افتتاحية صحيفة البناء:
التحضيرات لجلسة الغد على قدم وساق… وأزعور يعلن ترشيحه ببيان «لست تحديا»
بري وجنبلاط للبحث صلة… وباسيل أمام قرار صعب في التيار مع رموز الاعتراض
اصطفافات كتلة الـ 31 نائباً تبلور بوانتاج التصويت مع الـ 45 لفرنجية والـ 52 لأزعور
الكل منشغل بالاتصالات التي لا تنقطع لحشد الأصوات وإعادة ترتيبها. والحشد نوعان، من يمكن أن يصوّت في جلسة الغد لأحد المرشحين المتنافسين، سليمان فرنجية وجهاد أزعور، ومَن يمكن تثبيت تحييده من المصوّتين المفترضين للخصم، ومع حسم تصويت كتلة من 45 صوتاً لصالح فرنجية ومقابلها كتلة من 52 صوتاً لصالح أزعور، تدور الاتصالات لكيفية رفع تصويت فرنجية الى 50 نائباً وتجميد تصويت أزعور عند رقم الـ 52 أو فوقه قليلاً، بالنسبة لحلف مؤيدي فرنجية، بينما يجهد تقاطع أزعور لرفع التصويت إلى الـ 60 صوتاً، وتجميد تصويت فرنجية عند الـ 45 صوتاً.
المصادر النيابية تؤكد أن هناك 16 نائباً حسموا مواقفهم بعدم التصويت لكل من فرنجية وأزعور، هم النواب العشرة المستقلون ومنهم نواب كتلة الاعتدال الوطني الذين اجتمعوا عند النائب عماد الحوت، وستة نواب تغييريين، هم ثلاثة أعلنوا سلفاً عدم التموضع في أي اصطفاف، وثلاثة آخرين مؤكدين من أصل الستة نواب الذين يستمرون في التداول لاتخاذ موقف موحّد، وبين الـ 15 نائباً المتبقين، النائبان أسامة سعد وشربل مسعد وخمسة نواب من التيار الوطني الحر يعترضون على دعم أزعور ويعبّرون عن موقف رافض للتصويت لحسابه، وثلاثة نواب من التغييريين الذين لا زالوا متردّدين تتقدّمهم النائبة بولا يعقوبيان، ونائبان من الطاشناق، ونائبان من دائرة بيروت الأولى يتقدّمهم النائب جان طالوزيان إضافة الى النائب إيهاب مطر.
السباق الانتخابي يجري على الأصوات الـ 15 الرمادية، التي يرجح أن ينال منها أزعور بين صوتين وستة أصوات، بينما ينال فرنجية صوتين منها، ويبقى بين 5 و10 أصوات يرجح انضمامها الى الخيار الثالث سواء اسم او شعار او ورقة بيضاء، فيقترب فرنجية من رقم الـ 50 صوتاً ويقترب أزعور من رقم بين الـ55 والـ 60 صوتاً.
كيف سوف يصوّت المعترضون على أزعور من نواب التيار الوطني الحر، هو ما سوف يقرّر حاصل أزعور النهائي ودرجة اقترابه من رقم الـ 60 صوتاً أو تجاوزه بصوتين، وتؤكد المصادر المتابعة للنقاش الداخلي في التيار الوطني الحر، أن رئيس التيار النائب جبران باسيل والنواب المعترضين، كليهما في مأزق، حيث لم تتحول خلافاتهما المزمنة الى أزمة وجودية كما هي الآن. وبالنسبة لباسيل، يشكل التصويت مقياساً لإمساكه بقرار التيار، رغم وجود مخارج يستطيع عبرها حفظ هامش الحركة للمعترضين وتتيح له الحفاظ على دعم أزعور، عنوانها التمييز بين تصويت الجولة الأولى والجولة الثانية بتأجيل الإلزام للجولة الثانية عند حدوثها، أي تحقيق النصاب، ما يعني ضمناً عدم وجود مناخ تصادمي، بينما اللجوء الى تخيير النواب المعترضين بين الالتزام او السير بإجراءات تأديبية بحقهم قد تصل حد الفصل من التيار، فهي اختبار شديد القسوة، لان هؤلاء ليسوا نواباً صنعهم باسيل فهم يوازونه عراقة في التيار مثل إبراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا وتم طرحهم لرئاسة التيار مراراً، ومنهم من لم يكن التيار مؤثراً حاسماً في نيابتهم كنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي استند الى حيثيته المستقلة، والنائب أسعد ضرغام الذي استند الى التحالف العكاري الذي ضمّ النائب محمد يحيى والكتلة العلوية الناخبة، وإخراجهم من التيار معاً، يعرض التيار لهزة لا يستحقها حجم الخلاف العابر والملتبس على تبني ترشيح أزعور؛ اما بالنسبة للنواب المعترضين، فالقضية تتصل بمصداقية علاقتهم بخيار الإصلاح ومواقفهم التي يرونها انتهازية إذا ساروا بالتصويت لأزعور، وشعورهم بالمقابل أن التعرّض لمخاطر الفصل من التيار تغيير كبير في وضعيتهم ليسوا جاهزين لمواجهته وتحمل تبعاته بسهولة.
فيما العيون على ما سوف يجري في التيار الوطني الحر، رغم الدعم المطلق الذي يقدمه الرئيس السابق ميشال عون لخيارات باسيل، أكدت مصادر كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط، أن لا صحة لما نقل عن رفض الرئيس بري تحديد موعد للنائب تيمور جنبلاط، وأن للبحث صلة بين الطرفين، بينما أعلن المرشح جهاد أزعور ترشيحه ببيان شدّد على أنه ليس مرشحاً للتحدّي، وزيّنه بجمل إنشائية عامة لم تتناول أياً من القضايا السياسية العالقة، مثل قضية النازحين السوريين او قضية الاستراتيجية الدفاعية، أو حتى عناوين رؤيته الاقتصادية.
عشية الجلسة النيابية المرتقبة لانتخاب رئيس الجمهورية وزيارة وزير الخارجية الفرنسي السابق الى لبنان والذي يصل أواخر الأسبوع الحالي، وفق معلومات «البناء»، تعقد الكتل النيابية كافة اجتماعات مفتوحة مع بقاء خطوط التواصل مُشرّعة بين القيادات السياسية لحسم الخيارات والذهاب الى جلسة «مدروسة» أو احتواء تداعيات أي جلسة ديموقراطية على الاستقرار الداخلي، في ظل إرباك كبير يسود الكتل «الرمادية» وتردّد وخوف لدى كتلتي لبنان القوي واللقاء الديموقراطي من خيار المواجهة مع الثنائي حركة أمل وحزب الله، فيما علمت «البناء» أن الصورة النهائية للجلسة لم تتضح بعد في ظل تأخر كتل عدة من حسم خيارها، وقد تحصل مفاجآت في ربع الساعة الأخير تؤثر على مسار الجلسة ونتائجها في ظل تواصل بعيد عن الإعلام يجري بين أطراف سياسية عبر قنوات مشتركة لتدارك الموقف الصعب على مختلف الأطراف.
وقد تردّد أن حزب الله تلقى رسالة من التيار الوطني الحر عبر اللواء عباس إبراهيم مضمونها تجاوز جلسة الأربعاء، لكن الأخير كشف في حديث للـ “OTV”، أن “ما سرّب من خبر لقائي برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وأنه حمّلني رسالة الى الحزب فيه دسّ كببر بتوقيته قبل الأربعاء”.
كما أفيد أن رسالة تطمين وصلت الى الرئيس نبيه بري من النائب السابق وليد جنبلاط بأن التصويت لأزعور لا يعني المواجهة وأن وصوله مستحيل، وبالتالي صفحة جلسة 14 حزيران ستنتهي ظهر الأربعاء ولا حل إلا بالحوار عاجلاً أم آجلاً.
لكن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وفي حديث تلفزيوني أوضح أن نجله تيمور جنبلاط لم يطلب موعداً من رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى يتم رفضه، مضيفاً: “بعد الجلسة منشوف”.
من جهتها أكدت مصادر عين التينة أن «العلاقة بينه وجنبلاط لا تتوقف على التباينات»، وتابعت: «صحيح أننا نختلف في الموقف الرئاسي حالياً، إنما لا نختلف على العلاقة وضرورة استمرارها وبقائها وتطويرها، أما فكرة عدم إعطاء بري موعداً لجنبلاط وغيره فغير واردة أبداً».
وذكرت هذه المصادر أن «عين التينة بدأت تتلقى رسائل تطمينية من جنبلاط منذ الأمس، (امس الاول) بإصراره على التوافق واستحالة وصول جهاد أزعور الى سدة الرئاسة، وأن قراره ينسجم مع المسيحيين لدقة الموقف، لذلك «ما رح تخرب الدني»، وفق توصيف المصدر.
وحتى منتصف ليل أمس، فإن الوزير السابق جهاد أزعور ضمن 60 صوتاً مقابل 50 صوتاً لرئيس المردة سليمان لفرنجية وفق ما تؤكد مصادر المعارضة والتيار الوطني الحر لـ»البناء»، أما «الثنائي» فلم تشأ مصادره الدخول بأرقام، لكن مصادر مطلعة في كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير أكدت لـ»البناء» أن «الثنائي» والحلفاء أعدّوا العدة وتحسبوا لجميع السيناريوات، ملمحة عن أوراق مخفية لن نفصح عنها ستفاجئ الطرف الآخر، مشيرة الى أن «الغموض هو أحد أوراق المعركة»، وأكدت بأن الفارق بين فرنجية وأزعور لن يكون كبيراً كما يصوّر البعض، و»المي بتكذب الغطاس»، وتخلص الى القول إن الجلسة لن تختلف عن سابقاتها لجهة عدم إنتاج رئيس.
وإذ عقد عدد من نواب التغيير اجتماعاً في مجلس النواب، اجتمع التكتل النيابي المستقل الذي يضم 10 نواب في دارة النائب محمد الحوت الذي أعلن أنه «إفساحاً لفرصة النقاش لن نعلن عن أي اسم». وتابع: «بياننا واضح ولسنا مع تسجيل النقاط بل التوافق لإخراج البلد مما هو فيه». أما النائب محمد سليمان فقال: «الخيارات مفتوحة يوم الاربعاء ونحن خارج الاصطفافات ومع انتخاب رئيس فقط».
كما عقدت كتلة صيدا – جزين مساء أمس، وفق معلومات «البناء» اجتماعاً عبر «زوم» مع قوى التغييريين وقسم من المستقلين، على أن يعقدوا اجتماعاً ثانياً اليوم لكن هناك شبه إجماع على عدم التصويت لأي من المرشحين المطروحين.
وعلمت «البناء» أن 11 نائباً حتى الساعة يضمون تكتل «الاعتدال الوطني» و»اللقاء النيابي» الذي يضم عماد الحوت ونبيل بدر وجميل عبود (باستثناء نعمت أفرام الذي التزم بقرار بكركي بالتصويت لأزعور) اضافة الى النواب عبد الرحمن البزري مع احتمال انضمام نواب من قوى التغيير كإبراهيم منيمنة وحليمة قعقور وآخرين من التيار الوطني الحر للتصويت بشعار «لبنان الجديد».
وقال النائب ابراهيم منيمنة «أرجّح ان نُبقي قرارنا بيدنا حتى يوم الجلسة والنقاش يركّز على خيار امّا مُحايد واما أزعور».
وتحدثت أوساط تكتل «الاعتدال الوطني» لـ»البناء» عن إجماع بين التكتل بالبقاء خارج الاصطفافات وتقاطع مع النواب عبد الرحمان البزري وعماد حوت وجميل عبود»، وأضافت: «طالما أن الطرفين يهددان بتطيير نصاب الجلسة ما يعني أن لا رئيس، وبالتالي لا معنى لتصويتنا لصالح فريق دون آخر، ولذلك سنذهب إلى خيار معين حتى تتضح الصورة»، ولفتت الى أنه «لا حل للأزمة الرئاسية إلا بالحوار طالما لا يستطيع أي طرف إيصال مرشحه من دون الطرف الآخر».
ويعقد تكتل لبنان القوي اجتماعاً حاسماً بعد ظهر اليوم يناقش فيه موقفه من جلسة الغد وتليه كلمة لرئيس التيار جبران باسيل، كما تعقد كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعاً اليوم ويعقد اجتماع مماثل لكتلة التنمية والتحرير.
الى ذلك، وبعد مواقف الوزير فرنجية، وفي اول تعليق رسمي له أصدر أزعور بياناً أشبه بـ»عرض إنشائي» وبرنامج رئاسي وتكرار لما قاله للنواب الذين هاتفهم خلال عطلة نهاية الأسبوع ولم يقتنعوا بالتصويت له.
وقال أزعور: «لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا، سيداً حراً مستقلاً مزدهراً، وطن نستطيع فيه أن نستعيد تألق التجربة اللبنانية المهددة بالاندثار، بمعناها وصورتها ومؤسساتها وعناوين نجاحها كافةً». وتابع: «انا في مهمة بسيطة وكبيرة في آن واحد، هي الخروج في أسرع ما أمكن من الوضع الشاذ الذي نحن فيه، والتأسيس لمستقبل مزدهر يعود فيه لبنان مصدر إشعاع وريادة بفضل قدرات أبنائه وشبابه العلمية والثقافية». ورأى أن «ترجمة هذا الطموح إلى واقع تحتاج إلى مجموعة مقوّمات، في مقدّمها الاستقلال التام عن أي تدخلات خارجية، وحماية الأرض والسيادة الكاملة، وإعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها، والالتزام بالدستور، وتحصين وثيقة الوفاق الوطني من خلال تطبيقها كاملةً بكل مندرجاتها، لكونها المساحة المشتركة الفضلى والقاعدة الحقيقية للعيش معاً. كذلك سأعمل بالتعاون مع الجميع على إعادة وصل ما انقطع مع محيطنا العربي ومع دول العالم الأخرى».
تتخوّف القوات اللبنانية من تسرّب أصوات من التيار الوطني الحر لفرنجية في الدورة الأولى، الأمر الذي يجهض خطة القوات بكسر فرنجية بضربة الفارق الرقمي، لا سيما أن النائب باسيل وعد المعارضة والقوات تحديداً بأن يؤمن 17 صوتاً من تكتله لمرشح المعارضة والذي كان شرطاً للقوات للسير بأزعور.
فيما علمت «البناء» أن التيار لن يمنح كل أصواته لأزعور لكي لا يتخطى فرنجية بفارق كبير، ما يستفز حزب الله ويقفل أبواب الحوار معه على مرشح ثالث عندما يبدأ التفاوض الجدي، لا سيما أن باسيل أراد رفع سقف التفاوض مع الحزب وجرّه للحوار على بديل عن فرنجية وأزعور، كما علمت «البناء» أن التيار لن يخوض معركة الدورة الثانية ضد الثنائي وقد يشارك بإفقاد نصاب الدورة الثانية. كما علمت أن 4 نواب من التيار بالحد الأدنى لن يصوّتوا لأزعور. لكن مصادر التيار أكدت لـ»البناء» أن «التكتل لا يزال على موقفه «صبة واحدة» لأزعور في الدورة الأولى، علماً أن المصادر تؤكد أن الدورة الثانية لن تحصل»، ولفتت الى أن «الاتصالات مجمدة مع حزب الله»، ورجحت أن تفتح قنوات التواصل والحوار مع الحزب بعد جلسة الأربعاء لمناقشة الخيارات البديلة. فيما تحدثت أوساط سياسية عن إشارات سعودية وصلت الى بعض الكتل بعدم التصويت لأزعور لعدم الذهاب الى مواجهة مع «الثنائي» في ظل مناخات التوافق في المنطقة مع سورية وإيران، وكذلك الأمر عدم الذهاب الى خيار فرنجية وتحدي واشنطن، وهذا ما يعكسه تريث تكتل الاعتدال الوطني وأغلبية النواب السنة باتخاذ اي موقف لصالح أزعور.
واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أن «الفريق الآخر يريد ان يصل الى رئاسة الجمهورية، هذا الشخص الذي يرونه مناسباً للقيام بهذا الدور. من هو المنافس؟ تنافس أهل المقاومة جماعة من اللبنانيين ممن يرشحون ويدعمون شخصاً لا يريدون أن يصل الى رئاسة الجمهورية، وإنما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشح المقاومة». وقال «نحن نفكر إيجاباً، على أن الشراكة الوطنية هي تحقيق لمصالح اللبنانيين جميعاً دون تمييز واستنساب او استضعاف لأحد، لكن الآخرين يفهمون الشراكة الوطنية استخدام فريق آخر من اللبنانيين من أجل أن يحققوا مصالحهم الخاصة على حساب جميع اللبنانيين».
وأشار الرئيس السابق ميشال عون عبر «تويتر» الى أن «نظامنا ديمقراطي ودستورنا يكفل حرية الرأي.. وعليه، فإن من حق كل فريق سياسي أن يكون لديه مرشح رئاسي من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التخوين والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. إن احترام الآخر وحقوقه هو في أساس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بد وأن يحترم هذه المبادئ».
***************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
أربعاء الصدام الرئاسي: لا رئيس ولا دورة ثانية
ما لم تحصل مفاجأة ما، تنعقد غداً جلسة نيابية لن تنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية. فيما طرأ جديد أمس، تمثّل باتصالات بدأت بين قوى محلية وعواصم خارجية تهدف إلى "وقف التوتر" عبر تأجيل الجلسة إلى موعد لاحق، بغطاء من البطريركية المارونية ودعم فرنسي.
وأبلغ الرئيس نبيه بري زواره (راجع مقالة الزميل نقولا ناصيف) أن تأجيل الجلسة لا يمكن أن يحدث إلا في حال طلبت بكركي ذلك ومعها أطراف أخرى، ما فتح الباب أمام اتصالات لمنع الانفجار السياسي الكبير، كما بدأ النائب السابق وليد جنبلاط اتصالات غير معلنة لإقناع عدد من المعنيين بعدم التصعيد ربطاً بجلسة الغد.
مع ذلك بقيت علامات الاستفهام تحيط بالسيناريوهات التي سيجري تظهيرها في جلسة الغد. فقد أنجزَ بري، كرئيس لمجلس النواب، ما له وما عليه دستورياً بالدعوة إلى جولة جديدة لانتخاب رئيس، متفرّغاً هو وغيره من الأحزاب والتيارات وقوى التغيير والمستقلّين إلى المناورات السياسية التي يُمكن أن تنتُج عنها مفاجآت. إلا أن الثابت هو أن الجلسة لن تسفر عن انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أن قوى المعارضة التي تقاطعت مع التيار الوطني الحر على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لا تهدف لإيصاله إلى بعبدا، إذ لا يبدو بالنسبة إليها أكثر من كرة بلياردو تصيب بها ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، للتفاوض حول خيار ثالث. الأمر الثابت الثاني أن لا دورة ثانية للجلسة التي يُمكن أن يستخدم فيها الفريق الداعم لفرنجية حق تطيير النصاب. وما بينَ الثابتتين، تبقى اللعبة محصورة بالنقاط التي سيحصدها المرشحان، وهي لعبة يخوضها طرفا الصراع بكل الأسلحة السياسية بغية ترسيم الأحجام التي ستحدد مرحلة ما بعد "نِزال" الأربعاء، ربطاً بما سيطرأ من تطورات خارجية لدى الدول المعنية بالملف الرئاسي.
ومع بدء العدّ العكسي للجلسة، تتسارع وتيرة الاتصالات في اتجاه الكتلة النيابية الرمادية التي لم تُعلِن موقفها بعد. وبدا أمس أن محاولات الفريق الداعم لأزعور نجحت في استقطاب بعض نواب "التغيير" ممن تربطهم مصالح كبيرة مع الفريق نفسه. وتتولّى النائبة بولا يعقوبيان طرح أزعور والتفاوض حول اسمه، وهي عرضت الأمر على زملائها في اجتماع قبل يومين ضمّ النواب فراس حمدان، إبراهيم منيمنة، ياسين ياسين، نجاة صليبا، ملحم خلف وسينتيا زرارير، إلا أنهم رفضوا السير فيه مع زميلتهم النائبة حليمة قعقور التي تتغيّب عن الجلسات بداعي السفر. وقالت مصادر هؤلاء إنهم "يرفضون أن يكونوا ضمن أي مشروع رئاسي قريب من الأحزاب"، و"يدرسون فكرة التصويت بورقة بيضاء أو طرح اسم ثالث، وقد يعلنون موقفاً قبيل الجلسة". غير أن يعقوبيان نقلت إلى معنيين في فريق أزعور أنها نجحت في استمالة خلف وحمدان.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن "عدد الأوراق البيض هو بيضة القبان في الجلسة المقبلة وسيخفض الفارق بين أزعور وفرنجية، ما يثير انزعاج داعمي أزعور الذين بدأوا حملة شرسة ضد هؤلاء واتهامهم بأنهم "يخدمون مرشح حزب الله". ووفقَ المعلومات، فإن "معظم النواب السنة في المجلس قرّروا البقاء على الحياد والاقتراع بورقة بيضاء، بمن فيهم الأعضاء السنة في كتلة الاعتدال الذين أبلغ بعضهم رئيس مجلس النواب بأنهم خارج الاصطفافات".
وأشار مطّلعون على عملية "البوانتاج" الأخيرة إلى "معلومات تنسف مزاعم فريق أزعور عن نيل الأخير 61 صوتاً حتى الآن، لأنهم يحتسبون عدداً من نواب التغيير والمستقلين معهم". وفيما بات مؤكداً أن عدداً من نواب تكتل "لبنان القوي" لن يلتزموا بقرار التيار الوطني الحر التصويت لأزعور، أكّدت مصادر مطّلعة أن "كتلة الطاشناق حسمت أمرها، وهي إن لم تصوّت لفرنجية فالأكيد أنها لن تسير بأزعور".
وقبل 48 ساعة من الجلسة، خرج أزعور عن صمته للمرّة الأولى بعد إعلان ترشيحه من قبل المعارضة والتيار الوطني الحر، شاكراً في بيان له "كل القوى التي سمّته ورشّحته، ومادّاً يده إلى القوى الأخرى، مؤكداً أنه ليس مرشح تحدٍّ".
في غضون ذلك، لوحظ تجدّد حركة الاتصالات الخارجية بشأن الملف اللبناني. وقالت مصادر دبلوماسية إن كل الدول المعنية بالملف اللبناني تترقّب الجلسة، وتنتظر ما سيصدر عنها للبناء عليه، مشيرة إلى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيبدأ مهامه في بيروت فور انتهاء الجلسة، وهو ما أبلغته السفيرة الفرنسية آن غريو لمن التقتهم أمس. كما لوحظ أن السفيرة الأميركية دوروثي شيا غادرت بيروت وقد لا تعود قبل جلسة الأربعاء، وهو ما حرصت مصادر على تواصل مع السفارة على الإشارة إليه، رداً على كلام نقله أكثر من نائب عن أن مسؤولين في السفارة الأميركية بدأوا منذ يومين تواصلاً مباشراً مع بعض النواب لإقناعهم بانتخاب أزعور.
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
غداً مواجهة الأرقام… والشغور إلى تمدد
قبل اقل من 48 ساعة على انعقاد “الجلسة المفصلية” في المواجهة الرئاسية الجديدة التي يتواجه فيها الوزيران السابقان #سليمان فرنجية وجهاد ازعور، اشتدت وطأة الغموض المكتنف مواقف مجموعة لا تقل عما بين 15 و20 نائبا ممن لم يحسموا مواقفهم الى جانب أي من المرشحين الامر الذي زاد حرارة المشهد من جهة واضفى محاذير في اسباغ توقعات حاسمة وقاطعة حيال الجلسة من جهة أخرى. ومع ان المعطيات الغالبة تتنامى في اتجاه توقع نيل ازعور عددا اعلى من الأصوات مما سيناله فرنجية، بما يقرب رقم ازعور من النصف ولو من دون قدرة مسبقة على الجزم بهذا العدد، فان مواقف النواب في تكتلات لم تقرر بعد ان تلعب دورا حاسما في ترجيح كفة هذا او ذاك من المرشحين، تركت الباب مفتوحا على الغارب على خلاصة مبدئية مفادها ان الجلسة الثانية عشرة ستنعقد في الدورة الأولى، وتفضي الى رسم ميزان قوى نيابي جديد، ومع ذلك فلن تفضي الجلسة الى انعقاد دورتها الثانية. وتطيير النصاب سيكون إيذانا ببدء مرحلة جديدة من التأزم من شأنها إطالة امد الشغور الرئاسي الى افق يصعب تحديده من الان. ولم يعد خافيا ان التوقعات المتصلة باطالة امد الازمة لا تفاجئ أحدا بل ان الاستعدادات الجارية للزيارة التي سيقوم بها موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان الوزير السابق جان ايف لودريان والتي شرعت في التمهيد لها امس السفيرة الفرنسية آن غريو تركت انطباعات متزايدة حيال تمدد الازمة، والا لما كان الرئيس الفرنسي كلف لودريان الديبلوماسي العريق بهذه المهمة قبيل أيام من موعد الجلسة الانتخابية ولما كانت الاستعدادات جارية لزيارته لبيروت بعد الأربعاء المفصلي المقبل. ثم انه تأكد امس ان المستشار السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري موجودان في باريس لاجراء مشاورات مع لودريان في شأن الوضع في لبنان. ووسط الحسابات المتداخلة للفريقين الداعمين لفرنجية وازعور، بدا واضحا ان سقف السخونة ارتفع الى حدود عالية غداة الكلمة التي القاها رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في اهدن الاحد والتي استثارت ردود فعل مختلفة ولو انه لوحظ ان القوى الأساسية ولا سيما منها “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” التي طاولها هجوم فرنجية لم تصدر ردودا عليه فيما لفت رد السفير السابق نواف سلام عليه بعد رد الوزير السابق زياد بارود .
ازعور مرشحا
وطبقا لما أوردته “النهار” امس أصدر الوزير السابق جهاد ازعور بيانا ثبت فيه ترشيحه واكد فيه انه “ليس يتحدى احدا بل يمد يده للجميع”، وقال: “لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا، سيداً حراً مستقلاً مزدهراً وطن نستطيع فيه أن نستعيد تألق التجربة اللبنانية المهددة بالاندثار، بمعناها وصورتها ومؤسساتها وعناوين نجاحها كافة”ً، اضاف”قرأت وسمعت وتابعت الكثير من الكلام على مخاوف البعض من مشاريع عزلٍ تتحضر. أيها اللبنانيون واللبنانيات، ألا ترون معي أننا ونحن نتلهّى بخطابات الانقسام والتخويف بعضنا من بعض، بات بلدنا برمته معزولاً عن كل مسارات التصالح والتقارب والتحديث الحاصلة في المنطقة؟ كلنا معزولون معاً عن العالم، وكلنا معنيّون بفك عزلة بلدنا ما أمكن”. وقال”انا في مهمة بسيطة وكبيرة في آن واحد، هي الخروج في أسرع ما أمكن من الوضع الشاذ الذي نحن فيه، والتأسيس لمستقبل مزدهر يعود فيه لبنان مصدر إشعاع وريادة بفضل قدرات أبنائه وشبابه العلمية والثقافية”. ورأى ان “ترجمة هذا الطموح إلى واقع تحتاج إلى مجموعة مقوّمات، في مقدّمها الاستقلال التام عن أي تدخلات خارجية، وحماية الأرض والسيادة الكاملة، واعادة الأعتبار للدولة ومؤسساتها، والالتزام بالدستور، وتحصين وثيقة الوفاق الوطني من خلال تطبيقها كاملةً بكل مندرجاتها، لكونها المساحة المشتركة الفضلى والقاعدة الحقيقية للعيش معاً. كذلك سأعمل بالتعاون مع الجميع على إعادة وصل ما انقطع مع محيطنا العربي ومع دول العالم الأخرى”.
“لا اصطفاف”
وعشية الجلسة بلغت وتيرة الاتصالات واللقاءات والاجتماعات ذورتها في صفوف النواب ممن لم يحسموا خياراتهم بعد. في السياق، اجتمع عدد من النواب التغييريين في مجلس النواب ولم يعلنوا موقفا نهائيا. اما “التكتل النيابي المستقل” الذي يضم 10 نواب، فاعلن انه “افساحا لفرصة النقاش لن نعلن عن اي اسم.” وتابع:”لسنا مع تسجيل النقاط بل التوافق لاخراج البلد مما هو فيه”. وقال النائب محمد سليمان: “الخيارات مفتوحة يوم الاربعاء ونحن خارج الاصطفافات ومع انتخاب رئيس فقط”. وفي السياق، أفادت معلومات ان نواب “التكتل النيابي المستقل” وعددهم ١٠ قرروا التصويت بشعار “لبنان الجديد” في جلسة الأربعاء.
في المقابل قارن عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك بين كلمة فرنجية وبيان ازعور فقال: “خطابُ رَجل الدويلة امس، خطابُ رجل الدولة اليوم .. لمن يريد الاختيار، التناقض صارخٌ بين الأسود والأبيض. الى النواب الرماديين، اوراقكم البيض طعنة، مرشحكم الثالث سقوط، ترددكم خيانةٌ لناخبيكم وارتدادٌ على الدولة.. الأربعاء الرئاسي نصف الطريق بين موتِ وطن وقيامتِه”.
اما في الضفة الداعمة لفرنجية، فاعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ان “الفريق الآخر يريد ان يصل الى #رئاسة الجمهورية، هذا الشخص الذي يرونه مناسبا للقيام بهذا الدور من هو المنافس؟ ينافس أهل المقاومة جماعة من اللبنانيين ممن يرشحون ويدعمون شخصا لا يريدون أن يصل الى رئاسة الجمهورية ، وأنما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشح المقاومة”. وقال “نحن نفكر ايجابا، على أن الشراكة الوطنية هي تحقيق لمصالح اللبنانيين جميعا دون تمييز واستنساب او استضعاف لأحد، لكن الآخرين يفهمون الشراكة الوطنية استخدام فريق آخر من اللبنانيين من اجل ان يحققوا مصالحهم الخاصة على حساب جميع اللبنانيين”.
وفي موقف لافت ردا على الحملة المثارة ضد ترشيح ازعور، غرد الرئيس السابق ميشال عون عبر تويتر “نظامنا ديموقراطي ودستورنا يكفل حرية الرأي وعليه، فإن من حق كل فريق سياسي أن يكون لديه مرشح رئاسي من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التخوين والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. إن احترام الآخر وحقوقه هو في أساس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بد وأن يحترم هذه المبادئ”.
وتطرق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في افتتاح أعمال سينودس الكنيسة المارونية، الى جلسة الغد فقال “يستمع الآباء إلى خلاصة لقاءات السادة المطارنة الموفدين البطريركيّين إلى المرجعيّات المسيحيّة والسنيّة والشيعيّة والدرزيّة. وكانت الغاية التأكيد أنّ البطريركيّة على مسافة متساوية من المرشحين جميعًا، والتشاور مع هذه المرجعيّات بشأن إجراء انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد ثمانية أشهر من الفراغ الهدّام للدولة وللشعب، وكان التشديد من الموفدين على إجراء الإنتخاب بالروح الديمقراطيّ التوافقيّ بعيدًا عن التشنجات والنزاعات والعداوات والإنقسامات. فالترشح والترشيح حقّ ديمقراطيّ دستوريّ، واحترام المرشحين في كراماتهم حقّ أخلاقيّ أساسيّ للعيش معًا بسلام وثقة وتعاون في سبيل وطننا الواحد”.
التحضير لزيارة لودريان
في غضون ذلك شرعت السفيرة الفرنسية أن غريو بعد عودتها من باريس في التحضير لزيارة لودريان لبيروت فزارت وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الذي اكد انه تبلغ من غريو زيارة الموفد الفرنسي الوزير جان ايف لودريان “في القريب العاجل لكن بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء المقبل ونحن رحبنا به خصوصا وانه ديبلوماسي مخضرم ونتمنى له النجاح في مهمته”. اضاف “كما بحثنا في موضوع قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) خصوصا واننا نطالب بإزالة الفقرة التي تضمنها قرار التجديد لليونيفيل السنة الماضية حول توسيع حركة اليونيفيل في الجنوب وابلغناها استعداد الجيش اللبناني لمواكبة اليونيفيل في تحركاته وتمنينا عليها تأمين المحروقات والبنزين للجيش اللبناني لمواكبة اليونيفيل”. وزارت غريو عين التينة حيث استقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معها المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع العامة لا سيما إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية. وستكمل جولتها في الساعات المقبلة .
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية : الرئاسة مَسمومة بالتقاطعات.. لودريان للتعجيل بالتسوية… وتحذير عربي من “مَخاطر”
كلّ الأنتينات واللواقِط السياسيّة مصَوّبة نحو ساحة النجمة اليوم، رَصداً لجلسة مجلس النواب، المفتوحة على كل شيء إلّا على انتخاب رئيس للجمهورية.
واذا كانت هذه الجلسة محسومة النتائج سلفاً بأنها لن تحقق الاعجوبة الرئاسية، فإنّ الاجواء السابقة لها ملبّدة بالحقد السياسي، ما يجعل من هذه الجلسة مرآة عاكسة للانقسام الافقي والعمودي السائد في البلد على كلّ المستويات. وبالتالي، لن يَتأتَّى منها سوى إضافة المزيد من الجمر الحارق تحت رماد الرئاسة، وبث سموم اضافية في جو مسموم أصلاً، تُطيل إقامة لبنان واللبنانيين بين المتاريس، ويشرّع الباب واسعاً على منحدرات ومنزلقات جديدة ليس معلوماً ما قد تخبئه من مفاجآت وربما صدمات على اكثر من صعيد. وهو الامر الذي يثير اكثر من علامة استفهام حول مرحلة ما بعد 14 حزيران؟ وأي قواعد اشتباك ستحكم لبنان؟ وربطاً بذلك، على أي صورة سيرسو المشهد الرئاسي؟
وخلافاً لما تروّج له البوانتاجات والأرقام التي تروّج على سبيل المبالغة او التهويل، لا رئيس للجمهورية غداً، وهي النتيجة الطبيعيّة للجَو المتناثر في اكثر من اتجاه سياسي، وكل اطراف الصراع الرئاسي مُسلّمة بهذه الخلاصة الطبيعيّة لعملية انتخابيّة لا يملك ايّ من هذه الاطراف قدرة الحسم فيها، بتأمين أكثرية الفوز للمرشحين لا في دورتها الاولى ولا في دورتها الثانية. ومُسلّمة ايضاً بأن جلسة الانتخاب محكومة وقائعها بلعبة مكشوفة، الهدف الاساس فيها ليس انتخاب رئيس الجمهورية، والتقاطعات السياسيّة التي تقاطعت على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور تقول بصراحة علنية انّ الجوهر الاساس للتقاطع على أزعور، هو قطع الطريق على الوزير فرنجية.
لعبة مكشوفة
إذاً اللعبة مكشوفة، وفي سياقها جنّدت التقاطعات على أزعور كل إمكانياتها وماكيناتها السياسية والاعلامية لِحَشد النسبة الاعلى من الاصوات له، ورهانها على تجاوب الشريحة الكبرى ممّن يُسَمّون أنفسهم نواباً تغييريين، والانضمام اليها في لعبة إقصاء فرنجية، وفيما انخرطَ البعض من هؤلاء النواب في هذا المسار وبعضهم نصّبوا كناطقين باسم التقاطعات، فإن معلومات «الجمهورية» تؤكّد انّ نواباً من ألوان تغييرية اخرى ستلحق بهم، هذا في وقت حسم عدد كبير من النواب المستقلين، والمعتدلين، خياراتهم سلفاً بعدم المشاركة في هذه اللعبة، وبالتالي توجّههم في جلسة الغد، هو نحو التصويت لمصلحة خيار رئاسي ثالث، وبعضهم بورقة بيضاء.
في هذا الاطار اعلن النائب محمد سليمان، بعد اجتماع نواب الإعتدال وعدد من التغييريين والمستقلين لبحث ملف الرئاسة، أنهم سيتواجدون في كل الجلسات وفي الدورة الأولى والثانية ولن يعطّلوا أي نصاب كما أنه سيكون لديهم اسم.
وأكد أنّ الأولوية هي لإنجاز الإستحقاق الرئاسي وليس لتسجيل النقاط، قائلًا: «نحن ضد الإصطفافات الحادة التي تمنع انتخاب رئيس واجتماعاتنا ستبقى مفتوحة الى يوم الاربعاء، ونحن لسنا مع الإنقسام العمودي إنما مع التوافق الوطني الذي يُنتج رئيسًا».
بدوره، شدّد النائب عماد الحوت على أنّه لن يتم الاعلان عن الاسم المناسب في نظرهم إفساحاً في المجال للنقاش مع باقي الفرقاء.
وقال: «خياراتنا مفتوحة وما زلنا على تَشاور مع عدد من النواب لا سيما أنّ مواقفهم هي مثل مواقفنا»، مضيفًا: «لسنا مع تسجيل النقاط انما إنجاز الاستحقاق، ولدينا وجهة نظر لكن لن نعلن عن الاسم الذي نراه مناسبًا إفساحًا في المجال للنقاش مع باقي الفرقاء. الا انه رجّح في النهاية الذهاب الى خيار ثالث.
توسيع الفارق
وفيما بدا واضحاً انّ التقاطعات تسعى جهدها لأن ينال جهاد ازعور نسبة من اصوات تُظهِر فارقا كبيرا مع النسبة التي سينالها فرنجية، وعلى ما تقول مصادر نيابية لـ»الجمهورية» فإن هذا الفارق إن حصل يعني انها حققت هدفها، حتى ولو كان هذا الفارق صوتا واحدا لأزعور زيادة عن فرنجية، حيث ان التقاطعات ستسخدمه سلاحا في يدها للقول انّ مرشح الممانعة قد سقط، ولم يعد له مكان في نادي المرشحين، وليس خافيا ان بعض هذه التقاطعات، كالتيار الوطني الحر، اعلن على لسان رئيسه جبران باسيل انه منفتح لا بل مُحبّذ على الذهاب الى خيار ثالث.
تأهّب للمواجهة
على ان الصورة في مقلب داعمي فرنجيّة، تعكس ما بَدا أنّه تأهّبٌ الى الحد الاقصى في مواجهة هذه اللعبة، وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ ثنائي «أمل» و«حزب الله» وحلفائهما قد رسموا خريطة المواجهة، لمنع تلك التقاطعات من تحقيق هدفها، من خلال استخدام كلّ الاسلحة الديموقراطية والبرلمانية المتاحة في المعركة الانتخابية».
وردا على سؤال عما اذا كان تطيير النصاب من ضمن تلك الاسلحة، قالت مصادر الثنائي لـ«الجمهورية»: لماذا تريدون استباق الأمور، نحن مُنخرطون الى الآخر في اللعبة البرلمانية، وملتزمون بكل ما تبيحه من خطوات، نحن لم نقل إننا سنعطّل جلسات الانتخاب، عودوا الى الاعلام فتجدون انهم هم من صَرّحوا علناً بذلك، ولذلك لن نقول شيئا قبل الجلسة، وعلى ما يقال كل أوان لا يستحي من أوانه».
دورة أو دورتان ؟
الى ذلك، وعلى الرغم من تأكيد مختلف الاطراف مشاركتها في الجلسة، الا انّ مصادر التقاطعات تتهم الفريق الآخر بالسعي الى تعطيل الجلسة. وقالت لـ«الجمهورية» انّ «ثنائي التعطيل» قد يحاول الهروب الى الامام، والتغطية على هزيمة مرشحه بمحاولة تطيير نصاب الجلسة ومنعها من الانعقاد، وهذا ما توحي اليه تصريحات قيادات «حزب الله».
الا ان مصادر «الثنائي» اكدت لـ«الجمهورية» انّ الجلسة قائمة في موعدها، وستعقد بنصاب كامل، وكشفت ان محاولات وإشارات أطلقتها بعض المستويات السياسية، تُعرِب فيها عن الخشية من انزلاق الامور الى توترات تؤدي الى منزلقات خطيرة، وتقترح تأجيل الجلسة لمزيد من المشاورات وفتح الباب امام تبريد الأجواء، وان الجواب على هذا الاقتراح جاء بما حرفيته: من يريد تأجيل الجلسة فليعلن ذلك صراحة وعلناً، وليس بالهمس والحكي من تحت الطاولة».
وسَخرت المصادر مما يروّج له البعض بأنّ فرنجية سيخرج من اللعبة الرئاسية، وقالت: هذا من تأليف واخراج تقاطعات الزمن الرديء، فالوزير فرنجية باق في موقعه مرشحا ثابتا، ولننتظر كم سيبقى مرشحهم صامدا بين تقاطعات لا تريده أصلاً».
واذا كان اجراء دورة اقتراع أولى في جلسة الاربعاء محسوما، ولن يحقق فيها اي من المرشحين اكثرية الفوز برئاسة الجمهورية، الا ان دورة الاقتراع الثانية غير محسومة، وعلى ما تقول مصادر مجلسية لـ«الجمهورية» ان اجراء دورة ثانية مرتبط بالنتيجة التي ستُسفِر عنها الدورة الأولى، فإذا ما لامَسَ ازعور حدود الستين صوتاً في الدورة الاولى، فذلك يعزّز احتمال ألا تعقد دورة ثانية، بتطيير نصاب الجلسة. وذلك خشية من أن تحمل الدورة الثانية مفاجآت ترفع نسبة الاصوات الى الـ65 صوتا وتحسم المعركة الرئاسية لمصلحته، ومبعث هذه الخشية انّ عدداً لا يُستهان به من النواب من خارج الاصطفافين، صَرّحوا علناً بأنّ خياراتهم مفتوحة.
الحضور الفرنسي
في هذه الاجواء، برز الحضور الفرنسي على الخط الرئاسي، عبر زيارة قامت بها السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو الى عين التينة، حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري. وسبق ذلك لقاء للسفيرة الفرنسية مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب.
وبحسب المعلومات ان حركة السفيرة الفرنسية مرتبطة بشكل أساسي بالتحضير لزيارة الممثل الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، حيث ان هذه الزيارة باتت على مسافة ايام قليلة، الا انها عكست في جانبٍ منها ان باريس ثابتة على خط الوصول بلبنان الى تسوية رئاسية في القريب العاجل.
وفي هذا الاطار كشفت مصادر ديبلوماسية من باريس لـ«الجمهورية» ان تطورات الملف الرئاسي الاخيرة في لبنان، أعادت تَزخيم حركة الاتصالات بين الدول الصديقة للبنان، بمبادرةٍ فرنسية، ولم تستبعد المصادر عقد اجتماع حول لبنان في المدى المنظور.
وردا على سؤال عما سيحمله لودريان الى بيروت، قالت المصادر: كل ما يهمّ فرنسا من لبنان انها لا تريد ان يسقط وينهار، ولهذه الغاية وضعت بالتنسيق مع اصدقاء لبنان، خطوطاً عريضة لبلورة حل متكامل لأزمة الرئاسة فيه. والسيّد لودريان، المعروف عنه خبرته وحنكته السياسية، سيعمل ضمن هذا المسار لإقناع القادة في لبنان، بتجَنّب الانهيار، والالتقاء على اولوية التعجيل بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة.
قلق عربي
على أنّ اللافت في هذا المشهد المعقد ما أبلغَه مصدر ديبلوماسي عربي الى «الجمهورية»، حيث قال: انّ التوترات السياسية التي بدأنا نلاحظ تناميها في الآونة الاخيرة، تبعث على عدم الاطمئنان.
وردا على سؤال، قال: نحن على قُربٍ واحد من كل الاطراف في لبنان انطلاقا من حرصنا على استقراره، والموقف العربي معروف بأن على اللبنانيين ان يتوافقوا فيما بينهم على رئيس بلدهم، هنا تكمن مصلحة لبنان والشعب اللبناني. ولكننا لم نلمس ذلك، برغم انّ هذا التأخير في ذلك يُرتّب مخاطر كبرى على لبنان. وقد سبق للبنانيين ان ذاقوا مرارات التجارب وقساوتها، وآخرها ازمتهم الاقتصادية الخانقة.
وعما اذا كان ثمة حراك عربي متجدد او مبادرات تجاه لبنان، قال: كل المجتمع الدولي عبّر عن تضامنٍ صريح مع لبنان، ولكننا نعتقد انه لن يكون احدٌ من العرب، او من غير العرب اكثر حرصا على لبنان من حرص اللبنانيين على بلدهم. ومن هنا فإن الجميع ينتظرون ان يلاقي اللبنانيون جهود اصدقائهم واشقائهم، ويبادروا لإنقاذ بلدهم لأنهم الأدرى بمصلحة بلدهم قبل غيرهم.
الراعي
الى ذلك، اكد البطريرك الماروني مار بشار الراعي، خلال ترؤسه أعمال سينودس الكنيسة المارونية في بكركي امس، «أن البطريركية على مسافة متساوية من المرشحين جميعًا، والتشاور مع هذه المرجعيات بشأن إجراء انتخاب رئيس للجمهورية بعد ثمانية أشهر من الفراغ الهَدّام للدولة والشعب، والتشاور مع هذه المرجعيات بشأن إجراء انتخاب رئيس للجمهورية».
واشار الى «أن التشديد من الموفدين كان على إجراء الإنتخاب بالروح الديموقراطية التوافقية بعيدًا عن التشنجات والنزاعات والعداوات والإنقسامات، فالترشح والترشيح حق ديموقراطي دستوري وإحترام المرشحين في كراماتهم حق أخلاقي أساسي للعيش معًا بسلام وثقة وتعاون في سبيل وطننا الواحد».
عون على الخط
من جهته، كتب الرئيس السابق ميشال عون في تغريدة له عبر «تويتر»: «نظامنا ديموقراطي ودستورنا يكفل حرية الرأي.. وعليه، فإن من حق كل فريق سياسي أن يكون لديه مرشح رئاسي من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التخوين والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. إن احترام الآخر وحقوقه هو في أساس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بد أن يحترم هذه المبادئ».
رعد: الشراكة
واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان «الفريق الآخر يريد ان يصل الى رئاسة الجمهورية، هذا الشخص الذي يرونه مناسباً للقيام بهذا الدور. من هو المنافس؟ ينافس أهل المقاومة جماعة من اللبنانيين ممّن يرشحون ويدعمون شخصا لا يريدون أن يصل الى رئاسة الجمهورية، وإنما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشح المقاومة».
وقال: «نحن نفكر ايجاباً، على أن الشراكة الوطنية هي تحقيق لمصالح اللبنانيين جميعاً من دون تمييز واستنساب او استضعاف لأحد، لكن الآخرين يفهمون الشراكة الوطنية استخدام فريق آخر من اللبنانيين من اجل ان يحققوا مصالحهم الخاصة على حساب جميع اللبنانيين».
إحترام الـ1701
من جهة ثانية، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التزام لبنان مُندرجات القرار الدولي الرقم 1701 والتنسيق بين الجيش وقوات «اليونيفيل» للحفاظ على الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود اللبنانية».
وطالبَ ميقاتي، خلال استقباله القائد العام للقوات الدولية في الجنوب الجنرال ارولدو لازاروالامم المتحدة، «بالضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها المتكررة للخط الازرق وللسيادة اللبنانية، وايضا بوقف الاشغال ضمن الاراضي اللبنانية، لأنّ هذا الامر يتسبّب بتوترات خطيرة»، مجدداً «تمسّك لبنان بحقه في استعادة اراضيه المحتلة وعدم التفريط بها».
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الأسد وبري وميقاتي يقتطعون حصّة من التصويت السنّي السلبي
أزعور فائز غداً على “الثنائي” والجيش ضمانة خارج الجلسة
مرشح تقاطع كل اطياف المعارضة، الوزير السابق جهاد أزعور سيكون غداً الفائز حتماً بالتصويت على مرشح فريق الممانعة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. وعلى الرغم من فارق الاصوات بين ازعور وفرنجية بحسب تقاطع الاحصاءات، يمضي هذا الفريق قدماً نحو رفض النتيجة مسبقاً حتى لو نال مرشح المعارضة 65 صوتاً، ما يفتح الباب امام تكهنات حول الوسائل التي سيعتمدها هذا الفريق كي يبقى الاستحقاق الرئاسي تحت سيطرته بأي ثمن.
واستباقاً، لأي محاولة لتخريب الاستحقاق على المستوى الأمني، علمت “نداء الوطن” ان الجيش سيتخذ يوم الانتخاب غداً “إجراءات مشددة خارج البرلمان منعاً لأي إخلال بالأمن يهدف الى حرف مسار الاستحقاق”.
وغداة “الخطاب التشهيري” الذي ألقاه سليمان فرنجية أول من أمس معبراً عن غضب من كل القوى السياسية الرافضة إملاء “الثنائي” ترشيحه، كان لأزعور بيان رئاسي بكل ما للكلمة من معنى تعهد فيه بذل كل خبرته لقيادة ورشة الإنقاذ. وفيما بقي “البوانتاج” المتعلق بأزعور يراوح حول الـ60 صوتاً، وتأكد حياد كتلة الاعتدال، واستمرار غموض قرار أكثرية “التغييريين”، كان لأوساط “الثنائي” تقييم لافت ليوم 14 حزيران.
في رأي هذه الأوساط أنه “لا جديد، وقد تم تحميل الجلسة اكثر مما تحتمل”. وقالت “هي جلسة اسقاط ترشيح جهاد أزعور. وهي جلسة ترشيحه من دون نتيجة. هناك مرشح تم تفخيخه بهدف “تطيير” الجلسة، لكن المتوقع “تطيير” ترشيحه مقابل استمرار مرشحنا. والكتلة النيابية الرخوة التي تؤيده ستتفكك بينما تزيد كتلتنا صلابة. سينقص عدد النواب من مؤيديه بينما سيرتفع عدد مؤيدي مرشحنا”.
وحسب عمليات حسابية تولاها الثنائي، قالت المصادر “ان المتوقع ان يحصل ازعور على ما يقارب الخمسين صوتاً او ما يزيد عليها بقليل، والرقم ذاته سيحققه مرشحنا، وستبقى الامور على حالها. ولو حصل أزعور على 65 في الدورة الاولى، وهذا مستحيل، فلن يحدث اي تغيير”، على حد تعبير هذه الاوساط التي رمت شبهة على “استمرار إتفاق المعارضة على ازعور”. وخلصت الى القول “لا احد لديه سيناريو بعد جلسة 14 حزيران، وأزعور سينسحب من المنافسة، ونعيد نحن تقييم الوضع. ونحن متمسكون بترشيح فرنجية”.
في موازاة ذلك، ليست خفيّة على أحد حالة التشظي التي تعانيها الساحة السنية، وتحديداً منذ تعليق رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري العمل السياسي، ما سمح للثنائي الشيعي بالتمدد أكثر في الملعب السني، فيما نجحت الموجة التغييرية في استقطاب بعض جمهور هذه الطائفة لتفوز بدورها بأربعة نواب تغييريين، إلى جانب ثلاثة نواب معارضين.
وقد انعكست حالة التشظي السياسي هذه على حيثية الطائفة، وعلى دورها الوطني شريكاً أساسياً في الاستحقاق الرئاسي الذي اكتسى طابعاً طائفياً بعد ترشيح “الثنائي” لفرنجية، واصطفاف القوى المسيحية في المقلب المضاد بعد التقاطع على ترشيح أزعور، فيما قرر “اللقاء الديموقراطي” بما يمثله من حيثية لدى الطائفة الدرزية، أن يكون إلى جانب القوى المسيحية، وفي وقت يصيب التشتت أصوات النواب السنة المبعثرين بين الاصطفافين، وفي الوسط “المحيّر”.
في الواقع، إنّ حالة الإرباك التي تعتري المجموعات السنية وتحول دون التقائهم على قرار مشترك، تضعف قدرة تأثيرهم، وهو ما يدركونه جيداً، والخشية من أن يحصدوا يوم سيطرح الاستحقاق الحكومي على بساط البحث، ما يزرعونه اليوم في انكفائهم عن القرار الحاسم.
وفي آخر المعطيات المتصلة بتوجه عدد من النواب السنة للتصويت السلبي غداً، أي عدم تأييد أي من ازعور أو فرنجية، والاقتراع إما بشعار او عبارة، تبيّن ان بعض هؤلاء من الشمال على علاقة تجارية مع النظام السوري بتوصية من فرنجية، والبعض الآخر على علاقة وثيقة بالرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وهم ضمن “كتلة الاعتدال”.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
أزعور يرفض أن يكون مرشح فريق لبناني ضد آخر
مصادر مقربة منه لـ«الشرق الأوسط»: «رد الفعل المنتقد له ليس على اسمه بل على المبادرة»
في الوقت الذي تتوجه فيه أنظار اللبنانيين والعالم إلى مبنى البرلمان اللبناني الذي يشهد يوماً حافلاً بعد غد (الأربعاء) لاختيار رئيس للجمهورية بعد أكثر من 7 أشهر من الفراغ الرئاسي، شهدت الساحة السياسية فيضاً في تصريحات المسؤولين من الموالين ومعارضي المنقسمين بين مرشحين رئيسيين هما الوزيران السابقان سليمان فرنجية وجهاد أزعور.
لكن الحاضر الغائب في موجة التصريحات، كان أزعور، مرشح المعارضة، الذي حالت وظيفته الحالية مديراً للشرق الأوسط وآسيا في صندوق النقد الدولي، دون مشاركته في مقابلات صحافية، بسبب قوانين المؤسسة الدولية التي ينتمي إليها.
لكن هذا لم يمنع أزعور، الذي يقطن في العاصمة الأميركية واشنطن، من مشاركة أفكاره وتطلعاته في مجالسه الخاصة، إضافة إلى إصداره بياناً رسمياً اليوم (الاثنين)، تعليقاً على ترشيحه.
ويرى أزعور أن لبنان يمر بأصعب أزماته وأنه بحاجة لإعادة كسب ثقة الداخل والخارج. ونقلت مصادر مقربة منه لـ«الشرق الأوسط» قوله إنه لا يرى نفسه جزءاً من الصراع السياسي الموجود حالياً، فهو «موجود في ساحة الصراع لكنه ليس الصراع»، وفق المصادر التي قالت إنه لم ينقطع عن أحد، رغم الانتقادات التي يواجهها، وأنه لا يعد نفسه مرشح طرف أو فريق مقابل طرف آخر، مؤكدة أنه لا يقبل بهذه المقاربة.
ويتحدث أزعور بشكل واضح عن هذه المقاربة، في بيانه الذي قال فيه إن اسمه «ليس تحدياً لأحد»، مضيفاً أن «ترشيحه هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات والبحث عن الجوامع المشتركة في سبيل الخروج من الأزمة وتوظيف كل ما أوتينا جميعاً من خبرة ومخيّلة وإرادة للعودة إلى طريق التقدم».
ويتابع مؤكداً أنه يريد أن يكون ترشيحه «مُلهماً للأمل لا سبباً للخوف، ومساهمةً في الحل وليس عنصراً يضاف إلى عناصر الأزمة» مشدداً على ضرورة أن يشمل الحوار «جميع المكونات والقوى السياسية الشريكة في الوطن على قاعدة التلاقي لتحقيق إجماع وطني يحتاج إليه لبنان أكثر من أي وقت مضى»، وفق البيان.
ويرى أزعور، نقلاً عن المصادر، أن رد الفعل المنتقد له والرافض لترشيحه «ليس على اسمه بل على المبادرة». أما بخصوص جلسة الأربعاء، فيقول إنه ليست لديه توقعات حول مجرياتها لأن هذا بيد النواب، وإن هناك آلية لانتخاب الرئيس يحترمها، وإن نيته ليس أن يكون رئيساً فقط، بل إذا انتخب رئيساً أن يكون هذا بأكبر إجماع وتعاون ممكنين بهدف إنجاح عملية النهوض.
ثقة الداخل والخارج
ويشدد أزعور على ضرورة إعادة بناء الثقة في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن لبنان تراجع كثيراً في الأعوام الـ10 الماضية، خصوصاً في انفتاحه على دول المنطقة كدول الخليج، وأن الانقطاع الكبير هذا كان له تأثير اقتصادي وسياسي على البلاد. وتنقل المصادر عنه تقييمه أنه «على الصعيد الإقليمي كان الوضع الجيوسياسي صعباً، لكن هذا الوضع يشهد تغييرات اليوم يجب أن يواكبها لبنان وأن يستفيد منها. وإن على السياسة الخارجية أن تفهم المتغيرات وتتكيف معها، وأن تكون هناك رؤية لمشاركة لبنان فيها كي يسترد ثقة العالم به» وإن «لبنان لا يمكن أن يكون متلقياً ومتفرجاً، بل فاعل ومشارك».
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
أزعور مرشحاً: رفض التحدِّي وتعهّد بمشروع عابر للطوائف
بري لـ«اللواء»: تأجيل الجلسة وارد إذا طلب الراعي.. ولودريان الإثنين في بيروت لإقامة طويلة
قبل 48 ساعة من توجه النواب الى ساحة النجمة، في محاولة جديدة، «لتبرئة الذمم» من دم صلب البلد على مذبح الخلافات غير المفهومة، او التي لا تتعلق بالمصالح الوطنية العليا، وقبل ان يجف كلام مرشح «الثنائي الشيعي» النائب السابق سليمان فرنجية، خرج الى العلن مرشح تقاطع المعارضات المسيحية والتيار الوطني الحر، والمدعوم من نواب تغييريين وآخرين من اللقاء الديمقراطي (كتلة جنبلاط) الوزير السابق جهاد ازعور الذي كشف في بيان له لمناسبة ترشحه لرئاسة الجمهورية «التزامه بقيادة مغامرة التغيير، وأن يكون جسر العبور نحو المستقبل»، والعمل معاً «للخروج في اسرع ما امكن من الوضع الشاذ»، معرباً عن تفاؤله بإمكان «تغيير واقعنا الراهن المقرون بالفشل والمحفوف بخطر الانهيار والتفكك».
وقال: لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا، سيداً حراً مستقلاً مزدهراً.وطن نستطيع فيه أن نستعيد تألق التجربة اللبنانية المهددة بالاندثار، بمعناها وصورتها ومؤسساتها وعناوين نجاحها كافةً.
وتابع: جهاد أزعور ليس تحدياً لأحد. التحدي الوحيد لنا جميعاً هو تحدي استعادة هذه التجربة، بكل ما تحتاج إليه من إصلاحات، لكي تتوافر للأجيال المقبلة، الشروط التي توافرت لي، بدل أن ننتهي بأجيال يائسة تحملها إلى دول الغرب والشرق إحدى أخطر موجات الهجرة في تاريخ لبنان الحديث.إن ترشيحي هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات والبحث عن الجوامع المشتركة في سبيل الخروج من الأزمة وتوظيف كل ما أوتينا جميعًا من خبرة ومخيّلة وإرادة للعودة إلى طريق التقدم.
وتابع:لا خيار أمامنا سوى وضع ما يفرّق بيننا جانباً، والتعالي على الاصطفافات والاعتبارات الضيّقة، والاتحاد على هدف واحد مشترك هو إنقاذ بلادنا. إن اللبنانيين الذين قدموا شهادات العرق والدم، ولا يزالون، وخصوصاً جيل الشباب منهم، يستحقون أن تسعى قياداتهم إلى تحصين وحدة البلد بمشروع إنقاذ جامع عابر للطوائف والاصطفافات.
واوضح «أن مشاكل لبنان ليست سهلة الحل، لكنها قابلة للمعالجة. طوال تجربتي الإنسانية والعملية، تعلمت أن المشاكل المعقدة لا تحل نفسها بنفسها، ولا تختفي بالتجاهل أو التمني. وفي الوقت نفسه، رأيت بنفسي القدرة الهائلة على التعافي والنمو حين تتوافر الاستراتيجيات الصحيحة وإرادة التغيير الصادقة والارتكاز الى العمل المشترك».
مكنونات بري
وعشية الجلسة ايضاً، كشف الرئيس نبيه بري عن جزء من مكنوناته في ما خص مسار الجلسة غداً وما بعدها.
1- نحن مستمرون بدعم فرنجية المستمر بترشحه.
2- لا تأثير لفارق الاصوات بين فرنجية وأزعور على مآلات معركة الرئاسة الاولى.
3- الجلسة قائمة في موعدها، إلا اذا طلب البطريرك الراعي تأجيلها، ووافقت باقي القوى لفتح مجال للحوار عندها أؤجل، اما غير ذلك فلا..
الموفد الفرنسي
وكما بات واضحاً، فمهمة الموفد الرئاسي الفرنسي لن تبدأ قبل جلاء صورة الجلسة الانتخابية الرئاسية، وهو يصل الى بيروت الاثنين المقبل، ويمكث في البلد من 19 الى 23 (يوم الجمعة)، وتتركز مهمته على اجراء اتصالات بالرئيسين بري وميقاتي، ومرجعيات روحية وزمنية ورؤساء الكتل النيابية، للبحث عن قواسم مشتركة.
وحسب معلومات «اللواء» فإن مهمة لودريان تشكل استمراراً للمبادرة الفرنسية القائمة على المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة.
حزب الله: قطع الطريق على مرشح المقاومة
وحسب حزب الله، فإن الذين يرشحون ازعور لا يريدون رئيساً، وإنما لقطع الطريق على المرشح الذي تدعمه المقاومة، وفقاً لما رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الساعات القليلة المقبلة تعد مفصلية في ما خص حسم النواب توجهاتهم النهائية في الوقت الذي أعلن فيه المرشحان الرئيسيان في الإستحقاق الرئاسي مقاربتهما وسيرهما في الترشح مع ما يمتلكانه من أصوات وتأييد، وقالت هذه المصادر أن جلسة الرابع عشر من حزيران ستعكس مجددا حجم التوازنات وستظهر أكثر فأكثر بقاء مجموعة نيابية من دون قرار، مشيرة إلى أن المواجهة الفعلية قد تبدأ بعد هذه الجلسة التي يُحكى عن سيناريوهات متعددة لها في حين انها ستنضم إلى سابقاتها لجهة عدم الخروج بالنتيجة المتوخاة.
وفي الوقائع،إكتملت «شكليات» الاستحقاق الرئاسي بإصدار الوزير الاسبق جهاد ازعور بيان ترشيحه رسمياً مع عناوين عامة لبرنامجه، فيما اتجهت الانظار الى اجتماع الكتل النيابية المستقلة وبعض النواب المستقلين المنفردين امس، كما اجتمع عدد من نواب التغيير في مجلس النواب ولم يتوصلوا الى قرار على ان تستمر اجتماعاتهم حتى الاربعاء، كما تستمر اليوم اجتماعات الكتل ومنها نواب اللقاء المستقل العشرة، وتكتل التوافق الوطني الذي تردد انه سيزور مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ورئيس المجلس نبيه بري وربما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
الحراك الرئاسي
وكان البارز في الحراك الرئاسي امس، اجتماع اللقاء النيابي المستقل الذي يضم 10 نواب من «الاعتدال الوطني» ونواب مستقلين، في مكتب النائب عماد الحوت.حضره ايضا حسب معلومات «اللوء» اضافة الى أعضاء تكتل الاعتدال الستة والحوت، النواب الدكتور عبدالرحمن البزري ونبيل بدر وجميل عبود.
وقال عضو تكتل الاعتدال النائب وليد البعريني لـ«اللواء»: قررنا اولا عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وثانيا ان يكون لدينا اسم مرشح للرئاسة صباح الجلسة يوم الاربعاء، ونحن منفتحون على كل الزملاء النواب من مستقلين وتغييريين وغيرهم، ونرتقب ان تحصل تطورات (اليوم) عبر الاتصالات مع النواب الاخرين بحيث قد يزيد عددنا عن العشرة.
وعن النواب الذين تشملهم الاتصالات قال: من التغييريين حليمة قعقور وياسين ياسين وابراهيم منيمنة وهناك بعض المستقلين الاخرين (النائبان اسامة سعد وشربل مسعد)، وسنوسع حلقة التشاور حتى نصل الى توافق على صناعة اسم مرشح للرئاسة.
وذكرت المعلومات ان عضوي اللقاء المستقل النائبين بلال حشيمي ونعمة افرام غابا عن الاجتماع بعد ان حسما الرأي على انتخاب ازعور.
وأعلن النائب محمد سليمان بعد الاجتماع: أن نواب الاعتدال سيتواجدون في كل الجلسات وفي الدورة الأولى والثانية ولن يعطلوا أي نصاب كما أنه سيكون لديهم اسم.
وقال: أن الأولوية هي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وليس لتسجيل النقاط، نحن ضد الاصطفافات الحادة التي تمنع انتخاب رئيس، واجتماعاتنا ستبقى مفتوحة الى يوم الأربعاء ونحن لسنا مع الانقسام العامودي إنما مع التوافق الوطني الذي ينتج رئيساً.
وبدوره قال النائب عماد الحوت: خياراتنا مفتوحة وما زلنا على تشاور مع عدد من النواب التي مواقفهم مثل مواقفنا. لسنا مع تسجيل النقاط انما انجاز الاستحقاق ولدينا وجهة نظر لكن لن نعلن عن الاسم الذي نراه مناسباً إفساحاً في المجال للنقاش مع باقي الفرقاء.
وعرض الرئيس نبه بري المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع العامة لا سيما إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية خلال إستقباله السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو التي غادرت من دون الإدلاء بتصريح.
كما زارت غريو وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وفي دردشة مع الصحافيين اعلن بوحبيب انه تبلغ من غريو ان زيارة الموفد الفرنسي الوزير جان ايف لودريان في القريب العاجل لكن بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء المقبل، ونحن رحبنا به خصوصا وانه ديبلوماسي مخضرم ونتمنى له النجاح في مهمته.
وقال: كما ابلغتني السفيرة غريو عن احتمال مغادرتها لبنان في شهر آب المقبل لاستلام مهامها كمديرة لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، على ان ينتقل سفير فرنسا في أنقرة هيرفيه ماغرو الى بيروت ليتسلم مهامه الديبلوماسية كسفير لفرنسا لدى لبنان.
وكتب الرئيس ميشال عون عبر حسابه في «تويتر»: نظامنا ديمقراطي ودستورنا يكفل حرية الرأي.. وعليه، فإن من حق كل فريق سياسي أن يكون لديه مرشح رئاسي من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التخوين والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. إن احترام الآخر وحقوقه هو في أساس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بد وأن يحترم هذه المبادئ.
وتطرق البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في افتتاح أعمال سينودس الكنيسة المارونية الى الاستحقاق الرئاسي، فقال: يستمع الآباء إلى خلاصة لقاءات المطارنة الموفدين البطريركيّين إلى المرجعيّات المسيحيّة والسنيّة والشيعيّة والدرزيّة. وكانت الغاية التأكيد على أنّ البطريركيّة على مسافة متساوية من المرشحين جميعاً، والتشاور مع هذه المرجعيّات بشأن إجراء انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد ثمانية أشهر من الفراغ الهدّام للدولة وللشعب، وكان التشديد من الموفدين على إجراء الإنتخاب بالروح الديمقراطيّ التوافقيّ بعيداً عن التشنجات والنزاعات والعداوات والإنقسامات. فالترشح والترشيح حقّ ديمقراطيّ دستوريّ، واحترام المرشحين في كراماتهم حقّ أخلاقيّ أساسيّ للعيش معًا بسلام وثقة وتعاون في سبيل وطننا الواحد.
أمن الجنوب والتجديد لليونيفيل
على صعيد الوضع الجنوبي، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 والتنسيق بين الجيش وقوات «اليونيفيل» للحفاظ على الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود اللبنانية.
وطالب رئيس الحكومة «الامم المتحدة بالضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها المتكررة للخط الازرق وللسيادة اللبنانية، وايضا بوقف الاشغال ضمن الاراضي اللبنانية، لأن هذا الامر يتسبب بتوترات خطيرة، مجدداً تمسك لبنان بحقه في استعادة اراضيه المحتلة وعدم التفريط بها».
وكان رئيس الحكومة، قد اجتمع في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب،مع القائد العام للقوات الدولية في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، يرافقه المستشار السياسي هيرفي لو كوك .وتم خلال اللقاء بحث الوضع الأمني في الجنوب.
واستقبل بوحبيب قبل ذلك السفيرة غريو، التي لم تشأ الإدلاء بأي تصريح. وقال بوحبيب: بحثنا في موضوع قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، خصوصا واننا نطالب بإزالة الفقرة التي تضمنها قرار التجديد لليونيفيل السنة الماضية حول توسيع حركة اليونيفيل في الجنوب، وابلغناها استعداد الجيش اللبناني لمواكبة اليونيفيل في تحركاته وتمنينا عليها تأمين المحروقات والبنزين للجيش اللبناني لمواكبة «اليونيفيل».
كما التقى بوحبيب سفير روسيا لدى لبنان الكسندر روداكوف الذي غادر ايضا دون الادلاء بأي تصريح. ولكن بوحبيب اوضح انه أثار مع السفير روداكوف موضوع حذف الفقرة التي تضمنها بيان التجديد لليونيفيل حول توسيع عملها وتحركاتها في الجنوب. كذلك طالب بوحبيب ان تكون مساعدات الجيش اللبناني كاملة على مدار السنة خصوصا لجهة المحروقات . كما تم البحث في عدم تسييس عمل المنظمات الدولية والاقليمية المتخصصة التزاما بالتوصية الصادرة عن مجلس وزراء الخارجية العرب يوم كان لبنان رئيسا.
في السرايا
وعشية توجه بوحبيب الى مؤتمر بروكسيل المخصص للبحث في الملف السوري والنزوح السوري، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا خصص لبحث ملف الكهرباء في المخيمات الفلسطينية واماكن تجمع النازحين السوريين.
وقبيل جلسة مجلس الوزراء اليوم التي ستبحث في ملفي النزوح وطلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف انا كوساكوفا ورفاقها، اجتمع رئيس الحكومة مع وزير العدل هنري خوري الذي قال بعد الاجتماع شرحت كل المعطيات المتوافرة لدي في خصوص السير الذاتية والاعمال التي قام بها المحاميان ايمانيول داوود وباسكال بوفيه، وكانت التفاصيل كافية ووافية للأخذ بالخيار الذي أقدمت عليه سابقا، وكان الرئيس متفهما جدا وأبدى موافقته على هذا الخيار، وسيعرض هذا الأمر بتفاصيله على مجلس الوزراء، وان شاء الله يتبنى مجلس الوزراء هذين الخيارين اللذين أقدمت كوزير للعدل على توقيع عقود معهما.
خدمة الانترنت.. مهددة!
حياتياً، إستفاق اللبنانيون على «كلمة ايه عشرة لا»، فخطوط هواتفهم الذكية شبه معطلة، والاشارة ما عم تلقط، اما خدمة الانترنت 3 جي والـ4 جي غير متوفرة رغم الكلفة الباهظة التي يدفعها المواطن بالعملة الصعبة.
كما بدأت سنترالات اوجيرو تطفئ محركاتها تدريجيا بسبب نقص المازوت.
في السياق، أعلنت هيئة «أوجيرو» في بيان، أنه «نظرًا لأعمال الصيانة، إن الاتصال عبر خط 1515 غير ممكن حالياً، يرجى التواصل معنا عبر موقعنا ogero.gov.lb أو عبر تطبيق «My Ogero» للإبلاغ عن أيّ عطل».
وعصرا، اعلن المجلس التنفيذي لنقابة «أوجيرو»:ان نظراً للوضع الاستثنائي الدقيق والحساس خلال هذا الأسبوع على كافة الأصعدة فإن المجلس التنفيذي يرجئ إتخاذ أي قرار إلى الأسبوع المقبل ويبقي إجتماعاته مفتوحة.
وفيما تتقاذف المسؤولية وزارتا المالية والاتصالات حول سبب عدم دفع الأموال المخصصة للصيانة والموظفين، فإن القطاع برمّته ذاهب إلى الانهيار شأنه شأن العديد من القطاعات التي سوف تتلاشى اذا ما بقي الشغور الرئاسي على حاله.
إضراب تحذيري لعمال كهرباء لبنان
وفي سياق التحركات، أعلنت نقابة عمال ومستخدمين مؤسسة كهرباء لبنان الاضراب التحذيري والاعتصام والتوقف عن العمل داخل كافة مراكز المؤسسة وعدم طباعة وتسليم الفواتير لمدة ثلاثة ايام ابتداءً من يوم الثلاثاء الواقع فيه 13/6/2023 ولغاية نهار الخميس فيه 15/6/2023 ضمناً، على أن يستثنى من الاضراب اقسام الصيانة والاستثمار في معامل الانتاج ومحطات التحويل الرئيسية، بعد اجتماع نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
معركة أرقام عشيّة جلسة «البوانتاج» الرئاسي… وأسئلة «اليوم التالي» دون أجوبة
تخوين «القوات» للمتردّدين لم يمنع الكتلة «الثالثة»… وهذا ما سمعته غريو من بري!
زيادة مُقلقة لحالات الإنتحار… «إسرائيل» تكشف خطة حزب الله لاقتحام مدن الجليل؟ – ابراهيم ناصرالدين
قبل ساعات على جلسة «مرشحي اقوى من مرشحك»، يستمر عدّ الاصوات بين القوى السياسية والكتل النيابية، الباحثة عن «بوانتاج» يساعدها للانتقال الى اليوم التالي، متسلحة بارقام تفاوض فيها من موقع اقوى. فالمعارضة المتقاطعة مع «التيار الوطني الحر» تريد فوزا بالارقام على المرشح سليمان فرنجية تخرجه من السباق، ولا بأس حينها من خروج مرشحها جهاد ازعور من المشهد، بعدما يكون قد ادى «قسطه للعلا» في منازلة يوم الاربعاء، حيث يدرك كلا طرفي المواجهة انها لن تنتج رئيسا.
واذا كان هم «الثنائي» ومن معه من حلفاء جعل الفارق بالاصوات متقاربا، فان الفريق الآخر يسعى الى الوصول إلى فارق «محرز» يتيح إطاحة المرشحين معاً، والبدء بالتفاوض على اسم مرشح ثالث، مستفيدة من تأجيل جان ايف لودريان رحلته الى بيروت الى ما بعد جلسة الانتخاب، لمحاولة فرض امر واقع جديد على الفرنسيين، الذين لا يرغبون بهزيمة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية، وهو ما حاولت السفيرة الفرنسية آن غريو استكشافه في لقائها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالامس، من خلال الاطمئنان على عدم تعرض الديبلوماسية الفرنسية لنكسة يوم الاربعاء. بينما نقل رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السباق وليد جنبلاط «رسالة» الى بري اكد فيها قناعته بضرورة الحوار، وبعدم وجود فرصة لنجاح ازعور، مبررا موقفه «بالاجماع المسيحي».
لكن ما سمعته غريو في «عين التينة» يشير بوضوح الى ان الفريق المؤيد لفرنجية لن يسمح بمرور ازعور، حتى لو اضطر الى تطيير الجلسة الثانية، دون الاكتراث بكل حملة التهويل بالموقف الدولي والاقليمي. في المقابل، لم تنجح «القوات اللبنانية» التي تولت مهمة «الهجوم» غير المنضبط ضد النواب «الرماديين» واتهمتهم بالخيانة في ثنيهم عن موقفهم، وقد اعلنوا بالامس انهم مصرون على الخيار الثالث ، الذي قد يترجم بشعار «لبنان الجديد».
وهكذا لم يتبدل المشهد بالامس ولا مفاجآت حتى الآن. «الثنائي» جدد التمسك بمرشحه. ازعور خرج ببيان رئاسي مكتوب ردا على فرنجية، لم ينزع عنه صورة مرشح التحدي. «لعبة البوانتاج» تزيد او تنقص، بحسب الطرف الذي يقوم بالعدّ. وتبقى الاسئلة هي الاهم: ماذا عن اليوم التالي للجلسة بعد انتهاء المناورات ؟ هل سنكون امام حوار داخلي؟ ام ينتقل «الكباش» الى مرحلة قاسية بغطاء دولي- اقليمي؟ ماذا سيحمل لودريان؟ ماذا عن الموفد القطري؟ وهل سيبقى «الصمت» السعودي على حاله؟ وماذا عن الموقف الاميركي؟ هل سيبقى التحالف حول ازعور صامدا؟ وهل سيقبل «الثنائي» اصلا النقاش خارج ترشيح فرنجية؟
اسئلة ستبقى مفتوحة دون اجوبة، والخميس سيكون يوما آخر في بلد غارق في الازمات، ينتحر مواطنوه من الفقر والعوز بزيادة 65 بالمئة عن العام المنصرم، فيما يزداد توتر دولة الاحتلال الاسرائيلي على الحدود، والجديد اليوم كشف احد كبار الضباط عن خطة حزب الله للدخول الى قرى ومدن في الجليل!.
حملة تخوين!
اذا،عشية الجلسة يوم الاربعاء، سُجلت لقاءات بين النواب ممن لم يحسموا خياراتهم بعد، فيما الاتصالات البعيدة عن الاضواء كانت «نجمة» يوم امس وستشهد زخما اليوم، وكان ابرزها لقاء عقد بين النائب جبران باسيل والمدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، لم يحمل اي جديد «نوعي» بالنسبة للجلسة. في هذا الوقت، اثار هجوم «القوات اللبنانية» الممنهج على من اسمتهم بالنواب «الرماديين» غضبا لدى شريحة واسعة من هؤلاء، الذين تمسكوا بالامس بمواقفهم، رافضين تهمة الخيانة التي تحاول المعارضة الصاقها بهم.
ووفقا لمصادر مطلعة، فان «نقمة» المعارضة سببها عدم استجابة بعض نواب «التغيير» والنواب السنّة المستقلين ونواب تكتل «الاعتدال الوطني» ونواب الجنوب المستقلين، لفكرة تم طرحها للخروج عن ضبابيتهم والعدول عن فكرة التصويت بأوراق بيضاء او لاسم أو اسماء يعرفون سلفا انها لن تصل الى بعبدا ، وبرأي تلك المصادر، يمكن لهذا التكتل من النواب «الضائعين»، كما تسميهم المعارضة، ان يقلبوا المعادلة وان ينقلوا الجلسة مِن ضفة الى اخرى «رمزيا» حتى مع تطيير الدورة الثانية، لان تجيير النواب المترددين اصواتهم لأزعور، من دون تشتيتها وتضييعها باقتراعٍ غير مفيد، سيجعله بحكم الامر الواقع رئيسا للجمهورية، فالمطلوب ان ينال اكثر من 65 صوتا في الدورة الاولى. في المقابل، ترد مصادر هؤلاء النواب بالتأكيد انهم لن يكونوا «لعبة» بيد احد، ولن يكونوا جزءا من انقسام لن يؤدي الى انتخاب رئيس، وهم يريدون التأكيد على وجود خيار ثالث، وليس من حق احد مصادرة قرارهم.
ماذا يريد «الاعتدال الوطني»؟
وفي هذا السياق، تمسك التكتل النيابي المستقل الذي يضم 10 نواب، خلال اجتماع في دارة النائب محمد الحوت بموقفه، واعلن النائب محمد سليمان بعد اجتماع اللقاء الذي يضم 10 نواب من «الاعتدال الوطني» ونواب مستقلين من كل المناطق، ان «الخيارات مفتوحة يوم الاربعاء، ونحن خارج الاصطفافات ومع انتخاب رئيس فقط». تابع: «نحن لسنا مع الإنقسام العمودي، ونحن مع التوافق الوطني الذي ينتج رئيسا، وسنكون موجودين بكل الجلسات الأولى والثانية، ولن نعطل أي نصاب وسيكون لدينا اسم». بدوره، قال الحوت: «بياننا واضح ولسنا مع تسجيل النقاط بل التوافق لاخراج البلد مما هو فيه». اضاف: «افساحا لفرصة النقاش لن نعلن عن اي اسم» .ووفقا للمعلومات، فان التوجه هو للتصويت في الجلسة الاولى بشعار «لبنان الجديد».
تناقض «البوانتاج»
وفي هذا السياق، ووسط تناقض في» البوانتاجات» بين الفريقين، لا يزال من الصعب تحديد الكتلة المتردّدة بدقة، ويبقى الرهان على الساعات الحاسمة. وفيما يتحدث فريق أزعور عن ملامسة 62 صوتا، تجزم مصادر نيابية في المقابل انها لم تتجاوز حتى مساء امس 56 صوتاً، قد تزيد إلى 62 صوتاً ربطاً باتصالات تجري مع عدد من النواب المستقلّين. وتلفت تلك الاوساط الى ان رئيس «تكتل لبنان القوي» لم ينجح في اقناع نواب تكتله المعترضين بالالتزام بقرار التيار، وأن هناك ما لا يقل عن أربعة نواب لن يصوّتوا لأزعور بالإضافة إلى نواب «الطاشناق»، وهو امر تصر على نفيه مصادر «التيار».
أما الفريق الداعم لفرنجية فينطلق من تحالف يضم 45 نائباً ، وسينضم اليهم نواب من كتل اخرى سيشكلون رافعة تقرّب المسافات بين المرشحين، وتنسف خطة المعارضة- «التيار» لحرق ترشيح فرنجية. ويحتفظ «الثنائي» بالقدرة على تطيير الجلسة في دورة الانتخاب الثانية تحت سقف الدستور، ولن يتوقف عن التهويل بالخارج، وهو سيزداد تمسكا بترشيح فرنجية، لان الطرف الآخر سيكتشف ان حساباته خاطئة.
ازعور: لستُ مرشح تحد
وبعد ساعات على كلمة فرنجية، أصدر الوزير السابق جهاد ازعور، بيانا اكد فيه انه لا يتحدى احدا بل يمد يده للجميع، واشار الى انه في مهمة بسيطة وكبيرة في آن واحد، «هي الخروج في أسرع ما أمكن من الوضع الشاذ الذي نحن فيه، والتأسيس لمستقبل مزدهر يعود فيه لبنان مصدر إشعاع وريادة بفضل قدرات أبنائه وشبابه العلمية والثقافية». ورأى ان «ترجمة هذا الطموح إلى واقع تحتاج إلى مجموعة مقوّمات، في مقدّمها الاستقلال التام عن أي تدخلات خارجية، وحماية الأرض والسيادة الكاملة، واعادة الأعتبار للدولة ومؤسساتها، والالتزام بالدستور، وتحصين وثيقة الوفاق الوطني من خلال تطبيقها كاملةً بكل مندرجاتها، لكونها المساحة المشتركة الفضلى والقاعدة الحقيقية للعيش معاً. كذلك سأعمل بالتعاون مع الجميع على إعادة وصل ما انقطع مع محيطنا العربي ومع دول العالم الأخرى».
غريو: لا نريد الهزيمة
وفيما اكدت مصادر مطلعة، ان وليد جنبلاط ابلغ بري انه اتخذ موقفا ينسجم مع الاجماع المسيحي «لدقة المرحلة»، جازما ان ازعور لن يصبح رئيسا، وثمة كلام آخر بعد الجلسة. حضر الملف الرئاسي في لقاء بين بري والسفيرة الفرنسية آن غريو التي غادرت من دون الإدلاء بتصريح. ووفقا للمعلومات، لم تتحدث السفيرة امام بري لا تلميحا او على نحو صريح عن اي تغيير في المقاربة الفرنسية للاستحقاق، ولفتت الى ان المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيزور بيروت في القريب العاجل، لتزخيم حركة الاتصالات السياسية، وكانت حريصة ومهتمة بمعرفة نتائج جلسة يوم الاربعاء. وتمحورت اسئلتها حول احتمالات انتاج رئيس من عدمه، واوحت بان باريس مهتمة بعدم تعرضها لنكسة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية، اذا اسقطت مبادرتها من خلال «تهريب» التصويت لازعور!
وكان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب قد التقى السفيرة الفرنسية ، ولفت إلى أنّ غريو أبلغته «احتمال مغادرتها لبنان في شهر آب المقبل لاستلام مهامها كمديرة لشؤون الشرق الـوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، على أن ينتقل سفير فرنسا في أنقرة هيرفيه ماغرو إلى بيروت ليتسلّم مهامه الديبلوماسية سفيراً لفرنسا لدى لبنان.
«اسرائيل» وسيناريو الحرب!
امنيا، وفيما حذر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من استمرار قوات الاحتلال الاسرائيلي بخروقاتها للسيادة اللبنانية، رسم ضابط «اسرائيلي» كبير سيناريو مرتقب تتوقعه «اسرائيل» لكيفية سيطرة حزب الله على مستوطنات في الجليل في الحرب المقبلة، وأستهزء من دور قوات «اليونيفيل». واشار ضابط الاحتياط بالجيش «الإسرائيلي» جاك نيريا، وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» ومسؤول عن ملف لبنان، أن القوات الدولية ستتحول لدرع بشري حال وقوع حرب، حيث أنهم لا يجرؤون على الاقتراب من قوات حزب الله. وقال «في حال وقوع حرب مع حزب الله سيتم ضرب 2000 صاروخ يوميا على الأقل على إسرائيل»، مشددا على أن «إسرائيل ستوجه ضربة لحزب الله بالوقت الذي يناسبها».
الدخول الى الجليل؟
ورأى «أن تصريحات حزب الله باتت جدية أكثر، وإذا نظرنا الى أرض الواقع نرى أن هناك مخططات لبرنامج مقاومة ضد «إسرائيل» مثلا، ونعرف أنه يوجد لحزب الله خطة للاستيلاء على جزء من الجليل الأعلى من جهة كريات شمونا حتى نهاريا، وبحسب خطتهم تقوم خمسة ألوية من وحدة النخبة – الرضوان بالدخول الى ثلاثة محاور.. وهذه الألوية ستدخل خلال اجتياح محتمل لحزب الله». وأضاف «هناك تخطيط لحزب الله لشن حرب تبدأ من خلال شن آلاف الصواريخ تجاه «إسرائيل»، قوات الرضوان تدخل الى الحاجز وتحاول تدميره من أربعة مواقع حتى يكون خرق للخطوط الإسرائيلية وسيتم الاستيلاء على كرميئيل بالداخل وكريات شمونة بالشرق ونهاريا، هذا التخطيط القائم واسرائيل تجهز نفسها لهذا التخطيط بالذات». واقر بان حزب الله يمتلك تخطيطا طويل المدى.
توترات خطيرة
وكان ميقاتي، طالب الأمم المتحدة بالضغط على «إسرائيل» لوقف خروقاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، جاء ذلك عقب اجتماع ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، مع القائد العام للقوات الدولية في الجنوب «يونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو، لبحث الوضع الأمني جنوب البلاد. وجدد ميقاتي تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي رقم 1701 والتنسيق بين الجيش وقوات اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود اللبنانية. وطالب الأمم المتحدة بـ«الضغط على إسرائيل لوقف خروقها المتكررة للسيادة اللبنانية، وأيضا بوقف الأشغال ضمن الأراضي اللبنانية، لأن هذا الأمر يتسبب بتوترات خطيرة».
جلسة الحكومة
من جهة ثانية، وعشية جلسة مجلس الوزراء اليوم التي ستبحث في ملفي النزوح ، وطلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف انا كوساكوفا ورفاقها، وعشية توجه بوحبيب الى مؤتمر بروكسيل، المخصص للبحث في الملف السوري والنزوح السوري، اكدت مصادر وزارية ان عددا من الوزراء سيطرحون اليوم من خارج جدول الاعمال امتناع ميقاتي عن توقيع مرسوم ترقية الضباط في الجيش والأجهزة الأمنية، بعد نحو أسبوع على توقيع الوزراء المختصين على المشروع. ويتمسك ميقاتي بموقفه لجهة تنفيذ الاتفاق بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي شمل الترقيات والتعيينات في المجلس العسكري، وهو لن يسير بالترقيات وحدها، وهو يريد تعيين اعضاء مجلس قيادة قوى الامن، وكذلك اعضاء المجلس العسكري الذي يجب ان يكون مكتملا لسد الفراغ في رأس المؤسسة العسكرية، إذا أحيل قائد الجيش إلى التقاعد، مطلع العام المقبل.
وفي هذا السياق رفض وزير الدفاع موريس سليم، المحسوب على «التيار الوطني الحر»، طلب ميقاتي بإعداد اقتراح أسماء ضباط لتعيينهم في المجلس العسكري، وابلغه ان فريقه السياسي يرفض اي تعيينات تجريها حكومة تصريف الأعمال، مع العلم انه لم يعترض على ترقية الضبّاط لأن أكثر المشمولين بالترقية هم ضبّاط ما يُعرَف بـدورة عون عام 94.
ارتفاع نسب الانتحار
وربطا بالاوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد، ارتفعت حالات الانتحار خلال الأشهر والأيام المنصرمة من العام الحالي إلى 66 ضحية، مقارنة بـــ 40 حالة في الفترة نفسها من العام الماضي، مسجّلة ارتفاعًا بنسبة 65 بالمئة بحسب «الدولية للمعلومات» التي اشارت الى ان من شأن استمرار الأمر على هذه الوتيرة، أن يرفع العدد في نهاية العام إلى أكثر من 170 ضحية، وهو الرقم الأعلى المسجّل بين الأرقام في الأعوام الممتدّة من 2012 إلى 2022 ولفتت الى أنّ حالات الانتحار المذكورة أعلاه، هي تلك التي سجلتها قوى الأمن الداخلي، وقد تكون هناك حالات لم تسجّل على أنّها حالات انتحار، وبالتالي فقد تكون حالات الانتحار الفعلية أعلى من الأرقام الموثّقة. وكانت بلدة عازور في قضاء جزين، صباح يوم الخميس الماضي، حيث إقدم أحد المواطنين على قتل زوجته ووالدتها، ثم قتل نفسه تاركاً أولاده الثلاثة. وقبل ذلك، في بلدة داريا في الشوف، يوم 24 شباط 2023، حادثة مماثلة عندما أقدم أحد المواطنين على خنق زوجته وابنه البالغ 3 سنوات، ثم رمى بنفسه من أعلى المبنى.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
ردود هادئة بالجملة على تهجمات فرنجية
في اتجاه نواب الضباب تتجه انظار اللبنانيين عموما وفريقي مؤيدي المرشحين جهاد ازعور وسليمان فرنجية رصدا لوجهة تصويتهم وتأثيره على ما ستحمله الارقام في جلسة الاربعاء الانتخابية إن لم يطرأ ما يطيّرها. كل البوانتاجات ترجح كفة ازعور، ما يشي بنقل المعركة الى مربع جديد اعتبارا من لحظة رفع الرئيس نبيه بري الجلسة ووصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت.
وعشية الجلسة لا تزال الاتصالات مستمرة في صفوف النواب ممن لم يحسموا خياراتهم بعد. في السياق، اجتمع عدد من نواب التغيير في مجلس النواب امس، اما التكتل النيابي المستقل الذي يضم 10 نواب، فاجتمع في دارة النائب محمد الحوت الذي اعلن على الاثر ان "افساحا لفرصة النقاش لن نعلن عن اي اسم. وتابع: بياننا واضح ولسنا مع تسجيل النقاط بل التوافق لاخراج البلد مما هو فيه". اما النائب محمد سليمان فقال: الخيارات مفتوحة يوم الاربعاء ونحن خارج الاصطفافات ومع انتخاب رئيس فقط.
بيان ازعور
في الاثناء، وغداة كلمة مرشح 8 آذار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية امس، أصدر الوزير السابق جهاد ازعور، مرشح المعارضة والتيار الوطني الحر بيانا اكد فيه انه ليس يتحدى احدا بل يمد يده للجميع، فقال: لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا.
لا يريدون ايصاله
في المقابل، اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ان "الفريق الآخر يريد ان يصل الى رئاسة الجمهورية، هذا الشخص الذي يرونه مناسبا للقيام بهذا الدور. من هو المنافس؟ ينافس أهل المقاومة جماعة من اللبنانيين ممن يرشحون ويدعمون شخصا لا يريدون أن يصل الى رئاسة الجمهورية ، وأنما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشح المقاومة". وقال "نحن نفكر ايجابا ، على أن الشراكة الوطنية هي تحقيق لمصالح اللبنانيين جميعا دون تمييز واستنساب او استضعاف لأحد، لكن الآخرين يفهمون الشراكة الوطنية استخدام فريق آخر من اللبنانيين من اجل ان يحققوا مصالحهم الخاصة على حساب جميع اللبنانيين".
الترشيح حق
في الاثناء، استدعت الحملة المثارة من قبل 8 آذار على ترشيح ازعور، ردا من الرئيس السابق ميشال عون. فغرد عبر تويتر "نظامنا ديموقراطي ودستورنا يكفل حرية الرأي.. وعليه، فإن من حق كل فريق سياسي أن يكون لديه مرشح رئاسي من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التخوين والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. إن احترام الآخر وحقوقه هو في أساس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بد وأن يحترم هذه المبادئ".
احترام المرشحين
وحضر الاستحقاق الرئاسي في كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس في افتتاح أعمال سينودس الكنيسة المارونية، فقال أنّ البطريركيّة على مسافة متساوية من المرشحين جميعًا، واكد ان الترشح والترشيح حقّ ديموقراطيّ دستوريّ، واحترام المرشحين في كراماتهم حقّ أخلاقيّ أساسيّ للعيش معًا بسلام وثقة وتعاون في سبيل وطننا الواحد".
لودريان في لبنان
رئاسيا ايضا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو التي لم تشأ الإدلاء بأي تصريح. وفي دردشة مع الصحافيين اعلن بوحبيب انه تبلغ من غريو ان زيارة الموفد الفرنسي الوزير جان ايف لودريان في القريب العاجل لكن بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء المقبل ونحن رحبنا به خصوصا وانه ديبلوماسي مخضرم ونتمنى له النجاح في مهمته". اضاف بوحبيب "كما بحثنا في موضوع قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) خصوصا واننا نطالب بإزالة الفقرة التي تضمنها قرار التجديد لليونيفيل السنة الماضية حول توسيع حركة اليونيفيل في الجنوب وابلغناها استعداد الجيش اللبناني لمواكبة اليونيفيل في تحركاته وتمنينا عليها تأمين المحروقات والبنزين للجيش اللبناني لمواكبة اليونيفيل". كما ابلغتني السفيرة غريو عن احتمال مغادرتها لبنان في شهر آب المقبل لاستلام مهامها كمديرة لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية على ان ينتقل سفير فرنسا في أنقرة هيرفيه ماغرو الى بيروت ليتسلم مهامه الديبلوماسية كسفير لفرنسا لدى لبنان.
عند بري
ومن الخارجية، توجهت غريو الى عين التينة حيث استقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معها المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع العامة لا سيما إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية.
المحاميان الفرنسيان
على صعيد آخر، وعشية توجه بوحبيب الى مؤتمر بروكسيل المخصص للبحث في الملف السوري والنزوح السوري، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا خصص لبحث ملف الكهرباء في المخيمات الفلسطينية واماكن تجمع النازحين السوريين… من جهة ثانية، وقبيل جلسة مجلس الوزراء اليوم التي ستبحث في ملفي النزوح وطلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف انا كوساكوفا ورفاقها، اجتمع رئيس الحكومة مع وزير العدل هنري خوري الذي قال بعد الاجتماع "شرحت كل المعطيات المتوفرة لدي في خصوص السير الذاتية والاعمال التي قام بها المحاميان ايمانيول داوود وباسكال بوفيه، وكانت التفاصيل كافية ووافية للأخذ بالخيار الذي أقدمت عليه سابقا، وكان دولة الرئيس متفهما جدا وأبدى موافقته على هذا الخيار وسيعرض هذا الأمر بتفاصيله على مجلس الوزراء اليوم، وان شاء الله يتبنى مجلس الوزراء هذين الخيارين اللذين أقدمت كوزير للعدل على توقيع عقود معهما".
نسخ الرابط :