افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 16 حزيران 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 16 حزيران 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء

وزير خارجية عمان: واشنطن وطهران قريبتان من التوصل لاتفاق حول النوويّ والسجناء والأموال مفوّض السياسة الخارجية الأوروبية: لا نوافق خيار الجامعة العربية لكننا سنراقب تطبيقه إيجابياً الاستعصاء الرئاسي ينتظر لقاء ماكرون وابن سلمان وزيارة لودريان بعد انسداد أبواب الداخل

 

في الإقليم تحرّكات متسارعة تحت عناوين فتح طريق وضع دولي جديد، تسبّب بتراجع أميركي كبير يصعب ترميمه، ظهرت تداعياته على الحضور الأميركي في المنطقة وعجزه عن ضبط أداء حلفائه تحت السقوف السياسية التي يرسمها، خصوصاً على الصعيد العربي حيث التموضع السعودي المتعدّد الوجوه، من الاتفاق مع إيران برعاية الصين، الى الانفتاح الواسع على سورية ورسم خريطة طريق للحل السياسي وإعادة الإعمار وعودة النازحين بالتنسيق مع الدولة السورية، وجوهر التحرّكات الجديدة، عبّر عنها ما أعلنه وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، في مقابلة مع موقع «المونيتور»، أن إيران والولايات المتحدة «قريبتان» من التوصل لاتفاق بشأن إطلاق سراح أميركيين محتجزين في إيران. وأضاف البوسعيدي «أستطيع أن أقول إنهم قريبون. ربما تكون هذه مسألة فنية». وأوضح البوسعيدي، مشيراً إلى الإفراج عن الأموال المجمّدة، «إنهم بحاجة إلى إطار، وإطار زمني لكيفية تنسيق ذلك». وأكد وزير الخارجية العُماني، أن الأجواء المحيطة بشأن القضايا النووية «إيجابية».
بالتوازي كان مفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يتحدّث في مؤتمر بروكسيل الخاص بالنازحين، ويقول إن الاتحاد الأوروبي لا يشارك الجامعة العربية خيارها تجاه سورية، لكنه يراقب ويتابع هذا المسار بإيجابية، متمنياً أن تظهر نتائج تتيح تغيير الموقف الأوروبي.
لبنانياً، أقفلت نتائج الانتخابات الرئاسية في جلسة الأربعاء الباب على فرص عقد جلسات لاحقة ما لم تظهر وقائع جديدة، تتيح الدعوة كما تقول مصادر نيابية، وفي ظل إقفال أبواب الحوار من قبل «تقاطع المرشح جهاد أزعور»، من خلال وضع شرط مسبق هو سحب ترشيح المرشح سليمان فرنجية، بدت دعوات حلف ترشيح سليمان فرنجية من دون صدى، بانتظار نتائج اللقاء الذي سوف يضمّ في باريس الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي سوف يكون بين ملفاته مستقبل الاستحقاق الرئاسي اللبناني وكيفية تطوير المبادرة الفرنسية السعودية المشتركة في رعاية الوضع اللبناني، والمتوقع أن يحمل خلاصته وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان الى بيروت بعد نهاية القمة الفرنسية السعودية.
لا تزال تداعيات جلسة 14 حزيران ترخي بظلالها على المشهد السياسي الداخلي، حيث انصرفت القوى السياسية كافة لقراءة الأرقام والأحجام واستخلاص العبر وموازين القوى التي أفرزتها الجلسة للبناء على الشيء مقتضاه في المرحلة المقبلة، إذ سينتقل الملف الى اليد الخارجية لكون الأطراف الداخلية عجزت عن انتخاب الرئيس بالتوافق وبالطرق الديموقراطية، كما أثبتت جلسة الأربعاء، وسط معلومات عن حراك ديبلوماسي باتجاه لبنان سينطلق بعد لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرتقب اليوم في باريس، على أن يصل وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان الى بيروت مساء الأحد المقبل، وفق معلومات «البناء» ويبدأ جولته على المرجعيات السياسية بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ثم ينتقل إلى السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر لعقد سلسلة لقاءات فردية مع عدد من رؤساء الكتل النيابية من بينها حزب الله، كما يلتقي رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وإذ تعيد بعض الأطراف السياسية التحقق من الأرقام التي نالها المرشحان فرنجية وأزعور، ومن تسرّب أصوات من كتل نيابية مؤيدة لأزعور، لا سيما من التيار الوطني الحر أو الاعتدال الوطني، أوضح النائب ابراهيم كنعان، أن «تسويق وسائل إعلامية ومواقع تواصل اجتماعي رواية مختلقة بالكامل مفادها أنني صوّتت بورقة تحمل اسم جهاد العرب ليس الا كذبة سخيفة وساقطة لأنّني أمارس وكالتي النيابية بمسؤوليّة وجديّة بعيداً عن الهزليّة والشعبويّة الرخيصة التي مارسها ويمارسها البعض».
من جهتها، نفت أوساط نيابية في اللقاء الديموقراطي تسرّب أي أصوات من الكتلة الى مرشح غير أزعور، مؤكدة لـ»البناء» أن نواب الكتلة الثمانية صوتوا لمرشح المعارضة، موضحة أن أزعور كان مرشحنا منذ البداية فيما رفضته أطراف عدة في المعارضة، فكيف نصوّت لمرشح آخر؟ ورفضت الأوساط أي انقسام في الكتلة بين موقفي رئيس الكتلة تيمور جنبلاط ورئيس الحزب وليد جنبلاط، مؤكدة أن موقف الكتلة موحد.
لكن الأوساط ترى بأن نتائج الجلسة أثبتت بأن لا بديل عن الحوار للتوصّل إلى مرشح ثالث غير فرنجيّة وأزعور، لأن كلا الطرفين غير قادر على كسر الثاني ولا يمتلك الأكثرية النيابية ليفرض مرشحه، وعما إذا كان اللقاء الديموقراطي سيستمر بترشيح أزعور، قالت الأوساط.
لكن مصادر في الفريق الداعم لأزعور رجحت أن ينفرط عقد فريق «التقاطع» وتعيد مختلف أطرافه قراءة مشهد الجلسة والبحث عن خيارات أخرى طالما وصل خيار أزعور الى طريق مسدود.
وعلمت «البناء أن قوى التغيير بدأت بإجراء تقييم للأرقام الذي نالها المرشحان والأرجح أن لا يستمروا بدعم أزعور، في ظل انقسام وعتاب واتهامات يتبادلها نواب التغيير، إذ حمل قسم منهم زملاءهم مسؤولية شطر كتلة التغيير بذهاب البعض الى خيار أزعور، ويدعو البعض للتخلّي عن أزعور والعودة الى مرشح موحد للتكتل.
وكان وقع صدمة الأرقام في الجلسة قاسياً على فريق المعارضة لا سيما القوات اللبنانية، والتي ستترك تداعيات سلبية كبيرة على خيار أزعور الذي لن يستمر طويلاً وستبدأ الكتل بالتخلي عنه بشكل تدريجي.
في المقابل، وصفت مصادر سياسية في الفريق المؤيد لفرنجية مشهد الجلسة بالجيد، مشيرة لـ»البناء» الى أن «فرنجية خرج منتصراً من المعركة في كل المعايير، فهو نال 51 صوتاً رغم كل التقاطعات والحملات الإعلامية والسياسية والضغوط، ونال 12 صوتاً مسيحياً و12 صوتاً سنياً وكل النواب الشيعة الـ 27 ويمكنه استقطاب 20 صوتاً آخرين في لحظة إقليمية – دولية طالما أن كتلاً عدة ستعيد النظر في خياراتها وقد تنتقل الى خندق فرنجية، أما أزعور فوصل الى السقف الأعلى وسيتشتت فريق التقاطع عليه»، موضحة أن «ترشيح أزعور كان يهدف لإسقاط فرنجية فقط لكن لم يؤد وظيفته».
وأشار وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، في تصريح تحت عنوان «صاحب الحاجة أرعن»، إلى أنّ «جهاد أزعور أغواه حبّ الظهور، وراودت من وراءه فكرة محاولة «حرق» سليمان فرنجية. كلّفوه بهذه المهمة فقبلها وسار لتنفيذ الدور الذي رسمه بعض الخارج مع «تعساء الحظ وخائبي الرجا» في الداخل، فارتدى حزاماً ناسفاً وفجّر نفسه في ساحة نزالٍ انتخابي مع الوزير فرنجية ساعيًا الى تفجير فرص الأخير، فهلك، أمّا سليمان بيك فلم يمسّه سوء بل خرج من النزال أكثر ثباتًا وتألقًا».
وكشفت مصادر «البناء» أن الرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس وقد يطول أمد الفراغ لوقت طويل، مرجّحة أن يمرّ الصيف بلا رئيس. كما علمت «البناء» أن قنوات التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر ستفعّل خلال الأسبوع المقبل للحوار مجدداً على الملف الرئاسي. وأكد هذه المعلومات لـ»البناء» مصدر نيابي في التيار الوطني الحر.
الى ذلك، دعا الرئيس بري، إلى جلسة عامة تشريعية الاثنين المقبل. وفي انتظار تحديد جدول أعمالها وأبرزها فتح اعتمادات لصرف رواتب موظفي القطاع العام، أعلنت وزارة المالية في بيان، عن «تحويل المساعدة الموقتة للعسكريين والتي تُعادل ثلاثة رواتب عن شهر أيار، وللمتقاعدين عسكريين ومدنيين التي تعادل ستة معاشات عن شهري أيار وحزيران، أما بخصوص العاملين في الإدارة العامة فسيتمّ تحويل المساعدة تلك، اعتباراً من اليوم الجمعة».
على صعيد آخر، طالب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب من مؤتمر بروكسل للنازحين، بـ»وضع خطة عمل واسعة وواضحة للأزمة في لبنان بحيث إنّ السوريين في لبنان يختلفون بالفئات: منهم مَن هرب من الحرب ومنهم كان في لبنان ومنهم يذهب ويعود إلى سورية يوميًّا، ولهذا لا يمكن التعامل مع الجميع بالطريقة عينها».
وشدّد على أنّ «العودة حق للسوريين»، مطالباً «الشركاء الدوليين بالعمل معنا لإعادة النهوض ومساعدة لبنان بما يصبّ في مصلحة الشعبين اللبناني والسوري». وقال «هناك خطر من توترات بين اللبنانيين والنازحين السوريين وارتفاع العنف بسبب الأزمة والصراع للحصول على وظائف».
وأشار إلى أنّ «لا يمكن أن يتحوّل لبنان إلى بقعة واسعة للنازحين السوريين ولبنان لم يخذل أحدًا، وهو اليوم يطلب المساعدة»، مبديًا خشيته من تحوّل القرار الأممي حول سورية إلى قرار «حبر على ورق».
بدوره، شنّ وزير الشؤون الاجتماعيّة في حكومة تصريح الأعمال هكتور حجار هجوماً على مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وقال حجار: «بوريل يقول الاتحاد الأوروبي لن يختار مسار التطبيع مع النظام السوري، وبالتالي عودة النازحين السوريين إلى بلدهم غير ممكنة حالياً، كما وعد الدول المضيفة بدعم مادي».
وتابع حجار: «استقبل لبنان النازحين السوريين برحابة صدر وتحمّلوا وزرهم أكثر من 12 عاماً وهم يشكّلون أكثر من 30 في المئة من السكان في لبنان. نحن نحترم خياركم الإنساني وعملنا على أساسه خلال السنوات الـ12 المنصرمة ولكن نتيجته لم تكن جيّدة لا على النازحين السوريين ولا على المجتمع اللبناني المضيف لهم. أما بالنسبة لخياركم السياسي، لقد أثبت فشله منذ 12 عاماً، ولكن نحن مستعدون لدعمه إذا ما قررتم استقبال حوالي 7 ملايين نازح سوري في أوروبا، على أن تعيدوهم إلى بلدهم عند بلورة حلّ سياسي واضح للأزمة السورية ومقبول بحسب مقاييسكم».
بدوره، أعلن وزير المالية السوري كنعان ياغي في حديث الى قناة «الشرق» السعودية، بأن «هناك مراسيم عفو مطلقة لكل النازحين العائدين إلى سورية»، وفي حديث آخر لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أعلن كنعان أن «دمشق تعتزم التقدم بطلب الانضمام إلى «بريكس» ومنظمة «شنغهاي»». وأشار إلى أنّه «من المخطط أيضاً افتتاح بنك «سبيربنك» في سورية».
وأكد النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تييري مارياني، على «ضرورة مساعدة لبنان في إعادة النازحين الى بلادهم»، لافتاً الى أن «ما يريده اللبنانيون ليس أن نساعدهم على إبقاء اللاجئين بل أن نساعدهم في عودتهم إلى ديارهم».
«القومي» ينعى الرفيق المناضل اليان صقر غانم (مدير مديرية الشهيد يوسف أنطون):
خاض مسيرة حافلة جسد من خلالها ايمانه الراسخ بالحزب فكراً وعقيدة ونهجاً صراعياً

 

ينعى الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى الأمة وعموم السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، الرفيق المناضل اليان صقر غانم (مدير مديرية الشهيد يوسف أنطون في رأس بعلبك)، الذي توفي اليوم أثر صراع مع المرض، عن 78 عاماً، قضى منها ستة عقود في العمل الحزبي.
الرفيق الراحل من مواليد رأس بعلبك 1945، وإنتمى الى الحزب في نطاق مديرية رأس بعلبك عام 1963، ليبدأ منذ لحظة إنتمائه مسيرة حزبية حافلة جسّد من خلالها ايمانه الراسخ بالحزب فكراً وعقيدة ونهجاً صراعياً وكان مثالاً للقومي الاجتماعي المناقبي، التزاماً وتلبية وعطاءً.
حاز الرفيق الراحل على تنويهات وأوسمة عدة، واستحق «وسام الثبات» الذي يمنح للقوميين الاجتماعيين الذي ثبتوا في الحزب نصف قرن وأكثر.
برحيل يفقد الحزب السوري القومي الاجتماعي ومنفذية البقاع الشمالي ومديرية الشهيد يوسف أنطون، رفيقاً مناضلاً ومديراً ناجحاً عمل بدأب من أجل انتصار حزبه وقضيته.
يشيّع الرفيق الراحل، يوم غد الجمعة الواقع فيه 16 حزيران 2023، الساعه الرابعة بعد الظهر في بلدته رأس بعلبك.
البقاء للأمة

************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

مسؤول سعودي: التوافقات الإقليمية تحسم رئاسة لبنان

 

 أرست الجلسة الـ 12 لانتخاب رئيس للجمهورية ثابتة واحدة لدى طرفي النزاع، وهي أن لا قدرة لأي منهما على انتخاب رئيس من دون توافق، حتى ولو كانت العوامل الخارجية تسير لمصلحته. وعليه، دخلت البلاد حالة من الستاتيكو لن يكسرها سوى تطور خارجي.

ومنذ انتهاء الجلسة، اعتبر الفريق الداعم لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية أنه كسب جولة ضد الفريق الآخر، فيما أطلقت قوى «المعارضة» عملية «تحرّ» عن النواب الذين غرّدوا خارج سرب الاتفاق على التصويت لجهاد أزعور، وبدأت بتبادل الاتهامات بالغدر والخيانة والعودة إلى التشكيك في وجود مؤامرة شاركت فيها أطراف تقاطعت حول وزير المالية السابق.

وفي هذا الإطار، نُقِلت عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقادات حادّة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، واصفاً إياه بأنه «ليس محل ثقة» و«لا يمون على نواب التيار وعلى علاقاتهم مع القوى الأخرى». كذلك نُقل عن جعجع أن «لديه معلومات بأن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يعمل لمصلحة فرنجية، وأنه أقنع صديقه عاموس هوكشتين (المستشار الأميركي الخاص بالطاقة) بأن وصول الأخير إلى بعبدا ضروري لتثبيت الاستقرار نظراً إلى العلاقة التي تربطه بحزب الله وسوريا، وأن ذلك سيكون له تأثير إيحابي على مستقبل مشروع الطاقة في المتوسط، وهو ما بات يروّج له هوكشتين في أروقة الإدارة الأميركية»

وفيما كثرت التسريبات التي لم يتأكد منها شيء، قالت مصادر مواكبة إن المرحلة المقبلة محكومة بالمسار الخارجي الذي تتصدّره باريس. ففي مطلع الأسبوع المقبل، يصل إلى بيروت الموفد الرئاسي جان إيف لودريان لبدء مهمته التي كُلّف بها أخيراً. وتلي زيارته لقاء ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي يُرجَّح أن يتناول الملف اللبناني، إذ إن الرياض وباريس عضوان في مجموعة اللقاء الخماسي حول لبنان، إلى جانب واشنطن والقاهرة والدوحة. وسبقَ أن استضافت العاصمة الفرنسية في شباط الماضي أطراف اللقاء في اجتماع لم يسفر عن أي نتيجة بسبب الرفض السعودي للمبادرة الفرنسية القائمة على انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة. لكنّ تطورات كثيرة حدثت منذ الاجتماع أفضت الى تبدّل يُمكن أن يُبنى عليه، إذ انتقلت الرياض من السلبية إلى الحياد الإيجابي بإعلانها عدم وضع فيتو على أي مرشح.

وفيما فسّر البعض خطوة ماكرون بتعيين لودريان بدلاً من باتريك دوريل على أنها تراجع فرنسي عن التسوية التي طرحتها باريس، أكدت مصادر رفيعة أن «فرنسا لا تزال متمسّكة بالمبادرة، وستعمل على إعادة تعويمها استناداً إلى نتائج جلسة الانتخاب الأخيرة التي أكّدت أن فرنجية محصّن بفريق صلب ويتعامل بجدية مع ترشيحه، في مقابل فريق المعارضة الذي ظهر تشتته وعدم تقاطعه حول هدف واحد».

وفيما كان الحديث يدور عن تغييرات مرتقبة في أعضاء خلية الأزمة في القصر الرئاسي الفرنسي، تسرّبت معلومات أمس عن تغييرات في الفريق السعودي المكلّف بمتابعة الملف. وتحدثت التسريبات عن «استبعاد المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا عن الملف الرئاسي اللبناني، وهو المعروف بموقفه السلبي من المبادرة الفرنسية». وقالت مصادر مطلعة انه تم تكليف العلولا بملف السودان بدلا من لبنان. وهو امر حصل ربطا بالتطورات الخاصة بلبنان والسودان ايضا.

يشار الى ان العلولا سبق أن شارك في الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية فيصل بن فرحان مع نظيره السوري فيصل المقداد في السعودية أخيراً، وفسر حضوره إلا بسبب صلته بالملف اللبناني الذي تظهر السعودية اهتماماً بالبحث فيه مع دمشق. علماً أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أبلغ ولي العهد السعودي بأن بلاده لا تريد التدخل في الشأن الداخلي اللبناني.

وكشفت المصادر عن لقاء جمع مسؤولاً سعودياً رفيعاً بشخصية لبنانية بارزة في إحدى العواصم العربية. وقالت المصادر إن المسؤول السعودي اعتبر أن «مشكلة الانتخابات الرئاسية في لبنان تكمن في ارتباطها بالتوافقات الإقليمية، خصوصاً بين الرياض ودمشق وطهران»، مشيراً إلى أن «العمل جارٍ على تحقيق التوافقات التي في حال حصلت فإن الرياض لا مشكلة لديها بوصول فرنجية إلى الرئاسة، بل ستساعد على تحقيق الأمر».

وأضاف المسؤول السعودي أن «الرياض على صلة بعدد من النواب الذين يتنقّلون من ضفة إلى أخرى، وأن هؤلاء يحتاجون إلى المملكة ليس باعتبارها الجهة التي تقدم المساعدات بل أيضاً كمرجعية، وهم ليسوا من النواب السنة فقط»، مشيراً إلى أن «الحديث عن أن الرياض قادرة على فرض رأيها على كل النواب السنة غير صحيح، فهناك نواب يعرفون أن مصالحهم التجارية والسياسية والاجتماعية مرتبطة بسوريا، وهم يؤكدون أنهم يريدون الحفاظ على علاقة جيدة معنا لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يكونوا على خلاف مع سوريا». وعن مرشح المعارضة، قال المسؤول السعودي إن «أزعور التقى بمسؤولين سعوديين أكّدوا له أن المملكة تقف على الحياد ولا تدعم أحداً أو تعارض أحداً، وسمع نصيحة بعدم الرهان على القوى المحلية فقط».

أما في ما يتعلق بالحراك القطري، فقد قررت الدوحة وقف اتصالاتها لفترة وجيزة، خصوصاً بعد اتفاق المعارضة على ترشيح أزعور، وأجّلت زيارة كانت مقرّرة لوفد أمني قطري إلى بيروت للاجتماع بكل القوى، بمن في ذلك فرنجية. وأبلغ متصلون بقطر أنهم سمعوا نصيحة بانتظار جولة المحادثات السعودية – الفرنسية الجديدة، لأنها ستحدد مستقبل عمل اللقاء الخماسي، وفي حال كان هناك توجه جديد، ستتم الدعوة إلى اجتماع في قطر أو ربما في السعودية.

أما مصرياً، فلم يطرأ جديد على ما كان زوار القاهرة أو المتصلون بالجانب المصري قد سمعوه قبل إعلان الاتفاق على أزعور، وهو أن المصريين يفضّلون قائد الجيش جوزف عون، ويتوافقون مع قطر على هذه النقطة، لكنهم لا يريدون الدخول في أي سجال مع السعودية لإدراكهم أن الاتفاقات السعودية في المنطقة ستشمل حتماً الملف اللبناني.

***********************************

افتتاحية صحيفة النهار

تثبيت “تحالف أزعور” عشية لقاءات باريس

 


خلافا لمعظم الانطباعات او الطموحات الداخلية التي تنتظر “بتشوق” من المحادثات الفرنسية السعودية اليوم في باريس تطورا ما جديدا في شأن الازمة الرئاسية اللبنانية، بدا المحور الأكثر استقطابا للاهتمامات المحلية والخارجية الذي دارت حوله الحسابات العميقة غداة نتائج الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية متصلا بما بعد هذه الجلسة لجهة احتدام الصراع بين الفريقين الداعمين لكل من المرشحين جهاد ازعور و#سليمان فرنجية. وإذ بدا لافتا ان الماكينة السياسية والدعائية للفريق “الممانع” راحت تركز على التشكيك في صمود القوى “المتقاطعة” حول ترشيح ازعور وركزت حملاتها على ما اعتبرته “نصرا” للفريق الداعم لفرنجية الذي نال 51 صوتا ولكون رصيد ازعور لم يتجاوز عتبة الستين صوتا مع نيله 59 صوتا، برزت في الساعات الأخيرة معالم جدية حيال موقف متطور ومتقدم جديد للقوى الداعمة لازعور من شأنه ان يؤثر في إعادة النظر في مجمل الحسابات السياسية الانتخابية حيال المرحلة المقبلة .

 

ذلك ان مصادر سياسية وحزبية ومستقلة متعددة لدى القوى الداعمة لازعور “تقاطعت” في تأكيداتها لـ”النهار” بان النتيجة “المشجعة للغاية” التي حققها ازعور في الجلسة، بحسب وصفها، دفعت القوى والنواب الذين التقوا وتقاطعوا على ترشيحه الى التوافق الثابت على المضي قدما في الالتفاف والاستمرار في المعركة المفتوحة سعيا الى انتخابه وفرض هذا التحالف داخليا وخارجيا. وكشفت هذه المصادر ان يوم امس شهد اتصالات ومشاورات مباشرة وغير مباشرة كثيفة بين مختلف قيادات القوى الداعمة لترشيح ازعور والنواب التغييريين والمستقلين الذين دعموه افضت الى تفاهم اكثر رسوخا من أي وقت سابق على الاستمرار في المعركة. بل نقلت المصادر عن مراجع في القوى الداعمة لازعور ان النتيجة التي حققها في الجلسة الثانية عشرة حولت عملية دعمه من “تقاطع ” الى “تحالف” حول شخصه وبرنامجه الانقاذي الذي تحقق على أساسه التفاهم حول ترشيحه .


 

ولعل ما حفز أيضا تثبيت “التحالف ” حول ازعور هو ان مصادر ديبلوماسية اعتبرت ان الرقم 59 ليس امرا سيئا من اجل اقناع ازعور لكي يبقى مرشحا ولا ينسحب. فالمعركة الانتخابية لم تنته ولو لم تعقد الدورة الثانية واذا انسحب ازعور فان ذلك يعني ان فرنجيه سيستمر وحده علما ان الجلسة الانتخابية لم تكن نتيجتها حاسمة وتسمح للطرفين بمواصلتها كل من جهته كما تسمح للبعض بافتراض ان التوازن لا بل ترجيح كفة الخصوم للثنائي الشيعي تسمح بالذهاب الى تصفير العداد الرئاسي والذهاب الى مرشح ثالث. ثم ان تجربة التقاء القوى المسيحية على رفض المعادلة التي اقترحتها فرنسا كانت مهمة جدا وادت بحسب اخر المعلومات الى تراجع باريس عنها بحيث تخلت اذا امكن القول عن دعم فرنجيه على قاعدة ان المسيحيين لا يوافقون على ذلك وليس من المفروض ان تكون هناك صفقة ضد التوجه المسيحي في البلد . وتاليا فان التقاء القوى المعارضة مع التيار العوني على رغم التضعضع في صفوفه من شأنه ان يبقي التأثير الداخلي وعلى الخارج قائما. اذ ان باريس تراجعت خارجيا فيما اربك التقاء القوى الثنائي الشيعي الذي خاض مغامرة صعبة لتجميع الاصوات لفرنجيه فيما ان النتيجة النهائية في الدورة الاولى لم تكن لمصلحة الأخير.


 

واليوم سيكون يوما فرنسيا مهما بالنسبة الى الملف اللبناني من خلال محطتين ستشكلان مرحلة جديدة في ازمة الفراغ الرئاسي . فمن جهة يطرح الملف اللبناني في اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في قصر الاليزيه حيث سيتشاوران في العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك ومنها الملف اللبناني. ومن جهة اخرى سيشكل الاجتماع الذي سيعقده المبعوث الرئاسي الى لبنان جان ايف لودريان مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا انطلاقة لمهمته حيث سيحدد اللقاء العناوين الكبرى التى سيتناولها لودريان خلال محادثاته مع الافرقاء اللبنانيين ومع اللاعبين في الخارج الذين يولون الملف اللبناني اهتمامهم. وافيد ان السفير السعودي في لبنان وليد بخاري التقى امس المستشار الفرنسي باتريك دوريل للتباحث بشأن الاستحقاق الرئاسي، عشية توجه لو دريان الى بيروت في الاسبوع المقبل.

 

 

قوى المعارضة

اما المؤشر الاخر الى ثبات التحالف المؤيد لازعور في معركة ترشيحه فبرز امس أيضا من خلال البيان الذي أصدره نواب قوى المعارضة وشددوا فيه على ان “الجلسة الانتخابية بالأمس اثبتت بدون أدنى شك، أن الغالبية الكبرى من ممثّلي الشعب اللبناني ترفض بوضوح المرشح المفروض من فريق الممانعة”. واعتبروا ان “الدورة الثانية التي لطالما عمل رئيس المجلس وفريقه السياسي على منع انعقادها، لو قدّر لها أن تُعقد بالأمس، لكان لدينا رئيس منتخب للجمهوريّة اللبنانيّة إسمه #جهاد أزعور. ولكن سياسة الفرض ومنطق الهيمنة ونهج التعطيل، أساليبٌ وأدواتٌ إحترفها فريق الممانعة منذ سنواتٍ وخصوصًا منذ أن أحكم قبضته على كامل مفاصل الدولة”.

 

واكد نواب قوى المعارضة “إن منطق التعطيل والفرض هو تحديدًا ما نواجهه وقد تلقّى هذا المنطق صفعة مدوية جرّاء نتيجة التصويت بالأمس ..واننا نؤكد استمرارنا في دعوة الجميع إلى التلاقي على ترشيح جهاد ازعور، وإنّنا كما سبق وأعلنّا، نكرّر أنّه المرشّح الذي تنوي المعارضة التقاطع عليه بهدف إيصاله إلى سدّة الرئاسة من أجل إطلاق مسيرة الإنقاذ المطلوبة وإعادة إحياء المؤسسات”.

 

 

رواتب ومودعون

على صعيد آخر، وفي ظل الشغور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جلسة عامة تشريعية الاثنين المقبل. وفي انتظار تحديد جدول اعمالها وابرزها فتح اعتمادات لصرف رواتب موظفي القطاع العام، أعلنت وزارة المال في بيان تحويل المساعدة الموقتة للعسكريين والتي تُعادل ثلاثة رواتب عن شهر أيار، وللمتقاعدين عسكريين ومدنيين التي تعادل ستة معاشات عن شهري أيار وحزيران، أما بخصوص العاملين في الإدارة العامة فسيتم تحويل المساعدة تلك، اعتباراً من يوم غد الجمعة 16/6/2023 .

 

وسط هذه الاجواء، تحرّكت امس جبهة المودعين من جديد في شكل مفاجئ. فقد أقدم عدد من المحتجّين على تحطيم الواجهات الزجاجية لبنك عودة وبنك بيروت وبنك بيبلوس في سن الفيل، وأشعلوا الإطارات عند مداخلها. وحضرت قوة من الجيش إلى المكان، حيث حاول بعض المحتجّين قطع الطريق. وحصل تدافع بين المحتجّين وعناصر الجيش بعد محاولة منعهم من تحطيم الواجهات. وتجمّع عدد من المودعين تلبية لدعوة جمعية #صرخة المودعين، أمام جامع الأمين وسط بيروت، رافعين شعارات مندّدة “بأي انقضاض على قضيتهم”، وشارك وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين أيضًا في هذا الاعتصام.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

ماكرون ووليّ العهد السعودي يناقشان اليوم “الاستقرار في لبنان”

المعارضة: أزعور مرشح توافقي وليسحب “الثنائي” مرشحه الفاشل


 

غداة الجلسة الثانية عشرة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، أطلت المعارضة في موقف يؤكد الثبات في دعم مرشحها جهاد أزعور كخيار توافقي، والذي حاز 59 صوتاً متجاوزاً مرشح المعارضة سليمان فرنجية الذي نال 51 صوتاً.

 

وفي اليوم التالي للجلسة، وبينما روّج “الثنائي” أن نجاحه في تطيير نصاب جلسة الاربعاء، يعني تلقائياً الذهاب الى “الخيار الثالث” الذي يسري فقط على المعارضة ومع من تقاطعت معهم، جاء امس موقف المعارضة في مضمونه ليدحض هذه الأوهام وليطرح نقيضها، ألا وهو أن إخراج مرشح “الثنائي” المهزوم من ساحة السباق الرئاسي بلا رجعة، هو شرط لا عودة عنه لفتح أي مسار جديد حقيقي وفاعل لانجاز الاستحقاق الرئاسي.


 

ورداً على دفعة جديدة من اوهام “الثنائي” التي تزعم ان الحركة الخارجية التي نشطت الآن، والتي سيكون لبنان جزءاً من اهدافها، كالحركة التي تشهدها باريس اليوم بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، بدت الأمور على طرف نقيض من الاوهام التي جرى ترويجها في عين التينة وحارة حريك، حول ثبات خيار فرنجية وزوال خيار أزعور.


 

فشددت المعارضة، وفق معلومات لـ”نداء الوطن” على ان أي مقاربة خارجية للملف اللبناني سواء في باريس اليوم بلقاء ماكرون وبن سلمان، أو في طهران التي يصل اليها غداً وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في إطار استكمال مسار إتفاق بكين الذي عقد في آذار الماضي، ستنطلق من ميزان القوى الجديد الذي ظهر في جلسة الاربعاء الماضي وأثبت ان خيار تقاطع المعارضة هو من فاز، وان خيار “الممانعة” هو من سقط.

 

وكان لافتاً امس ان ما روجت له دوائر “الثنائي”عن ان “المشكلة” إنتقلت بعد الجلسة الـ12 الى الفريق الذي فاز مرشحه، وركزت تحديداً على بدء حسابات جديدة عند “التيار الوطني الحر” كي يخرج من التقاطع الرابح، فكان الجواب في تصريحات صدرت في وقت واحد عن اركان التقاطع وتحديداً عن “القوات اللبنانية” و”التيار” تؤكد ان مرحلة جديدة من التنسيق المشترك ستنطلق قريباً.


 

ووجد “الثنائي” امس ناطقاً جديداً باسمه، هو وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال جهاد مرتضى الذي شنّ هجوماً سافراً على أزعور، وكال المديح لفرنجية، متوقعاً له “الفوز” برئاسة الجمهورية. ومن المستغرب، ان هذا الوزير الذي لا يزال يحمل صفة رسمية، يقوم بهذا الدور الذي لا يتيحه موقعه الرسمي. فهل نال مرتضى موافقة رئيسه نجيب ميقاتي، كي ينضم الى جوقة الناطقين باسم محور عين التينة – حارة حريك؟

 

ومما جاء في بيان المعارضة امس الذي وقعه 31 نائباً ان مرشحها أزعور كان ليفوز في الدورة الثانية من الجلسة التي طيّرها “الثنائي” وبعض المتعاملين معه اول من امس، لأن “عدداً إضافياً من النواب والكتل كانوا قد أعلنوا صراحة نيتهم التصويت له” في الدورة الثانية، حسبما جاء في البيان الذي خلص الى القول: “إنّ منطق التعطيل والفرض هو تحديداً ما نواجهه، وقد تلقى هذا المنطق صفعة مدوية جراء نتيجة التصويت بالأمس، الذي أنهى عملياً إمكانية فرض مرشح فريق الممانعة على اللبنانيين”.


 

في باريس، لفت مساء امس مصدر رئاسي فرنسي، إلى أن ماكرون سيبحث اليوم مع ولي العهد السعودي في”ملفّي لبنان والعراق”. وأضاف أن ماكرون سيناقش مع ولي العهد قضايا “نهتم بها معاً كالاستقرار في لبنان والعراق”. كما قال المصدر: “إن فرنسا تنتظر من السعودية أن تلعب دوراً مع روسيا وضمن مجموعة العشرين للتشجيع على محادثات بشأن أوكرانيا، وهذا سيكون في مصلحة الجميع بما في ذلك دول الجنوب والسعودية”.

 

وقال المكلف بالتواصل باللغة العربية في الخارجية الفرنسية باتريس باولي لـقناة “العربية”، إن “فرنسا تجمعها شراكة ثابتة مع السعودية تشمل كل المجالات، وتنسق مع السعودية في مختلف القضايا الدولية، ومنها الملف اللبناني”.

 

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بري: لبنان نجا من «أزمة كبرى» بعد جلسة انتخاب الرئيس

تجدد تحركات المودعين ضد المصارف

بيروت: ثائر عباس

 

علّق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على الجلسة الأخيرة التي عقدها البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية، وقال إنه سيتريّث في الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية بانتظار تبلور الحراك الإقليمي والدولي الجاري حالياً.

 

وأوضح بري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ الأصوات التي نالها الوزير سليمان فرنجية أتت بمثابة رسالة واضحة، فالرقم الذي حصل عليه صدم الخصوم بالنسبة نفسها التي صدمتهم بها قلة أصوات الوزير السابق جهاد أزعور.

 

وتابع: «لقد نجا لبنان من محاولة افتعال أزمة على خلفية التصويت الرئاسي. فهؤلاء كانوا واثقين بحصول أزعور على 67 صوتاً على الأقل، وكانوا يخططون لافتعال مشكل من خلال البقاء في قاعة المجلس إذا حصل على هذه الأصوات، واعتبارهم أنه نجح في هذه الانتخابات، وهو ما كان يمكن أن يذهب بالبلاد إلى مكان خطير جداً». وأضاف بري: «لقد نجونا من أزمة كبرى، وعلى الجميع الاقتناع بأن لا مخرج سوى الحوار».

 

إلى ذلك، عادت التحركات الاحتجاجية ضد المصارف في لبنان، وأدَّت إلى مواجهات محدودة مع الجيش اللبناني وتحطيم واجهات زجاجية لثلاثة بنوك، في شرق بيروت. ولبى محتجون دعوة لـ«جمعية صرخة المودعين» بالتجمع في وسط بيروت، مطالبين بإعادة أموال المودعين ومحاكمة حاكم «مصرف لبنان» وجمعية المصارف وكل الفاسدين في الدولة، وأعلنوا عن خطة للمواجهة المقبلة مع المسؤولين عن ضياع أموالهم من مختلف الجهات المعنية.

 

وكان لافتاً مشاركة وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، المحسوب على الوزير السابق طلال أرسلان، في الوقفة الاحتجاجية.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

صدمة «الرهانات المأزومة»: تسليم لبناني بالترياق الفرنسي – السعودي

رواتب تموز بند على جدول تشريع الإثنين.. وعودة الضغوطات بين المصارف والمودعين

 

يُسلِّم اللبنانيون، على شتى مشاربهم السياسية بعد صدمة التصويت، على جبهتي المواجهة والممانعة، بأن الترياق الرئاسي، لن يأتي من العراق الكهربائي، بل من قمة الأليزية ، حيث بات من المؤكد ان الملف الرئاسي اللبناني، سيحضر بين الرئيس ماكرون وضيفه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان من زاوية الاهتمام المشترك، بنقل لبنان من ضفة التأزم والهريان الى ضفة التعافي والعودة الى النهوض الاقتصادي، واستعادة دوره المحوري، ضمن شبكة المصالح المشتركة بين دول المنطقة وأوروبا، والدول المركزية في آسيا، لا سيما الصين، فضلا عن ايران وتركيا، بحثا عن نهوض اقتصادي وتبادل مصالح لا يقتصر على الطاقة، بل يتعداها الى التكنولوجيا وثورة الاتصالات والتنمية المستدامة، وفقا لمقررات القمم الاقتصادية العربية.

ووفقاً، لما بات متداولاً، فإن القمة الفرنسية – السعودية والعربية الى حد ما، (باعتبار ان ولي العهد هو رئيس القمة للدورة الـ32)، فإن الموفد الرئاسي الفرنسي الى انتخابات الرئاسة الوزير المخضرم جان ايف لودريان، سيأتي ومعه ما يشبه الخارطة المتفق عليها مع عواصم اللقاء الخماسي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وقطر ومصر.

وعليه، يتطلع الى ما وراء البحار لمعرفة اتجاه الدول المعنية بلبنان في مقاربة الوضع اللبناني بعد نتائج جلسة الاربعاء النيابية، وحيث تُعقد اليوم مباحثات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان تتطرق الى المفات المشتركة ومنها الملف اللبناني.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أن فرنسا تنسق مع المملكة العربية السعودية في مختلف القضايا الدولية، ومنها الملف اللبناني. مشيرة الى ان المباحثات ستشكل مواضيع مثل الحرب في اوكرانيا والوضع في السودان.

واُفيد ان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الموجود في باريس مع المستشار السعودي نزار العلولا، التقى امس المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، للتباحث بشأن الاستحقاق الرئاسي، وذلك عشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الايام المقبلة.

وفي اليوميات، يبدو ان الجلسة الفاشلة لإنتخاب رئيس للجمهورية، لم توقف حدة الصراع السياسي ولم يتيقن فريقا الصراع ان لا حظوظ لهذا المرشح او ذاك في ظل الانقسام الكبير بين الكتل النيابية وتمسك كل فريق بمرشحه سواء سليمان فرنجية او جهاد ازعور، وهو الامر الذي يفرض على كل طرف اعادة حساباته والذهاب الى حوار موسع للتلاقي على المرشح المقبول من الاغلبية النيابية والسياسية. وهو الامر الذي دفع ربما رئيس المجلس نبيه بري الى عدم تحديد موعد لجلسة انتخابية جديدة علّ النفوس تهدأ ويتطلع الفرقاء السياسيون الى مصلحة البلاد والعباد.

وعلمت «اللواء» ان نواب التغيير وبعض المستقلين بصدد اعادة تقييم الوضع في ضوء اختلاف المواقف بينهم حول اي مرشح يؤيدون في الجلسة المقبلة متى عقدت، ولكن بدا ان لا شيء قريب لديهم بإنتظار نتائج المساعي الجارية خارج لبنان.وتردد ان بعض التغييريين قد يسحب دعمه لأزعور.

وفي المواقف من تبعات جلسة الاربعاء، اصدر31 نائباً من نواب المعارضة بياناً امس، قالوا فيه: ان سياسة الفرض ومنطق الهيمنة ونهج التعطيل، أساليبٌ وأدواتٌ إحترفها فريق الممانعة منذ سنواتٍ وخصوصًا منذ أن أحكم قبضته على كامل مفاصل الدولة. إن منطق التعطيل والفرض هو تحديداً ما نواجهه وقد تلقّى هذا المنطق صفعة مدوية جرّاء نتيجة التصويت بالأمس، الذي أنهى عملياً حظوظ وإمكانية فرض مرشّح فريق الممانعة على اللبنانيين. إنّنا نؤكّد استمرارنا في دعوة الجميع إلى التلاقي على ترشيح جهاد ازعور، وإنّنا كما سبق وأعلنّا، نكرّر أنّه المرشّح الذي تنوي المعارضة التقاطع عليه بهدف إيصاله إلى سدّة الرئاسة من أجل إطلاق مسيرة الإنقاذ المطلوبة وإعادة إحياء المؤسسات.

وقال النائب طوني فرنجية: ان الكتلة النيابية التي صوتت لفرنجية في جلسة الأمس هي كتلة ثابتة والنواب الـ51 الذين انتخبوا فرنجية يتميزون بالصلابة، وبالتالي في اي جلسة انتخابية مقبلة سينطلق رئيس المردة من الرقم نفسه الذي حصده في الأمس، بالاضافة الى امكانية حصوله على عدد اضافي من اصوات النواب الوطنيين الذين يؤمنون بالحوار وبأهمية الانفتاح والتواصل مع الآخر، في حين ان الكتل التي تقاطعت على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور تبدو غير متماسكة وهذا ما ظهر من خلال اكثر من تصريح وبيان.

واكّد ان «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفي حال وصوله الى سدة الرئاسة الأولى، سيكون رئيساً لكل اللبنانيين، يحميهم جميعا من دون استثناء، فلا يطعن أحدا منهم بمن فيهم المقاومة».

وتابع: ما يحتاجه لبنان اليوم، هو البحث عن لغة تطمئن الجميع، بالاضافة الى اوسع إجماع وطني ممكن بهدف الحفاظ على لبنان وهويته بمكوناتها المختلفة والمتعددة.

جلسة التغطية القانونية للرواتب

مالياً، وفي مبادرة تشريعية لتوفير التغطية القانونية لرواتب العاملين في القطاع العام والمتقاعدين، بدءاً من نهاية الشهر الحالي، ومطلع شهر تموز، دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة تشريعية، في اول بنودها اقرار اقتراح القانون الذي اقرته امس اللجان النيابية المشتركة، ويقضي بفتح اعتمادات، من ضمن موازنة 2023، لتغطية رواتب القطاع العام، وهو مطلب الحكومة، التي كشف رئيسها عن توافر السيولة للرواتب، بانتظار الغطاء القانوني.

وقال: نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب، بعد جلسة اللجان: كان على جدول الاعمال ثلاثة بنود، الاول اقتراح القانون الرامي الى فتح اعتمادات في الموازنة لتغطية بعض النفقات الاضافية، يعني اعطاء تعويض موقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، وذلك وفقا للتفاصيل المبينة في الجدول، واقتراح القانون الثاني هو لتغطية اعطاء حوافز مالية وبدل نقل لاساتذة الجامعة اللبنانية لتمكينها من استكمال العام الجاري، وكلنا نعرف ان أساتذة القطاع العام والتربية في حاجة والمشاكل كبيرة وتزداد. والبند الثالث له علاقة باستكمال دراسة قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية.

تابع: كان نقاش عام في الجلسة وتوافق النواب جميعا على مسؤولية الحكومة عن الوضع الذي وصلنا اليه، لا سيما انها حتى هذه اللحظة لم ترسل موازنة الـ 2023 وهذا الامر ممكن ان يكون حلا وبديلا عما نقوم به حاليا. وفي رأي كل النواب تتحمل الحكومة مسؤولية التقاعس الذي وصلنا اليه، والاخفاقات المتكررة التي تعودنا عليها الحكومة، ولو كانت حكومة تصريف اعمال، ولو كانت أيضا تجتمع في طريقة مختلف عليها.

مؤتمر بروكسل: دعم لدول الجوار

من جهة ثانية، أوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب من بروكسل، أنّ «لبنان يستقبل 1.5 مليون نازح سوري منذ بدء الصراع في سوريا، الأمر الذي أثّر على اقتصاده المحلي ومجتمعه وبيئته»، وقال في كلمته امام «مؤتمر دعم سوريا والمنطقة: الشعب اللبناني استقبل بكرم السوريين وأزمة النازحين اليوم تُؤثر على الوضع السياسي في البلد ما يُهدّد النموذج اللبناني. وفق البنك الدولي لبنان يتكبّد قرابة الـ5 مليارات دولار سنويًاً بسبب استضافة النازحين، والمجتمع الدولي يساعد النازحين السوريين من دون أن يتجاوب مع مطالب لبنان.


وطالب بو حبيب بـ «وضع خطة عمل واسعة وواضحة للأزمة في لبنان، بحيث أنّ السوريين في لبنان يختلفون بالفئات: منهم من هرب من الحرب، ومنهم كان في لبنان ومنهم يذهب ويعود إلى سوريا يوميّاً، ولهذا لا يمكن التعامل مع الجميع بالطريقة عينها». وشدّد على أنّ «العودة حق للسوريين»، مطالباً «الشركاء الدوليين بالعمل معنا لإعادة النهوض ومساعدة لبنان بما يصبّ في مصلحة الشعبين اللبناني والسوري».


وقال «هناك خطر من توترات بين اللبنانيين والنازحين السوريين وارتفاع العنف بسبب الأزمة والصراع للحصول على وظائف». وأشار إلى أنّ «لا يمكن أن يتحوّل لبنان إلى بقعة واسعة للنازحين السوريين ولبنان لم يخذل أحدًا وهو اليوم يطلب المساعدة»، مبديًا خشيته من تحوّل القرار الأممي حول سوريا إلى قرار «حبر على ورق».

الا ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيه بوريل، اعلن عن «تعهّد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 560 مليون يورو (600 مليون دولار) لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين. لكنه اعتبر «أن الظروف غير مؤاتية ليغيّر الاتحاد الأوروبي سياسته بشأن سوريا في ظلّ غياب إصلاحات سياسية حقيقية في البلد». وقال: إننا لا نقبل بعودة السوريين بالقوة الى بلادهم، ونحن نتابع الوضع في لبنان ونعلم أن البلد يتطلّب دعماً أكبر من المجتمع الدولي.

وأضاف: إن الاتحاد الأوروبي سيُبقي على عقوباته على نظام الأسد ولن يدعم عودة السوريين إلى بلدهم ما لم تكن عودة «طوعية» وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية.

ورد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هيكتور حجار على بوريل، عبر حسابه على «توتير» قائلا: بنبرة متعالية، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيه بوريل مجددا أن الاتحاد الأوروبي لن يختار مسار التطبيع مع النظام السوري، وبالتالي عودة النازحين السوريين إلى بلدهم غير ممكنة حاليا.

وتابع حجار: نحن نحترم خياركم الإنساني وعملنا على أساسه خلال السنوات الـ 12 المنصرمة، ولكن نتيجته لم تكن جيّدة لا على النازحين السوريين ولا على المجتمع اللبناني المضيف لهم. أما بالنسبة لخياركم السياسي، لقد أثبت فشله منذ 12 عاماً، ولكن نحن مستعدون لدعمه إذا ما قررتم إستقبال حوالي 7 ملايين نازح سوري في أوروبا، على أن تعيدونهم إلى بلدهم عند بلورة حلّ سياسي واضح للأزمة السورية ومقبول بحسب مقاييسكم.

كما غرد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جورج عطاالله عبر «تويتر» قائلاً: الى السيد بوريل أحد المتآمرين على وطننا: لا تريد الإعتراف أنكم فشلتم في إنهاء النظام في سوريا هذا شأنك… لا تريد التطبيع معه انت حر… لكن أن تكمل في المؤامرة لإبقاء النازحين السوريين، فوالله سيعودون رغما عنك وعن كل متآمر على لبنان. نقبل أن تحل أزمة النزوح السوري عبر ترحيلهم الى بلادك.

وفي السياق، اعلنت بلجيكا التبرع بـ27.5 مليون يورو لدعم سوريا ومشاريع تعنى بأزمة النزوح السوري في لبنان والاردن.

المودعون الى الشارع

في التحركات، وفي خطوة مباغتة، عادت تحركات المودعين الى حيث المصارف، وتمكن عدد من هؤلاء المحتجين على ادارة الظهر لودائعهم، من تحطيم الواجهات الزجاجية لبنك عودة وبنك بيروت في سن الفيل، وبنك بيبلوس بين مستديرتي الصالومي والمكلس، واشعلوا الاطارات الكاوتشوكية عند مداخل هذه المصارف.

ثم انتقل المودعون الى وسط بيروت، وسط شعارات منددة بأي «انقضاض على قضيتهم»، وانضم اليهم الوزير عصام شرف الدين ومحامون من تحالف متحدون، وتوعد هؤلاء القضاة الفاسدين بالاستهداف في التحركات المقبلة.

معيشياً ايضاً، قررت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان، الاستمرار في الإضراب التحذيري والاعتصام والتوقف عن العمل داخل كل مراكز المؤسسة، وعدم طباعة وتسليم الفواتير لغاية نهار الاثنين 19/6/2023 ضمناً، بانتظار ورود اي معطيات جديدة ليُبنى على الشيء مقتضاه، وإستثنت من الاضراب الاستثمار في معامل الانتاج والمناوبين في محطات التحويل الرئيسية ومصلحة التنسيق وعدم اجراء اي مناورات على الشبكة الا بعد التنسيق مع النقابة.

**********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

ترقب داخلي لنتائج القمة الفرنسية ــ السعودية: باريس تحاول اقناع الرياض «بالسلة»

 «المعارضة» تفضل الدعوة الى الانتخاب على الحوار والارقام تضع «التيار» امام خيارات صعبة…!

مؤتمر بروكسل يزيد المخاوف: تجاهل لمخاطر النزوح – ابراهيم ناصرالدين

 

لا اجوبة جدية لدى احد حول اسباب «الكربجة» على الساحة اللبنانية، الجمود هنا، يقابله حراك دبلوماسي ناشط في الاقليم، وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، يقوم بزيارة إلى طهران يوم السبت، والتي من المحتمل أن يتمّ خلالها افتتاح السفارة السعودية، استمراراً للاتجاه نحو تعزيز العلاقات مع إيران. في هذا الوقت، «أنصار الله» اعلنت أنها سوف تبدأ تنفيذ رحلات من مطار صنعاء الدولي لنقل الحجاج إلى المملكة العربية السعودية ابتداء من السبت المقبل، بعد نحو سبع سنوات من التوقف. طهران وواشنطن «قاب قوسين» او ادنى من التوصل الى تفاهمات نووية جديدة تجنبا لاي مواجهة عسكرية تدفع باتجاهها «اسرائيل». في المقابل وبعد جلسة الانتخاب العقيمة، هدوء ما بعد «العاصفة» في بيروت لان ما قبلها تبين انه كما بعدها، التعادل السلبي سيد الموقف، لم يسجل احد هدفا في مرمى الآخر، المرشح المدعوم من «الثنائي الشيعي» وحلفائه سليمان فرنجية لم «تحترق» حظوظه، ولم يحرمه «البوانتاج» من الاستمرار في السباق، كما كان يراهن خصومه الذين لم ينجحوا في منح جهاد ازعور «سكور» يخوله ان يصبح رئيسا افتراضيا. الجميع مرة جديدة في انتظار جولة من التفاوض السعودي- الفرنسي حول لبنان، سيتبين خيطها «الابيض من الاسود في نهاية هذا الاسبوع الحافل باللقاءات والاتصالات على اكثر من مستوى. الاجتماعات التحضيرية في باريس بدات عشية لقاء القمة بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد الامير محمد بن سلمان اليوم، الملف اللبناني سيكون مادة دسمة على طاولة الحوار بين الجانبين حيث سيؤكد الفرنسيون ضرورة التفاهم على «السلة» الكاملة للحل، دون ان تبدي الرياض اي اشارة سلبية او ايجابية، حتى الان، حول نياتها الحقيقية ازاء الطرح . في المقابل خيبة امل جديدة من مؤتمر بروكسل السابع حول النزوح السوري، بعد ان ثبت مجددا ان لبنان هو الحلقة الاضعف، والمجتمع الدولي لا يكترث للتحذيرات من انفجار اجتماعي وامني يهدد «النموذج» اللبناني ووجود هذا البلد ككيان.

لقاءات سعودية – فرنسية؟

 

فعشية مباحثات سيجريها اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الاليزيه ، سيكون لبنان ورئاسته جزءا منها، كشفت مصادر دبلوماسية عن عقد لقاء بين المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري والمستشار الفرنسي باتريك دوريل، والمبعوث الرئاسي جان ايف لودريان، في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو، جرى خلاله نقاش الازمة اللبنانية بتشعباتها وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية وما انتهت اليه الجلسة الاخيرة من نتائج، وفيما لم تؤكد المصادر السعودية الاجتماع دون ان تنفيه واصفة المعلومات حوله بانها «غير دقيقة»، تابعت السفارة الفرنسية في بيروت تسريب معلومات اشارت فيها الى ان باريس تعتقد ان الامور عادت الى «نقطة الصفر» رئاسيا، ولم تغير الجلسة الاخيرة الكثير من الامور بل ثبتت عدم وجود قوة وازنة قادرة على فرض ما تريد على الطرف الآخر، وهذا يعزز التوجه الفرنسي القائم على ضرورة انتاج تسوية متوازنة تمنح الرئاسة لفريق ورئاسة الحكومة للفريق الآخر وفق سلة تفاهمات شاملة حول الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة لانقاذ ما يمكن انقاذه والانطلاق نحو التعافي الشامل.

ماذا يحمل لودريان؟

 

ووفقا لتلك الاوساط، لم ينجح الفريق الرافض لمبادرة باريس في فرض وقائع تجبرها على تغيير استراتيجيتها التي سيتم عرضها مجددا على الجانب السعودي قبل الانتقال الى توسيع مروحة الاتصالات باتجاه اطراف «الطاولة» الخماسية. وفي ضوء نتائج المحادثات بين ماكرون وابن سلمان سيتحرك لودريان في جولته الاستطلاعية على كافة الافرقاء اللبنانيين للاستماع الى ما لديهم من افكار بعدما تاكدوا انه لا يمكن انتخاب رئيس في ظل التوازنات الحالية. وعن احتمال ان يكون في جعبة لودريان تصور متكامل للحل، تشير تلك الاوساط، الى ان هذا الامر مرهون بما سيحمله الوفد السعودي من افكار، وعندئذ سيتحدد نوع المهمة، فاما تكون استطلاعية يستمع فيها اكثر مما يتحدث ثم يعود الى باريس لتقييم النتائج، او يحمل مبادرة متكاملة بغطاء سعودي هذه المرة لانطلاق نحو ترجمة عملية لتفاهم شامل يتم التسويق له مع واشنطن. والحراك الفرنسي لم يقتصر على الرياض فقط، فقد ناقشت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا هاتفيا الملف اللبناني مع نظيريها القطري والايراني، كما سُجلت مكالمة هاتفية مطولة بين ماكرون ونظيره الايراني حسن روحاني منذ ايام، كما ستكون لكولونا محادثات مع لودريان اليوم عشية توجهه الى بيروت.

حرب «الارقام»

 

في المقابل، تشير مصادر المعارضة الى ان لودريان، لا يمكنه تجاهل «البوانتاج» وادعاء ان شيئا لم يحصل، وتشير الى انها تعد خارطة واضحة لن يتمكن من تجاهلها، وهي ترتبط بتوزيع أصوات النواب المسيحيين على المرشحين المتنافسين. وترى انه لا يمكن للمبعوث الفرنسي ان يتجاهل انه من اصل النواب المسيحيين الـ64 في البرلمان حصل أزعور على تأييد 44 نائباً في مقابل حصول فرنجية على دعم 13 نائباً فقط، أي بفارق 31 صوتاً، فيما توزّع الباقون على الوزير السابق زياد بارود (3 أصوات)، وقائد الجيش العماد جوزاف عون (صوت واحد). وبرايها فان غياب الميثاقية الشيعية عن انتخاب ازعور يقابلها غياب للميثاقية الدرزية والمسيحية لفرنجية، وهذا ما يجب ان يفرض على الفرنسيين ان يغيروا في طريقة تفكيرهم ويضعوا مشروعهم للتسوية وراءهم ويقدموا تصورا جديدا.

«المعارضة» تتجاهل الحوار

 

في هذا الوقت تجاهلت «المعارضة» الدعوة الى الحوار، فرفضته القوات اللبنانية التي ترى مصادرها ان الحوار الثنائي اثبت جدواه اكثر من خلال تجربة التقاطع على ازعور، وفيما ابدى رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط استعداده للحوار، تساءل وفق اي شروط، لا يمانع التيار الوطني الحر اصل الفكرة ولا يمانع ان تقوده بكركي التي تدرس بعناية هذا الطرح. في هذا الوقت، رأى نواب «قوى المعارضة» في بيان أن جلسة الانتخاب أنهت حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، مؤكدين الاستمرار في دعمهم للوزير السابق جهاد أزعور. واعتبر نواب قوى المعارضة في بيان ان الغالبية الكبرى من ممثّلي الشعب اللبناني ترفض بوضوح المرشح المفروض من فريق الممانعة، إذ لم يَنل، وبالرغم من جهود الحشد وكل الضغوط التي مورست في الأيام الماضية، سوى 51 صوتًا مقابل 77 نائبًا صوّتوا ضد هذا الترشيح، بل أكثر من ذلك، فقد انتخب 59 نائبًا المرشّح الوسطي جهاد أزعور الذي تلاقت عليه قوى سياسيّة مختلفة بهدف كسر الجمود الرئاسي، علمًا أن عددًا إضافيًا من النوّاب والكتل كانوا قد أعلنوا صراحةً عن نيّتهم التصويت له في الدورة الثانية». وهكذا برايهم، انتهت عمليًا حظوظ وإمكان فرض مرشّح فريق الممانعة على اللبنانيين.

«سرقة موصوفة» وانكار!

 

وقد لفتت مصادر نيابية داعمة لفرنجية الى ان هذه المبالغة مثيرة «للسخرية»، خصوصا احتساب الاصوات الـ 77 لازعور، واصفة الامر بانه «سرقة» موصوفة. واشارت في هذا السياق، الى ان داعمي فرنجية لم يدعوا بالامس انه فاز في الانتخابات لكنه ثبت نفسه كرقم صعب، فيما فشل معارضوه في تامين رقم يمكن من خلاله احراج الطرف الآخر. اما حالة «الانكار» ودفن «الرؤوس في الرمال» فهي لن تجدي ولا مفر من الحوار دون شروط.

مازق باسيل؟

 

في هذا الوقت، تتحدث مصادر نيابية بارزة عن «مأزق» لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي راهن على «بوانتاج» الجلسة الثانية عشرة لفرض شروطه الحوارية على حزب الله، فهو بعد ان وجه «رسائل» ود عشية الجلسة عبر التشديد على حيادية تياره ورفض الانضمام الى اي من الاصطفافات القائمة، كان يراهن على عدم تجاوز الاصوات المؤيدة لفرنجية الـ 45 صوتا، ما يعني عمليا «حرق» ترشيحه والبدء بالتفاوض مع الحزب على مرشح ثالث، خصوصا لو نجح مع «المتقاطعين» في تامين الـ 65 صوتا لازعور. لكن «الرياح جرت بعكس سفنه» وجاءت النتيجة مخيبة للآمال، وتم تثبيت فرنجية كرقم صعب يصعب تجاوزه او التخلي عنه، وهو ما جاهر به «الثنائي» بعد الجلسة. لهذا لن تفتح «الابواب» في حارة حريك مجددا الا اذا اقتنع باسيل بان فرنجية اسم موجود بقوة على «الطاولة» ولا يمكن شطبه من المعادلة. لكنه سيكون حوارا غير مشروط، ليس مع حليف يمكن الثقة به كما كان في السابق، وانما كفريق سياسي لديه وجهة نظره المختلفة، بعد ان اثبت باسيل ان مناوراته السياسية تخطت «لعبة» التذاكي ووصلت الى مرحلة التشكيك في نزاهة حليفه السابق واتهامه بعدم «الاخلاقية» وبالتدخل في شؤون «التيار» الداخلية، وهي اتهامات تترك المزيد من الندوب في العلاقة التي «كرسحها» باسيل ولم تعد تقف على رجل واحدة كما يظن. طبعا لن تقفل «الابواب» في وجهه لكن ليس بشروطه.

الجلسة التشريعية

 

في هذا الوقت، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تشريعية يوم الاثنين المقبل، وعلى جدول اعمالها اعتمادات لصرف رواتب موظفي القطاع العام . الجلسة تحتاج الى حضور 65 نائبا، وحتى الان لم تحسم كتلة الكتائب موقفها بعد، فيما اعلنت الكتل التي لم تشارك في جلسة تاجيل الانتخابات البلدية المقاطعة، اما تكتل لبنان القوي فسيجتمع قبل الجلسة لدراسة جدول الاعمال «ويبنى على الشيء مقتضاه». وقد عقدت اللجان النيابية، جلسة مشتركة برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب امس، واقرت اقتراح القانون الرامي الى فتح اعتمادات في الموازنة لتغطية بعض النفقات الاضافية ، ومنها اعطاء تعويض موقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، واقتراح تغطية اعطاء حوافز مالية وبدل نقل لاساتذة الجامعة اللبنانية لتمكينها من استكمال العام الجاري، والبند الثالث له علاقة باستكمال دراسة قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية.

النزوح والاصرار على «الدمج»

 

في هذا الوقت، لم يحصل الوفد اللبناني المشارك في مؤتمر بروكسل حول النزوح السوري الا على وعد بتسليم «داتا» النازحين قريبا. في المقابل لمس الوفد تمسكا اوروبيا ودوليا بسياسات عقيمة تكرس دمج السوريين في اماكن اقامتهم، وهو ما خلصت اليه مصادر وزارية لفتت الى وجود «حوار طرشان» حقيقي مع تلك الدول التي لا تاخذ بالحسبان الا حماية اراضيها من اي موجة نزوح وابعاد هذا «الكأس» عنها حتى لو ادى الى ذوبان مجتمعات ودول كما يحصل في لبنان غير القادر على الاستمرار في الرضوخ لمقاربات خاطئة تهدد استقراره على المدى القصير وليس البعيد. وقد أوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب من بروكسل عمق الازمة وطالب بـ «وضع خطة عمل واسعة وواضحة للأزمة في لبنان… وقال «هناك خطر من توترات بين اللبنانيين والنازحين السوريين وارتفاع العنف بسبب الأزمة والصراع للحصول على وظائف».

لا تغيير في الموقف الاوروبي

 

الا ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل شدد في المؤتمر عينه على «أننا لا نقبل عودة السوريين بالقوة الى بلادهم»، وقال «نتابع الوضع في لبنان ونعلم أن البلد يتطلّب دعماً أكبر من المجتمع الدولي. واعلن تخصيص الاتحاد الأوروبي 600 مليون دولار لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين. واعلن بوريل ان الظروف غير مؤاتية ليغيّر الاتحاد الأوروبي سياسته بشأن سوريا» في ظلّ غياب «إصلاحات سياسية حقيقية» في البلد. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سيُبقي على عقوباته على نظام الأسد ولن يدعم عودة السوريين إلى بلدهم ما لم تكن عودة «طوعية» وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية…

لماذا لا تسقبلهم اوروبا؟

 

وردا على بوريل، غرد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هيكتور حجار، عبر حسابه على «توتير»، قائلا: بنبرة متعالية، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد لن يختار مسار التطبيع مع النظام السوري وبالتالي عودة النازحين السوريين إلى بلدهم غير ممكنة حاليا، ، لا بدّ من التذكير بأن الحلّ السياسي المنتظر للقضية الفلسطينية مضى عليه 75 عاما ولا يزال الفلسطينيون مشتّتين فى كل أصقاع الارض. سيدي الكريم، لقد استقبل لبنان النازحين السوريين برحابة صدر وتحمّلوا وزرهم أكثر من 12 عاماً وهم يشكّلون أكثر من 30% من السكان في لبنان. وتابع حجار: نحن نحترم خياركم الإنساني وعملنا على أساسه خلال السنوات الـ 12 المنصرمة، ولكن نتيجته لم تكن جيّدة لا على النازحين السوريين ولا على المجتمع اللبناني المضيف لهم. أما بالنسبة لخياركم السياسي، لقد أثبت فشله منذ 12 عاماً، ولكن نحن مستعدون لدعمه إذا ما قررتم استقبال حوالى 7 ملايين نازح سوري في أوروبا، على أن تعيدونهم إلى بلدهم عند بلورة حلّ سياسي واضح للأزمة السورية ومقبول بحسب مقاييسكم.

ما هي الخيارات اللبنانية؟

 

ووفقا لمصادر مطلعة، فانه بعد مؤتمر بروكسل لا خيار امام لبنان الا تزخيم الاتصالات مع دمشق للتنسيق الثنائي في تنظيم العودة، خصوصا ان تحولا جذريا مساعدا قد طرأ على الموقف السعودي حيث تخوض الرياض حوارا مع شركائها الغربيين بشأن خفض العقوبات أو حتى رفعها عن سوريا. ولمحاولة تجاوز «الفيتو» الاميركي- الاوروبي، الرافض التطبيع مع دمشق ورفع العقوبات وإعادة إعمار بدون حل سياسي للصراع، ومع توجه الكونغرس الأمريكي الى تجديد قانون «قيصر» في عام 2024 فان السعوديين سيضخون الاموال تحت عنوان المساعدات الانسانية ومشاريع تمول عبر اموال «كاش» لا تمر بالنظام المصرفي، ويمكن للبنان ان يستفيد من هذا التوجه اذا نجح في ايجاد صيغة «ذكية» للتنسيق الثلاثي بما يتناسب مع مصالحه وتقديم اولوياته على نحو واضح ودون اي محاذير في فتح نقاش عالي المستوى مع النظام في سوريا.

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

القمة السعودية – الفرنسية لن تنتج رئيساً للبنان

 

جاء إقفال الجلسة الانتخابية الثانية عشرة اول امس من دون تحديد موعد للثالثة عشرة ليعيد تظهير الخط البياني للفراغ المعمم على مختلف المؤسسات والاستحقاقات وابرزها حاكمية مصرف لبنان نهاية الشهر المقبل.

 

هذا الواقع يضغط بقوة لاعادة تشغيل المحركات الخارجية على مستوى الجهود السياسية وابرزها في باريس. فعشية مباحثات سيجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في الاليزيه اليوم، سيكون لبنان ورئاسته في صلبها، افيد ان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري التقى امس المستشار الفرنسي باتريك دوريل للتباحث بشأن الاستحقاق الرئاسي، وذلك عشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان الى بيروت في الايام المقبلة.

 

فرنجية لم يتأثر

 

في الاطار هذا،  أشار وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، في تصريح تحت عنوان «صاحب الحاجة ارعن»، إلى أنّ «جهاد أزعور اغواه حبّ الظهور، وراودت من وراءه فكرة محاولة «حرق» سليمان فرنجيه. كلّفوه بهذه المهمة فقبلها وسار لتنفيذ الدور الذي رسمه بعض الخارج مع «تعساء الحظ وخائبي الرجا» في الداخل، فارتدى حزاماً ناسفاً وفجّر نفسه في ساحة نزالٍ انتخابي مع الوزير فرنجية ساعيًا الى تفجير فرص الأخير، فهلك، أمّا سليمان بيك فلم يمسّه سوء بل خرج من النزال اكثر ثباتًا وتألقًا».

 

انتفاضة كبيرة

 

في المقابل،  أشار رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل إلى أن المعارضة لم تُضحّ بجهاد أزعور بل كان على بعد 6 أصوات من تحصيله أكثرية مجلس النواب بحيث هي المرّة الأولى منذ انطلاق الإنتخابات الرئاسية الحالية يحصل مرشح على هذا العدد من الأصوات». وفي حديثٍ متلفز قال « نعتبر أن جهاد أزعور كان متفوقاً اليوم على باقي المرشّحين هناك إلتفاف عريض من الكتل حوله ولو حصلت الدورة الثانية لأصبح أزعور رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهناك نواب صوّتوا بعباراتٍ مُعيّنة أو بأوراق بيضاء وكان من المفترض أن يأخذ أزعور أصواتهم في الدورة الثانية، أمّا ما حصل اليوم فهو انتفاضة كبيرة بوجه محاولة حزب الله لفرض مرشحه على اللبنانيين ووضع نفسه كالآمر الناهي في البرلمان وأتى جواباً مدوياً في المجلس رافضا لهذا الإملاء والفرض ولغة التخوين، ووسائل الإعلام التابعة لحزب الله خوّنت كل من لن يصوّت لسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية».

 

اتصالات مع التيار

 

في الاثناء، وبينما افيد ان بعض نواب التيار منحوا فرنجية اصواتهم، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص إلى أنّ بعض الأصوات في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اول أمس ذهب في اتّجاه غير متوقّع، قائلاً «لكن الفارق بين توقعنا المنطقي وبين النتيجة التي حصل عليها المرشح جهاد أزعور ليس كبيراً ولا يلغي واقع أنه تقدّم بشكل واضح على المرشح الآخر». وفي حديث اذاعي، لفت إلى أنّ «لو بقيت اللعبة ديموقراطية تمارَس بشكل صحيح لوُجِد احتمال انتخاب رئيس، لكن للأسف بقي الفريق نفسه على النهج عينه في ظلّ الظرف الصعب الذي يمر به لبنان». وأكّد عقيص أنّ «القوات» تواصلت مع حلفائها في المعارضة وستجري اتصالات مع «التيار الوطنيّ الحرّ» في الأيام المقبلة لتحديد الموقف المناسب.

 

جلسة تشريعية

 

على صعيد آخر، وفي ظل الشغور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جلسة عامة تشريعية الاثنين المقبل. وفي انتظار تحديد جدول اعمالها وابرزها فتح اعتمادات لصرف رواتب موظفي القطاع العام، أعلنت وزارة المالية في بيان، عن « تحويل المساعدة الموقتة للعسكريين والتي تُعادل ثلاثة رواتب عن شهر أيار، وللمتقاعدين عسكريين ومدنيين التي تعادل ستة معاشات عن شهري أيار وحزيران، أما بخصوص العاملين في الإدارة العامة فسيتم تحويل المساعدة تلك، اعتباراً من اليوم الجمعة 16-6-2023».

 

تهديد النموذج

 

من جهة ثانية، أوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب من بروكسل، أنّ «لبنان يستقبل 1.5 مليون نازح سوري منذ بدء الصراع في سوريا، الأمر الذي أثّر على اقتصاده المحلي ومجتمعه وبيئته»، قائلًا: «الشعب اللبناني استقبل بكرم السوريين وأزمة النازحين اليوم تُؤثر على الوضع السياسي في البلد ما يُهدّد النموذج اللبناني». وتابع «وفق البنك الدولي لبنان يتكبّد قرابة الـ5 مليارات دولار سنويًّا بسبب استضافة النازحين، والمجتمع الدولي يساعد النازحين السوريين من دون أن يتجاوب مع مطالب لبنان».. وطالب بو حبيب بـ»وضع خطة عمل واسعة وواضحة للأزمة في لبنان بحيث أنّ السوريين في لبنان يختلفون بالفئات: منهم من هرب من الحرب ومنهم كان في لبنان ومنهم يذهب ويعود إلى سوريا يوميًّا ولهذا لا يمكن التعامل مع الجميع بالطريقة عينها». وشدّد على أنّ «العودة حق للسوريين»، مطالباً «الشركاء الدوليين بالعمل معنا لإعادة النهوض ومساعدة لبنان بما يصبّ في مصلحة الشعبين اللبناني والسوري». وقال «هناك خطر من توترات بين اللبنانيين والنازحين السوريين وارتفاع العنف بسبب الأزمة والصراع للحصول على وظائف». وأشار إلى أنّ «لا يمكن أن يتحوّل لبنان إلى بقعة واسعة للنازحين السوريين ولبنان لم يخذل أحدًا وهو اليوم يطلب المساعدة»، مبديًا خشيته من تحوّل القرار الأممي حول سوريا إلى قرار «حبر على ورق».

 

اوروبا والعودة

 

الا ان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل شدد  في المؤتمر عينه على «أننا لا نقبل بعودة السوريين بالقوة الى بلادهم»، وقال «نتابع الوضع في لبنان ونعلم أن البلد يتطلّب دعماً أكبر من المجتمع الدولي».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram