افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 24 نيسان 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 24 نيسان 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الحوار بين عون وحزب الله لم ينطلق بعد

فيما كانت بيروت تتلقّف الإنجاز الدبلوماسي الذي ابتدعه مندوب «القوات اللبنانية» في وزارة الخارجية يوسف رجّي باستدعاء السفير الإيراني في بيروت مُجتبى أماني على خلفية تغريدة لم يذكر فيها اسم لبنان، كانت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس تستكمل توجيهاتها للبنانيين وتحديد ما عليهم القيام به، وذلك خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن لمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولييْن.

وقالت مصادر مطّلعة إن «المبعوثة الأميركية كرّرت كلامها في بيروت أمام الجالية اللبنانية لجهة ما هو مطلوب من اللبنانيين تنفيذه كي يحظوا بكرم الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، متحدّثة عن «ندرة القادة الذين يتحلّون بالشجاعة الحقيقية وعلى استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم»، معتبرة أن «الرئيس جوزف عون شجاع وقائد مصمّم على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي».

ومع أن «مدلّلة» أعداء المقاومة في لبنان، تعتبر أن عام 1975 هو «أيام المجد»، لكنّ الولايات المتحدة «لا تريد العودة إليه بل بناء مستقبل مشرّف»، قائلة: «إذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدّث عنها دائماً في الإعلام، فأعدكم بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق. لكن لا يمكننا العودة إلى الوراء. لا يمكننا تكرار أخطاء الماضي».

وأتى كلام أورتاغوس عن عون، بينما التدقيق جارٍ في مدى صحّة الأخبار عن الحوار الثنائي بين رئيس الجمهورية وحزب الله حول سلاح المقاومة، وفي موازاة الهجوم المركّز على عون لنزعه ولو بالقوة، وسطَ تحليلات وتسريبات بعيدة كل البعد عن الواقع، تتحدّث عن موافقة الحزب على تسليم سلاحه وتحقيق تقدّم كبير في الحوار بينَ الطرفين. لكن، بعيداً عن كل «التخيّلات»، لا يزال الحوار عبارة عن رسائل محدودة جداً، ينقلها مقرّبون من رئيس الجمهورية إلى حزب الله الذي لا يزال يدرس معظمها حتى الآن.

وقالت مصادر مطّلعة إنه «لا نقاش ولا حوار، بل أسئلة حول عناوين عامة يُمكن أن تصل إلى حوار في مرحلة لاحقة»، مؤكّدة أن «الحزب يرفض رفضاً قاطعاً مقاربة سلاحه استناداً إلى أوهام البعض بأن المقاومة ماتت ودُفنت»، و«لا يوجد شيء اسمه نزع سلاح أو تسليم سلاح، بل تنظيمه وفقَ استراتيجية تخدم أمن لبنان وسيادته، وهناك أمور مطلوبة يجب أن يحصل عليها لبنان قبل الحديث عن الحوار الذي يأتي لاحقاً، وتحديداً الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات اليومية وتحرير الأسرى وغير ذلك».

وهو أمر «غير متاح» بحسب مصادر سياسية بارزة قالت إن «انتزاع هذه الالتزامات من العدو شبه مستحيل»، مشيرة إلى أن «الجملة الوحيدة التي تكرّرها أورتاغوس في جلساتها مع المسؤولين اللبنانيين هي أن لا ينتظر أحد من الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل، مؤكّدة حق الأخيرة في توجيه ضربات متى رأت مصلحة في ذلك ومتى وجدت حركة لعناصر حزب الله في أي مكان في لبنان».

وقد أتى الكلام الأخير للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ــ الذي لم يكن مجرد شدّ عصب ــ ضبطاً للحملات ووضعاً للنقاط على الحروف وتحجيماً لأصحاب المواقف التصعيدية الذين يريدون التركيز على سحب السلاح والتغطية على اعتداءات العدو الإسرائيلي وانتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفيما قالت المصادر ربطاً بكلام أورتاغوس الإيجابي عن رئيس الجمهورية إن «الضغط الأميركي على لبنان ليس بنفس الزخم السابق، باستثناء القرار الذي يتعلق بحرمان لبنان من أي مساعدة في الوقت الراهن»، لفتت إلى أن «المرأة تحمل تناقضاً في حديثها. فأحياناً تبدي تفهّم إداراتها للخصوصية اللبنانية وتؤكّد أمام المسؤولين أن ملف السلاح شائك ومعقّد ويحتاج إلى وقت، وتظهر في جلسات أخرى تشدّداً وتعطي ما يشبه الأوامر بضرورة نزع السلاح في أسرع وقت».

وأضافت المصادر أنه «بعيداً عن كل التصعيد الإعلامي الذي يُظهِر غلبة لفريق على آخر»، فإن لبنان اليوم «مأخوذ بتقفّي نتائج المفاوضات الإيرانية – الأميركية، وإذا أردنا أن نعرف ماذا سيجري في بيروت، فعلينا أن ننتظر ماذا سيجري في دمشق والرياض وطهران وأنقرة وواشنطن وغيرها من العواصم، ويمكن القول إن انطلاق المفاوضات أدّى إلى «تعليق اللحظة اللبنانية» وتركها فوق صفيح متحرّك في انتظار تطوّر الأمور وتحديد مسارها، إذ إن لبنان هو بمثابة جزء من كلٍّ في بازل إقليمي، وهذا ما ساعد في تنويم بعض المطالب الأميركية كاللجان الدبلوماسية التي سبقَ أن تحدّثت عنها أورتاغوس.

******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

ترامب يقبل بشروط روسيا لوقف الحرب ويضع أوروبا وأوكرانيا في الزاوية

مفاوضات غير مباشرة السبت بين الخبراء يليها تفاوض سياسي غير مباشر
عباس يدعو حماس إلى إطلاق الأسرى دون تبادل وتسليم السلاح لسحب الذرائع

خلط الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأوراق الأوروبية بوضع مقترح جديد لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتخليه عن دعوته لوقف إطلاق النار التي لم تتحمس لها روسيا، مفاجئاً حلفاءه الأوروبيين عشية اجتماع لندن لحلفاء أوكرانيا الذي شارك فيه وزير خارجية أميركا قبل أن ينسحب تمسكاً بمقترح رئيسه، الذي يقول باعتراف واشنطن بالقرم تحت السيادة الروسية واعتبار خط جبهات القتال الراهن كخط لإنهاء الحرب، والموقف الأميركي الذي لا يختلف إلا ببعض الصياغات عن المقترح الروسي المسرّب مؤخراً، باستعداد روسيا للاكتفاء بالأراضي التي تسيطر عليها من المحافظات الأربع التي أعلنت ضمّها، والامتناع عن السيطرة على ما تبقى من هذه المحافظات تحت سيطرة أوكرانيا إذا كان ذلك يوقف الحرب. وبعد مواقف رافضة للرئيس الأوكراني للمقترح الأميركي رد الرئيس ترامب على فلاديمير زيلينسكي بالقول إذا كنت متمسكاً بالقرم فلماذا لم تقاتل لاستردادها بعد ضمّها عام 2014؟

في مفاوضات الملف النووي الإيراني توضحت ملامح ما سوف يجري يوم السبت في مسقط، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن مفاوضات الخبراء تنعقد السبت في مسقط باعتبارها مفاوضات غير مباشرة منفصلة عن مفاوضات المستوى السياسي، الذي سوف ينعقد مع انتهاء مفاوضات الخبراء أيضاً بصورة مفاوضات غير مباشرة وبعد الاطلاع على ما توصل إليه تفاوض الخبراء من نقاط اتفاق ونقط خلال يقول وزير الخارجية الإيرانية والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف كلمتيهما، ويتضح مصير المسار التفاوضي اللاحق، وكان اللافت قيام وزير الخارجية الأميركية مارك روبيو الذي كان يدعو إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني كلياً بالإعلان عن حق إيران بامتلاك برنامج نووي سلمي من جهة، وعن رغبة الرئيس ترامب بعدم التورط في حرب والاستجابة لدعاة الحل العسكري، وأنه يفضل الحل التفاوضي مع إيران، لأن للحرب تداعيات خطيرة ومعقدة.

في المنطقة كانت المواقف غير المألوفة التي صدرت عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، موضوع اهتمام سياسي ودبلوماسي، كما كان لها أصداء في أوساط الشعب الفلسطيني، حيث قال عباس إن على حماس أن تطلق الأسرى الذين تحتجزهم وأن تلقي سلاحها دون انتظار اتفاق مع الاحتلال، أي دون إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وكان مثيراً للانتباه صدور كلام عباس خلال انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني للمرة الأولى منذ طوفان الأقصى.

فيما تزدحم الملفات السياسية والمالية والأمنية بين بيروت وواشنطن، طغت قضية استدعاء وزير الخارجية يوسف رجّي للسفير السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، بعد تغريدته الأخيرة التي تحدث فيها عن مسألة السلاح في الدول، حيث أثار هذا الاستدعاء حملة استنكار وطنية واسعة لكونها لم تتناول أي ملف لبناني ولم يذكر فيها لبنان ولا حزب الله وسلاحه، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول خلفية قرار رجي وافتعاله قضية وخلاف مع إيران من دون مبررات، فضلاً عن الاستنسابية التي يتعاطى بها في عمله الدبلوماسي. ووفق ما تشير جهات نيابية وسياسية لـ»البناء» فإن الوزير رجي «برجّو ركابو» ويصمّ آذانه ويصمت وإزاء الانتهاكات الفاضحة بالجملة للمبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس للسيادة اللبنانية وإهانتها لزعامات وشخصيات سياسية لبنانيّة، وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية، فإنه يستقوي على السفير الإيراني الذي لم يذكر كلمة واحدة عن لبنان وكان يتحدّث عن شأن إيراني وإقليمي له علاقة بالمواجهة مع العدو الإسرائيلي! ودعت المصادر رئيسي الجمهورية والحكومة إلى استدعاء وزير الخارجية وتأنيبه وتصويب مساره وإخضاعه لسياسة الحكومة والدولة الخارجية، تحت تهديد إقالته، لا سيما أنه لا يقوم بدوره كرأس للدبلوماسية اللبنانية عبر مخاطبة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وتحريك بعثات لبنان الخارجية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات والخروقات للقرار 1701 وفك الارتباط بين مسألة سلاح المقاومة وموضوع الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الإعمار.

وبرأي أوساط نيابية مقرّبة من السعودية فإن وزير الخارجية يفتعل قضية خلاف مع الجمهورية الإسلامية في إيران لا تخدم مصلحة لبنان، ولا تعتبر من الأولويات في ظل انهماك لبنان بأزماته التي لا تُعدّ ولا تُحصى. ولفتت الأوساط لـ”البناء” إلى أن “وزير الخارجية يتصرّف وكأنه مسؤول في حزب القوات اللبنانية وليس وزيراً في الحكومة”، ودعت الأوساط وزير الخارجية الى الوقوف مع لبنان وتبني القضية اللبنانية والمنطق اللبناني الوطني في حركته الدبلوماسية الخارجية وفي تصاريحه ومواقفه التي تخدم بشكل غير مباشر العدو الإسرائيلي الذي يستفيد من موقفه بالاستمرار باحتلال لبنان واعتداءاته على قراه ومواطنيه.

ووفق معلومات “البناء” فإن رئيسي الجمهورية والحكومة سيتحركان على صعيد معالجة استدعاء السفير الإيراني.

وفيما أعلن السفير الإيراني تبلغه الاستدعاء وأنه اعتذر عن الحضور أمس، ولم يُحدّد له بعد موعد جديد، علمت “البناء” أن وزارة الخارجية حدّدت موعداً جديداً له في الوزارة.

وردًا على سؤال حول موقف إيران من تسليم سلاح “حزب الله”، شدّد على “أننا نلتزم بما تتفق عليه المؤسسات اللبنانية”. وقال أماني في حوار على قناة “الجديد” إنّ “في لبنان هناك احتلال وهناك فئة تريد الدفاع عن نفسها وتطالب بالعَون”، مشيرًا إلى أنّ بلاده لا تعارض التوافق بين الأحزاب اللبنانية.

وذكر أنّ “المقاومة تصنّع كل الأمور التي تحتاجها”، مشيرًا إلى أنّ “موضوع المقاومة وسلاحها مرتبط بالحكومة والتوافق ولا يحتاج إلى الرأي الإيراني”.

وشدّد السفير الإيراني على أنّ “حزب الله لم يُهزم وحركة حماس لم تُهزم”، موضحًا أنّ “عدد الشهداء يعطينا القوّة وستخرج المقاومة بعد هذه الحروب قوية ولا أتحدّث فقط عن لبنان”، وتابع: “إيران مصرّة على نصرة المظلوم ولا ننسحب من هذا الموضوع الإنساني”.

وعن منع الطيران الإيراني من الهبوط في لبنان، قال: “قرار وقف الطيران مرتبط بالشعور بالخطر ونحن نفهم الموقف اللبناني”، مشيرًا إلى أنّ “العلاقات الإيرانية اللبنانية طبيعية ومتميزة ولدي زيارات وتواصل مع الوزراء وكافة الأطياف اللبنانية وأي حديث عن سوء في العلاقات غير واقعي تريد من خلاله “إسرائيل” أن ترسم لنفسها صورة المنتصر”.

في غضون ذلك، علمت “البناء” أن التواصل بين رئاسة الجمهورية وحزب الله لم يتوقف حول موضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية، لكن لم يُحدد موعد لبدء الحوار الثنائي الرسمي المباشر. ووفق المعلومات فإن حزب الله يعتبر أن المناخ التصعيدي والاستفزازي السائد في البلد والأجواء التي ترافق نقاش مسألة السلاح غير مؤاتٍ لفتح ملف سلاح حزب الله، ناهيك عن استمرار العدو الإسرائيلي باحتلاله لجزء كبير من الجنوب وتوسيع دائرة اعتداءاته واغتيالاته لتطال صيدا والضاحية الجنوبية لبيروت وإعلان قيادات العدو استمرار “إسرائيل” باحتلالها للنقاط الخمس، بموازاة ارتفاع وتيرة الضغط الأميركي والخطاب الدبلوماسي الفظ والوقح من المبعوثة أورتاغوس، وبالتالي يرى الحزب أن هناك مَن يريد في نزع سلاح حزب الله تحت الضغط الأميركي والاحتلال والتهديد الإسرائيلي بحرب جديدة على لبنان.

وبرأي الحزب أن بعض القوى السياسية اللبنانية والخارجية تريد من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نزع سلاح حزب الله بالقوة وتهديد الاستقرار والسلم الأهلي، لكن رئيس الجمهورية وكذلك رئيس الحكومة لن يقعا بهذا الفخ، وهما حريصان على السلم الأهلي ومعالجة الأزمات بروية ووطنية، ولذلك الرئيس عون تحدّث عن حصرية السلاح بشكل عام لكنه لم يتحدّث عن الإجراء ولم يحدد مهلة، كما لم يتحدث عن كلمة نزع ولا مصطلح القوة، وبالتالي كل هذه الأمور خاضعة للحوار وستناقش في أوانها.

وفي سياق ذلك، نفت مصادر نيابية على صلة بموقف المقاومة ما يتم تداوله عن انقسام أو خلاف بين المستوى القيادي في حزب الله حول مقاربة المرحلة المقبلة وملف الحوار حول سلاح حزب الله والتعامل مع الضغوط الدولية ومطلب الدولة اللبنانية بموضوع حصر السلاح، موضحة لـ”البناء” أن “كل هذه الملفات تخضع لنقاش دقيق في قيادة حزب الله وطبيعي أن يكون هناك وجهات نظر متعدّدة ومناقشة كل الخيارات قبل اتخاذ القرار، وهذا كان سائداً طيلة العقود الماضية لا سيما في مرحلة قيادة الأمين العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله للحزب حيث كانت تُتخذ القرارات داخل مجلس الشورى”، ولفتت المصادر الى أن “الوحدة والتماسك داخل حزب الله اليوم أكثر من أي وقت مضى لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة في لبنان والمنطقة، وهذا يطال أيضاً بيئة المقاومة التي أصبحت أكثر ثقة وتمسكاً في المقاومة وسلاحها في ظل الأخطار الحدودية المحدقة بلبنان والتطورات الخطيرة التي تحصل في المنطقة”.

وشددت المصادر على أنه “خلافاً للاعتقاد السائد والأضاليل، فالمقاومة لا تزال قوية وقادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولا تزال تملك القدرات والإمكانات التي تستطيع من خلالها استمرار العمل المقاوم لطرد الاحتلال من أرضنا، على أن المقاومة ليست فقط السلاح والقدرات العسكرية بل هي الروح والإرادة للقتال من أجل القضية وهي التمسك بالأرض والكرامة ورفض الاحتلال والظلم والقتل والاستسلام، لكن قرار المقاومة اليوم هو تسليم الجيش اللبناني الأمن في منطقة جنوب الليطاني والوقوف خلف الدولة عبر الدبلوماسية للضغط على العدو الإسرائيلي للانسحاب من الجنوب ووقف العدوان”، ولفتت المصادر إلى أن “لولا قوة المقاومة التي صمدت في الميادين القتالية خلال الحرب لكان الجيش الإسرائيلي استكمل حربه على لبنان ووصل إلى الليطاني وإلى نهر الأولي وربما أبعد، وفرض شروط الإستسلام على لبنان وأنشأ سلطة جديدة موالية له تطبق المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة”. وشددت المصادر على “انفتاح الحزب على أركان الدولة اللبنانية لا سيما رئيس الجمهورية لنقاش هادئ ووطني في كل الملفات المطروحة، كما ونمد أيدينا لكل الشركاء في الوطن لاستعادة النهوض وإعادة بناء الدولة”.

إلى ذلك، زار وفد من “حزب الله” البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في مستشفى أوتيل ديو للاطمئنان على صحته، بعد ‏العملية الجراحية التي خضع لها إثر إصابته خلال قداس الفصح في بكركي، متمنين له الشفاء العاجل، ومقدّمين له التعزية بوفاة البابا ‏فرنسيس. ‏

وضمّ الوفد كلاً من مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله ‏محمد الخنسا، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين ‏شري، ومسؤول المنطقة الخامسة في حزب الله الشيخ محمد عمرو، وعبد الله زيعور. ‏وقد نقل الوفد تحيات قيادة حزب الله للبطريرك، وجرى التداول في عدد من الأوضاع الداخلية الهامة، حيث أكد ‏الراعي أنه “يجب العمل على إخراج العدو الإسرائيلي من لبنان تطبيقًا للقرار 1701، والتعاون مع رئيس الجمهورية من أجل صون البلاد ومنع أي احتلال للبنان”.

في المقابل أشارت المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن، بمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي “الى نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم، وأنها ذكرت ذلك لحاكم مصرف لبنان، ورأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزاف عون، قائلة “لقد شهدت قائدًا مصمّمًا على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي.»

وتابعت “كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه، ولا أتحدث عن العودة إلى عام 1975 أو إلى ما يُسمّى “أيام المجد”، بل أتحدث عن بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا مما شهده لبنان في تاريخه، لأنني أعلم أن لبنان يملك هذه الإمكانات”. ولفتت إلى أن “لبنان لن يتمكن من بلوغ هذا المستقبل من دون قيادة شجاعة وجريئة، فأنتم بحاجة إلى قادة مثل الرئيس عون، ورئيس الحكومة، والسادة الواقفين هنا بجانبي قادة مستعدون لاتخاذ الخطوات الصعبة والضرورية: الإصلاح، إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الدولة، وضمان احتكارها للسلاح وتقديمها الخدمات الأساسية للمواطنين”. وقالت أورتاغوس: “أنا مؤمنة حقًا بأن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قرّرتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أن الرئيس ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق”.

بدوره، قال وزير المال ياسين جابر خلال حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن، لمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي: “أعلنت الحكومة اليوم عن مسارات شفافة لاختيار الكفاءات المناسبة لإدارة مؤسسات الدولة، وهناك تفاعل كبير من اللبنانيين في الداخل وفي الانتشار”. ولفت إلى أنه “في الظروف الطبيعية، يتم ترتيب الأولويات بشكل عمودي: أولوية أولى، ثانية، ثالثة. أما اليوم، فإن أجندتنا أفقية: كل الملفات أولويّة. علينا التفاوض مع حملة اليوروبوند، وإيجاد حلّ لأزمة القطاع المصرفي والمودعين، والتعاطي بجدّية مع المؤسسات الدولية في مختلف ملفات الإصلاح”. وأكد أن الوفد لم يأت فقط من أجل التمويل، “رغم أن التمويل قد يأتي في وقت لاحق بعد تنفيذ الإصلاحات. لكن الأهم أننا نأتي من أجل إعادة بناء الثقة، الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي، وأيضًا بين لبنان وأشقائه العرب، ونحن نتفاوض مع صندوق النقد، ليس بدافع العاطفة أو الإعجاب، بل لأنه يمثل اليوم البوابة الأساسية لاستعادة الثقة. نريد أن نؤكد للعالم، ولكل مَن يفكّر بالاستثمار والمساهمة في إعمار لبنان، أن لبنان جادّ ويتقدم بسرعة نحو الأمام”.

وكشف الوزير جابر عن “موافقة مبدئية حصل عليها لبنان لرفع قيمة القرض المقدّم من البنك الدولي لإعادة الإعمار من 250 مليون دولار إلى 400 مليون دولار”.

بدوره شدّد حاكم مصرف لبنان كريم سعيد الذي شارك في الاجتماعات، أن “أولى أولويات مصرف لبنان، هي الحفاظ على أصول الدولة، بينما نعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة والمصارف لإعادة إرساء الملاءة والمصداقية للنظام المالي. نحن نفرض ضوابط صارمة، ونعطي الأولوية للشفافية، ونوائم ممارساتنا مع أفضل المعايير العالمية في العمل المصرفي المركزي”.

************************************************

افتتاحية صحيفة النهار


اتجاهات ملبّدة حول بيروت في الجلسة التشريعية… شهادة ثناء من أورتاغوس على “شجاعة” عون

كشف وزير المال ياسين جابر أن موافقة مبدئية حصل عليها لبنان لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لإعادة الاعمار إلى 400 مليون دولار

 

تكتسب الجلسة التشريعية التي يعقدها مجلس النواب اليوم وغداً، أهمية خاصة لجهة توقيتها المزدوج، إن حيال اقتراب موعد انطلاق جولات الانتخابات البلدية والاختيارية في الرابع من أيار المقبل وأن من حيث إقرار مشاريع مالية “عاجلة” في وقت متزامن مع مشاركة الوفد اللبناني في اجتماعات الربيع في واشنطن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. فالجلسة التي ستناقش أكثر من عشرين بنداً ومشروعاً مطروحة على جدول الأعمال ومن أبرزها مشروع تعديل السرية المصرفية، ستحسم مبدئياً مصير اقتراح قانون حول تعديل قانون الانتخابات البلدية  يتّصل باعتماد اللوائح المقفلة والصلاحيات بين السلطة البلدية والسلطة التنفيذية أي المحافظ. ويتوقف على هذا الاقتراح مصير بت الانتخابات في مدينة بيروت وسط اتجاهات متعاظمة لإقرار إطار قانوني يؤمّن عامل المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي للعاصمة بيروت وعلى الارجح ضمن لوائح انتخابية مقفلة. لكن هذا الاتجاه لا يبدو محسوماً سلفاً لأن ثمة معارضة سنيّة واسعة له في مقابل تشدّد مسيحي حيال عدم مس صلاحيات محافظ بيروت، باعتبار أن التحفظات من هذه الجهة أو تلك نتجت عن تداخل مسالة المناصفة بمسالة صلاحيات المحافظ، وهو الأمر الذي سيجعل موضوع انتخابات بيروت الملف المتوهج في الجلسة وسيتعين على النواب بت الأمر وإلا تعرّضت الانتخابات لاحتمالات الخلل في التمثيل الطائفي والاطاحة بالمناصفة. وسيكون التوصل إلى بت مصير انتخابات بيروت بمثابة إشارة قاطعة ونهائية إلى أن الانتخابات ستحصل ضمن المواعيد المحددة لها على أربع جولات طوال شهر أيار مع عدم تجاهل احتمال الاصطدام بمأزق اليوم، إذ أن الاتصالات والمشاورات التي توالت في الفترة الأخيرة هدفت إلى تهيئة الاجواء للتوصل إلى مخرج في الجلسة التشريعية. لكن الأجواء الضبابية ظلت قائمة بدليل أن عضو “اللقاء الديموقراطي”، النائب فيصل الصايغ، أعلن مساءً سحب توقيعه عن اقتراح قانون معجل بمادة وحيدة يكفل تنظيم الصلاحيات بين البلدية ومحافظ بيروت، بما يعزز حقوق المجلس البلدي المنتخب مناصفةً في إدارة شؤون العاصمة “بعدما أعلن أحد الزملاء صراحةً عن الرغبة في إقرار مادة المناصفة من دون مادة الصلاحيات التي يريد إحالتها إلى اللجان، ومع تأييد بعض زملائه لهذا الأمر كما علمت، وتجنّبًا للمفاجآت، أعلن عن سحب توقيعي من الاقتراح المقدّم، مع الانفتاح على النقاش البنّاء في جلسة الغد، توصلاً إلى تعديلات منصفة بحق أبناء بيروت بمختلف مكوّناتهم”.


 

في غضون ذلك، تواصلت الاستعدادات للانتخابات وترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أمس، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي حضره أعضاء المجلس، بإلإضافة إلى المحافظين والمديرين العامين في الوزارة وعدد من الضباط وفريق عمل الوزارة. وأكد الحجار أن” إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ليس مجرد إنجاز استحقاق دستوري بقدر ما سيشكل رسالة إيجابية تعبّر عن إصرار الدولة على التمسك بالديموقراطية وتجديد الثقة بالمؤسسات الرسمية، وسيكرّس الانطلاقة القوية لعهد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وحكومة الرئيس نواف سلام الملتزمين احترام الاستحقاقات الدستورية”. وشدّد على “ضرورة تطبيق مبدأ الحياد التام، فمن غير المسموح لأي موظف رسمي التدخل في الانتخابات، كما العمل على مكافحة الرشاوى والمال الانتخابي”، مؤكداً أن “على الأجهزة المعنية أخذ هذا الموضوع بكل جدية والتزام الشفافية المطلقة والنزاهة”.

 

أورتاغوس والرئيس ولبنان


أما في الشق المتصل بالوضع السياسي والديبلوماسي، فإن موقفاً لافتاً جديداً أطلقته نائبة المبعوث الأميركي الى المنطقة مورغان أورتاغوس من الحكم والحكومة في لبنان استرعى اهتمام المراقبين. ففي حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن، لمناسبة مشاركة الوفد الرسمي اللبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين لفتت أورتاغوس “إلى نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم”، وقالت إنها ذكرت ذلك لحاكم مصرف لبنان، “ورأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزف عون”، وأضافت: “لقد شهدت قائدًا مصممًا على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي”. وتابعت: “كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه، ولا أتحدث عن العودة إلى عام 1975 أو إلى ما يسمى “أيام المجد”، بل أتحدث عن بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا مما شهده لبنان في تاريخه، لأنني أعلم أن لبنان يملك هذه الإمكانات”. ولفتت إلى أن “لبنان لن يتمكن من بلوغ هذا المستقبل من دون قيادة شجاعة وجريئة، فأنتم بحاجة إلى قادة مثل الرئيس عون، ورئيس الحكومة، والسادة الواقفين هنا بجانبي، قادة مستعدون لاتخاذ الخطوات الصعبة والضرورية: الإصلاح، إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الدولة، وضمان احتكارها للسلاح وتقديمها الخدمات الأساسية للمواطنين”. وقالت أورتاغوس: “أنا مؤمنة حقًا بأن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أن الرئيس ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق”. والتقت أورتاغوس في واشنطن رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان، فيما كشف وزير المال ياسين جابر أن موافقة مبدئية حصل عليها لبنان لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لإعادة الاعمار من 250 مليون دولار إلى 400 مليون دولار، وقال إثر اجتماع عقده والوفد المرافق إلى اجتماعات الصندوق والبنك الدوليين في واشنطن مع نائب رئيس البنك الدولي أسامة ويدن، إن قيمة القروض التي سيحصل عليها لبنان والتي ستمنح بطريقة ميسّرة مع فترة سداد قد تصل إلى 50 عاماً ستبلغ ملياردولار أميركي تقريباً.


 

 

وفي سياق ديبلوماسي آخر، القى أمس وزير الخارجية يوسف رجي كلمة لبنان في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في دورته الـ163، المنعقد في القاهرة، فأكد “أن الحكومة اللبنانية الجديدة تنتهج سياسةً واضحة ترتكز على فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، حصر السلاح بيدها، امتلاكها وحدها قرار السلم والحرب، الالتزام بالميثاق الوطني ووثيقة الوفاق الوطني والمناصفة الحقيقية”. كما تطرّق إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، فشدّد على “أن العالم شهد على التزام لبنان الكامل ببنود إعلان وقف الاعمال العدائية إلا أنّ إسرائيل تصرّ على تقويض هذا الاتفاق ومواصلة انتهاكاتها، وبشكل يومي، لسيادة لبنان وحرمة أراضيه”. كذلك أكد الالتزام بالحلول السلمية والديبلوماسية وبتطبيق القرار 1701‏، بكل بنوده ومندرجاته، تنفيذاً كاملاً وشاملاً، مشدداً على أن المؤسسات الأمنيّة اللبنانيّة الشرعية، لا سيمّا الجيش اللبناني، مصممة على تحقيق هذه المهام الوطنية. ودعا رجي المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وإلزامها بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية، والعودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وعبّر عن رفض لبنان لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وشدّد على اعتماد سياسة الحياد الإيجابي والاحترام المتبادل للسيادة والمصالح العربية المشتركة، وعلى بناء الشراكات الاستراتيجية معها ومنع أي تآمر على أنظمتها وسيادتها.


أما في جديد استدعاء السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني إلى وزارة الخارجية، فأعلن السفير أنّ بلاده “تلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون” في ما يخص ملف سلاح “الحزب”، مشدداً على أن “إيران لا تفرض رؤيتها على الداخل اللبناني”. وفي ما يتعلق بحوادث “انفجار البيجر”، أوضح أماني أن “جهاز البيجر الذي انفجر كان موجوداً في مكتبي، والغرض منه كان التحذير من أي هجوم محتمل”. وعن استدعائه من قبل وزارة الخارجية اللبنانية على خلفية تغريداته حول ملف السلاح، أشار السفير الإيراني إلى أنه تبلّغ الاستدعاء لكنه اعتذر عن الحضور أمس. وعلم بعد ظهر أمس أنه تم تحديد موعد جديد لأماني في وزارة الخارجية.

**************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  الخارجية تستدعي السفير الإيراني.. فلم يحضـر… “كباش” البلـديات اليوم… والمر التقى عون

 

رهان اللبنانيين كبير جداً على المرحلة الانتقالية التي دخلها لبنان مع عهد الرئيس جوزاف عون، لمغادرة واقعهم الصعب الذي يعيشونه. والكُرة في هذا المجال في ملعب الحكومة التي يُنتظر منها أن «تشمّر» عن ساعدها التنفيذي، لحسم مجموعة الأولويات التي من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في البلاد، وتقريب الحلول للمشكلات المستفحلة في كل المجالات. وإذا كانت الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية ترتدي جميعها صفة الإستعجال لحسمها، ولم تعد تحتمل أي قصور أو إبطاء، إلّا أنّ التحدّي الأكبر في موازاتها يتجلّى في الملف الأمني، وإثبات قدرتها السياسية والديبلوماسية على تفكيك ألغام التوتير والتفجير، سواء تلك الماثلة في الملفات الخلافية الداخلية، او تلك المزروعة على الجبهة الجنوبية، التي تُجمع مختلف الأوساط على أنّها مفتوحة على شتى الإحتمالات في ظلّ تمادي إسرائيل في تفلّتها من اتفاق وقف إطلاق النار.


 

المؤسسات المالية والأولويات

الأجندة الداخلية مزدحمة بمجموعة ملفات تتسمّ بالأولوية، يتحرّك بعضها على الخط الخارجي، لفتح باب المساعدات الدولية للبنان، وضمن هذا السياق، تسود حال من الترقب المشوب بشيء من التفاؤل، لما سيحققه الوفد اللبناني في مفاوضاته في واشنطن مع المؤسسات المالية الدولية، ولاسيما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في مجال حمل تلك المؤسسات على وضع لبنان في عين الرعاية المالية الدولية، ومدّه بما يحتاجه من مساعدات تعينه على تثبيت خطاه بصورة فعلية في سكة التعافي.

 

أجواء المحادثات كما تفيد مصادر الوفد اللبناني، تشي بجدّية من دون أن تشير إلى إيجابيات او سلبيات. وقال وزير المال ياسين جابر الموجود في واشنطن: «إنّ الوفد لم يأتِ إلى واشنطن فقط من أجل التمويل، بل من أجل إعادة بناء الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي».


ولفت جابر الذي كان يتحدث في حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن: «اننا لا نقوم بالإصلاحات لإرضاء صندوق النقد أو أي جهة خارجية، بل نقوم بها لأننا بحاجة ماسّة إليها من أجل شعبنا، ومن أجل مستقبل بلدنا، ولكي نصنع من لبنان وطنًا أفضل؛ وطنًا يعود إليه أولادكم وأولادي، ويجدون فيه الأمل والفرص».

 

وكشف جابر أن «موافقة مبدئية حصل عليها لبنان لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لإعادة الاعمار من 250 مليون دولار الى 400 مليون دولار».

 

استكمال التعيينات


وأما على الخط الداخلي، فإنّ غالبية الملفات الأخرى مرتبطة بالملف الإصلاحي، وبعضها على نار حامية مدرج في جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيعقدها المجلس النيابي اليوم، ولاسيما منها مشروع القانون المتعلق بالسرّية المصرفية. فيما يُنتظر البتّ بمجموعة من الخطوات الحكومية في وقت لاحق، ولاسيما ملف التعيينات، حيث قالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، إنّها ترجح صدور دفعة من التعيينات، ربما لمجلس الإنماء والإعمار، في جلسة مجلس الوزراء المقبلة خلال الاسبوع المقبل او خلال الجلسة التي ستليها، مشيرة إلى أنّ الأمور يفترض انّها نضجت حول هذا الامر.

 

أما حول تعيينات الهيئات الناظمة للقطاعات الحيوية ولاسيما الكهرباء والإتصالات فقالت المصادر: «إنّ هذا الأمر مرتبط باكتمال الترشيحات، والمسألة مسألة وقت قصير، واعتقد انّ هذا الامر سيُحسم في غضون أسابيع قليلة، وربما خلال شهر على أبعد تقدير».

 

البلديات عجقة


وعلى الخط التشريعي الثاني، فتتصدّر الانتخابات البلدية، التي يُنتظر أن تشهد جلسة التشريع اليوم ازدحاماً في الإقتراحات النيابية حول الملف البلدي، ولعلّ اكثرها دقّة وحساسية ما يتصل بمجلس بلدية العاصمة.

 

وبحسب مصادر مجلسية مسؤولة لـ«الجمهورية»، فإنّ كل الاقتراحات الرامية إلى تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، او تلك التي يشتمّ منها رائحة تأجيل، يمكن اعتبارها ساقطة سلفاً، وقد أعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري التوجيه حيال هذا الأمر بأنّ تأجيل الانتخابات، وتحت أيّ عنوان او ذريعة أو أسباب تقنية أو غير تقنية غير وارد على الإطلاق.

 

ولفتت المصادر إلى أنّ التركيز خلال الجلسة سينصبّ بشكل أساسي على اقتراح القانون المتعلق بمجلس بلدية بيروت، والرامي إلى حل وسط يؤكّد المناصفة في المجلس بين المسلمين والمسيحيين، وقالت: «انّ لبيروت رمزيتها وخصوصيتها، وبالتالي من الضروري الحفاظ على التوازن في مجلسها البلدي، ومحاولة تحصين هذا التوازن بتعديلات محصورة بمجلس بلدية بيروت تحول دون الإخلال به، وخصوصاً أنّه مع إجراء الانتخابات وفق القانون النافذ حالياً، ومع الاختلافات القائمة تحت عناوين بلدية وغير بلدية، لا شيء يضمن أن تأتي النتائج على النحو الذي يوفر هذا التوازن ويحافظ عليه. وهذا الأمر من شأنه أن يدفع إلى تعقيدات؛ العاصمة وتركيبتها وعائلاتها في غنى عنها، وخصوصاً في هذه المرحلة».


 

تحفظات

وإذا كانت الخريطة المجلسية تشي بأكثرية نيابية داعمة لاقتراح الحفاظ على المناصفة في مجلس بلدية بيروت، وهذا يعني إقراره في نهاية الأمر، الّا انّ مصادر أخرى رجحت عبر «الجمهورية» دخول الجلسة التشريعية في نقاش مطوّل ومستفيض حول هذا الأمر، وخصوصاً أنّ ثمة اتجاهات نيابية بدأت تعبّر عن تحفّظها حيال هذا التوجّه، وتتحدث عن عدم جواز تمييز بلدية بيروت عن سائر البلديات، وثمة من هؤلاء من يتحدث عن اقتراحات نيابية اخرى بأنّ تشمل المناصفة بلديات اخرى، ولاسيما في المدن الكبرى.

 

وفي هذا السياق، أبلغت مصادر نيابية إلى «الجمهورية» قولها، انّ تعدّد الاقتراحات أمر وارد وطبيعي، والحاكم بينها جميعها هو التصويت في الهيئة العامة، والأرجحية المسبقة والسائدة عشية الجلسة التشريعية، هي لإقرار قانون ضمان المناصفة في مجلس بلدية بيروت. الّا انّ المصادر عينها لا تستطيع الحكم مسبقاً وتحديد مسار الأمور، ولاسيما حول ما يتعلق بالطروحات الرامية إلى تعديل بعض النصوص المتعلقة ببلدية بيروت وصلاحيات البلدية وصلاحيات محافظ بيروت، فهذا أمر حساس، وسيفتح بالتأكيد على نقاشات إذا ما تمّ طرحه فعلاً.


 

يُشار في هذا السياق، إلى أنّ رئيس المجلس سبق له أن وجّه دعوة إلى الحريصين على المناصفة في بلدية بيروت، إلى ضمانها بتحالف واسع تنخرط فيه الأحزاب والتجمّعات السياسية والعائلات. وعاد وأكّد بالأمس انّه يميل إلى لوائح مقفلة لتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، على أن تُحصر المناصفة فقط في بيروت، باعتبار «أنّها عاصمة كل اللبنانيين ويجب أن تكون واجهة وحدتنا الوطنية».

 

على صعيد بلدي آخر، المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في دائرة جبل لبنان، المقرّرة يوم الاحد في الرابع من شهر أيار المقبل، صارت على بُعد عشرة ايام، وقد انتهت أمس الاربعاء مهلة تقديم الترشيحات، وتبقى مرحلة أخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع، هي مرحلة سحب الترشيحات لمن يرغب والتي تنتهي يوم الاثنين في 28 من الشهر الجاري.

 

وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية احمد الحجار امس، إجراء تعديل في موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، بحيث تقرّر تقديم موعد إجراء الانتخابات يوماً واحداً، من الأحد 25 ايار المقبل إلى يوم السبت 24 ايار، وذلك لمصادفته في عطلة عيد المقاومة والتحرير. وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ تقديم موعد انتخابات بلديات الجنوب مرتبط بما أسمتها مصادر المعلومات «خطوة رئاسية مهمّة في 25 ايار».

 

عون يستقبل المر

رئاسياً، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، النائب ميشال المر، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في البلاد، ولاسيما الاستحقاقات السياسية المرتقبة، وفي مقدمها الانتخابات البلدية والاختيارية. وكانت مناسبة أكّد خلالها النائب المر على «ضرورة التفاف كل المكونات حول رئيس الجمهورية، ومواكبة جهده الرامي إلى وضع البلاد على سكة الإصلاح والإنقاذ وإخراجه من أزماته، وتحقيق ما يصبو إليه كل اللبنانيين من أمان واستقرار على مختلف الصعد، والانتقال إلى دولة بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، دولة تسودها العدالة والنظافة، مسؤولة عن كل اللبنانيين بكل مناطقهم وانتماءاتهم».

 

ملف السلاح

سياسيّاً، بات محسوماً أن لا موعد محدداً حتى الآن لانطلاق المبادرة الرئاسية الحوارية مع «الحزب» في شأن سلاحه، وعلى ما تؤكّد مصادر رفيعة لـ«الجمهورية»، فإنّ «هذا الموعد مرتبط تحديده بتوفّر الظروف الملائمة للشروع فيه، بعيداً من التسّرع والمبالغة في التقدير».

وربطاً بذلك، لاحظ مسؤول كبير «تراجع التركيز السياسي والإعلامي على سلاح «الحزب»، عمّا كان عليه خلال الايام والاسابيع الماضية»، وردّ ذلك إلى ما سمّاها «نصائح أُسديت من غير اتجاه، بإخراج ملف السلاح من حلبة السجال في هذه المرحلة».

 

وإذ لفت المسؤول عينه إلى «انّ ملف السلاح لم يخرج نهائياً من دائرة السجال الخلافي، وبالتالي ما زال يشكّل جمرة توتير سياسي وغير سياسي دائم في الداخل، وإن كان بوتيرة أخف حالياً»، قال لـ«الجمهورية»: «لنكن واقعيين، فلا إجماع داخلياً على سلاح «الحزب»، ولكن سحبه أمر شديد الدقة والحساسية والتعقيد، ولذلك فإنّ مقاربته ينبغي أن تتمّ بكثير من التروي والحكمة، وفي رأيي وليس في معلوماتي، فإنّ تخفيف النبرة حياله اعتقد انّ مردّه إلى شعور المتحمسين لنزع سلاح «الحزب» بأنّ الحملة السياسية العنيفة على السلاح جاءت نتائجها عكسية، بحيث انّ طريقة طرح ملف السلاح بالطريقة التي طُرح فيها، فاقمت من كون هذا الملف الخلافي عامل توتير داخلي كبير، وزادت من التصلّب في موقف الحزب حيال سلاحه، وتبدّى ذلك في الموقف العالي النبرة الذي أطلقه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وسائر قيادات الحزب». وقال: «وثمة سبب آخر في رأيي، مفاده شعور الجهات المسؤولة بأنّ التركيز على ملف السلاح بالشكل الذي جاءه بعض الأطراف في الداخل، مع ما رافق هذا التركيز من حملات وسجالات إعلامية على الحزب من قبل خصومه، وما استتبعه من ردود مضادة من قبل الحزب ومؤيديه، شكّل إحراجاً لرئيس الجمهورية، وتشويشاً على الجهد الذي يقوده لحصر السلاح بيد الدولة، عبر حوار ثنائي بينه وبين «الحزب»، وليس على المنابر الإعلامية كما حصل في الفترة الاخيرة».

 

السفير لم يحضر

وفي سياق متصل، ما زال تصريح السفير الإيراني مجتبى اماني الذي تحدّث فيه عن نزع أسلحة الدول بضغط أميركي، في دائرة التفاعل، حيث تمّ استدعاؤه إلى وزارة الخارجية، ولكنه لم يحضر. وكشف السفير الإيراني أنّه تلقّى دعوة من أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي للحضور إلى وزارة الخارجية أمس الأربعاء، لكنّه ردّ على الدعوة بالقول إنّه مشغول. مشدّدًا على أنّه «لا يوجد استدعاء»، مضيفًا: «نقوم بترتيب الموعد» للزيارة. ورداً على سؤال حول موقف إيران من تسليم سلاح «الحزب»، قال: «إننا نلتزم بما تتفق عليه المؤسسات اللبنانية».

 

رجل شجاع

من جهة ثانية، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن لمناسبة مشاركة وفد رسمي في اجتماعات صندوق النقد الدولي، إنّها رأت الشجاعة في رئيس الجمهورية جوزاف عون، وقالت: «لقد شهدت قائدًا مصممًا على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي».

 

وأضافت: «لبنان يملك إمكانات بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا مما شهده في تاريخه، وانا مؤمنة حقًا بأنّ لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق، لكن لا يمكننا العودة إلى الوراء، ولا يمكننا تكرار أخطاء الماضي. السبيل الوحيد للتقدّم هو من خلال تقوية الدولة، والمضي قدمًا في الإصلاح، وإعادة إحياء الوطن بشكل كامل، ليس فقط العودة إلى المجد، بل الدخول في مرحلة جديدة وأفضل».

 

 

لبنان تحت الغبار

حملت الرياح الخماسينية، الآتية من المناطق الصحراوية في شمال إفريقيا، كميات كبيرة من الغبار والرمال، ظهرت بشكل كبير فوق العاصمة بيروت التي غطت سماءها سحب كثيفة من الرمال، وهذا ما أثار حالة من القلق الصحي والبيئي. وفي توضيح صادر عن مصلحة الأرصاد الجوية، أكدت عبر موقعها الرسمي أن ما يمرّ فيه لبنان والحوض الشرقي للمتوسط هو تأثير لرياح خماسينية حارة وجافة، وليس عاصفة رملية، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوم غد الخميس.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

باريس تحث بغداد على مساعدة دمشق وبيروت

توافُق عربي على دعم سوريا… والشرع يطالب برفع العقوبات

 

حثَّ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال زيارته بغداد، أمس (الأربعاء)، المسؤولين العراقيين على مساعدة سوريا ولبنان بوصفهما «أولوية فرنسية»، وأبدى مشاطرته لبغداد «رفضها تفكك سوريا».

 

وقال مصدر حكومي عراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «باريس تأمل من بغداد تقديم يد العون والمساعدة لدمشق وبيروت اللتين تعانيان من ظروف معقدة».

 

بدوره، شدد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني على «أهمية الاستقرار في سوريا، واعتماد المواطنة والتعايش».

 

وفي القاهرة، توافق وزراء الخارجية العرب على «دعم سوريا الجديدة»، مشددين على «أسس تضمن وحدتها وأمنها وسيادتها»، فيما رحَّبوا بأولى مشاركات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في فعاليات دورة عادية لمجلس «الجامعة العربية» على المستوى الوزاري.

 

ومن دمشق، جدَّد الرئيس السوري أحمد الشرع مطالبته الولايات المتحدة برفع العقوبات بشكل دائم عن بلاده، وقال إنها «فُرضت على نظام ارتكب جرائم ضد السوريين، وهذا النظام لم يعد يتولى السلطة». وشدد على أن «هذه العقوبات تعوق حكومته وقدرتها على إعادة بناء اقتصادها».

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

«كباش نيابي» حول تعديل قانون البلديات: المناصفة والصلاحيات

تقدم في التفاوض مع الصندوق.. ومخاوف من تدويل قرى الحافة الأمامية

 

الجلسة التشريعية التي تعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، لمناقشة المشاريع والاقتراحات المدرجة على جدول أعمال الجلسة، ببنوده الـ 23 (نشرته «اللواء» أمس)، وفي مقدمها إدخال تعديلات على قانون البلديات، في ما خص بيروت، لجهة ضمان المناصفة في اعضاء المجلس البلدي الجديد عبر تشكيل لوائح مقفلة لتحقيق هذه الغاية، وتشغل السرية المصرفية حيزاً من أساسيات في النقاش حول التعديلات التي طرأت على قانون السرية المصرفية المعمول به، وفقاً للصيغة التي أقرت في مجلس الوزراء.

وحسب ما توافر من معلومات فإن نواب تكتل لبنان القوي يرفضون تحديد مهلة للعودة إلى الوراء في رفع السرية، وابقائها مفتوحة.

وتحضر المناصفة في مجلس بلدية بيروت المنتظر في الجلسة النيابية، على خلفية إدخال تعديلات على قانون البلديات المعمول به حالياً، لا سيما بلدية بيروت الممتازة، على أن تشمل هذه التعديلات صلاحيات محافظ مدينة بيروت، والذي يعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في البلدية، ويعين بمرسوم يصدر في مجلس الوزراء، ويتحكم بعمل المجلس البلدي.

وأكدت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن الساحة المحلية  دخلت فلك الانتخابات البلدية والإختيارية،إنما هذا لا يحجب الإهتمام عن ملفات تعود لتشكل أولوية ولاسيما ملف السلاح، وسط إصرار رئاسي على معالجته والسير بما تم التعهد به بشأن حصرية السلاح بيد الدولة وإنما بهدوء.

وأوضحت المصادر أن هناك اتصالات تتم بعيدا عن الأضواء لتحضير بعض التفاصيل، معلنة أن مجلس الوزراء المقبل سيلجأ إلى إصدار تعيينات في مجلس الإنماء والإعمار.

أذاً،«المنازلة» النيابية اليوم حول موضوع المناصفة واللوائح المقفلة في انتخابات بلدية بيروت وضمنها مناقشة الصلاحيات التنفيذية للمجلس البلدي التي يمكن ان يعطلها محافظ بيروت عند تنفيذ المشاريع التي يقرها المجلس البلدي. فيمايُرتقب ان يمر مشروع قانون السرية المصرفية من دون معارضة لكن مع تعديلات بسيطة.

وحول هذين الموضوعين قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني لـ «اللواء»: ان مشرع قانون اللوائح المقفلة وقعته عدة اطرف نيابية (هاغوب ترزيان طاشناق، وغسان حاصباني القوات، ونقولا صحناوي التيار الحر،ونديم الجميل حزب الكتائب،وفيصل الصايغ كتلة الحزب التقدمي، وفؤاد مخزومي)، وهدفه تحقيق المناصفة في المجلس البلدي لبيروت ونعتقد انه سيمر لوجود توافق كبيرحوله برغم معارضة بعض النواب له، لكن هناك كتل اخرى تؤيده ولو انها لم توقع معنا على اقتراح القانون.

وحول موضوع صلاحيات المجلس البلدي اوضح حاصباني أن ليس هناك من اقتراح بنزع صلاحيات محافظ بيروت لكن هناك اقتراح يشمل السلطات التنفيذية للبلديات ككل، لكن في بيروت الصلاحية تبقى للمحافظ مع عدم وقف تنفيذ اي قرار للمجلس البلدي صالح للتنفيذ وينفذ خلال مدة شهر لتأمين حسن سير العمل بتطبيق القرارات الصالحة للتنفيذ وليس لإنتزاع صلاحيات المحافظ وهو امر يشمل كل بلديات لبنان.

وبالنسبة لقانون السرية المصرفية قال حاصباني انه قد يخضع لتعديلات تقنية بسيطة كون اللجان النيابية اقرته بأغلبية معظم الكتل، لكن يبقى المهم ان يراعي اقرار القانون الحفاظ على تماسك النص القانوني وان لا يتضمن ما يعيق تنفيذه، وحسن استخدام المعلومات الشخصية للمواطنين بحيث لا تكون مباحة خصوصياتهم.

اما عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجا فقال لـ «اللواء»: هناك اكثر من مشروع قانون حول اللوائح المقفلة في انتخابات بلدية بيروت لكنها تدوركلها حول تأمين المناصفة، لكن سيحصل نقاش وربماجدال ولا شك حول شكل اللوائح، وهل تتضمن كل لائحة مناصفة بين الاعضاء 12مسلمين و12 مسيحيين، ام هناك صيغة اخرى. وهناك من يعترض على اللوائح المقفلة (لترك حرية الاقتارع للناخب)، والكلمة الاخيرة ستكون للهيئة العامة بالتصويت.

واشار النائب خواجا الى موضوع صلاحيات المجلس البلدي واعرب عن اعتقاده بأن يشهد ايضا جدالاً  بين النواب، لا سيما وان لدى الشارع البيروتي احساس ان صلاحيات المجلس البلدي الذي ينتخبونه منزوعة.

الى ذلك، علمت «اللواء» ان حركة امل وحزب لله انجزا بشكل شبه كامل تشكيل اللوائح البلدية في منطقتي الغبيرة وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية ،21 عضوا لكل من البلديتين، واتفقا على ان تكون حصة حزب لله 14 عضوا مع الرئيس وحصة امل 7 اعضاء في كل بلدية.

واوضحت مصادر «امل» ان لائحة البرج  بحاجة «لرتوش» بسيط قبل الاعلان عنها. وان الطرفين اعطيا هامشاً واسعاً جدا للعائلات اكثرمن كل مرة، بحيث انه اذا اعترضت اي عائلة على اسم مقترح يتم استبداله بشخص آخر من نفس العائلة ومقبولاً منها، ولكن ضمن اعتماد معيار الكفاءة والتجربة في العمل الاهلي العام، مع الإشارة إلى أن انتخابات محافظة جبل لبنان ستبدأ بها العمليات الانتخابية.

في هذا الوقت تصاعد الاعتراض البيروتي المناهض للتعديلات من جانب واحد، مما يكرس المناصفة بنص قانوني من دون التوصل إلى ادخال تعديلات مقابلة في الصلاحيات.

وعكس هذا المزاج الرافض للتعديلات من جانب واحد، ما دار في الاجتماع الذي عقد أمس في مقر جمعية متخرجي المقاصد.

وفي الاطار، وجَّه رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت الدكتور فيصل سنو باسمه الشخصي رسالة إلى أبناء بيروت، جاء فيها أن القانون الذي يفرض اللائحة الواحدة فهذا القانون سيىء مفصل على الاحزاب ونحن على استعداد لقبوله إذا تم التأجيل لمدة سنة لأن المجتمع الاهلي لم يكن جاهزا لهكذا مؤامرة مع علمنا بأنه قانون سيىء.

وقال: في حال توافق النواب على مشروع القانون الخاص باللائحة الواحدة مع كونه غير أخلاقي، فإننا ندعو المرشحين والناخبين إلى الامتناع عن الترشح والانتخاب، رسالة منا أننا لن نرضخ لهكذا وضع، علما ان اهل بيروت ليسوا بهذا الغباء لعدم محاسبة السياسيين في الانتخابات النيابية القادمة؟.

إجراءات الانتخابات

وفي الخطوات الاجرائية، وقَّع وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار قرارات دعوة الهيئات الانتخابية في دوائر محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، والتي تجري بتاريخ 24 أيار 2025 عوضاً عن يوم الاحد لمصادفته يوم عطلة رسمية لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.

وفي السياق الانتخابي، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي حضره أعضاء المجلس، بإلإضافة الى المحافظين، المديرين العامين في الوزارة وعدد من الضباط وفريق عمل الوزارة. وخلال الاجتماع، أكد الوزير الحجار أن» إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ليس مجرد انجاز استحقاق دستوري بقدر ما سيشكل رسالة ايجابية تعبّر عن اصرار الدولة على التمسك بالديموقراطية وتجديد الثقة بالمؤسسات الرسمية، وسيكرس الإنطلاقة القوية لعهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام الملتزمين احترام الاستحقاقات الدستورية».

وشدد الوزير الحجار على «ضرورة تطبيق مبدأ الحياد التام فمن غير المسموح لأي موظف رسمي التدخل في الانتخابات، كما العمل على مكافحة الرشاوى والمال الانتخابي»، مؤكدا ان «على الأجهزة المعنية أخذ هذا الموضوع بكل جدية والتزام الشفافية المطلقة والنزاهة».

وأوعز الوزير الحجار إلى المحافظين عقد اجتماعات لمجالس الأمن الفرعية، كل في محافظته عشية إجراء الانتخابات، لمتابعة التحضيرات والتنسيق بين الأجهزة المعنية. كما طلب من الأجهزة الأمنية تشديد الإجراءات لمنع أي عمل قد يؤثر على العملية الإنتخابية.

ومن واشنطن، أعلن وزير المال ياسين جابر عن حصول موافقة مبدئية للبنان، لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لاعادة الاعمار.

وكشف الوزير جابر أن موافقة مبدئية حصل عليها لبنان لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لإعادة الاعمار من 250 مليون دولار الى 400 مليون دولار ، وقال إثر إجتماع عقده والوفد المرافق الى اجتماعات الصندوق والبنك الدوليين في واشنطن مع نائب رئيس البنك الدولي أسامة ويدن أن قيمة القروض التي سيحصل عليها لبنان والتي ستمنح بطريقة ميسرة مع فترة سداد قد تصل الى 50 عاماً ستبلغ ملياردولار أميركي تقريباً موزعة إلى 250 مليون دولار المتفق عليها والتي ستوقع اليوم والتي ستخصص لمعالجة موضوع الكهرباء لاسيما شبكات النقل، /256/ مليون دولار للمياه و/200/ مليون للزراعة و200 مليون للشأن الاجتماعي.

الترشح لهيئة تنظيم الكهرباء

على الصعيد الاداري واستكمالا لتطبيق آلية التعيينات، صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الطاقة والمياه جو الصدي بيان قال فيه: عملا بالآلية التي أقرت في مجلس الوزراء وبناء على الوعد الذي قطعه وزير الطاقة والمياه جو الصدي منذ تسلمه مهامه بتشكيل الهيئة الوطنية لتنظيم قطاع الكهرباء، تم في 23/4/2025 فتح باب تقديم طلبات الترشح لملء مراكز رئيس وأعضاء الهيئة. وعلى الراغبين في الترشح لأحد هذه المراكز، الاطلاع على المهام والمسؤوليات والمؤهلات المطلوبة، وملء الاستمارة المتوافرة على الموقع الإلكتروني لوزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية: https://seniorrecruit.omsar.gov.lb/positions_ar.aspx.

كما يمكن الاطلاع على المعلومات نفسها على موقع وزارة الطاقة والمياه: www.energyandwater.gov.lb».

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن «الوزير الصدي يجدد دعوة اللبنانيين المقيمين والمغتربين ممن يستوفون المؤهلات والخبرات العلمية والعملية المطلوبة التقدم بطلباتهم لشغل المركز في الهيئة الوطنية، التي طال انتظارها ٢٣ عاما وتشكل حجر أساس في انتظام قطاع الكهرباء وإصلاحه».

ايجابيات اورتيغوس

وفي جديد مواقف  نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتيغوس، إن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيزور الشرق الأوسط، في أول زيارة رسمية، وسيتوجه إلى المملكة العربية السعودية، لافتة الى ان الادارة الاميركية تولي أهمية لمنطقة الشرق الاوسط.

واشارت خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن، بمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي «الى نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم، وأنها ذكرت ذلك لحاكم مصرف لبنان، ورأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزاف عون، قائلة «لقد شهدت قائدًا مصممًا على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي.»

وتابعت: كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه، ولا أتحدث عن العودة إلى عام 1975 أو إلى ما يسمى «أيام المجد»، بل أتحدث عن بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا مما شهده لبنان في تاريخه، لأنني أعلم أن لبنان يملك هذه الإمكانات.»

ولفتت الى ان «لبنان لن يتمكن من بلوغ هذا المستقبل من دون قيادة شجاعة وجريئة، فأنتم بحاجة إلى قادة مثل الرئيس عون، ورئيس الحكومة، والسادة الواقفين هنا بجانبي قادة مستعدون لاتخاذ الخطوات الصعبة والضرورية: الإصلاح، إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الدولة، وضمان احتكارها للسلاح وتقديمها الخدمات الأساسية للمواطنين.»

وقالت أورتيغوس: «أنا مؤمنة حقًا بأن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أن الرئيس ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق».

في مجال متصل، كشف مصدر دبلوماسي لــ«اللواء» أن الازمة في لبنان لا تحل إلا عبر مخارج أربعة:اولاً: نزع السلاح الفلسطيني بشكل كامل، وتوطين الفلسطينيين في لبنان.

ثانياً: تجريد حزب لله من سلاحه في كل لبنان وحل الحزب عسكرياً بشكل نهائي وبالقوة إذا لزم الامر، ولا بد من التحذير في هذا الخصوص من ان العدوان على لبنان قد يتجدد إذا لم يسلم الحزب سلاحه وفق تعبير المصدر الدبلوماسي.

ثالثاً: توقيع اتفاق هدنة مع العدو الاسرائيلي، ونظراً لطبيعة الاوضاع في لبنان فإنه يتم البحث في العودة إلى اتفاق الهدنة 1949.

رابعاً: تدويل قرى الحافة الامامية على الحدود مع فلسطين المحتلة وتحولها إلى منطقة منزوعة السلاح والسكان أو بمعنى أوضح تحولها إلى حزام أمني للعدو الاسرائيلي.

غارات وقنابل مسمارية

وبقي ملف الاعتداءات الاسرائيلية على المواطنين شغل المسؤولين الشاغل، وبعد يوم من الغارات والاغتيالات والتحليقات، اصابت مسيرة اسرائيلية مواطناً في كفركلا من جراء اطلاق قنابل مسمارية.

وشن العدو الاسرائيلي غارة قبيل غروب أمس على خراج بلدة بيت ليف.

كما أطلقت مدفعية العدو قذيفة مدفعية باتجاه المنطقة الواقعة عند أطراف موقع بلاط.

وسجّل تحليق مسيّرة معادية فوق بيروت والضواحي وصولا الى مناطق عاليه في الجبل. وفي أجواء بلدة عدلون والجوار.

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

اورتاغوس تشيد برئيس الجمهورية: قائد مصمّم على تعافي وطنه

 لبنان يترقب التسوية الأميركية ــ الإيرانية

كواليس الانتخابات البلدية… بري حريص على المناصفة في بيروت – نور نعمة

 

في ضوء ازدياد الضغوطات الاميركية على لبنان لنزع سلاح الحزب، وفي الوقت عينه تأكيد واشنطن على دعمها لرئيس الجمهورية جوزاف عون بعد ان أشادت نائبة المبعوث الاميركي مورغان اورتاغوس به قائلة انه قائد شجاع مصمم على تعافي بلده، تقول مصادر ديبلوماسية للديار ان طبيعة المفاوضات الاميركية – الايرانية ونتائجها هي التي سترسم معالم المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة. وفي هذا النطاق، فان الحزب، وبعد كل التضحيات التي قدمها، لا يستطيع تقديم تنازل سريع وعلني، بل على الارجح وفي اضعف الايمان، قد يقبل الحزب تسوية تضمن أمنه وأمن لبنان.

 

اما من جهة الدولة اللبنانية التي اتت على اساس انها ملتزمة بحصر السلاح بيدها، فيدرك كل من الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ان اي تحرك غير توافقي فيه سيؤدي الى اشعال فتنة في البلاد.

فما هو البديل امام الدولة اللبنانية؟

 

لا يمكن للدولة اللبنانية التنصل من التعهدات التي قطعتها للولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه عاجزة عن المغامرة بأمن البلاد من خلال أي عمل غير توافقي ضد «الحزب»، نظرًا الى ما قد يترتّب على ذلك من تدخلات خارجية واسعة. فهكذا خطوة قد تفتح الباب أمام توغّل «إسرائيلي» أعمق داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن خطر انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، في ظل التوازنات الهشة والانقسام الداخلي.

 

في هذا السياق، يتميّز الرئيس عون، بنهج هادئ يستند إلى كسب الوقت. فهو يركّز على تعزيز بنية المؤسسة العسكرية تدريجياً، بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي. إذ من شأن أي اتفاق أميركي-إيراني أن ينعكس تلقائياً على ملفات إقليمية أخرى، ويفتح الباب أمام تفاهمات أوسع تشمل لبنان وسواه.

 

ورغم حرص إيران على إنجاح المفاوضات، فإنها لا تزال تمسك بخيوط النفوذ في الإقليم، من خلال استمرار الحوثيين في مواجهاتهم مع الولايات المتحدة، إلى جانب مواقف عراقية مناهضة لواشنطن. هذا المد والجزر الإيراني على مستوى المنطقة، يضع لبنان في موقع المراقب المترقّب، حيث تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، إلى أن تتّضح معالم التسوية الشاملة.

الانتخابات البلدية: مشهد تنافسي يحتدم في البلدات والقرى وربما بيروت

 

بموازاة ذلك، تمضي القوى السياسية اللبنانية باندفاع نحو إجراء الانتخابات البلدية، وسط مؤشرات إلى أن المنافسة ستطغى على منطق التسويات، بخاصةٍ في المدن الكبرى والبلدات الصغرى، وربما حتى في العاصمة بيروت.

 

في بيروت، يرفض رئيس مجلس النواب نبيه بري أي تعديل في صلاحيات محافظ العاصمة (المسيحي الأورثوذكسي) لمصلحة رئيس بلدية بيروت (السني)، انطلاقاً من حرصه على ضمان التوازن الطائفي، ومنع أي خلاف بين البيروتيين المسيحيين وبين البيروتيين المنتمين الى طوائف اخرى، لما قد يتسبب بتأجيل الانتخابات. وفي هذا الإطار، تشكلت لائحة انتخابية تضم «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» إلى جانب شخصيات سنية معارضة ولكن ضعيفة مثل فؤاد مخزومي، بالإضافة إلى «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، التي تؤدي دور الوسيط بين هذه الأطراف من جهة، و «الحزب» و «حركة أمل» من جهة أخرى. وتشير المعلومات إلى اتجاه نحو تشكيل لوائح مكتملة لضمان التمثيل المسيحي في العاصمة.

 

في المقابل، يعمل التغييريون على بلورة لائحة منافسة، في وقت تحدثت مصادر مطلعة عن احتمال دعم «تيار المستقبل» للائحة الأحزاب من خلف الكواليس.

 

أما في جونية، فقد توصل كل من رشيد الخازن، شقيق النائب فريد الخازن، وفيصل إفرام، شقيق النائب نعمة إفرام، إلى اتفاق يقضي بتولي الأول رئاسة البلدية والثاني نيابتها، في إطار لائحة تشمل «القوات اللبنانية» وعدداً من العائلات الكسروانية العريقة. وتواجه هذه اللائحة لائحة أخرى يرأسها جوان حبيش، المدعوم من «التيار الوطني الحر»، إلا أن انسحاب حبيش يبدو مرجحاً بسبب تراجع الدعم الشعبي له.

 

في الجديدة وسدّ البوشرية، تبدو الحظوظ مرتفعة لسيزار جبارة، نجل الرئيس السابق للبلدية أنطوان جبارة، الذي شكل لائحة بدعم من «القوات اللبنانية» و«الكتائب».

 

في قضاء المتن، تشتد المعركة بين نيكول الجميل، ابنة الرئيس الأسبق أمين الجميل، وميرنا المر، حيث تحظى الأخيرة بدعم عدد من بلديات الجبل المتني، نتيجة الخدمات التي قدّمتها عائلتها، بينما تحظى الجميل بتأييد قوي في الساحل.

 

أما في زغرتا، فما زالت الصورة ضبابية، وسط حديث عن احتمال توافق بين «تيار المردة» و «التيار الوطني الحر».

 

وفي زحلة، تتجه المعركة نحو مواجهة ثلاثية: بين لائحة «القوات اللبنانية»، ولائحة ميريم سكاف، زوجة النائب الراحل إلياس سكاف، من جهة، ولائحة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، المدعوم من النائب ميشال ضاهر، من جهة أخرى.

 

في الشوف، يتفق كل من وليد جنبلاط وطلال أرسلان على ضرورة التوافق في الانتخابات، تجنباً لأي صدام درزي-درزي يهدد الاستقرار في الجبل.

 

أما في الجنوب، حيث للواقع الأمني خصوصيته بسبب التهديد الإسرائيلي المستمر، فيسود منطق التزكية في القرى الحدودية، التزاماً من «الثنائي الشيعي» بالحفاظ على أمن المواطنين وتجنّب التصعيد.

 

بهذا المشهد، تدخل الانتخابات البلدية في لبنان مرحلة حاسمة، تعكس تعقيدات التوازنات الطائفية والتحالفات السياسية المتقلبة، وتترقّب معها البلاد نتائج قد ترسم معالم المرحلة المقبلة.

كلمة اورتاغوس في السفارة اللبنانية في واشنطن

 

من جانبها، قالت نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان ارتاغوس في حفل السفارة اللبنانية في اميركا: «كثيراً ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصاً هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحا وثقافة وتعليماً في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه، ولا أتحدث عن العودة إلى عام 1975 أو إلى ما يسمى «أيام المجد»، بل أتحدث عن بناء مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً مما شهده لبنان في تاريخه، لأنني أعلم أن لبنان يملك هذه الإمكانات».

 

ولفتت الى ان «لبنان لن يتمكن من بلوغ هذا المستقبل من دون قيادة شجاعة وجريئة، فأنتم بحاجة إلى قادة مثل الرئيس عون، ورئيس الحكومة، والسادة الواقفون هنا بجانبي قادة مستعدون لاتخاذ الخطوات الصعبة والضرورية: الإصلاح، إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الدولة، وضمان احتكارها للسلاح وتقديمها الخدمات الأساسية للمواطنين».

 

واكدت أورتاغوس «أنا مؤمنة حقًا بأن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أن الرئيس ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق، لكن لا يمكننا العودة إلى الوراء. لا يمكننا تكرار أخطاء الماضي. السبيل الوحيد للتقدم هو من خلال تقوية الدولة، والمضي قدمًا في الإصلاح، وإعادة إحياء الوطن بشكل كامل، ليس فقط العودة إلى المجد، بل الدخول في مرحلة جديدة وأفضل.»

ايران قد تقدم تنازلات بضمانات روسية

 

وبالعودة الى المباحثات الاميركية – الايرانية، تستعد إيران للقبول برقابة دولية أكثر تشددا وتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم، في إطار المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة، توازيا مع سعيها لاستثمار المستجدات الدولية، خصوصاً في ظل التقارب الأميركي-الروسي من جهة، والتوتر المتزايد بين واشنطن وبكين من جهة أخرى، لتقوية موقعها التفاوضي. ويُرجّح أن العلاقة الوثيقة التي تجمع موسكو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تتيح لروسيا تأدية دور الضامن لطهران، مما قد يدفع الأخيرة إلى تقديم تنازلات تُفضي إلى اتفاق جديد مع واشنطن.

 

من جانبه، يتعامل ترامب مع الملف الإيراني بمنطق الربح والخسارة، انطلاقاً من رؤيته البراغماتية والتجارية. فهو لا يميل إلى خوض مواجهة عسكرية مع إيران ما دامت المفاوضات قادرة على تحقيق أهدافه. فوفق مقاربة إدارته، فإن إسقاط النظام الإيراني يختلف جذرياً عن التدخلات العسكرية السابقة في سورية أو العراق أو أفغانستان، لما يحمله من تداعيات إقليمية خطرة. لذلك، إذا ما وجّهت واشنطن ضربة لطهران ولم تُفلح في شلّ قدرتها على الرد، فإن التصعيد قد يتحوّل إلى مواجهة واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

 

أما على مستوى التهديدات «الإسرائيلية»، فترى مصادر متابعة أن احتمال قيام «إسرائيل» بشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بهدف إفشال المفاوضات، يبقى محدوداً، إذ إن القنابل القادرة على اختراق البنية التحتية النووية الإيرانية تملكها فقط الولايات المتحدة وكذلك رمز مفتاحها، وعليه لن تحصل ضربة اسرائيلية ضد ايران الا بضوء اخضر اميركي غير متوافر حاليا. ورغم ذلك، تحذّر مصادر عسكرية مطلعة من إقدام رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو على عمل متهوّر تجاه طهران، بخاصةٍ مع اقتراب انتهاء العدوان على غزة وبدء محاكمته في قضايا فساد، ما قد يدفعه إلى التصعيد لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية.

ذكرى الابادة الارمنية: مسيرة في ساحة الشهداء

 

الى ذلك، احيا اللبنانيون الأرمن ذكرى الإبادة الأرمنية التي ارتُكبت ضد الأرمن على يد السلطنة العثمانية، مجدّدين مطالباتهم بالاعتراف الرسمي والاعتذار عن المجازر التي استهدفت أجدادهم، من ساحة الشهداء في بيروت.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

جلسة نيابية اليوم ببنود ساخنة مالياً وانتخابياً

 

عشية جلسة تشريعية بنودها ساخنة انتخابيا ومالياً، مع زحمة اقتراحات قوانين يختص معظمها بانتخابات العاصمة ضمانا للمناصفة، جاءت من العاصمة الاميركية إشادة “أورتاغوسية” جد مهمة برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، من قلب السفارة اللبنانية، حيث اشارت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الى “نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم، وقد رأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزاف عون”.

 

ولم يقتصر كلام اورتاغوس على رئيس البلاد بل شمل شعب لبنان اذ قالت “كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه”.

 

جرعات من الامل والتفاؤل ضختها المسؤولة الاميركية يؤمل ان تُترجمها ادارتها مساعدة للبنان إن لناحية حمل اسرائيل على الانسحاب من نقاط ما زالت تحتلها في لبنان او او لجهة استمرار تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية لانجاز المهام الجسام الملقاة على عاتقها وتسهيل حصول لبنان على قروض يحتاجها بشدة لنهوضه وهي قادرة على خفض منسوب الشروط الدولية ليتمكن من الاقلاع مجدداً.

 

جابر

في السياق، أكد وزير المال ياسين جابر خلال حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن، لمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، “أننا مؤمنون بضرورة الإصلاح وان كلٌّ منا، في وزارته، يعمل بكل جهد وتحت توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لدفع عملية الإصلاح”.

 

كنعان

ايضا، التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في واشنطن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس وعرض معها لأولويات المرحلة المقبلة الإصلاحية والمؤسساتية لاستعادة لبنان للثقة ولعافيته الاقتصادية .

 

اورتاغوس

 

ليس بعيدا، أكدت أورتاغوس أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيزور الشرق الأوسط، في أول زيارة رسمية، وسيتوجه إلى المملكة العربية السعودية، لافتة الى ان الادارة الاميركية تولي أهمية لمنطقة الشرق الاوسط. واشارت خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن، بمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي “الى نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم، وأنها ذكرت ذلك لحاكم مصرف لبنان، ورأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزاف عون، قائلة “لقد شهدت قائدًا مصممًا على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي.” وتابعت “كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه، ولا أتحدث عن العودة إلى عام 1975 أو إلى ما يسمى “أيام المجد”، بل أتحدث عن بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا مما شهده لبنان في تاريخه، لأنني أعلم أن لبنان يملك هذه الإمكانات.” ولفتت الى ان “لبنان لن يتمكن من بلوغ هذا المستقبل من دون قيادة شجاعة وجريئة، فأنتم بحاجة إلى قادة مثل الرئيس عون، ورئيس الحكومة، والسادة الواقفين هنا بجانبي قادة مستعدون لاتخاذ الخطوات الصعبة والضرورية: الإصلاح، إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الدولة، وضمان احتكارها للسلاح وتقديمها الخدمات الأساسية للمواطنين.” وقالت أورتاغوس: “أنا مؤمنة حقًا بأن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أن الرئيس ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق”.

 

استدعاء جديد

 

على الضفة السياسية المرتبطة بسلاح الحزب، وغداة استدعائه الى الخارجية، أكد السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، أنّ بلاده “تلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون” في ما يخص ملف سلاح الحزب، مشدداً في حديث تلفزيوني، على أن إيران لا تفرض رؤيتها على الداخل اللبناني. وفي ما يتعلق بحوادث “انفجار البيجر”، أوضح أماني أن “جهاز البيجر الذي انفجر كان موجوداً في مكتبي، والغرض منه كان التحذير من أي هجوم محتمل”. وعن استدعائه من قبل وزارة الخارجية اللبنانية على خلفية تغريداته حول ملف السلاح، أشار السفير الإيراني إلى أنه تبلغ الاستدعاء لكنه اعتذر عن الحضور اليوم، ولم يُحدّد له بعد موعد جديد. الا ان “المركزية” علمت بعد الظهر انه تم تحديد موعد جديد لأماني في وزارة الخارجية.

 

بلاسخارت

 

ايضا، بدأت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى موسكو، في إطار مشاوراتها المستمرة مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية. ومن المقرر أن تلتقي بلاسخارت خلال زيارتها، مسؤولين روس رفيعي المستوى لبحث التطورات في لبنان، والسُبل التي يمكن من خلالها للمجتمع الدولي تقديم أفضل دعم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 (2006).

 

الانتخابات البلدية

 

وعشية جلسة تشريعية ستبحث السرية المصرفية وقانون الانتخابات البلدية سيما في العاصمة، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي.

 

كما وقّع الحجار، قرارات دعوة الهيئات الإنتخابية لانتخاب أعضاء المجالس البلدية، المختارين والمجالس الاختيارية، وتحديد أقلام الاقتراع في دوائر محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجري يوم السبت بتاريخ ٢٤ أيار ٢٠٢٥، عوضا عن يوم الأحد لمصادفته مع العطلة الرسمية لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

بعض اقتراحات القوانين يغلب عليه طابع المزايدات بهدف إلغاء دور المحافظ

جلسة “المحافظة”… على بيروت

 

استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية فتح ملف الحرمان على مصراعيه في “بيروت الأولى” التي ليست الأولى سوى بالاسم، ولكن بالفعل هي عبارة عن أحياء لم تعرف أي خدمات من البلدية، ويسأل أبناؤها: أين ذهبت الأموال الهائلة التي كانت مجمَّعة في حساباتها؟ كان في صندوق البلدية قبل الأزمة الاقتصادية نحو مليار دولار فأين صرفت هذه الأموال؟ وعلى ماذا؟ وما نسبة الصرف على الإنماء؟ وأكثر من يسأل هذه الأسئلة هم أبناء الأشرفية والرميل والمدور والصيفي، العقدة الأساس هنا، وليست في أي مكان آخر، فماذا تنفع كل الطروحات واقتراحات القوانين ومشاريع القوانين، إذا كان أبناء الأشرفية والرميل والمدور والصيفي، لا يلمسون أي تحسن في مناطقهم، فبماذا تفيد اقتراحات القوانين؟

ويعتبر خبراء في الشؤون البلدية أن “المناصفة” الفعلية المطلوبة يفترض أن تكون “المناصفة العادلة” في توزيع الأموال والخدمات، إذاً ماذا تنفع المناصفة إذا كان الصرف غير عادل بين بيروت الأولى وبيروت الثانية

 

اقتراح القانون المعجل المكرر

صفحة واحدة هي “اقتراح القانون ّ المعجل المكرر لتعدیل بعض أحكام قانون البلدیات، والنصوص المتعلقة ببلدیة بیروت”، من شأن إقرارها في مجلس النواب اليوم، بمادة وحيدة، أن تزيل المخاوف (السياسية وليس الإنمائية) من عدم تحقيق المناصفة في المجلس البلدي لمدينة بيروت.

 

في المادة الأولى يرد ما يأتي: “تتألف بلدیة بیروت من دائرة انتخابیة واحدة ویتكون مجلسھا البلدي من أربعة وعشرین عضواً یتوزعون مناصفة بین المسیحیین والمسلمین”.

“الفتوى” القانونية التي أدخِلت في اقتراح القانون هي الإبقاء على صلاحيات المحافظ، لكن هناك “قوة حث” على عدم إتاحة تأخير تنفيذ أي قرار، فجاء في المادة الرابعة:

“إذا لم یباشر الشخص الذي یتولى أعمال السلطة التنفیذیة في البلدیة (رئیس المجلس البلدي، أو نائبه في الأحوال التي یحل فیھا محله، أو المحافظ في بیروت) تنفیذ قرارات المجلس البلدي خلال شھر واحد، یجوز اعتبار ذلك تمنعاً وتطبیق المادة 135 من قانون البلدیات، على أن یمارس وزیر الداخلیة والبلدیات صلاحیة الحلول في ما یتعلق ببلدیة بیروت”.

 

يعني ذلك ما يلي:

تحقيق المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

عدم المس بصلاحية المحافظ.

حق وزير الداخلية في التدخل، بعد مرور شهرٍ على عدم مباشرة الشخص الذي يتولى أعمال السلطة التنفيذية تنفيذ قرارات المجلس البلدي.

 

وضاح الصادق يطالب بمقاطعة الانتخابات

حملة عنيفة بدأت تتكون ضد هذا الاقتراح، ومن أبرز حاملي راية الرفض النائب وضاح الصادق الذي أعلن أنه سيحضر الجلسة وسيعبِّر، كما يقول، خلالها، عن رأي كل البيارتة، لأنهم يرفضون اللوائح المغلقة من جهة، وعدم الحصول على صلاحيات للمجلس البلدي من جهة أخرى، ويصل الصادق إلى حد التهديد بالقول: “إذا لم نحصل على هذه المطالب فيجب مقاطعة الانتخابات البلدية في بيروت، وإظهار رفض البيارتة مصادرة صوتهم اليوم بهذه الطريقة، وأنا سأقاطعها شخصياً في حال لم نحصل على الصلاحيات المطلوبة للمجلس البلدي”.

 

اقتراح القانون… والمزايدات

وفي ظل الجدال القائم حول بيروت، وبعض اقتراحات القوانين المطروحة من قبل بعض النواب، والتي يغلب عليها طابع المزايدات بهدف إلغاء دور المحافظ وصلاحياته، تجزم مصادر سياسية بأن هذا الأمر غير مطروح على الإطلاق، وتعتبر هذه المصادر أن اقتراح القانون المقدَّم من قبل مجموعة من النواب، يعالج إصلاحات متعدّدة على مستوى البلديّات، أوّلها استحداث لوائح مقفلة في جميع المجالس البلديّة التي تتألف من 15 عضواً وما فوق، وكذلك في بيروت حيث من الضروري أن تتحقق المناصفة لما لبيروت من خصوصية، فهي واجهة لبنان على جميع المستويات وبالتالي فإن أمر المناصفة ضروري جداً. هذا القانون يحمي صحّة التمثيل في العاصمة ويحمي التجانس بين المجالس البلديّة المُنتخبة بحيث باستطاعة فريق متجانس أن ينفذ مشروعه من دون عراقيل. ثاني الإصلاحات يطال السلطة التنفيذية في البلديات كافة أي رئيس البلدية في كل المجالس والمحافظ بما يعني بلدية بيروت. فهذا البند الإصلاحي يؤكد ضرورة تطبيق القرارات الصالحة للتنفيذ التي تصدر عن المجلس البلدي، بحيث إن رئيس البلدية لا يمكنه أن يوقف قراراً صالحاً للتنفيذ ولا ينفذه، وهذا ينطبق كذلك على محافظ بيروت الذي ينفذ كل القرارات التي تستوفي الشروط وإلا يُرفع ذلك إلى السلطة الأعلى وهي وزير الداخلية للبتّ في هذا الموضوع. وكل ما يُقال غير ذلك وكل من يعترض على هذا القانون يريد التشويش على المناصفة ويتحمل مسؤولية ضربها.

 

موقف السراي

مصادر السراي الحكومي أكدت لـ “نداء الوطن”: “تأييدها للحفاظ على الانتخابات البلدية وحياديتها واستقلاليتها، على أن تخرج بما يقدم أفضل صورة لبيروت الجامعة الحريصة على التوازن والتي تحتضن كل أبنائها وتتمثل فيها كل مكوناتها”.

 

اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي

وأمس، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي حضره أعضاء المجلس، بإلإضافة إلى المحافظين، المديرين العامين في الوزارة وعدد من الضباط وفريق عمل الوزارة. وخلال الاجتماع، أكد الوزير الحجار أن “إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ليس مجرد إنجاز استحقاق دستوري بقدر ما سيشكل رسالة إيجابية تعبّر عن إصرار الدولة على التمسك بالديمقراطية وتجديد الثقة بالمؤسسات الرسمية، وسيكرس الانطلاقة القوية لعهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام الملتزمين احترام الاستحقاقات الدستورية”.

وأوعز الوزير الحجار إلى المحافظين بعقد اجتماعات لمجالس الأمن الفرعية، كل في محافظته عشية إجراء الانتخابات، لمتابعة التحضيرات والتنسيق بين الأجهزة المعنية. كما طلب من الأجهزة الأمنية تشديد الإجراءات لمنع أي عمل قد يؤثر على العملية الانتخابية.

وكان الحجار قد وقّع قرارات دعوة الهيئات الانتخابية لانتخاب أعضاء المجالس البلدية، المختارين والمجالس الاختيارية، وتحديد أقلام الاقتراع في دوائر محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجرى السبت في 24 أيار 2025، عوضاً عن يوم الأحد لمصادفته مع العطلة الرسمية لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.

 

السفير الإيراني لا يستجيب للاستدعاء

وفي موقف مستغرب، اعتذر السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، عن عدم الحضور إلى الخارجية أمس، بعد استدعائه على خلفية تغريداته حول ملف السلاح، وأشار أماني  إلى أنه تبلغ الاستدعاء لكنه اعتذر عن عدم الحضور اليوم، ولم يُحدّد له بعد موعد جديد.

 

رفض لبنان لأي تدخل خارجي

وفي كلمته في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في دورته الـ163، في القاهرة، عبّر وزير الخارجية يوسف رجي عن رفض لبنان لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وشدد على اعتماد سياسة الحياد الايجابي والاحترام المتبادل للسيادة والمصالح العربية المشتركة، وعلى بناء الشراكات الاستراتيجية معها ومنع أي تآمر على أنظمتها وسيادتها.

يتألف مجلس بلدية بيروت من 24 عضواً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ويتوزعون طائفياً (وفق العرف) على الشكل التالي

8 سنّة، 3 شيعة، درزيّ واحد، 4 روم أرثوذكس، 2 موارنة، 2 أرمن أرثوذكس، روم كاثوليك، أرمن كاثوليك، أقليات وإنجيلي واحد.

يبلغ عدد الناخبين في بيروت 511 ألف ناخبٍ، يتوزّعون بين 66.5 % مسلمين (50 % سنّة، و15% شيعة)، و33.5 % مسيحيين

في الانتخابات الأخيرة (2016)، بلغت نسبة الاقتراع 20 %، إذ اقترع نحو 97 ألف شخص: 72 ألفاً من المسلمين و25 ألفاً من المسيحيين.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram