات لباخرة فيول، مؤكدا»عدم الموافقة وليتحمل الوزير مسؤولية تصرفه بدون الرجوع الى موافقة مجلس الوزراء واللجنة الوزارية». وطلب من الوزير الرجوع عن طلب الباخرة. واشار ميقاتي في رده إلى خطأ الوزير الذي اجرى عقد استيراد الفيول بناء لخطأ في التقدير بإعترافه امام مجلس الوزراء.

وفعلا اعلن الوزير فياض لاحقاً، أن»ردّ باخرة الفيول من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشكّل خسارة جولة في مسار تنفيذ خطة الطوارئ للكهرباء ومن المعلوم ان كلفة المولدات الخاصة هي الأعلى كلفة».وقال: خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، ان مناقصة الباخرة الراسية في البحر تمت بموافقة هيئة الشراء العام، واعتبرنا أنّ السكوت علامة الرضا، ولذلك وقعنا العقد المتعلّق بباخرة الفيول الراسية في البحر مع الشركة وقد وصلت الباخرة بعد تمنّع شهر ونصف شهر عن فتح كتاب الاعتمادات.

وأضاف: تواصلنا مع شركة»كورال» لإلغاء العقد أو الشحنة، وتمكّنا بعد التفاوض معها من إلغائه من دون ترتيب أي كلفة علينا.

وعلى الصعيد المالي، أعلنت وزارة المالية انها رفعت امس، مشروع قانون موازنة العامة للعام ٢٠٢٤ الى مجلس الوزراء ليصار الى مناقشته، وبذلك تكون الوزارة قد التزمت بالمهلة القانونية التي حددها الدستور.

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

بري للوشاة في العواصم: «خيطوا بغير هالمسلة » وللنواب: حوار 7 أيام .. وبعدها جلسات مفتوحة

 أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرة للخروج من مأزق إنتخاب رئيس للجمهورية قائلاً: تعالوا الى حوار في شهر أيلول لمدة أقصاها سبعة ايام والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية الى أن يقضي الله امراً كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية» ، مؤكدا أن إستحقاق رئاسة الجمهورية كان يجب أن ينجز بالأمس قبل اليوم وغدا قبل بعده وقبل أي أوان وقبل فوات الأوان»، سائلاً: هل ممنوع على مكون سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده ؟

مواقف الرئيس بري جاءت خلال الكلمة التي القاها في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي نظمته حركة «أمل «في مدينة بيروت في منطقة الجناح إحياءً للذكرى الـ45 لإخفاء سماحة الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين .

وأشار الى أن أطرافاً عادت لتعزف على وتر التقسيم والفدرلة وهي صيغ عانى اللبنانيون مآسيها وويلاتها». وأكد «أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بوضع «فيتوهات» على مرشح ولا ينجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وشل أدوارها لا سيما عمل السلطتين التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة وبتعطيل عمل السلطة التشريعية التي لها الحق أن تشرع في كل الأحوال».

وتساءل: «هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال آخر جلسة قانون تشريع الشذوذ كي يكتمل عقد الجلسة ؟ مؤكدا «ان المجلس النيابي لا يبتكر الضرورة بدل انتخاب رئيس الجمهورية.

وانتقد رئيس المجلس من اسماهم فريق «الوشاة» الذي يسيّر خطوط «ترانزيت» جوية عابرة للقارات باتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في عواصم القرار تحريضاً وتشويهاً»، مشيراً الى ان :هؤلاء مخطئون في العنوان ولا يعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة «أمل»، داعياً إياهم الى «توفير أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم قائلاً انتو «غلطانين بالنمرة «وخيطوا بغير هالمسلة».

وحول الثروة النفطية والبدء بعملية الحفر قال الرئيس بري ان شاء الله ستأتي أكلها مهما «ناوش» البعض وادعى وتعالى صراخه ورد على الحملات التي تحاول التشويش على انجاز ترسيم الحدود والبدء بعملية التنقيب».

وبين الحقائق بالتواريخ والارقام قائلاً: ورغم ذلك يحاولون تشويه هذا النصر بزعمهم أنهم هم الذين أنجزوه (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم…) سكتنا طويلا حتى صدقوا انفسهم».

وحول التهديدات الاسرائيلية للبنان، اكد الرئيس بري أن حركة «أمل» بكل مستوياتها الجهادية، معنية الى جانب حزب الله بأن يكون كل فرد منها فدائا للدفاع عن حدود أرضنا المقدسة».

وتطرق الرئيس بري للاحداث التي حصلت في مخيم عين الحلوة، مؤكداً «إن ما حصل يدمي القلب وهو لو استمر أو تكرر لا سمح الله سيكون بمثابة «طعنات خناجر» في ظهور المقاومين في الداخل الفلسطيني وهو عمل مشبوه كائناً من كان خلفه».

واكد رئيس المجلس اإن «قضية الإمام ورفيقيه بقدر ما هي قضية أشخاص أعزاء فهم يمثلون من خلال استهدافهم واختطافهم اختطافا للبنان الدور والرسالة، ونؤكد التمسك بمتابعة هذه القضية وكل محاولة تشويش وحرف للأنظار ونسج روايات لا تستند الى شيء من الحقيقة لا تهدف إلا لتضليل التحقيق ومحاولة مكشوفة لتبرئة المجرمين». وقال: «ان هذه القضية لن يطويها الزمن وغير قابلة للمساومة او المقايضة».

واعتبر ان «كل محاولات حرف الأنظار والتشويش وإثارة الغبار من هنا وهنالك ونسج روايات لا تستند على شيء من الحقيقة هي روايات لا تفضي إلا إلى المزيد من تضليل التحقيق، ومحاولة مكشوفة لتبرئة المجرمين ، وإن المعزوفات السخيفة تعودنا عليها في كل عام في مثل هذه الايام مع اقتراب موعد إحياء ذكرى الإمام ، وهي من نسج خيال مطلقيها ، ومن إعداد من تربى وإقتات على موائد أموال القذافي ونظامه الذي أعاد إنتاج نفسه بوجوه جديدة في ليبيا فالمسؤولية التي حملها القضاء اللبناني وكذلك الإيطالي منذ اللحظات الأولى للقذافي وأعوانه في تنفيذ هذه الجريمة وإستمرار طمس معالمها حتى آخر لحظات حكمه، بنفس القدر من المسؤولية نحملها وتتحملها السلطات الليبية القائمة حاليا إذا ما استمرت في عدم تعاونها مع القضاء اللبناني أو فيما لو استمرت في حجب المعطيات التي تفيد التحقيق العدلي في هذه القضية التي نعود ونؤكد أنها قضية لن يطويها الزمن وغير قابلة للمساومة أو المقايضة .

وتطرق بري في كلمته للشأن المتصل بالإتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية قائلاً: في الشأن المتصل بالإتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران إننا إذ نقدر عاليا لقيادتي المملكة والجمهورية جهودهما والجهود التي بذلتها جمهوريتا الصين الشعبية والعراق الشقيق لإنجاز هذا الاتفاق التاريخي بين البلدين، نتطلع بأمل كبير إلى العمل به وتنفيذ كل مندرجاته لما لهذا الاتفاق من إيجابيات كبرى تتعدى النطاق الجغرافي والمصالح المشتركة للبلدين الصديقين إنما تطاول هذه الإيجابيات مصالح كافة دول المنطقة وشعوبها في الاستقرار والتقدم والاقتدار(…).

*************************************


افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

مجلس الأمن يتجاوز المطالب اللبنانية ويقرر «حرية الحركة» لـ«اليونيفيل»
13 صوتاً لمصلحة القرار 2695… وروسيا والصين تمتنعان عن التصويت وتحذران

 جدد مجلس الأمن الدولي التفويض الممنوح للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» لمدة عام آخر بعد مفاوضات وصفت بأنها «مضنية» و«عصيبة» استمرت حتى الخميس، اليوم الأخير في التفويض السابق الممنوح لهذه البعثة الدولية، داعياً الحكومة اللبنانية إلى «تيسير» عملها ودعم حرية حركة أفرادها في مواجهة العوائق والعراقيل التي يواجهونها من جهات موالية لـ«حزب الله».

وبعد إرجاء التصويت الذي كان مقرراً الأربعاء إلى الخميس، ثم تأخيره بعض الوقت، وافق أعضاء مجلس الأمن بغالبية 13 عضواً، مقابل امتناع كل روسيا والصين، على الصيغة الفرنسية المعدلة للقرار الذي أعطي الرقم 2695، مبقياً الصيغة التي اعتمدت خلال العام الماضي في القرار 2650 على رغم الطلبات التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية لتغييرها، ولا سيما ما يتعلق بالتنسيق بين «اليونيفيل» والسلطات اللبنانية، بالإضافة إلى فقرة أخرى تتعلق بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

 

الأميركيون والإماراتيون

وفي ظل تباينات جدية حيال كيفية التعامل مع الطلبات اللبنانية، سعت الدبلوماسية الفرنسية إلى إيجاد حل وسط لتجاوز اعتراضات من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى. كان آخرها حول حرية حركة «اليونيفيل»، التي أنشئت عام 1978 على إثر الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، ثم عدلت بشكل جوهري بعد حرب عام 2006 بموجب القرار 1701، في منطقة عملياتها من نهر الأولي إلى الخط الأزرق، ومنعها من الدخول إلى بعض المناطق حيث يشتبه بنشاط غير مشروع لقوى عسكرية غير نظامية، لا تحظى بترخيص من السلطات الرسمية اللبنانية. وبعدما استجاب المفاوضون الفرنسيون لمطلب أميركي بإزالة الإشارة إلى «خراج بلدة الماري» التي لم تذكر في قرارات سابقة تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من شمال بلدة الغجر، أصر المفاوضون الإماراتيون على إبقاء حرية حركة «اليونيفيل» كما كانت خلال العام الماضي، بل تعزيزها.

وحيال هذا المأزق، وضعت الإمارات فقرة بالحبر الأزرق، ليل الأربعاء، بغية التصويت إجرائياً عليها، قبل التصويت على مشروع القرار المعدل الذي أعدته فرنسا. وبموجبها «يدعو (مجلس الأمن) الحكومة اللبنانية إلى تسهيل وصول اليونيفيل الفوري والكامل إلى المواقع التي تطلبها بغرض إجراء تحقيق سريع، بما في ذلك كل المواقع ذات الصلة شمال الخط الأزرق، المتعلقة باكتشاف الأنفاق التي تعبر الخط الأزرق، والتي أبلغت اليونيفيل عن انتهاكها القرار 1701، وتماشياً مع القرار 1701، مع احترام السيادة اللبنانية».

 

دوريات معلنة وغير معلنة

ودفع هذا التطور الفرنسيين إلى إجراء مزيد من المفاوضات الخميس لإدخال عبارة في البند 16 من القرار، وهي تنص على أن مجلس الأمن «يطالب الأطراف بوقف أي قيود أو عوائق أمام حركة أفراد القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، وضمان حرية حركة القوة في لبنان، بما في ذلك عن طريق السماح بدوريات معلنة وغير معلنة». وعلقت مندوبة لبنان في مجلس الأمن، جان مراد، على القرار وقالت إنّه «لم يعكس مشاغل لبنان بصورة كاملة، ولم يضع في الاعتبار خصوصية الواقع الحالي»، مشيرة إلى أنّه «إذا حاول لبنان جاهداً إدخال التعديلات على مشروع قانون تمديد عمل قوات (اليونيفيل)، فهو من باب الحرص على السيادة اللبنانية»، موضحة أنّ «قوات اليونيفيل لديها كامل حرية الحركة، لكن بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية». ولفتت إلى أنّ «الحركة يجب أن تكون لديها ضوابط من أجل حفظ سلامة هذه القوات والاطلاع على مهامها».

وبعيد التصويت، قال نائب المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، إنه بموجب القرار الجديد «يحق لـ(اليونيفيل) اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان حرية حركة موظفيها والوفاء بواجباتها»، موضحاً أن التفويض «يسمح بإجراء دوريات مستقلة والاستجابة بسرعة لانتهاكات الخط الأزرق»، وبذلك جرى الاحتفاظ بالنص الذي اعتمد خلال العام الماضي، بموجب القرار 2650.

وأسف ممثل الصين الذي امتنعت بلاده عن التصويت، لأن مجلس الأمن لم يأخذ في الاعتبار موافقة لبنان على صيغة القرار، مؤكداً «دعم مواصلة تعزيز التواصل مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني أثناء الوفاء بتفويضها مع الانخراط في تفاعلات إيجابية مع السكان المحليين».

 

تحذير روسي

وقال المندوب الروسي، فاسيلي نيبينزيا، إن بلاده امتنعت عن التصويت على القرار الفرنسي، معتبراً أن القرار اتخذ بعد «سلسلة من التغييرات المثيرة للجدل التي أدخلت على النص في المرحلة الأخيرة من عملية التفاوض الصعبة». وأسف لأن «النص الختامي الذي صوتنا عليه لم يحافظ على التسوية الهشة». وشدد على أن «موقفنا أثناء التصويت مشروط فقط بعدم موافقتنا على بعض العبارات الواردة في القرار»، آملاً «ألا يؤدي القرار (...) إلى تعقيد الوضع في لبنان».

أما نظيرته الإماراتية، لانا نسيبة، فرحّبت بـ«الصيغة الواضحة التي أضيفت إلى النص المتعلق باستقلال اليونيفيل»، مشيرة إلى أن النص «يدعو الحكومة اللبنانية إلى تسهيل الوصول الفوري والكامل لـ(اليونيفيل) إلى المواقع التي تطلبها».

 

سرور أميركي

وعبّرت المندوبة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، عن سرورها باللغة المعتمدة في القرار، قائلة إن «قدرة الأفراد النظاميين على القيام بمسؤولياتهم بشكل مستقل عن أي قيود أمر ضروري»، مشيرة إلى «مخاوف طويلة الأمد بشأن الإجراءات التي اتخذتها بعض الجهات الفاعلة لعرقلة حرية حركة البعثة». وأضافت: «نحن نعلم أن (اليونيفيل) لم تتمكن من الوصول إلى مجموعة من المواقع المثيرة للقلق عبر الخط الأزرق، بما فيها ميادين الرماية غير القانونية وجمعية (أخضر بلا حدود)، ومواقع إطلاق الصواريخ، ومواقع الأنفاق» التابعة لـ«حزب الله».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram