افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 9 ايار 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 9 ايار 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

حساب الفيول العراقي يصل إلى 1.2 مليار دولار بينها 550 مليوناً متوافرة | مسؤولون عرب: ليس صحيحاً أن أميركا (فقط) تعرقل الإعمار؟

"يوجد في لبنان من يضع الشروط بأقسى من الأميركيين أنفسهم". هذه العبارة، منسوبة إلى مسؤول كبير في دولة عربية متّهمة بمساعدة لبنان على مواجهة أعباء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ومعنية أيضاً بمساعدة لبنان على الخروج من أزمته الاقتصادية. وقد باح المسؤول العربي بهذا الكلام أمام شخصيات لبنانية، كانت تستفسر عن حقيقة الفيتو الأميركي المانع لأي نوع من المساعدة العربية للبنان.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هناك تأويلاً مقصوداً لمواقف بعض الدول الخليجية، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث إنهما لا تهتمان أصلاً بتقديم أي دعم جدّي للبنان. وإن موقف الرياض من الرئيس سعد الحريري، تنفّذه أبو ظبي بفرض شروط اللجوء على الحريري الذي يعيش ويعمل على أراضيها.
وأصل المشكلة عند الرياض مع الحريري، يعود إلى رفضه السير بخطة أعدّتها الرياض لإشعال فتنة في لبنان مع حزب الله. وذلك انتقاماً لما تعتبره الرياض دعم الحزب لخصومها في اليمن وسوريا والعراق.
وبحسب المصدر، فإن اتصالات ولقاءات عُقدت في العاصمة الأميركية وفي عواصم عربية، تناولت استقصاء موقف بعض الدول من دعم لبنان.
ويجزم المصدر بأن الكويت وقطر، أبلغتا السائلين، بأنهما على استعداد لتوفير "دعم جدّي، لكنّ الأمر يعود في هذه اللحظة إلى الموقف السعودي، وأنه لا يوجد في دول مجلس التعاون من يريد الصدام مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان".
وعلمت "الأخبار" أن لقاءات ظلّت بعيدة عن الأضواء، أتاحت لجهات لبنانية رسمية وسياسية الاطّلاع على مواقف الدول الخليجية من ملف الإعمار.
وفيما تعلن الحكومة اللبنانية ومعها الرئيس جوزيف عون، أن ملف الإعمار يحتاج إلى تمويل من الخارج، فإن أركان السلطة يتحدّثون عن أن الدعم لن يأتي إلا بعد تلبية لبنان لشروط مختلفة.
وعند التدقيق، يخرج الكلام عن أن دعم الإعمار في الجنوب والبقاع وبيروت، مرتبط بـ"إجراءات لمنع تجدّد الحرب، وأن ذلك يتم من خلال إقفال الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، وهو ما يتطلب نزع سلاح حزب الله وتأمين انتشار الجيش والإمساك بكل مفاصل الملفات الأمنية والعسكرية"، بينما يجري ربط برامج الدعم للدولة والقطاعات بإصلاحات من خلال إقرار سياسات وقوانين جديدة لمعالجة ملفات عدة مالية واقتصادية.
وإذا كانت الحكومة لا تحرّك ساكناً في ملف الإعمار، متّكلة على هذا التبرير، فإن القوى السياسية المحلية، لا يبدو أنها مستعدّة للدخول في مواجهة مع الحكومة، لأجل إلزامها بإطلاق النقاش حول ما يمكن للحكومة أن تقوم به بمعزل عن الدعم الخارجي، خصوصاً أنه يوجد في لبنان، وحتى في الخارج، من يؤكّد وجود إمكانية مالية عند الدولة اللبنانية لإطلاق برامج الإعمار بمبلغ أوّلي لا يقلّ عن مليار ونصف مليار دولار.
في هذه الأثناء، كان البحث يتواصل مع عواصم عربية وإقليمية مهتمّة بمساعدة لبنان. وإذا كانت إيران تجد لنفسها طريقاً خاصة لإيصال الدعم إلى أبناء القرى والمدن من المتضررين، فهي فعلت ذلك بعدما رفضت الحكومة اللبنانية عرضاً رسمياً بتوفير الدعم من خلال مؤسسات الدولة، وهو ما سبق لمستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني أن أثاره في لقاءات مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي برّر الرفض بأن لبنان لا يمكنه قبول أموال إيرانية بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
لكنّ الجانب الإيراني عرض عليه أن يتم نقل الأموال عبر مؤسسات دولية لا تخضع للعقوبات، مثل البنك الدولي أو صندوق النقد أو أي مؤسسة أخرى. ومع ذلك كرّر ميقاتي رفض تلقّي الدعم.
ومع انتخاب الرئيس عون وتشكيل نواف سلام الحكومة، لم يكن في وارد الاثنين فتح النقاش مع إيران أصلاً. ولا حتى مع دول أخرى تظهر اهتماماً بعيداً عن الضغوط الأميركية، مثل العراق. وهو ما دفع بالقوى الصديقة للعراق مثل حركة أمل وحزب الله إلى مناقشة المسؤولين العراقيين في الأمر، وقد سمعوا كلاماً واضحاً، حول أن بغداد ملتزمة بتقديم الدعم، وأنها تفكر في الآليات العملية.
وأخيراً، كشفت مصادر مطّلعة، أن العراق، درس فكرة أن يتم توفير الدعم المباشر إلى لبنان، من دون الاضطرار إلى تحويل أموال جديدة.
وقد رست المناقشات على فكرة، أن تتخذ الحكومة العراقية قراراً بتحويل الأموال الموجودة في حساباتها في المصرف المركزي في لبنان إلى هيئة رسمية لبنانية تتولّى إعمار المساكن على وجه الخصوص، وعدم رصد أي مبالغ للبنى التحتية حتى لا يصار إلى التلاعب بالأموال، وللمساعدة على إعادة السكان إلى منازلهم.
وعلمت "الأخبار" أنه جرت مناقشة المسؤولين العراقيين بفكرة أن تختار الحكومة العراقية عدداً من القرى والبلدات كما فعلت دول عربية عند إطلاق ورشة الإعمار بعد العدوان في عام 2006.
ومع أن الحكومة اللبنانية تنفي تلقّيها أي إشعار رسمي حول الملف، فإن الزيارة الأخيرة لوزير المال ياسين جابر إلى بغداد، لم تتطرّق إلى هذا البند، بحسب أوساط جابر التي قالت إن الزيارة "خلصت إلى نتائج إيجابية على أكثر من صعيد ولا سيما أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أبلغ جابر بأن العراق سيكون إلى جانب لبنان في إعادة إعمار ما تهدّم بفعل العدوان الإسرائيلي".
وأضافت أوساط وزير المال: "إن المسؤولين العراقيين أكّدوا أن العراق لم يتوقف عن دعم لبنان في السنوات الماضية، خصوصاً لجهة تزويده بالفيول الخاص بإنتاج الطاقة الكهربائية مقابل تسهيلات مالية يتم الترتيب لسداد مبالغها المتوجبة على لبنان". ونُقل عن جابر قوله: "إن العراق سيرسل إلى لبنان خلال فترة أيام شحنة من 320 ألف طن من القمح".
بالعودة إلى حساب العراق في المصرف المركزي اللبناني، فإن العقد الموقّع بين لبنان والعراق بشأن الفيول هو عقد من دولة لدولة، وقد تمّت تغطيته القانونية والمالية من قبل مجلس النواب، لكن لم تُفتح له الاعتمادات في السنة الأولى، قبل أن تبدأ مؤسسة كهرباء لبنان في السنوات اللاحقة بتوفير التغطية المالية.
وقد تمّ تحويل مبلغ 550 مليون دولار إلى حساب المصرف المركزي العراقي لدى مصرف لبنان حتى الآن، وهناك مستحقّات إجمالية تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار. وتبيّن أنه من أصل مبلغ الـ550 مليون دولار هناك قسم "فريش" وقسم "لولار" وقسم بالليرة اللبنانية. لكنّ غالبية الأموال هي بالـ"لولار".
وبحسب الاتفاق، فإن إجراءات الدفع تتم من خلال وزارة الطاقة ومصرف لبنان. وعندما تتسلّم وزارة الطاقة بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان الكميات المقرّرة من الفيول، تقوم بإبلاغ مصرف لبنان بذلك.
وينص العقد على أن يتم الدفع بعد 12 شهراً من تسلّم الشحنة. وبالتالي يصبح على مصرف لبنان التنسيق مع وزارة الطاقة لبدء إجراءات الدفع.
وهذا يعني أنْ لا وجود لدور لرئاسة الحكومة أو وزارة المال كون مصرف لبنان يطلب من وزارة المال السماح له بالسحب من حسابها والتحويل إلى حساب المصرف المركزي العراقي لديها.
لكنّ المعاملة تتم أصلاً بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان، فإذا حصل أن عجز مصرف لبنان لسبب ما عن الدفع، أو تذرّع تقنياً بأن المبالغ ليست لها اعتمادات في الموازنة العامة، فتقوم وزارة الطاقة بتذكيره بوجوب الدفع كون العقد مُبرماً مع الحكومة اللبنانية والحكومة العراقية، كما يترتب على رئاسة الوزراء أن تلعب دوراً في تأمين الاعتمادات اللازمة لسداد المبالغ المتوجّبة على لبنان.
وبحسب المصادر المعنية، فإن آلية العمل وفق هذا الأساس لا تحتاج إلى قرارات خاصة لا من جانب الحكومة اللبنانية ولا من جانب الحكومة العراقية، عدا إعلان الأخيرة أنها قرّرت تقديم هبة إلى لبنان، ويمكن للواهب بالتشاور مع الحكومة اللبنانية اختيار الجهة التي سوف تتولّى الإشراف على إنفاق الهبة، كما يمكن لها أن تناقش آلية للإشراف على هذه العملية. وهي عملية لا تتطلب أي إجراء من شأنه انتظار موافقة أميركية أو خلافه.
الأمر الآخر، يتعلق بأن إصرار الحكومة اللبنانية على تجاهل هذا الأمر، يعيدنا من جديد إلى المربع الأول، حيث تبدو الحكومة متورّطة في مشروع إعاقة عملية الإعمار، وذلك ضمن معركة تهدف إلى الضغط على بيئة المقاومة من أجل الوصول إلى مكاسب سياسية، خصوصاً أن الحكومة لا تظهر أي استعداد للانخراط في برامج خاصة لمواجهة عملية إعادة الإعمار.
وبرغم كل المناقشات الجانبية، فإن الواضح هو أن الحكومة لا يمكن أن تبادر إلا من خلال ضغوط حقيقية، تقودها القوى السياسية أو الهيئات الشعبية، خصوصاً أهالي المناطق المنكوبة، والسكان المتضرّرين من عدم إطلاق عملية الإعمار. ويبدو أن أهل الحكم عندنا يدفعون بالأمور للوصول إلى مواجهة من هذا النوع.

**********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

الفاتيكان: البابا ليو الـ 14 هو الكاردينال الأميركي بريفوست مع تحية السلام عليكم
 
علاقة مأزومة بين نتنياهو وترامب في الإعلام الإسرائيلي: إحباط ومخاطر قطيعة
20 غارة للاحتلال على الجنوب… وعون في المركزي… وسلام يتفقد الحدود بقاعاً

 انتخب الكرادلة الـ 133 الّذين اجتمعوا في المجمع الانتخابي في الفاتيكان، الكاردينال الأميركي بريفوست بابا جديدًا، خلفًا للبابا الرّاحل فرنسيس. وقال الفاتيكان إن البابا الجديد هو الكاردينال الأميركي بريفوست وسيحمل اسم «ليو 14، وهو أول أميركيّ يشغل المنصب، وقال البابا ليو 14 من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان في أول كلمة علنيّة له بعد انتخابه لمنصب البابا «السلام عليكم جميعاً»، مع الإشارة إلى أنّ البابا الجديد وُلد في شيكاغو في 14 أيلول 1955، وبدأ بدراسة الرياضيات، لكنّه انضمّ سريعًا إلى رهبنة القديس أوغسطين، ورُسم كاهنًا عام 1982، وفي كانون الثّاني 2023، استدعاه البابا فرنسيس إلى روما ليكلّفه برئاسة دائرة الأساقفة (التي كانت تُعرف سابقًا باسم مجمع الأساقفة)، وهي الهيئة المسؤولة عن اقتراح التّعيينات الأسقفية في مناطق عديدة من العالم. وبعد فترة قصيرة، تمّ تعيينه كاردينالًا. وتتوقع مصادر متابعة لشؤون الكنيسة الكاثوليكية العالمية أن تعزيز مكانة الكاثوليك في أميركا يشكل هدفاً مشتركاً للأوروبيين ودول العالم الثالث الذين يتمثلون عبر كنائسهم والكرادلة المنتمين إلى بلادهم في هذا الاختيار، لتحقيق توازن أميركي من بوابة الكنيسة يخفف من المخاطر الراهنة، بعدما نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المدعوم من الكنيسة البروتستانتية في توحيدهم بمشاعر القلق والخوف من مستقبل العالم في ظل قيادته.

في المنطقة قراءات تحاول فهم الذي جرى في اتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن وصنعاء بعدما تأكد أن لا التزامات يمنيّة بوقف استهداف كيان الاحتلال وسفنه العابرة للبحر الأحمر، حيث اكتفى الرئيس ترامب بالقول إنه لا يعرف، لكنه متأكد أن السفن الأميركية لن تستهدف رداً على سؤال عن مواصلة اليمن استهداف «إسرائيل» والسفن الإسرائيلية، وقد تزامن ذلك من جهة مع تأكيد انعقاد جولة مفاوضات جديدة حول الملف النووي الإيراني الأحد المقبل في مسقط، ما يعني تجاوز العقد التي أدّت إلى تعثر عقد الجلسة السابقة يوم السبت الماضي، ومن جهة مقابلة مع مقالات وتحليلات وتقارير صحافية نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عن أزمة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية وفتور في العلاقة بين ترامب ونتنياهو، وبعدما نسب إلى نتنياهو قوله إنه لم يعد يفهم تصرفات ترامب التي لا تشبه أقواله، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصادر مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الأخير يشعر بخيبة أمل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويعتزم اتخاذ خطوات وتحرّكات في الشرق الأوسط من دون التنسيق معه، بينما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغوا وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن الرئيس الأميركي قرّر قطع الاتصال مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأوضحت إذاعة الجيش أن المقرّبين من ترامب أبلغوا ديرمر أن نتنياهو يتلاعب بالرئيس الأميركي، وأكدوا أن أكثر ما يكرهه ترامب هو أن يظهر كشخص يتم التلاعب به.

في لبنان شكّل التصعيد الإسرائيلي الحدث الأول، مع 20 غارة إسرائيلية جنوباً، صدرت على أثرها مواقف رئاسية وحكومية تدعو المجتمع الدولي والضامنين الأميركي والفرنسي إلى التحرّك وتحمل المسؤولية لوقف الاعتداءات وفرض انسحاب الاحتلال تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 بعدما نفذ لبنان والمقاومة من ضمنه كل ما هو مطلوب من الدولة والمقاومة، بينما سجلت التحركات الرئاسية زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى المصرف المركزي وتأكيده خلالها على الالتزام بمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية، وبالتوازي كانت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع وتفقده للحدود الشرقية مع سورية.

وفي عدوان وُصف بالأعنف على لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار، نفّذ الطيران الحربي الصهيوني عدوانًا جويًا واسعًا على منطقة النبطية، حيث شنّ سلسلة غارات عنيفة على دفعتين، مستهدفًا الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان. وتركزت معظم الغارات على أحراج علي الطاهر، والموقع الأثري السابق.

وأحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة تردّدت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، وأثارت أجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظهم إلى المدارس لإجلاء أولادهم، ما تسبّب بازدحام سير في الطرقات، بينما توجّهت عشرات سيارات الإسعاف باتجاه محيط المناطق المستهدفة. كما أقفلت معظم الدوائر الرسمية أبوابها.

وفي سياق ذلك، أطلقت قوات الاحتلال النار على سيارة مدنية على طريق عديسة كفركلا ونجا ركابها. واستهدفت مدفعية العدو مزرعة بسطرة وأطراف شبعا بقذيفتين.

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أنّ طائرات سلاح الجو هاجمت موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة جبل البوفور (الشقيف) جنوب لبنان.

وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف الإسرائيلي ونتائجه.

ولاحظت مصادر سياسية وعسكرية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منطقة محيط النبطية التي تقع في عمق شمال الليطاني، ما يعني أنها تهدف لضرب الاقتصاد في المدينة أولاً وبث الرعب والإرهاب بين المواطنين وثانياً الضغط على الدولة اللبنانية للدفع باتجاه نزع سلاح حزب الله. وذكرت المصادر بقول المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس منذ أيام إن على الدولة اللبنانية أن تسرع بتنفيذ التزاماتها قبل أن ينفد صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأوضحت المصادر لـ»البناء» أن الاعتداءات الإسرائيلية تعد خرقاً فاضحاً وواضحاً للقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، ما يستوجب من الحكومة اللبنانية التحرك العاجل واستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية لوقف العدوان لا سيما تقديم شكوى إلى مجلس الأمن وقيام وزارة الخارجية بتفعيل عمل البعثات الدبلوماسية في الخارج للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والانسحاب من الجنوب. وتساءلت المصادر عن دور لجنة الإشراف الدولية على تطبيق القرار 1701 وعن الراعي الأميركي الذي يمنح «إسرائيل» الضوء الأخضر لهذه الاعتداءات.

وبحسب أوساط دبلوماسيّة أوروبية فإن الغارات الإسرائيلية انتهاك للقرار 1701 ولتفاهم وقف إطلاق النار وتتحمّل «إسرائيل» مسؤوليته ما يعيق مهمة القوات الدولية والجيش اللبناني في الانتشار وإزالة المظاهر المسلحة، وبالتالي استكمال تطبيق القرارات الدولية، وحذّرت الأوساط عبر «البناء» من استمرار هذه الهجمات التي تفتح الباب أمام عودة التوتر الى الحدود. كما حذرت من توجه لدى رئيس حكومة «إسرائيل» الى توسيع عملياته العسكرية في لبنان لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي المأزوم والتوتر بين نتنياهو والرئيس الأميركي إضافة الى تقدم المفاوضات الأميركية – الإيرانية في روما نحو إعلان اتفاق في أي لحظة، ما يخلق وقائع جديدة في المنطقة قد تجبر نتنياهو على خيارات لن تكون في مصلحته، وبالتالي يختار خيار توسيع الحرب باتجاه لبنان أو سورية أو غزة.

وعلمت «البناء» أن سيارة تقل مواطنين اعترضت دورية تابعة للقوات الدولية «اليونفيل» خلال جولتها على طريق إحدى القرى في الجنوب، وطلبت منها المغادرة بعدما لاحظت أنها أزالت رايات وصوراً تابعة لحزب الله. غير أن مصادر معنية في «اليونفيل» نفت لـ»البناء» نفياً قاطعاً أن تكون دورية اليونفيل قد أزالت أياً من الأعلام أو الصور في المكان التي مرت قربه، مشددة على أن الدورية تابعة لقيادة الكتيبة الإسبانية ولم تكن مكلفة بأي مهمة في المكان، مشددة على أنها صودف مرورها في المكان ولم تقصده. مؤكدة احترامها لأهالي الجنوب ووقوفها معهم، وأداء مهامها بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني.

في المواقف أشارت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الأسبوعي برئاسة النائب محمد رعد الى أنه «فيما يتمادى الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانيّة على لبنان، ويواصل استباحته للأجواء اللبنانية وعمليات القتل واستهداف بعض القرى والمناطق السكنيّة بما فيها الضاحية الجنوبيّة للعاصمة بيروت، تحت أنظار لجنة الإشراف وقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان وبدعمٍ وتغطيةٍ استبداديّة من ممثلي الإدارة الأميركيّة، يصرّ اللبنانيون على حقّهم السيادي في رفض الاحتلال وإدانة نهجه العدواني والتزام ثوابتهم الوطنيّة في وجوب دحره على الصعيدين الرسمي والشعبي، رفضًا للتساكن معه أو الخضوع لابتزازه أو القبول بمشاريع تطبيع العلاقات مع كيانه الغاصب».

ودعت الكتلةُ الحكومة اللبنانيّة إلى «اعتماد سياسة جادّة وواضحة وضاغطة تلاحق من خلالها القوى الدولية النافذة، لا سيما تلك التي تدّعي صداقة لبنان، كي تقوم بما عليها من وقف دعمها وتبريرها لاعتداءات الكيان الصهيوني وانتهاكاته المستمرة للسيادة الوطنيّة اللبنانية، وارتكابه لأكثر من أربعة آلاف خرق واعتداء، حتّى الآن، وفقًا لما أعلنه مؤخرًا قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، فضلًا عن إعاقته لعودة الأهالي إلى قراهم الأماميّة وتعطيله عملية إعادة الإعمار للمنازل والمحال والبنى التحتيّة المدمّرة، وتهديده الدائم للأمن والاستقرار في البلاد، في ظلّ صمتٍ مريب ومسرحي تلتزمه ما تُسمَّى بالدول الضامنة».

وأدانت الكتلة استمرار العدوان الصهيوني على سورية واحتلال المزيد من أراضيها، كما أدانت أعمال القصف والتدمير الممنهج لقدراتها العسكرية والاقتصاديّة والأمنيّة، والتدخل السافر للإيقاع بين مكوّنات الشعب السوري وإحداث فتنة داخليّة تهدف للنيل من وحدة سورية وتفتيتها، مؤكدة في هذا المجال على ضرورة عدم انزلاق سورية إلى أتون التقاتل الداخلي، على أمل أن تنهض بدورها في دعم قضايا الأمّة وفي مقدمتها قضيّة فلسطين.

وعلى وقع العدوان الإسرائيلي جنوباً، جال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في البقاع وعلى المعابر الحدودية، وشدد على أن «الانتهاكات الاسرائيلية يجب ان تتوقف بأسرع ما يمكن».

وأكد الرئيس سلام أن المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها – أمنيًا ولوجستيًا – يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعدّ ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها. كما شدّد الرئيس سلام على أن معبر المصنع، بصفته منفذًا حيويًا للبقاع ولبنان ككل، يجب أن يُدار وفق أعلى المعايير التقنية والأمنية، لا أن يُترك عرضة للعشوائية أو الاستنسابية. وكشف سلام أن العمل جار لتركيب أجهزة تفتيش متطوّرة (سكانرز) في أقرب وقت ممكن، لتسهيل مرور البضائع، وتعزيز الشفافية، وتفعيل تصدير المنتجات اللبنانية برًا بشكل قانونيّ ومنظّم. هذا المعبر يجب أن يتحوّل من نقطة ضعف إلى رمز لحيوية الدولة ومصداقية إدارتها. الإصلاح يبدأ من هنا، من استعادة الدولة الكاملة لإدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرّعة للشرعية والانتظام، لا منفذًا للفوضى والتجاوز. وزار الرئيس سلام أيضاً سرايا زحلة.

بدوره، رأى رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية، أنّ «في كل الشّرق الأوسط هناك واقع جديد. محور المقاومة اليوم ليس في أحسن حالاته، ومن المبكر القول إنّه انتهى ولو أنّه تلقّى ضربة قويّة جدًّا، ولكن الأمور ليست مرتبطة بالرّبح أو الخسارة، إنّما خيارنا خيار برّ الأمان للنّاس، ولا يكون الخيار وفق الرّبح والخسارة أو حسب الظّروف»، مشدّدًا على أنّ «خياراتي هي وحدة لبنان وعروبته والعيش الواحد في البلد الواحد، وليس من عاداتنا الانقلاب أو التّقلّب»، معتبرًا أنّه «حين تضعف أي جهة يضعف الجميع، إن كان داخل الطّائفة المعنيّة أو داخل الوطن».

ولفت في حديث لقناة «الجديد»، إلى أنّ «»إسرائيل» احتلّت النّقاط الخمس في جنوب لبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النّار، بما ظهّر وكأنّها انتصرت»، مركّزًا على أنّ «رهان أعدائنا على الحرب الأهليّة في لبنان رهان خطر ومدمّر، ولطالما حذّرنا منه». وأوضح أنّه «لا بدّ من نزع السّلاح غير الشّرعي، لكن ذلك يكون بالحوار والنّقاش والمنطق والواقعيّة والتّطمين والثّقة، وهذا ما يقوم به رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، ولذلك يهاجمه البعض»، مبيّنًا أنّه «ليس من المنطق تمنّي الخراب ليكون فريق على حق». وكشف أنّ «زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس الأخيرة إلى لبنان، هدّأت مهاجمي رئيس الجمهوريّة لأنّه يسلك الطّريق الصّحيح».

وأشار فرنجية إلى أنّ «حزب الله لم ينتهِ، وهو اليوم يُبدي مرونةً، وهذا كان واضحًا في خطاب الأمين العام للحزب الشّيخ نعيم قاسم في تشييع الأمين العام السّابق السيّد حسن نصرالله. وهناك جمهور بحاجة إلى طمأنة. لا يمكن أن تُستخدم لغة الاستقواء، والمطلوب بالمقابل خطاب تنازل، لأنّ التّنازل في جوّ السّلبيّة يَعتبره البعض ضعفًا».

وأضاف فرنجيّة: «وصلنا إلى اليوم، حيث هناك طائفة مجروحة، وشئنا أم أبينا حاقدة، لذلك حان الوقت أن نعود لنعيش مع بعضنا البعض»، داعيًا «الجميع للحوار بمن فيهم رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع، لإزالة الصّورة السّلبيّة المرسومة اليوم والّتي لا تطمئن. أمامنا جوّ جديد، فلا بدّ من حوار بنّاء من غير أن ننسى آلاف الشّهداء. فلنستفد من الحرب لنتوحّد».

وأوضح أنّه «ليست لدي مشكلة شخصيّة مع رئيس «التيّار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل، لكنّ مشكلتي مع السّلوك والآداء»، معلنًا «أنّنا اليوم داعمون للرّئيس عون، الإنسان المعتدل والوطني، الّذي يحاول إيجاد حلول لمختلف الملفّات. وفي موضوع الحكومة لم أكن متحمّسًا جدًّا أو منافسًا على حقيبة عادية من غير أيّ تأثير، ولا مشكلة لنا معها».

على صعيد آخر، رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب، في عين التينة. وكشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في تصريح بعد الاجتماع «أن هناك محاولات للوصول الى اتفاق بين الأحزاب حول لائحة كاملة في بيروت تؤمن المناصفة ولكن لا شيء مضمون حتى اللحظة». وأكد أن «الانتخابات البلدية مستمرة ولن يكون هناك أي تغيير بقانون الانتخابات في الوقت الراهن». وأشار الى ان «هيئة مكتب مجلس النواب، دانت التمادي الإسرائيلي في العدوان المستمر ودعت الحكومة الى التحرك سريعاً لوقف الانتهاكات».

*******************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

أعنف الغارات التدميرية منذ اتفاق وقف النار! سلام على الحدود الشرقية وفرنسا تساهم في الترسيم
 
تسلّم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي من سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية

رسمَ تلازم التطورات الميدانية في جنوب لبنان والحركة التصاعدية التي يتولاها كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أمس، صورة معبّرة تماماً عن السباق المحفوف بالمحاذير الذي يشهده لبنان في مرحلته الانتقالية منذ بداية العهد وتشكيل الحكومة. ذلك أن التصعيد الإسرائيلي تمثّل بسلسلة غارات عنيفة على محيط النبطية أمس في استهداف لما ذكرت إسرائيل بانها منشآت تحت الأرض، بدا أشبه بعملية حربية نوعية كبيرة استخدمت فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية قذائف ثقيلة خارقة للتحصينات على غرار تلك التي استعملت في اغتيال استهداف مقر الأمين العام الراحل لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله وأدت الى مقتله. وحصل هذا التصعيد النوعي في وقت لا تظهر فيه أي معالم بعد لإنهاء الوضع العالق عند حافة "وقف نار" بالكاد أخذ طريقه إلى الاستكمال بما يحصّن لبنان من تبعات لعمليات إسرائيلية متواصلة واحتمالات تدهور متجدّد لا يعرف مداه وحجمه، ما دام أي تقدّم لإنجاز تنفيذ القرار 1701 لم يتحقق فعلاً بعد. وإذ لوحظ انتفاء أي كلام متجدد عن تحرّك الوساطة الأميركية للدفع قدماً نحو تحرك ديبلوماسي جديد يحول دون تراجعات خطيرة على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، عُلم أن اتصالات كثيفة غير معلنة أجريت بين بيروت والإدارة الأميركية في الساعات الأخيرة تناولت أخطار ومحاذير التصعيد بعد الغارات العنيفة على النبطية وما يمكن أن تستبطنه من مزيد من التصعيد المماثل. وإذا كانت الغارات على محيط النبطية أعادت رفع سقف المخاوف من الحجم الواسع للضربات الجوية التي استهدفت أكثر من 15 هدفاً دفعة واحدة بأطنان من الصواريخ والقذائف، فإن الوجه الآخر للمشهد الداخلي اتخذ طابع مضي رئيسي الجمهورية والحكومة في ترسيخ صورة التطبيع الداخلي، علماً أن جولة رئيس الحكومة أمس على الحدود الشرقية رفعت الملف الحدودي مع سوريا إلى مستوى الأولويات الأكثر إلحاحاً أسوة بالوضع الحدودي في الجنوب.
تحرّكات عون وسلام
وكان لافتاً أنه بالتزامن مع جولة سلام البقاعية قام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في وقت مبكر بزيارة لمصرف لبنان حيث اجتمع مع حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ونواب الحاكم وخاطبهم قائلاً: "مسؤوليتكم كبيرة لإعادة ثقة الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللّبناني وفي حماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيداً من التدخّلات السياسية يُساهم في مسيرة النهوض الاقتصادي". ومن جانبه قال الحاكم سعيد: "سنعمل على المحافظة على استقلالية مصرف لبنان ونزاهته وحمايته من أي تدخلات من أي جهة أتت، وسنعمل استناداً إلى القوانين لتحقيق مصلحة لبنان".
وسط هذه الأجواء، وخلال جولته بقاعاً وعلى المعابر الحدودية مع سوريا، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام "أن الانتهاكات الإسرائيلية يجب أن تتوقف بأسرع ما يمكن". واعتبر "أن المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها أمنيًا ولوجستيًا يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها". كما شدّد الرئيس سلام على "أن معبر المصنع، بصفته منفذًا حيويًا للبقاع ولبنان ككل، يجب أن يُدار وفق أعلى المعايير التقنية والأمنية، لا أن يُترك عرضة للعشوائية أو الاستنسابية. وكشف أن "العمل جار لتركيب أجهزة تفتيش متطورة (سكانرز) في أقرب وقت ممكن، لتسهيل مرور البضائع، وتعزيز الشفافية، وتفعيل تصدير المنتجات اللبنانية برًا بشكل قانوني ومنظم. هذا المعبر يجب أن يتحول من نقطة ضعف إلى رمز لحيوية الدولة وصدقية إدارتها. الإصلاح يبدأ من هنا، من استعادة الدولة الكاملة لإدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرّعة للشرعية والانتظام، لا منفذًا للفوضى والتجاوز".
وعقد الرئيس سلام في سرايا بعلبك اجتماعاً مع نواب المحافظة، حضره النواب حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، ملحم الحجيري، أنطوان حبشي، جميل السيد، وينال الصلح. وزار بعد ذلك سرايا زحلة حيث التقى بنواب البقاعين الأوسط والغربي الياس اصطفان، جورج عقيص، جورج بوشكيان، سليم عون، بلال الحشيمي، ورامي بو حمدان، غسان سكاف، وائل أبو فاعور، وياسين ياسين. وجرى البحث في الملفات التي تمسّ الحياة اليومية للمواطنين، وفي مقدمتها طريق ضهر البيدر، الذي بات إصلاحه أولوية وطنية لتسهيل الانتقال، وإنهاء الازدحام، وتعزيز الترابط بين البقاع وبقية المحافظات. وقال سلام: "من زحلة، أُعيد التأكيد أن البقاع هو السلة الغذائية للبنان، ونريده أن يبقى كذلك: مصدرًا للغذاء، لا للسموم. لذلك، أعلن اليوم إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنّب الهندي، بهدف تحويل هذه الزراعة من اقتصاد قاتل إلى مورد طبي مشروع، يخدم الإنسان لا يُدمّره، ويسهم في نمو الاقتصاد الشرعي ضمن إطار قانوني، طبي، وإنساني".
وفي ملف الحدود بين لبنان وسوريا، برزت خطوة مهمة تمثلت في تسلم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي من سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناءً لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية جوزف عون خلال زيارته الأخيرة إلى باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.
التصعيد الاسرائيلي
في غضون ذلك، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي اعتباراً من الحادية عشرة والربع من صباح أمس، عملية جوية واسعة على منطقة النبطية، حيث شنّ سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين مستهدفاً الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان. وتركّزت معظم الغارات على أحراج علي الطاهر والموقع الأثري السابق، وأحدث دويّ الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة تردّدت اصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، وأثارت أجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظهم إلى المدارس لإجلاء الطلاب، وتسبّبت حالة الهلع بازدحام سير في الطرق، فيما توجهت عشرات سيارات الإسعاف نحو محيط المناطق المستهدفة. كما أقفلت معظم الدوائر الرسمية أبوابها. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أعلن أن "غارات العدو الإسرائيلي على النبطية اليوم (أمس) أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة ثمانية أشخاص بجروح".
ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، "أنّ طائرات سلاح الجو هاجمت موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة جبل البوفور (الشقيف) جنوب لبنان". وبحسب ادرعي، فإن الغارات "استهدفت عناصر ووسائل قتالية وآبارا". ولفت إلى أن "الموقع المستهدف يُعد جزءًا من مشروع تحت أرضي استراتيجي، وأنه خرج عن الخدمة نتيجة الغارات. واعتبر "أن وجود هذا الموقع والنشاط فيه يُشكلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان". وهدّد بأنّ "الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد لأمن إسرائيل، وسيمنع أي محاولة لإعادة بناء قدرات حزب الله".
ولكن معلومات أخرى أفادت أن الهجوم الإسرائيلي غير المعهود منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الفائت، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وليس فقط تدمير مقرات عسكرية. وأفادت المعلومات عن سقوط قتيلين من "حزب الله" و8 جرحى في هذه الغارات، فضلاً عن تدمير عدد من المنشآت الضخمة التابعة لـ"حزب الله". وأفادت المعلومات عن مقتل علي محمد شحرور أو أبو حسين شحرور، الملقب بـ"شطاح" الذي وصفته مصادر إعلامية مقربة من "حزب الله" بأنه "مجاهد منذ الطلقات الأولى"، مع الإشارة إلى دوره في "عملية سجد النوعية الأولى". ونفذت هذه العملية في 11 أيار 1997، حيث تمكن عناصر "حزب الله" من تحرير موقع سجد والسيطرة التامة عليه لأكثر من ساعة، وإخلائه لاحقًا بعد تدميره. كما قتل باسم علي عساف.
واعلن مصدر عسكري لبناني أن عدد الخروقات الإسرائيلية منذ سريان مفعول قرار وقف إطلاق النار بلغ 3112 خرقاً، وأشار إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ وقف إطلاق النار بلغ 157 فيما جُرح 356 شخصا.

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

تصعيدٌ إسرائيليّ يسبق زيارة ترامب للخليج... وأورتاغوس آتية بوعد بتفعيل وقف النار

في غمرة التطورات المتلاحقة والتحضير الإقليمي لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنطقة الخليج العربي الاسبوع المقبل، وفيما العالم يحتفل بانتخاب بابا جديد في الفاتيكان، فاجأت إسرائيل لبنان أمس بتصعيد كبير في الجنوب تركّز خصوصاً على منطقة النبطية الفوقا وجبل علي الطاهر، بقصف جوي عنيف أعاد الجنوبيين إلى أجواء ذلك العدوان الواسع الذي شنّته على لبنان في ايلول الماضي، وهو عدوان لم يخرج اللبنانيون من أجوائه أصلاً بَعد، جراء الخرق الإسرائيلي اليومي والمتمادي لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ 27 تشرين الثاني الماضي، واستمرارها في احتلال مناطق حدودية كان ينبغي أن تنسحب كلياً منها بموجب هذا الاتفاق والقرار الدولي 1701. وقد استدعى هذا التصعيد من المراجع اللبنانية المسؤولة إجراء اتصالات عربية ودولية عاجلة لوقفه ومنع انزلاق الوضع إلى حرب يتخوف كثيرون من نشوبها مجدداً.

وأكّدت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية»، أنّ المرحلة دقيقة وصعبة، وأنّ التصعيد الإسرائيلي ليس له أي مبرر، في الوقت الذي يُنتظر من إسرائيل أن توقف إطلاق النار وتنفيذ ما هو مطلوب منها والتزام الآلية التي وضعت لتطبيق القرار الدولي 1701.

وكشفت المصادر انّ الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس أبلغت إلى بعض المراجع المسؤولة التي تواصلت معها أمس من أجل لجم التصعيد الإسرائيلي، انّها ستزور لبنان قريباً وستعمل على تفعيل العمل لتثبيت وقف النار، لكنها لم تحدّد موعد وصولها إلى لبنان بَعد.

وإلى ذلك، أظهرت الأيام الأخيرة إصراراً إسرائيلياً على تسديد الضربات لأهداف في مناطق لبنانية عدة، في جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، في ظل استمرار الغياب الكامل للجنة المراقبة.

وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية»، إنّ الجانب اللبناني كثّف في الفترة الأخيرة جهوده لدى واشنطن لتحريك عمل اللجنة، بحيث تكون أداة التواصل الضرورية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، لكن الجانب الأميركي الذي يرئس اللجنة لم يتجاوب مع الطلب، وهذا ما اعتبره لبنان، وفقاً للمصادر، استجابة أميركية لمنطوق الاتفاق الجانبي الملحق باتفاق وقف النار، والذي يطلق يد إسرائيل للعمل عسكرياً ضدّ أي هدف في لبنان تعتبره تهديداً لأمنها، وتجلّى ذلك في ابتعاد رئيس اللجنة الأميركي السابق عن مهمّاته كلياً، وكذلك الجنرال الذي خلفه أخيراً في هذا الموقع.

وأضافت هذه المصادر «أنّ هذا التراخي الأميركي على المستوى الأمني تجري ترجمته سياسياً أيضاً من خلال تباطؤ الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس في تحديد موعد لزيارتها المنتظرة لبيروت هذا الشهر. وهذا التباطؤ يوحي بأنّ واشنطن تراهن على تحولات خارجية ستؤثر في شكل حاسم على الوضع اللبناني، وأبرزها المفاوضات الأميركية - الإيرانية».

اتصالات ومواقف

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي يستعد لزيارة الكويت بعد غد الأحد، قد تتبع الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقّى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف الإسرائيلي ونتائجه.

فيما أكّد رئيس الحكومة نواف سلام خلال جولة له في البقاع أمس «انّ الانتهاكات الإسرائيلية يجب ان تتوقف بأسرع ما يمكن».

كذلك كانت هذه التطورات ومجمل القضايا المطروحة داخلياً موضع بحث بين رئيس مجلس النواب نبيه والنائب ميشال المر الذي زاره في عين التينة أمس.

وإلى ذلك دعت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها أمس برئاسة النائب محمد رعد الحكومةَ إلى «اعتماد سياسة جادّة وواضحة وضاغطة تلاحق من خلالها القوى الدولية النافذة، لاسيما تلك التي تدّعي صداقة لبنان، لكي تقوم بما عليها من وقف دعمها وتبريرها لاعتداءات الكيان الصهيوني وانتهاكاته المستمرة للسيادة الوطنيّة اللبنانية وارتكابه لأكثر من 4 آلاف خرق واعتداء، حتى الآن، لإعلان وقف إطلاق النار، وفقاً لما أعلنه أخيراً قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، فضلاً عن إعاقته لعودة الأهالي إلى قراهم الأماميّة وتعطيله عملية إعادة الإعمار للمنازل والمحال والبنى التحتيّة المدمّرة، وتهديده الدائم للأمن والاستقرار للبلاد، في ظلّ صمتٍ مريب ومسرحي تلتزمه ما تُسمَّى بالدول الضامنة».

غارات متتالية

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار مرّات عدة متتالية ابتداءً من الحادية عشرة والربع قبل الظهر على منطقة النبطية، مستهدفاً الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان، وتركّزت معظم الغارات على أحراج علي الطاهر والموقع الأثري السابق، وأحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة تردّدت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، وأثارت اجواءً من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظمهم إلى المدارس لإجلاء أولادهم الطلاب، وتسبب الهلع بازدحام السير في الطرق، فيما توجّهت عشرات سيارات الاسعاف نحو محيط المناطق المستهدفة.

وأعلن مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أنّ الغارات أدّت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيدين وإصابة 8 أشخاص بجروح.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي «أنّ طائرات سلاح الجو هاجمت موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة جبل البوفور (الشقيف) جنوب لبنان». وبحسب ادرعي، فإنّ الغارات استهدفت عناصر ووسائل قتالية، وآباراً. ولفت إلى انّ الموقع المستهدف يُعدّ جزءًا من مشروع تحت الأرض استراتيجي، وانّه خرج عن الخدمة نتيجة الغارات». وشدّد على «أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد لأمن إسرائيل، وسيمنع أي محاولة لإعادة بناء قدرات حزب الله».

خرائط فرنسية

في غضون ذلك، واستناداً الى نتائج زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لفرنسا، زار سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو أمس وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، وسلّمه نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناءً لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية بتزويد لبنان هذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.

انتخاب البابا

من جهة ثانية، وفي حدث تاريخي، أُعلن أمس من الفاتيكان عن انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، حاملًا اسم «ليون الرابع عشر»، خلفًا للبابا فرنسيس الذي توفي في 21 نيسان الماضي. وقد أُعلن عن الانتخاب بعد ظهور الدخان الأبيض من مدخنة كابيلا سيستينا، إيذانًا بتعيين البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة.

وقد هنأ الرؤساء الثلاثة وشخصيات رسمية وسياسية متعددة بانتخاب البابا، الذي هو أول أميركي يتولّى هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان.

وهنأ الرئيس عون، الكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع بانتخاب البابا الجديد، معربًا عن أمله في «أن يكون هذا الاختيار نقطة تحول مهمّة في تاريخ الكنيسة». وقال: «ندعو الله أن يمدّ البابا لاوون الرابع عشر بالصحة والعافية والحكمة ليقود الكنيسة في هذه المرحلة المهمّة من تاريخها، وأن يوفقه في مساعيه لنشر رسالة المحبة والسلام في العالم أجمع». وأضاف: «نتمنى أن يعزز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وأن يكون عهده مليئًا بالإنجازات التي تخدم الإنسانية جمعاء».

وبدوره الرئيس بري أبرق مهنئاً البابا لاوون الرابع عشر جاء فيها: «متمنياً لكم التوفيق والسداد في أداء رسالتكم في ترسيخ قيم العدالة وتعزيز الحوار بين الأديان بما يخدم الكرامة الإنسانية وإفشاء مبادئ وأسس السلام والمحبة بين بني البشر» .

كذلك هنّأ الرئيس سلام البابا بانتخابه. وقال عبر حسابه على منصة «إكس»: «أهنئ الكنيسة الكاثوليكية والمؤمنين في لبنان والعالم بانتخاب قداسة البابا لاوون الرابع عشر. أدعو أن يوفَّق في حمل رسالة الانفتاح والسلام، وتعزيز ثقافة الحوار، وخدمة كرامة الإنسان في كل مكان».

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا

لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟
«هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»

 في ظل تطورات متلاحقة ومقلقة في المنطقة حيث "تطبخ" الخرائط الجديدة وتتزاحم الدول الاقليمية والدولية على تقاسم النفوذ تبدو "اسرائيل" الاكثر استعجالا لفرض وقائع ميدانية عبر "البلطجة" وزيادة وتيرة التصعيد. ولكل من ينّظر للضمانات الاميركية وينتظر ان تكبح الدبلوماسية جماح العدو الاسرائيلي، جاءه الرد بالامس من خلال سلسلة الغارات الجوية الكثيفة التي هزت منطقة النبطية بحجج واهية لا تنطلي على احد، وبرد الفعل الاميركي" البارد"الذي يمنح دولة الاحتلال "ضوءا اخضر" لاستمرار عدوانه . "فالحزام الناري" لم يكن له اي مبرر امني او عسكري كما ادعى جيش الاحتلال، فهذا الاستعراض بالحديد والنار يهدف الى الترهيب ويمعن في ضرب الاستقرار الداخلي المقبول نسبيا، وقد تزامنت الغارات مع تحليق الطيران الحربي فوق مطار بيروت، فيما واكبت المسيرات الاسرائيلية زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الى البقاع والحدود اللبنانية -السورية. اما فرنسا الراغبة في ايجاد موطىء قدم لها في سوريا، فقد قدمت خرائط للحدود اللبنانية السورية التي باتت في عهدة وزير الخارجية يوسف رجي بعد تسلمها امس من السفير الفرنسي للمساعدة في عملية ترسيم الحدود البرية. بلديا، الاستعدادات اكتملت للجولة الثانية في الشمال فيما "العين" على جولة بيروت بعدما قضي الامر في مجلس النواب واعلن بالامس انه لا تعديل على قانون الانتخاب حيث تبقى المناصفة رهن ائتلاف الاحزاب وقدرتها على الزام ناخبيها باللوائح، واذا لم يكن التفاهم صلبا، لا تستبعد مصادر مطلعة تاجيل الانتخابات في العاصمة الى "اجل غير مسمى"!
لا اهداف عسكرية
ووفق مصادر سياسية بارزة، لا يرتبط العدوان الجديد  على تلال النبطية بتطور عسكري طارىء يحتاج الى تدخل فوري لانه يشكل خطرا مباشرا على قوات الاحتلال، كما ادعى الناطق باسم جيش العدو. فاذا كان ثمة مواقع عسكرية في تلك التلال فهي موجودة منذ زمن، واكتشافها لم يحصل اليوم، بدليل ان المنطقة لطالما تعرضت لغارات عنيفة، كما ان حزب الله لا يعمل على تفعيلها او وضعها في الخدمة في ظل قراره الواضح بعدم الرد راهنا ومنح الدولة الوقت الكافي لتجربة المسار الدبلوماسي.اذا فالحجة الامنية ساقطة ولا مكان لها من "الاعراب".
ترهيب لضرب الاستقرار
وقد بات واضحا ان الاعتداءات الاسرائيلية ذات خلفية ترهيبية لوقف مسار الاستقرار الداخلي الذي ترجم في مرور المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية بسلاسة يشهد لها، والاهم هو بداية الانفتاح الخليجي على لبنان، وجاء العدوان بعد ساعات على عودة الامارتيين الى لبنان والاخبار المتداولة عن قرب عودة السعوديين وباقي دول الخليج. علما ان الغارات بالامس تزامنت مع تحليق منخفض للطيران الحربي المعادي فوق مطار رفيق الحريري الدولي في رسالة واضحة لهز الثقة بسلامته امنيا.
الهواجس اللبنانية؟
لكن الاكثر اثارة للهواجس اللبنانية، ان التصعيد الاسرائيلي يتزامن ايضا مع التباين العلني بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي لا يتوانى عن مفاجئته بقرارات منفردة دون تنسيق تاخذ في عين الاعتبار المصلحة الاميركية، كما حصل في اعلانه وقف النار مع انصار الله في اليمن، وقبلها الاعلان عن التفاوض النووي مع طهران، وهذا يزيد التوتر في كيان الاحتلال الذي يعمل على اثارة الازمات في المنطقة ويصعد من عدوانه على مختلف الجبهات لمحاولة فرض وقائع لا يمكن تجاوزها بعيدا عن المصالح الاسرائيلية. علما ان واشنطن لا تزال تمنحه هامشا كبيرا في غزة ولبنان وسوريا.
خيبة امل في بعبدا
وفي هذا السياق، تشير اوساط سياسية بارزة الى وجود خيبة امل جدية في بعبدا في ظل مراوحة الاتصالات الدبلوماسية مكانها، حيث تكررت بالامس الوعود الاميركية غير الجدية بتامين ضمانة مرحلية وتبين انها غير مبالية بالاعتداءات الاسرائيلية وحجمها الذي كانت خارجة عن المألوف، ولم يحصل الرئيس جوزاف عون خلال مروحة اتصالاته على اي ضمانة اميركية بعدم تكرارها او "كبح" جماح حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، والاجابات الاميركية جاءت على الوتيرة السابقة وخلاصتها "سنجري اتصالاتنا مع الجانب الآخر". ولهذا لا يوجد اي مؤشر جدي على تخفيض التصعيد او تغيير مساره مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي جنوبا، كما بات واضحا ان للاسرائيليين اجندة معينة تعمل على تنفيذها سواء في لبنان او على الجبهات الاخرى وهي تبدو في سباق مع الوقت مع التغييرات المحتملة في رؤى ترامب للمنطقة خصوصا انه لم يقبل ان يدرج "اسرائيل" على جدول زيارته الاسبوع المقبل.
مفاجآت ترامب
وهنا تكمن اهمية هذه التطورات لانها تسبق الزيارة حيث كشف الرئيس الأميركي بأنه سيعلن عن "اعلان هام للغاية" قبل جولته الى الشرق الاوسط، والتي يزور خلالها قطر والإمارات والسعودية، وحسب تعبيره سيكون "إعلانا إيجابيا للغاية"، وقد كثرت التأويلات حول الموضوع، فمنهم من اعتبر انها تتعلق بانضمام بعض الدول في المنطقة إلى اتفاقيات السلام الإبراهيمية، وبدأ الحديث عن سوريا اثر الكشف عن اتصالات سرية بين الحكم الجديد وقيادات اسرائيلية، وآخرون تحدثوا أن ترامب سيعلن عن مساعدات أميركية مباشرة لغزة، أو حتى أنه توصل إلى اتفاق مع إيران، والبعض أشار إلى أنه سيعلن اعتماد بلاده تسمية "الخليج العربي" بشكل رسمي. لكن حتى الساعة لا احد يعلم ماهية المفاجأة التي يحضرها ترامب، وعادة تكون سلبية للقضايا العربية في المنطقة لكن المشترك الان ان "اسرائيل" تشعر ايضا بالقلق!
خيبة امل متبادلة
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية وجود تدهور في العلاقات الشخصية و"خيبة أمل متبادلة" بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وفي الوقت الذي أُفيد فيه بأنّ نتنياهو يشعر بالإحباط من ترامب، أفادت الصحيفة بأنّ الرئيس الأميركي "فقد صبره أيضاً تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية. وقال مصدران بارزان في محيط ترامب في محادثات مغلقة تم نقلها إلى "إسرائيل هيوم"، إن ترامب قرر عدم انتظار إسرائيل بعد الآن ، بل التقدم بخطوات في الشرق الأوسط من دون نتنياهو. وأوضحت المصادر أن الرئيس الأميركي "يرغب في اتخاذ قرارات يعتقد أنها ستعزز مكانة الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالسعودية ودول الخليج. ورجّحت الصحيفة أنّ يكون التطبيع مع السعودية إحدى هذه الخطوات، على الرغم من أنّه كان "من المفترض أن تشارك إسرائيل. ووفقاً لترامب، فإن "نتنياهو يتأخر في اتخاذ القرارات اللازمة"، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أنّه في ضوء ذلك، فإنّ الرئيس الأميركي "غير مستعد للانتظار حتى تقوم إسرائيل بما هو متوقع منها ويقرر المضي قدماً من دونها. بالإضافة إلى ما سبق، ذكرت الصحيفة أنّ ترامب "غاضب" مما يعدّه محاولة من نتنياهو وأتباعه لدفع مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، والذي تم عزله مؤخراً من منصبه، إلى اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران. وأكدت "إسرائيل هيوم" أنّ غضب ترامب هو السبب المحتمل وراء تهميش "إسرائيل"، من اتفاق وقف إطلاق النار مع اليمن.
ما الذي يقلق نتانياهو؟
من جهتها اكدت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية ان الضرر اليمني يمكن لإسرائيل استيعابه، لكن ما يجب أن يقلق نتنياهو هو احتمال توقيع ترامب اتفاق جديد مع إيران.إذا حدث ذلك، فعلى نتنياهو قبول الاتفاق مع صك الأسنان. ولكن خلافاً للتهديد اليمني، يدور الحديث هنا عن مسألة استراتيجية حاسمة ينشغل فيها رئيس الحكومة منذ ثلاثين سنة تقريباً. من جهة أخرى، إذا تم التوقيع على الاتفاق بالفعل، فإن اختيار نتنياهو لعملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية سيكون مصحوباً بخطر مزدوج: إسرائيل ستجد صعوبة في تعطيل المنشآت ، بدون مساعدة أمريكية؛ ومثل هذه الخطوة ستؤدي إلى احتكاك شديد مع الإدارة الأمريكية. وفي هذا السياق تجد اجهزة الامن الاسرائيلية صعوبة في تحليل التطورات إزاء سلوك ترامب غير المتوقعة.
العدوان على النبطية
وكان الطيران الحربي المعادي نفذ اعتبارا من الحادية عشرة والربع من صباح امس اعتداءات جوية واسعة على منطقة النبطية، حيث شن سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين مستهدفاً الاودية والمرتفعات والاحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا ، كفررمان وتركزت معظم الغارات على احراج علي الطاهر والموقع الاثري السابق، وأحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة ترددت اصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب ، واثارت اجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظهم الى المدارس لاجلاء الطلاب، وتسببت حالة الهلع بازدحام سير في الطرقات، فيما توجهت عشرات سيارات الاسعاف نحو محيط المناطق المستهدفة. كما اقفلت معظم الدوائر الرسمية ابوابها. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن "غارات العدو الإسرائيلي على النبطية امس أدت الى سقوط شهيدين وإصابة ثمانية أشخاص بجروح
مزاعم اسرائيلية
وقد زعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي أنّ الطائرات هاجمت موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة الشقيف جنوب لبنان.  وبحسب ادرعي، فإن الغارات استهدفت عناصر ووسائل قتالية، وآباراُ. ولفت الى ان الموقع المستهدف يُعد جزءًا من مشروع تحت أرضي استراتيجي، وانه خرج عن الخدمة نتيجة الغارات. وتسببت الغارات المعادية باقفال الطريق التي تربط النبطية بمنطقة مرجعيون والخيام ، بعدما تطايرت الاحجار والردميات الى وسطها وعملت جرافات من بلدية كفرتبنيت على اعادة فتحها ورفع الاتربة والعوائق.كما تم فتح الطريق بين كفرتبنيت وتلة الدبشة والتي احدثت احدى الغارات حفرة كبيرة جرى ردمها من قبل جرافة لبلدية كفرتبنيت. الى ذلك، نجت امرأة وابنتها باعجوبة بعد اطلاق قوات اسرائيلية النار على سيارتهما على طريق كفركلا.
حماس ملتزمة سيادة لبنان
في مجال آخر، وبعدما سلمت عددا من المشتبه بهم باطلاق الصواريخ، اعلنت حركة حماس امس الالتزام بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان واكدت "ان حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان عمل فردي لا علم للحركة به. وقال ممثل حماس في لبنان، أحمد عبد الهادي، أنّ الحركة ملتزمة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بصورة كاملة، وقوانين البلاد وسيادتها وأمنها واستقرارها، موضحاً أنّها أبلغت كلّ الجهات الرسمية اللبنانية بذلك. وشدّد عبد الهادي، على أنّ حادثة إطلاق الصواريخ من جنوبي لبنان، في الـ22 والـ28 من آذار الماضي، هي "عمل فردي قام به عدد من الشباب، كردة فعل على حرب الإبادة والمجازر الإسرائيلية في غزة، بعد نقضه اتفاق وقف إطلاق النار. كما أكد أنّ حماس "لم تعلم مسبقاً بذلك، ولم تقرّر هذا الفعل"، وأنّها "منذ اللحظة الأولى، وبعد طلب الدولة اللبنانية رسمياً تسليم المطلوبين الـ4، تجاوبت وتعاملت بإيجابية. وفي هذا السياق، أوضح أنّ الحركة سلّمت 3 من المطلوبين، في حين أنّ التنسيق فاعل مع الجهات الأمنية المعنية بشأن هذا الموضوع، من أجل استكمال بقية الخطوات. وأكد عبد الهادي أنّ لقاءه مع المدير العالم للأمن العام اللبناني، حسن شقير، ومدير المخابرات، طوني قهوجي، كان "إيجابياً وبنّاءً، وأسّس لتعاون وثيق في المستقبل في القضايا التي تتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان. وأشار إلى أنّ الحركة "لم تتبلّغ من أي جهة رسمية لبنانية أي طلب يخصّ السلاح الفلسطيني..
لا ضمانات في بيروت
تشريعيا، رأس رئيس مجلس النواب  نبيه بري اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وكشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في تصريح بعد الاجتماع "ان هناك محاولات للوصول الى اتفاق بين الأحزاب حول لائحة كاملة في بيروت تؤمن المناصفة ولكن لا شيء مضمونا حتى اللحظة". وأكد ان "الانتخابات البلدية مستمرة ولن يكون هناك أي تغيير بقانون الانتخابات في الوقت الراهن".
جولات حكومية
وفيما زارت وزيرة البيئة تمار الزين المناطق الحدودية جنوبا، جال رئيس الحكومة نواف سلام في البقاع  في زيارة شملت المعابر الحدودية، وقد أكد رئيس مجلس الوزراء ان الانتهاكات الاسرائيلية يجب ان تتوقف بأسرع ما يمكن. ايضا أكد أن المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها - أمنيًا ولوجستيًا - يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها.  وكشف الرئيس سلام أن العمل جار لتركيب أجهزة تفتيش متطورة (سكانرز) في أقرب وقت ممكن، لتسهيل مرور البضائع، وتعزيز الشفافية، وتفعيل تصدير المنتجات اللبنانية برًا بشكل قانوني ومنظم على معبر المصنع. كما زار الرئيس سلام ايضاً سراي زحلة.

***********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

ضبط الحدود والإنماء بقاعاً في صلب زيارة سلام.. وعون في المصرف المركزي

«زنار نار» فوق النبطية وحزب الله يلوّح بالرد.. و6 لوائح تتنافس في طرابلس

في وقت تمضي فيه جهود الحكم والحكومة لوضع مندرجات البيان الوزاري على الأرض، بينما كان الرئيس نواف سلام يطَّلع على الوضع في البقاع، مشدداً على وقف انتهاكات اسرائيل بأسرع وقت، وأن الحكومة لم توفر أي جهد دبلوماسي من أجل تحقيق هذا الهدف..قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بعمليات جوية واسعة على منطقة النبطية، مستهدفة الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت الفوقا، كفررمان، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وسجل «زنار النار» الذي تجاوز الـ20 غارة على المناطق والأودية المستهدفة أسوأ وأخطر خرق لاتفاق وقف النار الموقَّع مع لبنان، على مرأى الجهات الدولية الضامنة: الولايات المتحدة وفرنسا واللجنة الخماسية لمراقبة وقف العمليات العسكرية.

وألقت الطائرات المعادية مناشير على شكل أموال مزيفة، تتضمن رسائل ضد حزب الله، واكدت اسرائيل عزمها على مواصلة هجماتها متى رأت ذلك مناسباً لها..

وانشغل كبار المسؤولين بمتابعة المساعي لوقف العدوان الاسرائيلي. وتلقى الرئيس جوزف عون تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الاماكن التي طالها القصف الاسرائيلي ونتائجه.

كما كشف الرئيس سلام من بعلبك عدم توفير أي جهد لوقف الانتهاكات وانسحاب اسرائيل.

وأدانت هيئة مكتب مجلس النواب: التمادي الاسرائيلي في العدوان المستمر، ودعت الحكومة سريعاً لوقف الانتهاكات.

ودعت الموفدة الاميركية الى لبنان مورغان اورتاغوس اللبنانيين للاسراع في تنفيذ ما هو مطلوب ضمن مهلة زمنية معقولة للاستفادة من الزخم الاميركي الداعم.

وسط هذه الصورة، حذر قيادي في «حزب الله» من ان ما يحدث في الجنوب «ليس تصعيدا عابراً، بل يحمل مقدمات لانفجار محتمل قد لا يملك احد القدرة على احتوائه».

معتبرا ان «رد المقاومة مسألة وقت لا أكثر» كاشفا «ان الحزب ما زال يحتفظ بترسانة صاروخية متطورة وكبيرة، وتتجاوز في دقتها وفعاليتها ما واجهه العدو الإسرائيلي في السابق».

سلام في البقاع

وامس، كان يوم الرئيس سلام في البقاع، حيث تفقد المناطق الحدودية، وتفقد سرايا بعلبك وسرايا زحلة، والتقى نواب المنطقتين وبحث معهم قضايا مناطقهم.

ورافق الرئيس سلام وزير الدفاع ميشال منسى والداخلية احمد الحجار ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ورئيس الأركان في الجيش اللواء حسان عودة. حيث اطّلع من ضباط وعناصر الأمن العام على التدابير والاجراءات المتخذة لتسهيل عملية الخروج والمغادرة ضمن الضوابط الأمنية اللازمة والمشدّدة.

وأكد سلام أن المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها - أمنياً ولوجستياً - يشكّل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعدّ ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها.

كما شدّد على أن معبر المصنع، بصفته منفذاً حيوياً للبقاع ولبنان ككل، يجب أن يُدار وفق أعلى المعايير التقنية والأمنية، لا أن يُترك عرضة للعشوائية أو الاستنسابية.

وكشف الرئيس سلام انه تم وضع انشاء الهيئة الناظمة للقنب الهندي للانتقال الى اقتصاد الانماء، مؤكدا ان لا امن الا بتنمية ولا تنمية بلا أمن.

وتفقد مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني في رياق، واطلع على التنسيق مع الجانب السوري لضبط المعابر ومكافحة التهريب ورسم الحدود اللبنانية - السورية.

الوثائق الفرنسية

وفي خطوة عملية، دبلوماسية، تسلم وزير الخارجية يوسف رجّي من سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو نسخة من وثائق وخرائط الارشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية - السورية، انفاذا لوعد الرئيس ايمانويل ماكرون للرئيس عون.

وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية متابعة للموضوع، ان الوثائق تعود لتواريخ مختلفة قبل اعلان دولة لبنان الكبير عام1920 وبعدها حتى اعلان استقلال لبنان، وهي مفيدة جدً التحديد الحدود بين لبنان وسوريا وهو الامر الذي ستتابعه اللجنة الفنية الخاصة بتحديد الحدود في الجيش اللبناني مع الجانب السوري.

واوضحت المصادر ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سلم في الوقت ذاته لرئيس السلطة المؤقتة السورية احد الشرع خلال استقباله في باريس نسخة من هذه الوثائق. ما يعني ان فرنسا تقوم بدور مهم لمعالجة ازمة الحدود اللبنانية – السورية.

وفي المعلومات ايضا ان السفير الفرنسي ابلغ الوزير رجّي ان فرنسا ستضع بتصرف لبنان كل الوثائق التي تملكها في الارشيف الفرنسي بمدينة نانت الفرنسية، في حال احتاج لبنان اي خرائط او وثائق اخرى خلال المفاوضات التي سيجريها مع سوريا لتحديد الحدود.

مكتب المجلس: 80 اقتراح قانون

ترأس الرئيس بري اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. تحدث بعده نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، وقال: بداية تدين هيئة مكتب مجلس النواب التمادي الإسرائيلي بإنتهاك إتفاق وقف إطلاق النار والإعتداءات المتكررة، وآخرها ما حصل من عدوان واسع اليوم في منطقة النبطية. وفي هذا الإطار الحكومة مدعوة للتحرك العاجل من أجل إجراء المقتضى لوقف هذا العدوان الذي إن إستمر من دون رادع يشكل خطرا على لبنان وإستقراره واستقرار المنطقة.

واضاف بو صعب : ثانيا،عقد الإجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب لدراسة جدول أعمال لهيئة عامة من أجل البت بالـ 139 قانون معجل مكرر والذين تراكموا لأسباب الجميع يعرفها، ومنها كان عدم قبول بعض النواب بالتشريع في غياب رئيس الجمهورية. اليوم كان هناك جدول أعمال وعرضت هذه الاقتراحات والقوانين المعجلة المكررة على هيئة مكتب مجلس النواب، وخلال النقاش تبين لنا أن هناك عددا كبيرا من هذه القوانين التي كانت مقترحة بشكل معجل مكرر لم يعد لها لزوم، جزء منها تعالج بالموازانات التي صدرت من بعد ما كانت هذه الاقتراحات القوانين تقدمت. وقد تواصلت في الفترة الماضية مع عدد كبير من الزملاء النواب الذين أكدوا أنهم مستعدون لسحب هذه الاقتراحات للقوانين وبالتالي لم يبق لهذه الاقتراحات القوانين من ضرورة لأن تبقى.

وتابع: بخلاصة الموضوع أنه بقي حوالي 80 اقتراح معجل مكرر تدرس وهناك أشياء متشابهة لهذا السبب ارتأى الرئيس بري أن ترتب كلها بجدول أعمال وعلى ضوئه الرئيس يرغب بإعطاء النواب فترة لا تكون قصيرة كي يتمكنوا من دراسة هذه الاقتراحات القوانين وعلى أثرها دولة الرئيس سوف يحدد جلسة تشريعية ولم يتخذ القرار بتاريخها.

عون في مصرف لبنان

من الناحية المالية، حضر دور مصرف لبنان في المرحلة المقبلة، خلال زيارة الرئيس عون الى المصرف، حيث اجتمع مع الحاكم كريم سعيد ونوابه، داعيا للعمل «لاعادة الثقة بالنظام المصرفي اللبناني، وفي حماية العملية الوطنية بعيدا عن التدخلات السياسية، مما يساهم مسيرة النهوض الاقتصادي».

وتعهد سعيد بالعمل على «المحافظة على استقلالية مصرف لبنان ونزاهته وحمايته من اي تدخلات من اي جهة اتت وسنعمل استنادا إلى القوانين لتحقيق مصلحة لبنان».

وفي الاطار المالي، تركز جانب من الاجتماع بين الوزير ياسين جابر والمدير الاقليمي لمؤسسة التمويل الدولية ITC التابعة للبنك الدولي، والتركيز على خطوات الخاصة لانتشال قطاع الكهرباء من الازمة المستفحلة التي ادت الى تفاقم نسب المديونية التي وصل اليها لبنان اليوم.

برقيات للبابا الجديد

كما انشغل اللبنانيون بانتخاب بابا جديد للفاتيكان هو الاميركي ليو الرابع عشر، وأبرق الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام للبابا المنتخب،من زاوية حرص لبنان على دور الكرسي الرسولي، والرهان على دعمه الدائم لرسالته وتعايشه، وبالوقوف بوجه الاعتداءات التي تستهدفه.

بلديات الشمال

وعلى مسافة 48 ساعة، من الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وطرابلس وعكار، اكتمل المشهد الانتخابي، ودخلت 6 لوائح حلبة التنافس، وهي تضم مرشحين من نادي الكفاءة والخبرة، ركزوا نشاطهم على زيارات ميدانية للاحياء الشعبية والاسواق..

ويطفو على السطح تخوف من تراجع تمثيل الاقليات (المسيحيون والعلويون) مع امتناع بعض المسيحيين من الترشيح للانتخابات، ومن المخاوف ايضا ولادة مجلس بلدي غير متجانس، من شأنه ان يشل اتخاذ القرارات، ويمنع السير بحل ازمات المدينة الخانقة من النظافة، الى السير، وانتشار النفايات والأوبئة بالشوارع.

محاولة للائحة مناصفة في بيروت

وعلى صعيد انتخابات بلدية بيروت، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن محاولات جارية ومحاولة من الرئيس بري، لتدوير الزوايا من اجل التوصل الى اتفاق بين الاحزاب على لائحة كاملة في بيروت تضمن المناصفة.

وتحدثت معلومات عن محاولة على الارض لتشكيل لائحة قادرة على حل مشكلة المناصفة، وسط مخاوف من مزايدات من بعض النواب والجهات، لعدم تمرير الانتخابات بما يضمن المناصفة والعيش المشترك.

زنار الغارات

في أمن الجنوب، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي اعتبارا من الحادية عشرة والربع من صباح امس غارات عنيفة وعلى دفعتين مستهدفا الاودية والمرتفعات والاحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا وكفررمان مثل تلة علي الطاهر وتلة الدبشة. وتركزت معظم الغارات على احراج علي الطاهر والموقع الاثري السابق، واحدث دوي الصواريخ الملقاة انفجارات هائلة ترددت اصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، واثارت اجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع معظمهم الى المدارس لاجلاء اولادهم الطلاب، وتسببت حالة الهلع بازدحام سير في الطرقات، فيما توجهت عشرات سيارات الاسعاف نحو محيط المناطق المستهدفة. كما اقفلت معظم الدوائر الرسمية ابوابها.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن «غارات العدو الإسرائيلي على النبطية أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة ثمانية أشخاص بجروح».

وأفادت المعلومات بسقوط شهيدين و8 جرحى في هذه الغارات، وهذا ما لم يكشفه بيان الجيش الإسرائيلي الذي أعلن استهداف ما زعم إنها «إدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لمنظمة حزب الله في الهجوم».

وأعلن الاعلام العبري عن سقوط قتلى من حزب الله لم يُعرف عددهم جراء الغارات.

وبحسب صفحات موالية لحزب الله، تشير المعلومات إلى ارتقاء علي محمد شحرور أو أبو حسين شحرور، والملقب بـ «شطاح». وأبو حسين شحرور من مواليد بلدة هونين في جنوب لبنان، ويقيم في بلدة حاروف الجنوبية أيضا.

وقد وصفته مصادر إعلامية مقربة من حزب الله بأنه مجاهد منذ الطلقات الأولى، مع الإشارة إلى دوره في عملية سجد النوعية الأولى.

واقفلت فروع الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الدولية والجامعة الاميركية للثقافة والتعليم، والثانويات والمدارس الرسمية والخاصة ابوابها، تحسبا لاي تطورات امنية اضافية.

وتسببت الغارات المعادية باقفال الطريق التي تربط النبطية بمنطقة مرجعيون والخيام، بعدما تطايرت الاحجار والردميات الى وسطها وعملت جرافات من بلدية كفرتبنيت على اعادة فتحها ورفع الاتربة والعوائق.

كما تم فتح الطريق بين كفرتبنيت وتلة الدبشة والتي احدثت احدى الغارات حفرة كبيرة جرى ردمها من قبل جرافة لبلدية كفرتبنيت.

وعملت فرق من الدفاع المدني على اخماد الحرائق التي اندلعت في احراج علي الطاهر بفعل الغارات المعادية، وواجهت عناصره صعوبات ومخاطر بسبب جغرافية المنطقة ووجود اجسام مشبوهة من مخلفات العدوان فيها.

واشيع في النبطية عن اتصالات مشبوهة معادية، طلبت اخلاء احد الشوارع في مدينة النبطية وتبين خلال التحقيقات للاجهزة الامنية عدم صحتها وتعمل على تعقب مروجها لتوقيفه.

من جانبها، قالت القناة 13: سلاح الجو الإسرائيلي نفذ هجمات واسعة في لبنان. واشار إعلام عبري الى ان تمت مهاجمة البنية التحتية تحت الأرض الهامة في لبنان.

وقال مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي: نستهدف هدفًا مهمًا في جنوب لبنان كما قال الجيش الاسرائيلي: نلاحق «هدفا مهما» في جنوب لبنان.

واعلنت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي «اننا سنحافظ على سياستنا الهجومية ضد حزب الله».

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

غارات الجنوب اللبناني: رسائل عسكرية إسرائيلية عبر القنابل الخارقة للتحصينات

خبراء يرجحون تدمير منشآت ومراكز قيادة لـ«حزب الله»

 حملت الغارات العنيفة التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان في الساعات الأخيرة، رسائل عسكرية وسياسية، لكن الرسالة الأعلى خطورة تمثّلت في استخدام الجيش الإسرائيلي قنابل خارقة للتحصينات؛ لم يسبق أن استخدمها في لبنان إلّا في عملتَيْ اغتيال الأمينين العامين لـ«حزب الله»؛ الأسبق حسن نصر الله، والسابق هاشم صفي الدين.

وانطوى إعلان الجيش الإسرائيلي عن تدمير أنفاق لـ«حزب الله» على تفسيرات متناقضة، بوصف الغارات استهدفت سلسلة الجبال الواقعة بالقرب من مدينة النبطيّة ذات الكثافة السكانية، في وقت تفيد فيه المعلومات بأن «الحزب» دائماً ما يتخذ من الوديان والهضاب مكاناً لأنفاقه. غير أن الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد خليل الحلو، أوضح أن «الأنفاق غالباً ما تُحفر في الجبال وليس في الوديان بالنظر إلى سهولة حفرها والتحرّك فيها، وسهولة الدخول والخروج إليها ومنها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «رفع وتيرة العمليات في الجنوب، رغم أهميته العسكرية والأمنية لإسرائيل، والمضي في تدمير قدرات (حزب الله) ومخازن أسلحته، يحملان رسائل إلى طهران وإلى المفاوضات الأميركية - الإيرانية؛ كأن الأمر مقدمة للتحضير لعملية عسكرية كبرى تستهدف إيران، وهذا ما لوّح به وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي حذّر إيران بأنها ستلقى المصير نفسه الذي لاقته أذرعتها؛ أي (حماس) في غزّة، و(حزب الله) في لبنان، والحوثيين في اليمن».

لا تتعارض الرواية الإسرائيلية بشأن استهداف أنفاق لـ«الحزب» في الجبال، مع الفيديوهات التي كان نشرها «حزب الله» صيف عام 2024 بعنوان: «جبالنا خزائننا»، وعرض فيها مشاهد لأنفاق ضخمة في جنوب لبنان تتحرّك فيها شاحنات كبيرة ومقاتلون، وأطلق عليها اسم «عماد4»؛ تيمناً باسم القائد العسكري والأمني عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل في دمشق يوم 13 فبراير (شباط) 2008.

وعدّ الخبير في شؤون الأمن والدفاع والاستراتيجية، العميد حسن جوني، أن العمليات الإسرائيلية «تؤشر إلى نمط جديد من الاستهدافات، خصوصاً مع استخدامها ذخائر خارقة تصل إلى أعماق معينة في باطن الأرض». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «طبيعة الغارات الإسرائيلية الجديدة، سواء التي حدثت في الجنوب وقبلها في البقاع ومناطق أخرى، تظهر، وفق اعتقاد العدوّ، أن هناك بنى تحتية استراتيجية لـ(حزب الله) ومنشآت ومخازن في هذه المواقع وربما مقرات قيادة». ورأى أن «استهداف هذه المناطق، لأول مرة، له تفسيران: الأول أن الإسرائيلي استحصل على معلومات تتعلق بهذه المنشآت والأنفاق. والثاني أنه تسلّم مؤخراً من الولايات المتحدة الأميركية ذخائر خارقة، وقد يكون الاحتمال الثاني هو الأصح، بدليل أن الغارات أحدثت ارتجاجات كبيرة على مسافة بعيدة عنها، وخلقت حالة من الارتباك والتوتر لدى السكان».

وتسعى تل أبيب إلى خلق واقع جديد في المنطقة، يجعلها متحررة من أي اتفاق نووي محتمل بين واشنطن وطهران، وقال العميد خليل الحلو إن «القصف الجديد على الجنوب وبدرجة قوية جداً، يأتي تحذيراً شديداً إلى إيران مفاده بأن تل أبيب لا تلتزم بأي اتفاق بينها وبين واشنطن. وثانياً هي تهدف إلى رفع مستوى النقمة لدى جمهور (الحزب)، وممارسة الضغط على رئيسَيْ الجمهورية والحكومة اللبنانية وإبلاغهما أن إسرائيل مستعجلة تطبيق القرار (1701) شمال مجرى نهر الليطاني بالكامل ونزع سلاح (الحزب) بسرعة وليس عبر حوار لا تعرف أفقه ومداه»، لافتاً إلى أن «الإسرائيلي يحاول أن يكون صاحب المبادرة واليد العليا، وأن يجعل عدوّه في وضعية الدفاع وليس الهجوم».

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان عقب الغارات التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية استخدمت فيها قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات وأدت إلى تدمير ميناء الحديدة بالكامل، وتدمير أجزاء كبيرة من مطار صنعاء وإخراجه من الخدمة.

ولا يخفي العميد حسن جوني، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الأركان في الجيش اللبناني، أن «العمليات الإسرائيلية الجديدة مرتبطة بطاولة التفاوض الأميركي ـ الإيراني». وقال: «يحاول الإسرائيلي رفع درجة سخونة العمليات في لبنان وغزّة واليمن في الوقت الذي يمضي فيه الأميركي بمفاوضاته مع الإيراني، وكأنه فصل لخيارات بين أميركا وإسرائيل». ولم يستبعد في الوقت نفسه «إمكانية الضغط على الدولة اللبنانية لاستدراجها إلى مفاوضات سياسية عبر تشكيل لجان لا يقتصر عملها على الترتيبات الأمنية والانسحاب الإسرائيلي من النقاط التي احتلتها مؤخراً، بل وضع ترتيبات سياسية لا يقبل بها لبنان بأي حال من الأحوال».

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

أمن الجنوب الى الواجهة مجدّداً وسلام تفقّد الحدود الشرقية

الى واجهة الاهتمامات عاد الحدث الامني الجنوبي امس. غارات اسرائيلية عنيفة اعادت الجنوبيين الى زمن ما قبل 27 تشرين الثاني 2024، نظرا لقوتها واستهدافها مشروعا تحت الارض في منطقة جبل البوفور (الشقيف) ما ادى الى استشهاد شخص واصابة ثمانية بجروح. تطور سارع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى احتوائه بسبحة اتصالات اجراها بالمعنيين لوقف الاعتداءات.

ومن الجنوب الى الشرق حدوديا وداخليا، جولة لرئيس الحكومة نواف سلام على المعابر الرسمية، مرآة السيادة اللبنانية، بحسب تعبيره، اطلع خلالها على التدابير والاجراءات المتخذة، كما زار سرايي بعلبك وزحلة واجتمع مع نواب المنطقتين.

وما بين الامن الحدودي جنوبا وشرقاً، خرائط فرنسية للحدود اللبنانية السورية باتت في عهدة وزير الخارجية يوسف رجي الذي تسلمها من السفير الفرنسي للمساعدة في عملية ترسيم الحدود البرية، ايفاء بوعد قطعه الرئيس ايمانويل ماكرون للرئيس عون.

تصعيد اسرائيلي

امنياً، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي امس عملية جوية واسعة على منطقة النبطية، حيث شن سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين مستهدفاً الاودية والمرتفعات والاحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان.

الرئيس يتابع

ليس بعيدا، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف الإسرائيلي ونتائجه.

جولة بقاعية

وسط هذه الاجواء، وخلال جولته بقاعا وعلى المعابر الحدودية، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ان الانتهاكات الاسرائيلية يجب ان تتوقف بأسرع ما يمكن.

خرائط

الى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو الذي سلّمه نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناء لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة الى باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.

مال وانماء

ماليا ، واستكمالاً للقاءات التي عُقدت في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، عقد وزير المالية ياسين جابر امس اجتماع عمل مع المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية IFC التابعة للبنك الدولي Aftab Ahmad . وفي سياق البحث لجذب رساميل استثمارية تمويلية داعمة، التقى جابر رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر محمد السعد مع وفد من الصندوق بحضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر ووفد من المجلس ومدير المالية العام جورج معراوي ومستشاري وزير المالية المختصين. تم استعراض المشاريع التي تنفذ مع مجلس الإنماء والإعمار، والمشاريع القابلة للتمويل وفق أولويات البرامج التي تضعها الحكومة اللبنانية. وقد ركّز المجتمعون على الخطوات الأساسية الواجب اتباعها لانتشال قطاع الكهرباء من الأزمة المستفحلة التي أدّت إلى تفاقم نسب المديونية التي وصل إليها لبنان اليوم… وكان الوزير جابر استقبل السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون وجرى عرض للأوضاع العامة وسبل دعم الاستقرار، حيث شدّد جابر على ضرورة التزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار ووقف انتهاكاتها له لضمان الاستقرار.

هيئة المكتب

تشريعيا، رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وكشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في تصريح بعد الاجتماع “ان هناك محاولات للوصول الى اتفاق بين الأحزاب حول لائحة كاملة في بيروت تؤمن المناصفة ولكن لا شيء مضمون حتى اللحظة”. وأكد ان “الانتخابات البلدية مستمرة ولن يكون هناك أي تغيير بقانون الانتخابات في الوقت الراهن”. وأشار الى ان “هيئة مكتب مجلس النواب، دانت التمادي الاسرائيلي في العدوان المستمر ودعت الحكومة الى التحرك سريعا لوقف الانتهاكات”.

التزام حماس

في مجال آخر، وبعدما سلمت عددا من المتهمين باطلاق الصواريخ، استجابة لقرار المجلس الاعلى للدفاع، اعلنت حركة “حماس” اليوم “اننا ملتزمون بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وأبلغنا كافة الجهات اللبنانية الرسمية بذلك”. واكدت “ان حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان عمل فردي لا علم للحركة به”.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الأنباء:

عون الى الكويت الأحد وسلام وجه رسائل متعددة من البقاع... ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان
 

بعد الخطوة الإماراتية وبانتظار مثيلتها السعودية قبيل عيد الأضحى المبارك، يحط الرئيس جوزيف عون في الكويت يوم الأحد في زيارة رسمية تستمر يومين، يستكمل خلالها زيارات الشكر إلى الدول العربية التي وقفت الى جانب لبنان في الظروف الصعبة. ويبحث الرئيس عون مع أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد، تفعيل العلاقات الثنائية وإعادة العمل باللجان المشتركة بين البلدين، إضافة الى طلب المساعدة للجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وإدراج المزيد من المشاريع التي لطالما أمنها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في كل المناطق اللبنانية. كما سيتم تقييم الوضع السياسي في المنطقة، وخصوصا تداعيات الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، الى المساهمة الكويتية في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وستؤكد الزيارة عودة لبنان مجددا الى الحضن العربي وتفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات العربية لتساهم كما كانت دائما في استقرار لبنان ونهضته وديمومة سياساته الاقتصادية والاجتماعية. وهي فرصة سيشرح
خلالها الرئيس عون أهمية الخطوات الإصلاحية التي قامت بها الحكومة على صعيد الوضع المصرفي ومعالجة الفجوة المالية، وما أنجزته من تعيينات في فترة زمنية قصيرة من عمر العهد الجديد.
زيارة الكويت تتقاطع في توقيتها مع الرسائل الفرنسية الدافعة نحو الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان وسوريا التي برزت في موقف الرئيس ماكرون خلال استقباله الرئيس السوري أحمد الشرع، والتي أشاد بها الرئيس وليد جنبلاط في رسالة وجهها الى ماكرون. وفي ظل توجهات أميركية جديدة برزت في اتفاق وقف النار مع الحوثيين في اليمن بوساطة عمانية، تمهد لانعقاد جلسة المفاوضات الأميركية الإيرانية السبت المقبل، حيث من المتوقع أن تخرج بتفاهمات أولية تنقل المفاوضات حول النووي الإيراني الى مسار جديد.
وعلى الرغم من إصرار العدو الإسرائيلي الاستمرار في سياساته العدوانية التدميرية والتصعيدية ضد لبنان وغزة وسوريا في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال الخروقات الأمنية وآخرها أمس على تلال النبطية شمال الليطاني، وإعلانه فتح مستوصف صحي مشارف محافظة السويداء، إضافة الى الاستمرار في تنفيذ المخطط الصهيوني للسيطرة على "طريق يهودا" لدق إسفين الفتنة بين السوريين والدفع نحو تفتيت سوريا والمنطقة الى كيانات طائفية متناحرة تمتد نارها الى دول الجوار وتشرع أبواب السيطرة المطلقة لإسرائيل على مقدرات الوطن العربي.
ضمن هذا السياق كانت دعوة الرئيس الفرنسي للرئيس الشرع بضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم الطائفية والعمل سريعا لوقف الحروب المذهبية، والعمل على توحيد سوريا، وتعهده بالعمل على رفع العقوبات الدولية والأميركية عن سوريا. كما كانت رسالته الى لبنان لضبط الحدود الشرقية ومنع تدخلات حزب الله في الشأن السوري، وهذا ما سبق أن حذر منه جنبلاط في زيارته الأولى الى الشرع عندما طالب بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، ودعا الى لم شمل السوريين وإدخالهم في مشروع الدولة الجديدة. 
جولة الرئيس سلام في البقاع 
رئيس مجلس الوزراء نواف سلام جال على المعابر الحدودية، وتفقد مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني في رياق، حيث اطلع على الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية لمتابعة أوضاع الحدود الشرقية، لا سيما لجهة التنسيق مع الجانب السوري بشأن ضبط المعابر ومكافحة التهريب، وصولاً إلى ترسيم الحدود اللبنانية - السورية. وإعلانه أن الإصلاح يبدأ من استعادة الدولة الكاملة إدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرّعة للشرعية والانتظام، لا منفذاً للفوضى والتجاوز، وهو بذلك يبعث برسائل مطمئنة ليس الى سوريا فحسب بل الى الدول العربية لا سيما الخليجية منها التي عانت من تهريب المخدرات الكبتاجون عبر هذه المعابر الى سوريا والأردن. كما تؤكد إصرار الدولة على توفير البدائل للمزارعين من خلال إعلانه وضع مشروع "إنشاء الهيئة الناظمة للقنب الهندي على السكة"، وذلك للانتقال إلى اقتصاد مبني على الإنماء؛ مما يعود بالمنافع على أهل المنطقة، وفي خطوة تعكس التزام الدولة اللبنانية بالتحول نحو أنظمة زراعية مستدامة وصديقة للبيئة، حيث تقود وزارة الزراعة، مبادرة استراتيجية لدمج نبتة القنب الصناعي والطبّي (Cannabis sativa) ضمن رؤية وطنية شاملة ترتكز على الاقتصاد الحيوي والعدالة البيئية والاجتماعية، ويُعد هذا التوجه جزءًا من مسعى الحكومة إلى ترجمة أهداف التنمية المستدامة (SDGs) عمليًا، عبر تشجيع الزراعة البيئية ذات القيمة المضافة العالية.
عون في المصرف المركزي 
في سياق آخر وفي رسالة ذات دلالة تطمئن الداخل والخارج لا سيما المودعين، والصناديق الداعمة والجهات المانحة وتأكيد منه على حل أزمة المودعين والتعافي المالي في لبنان، زار الرئيس عون المصرف المركزي. وقال أمام الحاكم كريم سعيد ونوابه، "مسؤوليتكم كبيرة لإعادة ثقة الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللّبناني وفي حماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيداً من التدخّلات السياسية يُساهم في مسيرة النهوض الاقتصادي".
بدوره أكّد الحاكم "العمل على الحفاظ على استقلالية مصرف لبنان ونزاهته وحمايته من أي تدخلات من أي جهة أتت والعمل استنادًا إلى القوانين لتحقيق مصلحة لبنان".
البابا ليو الرابع عشر خلفا للبابا فرنسيس
في الفاتيكان انتخب الكرادلة الكاردينال الأميركي روبرت فرنسيس بريفوست خليفة للبابا فرنسيس. وهو أول بابا يتحدر من الولايات المتحدة، وتم انتخابه في الجولة الخامسة من اجتماع الكرادلة، المخولين انتخاب الحبر الأعظم، وقد اتخذ له اسم ليو الرابع عشر. 
والبابا الجديد مولود في شيكاغو عام 1955، وهو رجل دين كاثوليكي من أصل بيروفي، كان رئيساً للكنيسة الكاثوليكية، ترأس دائرة الأساقفة المؤثرة في الفاتيكان، وهي الجهة المسؤولة عن تقديم المشورة للبابا بشأن تعيين الأساقفة حول العالم، وكان مساعداً مقرباً من البابا الراحل فرنسيس، ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بأنه شخصية معتدلة قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة.

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

فرنسا تسلّم لبنان وسوريا وثائق وخرائط الترسيم

غارة أقرب إلى عملية عسكرية في النبطية

في لحظة مفصلية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وفي مشهد روحي مهيب، أعلن مجمع الكرادلة أمس انتخاب الكاردينال لاوون الرابع عشر حبراً أعظم. هو روبرت فرانسيس بريفوست أول أميركي يتولى منصب البابا في تاريخ كنيسة روما، وسط تحديات إيمانية وثقافية متسارعة يشهدها العالم، ما يُلقي على عاتقه مهمة ترسيخ الإيمان في قلب عالم مضطرب، وتجديد خطاب الكنيسة لملاقاة الإنسان المعاصر من دون التفريط بجوهر العقيدة.
عمليات عسكرية تزنّر النبطية
مشهدية الدخان الأبيض في الفاتيكان، قابلها دخان أسود تصاعد من أودية وتلال النبطية، التي ما زالت تحوي أسلحة ثقيلة لـ "حزب الله" مخزنة في مستودعات تحت الأرض في خرق فاقع للقرارات الدولية.
فعلى وقع زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع قفزت الأحداث الأمنية جنوباً، لتتصدر واجهة الاهتمامات. الغارات الإسرائيلية، اتخذت أمس منحى مختلفاً منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، أشبه بعمليات عسكرية، حيث نفذ الطيران الإسرائيلي حزاماً نارياً عنيفاً وعلى دفعتين مستهدفاً الأودية والمرتفعات الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان.
العمليات العسكرية التي راح ضحيتها قتيل و8 جرحى، والتي استهدفت بحسب الجيش الإسرائيلي موقعاً لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لـ "حزب الله" في منطقة جبل الشقيف، ترافقت مع مناشير على شكل أموال مزيفة تتضمن رسائل ضد "الحزب"، رمتها الطائرات الإسرائيلية في عدد من مناطق الجنوب.
رسائل داخلية وخارجية
مصدر عسكري رأى عبر "نداء الوطن"، أن العملية العسكرية التي استهدفت تلة "علي الطاهر" في النبطية، قريبة من الحدود ولا تبعد أكثر من 10 كلم كما أنها مطلة على سهل مرجعيون والجولان، ومن المنطقي أن يخزن فيها "الحزب" صواريخ.
المصدر الذي لم يستغرب الضربات على هذه المنطقة، خلص إلى استنتاج رسائل ثلاث: الأولى موجهة إلى إيران والمجتمع الدولي بأن إسرائيل ماضية في ضرب اليمن ولبنان وحتى إيران إذا تحركت ضدها.
الرسالة الثانية موجهة إلى جمهور "حزب الله" لزيادة النقمة بسبب الدمار وعدم تمكنه من العودة إلى بلداته، أما الرسالة الثالثة والأهم، فموجهة إلى الدولة، لحثها على تطبيق القرار 1701 وإلا ستكمل إسرائيل غاراتها.
وبرأي مصدر سياسي، يحتم توسيع رقعة العمليات العسكرية في الجنوب، على الدولة، الإسراع في حصر السلاح وبسط سيادتها على كل أراضيها، لاعتباره أن الأولوية لنزع السلاح ومن بعده الإصلاح وليس العكس، خشية تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي ستكون هذه المرة مدمرة.
زيارة سلام لدعم الترسيم
في موازاة العمليات العسكرية، شكلت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع، والتي جال فيها على العديد من المعابر الحدودية، الحجر الأساس للشروع في ترسيم الحدود البرية مع سوريا، وضبط عمليات التهريب، ودعم الجيش اللبناني.
وفي خلال الجولة التي شملت المصنع وبعلبك وزحلة ورياق، شدد سلام على أن "المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وانتظام العمل فيها، يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية".
مصادر السراي الحكومي كشفت لـ "نداء الوطن" أنّ اللجنة التي تمّ تشكيلها تنفيذاً للاتفاق الذي رعته السعودية بين لبنان وسوريا، ستبدأ اجتماعاتها قريباً جداً من أجل متابعة وضع الحدود بين البلدين وترسيمها.
من جهة أخرى، أشارت مصادر السراي إلى أنّ جولة سلام في البقاع تحمل أكثر من عنوان. الأول، الإشراف على كل الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الحدود ومنع عمليات التهريب ومكافحة المخدرات. الثاني، إعادة وضع البقاع على الخريطة الانمائية عبر سلسلة مشاريع في محافظتَي البقاع وبعلبك - الهرمل، تشمل إنشاء الهيئة الناظمة للقنب الهندي، من أجل تحويل هذه الزراعة لأهداف طبية واقتصادية.
أما العنوان الثالث، فهو إطلاق مشروع لمعالجة طريق ضهر البيدر وأزمة السير واستكمال وصلة الأوتوستراد العربي والاهتمام بتنظيف نهر الليطاني من التلوث.
وختمت المصادر بالإشارة إلى أنه وفي خلال التنقل بين المناطق، تفاعل الأهالي مع الجولة الرسمية. فسكان بلدة حام في بعلبك رددوا على مسمع سلام "نريد وجودكم بيننا"، وفي سراي بعلبك تهافت الأهالي لالتقاط الصور معه، معبرين عن فرحتهم بوجود الدولة في منطقتهم.
استعداد فرنسي لتسليم المزيد من الخرائط
وتأكيداً على جدية المساعي الفرنسية في رعاية ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا والذي حضر بقوة في لقاء ماكرون - الشرع، تسلّم وزير الخارجية يوسف رجّي من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسيّ الخاص بالحدود اللبنانية - السورية. وأتى هذا التسليم بناء على طلب لبنان والوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسيّ للرئيس عون، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.
مصادر دبلوماسية، أكدت لـ "نداء الوطن"، أن تسلم لبنان للوثائق والخرائط التي تساعد في ترسيم الحدود، تزامن مع تسليم الرئيس ماكرون الرئيس السوري للخرائط ذاتها. وعن أهمية هذه الخرائط، تلفت المصادر إلى أن اللجنة الفنية والتقنية هي التي تقرر مدى أهميتها والأهم أن السفير الفرنسي أبلغ الوزير رجي، استعداد بلاده لفتح الأرشيف لتزويد لبنان بأي خرائط إضافية أو حتى وثائق.
"حماس" تتجاوب
وعلى خط السلاح المتفلت، داخل المخيمات الفلسطينية وفي انتظار زيارة الرئيس محمود عباس إلى بيروت في 21 من الجاري، التي من المتوقع أن تتوج بوضع خارطة طريق لتسليم سلاح الفصائل الفلسطينية داخل وخارج المخميات، لفت إعلان حركة "حماس" التزامها "بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان"، كما لفتت الى أنّ "حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان عمل فردي لا علم للحركة به".
في المقلب المالي، وفيما تتوالى المواقف التي تشدد على ضرورة الإسراع في مسيرة الإصلاح، من دون التفريط بحقوق المودعين، لفت موقف الرئيس عون من مصرف لبنان عقب لقائه الحاكم كريم سعيد، أكد في خلاله ضرورة "قيام المركزي بدوره كاملاً لإعادة الثقة في الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، وحماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيداً من التدخلات السياسية والمساهمة في إنجاح مسيرة النهوض الاقتصادي في البلاد".
استقلالية مصرف لبنان وصلاحيات الحاكم
مصدر اقتصادي، أشار لـ "نداء الوطن" إلى أن الزيارة لافتة من حيث التوقيت والمضمون. إذ تمّت في اليوم التالي لإطلالة حاكم مصرف لبنان عبر مشاركته في اجتماع لجنة المال والموازنة، وإدلائه بمطالعة قانونية ركّزت على نقطتين: استقلالية مصرف لبنان، وصلاحيات الحاكم والمجلس المركزي.
وبالتالي، اعتبرت زيارة رئيس الجمهورية في هذا التوقيت بمثابة جرعة دعم تلقاها الحاكم في مواجهة الحملات التي أطلت برأسها أمس، على خلفية ما قاله أمام النواب. ووصل الأمر بالبعض إلى الغمز من قناة أن الحاكم كان يدافع عن صلاحيات موقعٍ ماروني في وجه محاولات اقتناص جزء من هذه الصلاحيات ونقلها إلى موقع آخر.
وأضاف المصدر، إن مضمون ما أعلنه رئيس الجمهورية في البنك المركزي يتماهى مع مواقف الحاكم التي أعلنها في كلمته أمام النواب، والمفتاح الأساسي فيها استقلالية مصرف لبنان. وهذا ما شدّد عليه عون أمام الحاكم ونوابه الأربعة، مستنداً، كما فعل سعيد في ساحة النجمة، على مضمون قانون النقد والتسليف. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram