من قطر لترامب: ‏‎ردلّي طيارتي !

من قطر لترامب: ‏‎ردلّي طيارتي  !

 

Telegram


مريم البسام 
‏‎عندما أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب آخر جولةٍ له في الخليج عائدًا إلى واشنطن، كانت عجلات طائرته تجرّ معها ما يلامس الـ 4 تريليونات دولار، “اقتنصها” عقودًا تكنولوجيّة وصفقاتِ تسلّحٍ من الدول العربية.
‏‎من حقّ مجلس التعاون الخليجي اليوم الاطمئنان إلى أمواله وعقوده؛ الى أربعةِ تريليوناتٍ، أي أربعة آلاف مليار دولار يا جماعة الخير. 
وإذا لم يفعل، فأقلّه من حقّ دولة قطر أن تطالب باسترداد الطائرة التي قدّمتها للرئيس ترامب في شهر نيسان/أبريل الماضي.
‏‎هي طائرة Boeing 747-8 فائقة التجهيز، بقيمة 400 مليون دولار، هدية من الأسرة الحاكمة في قطر، على أن تتولّى وزارة الدفاع الأميركية تعديلها لاستخدامها طائرةً رئاسيّة، لكون ترامب قد أصيب بالإحباط من طائرة Air Force One التي أصبحت متهالكة، ولم تقم Boeing بصنع واحدة فاخرة.
‏‎كانت الطائرة القطرية وما تبعها من تريليوناتٍ خليجية عربون صداقةٍ وكسب ودّ مع الرئيس في ولايته الثانية، وذلك لقاءَ ما أعلنه البيت الأبيض نفسه:
‏‎“التعاون التاريخي للرئيس ترامب مع هذه الدول في الشرق الأوسط لا يعزّز الاقتصاد الأميركي فحسب، بل يعزّز أيضًا المزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة، ممّا يمهّد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا وأمْنًا.”
‏‎لكن هذا الأمن وهذا الأمان في الدوحة، اخترقته أميركا عندما نسّقت مع إسرائيل عدوانها الآثم على قطر.
‏‎هيّا إذن، لنضع كلّ هذه الاتفاقيات على طاولة التقييم ولنستخدم شروط العقود! ألا تتضمّن بنودًا جزائيّةً في حال إخلال أيّ طرفٍ بالاتفاقية؟
‏‎بالأمس، مجرّد تحذيرٍ من الإمارات العربية المتحدة حرّك “مشاعر نتنياهو” عندما هدّدت بأن أيّ خطوةٍ إسرائيليةٍ لضمّ أراضٍ في الضفّة الغربية ستُعتبر “خطًا أحمر”، وستقوّض بشكلٍ خطيرٍ روح “اتفاقات أبراهام” التي أسّست لتطبيع العلاقات بين البلدين. وعلى الفور قرّر بنيامين نتنياهو استبعاد ملفّ “فرض السيادة على الضفّة الغربية” من جدول اجتماع الحكومة.
‏‎وعليه، أنتم أقوياء، عرب أقحاح، من صلبٍ ومعادنٍ ونفطٍ وغازٍ وتكنولوجيا وأبراج تسلّم على السما! فهاتوا الاتفاقيات ولوّحوا بها فقط، طالما أنّ الولايات المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ العدوان على الدوحة، وطالما أنّ رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اعتبر الهجوم غادرًا ويشكّل إرهاب دولةٍ ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، في تجاوزٍ لكلّ القوانين الدولية وتعدٍّ على كلّ المعايير الأخلاقية.
‏‎لا تفعلوا مثل دول المحور وتتوعّدوا بالردّ “في المكان والزمان المناسبين”! إيّاكم وهذه الرذيلة، اسألوا من كان به خبيرًا. فالمكان والزمان هو على متن “شوال” التريليونات نفسها "المتسرسبة ٠من الخليج العربي.
‏‎صحيح أنّها عقود لسنواتٍ قادمة، لكنّها ستهزّ أسهم الشركات الأميركية. ففي الدوحة نفسها، تمّ توقيع بيان نوايا لتعزيز شراكة قطر وأميركا الأمنية، يُحدّد استثماراتٍ محتملةً تتجاوز 38 مليار دولار، تشمل دعم تقاسم الأعباء في Al Udeid Air Base، ودعم القدرات الدفاعية المستقبلية المتعلقة بالدفاع الجوي والأمن البحري.
‏‎وأبرمت General Atomics اتفاقيةً بقيمة تقارب ملياري دولار لشراء قطر نظام الطائرات المسيّرة عن بُعد MQ-9B، وقّعتها الحكومتان الأميركية والقطرية. كما أبرمت Quantinuum اتفاقية مشروعٍ مشتركٍ مع Al Rayan Capital لاستثمار ما يصل إلى مليار دولار في أحدث تقنيات الكمّ وتنمية القوى العاملة في الولايات المتحدة.
‏‎وشهدنا على إبرام Raytheon (التابعة لـ RTX) اتفاقيةً بقيمة مليار دولار لشراء قطر أنظمةً مضادّةً للطائرات المسيّرة، وعلى شراكة McDermott مع QatarEnergy في تطوير البنية التحتية الحيوية للطاقة، من خلال تنفيذ سبعة مشاريع نشطة بقيمة 8.5 مليار دولار.
‏‎أين نصرف هذه الاتفاقيات؟ حرّكوها، هذا وقتها! وإذا ما فعلتم، قد نرى Google وDatavault وOracle وSalesforce وAMD وUber تدور حول الالتزام باستثمار 80 مليار دولار في تقنيات الخليج، وستصاب Boeing وGE Aerospace بحمّى 14.5 مليار دولار.
‏‎وستصاب بالداء نفسه شركات ExxonMobil وOccidental Petroleum وEOG Resources، التي ستتعاون مع أدنوك لتوسيع إنتاج النفط والغاز الطبيعي بقيمة 60 مليار دولار.
‏‎وفي أثناء البحث عن متانة العقود بين الدول الخليجية وأميركا، تضيع وتشعر أنّك تجهل مقدّرات الوطن العربي وصناعاته الثقيلة وتقدّمه وتطوّره التقني. فاتفاقية الذكاء الاصطناعي وحدها تُلزم الإمارات بدعم التزام استثماري يبلغ 1.4 تريليون دولار أميركي.
‏‎هي شركات عالمية قد لا نسمع بها إلّا عند اللجوء إلى البحث عنها في مصانع تنشيط الحيوية الذهنية. فهذه Holtec International وInternational Holding Company (IHC) تتعاقدان على بناء أسطولٍ من مفاعلات Holtec SMR-300 الصغيرة، بدءًا من موقع Palisades في ميشيغان بقيمة 10 مليارات دولار، بالإضافة إلى 20 مليار دولار لمشاريع الأسطول. وتلك Amazon تطلق AWS، و”e&” مع مجلس الأمن السيبراني في الإمارات بمبلغ 181 مليار دولار في الاقتصاد الرقمي.
‏‎لقد وقّع ترامب في السعودية مع وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان اتفاقياتٍ بأكثر من 300 مليار دولار، وحضر منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، وتعهدت المملكة بضخّ 600 مليار دولار خلال أربع سنوات في فرص شراكة مع الولايات المتحدة.
‏‎وتتدلّى الاتفاقيات من حبرٍ عربيٍّ سائل: 
ويا ويلي … 
اتفاقيات مبيعات دفاعية بحوالي 142 مليار دولار، صادرات من توربينات الغاز وحلول الطاقة من GE Vernova للسعودية بقيمة 14.2 مليار دولار، خطط من AMD وHumane Saudi لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار. بيع طائرات ركّاب من طراز Boeing 737-8 لشركة AviLease السعودية بقيمة 4.8 مليار دولار، وشراكة بين RTX والإمارات العالمية للألمنيوم ومجلس التوازن الاقتصادي في الإمارات بمشروعٍ لمعادن الغاليوم الحرجة.
‏‎ولا يتجرّأنّ أحدٌ على سؤالي: ما هي الغاليوم الحرجة؟ كل ما أدركه الآن أنّ المنطقة الخليجية في حالةٍ حرجة. فإسرائيل تعلنها بكلّ وقاحة: “لا منطقة أمان لأحد”، وستعاود ضرباتها. فهل يحرّك الخليج أقوى أسهمه؟
‏‎يا خي بلاها الصفقات… هل تقول قطر لترامب:
‏‎“رجّعلي طيّارتي”؟
‏‎وبالإذن من العزيز راغب علامة، إذ يمكن لـ إذاعة قطر  الرسمية بثّ أغنيته:
‏‎"ردلي كلماتي، ردلي ضحكاتي
‏‎ردلي لمساتي هودي مش إلك
‏‎ردلي دمعتي، ردلي آهاتي
‏‎كل لحظة بحياتي أنا عشتا معك" 
وفيكن تسمعوا الغنية بلا ما تعذبوا قلبكن وتفكوا حروف الشركات العملاقة 
ودمتم

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram