افتتاحية صحيفة البناء:
البرلمان الأوروبي يصوّت على بقاء النازحين في لبنان… واليونان تبعد المناضلة سهى بشارة
السيد نصرالله: } لا تراجع عن تحرير الغجر } معادلة الردع تحمي لبنان… وخيمة المزارع
} لا نسعى لتعديل الطائف } لم ندعم ترشيح فرنجية للتفاوض على ضمانات… فهو ضمانتنا
ظهرت أمس الهيمنة الإسرائيلية على القرار الأوروبي مرتين، حيث صوّت البرلمان الأوروبي على قرار تعسفي استعماري يترجم سياسة الانتداب على لبنان وممارسة الوصاية المتعجرفة على سيادته، بالتصديق على قرار ينصّ على بقاء النازحين السوريين في لبنان ورفض مساعي عودتهم الى بلدهم سورية. وهذا التحدي يرفع من مسؤولية الدولة ومؤسساتها السيادية خصوصاً الحكومة، في المواجهة الواضحة لهذا الاعتداء الفاضح على السيادة اللبنانية، الذي لا يمكن أن يواجه بلغة المجاملات وطلب المساعدات كما فعل النواب الذين زاروا ألمانيا مؤخراً، فهذه المواقف الرخوة هي التي رفعت سقف الطمع الأوروبي بالتصرّف بلغة الوصاية والتعالي وصولاً الى الاعتداء المكشوف، وليس خافياً أن قرار إبقاء النازحين ليست له صلة بمزاعم الحرص عليهم، ولا بجدوى رهانات سابقة على استعمالهم للتأثير على مجريات الوضع في سورية، أمنياً أو سياسياً، فقد تجاوزت الأمور هذه الأوهام، والتفسير الوحيد للقرار هو علاقته بمشروع اللعب على فرص الفوضى في لبنان خدمة للمشروع الإسرائيلي، القلق من عناصر القوة اللبنانية، السعي دائماً للاستثمار على ما يعتبرها خواصر رخوة يمكن أن تفتح مجال العبث وإشعال الفتن، وإشاعة الفوضى. وجاء الاعتداء الثاني بقرار السلطات اليونانية بإبعاد المناضلة سهى بشارة التي تحمل الجنسية السويسرية، تحت ذريعة تشكيلها خطراً أمنياً، وهو ما يتكفل بكشف سخافته وفضح زيفه قبول السلطات السويسرية منحها الجنسية منذ سنوات. وهذا يؤكد أن سلطات اليونان فعلت ذلك تحقيقاً لرغبة إسرائيلية بالانتقام من بطولة بشارة ومحاولة إذلالها عقاباً على ما تسببت به من إذلال لكيان الاحتلال وعملائه، وهذا ما يستدعي أيضاً تصرفاً حكومياً عاجلاً باستدعاء السفير اليوناني وإبلاغه رسالة احتجاج شديدة اللهجة ومطالبة بالتراجع فوراً عن القرار.
في لبنان والمنطقة، وخصوصاً داخل كيان الاحتلال، كانت العيون شاخصة إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي أعاد في ذكرى حرب تموز 2006 شرح معاني وأبعاد معادلة الردع التي ترتبت على النصر الذي حققته المقاومة في هذه الحرب، وموقعه من هزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان يمثل الهدف الأميركي للحرب، وتكفله بإسقاط مشروع «إسرائيل» العظمى عبر استعادة قدرة الردع من خلال النجاح بسحق المقاومة، كهدف إسرائيلي للحرب، وقد أحبطت المقاومة المشروعين بنجاح وطوت صفحتيهما إلى غير رجعة، كما تقول وقائع المنطقة والصراع مع كيان الاحتلال وتآكل قدرة ردعه. وأكد السيد نصرالله أن هذا النصر وهذه القدرة التي تمتلكها المقاومة على الردع، رصيد لكل اللبنانيين، ولا يمكن للمقاومة توظيفهما في معادلات داخلية طائفية أو سياسية، كما يحاول خصوم المقاومة الترويج. فأكد السيد نصرالله أن المقاومة متمسكة بصيغة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي تم الاتفاق عليها في اتفاق الطائف ولا نية لديها تعديل هذا الاتفاق، وتناول الاستحقاق الرئاسي، بردّ مفصّل على المزاعم التي يسوق لها خصوم المقاومة حول أنها ترشح الوزير السابق سليمان فرنجية للتفاوض على ضمانات خطية ودستورية لسلاحها أو لدورها في النظام السياسي، شارحاً طريقة مقاربة المقاومة للملف الرئاسي سابقاً وحالياً، من بوابة اعتبار ضمانة المقاومة بشخص الرئيس، هكذا كان مع الرئيس اميل لحود والتمديد لولايته، وهكذا كان مع الرئيس ميشال عون، وهكذا هو اليوم مع ترشيح سليمان فرنجية، وببساطة ضمانتنا هي فرنجية نفسه ولا نطلب سواها، مشدداً على التمسك بالحوار منوّها بعودة الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، مؤكداً أن حزب الله كان دائماً مع الحوار دون شروط مسبقة، ولم يعلق السيد نصرالله على الحادث في منطقة البستان الجنوبية قرب الناقورة، قائلاً أن الحادث موضع متابعة وتحقيق لمعرفة الملابسات، لاتخاذ الموقف المناسب.
وأكد السيد نصر الله أن «الحديث عن أنّ حزب الله يريد إلغاء اتفاق الطائف، والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين»، واصفاً إياه بـ»الكذب والتضليل المقصود». ونفى ما يقال عن أنّ «الثنائي الوطني يريد استغلال فائض القوة لديه لتغيير النظام»، مؤكداً: «لم نفعلها، ولن نفعلها.. هذا السلاح هو لحماية لبنان». وشدّد في كلمة له في ذكرى العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، على أنّ «حزب الله لن يستثمرّ قوّته لفرض خيارات سياسية على اللبنانيين، وأن لا مصلحة للبنان في تحويل المقاومة إلى مؤسسة رسمية تابعة مباشرة للدولة».
وبما يتعلّق برئاسة الجمهورية اللبنانية، قال السيد نصر الله إنّ «شخص رئيس الجمهورية المقبل أساسيّ بالنسبة إلينا في موضوع ضمانة المقاومة»، مجدداً الثقة برئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، كمرشح للرئاسة لا يطعن ظهر المقاومة». وشدّد على أن «لا حلّ لانتخاب رئيس للجمهورية سوى بالحوار بين الأطراف اللبنانيين»، مؤكداً جهوزية الحزب للحوار «من دون قيد أو شرط».
وذكّر بفترة الرئيس الأسبق إميل لحود، قائلاً إنّه «كان يخوض معارك في مجلس الوزراء لحماية المقاومة». كما أضاف السيد نصر الله أنّ «الرئيس السابق ميشال عون لم يطعن المقاومة، ووثقنا بشخصه وكان ظهر المقاومة آمناً في عهده، وهو لم يطعن بها».
وفي ما يتعلق بالتطورات على الحدود مع فلسطين المحتلة، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ المقاومة «تستطيع استعادة الجزء اللبناني من قرية الغجر من الاحتلال الإسرائيلي»، مضيفاً: «هذه الأرض لن تترك». إنّ «شباب المقاومة لديهم توجيه بالتصرف، إذا وقع اعتداء إسرائيلي على الخيمة المنصوبة عند الحدود الجنوبية»، مؤكداً أنّ ما يجري «ليس ترسيماً للحدود البرية، بل عملاً لاستعادة الأراضي التي يحتلها العدو الإسرائيلي».
وذكر أنّ «الاحتلال الإسرائيلي أقام سياجاً شائكاً حول قرية الغجر اللبنانية، قبل نصب المقاومة خيماً عند الحدود»، مؤكداً أنّ ما يقوله البعض بشأن ضمّ «إسرائيل» الغجر «بسبب الخيم التي أقمناها في الحدود غير صحيح». وأضاف: «الإسرائيلي لم يجرؤ على القيام بأي خطوة ميدانية تجاه الخيمة التي نصبت على الحدود، وهو أدخل وساطات لحل الموضوع». واعتبر أنّ «قيمة الخيم التي نصبت على الحدود أضاءت من جديد على كل الوضع في الجنوب». وأشار إلى ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي، الذي «سكت عن كل الاعتداءات الإسرائيلية الحدودية، لكنه تحرّك سريعاً بعد نصب المقاومة خيمة عند الحدود». ودعا إلى «إحصاء الخروق الإسرائيلية براً وبحراً وجواً، وما يدّعي العدو أنّها خروقات لبنانية، فالإسرائيلي لديه تآكل ردع، ولكنه وقح، ويجري اتصالات يتحدث فيها عن خرق لبنان بينما هو يقوم بآلاف الخروقات».
وأكد السيد نصر الله أنّه «لا يجوز السكوت عن احتلال قرية الغجر، ويجب أن يكون الموقف اللبناني حاسماً.. هذه مسؤولية الدولة والجهد سيكون متكاملًا بين الدولة والمقاومة».
من جهة أخرى، قال الأمين العام لحزب الله إنّ «حادثة اليوم (أمس) على الحدود لا تزال قيد التحقيق، وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه»، مشيراً إلى أنّ «الإسرائيلي يعترف أنّه أصبح مقيداً في الأجواء اللبنانية».
ومساء أمس، تحدثت أنباء عن انفجار وحدث أمني على الحدود مع فلسطين أدى إلى سقوط جرحى ما دفع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الى التدخل. وأعقب الحادث تحليق مكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية فوق مناطق حدودية في الجنوب.
وإذ لم يصدر أي موقف من حزب الله، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أن «عدداً من المشتبه فيهم اقتربوا في وقت سابق من اليوم الى السياج الأمني على الحدود مع لبنان وحاولوا المساس في منطقة العائق الأمني حيث رصدتهم قوات جيش الدفاع مباشرة واستخدمت وسائل لإبعادهم». ولفت أدرعي، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، الى أن «هوية المشتبه فيهم غير معروفة، وسنواصل العمل لمنع أي خرق لسيادة «إسرائيل» والمساس بالسياج الحدودي».
من جهته، أكدت نائب مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس ارديل، أننا «نحقق في التقارير المتعلقة بحادث وقع عند الخط الأزرق جنوبي لبنان»، مشددةً على أننا «نحث كل الجهات على وقف أي أعمال تؤدي إلى التصعيد عند الحدود بين لبنان و»إسرائيل»».
واستبعد خبراء عسكريون أن يتطوّر الحادث الحدودي مهما كانت طبيعته الى تطور عسكري أو الى حرب بين الاحتلال وحزب الله، مشيرين لـ»البناء» الى أنه ليس من مصلحة أحد الدخول في حرب عسكرية لا سيما في ظل موازين الردع التي فرضتها المقاومة على «إسرائيل» التي تعيش أسوأ مرحلة في تاريخها، من تآكل قوة الردع لديها الى هشاشة جبهتها الداخلية والخوف والقلق الكبيرين الى الانقسام السياسي والحكومي الذي تعيشه. وأوضح الخبراء أنه في المقابل تنامي قوة المقاومة وتطور قدراتها العسكرية والاستخبارية والتقنية فضلاً عن تغير الظروف الإقليمية والدولية ما يجعل العدو يحسب ألف حساب قبل الإقدام على اي مغامرة، والدليل وفق الخبراء أن القوات الإسرائيلية لم تتجرأ على الاقتراب من الخيمتين اللتين نصبهما حزب الله في مزارع شبعا، بل هربت لاستدراج الوساطات الأميركية والأممية.
وأفادت مصادر أعلامية عن «تحطيم كاميرات المراقبة التي ثبتها الجيش الإسرائيلي فوق السياج الفاصل عند بوابة فاطمة».
وأكدت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن السيد نصرالله قطع الطريق على أي محاولة أميركية – إسرائيلية لفرض الترسيم البحري على لبنان لتعديل في الحدود المرسمة والمحددة أصلاً وفق الوثائق والإثباتات اللبنانية وفي الأمم المتحدة، وذلك لكي يفرض العدو أمراً واقعاً وقواعد اشتباك جديدة، ولذلك استبق أي مفاوضات حول حلّ النقاط العالقة الحدودية بالاعتداء على قرية الغجر اللبنانية. ولذلك يجري الحديث عن زيارة قريبة للديبلوماسي الأميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان لفتح هذا الملف، علماً أن هوكشتاين موجود في الأراضي المحتلة لإجراء مباحثات مع حكومة الاحتلال حول التطورات على الحدود مع فلسطين المحتلة. واستغربت المصادر كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن استعداد لبنان لترسيم الحدود البرية، علماً أن الحدود اللبنانية مرسمة ومحددة في الأمم المتحدة وعلى العدو الانسحاب من النقاط المتقدمة التي احتلها كقرية الغجر وكفرشوبا وغيرها.
في موازاة ذلك، برز موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على «تويتر»: «في ذكرى عدوان ١٢ تموز ٢٠٠٦، نؤكد على حق لبنان بالمقاومة لاستعادة كامل حقوقنا في الأرض والسيادة عليها، ونستغرب ما تقوم به الحكومة من ان: «لبنان أبلغ الأمم المتحدة استعداده لترسيم الحدود الجنوبية على امتداد الخط الأزرق».
أضاف «إن هذا الكلام يشكّل مخالفة دستورية فاضحة، فالتفاوض أولاً هو من صلاحية رئيس الجمهورية بالمبدأ، عملًاً بالقَسَم. ثانياً، لا شيء اسمه ترسيم حدود برّية، فهي مرسّمة ومحدّدة ومعترف بها دولياً على قاعدة اتفاقية بوليه – نيوكومب سنة 1923، وقرار مجلس الأمن رقم 425 الذي ينص على انسحاب «إسرائيل» الى الحدود الدولية». وختم «لا تنازل عن حبّة تراب من أرض لبنان واي كلام عن تفاوض على الحدود البرية هو خرق للدستور وعمل مشبوه ويُعرّض من يقوم به للمساءلة والمحاسبة. امّا قضيّة الخيمتين والغجر فهي أمر آخر، وتحرّك هوكشتاين في المنطقة شأن آخر».
الى ذلك، يواصل الحزب السوري القومي الاجتماعي إحياء ذكرى استشهاد مؤسسه أنطون سعاده، في مختلف المناطق، وأحيا أمس ذكرى استشهاد سعاده وشهداء الضنية في احتفال حاشد في ملعب بلدية قرية السفيرة.
وأشار عضو المجلس الأعلى في الحزب الأمين جورج ديب الى «أننا كنا وسنبقى نرفض كل المشاريع التقسيمية الانفصالية وسنواجهها بكل الطرق والسبل المتاحة ونؤكد على وحدة لبنان شعبًا وأرضًا وحرصنا الدائم على سلامة شعبه وسلمه الأهلي ورفضنا المطلق لهذه المشاريع التي تضرب السلم الأهلي».
وأكد ديب أن «لبنان ليس جزيرة في محيط، بل هو مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بمحيطه الطبيعي، المشرق العربي والذي تعرّفه العقيدة السورية القومية الاجتماعية بالوطن السوري، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نؤكد على ضرورة نسج أفضل العلاقات مع محيطنا القومي، وخاصة مع الدولة السورية لما فيه مصلحة الكيانين وأهلهما، وإن معالجة الأزمات الطارئة أو العالقة من النزوح وترسيم الحدود البرية والبحرية لا تعالج إلا بأعلى درجات التعاون والتنسيق بين الحكومتين».
وكانت الساحة الداخلية ازدحمت بالتطورات السياسية والأمنية والقضائية.
في الملف الرئاسي، التقى المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار بن سليمان العلولا، في ديوان وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي للبنان جان إيف لودريان، العائد في مقبل الأيام الى بيروت. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحث تطوّرات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتضاربت المعلومات عن فحوى اللقاء بين لودريان والعلولا، لكن مصادر «البناء» شدّدت على أن فرنسا مستمرة بمبادرتها التي ستنطلق منها للدعوة الى الحوار بين اللبنانيين.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب تيمور جنبلاط مع وفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي» ضمّ النواب، وشدّد جنبلاط بعد اللقاء: «نحن مع الرئيس نبيه بري في علاقة تاريخية ووطنية بدأت مع وليد جنبلاط وإن شاء الله سوف نكمل بها هي علاقة مبنية على الصراحة والاحترام رغم التباين في بعض الأمور مثل رئاسة الجمهورية، لكن هذه العلاقة سوف تستمر وخاصة في موضوع رئاسة الجمهورية وفي الاساس كما سبق وقال الرئيس بري الأساس هو الحوار، ونحن معه في هذا الموضوع».
وكان مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي عقد اجتماعه الأول بعد المؤتمر العام الـ49، برئاسة تيمور جنبلاط، وأكد الحزب الاشتراكي «ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية عبر حوارٍ حقيقي مُنتج تحت سقف اتفاق الطائف، الذي يبقى المدخل لمنع المزيد من الفراغ الذي يهدّد المؤسسة العسكرية وحاكمية مصرف لبنان، ويدعو الحزب إلى التزام اعتماد الأصول في تعيين المجلس العسكري بعيداً عن اقتراحاتٍ بدع من هنا ولغة الانقلابات ونزاع الصلاحيات من هناك، ويدين كل تهجّم على المؤسسة العسكرية من أي جهة أتى».
على صعيد قضائي، استجوب قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكنه أرجأ الاستماع إلى شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك إلى الأربعاء المقبل نظراً لعدم إمكانية استجواب الثلاثة دفعة واحدة لما يتضمنّه الملف من تفاصيل تستدعي من قاضي التحقيق التوقف عندها.
وكان سلامة وشقيقه ومساعدته وصلوا صباح أمس الى قصر العدل في بيروت، ولاحقاً تم الإبقاء على حاكم مصرف لبنان رهن التحقيق. وقالت مصادر قضائية إنّ «أبو سمرا قرّر ترك سلامة رهن التحقيق، وأوضح أن الأخير أجاب على كل الأسئلة التي طرحها القاضي أبو سمرا وعلى أسئلة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ولم يتحفظ على أيّ سؤال». وأكدت المصادر أنّ سلامة سلم القاضي مستندات كان أحضرها معه وتعهد بتقديم مستندات إضافية في الجلسة المقبلة.
الى ذلك، أثار قرار البرلمان الأوروبي بالتصوّيت بأغلبيّة ساحقة على قرار يدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان، صدمة لدى اللبنانيين. واستدرج ردود فعل سياسية ونيابية، إذ وصف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة القرار بأنه «وقحّ وفظٌ، ويُعبر عن ذهنية استعمارية بالتعاطي مع سيادة دولة مستقلة، وعلينا كلبنانيين تنحية الخلافات جانباً ورفع الصوت برفض موقف دول الانتداب الجديد، آن الآوان كي نتعاطى مع الآخرين من موقع الندّية والكرامة الوطنية».
على صعيد موازٍ، رحّب الاتحاد الأوروبي بـ»إقرار لبنان تعديلات السرية المصرفية كخطوة اساسية لجذب تمويل صندوق النقد الدولي كخطوة اساسية لجذب المساعدات المالية الدولية، لا سيما من صندوق النقد الدولي. ودعا الاتحاد الأوروبي الحكومة الى «تطبيق الإصلاحات.
********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
لا ترسيم برياً مع العدوّ… ومسؤوليتنا تحرير الغجر | نصرالله: لا نفع لحوار مشروط
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «أرض (بلدة) الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا لن تُترك للإسرائيلي»، وأن الغجر «أرض لبنانية أعاد العدو احتلالها، ويجب أن تعود إلى لبنان بلا قيد وبلا شرط، وتحريرها مسؤولية الدولة والشعب والمقاومة». وفي الشأن الداخلي، كرّر نصرالله أن «الحوار يجب أن يكون من دون شروط وحين تكون هناك جهوزية له فنحنُ حاضرون في أي زمان ومكان»، مشدّداً على أن حزب الله «لا يريد ضمانات دستورية لكنّ ضمانتنا الحقيقية التي نتطلع إليها هي شخص الرئيس».
وقال نصرالله، في الذكرى السابعة العشرة لعدوان تموز، إن «ما يجري الآن (على الحدود) ليس ترسيماً برياً مع كيان العدو، بل نحن نطالب بانسحاب العدو من النقاط اللبنانية المحتلة». وأوضح أن المقاومة «نصبت خيمة على الحدود داخل الأراضي اللبنانية، وخيمة أخرى داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا، ولأن مزارع شبعا أرض لبنانية، لدينا الحرية في أن نعمل ما نريد هناك». وحذّر من التعرض للخيمتين «والمجاهدون لديهم توجيه للتعامل مع أي تعرض إسرائيلي لهم»، لافتاً إلى أن الإسرائيلي تروّى في التعامل مع هذه المسألة بسبب معادلة الردع التي فرضتها المقاومة، «ولو كان العدو الإسرائيلي كما كان سابقاً، ولبنان يمكن احتلاله بفرقة موسيقية، لكان بكل بساطة قصف الخيمة، بل لما كانت لتوضع أصلاً. لكنّ الوضع الآن تغيّر والإسرائيلي لم يجرؤ على القيام بخطوة ميدانية»، مشيراً إلى أن «الانتصار في تموز أسّس لميزان ردع قوي وكبير لحماية لبنان، وما زال يعمل بقوة منذ 17 عاماً».
ولفت نصرالله، إلى أن «العدو الإسرائيلي بعد حرب تموز كان مستمراً في الخروقات وكنا مستمرين في المراقبة وهو واصل بناء السياج الشائك عند الحدود وحوّلها الى منطقة سياحية يقصدها السياح»، مشيراً الى أن «كل خيمنا عند الحدود موجودة في أراض لبنانية، والخيم أضاءت من جديد على كل الوضع عند الحدود». وشدّد على أنه «ليس هناك ما يُدعى ترسيم الحدود، لأن كل حدودنا مرسّمة في البر ولبنان يعرف كل حدوده. ما يجري ليس ترسيم حدود برية حتى ندخل في نقاش صلاحيات فالسيادة لا تُجزأ، ويجب أن يكون الموقف اللبناني من بلدة الغجر حاسماً والجهد سيكون متكاملاً بين الدولة والمقاومة».
وفي الملف السياسي الداخلي، أشار نصرالله، إلى أن «اتهام الثنائي الشيعي بأنه متمسّك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليساوم به ويدفع به إلى الفراغ كذب»، كما أن «الحديث عن أن حزب الله يريد إلغاء اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين كذب وتضليل مقصود». وأكّد «للشعب اللبناني بكل طوائفه بأن ما يُقال بأن الثنائي يريد الاستفادة من فائض القوة لديه ومقاومة لفرض آراء سياسية غير صحيح، نحن لم نفعل ذلك في يوم من الأيام ولن نفعل ذلك. سلاح المقاومة هو لحماية لبنان والشعب اللبناني، وليس لفرض خيارات على اللبنانيين».
وأضاف: «حزب الله لا يريد ضمانات دستورية. ضمانتنا الحقيقية التي نتطلع إليها هي شخص الرئيس»، مؤكداً أنه «في عدوان تموز كان معنا رئيس للجمهورية مقاتل هو العماد إميل لحود، كما كانت لدينا ثقة بشخص رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون لأنه صادق ولا يخون ولا يغدر، وقد سمّيته جبلاً ولا أزال أسمّيه جبلاً»، مشدداً على «أننا كنا نشعر خلال الـ6 سنوات الماضية أن ظهر المقاومة آمن ولن يُطعن به»، و«ومن حقنا كمكوّن لبناني أن يكون لنا شرطنا في الرئيس الذي سيُنتخب».
وذكر نصرالله «أننا لم ندعم سليمان فرنجية قبل تواصلنا مع التيار ولم نرشحه لنفرض رئيساً على المسيحيين بل لأنه من أقطاب الموارنة في البلد»، لافتاً إلى أن «الحوار يجب أن يكون من دون شروط، فنحن لدينا اسم فرنجية لكن لا مشكلة لدينا بالنقاش والحوار». وقال «لا حلّ في لبنان إلا بالاتفاق بين بعضنا البعض وعندما تكون هناك جهوزية للحوار فنحنُ حاضرون في أي زمان ومكان»، لافتاً إلى أننا «نأخذ وقتنا بالحوار مع التيار الوطني الحر، وننتظر ما سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان من طروحات خلال زيارته المقبلة».
وكان نصرالله وصف عدوان تمّوز بأنه «كان حرباً بكل ما للكلمة من معنى، رسمت مصير لبنان والمنطقة خلال كل السنوات الماضية وحتى السنوات الآتية»، لافتاً إلى أن هذه الحرب «كانت إحدى أهم أدوات أميركا لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان سيؤدي إلى اعتراف كل دول المنطقة بكيان العدو وضياع فلسطين والجولان والأراضي اللبنانية المحتلة وتكريس الإسرائيلي قوة عظمى في المنطقة في ظل هيمنة أميركية. أراد العدو سحق المقاومة في لبنان وإخضاعه للشروط الإسرائيلية والأميركية، لكنّ المقاومة انتصرت ولم تُسحق، وصمد لبنان ولم يخضع، وأسّس الانتصار لميزان ردع قوي وكبير لحماية لبنان، والمقاومة تطوّرت وتقدّمت وعزّزت قوة الردع مع العدو الإسرائيلي منذ حرب تموز وحتى اليوم».
وأشار نصرالله إلى أن «هناك إجماعاً في كيان العدو على تآكل الردع عندهم تجاه لبنان وغزة والضفة وجنين، وكان هدف العدو من خلال العملية الكبيرة في معركة جنين الحصول على صورة النصر والردع، لكنّ العكس حصل بفضل صمود أهالي المخيم وشجاعة المقاومين. والدليل على فشل العدوان على جنين هو استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل متزامن خلال العدوان على جنين وبعدها في الضفة الغربية». وقال إنه «بفضل التضحيات كانت الإنجازات في حرب تموز والتي يقف في مقدّمها إسقاط الشرق الأوسط الجديد، وهذا الإنجاز وضع الكيان الإسرائيلي على خط الاندحار».
*************************************
افتتاحية صحيفة النهار
سخونة جنوبية وصدمة من البرلمان الأوروبي: نصرالله لإكمال “الثلاثي” لحود – عون- فرنجية
في الذكرى الـ 17 لحرب تموز، لم تكن الأنظار مركزة على الحدود #الجنوبية حيث برزت بعض المخاوف من حادث غامض تفاوتت حوله الروايات فحسب، بل ان تشابكا واسعا في الأولويات والتطورات الضاغطة بقوة على لبنان بدا مستحوذا على المشهد الداخلي. هذا التشابك تراوح بين التوتر الناشئ على الحدود الجنوبية وما يثار في شأن الترسيم البري وانطلاق عمليات الحفر البحري، وبين التطور الصادم المتمثل في تصويت البرلمان الأوروبي على قرار بدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان تغلفه نبرة ادانة “مهينة” للشعب اللبناني، ولو ان القرار لا يحمل صفة تنفيذية، وصولا الى انطلاقة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في الجولة الثانية من مهمته من الرياض، فضلا عن ازدياد الغموض حيال مصير ازمة حاكمية مصرف لبنان في وقت مثل الحاكم الحالي رياض سلامة مجددا امس امام القضاء اللبناني، وسيعاود المثول الثلثاء. كل هذا اسبغ مناخا شديد التوهج على الأجواء الداخلية فيما تترقب الأوساط السياسية وصول الموفد الفرنسي الى بيروت في مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح لتبين طبيعة المهمة والأفكار والاتجاهات التي سيحملها والتي ستكون حصيلة للقاءاته في الرياض والدوحة حيث سيشارك في اجتماع اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر، في حين بدا لافتا تصعيد رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع امس مواقفه الرافضة للحوار كما يطرحه الفريق الممانع في رسالة مباشرة وواضحة الى الموفد الفرنسي قبيل عودته الى لبنان.
اذن وقبل ساعات قليلة من القاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد #حسن نصرالله مساء امس كلمة في الذكرى الـ 17 لحرب تموز، سجلت سخونة عند الحدود الجنوبية مع حصول حادث أدى وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني الى إصابة عناصر من “حزب الله” في “هجوم” على الحدود. وجاء ذلك بعد سماع دويّ انفجار في بلدة البستان بين الناقورة ومدينة صور.
الانفجار الذي وقع عند الحدود كما بثته وسائل اعلام اسرائيلية.
وفيما لم يكن الجيش اللبناني او اليونيفيل او “حزب الله” اصدروا بعد أي بيان يوضح ما جرى، صدر أوّل تعليق إسرائيلي على الحادث اذ نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقطع فيديو يُظهر شباناً يسيرون أمام السياج الحدودي مع لبنان، قبل أن يتمّ استهدافهم، وعلّق قائلاً: “اقترب عدد من الأشخاص إلى السياج الأمني على الحدود مع لبنان وحاولوا المساس في منطقة العائق الأمني، حيث رصدتهم القوات الإسرائيلية واستخدمت وسائل لإبعادهم”. وأعلن أدرعي أنّ “هوية الأشخاص غير معروفة”، مضيفاً: “سنواصل العمل لمنع أيّ مساس بالسياج الحدودي”.
كما جرى تناقل معلومات عن أنّ الانفجار قد يكون ناجماً عن تصدّي عناصر “حزب الله” لمسيّرة إسرائيلية في المكان، تم تفجيرها عن بعد، وسط استنفار للجيش اللبناني.
نصرالله
وتناول نصرالله في كلمته مساء المستجدات الأمنية الحدودية وإصابة 3 عناصر من “حزب الله”، فقال: “أنتظر نتائج التحقيقات لمعرفة حقيقة ما حصل عند الحدود اليوم، لأن ثمّة أكثر من حادث حصل”. وبالنسبة لأراضي الغجر واحتلالها من قبل اسرائيل ذكّر نصرالله أن “إسرائيل أطلقت عمليات السياج شمال الغجر منذ سنة قبل نصبنا الخيم، وهذه الأراضي لبنانية معترف بها دولياً ولا سجال حولها، والجيش حاول المنع لكنه فشل”. وكشف أن “الخيمتين اللتين نصبناهما أضاءتا على الوضع عند الحدود الجنوبية، ما أدّى إلى تحرّك المجتمع الدولي، والخيمة الأولى نُصبت داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا فيما الثانية تقع في الأراضي اللبنانية”. واعتبر أن “إسرائيل لم تتعرّض للخيمة لأنها تعرف ان لذلك تبعات، وهي دفعت بالوساطات الدولية لحل الملف”. وشدّد على أن “ما من شيء اسمه ترسيم الحدود البرّية لأن الحدود مرسّمة بين لبنان وفلسطين، وثمّة نقاط تحتلها إسرائيل لم نحرّرها لأنها مسؤولية الدولة اللبنانية، والغجر أرض لبنانية”.
وفي الملف السياسي الداخلي، أكّد نصرالله أن الثنائي الشيعي “لا يُريد إلغاء الطائف ولا المثالثة، والهدف مما يُشاع توتير الجو طائفياً”، لافتاً إلى أن “السياديين هم من يتحدّثون عن الفيديرالية وتغيير تركيبة لبنان”. وقدم مطالعة مطولة نفى فيها ان يكون الثنائي الشيعي يطالب باي ضمانات دستورية او غيرها في موقفه من الانتخابات الرئاسية كما نفى ان يكون سعيه الى ضمانات لسلاح المقاومة . واللافت ان نصرالله الذي اكد التمسك بترشيح #سليمان فرنجية شدد للمرة الأولى على ان الضمانة الوحيدة التي نطلبها هي شخص الرئيس. وإذ لفتت مقاربته لدعم انتخاب كل من الرئيسين اميل لحود وميشال عون، وسليمان فرنجية قال ان “الثنائي الشيعي يؤمن بأنّ رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية شجاع و”عندو ركاب” ولا يطعن المقاومة في ظهرها ولديه المواصفات لأن يكون رئيساً للجمهورية” .
القرار الصادم
اما “الصدمة”الأوروبية للبنانيين فتمثلت في ما اعلنه النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تييري مارياني امس من ان “البرلمان الأوروبي صوّت بأغلبية ساحقة على قرار يدعم إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان” . وقال في تغريدة في حسابه في تويتر: “من بين المسؤولين الفرنسيين المنتخبين، فقط أولئك الذين ينتمون إلى التجمع الوطني صوتوا ضد هذه الإهانة للبنانيين ومستقبلهم”.
وكان مارياني وجّه الثلثاء، رسالة مصورة الى اللبنانيين، حذرهم فيها من “قرار سيتم التصويت عليه في البرلمان الاوروبي الاربعاء 12 تموز”، منبها الى ان نص القرار “طعنة حقيقية في ظهر اللبنانيين”. وأوضح في تسجيل مصور له، نشره في حسابه في تويتر، ان قرار البرلمان الاوروبي “يتهم الشعب اللبناني بالسماح للخطاب المناهض للاجئين بالازدهار”. وقال: “البرلمان الاوروبي سيتهم تقريبا أحد أكثر الشعوب ترحيباً بضيوفه، بكراهية الاجانب”، و”الأسوأ من ذلك يدعو مجددا إلى ابقاء اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية بدلاً من إعادتهم الى سوريا”.
في غضون ذلك فوجئت الأوساط اللبنانية بالانباء عن شروع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في تحركه الجديد امس من خلال لقائه في الرياض المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار العلولا، في ديوان وزارة الخارجية بما شكل مؤشرا متقدما حيال اقتراب وصول لودريان الى لبنان في الأيام المقبلة . وأفادت المعلومات عن لقائه العلولا انه جرى عرض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحث تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
جعجع
ووسط تصاعد التوقعات في شأن طرح الحوار لدى عودة لودريان الى لبنان لوحظ ان “القوات اللبنانية ” حرصت على رفع وتيرة رفضها لحوار يستبق الانتخابات الرئاسية بشروط القوى الممانعة. وابلغ رئيس حزب “القوات” سمير جعجع السفيرة الأميركية دوروثي شيا “استغرابه الدعوة الى الحوار من قبل معرقلي الانتخابات الرئاسية، فيما لو التزم هؤلاء بما يمليه عليهم الدستور ولم يخرجوا من داخل قاعة المجلس النيابي بغية تطيير النصاب، لكان لبنان اليوم ينعم برئيس جديد للبلاد يخطط كيفيّة وضع لبنان على سكة الإنقاذ”. وأوضح جعجع مجدداً أن” الحوار بالشكل الذي يطرحه فريق الممانعة هو حرف للنظر وحرمانٌ للبنانيين من فرصة إنتخاب الرئيس، التي كادت ان تتحقق في جلسة 14 حزيران التي خرجوا منها بهدف عرقلتها، انطلاقاً من هنا ،من الواجب عليهم اليوم الدعوة الى جلسة انتخاب بدل طاولات الحوار، وعقد دورات متتالية تماما كما حصل عند انتخاب رئيس لمجلس النواب الأميركي في كانون الثاني الماضي ، باعتبار أن هذا هو الطريق الوحيد نحو انتاج رئيس للجمهورية.
وكان جعجع ابلغ الموقف نفسه الى المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ، قبيل مغادرتها الى نيويورك حيث ستعرض تقريرها السنوي حول القرار 1701 في مجلس الامن. وتطرّق جعجع الى الملف الرئاسي العالق واعتبر ان “تمسّك فريق الممانعة بالحوار وفق الشكل الذي يطرحه ، هو بهدف تشتيت الأنظار وتضييع الفرصة السانحة امام اللبنانيين”، شدّد على “ضرورة إقلاع هذا الفريق عن سياسة التعطيل التي ينتهجها والتوجه الى المجلس النيابي، وعدم الخروج منه قبل انتخاب الرئيس العتيد الذي طال انتظاره”.
وفي حديث تلفزيوني مساء قال جعجع: “لحقنا الكذاب على باب الدار ومن هذا المنطلق لن نضيّع وقتا إضافيا على اي حوار فهو لن يوصلنا إلى مكان”.
وأكد ان “غالبية فرقاء المعارضة ترفض الحوار بصيغته، فلو كانت نية حزب الله إنهاء الفراغ لكان التقى نوابنا في البرلمان، ولكان الرئيس بري قدّم أسماء، وحين دعانا البعض الى تسمية مرشحين، رفضوا ميشال معوّض وصلاح حنين وسواهم من الأسماء وأصروا على سليمان فرنجيّة، وهم يحاولون جاهدين إقناع المعارضة به”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الحزب” لا يريد الترسيم وإسرائيل جرحت 3 من عناصره
نصرالله يحجز “الإستحقاق” لفرنجية… وجعجع: إنزلوا إلى الإنتخابات
من مشهدية الحرائق نتيجة التراشق بين القوات الإسرائيلية ومحتشدين لبنانيين احتفالاً بذكرى حرب تموز قرب الحدود في الجنوب قبالة مستوطنة المطلّة أمس
كأنها صدفة خير من ميعاد جمعت مساء أمس، وفي وقت واحد، الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. لم يلتقِ الرجلان الى طاولة حوار، إنما أطلا من شاشات التلفزة. وفي هذا الحوار التلفزيوني غير المباشر، كانت هناك مقاربتان، وكأنهما خطان متوازيان لا يلتقيان. أطل نصرالله من نافذة الذكرى الـ 17 لحرب تموز لينفذ منها الى ملف الاستحقاق الرئاسي. في المقابل، أطل جعجع من نافذة الدستور ليجيب، بطريقة غير مباشرة على كل طروحات السيد الرئاسية.
قد يبدو المشهد ظاهرياً وكأنه «حوار طرشان»، لكنه في مضمونه «حوار على الطريقة اللبنانية»، على ضفتي قوى الممانعة والقوى السيادية.
من ناحية نصرالله، بدأ من «مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي الذي سقط في لبنان عام 2006 في عدوان تموز»، مروراً بـ»معركة جنين»، معرجاً على «خيمة وضعناها داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا»، مشيراً الى ان «ما يجري الآن ليس ترسيماً للحدود البرية مع كيان العدو، بل نحن نطالب بانسحاب العدو من النقاط اللبنانية المحتلة»، وصولاً الى «موضوع قرية الغجر التي يجب أن تعود إلى لبنان بلا قيد وبلا شرط».
ومن المنطقة والجنوب الى الوضع الداخلي قال نصرالله إن»الحزب» لا يريد شيئاً في لبنان إلا «شخص الرئيس» المقبل للجمهورية. فبعدما عدّد «أفضال» الرئيس اميل لحود ومن بعده الرئيس ميشال عون وصل الى «الوزير سليمان فرنجية الذي يحظى بثقتنا كمرشح للرئاسة ولا يطعن ظهر المقاومة». ومن هنا، أشار الى جهوزية «الحزب للحوار»، «مطمئناً» اللبنانيين: «لن نستعمل سلاح المقاومة لفرض أي خيار سياسي في الداخل».
ومن ناحية جعجع ، وفي حديث عبر الـ»LBCI» في برنامج «حوار المرحلة»، قال: «نحن لم نرفض الحوار فقط لمجرد الرفض، بل «لحقنا الحوار الى باب الدار» .
وعن الانتخابات الرئاسية، قال: «هم يعطلون النصاب خوفاً… فريق الممانعة يريد تعطيل العملية الانتخابيّة، أما نحن فنرفض الرضوخ ونطالب بالعمل على أساس الدستور. البطريرك مار بشارة بطرس الراعي دعا الى ثلاث دورات متتالية يتبعها الحوار، بينما نحن نؤيّد فتح دورات متتاليّة حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد».
وعن تحقيقات أحداث القرنة السوداء، لفت جعجع الى انتهائها، و»هناك موقوفان من بشري، و9 من بقاعصفرين، ونحن في انتظار القرار الظنيّ، وقلبي مع بشري، وتصرف نائبي بشري كان جيّداً، في المقابل تصريح جهاد الصمد القديم كان مضراً للغاية».
وعن تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان المركزيّ، قال جعجع: «في المبدأ ودستورياً لا يحق لحكومة تصريف الأعمال تعيين حاكم جديد، ولكن قلنا في حينه أنه في حال كانت خطوة تعيين شخصية كفوءة ستخفف عن اللبنانيين، فلا مانع، في ظل غياب الانفراج الرئاسي».
وخارج لبنان ، وتحديداً في الرياض، التقى أمس المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، في ديوان وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، والبحث في تطورات الملف اللبناني. كما نوقشت المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن التطورات السياسية ، الى «التسخين» المفاجئ على الحدود الجنوبية، حيث أصيب ثلاثة عناصر من «حزب الله» بجروح امس بنيران إسرائيلية قرب «بركة ريشا» الواقعة بين قريتي البستان ويارون. ولم يصدر عن «الحزب» أي بيان رسمي في شأن الحادث الذي لم تتضح معالمه أمس.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
توتر أمني بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان
إصابة 3 عناصر من الحزب «اقتربوا من السياج الحدودي»
توتر الوضع الأمني على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، إثر استهداف القوات الإسرائيلية مجموعة من عناصر «حزب الله» قالت إسرائيل إنهم اقتربوا من السياج الحدودي، ما أدى إلى إصابة 3 منهم.
وجاء هذا التطور الأمني بالتزامن مع توتر حدودي بين لبنان وإسرائيل، تدخلت وساطات دولية لمعالجته، ويتمثل في إنشاءات أقامها الجيش الإسرائيلي في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية جنوب شرقي لبنان، بما يوحي بضمها، في مقابل خيمتين لـ«حزب الله» أقامهما في منطقة مزارع شبعا التي يعدّها لبنان أرضاً محتلة.
وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن إلقاء جنود الموقع الإسرائيلي الواقع جنوب غربي بلدة البستان (قضاء صور) قنبلة باتجاه مجموعة من الشبان كانت تحاذي السياج الحدودي الشائك، تبين لاحقاً أنهم من «حزب الله»، وأصيب 3 منهم بجروح طفيفة نقلوا إثرها إلى مستشفى «حيرام» في صور. وبحسب المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام المحلية، فإن الاستهداف تم مقابل موقع بركة ريشة في البستان، وأصيب الشبان الثلاثة بشظايا قنبلة رماها الجيش الإسرائيلي من الموقع.
وبينما لم يصدر «حزب الله» أي بيان يوضح ملابسات الحادثة، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر مجموعة مؤلفة من 5 أشخاص اقتربت من السياج الشائك، قبل أن تنفجر قنبلة، ويتراجع الجميع إلى الخلف.
وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن عدداً من الأشخاص اقتربوا من السياج الأمني على الحدود مع لبنان، وقاموا بإلقاء الحجارة وإشعال حريق بالقرب من السياج داخل الأراضي اللبنانية؛ ما دفع الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار في الهواء لإبعادهم، مشيراً إلى أن هوية المشتبه بهم «غير معروفة». وقال أدرعي إن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لمنع إلحاق الضرر بالسياج الحدودي.
ومنع الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» المدنيين من الاقتراب من السياج الشائك، فيما سُجل تحليق مكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية فوق مناطق حدودية في الجنوب.
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إنها على علم «بوجود تقارير مزعجة حول وقوع حادث بطول الخط الأزرق»، وحثت جميع الأطراف على العزوف عن التصعيد نظراً «للحساسية الشديدة» للموقف. ووصف المصدر اللبناني الذي أطلع على التطورات في الجنوب الحادث بأنه هجوم، وقال إن عديدين من أعضاء «حزب الله» أصيبوا، وقال إن القوات الإسرائيلية أطلقت «شيئاً يشبه القنبلة اليدوية» انطلقت منه شظايا أصابت 3 أعضاء في الحزب. وقال مصدر آخر مطلع على تفاصيل الحادث إن إسرائيل استخدمت «تقنيات وقائية» عقب تكرر محاولات لتخريب السياج الحدودي.
وأضاف المصدر أن إحدى هذه التقنيات، وهي تقنية «غير فتاكة وهي النسخة الشبيهة بالألغام من القنبلة الصوتية»، استخدمت وهي «مصممة للصعق باستخدام الضوضاء المرتفعة».
ووقع الحادث في الذكرى 17 لحرب يوليو (تموز) 2006 بين لبنان وإسرائيل التي أسفرت عن مقتل 1200 في لبنان معظمهم من المدنيين ونحو 160 إسرائيلياً، معظمهم من القوات التي كانت تقاتل «حزب الله» داخل لبنان.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الأوروبيون يفخّخون لبنان بقنبلة النازحين… مهمة لودريان في حقل ألغام… وتوتر جنوباً
لم يسبق لدولة في العالم أن واجَهت محاولات من الداخل والخارج لتفسيخ كيانها والاخلال بنسيجها ونسف بنيتها السياسية والاجتماعية والأهلية، مثل ما يواجهه لبنان في هذه المرحلة. وهو الأمر الذي يطرح مخاوف جدية على مستقبل هذا البلد ومصيره كوطن ودولة وكيان.
الملف الرئاسي على نار الحراك الفرنسي، الذي ينتظر أن يشهد لبنان مطلع الاسبوع المقبل جولة جديدة مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، في مهمة صعبة لإنضاج ما تعتبره باريس حلاً سريعاً يُخرج لبنان من ازماته السياسية والرئاسية والاقتصادية. الا انّ المقاربات الداخلية لتلك المهمة تتقاطَع عند اعتبارها مضمونة النتائج، وعاجزة عن عبور حقل الالغام اللبناني. وصياغة حل عبر حوار بين المكونات السياسية، بالنظر الى الاعتراضات التي تتوالى حوله من قبل اطراف تصنّف نفسها سيادية. ولفت في هذا السياق اعلان «القوات اللبنانية» انها أبلغت لودريان عدم مشاركتها في اي حوار.
واللافت على مسافة ايام من وصوله الى بيروت، انتقل الموفد الرئاسي الى المملكة العربية السعودية، حيث التقى في ديوان وزارة الخارجية السعودية في الرياض المستشار في الامانة العامة لمجلس الوزراء نزار بن سليمان العلولا. واقتصرت المعلومات الموزّعة على الاشارة الى ان الجانبين استعرضا العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحثا تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
ووصفت مصادر مواكبة للحراك الفرنسي زيارة لودريان الى السعوديّة بأنّها زيارة تنسيقية تنطوي على اشارة واضحة الى ان الرياض في قلب المسعى الفرنسي وشريكة مباشرة في الحراك الفرنسي حول الملف اللبناني الذي يشكل حلّه أولوية أساسية بالنسبة الى باريس والرياض، في مساعدة اللبنانيين على التوافق على انجاز استحقاقاتهم الدستورية، وهو ما اكد عليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان».
عواصف واستضعاف
الى ذلك، لا يحتاج اي مراقب للمشهد اللبناني الى كثير عناء لكي يستنتج ان لبنان بات وطنا مغلوبا على أمره، وكيانا رَخْواً تتلاطمه عواصف الداخل والخارج في آن. فمكوّنات العبث السياسي ماضية في استباحة هذا البلد واضعافه، وأوكلت إلى نفسها وظيفة استيلاد الازمات والتصديع المجاني للأسس التي يقوم عليها لبنان، وهدم الجسور المؤدية الى انفراج رئاسي وسياسي واقتصادي ومالي.
هذا الاستضعاف المتمادي داخلياً، يلاقي أو يمهّد عن قصد او عن غير قصد، لاستضعاف أكبر من الخارج، ولو كان لبنان يتمتّع بشيء من الحصانة والمناعة الداخلية لما تجرّأ عليه احد من الخارج. واذا كانت مهمة لودريان الرئاسية، على اهميتها، لا تعدو اكثر من نسمة حلّ فرنسية يُراد لها أن تلفح الجو العاصف اصلا في لبنان، الا انّ خطرا كبيرا جدا كامن في موازاتها، يتبدّى في عاصفة اوروبية متناغمة مع توجّه أممي، باتت على شفير ان تضرب لبنان في صميمه وتفخيخه بعبوة توطين النازحين السوريين في لبنان، تؤسس لانفجار اجتماعي وديموغرافي رهيب.
توطين النازحين
فعلى الرغم من المطالبات الحثيثة والمتتالية من قبل لبنان للمجتمع الدولي بمساعدته على رفع عبء النازحين السوريين واعادتهم الى سوريا، بالنظر الى الاكلاف الباهظة التي يتكبدها، يصمّ المجتمع الدولي آذانه، واكثر من ذلك ينتهج مسارا ملزما للبنان بالرضوخ لقرار توطين النازحين، وهو ما بَدا جلياً في «التوطين المقنّع» الذي طرحته مفوضية اللاجئين لجهة منح ما يزيد على مليون و600 الف نازح سوري إقامات في لبنان، بما يمنحهم امتيازات قانونية لجهة التعلم وامتلاك المسكن ومعظم الحقوق القانونية التي يتمتع بها المواطنون اللبنانيون». وكذلك في ما اعلنه مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبل فترة قصيرة، حول ان الاتحاد لن يدعم عودة النازحين السوريين إلى سوريا، إلا إذا كانت طوعية.
إهانة للبنان
وآخر هذه التجليات تصويت البرلمان الاوربي امس، على قرار يدعم إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان. وكتبَ النائب الفرنسي في البرلمان الاوروبي تييري مارياني في تغريدة امس: «كما قد أعلنت في الأمس، صوّت الآن البرلمان الأوروبي بأغلبيّة ساحقة على قرار يدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان. ومن بين الممثلين الفرنسيّين المنتخبين، فقط التّابعون لـ«الراسابلومان ناسيونال» (التجمع الوطني) صوّتوا ضدّ هذه الإهانة للّبنانيين ولمستقبلهم».
وكان مارياني قد اطلق في مقطع «فيديو» تحذيرا الى اللبنانيين و الى كلّ من يحب لبنان من أمر خطير، له علاقة بالقرار الذي سيصوّت عليه أعضاء البرلمان الأوروبي حول لبنان.
وقال: إنّ القرار الذي تقدّم به حزب الشعب الأوروبي (PPE) «أصبح بمثابة طعنة حقيقية في ظهر اللبنانيين»، مشيرا الى ان نص القرار يتّهم الشعب اللبناني بـ«السماح بتصاعد الخطاب المعادي ضد اللاجئين».
ولفت مارياني الى ان «البرلمان الأوروبي يتّهم أحد أكثر شعوب العالم ترحيباً بضيوفه برُهاب الأجانب»، مضيفاً «الأسوأ من ذلك أنه يدعو مجدّداً إلى إعالة اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية بدلاً من إعادتهم الى سوريا».
كما توجّه مارياني الى اللبنانيين بالقول: «أنتم تعرفون أكثر مني، بما أنّكم تعيشونه، لبنان على وشك الانفجار تحت ضغط اللاجئين السوريين، الذين يبلغ عددهم اليوم مليونين على أرضكم، التي تضمّ أصلاً ستة ملايين لبناني». اضاف: «انا اشرح هذا الأمر على الشكل التالي لأصدقائي في فرنسا: تخيّلوا أن نستقبل في بلادنا 22 مليون لاجئ، وأن يقول لنا الإتحاد الأوروبي: سأساعدكم مادياً واحتفظوا بهم على ارضكم، وفي مدارسكم وفي مستشفياتكم. والواقع أن اللاجئين بدأوا بتغيير وجه لبنان وأوشكوا على تفجير الوضع والمجتمع».
وقال: «يمكننا التوصّل الى 3 خلاصات: بداية، أنّ اعضاء حزب الشعب الأوروبي استسلموا وخانوا محاوريهم اللبنانيين، الذين حضروا وتمنّوا عليهم تغيير رأيهم بالنسبة لملف النازحين السوريين. كما أنّ البرلمان الأوروبي سيحظى بالاحترام في لبنان عندما يتوقّف نهائياً عن التدخّل والتهديد بفرض عقوبات، على الرغم من إدّعائه بالدفاع عن سيادة البلاد. وفي الختام، على لبنان أن يتوقّف عن جعل نفسه منبوذاً من السياسة الأوروبية».
وفي سياق متصل اشار مارياني الى ان «القرار الأوروبي يحمّل الاحزاب السياسية اللبنانية مسؤولية البطء في إتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وقال: «ليس لدينا اي مصلحة باستمرار الضغط على الليرة اللبنانية، وتسريع هجرة الكوادر من لبنان. نعم الاصلاح السياسي ضرورة في لبنان ولكن يجب ان يقوم اللبنانيون بذلك، بمشاركتهم جميعاً ومن أجلهم جميعاً».
ومعلوم ان للنائب الفرنسي المذكور موقفا لافتا في وقت سابق، بخصوص «ضرورة مساعدة لبنان على إعادة النازحين إلى وطنهم ، وما يريده اللبنانيون ليس أن نساعدهم في إبقاء اللاجئين، بل ان نساعد على عودة النازحين إلى ديارهم». وقال: الاتحاد الأوروبي يرفض التفاوض مع النظام السوري ولكن معذرة أيها الرفاق، لقد انتصر في الحرب، فماذا نفعل؟ هل سنجعل لبنان يدفع ثمن 50 عاما».
بيان الاتحاد الاوروبي
وكان الإتحاد الأوروبي قد دعا الحكومة اللبنانية إلى المباشرة في تنفيذ الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية الرئيسية التي ستضمن الانتعاش السياسي والاقتصادي للبلاد، بما في ذلك تنظيم القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل قطاع الكهرباء. كما رَحّب الإتحاد الأوروبي باعتماد تعديلات على قانون السرية المصرفية اللبناني كخطوة رئيسية نحو تحصيل المساعدات المالية الدولية، وتحديداً من صندوق النقد الدولي.
وشدد الإتحاد الأوروبي على حَث البلاد على مواصلة تنفيذ الإصلاحات، بما في ذلك في القضاء، لضمان الاستقلال ومنع التدخل السياسي والإفلات المؤسسي من العقاب في نظام العدالة.
مؤامرة على لبنان
الى ذلك، اكد مرجع سياسي مسؤول لـ«الجمهورية» ان هذا القرار الاوروبي المتعلق بالنازحين مُدان شكلاً ومضموناً، إذ بدل ان يساعد المجتمع الدولي وتحديدا الاوروبيون على حل مشكلة النازحين السوريين وتسهيل عودتهم الى ديارهم، يمنعون هذه العودة ويعمّقون المشكلة اكثر… انه امعان في ابقاء هذه الازمة قائمة، وهو في الوقت ذاته مؤامرة كبرى تُحاك ضد لبنان، تتطلب موقفا داخليا جامعا وموحدا لمواجهتها وتجنيب البلد تداعياتها الخطيرة».
وفيما ينتظر ان يفرض القرار الاوروبي نفسه بندا اساسيا في جدول المتابعات الحكومية، اشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة الى ان هذا القرار سيكون بندا رئيسيا في جلسة تعقدها اللجنة مطلع الاسبوع المقبل، لدرس تداعياته وابعاده واتخاذ القرار المناسب في شأنه.
وابلغ علامة الى «الجمهورية» قوله: ان اللجنة تولي ملف النازحين السوريين اهمية قصوى، وسبق لها ان قامت بسلسلة لقاءات واتصالات في هذا الشأن مع مختلف البعثات الديبلوماسية، مشددة على العودة الطوعية للنازحين، وعلى ان من ابسط حقوق النازح السوري هي ان يعود الى بلاده، وهذا حقه الطبيعي، وهذا ما ستؤكد عليه اللجنة».
الرابطة المارونية
وكان رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم قد اصدر بيانا استهجَن فيه «الخطاب المناهض للشعب اللبناني الذي يسعى الاتحاد الاوروبي الى تكريسه في مشروع القرار الذي قدمه عدد من النواب، والذي يحمل في طياته اهانة غير مبررة للدور الانساني الكبير الذي قام به الشعب اللبناني ولا يزال، مع الشعب السوري الشقيق الذي نزح الى لبنان منذ بدء الاحداث في سوريا».
وقال: «ان ما قدمه لبنان وشعبه للنازحين السوريين، على حساب كل اللبنانيين، من معاملة وسكن وتعليم وطبابة وعمل، وما تسبب به هذا النزوح من اضرار على بُناه التحتية وعلى البيئة، لم يقدمه اي بلد او شعب في العالم». ودعا السلطات اللبنانية الرسمية المعنية الى التواصل مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي لِوَقف هذا الاجراء المهين وبالسرعة المرجوة، كما تمنى على كل القطاعات الحزبية والمجتمع المدني رفض هذا القرار».
وردا على سؤال حول بيان الرابطة المارونية، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب: لقد وصل إليّ هذا الامر، وأرسلته الى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة.
وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة، في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أقل ما يقال عن قرار البرلمان الأوروبي تجاه النزوح السوري إنه وقحّ وفظٌ، ويُعبر عن ذهنية استعمارية بالتعاطي مع سيادة دولة مستقلة، وعلينا كلبنانيين تنحية الخلافات جانباً ورفع الصوت برفض موقف دول الانتداب الجديد، آن الآوان كي نتعاطى مع الآخرين من موقع الندّية والكرامة الوطنية».
واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب نيكولا صحناوي ان القرار الذي يدعم بقاء واندماج النازحين، يشكّل خطرا وجوديا على لبنان وهو بمثابة اعدام له. وقال: علينا كلنا كلبنانيين من كل الأحزاب والطوائف أن نتوحد لمواجهة هذا الخطر الذي يذكرنا بمؤامرة اللجوء الفلسطيني الذي جَلب الويلات على لبنان وعلى اللبنانيين».
توتر جنوباً
من جهة ثانية، خَيّمَ جو من التوتر امس، في الاجواء الجنوبية المحاذية للحدود، ويأتي بالتزامن مع التطورات التي تسارعت حول ملف الغجر ومصصير الشق اللبناني منها، واستحضرت الحديث عن ترسيم الحدود البرية، تزامنا مع زيارة المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، وتردد انباء عن احتمال زيارته الى بيروت.
ولوحظ امس، ان اجواء الحذر سادت على مدى النهار، على جانبي الحدود الجنوبية، تطورت في فترة بعد الظهر حيث تحدثت بعض المعلومات عن سقوط 3 اصابات في صفوف شبان خلال تَصدّيهم لطائرة مسيرة اسرائيلية مقابل بركة ريشا في الجنوب…
وافادت معلومات اخرى بأن «طائرة مسيرة اسرائيلية استهدفت عناصر من «حزب الله» اثناء قيامهم بوضع برج مراقبة في خراج بلدة يارين الجنوبية، ما ادى الى سقوط 3 جرحى، وقد اسقط «حزب الله» المسيرة، فيما استنفر الجيش اللبناني واليونيفيل على الحدود لضبط لوضع».
وافادت القناة «14 الاسرائيلية عن وقوع «حدث أمني غير عادي متورط فيه الجيش «الإسرائيلي» بالقرب من الحدود».
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الحدث الأمني يتلخّص في أن شبانا أطلقوا مفرقعات نارية باتجاه مستوطنة المطلة، ورد الجيش الاسرائيلي رد بإطلاق رصاص في الهواء وبإلقاء قنابل الغاز.
ونقلت «الجزيرة» عن مصادر عسكرية إسرائيلية تأكيدها إحباط ما سَمّته «محاولة تخريب» للسياج الأمني على الحدود مع لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر تويتر: «اقترب عدد من المشتبه فيهم في وقت سابق اليوم الى السياج الأمني عند الحدود مع لبنان، وحاولوا المساس في منطقة العائق الأمني حيث رصدهم الجيش الاسرائيلي مباشرة واستخدمت وسائل لإبعادهم».
واشار إلى أن «هوية المشتبه فيهم غير معروفة»، مؤكداً أنهم «سيواصلون العمل لمنع أي خرق لسيادة إسرائيل والمساس بالسياج الحدودي».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
متاريس رفض الحوار تنتصب بوجه لودريان قبل عودته من الخليج
نصرالله: ضمانة السلاح بشخص الرئيس.. وجعجع مع تعيين حاكم جديد للمركزي
أول غيث الحركة الدبلوماسية قبل العودة الى بيروت، للموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جان إيف لودريان كان في الرياض، حيث التقى المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار بن سليمان العلولا، في ديوان وزارة الخارجية في العاصمة السعودية.
وحسبما اعلن، جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحث تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
على ان ما استوقف المصادر الدبلوماسية في بيروت والاوساط السياسية انتصاب متاريس ما يمكن وصفه «برفض الحوار» سواء من قبل فريق حزب الله، وفقاً لما جاء على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله، او رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي لحق «الكذاب على باب داره»، في المرات السابقة، وهذا التباعد يفترض ان تكون مهمة لودريان محفوفة بمخاطر هدر الوقت مجدداً.
نصر الله: لا حوار بشروط
وفي السياق، أمين عام حزب الله اكد على استمرار الحوار مع التيار الوطني الحر، معلناً انتظاره لما سيحمله لودريان.. داعياً للاستفادة مما يجري في المنطقة، رافضاً ان يكون الحل بالفيدرالية او بالتقسيم.
وختم السيد نصر الله: الحوار بشروط لم يعد اسمه حوار، وصحيح وعندما نأتي الى طاولة الحوار لدينا اسم سليمان فرنجية، ولكن سنتناقش ولا حل في لبنان الا بالاتفاق بين بعضنا البعض وعندما تكون هناك جهوزية للحوار، نحن حاضرون ولا مشكلة لدينا بهذا الامر، مؤكداً انه سيطلب من نواب وكوادر الحزب عدم التكلم مجدداً بالحوار..
ورفض ان يكون ترشيح فرنجية فرض رئيس على المسيحيين.. واصفاً فرنجية انه شجاع ووفي وصادق، ولا يغدر، ولديه ركاب.. مؤكداً اننا لا نبحث عن ضمانات دستورية، لسلاح المقاومة، بل نبحث عن شخص الرئيس.. و«نحن بهذه النقطة منسجمون مع انفسنا».
اضاف: ليس من مصلحة لبنان تشريع سلاح المقاومة، وألا تتحمل الدولة مسؤولية سلاح المقاومة.
واشار الى ان الضمانة الحقيقية هي شخص الرئيس، فنحن في بلد شرقي، والشخص اساس.. وموضوعنا نحن انتخاب الرئيس.. مذكراً انه بحرب تموز شخص الرئيس لحود هو الذي شكل ضمانة للمقاومة في حرب تموز.. معيداً التأكيد على دعم الرئيس ميشال عون، لانه لا يطعن المقاومة بالظهر..
واوضح ان النائب السابق سليمان فرنجية هو من اقطاب الموارنة، وهو مرشح طبيعي.
وقال: ان المقاومة ليس لفرض خيارات سياسية على الشعب اللبناني، معتبراً ان المس بسلاح المقاومة هو اكبر خدمة لاسرائيل، واكد التمسك بالطائف..
وقال السيد نصر الله: ما يجري الآن ليس ترسيماً للحدود، والمطلوب فقط الضغط على اسرائيل للانسحاب من النقاط التي دخلتها مؤخراً.
وفي ما خص قرية الغجر، ذكر بالبيان الذي اصدره حول دور الجيش والحكومة في منع قضم هذه القرية، منتقداً صمت ما اسماه «السياديين»، مؤكداً ان هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه، داعياً لموقف حاسم، داعياً لعودتها الى لبنان دون قيد او شرط.. والجهد سيكون متكاملاً بين الدولة والمقاومة.. مؤكداً ان هذه الارض لن تترك للاسرائيليين، داعياً الامم المتحدة لتسجيل الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701 منذ الـ2006.
لكن مصادر التيار الوطني الحر تربط بين نتائج الحوار الثنائي المستجد بين حزب الله والتيار حيث «يتطلب تفهماً لوجوب البحث عن مرشح ثالث، والتفاهم على برنامج، او الذهاب الى جلسات متتالية..».
جعجع يرد
وفي ما يشبه الردّ على الدعوة الى الحوار، قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية: بدل ان يدعو حزب الله الى الحوار فليتوقفوا عن تعطيل الانتخابات الرئاسية.
وأكد رفض «الرضوخ للفريق الآخر، وعندما يحتكمون للدستور عندها نذهب للحوار..
واشار جعجع: لحقنا «الكذاب على باب الدار» ومن هذا المنطلق لن نضيع وقتاً اضافياً على اي حوار لحظة من اللحظات من دعاة الحوار..
وكشف جعجع انه اذا كانت مهمة لودريان الدعوة فقط للحوار، فلا حاجة لان «يعذب نفسه ويأتي»، داعياً للوصول الى شخص ثالث، معروف سلفاً.. رافضاً فكرة التوافق، مشدداً على اجراء الانتخابات الرئاسية.
وقال جعجع: اسم قائد الجيش مطروح للرئاسة منذ البداية، لكن مرشحنا الآن هو جهاد ازعور.
ورأى جعجع، حسب معطياته ان الوضع في الغجر هو ما كان عليه منذ العام 2000، واصفاً ما يجريه «حزب الله» بالمسرحيات.
واعتبر جعجع ان المقاربة هي عدم الاتيان بحزب الله إلى السلطة او انتظار فرصة ستكون سانحة لمصلحة لبنان.
ودعا للجلوس في اطار الطائف، للنظر بكل شيء في البلد، لجهة الممارسات، رافضاً فكرة الطلاق «مضبوط لبنان اصغر من ان يقسم»، متسائلاً: كيف لا تحدث اية خطوة اصلاحية بعد 4 سنوات على اندلاع 17 ت1 1919.
وأكد ان مشروع «القوات اللبنانية» هو جمع كل الاطراف اللبنانية على صيغة تسمح بحكم لبنان بما في ذلك الفيدرالية، واتهم «الثنائي» بتغيير الطائف من خلال الاحتفاظ بسلاح المقاومة، والتمسك بوزارة، وبالثلث المعطل، مشدداً على اللامركزية الموسعة، مؤكداً تمسكه بشعار لبنان الـ10425 كلم.
ورأى جعجع: لا يحق لحكومة تصريف الاعمال دستورياً القيام بتعيينات، ولكنه اذا كان هناك طرح جدي لحاكم جديد للمركزي، فسنفكر بالموضوع، لان المسألة تمس حياة الناس.
وكان جعجع أكد خلال استقباله في معراب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا ، قبيل مغادرتها الى نيويورك، على ضرورة إقلاع الفريق الممانع عن سياسة التعطيل التي ينتهجها والتوجه الى المجلس النيابي، وعدم الخروج منه قبل انتخاب الرئيس العتيد الذي طال انتظاره.
تيمور جنبلاط في عين التينة
وفي الحراك السياسي الداخلي، استقبل الرئيس نبيه بري النائب تيمور جنبلاط مع وفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي» ضم النواب:أكرم شهيب، وائل ابو فاعور وهادي ابو الحسن..
وبعد اللقاء تحدث النائب جنبلاط، فقال: لنحن مع الرئيس نبيه بري في علاقة تاريخية ووطنية بدأت مع وليد جنبلاط، وان شاء الله سوف نكمل بها. هي علاقة مبنية على الصراحة والاحترام برغم التباين في بعض الامور مثل رئاسة الجمهورية، لكن هذه العلاقة سوف تستمر وخاصة في موضوع رئاسه الجمهورية. وكما سبق وقال الرئيس بري الاساس هو الحوار نحن معه في هذا الموضوع.
وكان مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي قد عقد امس اجتماعه الأول بعد المؤتمر العام الـ 49، برئاسة الرئيس تيمور جنبلاط، واكد الحزب «ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية عبر حوارٍ حقيقي مُنتج تحت سقف اتفاق الطائف، الذي يبقى المدخل لمنع المزيد من الفراغ الذي يهدد المؤسسة العسكرية وحاكمية مصرف لبنان».
احتكاك ميداني
ميدانياً، وفي الذكرى 17 لبدء العمليات الحربية الاسرائيلية ضد لبنان عام 2006، انتشر شبان لبنانيون عند الحدود في منطقة البستان قرب الناقورة ومنطقة المطلة شرق لبنان (والمعروفة عبرياً بمسكاف عام) لزرع راية الشهيد قبالة جنود الاحتلال، الامر الذي ادى الى استنفار، واطلق جنود الاحتلال قنبلة في البستان ادت الى جرح 3 شبان، ووصف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي ادرعي ما حصل بأنه اقتراب لشبان الى ما اسماه «السياج الامني» وألقوا الحجارة واطلق الجيش الاسرائيلي النار بالهواء لإبعادهم وقد ابتعدوا.
لكن تم نشر صورة على موقع تابع لقناة «الميادين» أظهرت ان الشبان الثلاثة كانوا يركّبون كاميرات مراقبة للحدود.
ومنع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل المدنيين من الاقتراب من السياج الشائك قرب بركة ريشا.
وتعليقا على ما جرى، أعلنت نائبة مدير المكتب الاعلامي لـ«اليونيفيل» كانديس أرديل أنّ «بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام على اطلاع على التقارير المقلقة عن حادث وقع على طول الخط الأزرق، ونحن نتابع الوضع». وقالت أرديل في بيان:أنّ الوضع الآن حساس للغاية، ونحث الجميع على وقف أي عمل قد يؤدي إلى تصعيد من أي نوع.
وإجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي قال عن توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل في الجنوب: هناك اتفاق عقد عام 2006 وقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 1701، وهناك عمل على الارض بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وعلاقة بينهما. نحن نريد ان تقوم قوات اليونيفيل بواجبها من دون مشكلات، ولذلك والأفضل لها، وهي على قناعة بذلك، ان يواكبها الجيش اللبناني.
واشار الى «ان الجيش ليس لديه هذه الامكانات بعد، وهو يزيد عديده في الجنوب ولكنه يهتم بالأمن في كل البلد. هناك تعاون كامل في الجنوب، ونحو 80 بالمئة من دوريات الأمم المتحدة تتم بوجود الجيش اللبناني، ونريد ان تكون النسبة أكثر كي لا يواجهوا مشكلات، لأن الاهالي يشعرون براحة أكثر بوجود الجيش».
كما التقى بوحبيب سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو كما تم البحث في موضوع التجديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان ( اليونيفيل) الشهر المقبل.
كما التقى الوزير بو حبيب السفير البريطاني هاميش كويل وبحث معه العلاقات الثنائية وموضوع التجديد لليونيفيل.
البرلمان الأوروبي: لبقاء النازحين في لبنان!
كتب النائب الفرنسي في البرلمان الاوروبي تياري مارياني عبر حسابه على «تويتر»: كما قد أعلنت في الأمس، صوّت الآن البرلمان الأوروبي بأغلبيّة ساحقة على قرار يدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان. ومن بين المسؤولين الفرنسيّين المنتخبين، فقط التّابعين لل «راسابلومان ناسيونال» صوّتوا ضدّ هذه الإهانة للّبنانيين ولمستقبلهم.
وسئل الوزير بو حبيب عن مطالبة رئيس الرابطة المارونية وزارة الخارجية بالتدخل في خصوص مشروع القرار الذي صوت عليه البرلمان الاوروبي لبقاء النازحين في لبنان؟ فقال: وصل لي هذا الأمر وارسلته الى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة.
وقال النائب علامة لـ «اللواء»: ان الموقف الاوروبي ليس مستغرباً لأنه ليس جديداً وهو امرمتوقع، فهذا موقف الاتحاد الاوروبي من موضوع النزوح الذي يسمونه اللجؤ، لذلك يدعوالاتحاد لبنان الى توقيع اتفاقية اللجؤ الموجودة من خمسينيات القرن الماضي، ونحن في لجنة الؤون الخارجية سنجتمع الاسبوع المقبل لإصدار التوصيات حول موضوع النزوح الذين عمل عليه من ثمانية اشهر، وفي الوقت نفسه سنتخذ القرار حول موقف البرلمان الاوروبي.
اضاف علامة: لكني لاحظت في بيان البرلمان عبارات تفهّم لوضع لبنان ولمدى قدرته على التحمل والصمود امام الاعداد الكبيرة من النازحين. ونحن نعمل مع وزير الخارجية في إطار واحد لتوضيح الموقف اللبناني وندفع اكثر باتجاه الحل. لذلك نسعى للحصول على الداتا من المفوضية الدولية العليا لشؤون اللاجئين لنستطيع حصر النازحين نقرركيفية ضبط الملف بشكل افضل بعد توحيد الموقف اللبناني من كل الاطياف حيال ملف النزوح بعدماكانت الاطراف السياسية مختلفة حوله. وسنعمل ايضاً على صياغة بعض المقترحات للحلول التي ستصدر في التوصيات لتشكل ورقة عمل نستطيع من خلالها ابلاغ الجهات الدولية موقف لبنان الموحد ومقترحات الحلول، حتى لو اضطررنا لزيارة الاتحاد الاوروبي لدعم موقف لبنان فلن نقصّر.
وعلّق رئيس «تيار الكرامة» وعضو تكتل التوافق الوطني النائب فيصل كرامي على قرار البرلمان الاوروبي المتعلق بالنازحين السوريين مغرداً على حسابه عبر «تويتر» قائلاً : ان قرار البرلمان الأوروبي بشأن إبقاء النازحين في لبنان ليست له أية قيمة قانونية، لا بل نستطيع القول بأن البرلمان الأوروبي يخرق القانون الدولي لتدخله في شؤون سيادية تتعلّق بدولٍ أخرى.
أضاف: أتمنّى أن يُسارع البرلمان اللبناني ويصدر قراراً يتعلق بموضوع النازحين السوريين، خصوصاً أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ أي قرار جدّي في هذه المرحلة، فضلاً عن أن البرلمان اللبناني هو الجهة الوحيدة المخوّلة برلمانياً باتخاذ قرارات تتعلق بلبنان وبالملفات اللبنانية السيادية.
كما قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي: أقل ما يقال عن قرار البرلمان الأوروبي تجاه النزوح السوري إنه وقحّ وفظٌ.
من جهة اخرى، دعا الإتحاد الأوروبي «الحكومة اللبنانية إلى المباشرة بتنفيذ الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية الرئيسية التي ستضمن الانتعاش السياسي والاقتصادي للبلاد، بما في ذلك تنظيم القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل قطاع الكهرباء».
ورحب الإتحاد الأوروبي «باعتماد تعديلات على قانون السرية المصرفية اللبناني، كخطوة رئيسية نحو تحصيل المساعدات المالية الدولية، وتحديداً من صندوق النقد الدولي».
وحثّ الإتحاد الأوروبي لبنان «على مواصلة تنفيذ الإصلاحات، بما في ذلك في القضاء، لضمان الاستقلالية ومنع التدخل السياسي والإفلات المؤسسي من العقاب في نظام العدالة».
سلامة وشقيقه أمام أبو سمرا
ومثَل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته السابقة مارينا الحويك امام قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا.
واستمرت التحقيقات لساعتين.. اجاب خلالها سلامة على الاسئلة التي طرحت عليه ثم ترك رهن التحقيق، مضيفاً أن الأخير أجاب على كل الأسئلة التي طرحها القاضي أبو سمرا وعلى أسئلة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ولم يتحفظ على أي سؤال.
لكن ابو سمرا قام بتأجيل الاستماع إلى شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك إلى الأربعاء المقبل، نظراً لعدم إمكانية استجواب الثلاثة دفعة واحدة لما يتضمنّه الملف من تفاصيل تستدعي من قاضي التحقيق التوقف عندها.
وأكد المصدر أن سلامة سلم قاضي مستندات كان أحضرها معه، وتعهد بتقديم مستندات إضافية في الجلسة المقبلة.
وأكدت مصادر قضائية لقناة “الحدث”، أن التحقيقات مع سلامة ستستمر، حتى لو انتهت ولايته نهاية الشهر الحالي. وبحسب المصادر، أبلغ قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، سلامة بطلب القضاء الألماني الحصول على مستندات رسمية.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
قطوع المركزي مر بسلام وتعديلات على الصيرفة وجنبلاط مصر على رئيس الاركان
ثلاثة لقاءات هادئة بين باسيل وصفا في اسبوعين والمشكلة حليف الحليف – رضوان الذيب
اللبنانيون في واد والسياسيون في واد اخر، اللبنانيون اذهلوا السفراء العرب والاوروبيين بتحديهم للظروف الماساوية وانقطاع الكهرباء والمياه وانتشار النفايات والغياب الكلي للدولة بالاصرار على التمسك بالحياة بعد ان حولوا ليالي لبنان الى نهار ينبض بالفرح والحب والامل بمستقبل جديد، وتشهد كل المناطق اللبنانية حركة سياحية لافتة، وتعج المقاهي بالساهرين، وفي معلومات مؤكدة ان العديد من السفراء العاملين في بيروت نقلوا لدولهم تقارير مفصلة عن الحياة في لبنان وازدهار الموسم السياحي ودخول 20 الف مصطاف وسائح في النهار، وصورا عن المهرجانات والاستقبالات الحاشدة للمطربين العرب والاجانب واسعار البطاقات وكيف تباع بساعات مؤكدين ان المشكلة تكمن في الطبقة السياسية، والحاجة لادارة جديدة في كل مفاصل الدولة، وتاجيل المساعدات حتى بلورة الحل بسقف التوافقات في المنطقة، وفي المعلومات المؤكدة، ان الرياض تقود هذا الاتجاه ولا يتوانى ولي العهد السعودي عن توجيه الانتقادات للسياسيين اللبنانيين مع كل الذين يفاتحونه بالاستحقاق الرئاسي، مع التمسك بالحل في اليمن وسوريا اولا، وبالتالي فان الرهانات على الحلول في الدوحة من خلال اللجنة الخماسية مجرد اوهام، والحل لن ياتي الا عبر تسوية منبعها مسقط واساسها الاجتماعات السورية الاميركية والايرانية الاميركية …
وفي المعلومات، ان المراهنين على تراجع حزب الله عـن سليمان فرنجية فان رهانهم في غير محله، والقراءات السياسية لتطورات المنطـقة وتوازناتها الجديدة تؤكد على حتمية تمسك حزب الله وحلـفاؤه بفرنجـية، وعدم السـاح بالمجيء بزلينسي اخر في لبنان مهما كـانت الاعتبارات وفتـح البـلد للـنزاعات والتدخـلات بغطاء دولـي ضـد المقاومة وسلاحها، هذا هو العنوان السياسي لمعركة رئاسة الجمهورية عنـد الخارج والباقي تفاصيـل.
التعيينات
وحسب المعلومات، الفراغ طويل، ومن هنا يحتدم النقاش حول ملف التعيينات ومن يعبىء الفراغ المالي والعسكري، وحاول الحزب التقدمي الاشتراكي مؤخرا اقناع باسيل بتعيين رئيس للاركان وفشل في مسعاه بعد موافقة ميقاتي وبري وعدم ربطه بملف حاكم مصرف لبنان.
وفي المعلومات، ان جنبلاط سيقود معركة تعيين رئيس للاركان ولن يتراجع بغطاء درزي وسيحاول اقناع طلال ارسلان بالامر والضغط على باسيل والطلب من وزير الدفاع التوقيع على الاسم الذي قدمه قائد الجيش لرئاسة الاركان وسماه جنبلاط.
حركة لودريان
بات في حكم المؤكد ان الموفد الفرنسي لودريان، بعد لقاءاته في بيروت اثناء زيارته الماضية توصل
الى تصور لدعوة الاطراف اللبنانية الى طاولة الحوار في المجلس النيابي برعاية فرنسية، هذا ما سيبلغه الى اللجنة الخماسية في قطر الاثنين مع حرص على ضم ايران اليها، وبعدها يزور لبنان لاكثر من 10 ايام لابلاغ القوى السياسية الموعد الرسمي للحوار، و بدات الاعتراضات على الدعوة من القوى المسيحية، حتى الرئيس بري اشار الى عدم حضوره شخصيا وايفاد من يمثله.
ولا تعول مصادر سياسية على الدور الفرنسي بعد تراجعه في لبنان والمنطقة وحاجته الى غطاء اميركي غير متوافر.
وفي الاطار الرئاسي، التقى الموفد الفرنسي المستشار في الامانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا في الرياض، وذكرت وكالة الانباء السعودية ان النقاش تطرق الى الملف اللبناني والعلاقات بين الدولتين.
قطوع مصرف لبنان مر بسلام
اما في ملف حاكم المركزي، فرغم الضجة الكبيرة التي رافقت بيان نواب الحاكم عن استقالاتهم، مر القطوع بسلام، وحسم تولي وسيم منصوري مهام الحاكم في 1اب بعد طي بري وميقاتي ملف التعيين او التمديد التقني لسلامة او تعيينه بصفة مستشار مع العلم انه لم يوافق على الاقترحات، فيما رفض حزب الله والقوى المسيحية مبدا التعيين في ظل حكومة تصريف الاعمال والفراغ في سدة الرئاسة، مع تمسكهم بان يطبق ما حصل في الامن العام في المؤسسات المالية والامنية والادارية والالتزام بالقوانين التي تحكم العمل في مصرف لبنان ومركز قائد الجيش ومدير عام قوى الامن الداخلي ورئيس المجلس الاعلى للجمارك ومدير تعاونية موظفي الدولة الذين يحالون الى التقاعد حتى منتصف عام ٢٠٢٤.
وفي المعلومات، ان وسيم منصوري بدا تحضير «عدته» لتسلم مهامه في 1 اب بعد عودته من واشنطن رغم استمرار تردد العضوين السني سليم شاهين والدرزي بشير يقطان الانخراط في المهمة المفخخة، ونجحت الاتصالات والضغوط السياسية في اقناعهما بالتراجع عن استقالتهما.
وفي المعلومات، ان نواب الحاكم باتوا مقتنعين الاستمرا ر في نظام الصيرفة لكن ضمن الية جديدة ومختلفة كليا عن الصيغة المتبعة حاليا، ووضع سقف للعملية لايتجاوز الـ ٥٠٠ مليون ليرة في الشهر، كي يستفيد المواطنون والموظفون واصحاب الدخل المحدود بشكل شهري من هذا الاجراء وخلق حركة في السوق تساهم في رفع القدرة الشرائية، مما يحد من صعود الدولار ويخفف خسائر الاحتياطي، كما يطالب نواب الحاكم السلطتين التنفيذية والتشريعية اقرار سلسلة من التشريعات والقوانين لحماية الوضع النقدي وتنظم العلاقات واقرار الكابيتال كونترول، وهم لا يريدون التهرب من المسؤولية ويدركون خطورة الاوضاع لكن المطلوب مساعدتهم بالقوانين والتشريعات.
فنواب الحاكم لا يريدون ان يكونوا «كبش محرقة» وغطاء للطبقة السياسية وتجاوزاتها ويطالبون بضمانات لم يحصلوا عليها بعد وهذا ما يجعل كل الخيارات امامهم مطروحة.
وامس، حضر الحاكم رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك الى قصر العدل ومثلوا امام القاضي شربل ابو سمرا الذي لم يستمع الى رجا والحويك، حيث ابلغهما ابو سمرا تاجيل الجلسة الى 18 تموز لان جلسة الاستماع الى الحاكم قد تطول.
اللقاء الثالت بين باسيل وصفا
ثلاثة لقاءات بين جبران باسيل ووفيق صفا عقدت خلال اسبوعين، وجرت على صفيح هادىء، ووضع جدول اعمال للنقاش تضمن كل النقاط الخلافية دون شروط مسبقة، وبدات من مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية الماضية الى ما حصل في جزين واجتماعات الحكومة وترك الحرية لبري في حربه المفتوحة ضد التيار واعطائه سلطة القرار في الملفات الداخلية، علما ان النقاش بدا من موضوعي اللامركزية الادارية والمالية والصندوق السيادي للنفط، وفي حال تقدمت النقاشات وتم التوافق على الامور الاساسية، يفتح ملف رئاسة الجمهورية، و المح باسيل ان التوافق على الاساسيات يجعل من الخلاف على اسم الرئيس امرا ثانويا، لكن المشكلة تبقى مع الرئيس بري والكيمياء المفقودة مع علي حسن خليل والعلاقة المقطوعة كليا بين الطرفين، والعلاج امر مستحيل حاليا.
وحسب المتعاطين في هذا الشان، فان الحوار بين الحزب والتيار يؤدي غرضه حاليا ولن يتوقف نتيجة حرص الطرفين على افضل العلاقات وتطوير تفاهم مار مخايل، اما في الملف الرئاسي فلا يمكن التكهن بالنتائج.
ترسيم الحدود البرية
لفت تصريح وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب عن وجود اتصالات لترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة برعاية اميركية وتطرق ايضا الى توسيع صلاحيات قوات اليونيفل في الجنوب قبل التمديد لها اواخر الشهر، واشار الى ان، هناك اتفاقا في هذا الاطار عقد عام 2006، وقرارا صادرا عن مجلس الامن تحت رقم 1701، وهناك عمل على الارض بين اليونيفل والجيش اللبناني، ونحن نريد قيام اليونيفيل بواجباتها دون مشكلات والافضل لها ان يواكبها الجيش اللبناني في دورياتها لان الاهالي يشعرون براحة اكثر بوجود الجيش …
في المقابل، اكد باسيل حق لبنان بالمقاومة مستغربا ابلاغ الحكومة الامم المتحدة استعداد لبنان لترسيم الحدود البرية على طول الخط الازرق مع فلسطين المحتلة.
هذا الملف سيثير حسب المطلعين، خلافات وتباينات مع التجديد لقوات الطوارئ الدولية والمعلومات عن زيارة سرية للموفد الاميركي هوكشتاين الى اسرائيل لتحريك الترسيم والقيام بعدها بزيارة الى بيروت.
اسقاط مسيرة اسرائيلية
واصلت اسرائيل اعتداءاتها وخروقاتها للاراضي اللبنانية في منطقة الغجر، وقضم المزيد من الاراضي وتوسيع الشريط الشائك، وتصدى الاهالي لممارسات العدو، واسقطت المقاومة الاسلامية مسيرة معادية كانت تقوم بعمل ميداني في خراج بلدة يارين، وتم التداول بسقوط 3جرحى للمقاومة مقابل موقع بركة ريشة اثر تعرضهم لشظايا قنبلة انشطارية رماها العدو من الموقع، وافيد ان الاصابات طفيفة، ومنع الجيش اللبناني واليونيفيل المدنيين من الاقتراب من الشريط الشائك قرب بركة ريشا بعد التصدي للمسيرة الاسرائيلية، وحسب الجيش الاسرائيلي فان عناصر تابعة له قامت بابعاد اشخاص حاولوا المساس بالسياج الامني وتخريبه بعد ان اقتربوا منه، واشار الى ان هوية المشتبه بهم غير معروفة مؤكدا اننا سنواصل العمل لمنع اي خرق او المساس بالسياج الحدودي.
الاتحاد الاوروبي وابقاء السوريين
اعلن النائب الفرنسي تيري مارياتي، ان البرلمان الاوروبي صوت باغلبية ساحقة على قرار يدعم بقاء السوريين في لبنان، كما دعا الاتحاد الاوروبي الحكومة الى المباشرة بتنفيذ الاصلاحات الادارية والمالية والصحية.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الرئاسة بين العلولا ولودريان والعبرة في النتائج
لم يكن ينقص لبنان في ظل ازماته «الوعرة» سوى تصويت البرلمان الاوروبي بأغلبية ساحقة على قرار يدعم ابقاء اللاجئين السوريين فيه. خطوة استفزازية طعنت لبنان وشعبه في الصميم ومؤامرة غير جائز لاي لبناني السكوت عنها. الوطن «الشقيق» الذي تحمل عبء النازحين طوال احد عشر عاما، يكافأ اليوم من الام الحنون واخواتها بقرار عنصري بغيض، لا هدف له سوى ابعاد شبح النزوح عن القارة العجوز، بغض النظر عن ثمن يدفعه لبنان يوميا، من اقتصاده وامنه وسياسته وراحة بال ابنائه، انهيارات متتالية بفعل وجود ما يناهز مليوني نازح على اراضيه فيما اراضي سوريا الشاسعة الواسعة قادرة على استقبالهم من دون خطط عودة ولا اجراءات ما دام هؤلاء مواطنين سوريين. وإن كانت اوروبا تخشى نزوح هؤلاء اليها، فإنها على الاقل مطالبة باعادتهم الى بلادهم لا بتصويت «همجي اناني» على ابقائهم في لبنان القابع في ظل اسوأ ازمة تاريخية على الاطلاق، يجاهد بشق النفس للخروج من براثنها فلا يفلح.
العلولا- لودريان
وفي انتظار ردة فعل لبنانية رسمية لا بد الا ان تكون على قدر الصفعة الاوروبية، ازدحمت الساحة المحلية بالتطورات السياسية والامنية والقضائية اليوم. على الخط الاول وتحديدا على الضفة الرئاسية، التقى المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار بن سليمان العلولا، في ديوان وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي للبنان جان إيف لودريان، العائد في قابل الايام الى بيروت. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وبحث تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
«القوات» والحوار
ليس بعيدا، واذ يرتقب ان يطرح لودريان حوارا لبنانيا، اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال استقباله في معراب المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا، قبيل مغادرتها الى نيويورك، على ضرورة إقلاع الفريق الممانع عن سياسة التعطيل التي ينتهجها والتوجه الى المجلس النيابي، وعدم الخروج منه قبل انتخاب الرئيس العتيد الذي طال انتظاره. واوضح لفرونتيسكا أن الحل الوحيد يكمن في انتخاب رئيس جديد للبنان، قادر على إعادة تشكيل السلطة وبالتالي الانطلاق نحو الاصلاح ومعالجة كل المسائل العالقة.
«الاشتراكي» لحوار منتج
في الموازاة، عقد مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي اجتماعه الأول بعد المؤتمر العام الـ49، برئاسة رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، واكد الحزب التقدمي الإشتراكي ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية عبر حوارٍ حقيقي مُنتج تحت سقف اتفاق الطائف، الذي يبقى المدخل لمنع المزيد من الفراغ الذي يهدد المؤسسة العسكرية وحاكمية مصرف لبنان، ويدعو الحزب إلى التزام اعتماد الأصول في تعيين المجلس العسكري بعيداً عن اقتراحاتٍ بدع من هنا ولغة الانقلابات ونزاع الصلاحيات من هناك، ويدين كل تهجّم على المؤسسة العسكرية من أي جهة أتى.
الاوضاع جنوباً
من جهة أخرى، الاوضاع الحدودية جنوبا في الواجهة على وقع زيارة المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين تل ابيب اول امس. في هذا الاطار، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الذي قال عن توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل في الجنوب «هناك اتفاق عقد عام 2006 وقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 1701 وهناك عمل على الارض بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وعلاقة بينهما. نحن نريد ان تقوم قوات اليونيفيل بواجبها من دون مشكلات، ولذلك والأفضل لها، وهي على قناعة بذلك، ان يواكبها الجيش اللبناني. واشار الى «ان الجيش ليس لديه هذه الامكانات بعد، وهو يزيد عديده في الجنوب ولكنه يهتم بالأمن في كل البلد. هناك تعاون كامل في الجنوب، ونحو 80 بالمئة من دوريات الأمم المتحدة تتم بوجود الجيش اللبناني، ونريد ان تكون النسبة أكثر كي لا يواجهوا مشكلات، لأن الاهالي يشعرون براحة أكثر بوجود الجيش». وعن مطالبة رئيس الرابطة المارونية وزارة الخارجية بالتدخل في خصوص مشروع القرار الذي سيصوت عليه البرلمان الاوروبي والذي يعتبر أهانة لما قدمه الشعب اللبناني تجاه الشعب السوري قال بوحبيب: وصل لي هذا الأمر وارسلته الى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة.
سلامة لم يتحفّظ
في شأن قضائي آخر، استجوب قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل أبو سمرا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكنه قام بتأجيل الاستماع إلى شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك إلى الأربعاء المقبل نظراً لعدم إمكانية استجواب الثلاثة دفعة واحدة لما يتضمنّه الملف من تفاصيل تستدعي من قاضي التحقيق التوقف عندها. وكان سلامة وشقيقه ومساعدته وصلوا صباحاً الى قصر العدل في بيروت، ولاحقاً تم الإبقاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رهن التحقيق. وقال مصدر قضائي لـ»هنا لبنان» إنّ «أبو سمرا قرر ترك سلامة رهن التحقيق، وأوضح أن الأخير أجاب على كل الأسئلة التي طرحها القاضي أبو سمرا وعلى أسئلة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، ولم يتحفظ على أيّ سؤال». وأكد المصدر أنّ سلامة سلم قاضي مستندات كان أحضرها معه وتعهد بتقديم مستندات إضافية في الجلسة المقبلة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :