ماذا بقي من الحزب القومي في الأحزاب الانشقاقية التعصّب الانشقاقي يقود التنظيم الانشقاقي الى مواجهة دمشق 

ماذا بقي من الحزب القومي في الأحزاب الانشقاقية التعصّب الانشقاقي يقود التنظيم الانشقاقي الى مواجهة دمشق 

 

Telegram

 

ماذا بقي من الحزب القومي في الأحزاب الانشقاقية
التعصّب الانشقاقي يقود التنظيم الانشقاقي الى مواجهة دمشق 


تراكمت  الأحداث في ذكرى استشهاد سعاده التي تؤكد أن بين سعاده والأحزاب الإنشقاقية كالذي بين النور والظلام .وأظهرت هذه الأحداث التشابه الكامل بين الأطراف ،وأظهرت أيضا أن لا علاقة للأحزاب الانشقاقية بالحزب السوري القومي الاجتماعي ، وهي غير ساعية لإنقاذ الحزب ، وأكدت أن الخلاف وسيلة للطرفين لتحقيق المكاسب والألقاب .
لقد قلنا وكررنا عشرات المرات أن ماحصل في 13 أيلول خلاف بين فاسدين ،ولا يمت الى العقيدة السورية القومية الاجتماعية بصلة إن من حيث الشكل حيث استعمل أحد الأطراف قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وحنث في اتفاق عقده مع الطرف الثاني ، والطرف الآخر لا يدافع عن الحزب وعقيدته بل يدافع عن الألقاب والمصالح والوظائف .
استطاع جماعة الإنقلاب استغلال تململ القوميين من إدارة الأمين أسعد حرردان للحزب ووجهوا سهام الاتهام اليه شخصيا وراحوا يستقطبون خصومه أفرادا وجماعات فالتحق معهم قسم من حركة النهضة وقسم من حركة الثامن من تموز والحالة القومية المطالبة بمحاكمة من اغتال عميد الدفاع الأمين محمد سليم .
ولكن لم يكن الاستقطاب على قاعدة صياغة مشروع الإنقاذ بل على قاعدة تقاسم المسؤوليات وتوزيع الألقاب لذلك رأينا مجلس عمد يتألف من حوالي ثلاثين قوميا ومكتبا سياسيا شارف عدد أعضائه الخمسين عضوا .
لسنا بوارد العودة الى التفاصيل ولكن من الضروي بعد أن كشحت الشمس الثلج معرفة نوعية المرج .
سنحاول استنطاق بيان هيئة المؤتمر وتعميم داخلية تنظيم الروشة  الصادران في الثالث عشر من تموز ونبني على ما ورد بين سطورهما من مواقف واتجاهات لا يعرف أحد الى اين تأخذ الحزب السوري القومي الاجتماعي .
بيان هيئة المؤتمر 
جاء في البيان :

 
بيان صادر عن هيئة المؤتمر يؤكد موافقة طرفي الانشقاق على تارخ انعقاد المؤتمر وكان قد سبق هذه الموافقة حكما من المحكمة الحزبية الروشية يطلب من المجلس الأعلى الدعوة الى عقد المؤتمر وإجراء الانتخابات الحزبية .
لا شك أن بيان هيئة المؤتمر لم يُظهر كل الحقيقة ،بل أظهر بعضها المتوافق مع توجه الهيئة الداعي الى انعقاد مؤتمر جامع .
 أن تاريخ انعقاد المؤتمر إنجاز يُحسب للوسيط وهيئة المؤتمر ،لأن كل طرف كان يدّعي شرعيته وأنه هو من يحدد التاريخ ، ولكن الوساطة الشامية أوصلت الطرفين الى قبول تاريخ واحد .
 وتحديد التاريخ الواحد مؤشر الى قبول الطرفين بمبدأ العودة الى ما قبل الانتخابات الأخيرة ، وبداية يُبنى عليها خطوات تصب في خانة عقد المؤتمر الواحد .
ما لم يظهره بيان هيئة المؤتمر هو الخلاف بين طرفي الإنشقاق الحائل حتى اللحظة دون انعقاد المؤتمر الواحد .
كثر من القوميين الاجتماعيين يراهنون على عقد مؤتمر واحد يكون مخرجا لوحدة الحزب .
قلّة قليلة من القوميين الاجتماعيين اعتبرت أن الانشقاق أزمة والوحدة عبر المؤتمر تُعيد الأزمة الى داخل الحزب الموحد .
وبيان هيئة المؤتمر المختصر والذي يضمر معان أكثر مما يُظهر يؤكد صوابية أن الحل لن يكون عبر إصلاح التنظيمات الإنشقاقية بل عبر عملية إنشائية .
لم ينتظر تنظيم الروشة طويلا فقد كتب عميد الداخلية الأمين اسكندر كبّاس تعميما يحدد موقفهم من انعقاد المؤتمر .
ماذا جاء في تعميم كباس :
إستنادا الى قرار المجلس الأعلى الذي انعقد بتاريخ 19/6/2021والذي قررفيه المواقفة على مبدأ الانتخابات المبكرة لأعضاء المجلس الأعلى وأعضاء هيئة المنح على أن يسبقها مؤتمر قومي عام .
لم يذكر التعميم أن الموافقة تمت بناء على اقتراح، مما يؤكد أن مرجعية تلعب دور الوساطة اقترحت والمجلس الأعلى قبل الاقتراح ، وهذه المرجعية لا تعمل بالخفاء بل تعمل بالعلن ويعرفها القاصي والداني عنيت دمشق .
أما إذا أراد أحدهم أن يبرر فيقول أن الاقتراح صدر من المحكمة الحزبية ،نخبره سلفا أن المحكمة طلبت ولم تقترح وفي الطلب ما لا يوجد في الاقتراح .
جاء في التعميم أيضا :
بذلت االادارة الحزبية جهودا حثيثة لإستيعاب الحالة الشاذة عن النظام والمناقب التي نشأت بعد انتخابات الثالث عشر من أيلول ...... على أن يكون ذلك على قاعدة الانتخابات التنافسية ومن دون أية تسوية أو مساومة وضمن الأطر الدستورية والنظام الحزبي .
كيف يمكن لحزب المناقب والأخلاق أن يستوعب الحا لات الشاذة عن النظام والمناقب ، فوظيفة إدارة الحزب الأولى هي إقصاء الحالات الشاذة وليس  استيعابها والزعيم لم يسع الى استيعاب الحالات الشاذة التي نشأت في غيابه من حالة نعمة تابت ومأمون إياس الى حالة فايز صايغ وغسان تويني بل طردهم من الحزب .
إن إداراتا انشقاق ما بعد انتخابات 13أيلول لم تفصل ولم تطرد أي من المسؤولين عن الحالات الشاذة وحفظت لهم عضويتهم في الحزب وفي المجلس الأعلى حيث تزعم قيادة الروشة أن رئيس المجلس الأعلى  في تنظيم البناء رأس الفساد وهو لم يحضر اجتماعا واحدا من اجتماعات المجلس الأعلى ولم تحرمه من حق العضوية ، أليست هذه مؤشرات الى أنهم ينتظرون تسوية .
يتابع التعميم :
إن قرار المجلس الأعلى  وجهود الإدارة الحزبية ربطا الموافقة على  انتخابات مبكرة برفع كل الإجراءات التي تمارس على القوميين الاجتماعيين والقيادة الحزبية 
إن هذه الاجراءات حصلت بالأصل ، نتيجة التضليل الذي مارسته الحالة الشاذة .
ليت المجلس  الأعلى والادارة الحزبية ربطا موافقتهما على المؤتمر بالبيان التأييدي لإعادة انتخاب الرئيس الأسد وبالمكنة الانتخابية الكونية وبمهرجانات التأييد في كل المناطق التي يتواجدون فيها .فما قامت به إدارة الروشة من نشاطات تأييدية للرئيس بشار الأسد لم تفعله منظمات حزب البعث العربي الاشتراكي ، وفعلت ذلك راضية مرضية ودون ضغط من أحد، حتى القوميين الذين ينتقدون الموقف من الشام اعتلوا المنابر واجادوا في المدح وإطلاق المواصفات العظيمة .
لذلك فإن هذه الحجة أقبح من ذنب خاصة وأن المؤتمر الواحد يقضي بحضور جميع المندوبين من الشام ويقضي أيضا بوجود مؤسسة حزبية واحدة .
إن الخطأ الكبير الذي ارتكبه حضرة العميد بتعميمه الموجز قوله :
أن هذه الإجراءت حصلت بالأصل نتيجة التضليل الذي مارسته الحالة الشاذة .
تضليل من ؟ وهل يعرف حضرة العميد معنى ما يقول ؟ 
لا شك أن كلامه يؤكد أنه رجل غير مسؤول ولا يفقه معنى العلاقات السياسية وقيمة الدول ، فكان فعلا كما وصفه أحد الرفقاء المعتّقين بمبادىء النهضة ، "متل الصبي مع خالتو "
هذه شهادة بحق الطرف الانشقاقي الآخر كبيرة ومهمة جدا ، فإذا كان باستطاعة الحالة الشاذة أن تخدع دمشق فهي تستحق أن تقود الحزب السوري القومي الاجتماعي .
 واضح جدا أن العميد مضروب على رأسه أو أنه شرب كأس عرق تمر فراح يكتب ما يحلو له دون تقديره لمعاني ما يكتبه .
إن تعميم عميد الداخلية يضع تنظيم الروشة بمواجهة علنية مع دمشق ،ويُلغي مفاعيل البيانات السابقة التي تُشيد بالعلاقة مع الشام والمكنة الانتخابية ، أو أنه يؤشر الى خلاف حاد بين صبيان الروشة ،والتعميم يُعبّر عن وجهة نظر كبّاس وبعض القيادة ، أو أن الشباب متفقون على توزيع الأدوار ، في كل الاحتمالات مايحصل لا علاقة له بحزب أنطون سعاده 
يخطر ببالي سؤال :
لماذا اختار الانقلابيون هذا التاريخ لينقلبوا على أسعد حردان وهم شركاء له في السرّاء والضرّاء؟ .
وهل ما حصل له علاقة بعلاقة الحزب مع دمشق؟.
للأمانة وليس دفاعا عن دمشق ، لو كانت دمشق تتدخل بالشاردة والواردة في الحزب السوري القومي الاجتماعي وخاصة في الموضوع الانتخابي ما كانت سمحت لحصول الانقلاب على أسعد حردان .

إن تعميم عميد الداخلية يُدين التنظيم الإنشقاقي الذي ينتمي إليه حضرة العميد ،ويطعن بالقوميين الإجتماعيين الذين التحقوا بهذا التنظيم على قاعدة إصلاح الحزب وإنقاذه وليس على قاعدة مواجهة دمشق واستيعاب الحالات الشاذة عن النظام والمناقب .
بعد تعميم اسكندر كباس أصبحت المشكلة عند السوريين القوميين الإجتماعيين وليست في القيادات الحزبية، لأن القيادات أفصحت عن مراميها وقالت ما تريده ، وهل ما أفصحت عنه يُلبي حاجة الإصلاح والإنقاذ أما أنه يؤسس لحالة تشبه حالة الحزب قبل انتخابات 13أيلول .
على السوريين القوميين أن لا يكونوا رافعة للحردنة الجديدة كذلك على أعضاء المؤتمر القومي والمجلس القومي أن لا يكونوا رافعة لتنظيم البناء .
سقطت أوراق التوت ، وبانت العورات ، ولم يعد خافيا على أحد أهداف الإنشقاق الذي كرٍّس حالتين متشابهتين في السلوك والنظام ومختلفتين على الألقاب والمناصب والمصالح ونسج العلاقات .
ما يُخيفنا هذا الستار الحديدي الفاصل بين القوميين الإجتماعيين وما يحصل لحزبهم نخاف أن يًصبح رفقاء العقيدة رعايا التنظيمات الانشقاقية كالطوائفيين يسيرون خلف تعصّبهم وينسون عقيدتهم .
ما يُخيفنا أيضا هو أن السوريين القوميين الإجتماعيين لا يقرأون تاريخ حزبهم وإن قرأوا فإنهم يقرأون للتسلية وليس للعبرة .
مخيف هذا الاصطفاف خلف هذه الأصنام التي تتحرك في دائرة مصالحها وأهدافها ولم يكن إنقاذ الحزب غاية عندها .
كيف يكون إنقاذ الحزب غاية عندها وهي شريك أساسي في صناعة الأزمة الحزبية  
هل يستيقظ السوريون القوميون الاجتماعيون قبل أن يسبقهم قطار الضوء؟

 

رشـــيــــد حاطــــــــــوم

ناشر موقع "iconnews"

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram