“القرض الحسن”: خدمات لا تهزمها الحرب!
طال العدوان “الإسرائيلي” مختلف القطاعات الحيوية في لبنان، ولم تكن مؤسسة “القرض الحسن” بمنأى عن هذا الاستهداف، بل وضعها العدوّ الصهيوني في صلب بنك أهدافه، وفي 20 نشرين الأول 2024، أعلن جيش الاحتلال انطلاق الموجة الأولى من الغارات على فروع المؤسسة، واستكملها بموجة ثانية في 26 تشرين الثاني 2024.
ومع تعرض غالبية فروع المؤسسة للاستهداف، تطرح مجموعة من الأسئلة نفسها حول مستوى الجهوزية، وآليات الاستجابة، وكيفية الحفاظ على استمرارية العمل رغم الظروف القاسية، إضافة إلى دور المؤسسة في التعويض والتعافي، والتحديات التي واجهتها خلال هذه المرحلة الدقيقة.
الاستعدادات المسبقة في مواجهة الاستهداف المباشر للمراكز
في ظل الاستهداف المباشر الذي طال معظم مراكز المؤسسة خلال العدوان، يبرز سؤال جوهري حول حجم الاستعدادات التي تم اتخاذها مسبقًا، ومدى التوقع بأن يكون الاستهداف بهذا الاتساع، وفي هذا السياق قال مدير دائرة الإعلام في المؤسسة إنّه “كان لدينا وعي استباقي بأن المؤسسة ستُدرج على لائحة الأهداف نتيجة لموقعها الحيوي في النسيج الاقتصادي المقاوم، لذا تم وضع نموذج محاكاة للأزمات، وخطط إخلاء رقمية ومادية للبيانات والمراكز”، لافتًا إلى أنّه “ومع ذلك، فإن استهداف أكثر من 90% من البنية التشغيلية كان يهدف بوضوح إلى شلّ قدرة المؤسسة على أداء دورها الاجتماعي، ولكن بفضل الله لم يتحقق هذا الهدف”.
التوقعات المسبقة وفعالية الإجراءات الوقائية قبل العدوان
وأمام حجم الضرر الذي لحق بالمؤسسة، وحول الاحتياطات المسبقة أشار هزيمة إلى أنّه “بطبيعة الحال اتخذنا إجراءات متعددة قبل العدوان الغاشم، وكنّا دائمًا في حالة جهوزية ودراسة دقيقة لكل الخطط الموضوعة للتأكد من نجاح تطبيقها في حالات الطوارئ، وكل السيناريوهات كانت مطروحة ومتوقعة”.
ضمان استمرارية العمل في ظل الاستهداف المباشر
وفي ظل الاستهداف المباشر لفروع المؤسسة، يبرز تحدي ضمان الاستمرارية في العمل دون انقطاع لتلبية حاجات الناس، وعن هذا الأمر قال مدير دائرة الإعلام إنّ المؤسسة اعتمدت “على نظام إدارة طوارئ، والذي يرتكز على مبدأ المرونة التشغيلية، حيث جرى نقل العمليات إلى خوادم ومراكز بديلة خلال ساعات، إضافةً إلى تفعيل فرق لوجستية تابعة للمؤسسة تعلم دورها سابقًا”، مشيرًا إلى أنّه “بعد الاستهداف انتقلنا مباشرةً إلى الخطط البديلة وعملنا طوال فترة الحرب وقمنا بتلبية جميع المساهمين”.
وأكّد أنّ قاعدة البيانات المركزية للمؤسسة مؤمّنة ضمن طبقات متعددة من الحماية، وبطرق حديثة تواكب الأمن السيبراني وحماية المعلومات وسرعة التعامل معها ونقلها وتخزينها.
آلية دفع التعويضات ودور المؤسسة في مرحلة التعافي
وبعد انتهاء العدوان لعبت المؤسسة دورًا فاعلًا ومحوريًا في مرحلة التعافي من خلال دفعها للتعويضات، وعن الآلية التي اعتمدت لانجاز هذه المهمة قال هزيمة: “اتخذت المؤسسة دورها في صرف تعويضات (أشرف الناس) للمتضررين من العدوان “الإسرائيلي” الغاشم، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة جهاد البناء التي تولّت موضوع الكشف على الأضرار وتحديد قيمتها”.
الاستهداف السياسي والإعلامي المتواصل للمؤسسة
وكما تعرضت المقاومة وجمهورها لحملات إعلامية تحبيطية هدفها زعزعة الثقة بالمقاومة وخياراتها وإظهارها بصورة المهزومة، نالت مؤسسة القرض الحسن أيضًا نصيبها من هذه الحملات، التي بالأصل كانت تشن ضدها قبل الحرب وتواصلت خلالها واستمرت بعد توقف العدوان، وفي هذا السياق رأى هزيمة أنّ “الاستهداف الإعلامي ليس معزولًا عن سياق سياسي أوسع، يسعى لتجريم كل بنية اقتصادية مستقلة أو مقاومة”، لافتًا إلى أنّ ” المؤسسة تُستهدف لأنها نموذج رائد في التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع والوقوف الى جانب الناس، والحملات الإعلامية الممولة من الجهات المعادية تسعى دائمًا لضرب الثقة والنيل من البيئة الحاضنة للمقاومة ومؤسساتها الخدماتية والاجتماعية”.
التحديات التي واجهت المؤسسة خلال وبعد العدوان
وعلى الرغم من الجهوزية المسبقة، فقد واجهت المؤسسة تحديات جمّة خلال العدوان وبعده، فيشير مدير دائرة الإعلام إلى أنّه “لم تخلو فترة العدوان من المخاطر والاستهدافات المتنقلة لمراكز الجمعية، أمّا بعد انتهاء العدوان كانت أبرز التحديات هي إعادة فتح أكبر عدد ممكن من الفروع بأسرع وقت ممكن، وذلك لخدمة الناس واستقبالهم في مراكز الجمعية”، لافتًا إلى أنّه “وبفضل الله وتضافر جهود العاملين في الجمعية، استطعنا رفع آثار العدوان بسرعة قياسية، حيث تم افتتاح 16 فرع بعد 5 أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار”.
الدروس المستخلصة من هذه التجربة لتعزيز الجهوزية مستقبلاً
وختم هزيمة: “طبعًا في كل حرب هناك دروس وعبر، وكانت تجربتنا في التعامل مع هذه الحرب ناجحة بحمد الله، حيث لم يتوقف عمل المؤسسة لا خلال العدوان ولا بعده، واستطعنا المحافظة على أمانات الناس وأموالهم وإعطاء كل ذي حق حقه”، مؤكّدًا أنّه “نسعى دائمًا لتطوير خدماتنا، بالمقابل نعمل بجهد لتطوير أنظمتنا الداخلية، لنبقى عند ثقة الناس ومحبتهم للجمعية”.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي