افتتاحية صحيفة الأخبار:
الضمّ ليس وليد لحظته: هكذا أُكلت الضفة أكلاً
تكشف خطة الضمّ الإسرائيلية الممنهجة كيف حوّلت المستوطنات والطرق العسكرية مدنَ الضفة إلى جزر محاصرة تمهيداً لابتلاع الأرض وتهجير الفلسطينيين.
رام الله | بدت مدن الضفة الغربية كجزر عائمة ضائعة على الخريطة التي وقف أمامها وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أخيراً، وهو يشرح أمام جمهور المستوطنين خطّته لضمّ أراضي الضفة، والتي ستبتلع من مساحتها نحو 82%. والواقع أن سموتريتش يستند، في إعلانه ذاك، إلى واقع راكمت إسرائيل معالمه عبر عقود من احتلال الضفة، حيث نفّذت مخطّطات ممنهجة تمثلت في بناء المستوطنات، وشق الطرق، وإقامة الحواجز العسكرية، وابتلاع المساحات الجغرافية بطريقة مدروسة.
وبحسب المعطيات، فإن عملية الضمّ الإسرائيلية ستشمل، في حال تنفيذها، 43 مدينة وقرية وتجمعاً فلسطينياً، تمتد من الأغوار إلى شمال غرب القدس وغرب رام الله، ويعيش فيها أكثر من 106 آلاف فلسطيني، وتشمل طوباس وسلفيت وأجزاء من الخليل. وهكذا، ستتحوّل مدن من مثل جنين وطولكرم ونابلس ورام الله وأريحا والخليل، ومعها عدد من القرى والبلدات المحيطة، إلى أكثر من مئتَي كانتون أو سجن معزول، يمكن لجندي إسرائيلي واحد إغلاقها في لحظات، في ظلّ حصارها بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري والبوابات العسكرية والحواجز.
«E1» أصبح حقيقة
أبصر مشروع «E1» الاستيطاني، الأخطر والأكبر من نوعه، النور أخيراً، ليشكّل نقطة تحوّل جذرية ونهائية في مسار المشروع الإحلالي في الضفة، تمهّد لتوجيه «ضربة قاضية» إلى الدولة الفلسطينية المنشودة. إذ يقوم المشروع، الذي يمتدّ على المناطق الشرقية من بيت لحم والقدس الشرقية ورام الله، على ربط تلك المناطق بمستوطنة «معاليه أدوميم» الواقعة بين القدس وأريحا، وبناء 3401 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة المذكورة، ما يعني قطع التواصل الجغرافي الفلسطيني بين رام الله وبيت لحم.
وخلال مراسم التوقيع التي أُقيمت في «معاليه أدوميم»، قال نتنياهو إن «هذا المشروع على وشك مضاعفة حجم المستوطنة، إذ سيكون هنا 70 ألف شخص في غضون خمس سنوات... وهذا تغيير هائل»، متابعاً: «نعلم أن هناك تغييراً آخر هنا، أو بالأحرى تحقيقاً آخر لوعد ليس توراتياً، بل واقعيّ. قلنا إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وبالفعل لن تكون هناك دولة فلسطينية». كذلك، صادق سموتريتش على بناء 3401 وحدة سكنية ضمن المخطّط نفسه شرقي القدس، بما من شأنه فصل شمال الضفة عن جنوبها، الأمر الذي وصفه وزير «الصهيونية الدينية» بأنه «إنجاز تاريخي في مسيرة الاستيطان».
مدن الضفة: سجون كبيرة
في الثامن من أيلول الجاري، نفّذ شابان (الشهيدان مثنّى عمرو ومحمد طه) من بلدتَي قطنة والقبيبة عملية فدائية في القدس المحتلة، حيث أطلقا النار على تجمّع للمستوطنين في محطة انتظار الحافلات عند مفترق «راموت»، ما أدى إلى مقتل سبعة منهم وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
حينها، لم يحتَج جيش الاحتلال سوى إلى دقائق قليلة ليفرض حصاراً مشدداً على قريتَي المنفّذَين، بالإضافة إلى قريتَين مجاورتين لهما هما بدو وبيت عنان، وهو ما يكاد ينطبق على مجمل مناطق الضفة الغربية في كلّ الأوقات؛ إذ يؤكد الفلسطينيون أن دورية إسرائيلية واحدة قادرة، خلال وقت محدود جداً، على إغلاق الضفة وحصار مدنها وفرض طوق عسكري شامل عليها، وذلك بالاعتماد على منظومة البوابات والحواجز العسكرية التي طوّرتها إسرائيل خلال السنوات الماضية، وعلى شبكة المستوطنات التي تمدّدت في الجغرافيا الفلسطينية كالسرطان.
وربطاً بما تقدّم أيضاً، لا تُغفل حقيقة أن إسرائيل طبّقت نموذجاً مصغراً لضمّ الضفة، في بلدة بيت أكسا شمال غرب القدس، عندما أقامت قبل سنوات حاجزاً عسكرياً دائماً على المدخل الوحيد للبلدة، واشترطت للدخول إليها الحصول على تصريح إسرائيلي مسبق. على أن سلطات الاحتلال سرّعت من مشروع الضم منذ السابع من أكتوبر، عبر سلسلة خطوات يتصدّرها إطلاق يد المستوطنين في الضفة، وتسليحهم وتشجيعهم على ارتكاب الأعمال الإرهابية، والمصادقة على عشرات المشاريع الاستيطانية. وإلى جانب ذلك، نفّذت عمليات واسعة لتهجير التجمعات البدوية في المناطق المصنفة «ج»، والتي كانت لا تزال تحول دون الترابط الجغرافي بين المستوطنات.
أيضاً، كثّف جيش العدو حملاته العسكرية على المخيمات بهدف محوها بالكامل، مثلما جرى في جنين وطولكرم ونور شمس شمال الضفة، والتي لا تزال قوات الاحتلال تُحكم سيطرتها عليها، وتمنع عودة الأهالي الذين هجّروا منها قبل أشهر، بعدما دمّرت أكثر من ألف من منازلها، وشرّدت ساكنيها الذين وجدوا أنفسهم يرزحون تحت ظروف إنسانية قاسية داخل مخيمات مؤقتة أو لدى أقاربهم، في ما يبدو تمهيداً لتهجيرهم نهائياً، ضمن خطّة الاستيلاء الكامل على المنطقة «ج»، وطرد أكبر عدد ممكن من سكانها.
وفي موازاة ما تقوم به إسرائيل على الأرض، فهي تعمل أيضاً على تغيير المرجعية القانونية للضفة الغربية، عبر استبدال الحكم العسكري القائم فيها بنظام تبعية مباشرة لحكومة الاحتلال، ولا سيما في المنطقة «ج»، وهو ما كان قد عبّر عنه سموتريتش بوضوح، حين دعا إلى عزل الفلسطينيين في ما تبقّى لهم من مدن وقرى، وتجريدهم من أي هوية سياسية أو قدرة على الاستدامة والتطور، ومنح مناطقهم وتجمّعاتهم صلاحيات حكم بسيطة، عبر العشائر مثلاً، وإدارة شؤونهم بمرجعية إسرائيلية غير مباشرة.
البؤر الرعوية: سلاح الضم السريع
تولي إسرائيل أهمية مضاعفة لبعض المناطق في الضفة، وعلى رأسها منطقة الأغوار، التي كثّفت فيها، أخيراً، عمليات إخلاء عشرات التجمعات البدوية، ضمن سياسة التهجير القسري لسكان السفوح الشرقية. ونظراً إلى المساحات الشاسعة في الأغوار، فقد ابتكرت إسرائيل شكلاً جديداً من الاستيطان يخدم مشروع الضمّ، هو الاستيطان الرعوي الذي يقوم على السيطرة على آلاف الدونمات التي كان الفلسطينيون يزرعونها.
ويمتاز هذا الشكل بأنه لا يكلّف إسرائيل مشقّة البناء وإقامة البنية التحتية وتوصيل الخدمات اللازمة لإقناع المستوطنين بالعيش هناك، إنّما يتطلب فقط وجود مستوطن مسلّح وجنود لحمايته، ليتمكّن من السيطرة على مساحات شاسعة من الأرض، ويطلق فيها ماشيته تحت حماية قوات الاحتلال، مانعاً الفلسطينيين من الاقتراب منها. وتشير المعلومات إلى أن نحو 133 بؤرة رعوية أُقيمت في الضفة، على ما يقارب 250 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) في الأغوار، فضلاً عن البؤر المقامة جنوب الخليل، وما تتعرض له منطقة مسافر يطا من تهجير قسري يومي.
ورغم أن التغييرات الميدانية في الضفة تسير بوتيرة شبه يومية، ما يجعل رصدها وتوثيقها بشكل كامل، أمراً بالغ الصعوبة، إلّا أنه يمكن تكوين صورة عامة استناداً إلى ما جرى خلال العامين الماضيين على أقل تقدير، ومتابعة حجم اعتداءات المستوطنين في شهر آب الماضي مثلاً، والذي وثقته جهة رسمية تابعة للسلطة الفلسطينية (هيئة مقاومة الجدار والاستيطان).
وبحسب الأرقام المتوافرة لدى الهيئة، فقد نفّذ المستوطنون، خلال 30 يوماً فقط، نحو 431 اعتداءً في الضفة، بمعدل يزيد على 14 اعتداء يومياً، وبواقع 321 في رام الله، و274 في نابلس، و220 في الخليل. وتنوّعت تلك الاعتداءات ما بين هجمات مسلحة على القرى، وفرض وقائع استيطانية جديدة، وتنفيذ إعدامات ميدانية، بالإضافة إلى عمليات تخريب وتجريف للأراضي، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، فضلاً عن فرض إغلاقات وحواجز.
وخلال الشهر نفسه، أسفرت هجمات المستوطنين عن استشهاد فلسطينيين في بلدتَي عقربا ودوما في محافظة نابلس، توازياً مع تنفيذ 72 عملية تخريب وسرقة استهدفت ممتلكات الفلسطينيين، وشملت اقتلاع وتسميم ما يزيد على 11700 شجرة مثمرة. وإلى جانب ذلك، حاول المستوطنون، في آب أيضاً، إقامة 18 بؤرة استعمارية جديدة، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي، وتوزّعت بواقع 6 في رام الله، و4 في نابلس، و3 في الخليل، و2 في بيت لحم، وواحدة في كلّ من جنين وقلقيلية وأريحا، وهو ما لا يمكن أن يتمّ بغير تعليمات واضحة من المستوى السياسي، الذي يوجّه المستوطنين بإحداث التغيير الميداني، ليتحوّل هذا التغيير لاحقاً إلى أمر واقع عبر تشريعه وتثبيته.
وفي السياق نفسه، أفادت «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» بأن الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال درست، في آب، «31 مخططاً هيكلياً لصالح مستوطنات الضفة الغربية وداخل حدود بلدية الاحتلال في القدس؛ بواقع 27 مخططاً لمستعمرات الضفة، و4 مخططات لصالح مستعمرات داخل حدود بلدية الاحتلال في القدس». كما صادقت إسرائيل على «15 مخططاً هيكلياً لمستعمرات الضفة، وأودعت 12 مخططاً آخر»، وهي مخططات تضمّنت «بناء 4492 وحدة استعمارية جديدة»، و«إيداع 2328 وحدة استعمارية جديدة على مساحة تقدر بـ2594 دونماً». أما بلدية الاحتلال في القدس، فقد صادقت على مخطط واحد، وأودعت ثلاثة أخرى - للمصادقة اللاحقة - تخصّ مستعمرات داخل نطاقها.
التهجير القسري: تجربة حيّة
يبدو واضحاً أن أخطر ما نجحت فيه دولة الاحتلال، بالشراكة مع عصابات المستوطنين، هو التهجير القسري من التجمعات السكانية؛ إذ هجّرت إسرائيل قسرياً، منذ نحو عامين، قرابة 41 تجمعاً سكانياً تقع جميعها في المنطقة «ج»، في حملة تُعدّ الأكبر والأوسع نطاقاً منذ احتلال الضفة عام 1967. وبلغ عدد المهجَّرين من تلك التجمّعات أكثر من ألفي شخص، فيما يواجه آلاف آخرون في عشرات التجمعات المماثلة خطر التهجير الفعلي، نتيجة اعتداءات المستوطنين اليومية والمتواصلة.
ووفق ما ذكرته منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية، فإن «التجمعات السكانية الفلسطينية في مناطق «ج» في الضفة الغربية، تتعرض منذ سنوات لهجوم تنفذه السلطات الإسرائيلية، تصاعد منذ تشرين الأول 2023»، وإنه «بمساعدة الدولة، أُقيمت حول تلك التجمعات، خلال السنوات الأخيرة، عشرات البؤر الاستيطانية الرعوية التي يتمثّل هدفها الرئيسي في تهجير التجمعات السكانية والاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي».
وترافق ذلك مع تصاعد حادّ في عنف المستوطنين الذين يقطنون تلك البؤر، وصولاً إلى بلوغه ذروته مع العدوان على قطاع غزة، حيث تحوّل إلى «روتين يومي مرعب»، يتجلّى في الاعتداءات الجسدية الخطيرة على السكان، والاقتحامات المتكررة للتجمعات والمنازل ليلاً ونهاراً، بالإضافة إلى إشعال الحرائق، وطرد الرعاة الفلسطينيين من مراعيهم، ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم، فضلاً عن قتل وسرقة المواشي، وإتلاف المحاصيل، وسرقة المعدات والممتلكات الشخصية، وإغلاق الطرق، وفقاً لـ«بتسيلم»، التي أوضحت أن عمليات التهجير لم تقتصر على 41 تجمعاً أُخليت بالكامل، بل شملت أيضاً 8 تجمعات أخرى جرى تهجيرها جزئياً، إضافة إلى ترحيل سكان المخيمات.
دولة المستوطنين قيد التشكيل
يؤكد الخبير في شؤون الاستيطان، سهيل خليلية، في حديثه إلى «الأخبار»، أن إسرائيل «تعمل بشكل حثيث على تحويل مدن الضفة وبلداتها إلى جزر وكانتونات وأقاليم منفصلة عن بعضها»، مستدركاً بأن ما عرضه سموتريتش حول السيطرة على 82% من الضفة «ينطوي على مبالغة واضحة»، موضحاً أن «الفلسطينيين يسيطرون حالياً على ما نسبته 39% (المناطق «أ» و»ب»)، بالإضافة إلى المحمية البرية في بيت لحم».
ويتمثّل الطموح الاستيطاني الفعلي، بحسب خليلية، في «السيطرة على أكبر مساحة من الأرض، وهي مساحة تراوح بين 38 و45% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها إسرائيل بالفعل عبر المستوطنات وجزء من البؤر الاستيطانية، والمناطق العسكرية المغلقة، والمحميات الطبيعية، وشبكة الطرق الالتفافية».
ويبيّن خليلية أن فكرة المشروع الاستيطاني «لا تقتصر على فصل المناطق الفلسطينية عن بعضها، وإقامة أقاليم معزولة، إنما تتجاوز ذلك إلى ما أعلنه سموتريتش أخيراً حول إقامة «دولة حكم ذاتي للمستوطنين» في الضفة الغربية»، لافتاً إلى أن «إسرائيل لا تكتفي بالتصريحات الاستعراضية، بل تنفذ خطوات عملية لترسيخ هذا الكيان، عبر تكثيف البناء الاستيطاني وإقرار مشاريع لم يكن من الممكن أن تبصر النور لولا وجود الحكومة الحالية». ويرى أن هذه الخطوات من شأنها أن «ترفع عدد المستوطنين تدريجياً وصولاً إلى الهدف المعلن سابقاً، وهو الوصول إلى مليون مستوطن في الضفة».
كذلك، يشير إلى أن إسرائيل تعمل على تأسيس ركائز اقتصادية وأمنية لدولة المستوطنين المزعومة؛ إذ يجري «زيادة عدد المناطق الصناعية التابعة للمستوطنات في الضفة، باعتبارها قاعدة اقتصادية مركزية لأي دولة»، متحدثاً أيضاً عن «إعادة تشكيل شبكة الطرق في الضفة لتخدم الوجود الاستيطاني بالدرجة الأولى»، إلى جانب «إنشاء جيش للمستوطنين، مسلح ومدرّب (بعدما حصل أكثر من 350 ألف مستوطن على رخصة سلاح)»، و«ضخ ميزانيات لحراسة المستوطنات، وتعزيز أمنها عبر أبراج مراقبة وكاميرات ودوريات مسلحة»؛ وهذا كلّه من شأنه أن يرسّخ، وفقاً لخليلية، «البنية التحتية الصناعية والعسكرية لدولة المستوطنين قيد التشكيل».
****************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
العرب والأتراك جدّدوا في نيويورك ثقتهم بترامب… وويتكوف لحل قريب في غزة
جدّد قادة تركيا والسعودية ومصر وإندونيسيا وباكستان والإمارات وقطر والأردن ثقتهم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيجاد حل عاجل ينهي الحرب على قطاع غزة، ويفك الحصار عنه، بعدما تقدموا بتصور لما بعد الحرب يتضمن إبعاد حركة حماس عن المشهد السياسي والإداري ودعوتها إلى إلقاء السلاح، بما يلاقي طلبات بنيامين نتنياهو الذي يعتمد على الحرب لتحقيق هذه الأهداف، مقابل عدم امتلاك العرب والأتراك آلية تؤدي إلى فرض هذه الشروط على المقاومة في غزة. وبعد اجتماع بين قادة هذه الدول وترامب قال الرئيس الأميركي إنه متفائل، وسط ضغوط في شوارع الغرب لإنهاء الحرب سريعاً، ما أجبر حكومات كثيرة على الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة نزولاً عند ضغط شوارعها، وخرج مبعوث ترامب للمنطقة ستيف ويتكوف ليقول إنه يتوقع أن يشهد العالم وقفاً قريباً لإطلاق النار في غزة خلال أيام قليلة.
في المنطقة كان اليمن يمارس حرب الوعي وكي الوعي مع الداخل الإسرائيلي، حيث نجحت الطائرات اليمنية المسيرة بالوصول الى منشأة سياحيّة في إيلات حاصدة 50 جريحاً ثلاثة منهم بحال حرجة، والعملية اليمنية تعبّر عن تطور كبير في مسار الحرب على غزة، لما تسببت به من صدمة للمستوطنين الذين شعروا أنهم غير محميين، وأن الإبهار بما تفعله الضربات الإسرائيلية على المدنيين، أقرب إلى عملية هوليودية عندما تدق ساعة المواجهة مع المقاومة خصوصاً في حرب برّية. وقالت مصادر متابعة في اليمن إن العملية نقطة تحوّل سوف تليها نقاط مماثلة حتى يخرج المستوطنون بالملايين في الشوارع مطالبين يوقف الحرب على غزة، والتخلّص من وهم وعود نتنياهو بإبقائهم بمنأى عن نتائج حربه على غزة.
ليس بعيداً كان أسطول الصمود المكوّن من عشرات القوارب والسفن يقترب من سواحل غزة، وترتفع تهديدات الاحتلال بالتعامل معه بخشونة، والأسطول الذي يحمل عشرات النشطاء الأوروبيين المعروفين بمواقفهم الداعمة للحق الفلسطيني، شهد تعدّيات واستفزازات إسرائيليّة، ما استدعى خروج سفينتين إسبانية وإيطالية لمواكبة الأسطول وحمايته، رغم الطابع غير العسكريّ لمهام السفينتين، كما قالت جيورجيا ميلاني رئيسة حكومة إيطاليا.
فيما بقيت تصريحات المبعوث الأميركي توم برّاك في دائرة اهتمام جهات سياسية عدة لتحليل أبعادها وترجمتها على أرض الواقع والتحقق من أنها تعبر عن موقف الإدارة الأميركية أم موقف شخصي، تحلّ الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ظل اكتمال الاستعدادات لإحياء ذكرى اغتياله والأمين العام السيد هاشم صفي الدين بدءاً من الغد حتى أواخر الشهر الحالي.
وعلمت «البناء» أن مراجع سياسية ودبلوماسية لبنانية أجرت سلسلة اتصالات مع مسؤولين أميركيين لاستيضاح حقيقة موقف برّاك وما إذا كان يعكس توجهات الإدارة الأميركية حيال لبنان في المرحلة المقبلة، وكيف ستنعكس على الجبهة الجنوبية والإنسحاب الإسرائيلي وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إضافة إلى خطة الجيش بحصرية السلاح بيد الدولة والإصلاحات ومؤتمرات دعم لبنان، لا سيّما أنّ تصريحات براك التصعيديّة تناقض تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وما نقل عنه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث لم يطلق أي تصريح مشابه لتصريحات برّاك، حيث اقتصر كلامه في تصريح أمس على أن بلاده «ستدعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية»، مضيفاً: «الحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران».
ولفتت مصادر مطلعة على الموقف الأميركي إلى أن ما قاله برّاك يعكس حقيقة النيات والنظرة العدائية الأميركية لحزب الله وإيران وكل من يواجه «إسرائيل» ويعارض ويناهض المشاريع الأميركية في المنطقة، لكن ليس بالضرورة أن يترجم إلى سياسات وتوجهات على أرض الواقع، لا سيما أنّ لبنان وفق ما ينقل مطلعون على بعض مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة، ليس أولوية أميركية في الوقت الراهن في ظل نجاح الحرب الأخيرة بلجم حزب الله وإضعافه وتركيب سلطة سياسية مناهضة للحزب وتنسق مع الأميركيين، وبالتالي تحوّل الاهتمام الأميركي إلى سورية التي باتت الأولوية ولبنان ملحقاً بها، لكن هذا لا يعني أن لبنان ليس في دائرة الاهتمام الأميركي لكونه نافذة أميركية أساسية على البحر المتوسط تستخدمها سياسياً ولوجستياً وعسكرياً وأمنياً في تطبيق سياساتها وخططها في المنطقة. ولفتت المصادر لـ»البناء» إلى أن الأميركيين يعرفون أن الجيش اللبناني لا يستطيع تطبيق خطة الحكومة بحصر السلاح في ظل إمكاناته وقدراته الحالية وفي التركيبة اللبنانية الدقيقة والمعقدة، وهذا ما اعترف به البنتاغون الذي يشرف مباشرة على وضع الجيش اللبناني وعمله في جنوب الليطاني وتسليحه ودعمه، وجاء قرار 5 أيلول الذي عكس تراجع الحكومة عن قرارات 5 و7 آب ليترجم تقييم وزارة الدفاع الأميركية لوضع الجيش. وأضافت المصادر أن موقف برّاك يعبّر عن موقف الجناح الأكثر دعماً لـ»إسرائيل» في الولايات المتحدة، لكنه ليس بالضرورة هو نفسه موقف وزارة الخارجية. لكن الأهم كيف يُترجم موقف برّاك في السياسات والتوجهات الأميركية تجاه لبنان وكيف ستقرأه «إسرائيل»؟ وكيف ستترجمه على أرض الواقع؟
مصدر دبلوماسي أوروبي قال لـ»البناء» إن المؤشرات الحالية لا تشي بحرب إسرائيلية وشيكة على لبنان مع استمرار العمليات العسكرية الجوية وبقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب، لكن توسيع العمليات العسكرية إلى مستوى حرب شاملة على لبنان يحتاج إلى قرار أميركيّ وإمكانات وقدرة عسكرية وتسليحية إسرائيلية وتفرّغ لجبهة واحدة إضافة للقدرة على حسم الحرب لمصلحة «إسرائيل» وبوقت قصير وبأقل كلفة. غير أن جهات دبلوماسية غربية تؤكد لـ»البناء» بأن «إسرائيل» تحضر لعملية جوية واسعة النطاق في لبنان مع تقدّمات برية لفرض المنطقة العازلة على طول الشريط الحدودي وبعمق يصل بين 7 كلم إلى حدود الليطاني تكون خالية من حزب الله وقواعده ومن السكان واليونيفيل وحتى من الجيش اللبناني.
وفي سياق ذلك، حذّر مصدر دبلوماسي عربي عبر «البناء» من تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية لغزة ومحاولة تهجير أهل القطاع والضفة الغربية، منبهة الى أن التداعيات ستكون كبيرة على مصر والأردن، وستترك انعكاسات سلبية كبيرة على المنطقة برمّتها.
وشدّد رئيس الجمهورية جوزاف عون في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة على المطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً و»انسحاب الاحتلال من كامل أرضنا وإطلاق أسرانا، الذين لن ننساهم ولن نتركهم، وتطبيق القرار 1701 كاملاً. وذلك باستمرار تفويض قوات اليونيفيل في إطار شراكتها مع الجيش اللبناني، لفرض الأمن والاستقرار، لمرحلة انتقالية». كما أشار رئيس الجمهورية خلال لقائه وفد مجموعة العمل الأميركيّة من أجل لبنان – ATFL في نيويورك، إلى أنّ «محادثاتي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كانت إيجابية».
وحول اللقاء مع روبيو، قال عون: «طلبت مساعدة الولايات المتحدة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي المحتلة في الجنوب لتمكين الجيش اللبنانيّ من الانتشار حتى الحدود الدوليّة وتطبيق القرار 1701، ولمستُ تجاوباً في استمرار دعم الجيش المنتشر في كل لبنان، لبسط سيادة الدولة على أراضيها».
إلى ذلك، عرض الرئيس عون الأوضاع في لبنان في ضوء التطورات الأخيرة مع السيناتور Chris Murphy، والسيناتور Chris Coons، والنائب الديمقراطي Gregory Meeks، كما التقى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير.
ميدانياً واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، في وقت جال رئيسُ لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار المنتهية ولايته وخَلَفُه، برفقة وفد عسكري من السّفارة الأميركيّة والجيش اللّبناني، في منطقة جنوب اللّيطاني، وبينما حلّقت المسيرات الإسرائيلية على علو منخفض فوق كل المناطق اللبنانيّة ولا سيما منها الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلنت الناطقة الرسمية باسم» اليونيفيل» كانديس آرديل ان «مسيّرة إسرائيلية سقطت أمس داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ولم يُصب أحد بأذى». وأضافت «كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية». ولفتت الى أن «اليونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجدّ، وستحتج رسمياً على هذا العمل».
من جهته، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، في تصريح صحافي عما يجري تداوله في موضوع تمكين الشيعة في الدولة وحصولهم على مناصب أخرى في سلم الحكم من أجل تسليم سلاح «حزب الله»، إلى أنّ «هذا الكلام لا أساس له من الصحة». وقال: «ما نريده هو تطبيق الطائف من ألفه إلى يائه»، داعياً «كل من يهمّه الأمر في الداخل والخارج إلى سماع موقفه هذا»، موضحاً أنّ «في إثبات على هذا التوجّه قدّمت اقتراح قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، وانتخاب مجلس للشيوخ يأخذ من صلاحيات رئيس المجلس».
على صعيد آخر، تكثفت الاتصالات بين عين التينة والسراي الحكومي وحارة حريك، لاحتواء الخلاف بين الحزب ورئيس الحكومة حول توجه مجموعات من الناشطين والمؤيّدين للمقاومة إلى إضاءة صخرة الروشة بصور السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ورفض رئيس الحكومة نواف سلام التجمّع وإضاءة الصخرة. وقد أفضت الاتصالات إلى منح محافظ بيروت تصريحاً للمنظمين بالتجمّع أمام صخرة الروشة من دون إضاءتها.
وأفادت مصادر إعلاميّة عن اتصال حصل بين الرئيس برّي ورئيس الحكومة، أدّى إلى تسوية تضمن الالتزام بمضمون تعميم رئيس الحكومة بشأن نشاط صخرة الروشة» والمخصّص لذكرى اغتيال السيد حسن نصر الله.
وكانت العلاقات الإعلاميّة في «حزب الله»، أعلنت في بيان، أنّه لم يصدر أي بيان عنها حول «النشاط المقرّر إقامته اليوم في الروشة».
في المواقف شدد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في حديث إلى قناة «المنار»، على أنّ الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصر الله «حرص على لبنان»، و»لم يكن إنساناً طائفياً فهو استشهد من أجل القضية الفلسطينية»، وأضاف فرنجية أنّ «السيد نصر الله كان استثنائياً وكان قائداً عظيماً». وأكد أنّ «حزب الله لم يخسر في المواجهة وما حدث هو نكسة وليس هزيمة»، ولفت إلى أنّ «من أبشع الأمور أن نرى البعض مع الإسرائيلي ضد بلده»، مشدداً على أنّ «الطائفة الشيعية طائفة أساسية للبلد»، مضيفاً: «نحن نثق بقيادة المقاومة وهي حريصة على وحدة لبنان».
واستقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد السفير العراقي في لبنان السيد محمد رضا الحسيني، حيث بحث الطرفان الأوضاع في لبنان والمنطقة، وأكَّدا أهمية تمتين العلاقات اللبنانية – العراقية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين.
******************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
جلسة تشريعية الاثنين تسعّر الخلاف الانتخابي إيران تسند “الحزب” عشية ذكرى نصرالله
كلمة رئيس الجمهورية جوزف عون أمام الامم المتحدة تجاوزت اللحظة السياسية إلى إبراز الأهمية الكبيرة التاريخية للنموذج اللبناني ودعوة العالم الى عدم ترك لبنان
إذا كانت الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية جوزف عون أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء – الأربعاء، تجاوزت اللحظة السياسية التي يمر بها لبنان والمنطقة ولامست الأهمية الكبيرة للنموذج اللبناني وفرادته، فإن وقائع “الأرض” السياسية والأمنية والحدودية في لبنان بدت متجهة إلى مزيد من التأزم والاحتقان، سواء على خلفية الأجواء المتصلة بإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال السيد نصرالله، أم على إيقاع الترددات السلبية لكلام الموفد الأميركي توم برّاك والردود اللبنانية عليه، أم أيضاً وأيضاً على وقع تصعيد سياسي متصل بالخلاف على قانون الانتخابات النيابية. ولذا تترقب الأوساط المعنية عودة الرئيس عون من نيويورك لمعرفة حقيقة المعطيات التي تقف وراء الموقف الأميركي، والتي يرجح أن يكون رئيس الجمهورية تداول في شأنها عبر الاتصالات المعلنة وغير المعلنة التي أجريت معه في نيويورك، علماً أن تصريحاته وكلمته أمام الأمم المتحدة حملت الرد المباشر وغير المباشر على اتهام السلطات اللبنانية بعدم تنفيذ التزاماتها. ولا تخفي الأوساط نفسها أن أجواء المخاوف التي أشاعها كلام برّاك أثارت الكثير من الانزعاج لدى أركان السلطة، خصوصاً أنه بدا في جانب منه كأنه بمثابة تغطية لأي اعتداء إسرائيلي واسع جديد على لبنان، وتسبّب ذلك في الأيام الأخيرة بموجة “استنفار” أهلية في مناطق عدة من الجنوب والضاحية وحركة إقبال لافتة على استئجار منازل في مناطق من بيروت وجبل لبنان تحسباً لتطورات حربية محتملة جديدة. وأرخى ذلك أجواء ملبدة على مجمل الوضع، الأمر الذي زاده توتراً أيضاً ملامح التجاذب الآخذة في السخونة بين الحكومة و”الحزب” في شأن الاحتفالية التي دعا الحزب إلى اقامتها مساء اليوم عند صخرة الروشة، بما عكسته من أجواء متوترة موصولة بحملات الحزب العنيفة على رئيس الحكومة نواف سلام.
وبالعودة إلى كلمة رئيس الجمهورية أمام الامم المتحدة، فهو طالب المجتمع الدولي بانسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً و”انسحاب الاحتلال من كامل أرضنا وإطلاق أسرانا، الذين لن ننساهم ولن نتركهم، وتطبيق القرار 1701 كاملاً. وذلك باستمرار تفويض قوات اليونيفيل في إطار شراكتها مع الجيش اللبناني، لفرض الأمن والاستقرار، لمرحلة انتقالية”. وشدد الرئيس عون على فرادة لبنان، وقال: “هناك واجب إنساني في الحفاظ على لبنان. لأنه إذا سقط هذا النموذج في العيش بين جماعتين مختلفتين دينياً ومتساويتين كلياً، فما من مكان آخر على الأرض، يصلح لتكرار تلك التجربة. فإذا زال المسيحي في لبنان، سقطت تلك المعادلة، وسقطت عدالتها. وإذا سقط المسلم في لبنان، انتكست هذه المعادلة أيضاً، وانتكس اعتدالها. وإذا سقط لبنان بسقوط أي من الاثنين، سيكون البديل حتماً، خطوط تماس “شرقية غربية”، في منطقتنا والعالم، بين شتى أنواع التطرف والعنف الفكري والمادي وحتى الدموي”. وأكد “أن لبنان لا يطلب امتيازاً، بل مسؤولية دولية عادلة منصفة، تعيده إلى رسالته، مستقرا للحرية والتعددية معا”. وأعلن إعادة إحياء “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار”، “كي نؤكد لأنفسنا وللعالم أجمع، أن لبنان قد عاد إلى مكانه تحت شمس الأمم، وإلى مكانته في الأمم المتحدة، منبراً لقيم الإنسان والإنسانية”، ودعا العالم إلى “عدم ترك لبنان”.
ووسط الاجواء الملبدة التي تواكب الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية على “الحزب”، عادت إيران إلى العبث المتجدد في الشأن اللبناني، فبادر رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى نفي وجود طريق “مسدود بالمطلق” لإيصال الأسلحة الى “الحزب”، إلا أنه تحدث عن وجود “صعوبات”. وقال إن “الحزب حيّ، واليوم أكثر حيوية من أي وقت مضى، من حيث المعتقدات، والقدرات، والتماسك، والجوانب المادية والمعنوية، لكن هذا لا يعني عدم وجود تحديات”.
هذا الموقف جاء قبيل الحفل الذي دعا إليه “الحزب” في الروشة مساء اليوم الخميس، في ذكرى اغتيال أمينيه العامين نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين. وسادت بلبلة واسعة حيال ما يعتزم الحزب القيام به، إذ أفيد بأن جمعية مقربة من الحزب تقدّمت بعلم وخبر لتجمّع على الكورنيش مقابل صخرة الروشة لإحياء ذكرى الأمينين “وبناء عليه حفاظاً على الحريات العامة وحرية التجمع تم اعطاؤهم الإذن من قبل المحافظ شرط الالتزام بعدم قطع الطريق وعرقلة عدم السير والحفاظ على الممتلكات العامة، وعدم إنارة صخرة الروشة وعدم بث صور ضوئية عليها، وذلك بناء على التعميم الصادر عن رئيس الحكومة نواف سلام”. وأشارت معطيات أخرى إلى أن القوى الأمنية ستنتشر اليوم في محيط منطقة الروشة لمنع أي مخالفة للقوانين بعد تعميم رئيس الحكومة حول منع استعمال الأماكن العامة من دون ترخيص.
ولكن معلومات لـ”النهار” أكدت أنّ “الحزب” يواصل استعداداته لنشاط اليوم، وهو، رغم كل الاتصالات، يصرّ على عدم التراجع وعلى الالتزام بجدول البرنامج الذي تم توزيعه، والذي يتضمن إضاءة صخرة الروشة بصورتي نصرالله وهاشم صفي الدين. وقال مصدر مقرّب من “الحزب”، “إنّ البلبلة حول الموضوع أوجدتها وسائل التواصل الاجتماعي، وأكثرها وهمي ومن نسج الخيال، وستشهد صخرة الروشة حضوراً لافتاً لعشاق ومحبي الشهيد السيد نصر الله وإن المصطادين في الماء العكر لم ولن ينجحوا في الفتنة”.
في الجانب السياسي الآخر المأزوم من المشهد الداخلي، صار في حكم المؤكد أن الجلسة التشريعية التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقدها الاثنين المقبل، ستشكل عامل تسخين إضافي للخلاف الحاد المتصاعد حول قانون الانتخاب، إذ لم يلحظ جدول أعمالها المكوّن من 17 بنداً ملف قانون الانتخاب. وقد عقد أمس في عين التينة اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب لتحديد جدول اعمال جلسة تشريعية ستعقد الاثنين المقبل. ورغم مطالبة 61 نائباً بإدراج القانون المعجّل المكرر المرتبط بتصويت المغتربين على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة، فإن الأمر لم يحصل. ويبحث النواب الموقعون خياراتٍ تصعيدية، منها الانسحاب من اللجنة الفرعية المكلفة دراسة قوانين الانتخاب وتعليق المشاركة فيها، وقد اعتبروا أن مناقشة قانون معجّل مكرّر في اللجنة قبل عرضه على الهيئة العامة يشكل مخالفة للنظام الداخلي لمجلس النواب، الذي يفرض أن يمرّ القانون على الهيئة العامة أولاً، ومن ثم يحال على اللجنة بحال سقوط صفة العجلة عنه.
وزاد من الاحتقان أن نائب رئيس المجلس الياس بو صعب أخذ المسلك نفسه الذي يعتمده الرئيس بري لعدم ادراج مشروع النواب المطالبين باقتراع المغتربين لجميع النواب، وذلك من خلال طرح تنفيذ كل الطائف كشرط تعجيزي واضح. وفي هذا السياق، قال بو صعب أمس “إنّنا في اللجنة التي تدرس قوانين الانتخابات لا نتكلم عن تأجيل الانتخابات، بالتأكيد نعمل على أي تعديل أو أي مشروع أو أي قانون جديد للانتخابات النيابية لأن هناك قوانين جديدة، وأنا بنظري وهذا رأيي الشخصي نحن في مأزق كبير في لبنان وهناك اختلاف بالسياسة بين كل الأفرقاء، وهناك كلام يتعلّق بموضوع بسط سلطة الدولة على كل أراضيها بقواها الذاتية، يعني موضوع السلاح دستور الطائف يتكلمّ عن هذا الموضوع، دستور الطائف يتكلّم أيضاً عن اللامركزية الإدارية، دستور الطائف يتكلّم أيضاً عن مشروع قانون انتخابات عصري ومجلس الشيوخ. الوقت قد حان للذهاب نحو المطالبة بتطبيق كامل لدستور الطائف”.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يمنع «الحزب» من إضاءة صخرة الروشة لذكرى نصر الله
تسوية سياسية – أمنية تتيح وقفة رمزية
بيروت: نذير رضا
احتوت السلطات اللبنانية، الأربعاء، أزمة دعوة «الحزب» لإضاءة صخرة الروشة في بيروت بصورة أمينيه العامين السابقين نصر الله وهاشم صفي الدين في ذكرى اغتيالهما، الخميس، وذلك في «تسوية» قضت بمنع إضاءة الصخرة، والسماح في الوقت نفسه للحزب بإقامة الفعالية الشعبية في المكان.
وأثار إعلان «الحزب» في الأسبوع الماضي عن إضاءة صخرة الروشة، بصورة أمينيه العامين السابقين في الذكرى الأولى لاغتيالهما، جدلاً واسعاً في البلاد، وأثارت الخطوة رفض نواب يمثلون مدينة بيروت، وعدَّ هؤلاء أن الصخرة هي مَعلم أثري، ويجب ألا تُخصص لفعاليات سياسية وحزبية.
واستُتبع الأمر بتعميم أصدره رئيس الحكومة نواف سلام، وجَّهه إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وطلب فيه «التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة».
تجمع بلا إضاءة الصخرة
قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب «حصل على ترخيص من محافظة بيروت لإقامة تجمع في المنطقة، لكن لم يحصل على إذن بإضاءة صخرة الروشة»، مشيرة إلى أن الفعالية ستتم في المنطقة عبر تجمعات إحياء للذكرى، وستكون «وسط تدابير أمنية يتخذها الجيش اللبناني».
وقالت مصادر أخرى معنية بالملف إن الترخيص للتجمع «منحته محافظة بيروت لجمعية تحمل اسم (الجمعية اللبنانية للفنون) وهي مقربة من الحزب؛ لإقامة وقفة رمزية يتخللها عزف النشيد الوطني اللبناني وأناشيد أخرى، ولا تتضمن طلباً لكلمات سياسية، وهو أمر يكفله القانون اللبناني»، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «محافظ بيروت مروان عبود أعطى ترخيصاً للجمعية بإقامة الفعالية بناءً على الطلب المقدم، وعلى أساس تعهد المنظمين بإقامة وقفة رمزية»، مضيفة أن «الطلب والترخيص لا يتضمنان إضاءة صخرة الروشة».
تسوية سياسية
يُنظر إلى ما جرى على أنه «تسوية سياسية» أنهت ما يمكن أن يتحول تأزماً في الشارع، وجرى إعطاء الترخيص على أساس عدم إضاءة صخرة الروشة «تنفيذاً لتعميم رئيس الحكومة»، حسبما قالت المصادر.
وشملت المباحثات، وفق معلومات «الشرق الأوسط»، اتصالات على مستويات نيابية وأمنية ووزارية عدة، بينها اتصالات بين رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، فضلاً عن زيارات قام بها نواب «الحزب» إلى وزير الداخلية أحمد حجار، ومحافظ بيروت.
وسعت الاتصالات إلى «إنهاء توتر بدأ يظهر في مواقع التواصل الاجتماعي»، مع رفض جمهور «الحزب» تعميم رئيس الحكومة، وتأكيده أنه سيضيء الصخرة بمعزل عن القرار. وقالت المصادر: «إضافة إلى تخفيف حدة التوتر، عملت الاتصالات على تأكيد الالتزام بتعميم رئيس الحكومة وعدم مخالفته». وقالت إن الاتصالات السياسية مهّدت لتلك التسوية التي تؤكد حق أي لبناني بالتجمع تحت سقف القانون، ومنع خرق التعاميم والقرارات الرسمية.
وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات خلال الأيام الأخيرة لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الداخلية أحمد الحجار، التقى قبل هذا القرار نواباً عن «الحزب»، وبذل جهوداً وكان له دور بتأكيد الموقف الرسمي وضرورة تنفيذ التعميم الصادر عن رئيس الحكومة.
كذلك، قالت المصادر إن النائب عن «الحزب» الذي يمثل بيروت، أمين شري، كان التقى المحافظ مروان عبود قبل حصول الحزب على الترخيص بإقامة الفعالية في المنطقة، ولفتت إلى أن المنظمين أكدوا التزامهم بالقوانين اللبنانية المرعية الإجراء.
فعاليات شعبية وسياسية
يحيي «الحزب» الذكرى السنوية لاغتيال أمينه العام نصر الله، بفعاليات شعبية وسياسية تمتد حتى 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وتبدأ الفعاليات، الخميس، على الواجهة البحرية لمدينة بيروت، بتجمعات ومسيرات، ويُقام احتفال رسمي ومركزي، السبت، يتخلّله كلمة للأمين العام للحزب نعيم قاسم، بينما تتضمن الفعاليات اللاحقة أمسيات قرآنية.
واغتالت إسرائيل نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 سبتمبر (أيلول) 2024، في حين اغتالت خلفه هاشم صفي الدين في 3 أكتوبر في 2024.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : تأهّب سياسي وأمني عشية ذكرى نصرالله… عاصفة برّاك لم تهدأ… ومخاوف من مفاجآت
لم تهدأ العاصفة السياسيّة التي أثارها الموفد الأميركي توم برّاك، بل ما زالت تأسر الأوساط الرسمية والسياسية التي تبحث على اختلاف مستوياتها عمّا يساعدها على فهم أبعاد المواقف الهجومية التي ساقها، وما يُمهّد له بالنسبة إلى المنطقة بصورة عامة ولبنان بصورة خاصة، سواء من ناحية مضمونها الفاقع في صراحته وفي وضوح الأهداف التي حدّدها، أو من ناحية توقيتها في هذه المرحلة التي تتفق القراءات والمقاربات والتحليلات السياسية على أنّها تتسمّ بخطورة غير مسبوقة، وتبدو وكأنّها مضبوطة على إيقاع متسارع بوتيرة دراماتيكية نحو متغيّرات وتحوّلات في ساحات متعدّدة.
المسلّم به لدى مختلف الأوساط الداخلية على اختلاف مستوياتها واتجاهاتها، هو أنّ برّاك، حدّد أجندة عمل، وما أدلى به سواء حول المنطقة ونفي وجود سلام، أو حول الجيش أو حول سلاح «الحزب» وإعادة ترميم قدراته العسكرية والمالية، ووصفه مع إيران بالعدو ولا بُدّ من قطع رأس الأفعى، لم يأتِ به بمعزل عن الإدارة الأميركية، والشعور العام لدى هذه الأوساط، وحتى لدى مَن يُصنَّفون في خانة الحلفاء والأصدقاء للولايات المتحدة الأميركية، أشبه ما يكون بإحباط شامل غارق في بحر هائج تتلاطمه تساؤلات قلقة ومخاوف حقيقية من تدحرج الأمور نحو مفاجآت غير محمودة ومنزلقات خطيرة على كلّ المستويات، وخصوصاً على المستوى الأمني.
احتمالات ومفاجآت
الصّورة قاتمة جداً، وفق توصيف مرجع كبير، ويُؤكّد لـ«الجمهورية» أنّ «الوضع أصعب ممّا نتخيّل، فطرق الحلول مسدودة بالكامل، ولا يوجد منفذ لحلّ، أو أيّ ممّهدات لمثل هذا الحلّ، كلّ الناس انكفأت عن تقديم أيّ مساعدة حقيقية، وتُرك لبنان وحده في هذا المأزق، يبدو أنّ الحلول ليس في روزنامة الدول حالياً، وخصوصاً لدى مَن تحمّسوا لبلوغ حل في لبنان، حتى أنّ ما حُكيَ سابقاً عن حلّ سياسي محا توم برّاك أثره بالكامل، وتبعاً لذلك، وضعنا حرج جداً، ومشرّع على كلّ الاحتمالات وربما مفاجآت خطيرة، لقد وصلنا إلى منحدر لا ينقذنا منه سوى معجزة إلهية».
مخاوف من تطوّرات
وإذا كان التفلّت الإسرائيلي وتصاعد العمليات العدوانية والإغتيالات اليومية منذ اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني من العام الماضي، قد أبقى لبنان على حافة التفجير الواسع في أي لحظة، وهو ما تلوّح به التهديدات التي يطلقها المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، وكذلك المناورات العسكرية الإسرائيلية التي تحاكي اقتحامات قرى وبلدات لبنانية، فإنّ المراجع السياسية والأمنية تقارب الساعات الـ72 المقبلة بمستوى عالٍ من الحذر والتخوّف من حصول تطوّرات مفاجئة.
ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «الأجهزة الأمنية الرسمية وغير الرسمية في أعلى درجة الاستنفار، عشية الاحتفالات المقرّرة في الذكرى السنوية لاغتيال الأمين العام لـ«الحزب» السيد نصرالله، ولوحظ تكثيف الإجراءات الأمنية المنظورة وغير المنظورة في العديد من المناطق اللبنانية، ولاسيما في المناطق المحدّدة لإحياء الذكرى، وذلك تحسّباً لأيّ طارئ ومنع حصول أي خلل أمني، وسط روايات وأحاديث كثيرة عن نوايا إسرائيلية بالقيام بعمليات عدوانية، سواء عبرها مباشرة او عبر عملاء لها في الداخل».
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» عن مدى صحّة هذه الروايات، وما إذا كان ثمة في الأفق ما يُقلق، أوضح مرجع أمني: «في البلد كلام كثير، وتُنسج روايات وسيناريوهات من هنا وهناك لا تمتّ إلى الواقع بأي صلة، ولا يُقصد منها سوى تخويف الناس والتهويل عليهم. لكن في مطلق الأحوال، فإنّ كل الأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها، وتتعاطى مع الأمور بمسؤولية وتتابع أدق التفاصيل الأمنية، للحفاظ على الوضع الأمني ومنع العابثين من الإخلال به، وإحباط أيّ محاولة للتخريب. أي أنّ كلّ الأجهزة الأمنية يقظة وتُكثف إجراءاتها بصورة مباشرة ومدروسة، وهو الأمر الذي نؤكّد عليه دائماً للمواطنين بأن يكونوا على قدرٍ عالٍ من اليقظة والحذر ومساعدة الأجهزة الأمنية في مهامها».
يُشار في سياق الاحتفالات بذكرى السيد نصرالله، إلى أنّ النقاشات لم تتوقف حول عزم «الحزب» إضاءة صخرة الروشة بصورتَي الأمينَين العامَّين للحزب السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وتردّد أنّ جمعية مقرّبة من الحزب تقدّمت بعلم وخبر لتجمّع على الكورنيش مقابل صخرة الروشة لإحياء ذكرى الأمينَين «وبناءً عليه، حفاظاً على الحرّيات العامة وحرّية التجمّع تمّ إعطاؤهم الإذن من قِبل محافظ بيروت شرط الإلتزام بعدم قطع الطريق وعدم عرقلة السير والحفاظ على الممتلكات العامة وعدم إنارة صخرة الروشة وعدم بث صور ضوئية عليها، وذلك بناءً على التعميم الصادر عن رئيس الحكومة نواف سلام». وتردّدت بعض المعلومات عن أنّ القوى الأمنية ستنتشر اليوم في محيط منطقة الروشة براً وبحراً لمنع أي مخالفة للقوانين، بعد تعميم سلام حول منع استعمال الأماكن العامة من دون ترخيص. وأفيد أنّ ثمة تدابير صارمة من القوى الأمنية لمنع أي خرق، مشيرةً إلى أنّ عناصر مكافحة الشغب ستتواجد في المكان للحؤول دون مخالفة القانون.
تسليح الحزب
إلى ذلك، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية على «الحزب»، صدر موقف إيراني لافت في مضمونه، عبّر عنه رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، نفى فيه وجود طريق «مسدود بالمطلق» لإيصال الأسلحة لـ«الحزب»، إلّا أنّه تحدّث عن وجود «صعوبات». وأكّد قاليباف «أنّ «الحزب» حيّ، واليوم أكثر حيَوية من أي وقتٍ مضى، من حيث المعتقدات، والقدرات، والتماسك، والجوانب المادية والمعنوية، لكن هذا لا يعني عدم وجود تحدّيات». وشدّد قالبياف أيضاً على أنّ «الكيان الإسرائيلي لم يتمكن أبداً من التغلّب على الحزب، على رغم من عملية البيجرز الإرهابية والاغتيالات».
تحذير من عدوان
على أنّ المخاوف لا تقتصر على الأمن الداخلي، بل تتزايد على الحدودَين الجنوبية والشرقية، وتعكس ذلك خلاصة «تقدير موقف» تلقّاه أحد كبار المسؤولين، ينصّ على «خشية صريحة من اتساع دائرة التفلّت الإسرائيلي، لمحاولة فرض وقائع أمنية جديدة في أمكنة جديدة، بهدف تضييق الخناق الإسرائيلي على لبنان».
ووفق ما يُفيد «تقدير الموقف»، فإنّ مردّ هذه الخشية هو الإتفاق الأمني المزمع توقيعه بين سوريا وإسرائيل في غضون فترة قصيرة جداً، وثمة مَن يتحدّث عن أيام قليلة، ويُشدّد على أنّ الخطر كبير جداً، فإسرائيل متفلّتة، ولا تشعر بوجود رادع لها، وتحظى برعاية كاملة ودعم مباشر من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ومن هنا يُلفت عناية المسؤولين والسلطات في لبنان، إلى أنّه لا يجب أن نلغي من الحسبان احتمال الخطر على منطقة البقاع، لأنّ تمدّد إسرائيل في سوريا ليس محدوداً، بل لا شيء يمنعها من أن تُقدِم قبل أو أثناء أو بعد توقيع الاتفاق الأمني مع سوريا، على أن تتمدّد عسكرياً داخل سوريا وصولاً إلى مشارف المصنع، أي إلى مشارف البقاع، وتستحدث نقاطاً شبيهة بالنقاط التي تحتلها في الجنوب، وتفرض واقعاً في المنطقة أشبه بالحزام الأمني تتحكّم فيه بالنار، وذلك في خطوة من شأنها أن تزيد الضغط على لبنان لجرّه إلى اتفاق أمني معها، وربما إلى ما هو أبعد من اتفاق أمني».
مرحلة ضغوطات وتوترات
وإذا كان «تقدير الموقف» المذكور يضع العدوان الإسرائيلي الواسع في خانة الترجيح القوي، إلّا أنّ مسؤولاً كبيراً لا يراه ممكناً في هذه المرحلة. ويشرح رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «لا يُستبعد أي شيء من إسرائيل، لكن في ما خصّ العدوان الواسع على لبنان وغير لبنان، يصبح ممكناً ومحتملاً إذا ما تمكّنت إسرائيل من حسم الحرب في غزة، وهو أمر لم يحصل حتى الآن، وقد لا يحصل. هذا لا يعني أن يُترَك لبنان لحاله، فالإسرائيليّون ومعهم الأميركيّون يُريدون نزع سلاح «الحزب»، ولم يتمكّنوا من ذلك، ولذلك فقد تكون أمام لبنان مرحلة من الضغوطات الكبيرة، سواء بتصعيد الإعتداءات، ورفع وتيرة الإغتيالات، استهداف المدنيِّين على غرار ما فعلوه في مجزرة بنت جبيل، وتصعيد الضغوطات على الدولة اللبنانية، ومحاولة دفعها إلى خطوات وإجراءات لا إجماع عليها، كالدفع بقوة نحو الترجمة العملية لقرار سحب سلاح «الحزب»، وهذا معناه إدخال البلد بتوتّرات وإشكالات واشتباكات سياسية وربما افتعال صدامات».
جولة ومسيّرات
على صعيد أمني متصل، وفيما كثفت إسرائيل من طلعات طيرانها الحربي والمسيّر في الأجواء اللبنانية، وتمركز الطيران التجسسي على علو منخفض ولوقت طويل في أجواء الضاحية الجنوبية، قام رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار المنتهية ولايته وخَلَفُه، برفقة وفد عسكري من السّفارة الأميركية والجيش اللبناني، بجولة في منطقة جنوب الليطاني. وفي سياق متصل أعلنت الناطقة الرسمية بإسم «اليونيفيل» كانديس آرديل، أنّ «مسيّرة إسرائيلية سقطت أمس الأول داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ولم يُصب أحد بأذى». وأضافت: «كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعدّ هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية». ولفتت إلى أنّ «اليونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضدّ أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجدّ، وستحتجّ رسمياً على هذا العمل».
ماكرون
وفي سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لـ«العربية»: «ان العمل مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن لبنان وثيق وجيد جدًا»، واعتبر «ان خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح تسمح باستعادة سلطة الدولة». واكد ان «على إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان».
عون وجلسة تشريع
سياسياً، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس، لقاءاته في نيويورك، حيث التقى على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيس المنظمة الدولية، مع عدد من قادة الدول العربية والأجنبية وعدد من رجال الأعمال ومجموعة الدعم الأميركية من أجل لبنان (تاسك فورس فور لبنان).
وفي الداخل، ينعقد مجلس النواب في جلسة تشريعية الاثنين المقبل لدرس وإقرار جدول أعمال من 17 بنداً، ليس من بينها اقتراح المعجّل المكرّر المرتبط بتصويت المغتربين لكل أعضاء مجلس النواب. وتقرّر انعقاد الجلسة خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس التي انعقدت برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
وكان بري قد استقبل السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون لمناسبة انتهاء فترة انتدابها في لبنان، وقد زارت للغاية عينها رئيس الحكومة نواف سلام، الذي استقبل في وقت لاحق قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وبحث معه الأوضاع الأمنية في البلاد.
*************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تفهُّم أميركي – فرنسي لخطَّة حصر السلاح.. وروبيو تجاوز كلام براك
جلسة نيابية حامية الإثنين.. واتصال بين برِّي وسلام يكرِّس هيبة الدولة وحرية التعبير
عشية إحاطة قيادة الجيش اللبناني مجلس الوزراء بما تم انجازه لجهة حصرية السلاح، جنوب الليطاني، وبعد جولة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل على ثكنة صور ومواقع الجيش اللبناني جنوب الليطاني، استقبل الرئيس نواف سلام العماد هيكل، وتطرق البحث الى الوضع العام في البلاد، خاصة في الجنوب.
في هذا الوقت، كان الرئيس جوزف عون يثبت مطالب لبنان امام رؤساء وقادة العالم الذين التقوا او توافدوا الى نيويورك للمشاركة في دورة اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة.. لجهة الزام اسرائيل بوقف النار التزاماً بالقرار 1701، الذي التزم به لبنان حرفياً بشهادة العالم اجمع، بما في ذلك الجانب الاسرائيلي والانسحاب من النقاط الخمس المحتلة قبل وقف النار في 27 ت2 2024، واطلاق الاسرى اللبنانيين والسماح باعادة بناء المساكن والمؤسسات المهدمة في قرى الحافة الامامية.
وتوقفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عند أهمية اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في نيويورك والتي عكست موقف لبنان الثابت من عدة قضايا ولاسيما بالنسبة الى حصرية السلاح بيد الدولة، وقالت ان رئيس الجمهورية تحدث صراحة عن وجود عوائق في إستكمال تطبيق هذا الإجراء وابرزها استمرار اسرائيل بإعتداءاتها.
ولفتت المصادر الى ان ما ينتظر الرئيس عون لدى عودته من نيويورك متابعة هذا الملف وملفات اخرى خصوصا بالنسبة الى دعم لبنان، ورأت انه سيستكمل إتصالاته في هذا السياق بعد ان كانت كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمت إطارا عن السلام ودور الأمم المتحدة في هذا السياق.
الى ذلك يفترض ان تتضح مع مرور الأيام مسألة اجراء الانتخابات النيابية بعدما حُكي عن تطييرها او استحالة اجرائها في موعدها.
وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان العمل مع الولايات المتحدة الاميركية بشأن لبنان وثيق، وجيد جداً، وخطة الجيش اللبناني لحصر السلاح تسمح باستعادة سلطة الدولة وعلى اسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان.
ونُقل عن وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو قوله: سندعم لبنان للتغلب على ازماته الاقتصادية.
وكان الاهتمام السياسي توزع بين نيويورك حيث واصل رئيس الجمهورية جوزاف عون لقاءاته مع زعماء الدول ورؤساء الوفد المشاركة في الجمعة العامة للامم المتحدة، وبين بيروت التي تشهد اليوم حدث احياء فعاليات مرور سنة على استشهاد الأمينين العامين لـ«الحزب» السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين بعد التوافق بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام على صيغة للإحتفال تراعي تعميم رئيس الحكومة بحيث يتوقع ان يتوقع ان يمر «قطوع» الروشة على خير. فيما التأمت هيئة مكتب مجلس النواب للبحث في جدول اعمال جلسة تشريعية ستعقد الاثنين المقبل وعلى جدول اعمالها 17 بنداً، لكن من دون اقتراح قانون نحو 60 نائبا يتعلق بتصويت المغتربين لـ 128 نائبا بدل التصويت لستة نواب.
وادى الاتصال بين الرئيسين بري وسلام الى التفاهم على صيغة تكرّس مصداقية تعميم رئيس الحكومة، وتتيح المجال لتجمُّع امام الصخرة بعد الحصول على ترخيص من محافظ بيروت لجمعية دعت الى التجمع، من دون اضاءة الصخرة بصور الامينين العامين للحزب السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.
جلسة بلا قانون الانتخاب
نيابياً، دعا الرئيس بري مجلس النواب الى جلسة الاثنين لمناقشة واقرار 17 بنداً عبارة عن مشاريع واقتراحات قوانين، في محاولة لدعم مسار الحكومة الاصلاحي، والحؤول دون اي تأخير في المجلس لأي قانون اصلاحي او اي قانون يعني المواطن اللبناني، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب.
ومن البنود – المشاريع المطروحة على الجلسة:
-المشروع الوارد في المرسوم رقم 9109 طلب الاجازة لحكومة الجمهورية اللبنانية توقيع اتفاقية المقر مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
– مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 196 طلب الموافقة على إبرام ملحق اتفاقية المقر بين الحكومة اللبنانية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية وصندوق لبنان للتنمية والابتكار بشأن استضافة المكتب العربي لريادة الأعمال الزراعية.
– مرسوم كان رئيس الجمهورية أعاده ورقمه 405، يتعلق بأحكام المواد 4 و5 و6 من قانون النقد والتسليف وإنشاء المصرف المركزي، كما تم اخذ الملاحظات من قبل اللجنة، وسيعرض على الهيئة العامة.
– مشروع القانون المعجل الوارد بالمرسوم رقم 602 الرامي إلى تعديل القانون رقم 42 / 2017 المتعلق بتنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص».
– مشروع القانون المعجل الوارد بمرسوم رقم 936 فتح اعتماد إضافي بقيمة 2350 مليار من الموازنة العامة لعام 2025 لزوم معاشات التقاعد ودفع 12 مليون للمتقاعدين في القطاع العام.
– مشروع القانون الوارد في المرسوم رقم 963 الرامي إلى الإجازة للحكومة اللبنانية الانضمام الى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي من خارج نطاق الولاية الوطنية.
– مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 1335 والذي كان سابقا برقم المرسوم 1169 هو نفسه أرسلته الحكومة مع بعض التعديلات مع الرقم الجديد الذي ارسلته 1335 الرامي إلى طلب الموافقة على ابرام اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ مشروع المساعدة الطارئة للبنان بقيمة 250 مليون دولار.
– اقتراح القانون الرامي لإخضاع المتعاقدين في وزارة الإعلام الى شرعة التقاعد.
– اقتراح القانون الرامي الى إعادة عناصر ورتباء سبق أن سرحوا من الضابطة الجمركية.
– اقتراح القانون الرامي إلى اعتبار العناصر الفارة من قوى الأمن الداخلي منذ العام 2019 بحكم المطرودين من الخدمة مع التعديلات التي أقرتها لجنة المال والموازنة أو لجنة الدفاع والداخلية.
– اقتراح القانون الرامي إلى تعديل المادة 12 من القانون رقم 22 منح المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بعض الاعفاءات من الضرائب والرسوم وتعليق المهل المتعلقة بالحقوق والواجبات الضريبية، ومعالجة أوضاع وحدات العقارات وأقسامها المهدمة.
ورداً على سؤال متصل بالانتخابات النيابية والقوانين المعروضة على المجلس، قال بو صعب: «سبق وأجبت على ذلك قبل اليوم، ان صلاحية ادراج اي قانون معجل مكرر تعود لرئيس المجلس وقد اقر النواب في آخر جلسة بذلك، وقالوا انهم يعرفون هذه ولكنهم يتمنون ذلك. وحصل التباس حول العريضة التي وقعت وعدد النواب الموقعين إلى آخره، ولكن في نظامنا الداخلي رئيس المجلس النيابي يملك هذه الصلاحية بما اننا كنا سبق وأخذنا 7 قوانين متعلقة بالانتخابات، وأحال دولة الرئيس إلى اللجان المشتركة التي أنشأت لجنة فرعية تدرس كافة القوانين المتعلقة الانتخابات النيابية وتم ضم هذا الطلب لأنه أصلا هناك اقتراح من هذه الاقتراحات يتعلق بالتعديلات على القانون الحالي، وبالتالي ليس ممكنا ان تكون لجنة تدرس هذه القوانين واعود وأسحب بندا واحدا دون سواه من القوانين الأخرى المقترحة من النواب من اللجنة وأضعه في الهيئة العامة مباشرة.
أضاف: أما موضوع ان الحكومة سبق وأعلنت موقفا معينا ونحن اليوم نريد ان نقوم بردة فعل على ما فعلت الحكومة، اريد ان أذكركم بأن هذا الموضوع سمعناه من الحكومة اربع مرات جاء وزير الداخلية الى اللجنة وأبدى رأيه والنقاط العالقة عنده وطلبنا منه وهذا الكلام منذ 5 أشهر، ان يعملوا على موضوع البطاقة الممغنطة. وطلبنا منه إذا كان هناك شيء تريد الحكومة ابلاغنا به فعليها ان تتقدم بمشروع قانون للمجلس النيابي يوضح مطلبها. أما ان يقولوا نريد ان نرسل وزيرا كي يبلغ شفهيا مجلس النواب بالتعديلات التي يريدونها على القانون، فقد أسميته هرطقة دستورية، إذ لا يمكن ان يأتي وزير ويبلغك شفهيا ماذا يريد، الدستور واضح ويقضي بأن ترسل مشروع قانون يوضح ماذا تريد من تعديلات. البعض تمنى ان نسرع بالاجتماعات، وطبعا بعد الهيئة العامة أعد بأننا سنكثف الاجتماعات في ما يتعلق باللجنة الفرعية لدراسة كل القوانين ونسمع مرة جديدة لوزير الداخلية ما لديه من ملاحظات كما سبق واستمعنا له ولوزير الخارجية.
وردا على سؤال حول الهواجس من تأجيل الانتخابات النيابية، قال بو صعب: في اللجنة التي تدرس قوانين الانتخابات نحن لا نتكلم عن تأجيلها، بالتأكيد نعمل على أي تعديل أو أي مشروع أو أي قانون جديد للانتخابات النيابية لأن هناك قوانين جديدة.
وافادت المعلومات ان امين سر هيئة المكتب النائب هادي ابو الحسن طرح في الإجتماع إدراج موضوع قانون الانتخاب واقتراع المغتربين على جدول أعمال الجلسة التشريعية.
ولكن رغم مطالبة 61 نائبا بإدراج القانون المعجّل المكرر المرتبط بتصويت المغتربين على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة، فإن الامر لم يحصل. انطلاقا من هنا، يبحث النواب الموقعون خياراتٍ تصعيدية، منها الانسحاب من اللجنة الفرعية المكلفة دراسة قوانين الانتخاب وتعليق المشاركة فيها، وقد اعتبروا أن مناقشة قانون معجّل مكرّر في اللجنة قبل عرضه على الهيئة العامة يشكل مخالفة للنظام الداخلي لمجلس النواب، الذي يفرض أن يمرّ القانون على الهيئة العامة أولاً ومن ثم يحال على اللجنة بحال سقوط صفة العجلة عنه.
تمرير الذكرى بما يحفظ هيبة الدولة
محلياً، افيد انه بدأت التحضيرات في الروشة لأحياء ذكرى ارتقاء الأمينين العامين لـ«الحزب» الشهيدين السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين،مساء اليوم الخميس. وتمّ تركيب الإنارة والصوتيات في المنطقة.
وذكرت مصادر متابعة ان القوى الأمنية ستنتشر اعتباراً من اليوم في محيط منطقة الروشة براً وبحراً لمنع أي مخالفة للقوانين بعد تعميم الرئيس سلام حول منع استعمال الأماكن العامة دون ترخيص. وأكدت ان ثمة تدابير صارمة من القوى الأمنية لمنع أي خرق، مشيرة الى ان عناصر مكافحة الشغب ستتواجد في المكان للحؤول دون مخالفة القانون.
كما افيد مساء أن الرئيس سلام اتصل بالرئيس بري وشرح له أن إضاءة صخرة الروشة بالصور والشعارات الحزبية سيكون استفزازياً لأبناء العاصمة بيروت، ومن الأفضل تداركه وتفاديه منعاً للتوترات، مضيفة أن بري أبدى تفهماً وتجاوباً مع طرح سلام. ما أدّى إلى تسوية تضمن الإلتزام بمضمون تعميم رئيس الحكومة بشأن احتفال صخرة الروشة.
في الموازاة، أفادت معلومات ان نائبي الحزب الدكتور ابراهيم الموسوي وامين شري زارا وزير الداخلية احمد الحجار للتفاهم معه على صيغة احياء المناسبة، وبأن جمعية مقربة من الحزب تقدّمت بعلم وخبر لتجمّع على الكورنيش مقابل صخرة الروشة لإحياء ذكرى الامينين «وبناء عليه حفاظا على الحريات العامة وحرية التجمع تم اعطاؤهم الإذن من قبل المحافظ شرط الالتزام بعدم قطع الطريق وعرقلة عدم السير والحفاظ على الممتلكات العامة، وعدم إنارة صخرة الروشة وعدم بث صور ضوئية عليها وذلك بناء على التعميم الصادر عن الرئيس نواف سلام».
واعلنت العلاقات الاعلامية في الحزب في بيان ، انه «لم يصدر أي بيان عنها حول النشاط المقرر إقامته يوم غد في الروشة». وذلك بعد تردد معلومات عن صدور بيان يعلن الغاء الفعالية.
نص الموافقة
أعطى محافظ بيروت مروان عبود موافقته على تنظيم تجمُّع أمام صخرة الروشة وجاء في كتابه:
جانب قيادة شرطة بيروت
الموضوع: نشاط مسجل في دائرة المحافظة
المرجع مذكرة دولة رئيس مجلس الوزراء رقم ٢٠٢٥/٩/٢٢٢٠٢٥/٣٦
بالاشارة الى الموضوع والمرجع المذكورين أعلاه
تقدمت الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات بطلب الموافقة على احياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيدين – نصرالله وهاشم صفي الدين عبر اقامة نشاط فني على الكورنيش المقابل لصخرة الروشة نهار الخميس في 2025/٩/٢٥الساعة الخامسة بعد الظهر وحتى السابعة مساءً على ان يتضمن برنامج الاحتفال عزف النشيد الوطني ونشيد ـ الشهيدين بحضور 500 شخص لا اكثر،وحفاظاً على صون الحريات العامة وخاصة حرية التعبير والتجمع نبلغكم موافقتنا على اقامة النشاط المذكور شرط:
الالتزام حرفياً بالبرنامج المذكور اعلاه وعدم اضافة اي فقرة،
عدم قطع الطريق أو عرقلة حركة السير.
الحفاظ على الاملاك العامة وعدم التعدي عليها.
عدم انارة صخرة الروشة مطلقاً لا من جهة البحر او الرصيف او الجو وعدم بث اي صور ضوئية لشارات رموز او شخصيات حزبية أو دينية على الممتلكات العامة والخاصة والاماكن الاثرية والسياحية انفاذاً للنصوص،
القانونية ذات الصلة،
ونكلفكم اتخاذ كافة الاجراءات الامنية اللازمة لضبط الأمن في المحلة طيلة فترة النشاط وتأمين الحماية اللازمة للحاضـرين ولابناء المنطقة ومنع اي احتكاك او انشطة تؤدي الى زعزعة السلم الاهلي حفاظاً على حرمة المناسبة وكرامة المواطنين..
ونكلفكم اتخاذ كافة الاجراءات الامنية اللازمة لضبط الامن في المحلة طيلة فترة النشاط وتأمين الحماية للحاضرين ولابناء المنطقة ومنع اي احتكاك او أنشطة تؤدي الى زعزعة السلم الأهلي.
الميكانيزم تعاين الوضع على الأرض
جنوباً، جال رئيسُ لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار المنتهية ولايته وخَلَفُه، برفقة وفد عسكري من السّفارة الأميركيّة والجيش اللّبناني، في منطقة جنوب اللّيطاني، وبينما حلّقت المسيرات الاسرائيلية على علو منخفض فوق كل المناطق اللبنانية ولا سيما منها الضاحية الجنوبية لبيروت، اعلنت الناطقة الرسمية بإسم» اليونيفيل» كانديس آرديل ان «مسيّرة إسرائيلية سقطت أمس داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ولم يُصب أحد بأذى».
وأضافت:«كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية». ولفتت الى أن «اليونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجد، وستحتج رسمياً على هذا العمل».
أمن الجنوب
وبالتوازي حلَّق الطيران المسيّر الاسرائيلي في اجواء لبنان كافة، من بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض. كما وسمع صوت المسيّرات فوق الشوف وفي أجواء كيفون، عاليه، القماطية، سوق الغرب، بشامون، بيصور.وسجّل تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية فوق منطقة حاصبيا – العرقوب ومزارع شبعا امتداداً حتى مرتفعات برغز والأحمدية وعرمتى وصولاً حتى مرتفعات البقاعين الشرقي والغربي. وتزامن ذلك مع تحليق مماثل وصولاً حتى مرتفعات راشيا الوادي المشرفة على سهل البقاع في الجهة المقابلة.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
نور نعمة
لبنان في عين العاصفة: تهديدات أميركية بـ«نزع السلاح» أو الحرب
ماكرون: سننظم مؤتمرًا لإعادة إعمار لبنان
قانون تصويت المغتربين يفجّر مواجهة جديدة داخل المجلس
ماذا كان توم براك ينتظر ليقول، وليدفع بلبنان الى خط النار، وهو ما صدم الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام، بعد تلك الجولات من الديبلوماسية التي قام بها على امتداد الاشهر المنصرمة؟ ان تغدو سوريا بتواطؤ مع جهات في المنطقة، في القبضة الاميركية بل وفي القبضة الاسرائيلية. باختصار، على الرئيس اللبناني ان يكتفي اثر الخطوات التي يقوم بها الرئيس السوري احمد الشرع، دولة منزوعة السلاح وخالية من اي مظهر من مظاهر القوة والا فالحاق لبنان ببلاد الشام. هكذا هدد براك في احدى زياراته الاولى.
في غضون ذلك، ابدت الولايات المتحدة الاميركية جهوزيتها لتزويد الجيش اللبناني بكل ما يحتاج إليه من امكانات واحداثيات، الى حد تأمين الغطاء الجوي لاقتحام المواقع العسكرية المفترضة للحزب ، لتكشف الديار معلومات خطرة جرت بين مسؤولين اميركيين و «اسرائيليين» والسلطة السورية من اجل الاعداد لعملية عسكرية واسعة النطاق، بمؤازرة اميركية-اسرائيلية للسيطرة على مناطق في شمال وشرق البقاع يعتقد انها تضم صوامع الصواريخ الباليستية العائدة للمقاومة.
قطع خطوط التواصل
من جهته، ما اراد الموفد الاميركي توم براك ايصاله ان كل الاوراق في يد واشنطن، وفي يد «تل ابيب»، وان على لبنان ان يختار بين قيام الجيش اللبناني بخطوات على الارض تثبت صدقية القرارات التي اتخذتها الحكومة، او بين انتظار استكمال الحرب الاسرائيلية على لبنان، بالتداعيات الوجودية على الدولة اللبنانية ما يستدعي هذا السؤال: هل واشنطن بصدد قطع خطوط التواصل مع بيروت ريثما تظهر السلطة اللبنانية جديتها على الارض؟
وفي هذا النطاق، كان لافتا كلام اوساط ديبلوماسية اوروبية على الصراع السعودي-الاسرائيلي حول سوريا ولبنان، وفي ضوء قرار حكومة نتنياهو الذي يعتبر ان الخطة السعودية الخاصة باستقطاب دول من سائر القارات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووضع الدولة العبرية امام واقع دولي مختلف بمنزلة فرض الحصار عليها، وهذا ما يعرف السعوديون ما هي انعكاساته لدى العقل السياسي «الاسرائيلي».
محور سعودي ضد «اسرائيل الكبرى»
واذا كان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يقود الان محورا عربيا واسلاميا واسع النطاق من اجل الحيلولة دون «تل ابيب» وتنفيذ مشروع «اسرائيل الكبرى»، فان المعلومات الاوروبية وحتى الخليجية تشير الى ان بن سلمان الذي يقود دولة تتميز بتأثيرها السياسي والمعنوي والمالي بات داخل العين الاسرائيلية الحمراء، مع التوجس من النشاطات التي يبذلها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة حياله.
وعلاوة على ذلك، حذّرت الرياض، بحسب ما نقلته القناة 12 «الإسرائيلية»، من أنّ أي مخططات لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية او ضمها ، أو الشروع في ضمّ اغوار الأردن، ستدفع الدول العربية التي أبرمت اتفاقات إبراهام مع «إسرائيل»، وكذلك الدول التي تسعى للتطبيع معها، إلى إعادة النظر في تلك الاتفاقات وفي مجمل علاقاتها مع تل أبيب. وهو ما قد يعيد المنطقة إلى مرحلة ما قبل انفتاح دول الخليج على «إسرائيل».
اكثر من 150 دولة تعترف بدولة فلسطينية
بداية، وفي جلسة الامم المتحدة اعترفت اكثر من 150 دولة من اصل 193 بدولة فلسطين في الامم المتحدة، حيث اتخذ هذا الاعتراف طابعا رسميا للمرة الاولى ومنذ سبعين سنة بحق الشعب الفلسطيني في ان يكون له دولة ولتكون هذه الاعترافات المتتالية رسالة واضحة «لإسرائيل» أن استمرار الاحتلال له كلفة سياسية متزايدة، وأن المجتمع الدولي يميل أكثر نحو حل الدولتين. وخير دليل على ذلك، انسحاب عدد رؤساء الدول من القاعة اثناء القاء رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو كلمته.
والجدير بالذكر ان السعودية وفرنسا بذلتا جهودا تاريخية لعقد المؤتمر الدولي في الامم المتحدة للتصويت على حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، وقد جاءت النتيجة لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطينية.
من جهة الدول الاوروبية وتحديدا فرنسا، ارادتا من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية وقف الحرب على غزة التي بدأت منذ سنتين والانطلاق بمسار السلام في الشرق الاوسط. وفي هذا السياق، ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فان الاعتراف الاوروبي بدولة فلسطين مفاده زيادة الجهود لاقناع الادارة الاميركية الحالية بخطة تصورها «لليوم التالي» لقطاع غزة.
في المقابل، اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان الاعتراف بدولة فلسطين هو مكافأة لحركة ح التي ترفض وقف اطلاق النار والافراج عن المعتقلين الاسرائيليين. اما الدولة العبرية وحكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو فقد ردت على الاعتراف باقامة بؤرة استيطانية جديدة في مستوطنة «كرني شومرون» التي تقع في الضفة الغربية.
ديبلوماسي عربي للديار: ترامب ونتنياهو يريدان تهجيرا كاملا لسكان غزة. وفي هذا النطاق، اكد ديبلوماسي عربي للديار ان «اليوم التالي» لغزة بالنسبة لترامب ونتنياهو هو اتفاق مشترك لتهجير كل سكان غزة من القطاع واحتلال غزة وضمها كليا الى الكيان العبري. اما الدول الاوروبية فهي تحمل مشروعا عادلا لغزة وناسها لا يلحظ تهجير الغزاويين من ارضهم، بل يسعى إلى ايقاف الحرب والقتل والمجاعة كاهداف اولية. ولكن هل ستسمح ادارة ترامب وشريكها نتنياهو بالمشروع الاوروبي؟ الامور واضحة وهي تظهر سيطرة واشنطن على سياسات الشرق الاوسط ومن ضمنها غزة وغيرها من الدول العربية. وحسب الاعلام «الاسرائيلي»، فان اجتماعا سينعقد بين ترامب ونتنياهو، حيث ستبحث مسألة ضم اغوار الاردن الى «اسرائيل»، وبمعنى اخر هناك احتمال بإعلان سيادة «اسرائيل» على هذه المنطقة.
الاتفاق الامني بين سوريا و«اسرائيل»: «ما هي افاقه»؟
على صعيد اخر، الجهود التي تبذل لانجاز اتفاق امني سوري-اسرائيلي، فقد اقتربت الامور من خواتيمها، وهذا ما أكده الموفد الاميركي توم براك. هذا الاتفاق الذي يسعى اليه الرئيس السوري احمد الشرع، هو لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا وترتيب الاوضاع الامنية بينهما، ليتمكن الشرع لاحقا من التفرغ للداخل السوري المتشعب والصعب ومعالجته.
وفي اطار متصل، رأت اوساط سياسية ان سوريا تتجه إلى مزيد من الهدوء لناحية حماية اراضيها من العدوان الاسرائيلي الذي تحول الى عدوان متواصل بعض الشيء في الاونة الاخيرة وانما في الوقت ذاته، اذا اراد الشرع الذهاب الى التطبيع مع «تل ابيب» فقد اصبح مؤكدا ان الاخيرة لن تنسحب من جبل الشيخ الذي احتلته عند سقوط نظام الاسد، وحتما لن تنسحب من الجولان والقنيطرة. ذلك ان الظروف الحالية مختلفة عن السابق وعملية التطبيع التي حصلت بين مصر و «اسرائيل» حيث استعادت مصر سيناء، اما اليوم فان «اسرائيل» في حالة غطرسة وتفوق عسكري وغرور وفجور لم يسبق لهما مثيل.
ماكرون
فيما يتصل بلبنان، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى «أننا نقوم بعمل وثيق حول لبنان مع أميركا»، وقال: «خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح تسمح باستعادة سلطته».
وشدد أنّ «على القوات الإسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان»، كما لفت إلى أنّ «الجيش اللبناني يجب أن يستعيد السيطرة في كامل الجنوب»، مؤكدًا «أننا سنقدم المزيد من الدعم للجيش اللبناني».
ورأى ماكرون أنّ «لبنان نموذج للتعدد في المنطقة وهو بلد أكبر من نفسه»، وجدد التذكير بأنّ «فرنسا ستنظم مؤتمراً لإعادة إعمار لبنان».
لجنة الاشراف تجول
في غضون ذلك، وفي وقت جال رئيسُ لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النّار المنتهية ولايته وخَلَفُه، برفقة وفد عسكري من السّفارة الأميركيّة والجيش اللّبناني، في منطقة جنوب اللّيطاني، وبينما حلّقت المسيرات الاسرائيلية على علو منخفض فوق كل المناطق اللبنانية ولا سيما منها الضاحية الجنوبية لبيروت، اعلنت الناطقة الرسمية باسم «اليونيفيل» كانديس آرديل ان «مسيّرة إسرائيلية سقطت داخل المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، ولم يُصب أحد بأذى». وأضافت «كما هو الحال مع جميع مسيّرات الجيش الإسرائيلي وغيرها من الطلعات الجوية فوق جنوب لبنان، يُعد هذا انتهاكاً للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية». ولفتت الى أن «اليونيفيل تأخذ أي تدخّل أو تهديد ضد أفرادها أو منشآتها أو عملياتها على محمل الجد، وستحتج رسمياً على هذا العمل».
الهيئة والقانون
في الداخل، تصدّر الاستحقاق النيابي المشهد السياسي مجدداً، حيث ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس خصّص لتحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية المقررة يوم الاثنين المقبل.
هذا ومع مطالبة 61 نائباً بإدراج القانون المعجّل المكرّر المتعلق بتصويت المغتربين على جدول أعمال الجلسة، فقد تمسّك الرئيس بري بضرورة التقيد بالنظام الداخلي للمجلس، الذي يحدد بوضوح مسار التشريع وآلياته. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر نيابية أن أي قانون معجّل مكرّر يُعرض بدايةً على الهيئة العامة للبتّ في صفة العجلة، فإذا لم يقَر تُحال عندئذ المشاريع إلى اللجان المختصة لدراستها بصورة تفصيلية.
وتضيف المصادر أن بعض النواب الذين وقّعوا الطلب يدرسون خيارات تصعيدية، منها الانسحاب من اللجنة الفرعية المكلفة درس قوانين الانتخاب وتعليق المشاركة فيها، في حين شدد الرئيس بري على أن الالتزام بالنظام الداخلي ليس خياراً سياسياً بل واجب دستوري يحمي صلاحيات المجلس ويدافع عن دوره كركيزة أساسية في النظام الديموقراطي.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عون: إذا سقط النموذج اللبناني فما من مكان آخر على الأرض لتكراره
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «لا تنمية بلا سلام ولا سلام بلا عدالة»، مشدداً على أن الحروب والصراعات تقف عائقاً أمام أي نمو وازدهار. وأوضح أن الخطة التي وضعها الجيش اللبناني تطبيقاً لقرار الحكومة بحصرية السلاح تهدف إلى تعزيز سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، غير أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وتأخر انسحابها من الجنوب يعرقل استكمال هذه الخطة وكل المساعي الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار. وأضاف الرئيس عون: «أقف أمامكم متحدثاً عن السلام وحقوق الإنسان، فيما بعض أهلي يُقتلون ومناطق من أرضي ما زالت محتلة». وتابع: «هناك واجب إنساني في الحفاظ على لبنان. لأنه إذا سقط هذا النموذج في العيش بين جماعتين مختلفتين دينيا ومتساويتين كليا، فما من مكان آخر على الأرض، يصلح لتكرار تلك التجربة. فإذا زال المسيحي في لبنان، سقطت تلك المعادلة، وسقطت عدالتها. وإذا سقط المسلم في لبنان، انتكست هذه المعادلة أيضا، وانتكس اعتدالها. وإذا سقط لبنان بسقوط أي من الاثنين، سيكون البديل حتما، خطوط تماس «شرقية غربية»، في منطقتنا والعالم، بين شتى أنواع التطرف والعنف الفكري والمادي وحتى الدموي». واكد أن لبنان لا يطلب امتيازا. بل مسؤولية دولية عادلة منصفة، تعيده إلى رسالته، مستقرا للحرية والتعددية معا، واعلن إعادة إحياء «اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار»، «كي نؤكد لأنفسنا وللعالم أجمع، أن لبنان قد عاد إلى مكانه تحت شمس الأمم، وإلى مكانته في الأمم المتحدة، منبرا لقيم الإنسان والإنسانية. ودعا الرئيس عون العالم الى عدم ترك لبنان. وقال عون: «قادرون على مواكبة العصر وبدأنا تنفيذ برنامج متدرج للتعافي الاقتصادي. كما أطلقنا مسار تحديث تشريعي يحسن استقلالية السلطة القضائية ونعمل على تعزيز الحريات العامة ومكافحة خطاب الكراهية». وأضاف: «نطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية فورا وانسحاب الاحتلال من أرضنا وإطلاق سراح أسرانا. واجبنا الإنساني والأخلاقي والسياسي الدعوة إلى الوقف الفوري للمآسي بغزة».
وتابع: «نحتاج لتوفير المقدرات اللازمة لقواتنا المسلحة للدفاع عن أرضنا».
غوتيريش
وعقد الرئيس عون لقاء مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في مكتب الامين العام في الطابق الـ27 من مبنى الامم المتحدة في نيويورك، في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ورئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفير احمد عرفة، والمستشاران: العميد اندريه رحال وجان عزيز، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. في بداية اللقاء، رحب السيد غوتيريش بالرئيس عون وقال ان موقف الامم المتحدة واضح لجهة دعم الجيش اللبناني في المسؤوليات التي يتولاها. وابدى تقديره العالي لجهود الحكومة اللبنانية والعمل على تعزيز دورها على الصعيد الامني وحصر السلاح بالقوات المسلحة اللبنانية، وتفهمه للصعوبات التي مرّ بها لبنان، مشيراً الى ان المجتمع الدولي مدرك ان الرئيس عون يعمل لما فيه خير لبنان ولتأمين مستقبل آمن ومستقر له. وتحدث عن التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب لمدة عام، وانسحابها بعد سنة اخرى، بحيث تكون هذه الخطوة بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتأمين استمرار الهدوء. وقال: نحن متضامنون معكم ونتمنى لكم الخير في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. وشكر الرئيس عون الامين العام للامم المتحدة على اهتمامه بلبنان وحرصه على مساعدته في كل المناسبات، ومساعيه في التجديد لقوات «اليونيفيل» في الجنوب، واهمية بقائها للمحافظة على الاستقرار والهدوء، بالتنسيق المتواصل مع الجيش اللبناني، الى حين تمكن الجيش من الانتشار على كامل الاراضي اللبنانية، وذلك بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي التي تحتلها، منعاً لحصول اي مشكلات في هذا الجزء من لبنان. وعرض رئيس الجمهورية للجهود التي تبذلها الحكومة لاعادة النهوض بلبنان، ولقرارها بحصر السلاح بالقوات المسلحة اللبنانية. ووضع الرئيس عون السيد غوتيريش في اجواء ما يشهده الجنوب من اعتداءات اسرائيلية وما ترتكبه من مجازر على غرار مجزرة بنت جبيل التي ذهب ضحيتها رب عائلة و3 اطفال، شارحاً انها نفّذتها بعد انتهاء اجتماع لجنة الـMechanism، ما يعني عدم احترامها لاعلان 27 تشرين الثاني 2024، ولكل القرارات الدولية ومنها القرار 1701. وشدد الرئيس عون على ان هذه الممارسات الاسرائيلية العدائية من شأنها تأخير تنفيذ القرارات اللبنانية وانتشار الجيش على كامل الاراضي اللبنانية، واعادة الاعمار، على الرغم من كل ما تقوم به الحكومة من خطوات اصلاحية وتتخذه من قرارات وترحيبها بخطة قيادة الجيش لنزع السلاح في اطار حصره بيد الدولة. وقال ان لبنان سيستمر في اتخاذ مثل هذه الخطوات، لانها تصب في مصلحته ومصلحة شعبه، ولكنه سيرحب بأي مساعدة او تدخل من شأنه ان يضع الضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي التي تحتلها ووقف اعتداءاتها، علماً ان الجيش اللبناني يقوم بجهود جبارة لتنفيذ المهام الموكلة اليه في الجنوب، وهو قد انتشر بالفعل في معظم الاراضي الجنوبية ويقوم بدوره كاملاً، وهو يقدم الشهداء خلال قيامه بواجبه في هذا المجال، كما انه يصادر كل الاسلحة في اماكن تواجده. وشدد على استعداد لبنان للقيام بكل الجهود للحفاظ على امنه واستقراره وسيادته وحماية شعبه من خلال قواه الشرعية، وعلى وجوب انسحاب اسرائيل وتنفيذها ما تم الاتفاق عليه لتتحمل الحكومة مسؤولية الاوضاع على اراضيها. وطرح الرئيس عون تساؤلات حول الغاية من تعنت اسرائيل في البقاء في النقاط التي تحتلها في لبنان، خصوصاً وان هذه النقاط لا تمثل اي افضلية استراتيجية، في ظل التقدم التكنولوجي الذي يسمح بمراقبة كل التحركات وبدقة عالية من دون الحاجة الى التواجد البشري لهذه الغاية.
واكد رئيس الجمهورية ان الشعب اللبناني ملّ من الحروب، وهو يرغب في العيش بسلام. وتطرق الرئيس عون الى العلاقة بين لبنان وسوريا، مشيرا ًالى انها باتت اليوم افضل مما كانت عليه في المرحلة السابقة، وهناك تنسيق قائم على اعلى المستويات وخصوصاً في المسائل الامنية وتأمين الحدود لمنع اي تهريب للافراد او السلاح او المخدرات او غيرها…
رئيس وزراء اسبانبا
والتقى الرئيس عون رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، وجرى بحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، اضافة الى التطورات في المنطقة في ضوء الاحداث الاخيرة ولا سيما منها الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت لبنان، والمستمرة ايضاً على قطاع غزة. وكان نقاش حول الاسباب التي تدفع اسرائيل الى تجاهل ارادة المجتمع الدولي في وقف هذه الممارسات العدوانية. كما تطرق البحث الى موضوع «اليونيفيل» والدور الذي تلعبه مع الجيش اللبناني لاعادة الاستقرار الى الجنوب.
رئيس وزراء هولندا
وعرض الرئيس عون كذلك مع رئيس الوزراء الهولندي ديك شكوف، الوضع في الجنوب وعمل لجنة الـMechanism. وشكر الرئيس عون لهولندا دورها وحرصها على الحفاظ على الاستقرار في الجنوب واستعدادها الدائم لمساعدة لبنان، كما تم التطرق الى دور المجتمع الدولي في وضع حد للممارسات الاسرائيلية العدوانية. وسأل رئيس الجمهورية عن ردة الفعل الدولية ازاء المجازر الاسرائيلية وآخرها المجزرة في بنت جبيل، وضربها عرض الحائط رغبات ودعوات المجتمع الدولي الى انهاء القتل واعتماد الحوار واحلال السلام.
الرئيس القبرصي
ثم استقبل الرئيس عون نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، الذي شكر في مستهل اللقاء الرئيس عون على المساعدة التي قدمها لبنان الى قبرص للمساهمة في اخماد الحرائق التي اندلعت هناك، ووجه له دعوتان لزيارة قبرص، الاولى في شهر كانون الثاني المقبل عندما تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي، والمشاركة في الاحتفال الذي سيقام في هذه المناسبة الى جانب رؤساء عدة دول اوروبية، حيث ستكون فرصة للقاء الرئيس عون معهم والبحث في سبل التعاون بين دولهم ولبنان. اما الدعوة الثانية فهي في شهر نيسان المقبل حيث تستضيف قبرص اجتماعاً اوروبياً لتحديد ماهية المساعدات التي سيقدمها الاتحاد الاوروبي الى لبنان. وتمنى الرئيس القبرصي على الرئيس عون المشاركة الشخصية في هاتين المناسبتين، نظراً الى الفوائد التي يمكن ان يحصدها لبنان من هاتين المناسبتين، وتعزيز العلاقة بينه وبين دول اوروبا.
*************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
هكذا نزل “الحزب” عن “صخرة الروشة”
أبعد من مسألة إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمين العام السابق لـ “الحزب” السيد نصرالله، وخليفته السيد هاشم صفي الدين، فالمسألة أصبحت “كباشًا”، أو كما يُقال بالعاميَّة،”تقويم كلام” بين الحكومة و”الحزب”.
بدأت القصة بالإعلان من “الحزب”، إعلاميًا، عن إضاءة صخرة الروشة في “احتفالية” الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصرالله وصفي الدين. اللافت أن “الحزب” هو الذي قرر إضاءة الصخرة، بدليل أنه في مقال على موقع “العهد” الإخباري الناطق باسم “الحزب”، ورد ما يلي: “دعوة الحزب إلى إضاءة صخرة الروشة بصورتي الأمينين العامين للحزب نصر الله، وهاشم صفي الدين، إحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهادهما”.
في المقال ذاته، ورد أيضًا أن “الحزب” هو الذي دعا فجاء فيه: “إعلان الحزب عن فعاليات الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد نصر الله، وأبرزها إضاءة صخرة الروشة”.
هكذا يتأكد أن “الحزب” هو الذي دعا إلى إضاءة الصخرة، ولكن حين اشتد الرفض، وحين أصر رئيس الحكومة نواف سلام على موقفه، تراجع “الحزب”، فصدر عن العلاقات الإعلامية فيه، بيان، أعلنت فيه ، أنه “لم يصدر أي بيان عنها حول النشاط المقرر إقامته يوم غد (اليوم) في الروشة”.
رفض الإضاءة كان جاء من السراي حين سارع رئيس الحكومة إلى التغريد فكتب “أصدرت تعميمًا بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وطلبت التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”.
كلمة السر في هذا التعميم “الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”، أي أن الكرة أصبحت في ملعب محافظ بيروت.
التلطي وراء جمعية!
وكان جرى تسريب خبر عن أن جمعية مقربة من “الحزب” تقدّمت بعلم وخبر لتجمّع على الكورنيش مقابل صخرة الروشة لإحياء ذكرى الأمينين “وبناءً عليه وحفاظًا على الحريات العامة وحرية التجمع تم اعطاؤهم الإذن من قبل المحافظ شرط الالتزام بعدم قطع الطريق وبعدم عرقلة السير والحفاظ على الممتلكات العامة وعدم إنارة صخرة الروشة وعدم بث صور ضوئية عليها وذلك بناء على التعميم الصادر عن رئيس الحكومة”.
كما تم التركيز على أن القوى الأمنية ستنتشر في محيط منطقة الروشة برًا وبحرًا لمنع أي مخالفة للقوانين بعد تعميم سلام. وأفيد أن ثمة تدابير صارمة من القوى الأمنية لمنع أي خرق، مع الإشارة إلى أن عناصر مكافحة الشغب ستكون في المكان للحؤول دون مخالفة القانون.
وتقول المعلومات إن وفدًا نيابيًا من “الحزب” زار وزير الداخلية وقدَّم تعهدًا بأن الاحتفال لن يتضمن إضاءة الصخرة بصورتي نصرالله وصفي الدين.
لقاء سلام وهيكل
وفي انتظار معرفة ما إذا كان “الحزب” سيلتزم بما جاء في الترخيص، التقى الرئيس سلام في السراي قائدَ الجيش العماد رودولف هيكل وعرض معه الأوضاع العامة. مصادر سياسية علقت على كل ما جرى، فاعتبرت أن رئيس الحكومة سجَّل هدفًا سياسيًا ثمينًا في مرمى “الحزب” الذي حاول استخدام ما تبقى لديه من “فائض القوة” لكنه اصطدم بإصرار سلام على تطبيق القانون ولا سيما التعميم الذي أصدره، فنزل عن شجرة التعنت، وما ساعده في ذلك الرئيس نبيه بري الذي تشاور هاتفيًا مع سلام.
براك يُربِك أركان الحكم
في الداخل أيضًا، أشارت مصادر متابعة لـ “نداء الوطن” إلى أنه على رغم محاولة استيعاب موقف توم براك من مسألة تعامل الدولة مع السلاح، إلا أنه ترك إرباكًا لدى أركان الحكم اللبناني، ولا يمكن أخذ كلامه إلا على محمل الجد، في حين يضيق الوقت والخيارات أمام الدولة اللبنانية. وأشارت المصادر إلى أن “الحزب” لا يترك نافذة ولو صغيرة من أجل الحل وإبعاد شبح الحرب، ويُسجل فشل لكل محاولات الرئيس نبيه بري من أجل تليين موقف “الحزب” ودفعه إلى تقديم تنازلات ولو شكلية. وأكدت المصادر أن الجميع بانتظار عودة الرئيس عون من نيويورك لمعرفة كيفية التعامل مع الموقف الأميركي المستجد، في حين أن لقاء عون مع روبيو ركز على العموميات ولم يدخل في التفاصيل مثلما فعل براك ومثلما تفعل أورتاغوس، لكن عودة عون ستكشف الموقف الأميركي والدولي من كل ما يحصل ليبنى على الشيء مقتضاه.
موقف أميركي داعم للبنان
والبارز أميركيًا، ما قاله وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، في نيويورك: “سندعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية، والحكومة اللبنانية تواصل معارضتها سياسات إيران”.
الجدير ذكره أن روبيو التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون. وعلمت “نداء الوطن” أن أجواء اللقاء كانت إيجابية وطلب عون من روبيو مساعدة بلاده للضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط المحتلة ليتمكن لبنان من تنفيذ خطة حصر السلاح لأنه في ظل الاستقرار يمكن تقوية الدولة وإفساح المجال أمام عمل الجيش.
وأشارت المعلومات إلى أن عون تحدث عن حصر السلاح في كل لبنان وليس في الجنوب فقط، وشرح لروبيو المعوقات التي تواجه الجيش، وكذلك شرح موضوع خطة الجيش والإصلاحات، وتحدث عون عن عمل الحكومة وأنها قامت بأعمال كثيرة في هذا المجال والوضع يحتاج إلى متابعة، لكن الهاجس الأول والاساسي يبقى أمن الجنوب لأنه يؤثر على كل لبنان، وأكد روبيو لعون دعم الجيش ومتابعة الأمور، وخرج الرئيس بانطباع إيجابي من اللقاء. ومن جهة ثانية تحدث عون عن الوضع الاقتصادي اللبناني وملف إعادة الإعمار ودعم خطة الإعمار فوعده روبيو بالمتابعة وأكد مساعدة لبنان اقتصاديًا.
وزير الخارجية يرد على المرشد الإيراني
وأمس, ردّ وزير الخارجية يوسف رجي على المرشد الإيراني في شأن “الحزب” وكتب على “أكس”: يهمنا التأكيد أن “الباقي” الوحيد في لبنان هو الحكومة الشرعية وقراراتها التي لا رجوع عنها، وفي طليعتها قرار حصر السلاح وبسط سيادة الدولة الذي اتخذ في جلسة 5 آب، ونشدد على أنّ الجيش اللبناني هو “الباقي” إلى الأبد والوحيد، والمدافع الأول عن لبنان وشعبه وسيادته”.
هل منع لبنان طائرتين إيرانيتين من المجيئ؟
وليس بعيدًا، ترددت معلومات أن لبنان لم يوافق على مجيئ طائرتين إيرانيتين تقل إيرانيين للمشاركة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصرالله.
هذه المعلومات تفاعلت من دون أي توضيح رسمي لا من الجهة اللبنانية ولا من الجهة الإيرانية حول الأمر.
الكباش حول قانون الانتخابات
نيابياً، وعلى رغم مطالبة 61 نائبًا بإدراج القانون المعجّل المكرر المرتبط بتصويت المغتربين على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة، فإن الأمر لم يحصل. انطلاقًا من هذا المعطى، يبحث النواب الموقعون خياراتٍ تصعيدية، منها الانسحاب من اللجنة الفرعية المكلفة دراسة قوانين الانتخاب وتعليق المشاركة فيها، وقد اعتبروا أن مناقشة قانون معجّل مكرّر في اللجنة قبل عرضه على الهيئة العامة يشكل مخالفة للنظام الداخلي لمجلس النواب، الذي يفرض أن يمرّ القانون على الهيئة العامة أولًا ومن ثم يحال على اللجنة بحال سقوط صفة العجلة عنه.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :