تُعتبر دائرة الجنوب الثالثة من الدوائر المُقفلة نسبياً لصالح حركة "أمل" و"حزب الله"، نظراً إلى الصوت الشيعي المُتحكِّم بسير المعركة الإنتخابية، إلاّ أن ما يُميّزها كذلك، هو وجود صوتٍ سنّي ومسيحي ودرزي يُمكنه إحداث الفرق في حال تحالفه مع قوى شيعية مُعارضة. تتألف هذه الدائرة من 11 مقعداً موزّعين على الشكل التالي: 3 نواب شيعة في النبطية، 3 نواب شيعة في بنت جبيل، وفي مرجعيون وحاصبيا نائبان شيعيان، نائب درزي، ونائب سنّي، نائب روم أرثوذكس.
في الإنتخابات السابقة، بلغ مجموع المقترعين 228563 ناخباً، وكان الحاصل الإنتخابي الأول 20526 صوتاً، ثم انخفض الحاصل النهائي إلى 17566 صوتاً. وكاد تحالف تيار "المستقبل" والنائب طلال إرسلان قاب قوسين من تحقيق الخرق، حيث نالت لائحتهما 17058 صوتاً، وقد نال مرشّح "المستقبل" عماد الخطيب 8543 صوتاً تفضيلياً، ومرشّح إرسلان وسام شرّوف 2512 صوتاً تفضيلياً. كما تنشط في هذه الدائرة القوى اليسارية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي الذي نال 5895 صوتاً، في حين نالت "القوات اللبنانية" 4463 صوتاً.
إلا أن هذه النتائج، لم يعد بالإمكان الإعتماد عليها نظراً للعديد من العوامل، وفي مقدّمتها قرار الرئيس سعد الحريري، تعليق العمل السياسي من جهة، والإتفاق بين الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب "الديمقراطي اللبناني" على ترشيح الوزير السابق مروان خير الدين عن المقعد الدرزي، مما يعني خروج كتلتين كبيرتين من الأصوات خارج اللعبة، أو على الأقل، الحدّ من اندفاعهما الإنتخابي، وهذا ما يستدعي توحّد المعارضة ضمن لائحة واحدة قادرة على جذب الصوت الإعتراضي.
وفي تفاصيل المشهد الإنتخابي اليوم، فقد أُقفل باب الترشّح على 38 مرشحاً، توزعوا بين 10 عن النبطية، 9 بنت جبيل و19 مرشحاً عن مقاعد مرجعيون حاصبيا. وفي مقدمة اللوائح المعارِضة تبرز لائحة "هيئة تنسيق حراك النبطية" المدعومة من الحزب الشيوعي، ومجموعة "نبض الجنوب" ومنظمة العمل الشيوعي و"عامّية 17 تشرين" وطليعة لبنان العربي الإشتراكي وتكتل "وطني هوية" واليسار الديمقراطي. وفي حين لم تحسم الهيئة مرشّحيها، إلاّ أن الإتفاق لغاية اليوم، يُشير إلى تبنّي ترشيح وسيم غندور، وفيق ريحان وعلي وهبي عن النبطية، وعلي مراد، حسن بزي وخليل ديب عن بنت جبيل، وفراس حمدان، الياس جرادي، محمد قعدان، ابراهيم عبدالله، وسامي جواد عن حاصبيا - مرجعيون، مع إمكانية استبدال أحد المرشحين بالمرشّح عدنان عبود.
هذه اللائحة ما زالت تُعاني من مشكلتين، الأولى متمثّلة بعدم الإتفاق على بيان سياسي لغاية اليوم، والثانية هي اتّهام بعض المرشّحين لها بإقصائهم، وهذا ما دفع المرشح كريم حمدان إلى التواصل مع العديد من المرشحين، من بينهم حسين الشاعر، فادي أبو جمرا، محمود شعيب، رياض عيسى من أجل تشكيل لائحة أخرى، ولو كانت غير مكتملة.
وكانت الهيئة قد طلبت من جميع المرشحين عن دائرة النبطية، وضع ترشيحاتهم بتصرّفها من أجل اختيار ثلاثة منهم، إلاّ أن حركة "وعي"، التي تنتمي إليها المرشحة نعمت بدرالدين، قد طلبت المزيد من التشاور على صعيد الأقضية الثالثة، وأن يتمّ السير بآليات شفّافة وديمقراطية، كون الهيئة غير شاملة لكافة مكوّنات الحراك.
تبقى نواة لائحتين لم تتبيّن وجهتهما لغاية اليوم، الأولى مكوّنة من حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" وتضم 5 مرشحين، والثانية يقودها المرشّح فادي سلامة المدعوم من "القوات اللبنانية".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :