افتتاحية صحيفة البناء
جندي مصري يقتل ثلاثة جنود للاحتلال… والمقداد من بغداد لرفض العقوبات وإدانة تركيا / مؤيدو معوض يسحبونه لصالح أزعور والتيار يؤيد… وتريث اشتراكي حرصاً على التوافق / نصرالله أبلغ ممثل بكركي التمسك بدعم فرنجية… والعودة للورقة البيضاء وارد إذا عُقدت جلسة! /
إقليمياً فرضت العملية البطولية التي نفّذها جندي مصري على الحدود مع فلسطين المحتلة حضورها على المشهد، بعدما أدّت الى مقتل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال، ودفعت قادة الاحتلال إلى الاعتراف بسقوط التطبيع والرهان على اتفاقيات كامب ديفيد، من خلال القول إن ما جرى ليس ناتجاً عن تداخل وسوء فهم، بل عن تخطيط مسبق للعملية، بينما أكد الجيش المصري تبنيه لشهادة الجندي المصري، وترتّب على العملية مناخ من التأييد الشعبي العربي والفلسطيني خصوصاً، وظهور حديث عن ابتكار الجنود المصريين لطريقة مشاركتهم في مفهوم وحدة الساحات.
إقليمياً أيضاً تحدّث وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد من بغداد خلال زيارة تنسيق بين الحكومتين السورية والعراقية، تناولت العلاقات الثنائية والتعاون في ملفات عديدة، وأكد المقداد من بغداد على رفض العقوبات التي تتعرّض لها سورية وعاش العراق مثيلتها ويعرف آثارها، مندداً بالاعتداءات التركية على العراق، داعياً إلى رفع الغطاء الذي تحظى به الجماعات الإرهابيّة مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش.
لبنانياً، ظهرت القوى المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوض، ما وصفته بالتقاطع على اسم المرشح جهاد أزعور بإعلان كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن التقاطع على ترشيح أزعور بينما عقدت القوى المؤيدة لمعوّض انسحاب معوض لصالح أزعور، بمشاركة تمثل 32 نائباً، هم نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة تجدّد التي ينتمي إليها معوض وثلاثة نواب من كتلة التغيير، وفيما يتحدّث قادة التيار عن ضمان تصويت ستة عشر نائباً لصالح أزعور، تقول مصادر نيابية إن العدد لن يتجاوز الـ 12 نائباً في أحسن الأحوال، ما يجعل ما سيناله أزعور في حال الدعوة الى جلسة انتخابية بين 44 و48 صوتاً، إذا بقي اللقاء الديمقراطي الداعم لترشيح أزعور عند خيار عدم التصويت منعاً للتصادم وفتح الطريق التوافق مع ثنائي حزب الله وحركة أمل، وبقيت كتلة الاعتدال الوطني عند موقفها الداعي لمرشح التوافق الجامع، وبقي نواب التغيير الباقين عند تحفظاتهم على ما يسمّونه بانتماء أزعور إلى ما يسمّونه بالمنظومة.
في الملف الرئاسي ترجم البطريرك بشارة الراعي مبادرته الحوارية بإيفاد المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وسمع منه تمسك حزب الله بمواصلة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما قال النائب حسن فضل الله إن أي مرشح يشبه ترشيح معوض بصفته مرشحاً للتحدّي لن يصل إلى الرئاسة، بينما قالت مصادر نيابية إنها لا تستبعد إذا تمت الدعوة الى جلسة انتخابية عودة ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما إلى التصويت بورقة بيضاء تأكيداً على الدعوة للتوافق والحوار.
تحاول قوى المعارضة والتيار الوطني الحر خلق انقسام عمودي في البلد وسط ذهابهما وبعض نواب التغيير والمستقلين الى الإعلان عن تقاطع حول ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية، الا ان مستجدات الساعات الماضية تشير، بحسب معلومات «البناء»، الى ان حزب الله لن ينجر الى استفزاز رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل له ولن يذهب الى النقاش حول مرشح ثالث، وقد تبلغ هذا الأمر كل من التقى قياديي الحزب ومسؤوليه في الإيام والساعات الماضية، حيث تفيد المعلومات أن حزب الله متمسك بدعم فرنجية وليس صحيحاً أنه في وارد البحث في مرشح توافقي.
وبانتظار حراك رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الساعات المقبلة، فإن الأخير دعا المعارضة لتُصدر موقفاً واضحاً من مرشحها وعندها سيتصرّف على ضوء ذلك.
وفيما التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أعلن أنه «سيلتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وقال البطريرك الراعي «لن أدخل في جدال التوافق على اسم جهاد أزعور وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وأوفد البطريرك الراعي السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الأطراف اللبنانية كافة تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى.
وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «حزب الله يرحّب بالدعوة الى الحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس، وما عدا ذلك إضاعة للوقت وإطالة لأمد الفراغ الرئاسي، وتعطيل للحلول الممكنة، بما يؤدي إلى زيادة معاناة اللبنانيين».
وأضاف فضل الله: «إن دور المجلس النيابي انتخاب رئيس لكل اللبنانيين، وليس رئيساً لفريق سياسي نهجه الفرض والإلغاء، فهم يجيزون لأنفسهم ترشيح من يريدون، وعندما تدعم كتل أخرى صديقاً لنا يسمون ذلك فرضاً، لأن عنوان معركتهم هو رفض الرئيس القادر على التواصل مع الجميع محلياً وخارجياً، وفرض الرئيس الذي يحمل صفة المواجهة، ونقول لهم لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدّي والمواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه».
الى ذلك يفترض ان يعلن اللقاء الديمقراطي موقفه يوم غد او بعده من الاستحقاق الرئاسي وترشيح ازعور بعد ان تبنته المعارضة وبعض نواب التغيير. وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أن الموقف الاشتراكي سوف يتحدّد بناء على ما ستخرج به لقاءات النائب السابق وليد جنبلاط مع المسؤولين الفرنسيين في باريس التي وصلها أمس. مع تشديد المصادر على ان الاشتراكي لا يريد ان يكون جزءاً من مواجهة إسلامية – مسيحية، وبالتالي فإن أي موقف سيصدر عنه سيراعي طبيعة التوازنات في البلد مع تأكيد الاشتراكي على أهمية الحوار من أجل التفاهم للوصول الى انتخاب رئيس بعيداً عن سياسة التحدي. فالموضوع يتعلق بكيفية وصول اي مرشح لا بالتصويت.
واعلن النائب ميشال معوّض سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية، وقال أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحيّ، وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
وأعلنت كتل المعارضة وعدد من النواب المستقلين والتغييريين في مؤتمر صحافي تبني ترشيح اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية في بيان تلاه النائب مارك ضو الاستعداد للتصويت لأزعور لإنهاء الفراغ، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى الإنقاذ.
الا ان الأنظار تبقى متجهة أيضاً الى اجتماع تكتل لبنان القوي يوم غد الثلاثاء الذي سيحدد مسار الأمور، خاصة ان هناك انقساماً لا يزال داخل التيار الوطني الحر من ترشيح ازعور، هذا فضلاً عن بعض النواب المحسوبين على تكتل لبنان القوي أيضاً فبعيداً عن نواب حزب الطاشناق الذين سيصوّتون لفرنجية، فإن النائب فريد البستاني لم يحسم موقفه بعد من التصويت لأزعور.
*************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سفر جنبلاط يزعج بري... ونصرالله أبلغ الراعي التمسك بفرنجية | اكتمال ترشيح أزعور... والمعركة على أصوات المترددين
بين السبت والأحد، اكتمل ترشيح النائب جبران باسيل وبقية قوى المعارضة لجهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية. ومع دخول البلاد مرحلة جديدة من المواجهة السياسية، أطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي جولة من الاتصالات السياسية، بدأها بإرسال موفد عنه للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فيما لا يزال أزعور يجري مشاورات داخلية وخارجية قبل إعلان موقفه، خصوصاً أنه يؤثر على ما يبدو موقعه الوظيفي الحالي في صندوق النقد الدولي. ولم يعرف ما إذا كان في صدد الحضور إلى لبنان سريعاً، أم أنه سيستكمل لقاءاته مع النواب من خلال التواصل الهاتفي.
ومع اكتمال المرحلة الأولى من الترشيحات الداخلية، عادت الأنظار لتتجه إلى الخارج، إذ تتحدث مصادر مطلعة عن احتمال حصول تبدلات في مواقف أطراف اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، مع التركيز على الموقف الأميركي الذي يقول داعمو أزعور إنه يصب في جانبهم، وإن واشنطن ستجد طريقة مع الرياض للتدخل لمصلحته، وهي معطيات عبّر الرئيس نبيه بري عن خشيته منها أمام زواره أمس، مشيراً إلى تلقيه معطيات عن نية أطراف إقليمية ودولية التدخل لدى النواب المتردّدين لإقناعهم بالتصويت لمصلحة أزعور.
ومع ذلك، يراهن الطرفان على الموقف الفرنسي الذي لم يشهد تغيراً نوعياً. وقالت مصادر مطلعة إن باريس لا تزال عند موقفها، وإنها بعد إعلان كتل نيابية ترشيحها لأزعور، "تدعو الجميع إلى تهدئة الجبهات".
وكان باسيل أعلن السبت الماضي تقاطعه مع كتل نيابية على ترشيح أزعور. ومرة جديدة، استعان بحضور الرئيس ميشال عون الاحتفال ليوجّه رسالة حادّة إلى معارضي ترشيح أزعور من نواب التيار بالقول: "لا أحد أكبر من المؤسسة، وعندما يخرج عن قراراتها ويعتقد أنه أكبر منها، تعيده إلى حجمه وتؤكد له أنها أكبر منه". وأضاف: "مستمرون في التحاور، لكن عندما يُتخذ القرار، يصبح القرار أكبر من الجميع والجميع يلتزم به، والالتزام بالقرار مقدّس". وفيما خرجت الحركة الاعتراضية أو الرد عليها من خلفَ الجدران، تبقى التساؤلات حول قدرة باسيل على تأمين ما تعهّد به لقوى المعارضة التي تقول مصادرها إن "رئيس التيار أكد بأنه يفاوض باسم كل التيار وأن النواب جميعاً سيلتزمون بالقرار"، وهو أمر لا يؤكده المعترضون.
من جهتهم، اتخذ نواب قوى المعارضة بقيادة القوات اللبنانية مِن منزل النائب ميشال معوض، منصة لإعلان ترشيح أزعور. وتلا النائب مارك ضو بياناً باسم 32 نائباً يعلن فيه "التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان"، وتم الكشف عن التقاطع مع تكتل "لبنان القوي" على الترشيح. وأُعلن أن "أزعور يمتلك 65 صوتاً، وأن ترشيحه ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية لإطلاق مسيرة الإنقاذ".
إلا أن ما حصل ليس كافياً، والجميع يراقب موقف نواب وليد جنبلاط الذين يعقدون غداً اجتماعاً. وإلى جانب بند دعم أزعور، يناقش النواب فكرة تأخير إعلان الموقف، لترك الأبواب مفتوحة أمام توافق وطني. وكان لافتاً إعلان النائب هادي أبو الحسن مساء أمس أن الكتلة ستصوّت لمصلحة أزعور، كما أعلن النائب ميشال ضاهر الموقف نفسه. إما بقية النواب المستقلين، وخصوصاً نواب "كتلة التغيير"، فقد انقسموا بين مؤيدين (حضروا في منزل معوض) ورافضين (حليمة القعقور وسينتيا زرازير وفراس حمدان)، وبين من يدرسون الموقف (بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا والياس جرادة وإبراهيم منيمنة).
إلى ذلك، واصلت القوى الداعمة لترشيح فرنجية اتصالاتها لاحتواء الموجة الجديدة. وبدا أن الكل ينتظر قرار رئيس مجلس النواب من دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد سريعاً. وهو أعلن أنه ينتظر اكتمال الكتل لمواقفها قبل الدعوة. لكنّ المعارضين أبدوا خشية من لجوء بري إلى "حيل" تجعله يؤخر موعد الجلسة من أجل العمل على تحصيل عدد إضافي من النواب المؤيدين لفرنجية.
أياً يكن الأمر، فإن بري وحزب الله وآخرين باتوا ينظرون إلى أزعور على أنه مرشح مواجهة وتحدّ، وأن هدف داعميه ينحصر بإطاحة بفرنجية. وأكدت مصادر هذا الفريق أن "المعارضة مخطئة في حساباتها، فلا تراجع عن فرنجية بأي شكل من الأشكال، وسنخوض معركته كما خضنا معركة ميشال عون حتى النهاية، ولن نقبل بأن يمر أزعور الذي أتى إلينا بداية وعرض نفسه كرئيس جمهورية توافقي وها هو اليوم تحوّل إلى مرشح تحد". وقالت المصادر إن "سيناريو معوض في مجلس النواب سيتكرر، وحتى إن عُقِدت الجلسة لن يكون هناك نصاب، مرة واثنتين وثلاثاً، وستعود الأمور إلى الستاتيكو السلبي". واعتبرت المصادر أن "باسيل صارَ في المقلب الآخر، وكل محاولاته للعب على الألفاظ لم تعد تجدي نفعاً، فليفعل ما يريد أما نحن فلن نتراجع".
لكنّ الخشية المستجدة لدى الرئيس بري تتمثل في تبلّغه بقرار جنبلاط السفر إلى فرنسا لتمضية إجازة قد تمتد نحو عشرة أيام، وأنه سيترك الأمر لإدارة نجله النائب تيمور. وفسّر بري الخطوة بأنها "هروب من الإحراج تجاهه شخصياً".
أما حزب الله، فقد تولى أمينه العام السيد حسن نصرالله إبلاغ موقفه للموفد البطريركي المطران بولس عبد الساتر، فأكد له التمسك بترشيح فرنجية وعدم الاستعداد للبحث في سحب ترشيحه، مجدداً عرضه لهواجس الفريق الذي يمثل إزاء مواصفات الرئيس المقبل. وسمع نصرالله من عبد الساتر عرضاً لنتائج زيارة الراعي لروما وباريس، وعرضه فتح الحوار من جديد للتفاهم على توافق، لا أن يكون الرئيس المقبل عنوان صدام مع فئة من اللبنانيين ضد أخرى.
تباين أم مناورات جديدة؟
لفتت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر إلى وجود تباين جدي مع بقية القوى التي رشّحت جهاد أزعور على طريقة إدارة المرحلة المقبلة من المعركة. وقالت المصادر إن النائب جبران باسيل والبطريرك الماروني بشارة الراعي يخالفان موقف القوات اللبنانية وبعض النواب المستقلين بالضغط المباشر لعقد جلسة نيابية، من دون إفساح المجال أمام محاولة توفير توافق وطني مع الثنائي (أمل وحزب الله).
وتتابع المصادر أن اقتراح ترشيح أزعور بدأ بين الراعي وباسيل قبل انضمام الكتائب ومستقلين، وأنه يُخشى من محاولات تقوم بها قوى داخلية (تحديداً القوات اللبنانية) وجهات خارجية (تحديداً الولايات المتحدة) لاستخدام الترشيح لأغراض أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن "الهدف الفعلي" هو التوصل إلى اتفاق، وأن على الجميع المحاولة، وفي حال فشل المقترح، يذهب الجميع إلى انتخابات مفتوحة في المجلس النيابي. وحذّرت المصادر نفسها من "سعي البعض إلى حرق أزعور من أجل إعادة تسويق قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح تسوية في حال حصول تسوية جديدة تقوم على إطاحة المرشحيْن أزعور وفرنجية".
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
ترشيح أزعور يحاصر معادلة التعطيل والفرض
مع ان العنوان العريض الذي اطلقه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي لموقف بكركي وتحركها الذي شرعت فيه باتجاه جميع الافرقاء السياسيين بدءا بـ”#حزب الله” تحديدا جعل مقولة “لا غالب ولا مغلوب” تتصدر الدعوة الى “التفاهم والتوافق”، فان هذه المعادلة لم تحجب المشهد الرئاسي الحار الذي تصاعدت معالمه بقوة عقب الإعلان الرسمي لجهاد ازعور مرشحا لـ”تقاطع” قوى #المعارضة و”التيار الوطني الحر” وعدد من النواب المستقلين والتغييريين. فما لم يكن ممكنا تجاهله وانكاره في اللحظة التي أعلن فيها النائب ميشال معوض سحب ترشيحه لمصلحة التقاطع العريض حول تسمية الوزير السابق جهاد ازعور، ومن ثم اعلان النائب مارك ضو باسم المعارضة والنواب المتحالفين معها تقديم ازعور كمرشح انقاذ انفتاحي وغير استفزازي وغير طرفي، اسقط ذلك عمليا كل الذرائع الواهية وغير الدستورية التي استعملت في الأشهر الأربعة السابقة بعد الجلسات الانتخابية الـ11 التي عقدت ولم تؤد الى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد. وفيما صارت بذلك كرة اعادة الصراع السياسي والانتخابي الى مجلس النواب فورا وبلا ابطاء في مرمى رئيس المجلس نبيه بري، لم يكن خافيا اطلاقا مغزى مسارعة “حزب الله” الى استباق كل تطور ستحتمه مبادرة ترشيح ازعور باطلاق “منصات” التصعيد بالهجوم المقذع عليه واسقاط اللياقات بدليل وصف النائب في كتلة الحزب حسن فضل الله ازعور بـ”المستجد” كأنه يتعمد النبرة “التحقيرية” في معرض استحقاق دستوري يفترض فيه احترام الأصول التعبيرية بالحدود الدنيا. ولكن هذا التعبير عكس دلالات قلق الحزب من المعطيات الجديدة والتحفز المستمر للمواجهة خصوصا ان المعطيات التي افضت بها بعض قوى المعارضة اشارت الى تقدم جدي على طريق توفير أكثرية 65 صوتا لازعور وما يزيد في حال بلوغ الدورة الثانية وعدم لجوء فريق “الممانعة” وعلى رأسه الثنائي الشيعي الى تعطيل افقاد النصاب للحؤول دون انتخاب ازعور. ومع ان توجيه بري الدعوة الى عقد الجلسة صار امرا لا مفر منه، فان الأنظار تتجه حاليا الى مواقف كتلة “اللقاء الديموقراطي” الذي سيعقد اجتماعا مفصليا غدا الثلثاء، والعدد المتبقي من النواب التغييريين والمستقلين الذين لم يحسموا مواقفهم من ترشيح ازعور باعتبار ان مجمل أصوات هؤلاء سيشكل واقعيا الثقل اللازم لترجيح الكفة نهائيا في التصويت الحاسم، علما ان المعطيات التي تؤكدها أوساط المعارضة و”التيار الوطني الحر” تجزم بان جميع نواب “التيار” والطاشناق سيلتزمون التصويت لازعور التزاما بالتفاهم الذي حصل والذي كرسته كلمة رئيس التيار النائب #جبران باسيل مساء السبت الماضي في جبيل .
اعلان الترشيح
وعصر امس استكملت فصول اعلان ترشيح ازعور، فاعلن النائب ميشال معوّض في مؤتمر صحافي من دارته سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية مؤكدا انه “لا يمكننا أن نبقى كقوى المعارضة مكتوفين وأصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح #جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحي وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة. كما أشار إلى أنه “أمام واقع تخيير اللبنانيين بين الفرض والتعطيل أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسع رقعة تقاطعات نصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضل”. وبدوره أعلن النائب مارك ضو ترشيح المعارضة للوزير السابق أزعور بوصفه “المرشح القادر على حماية لبنان من الانهيار والهيمنة”. وأضاف باسم المعارضة: “جهاد أزعور لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة، ويدنا ممدودة للتلاقي مع حزب الله وحركة أمل ومن بقي من حلفائهم وفي الوقت عينه مستعدون لمواجهة كل محاولات التعطيل”. كما دعا باقي النواب “وخاصة رئيس المجلس إلى الدعوة لإنتخاب رئيس للجمهورية فوراً في جلسات متتالية”. وشدد على أن أزعور “ليس مرشح المعارضة فقط وليس مرشحا حصريا لأي من الكتل وتنوي المعارضة التقاطع عليه لخوض المعركة الرئاسية باسمه وهي تعتبر ان ما تعلنه اليوم يهدف إلى إيصاله”وشدد على أن “ترشيح أزعور ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية من أجل إطلاق مسيرة الإنقاذ عبر اسم وسطي غير استفزازي لأي فريق في البلاد تتوافق عليه كتل من ضمنها لبنان القوي”.
تحرك بكركي
تزامن ذلك مع اطلاق بكركي رسميا التحرك الذي سبق للبطريرك الراعي ان اعلن اعتزامه على القيام به عقب عودته من الفاتيكان وفرنسا. وأصدر المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي بيانا افاد فيه ان البطريرك الراعي اوفد السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله “في اطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الاطراف اللبنانية كافة، تسهيلا لاتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى”. وأفادت قناة “المنار” الناطقة بلسان “حزب الله” ان الموفد البطريركي سمع من نصرالله استمرارا لدعم ترشيح سليمان فرنجية والتأكيد لأهمية الحوار من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي .
وبدا الراعي مقلا جدا في تناوله الشأن السياسي في عظته فقال : “لو استحضر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادّة 73 من الدستور. ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: “غالب ومغلوب” بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما”.
وفي “دردشة” إعلامية قال الراعي رداً على هجوم “حزب الله” عليه: “ما بردّ عَ حدا وما بحياتي ردّيت عَ حدا لا سلبًا ولا إيجابًا”. واكد “أنني إلتقيت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وسألتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد”. وأضاف “لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو”.
باسيل
اما أولى طلائع ترشيح ازعور فجاءت ليل السبت على لسان النائب جبران باسيل عبر خطاب القاه في العشاء السنوي لـ”التيار” في جبيل بحضور الرئيس ميشال عون اذ اعلن باسيل انه “صار معروفا اننا تقاطعنا مع كتل نيابية أخرى على اسم جهاد ازعور من بين أسماء أخرى مناسبة وغير مستفزة وهذا التقاطع هو تطور مهم وايجابي كي لا نتهم بتعطيل الانتخاب ” وأشار الى “اننا اعطينا موافقتنا على عدد من الأسماء وهم اختاروا واحدا منها وبرأينا انه يجب التقاطع على اكثر من اسم لمزيد من المرونة لان المطلوب أيضا هو التوافق مع الفريق الاخر من دون تحديه “. واكد “اننا مدركون ان الظروف الحالية لا تسمح بوصول رئيس للجمهورية من التيار وهمنا وصول رئيس يناسب المرحلة” واعتبر ان “الفرض من أي جهة يؤدي الى فشل الرئيس ولو نجح في الانتخاب ونريد رئيسا لا احد يفرضه علينا ولكن نحن أيضا لا نفرضه على احد وهذه هي المعادلة الممكنة اليوم أي تفاهم اللبنانيين وتوافقهم على الرئيس والبرنامج هو الحل “.
تصعيد “الحزب”
في المقابل مضى “حزب الله” في خطابه التصعيدي ضد ازعور وداعميه فقال امس النائب حسن فضل الله، أن “حزب الله يرحب بالدعوة الى الحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهوربة بعيدا عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس، وما عدا ذلك إضاعة للوقت وإطالة لأمد الفراغ الرئاسي، وتعطيل للحلول الممكنة، بما يؤدي إلى زيادة معاناة اللبنانيين”. ولكنه شن هجوما على ازعور وقال “ان كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المستجد، لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئا، فهو بالنسبة الينا مرشح مواجهة وتحد قدمه فريق يخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة، فهو جزء من معركتهم السياسية التي يحاولون فيها الاستقواء بالخارج وتهديداته بالعقوبات، وهذه المعركة ستفشل كما فشل غيرها، لأننا ومن داخل نصوص الدستور، والعملية الديموقراطية، سنحول دون تحقيق أهدافهم، ولن يتمكنوا من فرض مرشحهم على بقية اللبنانيين، لا دستوريا، ولا سياسيا، ولا إعلاميا”.
**************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصرالله يُبلغ موفد الراعي التمسّك بفرنجية والحوار!
المعارضة ترشّح أزعور… إنتهى البازار “الثنائي المتوتر”: لن يصل الى بعبدا
حسمت المعارضة امس ترشيحها الوزير السابق جهاد أزعور لمنصب رئاسة الجمهورية، فوضعت الكرة في مرمى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بات عليه ان يفتح ابواب البرلمان امام الجلسة الثانية عشرة كي يتم إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وسط معلومات اعلامية من اوساط الرئاسة الثانية ان رئيس المجلس طلب من النواب عدم السفر الى الخارج في الوقت القريب.
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فوضع قيد التنفيذ خطة الاتصالات بجميع المكونات اللبنانية، كما اعلن ذلك سابقاً، فاستهلها بزيارة موفد له الى الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله السبت الماضي، على ان تليها زيارة مماثلة للرئيس بري خلال يومين. لكن إنفتاح بكركي على الثنائي الشيعي، لم يغيّر من سلوك الاخير المتوتر، والذي تصاعد امس الى درجة التهديد بمنع وصول مرشح المعارضة أزعور الى قصر بعبدا، كما جاء على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، الذي قال: “لن يصل مرشح التحدي والمواجهة إلى بعبدا أيا يكن اسمه”!
وهكذا، بدا من خلال هذا التصعيد على مستوى جماعة الممانعة ان مرشحهم الرئاسي سليمان فرنجية قد صار خارج التداول عملياً، وفق ما كانت “نداء الوطن” السباقة في ذلك نتيجة الزيارة الاخيرة للبطريرك الراعي للفاتيكان وباريس.
وبالرغم من كل التهديد والوعيد من فريق الممانعة احرزت المعارضة امس، خطوة مشهودة بـ”التقاطع” على ترشيح أزعور وسط تأييد بـ”شبه اجماع مسيحي ووطني واسع”، كما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقدته المعارضة في دارة النائب ميشال معوّض الذي أعلن إنسحابه من السباق لمصلحة أزعور. وأكد بيان تلاه النائب مارك ضو باسم 32 نائباً من كتلة “الجمهورية القوية” التابعة لحزب “القوات اللبنانية” و”الكتائب” وحركة “تجدد” وعدد من التغييريين، أنّ أزعور “لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة”، داعياً الى توجيه الدعوة لإنتخاب رئيس للجمهورية “فوراً في جلسات متتالية”. وشدّد البيان على أنّ “الوقت اليوم ليس لعقد صفقات سياسية والتنصّل من المسؤوليات فانتهى البازار وإنه الوقت لانقاذ الوطن والدولة والمؤسسات”.
وفي موقف مماثل من “التقاطع “، أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ليل السبت تأييد أزعور. وأوضح في عشاء هيئة “تيار جبيل” بحضور الرئيس السابق ميشال عون، أنّ “التقاطع على اكثر من اسم يعطي مزيداً من المرونة ويشكل تطوّراً ايجابياً ومهمّاً فلا يتّهم أحد “التيار” بالتعطيل”.
وعلمت “نداء الوطن” ان هناك 11 نائباً من “التيار” سيسيرون في انتخاب أزعور، بينما سيقترع 6 آخرون بأوراق بيضاء انسجاماً مع مطلبهم بترشيح احد نواب “التيار” لرئاسة الجمهورية، فيما سيمنح نواب حزب “الطاشناق” اصواتهم الثلاثة لفرنجية ومثلهم سيفعل النائب محمد يحيي مثلما تعهد سابقاً.
على صعيد بكركي، وبحسب بيان صادر امس عن الصرح البطريركي، فقد اوفد الراعي المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء الامين العام لـ”حزب الله”، ” في اطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الاطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لاتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى”، على حد ما جاء في البيان. وأفادت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”الحزب” ان نصرالله اعلن في لقائه موفد الراعي عن تمسكه بـ”ترشيح سليمان فرنجية وبالحوار معاً”.
وأشارت مصادر متابعة لحراك بكركي ان لقاء المطران عبد الساتر والسيد نصرالله “اتسم بالوضوح وقد قال كل طرف ما عنده”. وقالت عبر “نداء الوطن” الآتي: “ان موفد الراعي وضع الامين العام في تفاصيل حراك البطريرك الماروني واهدافه واصراره على التوافق على رئيس او الذهاب الى الانتخاب. وتمّ عرض كل ما يحيط بالاستحقاق الرئاسي والواقع الجديد بعد تفاهم القوى المسيحية والمعارضة و”التيار الوطني الحر” ورغبة بكركي باحترام الارادة المسيحية التي لا تعني تحدياً لأحد.
وذكرت المصادر نفسها أنه اتفق على متابعة قنوات التواصل، وعلى رغم الايجابية في الشكل الا ان بكركي لم تتبلغ اي قرار من “حزب الله” بالتنازل او احترام الارادة المسيحية، او التعهد بالاحتكام الى اللعبة الديموقراطية عبر الانتخاب”.
وإذ من المنتظر ان يزور المطران عبد الساتر في غضون 48 ساعة الرئيس بري، يؤكد الاخير في مجالسه الخاصة أنه “اضطر” الى ترشيح فرنجية “كي يُخرج موضوع إنتخابات الرئاسة من حالة المراوحة”، بسبب ما وصفه “رفض القوى المسيحية للحوار المسبق للإتفاق على مرشح يحظى بدعم أغلبية الكتل النيابية”! لكنه يؤكد أنه سيدعو الى جلسة إنتخاب “فور الإعلان عن ترشيح شخصية اخرى غير سليمان”. كما تؤكد مصادر في الثنائي، أن نواب الممانعة “سيصوتون بأوراق بيضاء تجنباً لإظهار الحجم الحقيقي لداعمي ترشيح فرنجية، والذي قد لا يتجاوز الخمسين صوتاً. كما ان الإقتراع بورقة بيضاء سيمكنهم من الإحتفاظ بورقة فرنجية إضافة الى أن ذلك سيمنح الثنائي مساحة من الوقت بإنتظار نضوج تسويات أو تفاهمات إقليمية دولية، وبالأخص إيرانية – أميركية، عبر الوسيط العُماني تمنح “حزب الله” تحديداً مخرجاً لائقاً من أزمة ترشيح فرنجية، في ظل رفض مسيحي مطلق له وإستنكاف سني درزي عن دعمه”.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
المعارضة اللبنانية تعلن دعم ترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية
طالبت بري بعقد جلسات انتخاب متتالية… و«الثنائي» يصف منافس فرنجية بـ«ورقة انتقالية»
نذير رضا
لم يحسم اتفاق المعارضة مع «التيار الوطني» على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، إنهاء أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، وسط رفض ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» ترشيحه، ووصفه بأنه «مرشح تحدٍ وورقة انتقالية تشبه ترشيح النائب ميشال معوض»، وبوجود آليات قانونية تتيح مقاطعة الجلسات، إضافة إلى ضبابية تحيط بموقف رئيس البرلمان نبيه بري لجهة تحديد موعد جلسة انتخابية، قائلاً: «لتُصدر المعارضة موقفاً واضحاً من مرشحها وعندها أتصرف على ضوئه».
وأعلنت المعارضة ترشحيها أزعور مساء الأحد، بعد إعلان النائب معوض سحب ترشيحه، وقالت في بيان: «توصلنا نتيجة الاتصالات المكثفة على اسم جهاد أزعور كاسم وسطي غير استفزازي لأي فريق في البلاد تتوافق عليه كتل من ضمنها (لبنان القوي)»، ودعوا بري إلى الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية «فوراً في جلسات متتالية».
وتضم المعارضة حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» ومجموعة من النواب المستقلين والسياديين ممن يعارضون «حزب الله» وترشيح فرنجية للرئاسة. وانضم إليهم «التيار الوطني الحر»، الذي يترأسه النائب جبران باسيل، في رفض وصول فرنجية.
مباركة الراعي
وحاول البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي «بارك كل خطوة في اتجاه التوافق بعيداً عن مقولة غالب ومغلوب»، إحداث خرق، عبر لقاء جمعه برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وإرسال موفد من قبله اجتمع مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، حسب ما ذكرت قناة «الجديد»، وأشارت إلى أن موفد الراعي المطران بولس عبد الساتر «أبلغ نصر الله ما سمعه البطريرك عن ضرورة التحاور مع القوى غير المسيحية و(حزب الله) تحديداً لانتخاب رئيس للجمهورية لكل لبنان».
وقال الراعي في تصريح تلفزيوني الأحد: «التقيت بفرنجية وسألتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وأضاف: «لن أدخل في جدال التوافق على اسم جهاد أزعور. أقوم بشغلي، وأعلن عنه في الوقت اللازم».
وأعلن معوض، خلال مؤتمر صحافي، سحب ترشحه لرئاسة الجمهورية، وقال: «قررت المشاركة في الوصول إلى هذا التقاطع الذي أدى إلى ترشيح جهاد أزعور وسنكمل معركتنا من دون تعب». وقال: «أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات، التي أوصلت إلى أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحي، وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة».
وأضاف: «يريدون تخيير اللبنانيين بين الفرض والفرض، وأمام ذلك لا يمكن أن نبقى كقوى معارضة مكتوفي الأيدي وأصبح الحل الوحيد لمواجهة ثنائية الفرض والتعطيل توسيع رقعة التقاطعات».
وقالت المعارضة التي اجتمعت في منزل معوض، في بيان: «توصلنا نتيجة الاتصالات المكثفة على اسم جهاد أزعور كاسم وسطي غير استفزازي لأي فريق في البلاد تتوافق عليه كتل من ضمنها (لبنان القوي)». وأضاف البيان: «المرشح جهاد أزعور ليس مرشح المعارضة فقط وليس مرشحاً حصرياً لأي من الكتل وتنوي المعارضة التقاطع عليه لخوض المعركة الرئاسية باسمه، وهي تعتبر أن ما تعلنه اليوم يهدف إلى إيصاله».
وأكدت المعارضة أن أزعور «ليس مرشح المعارضة فقط، وليس مرشحاً حصرياً لأي من الكتل»، مشيرة إلى أن المعارضة «تنوي التقاطع عليه لخوض المعركة الرئاسية باسمه، وهي تعتبر أن ما تعلنه يهدف إلى إيصاله». وأضاف البيان: «يدنا ممدودة للتلاقي مع (حزب الله) وحركة أمل ومن بقي من حلفائهم، وفي الوقت عينه مستعدون لمواجهة كل محاولات التعطيل».
لكن إعلان المعارضة، لا يبدو أنه سينهي الشغور الرئاسي، إذ شككت مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» في أن يؤدي إلى انتخاب رئيس، واصفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أزعور بأنه «ورقة انتقالية، تشبه ميشال معوض قبله، لأن تقاطع المعارضة عليه لا يشمل البرنامج والمشروع والخطة، بل تم التقاطع فقط لقطع الطريق على فرنجية».
وإذ تركت المصادر أمر انعقاد الجلسة لتقدير رئيس مجلس النواب نبيه بري «الذي يعطيه الدستور الصلاحية الكاملة والواضحة بمعزل عن الضغوط الإعلامية»، قالت المصادر إن السيناريو المتوقع في حال الدعوة لجلسة «لن يختلف عن السيناريوهات السابقة لجهة استحالة انتخاب أحد المرشحين بأكثرية الثلثين (86 نائباً)»، و«الحق القانوني بتطيير نصاب الجلسة في الدورة الثانية»، التي تحتاج إلى حضور أكثرية الثلثين، وانتخابه بـ«النصف زائد واحد». وقالت المصادر: «إذا طار النصاب مرة واثنين وأكثر، سيكون مصيره مثل مصير معوض في السابق، حيث يستحيل انتخاب رئيس من دون توافق».
وقالت المصادر: «أزعور ليس مرشح قوى داخلية ولا دولاً إقليمية»، مشيرة إلى أن «المرشح المستور للمعارضة معروف»، من غير أن تسميه المصادر، «بينما المرشح المعلن المعدّ لحرق اسمه، هو أزعور»، واصفة أزعور بأنه «مشروع تحدٍ». وقالت المصادر: «بهذا المعنى، لا يحق لأحد المزايدة علينا واتهام فرنجية بأنه مرشح تحدٍ». وتستدل المصادر إلى تقديرها بأن الشغور الرئاسي لن ينتهي، بالقول إنه «لا توافق داخلياً، بينما لم تنعكس التهدئة الإقليمية على الداخل اللبناني».
وقالت المصادر إن المعارضة وباسيل «مختلفون على كل شيء. على الاسم والمشروع، ولا يجمعهم إلا الاتفاق على قطع الطريق على وصول فرنجية»، في مقابل «تمسك فريقنا باسم فرنجية». وأضافت المصادر: «أزعور ليس مرشحهم الجدي، يطرحونه للمناورة والتفاوض»، داعية المعارضة وباسيل «للحوار من دون شروط مسبقة»، في إشارة إلى اشتراط التخلي عن اسم فرنجية مقابل الحوار، قائلة إن «الشرط المسبق يعني فرض مرشح على الآخرين أيضاً». واتهمت المعارضة «برفض فرنجية لأنه مرشح له موقف واضح داعم للمقاومة، وليس لأي سبب آخر»، مضيفة أنه مدعوم من ماروني أباً عن جد، وليس شيعياً، ولو أنه مدعوم من الثنائي الشيعي.
وانتقدت المصادر موقف باسيل، الرافض لفرنجية بالقول إنه لا يمتلك صفة تمثيلية كبيرة في الشارع المسيحي. وقالت المصادر: «لم يشهد لبنان انتخاب رئيس يمتلك أكثرية نيابية غير ميشال عون، إذ يحتاج إلى دعم وتأييد قوى نيابية ويتفق معها على مشروع وبرنامج»، وتوجهت بالسؤال: «هل أزعور يمتلك مشروعاً؟ وهل سواه من المرشحين الذين يدفع باسيل وسواه نحو انتخابه، يمتلك برنامجاً؟»، واصفة الأمر بـ«الذريعة غير المنطقية، لأن العبرة ليست في حجم الكتلة النيابية، بل بالقدرة على جمعه أصواتاً لانتخابه في جلسة الانتخابات الرئاسية».
أزعور – «حزب الله»
وكشفت المصادر أن أزعور عندما التقى بـ«حزب الله»، أبلغهم أن برنامجه «ينحصر في التفاوض مع صندوق النقد، وتعيين وزير للمال، وتعيين حاكم لمصرف لبنان»، بينما «لا يمتلك أي رؤية للصراع في إسرائيل، والعلاقات بدول الجوار، ومواكبة التحولات في المنطقة والتحولات الإقليمية»، كما «لا يمتلك أي مشروع على المستوى الداخلي»، وقالت إنه لا يفكر إلا بأنه يمتلك فرصاً للوصول إلى الرئاسة، مثل أي مواطن لبناني ينتمي للطائفة المارونية.
**********************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
أسبوع آخر لحسم الخيارات.. وترشيح أزعور يرفع منسوب التنافس
خلافاً لكل ما يُعلن ويُشاع، لم يَرق الوزير السابق جهاد أزعور الى مرتبة المرشح الموحد لـ»التيار الوطني الحر» وقوى المعارضة بكل تلاوينها، إذ جاء ترشيحه مقتصراً على 32 نائباً من المعارضة، ما جعلَ أمره مُنطوياً على تناقضات والتباسات كثيرة، ما يشير الى ان الارباك ما زال سيّد الموقف في ساحة المعارضين لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي ما يزال المرشح الجدي والثابت الوحيد على حلبة السباق الرئاسي.
ويستدلّ الى الارباك في صفوف معارضي فرنجية من الموقف الذي اعلنه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من جبيل مساء السبت، حيث قال: «أصبح من المعروف أنّنا تقاطَعنا مع كتل نيابية أخرى على اسم الوزير السابق جهاد أزعور من بين اسماء أخرى اعتبرناها مناسبة وهم اختاروا واحدًا منها، وهذا أمر مهم»، مشيرًا إلى أنّ «التقاطع على اسم هو أمر مهم لكنه لا يكفي لانتخاب الرئيس، لأنه يجب الاتفاق مع الفريق الآخر». وأكّد «أننا نريد رئيسًا لا أحدّ يفرضه علينا، ولكن لا نفرض على أحد رئيس، وهذه معادلة الشراكة الوطنية. تفاهم اللبنانيين وتوافقهم على الرئيس، والبرنامج هو الحل». وهكذا قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيّد هاشم صفي الدين عن ضرورة التوافق ونحن معه، وهكذا أقنعنا البعض من الفريق الآخر بعدم المواجهة برئيس تحدّ. وكل شيء غير ذلك هو مزيد من النزف والقهر والمعاناة ومضيعة الوقت».
وفيما أعلن النائب ميشال معوض سحب ترشيحه لمصلحة التقاطع مع المعارضة على اسم ازعور، فإنه لم يعلن صراحة تأييده. فيما انبرى النائب مارك ضو الى الاعلان باسم 32 نائباً معارضاً تأييدهم ترشيح ازعور، في حين قرّر «اللقاء الديموقراطي» الاجتماع الثلاثاء المقبل لتحديد موقفه.
في غضون ذلك، بدأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، العائِد من الفاتيكان وباريس، تحرّكاً في اتجاه القيادات والمرجعيات السياسية، في محاولةٍ منه لتسريع الخطى في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي بالاستناد الى تشجيع فرنسي وفاتيكاني. فالتقى فرنجية وباسيل، كلّ على حدة، وتعذّر عليه اللقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لأسباب أمنية حسبما تردد، وأوفدَ المطران بولس عبد الساتر الى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وقال المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بيان: «أوفدَ غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس السبت (أمس الأول) المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في اطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الاطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى».
وينتظر ان يلتقى عبد الساتر رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة. وقالت مصادر تُواكِب حراك الموفد البطريركي لـ«الجمهورية» ان الخطوة التي بدأها عبد الساتر بزيارة الضاحية الجنوبية كما وعد بذلك هي لمواكبة المرحلة التي تَلت ترشيح ازعور ولإجراء المقاربة الضرورية التي فرضتها الخطوة بعدما توافرت كل عناصر «المواجهة الديمقراطية» بوجود مرشحين اثنين يتمتعان بالجدية المطلقة، والتي لا تخضع لأي تشكيك من اي طرف كان. وهو امر طارئ يستدعي التفكير بأيّ خطوة مقبلة أياً كان شكلها، سواء سعت الى البحث عن توافق أو طرح مزيد من الأسماء من لوائح أخرى يجري التداول في شأنها على اكثر من مستوى.
وكان الراعي قد علّقَ في تصريح مُتلفز على التهجم الذي تعرّضَ له بالقول «ما بردّ عَ حدا وما بحياتي رَدّيت عَ حدا لا سلبًا ولا إيجابًا». وقال: «التقيتُ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وسألتقي الجميع، ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وأضاف: «لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور، وشغلي بِعِملو ووقت فيه لزوم بِعلُن عنّو».
وقال في عظة الاحد امس: «لو استحضَر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادة 73 من الدستور. ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لَسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: «غالب ومغلوب» بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما».
بري والقرار المناسب
وقالت مصادر قريبة من عين التينة لـ«الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيتخذ القرار المناسب تبعاً للتطورات المستجدة في الملف الرئاسي.
وأشارت الى انه قد يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية قريباً، وان ليس وارداً أن يعود «الثنائي الشيعي» الى استخدام الأوراق االبيض في ظل تمسّكه بدعم ترشيح سليمان فرنجية.
لكنّ اوساطاً سياسية اعتبرت ان موقف «الثنائي» بات صعباً، لافتة إلى ان بري لا يستطيع من جهة الاستمرار في عدم الدعوة إلى جلسة انتخابية بعد ترشيح المعارضة و«التيار الوطني الحر» الوزير السابق جهاد أزعور، ولا يَستسهِل من جهة أخرى أن يغامر بعقد جلسة قد يتفوّق أزعور في دورتها الأولى على فرنجية، الأمر الذي سينعكس سلباً على قوة ترشيح رئيس تيار «المردة»، إضافة إلى انّ فَرط النصاب في الجلسة الثانية سيعزّز حملة المعارضة التي تتهم «حزب الله» وحركة «أمل» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.
واشارت الاوساط الى ان الكباش الرئاسي سيشتد في المرحلة المقبلة، مشددة على انّ انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم في نهاية المطاف إلّا بالتفاهم والتوافق، وترشيح أزعور من شأنه ان يرفع منسوب التحدي والمواجهة وليس العكس.
نواب المعارضة
وكان النائب ميشال معوض قد أعلن، بعد اجتماع كتل المعارضة في الحازمية، سحب ترشيحه الرئاسي وقال: «أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسّع رقعة التقاطعات لنصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي، حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضّل». وأضاف: «أزعور هو مرشح قادر على أن يحمي لبنان من الإنهيار، لذلك قررتُ شخصياً أن أشارك في هذا التقاطع وأعلن سحب ترشيحي لدعم جهاد أزعور».
وأعلن النائب مارك ضو، باسم 32 نائباً معارضاً: «توصّلنا، نتيجة الإتصالات المكثفة، الى اسم جهاد أزعور كإسم وسطي غير استفزازي لأيّ فريق في البلاد». وأشار الى أن ازعور «ليس مرشح المعارضة فقط، وليس مرشحاً حصرياً لأيّ من الكتل». وكشَفَ أن «جهاد أزعور لديه القدرة على جَمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة».
الثنائي
في المقابل اكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله أنّ «حزب الله» يرحّب بالدعوة للحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهوربة بعيدًا عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس». ولفتَ الى أن «كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المُستجِد لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئاً، فهو بالنسبة لنا مرشح مواجهة وتحدٍ قدّمَه فريق يُخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة».
وعلّقَ عضو كتلة التنمية والتحرير النّائب محمد خواجة على اعلان باسيل ترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية، فقال: «كلام باسيل «كتبنا وما كتبنا»، لافتًا إلى انّ طرح إسم أزعور «هو لتطويق ترشيح فرنجية»، معتبراً أنّ «ازعور لا يملك رؤية إصلاحية ولا يتمتّع بهذه الميزة».
وكشفَ «أن غالبيّة النواب تمنّوا على رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم الدعوة الى جلسات انتخاب بعد انعقاد 11 جلسة». وسأل «إذا عقدنا جلسة وشعروا بأنّ هناك حظوظًا أكبر لفرنجية هل سيؤمّنون النصاب؟»، مشيرًا إلى أنّ «تأمين النصاب ليس مبدئيًا لدى المعارضة». وشدّد على أن «كتلة التنمية والتحرير مُصرّة على ترشيح فرنجية».
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
برّي لـ«اللواء»: سأدعو لجلسة وأدرس التوقيت
المعارضة تدفع بأزعور لمواجهة فرنجية وموفد للراعي التقى نصرالله.. وجنبلاط مع التوافق أولاً
دفعت قوى المعارضة التي انضم اليها التيار الوطني الحر، مرجحاً الدفَّة العددية لديها بالمرشح المعلن وزير المال السابق جهاد ازعور الى حلبة المسرح الرئاسي الانتخابي، وطالبت الرئيس نبيه بري بالدعوة دون تأخير المجلس النيابي لجلسة انتخاب، وليفز من ينال العدد الكافي من الأصوات (65 نائباً).
لم يسقط هؤلاء من حساباتهم مصير الدعوة، توجه أم لا، بسرعة ام تتأخر، ينعقد نصاب الـ86 نائباً للدورة الثانية، وكان في نيتهم أن المهم «ربط نزاع» مع «الثنائي الشيعي» الذي خرج من محوره النائب جبران باسيل، ولكنه لم ينتقل تماماً الى الضفة الأخرى، بانتظار المزاج الاقليمي.
وعلى خط الاتصالات، مع الثنائي، تولت بكركي المهمة، فأوفد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في اطار الحوار حول ما يتعين فعله لإنهاء الشغور الرئاسي.
على ان يزور عبد الساتر عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، بصفته رئيساً لحركة «امل» ورئيساً للمجلس النيابي.
وفي ما خص الدعوة الى عقد جلسة لمجلس النواب، بعد تسمية الوزير ازعور، فإن المعلومات تتحدث عن موعد جلسة قد يتقرر، هذا الاسبوع، فالجلسة تعقد الخميس أو الاسبوع المقبل.
وفي المعلومات ايضاً ان فريق الثنائي يستعد للجلسة على مستوى الورقة البيضاء، بدءاً من 42 ورقة بيضاء، وهي الثلث القانوني المعطل للنصاب، ثم تطيير النصاب على نحو ما يحصل في الجلسات 11 الماضية.
وفي سؤال عن الخطوة المقبلة بعد توافق القوى المعارضة على اسم جهاد أزعور، قال الرئيس بري لـ «اللواء»: سأدعو الى جلسة للمجلس، لكن سأحدد الموعد بعد الاطلاع على ما قاله النائبان ميشال معوض ومارك ضو وفي ضوء اجندة المواعيد لدي. موضحاً انه يدرس التوقيت بعناية.
وحول تقييمه لمواقف النائبين وهل ستطول عملية انتخاب الرئيس؟ قال بري: لا يوجد في البلد توافق للأسف وعندما يحصل التوافق تنجلي الامور.
وعلى هذا، بات المشهد السياسي امام حالة استعصاء جديدة في حال تيقّن احد طرفي المنازلة من عدم حصول مرشحه على عدد الاصوات المطلوبة للفوز وقام بفرط نصاب جلسة الانتخاب، إذ ان طبيعة المعركة اتخذت شكل التحدي ومحاولة كسر الآخر، بعد المواقف عالية السقف من هذا الفريق وذاك، واخيرا موقف النائب ميشال معوض امس خلال اعلان انسحابه من المعركة والتزام التقاطع على اسم ازعور وبيان نائب التغيير مارك ضو بإسم 32 نائباً معارضا بالتزام التصويت لأزعور، واللذين تضمنا عبارات تتهم الفريق الاخر «بالهيمنة والفرض والتهديد».
وقد عبّرت اوساط نيابية محايدة عن خوفها من تعذر اجراء الانتخابات وتقول: في الخارج لا اتفاق بين الدول المعنية بالوضع اللبناني ولكل دولة ضمنياً مرشحها المفضل واولوياتها بالنسبة للوضع اللبناني السياسي والامني والاقتصادي، والموقف السعودي تغير من حالة الى حالة تزيد ارباك القوى السياسية نتيجة قرار عدم التدخل بأسماء المرشحين، وحظوظ ازعور في الخارج غير معروفة، فالفرنسيين لازالوا بأجواء ترشيح فرنجية لو انهم يدعون الى عقد جلسة انتخابية وليفز من يفز فيها. والبطريرك بشارة الراعي لم يعد من فرنسا والفاتيكان بتثبيت اسم ازعور. كذلك لا اتفاق داخلياً يمكن ان يوفر 65 صوتاً لأي مرشح عدا إحتمال فرط النصاب اذا توافر العدد الكافي للمرشح!
وتشير المصادر الى ان حسابات اطراف الداخل باتت تطال مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، فلو جرى انتخاب رئيس للجمهورية تبقى المشكلة في تشكيل الحكومة وحصص الاطراف فيها، وهل يمكن انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة بغياب الميثاقية اذا قاطع فريق طائفي وزان الاجراءات الدستورية؟
لذلك يبقى المهم بإنتظار موقف التيار الحر الداعي الى التوافق على مرشح آخر: هل تستسلم القوى السياسية للأمر الواقع بوجود مرشحين اثنين وتذهب لجلسة انتخابية ديموقراطية عادية، ام تبقى الحسابات السياسية الداخلية حول الربح والخسارة وتحسين المواقع وتسجيل النقاط على الآخر هي السائدة، فيضطر الخارج بقوة الضغط والتهديد والترهيب والترغيب من فرض مرشحه او على الاقل فرض الذهاب لمعركة مجهولة المصير؟ ام ينجح المسعى الجديد للبطريرك بشارة الراعي في تدوير الزوايا وتحقيق التوافق على مرشح واحد؟
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعد تبني المعارضة دعم الوزير السابق جهاد ازعور في السباق الرئاسي وقبلها التيار الوطني الحر يفترض أن تنطلق مرحلة ترقب لجلسة الانتخاب في مجلس النواب.
وقالت إن الكرة في ملعب الرئيس بري الذي أكد أن أبواب المجلس لم ولن تغلق في هذا الملف ولفتت إلى أن هناك خطوة ما قد تتخذ من قِبل «الثنائي الشيعي» في وجه هذا الترشيح مع العلم أن هناك مواقف صدرت وقد تصدر بشكل متلاحق بهدف التشكيك بهذا الترشيح.
وأوضحت المصادر أنه في كل الأحوال يمر الاستحقاق الرئاسي بواقع جديد يفترض أن بخلص إلى نتيجة ما ليست بالضرورة أن تنهي الشغور فورا إنما تمهد لذلك لاحقا.
كيف قدم فريق المعارضة، الذي انسحب النائب ميشال معوض لمصلحته عبر المرشح ازعور؟
مرشح وسطي، غير استفزازي، قادر على جمع 65 نائباً للفوز، وقادر على انقاذ لبنان عن الدرك الذي وصل اليه.
وقال النائب التغييري مارك ضو: ازعور ليس مرشح المعارضة فقط، وهو ليس مرشح مناورة، بل مرشح جدي، مؤكدا حصوله على عدد الاصوات المطلوب، قائلاً: لدينا الثقة أن لجهاد ازعور 65 صوتاً.
انسحاب معوض وترشيح أزعور
وعقد النائبان ميشال معوض ومارك ضو مؤتمراً صحافياً غروب امس في دارة الاول، بحضور ممثلين عن كتل القوات اللبنانية والكتائب و«تجدد» والتغيير والمستقلين، قال فيه معوض: كان يمكننا أن نبقى كقوى المعارضة مكتوفي الأيدي ولكن أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحي وهو ليس مرشح المعارضة بل مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
واوضح معوض: أزعور هو مرشح تقاطع، ونحن وجبران باسيل بحثنا اكثر من اسم، ولكن تقاطعنا على أزعور، وصار يحظى بشبه إجماع مسيحية وبأكثرية وطنية وهو تجاوز الاصطفافات التقليدية.
كما أشار معوض إلى أنه أمام واقع تخيير اللبنانيين بين الفرض والتعطيل أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسع رقعة التقاطعات نصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضل.
وتابع قائلا: منذ البداية قلت القضية هي المشروع لا الشخص وكنت أعي حقيقة الصعوبات فقوى الممانعة أصرت على رفض اليد الممدودة والاستمرار بمشروع الهيمنة.
وختم: عندما أعلنت ترشيحي لرئاسة الجمهورية قدمت مشروع حل لجميع اللبنانيين من دون تمييز بينهم على أسس استرجاع الثقة بلبنان واسترجاع الدولة والسيادة ومقاربة جريئة لموضوع السلاح..
وبدوره، أعلن النائب مارك ضو، في مؤتمر صحافي، ترشيح المعارضة للوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية بإسم 32 نائبا اما باقي الكتل المعارضة فتعلن موقفها تباعاً، وقال: ازعور هو المرشح القادر على حماية لبنان من الانهيار والهيمنة.
ودعا رئيس مجلس النواب الى الدعوة الى جلسة فورا لانتخاب رئيس بدورات متتالية.
وأكد ضو على «التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية، ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان»، واكد التقاطع مع تكتل «لبنان القوي» على الترشيح. وأُعلن أن «أزعور يمتلك 65 صوتاً.
وشدد على ان أن «ترشيح أزعور ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية من أجل إطلاق مسيرة الانقاذ». كما دعا المزيد من الكتل إلى الانضمام لدعم ترشيح أزعور.
وكان النواب مارك ضو، وضاح الصادق، ميشال الدويهي، النائب السابق رامي فنج، الكتلة الوطنية، «تقدم»، «خط احمر»، «لقاء الشمال ٣»، «تيار التغيير في الجنوب»، «إئتلاف انتفض– طرابلس»، قد اعلنوا في بيان «تأييدهم للتقاطع مع جميع القوى والكتل السياسية، حتى تلك التي لديهم اختلافات معها، على اسم مرشح رئاسي يمكنه أن يقطع الطريق على قوى الممانعة التي لم تحترم الاستحقاق الرئاسي ويمنع فرض مرشح الانهيار على الشعب اللبناني».
وقالوا في بيان: أنه بعد المحاولات الجدية من جهتنا كقوى تغييرية لإيجاد مقاربات تتسع لاراء الجميع، من خلال المبادرة الرئاسية التي حملناها بكل انفتاح على مختلف الكتل النيابية، وبعد قطع الطريق على المبادرة، وأمام التعطيل المستمر الذي يمارسه حزب الله وحلفاؤه لانتخاب رئيس للجمهورية، وسياسة الفرض التي يمارسها نؤمن بضرورة استمرار اخذ المبادرة للوصول الى ارضية مشتركة مع قوى ممكن التقاطع معها للتغلب على هذه الأزمة.
وتابع البيان: إننا ندرك تمامًا أن الثنائي التعطيلي يحاول تمديد الأزمة وفرض مرشحه، ويعتمد في ذلك على اضاعة الوقت على البلد والشعب لايصالنا الى افق غير منظور للضغط داخلياً وخارجياً. والتزاماً بأهدافنا الأساسية وعلى رأسها حماية السيادة والانقاذ الاقتصادي والمالي وتحملا للمسؤولية الوطنية، ندعو جميع القوى التي تعارض مرشح فريق الممانعة الى المشاركة في تعديل ميزان القوى السياسي والنيابي في هذه اللحظة الحاسمة. ان غايتنا كسر ثنائية الهيمنة والتعطيل ولبننة الاستحقاق من خلال العودة الى الدستور وفتح ابواب المجلس النيابي المغلقة بحجج النصاب والميثاقية، فيكون لنا رئيس ينتخب ضمن الاليات الديمقراطية بأغلبية نيابية بعيدا عن التسويات الاقليمية والدولية.
حركة الراعي
على الضفة الاخرى، ذكرت المعلومات أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بعد عودته من فرنسا، وأن الراعي أبلغه «أن الأحزاب المسيحية الكبرى توافقت على ترشيح جهاد ازعور. وأشار الراعي إلى أن بكركي التي لا تفضل مرشحا على آخر، لن تقف في مواجهة الكتل المسيحية الكبرى، وهو ما قاله البطريرك الراعي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تفهّم موقفه».
وأفاد المكتب الاعلامي لبكركي امس ان البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أوفد يوم السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، «في إطار المشاورات والاتصالات مع كافة الاطراف اللبنانية تسهيلاً لاتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى». ولم تعطِ مصادر بكركي اي معلومات عن اجواء اللقاء بإنتظار لقاء الراعي بعبدا لساتر لوضعه في تفاصيل اللقاء.
ووفق المعلومات يستكمل عبد الساتر جولته اليوم «حاملاً تكليفاً من بكركي وبركةً من الفاتيكان التي أوصت بأن يقوم بهذه المهمّة». وستشمل هذه الجولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث سيطرح مطر جديّاً إمكانيّة التوافق على اسمٍ مرضيٍّ عليه من «الثنائي» ويحظى بتأييدٍ مسيحيّ عريض.
وقال البطريرك الراعي:التقيت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وسألتقي الجميع، ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد.
وأضاف: لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور «وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وكان الراعي قد قال في عظة قداس الاحد امس مخاطباً السياسيين: إستحضار الله، قبل عملهم وأقوالهم ومواقفهم، يُخرجهم من أنانيّاتهم ومصالحهم الخاصّة، ويغلّبهم على الخلافات، ويزيّنهم بالأخلاقيّة. إنّ استحضار الله يضعهم أمام الشعور بمسؤوليّتهم عن هدم أوصال الدولة، وتعطيل المؤسّسات الدستوريّة، وتعثّر عمل الإدارات العامّة، وإفقار الشعب وإذلاله وكفره بوطنه وتهجيره. أجل، لو استحضر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادّة 73 من الدستور.
اضاف: ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: «غالب ومغلوب» بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما.
أمّا كيف استقبل حزب الله هذا الترشيح، فالرد جاء بالتناوب بين النائب حسن فضل لله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
فضل الله قال: «لا تتعبوا انفسكم وتهدروا الوقت فلن يصل مرشح التحدي والمواجهة الى بعبدا ايا يكن اسمه، وهذه المشاركة في الجلسة او المقاطعة فلكل النائب التعبير عن موقفه حضوراً او امتناعاً.. مؤكداً: سنمارس هذه الصلاحية بعيداً عن الضجيج الداخلي والخارجي.
واكد السيد صفي الدين، ان «الطريق الوحيد المتاح لإنجاز استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية هو التفاهم والتوافق، فطبيعة لبنان ونظامه والمعادلة الموجودة داخل المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية التي حصلت، تفرض على الجميع، أن أي انتخاب لرئيس للجمهورية في لبنان، يجب أن يكون محل توافق».وشدد في احتفال تأبيني على أن «ليس من جهة لوحدها قادرة أن توصل رئيسا للجمهورية في لبنان أيا كان هذا المرشح، بغض النظر عن اسمه وطبيعته وانتمائه ولونه وخياراته السياسية، وبالتالي، ما لم تتوافق الجهات مع بعضها البعض، فلا يمكن أن ننجز الاستحقاق الرئاسي».
أما بالنسبة لتكتل لبنان القوي، فإن الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر ستعقد اجتماعاً اليوم، لاعلان موقف، وسط ما يشبه «الخضة النيابية» على صعيد التكتل النيابي للتيار.
وعلى صعيد اللقاء الديمقراطي، توجه النائب السابق وليد جنبلاط برفقة نجله تيمور رئيس اللقاء الديمقراطي الى باريس، وبالتالي فلا اجتماع قريب لاتخاذ موقف قبل يوم الخميس المقبل.
واكد عضو اللقاء هادي ابو الحسن تأييد ترشيح ازعور، موضحا ان الموضوع لا يتعلق بالتسمية او التصويت، ولا بدّ من تهيئة الاجواء، داعياً الى توسيع التأييد لازعور، مطالبا بعدم تكرار ما حدث في الجلسات 11 السابة، مؤكداً ان الانتخابات تتعلق بتهيئة التوافق على اسم ازعور.
وفي السياق، اكد النائب غسان سكاف انه من الصعب في الدورة الأولى أن نصل إلى أكثر من 65 صوتاً في ظلّ التجاذبات. وقال : أعمل للجوء إلى تسوية لمحاولة الوصول إلى تزكية إسم من أجل عدم الوصول إلى معركة كسر عضم بين الثنائي الشيعي والثلاثي المسيحي لأنّ البلد لا يحتمل أيّ انقسام عمودي.
وفد لبناني رسمي إلى دمشق
على صعيد آخر، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين: انه سيقوم بزيارة شخصية إلى سوريا بعد 10 أيام والسوريون تبلّغوا بزيارة وفد لبناني رسمي لدمشق.
وتابع في حديث اعلامي: تعاوننا قائم مع 7 وزراء في لجنة العودة وسيتم التنسيق اللازم خلال جلسة مجلس الوزراء أو اللقاء التشاوري الذي سيدعو إليه الرئيس نجيب ميقاتي الأسبوع المقبل.
واضاف: على جامعة الدول العربية أن تؤدّي دوراً مهمًّا في إعادة الإعمار في سوريا وفي المساعدة بإعادة النازحين بغض النظر عن موقف الدول المانحة ونحاول إقناع المنظمات الدولية بتأمين المساعدات للسوريين داخل أراضيهم لكنها ترفض ذلك.
شرف الدين ختم قائلا: الدولة اللبنانية تلتزم بالقوانين الدولية ولا يمكن أن تُرحّل أيّ سوري بحقّه دعوى قضائيّة أو مدنيّة أو خدمة علم أو أيّ سوري يريد الإستمرار برحلته السياسية المعارضة للنظام.
العودة الى الشارع
معيشياً، أكد حراك العسكريين المتقاعدين، أنه «لا مفر من خيار العودة إلى الشارع بقوة في القريب العاجل ومهما كان الثمن»، وقال في بيان: «في الوقت الذي ارتفعت فيه الرسوم والضرائب على المواطنين عشرات الأضعاف ومعها أسعار السلع والخدمات بشكل لا يطاق، وأمام حالة الفقر المدقع الذي يعانيه موظفو القطاع العام ومتقاعدوه، بعدما باتت رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية لا تكفي لتأمين فاتورة الكهرباء أو فاتورة الهاتف الخلوي أو فاتورة المياه، أو أبسط الاحتياجات المعيشية الأساسية للإستمرار على قيد الحياة، لا تزال الحكومة ومعها المجلس النيابي يتخبطان في تنفيذ المرسوم رقم 11227 تاريخ 18/4/2023، والمتعلق بزيادة الأجور لموظفي القطاع العام ومتقاعديه، والتي كان من المقرر أن تدفع كاملة في أول شهر حزيران، فإذا بالسلطة تنكث بوعودها، تحت ذريعة عدم وجود اعتمادات لهذه الزيادة، وكأن مهلة الشهرين لا تكفي لإقرارها، ما ينم عن استهتار فاضح بحياة هذه الشريحة الواسعة من المواطنين التي قامت على أكتافها مؤسسات الدولة، وعن انعدام المسؤولية الوطنية والإنسانية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد».
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
المعارضة و«الوطني الحرّ» يُرشحان رسمياً أزعور… وبري يدعو لجلستين!
«التقدمي الإشتراكي» وسنّة 14 آذار «بيضة قبان» الإستحقاق الرئاسي
مُشاورات على خط بكركي ـ حارة حريك لاستيعاب التأزم – بولا مراد
لم يشهد الملف الرئاسي حراكا منذ الشغور الذي دخلت فيه البلاد نهاية شهر تشرين الثاني الماضي كالذي يشهده منذ أيام، على خلفية اعلان القسم الأكبر من قوى المعارضة و»التيار الوطني الحر» تبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. الا ان هذا الحراك، الذي لا شك حرّك المياه الراكدة بقوة، قد لا يؤدي الى انتهاء دوامة الفراغ قريبا، في ظل اعتبار طرفي الصراع مرشح كل منهما مرشح تحد.
وبحسب معلومات «الديار»، يتجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للدعوة الى جلستين نيابيتين، احداهما لانتخاب رئيس، والاخرى للتشريع لاقرار القانون الذي يسمح بتأمين رواتب موظفي القطاع العام نهاية شهر حزيران. وبالرغم مما تردد عن ان قوى المعارضة تضغط على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لعدم المشاركة في اي جلسة للتشريع يدعو اليها بري، فهو مصرعلى الدعوة ليحمّل المقاطعون مسؤولية اي تأخير بصرف رواتب الناس.
«الاشتراكي» طمأن بري
وكما كان متوقعا، أعلنت قوى المعارضة التي اجتمعت في دارة مرشحها السابق النائب ميشال معوض ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بعد ساعات من اعلان باسيل التفاهم معها على اسمه. وقال النائب «التغييري «مارك ضو الذي تلا بيان المعارضة ان «أزعور لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة». ويبدو هذا الرقم طموحا جدا، خاصة وان الحزب «التقدمي الاشتراكي» والنواب السنّة القريبين من جو آذار، لم يشاركوا في هذا الاجتماع. وتقول مصادر «الاشتراكي» لـ «الديار» ان كتلة «اللقاء الديومقراطي» ستجتمع يوم الثلاثاء لتتخذ قرارها «وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية».
وبحسب المعلومات، فان الكتلة كما النواب السنّة القريبين من جو 14 آذار سيربطون سيرهم بأزعور او بأي مرشح آخر بأن يكون مرشحا توافقيا، اي يقبل به فريق «الثنائي الشيعي»، والا سيعتمدون خيار الورقة البيضاء.
وتشير المعلومات ايضا، الى ان الوزير السابق غازي العريضي أبلغ بري موفدا من رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط، ان نواب «اللقاء الديموقراطي «لن يصوّتوا لصالح ازعور وفق المعطيات الراهنة، اي في حال لم يسر به «الثنائي الشيعي»، لكنهم في نفس الوقت لن يصوّتوا لفرنجية، وسيلجأون في اي جلسة مقبلة وفق المعطيات الراهنة للورقة البيضاء. وهو ما يجعل عمليا هؤلاء النواب «بيضة قبان» الاستحقاق الرئاسي، بعد تبلور الاصطفافات الراهنة.
حزب الله يرفض أزعور: مرشح تحد
وبالتزامن مع اعلان المعارضة ترشيح أزعور، صعّد حزب الله لهجته، فقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله «كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المستجد، لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئا، فهو بالنسبة الينا مرشح مواجهة وتحد قدمه فريق يخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة، فهو جزء من معركتهم السياسية التي يحاولون فيها الاستقواء بالخارج وتهديداته بالعقوبات، وهذه المعركة ستفشل كما فشل غيرها».
اما عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق فأكد ان «التوافقات البتراء لا توصل لبنان إلى أي نتيجة، لأن التوافق لا يستقيم إلا بجناحي الوطن».
وعلمت «الديار « من مصادر مطلعة على جو حزب الله، ان «المستجدات الاخيرة لن تجعل الثنائي الشيعي يحيد قيد أنملة عن دعمه فرنجية، وانه ماض بترشيحه حتى النهاية، خاصة وان ما يطرحه الفريق الآخر مرشح تحد وليس مرشحا توافقيا».
ماذا على خط بكركي ـ حارة حريك؟
وبعكس ما قد يعتقد البعض، اكدت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمطران بيروت بولس عبد الساتر موفداً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هدفه استيعاب التأزم الشيعي- الماروني، الذي نشأ على خلفية سجال الراعي والمفتي أحمد قبلان، نافية ان يكون هذا اللقاء او اي اتصالات على هذا المستوى، هدفها الدفع للسير بأزعور او بأي مرشح آخر، لان ما ابلغه الحزب في الساعات الماضية لسائليه مفاده: «اي حوار ينطلق من فرض تخلينا عن فرنجية غير مطروح راهنا».
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
الرئاسة بين فرنجية وأزعور.. وباسيل ما زال يناور
أعلن النائب ميشال معوّض امس سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية، قائلا: «أشكر النواب الذين صوتوا لي خلال الفترة السابقة.»
وأضاف: «لا يمكننا أن نبقى كقوى المعارضة مكتوفي الأيدي وأصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحي وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.»
كما أشار معوض إلى أنه «أمام واقع تخيير اللبنانيين بين الفرض والتعطيل أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسع رقعة التقاطعات نصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضل.»
وبدوره، أعلن النائب مارك ضو، في مؤتمر صحافي، ترشيح المعارضة للوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، وقال: «هو المرشح القادر على حماية لبنان من الانهيار والهيمنة».
ودعا رئيس مجلس النواب الى الدعوة الى جلسة فورا لانتخاب رئيس بدورات متتالية.
اكد ضو على «التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان»، وتم الكشف عن التقاطع مع تكتل «لبنان القوي» على الترشيح.
وأُعلن أن «أزعور يمتلك 65 صوتاً».
وشدد على أن «ترشيح أزعور ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية من أجل إطلاق مسيرة الانقاذ».
وكان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اعلن اول امس من جبيل التقاطع مع القوى الاخرى على ترشيح ازعور.
الراعي والحزب
بعد اعلان قوى المعارضة والتيار الوطني الحر وبعض النواب المستقلين والتغييريين ترشيح جهاد ازعور بارك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي،في عظة الاحد كل خطوة باتجاه التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. .
وكان البطريرك قال رداً على هجوم «حزب الله» عليه «ما بردّ عَ حدا وما بحياتي ردّيت عَ حدا لا سلبًا ولا إيجابًا».
ولفت في حديث للـ»MTV»، الى أنني «إلتقيت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وسألتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد».
وأضاف «لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وقد بدأ الراعي جولة اتصالات مع مختلف القوى السياسية،بمن فيها حزب الله بحسب ما اعلن لإقناعها بتبني الخيار الذي توافقت عليه الشريحة الاوسع من القوى السياسية كمخرج للتسوية.
وفي هذا الاطار استقبل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله المطران بولس عبد الساتر الذي أبلغ نصرالله ما سمعه البطريرك عن ضرورة التحاور مع القوى غير المسيحية وحزب الله تحديدًا لإنتخاب رئيس للجمهورية لكل لبنان.
ووفق المعلومات، المطران عبد الساتر سيستكمل جولته على كل القوى السياسية.
لن يصل
وبانتظار الموقف الذي سيتخذه رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس بعدما انتقل من المطالبة بمرشح آخر الى مرشح جدي ، اطلق حزب الله موقفا متشددا من ترشيح ازعور.
وقال: «إن كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المستجد، لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئا، فهو بالنسبة الينا مرشح مواجهة وتحد قدمه فريق يخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة، فهو جزء من معركتهم السياسية التي يحاولون فيها الاستقواء بالخارج وتهديداته بالعقوبات، وهذه المعركة ستفشل كما فشل غيرها.
كذلك علّق النّائب محمد خواجة على اعلان باسيل ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، وقال: «كلام باسيل كتبنا وما كتبنا»، لافتًا إلى أن «طرح إسم جهاد أزعور هو لتطويق ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيه».
واعتبر أنّ «ازعور لا يملك رؤية إصلاحية ولا يتمتّع بهذه الميزة».
ليس مرشح مناورة
في هذا الاطار، أشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب غسان عطاالله الى ان جهاد أزعور مرشح جدي وليس مرشح مناورة.وقال: «لدينا مرشح موحد وإن فتح المجلس لإنتخاب رئيس سنذهب ونصوت لجهاد أزعور».وتابع: «انتخاب رئيس هو استحقاق مسيحي وعلى المسيحيين أن يكون لهم القرار الأول وسنحاول أن نصل إلى تفاهم مع الآخرين كي لا يكون مرشحنا رئيس تحد.
مرشح مشترك
اما موقف «اللقاء الديموقراطي» فعبر عنه النائب بلال عبدالله بقوله ان «الحزب التقدمي الاشتراكي يريد مرشحاً توافقياً يؤمن صيغة توافقية داخلية». وقال ان «اجتماع اللقاء الديموقراطي الثلاثاء المقبل سيحمل كل الخير للبنان». وأضاف: «رشحنا اسم جهاد أزعور لرؤيته الاقتصادية وخبرته الناجحة في وزارة المالية، لكن المطلوب اعادة التفتيش عن مساحة حوار جديدة والبحث عن مرشح مشترك بين كافة القوى السياسية وسنعلن موقفنا بعد أن نلمس بأن كافة الأطراف توافقت على مرشح معين».
تسوية للتزكية
وفي السياق، اكد النائب غسان سكاف ان «اللقاء الديموقراطي» عبّر عن موقفه بعدم السير بأزعور بكلّ وضوح بعد الانقسام في المجلس ولكنّ القرار النهائي يعود له ومن الصعب في الدورة الأولى أن نصل إلى أكثر من 65 صوتاً في ظلّ التجاذبات. وقال لـmtv: أعمل للجوء إلى تسوية لمحاولة الوصول إلى تزكية إسم من أجل عدم الوصول إلى معركة كسر عضم بين الثنائي الشيعي والثلاثي المسيحي لأنّ البلد لا يحتمل أيّ انقسام عمودي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :