افتتاحية صحيفة البناء:
كييف تحت النار الروسية وتوقعات بمزيد من التصعيد… والناتو يردّ بدفاع جوي لأوكرانيا
هوكشتاين يرسل مسودته الأخيرة بصورة غير رسمية… وعون متفائل… ونصرالله اليوم باسيل : ميقاتي سبب التعطيل الحكومي… ومنفتح رئاسياً… والمقاومة صنعت توازن التفاوض
بين تفجير جسر القرم ويوم القصف الجوي والصاروخي الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف وعدد من المدن والمنشآت الحيوية، عادت الحرب في أوكرانيا إلى الواجهة العالمية والإعلامية بصفتها حرباً عالمية بين روسيا والناتو تدور على أرض أوكرانيا، ويشكل الجيش الأوكراني فيها الأداة البشرية الأقدر على دفع الدم من سائر جيوش الناتو، وتشكل فيها أسلحة الناتو وأمواله واستخباراته وأقماره الصناعية وقدرته على الضبط والسيطرة والتخطيط خلفية وقيادة الحرب. وتمثل النقلة التي بدأت مع تفجير جسر القرم كرد على ضم الولايات الأوكرانية الأربع الى روسيا، مدخلاً لرد تصعيدي روسي وضع البنى التحتية لأوكرانيا تحت النار، وجاء رد دول الناتو بإعلان الاستعداد لتزويد الجيش الأوكراني بسلاح الدفاع الجوي.
في هذا المناخ من التصعيد الدولي الكبير، تواصلت تداعيات الأزمة الناشئة بين الغرب بقيادة واشنطن وأوبك بقيادة الرياض، بعدما حمّل الأميركيون السعودية مسؤولية قرار أوبك بلاس ووصفته بالرد الروسي على قرارات الغرب بوضع سقف لسعر مبيع النفط الروسي، واعتبرت قيام أوبك بلاس بتخفيض الإنتاج بمليوني برميل يومياً، دعماً لروسيا بتعزيز الطلب على مواردها النفطية عبر تخفيض العرض في الأسواق، بينما رد مسؤولو أوبك بأنهم لا يتعاطون السياسة في قراراتهم، بل يضمنون مصالح دولهم بالحفاظ على توازن العرض والطلب، وليس إغراق السوق لحسابات سياسية.
على خلفية الأزمتين العالميتين الكبيرتين في أوكرانيا وسوق الطاقة، تقدم التفاوض غير المباشر حول ملف النفط والغاز بين لبنان وحكومة الاحتلال، بواسطة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، الذي أرسل للبنان مسودته النهائية بصورة غير رسمية قبل أن يرسلها رسميا اليوم كما هو متوقع، وبينما تحدثت مصادر على صلة بملف التفاوض عن تقدم في تذليل العقبات أمام الاتفاق، وبقاء نقطتين عالقتين تنتظران مساعي هوكشتاين، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إننا نتجه نحو التوصل الى اتفاق خلال أيام قليلة، وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ايجابيات في ملف التفاوض تفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق، وينتظر أن يكون الملف حاضراً في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم.
في ملف النفط والغاز قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني إن لبنان يقترب من النجاح في التوصل لاتفاق يضمن حقه بالاستخراج بالتوازي مع ضمان الخط 23 وحقل قانا، وإن هذا الإنجاز الذي يعود لنجاح لبنان بإدارة التفاوض وجهوزية تقنية وقانونية، صار ممكناً بفضل التوازن الذي وفرته المقاومة، وأزال الحظر السياسي عن حق لبنان بالتنقيب والاستخراج، ووضع شرطاً لقيام «إسرائيل» بالاستخراج هو تلبية المطالب اللبنانية. وعن الحكومة قال باسيل إن الرئيس نجيب ميقاتي هو سبب تعطيل قيامها، لأنه يريد التدخل بحصة رئيس الجمهورية، أما عن الاستحقاق الرئاسي فرجح احتمال الفراغ، بسبب عدم توصل الفرقاء الى تفاهمات تتيح توفير الأغلبية اللازمة لأي مرشح رئاسي، مشيراً الى الانفتاح على التوافق على أي مرشح رئاسي لمناقشة الورقة السياسية للتيار الوطني الحر.
وفيما كان متوقعاً أن يتسلّم لبنان المسودّة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، أفادت معلومات رسمية لـ»البناء» أن رئاسة الجمهورية لم تتسلّم أي مسودة من الوسيط الأميركي حتى منتصف ليل أمس، مشيرة الى أن هناك بعض المفاهيم والعبارات المتعلقة بالنقاط القانونية والتقنية تحتاج الى نقاش على أن يقوم هوكشتاين بتسليم مسودة الاتفاق النهائيّ للبنان لوضع اللمسات الأخيرة عليها قبل المواقفة النهائية. كما علمت أن الوسيط الأميركي على تواصل دائم مع المسؤولين اللبنانيين المكلفين بالملف.
وعزت مصادر مطلعة لـ»البناء» سبب التأخير بتسليم المسودة النهائية الى التأخير بالرد الاسرائيلي على أسئلة واستيضاحات الوسيط الأميركي وذلك بعد تدقيقها من جانب حكومة الاحتلال من أكثر من مستوى نظراً لحساسية الملف في ضوء الحسابات والمزايدات السياسية والانتخابية في كيان الاحتلال.
وأشارت وسائل إعلام محلية أن الأمور في ملف الترسيم لا تزال تتجه نحو الايجابية، والعمل لا يزال جارياً على الصيغة النهائية ببعض التعابير ولا سيما لجهة ترجمتها وتسلم لبنان الصيغة متوقع في الساعات المقبلة.
ولفتت القناة، نقلًا عن مصادر «حزب الله» وحركة «أمل»، إلى أنّ «موقف حزب الله واضح منذ البداية، فهو بالترسيم يقف خلف موقف الدولة اللبنانية وما يهمه هو التنقيب»، مشيرة إلى أنّ «الأمور بالاتجاه الصحيح في ملف الترسيم، والنقاش يطال نقطة او 2 على أبعد تقدير من المرجح الا تؤثر على جوهر الاتفاق».
وفيما خيمت حالة من شبه الصمت على الاعلام الاسرائيلي وكذلك على المواقف الرسمية في كيان الاحتلال في ملف الترسيم، كشفت وكالة «الأناضول» التركية عن مسؤول لبناني رفيع، أن «النقاشات حول الموضوع باتت شبه منتهية، والأمر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة». وأوضح المصدر أننا «وصلنا إلى مفردات قليلة يجري الآن توحيدها وإنجازها إذا لم تحصل مفاجأة غير سارة في اللحظة الأخيرة».
وكان موقع «والا» الإسرائيلي، نقل عن مسؤول اميركي كبير، بأنّ هوكشتاين، «أرسل للجانبين اللبناني والإسرائيلي الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق». وأوضح الموقع أنّ «هذه نسخة معدلة بعد بعض التغييرات، وهوكشتاين ينتظر الآن رداً من لبنان وإسرائيل»، مشيراً إلى أنّ الأميركيين قالوا إن هذا كان نصاً نهائياً وأنه لن يتم إجراء مفاوضات أخرى». فيما توقعت قناة «العربي» القطرية، في تقرير نقلاً عن مصادر، «التوقيع رسمياً على اتفاق الترسيم، في العشرين من شهر تشرين الأول المقبل في منطقة رأس الناقورة الحدودية».
وأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «بإنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي شوطاً متقدماً، وتقلصت الفجوات التي تمّ التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي».
واعتبر الرئيس عون أن «الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي».
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى المواقف التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم والتي سيتطرق فيها الى الملفات الداخلية والإقليمية لا سيما الترسيم، إذ من التوقع أن يجدد السيد نصرالله موقف الحزب من الترسيم بالتأكيد على وقوف المقاومة خلف الدولة في هذا الملف واستعدادها لثني العدو بالقوة العسكرية عن قرصنة حقوق لبنان.
وعلمت «البناء» أن مستوى الموقف واللهجة الذي سيتسم بهما خطاب السيد نصرالله، مرهون بمضمون موقف الوسيط الأميركي وتسليمه للمسودة النهائيّة ومضمون الرد الاسرائيلي النهائي حتى مساء اليوم.
الى ذلك، تتجه الأنظار الى ساحة النجمة مجدداً التي تشهد جلسة ثانية لانتخاب رئيس للجمهورية دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل. في ظل توجه نواب «لبنان القوي» نحو مقاطعتها لمصادفتها مع ذكرى 13 تشرين.
وتوقعت مصادر نيابية عبر «البناء» أن تتكرر خريطة تصويت الجلسة الماضية، في جلسة الخميس، في ظل مراوحة المواقف مكانها من دون أي تغيير.
ولفتت المصادر الى أن «كل المشاورات واللقاءات التي حصلت خلال الاسبوع الماضي أكان بين أطراف ثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، أم بين كتل التغيير والمستقلون والكتائب والقوات والاشتراكي، لم تفضِ الى أي تعديل بالمواقف». وتوقعت أن جولة مشاورات جديدة ستبدأ اليوم حتى الخميس لمحاولة إحداث خرق في جدار المواقف والتوجهات، لكن المصادر استبعدت أن تحمل الجلسة الثانية أي مفاجأة.
وعلمت «البناء» أن القوات اللبنانية والكتائب والاشتراكي مستمرون بتأييد المرشح النائب ميشال معوض وسيصوّتون له في جلسة الخميس.
ويستكمل النائب غسان سكاف مبادرته الرئاسية بزيارة رؤساء الكتل النيابية في محاولة لتقريب وجهات النظر، وزار أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
وأوضح سكاف لـ»البناء» أنه مستمر بمبادرته وجولته على الأطراف السياسية للاستماع الى آراء وتوجهات الكتل ورؤيتها للرئيس المقبل لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، للتوصل الى توافق. ولفت الى أن لا أسماء جديدة غير معوض حتى الساعة حتى بروز أسماء جديدة. ولا اتفاق بين كتل المعارضة والمستقلون مع الكتائب والقوات والاشتراكي. مشيراً الى أن لا أحد يملك أكثرية نيابية لفرض مرشحه حتى الساعة.
وفيما تحاول جهة إقليمية الضغط على كتلة النواب السنة لتأييد معوض، علمت «البناء» أن هذه المحاولات لم تنجح. وأشارت أوساط نيابية في كتلة اللقاء الديمقراطي لـ»البناء» الى أن الحزب مستمر بتأييد النائب معوض حتى الساعة وسيصوت له في الجلسة المقبلة، الى أن تبرز معطيات جديدة تتجه نحو التوافق على مرشح مع القوى الأخرى. لكنها تساءلت عن سبب إخفاء قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر مرشحيهم. مشيرة الى أن لا قوى التغيير والمستقلون اتفقوا مع 14 آذار على مرشح ما وكذلك الأمر جبهة الأوراق البيضاء لم تتفق على مرشح، وبالتالي الجميع يعطل انتخاب الرئيس ما يتوجب الاتفاق على مرشح معين.
وإذ استبعدت مصادر الثنائي أمل وحزب الله لـ»البناء» انتخاب الرئيس بالمهلة الدستورية المحددة وتوقعت شغور لعدة أشهر، ما يتوجب تأليف حكومة جديدة لادارة فترة الشغور، أشار نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى ان «موقفنا كحزب الله أنْ تتألف الحكومة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية حتى لو بقيت أياماً معدودة، والآن أصبح هذا الاهتمام بالنسبة لنا أكثر لأنَّ المهمة الأولى لهذه الحكومة أنْ تنقذَ لبنان من التخبط السياسي الذي يمكن أن يقع عندما يأتي وقت الاستحقاق الرئاسي».
اعتبر قاسم في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بانه «يوجد أحد رئيسين: رئيس تحدٍّ يريد المواجهة وفرض رؤيته التي تتقاطع مع أميركا وتخرِّب لبنان، ويوجد رئيس له رؤية وطنية منفتح ومرن ويعالج القضايا الشائكة بالحوار، وليس مستسلماً للأجنبي».
ورأى بأن «مسار تبني التحدي هو مسار تعطيلي ولا قابلية له لإنجاز انتخاب رئيس، ولذا على المجموعات الساعية لانتخاب رئيس وطني لنهضة هذا البلد أن تتحاور لتقريب وجهات النظر حول الرئيس المناسب في هذه المرحلة».
على صعيد آخر، طفا السجال الى السطح، بين مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل، وإذ أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، مقاطعة جلسة مجلس القضاء الأعلى التي دعا إليها وزير العدل اليوم «إيماناً باستقلالية عمل القضاء»، بحسب عبود.
وأشار عبود، إلى أنّ «التدخلات السياسية في القضاء، الحاصلة من الجهات والمراجع المختلفة، صراحةً أو ضمناً، سكوتاً أو تجاهلاً، ساهمت وتساهم في ضرب الثقة بالأداء القضائي».
في المقابل ردّ وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري على عبود بالقول «إنّ من صلاحيات وزير العدل دعوة مجلس القضاء الأعلى إلى الانعقاد، وشدّد على رفضه الكلام الذي يقول إنه يتدخل في القضاء». وأشار خوري، إلى أنّ هناك تعثّراً في انعقاد جلسة لمجلس القضاء الأعلى منذ أكثر من أسبوعين، وقال: «إنّه لا يعتقد أن القضاة في المجلس سيلبّون دعوة رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود إلى مقاطعة الجلسة».
وجاء هذا الخلاف بعد الانتقاد العالي السقف الذي توجه به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد القاضي عبود منذ أيام، وتوقعت مصادر سياسية لـ»البناء» أن يؤدي هذا الخلاف الى تجميد الملفات القضائية الأساسية كملف تحقيقات المرفأ فضلاً عن التشكيلات القضائية.
وتفاعل موضوع تفشي وباء «الكوليرا» في منطقة عكار في ظل تدني مستوى الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين وكذلك للنازحين السوريين، ما يهدّد بتداعيات خطيرة على المستوى الصحي لا سيما لجهة ارتفاع عدد الإصابات بوباء «الكوليرا» وسط تحذيرات وزارة الصحة من انتشار أوسع ما لم يتعاون المواطنون والنازحون لاحتواء هذا الوباء.
وكشفت مصادر صحية مطلعة على الملف لـ»البناء»، أن عدد الاصابات بوباء الكوليرا بلغ 14 إصابة حتى الآن والمرشح للارتفاع أكثر في كل لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعزت المصادر السبب الى «الاختلاط اليومي بين اللبنانيين والنازحين السوريين الذين يذهبون الى سورية دائماً ويعودون الى لبنان. وكذلك سوء الخدمات التي تقدمها المنظمات الدولية لمخيمات النازحين السوريين في عكار»، مشيرة إلى أنه تم عرض الصور بشأن ادارة هذه المنظمات للمخيمات، خلال اجتماع لوزارة الصحة، أمام مسؤولي المنظمات الدولية.
وحملت المصادر الدولة المسؤولية الكاملة لعدم فرضها إجراءات رقابية واحترازية واستباقية في منطقة عكار وعلى الحدود اللبنانية السورية عموماً، علماً أن انتشار هذا المرض بدأ في سورية منذ آب الماضي.
ودعت المصادر الى فرض إجراءات وقائية لامركزية في منطقة انتشاره وتكثيف حملات التوعية في لبنان عموماً لتفادي انتشاره.
***************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
اتفاق الترسيم أُنجز وإسرائيل تبتّه اليوم
الثانية عشرة إلا خمس دقائق من منتصف الليلة الماضية، تسلّم لبنان رسمياً المسودة النهائية لاتفاق الترسيم على أن توزّع الثامنة من صباح اليوم على الرؤساء الثلاثة، بعدما أبلغ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين بحلّ العقدة الأخيرة التي استجدّت في ما يتعلق بحقل قانا، وحل الالتباس بين عبارتي «الأمر القائم» و«الأمر الواقع» في ما يتعلق بخط الطفافات وفق الصيغة اللبنانية. وقد أُرسلت نسخة من المسودة إلى كيان العدو، حيث يفترض أن يدعو رئيس الحكومة الاسرائيلية يائير لابيد إلى اجتماع وزاري لاقرارها.
وكانت الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت بروز «عقدة قانا» وتبادلاً لصياغات حول عبارات تتعلق بتحديد المرحلة الزمنية بين الاستكشاف والتنقيب والاستخراج من جهة، وبين اتفاق اسرائيل مع شركة «توتال» بحيث لا ترتبط الاعمال في لبنان بموافقة اسرائيلية مسبقة، فيما يلتزم الجانب الفرنسي بدفع «التسوية/التعويض» لاسرائيل بعد الاستكشاف وتقدير حجم المخزون، على ان يبقى لبنان مالكاً لكل المكمن/ الحقل المحتمل بجانبيه الشمالي والجنوبي، كما جدد الفرنسيون التعهّد بأن «توتال» ستعالج، من جهتها وبعيداً عن عائدات لبنان، ما تعتبره إسرائيل «حقاً» لها في الحقل من عائدات الشركة وليس من عائدات لبنان.
وأبلغ الجانب الفرنسي لبنان بعيد منتصف ليل امس ان «توتال» ملتزمة البدء في اعمال التنقيب والاستكشاف فور اعلان الاتفاق، وأنها ستستقدم سفناً وحفارات ومعدات لهذه الغاية بحلول مطلع السنة المقبلة.
وحتى قبيل منتصف ليل أمس، كانت الرسائل تتلاحق بين بيروت وواشنطن وتل أبيب. في الولايات المتحدة كان هوكشتين، ومعه فريق قانوني وتقني أميركي، يتواصل في بيروت مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المكلف من الرئيس ميشال عون متابعة الملف، وعلى الجانب الإسرائيلي مع مستشار الأمن القومي إيال حالوتا ومعه فريق يمثل المؤسسة الأمنية ووزارة الطاقة في كيان الاحتلال.
وكانت إسرائيل أقلقت العواصم الغربية الخميس الماضي بعدم قبولها بالملاحظات اللبنانية، وساد مناخ سلبي في وسائل الإعلام وعلى لسان المسؤولين، لكن الاتصالات بعيداً من الأضواء والتي تولاها الجانبان الفرنسي والأميركي كانت واضحة: ما يجري يتعلق بهاجس لابيد المتعلق بالانتخابات الإسرائيلية.
في الأيام التي تلت، جرى تبادل مسودات وملاحظات. وتبين أن الوسيط الأميركي ومعه فرنسا متفقان على أن لبنان لا يمكنه تقديم أي تنازل في جوهر الاتفاق، لا بما خص ربط التنقيب باتفاق مسبق بين إسرائيل وشركة «توتال»، ولا بما يتعلق بالحدود البحرية المتصلة بالحدود البرية أو منح خط الطفافات صفة قانونية تنعكس لاحقاً على حقوق لبنان. وعلى هذا الأساس انطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات. وتمكن الفرنسيون من التوصل إلى اتفاق جانبي مع إسرائيل يخص ما تفترضه حصة لها من حقل قانا، على أن يجري تضمينه الاتفاق، مع التأكيد للبنان بأن أي تعويض مادي تأخذه إسرائيل لا يمس حصة لبنان من عائدات حقل قانا، وجدّد الفرنسيون، بضمانة أميركية، أن عمل «توتال» سينطلق فور الإعلان عن الاتفاق وهو غير مرتبط على الإطلاق بالاتفاق الجانبي بين الشركة وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بخط الطفافات. حصل نقاش تقني ولغوي وقانوني أدى في بعض اللحظات إلى تهديد الاتفاق، لأن موجز النقاش يتركز على أن لبنان لن يعترف بأي حدود بحرية مع العدو، وأن ما يجري لا يعدو كونه تحديد البلوكات الخاصة بالمناطق الاقتصادية للجانبين، وأن خط الطفافات ليست له قيمة قانونية ولا يمكن اعتباره، الآن أو في أي وقت لاحق، خطاً يمكن الاستناد إليه في معرض ترسيم الحدود البحرية. كما أن لبنان يرفض الحديث عن نقاط في البر تتصل بما يجري الحديث عنه بحراً. وظل النقاش مستمراً حول عبارات بين «الأمر القائم» و«الأمر الواقع»، إذ تعتبر إسرائيل «الأمر القائم» بمثابة إقرار من لبنان بقيمة خط الطفافات، بينما للبنان تفسيره الواضح بأن «الأمر الواقع» هو تأكيد على استمرار النزاع حول الحدود البحرية كما الحدود البرية.
وخلال ساعات الليل، ضغط الجانب الأميركي على لبنان للقبول بالصياغة الملتبسة. وقدم الأميركيون تبريرات تتعلق بالوضع الداخلي لرئيس حكومة العدو، وأنه مضطر لصياغة لا تظهره في موقع المهزوم خصوصاً أنه يسعى إلى إقرار الاتفاق في الحكومة وإحالته فوراً إلى الكنيست للاطلاع عليه، وأن المهلة المتاحة هي الآن ليكون الاتفاق قابلاً للتوقيع النهائي قبل الثلاثين من هذا الشهر، وأن لبنان صاحب مصلحة في ذلك كون هذا التاريخ يمثل اليوم الأخير لولاية الرئيس ميشال عون، وأنه في حال انتهت الولاية من دون اتفاق سيصبح متعذراً على أحد توقيعه إلا بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بينما لا أحد يعلم كيف ستكون نتائج الانتخابات في إسرائيل وما إذا كان بنيامين نتنياهو سيسير بالاتفاق أم لا في حال فوزه.
المسودة الجديدة
وكانت المداولات أشارت إلى أن هوكشتين أعد مسودة قائمة على ما تلقاه من ملاحظات من الجانبين، بحيث تكون غير قابلة للتعديل أو النقض. وتبين أن المشكلة انحصرت فعلياً في الخلاف على وضعية «خط الطفافات». ووفقاً للتسريبات، فإن لبنان مصر على اعتماد النقطة 20 في البحر كمنطلق لترسيم الخط، وهي النقطة التي تسبق حدود «بلوك 10» اللبناني فيما سيتم الإبقاء على النقطة 31 التي وردت في الاقتراح الإسرائيلي – الأميركي. وتتقدم النقطة المذكورة على النقطة 18 التي تمثل أساس انطلاق الخط 23 مسافة تمتد كيلومترات، ما يعني أن المنطقة الواقعة خلف النقطة 20 ستكون أقرب إلى منطقة نزاع، ويبقى «خط الطفافات» الذي يمثل «الخط 1» الإسرائيلي على ما هو عليه، على أن يجري طرح وضعيته حالما يتم الذهاب إلى تفاوض غير مباشر حول الحدود البرية. حتى ذلك الحين، سيكتفي لبنان بإيراد خطه ضمن الورقة وتوقيعها من طرفه ثم وضعها في عهدة الولايات المتحدة، فيما سيكون للعدو نفس الخطوة، مما يعني أن الأوراق لن تودع بالضرورة لدى الأمم المتحدة إنما سيجري إبلاغها بطريقة ما عن التوصل إلى «تفاهم».
وعلى الأرجح، ستخلق هذه الآلية جدلاً، لكون العدو سيبقي على الإحداثيات التي أودعها لدى المؤسسة الدولية حيال الخط رقم 1، ولن يجري أي تعديل، فيما لبنان سيبقي على الخط 23 المودع سابقاً لدى المؤسسة الدولية نفسها من دون أي تعديل، وليس ثمة حاجة لإيداع أي إحداثيات جديدة طالما أن القضية نقلت إلى موعد يحدد لاحقاً.
***********
افتتاحية صحيفة النهار
الترسيم بنسخة أخيرة… والاستحقاقان في المراوحة
اطل الأسبوع الجديد على اشتداد أجواء التشاؤم في شأن الاستحقاقين الرئاسي والحكومي قبل عشرين يوما من نفاد المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل عقب نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول الحالي، فيما عادت لتتسع افاق التفاؤل الحذر بملف #ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل. وبدا الحذر الشديد المقترن بالشكوك سيد الموقف فيما يفترض ان يكون لبنان تبلغ او في طريقه الى تبلغ الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم بعد المعالجة القيصرية الصعبة التي دأب عليها في الأيام الثلاثة الأخيرة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آموس هوكشتاين خصوصا لجهة إعادة الصياغة وإيجاد التسويات والصياغات القانونية للملاحظات والتعديلات التي طرحها الجانبان اللبناني والإسرائيلي والتي تسببت بواقع اهتزت معه احتمالات ابرام الاتفاق قبل نهاية الشهر الحالي. وإذا كانت تجربة الضخ التجريبي “المعاكس”للغاز التي بدأتها إسرائيل من البر الى منصة كاريش قد مرت بسلام حتى البارحة، بعدما اعلم لبنان مسبقا بطبيعة هذه التجربة، فان ذلك يظهر اقله وفق ظاهر المعطيات ان ثمة اتجاهات لترك الفرصة الأخيرة التي تقدمها النسخة الأخيرة للاتفاق كما وضعها هوكشتاين تأخذ كامل مداها، علما ان الأوساط اللبنانية المعنية بالاتصالات اللبنانية – الأميركية حول الملف بدت متفائلة بان تحمل الساعات المقبلة بشائر إيجابية لجهة انجاز اللمسات الأخيرة على اتفاق الترسيم بما ينزع ورقة اسقاط الاتفاق في اخر اللحظات الحرجة من معترك التوظيف الانتخابي الصاخب في إسرائيل. اما من الجانب اللبناني، فان هذه الأوساط تؤكد بانه لن يكون هناك ازمة او مشكلة اذا تطابقت النسخة النهائية مع الأسس والتعديلات التي طلبها لبنان وتوافق عليها الرؤساء الثلاثة، فيما ينتظر ان يكرر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم وقوف “المقاومة خلف الدولة” في الموقف من الصيغة النهائية مع التشديد على الموقف المحذر لإسرائيل من محاولة استخراج الغاز من جانب واحد.
وقد افاد موقع “والاه” الإسرائيلي مساء امس نقلا عن مسؤول إسرائيلي ان هوكشتاين قدم للبنان وإسرائيل “نسخة نهائية” من اتفاق ترسيم الحدود البحرية. ولكن الجهات المعنية في لبنان قالت انها لم تكن تسلمت النسخة بعد. كما نقل عن مصدر أميركي ان هوكشتاين يواصل مشاركته القوية لانهاء مفاوضات الترسيم وان الفجوات ضاقت ومن الممكن التوصل الى تسوية دائمة. ولكن المعلومات التي تناقلها الاعلام الإسرائيلي ليلا حملت تاكيدات بتسلم النسخة النهائية كما ان “التلفزيون العربي” بث ليلا نقلا عن مصادر انه من المتوقع توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في العشرين من تشرين الأول في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة .
ولعل اللافت في معاينة المواقف الخارجية من الواقع اللبناني في هذه الفترة ان الاهتمامات الدولية بدأت تضع ملفات الترسيم والاستحقاق الرئاسي والملف الحكومي في سلة أولويات متزامنة بل متزاحمة. وفي هذا السياق يستعد لبنان الخميس المقبل لاستقبال وزيرة الخارجية الفرنسية التي ستشكل زيارتها محطة بارزة لكونها ستاتي قبيل أسبوعين تقريبا من نهاية المهلة الدستورية وهي ستحمل موقفا ملحا ومتشددا لجهة ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الموعد الدستوري مع تحذير من تداعيات فراغ لم يعد لبنان قادرا على تحمل تبعاته وتداعياته وهو على هذه الحال من الانهيار.
واشنطن ولبنان
وامس صدر موقف أميركي بارز ومزدوج من الاستحقاق الرئاسي والترسيم البحري اذ اكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ “الولايات المتحدة تدعو إلى انتخابات رئاسية في لبنان حرة ونزيهة، وفي موعدها، بحسب الدستور اللبناني”.وأضاف في رسالة مكتوبة: “نريد حكومة في لبنان قادرة على إعادة ثقة شعبها وملتزمة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية لإحداث تغيير والترويج لحكم رشيد ينقذ الاقتصاد”.
وعن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، قال المسؤول الأميركي إن “الموفد الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين على اتصال مع كل الأطراف ويعمل على حل الخلافات العالقة فيما المفاوضات في فصولها الأخيرة”. وشدد على “أننا ملتزمون بالتوصل إلى حل ونعتقد أن اتفاقاً مستديماً أمر ممكن وبمتناول اليد”.
في غضون ذلك بدا رئيس الجمهورية ميشال عون متفائلا بنتائج الاتصالات والجهود الأخيرة حيال الترسيم فقال امس امام زواره أنه “يأمل في انجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين شوطا متقدما، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي”. واعتبر ان “الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”.
ومعلوم ان عون كان تلقى بعد ظهر الاحد الماضي اتصالا هاتفيا من الوسيط الأميركي اطلعه خلاله على نتائج الجولات الأخيرة للاتصالات مع الجانب اللبناني من جهة والجانب الإسرائيلي من جهة أخرى، والتي تم خلالها درس الملاحظات المقدمة من الطرفين. وافادت بعبدا ان هوكشتاين أوضح ان جولات النقاشﹸختمت وتم تحديد الملاحظات التي سيرسلها خلال الساعات القليلة المقبلة في نسخة تتضمن الصيغة النهائية للاقتراح المتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
في غضون ذلك بدأت شركة “إينرجيان” للطاقة ومقرها لندن إجراء اختبار للأنابيب بين الأراضي الاسرائيلية وحقل كاريش البحري للغازوقال مصدر لبناني مطلع على المفاوضات أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ السلطات اللبنانية بأن ما يجري هو “اختبار عكسي” .
الاستحقاقان…
اما في مجريات المشهد الرئاسي والحكومي، فان الانسداد المزدوج يطبع مجمل المشهد ويضع البلاد امام عد تنازلي لترجيح احتمال الفراغين على كل الاحتمالات. ويبدو في حكم المؤكد ان الجلسة الانتخابية الثانية الخميس المقبل ستستعيد الصورة نفسها لنتائج الجلسة الأولى مع فارق محتمل بان يتزايد عدد النواب المؤيدين للنائب ميشال معوض، ولكن من دون القدرة على انتخابه في مقابل “الكتلة البيضاء” للفريق الاخر، ومقاطعة نواب “التيار الوطني الحر”. كما ان تكتل النواب التغييريين لم يقرر بعد اسم المرشح البديل الذي سيصوت له من بين ثلاثة هم زياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين . ومن المقرر ان يقوم وفد من “التيار الوطني الحر” اليوم بزيارتين لقصر بعبدا وبكركي في اطار التصور الذي اعلنه رئيس “التيار” النائب جبران باسيل حيال الاستحقاق الرئاسي. واكد باسيل امس عدم مشاركة كتلة التيار في جلسة الانتخاب يوم الخميس معتبرا ان “هناك استهتارا بالشهداء والذكرى الوطنية “.
وبدا لافتا امس ان يتعمد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم اظهار الحاح الحزب على خيار تشكيل حكومة تتقدم الاستحقاق الرئاسي، اذ كتب على حسابه عبر “تويتر” : “موقفنا كحزب الله أنْ تتألف الحكومة قبل إنتخابات #رئاسة الجمهورية حتى لو بقيت أيام معدودة”. وأضاف :”الآن أصبح هذا الاهتمام بالنسبة لنا أكثر لأنَّ المهمة الأولى لهذه الحكومة أن تنقذَ لبنان من التخبط السياسي الذي يمكن أن يقع عندما يأتي وقت الاستحقاق الرئاسي”. وتزامن موقف قاسم مع معطيات تؤكد بلوغ جهود الحزب بين بعبدا والسرايا الانسداد التام .
في المقابل ابرز الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية تمسكهما بترشيح النائب ميشال معوض عشية الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية المقررة الخميس. والتقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع في معراب، عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل بو فاعور في حضور النائب ملحم الرياشي وأشار بو فاعور إلى “إن القوّات وحزب الكتائب اللبنانيّة، وكتلة التجدد ونحن، دعمنا ترشيح النائب ميشال معوّض وهو بالنسبة لنا يستوفي الشروط الوطنيّة والسياديّة لكي يكون رئيساً للجمهوريّة، فنحن قلنا ما لدينا ولكن ماذا عن باقي الكتل؟ فقد آن الأوان بالنسبة لهذه الكتل أن تقدّم مرشحيها بعيداً من بعض طرق التصويت التعبيري بعدم ترشيح أشخاص معنيين لأنه إذا ما كان المطلوب في نهاية المطاف الوصول إلى رئيس جامع يجمع عليه كل اللبنانيين، رئيساً لا يشكّل تحدياً لأحد فأعتقد أنه بات على الكتل الأخرى أن تتصرف في هذا الاستحقاق بشكل واضح وتقدّم مرشحيها لكي نبحث في إمكانيّة الوصول إلى صيغة وفاقيّة، وعكس ذلك نحن نضيع مزيداً من الوقت على اللبنانيّين في المزيد من المعاناة المعيشيّة الاقتصادية.”.
*************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عبود ينتفض على خوري… واجتماع اليوم يرأسه عويدات و”يفقد النصاب” في قضية المرفأ
اتفاقية الترسيم إلى “الناقورة”: التوقيع في 20 ت1؟
بين ربط منصة “كاريش” بأنابيب توصيل الغاز و”ربط النزاع” التفاوضي مع لبنان، تسير إسرائيل على خطين متوازيين فارضةً إيقاعاً متقلباً في أجواء الترسيم الحدودي البحري، تارةً بتسريبات إعلامية إيجابية تؤكد قرب التوصل إلى توقيع الاتفاق النهائي وطوراً بتهديدات عسكرية تؤكد الجهوزية للردّ بضراوة على أي هجوم يشنه “حزب الله” على منصاتها النفطية. وبين البينين، يواصل المسؤولون اللبنانيون عملية “ضبط الإيقاع والنفس” في سبيل ضمان إيصال مفاوضات الترسيم إلى خواتيمها المرجوّة بمعيّة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، والذي أفادت المعلومات المتواترة مساءً أنه نقل إلى بيروت وتل أبيب صيغة المسودة النهائية لاتفاقية الترسيم البحري تمهيداً لوضع كل من الجانبين لمساته الأخيرة عليها.
وإذ برز تأكيد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في إطلالة متلفزة ليلاً أنّ “القصة صارت واقفة على كلمة” والمهلة الزمنية باتت ضيقة ولا تتعدى أواخر الشهر الجاري تحت طائل تجديده التهديد بأنّ “البديل عن الترسيم هو الحرب” مع تأكيد دعمه “هذه المعادلة التي أرساها “حزب الله” في مقاربة الملف”، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى لـ”نداء الوطن” أنّ المعطيات الأخيرة تفيد بأنّ “الوصول إلى اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل أصبح قريباً جداً بعدما تقلصت الفجوات بين الطرفين”، مرجحاً الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة على “تحديد موعد لانعقاد اجتماع في الناقورة لا يتجاوز 20 ت1 بغية إعداد المحاضر النهائية لاتفاقية الترسيم وخرائطها والتوقيع عليها قبل إرسالها إلى الأمم المتحدة”.
وأكد المصدر الديبلوماسي أنّ “الوسيط الاميركي أقفل باب النقاش حول ملف الترسيم وانطلق باتجاه صوغ العرض النهائي المعدّل شكلياً والمنقّح قانونياً ولغوياً بما يرضي الجانبين الإسرائيلي واللبناني”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ “الإدارة الأميركية مارست ضغوطات مباشرة ومتوازنة خلال الأيام الأخيرة على الجانبين ونجحت من خلالها في إعادة رفع حظوظ إنجاز اتفاق الترسيم بعدما شهدت نهاية الأسبوع الماضي تراجعاً وتشنجاً في المواقف”.
وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن اتفاقية الترسيم البحري “سيكون لها نتائج مباشرة على مسار الاستحقاقات اللبنانية، بدءاً من تأليف حكومة جديدة تعمل على تسلمّ صلاحيات رئاسة الجمهورية في فترة الشغور بعدما صار متعذراً إلى حد كبير انتخاب رئيس جديد للبنان ضمن ما تبقى من المهلة الدستورية”، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ “المجتمع الدولي سيمارس بموازاة ذلك أقصى الضغوط في سبيل ضمان عدم إطالة فترة الفراغ الرئاسي ومنع الطبقة الحاكمة من استغلال هذه الفترة لإعادة تثبيت قواعد حكمها والاستمرار في ممارسة السلوكيات الوقحة نفسها التي لا تتماشى مع شروط الإصلاح المطلوبة لإنقاذ الشعب اللبناني”، وأضاف: “الارادة الدولية مصمّمة على سيادة الهدوء في لبنان، والاستثمار في توقيع اتفاق الترسيم الحدودي البحري لاعادة تحريك عملية التنقيب في البحر اللبناني في سبيل الدفع باتجاه تحسّن الواقع الاقتصادي المنهار في لبنان، ولذلك فإنّ شركة توتال الفرنسية ستباشر فور توقيع اتفاق الترسيم عمليات الحفر في البلوك رقم 9 وحقل قانا، والنتيجة المرتقبة ستظهر في خلال عام بحسب التقديرات، على أن تبقى العين الدولية مفتوحة لمنع السلطة الحاكمة من العبث اللصوصي في الثروة الغازية للبنانيين”.
في الغضون، سجّلت الأحداث الداخلية اللبنانية أمس منعطفاً قضائياً بارزاً مع تصدي رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود لـ”محاولات التدخل السياسي السافر في العمل والأداء القضائيين من خلال حملات ممنهجة ومتمادية تضمنت تجنيات وافتراءات وتهجمات وتجاوزات” استهدفت القضاء والقضاة ومجلس القضاء ورئيسه. ومن هذا المنطلق، قرر عبود “الخروج عن الصمت” فانتفض على خطوة وزير العدل هنري خوري “الدعوة إلى اجتماع لمجلس القضاء الأعلى ووضعه لجدول أعماله في سابقة لها مبرراتها السياسية لا القضائية، ولو أُسندت في ظاهرها إلى واقعٍ قانوني (المادة السادسة من قانون القضاء العدلي) لم يُطبّق ولم يُعمل به سابقاً، لعدم ائتلافه مع مبدأ الفصل بين السلطات ومبدأ إستقلالية السلطة القضائية المكرّسَين في الدستور”، كما جاء في بيان القاضي عبود، معلناً في المقابل “عدم حضور جلسة مجلس القضاء الأعلى” التي دعا إليها خوري اليوم “التزاماً منه بقسم يمين الحفاظ على إستقلالية القضاء وكرامته، وإيماناً منه باستقلالية عمل مجلس القضاء الأعلى وعدم تكريس ما يمسّ هذه الإستقلالية”.
ولاحقاً، بدا وزير العدل مصمماً على إحداث شرخ في الجسم القضائي عبر تصريح أدلى به لقناة “lbci” وبدا فيه كمن يحرّض القضاة على التمرّد على قرار رئيس مجلس القضاء الأعلى عدم الحضور إلى جلسة اليوم قائلاً: “لا أعتقد أن القضاة في المجلس سيلبّون دعوة القاضي عبود إلى مقاطعة الجلسة”.
وأمام هذا الواقع، كشفت مصادر قضائية لـ”نداء الوطن” أن جلسة مجلس القضاء الأعلى ستُعقد اليوم برئاسة نائب رئيس المجلس النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، لكنها رجحت في المقابل أن تفقد الجلسة نصابها القانوني بخروج عويدات منها لدى طرح قضية تعيين قاض رديف للمحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، سيما وأنه سبق أن تنحى عن النظر في القضية بصفته مدعياً عدلياً لوجود صلة قرابة بينه وبين الوزير السابق المدعى عليه النائب غازي زعيتر.
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون يأمل في انجاز ترسيم الحدود البحرية «خلال أيام»
اعتبر أن الاتفاق مع إسرائيل يعني «انطلاق التنقيب عن النفط والغاز»
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل التي يتولاها الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، «قطعت شوطاً متقدماً وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي».
وقال عون، خلال استقباله بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، عشية سفره إلى الفاتيكان، إنه «يأمل في إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي شوطاً متقدماً، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي».
واعتبر عون أن «الوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي».
وفي هذا الإطار، وصفت مصادر وزارية أجواء الساعات الأخيرة من المفاوضات بـ«الإيجابية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «النقاشات باتت شبه منتهية والأمر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة بحيث يتم العمل على توحيدها إن لم تحصل مفاجآت غير سارة في اللحظة الأخيرة».
وكانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت، مساء أول من أمس، أن لبنان سيتسلم الصيغة النهائية لاقتراح ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في غضون ساعات بعد اتصال تم بين الوسيط الأميركي والرئيس اللبناني. وأكد بيان للرئاسة أن «الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح الوسيط الأميركي بشكل دقيق تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب».
وبانتظار ما ستكشفه الساعات المقبلة، ترتفع أصوات في لبنان منتقدة طريقة تعامل الدولة اللبنانية مع المفاوضات والجهات التي تقوم بالمهمة، وهو ما تحدث عنه أمس النائب في حزب «القوات اللبنانية» بيار بو عاصي الذي قال في حديث إذاعي إن «ملف الترسيم مُعقد وكبير ويكاد يصل لخواتيمه، لكن دخول حزب الله وتلويحه بالحرب عبر رسائل المسيرات بلا حساب للدولة والدستور مرفوض». وفيما اعتبر أن «تصرف الحزب يساهم بعرقلة المفاوضات»، قال إن «من المفترض أن يكون النواب على اطلاع على اتفاق الترسيم بشكل رسمي وليس عبر الإعلام، وفق ما تنص عليه المادة 52 من الدستور»، مؤكداً في الوقت عينه أن «ما يعنينا أن الدولة اللبنانية دخلت بالمفاوضات عبر الوسيط الأميركي ونحن اصطففنا وراء الدولة بقرارتها بهذا الملف».
وكانت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل قد انطلقت عام 2020، ثم توقفت في مايو (أيار) 2021 جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بعد مطالبة لبنان بتعديل الخريطة التي استخدمتها الأمم المتحدة خلال المحادثات وقال إنها استندت إلى تقديرات خاطئة.
وبعد أشهر من توقف المفاوضات، قدمت واشنطن عبر الوسيط آموس هوكستاين مسودة اتفاق لحل النزاع إلى الجانبين الإسرائيلي واللبناني، تضمنت مجموعة من الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وقام الجانب اللبناني بوضع ملاحظاته على المسودة. وقد أبدى المسؤولون اللبنانيون تفاؤلاً بإنجاز الاتفاق، قبل أن تعود إسرائيل وترفض الملاحظات اللبنانية، وهو ما أدى إلى إعادة البحث بها في محاولة لتجاوز الخلافات.
ونصت شروط المسودة الأميركية، وفق المعلومات التي رشحت بشأنها، على خضوع حقل كاريش للغاز بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، في مقابل منح حقل قانا للبنان، علماً بأن قسماً منه يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين مياه البلدين. ومن المقرر، بحسب مسودة الاتفاق، أن تحصل شركة «توتال» الفرنسية على رخصة إنتاج الغاز من حقل قانا على أن تحصل إسرائيل على حصتها من إيراداته في المستقبل.
*************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: أُقفلت رئاسياً.. وأيام حاسمة حكومياً.. الترســيم: لا تصعيد.. جلسة 13 تشرين: مقاطعة
ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في العناية الاميركية المركّزة، وملف تأليف الحكومة الجديدة في العناية المركّزة من قِبل بعض الوسطاء الذين لا يزالون يشدّون في اتجاه توليد الحكومة قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، وبالتالي ستتبلور الوجهة النهائية لهذين الملفين في غضون ايام قليلة جداً، قد لا تتعدّى نهاية الاسبوع الجاري. واما الملف الثالث المتمثل بالاستحقاق الرئاسي، فثمة تسليم داخلي شامل بركنه على رصيف الانتظار، إلى ان تحين تلك اللحظة التي تنضج فيها ظروفه داخلياً وخارجياً ويتقرّر آنئذٍ الإفراج عنه، وسوق كل اطراف الانقسام الداخلي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فشلان
رئاسياً، يبدو جلياً انّ جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحدّدة الخميس المقبل، محكومة بفشلين سابقين لها، الاول هو فشل مفترض وفشل حتمي، فالفشل المفترض، هو المتصل باحتمال عدم انعقادها بالنظر إلى مقاطعتها المحتملة من قِبل بعض الكتل النيابية، المسيحية على وجه الخصوص، واما الفشل الحتمي، فهي في حال انعقادها لن تختلف في جوهرها عن الجلسة السابقة لناحية عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفي كلا الحالين ستركن الجلسة كرقم في جدول الجلسات المتتالية التي سيُدعى اليها المجلس النيابي في هذا الخصوص.
وبحسب المعطيات السابقة لجلسة 13 تشرين، فإنّه بات محسوماً ان تكتل “لبنان القوي” سيقاطع هذه الجلسة، لتزامنها في موعد له رمزيته الكبرى لدى “التيار الوطني الحر”، فيما الغموض ما زال يكتنف مواقف بعض الكتل النيابية، ولاسيما “تكتل الجمهورية القوية”، حيث في موازاة ما تردّد في بعض الاوساط السياسية، بأنّ “القوات اللبنانية” ستشارك عبر تكتلها النيابي في جلسة 13 تشرين، ولا تقيّد نفسها بأي اعتبارات، فإنّ مصادر سياسية واسعة الاطلاع ابلغت إلى “الجمهورية” قولها انّ “القوات” ستقاطع بدورها، ليس من باب التضامن مع خصمها السياسي “التيار الوطني الحر”، بل انطلاقاً من اعتبار انّه كما انّ ذكرى “14 ايلول” لها رمزيتها المسيحيّة الكبرى كونها مرتبطة باغتيال الرئيس بشير الجميل، كذلك ذكرى “13 تشرين” لها رمزية مسيحية، متمثلة بالاجتياح السوري للقصر الجمهوري في بعبدا.
وتبعاً لذلك، تضيف المصادر، فإنّ الموقف النيابي المسيحي، كما كان واحداً في جلسة 14 ايلول، سيكون كذلك في جلسة 13 تشرين، وبالتالي فإنّ موقف “القوات” من هذه الجلسة لن يخرج عن سياق موقفها المبدئي الرافض للاحتلال السوري، وعن مراعاة الجمهور المسيحي العام على الضفتين “القواتية” و”العونية”، الرافض للاحتلال وتدمير قصر بعبدا واجتياحه. كما قد لا يخرج عن سياق المقاطعة، موقف حزب “الكتائب” وكذلك حلفاء “القوات” من النواب الذين يقّدمون أنفسهم كسياديين. والأكيد مع غياب المكون المسيحي عن جلسة 13 تشرين، فإنّها لن تنعقد، بحيث يؤجّلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى موعد آخر، ربما خلال الاسبوع الجاري.
لا انتخاب
على انّ تحديد موعد جديد للجلسة، في أي توقيت آخر، لا يعدو سوى تحديد موعد لفشل جديد في انتخاب رئيس، بالنظر إلى خلو نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية من المرشحين الجدّيين. وكذلك إلى عجز واضح لدى اي فريق من تأمين اكثرية الفوز لأي من الأسماء المطروحة، على غرار ما يحصل بالنسبة الى طرح اسم النائب ميشال معوض الذي تبنّاه حزب “القوات” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.
وبحسب مصادر نيابية، فإنّ “الحزب التقدمي” يكتفي بإعلان تأييده للنائب معوض والتصويت له، من دون ان يقوم بأي مبادرة حراكية من قِبله لحشد الاصوات لمعوض، فيما ألزمت “القوات” نفسها بالنائب معوض، ولم تفلح في إقناع الكتل النيابية الاخرى بترشيحه، لا مع الشق السياسي الآخر، ولا مع “نواب التغيير”، الذين غرّدوا خارج سرب “القوات”، رافضين محاولة احتوائهم واختزالهم من أي جهة سياسية، وإلزامهم بأي مرشح حتى ولو كان هذا المرشح يتمتع بالمواصفات التي تؤهّله لرئاسة الجمهورية، فلنواب التغيير حيثيتهم ووجودهم وقرارهم السياسي والسيادي الذي لا يسير وفق مشيئة اي جهة سياسية.
في هذه الأجواء، برز موقف لافت للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حث فيه النواب على انتخاب رئيس ناجح للجمهورية، وقال في عظة الاحد: “آن الآوان لكي ينكشف المرشح على الرئاسة الفارض نفسه بشخصيته وقدرته على الإنقاذ، ولا نريد رئيس تسويات. لم نشعر بأي إحراج مع جميع الذين زاروا الصرح البطريركي، ولم يعد لبنان يتحمّل أنصاف الحلول وأنصاف الرؤساء وأنصاف الحكومات.. والشعب يرفض حكومة على قياس البعض كما يرفض رئيساً غبّ الطلب”.
وفي السياق ذاته، جاء موقف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، الذي أمل “أن يكون تصرّف النواب في جلسة انتخاب الرئيس القادمة أكثر نضجاً وجدّية، وأن يتحمّلوا مسؤوليتهم في انتخاب رئيس للبلاد ضمن المهلة الدستورية، عوض اللجوء إلى الورقة البيضاء أو ما شابه، وكأنّ لا أحد يستحق أو هو مؤهل لتولّي المسؤولية وقيادة معركة الإصلاح والإنقاذ، أو كأنّ الوضع يسمح بإضاعة الوقت”.
اقل من اسبوع!
واما حكومياً، فعلى الرغم من الانسداد الظاهري في هذا الملف، ونعي اوساط سياسية امكانية تشكيل حكومة جديدة، فقد اكّدت مصادر سياسية موثوقة لـ”الجمهورية” بأنّ باب التأليف لم يُقفل، والامور ليست سوداوية بالشكل الذي يتمّ تصويره، بل انّ حركة الوسطاء جارية على قدم وساق لإخراج الحكومة من حقل التعقيدات العالقة فيه. فالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يقوم باتصالاته على بعض الخطوط، فيما يتولّى “حزب الله” عملية تليين موقف رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. وبالتالي الامور ليست مقفلة حتى الآن، بل قابلة لأن تؤدي إلى انفراج في اي لحظة”.
وبحسب المعلومات الموثوقة، انّ الوسطاء العاملين على خط اخراج الحكومة من التعقيدات لم ييأسوا حتى الآن من إمكان ان تبصر الحكومة النور في غضون ايام قليلة، الّا انّهم حدّدوا لأنفسهم فرصة لنجاح مهمتهم، تنتهي في مهلة اقصاها 15 تشرين الاول الجاري، اي بعد 4 ايام، فإنّ نجحت مساعيهم كان به، وإن لم تنجح فسينفضوا يدهم من هذا الملف نهائياً”.
وتؤكّد المعلومات، انّ التوجّه الذي يُعمل عليه هو اخراج صيغة حكومية على اساس الصيغة التي تقدّم بها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، معدّلة في عدد من وزرائها، وليس في معظم وزرائها المسيحيين، كما يطرح النائب جبران باسيل مدعوماً من رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث يطال التعديل فقط خمسة وزراء على الاكثر، هم الوزراء الذين جرى تداول اسمائهم.
وكشفت المصادر، انّ الرئيس المكلّف يرفض التعديل الواسع كما يطرح باسيل، بحجة انّ الوزراء المسيحيين في الحكومة الحالية “بالعهم” ميقاتي على حدّ ما يُنقل عن رئيس التيار، الّا انّ نتائج التواصل معه أفضت إلى عدم ممانعته ان يسمّي فريق رئيس الجمهورية (التيار وجبران) الوزير السنّي بالتفاهم مع نواب عكار، وان يسمّي الوزير الدرزي بالتفاهم مع رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” طلال ارسلان، وان يسمّي وزيرين مسيحيين، فيما يسمّي الرئيس نبيه بري وزيراً شيعياً بدلاً من وزير المال ( المطروح النائب السابق ياسين جابر). وتقول المصادر انّ هذه الصيغة ممكنة ويمكن اعتبارها افضل الممكن، وان صفت النيات وتوقفت المناكفة الكيدية قد تصدر مراسيمها قبل نهاية الاسبوع الجاري. الّا إذا كانت ارادة المناكفة هي الاقوى، فساعتئذ لا حول ولا قوة امام الفراغ الآتي.
مخاض الترسيم
وفي الجانب البحري، بدا جلياً في الساعات الماضية انّ نبرة التصعيد التي تعالت في اجواء ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل قد تراجعت، وعادت اسهم الاحتمالات الايجابية ترتفع وتؤشر إلى قرب توقيع اتفاق بين الجانبين.
وفيما لفتت مصادر مواكبة لهذا الملف عبر “الجمهورية” الى أهمية الاتصال الاخير الذي اجراه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين برئيس الجمهورية قبل يومين، واطلعه فيه على النتائج الاخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية”، مؤكّداً أنّ “جولات النقاش خُتمت وتمّ تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة”، نُقل عن مصدر ديبلوماسي لبناني قوله، إنّ “لبنان يربط الموافقة النهائية على العرض الأميركي بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بعودة اجتماعات الناقورة التي ستتمّ فيها صياغة المحاضر وتثبيت الإحداثيات التقنية”. مضيفاً: “العرض الأميركي سيصل لبنان في الساعات المقبلة”، فبعد إقفال الوسيط الأميركي باب النقاش حول عرض ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واستعداده لتقديم صيغة نهائية منقحة، فإنّ لبنان يكون قد حقق أحد مطالبه، وهو عدم ربط التنقيب والاستخراج في البلوك 9، وما يُسمّى حقل قانا غير المستكشف بمفاوضات إسرائيل مع شركة “توتال” الفرنسية حول حصتها من عائدات الجزء الجنوبي من هذا الحقل الواقع جنوب الخط 23″.
ولفت مسؤول كبير إلى ما سمّاه الزخم الاميركي الذي يدفع بملف الترسيم الى الامام”، وقال لـ”الجمهورية”: “واضح من المقاربة الاميركية لملف الترسيم انّه يحظى بأولوية ربما اكبر من اولويات سائر الاطراف المعنية فيه. فواشنطن تريد استخراج الغاز سريعاً سداً لحاجة حلفائها الاوروبيين، وتبعاً لذلك، يبدو جلياً انّ ادارة جو بايدن تتعاطى معه كملف ملزم أخذته على عاتقها عبر الطرح الاخير الذي أدخل الاسرائيليين بمزايدات انتخابية حوله، فيما وافق عليه لبنان ووضع بعض الملاحظات التي نعتقد انّ الاميركيين يتفهمونها. وعلى هذا الأساس بنى هوكشتاين صيغته النهائية التي قال انّه سيرسلها إلى لبنان ونعتقد انّ مضمونها ايجابياً”.
ولفت المسؤول عينه إلى انّ الصورة تنحى إلى الايجابية خلافاً للأجواء التي اشاعها الاسرائيليون في الايام الاخيرة وعادوا وخففوا من نبرتهم، وقال: “اعتقد انّ ما يجري في اسرائيل من مناوشات هو جزء من سيناريو اخراج الاتفاق. حيث انّ كل الاطراف باتت تقارب هذا الملف بأنّ الاتفاق بات امراً واقعاً وليس بعيداً”.
الموقف في اسرائيل
وفيما اكّدت مصادر حزبية مسؤولة لـ”الجمهورية”، انّ الاسرائيليين لا يريدون التصعيد، بل ويتجنبون القيام بأي خطوة من شأنها ان تؤدي الى شيء من التصعيد، وقد وصلتنا رسالة مباشرة في الايام الاخيرة تفيد بعزم اسرائيل على القيام بما سمّوه اختبار ضخ تجريبي من حقل “كاريش” وليس استخراج الغاز او النفط، وانطوت هذه الرسالة على تأكيد بأنّ هذه الخطوة ليست تصعيدية ولا ترمي الى ذلك. وقد أُبلغت هذه الرسالة الى “حزب الله” قبل ايام من اعلان الشركة البريطانية عن تجربة الضخ من البحر إلى البر.
وكانت شركة “إينيرجين” للطاقة أعلنت بدء الضخ التجريبي بين الأراضي الإسرائيلية وحقل “كاريش” البحري، بعدما نالت الموافقة من وزارة الطاقة الإسرائيلية لبدء إجراء الاختبارات. ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ اسرائيل أبلغت لبنان عبر هوكشتاين أّن تدفّق الغاز جزء من عملية تشغيل منصة “كاريش” وليس لبدء الإنتاج.
إلى ذلك، كشفت تقارير اعلامية اسرائيلية أنّ الاستنفار العسكري الذي جرى الحديث عنه ضمن الجبهة الداخلية الإسرائيلية اتخذ منحى مُضخّماً بعض الشيء، مشيرة إلى أنّه لم تكن هناك توجيهات استثنائية للسكان خصوصاً في المناطق الشمالية، كما أنّ حركة السياح اعتياديّة في تلك المناطق.
واللافت انّ تلك التقارير عكست “أنّ اتفاقية الحدود البحرية هي حاجة أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة لتل أبيب”، مشيرة إلى أنّ الاتفاق مع لبنان في ما خصّ قطاع الغاز يصبّ في مصلحة إسرائيل، ويفتح الباب أمام انجازات سياسية، لكن من دون إغفال خطر اشتعال أزمة مع “حزب الله”.
وشدّد محللون، أنّه يجب على مختلف الدول أن تبذل قُصارى جهدها لحل الملف، مشيرين إلى أنّ الجمهور الإسرائيلي يعي تماماً ما ينتظرهم في حال اندلاع حربٍ مع “حزب الله”.
مع ذلك، فقد ذكر موقع” اسرائيل ديفانس”، أنّ “على القادة الأمنيين في إسرائيل تجنّب التهديدات والتصريحات المتشدّدة”، معتبراً أنّ “الاتفاق بشأن حقول الغاز قد يكون رادعاً لحزب الله”، ويضيف: “الجمهور الإسرائيلي يريد رؤية الغاز الذي يُضخّ من أعمال حقل “كاريش”، كما أنّه يريدُ أن يرى الإيرادات الواردة من خزانات الغاز في صندوق الثروة من أجل الاستفادة منها. ففي النرويج على سبيل المثال، لقد غيّر صندوق الثروة وجه الدولة وعزّز حياة سكانها ورفاهيتهم”.
وبحسب الاعلام الاسرائيلي، فإنّ آخر المعلومات الاستخباراتية تُقدّر بأنّ فرصة اندلاع مواجهة مع لبنان بسبب ملف ترسيم الحدود البحرية، ضئيلة جداً. وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أنّ المؤسسة الأمنية في تل أبيب تُقدّر وجود احتمالات لإمكان توقيع اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل نهاية شهر تشرين الأول الحالي.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه خلال جلسة “الكابينات” الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، تمّ سماع تقييمات أمنية واضحة حول الاحتمال الضئيل لإمكانية اندلاع حرب، وذلك على الرغم من توجيهات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الاستعداد لمثل هذا السيناريو.
وأكّدت الصحيفة أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا ترى أنّ هناك خطوة أمنية في اتفاقية ترسيم الحدود، كما أنّها تعتبر أنّ إرساء حدود بحرية جديدة لا يُعرّض مصالح إسرائيل الأمنية للخطر على الإطلاق، ولا يمسّ بحرية العمل للقوات البحرية في المنطقة.
ووفقاً لـ”هآرتس”، فإنّ الاتفاقية جيدة جداً من حيث الأمن، وهذا ما أكّده ممثلون عن الجيش الإسرائيلي لأعضاء “الكابينات” خلال الاجتماع الأخير.
بدورها، ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنّ التعليمات التي أصدرها غانتس للاستعداد لتصعيد محتمل مع لبنان، لا تعكس التوقعات الاستخباراتية بشأن حربٍ مع “حزب الله”.
وأوضحت الصحيفة، أنّه لا توجد في هذه المرحلة تحذيرات واضحة حول عزم “حزب الله” تنفيذ خطوات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري، مشيرة إلى أنّ المؤسسة الأمنية ترى أنّه لا يوجد تخوف من اشتعال الوضع في الأيام المقبلة.
“امل” والحزب
الى ذلك، بات جلياً انّ “حزب الله” يتجنّب الغوض في اعماق ملف الترسيم. وقال نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم: “خطوات ملف الترسيم تُتابع عبر الوسيط لمعرفة المواقف والنتائج والوصول إلى الحل النهائي، وليس عبر البروباغندا الإعلامية، لذا سننتظر النتائج”.
في المقابل، اكّدت حركة “امل” في بيان لمكتبها السياسي امس، “على وحدة الموقف اللبناني الذي استجمع كل عناصر قوته لمنع العدو الصهيوني من سرقة حقه في ثرواته الطبيعية، والمس بسيادته”، واعتبرت أنّ “التهويل الصهيوني المفتعل على أبواب انتخابات الكيان لا يعني لبنان الذي يتمسك بحقه كاملاً وملتزماً بالثوابت التي عبّر عنها مع الوسيط، والمطلوب منه تحمّل مسؤولياته في وجه هذا التغيير الاسرائيلي والتنبّه من مكائد العدو”. كما شدّدت من جهة ثانية على أنّ “الوضع الداخلي المتأزم نتيجة المسارات السياسية المقفلة، يستوجب من القوى السياسية الفاعلة فتح أبواب الحوار من أجل الوصول إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، تكون قوته في قدرته على جمع اللبنانيين من حوله لمواجهة التحدّيات التي تحوط لبنان”.
*************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ترتيبات الترسيم تتجدّد اليوم.. وجلسة الخميس في مهبّ النصاب!
رئيس مجلس القضاء ينتفض على وزير العدل.. والمصارف تضغط علی المودعين والمواطنين
اليوم 11 ت1 يتسلم لبنان النسخة النهائية لمقترح ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الذي أعدَّه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، تمهيداً لدورة من المشاورات الرئاسية والتقنية يرجح ان تسبق او تلي جلسة مجلس النواب في 13 ت1 (الخميس) لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي الثانية في «العدّاد الرئاسي»، وسط توقعات شبه محسومة ان الجلسة لن يتوافر نصاب الثلثين لها، مع ترجيح قوي لغياب «تكتل لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، على خلفية تزامن موعد الجلسة مع 13 ت1، وهي ذكرى خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا، تحت تأثير الضربات الجوية السورية، لانهاء حكم «حكومته العسكرية» التي اقتصرت حينها عليه وعلى ضابطين، كانا معه في المجلس العسكري، التي قاطعها الضباط المسلمون الثلاثة: السني، والشيعي والدرزي.
وبين الموعدين، وضعت حكومة نهاية العهد على الرف، وانشغل الوسط الرسمي والصحي بتمدُّد جغرافي لاصابات الكوليرا التي ظهرت في عرسال، ثاني اصاباتها، ضمن استنفار حكومي وصحي لتدارك نتائجها الكارثية، والبلد لم يشف بعد من ندوب وباء كورونا.
وإذ كانت المصارف تستأنف العمل اليوم في شبابيك الصراف الآلي، من دون اية معالجات لدورها في توفير ما يلزم للمواطن والمودع والشركات والافراد على مستوى العمليات النقدية والبنكية داخل المصارف، فإن البلد دخل في ازمة قضاء استثنائية، مع اصرار فريق العهد، على اخراج مدير عام الجمارك الموقوف في انفجار مرفأ بيروت وآخرين من التوقيف الاحتياطي على تعيين محقق عدلي رديف، يخرج هؤلاء الموقوفين، ويطلق سراحهم، عبر دعوة تجاوزت رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، الذي سجّل انتفاضة بوجه السلطة، لا سيما وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال القاضي هنري خوري، الذي دعا مجلس القضاء لجلسة تعقد اليوم، سارع عبود الى الاعلان عن عدم المشاركة فيها، ايذاناً لمقاطعة قضاة آخرين، مما يمنع عقد الجلسة، في تجاذب سياسي – قضائي غير مسبوق.
المسودة النهائية
يتسلم لبنان اليوم المسودة النهائية التي صاغها الوسيط الاميركي في الترسيم البحري بعد ختم المناقشات والجولات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي وفقاً لما نقله الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، للرئيس ميشال عون، في اتصال اجراه معه لهذا الغرض.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ملف ترسيم الحدود شارف على النهاية، وأكدت أن النقاشات باتت شبه منتهية و أن الامر لا يتعدى البحث في بعض المفردات الواردة في الصيغة.
وأوضحت أن البحث وصل إلى مفردات، يجري الآن توحيدها بحيث تنجز في حال لم تحصل مفاجاة غير سارة في اللحظة الاخيرة.
إذاً، إنتهت المفاوضات حول مقترحات الاميركي آموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية، وبدأ النقاش حول بعض مضامين الصيغة النهائية التى ستصل الى لبنان والكيان الاسرائيلي خلال ساعات إن لم تكن قد وصلت منتصف ليل امس بسبب فارق التوقيت بين لبنان واميركا.
وأعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية امس الاول، «ان الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا من الوسيط الاميركي اطلعه خلاله على النتائج الاخيرة للاتصالات حول ترسيم الحدود البحرية، مؤكدا ان جولات النقاش خُتمت، وتم تحديد الملاحظات وسيرسل الصيغة النهائية للاقتراح خلال الساعات القليلة المقبلة».
وقال مكتب الاعلام: ان الجانب اللبناني سوف يدرس الصيغة النهائية لاقتراح هوكشتاين بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
وفي معلومات خاصة من مصادر تابعت تطورات اتصالات ترسيم الحدود البحرية، فقد خُتمت الاتصالات التي جرت بين الوسيط الاميركي وبين لبنان والكيان الاسرائيلي، والخطوة التالية هي الصيغة النهائية التي أرسلها الوسيط الأميركي إلى لبنان وإسرائيل في توقيت واحد منتصف ليل امس الاول. وفي هذه الورقة ستكون هناك الاقتراحات النهائية التي يراها الوسيط مفيدة او بالأحرى يراها حصيلة المشاورات التي تمت خلال الأيام الثلاثة الماضية بواسطة الفيديو كول على مدى اربعة أيام متتالية.
واوضحت المصادر ان الورقة هي صيغة نهائية ستعرض على المسؤولين اللبنانيين لتحديد موقف منها و بالتزامن ستعرض كذلك على الإسرائيليين.
وبغض النظر عن النتيجة فإن آخر مرحلة هي الموقف من الورقة التي او الصيغة التي سيرسلها الوسيط هوكشتاين إلى لبنان وإسرائيل، على امل ان تكون الورقة الاميركية اخذت في الاعتبار الملاحظات اللبنانية والشروحات التي قدمها الجانب اللبناني خلال مفاوضات الايام الماضية.
وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله امس، بطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، أنه «يأمل في انجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين شوطا متقدما، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي».
وقال الرئيس عون: ان الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي.
ووصف مصدر رسمي اميركي المرحلة الحالية من المفاوضات بالحرجة، لكنه اشار الى ان الفجوات ضاقت، ولا نزال ملتزمين بالتوصل الى حل، ومن الممكن التوصل الى تسوية دائمة.
الحكومة: لا معطيات
حكوميا، لم تبرز معطيات جديدة أو مؤشرات عن موعد ولادة الحكومة مع العلم أن المعطيات لم تتبدل لجهة مسألة تبديل الوزراء والتي لم تشق طريقها بعد بشكل نهائي.
كشفت مصادر سياسية النقاب عن استمرار تعثر إعادة تعويم الحكومة المستقيلة حتى الساعة، بالرغم من محاولات أكثر من وسيط للدخول على خط تقديم التنازلات المشتركة، تمهيدا للتوصل الى اتفاق يرضي رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل من جهة والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، حليف رئيس المجلس النيابي نبيه بري واخرين من جهة ثانية، وقالت: ان ما يتم تداوله عن استعداد الفريق تغيير وزيرين من حصة رئيس الجمهورية، هما وزيرا السياحة والطاقة فقط والتنازل عن باقي المطالب، لاصحة له اطلاقا، وهدفه رمي كرة التعطيل بملعب رئيس الحكومة المكلف وحلفائه، بينما الحقيقة هي في رفع سقف المطالب والشروط الى الاعلى ومحاولة فرض أسس التشكيل من منظور يخالف الدستور، في الايام الاخيرة من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ليكون الوقت عامل ضغط، لابتزاز الرئيس المكلف وحمله على الاستجابة للشروط العونية، والا التهديد بالفوضى والخراب، كما اعلن ذلك باسيل اكثر من مرة .ولذلك بقيت عملية التعويم أو تطعيم الحكومة المستقيلة، تدور في حلقة مفرغة، لأن مسار الاتصالات اثبت ان الفريق الرئاسي في مكان، والرئيس المكلف في مكان آخر ويبدو صعبا تضييق شقة الخلاف بينهما، ما يؤشر إلى استحالة التقارب والاتفاق بينهما قبل مغادرة عون للرئاسة بعد عشرين يوما، الا اذا تدخل حزب الله بكل ثقله، لتخريج التشكيلة المعومة إلى حيز النور وهو لم يحصل بعد.
واشارت المصادر إلى أن الفريق الرئاسي، يستمر بممارساته وارتكاباته اللادستورية، وسعيه الدؤوب لاستغلال القضاء لمصالحه واهدافه السياسية، بعدما تسربت معلومات عن استدعاء رئيس التيار النائب جبران باسيل لوزير العدل هنري خوري والطلب منه دعوة مجلس القضاء الاعلى للانعقاد ووضع جدول اعماله، مخالفا موضوع فصل السلطات، باعتبار القضاء سلطة مستقلة، في محاولة لاستغلال السلطة القضائية وتسخيرها لمصالحه السياسية والشخصية، كما حاول مرارا بتعطيل مرسوم التشكيلات القضائية، وتسخير بعض القضاة المحسوبين عليه، للانتقام من خصومه السياسيين وكبار موظفي الدولة، الامر الذي دفع رئيس مجلس القضاء الاعلى، باصدار بيان عالي اللهجة، موجها صفعة قانونية صاعقة للوزير ومن وراءه، ورافضا دعوة الوزير وحضور اجتماع مجلس القضاء الاعلى.
جلسة الرئاسة
فيما استمرت الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية لتقرير وتوحيد الموقف حول جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعد غد الخميس، اعلن نائبا مجموعة التغيير ابراهيم منيمنة ومارك ضو وبعض النواب المستقلين انهم لن يسيروا بترشيح النائب ميشال معوض، بينما حدد نواب التغيير لائحة اسماء لتختار واحداً منها هي: الوزيران السابقان زياد بارود وصلاح حنين، ووزير الخارجية الاسبق ناصيف حتّي، وامين عام وزارة الخارجية الاسبق ناجي أبي عاصي، وكريم بيطار وهو ابن وزير الصحة الاسبق الراحل اميل بيطار. وربما يُعاد طرح اسم سليم ميشال إده.
وذكرت بعض المعلومات أن الجلسة المقبلة أو الجلسة التي ستليها على أبعد حد، ستكون الجلسات الأخيرة للسير بالنائب المستقل ميشال معوض إذا لم يتخطَ رقمه ال 60 نائبا، وأن نواب المعارضة والتغيير والمستقلين سوف يطرحون إسماً مستقلاً جديداً قد يكون في الأغلب النائب نعمة افرام.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، النواب الدكتور عبد الرحمن البزري، فؤاد مخزومي والدكتورغسان سكاف الذي قال: بحثنا في موضوع الانتخابات الرئاسية، بالواقع نحن على مشارف فراغ رئاسي، يمكن ان يتبعه فراغ مؤسساتي، والحقيقة اننا نعرف ان الازمة في لبنان هي أزمة سياسية نتج منها ازمة اقتصادية، ولكن هذه الازمة يمكن لها أن تُحل اذا حصلنا على الحد الادنى من التوافق السياسي.
اضاف: نحنا في الواقع نعمل من اجل الحصول على توافق سياسي ينتج رئيساً للجمهورية يضمن هذا التوافق السياسي، نحن نعمل من اجل تأمين حزمة ثقة بين كل الافرقاء، هذا واجبنا كنواب، وهذا ما نعمل عليه اليوم، وان شاء الله نتمكن من ذلك.
لكن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال عبر حسابه عبر «تويتر»: موقفنا كحزب الله أنْ تتألف الحكومة قبل إنتخابات رئاسة الجمهورية حتى لو بقيت أيام معدودة.
وأضاف: الآن أصبح هذا الاهتمام بالنسبة لنا أكثر لأنَّ المهمة الأولى لهذه الحكومة أن تنقذَ لبنان من التخبط السياسي الذي يمكن أن يقع عندما يأتي وقت الاستحقاق الرئاسي.
وأكد المكتب السياسي لـ«حركة أمل بعد اجتماعه امس، على «وحدة الموقف اللبناني الذي استجمع كل عناصر قوته لمنع العدو الصهيوني من سرقة حقه في ثرواته الطبيعية، والمس بسيادته».
كما أكد البيان أنّ «الوضع الداخلي المتأزم نتيجة المسارات السياسية المقفلة، يستوجب من القوى السياسية الفاعلة فتح أبواب الحوار من أجل الوصول إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية تكون قوته في قدرته على جمع اللبنانيين من حوله لمواجهة التحديات التي تحيط بلبنان.
وفي معراب، التقى رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع امس، عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبوفاعور في حضور عضو تكتل «الجمهوريّة القويّة النائب ملحم الرياشي. وتباحث المجتمعون في آخر التطورات السياسيّة في البلاد.
وقال أبو فاعور: أنه تطرّق إلى موضوعين أساسيين خلال نقاشه مع جعجع وهما تأليف الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهوريّة، ولا ضير في تأليف حكومة جديدة متوازنة ولكن لا خير في حكومة تمثل استلاداً للعهد وهو في لحظاته الأخيرة، وإذا ما شكّلت حكومة جديدة فهذا أمر جيّد إلا أنه في حال لم تتشكّل فلا داعي للخضوع للابتزاز في مسألة أن الحكومة الحاليّة غير قادرة على القيام بالمقام الدستوري لرئيس الجمهوريّة، باعتبار أن هذا الأمر محسوم بالرغم من أنه ليس هناك من يفضل الشغور أو الفراغ في سدّة الرئاسة ولكن إذا ما حصل هذا الأمر فهذه الحكومة كاملة المواصفات وقادرة على القيام بهذا الدور الدستوري على أكمل وجه.
وأشار إلى أنه في موضوع الاستحقاق الرئاسي «إن القوّات وحزب الكتائب اللبنانيّة، وكتلة التجدد ونحن، دعمنا ترشيح النائب ميشال معوّض، وهو بالنسبة لنا يستوفي الشروط الوطنيّة والسياديّة لكي يكون رئيساً للجمهوريّة». وقال: فنحن قلنا ما لدينا ولكن ماذا عن باقي الكتل؟ فقد آن الأوان بالنسبة لهذه الكتل أن تقدّم مرشحيها بعيداً من بعض طرق التصويت التعبيري بعدم ترشيح أشخاص معينين.
وعبّر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون عن موقف “التيّار الوطني الحر” من الاستحقاق الرئاسي، وقال قبل يومين: كما في الجلسة السابقة، نتجه نحو اعتماد الورقة البيضاء، لكن لم نحسم قرارنا بالحضور الى الجلسة، كل الإحتمالات واردة وهناك رأي يدعو لعدم الحضور، وهذا ما نتجه اليه، والقرار يحسم عند الاعلان عنه.
باسيل: لا مشاركة
ورجح النائب باسيل عدم المشاركة في هذه الجلسة، مكرراً ان التوجه بموعد الجلسة هي استهتار بالشهداء، كما حصل في 14 ايلول يوم اغتيال الرئيس بشير الجميل.
واشار باسيل ان حزب الله غير مستعجل لانتخاب رئيس الجمهورية، والامر ذاته ينطبق على الفريق الآخر، ونتخوف من الفراغ، ومن واجباتنا ان نبادر للحوار مع الاطراف الاخرى كوننا الكتلة الأكبر.
ورأى باسيل ان من يعرقل تشكيل الحكومة هو الذي يريد تشكيلها بمفرده، والرئيس عون يريد حكومة «على الأصول» في نهاية عهده الامر الذي لم يرده الرئيس المكلف.
واعتبر باسيل ان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، واقف ع «كلمة» لكن المهلة حاكمة والبديل عن هذا الاتفاق هو الحرب، مشيداً بمعادلة حزب الله حقل كاريش يقابله حقل قانا.
حركة البخاري
وفي الحراك السياسي، وبعد جولته قبل يومين في طرابلس ولقائه اشرف ريفي وعبد الكريم كبارة وطه ناجي والنائب والوزيرالسابق فيصل كرامي وزار ايضاً ، و عبد الرحيم مراد في بيروت، زار السفير السعودي وليد البخاري نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الذي قال: تعودنا على علاقات تاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، التي طالما كانت نسمة خير على هذا البلد ونأمل ان تكون وستشهد المرحلة القادمة ان شاء الله وكما كانوا دائماً، حركة عنوانها الاساسي الحفاظ على وحدة الارض والشعب والمؤسسات، وهذا هو الهدف الرئيسي في دور للبنان متميز في المنطقة وفي عالمه العربي.
ورداً على سؤال عن دور سعودي في رئاسة الجمهورية، قال الفرزلي: ان الجانب السعودي يرى ويؤكد كما فهمت من السفير ان للبنانيين وللنواب الدور الاساس والمركزي في صناعة الفكرة التي تنتج رئيساً وفاقياً له دور بتوفيق اللبنانيين بعضهم ببعض، واخذ لبنان الى شاطئ الامان حيث يجب ان يكون.
وتابع قائلاً: ان الحديث عن ضغط سعودي يسيء لفكرة الدور، ونحن نتطلع لأدوار تقوم على القناعة المشتركة والتفكير بصوت عالٍ بما يؤدي لدور لبناني مميز في المنطقة.
موقف اميركي
وفي موقف اميركي من موضوعي الرئاسة وترسيم الحدود والحكومة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ «العربية»: أنّ الولايات المتحدة تدعو إلى انتخابات رئاسية في لبنان حرة ونزيهة، وفي موعدها، بحسب الدستور اللبناني.
وأضاف في رسالة مكتوبة: نريد حكومة في لبنان قادرة على إعادة ثقة شعبها وملتزمة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية لإحداث تغيير والترويج لحكم رشيد ينقذ الاقتصاد.
عبود ينتفض
قضائياً، اعلن رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود أنه لن يحضر جلسة مجلس القضاء الاعلى التي دعا الى عقدها وزير العدل اليوم، رفضاً للتدخلات السياسية في القضاء، الحاصلة من الجهات والمراجع المختلفة صراحة او ضمناً.
ورأى الوزير خوري: هناك تعثر في انعقاد جلسة لمجلس القضاء الاعلى منذ اكثر من اسبوعين، ولا اعتقد ان القضاة في المجلس سيلبون دعوة القاضي عبود الى مقاطعة جلسة الغد، مدافعاً عن دعوته مجلس القضاء الاعلى للاجتماع، معتبراً ذلك من ضمن صلاحياته، مشيراً الى انني ارفض الكلام الذي يقول إنني أتدخل في القضاء.
المصارف: الإقفال مستمر كما كان
على صعيد عمل المصارف، أعلنت جمعية المصارف أنّها ستتابع الإجراءات التنظيمية والأمنية نفسها، أي «الاكتفاء بخدمة الصرّاف الآلي للأفراد وخدمة الزبائن للشركات في الوقت الحاضر»، وأكدت في بيانٍ، أنّ «كل مصرف يتكفّل بالإجراءات التنظيمية الخاصة به ضمن هذا الإطار».
من جهته، أكد رئيس نقابة موظفي المصارف في لبنان أسد خوري أنّه «إذا حصل تدارك للأخطار التي تعرضنا لها، فنحن جاهزون للعودة إلى العمل بشكل طبيعي».
«صرخة المودعين»
بدورها، انتقدت جمعية «صرخة المودعين» حديث رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج الذي ذكر فيه أن جمعية المصارف لا مصلحة لها بالمزيد من الإقفال، لأنه سيزيد قلة الثقة مع المودعين، وقالت في بيان: «الآن وبعد ثلاث سنوات أصبحتم حريصين على ثقة المودعين، إن خبثكم وادعاءكم العفة تخطيا كل الحدود، لقد فقدتم ثقة المودع منذ اليوم الأول لإقفالكم المصارف بوجه المودع سنة 2019، فقدتم الثقة عندما أجبرتم المودع على سحب وديعته وفق تعاميم غير قانونية وغير دستورية وفرضتم هيركات مقنعا ومجحفا وظالما».
111 اصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل «111 اصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1216919، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة».
************************************
افتتاحية صحيفة الديار
إعادة إحياء اتفاق «الترسيم»… وتفاؤل «إسرائيلي» بالتوقيع في العشرين من الجاري؟
تعديلات اميركيّة شكليّة… ولا تنازلات لبنانيّة عن الملاحظات… وترقب لكلام نصرالله
القوى السياسيّة تستعدّ لمرحلة إدارة الفراغ… وعبود «يكسر الجرّة» مع خوري! – ابراهيم ناصرالدين
قبل ساعات من كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المرتقبة «اسرائيلياً» ولبنانياً، تحرك ملف «الترسيم» البحري مجددا ووضع على «نار حامية»، بعد ان انهى «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين مساء امس تنقيح «النسخة النهائية» من الاتفاقية وسلمها «للاسرائيليين»، على ان تكون قد باتت لدى الجانب اللبناني في وقت متأخر ليلا، بعد ان اطلع نهار امس على مضمونها «شفهيا»، على ان يتلقى الجانب الاميركي اجوبة واضحة ومكتوبة خلال الساعات المقبلة.
وفيما عادت الايجابيات الى الاجواء مع تراجع المزايدات الانتخابية «الاسرائيلية» والترويج لاخبار عن ضغوط اميركية على لبنان لتخفيف شروطه، نفت مصادر لبنانية بازرة هذه التصريحات، ورأت فيها محاولة اسرائيلية «للنزول عن الشجرة». ووفقا للمصادر، فان اي تعديل لبناني لن يكون الا شكليا و من خلال الصياغة، لكن لا تنازل عن التحفظات الاساسية التي لم ير فيها الاميركيون عقبة امام انهاء الاتفاق الذي قد يوقع في العشرين من الجاري بحسب «الاسرائيليين».
داخليا، وفيما الدولة مستنفرة لاحتواء تفشي «الكوليرا» بعد ظهور حالات جديدة في عرسال، انفجرت «القلوب المليانة» بين وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الاعلى الذي اعلن مقاطعة الجلسة المقررة اليوم بعد انتقاده التدخل السياسي للوزير…
سياسيا لا تبدو القوى السياسية في عجلة من امرها لاتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده، ولا احد ينتظر نتائج جلسة يوم الخميس المقبل لان «المكتوب يقرأ من عنوانه»، فلا جديد، ولا رئيس، وربما لا جلسة، وقد بدأت عمليا الاستعدادات لمرحلة «الفراغ» الرئاسي نهاية الجاري. هذه المرحلة لن تشهد اي جديد يمكن ان يغير من واقع التعطيل «السلبي» في المجلس النيابي، وحده قائد الجيش العماد جوزاف عون سيدخل «السباق» عمليا بفعل «فتوى» انتهاء المهل الدستورية «والضرورات» التي تبيح «المحظورات»، باعتبار انه لن يكون مطلوبا منه الاستقالة قبل 6 اشهر من الاستحقاق. لكن هذا المعطى الجديد لن يحرك «المياه الراكدة»، بل سيكون عاملا جديدا للمساومة على «بازار» الاستحقاق غير الناضج داخليا وخارجيا، حيث لا تملك اي من القوى الفاعلة تصورا او اجابات واضحة حول كيفية، وتوقيت الخروج من الازمة التي تبدو مستعصية.
ايجابيات «الترسيم»؟
في ملف «الترسيم» عادت الاجواء الايجابية لتحضر في الملف من خلال ثلاثة مصادر: الاول التصريحات الاميركية المتفائلة، حيث اعلن مسؤول أميركي بارز إن عاموس هوكشتاين على اتصال مع كل الأطراف وعمل على حل الخلافات العالقة، فيما المفاوضات في فصولها الأخيرة. وشدد على التزام واشنطن بالتوصل إلى حل، مؤكدا أن اتفاقاً مستديماً أمر ممكن وبمتناول اليد. المصدر الثاني ما نقلته صحيفة «هارتس الاسرائيلية» عن مسؤول «اسرائيلي» تأكيده ان التوقيع قد يتم في العشرين من الجاري بعد تذليل العقبات. اما التفاؤل الثالث، فمصدره رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أمل في انجاز كل الترتيبات خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة شوطا متقدما، بعد تقلص الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي.
الاتفاق في «خواتيمه»
ووفقا لمصادر لبنانية مطلعة، فان الامور في خواتيمها، وبقيت بعض الامور التقنية، وما يدرس الآن موعد التوقيع، وكيف؟ ومن سيوقع؟ في ظل اتجاه واضح للعودة الى الناقورة لانهاء الملف. ووفقا لتلك المصادر، فان لبنان تأكد ان النص الجديد اخذ بكل الملاحظات اللبنانية، والاقتراح الاميركي عالج «هواجس» الطرفين، وما يجري الآن هو عملية تنقيح لبعض التعابير والصيغ، وايجاد مرادفات واضحة وموحدة للصيغ الانكليزية والعربية والعبرية، خصوصا في النص الخاص بمهام شركة «توتال» الفرنسية التي سيكون عليها مهمة الاستكشاف في حقل «قانا»، ويقع على عاتقها تحديد قيمة التعويض «للاسرائيليين» من حصتها. وقد تم الاتفاق لبنانيا مع الشركة كي تقوم مباشرة بعملها في البلوك رقم 9 وهي تحتاج الى ما بين 6 اشهر و 14 شهرا للتنفيذ؟ وقد حقق لبنان أحد مطالبه، بعدم ربط التنقيب والاستخراج في البلوك 9 و»حقل قانا» بمفاوضات «إسرائيل» مع شركة «توتال» حول حصتها من عائدات الجزء الجنوبي من هذا الحقل الواقع جنوب الخط 23.
التسريبات «الاسرائيلية»
وبحسب التسريبات «الاسرائيلية»، فان «الوسيط» الاميركي قدم النسخة النهائية للاتفاق الى الجانبيين اللبناني و»الاسرائيلي»، وتشتمل الحلول «الوسط» التي وافقت عليها الاجهزة الامنية «الاسرائيلية»، ترسيم الحدود البحرية الجديدة، 5 كم باتجاه الغرب حسب الخط 1 (خط الطوافات)، وبعد ذلك النزول جنوباً وغرباً في خط 23، لا يعرض المصالح الأمنية لـ «إسرائيل» للخطر. يقوم سلاح البحرية بدوريات حسب الحاجة في خط عرض 1، وفي حالة وجود حاجة أمنية ملحة يتم إرسال قطع بحرية أيضاً إلى الشمال من هناك. ووفقا للرؤية «الاسرائيلية»، فان الاتفاق لا يضر بحرية النشاط البحري للجيش «الإسرائيلي» في المنطقة. ووفقا لتقديرات الجيش «الاسرائيلي»، فان الاتفاق «جيد جداً من الناحية الأمنية». ووفقا للتقديرات الامنية «الاسرائيلية»، فان الضرر الاقتصادي لـ «إسرائيل» نتيجة حرب مستقبلية مع حزب الله حتى لو استمرت بضعة أيام، قد يكون كبيراً بدرجة لا تقدر، ولا نريد التحدث عن الخسائر المتوقعة في الأرواح.
دعاية «اسرائيلية»
وكانت «اسرائيل» قد استبقت الاجواء الايجابية «بالترويج» لقيام إدارة بايدن نهاية الأسبوع بممارسة ضغط شديد على لبنان لسحب ملاحظاته على مسودة اتفاق الغاز والحدود البحرية، وقبول المسودة كما هي، وذلك عبر اتصالات قام بها عاموس هوكشتاين، ومستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك. وكلاهما أدارا سلسلة مكالمات هاتفية في نهاية الأسبوع مع مسؤولين لبنانيين كبار، وناشداهم لقبول المسودة الأصلية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز قوله ان احتمال انهاء إجراءات التوقيع على الاتفاق قبل الانتخابات، أكثر من 50 في المئة، وقال انه في جلسة «الكابينت» الأسبوع الماضي، كان هناك تأييد واسع للاتفاق، سواء من جانب محافل الأمن – رئيس الأركان، رئيس «الموساد» – أم من جانب وزارة الطاقة.
استبعاد خطر الحرب… ولكن!
وفي السياق نفسه، اكدت صحيفة «هارتس» ان توجيهات وزير الدفاع بني غانتس، للجيش «الإسرائيلي» بالاستعداد لسيناريوهات تصعيد في الشمال «في حالة هجوم ودفاع»، لا تعكس أي توقعات استخبارية بحرب مع حزب الله على خلفية الأزمة في المفاوضات، ونقلت عن قيادة الجيش «الاسرائيلي» تقديرها بأن هناك احتمال «متوسط الى عال» للتوقيع على الاتفاق قبل نهاية الشهر. ووفقا للمعلومات وعلى هامش جلسة «الكابنيت» يوم الخميس سمع تقدير عسكري واضح بشأن انخفاض احتمالات نشوب الحرب. ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن مسؤولين امنيين تأكيدهم انهم لا يعرفون كيف سيرد السيد نصر الله في حال بدأت الحفريات في «كاريش» قبل التوقيع على الاتفاق، وهم يعتقدون انه لا يريد الحرب الآن، لكن الجيش «الاسرائيلي» يدرك حقيقة أن جزءاً كبيراً من الحروب والعمليات في العقدين الأخيرين -حرب لبنان الثانية والعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة- لم تندلع حسب خطة مسبقة، بل عقب تصعيد بعدما تم فقدان السيطرة عليه. ولهذا تم في الأشهر الأخيرة تعزيز الدفاعات على الحدود الشمالية وحول مواقع الغاز في البحر المتوسط، واستكملت الخطط العملياتية لهجوم «إسرائيلي» مضاد في لبنان رداً على عملية محتملة لـحزب الله.
الحكومة في «الثلاجة»
حكوميا، اكدت اوساط سياسية بارزة ان الامور جامدة ولا مؤشرات ايجابية حتى الآن، بعدما كانت «الولادة» «قاب قوسين او ادنى»، ووفقا لتلك الاوساط فان الملف الحكومي دخل الى «الثلاجة» بعد كلام الرئيس عون حول اولوية الانتخابات الرئاسية، وهو امر اعاد الزخم الى السجالات مع فريق رئيس الحكومة الذي يعتبر كلام الرئيس عون اكبر دليل يفضح عدم جديته مع فريقه السياسي في المفاوضات التي كانت تجري برعاية حزب الله لتسهيل عملية التشكيل، وهذا ما يفسر المطالب غير المنطقية والتي تسعى الى «تكبيل» الرئيس المكلف بشروط لا يمكنه قبولها.
ماذا يريد حزب الله؟
في هذا الوقت، نفت مصادر مقربة من حزب الله وجود تباين في الاولويات مع رئيس الجمهورية ميشال عون حيال مقاربته للاستحقاقات الدستورية، اثر كلامه عن اولوية الانتخابات الرئاسية، ولفتت الى ان حزب الله يعمل على خطين متوازيين وبالزخم نفسه، ولا يقدم ايا من الاستحقاقات على غيرها، وهو يعمل مع الحلفاء على رفع مستوى التنسيق للوصول الى تفاهم على اسم المرشح الرئاسي، ويشجع النقاش مع الكتل النيابية الاخرى للتوصل الى توافق على هذا الاستحقاق، وفي الوقت نفسه يجري العمل على تشكيل حكومة جديدة لتلافي الفراغ السياسي والاشكالية الدستورية اذا لم يتم انتخاب رئيس في الموعد المحدد. وفي هذا السياق، غرّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على حسابه عبر «تويتر» كاتبًا: «موقفنا كحزب الله أنْ تتألف الحكومة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية حتى لو بقيت أيام معدودة». وأضاف: «الآن أصبح هذا الاهتمام بالنسبة لنا أكثر لأنَّ المهمة الأولى لهذه الحكومة أن تنقذَ لبنان من التخبط السياسي الذي يمكن أن يقع عندما يأتي وقت الاستحقاق الرئاسي».
لا «معجزة» رئاسية
اما رئاسيا، فلا تزال احتمالات حصول معجزة قبل نهاية الشهر غير متوقعة، خصوصا ان «خلط الاوراق» مستمر داخل كل الفريق السياسي الواحد، واذا كانت المعارضة قد فشلت حتى الآن في الوصول الى تفاهم على اسم رئيس «المناورة» ميشال معوض لاستخدامه كورقة ضغط على الفريق الآخر، فإن الامور لا تقل سلبية عند الفريق المحسوب على حزب الله، حيث لم يحصل بعد اي تقدم على مسار تقريب وجهات النظر بين التيار الوطني الحر وتيار المردة لتفاهم على تبني ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية. ويبدو ان «الفجوة» تزداد اتساعا بعد تسريبات سلبية جدا من قبل النائب باسيل تفيد برفضه المطلق لاي حوار في هذا الاطار.
ووفقا للمعطيات، فان سيناريو «الورقة» البيضاء سيتكرر من قبل حزب الله وحلفائه، وبعد فشل «القوات اللبنانية» باقناع النواب «المستقلين» و»التغيير»، بات من المؤكد ان هؤلاء لن يقترعوا لمعوض، وهم مصرون على التسويق لواحد من ثلاثة: زياد بارود ، ناصيف حتي والنائب السابق صلاح حنين، وهذا الاخير يحظى بالدعم الاقوى.
«ورقة» ابتزاز؟
ويبدو ان ثمة من ينتظر انتهاء المهلة الدستورية في 31 تشرين الاول، عندئذ سيدخل الى «السباق» مرشحون جدد، وفي مقدمتهم قائد الجيش جوزاف عون الذي سيستخدم «ورقة» ضغط في «بازار» الاستحقاق الرئاسي التي ستحاول «فك شفرته» وزير الخارجية الفرنسية يوم الجمعة، دون ان تكون التوقعات كبيرة في امكان نجاحها في فرض تسوية او تقديم مخرج يرضي الجميع.
وفي غياب الحراك الجدي، جددت واشنطن دعوتها الى اجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، وفي موعدها، بحسب الدستور اللبناني. وفي رسالة مكتوبة، اكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات تريد حكومة في لبنان قادرة على إعادة ثقة شعبها وملتزمة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية لإحداث تغيير والترويج لحكم رشيد ينقذ الاقتصاد.
تحذيرات فرنسية
وفي هذا السياق، لم تغير الزيارة الاستطلاعية للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي لبيروت القناعة بوجود «عقم» في السياسة العربية تجاه لبنان، ولا الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة المقبل، ستغير من المقاربة الدولية التي تلامس الاستحقاق ولا تتدخل فيه حتى الآن، لا من حيث التسمية او القدرة على الضغط على اي من الافرقاء السياسيين. لكن اوساطأ ديبلوماسية لفتت الى ان باريس قررت رفع مستوى تدخلها على الرغم من نشاط سفيرتها في بيروت آن غريو، لانها تخشى من سقوط البلاد في فوضى اجتماعية وامنية خطرة اثر الفراغ الرئاسي وعدم وجود حكومة مكتملة المواصفات قادرة على ادارة البلاد، خصوصا في ظل التهديدات العلنية من قبل بعض القوى السياسية «بشلها»، وهذا سيترك المؤسسات الامنية والعسكرية امام اعباء كبيرة وخطرة قد لا تكون قادرة عليها في الظروف الراهنة.
«انفجرت» قضائيا!
قضائيا، انفجرت «القلوب المليانة» بين رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود ووزير العدل هنري خوري، وكسرت «الجرة» بينهما، بعدما اعلن الاول مقاطعة جلسة مجلس القضاء الأعلى التي دعا إليها وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال اليوم، وذلك «إلتزاماً بقسمه، وإيماناً منه باستقلالية عمل مجلس القضاء الأعلى، وبعدم تكريس ما يمسّ هذه الاستقلالية»، ما يضع علامة استفهام حول عقد الجلسة بسبب احتمالات تطيير النصاب. وأوضح القاضي عبود في بيان ان التدخلات السياسية في القضاء، الحاصلة من الجهات والمراجع المختلفة، صراحةً أو ضمناً، سكوتاً أو تجاهلاً، ساهمت وتساهم في ضرب الثقة بالأداء القضائي، مشيرا إلى أنها ظهرت بوضوح من خلال ما سُمّيَ بـ «تسوية» بخصوص عدد الغُرف لدى محكمة التمييز… ورأى أن التدخل السياسي يتظهّر ايضا، في آخر أوجهه وأحدثها، من خلال دعوة وزير العدل إلى إجتماعٍ لمجلس القضاء الأعلى، ووضعه لجدول أعماله، وذلك في سابقةٍ لها مبرراتها السياسية لا القضائية، ولو أُسنِدَت في ظاهرها إلى واقعٍ قانوني (المادة السادسة من قانون القضاء العدلي) لم يُطبّق ولم يُعمل به سابقاً، لعدم ائتلافه مع مبدأ الفصل بين السلطات، ومع مبدأ استقلالية السلطة القضائية المكرّسَين في الدستور، ومع موجب احترام هذه الاستقلالية. من جهته نفى خوري ان يكون قد تدخل في القضاء، واوضح ان من صلاحيات وزير العدل دعوة مجلس القضاء الاعلى إلى الانعقاد. تجدر الاشارة الى انه في حال تطيير الجلسة فهذا سيعني تجميد البحث في تعيير قاض رديف في ملف المرفأ.
عمليا لا مصارف؟
على الصعيد المصرفي، اعلنت «جمعية المصارف» أنّها ستتابع الإجراءات التنظيمية والأمنية نفسها، أي «الاكتفاء بخدمة الصرّاف الآلي للأفراد وخدمة الزبائن للشركات في الوقت الحاضر»، وأعلنت، أنّ كل مصرف يتكفّل بالإجراءات التنظيمية الخاصة به ضمن هذا الإطار…
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هوكشتاين اختتم مفاوضاته.. أين الصيغة النهائية؟
بعد البيان الذي اصدره مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اول امس الاحد وكشف عن اتصال اجراه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ،ليبلغه ان المحادثات انتهت ، كان لبنان ينتظر امس ان يتسلم الصيغة النهائية لمشروع الاتفاق، ولكن لم يحصل ذلك .
وكانت عطلة نهاية الاسبوع شهدت تزخيما للوساطة الأميركية للحؤول دون تفاقم ملامح التصعيد والمحاذير التي أحاطت بالاتفاق الذي وضعه هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والعمل بأقصى وتيرة استثنائية لإعادة انتزاع موافقة كل من البلدين على صيغة متطورة للاتفاق سيتسلمها كل منهما سريعا. وتحدثت أوساط لبنانية رسمية معنية بالاتصالات الجارية بين الجانب اللبناني وهوكشتاين فاكدت ان المعطيات حيال الصيغة النهائية للاتفاق تبدو إيجابية يعززها ان إسرائيل التي بدأت تجارب ضخ الغاز من البر الى البحر في حقل كاريش اتضح انها تجنبت ان يشكل ذلك ذريعة لعملية محتملة ضد كاريش قد يقدم عليها “حزب الله” فابلغت لبنان عبر الاميركيين مسبقا بموعد بدء تجربة الضخ التجريبي.
وكان التطور الأبرز في هذا السياق اصدار مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مساء الاحد البيان الآتي:
“تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد الظهر اتصالا هاتفيا من الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين اطلعه خلاله على نتائج الجولات الأخيرة للاتصالات مع الجانب اللبناني من جهة، والجانب الإسرائيلي من جهة أخرى، والتي تم خلالها درس الملاحظات المقدمة من الطرفين. وأوضح السيد هوكشتاين ان جولات النقاش خُـتمت وتم تحديد الملاحظات التي سيرسلها هوكشتاين خلال الساعات القليلة المقبلة في نسخة تتضمن الصيغة النهائية للاقتراح المتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
وشكر السيد هوكشتاين الرئيس عون وفريق عمله على الإدارة الحكيمة لملف المفاوضات والطريقة التي تم فيها التعاطي مع النقاط التي كانت موضع بحث، ما سهّل استكمال التفاوض من خلال عمل مرهق في الايام الماضية.
وسيدرس الجانب اللبناني الصيغة النهائية بشكل دقيق تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
وكان الرئيس عون التقى قبل اتصال هوكشتاين بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي وضعه في تفاصيل المناقشات التي دارت خلال الأيام الثلاثة الماضية بينه و بين الوسيط الأميركي”.
وامس، أكد عون لبطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، خلال استقباله له في قصر بعبدا، عشية سفره الى الفاتيكان، أنه “يأمل بانجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين شوطا متقدما، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي”.
واعتبر الرئيس عون ان “الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي”.
في غضون ذلك بدأت شركة “إينرجيان” للطاقة ومقرها لندن إجراء اختبار للأنابيب بين الأراضي الاسرائيلية وحقل كاريش البحري للغاز في شرق البحر المتوسط والذي يشهد نزاعاً بين لبنان وإسرائيل. وقالت الشركة إنه “بعد الحصول على موافقة من وزارة الطاقة الإسرائيلية لبدء إجراء اختبارات معينة، بدأ تدفق الغاز من الشاطئ” إلى منصة تفريغ تخزين الإنتاج العائم في كاريش. وبحسب إينرجيان التي منحت رخصة تشغيل الحقل فإن الاختبارات التي تستغرق أسابيع عدة بمثابة “خطوة مهمة” نحو استخراج الغاز من حقل كاريش.
من جانبه، قال مصدر لبناني مطلع على المفاوضات أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ السلطات اللبنانية بأن ما يجري هو “اختبار عكسي”. وأكد المصدر أن “المفاوضات لا تزال مستمرة” إذ يجري هوكشتاين لقاءات مستمرة مع الطرفين.
وتزامن ذلك مع كشف صحيفة “هآرتس” أن “هناك تقديرات داخل إسرائيل تفيد بأن إحتمالات الحرب أمام “حزب الله” منخفضة، خصوصا مع عدم التوصل لإتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، اللبناني والإسرائيلي، حتى الآن”، موضحةً أنه “رغم وجود هذه التقديرات داخل البلاد، فإن الجيش الإسرائيلي يجري إستعدادته لأي سيناريو محتمل، خصوصا سيناريو تأجيل توقيع إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان”. ولفتت إلى أن “هذه التقديرات قد خرجت من إجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والعسكرية “الكابينيت” يوم الخميس الماضي، حيث ناقش آخر تطورات ملف الاتفاق مع لبنان، عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين”، مؤكدةً أن “التقديرات الإسرائيلية تعني أن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، لا يبغي الحرب أمام إسرائيل، أو لا يهدف إلى الحرب أمام الجيش الإسرائيلي، خصوصا وأنه ما تزال هناك فرصة لإتمام الإتفاق بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي”.
يذكر ان نصرالله سيتحدث اليوم في ذكرى المولد النبوي الشريف، وسيكون له موقف من التطورات كافة
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :