“بين حفظ الودّ والانتهازية: سالم زهران نموذجاً لتحولات لا تُحترم”

“بين حفظ الودّ والانتهازية: سالم زهران نموذجاً لتحولات لا تُحترم”

 

Telegram

 

في زمن تتبدّل فيه الأقنعة بسرعة، يخرج علينا بين الحين والآخر من يدّعي الثبات والمبدئية، ثم لا يلبث أن يكشف عن وجهه الحقيقي عند أول مفترق مصلحة. سالم زهران، الصحفي الذي قضى سنوات طويلة في أحضان محور المقاومة، يطلّ اليوم علينا بتصريحٍ صادم – لا لأنه غيّر موقفه، بل لأنه تخلّى عنه بصفاقة تدعو إلى الاشمئزاز، وبلغة لا تليق بمن ادّعى يوماً الانتماء إلى قضايا كبرى.

كان زهران من أكثر المتصدرين للدفاع عن محور المقاومة إعلامياً، وكان “يعتاش” – كما يعلم الجميع – على ما تتيحه له هذه العلاقة من منصات وحضور ودعم. لم نرَ منه في تلك السنوات أي اعتراض على سياسات أو قرارات، بل العكس تماماً، كان يهاجم خصوم المحور بشراسة تفوق أحياناً أعداءه، ويزايد في خطاب الولاء لدرجة تُحرج من هم داخل الدائرة نفسها.

فماذا تغيّر اليوم؟
هل استيقظ ضميره فجأة؟ أم أن بوصلته تغيّرت مع تغيّر الرياح؟
وهل الخروج من محور المقاومة، على طريقة زهران، هو موقف سياسي فعلاً أم مجرد صفقة جديدة مع محور آخر؟

التحوّل بحد ذاته ليس عيباً، فالفكر ليس سِجناً. لكن العيب كل العيب أن يكون هذا التحوّل مهيناً، يفتقر إلى أي احترام للعقل أو المبادئ، ويأتي على هيئة تبرّؤ وقح ممن كانوا يوماً سبب صعوده وانتشاره.

من يريد أن يختلف مع محور المقاومة، فليختلف بنديّة وشجاعة وموقف سياسي واضح. أما أن يقفز من المركب عندما تتعقّد الظروف، ثم يهاجم الماضي الذي صنعه بنفسه، فهذه قمة الانتهازية، ولا تُحترم.

اليوم، لم يخسر زهران فقط جمهور محور المقاومة، بل خسر احترام من كان يختلف معهم أيضاً. لأنه قدّم أسوأ صورة عن الصحفي: المأجور المتلوّن، الذي لا يُؤتمَن على كلمة ولا موقف.

الوفاء لا يُشترى، والمبادئ لا تُستأجر.
وسالم زهران اليوم، بكل بساطة، انتهى.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram