قال المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت إن “القضية هي لبنان بكلّ ما يعنيه من تاريخ وتراث ووحدة حال وطنية وسِلم أهلي، وذاكرة ماضٍ وأمل حاضر ومستقبل مهدَّد”، وأكد أن “القضية هي لبنان وعيشه المشترك، ومصالحه الوطنية، ومكوناته التاريخية والدستورية، وعائلته اللبنانية، وسط مشاريع دولية وإقليمية مجنونة تُصيب المنطقة ولبنان في الصميم”.
وأضاف المفتي قبلان “لا يمكن، ضمن هذه المعادلة، القفز فوق سياسات العزل والتهويل والانتقام والتطويق، ومشاريع القتل النفسي والإعلامي والسياسي والإغاثي، فضلًا عن كل أنواع التهديد والمخاطر والعدوان والغارات الإسرائيلية التي تستبيح أرضنا وسماءنا وإنساننا، وصولًا إلى بيروت والضاحية والبقاع وكل منطقة سيادية في هذا البلد”، وتابع “كلّ ذلك يتم من خلال مشاريع دولية وإقليمية تُدير سياسات التمزيق الطائفي والمناطقي، وما يلزم لإشعال الفتنة الأهلية، ومشاريع إحراق لبنان بنوعٍ لا سابق له من حرائق الإعلام والمال ولعبة التدويل والفتن السياسية”.
ولفت المفتي قبلان إلى أن “المخزي أن الدولة اللبنانية، وحكومتها الحالية، تتعامل مع البلد وسيادته، ومع العدوان الإسرائيلي وما يصيب أهل الجنوب والبقاع والضاحية، وكأنهم غير موجودين أو غير لبنانيين”، وسأل “كيف يمكن وصف هذه الدولة؟ فهل هي دولة تحمي؟ وهل هي دولة عادلة؟ وهل هي دولة قادرة؟ وهل هي دولة مواطنة؟”، وأضاف “للأسف، لا يمكن وصف الدولة بهذه الوضعية إلا بأنها دولة متواطئة، أو كأنها منتقمة، تتعامل مع مكوّن كبير من شعبها بعداوة مقصودة وشديدة، وليس من جهة واحدة فقط، بل على مستوى المؤسسات القضائية، والعسكرية، والأمنية، والوظائف المدنية”، وتابع “هذا ما يجب أن ننتبه له، لأن هناك من يريد الانتقام من طائفة بأكملها، مع أن الطائفة الشيعية قدّمت للبنان ما لم يقدّمه أحد، وما زالت، وتاريخها كلّه شراكة وطنية وعيش مشترك وتفانٍ وسخاء وعطاء وتضحيات لا نهاية لها من أجل هذا البلد العزيز”.
ورأى المفتي قبلان أن “الأخطر أن البعض يمارس في وجه هذه الطائفة كل أنواع التهويل والتهديد واستجلاب الأمم، ومع ذلك لا يُسمَح لنا برفع الصوت، ولا يحقّ لنا أن نُحذّر من السياسات الانتقامية التي تعمل على ذبحنا والخلاص منا”، واعتبر أن “أيّ سكوت عمّا يجري يضعنا في قلب الكارثة، علمًا أن الإعلام الدولي والإقليمي والمحلي يوقد نار فتنة هائلة تحت عين الحكومة ومباركتها”، وأكد أن “الحكومة مطالَبة بوضع حدّ لهذا الحريق الخطير للغاية، الذي سيطال الجميع، لكنها لا تفعل”، مضيفًا أن “لا شغل شاغل لهذه الحكومة إلا الانتقام السياسي، والتطويب الدولي، والتنازل السيادي، والاستهتار بالواجبات الوطنية والمواطنية”.
وقال المفتي قبلان “أما مسرحية أكياس الخيش التي تمّت في مخيّم برج البراجنة، فهي فضيحة مدوّية، ولو كنا في بلد طبيعي وديمقراطي لطارت الحكومة ومن فيها”، وتابع أن “عين هذه المسرحية المعيبة على سلاح المقاومة، رغم أنه الضامن الأكبر للبنان منذ نصف قرن”، وأضاف “اللحظة تستدعي إعداد استراتيجية دفاعية لحماية لبنان، وهذا أمر تمنعه واشنطن وبعض العواصم الإقليمية، بخلفية مشروعٍ يريد شطب قوّة لبنان، تمهيدًا لعبة المذابح الطائفية في البلد”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :