تصاعدت حدّة التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل منتصف ليل السبت – الأحد، وذلك بعدما تبادل البلدان الضربات الشديدة التي أدت إلى أضرار كبيرة بالغة لدى الطرفين.
إستهداف وزارة الدفاع الإيرانية
وفجر الأحد، أعلن الجيش الإسرائيليّ تنفيذه لموجة هجمات واسعة النطاق في طهران على البنية التحتية لمشروع الأسلحة النووية الإيراني ومنشآت تخزين الوقود. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “نفذت مقاتلات تابعة لسلاح الجو، بتوجيه استخباراتي موجة هجمات واسعة النطاق في طهران استهدفت عدة أهداف لمشروع الأسلحة النووية الإيراني، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع الإيرانية، ومقر قيادة المشروع النووي، وأهدافاً أخرى”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن سلاح الجو استهدف مقر منظمة الأبحاث والابتكار الدفاعي الإيرانية في طهران.
بدورها، أفادت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، الأحد، بأن ضربة إسرائيلية استهدفت مقر وزارة الدفاع في طهران.
ووفق الوكالة فإن الهجوم تسبب بأضرار طفيفة بأحد مباني وزارة الدفاع الإيرانية التي لم تصدر حتى الآن أي تعليق.
في غضون ذلك، تحدثت وكالة “تسنيم” عن إستهداف إسرائيلي لمصفاة نفط طهران، فيما قالت وزارة النفط الإيرانية أن المُنشأة المُستهدفة سليمة ونشاطها مستمر من دون انقطاع.
إيران تقصف البنية التحتية للطاقة في إسرائيل
من جانبه، قال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن “منشآت لإنتاج وقود الطائرات المقاتلة في إسرائيل تعرضت لقصف بالصواريخ الإيرانية”.
وأضاف البيان أن “البنية التحتية للطاقة في إسرائيل تعرضت لضربات صاروخية وبطائرات مسيرة”، مشدداً على أنه “إذا واصلت إسرائيل أعمالها القتالية فإن هجمات إيران ستصبح أقوى وأوسع”.
وتبين، وفق التقارير الإيرانية، أن مصفاة حيفا النفطية كانت هدفاً أساسياً للصواريخ الإيرانية، وقد اندلع حريق كبير فيها عملت فرق الإطفاء الإسرائيلية على إخماده. كذلك، أفادت التقارير عن أن الصواريخ الإيرانية أصابت تل أبيب، ما أسفر عن دمار شامل في المباني هناك. وفي السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن التقديرات تفيد بوجود نحو 35 مفقودًا في موقع سقوط الصاروخ الإيراني في بات يام جنوبي تل أبيب.
كذلك، تحدثت تقارير أخرى عن أنَّه جرى تسجيل سقوط 7 قتلى وأكثر من 130 مصاباً في هجومين صاروخيين شنتهما إيران على إسرائيل.
في غضون ذلك، قالت “يديعوت أحرونوت”، إن أضراراً كبيرة وقعت في معهد وايزمن للأبحاث في رحفوت جراء سقوط صاروخ إيراني، فيما ذكرت صحيفة “معاريف” أن الصواريخ الإيرانية أصابت 6 مواقع في تل أبيب مباشرة.
“صواريخ قاسم سليماني” تدخل المعركة
من ناحيتها، نقلت وكالة “فارس” عن مصدر مطلع قائلاً أن الحرس الثوري استخدم في الهجوم الأخير على تل أبيب صواريخ قاسم سليماني الباليستية.
وأضافت، نقلاً عن المصدر ذاته، أن الصواريخ المستخدمة تكتيكية وموجهة، تعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس شديدة الانفجار.
وفي غضون ما حصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن إسرائيل تعرضت لهجوم مركب بصواريخ من إيران واليمن وطائرات مسيرة. المرشد الإيراني تحت الخطر بدورها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي “ليس محظوراً” من الاستهداف الإسرائيلي ضد إيران.
وأضاف المسؤول، رداً على سؤال من “وول ستريت جورنال” في مقابلة، أن إسرائيل لا تستبعد أي أهداف محتملة في إيران بما في ذلك خامنئي. وأوضح المسؤول إلى أن تصريحاته تشير إلى أن هجمات إسرائيل على إيران لا تستهدف برنامجها النووي فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إعاقة النظام الإيراني سياسياً وعسكرياً.
وأشار المسؤول إلى أن “الحرب لن تنتهي إلا إذا قامت إيران بتفكيك برنامجها النووي طوعا أو جعلت إسرائيل من إعادة بناء البرنامج أمراً مستحيلاً”. وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد قال الجمعة، إن “القوات المسلحة الإيرانية ستجعل النظام في إسرائيل يعيش في حالة من البؤس”، مؤكدا أن طهران لن تتهاون في الرد على الضربات الإسرائيلية ضد بلاده.
وتوعد خامنئي في بيان نشرته وكالة “تسنيم” للأنباء، برد قاسٍ على الهجمات التي استهدفت بلاده، قائلا: “النظام الإسرائيلي لن يفلت من العقاب بعد هذه الجريمة”، مشددا على أن “إسرائيل كتبت مصيرا مظلما لنفسها بهذا الاعتداء، وستواجه تبعاته حتماً”.
من ناحيتها، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، السبت، وفاة مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، متأثرا بجراحه بعد يوم واحد من تعرضه لهجوم إسرائيلي. وكانت مصادر إعلامية أفادت في وقت سابق بمقتل ما لا يقل عن 20 من كبار القادة الإيرانيين، وذلك خلال سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي نفذت مع انطلاق عملية “الأسد الصاعد”.
ماذا عن المشاركة العسكرية الأميركية؟
إلى ذلك، قال مسؤول أميركي عبر “الجزيرة”، إن الولايات المتحدة لا تزال غير معنية بانخراط عسكري مباشر إلى جانب إسرائيل في استهداف منشآت نووية إيرانية.
وأضاف أن ما تأمله الولايات المتحدة، هو عودة إيران إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام. بدوره، أفاد موقع “أكسيوس”، اليوم الأحد، بأن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إليها في الضربات التي توجهها لإيران.
ونقل “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل طلبت من إدارة ترامب خلال الـ 48 ساعة الماضية الانضمام إلى الحرب مع إيران للقضاء على برنامجها النووي.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ”أكسيوس” إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية الإسرائيلية ضد إيران، وأن الرئيس ترامب اقترح أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر في محادثة حديثة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووفق “أكسيوس” فقد أكد مسؤول أميركي يوم السبت أن إسرائيل حثّت إدارة ترامب على الانضمام إلى الحرب، لكنه قال إن الإدارة لا تدرس الأمر حاليا.
وصرّح مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ”أكسيوس” يوم السبت بأنه “مهما حدث اليوم، لا يمكن منعه”، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف المسؤول: “لكن لدينا القدرة على التفاوض على حل سلمي ناجح لهذا الصراع إذا كانت إيران مستعدة لذلك. أسرع سبيل لإيران لتحقيق السلام هو التخلي عن برنامجها النووي”.
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، قال السبت، إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالضربات الإسرائيلية التي طالت المنشآت النووية الإيرانية والقادة العسكريين الكبار هذا الأسبوع، ولا بالتصعيد الأخير بين البلدين.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن هيغسيث قوله: “لا أعتقد أننا كنا متفاجئين حقا بأي من ديناميكيات الكر والفر. هذا أمر مستمر، لكننا نراقبه عن كثب”.
وتابع: “نحن في وضع قوي لضمان سلامة أفرادنا وقواعدنا ومصالحنا، ونواصل مراقبة أي قوات نحتاج إليها للقيام بذلك، أو أي قدرات نحتاجها، سنبقي الأميركيين في أمان”.
وأكد أن “الولايات المتحدة تملك أصولا عسكرية كبيرة في المنطقة وجاهزة للرد عند الحاجة”.
ولفت هيغسث إلى موقف الرئيس ترامب قائلاً: “الرئيس يواصل التأكيد على أنه يفضل السلام. إنه يفضل حلا يتوصل إليه على طاولة المفاوضات”.
وأشار إلى أنه “لا تزال أمام إيران فرصة لذلك، لكن إسرائيل اتخذت ما رأت أنه ضروري من ضربات دفاعية عن النفس، وبناء على اليوم الأول، كانت فعالة إلى حد كبير”.
نسخ الرابط :