مسرحية "الانزعاج" الحكومي غير ناجحة... والدفع "كاش"

مسرحية

 

Telegram

 

على غرار الطائرة التي تمر بمطبّات هوائيّة عديدة، تعاني الحكومة اللبنانية الحالية من "مطبات انتخابية" يخلقها طرف سياسي من هنا وتيار سياسي من هناك، علماً ان الكل يتمثل فيها واثبت الجميع قدرتهم على تعطيل عملها اذا ما منحوا الفرصة لذلك. من هنا، يمكن فهم ما حصل بعد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وما صدر من كلام وانتقادات، ووصلت الامور الى حد الاتهام بالتعاطي "باستخفاف" مع شريحة من اللبنانيين. ولكن، انطلاقاً من عدم القدرة او حتى البحث في موضوع استقالة الحكومة، ومع الاخذ في الاعتبار حساسية الاجواء الانتخابية التي تتصاعد وتيرتها يوماً بعد يوم، نجد ان كل ما قيل انما يأتي في سياق موجة الانتخابات فقط لا غير. وعلى هذا الاساس، ستنتعش الامور على خط السراي الكبير والضاحية (اي الثنائي الشيعي) وستعود المياه الى مجاريها، فالثنائي يرغب في ان يقبض "كاش" (بمعنى الحصول على مكاسب فورية على غرار غيره من التيارات والاحزاب السياسية) ثمن تخفيض نسب التوتر، من خلال تسويات سياسية او تعيينات او غيرها...

وفي ظل معرفة الجميع ان الاستقالة غير واردة، ومع الرغبة في عدم تحمّل وزر العواقب الاقتصادية والمالية التي يمكن ان تترتب على تأخير الموازنة وما تتضمنه بعد بدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فإن المخرج كان اثارة بعض التحركات في الشارع بشكل مضبوط، والخروج الى الاعلام ببعض الكلام الموازي حول اقرار كل ما تم اقراره بـ"غفلة" من الوزراء الموجودين! كل هذه الامور تقودنا الى التالي: مع اعتماد "الترقيع" المرتقب في مسألة الحكومة ومجلس الوزراء، هل سنشهد بالفعل "مصارعة" في مجلس النواب على مشروع قانون الموازنة؟ الامر مرهون بما ستشهده الساعات المقبلة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و"الثنائي الشيعي"، وما اذا كانت التسوية مقبولة من الجميع، عندها سنعود الى حلقات الموازنة المعتادة لجهة التهجّم عليها وعلى المسؤولين والنطق بكلام الشعب، الى ان يأتي وقت الحساب الفعلي وتمرّ الموازنة بشكلها العام مع بعض التعديلات القليلة التي ستشهدها.

وعليه، يجب السؤال عن مغزى هذا التصعيد الاعلامي والسياسي في حين ان مجلس النواب سيناقش الموازنة، بطريقة مفصلة وبدقة كبيرة، وسيكون رئيس المجلس النيابي هو "الحاكم بأمره" تحت قبة البرلمان لجهة الاشراف على البحث في البنود وادارة الجلسات بالطريقة التي يشتهر بها، فلماذا حصل ما حصل؟ هذه هي السياسة في لبنان، وفيما اليوم يبرز "الثنائي الشيعي" على الساحة، برزت بالامس وستبرز غداً اطراف وجهات وتيارات واحزاب لممارسة اللعبة نفسها، فالجميع يتقن هذه المناورات ولا رغبة لديه بالتخلص منها، لانها فاعلة واثبتت نجاحها العملي في مختلف الظروف. لن تقطع الطريق امام مجلس الوزراء لعقد جلساته، ولم تقنع "مسرحية" الانزعاج احداً، ولكن يجب الاعتراف بأنها ستفي بالغرض ولكنها لن تكون الاخيرة بالطبع، حيث سيتغيّر ابطالها فيما سيبقى السيناريو نفسه. وكما خرج رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كفائزين بما شهدته الجلسة الاخيرة، سيخرج "الثنائي الشيعي" فائزاً ايضاً وسيرضي بالطبع قاعدته وجماهيره، لان احداً لن يخاطر باظهار نفسه خاسراً في موسم الانتخابات لان النتائج ستكون كارثية، حتى ولو صح ما يتم تناقله عن امكان تأجيل او الغاء الانتخابات (مع استبعاد الكثيرين لهذا الامر)، وعلى هذا الاساس مثلاً تبقى الاتصالات ناشطة لاقامة التحالفات بين الاخصام السياسيين الذين لا تجمعهم الرؤى السياسية نفسها داخلياً او خارجياً.

هذا ما تجنيه الانتخابات في لبنان، وهذا ما اعتاد عليه اللبنانيون، ولا يوجد اي مؤشر فعلي يوحي بأن الامور ستتغيّر، فالمسرحيات ستبقى نفسها وسيصفّق الجميع في نهايتها، وسيتشوّق للمشاركة في غيرها في اسرع وقت ممكن.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram