افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 8 آذار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 8 آذار 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

بعد دعم بري ونصرالله فرنجية المرشح الوحيد المدعوم بثلث معطل… نحو الأغلبية والثلثين
البخاري من بكركي بعد تغريدة «الساكنين» لمواصفات رئاسية… والبحث عن مرشح
المكاري: فرنجية الأقدر على الملفات العالقة مع سورية… وموقف باريس وواشنطن إيجابي

 

 

 تداعيات دعم الأمين العام لحزب الله رسمياً وعلناً لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لا تزال محور التعليقات والمواقف السياسية والحسابات الرئاسية، لأن توقيت الإعلان الذي أعقب بسرعة إعلان مشابه من رئيس مجلس النواب نبيه بري، يرتبط وفقاً لمصادر نيابية بقناعة الفريق الداعم لترشيح فرنجية أن اللحظة مناسبة، بعدما حاول الفريق الذي أيّد ترشيح النائب ميشال معوض الانتقال الى مرشحه الفعلي المتمثل بقائد الجيش، سواء عبر إعلانات متكرّرة من القوات اللبنانية بالاستعداد للسير بقائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح رئاسي، أو بالإعلان الرسمي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط عن تبني ترشيح قائد الجيش، بعكس المسار التاريخي لجنبلاط إبراء ذمة أمام الرغبة السعودية، جاء موقف بري الذي ربط فرصة ترشيح قائد الجيش بالتعديل الدستوري المستحيل، واستحالة تكرار تجربة انتخاب العماد ميشال سليمان دون تعديل دستوري، لأن الإجماع الذي تحقق يومها بفعل اتفاق الدوحة، قطع الطريق على قيام عشرة نواب بالطعن بالانتخاب، وهو طعن كافٍ لإطاحة نتائج العملية الانتخابية لأن النص الدستوري واضح لجهة مخالفة النص الدستوري القائم، وهكذا أخرج حلفاء معوض مرشحهم الأول من التداول وتكفل بري بـ إخراج الثاني، وباتت الساحة فارغة دون مرشح، ورغم بقاء معوض مرشحاً مدعوماً من قرابة ثلاثين نائباً، لأن معيار المرشح الجدّي وإطلاق السباق الرئاسي يرتبط بوجود مرشح مدعوم من عدد من النواب قادر على تأمين الثلث المعطل أي 43 نائباً على الأقل، ويسعى لتأمين الأغلبية للانتخاب والثلثين لتأمين النصاب، وهذا وضع فرنجية وحده اليوم، كما ترى المصادر النيابية.
بالمقابل توجه السفير السعودي وليد البخاري إلى بكركي للتشاور بحثاً عن مرشح يمكن تجميع التأييد حوله في مواجهة فرنجية، ولو بهدف تحقيق التوازن التفاوضي، لأن السفير السعودي الذي يمثل مرجعية الفريق المؤيد لترشيح معوض وقائد الجيش، بعدما بدا أنه يملك مرشحين، صار عاجزاً عن المضي بهما معاً، لأن الثلث المعطل يمكن توفيره لمرشح واحد، ومعوض لم يعد يحظى بدعم جنبلاط على الأقل، ففقد فرصة الاحتماء بالثلث المعطل، وقائد الجيش مستبعد بحكم العقبة الدستورية، وهو يعرف أن التفاوض يستدعي مرشحاً يملك حماية الثلث المعطل، وهذا يبدأ بسحب معوض وقائد الجيش من التداول، والمجلس النيابي يتسع لمرشحين يملك كل منهما الثلث زائداً واحداً، ليبقى خارج تأييدهما الثلث ناقصاً إثنين، وإلا صارت معادلة المجلس التسليم بكون النصاب بات مؤمناً للمرشح الوحيد الذي يملك الثلث المعطل، ويسعى لتأمين الأغلبية الناخبة المكونة من 65 صوتاً.
على مستوى ترشيح فرنجية تحدّث وزير الإعلام زياد المكاري فقال إن فرنجية هو الأقدر على معالجة الملفات العالقة مع سورية، وأنه يلقى موقفاً ايجابياً من باريس وواشنطن، مضيفاً أن السعودية تبقى اللاعب الأهم في الاستحقاق الرئاسي.
كسر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جمود ورتابة المشهد الرئاسي بإعلانه رسمياً دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ووسط ترقب لما قد يتبع هذه المواقف لاحقاً من اتصالات ومشاورات سياسية لتأمين أكثرية نيابية لانتخاب فرنجية، إذ من المتوقع أن تتلقف الكتل النيابية هذا المعطى الجديد لتحريك المياه الرئاسية الراكدة للتجاوب مع خيارات السيد نصرالله ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار الجدي والمفتوح للتوصل الى قواسم مشتركة ومواصفات للرئيس المقبل لانتهاء الشغور وانتخاب رئيس وطني جامع يستطيع بالتعاون مع الحكومة وضع أسس لمرحلة الإنقاذ واستعادة النهوض الاقتصادي.
وتشير أوساط فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «السيد نصرالله خرج بهذا الخطاب بعد سيل من الاتهامات لحزب الله بتعطيل جلسات الانتخاب وإخفاء مرشحه والمناورة وتضييع الوقت وانتظار التسويات الخارجية»، موضحة أن «حزب الله لا يستطيع وحده تغيير المعادلات السياسية في لبنان على اعتبار أن التيار كان على خلافات كبيرة مع الكتل وحتى التيار والحزب لا يستطيعان وحدهما إنجاز الملفات الأساسية كمكافحة الفساد».
ولفتت الأوساط إلى أن «إعلان السيد نصرالله دعم ترشيح فرنجية لا يعني أنه مرشح الحزب، بل مرشح يحظى بدعم الحزب وتوضيح التمييز بين الأمرين ضرورة، وبالتالي لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد، والأمور مرهونة بخواتيمها، وقد نكون أمام معركة رئاسية طويلة أو قد تبرز معطيات وتطوّرات تأخذنا إلى التسوية وإنهاء الأزمة».
وفي سياق ذلك، جدّد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى أنّ «البعض يقول لنا كيف نُحاوركم وأنتم طرحتم سليمان فرنجيه كمرشّح تؤيّدونه وتدعمونه؟ نقول ما الإشكال؟ يجيبون إذا طرحتم فرنجيه ما نفع النقاش معكم»؟ وتابع: إطرحوا ما لديكم من أسماء ونضع كل الأسماء على الطاولة ونناقش مع بعضنا ونُفاضل بين الأسماء، ونرى القواسم المشتركة، ونحاول أن نضع خطّاً يُقرّب وجهات النظر، عندها من المؤكد أنّه سيتقلّص عدد الأسماء من عشرة إلى ثلاثة، وبعد ذلك يتقلّص إلى إسمين، وقد نصل إلى مكان أنّ مجموعة من الأفرقاء يريدون هذا الاسم ومجموعة أخرى يريدون الإسم الآخر عندها نذهب إلى الانتخاب وينجح من ينجح ويفشل من يفشل». وسأل «لماذا تخافون من النقاش والحوار؟ بعضهم يقول نحن حاضرون للحوار لكن احذفوا هذا الاسم، هذا ليس حواراً بل اشتراط لتوصلنا إلى ما تريد».
وبعد إعلان السيد نصرالله تأييد الحزب وحلفائه ترشيح فرنجية، تتجه الأنظار الى عين التينة وما إذا كان الرئيس بري سيدرس الدعوة الى جلسة انتخابية، ووفق مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لــ»البناء» فإن إعلان «الرئيس بري وبعده السيد نصرالله تأييد ترشيح فرنجية بات لزاماً على الكتل النيابية تلقف هذا المعطى باتجاه تسهيل الوصول للانتخابات بفتح باب النقاش والحوار.. فريق الثنائي قال ما لديه ويبقى على الفريق الآخر أن يقول ما عنده والكرة في ملعبه، في ظل غياب التوافق داخله ووجود آراء متشعبة ومتداخلة ومعقدة».
وأوضحت المصادر أن «الاتصالات الرئاسية الأخيرة التي توصلت الى إعلان دعم فرنجية كانت نتاج جهود الرئيس بري ونالت تأييد السيد نصرالله، كاشفة أن هذه الاتصالات ستتفعل وتأخذ منحى أكثر جدية، وعلى الكتل تلقف هذه الإيجابية وعدم انتظار الخارج ولبننة الاستحقاق، لأن الخارج لا يريد التدخل المباشر بالاستحقاق الرئاسي كما تؤشر المواقف الخارجية العلنية، لكنه سيبني موقفه على ما يتفق عليه اللبنانيون في هذه المرحلة».
كما كشفت المصادر أن «توقيت الجلسة المقبلة مرهون بالمعطيات التي من الممكن أن تتوفر وإمكانيات الوصول الى ايجابيات محددة، وبالتالي الدعوة الى جلسة تنتظر بلوغ الحوارات والمفاوضات مراحل متقدمة، لكن لن يدعو الى جلسة إذا كانت نتيجتها شبيهة بالجلسات السابقة».
في المقابل اعتبرت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر أن «إعلان السيد نصرالله دعم ترشيح فرنجية لم يفاجئنا، لأنه سبق وألمح أكثر من مرة إلى هذا الدعم، لكن ما فاجأنا هو ربط موقف التيار المتحفظ على الحزب بملفات عدة، بموقفه من الانتخابات الرئاسية، فيما موقف التيار أبعد بكثير منذ ذلك، فهناك إشكالية بورقة التفاهم نفسها وسبق وتحدثنا عنها مع قيادة الحزب مثل بناء الدولة ومكافحة الفساد والشراكة الوطنية، ولدينا ملاحظات عدة على أداء الحزب بتطبيق الورقة، وكنا نتمنى على السيد نصرالله الدخول بتفاصيل هذه النقطة وإيضاح ملاحظاتنا».
ولفتت المصادر لـ»البناء» إلى أن «مشكلة البلد البنيوية هي في تعذر مكافحة الفساد وبناء الدولة وهذا أحد أهم أسباب الانهيار»، مشيرة إلى أننا «نسعى الى إيصال مرشح إصلاحي يلتزم مضامين ورقة الأولويات الرئاسية التي طرحها التيار ونأمل تأييد مضمون الورقة قبل البحث بالأسماء».
وأوضحت أن «من حق باسيل الترشح للانتخابات الرئاسية لكنه يعتبر بأن فرص حظوظه منخفضة في الظروف الحالية، لكن بحال تغيرت الظروف فيمكن أن يترشح. وهذا حق طبيعي له كرئيس أكبر تكتل نيابي في المجلس». وتعتقد المصادر بأن «القضية الأساس ليس في الترشيح، بل في الحفاظ على الجمهورية بحد ذاتها وليس رئاسة الجمهورية، وهذا يتحقق بالشراكة الوطنية الحقيقية بين كافة المكونات، ولذلك نسعى لمد جسور التواصل والحوار مع مختلف القوى السياسية التي نلتقي أو نختلف معها على هذا الملف أو غيره، للتوصل إلى قواسم مشتركة ضمن برنامج الأولويات الرئاسية التي هي من المسلمات الوطنية»، وشدّدت المصادر على أن «التيار بكتلته النيابية الأساسية هو ممر إلزامي لأي مرشح للوصول إلى بعبدا».
وعن موقف التيار من ترشيح فرنجية، جددت المصادر مطالبة رئيس تيار المردة بإعلان ترشحه رسمياً والإفصاح عن برنامجه الانتخابي، كغيره من المرشحين وتقديم رؤيته حول كيفية محاربة الفساد وغيرها من الملفات وعلى أساسها نعلن دعمنا، لكن بكافة الأحوال فرنجية لا يمثل طموحاتنا للوصول الى قصر بعبدا، فهو لم يقف إلى جانب رئيس الجمهورية والتيار بمكافحة الفساد وبكثير من الملفات والبرامج في العهد السابق فكيف سيستطيع ذلك في العهد المقبل؟».
على مقلب آخر، يشير مصدر مطلع في حزب القوات اللبنانية لـ»البناء» إلى أن «إعلان حزب الله تأييد فرنجية لم يقدم أي جديد لكونه أي فرنجية هو المرشح الضمني للحزب وفريق 8 آذار»، موضحة أن «المرحلة الحالية تتطلب الإنقاذ الذي لا يتحقق على يد فريق الممانعة، لأنه سيشكل امتداداً للرئيس السابق والعهد الماضي، بل نريد رئيساً يعيد وصل علاقات لبنان مع الخارج وفرملة الانهيار في الداخل وتشكيل حكومة ذات خلفية إنقاذية وإصلاحات بناء الدولة والنهوض الاقتصادي».
وترفض القوات وفق المصدر الحوار لأنه يخالف القواعد الانتخابية والديمقراطية. ونفى المصدر التوصل الى تسوية برعاية سعودية على الوضع اللبناني، مشيراً إلى أن «السعودية لا تتدخل بالشأن اللبناني والقوات لن تكون شريكة بأي تسوية إن حصلت بين المحاور الإقليمية لانها ستؤدي الى تمديد الأزمة»، كما يرى المصدر بأن «فرنجية لن يصل بالسهولة إلى الـ65 صوتاً وهو لا يكاد يؤمن الـ45 نائباً عبارة عن فريق 8 آذار».
وعما إذا كانت القوات ستشارك في أي جلسة إن حصلت تسوية وأمنت لفرنجية أغلبية نيابية قال المصدر: «عندما يدعو الرئيس بري إلى جلسة سنحدّد موقفنا منها لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي».
وإذ رحبت مصادر تيار المردة عبر «البناء» بمواقف السيد نصرالله، معتبرة أنها خطوة طبيعية تطرح فرنجيه كمرشح توافقي ونقطة تقاطع على المستويين الداخلي والخارجي لإنقاذ البلد، جزمت بأن لا إشارة سلبية من قيادة المملكة العربية السعودية تجاه فرنجية.
وأشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري إلى أن «موقف الثنائي حركة أمل وحزب الله معروف بدعم ترشيح فرنجية، وبالتالي ليس بالأمر الجديد، لكن هذا الإعلان هو مسار طبيعي لعملية انتخاب رئيس جمهورية سيحرّك الجمود ويخلق ديناميكية لإنهاء الشغور لكون البلد لم يعد يستطيع الاستمرار بلا رئيس للجمهورية»، ونفى مكاري أن يكون «موقف الثنائي يؤدي الى حرق فرنجية».
ولفت مكاري في حوار مع برنامج بديبلوماسية على قناة «أو تي في» أن «هذا الترشيح طبيعي وديموقراطي وأي رئيس جمهورية يجب أن يملك مواصفات معينة ونحن نرى بأن فرنجية الأفضل لهذه المرحلة وليس مرشح تحدٍّ. وهو المتوضع بشكل جيد ويستطيع التحدث مع الجميع داخلياً وإقليمياً، أما النائب ميشال معوض يقدم نفسه كمرشح تحدّ وفريق معين فيما فرنجية أعلن مد اليد للخصم قبل الحليف وممارسته السياسية على مدى السنين الماضية تثبت ذلك وسيستمر بنفس الممارسة والنهج».
ونفى «أي تدخل من الرئيس السوري بشار الأسد بدعم فرنجية، لكن انتخاب فرنجية وسورية فرصة لإعادة تصحيح العلاقات بين لبنان وسورية التي لن تعود سياسياً وعسكرياً الى لبنان كما يدّعي البعض»، معدداً جملة ملفات لن تحل إلا بالعلاقة الممتازة ولتنسيق مع سورية، وهي «ترسيم الحدود البحرية الشمالية مع سورية والحدود البرية وعمليات التهريب جزء من الدمار الاقتصادي وملف النازخين والعلاقات الاقتصادية».
وانتقد مكاري موقف رئيس القوات سمير جعجع واصفاً إياه بالموقف المتناقض لجهة يعلن تأمين النصاب إذا كان المرشح من فريقه ويهدد بتعطيل النصاب إذا كان مرشحاً من الفريق الآخر. ولفت مكاري الى «أننا منفتحون على التيار الوطني الحر وبحاجة لأصواته لفوز فرنجية لكن ليس على حساب مبادئنا وأي صفقة»، ونفى مكاري «أي حديث مع التيار حول صفقة ما أو تقاسم سلطة على غرار تفاهم معراب بين التيار والقوات الذي لم يتم الالتزام به».
في غضون ذلك، بدأ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري جولته على القيادات من الصرح البطريركي على أن تشمل ايضاً عين التينة ومعراب والصيفي.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السفير السعودي، وبعد اللقاء الذي دام ساعة، غادر البخاري من دون الإدلاء بأي تصريح.
ولفت المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض رداً على أسئلة الإعلاميين الى أن «السفير بخاري وضع البطريرك في أجواء لقاء باريس، كما اكد دعم لبنان للخروج من الأزمة والتزامه بدعم خريطة الإنقاذ ومبادرات الدول لخلق شبكة أمان».
وزعت السفارة السعودية مساء أمس بياناً أشارت فيه الى أن «سفير السعودية وليد بخاري خلال لقائه الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، حرصه على «دعم المملكة للاستقرار في لبنان وسيادته وازدهاره»، معتبراً أن «السعودية لم ولن تدخل في أحلاف على حساب لبنان، وهي حتماً ستدعم رئيس جمهورية منزهاً وغير متورط في أي فساد مالي أو سياسي، وأن يكون مشروعه حماية مشروع إنقاذ لبنان». وكان توافق على «وجوب إنهاء الشغور الرئاسي في أقرب وقت، للمساهمة في إيجاد حل للأزمة اللبنانية، التي أثرت سلباً على وضع الناس المعيشي والحياتي، وأثقلت كاهل الشعب اللبناني وظهرت تداعياتها على مختلف القطاعات من أمنية واقتصادية ومالية واستشفائية وغيرها».
على صعيد آخر، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بياناً موقّعاً من اكثر من ٣٠ دولة للمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية حول انفجار مرفأ بيروت».
بدوره، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى إجراء «تحقيق جاد» في الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020. وأوضح تورك في خطابه العالمي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، «هناك حاجة ماسة إلى تحقيق جاد في انفجار آب 2020، دون تدخل سياسي أو مزيد من الأخبار. 

*****************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

البخاري للراعي: نرفض فرنجية

 
وطنية – كتبت صحيفة "الأخبار" تقول: المشهد السياسي أمس عاش إرهاصات ما بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «دعم» ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وسط التزام مسؤولي التيار الوطني الحر (باستثناء بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي) بتعميم رئيس التيار جبران باسيل، فور انتهاء الخطاب، عدم التعليق على مضمونه.

وما من شك في أن الخطاب نقل المعركة الرئاسية إلى مرحلة جديدة، خصوصاً أنه جاء من طرف لاعب «فوق محلي»، هو حزب الله، وكان في معظمه موجّهاً إلى الخارج، وتحديداً أطراف لقاء باريس الخماسي. وهذا ما يفسر عدم تسجيل ردود فعل بارزة من بقية الأطراف السياسية المحلية. فيما الرد الوحيد جاء من الرياض التي لوحت بعض وسائل إعلامها (صحيفة «عكاظ») بأن ترشيح فرنجية يهدد بـ«التعجيل بسيناريو الفوضى والانفجار وتزايد الأزمات»، فيما زار سفيرها في بيروت وليد البخاري بكركي، على أن يجول على بعض القيادات السياسية. وعلى عكس الأجواء التفاؤلية التي حاول البخاري إشاعتها من بكركي حيث أكد على «دعم المملكة للاستقرار في لبنان ودعم سيادته، والتزامها بدعم خريطة طريق الإنقاذ، وكل المبادرات الخيرة التي تقوم بها الدول لخلق شبكة أمان»، وقوله إنه «متفائل جداً» وفقَ ما نقل عنه مدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، نقلت مصادر مطلعة أن السفير السعودي «عبّر بصراحة أمام البطريرك بشارة الراعي عن رفض بلاده ترشيح فرنجية». وأكدت المصادر أن «الرياض لا تزال ترفض أي مبادرة حوارية أو إنقاذية، وتصر على خريطة طريق إلغائية، وتضع دفتر شروط لانتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس للحكومة يتبنيان مشروع المواجهة مع حزب الله والعمل على عزله».
وإلى الشق المتعلق بإعلان دعم ترشيح فرنجية، بقيت الأنظار أمس مشدودة على تأثير هذا الدعم على مستقبل التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، كما تواصلت القراءات لما تضمنه الخطاب من رسائل إلى التيار، وأبرزها أن تبنّي ترشيح فرنجية لا يقفل باب الحوار غير المشروط بين الطرفين، ويبقي «كوريدوراً» مفتوحاً أمام باسيل ليشكّل رافعة للمرحلة المقبلة، ويحرص على عدم تجاوز التيار في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وفيما رأت مصادر مطلعة في تعميم باسيل إشارة إيجابية إلى عدم وجود نية للتصعيد، فإن مصادر أخرى أشارت إلى بيان سيصدر عن المكتب السياسي للتيار اليوم، مشيرة إلى أنه سيتضمن تأكيداً على مواقف التيار وليس رداً على إعلان السيد نصرالله «الذي لم يكن مفاجئاً»، بل كان متوقعاً «لأن المشكل الكبير بدأ في الحكومة... ومن الواضح جداً أن الأمور بين الطرفين لم تعد كما كانت». وبالتالي، فإن التيار «ماض في خياراته لانتخاب رئيس يتوافق مع نظرته لبناء الدولة وتأمين أكبر إجماع ممكن حوله». ولفتت إلى أن «الخلاف ليس على رئاسة الجمهورية، بل على انتخاب رئيس على أساس الميثاق والشراكة، وهذه النقطة تشكل اليوم جوهر الخلاف. كذلك فإن الخلاف ليس على نصوص التفاهم بل على روحيته. إذ إن التفاهم لا ينص حرفياً، مثلاً، على وقوف التيار إلى جانب المقاومة في أي حرب ضد إسرائيل، ولكن من الطبيعي أن يكون إلى جانبها وفق روحية التفاهم. وهذه الروحية، بالمثل، تعني الوقوف مع المسيحيين في خياراتهم وعدم ضرب الشراكة الوطنية بعرض الحائط. 

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

تعبئة على الجبهتين الرئاسيتين… وتحذير سعودي

غداة اعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد #حسن نصرالله دعم حزبه ترشيح رئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية ل#رئاسة الجمهورية، بدا واضحا ان الانتقال من مرحلة الى أخرى في سياق مسار ازمة الاستحقاق الرئاسي أدى الى بلبلة سياسية واسعة لكنه لم يفض، ولا يتوقع له ان يفضي، الى خلط أوراق كما يحلو للبعض ان يصور الواقع الناشئ. ذلك ان “حزب الله” نفسه لم ينتظر طويلا تصاعد غبار التفسيرات حول توقيت ومضمون خطوته فعاجلها بدعوة مستعجلة ومتكررة للحوار مع الاخرين على أسماء المرشحين. وهي دعوة وان كان نصرالله تطرق اليها خلال خطاب اعلان ترشيحه او دعمه ترشيح فرنجية، الا انها تعكس ادراك الحزب للتعقيدات الكبيرة التي تحوط بواقع “مرشح الممانعة” خصوصا بعدما تخلى الحزب عن التزام التحفظ عن تبني ترشيحه علنا، بما يضاعف اضعاف حظوظه داخليا وعربيا ودوليا. ولم تكن بداية الجولة الجديدة التي بدأها السفير السعودي في لبنان وليد بخاري من بكركي امس سوى طليعة بلورة للموقف السعودي من مجمل الوضع في لبنان، وجوهره راهنا عدم قبول المملكة العربية #السعودية باي مرشح مباشر ووثيق الصلة بـ”حزب الله” حتى لو رفضت التورط في أي تسمية.

وثمة معطيات دقيقة تشير الى ان ترشيح الحزب لفرنجية بعد الرئيس نبيه بري، لم يطلق عمليا بعد المرحلة الحاسمة من الاستحقاق التي لا تزال تبدو بعيدة جدا. ولكن هذا الترشيح اثار تعبئة سياسية واسعة على ضفتي الاستحقاق أي على جبهتي السباق والصراع الرئاسيين: جبهة فريق الممانعة لكي يحشد كل ما يمكن من إمكانات لرفع منسوب الأصوات الممكنة لمرشحه قبل أي “مغامرة” يقدم عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في تحديد موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية بعد طول انحباس في الجلسات منذ أواخر السنة الماضية. كما ان فرنجية نفسه لم يعد يمكنه عدم اعلان ترشيحه رسميا ووفق أي أسس وقد تردد انه سيعلن ترشيحه في مقابلة تلفزيونية مساء الاحد. وجبهة السياديين والتغييريين والمستقلين الذين باتوا الان امام ساعة الحقيقة في مواجهة اندفاع خصومهم في خطوة متقدمة للغاية في مسار رسم الخط البياني النهائي للسباق الرئاسي. وهذه التعبئة ستشهد تطورات مهمة وبارزة في قابل الأيام والاسابيع لجهة بلورة واقع مختلف لدى القوى المناهضة لفريق الممانعة بحيث تتكثف المشاورات بين تلك القوى لبلورة اتجاهات جديدة على صعيد توحيد صفوفها وتوحدها حول الخطة – ب الرئاسية التي صار وضعها ملحا للغاية .

وفي غضون ذلك شكلت بكركي باكورة جولة السفير السعودي وليد بخاري على القيادات على ان تشمل ايضا عين التينة ومعراب والصيفي. ولم يدل بخاري باي تصريح بعد لقاء دام ساعة تقريبا مع البطريرك الماروني، فيما اوضح المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض ان السفير بخاري وضع البطريرك في أجواء لقاء باريس “كما اكد دعم لبنان للخروج من الازمة والتزامه بدعم خريطة الانقاذ ومبادرات الدول لخلق شبكة أمان”. وأكد ان “المملكة تؤكد ضرورة الخروج بحل لموضوع رئاسة الجمهورية، لكنها لا تدخل في الاسماء انما هي مع رئيس انقاذي غير متورط بقضايا فساد مالي وسياسي، وان هناك توافقا بين بكركي والمملكة على المواصفات التي يجب ان يتحلى بها الرئيس”. وأشار الى ان السفير “إستعمل كلمة متفائل جداً خلال اللقاء، لأن التفاؤل يفتح أبواب الحلول ويخرجنا من أي حال سلبية نعيش فيها”.

السعودية

وقال مصدر سعودي لـ”النهار ” انه في اللقاء بين البطريرك الراعي والسفير بخاري، لم يتم التطرّق على الإطلاق لأي إسم تفضله المملكة، كما أن البطريرك لم يسمّ أحداً. ولكن بالنسبة لموقف المملكة، أو ما يُطرح من انها تتدخل بالشأن اللبناني، وترفض هذا المرشح وذاك، فمن البداية الرياض لم يسبق لها أن تدخلت في الشؤون اللبنانية الداخلية، بل أن تعاطيها هو مع الدولة والمؤسسات الرسمية، وتاريخياً لها صداقات وعلاقات إجتماعية مع رجالات دولة وسياسيين من كل الأطياف اللبنانية، فهي حريصة بالأمس واليوم ومستقبلاً على أمن واستقرار لبنان وازدهاره، لذا، وفي ما خص الواقع الحالي، فإن السعودية هي ركيزة أساسية لتفاهمات الدول الخمس، وكل ما جرى في باريس، وهي كانت أساساً من إعلان جدة، إلى البيان السعودي الفرنسي ـ الأميركي المشترك، والورقة الكويتية ـ العربية، وقمة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى لقاء باريس الأخير، وعلى هذا الأساس، فهي اليوم، وحدّدت ذلك بالأمس، خلال لقاء سفيرها مع البطريرك الماروني، بمعنى أنها تريد رئيساً لبنانياً عربياً إصلاحياً، ومن خارج هذه التسميات من قوى معروفة ارتباطاتها، وعلى هذه الخلفية لا يمكنها أن تدعم أي مرشح من خلال هذه التسميات.

وبرز موشر بارز حيال رفض السعودية انتخاب فرنجية تمثل في ما كتبته صحيفة “عكاظ” السعودية امس حول مخاوف من التعجيل بسيناريو الفوضى والانفجار وتزايد الازمات بعد اعلان ميليشيا “حزب الله” ترشيح سليمان فرنجية الذي ترفضه اطراف لبنانية فاعلة خصوصا مسيحية. وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر لبنانية الى ان قوى إقليمية ودولية سارعت الى تكثيف التحركات والاتصالات مع الفرقاء السياسيين في لبنان للحيلولة دون وصول الأوضاع الى حافة الهاوية والانهيار. وتساءلت الى أي تدهور سيقود لبنان لو وصل فرنجية الى سدة الرئاسة ؟ وحذرت من ان حزب الله يسعى لاحكام القبضة على لبنان المنهار اقتصاديا لست سنوات أخرى باعلانه دعم ترشيح فرنجية الامر الذي يعيد سيناريو اختيار الرئيس السابق ميشال عون الذي اغرق لبنان سنوات عدة .

الحزب والحوار

في غضون ذلك، اعلن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ “البعض يقول لنا كيف نُحاوركم وأنتم طرحتم سليمان فرنجيه كمرشّح تؤيّدونه وتدعمونه ؟ نقول ما الإشكال؟ يجيبون إذا طرحتم فرنجيه ما نفع النقاش معكم. إطرحوا ما لديكم من أسماء ونضع كل الأسماء على الطاولة ونناقش مع بعضنا ونُفاضل بين الأسماء، ونرى القواسم المشتركة، ونحاول أن نضع خطّاً يُقرّب وجهات النظر، عندها من المؤكد أنّه سيتقلص عدد الأسماء من عشرة إلى ثلاثة، وبعد ذلك يتقلّص إلى إسمين، وقد نصل إلى مكان أنّ مجموعة من الأفرقاء يريدون هذا الإسم ومجموعة أخرى تريد الإسم الآخر عندها نذهب إلى الإنتخاب وينجح من ينجح ويفشل من يفشل”. وسأل ” لماذا تخافون من النقاش والحوار؟ بعضهم يقول نحن حاضرون للحوار لكن احذفوا هذا الاسم، هذا ليس حواراً بل إشتراط لتوصلنا إلى ما تريد “.

ادانة اممية

الى ذلك برز تطور ديبلوماسي ومعنوي كبير في قضية تفجير مرفأ بيروت، اذ دانت 38 دولة في مجلس حقوق الانسان ما وصفته بـ”التدخّل المُمنهج” في التحقيق في جريمة تفجير 4 آب 2020، محذرة الدولة اللبنانية من مغبّة عدم تطبيق التزاماتها الدولية”. وتلت المبعوثة الأوسترالية بياناً باسم 38 دولة من بينها الكثير من الدول الأوروبية وكندا وبريطانيا للدعوة إلى “تحقيق سريع ومستقل يتّسم بالمصداقية والشفافية”. وقال البيان إنّ التحقيق “تعطَّل بسبب عرقلة ممنهجة وتدخُّل وترهيب وجمود سياسي”.

من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك إلى إجراء “تحقيق جادّ” في الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020.

وقال تورك، في خطابه العالمي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إنّ “هناك حاجة ماسّة إلى تحقيق جادّ في انفجار آب 2020، من دون تدخُّل سياسي أو مزيد من التأخير”.

وفي بيان منفصل، قالت السفيرة الأميركية لدى المجلس ميشيل تيلور إنّ الأمر يتطلب تحقيقاً سريعاً يتّسم بالشفافية، مضيفةً أنّ عدم إحراز تقدُّم حتى الآن يؤكد الحاجة إلى الإصلاح القضائي.

وأشاد “تجمّع أهالي 4 آب” بـ”الخطوة المهمّة”، معتبراً أن البيان الذي صدر بمبادرة أوسترالية ودعم فرنسي خلال الدورة 52 لمجلس حقوق الانسان في الأمم المتّحدة في جنيف، “يشكّل خطوة أولى نحو تشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية في الجريمة في خلال الدورات المُقبلة للمجلس”. ولفت الى أن “هذه الخطوة جاءت نتيجة جهود مستمرّة منذ أكثر من سنتين خاضها أهالي ضحايا جريمة 4 آب بالتعاون مع منظّمات حقوقية دولية التي أسّست لهذا المسار الدولي مثل هيومان رايتس واتش ومنظّمة العفو الدولية، وليغل أكشين ورلدوايد وبتنسيق ومواكبة دولية ومحلّية من منظّمة “كلّنا إرادة” وحزب الكتلة الوطنية، وبدعم متواصل من مجموعة “نون” ومجموعات في الاغتراب ومجموعات حقوقية وسياسية محلّية.

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“توتال” تتجنب ضغوط جهات حزبية تريد عقوداً لوجستية وعمّالية… من الباطن

بكركي والسعودية على “المواصفات” نفسها: رئيس “لا تابع ولا ممانع”

في خضم المشهد السوداوي المهيمن على اللبنانيين، لاحت بارقة عدل من أروقة الأمم المتحدة خرقت ظلمة أهل السلطة وظلمهم ضحايا انفجار مرفأ بيروت، مع تبني مجلس حقوق الإنسان في جنيف مبادرة أسترالية مدعومة فرنسياً لتشكل الخطوة الأولى باتجاه تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في جريمة 4 آب، تمهيداً للبت بهذا القرار خلال الدورة المقبلة للمجلس المقرر انعقادها في حزيران المقبل، انطلاقاً من تشديد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس على وجوب إجراء “تحقيق جاد” في انفجار المرفأ “من دون تدخل سياسي أو مزيد من التأخير”.

أما في المشهد الرئاسي، وبينما تواترت الأنباء حول امتعاض رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية من الأسلوب الذي اعتمده الثنائي الشيعي في إخراج وتظهير ترشيحه الرئاسي بشكل عكس صورته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي كمرشح تابع للثنائي ولمحور الممانعة بقيادة إيران في مواجهة العرب والغرب، سرعان ما بدأت تجليات هذه الصورة تظهر على شريط المؤشرات الأولية النابذة لترشيحه داخلياً وخارجياً بمجرد إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله دعم ترشيحه، لا سيما في ضوء تقاطع كل من بكركي والمملكة العربية السعودية عند موقف رئاسي مشترك اجتمعا من خلاله على تحديد “المواصفات” نفسها المطلوبة في شخص الرئيس المقبل للجمهورية، والتي بدا من عنوانها العريض حتمية أن يكون رئيساً سيادياً لا فاسداً ولا تابعاً ولا ممانعاً ليحظى بثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي في قيادة دفة الإنقاذ والنهوض بالبلد.

في هذا السياق، وإذ نقلت مصادر الصرح البطريركي عن السفير السعودي وليد البخاري إثر زيارته بكركي تأكيده للبطريرك الماروني بشارة الراعي أن المملكة العربية السعودية ليس لديها شخصية معينة تدعمها للرئاسة لكن ما يعنيها هو أن يكون “رئيساً انقاذياً ليس منغمساً بالفساد السياسي والمالي”، أتت هذه المواصفات مطابقة في جوهرها لتلك التي ينشدها الراعي في شخص الرئيس المقبل، وعلمت “نداء الوطن” (ص 3) أنّ البطريرك الماروني كان واضحاً خلال استقباله السفير السعودي في التعبير عن حرص بكركي على “إعادة وصل ما انقطع” بين لبنان والسعودية في المرحلة الماضية، ورفضها “انتخاب رئيس لا يُعيد علاقات لبنان الخارجية إلى طبيعتها وعلى رأسها العلاقة مع الدول العربية والمملكة العربية السعودية” في المرحلة المقبلة.

وبدوره، آثر البخاري عدم الخوض في مسألة التسميات أو الترشيحات حيال الاستحقاق الرئاسي باعتباره استحقاقاً دستورياً لبنانياً داخلياً، لكنه أضاء على الأهمية التي توليها المملكة إزاء ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية اللبناني المقبل إصلاحياً وسيادياً، فلا يتنازل عن سيادة البلد ويحافظ على المؤسسات، ولا يضع لبنان في محور مُعادٍ لواقعه الطبيعي ويُشرّع استعماله كـ”منصة صواريخ” لاستهداف الدول العربية.

على صعيد منفصل، بدأت التحضيرات لإطلاق عمل شركة “توتال” في البلوك رقم 9، بحيث خصصت وزارة الأشغال العامة والنقل مساحة في مرفأ بيروت للخدمات اللوجستية للأنشطة البترولية الخاصة بـ”توتال” التي أصرت على “موقع مرفأ بيروت دون غيره من المرافئ لا سيما الجنوبية منها”، حسبما أكدت مصادر معنية، موضحةً أنّ “ضغوطات غير مباشرة كانت بدأت من جهات سياسية (وحزبية) راغبة في الإفادة من خدمة المنصات النفطية التي يجب أن تكون من البر، بهدف توظيف عمالة وتزكية شركات محلية تعمل بعدد من عقود الباطن في خدمة توتال، إلا أن الأخيرة تجنبت الضغوط وخصصت منصات الكترونية تعرض عليها ما تريده، على أن تتقدم الشركات بعروضها وفق شروط معينة”.

وأمام هذا الواقع، خصصت وزارة الأشغال أرضاً في مرفأ بيروت تبلغ مساحتها 34 ألف متر مربّع ستكون حصراً للخدمات اللوجستية للأنشطة البترولية للتنقيب عن النفط والغاز. كما كانت وزارة الاشغال تركت الباب مفتوحاً لتأجير أراضٍ في كل من مرافئ صيدا وصور وطرابلس وعلى كامل الشاطئ اللبناني، باعتبار انها هي المعنية بكل الأملاك العمومية البحرية، واعتبرت المصادر أنّ “المعايير الدولية للخدمات اللوجستية تشير الى أن كل بلوك بحاجة الى 50 ألف متر مربع، وهناك 10 بلوكات، لذلك فإن الحاجة هي إلى 500 ألف متر مربع.

وفي سياق آخر، أشارت المصادر عينها الى أنّ “توتال” أجرت اتصالات دولية لمعرفة ما كان يقصده أمين عام “حزب الله” عندما هدد في خطاب ألقاه في 17 شباط الماضي بحرب قد يشنها على اسرائيل، فأتت معظم الأجوبة متطابقة تقريباً في الإشارة إلى أن “ذلك الخطاب، كما الكثير من خطابات نصرالله، موجه للاستهلاك الداخلي فقط، ولا شيء يشي بأن حرباً ستندلع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. كما أن الكلام عن مماطلة لشركة “توتال” لا أساس له، فالشركة تحترم التزامها السابق والمعلن قبل أشهر طويلة البدء في حفر الاستكشاف بداية الربع الأخير من هذه السنة على أن يبدأ ظهور بعض النتائج أوائل 2024، ولم يتغير حرف من ذلك الالتزام”.

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

تبني «الثنائي الشيعي» لفرنجية يبدد فرص التوافق

نائب نصر الله يدعو خصومه لحصر المرشحين للرئاسة اللبنانية

بيروت: نذير رضا

سلك ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، بعد تبني ثنائي «حركة أمل» و«حزب الله» لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، مساراً مغايراً للتوقعات السابقة لجهة الاتفاق على مرشح واحد يفوز بأكثرية ثلثي أعضاء المجلس النيابي.

وبات مسار ملف رئاسة الجمهورية، بعد دخول الشغور في هذا الموقع شهره الخامس، أكثر وضوحاً في ظل الانقسام بين القوى السياسية، ولم تعد المعادلة قائمة على اختيار المرشح، بقدر ما باتت قائمة على «من يؤمن نصاب جلسة الانتخاب»، في إشارة إلى تأمين نصاب الثلثين في جلسة الانتخاب الثانية التي تتطلب حضور 86 نائباً من أصل 126، وفوز المرشح بأكثرية الأصوات، بعد الدورة الأولى التي تتطلب الحضور كما الاقتراع للمرشح الفائز بأكثرية الثلثين.

وجرت العادة في لبنان أن تفضي التوافقات السياسية المسبقة إلى انتخاب رئيس يحظى بأكثرية الأصوات، فيصبح التصويت في الجلسة تنفيذاً للتوافقات المسبقة، ولم يعرف لبنان، منذ انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجية في عام 1970، منافسة حادة بين المرشحين، حين فاز فرنجية بفارق صوت واحد.

واليوم، يبدو أن سياق التوافقات السابقة لن يطبق في ظل الانقسامات العمودية التي تمنع التوافق على شخص واحد. وقالت مصادر مقربة من ثنائي «أمل» و«حزب الله» إن إعلان رئيس البرلمان نبيه بري عن دعمه لوصول فرنجية، ويليه إعلان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، «فرض المعادلة الجديدة التي تقوم على طرح مرشح الطرفين، بانتظار أن يقوم الطرف الآخر بالإعلان عن مرشحه»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أنه «في أي جلسة مكتملة النصاب القانوني، يفترض أن تُنجز الانتخابات لأننا من قبلنا لن نقترع لورقة بيضاء، ولا يفترض أن تكون هناك أوراق بيضاء، ونحن لن نساوم على ترشيح فرنجية، ما يعني أننا ذاهبون إلى الحسم الديمقراطي في حال تأمن نصاب الثلثين في الجلسة الثانية». وقالت المصادر: «بهذا الإعلان الواضح، هناك مرشحان سيتنافسان على المقعد، ولن يكون هناك مرشح تسوية، وهي خطوة لتغيير مشهد الانتخابات».

ويدفع «الثنائي الشيعي» منذ ثلاثة أشهر باتجاه حوار يحصر الخيارات باسمين أو ثلاثة، يصوت الأطراف لكل منهم في الجلسة، وليفز من يفوز بالأكثرية. لكن التحدي اليوم، حسب ما تقول المصادر، «لم يعد الاتفاق على مرشح. هذه الفرضية تخطيناها. التحدي اليوم من يؤمن نصاب الجلسة الثانية»، وذلك في ظل رفض «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وقوى أخرى تأمين النصاب القانوني لجلسة يمكن أن تفضي إلى انتخاب فرنجية رئيساً. وتتجه الأنظار إلى «التيار الوطني الحر» الذي يبلغ عدد أعضاء كتلته النيابية إلى جانب كتلة «الطاشناق» 21 نائباً. وقالت المصادر: «يمكن القول إن استحقاق الرئاسة سلك مساره نحو إنهاء الشغور، لكن ذلك لا يعني أنه يتجه نحو الإنجاز في ظل العوائق المتصلة بتأمين نصاب الجلسة».

والمسار الذي أعلنه بري نحو تحديد المرشحين بعدد محصور يجري التصويت لهم، يؤيده «حزب الله» الذي أعلن نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أمس تفصيلاً له، حيث توجه إلى معارضي ترشيح فرنجية بالقول: «اطرحوا ما لديكم من أسماء ونضع كل الأسماء على الطاولة ونناقش مع بعضنا ونُفاضل بين الأسماء، ونرى القواسم المشتركة، ونحاول أن نضع خطأ يُقرب وجهات النظر، عندها من المؤكد أنه سيتقلص عدد الأسماء من عشرة إلى ثلاثة، وبعد ذلك يتقلص إلى اسمين، وقد نصل إلى مكان أن مجموعة من الأفرقاء يريدون هذا الاسم ومجموعة أخرى يريدون الاسم الآخر، عندها نذهب إلى الانتخاب وينجح من ينجح ويفشل من يفشل». ورأى أن إبداء البعض استعداده للحوار بشرط حذف بعض الأسماء «لا يُسمى حواراً».

ويحذر حزب «القوات اللبنانية» من وصول فرنجية. وغداة إعلان أمين عام «حزب الله» عن دعمه فرنجية، قال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك: «بشكل جازم، انتقل حزب الله بعد هذا الترشيح إلى مرحلة الانسداد السياسي لا سيما مع انعدام فرص وصول فرنجية لأنه غير قادر على فرضه على المعارضة». وأضاف في تصريح إذاعي: «إذا أمنوا مع فريقهم السياسي وحلفائهم الـ65 صوتاً مع نصاب الـ86 نحن لن نكون شركاء في هذه اللعبة، ولن نغطي رئيساً يمدد ست سنوات جديدة عزلة لبنان العربية».

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الإستحقاق الى ما بعد الصَومين .. والبخاري: لن ندخل في أحلاف على حساب لبنان

تفاعل إعلان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله دعمه ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في مختلف الأوساط السياسية المحلية والاقليمية والدولية، وحرّك مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة بمواقف وردود فعل متضاربة، فالإعلان أكمل عقد «الثنائي الشيعي» في دعم هذا الترشيح، بعدما بدأه رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسبوع الماضي، وكذلك أحرق مراحل كثيرة في اتجاه التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً في ظلّ التعطيل الذي يتهدّد المجلس النيابي ويمنعه من التشريع، نتيجة إصرار بعض الكتل النيابية على اولوية ملء الفراغ الرئاسي.

كذلك حرّك موقف «الثنائي الشيعي» عدداً من البعثات الديبلوماسية في غير اتجاه، على خلفية الاجتماع الخماسي الباريسي الاخير، والتي تلقف سفراؤها موقف «الثنائي الشيعي» وردود الفعل عليه، تمهيداً للبناء على الشيء مقتضاه، خصوصاً انّه كان هناك حديث عن اجتماع خماسي آخر على مستوى وزراء الخارجية خلال الشهرين المقبلين. وبرز في هذا المجال، حراك للسفير السعودي وليد البخاري وسفيرة فرنسا آن غريو، فالأول قصد بكركي والثانية قصدت عين التينة، على ان يكون لهما في قابل الايام مزيد من اللقاءات على كل المستويات، ربما لاستكشاف إمكانية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً انّ فرنسا والسعودية وكل الدول التي شاركت في اجتماع باريس، تواظب على دعوة المسؤولين اللبنانيين والقوى والأفرقاء المعنيين إلى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على إنقاذ لبنان.

إعتبرت اوساط سياسية واسعة الاطلاع، انّه ومع اعلان بري والسيد نصرالله عن ترشيح فرنجية رسمياً لرئاسة الجمهورية يكون التفاوض حول هوية الرئيس المقبل قد انتقل إلى المرحلة الجدّية، ربما للمرة الأولى منذ وقوع الشغور الرئاسي. ولفتت إلى انّ التفاوض بدأ على «الحامي» وبالذخيرة الحية سياسياً، بعد فترة من المناورات بالرصاص الخلبي.

واشارت هذه الاوساط، إلى انّ بعض المواقف الديبلوماسية المشفرة التي أعقبت خطاب نصرالله، لا تعني بالضرورة شطب إسم فرنجية من السباق الرئاسي، بل انّ رفع السقف هو جزء من التكتيكات التفاوضية، وقد يكون مؤشراً إلى إمكان فتح الباب أمام البحث في الثمن السياسي لوصول فرنجية. واكّدت انّ كشف «الثنائي» ورقته الرئاسية نقل الاستحقاق الرئاسي إلى طور جديد، وسيتبين لاحقاً ما إذا كان الضوء سيحرق تلك الورقة ام سيعززها. بدورها، مصادر الثنائي الشيعي قالت لـ»الجمهورية»: «لماذا يغوص البعض بكل هذه التحليلات بعد اعلاننا ترشيح فرنجية؟». وسألت: «هل كان مرشحنا ورقة سرية وقمنا بكشفها ؟؟ القاصي والداني يعلمان انّ فرنجية مرشحنا ولا جديد في هذا الامر، والقول اننا أحرقنا هذه الورقة هو تحليل خاطئ جداً لأننا متمسكون به إلى يوم الدين، طالما هو يرشح نفسه، وامكانية انسحابه من السباق الرئاسي ليست مطروحة». وختمت المصادر: «انّه موقفنا الطبيعي. فلماذا ينشغل البعض في تحليله «عالفاضي».

خشبة هشة إلى ذلك، على خشبة هشة وسط بحر هائج يتعلق بالاستحقاق الرئاسي فتمرجحه الأمواج ويصبح رهن اشارة من هنا او دينامية من هناك، وجديد ما يُرصد بعد الاعلان الواضح للثنائي الشيعي عن مرشحه للرئاسة، الحراك الذي يقوده السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، والجولة التي يقوم بها لاستطلاع الآراء والمقاربات بشأن المواصفات والاسماء، حيث يُتوقع ان يجتمع بكثير من الشخصيات السياسية ورؤساء الاحزاب، اما اللقاء الأبرز فسيكون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وكشفت مصادر سياسية في صلب الحركة الرئاسية لـ «الجمهورية»، انّ الاجواء التي ترافق حركة السفير السعودي ومواقف القوى السياسية لا تعكس حسماً قريباً، وهي لا تتعدى اعلان المواقف ومحاولات كسر الجمود في الملف، لكن المناخ الملبّد لن يتبدّد لعوامل عدة، ومن الواضح انّ إنجاز الاستحقاق مؤجّل إلى ما بعد الصومين. واكّدت المصادر، «انّ الجولة التي يقوم بها السفير السعودي لن تغّير شيئاً طالما انّ لا جديد في الاصطفافات، وهي حركة من دون نتائج متوقعة سريعاً، وما زلنا مكانك راوح».

حراك البخاري في غضون ذلك، وضع السفير بخاري حداً للتفسيرات المتضاربة التي أُعطيت لتغريدته امس الاول حول «الالتقاء بين الحرفين الساكنين»، خلال زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس، حيث نقل عنه مدير المكتب الاعلامي في البطريركية المارونية وليد غياض قوله للبطريرك، انّ «المملكة، لا تدخل في الأسماء بل تدعم مواصفات رئيس إنقاذي مهمّته إخراج لبنان من هذه الدوامة، وان لا يكون منغمساً او متورطاً في قضايا فساد مالي او سياسي». وافادت معلومات رسمية عن زيارة البخاري للراعي، انّها تمحورت حول «الأوضاع المحلية الراهنة والظروف الصعبة التي تمّر فيها البلاد». واكّدت انّه كان هناك توافق بينهما على «وجوب إنهاء الشغور الرئاسي في أقرب وقت، للمساهمة في إيجاد حلّ للأزمة اللبنانية، التي أثّرت سلباً على وضع الناس المعيشي والحياتي، وأثقلت كاهل الشعب اللبناني وظهرت تداعياتها على مختلف القطاعات من أمنية واقتصادية ومالية واستشفائية وغيرها».

وخلال اللقاء، أكّد بخاري حرصه على «دعم المملكة للاستقرار في لبنان وسيادته وازدهاره»، معتبراً أنّ «السعودية لم ولن تدخل في أحلاف على حساب لبنان، وهي حتماً ستدعم رئيس جمهورية منزّه وغير متورط في أي فساد مالي أو سياسي، وأن يكون مشروعه حماية مشروع إنقاذ لبنان». كذلك، أكّد الطرفان «أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل اللبنانيين جميعاً من دون استثناء، ومعه يستعيد لبنان دوره التاريخي في أن يكون صلة الوصل بين الشرق والغرب، بعيداً من أي اصطفاف أو حلف، وفق الرسالة التي حملها منذ نشأته، والتي ارتكزت على دعم وتسهيل لغة الحوار والتفاهم والتعايش بين مواطنيه في ما بينهم وبينهم وبين محيطهم العربي، وكذلك تفعيل علاقاته الدولية مع كل الدول، على أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال وحرية الإنسان وكرامته». وقال غياض في حديث اذاعي، إنّ البخاري «سيقوم بجولة على بعض القيادات، وأراد ان يستهلها من بكركي، وكان تأكيد على دعم المملكة للاستقرار والسيادة في لبنان، وهذه الأمور تمّ البحث فيها خلال لقاء باريس، والذي وضع البخاري البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في اجوائه، والذي شدّد على استقلال لبنان والقرارات الدولية ودعم لبنان للخروج من الأزمة الحالية والتزامه بخريطة طريق الإنقاذ، وكل المبادرات الخيّرة التي تقوم بها الدول لخلق شبكة أمان». وعن الاستحقاق الرئاسي، قال غياض، انّ «المملكة تحضّ اللبنانيين على تحمّل المسؤولية أمام انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان وضرورة الخروج في أسرع وقت بحلّ لموضوع رئاسة الجمهورية». ولفت إلى انّ «السفير السعودي متفائل جداً، لأنّ التفاؤل يفتح باب الحلول ويُخرجنا من أي حال سلبية، وانّ الراعي أجاب في المقابل انّ الانسان هو من يدير الأحداث وليست هي من تديره».

السفيرة الفرنسية إلى ذلك كشفت، اوساط واكبت اللقاء، انّ البخاري عقد فور عودته إلى بيروت سلسلة اجتماعات مع عدد من نظرائه، وخصوصاً سفراء الدول الخمسة المشاركين في لقاء باريس، وآخر لقاءاته كان مساء الإثنين الماضي مع السفير ة الفرنسية آن غريو، التي تواصل جولتها على القيادات اللبنانية ورؤساء الأحزاب والمراجع السياسية والروحية، وقد اطلع البخاري من البطريرك الراعي على مضمون لقائه معها الأسبوع الماضي في بكركي. وكانت غريو زارت بري أمس، وعرضت معه لآخر التطورات والأسباب التي دفعته إلى موقفه الاخير والتلاقي مع الامين العام لـ»حزب الله» على دعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية. ومن المقرر ان تواصل غريو زيارتها في الأيام المقبلة، في خطوات وصفت بأنّها لمواكبة كل ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي والإجراءات الاصلاحية المطلوبة، تحضيراً لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، بعدما استمعت من بري امس إلى الأسباب التي حالت دون عقد جلسة تشريعية للبت بقانون «الكابيتال كونترول»، مع تشديدها على سلّة الاصلاحات كاملة.

موقف «القوات» في هذه الاجواء، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية»، انّ «الخروج من النفق الرئاسي واستطراداً الوطني، يتطلب الشروع في سياسات انقاذية لمرحلة استثنائية تختلف عن كل المراحل التي عبرت خلالها البلاد منذ العام 2005 إلى اليوم. فلم يعد في الإمكان اعتماد السياسات التقليدية الكلاسيكية نفسها، انما لكل مرحلة متطلباتها، وفي طليعة هذه المتطلبات الوصول إلى سلطات دستورية متجانسة ومتكاملة تستطيع إخراج لبنان من الحالة الانهيارية، ومن اجل تحقيق ذلك يجب انتخاب رئيس إنقاذي ورئيس حكومة انقاذي وتشكيل حكومة انقاذية بعيداً من المتاريس السياسية التي أظهرت التجربة أنّها غير قادرة على وضع السياسات الاصلاحية المطلوبة».

واكّدت مصادر «القوات» انّ «الأولوية هي للاصلاح، والاصلاح غير ممكن لمرافق الدولة ومؤسساتها ولرسم السياسات الاصلاحية المطلوبة، سوى من خلال رئيس للجمهورية يتمتع بخلفية سيادية وغير خاضع لأي أجندة خاصة او مصلحية، باستثناء الأجندة اللبنانية، ويمارس وفقاً لقناعاته وضميره وبمقتضى الدستور وصلاحياته. وما لم يصر إلى ذلك فالأزمة ستبقى مستمرة فصولاً. ولذلك لا يجب النظر الى الانتخابات الرئاسية من منظار سياسة تقليدية اوصلت لبنان إلى ما وصل اليه، نحن في مرحلة استثنائية تتطلب سلطات استثنائية، والسلطات الدستورية الاستثنائية تعني رئيساً للجمهورية قادراً على أن يضع هو ورئيس الحكومة والحكومة خريطة طريق الانقاذ، بسياسة داخلية واضحة المعالم، لم تفلح الحكومات السابقة وتحديداً في نصف ولاية الرئيس ميشال عون السابقة، حيث كان الفريق الممانع يتحكّم بسياسة الدولة ولم ينجح في فرملة الانهيار، وبالتالي حان الوقت لإفساح المجال امام من هو قادر، وتقوم المعارضة بضبط هذه المسألة في مجلس النواب، ولكن «الممانعة» غير قادرة لا على فرملة الانهيار، بدليل التجربة الاخيرة، ولا على إخراج لبنان من انهياره، وبالتالي بما انّ لبنان في المرحلة الاستثنائية الحالية، يجب الذهاب إلى مقاربة تنشل لبنان من واقعه المأسوي، وهذا الامر غير ممكن تحقيقه من خلال شخصيات سياسية خاضعة لمحور الممانعة او تتأثر به، وغير قادرة على وضع السياسات المطلوبة بدءاً من إقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية واصلاح مرافق الدولة وإعادة الاعتبار لدورها الخارجي بإعادة ترميم وتجسير العلاقة مع المملكة العربية السعودية والخليج، والحؤول دون ان يبقى لبنان منصة لاستهداف الدول الخارجية واعادة الاعتبار للدولة، بمعنى ان تكون هي ضابط إيقاع الحياة السياسية في لبنان. وما لم يحصل ذلك سنبقى في حالة انهيار».

وشدّدت المصادر، على «انّ «القوات» لن تألو جهداً لمنع تمديد الحالة القائمة من خلال انتخابات رئاسية تبقي الوضع القائم على ما هو عليه، فيما المطلوب انتخابات رئاسية تشكّل فرصة انقاذية، والإنقاذ غير ممكن سوى برئيس اصلاحي سيادي».

تحقيق جاد للمرفأ على صعيد آخر، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى إجراء «تحقيق جاد في الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020»، وقال في خطابه العالمي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: «هناك حاجة ماسة إلى تحقيق جاد في انفجار آب 2020، دون تدخّل سياسي أو مزيد من التأخير». وبعد ذلك تلا المبعوث الاوسترالي بياناً باسم 38 دولة من بينها الكثير من الدول الأوروبية وكندا وبريطانيا، دعا إلى «تحقيق سريع ومستقل يتسم بالمصداقية والشفافية»، واشار البيان الى انّ «التحقيق تعطّل بسبب عرقلة ممنهجة وتدخّل وترهيب وجمود سياسي». وفي بيان منفصل، قالت السفيرة الأميركية لدى المجلس ميشيل تيلور: «إنّ الأمر يتطلب تحقيقاً سريعاً يتسم بالشفافية. وانّ عدم إحراز تقدّم حتى الآن يؤكّد الحاجة إلى الإصلاح القضائي»، بحسب وكالة «رويترز».

*********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

جلسة الانتخاب المقبلة: تصادم بالأرقام والأحجام!

صحيفة سعودية تحمل على ترشيح فرنجية وتتخوَّف من الفوضى.. و30 دولة تحذِّر من التدخل في تحقيقات المرفأ

لوقت يطول أو يقصر، احتل دعم «الثنائي الشيعي» (أمل – حزب الله) ترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية مساحة الحركة التي نشطت ما بين اتصالات نيابية وحزبية وباتجاهات متعددة، لا سيما لدى المعارضة المسيحية لهذا الترشيح، واتصالات دبلوماسية، تمثلت بزيارة السفيرة الفرنسية آن غريو لعين التينة، وزيارة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الى بكركي، حيث عقد لقاء استمر ما يقرب من الساعة غادر بعده السفير من دون الادلاء بأي تصريح مباشر، بعد تغريدة امس الاول (منشورة في لواء يوم امس) والتي تحدث فيها عما يجري في حال التقاء الساكنين بين معتل وصحيح، في اشارة الى ترشيح معتل وآخر صحيح للرئاسة الاولى.

لكن المسؤول الاعلامي في بكركي المحامي وليد غياض كشف عن جولة للسفير بخاري بدأت من بكركي، حيث شدد على ان «المملكة تؤكد على ضرورة الخروج بحل لموضوع رئاسة الجمهورية لكنها لا تدخل في الأسماء».

وقال غياض ان مواصفات المملكة للرئيس غير المتورط بالفساد المالي والسياسي يتفق مع مواصفات بكركي.

ونقل غياض عن بخاري قوله خلال اللقاء انه «متفائل جداً» من زاوية ان التفاؤل فتح الباب للحلول، ووافقه البطريرك الراعي على ذلك.

لكن صحيفة عكاظ السعودية، فتحت النار على اعلان ترشيح فرنجية ورأت انه بترشيحه فإن حزب الله يسعى لإحكام القبضة على لبنان المنهار اقتصادياً لـ6 سنوات اخرى، الامر الذي يعيد سيناريو اختيار الرئيس السابق ميشال عون، مشيرة الى ان الشعب اللبناني يستحق رئيساً يليق به وببلاده.

وكتبت عكاظ تحت عنوان: «ترشيح فرنجية، لبنان يغرق وسيناريو الفوضى يلوح» بعد اعلان ميليشيا حزب الله دعم ترشيح سليمان فرنجية (تيار المردة) للرئاسة اللبنانية بعد اكثر من 4 اشهر من الفراغ السياسي، عبرت مصادر لبنانية عن مخاوفها من التعجيل بسيناريو الفوضى والانفجار وتزايد الازمات، بعد رفض قوى مسيحية له، لافتة الى ان قوى اقليمية ودولية سارعت بتكثيف التحركات والاتصالات مع الفرقاء السياسيين في لبنان، للحيلولة دون وصول الاوضاع الى حافة الهاوية والانهيار. وتساءلت عن أي تدهور سيقود لبنان لو وصل فرنجية الى سد الرئاسة، في معرض الاشارة الى ان وجود وزير محسوب عليه (هو جورج قرداحي) تسبب في مقاطعة خليجية مع لبنان.

وقالت مصادر سياسية ان جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دورثي شيا على عدد من السياسيين المعارضين مؤخرا، تناولت موضوع الاستحقاق الرئاسي والظروف التي تؤخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وموقف بلادها على وجه الخصوص، فكررت المواقف التي نقلتها سابقا مع سفراء الدول المشاركة بلقاء باريس، واكدت ان بلادها ملتزمة مع هذه الدول بخصوص مساعدة لبنان لحل الازمة الضاغطة التي يواجهها، وشددت على ضرورة تسريع عملية انتخاب رئيس للجمهورية للمباشرة في الخطوات المطلوبة لحل الازمة.

واستنادا الى المصادر المذكورة، فإن النقاش بين هؤلاء السياسين والسفيرة الاميركية، تركز على صحة مانقله عن لسانها، رئيس المجلس النيابي نبيه بري مؤخرا، ومفاده بأن بلادها لا تمانع بانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، فنفت ذلك وقالت ان مقيل ليس صحيحا. وعندما قيل لها لماذا لا تصدرين نفياً رسميا عما قيل بهذ الخصوص فاجابت بانها ليست مضطرة لنفي ما قيل عن لسان بري مباشرة او بالواسطة، واكدت ان المواقف التي تلزمها، هي ما تعلنه شخصيا، او يصدر ببيانات رسمية.

واضافت المصادر ان السفيرة الفرنسية التي التقت بعض هؤلاء السياسيين والبطريرك الماروني بشارة الراعي، تناولت موقف بلادها من الانتخابات الرئاسية، وشددت على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لكي يستطيع لبنان النهوض من جديد بمساعدة اشقائه والدول الصديقة وفرنسا في مقدمتهم، واكدت على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت ممكن، من دون الخوض باسماء المرشحين للرئاسة، لا من قريب او تفضيل مرشح على اخر.

على الجهة السياسية الداخلية، مضى التيار الوطني الحر الي اظهار خلافه مع حزب الله، من زاوية النظرة الى الرئاسة، فحسب التيار فإن فرنجية الذي تبنى ترشيحه الحزب الى جانب الرئيس نبيه بري غير قادر على تأمين نصاب انتخابي وغالبية الكتل المسيحية لا تقبل به، والحل يكون بترشيح على اساس ميثاقي وشراكة، لم يقل التيار ما هي، وكيف تكون مع برنامج انقاذي!

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الملف الرئاسي دخل فصلاً جديدة، من دون ان يعني هذا ان هناك تقدماً.

وعكست المواقف صورة ما هو قائم على الأرض، فهناك من رأى ان هذا الترشيح يخدم فرنجية، في حين ان البعض الآخر تحدث عن ديناميكية اوجدها الترشيح.

واشارت المصادر ان الثنائي ليس في وارد التراجع عن دعم ترشيح فرنجية، بصرف النظر عما اذا كان من الممكن ايصاله الى بعبدا ام لا..

وعليه، ينتظر الرئيس بري ما يطرأ في الاسبوعين المقبلين من مواقف وترشيحات، ليحدد موعد جلسة انتخاب جديدة، بصرف النظر عن تعطيل النصاب او سواه في ضوء تظهير مواقف الكتل النيابية المسيحية، وآخرها حملة كتائبية على رئيس المجلس «بسبب طريقة تعاطيه مع النواب، والاستحقاق الرئاسي، كذلك شملت الحملة حزب الله».

وفي ضوء ذلك، اعتبرت مصادر نيابية ان لا مناص من الدعوة للجلسة، على خلفية التصادم الحاصل، ليس في الارقام وحسب، بل على مستوى الاحجام والتحالفات، والعوامل الاقليمية والدولية المؤثرة على مسار الجلسة ونتائجها.

وعلى خط نيابي آخر، افادت مصادرنيابية لـ «اللواء» ان اي جلسة تشريعية لن تعقد نتيجة انسداد الافق حول التسويات الممكنة واهمها الاستحقاق الرئاسي. كذلك قالت مصادر وزارية انه حتى يوم امس لم يكن قد ظهر اي توجه لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بانتظار تحضير بعض الملفات للقضايا الطارئة والمهمة.

في المواقف، قال نائبُ الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال لقاءٍ أقامه «حزب الله» في مدينة النبطية: أن البعض يقول لنا كيف نحاوركم وأنتم طرحتم سليمان فرنجيه كمرشّح تؤيّدونه وتدعمونه؟، نقول ما الإشكال ؟ يجيبون إذا طرحتم فرنجية ما نفع النقاش معكم؟

وتابع: إطرحوا ما لديكم من أسماء ونضع كل الأسماء على الطاولة ونناقش مع بعضنا ونُفاضل بين الأسماء ، ونرى القواسم المشتركة، ونحاول أن نضع خطّاً يُقرّب وجهات النظر، عندها من المؤكد أنّه سيتقلّص عدد الأسماء من عشرة إلى ثلاثة، وبعد ذلك يتقلّص إلى اسمين، وقد نصل إلى مكان أن مجموعة من الأفرقاء يريدون هذا الإسم ومجموعة أخرى يريدون الاسم الآخر، عندها نذهب إلى الإنتخاب وينجح من ينجح ويفشل من يفشل.

وسأل الشيخ قاسم: لماذا تخافون من النقاش والحوار؟ بعضهم يقول نحن حاضرون للحوار لكن احذفوا هذا الاسم، هذا ليس حواراً بل إشتراط لتوصلنا إلى ما تريد.

وفي موقف جديد تصعيدي له، اعلن المكتب السياسي الكتائبي إثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل، «رفضه طريقة تعاطي رئيس مجلس النواب مع ممثلي الشعب اللبناني والتوجه إليهم بالأسلوب الاستفزازي الذي درج عليه في الأشهر الماضية، وفي هذا ضرب لدور النواب ومن يمثلون، ولمفهوم الديموقراطية وانبثاق السلطة وحرية إبداء الرأي قولاً وكتابة داخل مجلس النواب وخارجه».

اضاف المكتب السياسي: أن رئيس المجلس لم يعد يضطلع بدوره الذي يحتّم عليه أن يكون جامعاً يقف على مسافة واحدة من النواب، وأن يقود العملية الديموقراطية وفقاً لمقتضيات الدستور، بل تحوّل إلى طرف يقفل البرلمان ويحتجز عملية انتخاب رئيس للجمهورية لصالح فريقه السياسي ويقود حملة انتخابية علنية لصالح مرشحه.

وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك: انتقل حزب الله بعد هذا الترشيح الى مرحلة الانسداد السياسي، لاسيما مع انعدام فرص وصول فرنجية لأنه غير قادر على فرضه على المعارضة داخل مجلس النواب.

وختم : اذا أمنوا مع فريقهم السياسي وحلفائهم الـ65 صوتا مع نصاب الـ86 نحن لن نكون شركاء في هذه اللعبة، ولن نغطي رئيسا يمدد ست سنوات جديدة عزلة لبنان العربية.

لجنة تقصي دولية

دولياً، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ظهرامس، بياناً موقّعا من اكثر من ٣٠ دولة «يدين التدخّل المُمنهج في التحقيق في جريمة تفجيرمرفأ بيروت يوم 4 آب 2020، ويحذِّر الدولة اللبنانية من مغبّة عدم تطبيق التزاماتها الدولية».

وقد صدر البيان بمبادرة أسترالية ودعم فرنسي على المستوى الاوروبي وعلى المستوى اللبناني، وهو نتاج تحرك وجهود عدد من عائلات الضحايا والهيئات الحقوقية والاهلية.

واعلن «تجمع الرابع من آب» أن «هذه الجهود سوف تستمر وخصوصاً في خلال الدورة المُقبلة لمجلس حقوق الإنسان في شهر حزيران 2023، بهدف صدور قرار عن المجلس بتشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية في الجريمة. ويأتي ذلك في ظلّ استمرار توقيف التحقيق الداخلي في الجريمة، والتدخّل لعرقلة العدالة، وسيطرة نهج الإفلات من العقاب على مبادئ المحاسبة والعدالة».

لبنان يستعيد حق التصويت

وفي سياق دبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، أنها تبلّغت من بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك إستعادة لبنان حق التصويت في الأمم المتحدة بموجب إشعار رسمي، بعد أن سددت البعثة بناء على تحاويل مالية واردة لحسابها مؤخراً المساهمتين السنويتين المتوجبتين عن العامين 2022 و2023.

واضافت «الخارجية» في بيان: بذلك يكون لبنان قد عاد للعب دوره الطبيعي وحضوره في أعمال ومناقشات الأمم المتحدة ولجانها المتخصصة.

وغردت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا: على مؤسسات الدولة أن تستجيب لاحتياجات الناس. إن الأزمة الحالية في لبنان تؤكد مسؤولية القادة السياسيين في تفعيل مؤسسات الدولة وتمكينها من الانجاز.

في الجانب التشريعي، اعلن رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان في تصريح من مجلس النواب بعد انتهاء جلسة اللجنة الانتهاء من صياغة قانون استقلالية القضاء، وقال: كنا قد أعطينا وعداً يتعلق بقانون استقلالية القضاء، الذي استلمناه في أواخر عام ٢٠٢٢، بعدما رفعنا القانون إلى الهيئة العامة لمجلس النواب وأبدى وزير العدل هنري الخوري بعض الملاحظات. وبعد أن استلمنا الملاحظات في أواخر العام الماضي تعهدنا، برغم كل الظروف التي يمر بها المجلس من انقطاع الكهرباء وغيرها، أن ترفع لجنة الإدارة والعدل القانون، مرة جديدة، إلى الهيئة العامة خلال مهلة لا تتجاوز ٤ أشهر.

وحيا «كل أعضاء اللجنة، الذين طوال شهرين انكبوا في جلسات متتالية وعمل بين الجلسات ومتابعة ومثابرة، حتى استطعنا أن ننتهي اليوم (امس) من درس كل الملاحظات، على أن يتم تحضير التقرير، ثم يرفع إلى الهيئة العامة».

قضائياً، حدد قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور جلسة الخميس في 23 آذار الجاري، للاستماع الى النائب زياد الحواط في الشكوى المقدمة من النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي غادة عون، على خلفية ما اعتبرته «قدح وذم» خلال مقابلة لدعم محطة تلفزيونية الاسبوع الماضي.

*******************************

افتتاحية صحيفة الديار

معادلة «لا غالب ولا مغلوب» جدية وعنوانها فرنجية ــ سلام… والسعودية خارج طرح الأسماء

 لقاءات رياشي وكنعان ليست عائلية… وتوافق على تطيير النصاب لفرنجية

الأزمة المعيـشـية تهـــدد أُسس العائلة اللبنانية! – رضوان الذيب

كلمة السر الرئاسية في جيب واشنطن، وما دامت لم تعلن موقفها الواضح بعد، سيبقى الاستحقاق لا «معلقا ولا مطلقا»، اما اللاعبون الاخرون من فرنسيين وسعوديين فليسوا الا «كومبارس» لقائد الاوركسترا الاميركي» المشغول حاليا بالهم الاكبر في اوكرانيا وكسر روسيا وارباك الصين وهز ايران، ومن يتقدم في الحرب الروسية الاوكرانية يفرض شروطه لسنوات وسنوات. هذا هو الهم الاميركي حاليا حسب المتابعين اللبنانيين للسياسات الاميركية ومراكز الدراسات في واشنطن، اما الانتخابات الرئاسية فليست اولوية وليست معضلة. والحل اما بالجاذبية او «الكرباج» عندما تدق الساعة، ومن يعش ير، وليس كما يعتقد بعض اللبنانيين ان البيت الابيض ضبط ساعته على توقيت معركة بعبدا الرئاسية. وحسب المتابعين للملف الرئاسي، فان واشنطن لا يمكن ان تتخلى عن الساحة اللبنانية مطلقا، كونها على خط التماس مع حليفتها الاستراتيجية اسرائيل المهددة يوميا من حزب الله وقوته الكبرى وحضوره الداخلي، هذا بالاضافة الى ان بصمات واشنطن رافقت جميع الاستحقاقات الرئاسية وحسمتها، وكان لبنان يتعرض كل ٦ سنوات مع كل استحقاق رئاسي لحروب وثورات ومناكفات كبرى وصغرى، تنتهي بتسويات «لا غالب ولا مغلوب» بقرار اميركي «ومقبلات» اوروبية وعربية، وكان الاستثناء انتخابات ١٩٨٢، ودفع لبنان بحرا من الدماء والدموع جراء تقدم فريق على آخر بفعل الاجتياح الاسرائيلي. والاستحقاق الحالي لن يخرج عن هذا المسار التسووي، والرئيس الجديد لن ياتي من دون توافقات اميركية ايرانية سعودية بالدرجة الاولى، اما فرنسا ومصر وتركيا وسوري فهي «ضيوف شرف». لكن التسوية بحاجة الى ظروف ومعطيات غير ناضجة حاليا في ظل المعارك الدولية والاقليمية الكبرى على حد السيف في عدد من الساحات الهامة، ومن يصرخ اولا سيدفع الثمن والجميع ينتظرون غرف العمليات العسكرية، وبعدها لكل حادث حديث، والمشهد لن ينقشع قبل فصل الخريف او العام المقبل، وهذا ينطبق على الاستحقاق الرئاسي .

حركة السفير السعودي

انشغل اللبنانيون بتغريدة السفير السعودي وليد البخاري عن «التقاء الساكنين»، واخذت تفسيرات واسعة، والبعض وضعها في خانة الالتقاء بين سليمان فرنجية ونواف سلام والبعض الاخر فسرها بشكل مختلف.

وتكشف المعلومات عن اجواء النقاش الذي جرى منذ فترة بين مرجعية سياسية محسوبة على دمشق والسفير السعودي. وابدت المرجعية السياسية استغرابها لموقف الرياض من سليمان فرنجية «العروبي صاحب المواقف المعتدلة»، القريب من الرياض، فرد السفير السعودي «لكنه حليف لحزب الله» فردت المرجعية السياسية «فرنجية معتدل»، وسالت السفير البخاري، هل تتصورون ان هناك امكانا لانتخاب رئيس للجمهورية معاد لحزب الله ومستعد للمواجهة معه، هذا انتحار؟

وفي المعلومات، ان البخاري سيتحرك مجددا باتجاه القيادات السياسية والدينية بعد التطورات الاخيرة وموقف الثنائي الشيعي الداعم لفرنجية، وبدا حراكه من بكركي مؤكدا ان بلاده لا تتدخل في الاسماء وانه لم يضع فيتو على اي اسم كما تردد في وسائل الاعلام، مشيرا الى ان مواصــفات بلاده للرئيس المقبل بالا يكون متورطا في ملفات الفساد. وفي المعلومات، ان السفيرين السعودي والفرنســي عقدا اجتماعا تشاوريا قبل زيارة السفيرة الفرنسية الى الرئيس بري الذي سيلتقي البخاري في اليومين المقبلين .

وفي معلومات مؤكدة، ان معظم المرشحين للرئاسة من المطروحين الجديين الى الصفين الثاني والثالث طرقوا ابواب واشنطن والتقوا مسؤولين وموظفين في الخارجية وسمعوا ولمسوا عدم الاهتمام الاميركي بالملف الرئاسي مع عناوين عامة عن المواصفات والاصلاحات دون الغوص في الاسماء، وطرق هؤلاء ابواب السعودية التي ركزت على المواصفات الاصلاحية ورفضها مرشح حزب الله، وقصد معظم هؤلاء حارة حريك وسمعوا موقفا داعما لفرنجية وعدم اقفال ابواب الحوار…

سليمان فرنجية

وفي المعلومات، ان سليمان فرنجية سيعلن ترشحه رسميا لرئاسة الجمهورية خلال الايام المقبلة وعبر مقابلة تلفزيونية نهار الاحد بعد تبني الثنائي الشيعي له، وسيقوم بسلسلة من الاتصالات والمشاورات المحلية والدولية قبل الاعلان. اما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فما زال متريثا في حسم خياراته بين بيار الضاهر وزياد بارود وجهاد ازعور، ويدرس اسم ناجي البستاني مؤخرا، فيما القوات اللبنانية ما زالت متمسكة بميشال معوض دون اقفال الابواب على الخيارات الاخرى.

وتؤكد مصادر الثنائي الشيعي ان دعمه لفرنجية ليس تحديا لاحد، وهو ليس مرشح حزب الله وامل بل مدعوم من الثنائي، وترشيحه لا يعني مطلقا اقفال ابواب الحوار بل المطلوب من الفريق الاخر تسمية مرشحه، وتوضــع اســماء كل المرشحين على طاولة الحوار وتتم غربلة الاسماء واذا لم يتم التوافق، تعقد عندئذ جلسة انتخابية ويربح من يربح.

التواصل بين التيار والقوات

وحسب المتابعين، فان التواصل بين جبران باسيل والدكتور سمير جعجع ليس مقطوعا هذه الايام، لكنه ما زال خجولا «بالواسطة «، ولقاءات النائبين ملحم رياشي وابراهيم كنعان ليست كلها عائلية كما يعممان، وهما قادران على تدوير الزوايا. وفي المعلومات، ان القوات والتيار متوافقان على تطيير نصاب الجلسات الرئاسية، وتراجعت القوات عن طرح الجلسات المتتالية حتى انتخاب الرئيس، نتيجة الخشية من قدرة الثنائي الشيعي على تجيير اصوات النواب ال ٦٥ الذين انتخبوا رئيس مجلس النواب لسليمان فرنجية، والعدد سيرتفع الى ٧٣ نائبا، مع انحياز عدد من نواب التيار الوطني الحر الى سليمان فرنجية، وكذلك عدد محدود من النواب التغييريين الذين اعطوا كلمتهم لبري في هذا الاطار، وبينهم نواب مسيحيون لهم وزنهم وتربطهم صداقات متينة بفرنجية ونجله .

هذه الاجواء بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا تعني حسب المعطيات توقف خيوط التواصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله عبر قنوات جديدة، لكنها باردة جدا مع تمسك باسيل القاطع بـ «رفض مرشح نبيه بري والتجديد للفساد للسنوات الـ ٦ المقبلة»، وباتت العلاقة بين القوات والتيار تتقدم باشواط على علاقة باسيل بحزب الله، وجاء موقف السيد الداعم لفرنجية ليقطع الطريق على اي امل لباسيل بمتغيرات رئاسية عند حزب الله، لذلك لجأ الى التلويح بورقة التنسيق مع القوات اللبنانية. وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد نبه حزب الله الى خطورة التلاقي بين جعجع وباسيل وطروحاتهما عن الفيدرالية واللامركزية المالية، وهذا يفرض الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية عبر تنازلات من الجميع.

هذه التعقيدات الداخلية وعدم قدرة اي فريق على تأمين نصاب الجلسة الرئاسية، تؤكد الحاجة الى تسوية دولية واقليمية اساسها واشنطن وطهران والرياض، اما لبننة الاستحقاق ورهان البعض على هذا المسار، فهو من رابع المستحيلات.

الاوضاع المعيشية

رغم المازق الداخلي وصعوبة الاوضاع المعيشية والاشــكالات الامنية المتنقلة، فان حركة حجوزات المغــتربين العــائدين لقضاء فصل الصيف مرتفعة جدا، وهذا ما سجلته حجوزات شركات الطيران، وتحديدا من دول الخليج، مما يساهم في التخفيف من الازمة الاقتصــادية وتوفير فــرص العمل للشباب، خصوصا ان القدرة الشرائية للمواطنين بــدات تشهد تراجعا مخيفا ظهر في سوق المحروقات، وتحديدا في مادة البنزين مع تراجع الاستهلاك بمعدل ٨٠ الف صفيحة بنزين في اليوم الواحد. كما سجلت الصيدليات نسبا مرتفــعة لجهة احجام المواطنين عن تناول ادويتهم بعد الغلاء الجنوني في اسعار الادوية الوطنــية المتعــلقة بالامراض المزمنة وغيرها، كما سجلت ارتــفاعات مخيفــة في الطلب على الادوية المهدئة للاعصاب، في حين نشطت مجددا عمليات بيع الادوية السورية في الاسواق اللبنانية عبر كبار التجار واستخدام سيارات التاكسي في عمليات الاستيراد والتهريب في ظل الفوارق الكبيرة بالاسعار .

اما الطامة الكبرى فكانت في تخطي لبنان زيمباوي في نسبة التضخم واحتل المرتبة الاولى عالميا، كما عادت مشاهد الطوابير امام السفارات طلبا للهجرة، ومعظمهم من الشباب وفاق عدد الذين غادروا لبنان منذ ٣ سنوات الـ ١٥٠ الف شاب وشابة مما يهدد باكبر ازمة اجتماعية، بالاضافة الى الارتفاع المتزايد في حالات الطلاق وتدني نسب الزواج والولادات عند كل الطوائف اللبنانية، مما يهدد وجود العائلة وتفكك المجتمع اللبناني، فيما التقارير الامنية تسجل يوميا ارتفاعا في حالات الانتحار في جميع المناطق، وكلها لاسباب مادية وعدم القدرة على تأمين لقمة العيش.

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

السفير السعودي في بكركي … متفائل جداً

اما وقد اكتمل هلال ترشيح ثنائي امل- حزب الله رسميا، بعد ستة اشهر ونيّف من انطلاق جلسات انتخاب رئيس جمهورية في ايلول الماضي بمرشح مكتوم مضمور هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فإن الانظار تتجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعم الدائم للزعيم الزغرتاوي، لتلمّس ما اذا كان سيوجه دعوة الى جلسة ثانية عشرة يستبدل فيها فريقه الورقة البيضاء باسم مرشحه، لا سيما في ضوء تسريبات هذا الفريق عن تأمين الاكثرية زائدا واحدا واستمرار الاتصالات لتوفير النصاب الثمانيني، وهو ما تدحضه المعارضة جازمة ان فرنجية بالكاد يحظى بـ 50 صوتا.

جولة البخاري

في الانتظار، شكلت بكركي محور الحدث الابرز امس، مع  محطة هي باكورة جولة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري على القيادات على ان تشمل ايضا عين التينة ومعراب والصيفي..

فقد استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي صباحا البخاري. وبعد لقاء دام ساعة تقريبا، غادر البخاري من دون الإدلاء بأي تصريح.  وقال المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض رداً على أسئلة الاعلاميين: «السفير بخاري وضع البطريرك في أجواء لقاء باريس، كما اكد دعم لبنان للخروج من الازمة والتزامه بدعم خريطة الانقاذ ومبادرات الدول لخلق شبكة أمان». وأضاف: «المملكة تؤكد ضرورة الخروج بحل لموضوع رئاسة الجمهورية، لكنها لا تدخل في الاسماء انما هي مع رئيس انقاذي غير متورط بقضايا فساد مالي وسياسي، وان هناك توافقا بين بكركي والمملكة على المواصفات التي يجب ان يتحلى بها الرئيس». وأوضح غياض أن السفير إستعمل كلمة متفائل جداً خلال اللقاء، لأن التفاؤل يفتح أبواب الحلول ويخرجنا من أي حال سلبية نعيش فيها». وتابع «البطريرك رد ان الانسان يدير الاحداث وليس العكس».

الحزب للحوار

في الاثناء، وبينما لا ردود حتى الساعة من قِبل التيار الوطني الحر على ما قاله الحزب، شدّد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على»أننا حرصاء  على كلّ علاقاتنا في البلد وندعو إلى الحوار من أجل الوصول إلى نقاش الرئاسة». وأشار إلى أنّ «البعض يقول لنا كيف نُحاوركم وأنتم طرحتم سليمان فرنجية كمرشّح تؤيّدونه وتدعمونه ؟ نقول ما الإشكال ؟ يجيبون إذا طرحتم فرنجية ما نفع النقاش معكم»؟ تابع من النبطية: إطرحوا ما لديكم من أسماء ونضع كل الأسماء على الطاولة ونناقش مع بعضنا ونُفاضل بين الأسماء ، ونرى القواسم المشتركة، ونحاول أن نضع خطّاً يُقرّب وجهات النظر، عندها من المؤكد أنّه سيتقلّض عدد الأسماء من عشرة إلى ثلاثة ، وبعد ذلك يتقلّص إلى إسمين،  وقد نصل إلى مكان أنّ مجموعة من الأفرقاء يريدون هذا الإسم ومجموعة أخرى يريدون الإسم الآخر عندها نذهب إلى الإنتخاب وينجح من ينجح ويفشل من يفشل». وسأل « لماذا تخافون من النقاش والحوار؟ بعضهم يقول نحن حاضرون للحوار لكن احذفوا هذا الاسم ، هذا ليس حواراً بل إشتراط لتوصلنا إلى ما تريد «.

انسداد سياسي

في المقابل، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك، في حديث اذاعي ان «لا جديد في كلام نصر الله، بحيث أعلن المرشح المكتوم سابقا اي فرنجية، حتى انه لم ينتقل بعد من مرحلة التصويت بالورقة البيضاء الى مرحلة التصويت له». وتابع «بدل أن يطالب بجلسات انتخابية جديدة، دعا حزب الله وعلى لسان أمينه العام الى الحوار». واشار الى ان اعلان نصرالله هدفه القول للخارج انه القوة السياسية التي تمسك باللعبة الرئاسية، والقول لفرنجية انني قمت بواجبي ورشحتك، ولرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان لديه البدائل ضمن فريقه السياسي». اضاف «بشكلٍ جازم، انتقل حزب الله بعد هذا الترشيح الى مرحلة الانسداد السياسي لاسيما مع انعدام فرص وصول فرنجية لانه غير قادر على فرضه على المعارضة داخل مجلس النواب». وختم : اذا أمنوا مع فريقهم السياسي وحلفائهم الـ65 صوتا مع نصاب الـ86 نحن لن نكون شركاء في هذه اللعبة، ولن نغطي رئيسا يمدد ست سنوات جديدة عزلة لبنان العربية.

لجنة تقصي حقائق

وسط هذه الاجواء، سُجل تطور «دولي» لافت في ملف انفجار المرفأ. فقد افيد ان سيصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، بيانا موقّعا من اكثر من ٣٠ دولة للمطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية حول انفجار مرفأ بيروت. وسيصدر البيان بمبادرة أسترالية ودعم فرنسي على المستوى الاوروبي وعلى المستوى اللبناني، وهو ناتج من قبل عدد من عائلات الضحايا بما فيها تكتل الجمهورية القوية وتجمع الرابع آب وحزب الكتلة الوطنية وكلنا إرادة، ويُعتبر بمثابة الخطوة الطبيعية الأولى الفعلية في الطريق نحو تفعيل لجنة تقصي حقائق دولية وينبئ بتزايد الضغط الدولي حول تجميد التحقيق المحلي. في السياق،  غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص عبر حسابه على «تويتر» كاتبا «هذا البيان ثمرة الجهد الذي بذله داخليا اهالي الضحايا وتكتل الجمهورية القوية، حيث تقدم منذ ١٧ آب ٢٠٢٠ بطلب تعيين لجنة تقصي حقائق. كما وثمرة جهد بذلته خارجيا دول صديقة لا سيما منها اوستراليا وفرنسا. انها خطوة اولى في مسار العدالة في قضية انفجار المرفأ، تستلزم منا جميعا المتابعة الحثيثة، مع تشديدنا على السيادة اللبنانية وضرورة تحرير التحقيق العدلي المحلي، الذي يأتي تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية ليعزز اثباتاته».

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram