الإهمال ليس مجرد غياب اهتمام، بل هو سمٌّ بطيء يسرق الروح ويُذيب الأحلام قطعة قطعة. إنه ذلك الصمت المخيف الذي يسبق الانهيار، حيث لا تُسمع صيحات الألم، بل يُعزف لحن الحزن في زوايا القلب المنسية. لا يترك الأهمال أثراً واضحاً كالدماء، لكنه يزرع جروحاً عميقة لا تُرى، تنزف بصمت داخل النفوس.
في الحب، يصبح الأهمال قاتلاً أكثر وحشية. كيف لقلبٍ كان ينبض بالحياة أن يتحول إلى صحراء مقفرة؟ عندما تترك كلمات الود والأفعال الحانية تتلاشى في طيات النسيان، وتصبح الرسائل بلا جواب، واللقاءات مجرد عبور عابر، تموت الأحاسيس رويداً رويداً. كم من عشقٍ ذبل تحت وطأة غياب الاهتمام؟ وكم من قلوبٍ كانت تعشق، لكنها أُجهضت بفعل برودة الإهمال؟
الأهمال في الحب يشبه نبتة تُترك بلا ماء، لا تموت فجأة، لكنها تذبل شيئاً فشيئاً حتى تتساقط أوراقها وكأنها تبحث عن حياة في عالم لا يرحمها. هو ذلك الشعور المُرهق حين تحس أنك وحيد وسط من يحبون، لأن من أحببت لا يرى حزنك ولا يشعر بآلامك.
في الحياة، قد لا تُدمر الجراح الناجمة عن الإهمال الجسد، لكنها تحطم الأمل وتكسر الروح. لذلك، لا تستهين أبداً بآثار الإهمال مهما بدا بسيطاً، فهو السيف الخفي الذي يفتك بالعلاقات ويذبل الزهر في حدائق النفوس.
فلنكن حراساً على قلوب من نحب، نرويها بالاهتمام قبل أن يجف ينبوع المحبة، ونتذكر دوماً أن الأهمال القاتل لا يترك دماً على الأرض، لكنه يترك قلوباً تنزف بصمت. فلا تقتل الحب بالإهمال، لأن في النهاية، لا أحد يشفى من جرح لم يُعتنَ به.
بقلم : فاطمة يوسف بصل.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي