ما تقليش علاش تغني… ممكن الغناية توصّلني لبعيد"، يبدو هذا البيت الغنائي -الذي هو من أحدث ما غنى الفنان التونسي لطفي بوشناق- خير تعبير يمكن أن يختصر تجربته الفنية التي بلغت عقدها الخامس، فمشوار بوشناق لم يكن سهلا؛ إذ بدأ بتحديات كثيرة أولها تحدي الأب، عبدالحميد، في أن يغني ابنه ويحلم بأن الغناء قد يوصله في المستقبل إلى أماكن بعيدة لم يكن ليحلم بها، وها هو بالفعل في مستقبل أحلامه الماضية وقد وصل إلى “البعيد” الذي جعله اليوم أحد أهم رموز الأغنية التونسية والعربية.
“عايش لغناياتي” هي الأغنية التي قيل فيها هذا البيت، وهي الأغنية التي عنون بها بوشناق عرضه الموسيقي الأحدث الذي افتتح فعاليات الدورة الـ58 من مهرجان قرطاج الدولي في تونس، أغنية أثبتت أنه فنان يعيش فعلا بأغنياته ولها، ويؤمن بالتجديد وخوض غمار التجربة في أنماط موسيقية متنوعة.
اختار الفنان لهذه الأغنية لحنا من أرشيف الموسيقار العالمي فريديرك شوبان، وكما كان شوبان رمزا للحقبة الرومانسية، يمنح دور البطولة في أعماله لآلة البيانو، كانت أغنية بوشناق الجديدة رومانسية، وهو الذي لم يخف خلال أدائها خوفه منها بالقول “هذه أغنية صعبة”، إذ ليس من السهل أن يؤدي أي فنان أغنية من ألحان عالمية.
هذا العرض أخرجه ابن الفنان المخرج الشاب عبدالحميد بوشناق، الذي له بصمة خاصة في مسيرة والده، جمعتهما في وقت سابق ضمن أحداث المسلسل التلفزيوني “النوبة” بجزئيه الأول والثاني، حيث نجح بوشناق الإبن في إعادة بوشناق الأب إلى عالم “النوب” الشعبية في تونس، وإلى سنوات التسعينات من القرن الماضي حين كانت الموسيقى الشعبية التونسية وفن المزود في أوجهما.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي