افتتاحية صحيفة الأخبار:
«سقف الكلام انخفض لكنّ التحذيرات استمرّت» | أورتاغوس: لا جدول زمنياً لنزع سلاح حزب الله
لم تلتزم نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، الصمت طويلا بعد محادثاتها في بيروت، وقد وجدت في التسريبات الرسمية عن اللقاءت ما يتعارض وهدف الزيارة.
واطلقت ليل أمس مجموعة من المواقف التي تؤكد فيها على أولويات حكومتها، خصوصا لجهة الضغط على اللبنانيين السير في خطة لنزع سلاح حزب الله.
لكن ما توافر عن لقاءاتها مع الرؤساء الثلاثة، جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام، أكّد أن الدبلوماسية الأميركية وازَنت، على طريقتها، بين المطالب الأميركية ومحاذير الساحة اللبنانية، ولم تستخدم أسلوباً عالي النبرة ولا شروطاً جديدة ولا تهديدات علنية، بل كرّرت أسئلتها حول سلاح حزب الله وانتشار الجيش في الجنوب، وعن الإصلاحات المالية والنقدية كشرط للمساعدات الخارجية وإعادة الإعمار. وأتبعَت أسئلتها بإبلاغ لبنان أولاً بـ«بضرورة إنجاز الإصلاحات لأن هناك وقتاً محدداً للمساعدات، والتأكيد على أن يتفق لبنان مع صندوق النقد الدولي لحل أزمته»، وثانياً بـ«الاستيضاح عن الوقت الذي يحتاج إليه لبنان لتنفيذ الاتفاق في ما يتعلق بسلاح حزب الله، لأن عدم التنفيذ سيحول دون الانسحاب الإسرائيلي»، مع التأكيد أن المهلة الزمنية ليست مفتوحة.
وعلى عكس ما قيل عن وضع لبنان أمام «الفرصة الأخيرة وإلّا التصعيد»، لم تعلن أورتاغوس أي موقف في هذا الشأن، لكنها مرّرت، بطريقة «دبلوماسية»، بأن وضعية سلاح حزب الله خارج الشرعية، والتأخر في حل هذا الملف «سيُبقيان البلاد في دائرة الخطر ويمنعان استقطاب الدعم الخارجي»، مُذكّرة بوجوب الانخراط في «مجموعات العمل الدبلوماسية الثلاث» التي سبق أن أعلنت عنها بين بيروت وتل أبيب (بمشاركة أميركية) لبتّ مسألة التلال الخمس التي احتلتها إسرائيل، والأسرى اللبنانيين لديها، والنقاط المتنازَع عليها على الخط الأزرق تمهيداً لتثبيت الحدود البرية.
وفي مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بُثّت ليل أمس، قالت أورتاغوس، إن «الولايات المتحدة تواصل طرح موضوع نزع سلاح حزب الله»، لافتة إلى أن «الهدف هو نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان». وأضافت أن «الولايات المتحدة تستمر في الضغط على الحكومة اللبنانية لتحقيق تطبيق كامل لوقف الأعمال العدائية».
وفي ما يتعلق بتوقيت نزع السلاح، قالت: «نأمل أن يتم في أسرع وقت ممكن، ولكن ليس هناك جدول زمني رسمي، ونتحدث عن نزع سلاح كل الميليشيات وليس حزب الله وحده».
وبلغة فيها شيء من التحذير قالت أورتاغوس إن على «السلطة والشعب الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد، وسنكون شريكاً وصديقاً، وأمّا إذا تباطأت الحكومة والقادة، فلا يتوقّعوا شراكة معنا».
وفي ما يتعلق بمسألة «التطبيع»، قالت أورتاغوس: «لم أتحدّث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع. ما نركّز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائية ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية، ونأمل أن نصل لاحقاً إلى مرحلة التفاوض وحل النزاعات الحدودية وغيرهما من القضايا بين لبنان وإسرائيل».
وكان لافتاً أن أورتاغوس عقدت خلوة مع كل من الرؤساء الثلاثة لمدة 40 دقيقة تقريباً، قبل الاجتماعات الموسّعة، ودوّنت محضراً بالأجوبة التي تلقّتها.
ونقل الرؤساء عنها «ليونة» أمام بعض المطالب اللبنانية التي أُبلغت بها. لكنّ أحداً لم يسمع منها جواباً واضحاً ومطمئناً لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية ولجم توسّعها، ولا هي أعطت التزاماً بالانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة، وكرّرت أن «عدم تسليم السلاح يعني عدم التزام لبنان بوقف إطلاق النار»، بينما تحدّثت مصادر رسمية عن «تجاوب أميركي» مع الموقف اللبناني في ما يتعلق بلجان التفاوض، ولا سيما ما طرحه رئيس الحكومة بشأن الزيارات المكوكية، على غرار ما كان يفعل سلفها عاموس هوكشتين.
وإلى الموقف اللبناني الرسمي الذي أُبلغت به أورتاغوس، ويتضمن تأكيداً على «تمسّك لبنان باللجنة التقنية - العسكرية المشابهة للجنة ترسيم الحدود البحرية»، عرض رئيس الحكومة عليها مواصلة ما كان يقوم به هوكشتين، عبر توفير الدعم للجنة الإشراف من خلال زيارات متكررة تقوم بها لمتابعة عمل اللجنة بالتنسيق مع المرجعيات الرسمية في لبنان، وهي فكرة «لاقت ترحيباً من قبلها»، كما قالت مصادر مطّلعة.
وفي تقدير أولي للزيارة، تقاطعت عدة مصادر على أن «الرسالة التي حملتها أورتاغوس بدت متفهّمة للواقع اللبناني وخصوصيته»، مشيرة إلى أن «السؤال المطروح اليوم هو حول ما إذا كانت واشنطن تريد تحقيق الأمن الإسرائيلي وحسب، أم أنها حريصة على عدم تفجير الساحة اللبنانية والأوضاع في الداخل، وبالتالي هي تحاول اللعب في هذا الهامش».
بينما أبدى البعض تخوّفه من أن تكون الزيارة مجرّد «تمرير للوقت، في لحظة تتركز فيها الأنظار على المحادثات التي يقوم بها بنيامين نتنياهو في واشنطن بشأن الملف الإيراني»، مع خشية من «خديعة جديدة يتعرّض لها لبنان من قبل واشنطن وتل أبيب، على غرار ما حصل قبل عدوان أيلول حينَ كان هوكشتين يتولى الوساطة».
وكانت أورتاغوس استهلّت جولتها الجمعة بزيارة قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قبل أن تعقد السبت لقاءات رسمية مع الرؤساء، والتقت السبت والأحد كلاً من وزراء الخارجية يوسف رجي والمال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط، وحاكم مصرف لبنان الجديد كريم سعيد، وعقدت اجتماعاً موسّعاً ضم الوزراء جو صدي وكمال شحادة وجو عيسى الخوري وفادي مكي وفايز رسامني، وزارت متحف بيروت الوطني.
وكررت أمام زوارها أن بلادها «معنية بالتطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب الله، وضرورة تطبيق الخطة الإصلاحية، خصوصاً لجهة رفع السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف»، واعتبرت أن «التعيينات التي أقرتها الحكومة جيدة وهي خطوة أساسية على طريق إصلاح القطاع العام».
ولوحظ وجود تباين في ما نقله زوار السفارة الأميركية، بين من قال إن أورتاغوس ركّزت على المشروعات الإصلاحية، فيما أشار آخرون إلى أنها استفاضت في الحديث السياسي، وأكدت «ضرورة إيجاد الآلية والإجراءات الكفيلة بتطبيق قرار نزع سلاح حزب الله ضمن برنامج زمني واضح». وقال أحد الوزراء المحسوبين على «القوات» إن أورتاغوس «أكّدت مواصلة الاستراتيجية ذاتها بما خص تطبيق القرارات الدولية، وأعطت إشارة إلى القوى السياسية من خلال زيارتها الخاصة إلى جعجع في منزله، كذلك طلبها عقد لقاء منفرد مع وزير الخارجية المحسوب على القوات».
وقال زوار التقوا مرافقين للمسؤولة الأميركية إنهم سمعوا «تأكيداً على مواصلة العمل، وأن لا يخافوا بعد اليوم من حزب الله الذي لم يعد يخيف أحداً»، إضافة إلى أسئلة حول «الطريقة الأفضل لهزم الحزب وحلفائه في الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة»، وسط تشديد أميركي على ضرورة أن يتحالف كل خصوم الحزب لكسر هيمنته على التمثيل الشيعي، وذلك من أجل خوض معركة رئاسة مجلس النواب في الولاية الجديدة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب يستدعي نتنياهو وترجيحات تنسيق عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران
مجازر في غزة وصواريخ على الغلاف… وغارات على لبنان وسورية واليمن
أورتاغوس تسمع موقفاً لبنانيّاً موحّداً فتصبح الإملاءات والشروط نصائح صديق
استدعى الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبينما قال نتنياهو إنّه سيتوجّه إلى البيت الأبيض، اليوم الاثنين، بدعوة من الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لمناقشة “قضية الرهائن، واستكمال الانتصار في غزة، وبالطبع الرسوم الجمركيّة التي تمّ فرضها أيضاً على “إسرائيل””، قائلاً “آمل أن أتمكّن من المساعدة في هذه القضية. هذا هو الهدف”، تأتي تصريحات نتنياهو تزامناً مع هبوط مؤشر بورصة تل أبيب بنحو 4% خلال تعاملات أمس، متأثراً سلباً بالانخفاض الكبير في وول ستريت بنهاية الأسبوع. لكن صيغة الاستدعاء الأميركيّ تنفي أن يكون اللقاء مخصّصاً لقضيّة الرسوم الجمركيّة، وسط تساؤلات، عمّا إذا كان المبعوث الرئاسيّ الأميركيّ ستيف ويتكوف، قد طلب من ترامب دعوة رئيس حكومة الاحتلال القدوم إلى البيت الأبيض، وهل المبادر لهذا الاجتماع السريع والمفاجئ هو ويتكوف نفسه؟ وفي حال كانت الأمور على هذا النحو، فمعنى ذلك أن هناك أمراً ما سيُطلب من نتنياهو تنفيذه، وربما يكون على صلة بمبادرة لإنهاء قضية الأسرى في ضوء مناشدات لترامب من عائلات الأسرى للضغط على نتنياهو لقبول صفقة تنهي ملف الأسرى، لكن مصادر متابعة للمشهد الإقليمي رجّحت أن تكون زيارة نتنياهو قد برمجت في البيت الأبيض على خلفية استعصاء حروب المنطقة في جبهات اليمن ولبنان وغزة، ومناقشة فرضية عملية عسكرية ضد إيران طالما رغب نتنياهو بالحصول على تفويض ودعم وحماية من واشنطن للقيام بها، وأن يكون ترامب الذي يدرك مخاطر تورّط أميركا بهذه الحرب واحتمالاته الدراماتيكيّة بدفع إيران للإعلان عن امتلاك سلاح نوويّ والذهاب إلى قلب الطاولة في المنطقة وخطوط التجارة وإغلاق المضائق والممرات المائية، واحتمالات تحوّل هذه المواجهة إلى حرب استنزاف لا تتناسب مع أجندة ترامب الاقتصادية والتزامه بعدم الانخراط في حروب، قرّر استكشاف مدى قدرة “إسرائيل” وجديّتها في شنّ عملية عسكريّة تدعمها واشنطن وتقدّم الحماية لـ”إسرائيل” أمام أي ردّ إيراني محتمل لتقييم الموقف ميدانياً بعدها، والمضي قدماً إن صحّت الحسابات الإسرائيلية، أو الذهاب لاحتواء التصعيد عبر التفاوض من موقع مختلف إذا انتهت العملية الإسرائيلية إلى فشل وربما إلى خسائر إسرائيليّة فادحة.
في المنطقة كانت قوات الاحتلال ترتكب المجازر في قطاع غزة وتواصل غاراتها على لبنان وسورية، بينما تساقطت صواريخ المقاومة على مستوطنات غلاف غزة، فيما كان العدوان الأميركيّ على اليمن يسجل المزيد من الغارات، والقوات اليمنيّة تعلن مزيداً من الاستهدافات للقطع البحريّة الأميركيّة في البحر الأحمر.
في لبنان التقت المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس برئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، وتبلّغت من المسؤولين اللبنانيين موقفاً موحّداً برفض أي لجان تفاوض سياسيّ مع كيان الاحتلال، واعتبار الأولوية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 لجهة انسحاب قوات الاحتلال وإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية، ليتمّ بعد ذلك بحث مستقبل سلاح المقاومة في إطار استراتيجيّة للدفاع الوطني، وكان ردّها أن واشنطن تقف مع لبنان وتحترم قراراته السياديّة وتعتبر رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة أصدقاء لأميركا، وأن ما تقوله ليس إملاءات ولا تجاوزاً للسيادة اللبنانية، بل هو نصائح صديق.
أكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أنّها «عقدت اجتماعات «رائعة» في لبنان»، قائلة «لديّ علاقة جيدة جدًا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وقد التقيت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونحن نتواصل بشكل منتظم ومن الجيد دائمًا رؤيتهم وجهًا لوجه، وأنا متحمّسة ومتفائلة بالحكومة الجديدة».
وقالت: نحن نطرح دائماً موضوع نزع سلاح حزب الله وليس الحزب فقط بل جميع الميليشيات في هذا البلد، ونستمرّ بالضغط على الحكومة لتطبيقٍ كاملٍ لوقف الأعمال العدائيّة، لقد دعمنا الجيش اللبناني لسنوات طويلة من تدريب وتمويل ومعدات والآن الجيش يقدر فعلًا بقيادة الرئيس عون على فرض مزيدٍ من السلطة وسنساعده للوصول إلى هذه الأهداف”.
وعن توقيت نزع السلاح أجابت أورتاغوس “في أسرع وقت ممكن”.
وأضافت “كلّما استطاع الجيش اللبناني الوصول إلى أهدافه ونزع سلاح جميع الميليشيات تحرّر الشعب اللبنانيّ بشكل أسرع من النفوذ الأجنبيّ والإرهاب والخوف”.
واعتبرت أنه “خلال السنوات العشر الماضية كانت الأمور محبطة جدًا، بين انفجار وانهيار مالي، لكن الآن هناك مجموعة من الأشخاص الوطنيين الذين يضغطون لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي طلبها صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة وشركاؤنا العرب في الخليج”.
وتابعت “على السلطة والشعب الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد وسنكون شريكًا وصديقًا، اما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة وهنا لا يتوقعون شراكة معنا”.
وفي سؤال عن “التطبيع”، ردّت أورتاغوس “لم أتحدّث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع، وما نركّز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائيّة ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية ونأمل أن نصل لاحقًا إلى مرحلة التفاوض وحلّ النزاعات الحدوديّة وغيرها من القضايا بين لبنان و”إسرائيل””.
ولفتت إلى أن “رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي إنشاء ثلاث لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الإسرائيلي”.
وعلى مقلب إعادة الإعمار، كشفت أنه “من منظور إدارة ترامب ننظر إلى إعادة الإعمار التي ستكون ضرورية في غزة جنوب لبنان وسورية، والمنطقة بحاجة ماسة إلى استثمارات”، قائلة “ورسالتي خصوصًا للحكومة الجديدة المثيرة للإعجاب هي: كيف نفكر في طريقة جديدة أفضل لإعادة إعمار جنوب لبنان؟”.
وأشارت إلى أنه “عندما ننظر إلى وقف الأعمال العدائيّة من الواضح أن حزب الله يجب أن يُنزع سلاحه ومن الواضح أن “إسرائيل” لن تقبل بإطلاق صواريخ على أراضيها. وهذا سبب وجودي هنا”.
واعتبرت أن “لبنان دولة مستقلة ديمقراطيّة ذات سيادة ونحترم سيادتها ونحن شركاء وأصدقاء ونعمل معًا من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلامًا في الشرق الأوسط”.
وقالت أورتاغوس “أنا لا آتي إلى هنا كممثلة للإدارة الأميركية لأفرض أوامر ولا أقول: “يجب أن تفعلوا كذا وكذا”، بل أشجّع وأقول: “إذا أردتم الاستمرار في الشراكة مع الولايات المتحدة، فعليكم الالتزام بشروط ومعايير معينة”.
وأضافت “في زيارتي الأولى إلى لبنان كان من المهم بالنسبة لي ألا يكون حزب الله ممثلًا في حكومة نواف سلام، وكان من المهم أيضًا ألا يكون هناك وزراء فاسدون لأن الفساد أضعف ثقة الناس وما نريده هو مساعدة لبنان على التحوّل من اقتصاد يعتمد على النقد إلى اقتصاد حديث”.
وكانت أورتاغوس التقت خلال زيارتها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام ووزير المالية ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وعدداً من السياسيين وجمعت إلى عشاء في السفارة عدداً من الوزراء وركّزت خلال لقاءاتها على ضرورة نزع السلاح، مؤكدة أن هناك قراراً بربط إعادة الإعمار بنزع السلاح.
وجدّدت أورتاغوس تأكيد أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني. كما نقلت الموفدة الأميركية تأكيدها على أهميّة الوضع الاقتصاديّ بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد.
وعبّرت أورتاغوس عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يُقدّم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها.
يُذكر أن الوزيرين جابر وعامر البساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسميّ في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.
إلى ذلك، أفادت المصادر بأن “أورتاغوس أبلغت القادة اللبنانيّين استحالة بقاء الوضع على حاله بظل وجود سلاح حزب الله”.
وأشارت المصادر إلى أن “أورتاغوس أبلغت القادة اللبنانيين أنه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين”.
وألمحت أورتاغوس إلى أنّ إعادة الإعمار في لبنان تتطلّب إنجاز الإصلاحات الاقتصاديّة وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، بما في ذلك مناطق الجنوب التي ما زالت تشهد تمركزًا لقواتٍ إسرائيليّة في خمسة مواقع استراتيجية، على الرغم من اتفاقٍ لوقف إطلاق النار صامدٍ منذ أكثر من عام بين “إسرائيل” وحزب الله. وذكرت مصادر رسميّة أنّ أورتاغوس شدّدت خلال لقاءاتها على ضرورة تكثيف وتسريع عمليات الجيش اللبناني في تفكيك البنية العسكريّة لحزب الله، بهدف حصر السلاح بيد الدولة فقط، من دون أن تحدّد جدولًا زمنيًّا نهائيًّا لذلك. ووصف كلٌّ من الرئيس اللبنانيّ جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، في بيانٍ مقتضب، محادثاتهما مع أورتاغوس بأنّها “بنّاءة وإيجابية”، موضحين أنّها تناولت تطورات الوضع في جنوب لبنان، والإصلاحات الاقتصاديّة، ومسألة حصر السلاح بيد الدولة، فضلًا عن خطواتٍ أخرى ترمي إلى إعادة الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي.
أمنياً، أغارت مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي على بلدة الناقورة قرب مركز للجيش اللبناني.
وكانت مسيّرة إسرائيليّة استهدفت، صباح أمس الأحد، حفارة لاستصلاح الأراضي بين قريتي زبقين والشعيتية في قضاء صور وأُفيد عن وقوع عددٍ من الجرحى، ليعلن مركز عمليّات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة لاحقًا، في بيان، أنّ “الغارة التي شنّها العدو الإسرائيلي على بلدة زبقين أدت في حصيلة إلى استشهاد مواطنين”. وفي هذه السّياق أعلن الجيش اللّبنانيّ، في بيانٍ له أن “المكان الذي قصفته إسرائيل صباحاً في بلدة زبقين بالجنوب واستشهد فيه شخصان لا يحوي وسائل عسكرية”.
كما أفادت تقارير ميدانيّة بأنّ طائرة مسيّرة إسرائيليّة استهدفت مركبة من طراز “رابيد” على طريق بلدة الناقورة في قضاء صور، إلّا أنّ المسيّرة لم تُصِبْ هدفها مباشرة، بل انفجرت على سقف السيارة. وفي سياقٍ متصل، ذكرت تقارير ميدانيّة أمس الأحد أنّ مسيّرة إسرائيليّة أخرى ألقت قنبلة بين بلدتي الطيبة وربّ ثلاثين في جنوب لبنان، فيما ألقى الجيش الإسرائيلي عددًا من القنابل المضيئة في الأجواء المقابلة لبلدة حولا الحدوديّة.
على صعيد موازٍ، سجّل توغّل لجرافة عسكرية إسرائيليّة تؤازرها دبابة “ميركافا” باتجاه بركة النقار عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شبعا، حيث عملت على تنفيذ عمليات تجريف ورفع سواتر في المنطقة. يُشار إلى أنّ آخر استهداف إسرائيليّ في جنوب لبنان وقع مساء الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه الاعتداءات في توقيت حسّاس يتزامن مع زيارة المبعوثة الأميركيّة الخاصّة بلبنان مورغان أورتاغوس، حيث أكّد المسؤولون اللّبنانيون، خلال لقائهم بها ضرورة إيجاد آلية لانسحاب “إسرائيل” من الأراضي اللّبنانيّة وإطلاق الأسرى.
*******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
لقاءات ماراتونية عكست اتّساع “التدقيق” الأميركي… أورتاغوس بلا إعلام استعجلت تنفيذ الالتزامات
عبّر بري لـ”النهار” عن ارتياحه لمناقشاته مع أورتاغوس، حيث حملت افكاراً عدة وبادلها بأخرى مع تركيزه على أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف وأن الراعي الأميركي للاتفاق مطلوب منه أن يمارس الضغوط السريعة على إسرائيل لتنفيذه
تركت الزيارة الثانية لبيروت التي قامت بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وبصمت إعلامي لافت للغاية، انطباعات ووقائع جديدة ومختلفة إلى حد ما عن تلك التي خلفتها زيارتها الأولى، ولو أن عمق الاتجاهات والمواقف التي أبلغتها إلى المسؤولين اللبنانيين ظلت على حالها. ذلك أن ثلاثة أيام أمضتها أورتاغوس بين عصر الجمعة وأمس الأحد، في لقاءات مكثفة متلاحقة شملت الرؤساء الثلاثة والعديد من الوزراء بالإضافة الى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، ومن خارج الإطار الرسمي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحده من دون القيادات السياسية، أبرزت أول ما أبرزته توسيع إطار “الرعاية” بل “الرقابة” التي توليها إدارة الرئيس دونالد ترامب للوضع في لبنان، وأن هذا الاتّساع برز على نحو لافت في معاينة أورتاغوس بدقة تفصيلية لملف الإصلاحات البنيوية الحكومية عبر لقاءاتها مع رئيس الحكومة نواف سلام ومعظم الوزراء المعنيين بالورشة الإصلاحية الحكومية. ويمكن الاستخلاص أن جولة اللقاءات المكثفة التي أجرتها الموفدة الأميركية أظهرت أن “السلاح” كما “الإصلاح” كانا على سوية متوازنة في الاتجاهات والمواقف التي تبادلتها أورتاغوس مع الذين التقتهم، علماً أن نبرة الحدة في التوعد غابت هذه المرة وحلت مكانها نبرة الحضّ والتشجيع على الوفاء بالالتزامات وتأكيد ثقة الموفدة الأميركية برئيسي الجمهورية والحكومة لجهة التزام احتكار السلطة للسلاح والمضي قدماً في المسار الإصلاحي.
واتخذت هذه الانطباعات مداها مع اجتماع ختمت به أورتاغوس لقاءاتها صباح أمس وضم وزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وتناول موضوع الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الإصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها، ولتلك التي يجري العمل على اقرارها وللبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالإصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الأخيرة.
وأفادت المعلومات أن الوفد اللبناني خرج من اللقاء الذي عقد في مقر السفارة الأميركية في عوكر بتصوّر إيجابي بعدما قدّم لأورتاغوس مجموعة من الطروحات والتفسيرات المتعلقة بالقوانين التي تعمل عليها الحكومة. كما جددت أورتاغوس التأكيد أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني، وأكدت أهمية الوضع الاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد. وعبّرت عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يقدم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها. ويذكر أن الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.
وجاء هذا الاجتماع بعدما التقت الموفدة الأميركية إلى عشاء في عوكر مساء السبت خمسة وزراء هم: فايز رسامني (الأشغال) جو صدي (الطاقة)، جو عيسى الخوري (الصناعة)، فادي مكي (التنمية الإدارية)، كمال شحادة (وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ).
ومع ذلك، نقلت تقارير اعلامية خليجية مساء أمس عقب نهاية زيارة أورتاغوس، أن الموفدة الأميركية أبلغت القادة اللبنانيين استحالة بقاء الوضع على حاله في ظل وجود سلاح “الحزب ” وأنه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين، ولكنها لم تحدد مهلا ولا مواعيد من أجل تسليم سلاح “الحزب “.
وأفادت المعلومات المستقاة من الجانب اللبناني بأن الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام خرجوا بمجموعة من “الانطباعات الايجابية” بعدما تسلّحوا بالتزام لبنان وقف إطلاق النار واستكمال بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية تدريجاً، وقد حضر سلاح “الحزب ” على الطاولة مع تشديد أورتاغوس على قيام الجيش اللبناني بمهمات أكبر في الجنوب وعلى طول الحدود مع سوريا من البقاع الى الشمال.
وعبّر بري لـ”النهار” عن ارتياحه لمناقشاته مع أورتاغوس، حيث حملت افكاراً عدة وبادلها بأخرى مع تركيزه على أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف وأن الراعي الأميركي للاتفاق مطلوب منه أن يمارس الضغوط السريعة على إسرائيل لتنفيذه. كما أن بري أبرز للموفدة الأميركية 18 قانوناً إصلاحياً أقرها مجلس النواب.
ووفق المعلومات، نقلت الموفدة الأميركية رسالةَ للبنان من أن تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف النار مِن قِبل بيروت جيّد لكنه بطيء، ولا بد من استعجال عملية تسليم “الحزب “سلاحه لأن الفرصة المتاحة اليوم للبنان ليست مفتوحة، كما أن الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت الحكومة بها جيدة لكنها وحدها، لا تكفي للفوز بالدعم الدولي وبالمساعدات لإعادة الاعمار، إذ أن حصر السلاح بيد الجيش يبقى الأهم بنظر واشنطن والأسرة الدولية برمّتها. وفي وقت لم تتحدث عن أي تطبيع للعلاقات بين لبنان وإسرائيل، خلافاً لما كان بعض الاعلام يروّج قبل وصولها إلى بيروت، عرضت أورتاغوس لتشكيل لجان ديبلوماسية تبحث في انسحاب إسرائيل من الجنوب وإطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية. غير أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اقترحا عليها أفكاراً جديدة، إذ عرضا تشكيلَ لجنة تقنية – عسكرية فقط، تبحث في ملف الترسيم الحدودي، ووضع الرئيس عون تصوراً وفق أولويات لبنان في معالجة القضايا العالقة أمنياً بدءاً من انسحاب إسرائيل وصولاً إلى ترسيم الحدود وتنفيذ وقف إطلاق النار بما يتضمنه لاحقاً حصرية السلاح بيد الجيش. كما أن سلام اقترح الديبلوماسية المكوكية التي اعتمدها سلف أورتاغوس، آموس هوكشتاين، إبان الترسيم البحري وأكد لها أن الجيش اللبناني سيواصل عمله لحصر السلاح بيد السلطة الشرعية وحدها.
وبالعودة الى الداخل برز موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أمس، إذ اعتبر أن “غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان”.
ميدانيات الجنوب
على الصعيد الميداني جنوباً، أعلنت قيادة الجيش أنها “في إطار متابعة الخروقات المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش في منطقتَي علما الشعب واللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو الإسرائيلي قد وضعها لإغلاق طريق داخل الأراضي اللبنانية، كما فككت عبوتَين استخدمهما العدو لتفخيخ هذه العوائق”. وأضافت أنّها “تُواصل العمل على إزالة الخروقات المعادية بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان – اليونيفيل، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على مناطق عدة في لبنان، وانتهاكاته لأمن اللبنانيين”.
وفي خرق إسرائيلي جديد لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، تعرضت بعض قرى الجنوب لقصف مدفعي إسرائيلي، كما أقدم الجيش الإسرائيلي على رمي قنابل مدفعية ومضيئة على بلدة حولا من جهة الغجر، والقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين. وتوغّلت جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي ترافقها دبابة ميركافا، إلى بركة النقار جنوب بلدة شبعا، حيث قامتا بعملية تجريف ورفع سواتر في المنطقة.
ونفذت طائرة استطلاع تابعة للجيش اللبناني من نوع “سيسنا”، تحليقاً على علو منخفض في بلدات جنوبية عدة. وذكرت المعلومات أن الطائرة اللبنانية جابت أجواء كوثرية الرز، جديدة أنصار، أنصار، الزرارية، عبا، الدوير، أبو الأسود.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة في بلدة زبقين قضاء صور، كما استهدفت سيارة “رابيد” في الناقورة. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ “طائرة لسلاح الجو أغارت على عنصرَين من “الحزب ” عملا في آلية هندسية في منطقة زبقين في جنوب لبنان وتم استهداف العنصرين أثناء قيامهما بمحاولة إعمار بنى تحتية تابعة للحزب “. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الحصيلة النهائية للغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على بلدة زبقين ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد جريح متأثرا بإصاباته البليغة.
كما أعلن مركزعمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة التي شنتها مسيّرة على حفارة في بلدة بيت ليف أدت إلى إصابة شخصين بجروح.
***********************************************
افتتاحية الشرق الاوسط
لبنان يتعهّد لأورتاغوس بسحب سلاح «الحزب »
نائبة المبعوث الأميركي وعدت بتزويد الجيش بمروحيات
بيروت: محمد شقير
التهويل الإعلامي بالويل والثبور على لبنان الذي استبق زيارة نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، لم يكن حاضراً في جولتها على رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام، ولقاءاتها مع عدد من الوزراء التي غابت عنها لغة الوعيد والتهديد بخلاف زيارتها السابقة، وحل مكانها، كما تقول مصادر رئاسية لـ«الشرق الأوسط»، تبادل النيات الحسنة لإيجاد الحلول للنقاط العالقة أمام عودة الاستقرار إلى الجنوب لتطبيق القرار 1701 بتعهد لبناني بحصر السلاح في يد «الشرعية» وسحبه من «الحزب » كممر إلزامي لبسط سلطة الدولة على أراضيها.
وقالت المصادر الرئاسية إن أورتاغوس تحدّثت مع الرؤساء الثلاثة بلغة هادئة كانت نقيضاً للتعابير التهديدية التي استخدمتها في لقاءاتها في زيارتها الأولى لبيروت، من دون أن تُسقط إصرارها على حصر السلاح بيد الدولة. وكشفت عن أنها تبلغت منهم أنْ لا جدال في حصريته الذي لم يعد قابلاً للنقاش وبات محسوماً، ويبقى التوقيت لسحب السلاح غير الشرعي، وهذا ما تأخذه الدولة على عاتقها بتواصلها مع «الحزب » للتوصل إلى وضع برنامج لاستيعابه.
تمادي إسرائيل
ولفتت إلى أن استعداد الدولة لوضع استراتيجية دفاعية، لا يعني أن سحب السلاح غير الشرعي سيبقى عالقاً إلى أمد مديد، قائلةً إن أورتاغوس استمعت إلى موقف الرؤساء في تسليطهم الضوء على الوضع الراهن في الجنوب بامتناع إسرائيل عن الالتزام بحرفية الاتفاق الذي نص على وقف النار، واحتفاظها بالنقاط الخمس، ورفضها الانسحاب، ومواصلة خروقها وانتهاكاتها للأجواء اللبنانية، وهذا ما يمنع الجيش اللبناني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة من توسيع انتشاره حتى الحدود الدولية، في مقابل التزام لبنان بالاتفاق وانسحاب «الحزب » من جنوب الليطاني، وامتناعه عن الرد على تمادي إسرائيل في اعتداءاتها بالتوازي مع وضع الجيش يده على منشآته العسكرية بما فيها الأنفاق.
ونقلت المصادر عن أورتاغوس ارتياحها لدور الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، وضبط الحدود بين لبنان وسوريا، وإقفال المعابر غير الشرعية ومنع التهريب، وإشادتها بالإجراءات المتخذة داخل مطار رفيق الحريري الدولي التي تحفظ أمنه والمسافرين، وتأكيدها أن واشنطن مستمرة في توفير الدعم للمؤسسة العسكرية، كاشفةً عن أنها ستزوّد الجيش بمروحيات، وهي تنتظر موافقة الكونغرس.
ونفت أن تكون قد حددت مهلة زمنية لسحب سلاح «الحزب » خلال أسابيع معدودة، خصوصاً في ضوء تأكيد الرئيس عون أن مسألة سحب السلاح غير الشرعي محسومة؛ انسجاماً مع ما تعهّد به في خطاب القسم باحتكار الدولة للسلاح، والذي تبنّته حكومة سلام في بيانها الوزاري بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، والتزامها بما نص عليه اتفاق الطائف ببسط سلطة الدولة على أراضيها.
وتوقفت المصادر أمام الأجواء المريحة التي عبّر عنها الرئيس بري لجهة وصف اجتماعه مع أورتاغوس بأنه كان إيجابياً ونقيضاً للقائها السابق. وقالت إن وحدة الموقف بين الرؤساء كان حاضراً في دفاعهم عن موقف لبنان، والتزامه تنفيذ ما يتوجّب عليه في الاتفاق الذي وضعته واشنطن بالشراكة مع باريس، وتشرف على تطبيقه لجنة خماسية برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز.
وأشارت المصادر إلى أن لبنان طالب أورتاغوس بالتدخل لدى إسرائيل للإفراج عن الأسرى اللبنانيين ووقف خروقها، والانسحاب من النقاط الخمس، إفساحاً في المجال أمام تثبيت الحدود الدولية بين البلدين، على أن تُتَّبع الأصول الدبلوماسية التي اعتُمدت بينهما للتوصل، برعاية واشنطن، إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
ومع أن أورتاغوس لم تتطرق إلى تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، فإن مصادر سياسية كشفت لـ«الشرق الأوسط» أنها لا تمانع إلحاق النقاط الخمس والأخرى الـ13 الواقعة على الخط الأزرق بثبيت الحدود بين البلدين، رغم أن الرؤساء طالبوا بتوفير الأجواء للشروع في تثبيتها، وهذا يتطلب من واشنطن التدخل لدى إسرائيل لإلزامها بالانسحاب الكامل من الجنوب.
رسالة سياسية
وأكدت المصادر أن أورتاغوس حرصت على الإشادة بدور عون وسلام، كأنها أرادت تمرير رسالة سياسية تنفي فيها كل ما يشاع عن أنها تأخذ على الأول عدم تمسكه بخطاب القسم، وتسجّل على الثاني تخليه عمّا تضمنه البيان الوزاري. ونقلت عنها ارتياحها للتعيينات الأمنية والعسكرية، ودعوتها للإفادة من التحولات الإيجابية التي شهدتها المنطقة وأرخت بظلالها على لبنان، وعدم التفريط بالفرصة المتاحة أمامه لإنقاذه، كونه يحظى حالياً باهتمام دولي قد لا يتكرر.
وتحدثت عن التواصل القائم بين قيادتي الجيش و«الحزب » الذي لم ينقطع، ويتصدّر جدول أعماله التحضير لمرحلة بدء استيعاب سلاح الحزب على قاعدة الالتزام بتطبيق الـ1701، طبقاً لما نص عليه اتفاق الطائف الذي يلقى تأييداً من الحزب، أسوةً بتأييده القرار المتعلق ببسط سلطة الدولة على أراضيها كافة.
وكشفت عن أن القيادتان تطرقتا إلى ضرورة ضبط الوضع في شمال الليطاني، لقطع الطريق على تذرّع إسرائيل بإطلاق الصواريخ التي كانت وراء توسيع غاراتها لتشمل الضاحية الجنوبية.
البيت الداخلي
كما كشفت المصادر عن أن أورتاغوس نصحت في لقاءاتها بفصل لبنان عن الحوار الأميركي – الإيراني، وعدم الرهان عليه في حال حصوله، لأن أحداً لا يمكنه التكهن بما سيؤول إليه سواء توقف أو استُكمل، وما على اللبنانيين سوى الانصراف لترتيب بيتهم الداخلي لإنقاذ بلدهم بحصر السلاح في يد الدولة بالتلازم مع تحقيق الإصلاحات.
لذلك يمكن القول، نقلاً عن المصادر، إن اللهجة التي استخدمتها أورتاغوس في زيارتها الأولى قد تغيّرت من دون أن تبدّل في أولوياتها، مع تقديرها لظروف لبنان الداخلية بعدم ربط سحب سلاح «الحزب » بجدول زمني، في ضوء تأكيد لبنان أنْ لا عودة عن سحب سلاحه، على أن يُترك للحكومة فترة سماح لإنضاج الظروف لسحبه شرط ألا تكون مديدة.
نهاية الجولة
وأنهت الموفدة الأميركية لقاءاتها في بيروت باجتماع مع وزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، حيث تناول اللقاء موضوع الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الاصلاحية المقرّة والعمل على تطبيقها، وتلك التي يجرى العمل على إقرارها، إضافة إلى البرنامج الاقتصادي ــ الإصلاحي ما يؤشر إلى مرحلة جدية وجديدة، للسير في الاصلاحات التي التزمتها الحكومة، والتي بدأت بالتعيينات الأخيرة.
إشارة إلى أن الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون، كوفد رسمي، في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان (أبريل) الحالي.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
أورتاغوس: لوقف الأعمال العدائية ونزع سلاح الحزب وإجراء الإصلاحات
على وقع استمرار الخرق الإسرائيلي لوقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701، وفي ظل عدم الاستجابة لدعوات المسؤولين اللبنانيين لوقف هذا الخرق والضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من المنطقة الحدودية، حطّ الاهتمام الدولي بلبنان دفعة واحدة، سواء عبر العواصم الغربية التي تتصدّرها واشنطن، أو عبر الهيئات المالية من صندوق النقد الدولي إلى البنك الدولي وغيرهما، وسط سؤال جوهري تكرّر في الآونة الأخيرة وركّزت عليه المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس: متى يبدأ لبنان في تنفيذ القوانين والإجراءات الإصلاحية؟
صحيح أنّ زيارة أورتاغوس إلى لبنان جاءت في سياق سياسي لحضّ اللبنانيين على حل موضوع سلاح «الحزب »، وضبط الحدود اللبنانية الجنوبية والشرقية. لكن الموفدة الأميركية خصّصت مساحة أساسية من زيارتها للبحث في الملفات المالية والاقتصادية اللبنانية. ومن هنا جاء اجتماعها المشترك مع كل من وزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان المركزي كريم سعيد. وعلمت «الجمهورية»، أنّ المبعوثة الأميركية اكّدت للمجتمعين أنّ دول العالم لن تُقدم على مساعدة لبنان وإعادة الإعمار فيه، كما حصل عام 2006، من دون إصلاحات مالية ومأسسة وشفافية.
هنا بالذات يتضح أنّ الاميركيين يهتمون بمقدار كبير بملف الدعم المالي عبر مؤسسات الدولة، لا غير، وتحديداً عبر مجلس الإنماء والإعمار، لمنع أي مسار مالي يستفيد منه «الحزب » او الهيئات البلدية والإنمائية التي تصبّ في بيئته الحزبية.
وبحسب المعلومات، فإنّ اهتمام المجتمع المالي الدولي، وواشنطن، يتركّز حالياً على ثلاثة عناوين تشكّل اختبار نيات الإصلاح:
ـ أولاً، تعديل قانون السرّية المصرفية، بشكل يتيح للمصرف المركزي مراقبة الحسابات المصرفية بدون قيود، أي الأسماء إلى جانب الأرقام. وهو مشروع أحالته الحكومة إلى مجلس النواب، بعدما كان آخر تعديل منذ ثلاثة أعوام اقتصرعلى مراقبة الأرقام فقط.
ـ ثانياً، قانون تنظيم المصارف، الذي وضع على طاولة البحث، وسيُستكمل درسه غداً.
ـ ثالثاً، تعيين مجلس إدارة جديد لمجلس الإنماء والإعمار.
وفي معلومات «الجمهورية»، انّه تمّ عرض تنفيذ القوانين السهلة التطبيق، وهي تتعلق بالهيئات الناظمة في كل القطاعات مع إصلاحات جوهرية في الكهرباء. لكن الجواب الدولي ومنه ما سألته اورتاغوس: متى التنفيذ؟
وعلى هذا الأساس، يتّجه مجلس النواب إلى تكثيف دراسته للملفات المطروحة، علماً انّ صندوق النقد الدولي كان طلب من لبنان إرسال القوانين المنجزة في العناوين الثلاثة السابقة، قبل جلسته الدورية المرتقبة بعد أسبوعين، من أجل تسريع اتخاذ قرارات الدعم المالي للبنان، لكن من الصعوبة بت البند المتعلق بتنظيم قطاع المصارف بهذه السرعة.
وأبدى المسؤولون الدوليون اهتماماً لافتاً بما قدّمه وزير المال ياسين جابر عبر قانون واحد لتنظيم القطاع المصرفي، جمع فيه قوانين بالمفرّق كانت موجودة: 1967 – الهيئة المصرفية العليا. و 1991 قانون النقد والتسليف.
وعلمت «الجمهورية»، أنّ الأميركيين راضون عن العناوين التي قدّمها جابر، وتلك التي حدّدها حاكم مصرف لبنان كريم سعيد في خطابه، خلال تسلمّه الحاكمية، في اعتبارها تشكّل مساحة بنيوية أساسية لحل الأزمات المصرفية، لتُصبح معالجة الودائع أمراً مطروحاً في المرحلة الثانية بعد إقرار لبنان الإصلاحات المطلوبة حالياً، قبل بتّ قرار مساعدته عبر صندوق النقد الدولي.
حضّ على الإصلاح
وفي هذا الإطار كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الإجتماع الذي عُقد بين أورتاغوس وكل من وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد تركّز على الإصلاحات التي يجب أن يطبّقها لبنان في مجالات مختلفة.
وأشارت المصادر إلى أنّ أورتاغوس اعتبرت انّ تنفيد تلك الإصلاحات هو ممر إلزامي لكسب ثقة المجتمع الدولي وللحصول على دعمه في عملية النهوض الاقتصادي والمالي.
وأوضحت هذه المصادر أنّ اورتاغوس حضّت الوزيرين والحاكم على المضي في الإصلاحات الضرورية، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالوضع المصرفي وبمكافحة الفساد، لأنّ احداً لم يعد مستعداً للمساعدة المجانية من دون وجود بيئة ملائمة. ولفتت المصادر إلى أنّ أورتاغوس بدت في مواقفها وكأنّها لا تمثل إدارتها فقط بل المجتمعين الدولي والعربي.
وفي الإطار ذكرت وزارة المال في بيان لها، أنّ «اللقاء تناول موضوع الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الإصلاحية المقرّة، والعمل على تطبيقها، ولتلك التي يجري العمل على إقرارها و للبرنامج الاقتصادي الاصلاحي، اللذين يؤشران إلى مرحلة جدّية وجديدة للسير بالإصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الأخيرة». وأشار البيان إلى أنّ جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الجاري.
جولة اورتاغوس
وكانت اورتاغوس أجرت في عطلة نهاية الأسبوع جولة طويلة من المحادثات في لبنان، تصدّرتها لقاءاتها مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب لقاءات عقدتها مع عدد من القيادات السياسية ومع وزراء دعتهم إلى مقر إقامتها في السفارة الاميركية في عوكر.
وقد تنوعت الروايات حول هذه اللقاءات وما حملته اورتاغوس في جعبتها من مواقف ومقترحات تلخّص الموقف الأميركي من الأوضاع اللبنانية على كل المستويات.
رواية أولى
وفي رواية أولى، لفتت مصادر معنية عبر «الجمهورية» إلى اختلاف اللهجة التي تميّزت بها جولة أورتاغوس الحالية عن اللهجة التي تحدثت بها في زيارتها السابقة، إذ بدت متكتمة إجمالاً وهادئة، فيما كانت فجّة جداً وخرجت عن المعايير الديبلوماسية المعتمدة خلال زيارتها الأولى، إلى حدّ يصعب على المسؤولين اللبنانيين أن يتقبّلوه. وهذا ما اعتبره البعض تفهماً من جانب الوسيطة الأميركية لبعض الخصوصيات اللبنانية.
لكن المصادر إيّاها كشفت أنّ هذا التكتم، أو الطابع الجديد الذي حرصت أورتاغوس على إشاعته في اليومين الأخيرين، لا يعني أنّها كانت أكثر ليونة في محادثاتها داخل الغرف المقفلة. وفي الواقع، هي أبدت تفهماً جديراً بالاهتمام لخصوصية لبنان، سواء في ملف السلاح أو ملف إدخال ديبلوماسيين في فرق التفاوض مع إسرائيل، لكن هذا التفهم بقي في حدود الشكل لا المضمون. إذ أصرّت على أولوية أن تلتزم الحكومة اللبنانية برمجة واضحة لتسلّم السلاح من «الحزب » في كل المناطق، في مدى قريب نسبياً. لكنها بدت أقل إلحاحاً في مطلب المفاوضات الديبلوماسية، واقتنعت بأنّها يمكن أن تتحقق في مراحل لاحقة.
كما أنّها لم تتجاوب مع مطالب عون وبري وسلام المساعدة في الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط التي ما زالت تحتلها، ووقف ضرباتها العسكرية في كل المناطق، بما فيها العاصمة. ففي هذا الشأن، نقلت أورتاغوس موقفاً أميركياً يدعم موقف إسرائيل، إلى أن يفي الجانب اللبناني بالتزاماته المتعلقة بسلاح «الحزب ».
مقابلة خاصة
وأكّدت اورتاغوس في مقابلة خاصة للـLBCI مساء أمس، أنّها «عقدت اجتماعات «رائعة» في لبنان»، قائلة: «لديّ علاقة جيدة جدًا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وقد التقيت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونحن نتواصل في شكل منتظم، ومن الجيد دائمًا رؤيتهم وجهًا لوجه، وانا متحمسة ومتفائلة بالحكومة الجديدة». وأضافت: «نحن نطرح دائماً موضوع نزع سلاح «الحزب » وليس الحزب فقط بل جميع الميليشيات في هذا البلد، ونستمر في الضغط على الحكومة لتطبيقٍ كاملٍ لوقف الأعمال العدائية. لقد دعمنا الجيش اللبناني لسنوات طويلة من تدريب وتمويل ومعدات، والآن الجيش يقدر فعلًا بقيادة الرئيس عون على فرض مزيدٍ من السلطة، وسنساعده للوصول إلى هذه الأهداف». وعن توقيت نزع السلاح قالت اورتاغوس: «في أسرع وقت ممكن».
وأضافت: «كلّما استطاع الجيش اللبناني الوصول إلى أهدافه ونزع سلاح جميع الميليشيات كلما تحرّر الشعب اللبناني بشكل أسرع من النفوذ الأجنبي والإرهاب والخوف». واعتبرت انّه «خلال السنوات العشر الماضية كانت الأمور محبطة جدًا، بين انفجار وانهيار مالي، لكن الآن هناك مجموعة من الأشخاص الوطنيين الذين يضغطون لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي طلبها صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة وشركاؤنا العرب في الخليج». ورأت أنّ «على السلطة والشعب الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح «الحزب » وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد وسنكون شريكًا وصديقًا، اما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة وهنا لا يتوقعوا شراكة معنا».
ورداً على سؤال عن «التطبيع»، أجابت اورتاغوس: «لم أتحدث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع، وما نركّز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائية ونزع سلاح «الحزب » والإصلاحات الاقتصادية. ونأمل في أن نصل لاحقًا إلى مرحلة التفاوض وحلّ النزاعات الحدودية وغيرها من القضايا بين لبنان وإسرائيل». ولفتت إلى انّ «رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي إنشاء ثلاث لجان ديبلوماسية للبحث في ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الإسرائيلي».
عن إعادة الإعمار، كشفت اورتاغوس انّ «من منظور إدارة ترامب ننظر إلى إعادة إعمار التي ستكون ضرورية في غزة وجنوب لبنان وسوريا، والمنطقة في حاجة ماسّة إلى استثمارات، ورسالتي خصوصًا للحكومة الجديدة المثيرة للإعجاب هي: كيف نفكر في طريقة جديدة أفضل لإعادة إعمار جنوب لبنان؟». واشارت إلى انّه «عندما ننظر إلى وقف الأعمال العدائية من الواضح أنّ «الحزب » يجب أن يُنزع سلاحه، ومن الواضح أنّ إسرائيل لن تقبل بإطلاق صواريخ على أراضيها. وهذا سبب وجودي هنا». واعتبرت انّ «لبنان دولة مستقلة ديموقراطية ذات سيادة ونحترم سيادتها ونحن شركاء وأصدقاء ونعمل معًا من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلامًا في الشرق الأوسط». وقالت: «أنا لا آتي إلى هنا كممثلة للإدارة الأميركية لأفرض أوامر ولا أقول: «يجب أن تفعلوا كذا وكذا» بل أشجع وأقول: «إذا أردتم الاستمرار في الشراكة مع الولايات المتحدة، فعليكم الالتزام بشروط ومعايير معينة». واضافت: «في زيارتي الأولى للبنان كان من المهمّ بالنسبة اليّ أن لا يكون «الحزب» ممثلًا في حكومة نواف سلام، وكان من المهم أيضًا أن لا يكون هناك وزراء فاسدون، لأنّ الفساد أضعف ثقة الناس، وما نريده هو مساعدة لبنان على التحوّل من اقتصاد يعتمد على النقد إلى اقتصاد حديث».
الجنوب والخرق الإسرائيلي
في غضون ذلك، تواصلت الخروقات الإسرائيلية لوقف النار والقرار الدولي 1701، وكان منها غارة جوية على بلدة زبفين استهدفت حفارة وسيارة «رابيد» ما أدّى إلى سقوط شهيدين، سائق الحفارة علي. ح .صليبي (30 عامًا) وصاحبها ع. ف. بزيع (17 عامًا) وجرح عاملين سوريين. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ «طائرة لسلاح الجو أغارت على عنصرَين من «الحزب » عملا في آلية هندسية في منطقة زبقين في جنوب لبنان». وأضاف عبر منصة «إكس»: «تمّ استهداف العنصرين أثناء قيامهما بمحاولة إعمار بنى تحتية تابعة للحزب».
لكن مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني اصدرت مساء امس البيان الآتي: «في 2025/4/6، ضمن إطار الاعتداءات المتكرّرة من جانب العدو الإسرائيلي، استهدف جرافة وحفارة خلال أعمال استصلاح أراضٍ في جوار بلدة زبقين – صور ما أدّى إلى استشهاد مواطنَين، وتبين عدم وجود وسائل عسكرية في المكان».
***********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الموفدة الأميركية عن «الاجتماعات الرائعة»: لنزع السلاح أو تباطؤ ولا شراكة
السؤال الملحّ، والبديهي هو: بماذا وعدت الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس التي أمضت يومين في بيروت، ولم تكتفِ بما سمعت، بل شاهدت وعانت بأم العين خطوات عملية على الارض في ما خصّ التزام لبنان القاطع بالقرار 1701، والسير في سيرة الاصلاحات المالية والادارية والمصرفية، في ضوء التعيينات المهمة التي شملت تعيين قائد للجيش اللبناني وقادة للاجهزة الامنية وتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان.
وبطريقة عملية، هل وعدت اورتاغوس المسؤولين بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس، والنقاط 13 عند الخط الازرق، ووقف انتهاكات القرار 1701؟
بعدها يأتي الحديث عن مرحلة ما يسمى بترسيم الحدود البرية. وحينها لن يكون ملف من يمثل لبنان، على درجة من الخطورة، ما دام لبنان انخرط بمفاوضات أدت إلى الترسيم البري بين لبنان واسرائيل.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس شرحت امام المسؤولين اللبنانيين ثوابت أميركية واضحة بشأن سحب سلاح الحزب وإجراء الإصلاحات وإن بدت لغتها اخف وطأة، ولفتت إلى أن محادثاتها وصفت بالبناءة ولم تأتِ كما اشيع على شكل الفرض وإن تحدثت بلغة الحض منعا لأية نتائج لا يرغب بها الجانب اللبناني.
وأوضحت هذه المصادر أن المسؤولة الأميركية مهتمة بالملف اللبناني وخطوات الترسيم وغير ذلك وستتابعها وفق اتصالات دائمة.
وأوضحت أن الموقف اللبناني أعاد التأكيد على الالتزام بالقرار ١٧٠١ والبيان الوزاري وانه عازم على إتمام الإصلاحات.
وعلى ذلك، كانت الدبلوماسية الاميركية تلتقي وزراء والحاكم سعيد في مقر السفارة الاميركية في عوكر، ويتناول البحث المال والمصارف والاقتصاد، وما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري حول حصرية السلاح، مطالبة باعادة الهيكلة العسكرية والبدء بتسليم سلاح الحزب أو وضع جدول زمني لذلك.
ونقل وزير شارك في الاجتماعات (وزير التكنولوجيا كمال شحادة) عن الموفدة قولها: عندما يبدأ لبنان بتجميع السلاح على جميع الاراضي اللبنانية ويتم حصره بيد الدولة «عندها تتوقف الهجمات الاسرائيلية».
ونقل عن اورتاغوس قولها أيضاً أنها قد تعود بعد الفصح إلى المنطقة، وتزور اسرائيل ولبنان.
والمثير للاهتمام أيضاً، اجتماع اورتاغوس مع الرؤساء الثلاثة، في مقراتهم على انفراد، قبل المحادثات الموسعة، ووصفت الاجتماعات بالرائعة في لبنان، وقالت: لدي علاقة جيدة جداً مع الرئيسين عون وسلام، وقد التقيت الرئيس بري، ونحن نتواصل بشكل منتظم، ومن الجيد دائماً رؤيتهم وجهاً لوجه، فأنا متحمسة ومتفائلة بالحكومة الجديدة..
وقالت أورتاغوس لـ l.b.C أن «رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي انشاء ثلاث لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الاسرائيلي.
أضافت : لم أتحدث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع، وما نركز عليه الآن هو تنفيذ وقف الاعمال العدائية ونزع سلاح حزب، والاصلاحات الاقتصادي، ونأمل أن يصل لاحقاً إلى مرحلة التفاوض وحل النزاعات الحدودية وغيرها من القضايا بين لبنان واسرائيل.
ورأت أن: السلطة والشعب عليهم الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح الحزب وتطبيق وقف الاعمال العدائية أو إنهاء الفساد، وسنكون شريكاً وصديقاً، أما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة، وهنا لا يتوقعوا شراكة معنا.
أضافت: كلما استطاع الجيش اللبناني الوصول إلى أهدافه ونزع سلاح جميع الميليشيات كلها تحرر الشعب اللبناني بشكل أسرع من النفوذ الاجنبي للارهاب والخوف.
وأشارت: دعمنا الجيش اللبناني لسنوات طويلة من تدريب وتمويل ومعدات،والآن الجيش يقدر فعلاً بقيادة الرئيس عون على فرض مزيد من السلطة وسنساعده للوصول إلى هذه الاهداف، وطالبت نزع سلاح الحزب في اسرع وقت ممكن.
وأعربت عن حماسها وتفاؤلها «بهذه الحكومة الجديدة» ونحن نطرح دائماً موضوع نزع سلاح الحزب ، وليس الحزب فقط، بل جميع الميليشيات في هذا البلد، ونستمر بالضغط على الحكومة لتطبيق كامل لوقف الاعمال العدائية.
وقال الوزير جابر: ليس هناك تهديدات، بل هناك إعلان عن مواقف، وهذه المواقف سبقت قدوم أورتاغوس، لكنها أعادت التشديد عليها.
وأكد:الحكومة تقوم بتنفيذ الكثير من القوانين الاصلاحية الموجودة منذ سنوات، وهذا ما تحدث عنه الرئيس بري، والحكومة تسير في خطوات سريعة، وهناك تغيير حقيقي، بدأ خاصة في قطاع الكهرباء.
ماذا رأت وسمعت؟
والمعلومات تشير إلى أن الموفدة الاميركية ، التي انطلقت من الحاجة إلى رؤية أفعال بدل تكرار الاقوال، أبلغها الجانب اللبناني أن الجيش اللبناني يعمل، دون كلل على وقف اطلاق النار ونزع سلاح الحزب في الجنوب، من دون أي تداعيات تؤثر سلباً على الاستقرار..
وأظهر الرئيس نبيه بري أمامها مجموعة القوانين الاصلاحية، التي أقرها مجلس النواب، وهي لا تقل عن 19 قانوناً، تراعي المطالب المتعلقة الشفافية ومكافحة الفساد وتبييض الاموال وغير ذلك..
وأمام الدولة خطوات تبدو ضرورية أهمها: ارسال قوانين السرية المصرفية واصلاح نظام المصارف (الموضوع أمام مجلس الوزراء غدا)، فضلاً عن التعيينات في مجلس الانماء والاعمار، وهذه من شروط صندوق النقد الدولي.
وكانت أورتاغوس ناقشت في اليوم الثاني لزيارتها بيروت مع وزيري المال والاقتصاد ياسين جابر وعامر البساط، ثم مع حاكم مصرف لبنان كريم سعيد مشاريع الاصلاحات والسياسات المالية العتمدة، خصوصاً لجهة مكافحة الاقتصاد غير الشرعي، المتمثل بتبيض الاموال والارهاب..
مع الاشارة إلى ان الوزيرين جابر والبساط مع الحاكم سعيد سيشاركون كوفد رسمي لبناني في اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الجاري.
ووفق المعلومات خرج الوفد اللبناني بتصور إيجابي من اجتماع عوكر مع الموفدة الأميركية . وأن الوفد اللبناني قدّم لأورتاغوس مجموعة من الطروحات والتفسيرات المتعلقة بالقوانين التي تعمل عليها الحكومة الجديدة.
لكن جددت أورتاغوس التأكيد «أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني. كما نقلت الموفدة الأميركية تأكيدها على أهمية الوضع الاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد.
وعبّرت أورتاغوس عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يقدم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها.
يذكر ان الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي. ويزور وزيرا المال والاقتصاد دولة الكويت الثلاثاء المقبل، وفق ما أكده المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر لبحث العلاقات الاقتصادية والمالية بين البلدين.
تفاصيل لقاءات اورتاغوس
وقد استهلّت الموفدة الأميركية أورتاغوس زياراتها إلى المسؤولين اللبنانيين السبت، بلقاء مع الرئيس عون وكانت ترتدي قلادة تحمل «نجمة داوود»، الرمز الديني اليهودي التقليدي. وهي المرة الثانية التي تثير فيها أورتاغوس الجدل بهذا الشعار الديني، بعدما ارتدت سابقاً خاتماً يحمل الرمز نفسه خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان. لكنهافي لقائها مع الرئيس نبيه بري اخفت النجمة تحت ثيابها خشية سماع كلمة «مش على خاطرها».
وفي معلومات عن لقاءاتها في بيروت مع الرؤساء عون وبري ونواف سلام، دعت اورتاغوس «الى ضرورة أن يترافق مسار الإصلاح المالي والاقتصادي مع خطوات جدية لنزع السلاح غير الشرعي في لبنان، معتبرة أن استعادة الثقة الداخلية والدولية تمرّ عبر هذه المعادلة.وتحدّثت أورتاغوس، بحسب المعلومات، بالتفصيل عن ملف السلاح، مؤكدة أن أي جهود لإعادة الإعمار أو تأمين الدعم المالي الدولي ستبقى محدودة ما لم يُعالج هذا الملف بشكل جذري ومتوازٍ مع الإصلاحات. ولكن «أورتاغوس لم تحدد مهلًا زمنية ولا مواعيد من أجل تسليم سلاح الحزب .»
وطلبت أورتاغوس «استكمال الجيش اللبناني للإجراءات التي يقوم بها لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل في الجنوب وضبط اطلاق الصواريخ من لبنان منعاً للفوضى، وعلى أهمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتثبيت الاستقرار». وطرحت موضوع الإصلاحات المرتبطة بصندوق النقد الدولي، معتبرة أن هذا الملف يُعادل في أهميته الملف الأمني، ويُشكّل مدخلاً ضرورياً لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
كما أثنت على أهميّة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، وشدّدت على أنّ أمام لبنان فرصة ذهبية بفضل الزخم الدولي الداعم والإصلاح الذي تجسّده الوجوه الحالية في السلطة مشيرةً إلى أن الفرصة لا تدوم طويلاً.لكنها لم تقدم اي ضمانات بوقف الاعتداءات الاسرائيلية لانها اصلا لم تحضر لمثل هذه المهمة.
وكان الجواب اللبناني اعتماد اللجنة التقنية العسكرية كما جرى في فترة الترسيم البحري أو الديبلوماسية المكوكيّة كما كانت على أيّام سلفها آموس هوكشتاين. وأفادت المعلومات أن الرئيس عون رد على الطرح الأميركي بتشكيل ثلاث لجان دبلوماسية لمناقشة الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل، فاقترح تشكيل لجنة تقنية تتولى بحث مسألة الحدود البرّية، بما ينسجم مع المقاربة اللبنانية المعتمدة سابقًا في ملف الترسيم البحري.و قدّم تصوراً جدياً للتعامل مع القضايا الأمنية العالقة، انطلاقاً من أولوية الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، مروراً بترسيم الحدود، ووصولاً إلى تنفيذ وقف إطلاق النار وتكريس مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. فيما اقترح الرئيس سلام «الدبلوماسية المكوكية» التي اعتمدها سلف اورتاغوس اموس هوكشتاين خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.وابدت اورتاغوس ترحيباً بالفكرة.
ونوّهت خلال لقائها رئيس الحكومة بأهمية الخطة الإصلاحية التي وضعتها الحكومة اللبنانية، وأعربت عن دعمها لخطوة إعادة هيكلة المصارف اللبنانية كجزء من خطة الإصلاح الاقتصادي والمالي.. وتم التطرق خلال الاجتماع إلى ملف ضبط الحدود اللبنانية السورية ومنع عمليات التهريب، وأوضح الرئيس سلام لأورتاغوس أن الجيش اللبناني بدأ بالفعل تنفيذ الإجراءات اللازمة على الحدود لمنع التهريب، وأن هذه الإجراءات ستستكمل بشكل منتظم.
وتوقفت أمام سلام على أهمية رفع السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، وقد أكّدت لرئيس الحكومة أهمية الإجراءات التي اتُّخذت في مطار بيروت.
وركز المسؤولون اللبنانيون على ضرورة إيجاد آلية لانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإطلاق الأسرى. وأكد لبنان الرسمي لأورتاغوس أن في ما يتعلق بنزع سلاح الحزب بدأ الجيش بالمهمّة، إلا أن الرد الأميركي جاء أنّ الخطوات تبدو بطيئة ويجب تسريعها حتى بسط سلطة الدولة على كل أراضيها.
وفي سياق الحديث عن إعادة الإعمار، تم التطرق إلى استعداد بعض المغتربين اللبنانيين للمشاركة في مشاريع متعلقة بهذا الملف، مع التأكيد على أهمية وقف الضربات العسكرية، حيث أبدت المبعوثة الأميركية تفهماً لهذه المطالب.
والتقت اورتاغوس ايضا وزير الخارجية يوسف رجي الى مأدبة غداء في منزل السفيرة الاميركية ليزاجونسون، كما زات رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع.
كما استضافت أورتاغوس الى وليمة عشاء السبت في عوكر 5 وزراء من الحكومة وهم: فايز رسامني (الأشغال)، جو صدي (الطاقة)، جو عيسى الخوري (الصناعة)، فادي مكي (التنمية الإدارية)، كمال شحادة (وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ). وجرى بحث في مشاريع الوزارات الخمس في مجال الاصلاحات المرتقبة.
وافيد ان أن أحد الوزراء أكد في مداخلاته على ضرورة دعوة الولايات المتحدة للعب دور الوسيط من أجل «التمكن من العمل بالأجندة الإصلاحية» والوصول إلى النتائج المرجوة. وأوضحت المصادر أن الوزير أشار إلى أن البيان الوزاري يتضمن التزام لبنان الواضح بقرار مجلس الأمن 1701 وضرورة حصرية السلاح في يد الدولة، مؤكدًا أن الحكومة بحاجة لبعض الوقت لتحقيق هذه الأهداف.
واستمعت الموفدة الأميركية إلى المداخلات، وأكدت أنها تتابع سير العمل في لبنان، مشددة على ضرورة تسريع وتيرة عمل الجيش اللبناني. ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع تميز بطابع هادئ ولم يشهد أي لهجة تهديد أو وعيد، بل كان تواصلًا يركز على تسريع الإجراءات وتنسيق الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.
العدوان على مسمع ومرآى من الموفدة
ولم توقف دولة الاحتلال انتهاكاتها لقرار وقف النار على الرغم من محادثات اورتاغوس فقد بكّر العدو الاسرائيلي في اعتداءاته امس، على قرى الجنوب فتعرضت قرى الوزاني إلى قصف مدفعي إسرائيلي وأقدم جيش الاحتلال على رمي قنابل مدفعية ومضيئة على بلدة حولا من جهة الغجر. ولاحقاً، ألقت محلقة معادية قنبلة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين، وإلى جانب ذلك، توغلت جرافة تابعة للإحتلال الاسرائيلي محمية بدبابة ميركافا الى بركة النقار جنوب بلدة شبعا، وقامت بعملية تجريف ورفع سواتر في المنطقة.
وظهر أمس،استهدفت مسيّرة معادية حفارة بوكلين لاستصلاح الأراضي وسيارة «رابيد» بين قريتي زبقين والشعيتية في قضاء صور ماداى الى ارتقاء شهيدين.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي: «ان طائرة لسلاح الجو أغارت على عنصرين للحزب عمِلا بآلية هندسية في منطقة زبقين».
ودوت صفارات الإنذار في مستعمرتي «افيفيم ويرؤون» بالجليل الغربي نتيجة تشخيص خاطيء.
من جهة اخرى سجل تحليق لطائرة من نوع «سسينا» تابعة للقوات الجوية اللبنانية في اجواء بلدات الدوير، انصار، كوثرية الرز، عبا، جبشيت، حاروف، تول ، الشرقية ومنطقة ابو الاسود وعلى علو متوسط.
وليلاً، تدهور الوضع في القطاع الغربي، فأغارت مروحيات العدو على محيط مركز الجيش اللبناني في الناقورة، وتحركت سيارات الاسعاف الى مكان الغارة، وحسب ما علم، فإن المروحية المعادية استهدفت غرفة جاهزة ودمرتها. ودوت صافرات الانذار في مركز اليونيفيل في الناقورة والمنصوري.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الحزب يتعامل بحذر مع «هدوء» أورتاغوس
إسرائيل تواصل اغتيالاتها… والعين على لقاء نتنياهو ــ ترامب – بولا مراد
يفترض ان تتضح هذا الاسبوع نتائج زيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت، خاصة وانها قررت المغادرة بعد رقم قياسي من اللقاءات، التي عقدتها مع مسؤولين لبنانيين من دون الادلاء بأي تصريح، وترك الساحة مجددا للتوقعات والتخمينات، وللاجواء التي يشيعها مستشارو الرؤساء الثلاثة ، الذين اجمعوا على ان المبعوثة الاميركية اتت بـ «ديبلوماسية ناعمة» هذه المرة، تعاكس الحدية التي طبعت زيارتها الاولى، وان كل ما سبق الزيارة لجهة ترويج البعض لتهديد ووعيد، لم يكن له اساس من الصحة، انما يندرج حصرا في اطار تمنيات البعض.
الحزب حذِر
الا ان التطمينات والأجواء المريحة التي سيطرت على الاجواء العامة نهاية الاسبوع، يتعاطى معها مقربون من الحزب بحذر، خاصة وان «اسرائيل» لم تنتظر مغادرة اورتاغوس، حتى تعاود عملية اغتيالاتها وتواصل خروقاتها لاتفاق وقف النار. وقالت مصادر مطلعة ان «الحزب يراقب بحذر الحركة الاميركية، ويُدرك انه لا يفترض الاطمئنان لها، خاصة وان تجربته السابقة خلال ايلول الماضي، تؤكد ان كل التطمينات التي كانت تصل عبر واشنطن لمسؤولين لبنانيين عن توسعة للحرب، كان هدفها على ما يبدو دعم «اسرائيل» في خلق عامل مفاجأة، كان اساسيا جدا في حرب ايلول».
واشارت المصادر لـ «الديار» الى ان «الأنظار تتجه راهنا الى اللقاء الذي يعقده الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو في واشنطن اليوم الاثنين، بحيث ان نتائجه ستكون لا شك حاسمة لجهة مصير المواجهة الاميركية- «الاسرائيلية» المفتوحة مع محور المقاومة في المنطقة»، مضيفة: « لا نتوقع اي ضغوط اميركية لوقف الابادة المستمرة في غزة، بل بالعكس تجديد للضوء الاخضر المُعطى، مع خشية حقيقية من السير بتصعيد اضافي على جبهة لبنان<.
وبحسب المعلومات الواردة من واشنطن، فان لقاء ترامب- نتنياهو سيبحث بشكل اساسي بملف رفع الرسوم الجمركية، الحرب في غزة ، الجهود لإعادة الأسرى «الاسرائيليين»، العلاقات «الإسرائيلية»- التركية، اضافة الى احتمال توجيه ضربة عسكرية لطهران، وهو ما يريده نتنياهو وسيحاول اقناع ترامب به.
وصاية اميركية؟
وبالعودة الى التطورات الداخلية اللبنانية، فان المبعوثة الاميركية وقبل مغادرتها بيروت امس الاحد، عقدت اجتماعا ضم وزيري المالية ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، تناول موضوع الاصلاحات التي باشرت بها الحكومة، من خلال عرض للقوانين الاصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها، ولتلك التي يجري العمل على اقرارها ، وللبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالاصلاحات، التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الاخيرة.
ومن المتوقع، ان تُقر الحكومة في جلستها التي تعقدها يوم غد الثلاثاء مشروع قانون هيكلة المصارف، الذي كان مجلس الوزراء ناقشه مطولا الاسبوع الماضي. وقالت مصادر شاركت بلقاءات اورتاغوس لـ «الديار» ان «واشنطن مرتاحة للاجراءات السريعة التي تتخذها الحكومة بملف الاصلاحات المالية، لكنها تعتبر اننا لا نزال في اول الطريق، وان المطلوب استكمال هذا العمل بالسرعة المطلوبة، او ان يسير بالتوازي مع ما هو مطلوب امنيا وعسكريا من لبنان».
بالمقابل، نبهت مصادر سياسية واسعة الاطلاع من ان «شكل ومضمون اللقاءات التي عقدتها اورتاغوس تجعلها تبدو كأنها وصية على لبنان، واننا في ابهى حلل الوصاية الاميركية على البلد بكل تفاصيله، السياسية والامنية والاقتصادية والمالية.. اذ يبدو واضحا انها تغوص في تفاصيل الملفات مع كل الوزراء والمسؤولين دون استثناء».
التطورات الميدانية
وكما كان متوقعا، لم تبذل اورتاغوس اي جهد يُذكر لردع العدوان «الاسرائيلي» المتواصل على لبنان، اذ شن العدو يوم امس الاحد غارات ادت في بلدة زبقين إلى استشهاد شخصين واصابة آخرين في بلدة بيت ليف، كما أن مسيرة معادية انفجرت فوق سيارة «رابيد» على طريق بلدة الناقورة قضاء صور، من دون تسجيل وقوع اصابات.
هذا وعملت جرافة «اسرائيلية» بحماية دبابة «ميركافا» على رفع سواتر ترابية في محور بركة النقار الى الغرب من بلدة شبعا، في حين قصفت المدفعية المرتفعات الجنوبية لبلدة كفرشوبا، والتي تعرضت ايضا لرشقات رشاشة.
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش أنه «في إطار متابعة الخروقات المستمرة من قبل العدو الإسرائيلي، عملت وحدة من الجيش في منطقتَي علما الشعب واللبونة – صور على إزالة عوائق هندسية كان العدو قد وضعها لإغلاق طريق داخل الأراضي اللبنانية، كما فككت عبوتَين استخدمهما العدو لتفخيخ هذه العوائق».
وأشارت القيادة الى أنها «تُواصل العمل على إزالة الخروقات المعادية بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على عدة مناطق في لبنان، وانتهاكاته لأمن اللبنانيين».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
أورتاغوس تستعجل حصر السلاح بيد الدولة
لم تصرّح المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس بعد اي من اللقاءات التي أجرتها اول امس مع المسؤولين اللبنانيين. غير أن الحزم الذي تحدّثت به في زيارتها الاولى، أمام الإعلام، حين رفضت توزير الحزب ورفعت سقفَ الشروط السياسية في وجه الدولة اللبنانية، لم يتغيّر بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ»المركزية»، مشيرة الى ان الضيفة الأميركية، لم تلجأ الى اي تهديد او وعيد كما كان يروّج البعض قبل الزيارة، الا انها نقلت، بدبلوماسية ولطف وصرامة في آن، الرسالةَ الاميركية للبنان: تطبيقُ القرار 1701 واتفاق وقف النار مِن قِبل بيروت جيّد لكنه بطيء، ولا بد من استعجال عملية تسليم الحزب سلاحه لأن الفرصة المتاحة اليوم للبنان ليست مفتوحة، كما ان الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت الحكومة بها جيدة لكنها وحدها، لا تكفي للفوز بالدعم الدولي وبالمساعدات لإعادة الاعمار، اذ ان حصر السلاح بيد الجيش يبقى الأهم بنظر واشنطن والأسرة الدولية برمّتها.
أفكار لبنانية
وفي وقت لم تتحدث عن اي تطبيع للعلاقات بين لبنان واسرائيل، خلافا لما كان الاعلام الممانع يروّج قبل وصولها الى بيروت، تتابع المصادر، عرضت اورتاغوس لتشكيل لجان دبلوماسية تبحث في انسحاب اسرائيل من الجنوب واطلاق الاسرى وترسيم الحدود البرية. غير ان لبنان الرسمي، وعلى لسان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، اقترح عليها افكارا جديدة. فقد عرضا تشكيلَ لجان «تقنية – عسكرية» فقط، تبحث في ملف الترسيم الحدودي، ووضع الرئيس عون تصورا وفق أولويات لبنان في معالجة القضايا العالقة أمنيا بدءا من انسحاب اسرائيل وصولا إلى ترسيم الحدود وتنفيذ وقف إطلاق النار بما يتضمنه لاحقا حصرية السلاح بيد الجيش. كما ان سلام اقترح «الدبلوماسية المكوكية» التي اعتمدها سلف اورتاغوس، اموس هوكشتاين، ابان الترسيم البحري.. وتبقى معرفة ما اذا كانت هذه الافكار ستلقى قبولا اميركيا.
أجواء بناءة
أورتاغوس استهلّت نشاطها بلقاء الرئيس عون صباحا في قصر بعبدا، ترافقها نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكا ووفد مرافق، إضافة الى السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. وتم البحث خلال اللقاء في ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والإنسحاب الإسرائيلي والوضع في الجنوب. كذلك تطرق البحث الى الوضع على الحدود اللبنانية-السورية والتنسيق القائم بين الجانبين اللبناني-السوري، إضافة الى موضوع الإصلاحات المالية والإقتصادية والخطوات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة الفساد. وسادت اللقاء أجواء بناءة، وسبقته خلوة بين الرئيس عون والموفدة الميركية، إستمرت نحو نصف ساعة. وخلال اللقاء، أكّد عون لأورتاغوس أن الجيش اللبناني يقوم بكل واجباته، وهو ينسّق مع لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار، والتي للولايات المتحدة وجود فيها، وهي على اطلاع بكل ما يجري.
في السراي
بعدها، توجهت اورتاغوس الى السراي الحكومي للقاء الرئيس سلام، ترافقها فرانشيسكي إضافة الى جونسون، ووفد مرافق. وقد تخلل اللقاء بحث في ملفات الإصلاح المالي والاقتصادي حيث أثنت اورتاغوس على خطة الحكومة الإصلاحية، ولا سيما الخطوات التي باشرت بها، خصوصاً رفع السرية المصرفية، ومشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي، وإطلاق آلية جديدة للتعيينات في إدارات الدولة، وخطط الحكومة للإصلاح الإداري والمؤسساتي ومكافحة الفساد.كما جرى تشديد على ضرورة الوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وحول تطورات الوضع في الجنوب، تناول البحث التدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701 واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية، بالتعاون مع لجنة المراقبة العسكرية، بالاضافة الى استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وعبّرت الموفدة الأميركية عن الارتياح للإجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. كذلك جرى تناول تطورات الوضع على الحدود اللبنانية السورية مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توترات أو فوضى بالاضافة إلى منع كل أشكال التهريب. اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة، سادته أجواء إيجابية، بدأ بخلوة بين الرئيس سلام والموفدة الأميركية.
18 قانونا
من ثم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، أورتاغوسوتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وثلث الساعة تخللته خلوة بين رئيس المجلس وأورتاغوس، الأوضاع والتطورات الميدانية المتصلة بالخروقات والإعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تتسبب بسقوط ضحايا يومياً وذلك خلافاً لإتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1701. وتطرق البحث للإصلاحات المنشودة على أكثر من صعيد خاصة في القطاعات المالية والإقتصادية والإدارية. وزود بري الموفدة الاميركية بقائمة تتضمن 18 قانوناً إصلاحياً أنجزها المجلس النيابي الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى من ضمنها إعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية والإصلاح الإداري لا سيما مجلس الإنماء والإعمار. ووصف بري اللقاء بأنه كان جيداً وبناء.
قائد الجيش
كذلك، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل (الذي افيد انه تفقد اليوم الحدود اللبنانية – السورية) في مكتبه في اليرزة، أورتاغوس مع وفد مرافق بحضور السفيرة الأميركية في لبنان وتم البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
اما اولى محطاتها في بيروت فكانت مساء الجمعة الماضي في معراب حيث زارت رئيس القوات سمير جعجع.
غداء وعشاء
ولبىّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي دعوة للغداء في دارة السفيرة الاميركية ليزا جونسون في عوكر. كما أقامت أورتاغوس وليمة عشاء في عوكر تضمُّ 5 وزراء من الحكومة وهم: فايز رسامني (الأشغال)، جو صدي (الطاقة)، دجو عيسى الخوري (الصناعة)، فادي مكي (التنمية الإدارية)، كمال شحادة (وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ).
اجتماع مالي
وعقد صباح امس اجتماع ضم وزيري المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، مع الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، وتناول موضوع الإصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الإصلاحية المقرّة والعمل على تطبيقها ولتلك التي يجري العمل على إقرارها و للبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالاصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الاخيرة.
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أورتاغوس ورسالة حسم عالية اللهجة
زيارة الثماني والأربعين ساعة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، كانت حافلة بالرسائل والإشارات والمواقف والتي تحتاج إلى تقويمٍ معمَّق وقراءة هادئة لاستخلاص العِبَر منها. لقد ذكرت في اجتماعاتها أكثر من مرة كلمة window (نافذة) وفي الوقت نفسه شددت على أن رياح التصعيد قد تدخل من نوافذ أخرى في ظل ما لمسته من مراوحة في بعض الملفات. وعلمت “نداء الوطن” أن أورتاغوس وبعدما نقل إليها أحد محدثيها تسريبات إعلامية تفيد بأنها كانت مرنة ومرتاحة لمجمل لقاءاتها، عبّرت عن استغرابها لهذه الأجواء. ولفت قولها في لقاء تلفزيوني أمس، قبل مغادرتها إلى الإمارات العربية المتحدة، أنها لم تتبلغ أي رفض لبناني رسمي لتشكيل اللجان الثلاث التي ستبحث في ملفات الترسيم البري والأسرى والانسحاب من النقاط الخمس، وأصرت على مسألة نزع سلاح “الحزب ” مستعيضة عن “الجدول الزمني” بتعبير “بأسرع وقت ممكن”.
ثلاث نساء كنّ محور هذه المحادثات هنّ إضافة إلى أورتاغوس، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكي والسفيرة في لبنان ليزا جونسون، هذا “الثلاثي الناعم” لم تخل محادثاته من التشدد ومن اللغة التي جانبت أحياناً الدبلوماسية.
لقاء جعجع – أورتاغوس… أي رسالة؟
وما يجدر التوقف عنده ملياً أن أورتاغوس استبقت اجتماعاتها الرسمية بلقاء في معراب بناءً على طلبها، مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبحضور النائبة ستريدا جعجع وعضو الهيئة التنفيذية الدكتور جوزيف جبيلي.
النقاش الذي دام أكثر من ساعة طرحت خلاله أورتاغوس جملة من الاستفسارات والوقوف على رأي “القوات اللبنانية” في بعض الملفات. بعض الأسئلة تطرق إلى ما يتردد عن أن طرح نزع سلاح “الحزب ” سيؤدي إلى فتنٍ داخلية، وهل هذا الطرح هو من باب التهويل؟ كما طرحت أورتاغوس جملة من الاستفسارات حول السلاح الفلسطيني سواء داخل المخيمات أو خارجها. وفيما لم تُدلِ الدبلوماسية الأميركية بأي تصريح بعد الزيارة، فإن البيان الذي صدر عن “القوات اللبنانية” عكَس جانباً من المداولات.
مصادر دبلوماسية نظرت باهتمام إلى لقاء أورتاغوس مع جعجع، دون غيره من القيادات السياسية، كما أن هذه المصادر نظرت باهتمام إلى “غداء العمل” بين أورتاغوس ووزير الخارجية يوسف رجّي في مقر السفارة الأميركية في عوكر، وهو الوحيد الثنائي في السفارة، وكذلك إلى لقائها مع خمسة وزراء في السفارة بينهم الوزراء الثلاثة المحسوبون على القوات اللبنانية.
اللقاءات الانفرادية
في لقاءاتها مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، كانت أورتاغوس حاسمة لجهة ضرورة وضع جدول زمني لبدء تسليم “الحزب ” سلاحه، وحاولت أورتاغوس الإيحاء بأن هذا الموقف ليس موقف الولايات المتحدة الأميركية فقط بل هو موقف الغرب وبعض الدول العربية. كذلك لوحظ أنها أجرت لقاءات منفردة مع الثلاثة قبل اللقاءات الموسعة، ما يعني أنها فضلت “التشدّد السري”.
معلومات “نداء الوطن” تحدثت عن أن أورتاغوس كانت صارمة جداً في موضوع إطلاق الصواريخ سواء من شمال الليطاني أم من جنوبه، بمعنى أن لا تساهل أو تهاون بعد اليوم إذا ما تمّ إطلاق أي صاروخ.
ويرى مصدر دبلوماسي أن الموفدة الأميركية، من خلال لقاءاتها، أكدت أن التباطؤ غير مسموح وأن التأخر في الإيفاء بالالتزامات ليس لمصلحة لبنان على الإطلاق، وأكد أنها قالت لكل من التقتهم إن “هناك نافذة فُتِحَت لكنها لن تدوم إلى الأبد”.
الوقت للأفعال وليس للوعود
لا تختلف أجواء اللقاء الذي عقدته أورتاغوس مع وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، عن أجواء لقاءاتها السياسية، والتي يمكن اختصارها بالموقف الحازم الذي عبّرت عنه الموفدة الأميركية.
وصارحت أورتاغوس، حسبما علمت “نداء الوطن”، الوزيرين والحاكم بأن الوقت هو للأفعال وليس للوعود. وألمحت إلى أن واشنطن، تتحدث في هذا المجال باسمها وباسم أوروبا والدول العربية، ولا سيما الخليجية منها.
وأن العالم لم يعد يريد الاستماع إلى تبريرات في شأن تأجيل القوانين الإصلاحية، مرة لهذا السبب ومرات لذاك السبب. وأن أحداً لا يريد أن يعرف ما هي القوانين التي توافق عليها الحكومة ولا يوافق عليها المجلس النيابي أو بالعكس. كل المطلوب نتائج عملية من خلال إنجاز القوانين الإصلاحية المتفق عليها.
وذهبت أورتاغوس أبعد من ذلك عندما أكدت لمحدثيها أن المطلوب ليس إقرار القوانين الإصلاحية فحسب، بل تنفيذها، لأن العالم بات يعرف أيضا أن هناك عدداً كبيراً من القوانين لا يتم تطبيقها بذرائع مختلفة، يأتي هذا الجو رداً على ما تم توزيعه إثر لقاء أورتاغوس مع الرئيس نبيه بري من أنه سلَّم الموفدة الأميركية سبعة عشر قانوناً إصلاحياً أنجزها مجلس النواب.
في الخلاصة، يعتبر مصدر مطلع أن ما قالته أورتاغوس أشبه بالقول إن زمن مَن “يأكل الطعم ويبصق على الصنارة” قد ولّى إلى غير رجعة.
لقاء أورتاغوس – قائد الجيش
اللقاء بين الموفدة الأميركية وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، كان على جانب كبير من الأهمية، فبعدما أثنت أورتاغوس على دور الجيش وتأكيدها استمرار المساعدات العسكرية الأميركية، استفسرت الموفدة الأميركية عن جدولة انتشار الجيش في الجنوب وتسريع هذا الانتشار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :