افتتاحية صحيفة الأخبار :
هنية: معركة التحرير أمام انعطافة تاريخية هنيّة : الحل يجب أن يوازي تضحيات شعبنا وبطولات مقاومينا
"لدينا من الإرادة والقدرة على الصمود أكثر ممّا يعتقد العدوّ، وما تحقق الى الآن يمثّل انعطافة كبيرة في المعركة الكبيرة المفتوحة حتى استعادة حقنا في فلسطين"...
بهذه العبارات الواضحة والحازمة، يختصر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد إسماعيل هنية، لـ"الأخبار"، الموقف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده على أرض فلسطين التاريخية. ويجزم هنية بأن المقاومة ستواصل الرد على العدوان، وهي لا تتصرف على أساس أنها معنية بالتراجع أمام الضربات التي تصيب المدنيين، وخصوصاً ونحن نشاهد صرخات أهالي الشهداء والناجين من المجازر وهم يشددون على مواصلة المقاومة والتصدي للعدو.
يقول هنية إن المعركة التي تخوضها غزة لا تنطوي على مناورات من أجل مطالب تخص القطاع المحاصر منذ 16 سنة، بل هي معركة لأجل حماية القدس كعنوان مركزي للقضية الفلسطينية. وإن ما حصل حتى الآن، سواء على صعيد انتفاضة أهالي القدس والأحياء المجاورة وهبّة الضفة الغربية والمواجهات المفتوحة على مئات من نقاط المواجهة مع الاحتلال، الى حالة الغضب الشعبي في كل أراضي الـ 48، تقول بأن إعادة اللحمة الى فلسطين جغرافياً وسياسياً وميدانياً تمّت، وبأن القدس ستكون كما كانت عنوان أي معركة كالتي تقوم الآن أو غيرها.
يوضح هنية أن العالم فهم اليوم بأن القدس هي عنوان الصراع مع الاحتلال، وهي عنوان بكل ما تحتويه من رمزيات ومقدسات تخص المسلمين والمسيحيين وبما تمثله من قضية تحرر وطني تخص كل أحرار العالم وليس العرب والمسلمين فقط.
ويضيف: "لقد شاهد العالم بأمّ العين هذه القوة العسكرية الجبارة لفصائل المقاومة في قطاع غزة. وشاهد العالم قدراتنا في شل الكيان الغاصب، وفرض الحجر على غالبية سكانه، وإغلاق المطارات والموانئ. وهذا أمر يجب أن يكون واضحاً أنه فعلاً نجح في ربط المقاومة بالقدس مباشرة، وهذه القوة العسكرية تمثّل اليوم الرصيد الاستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني وفي قلبه القدس، وهي قوة متعاظمة سيكون لها موقعها في كل الحسابات من الآن فصاعداً".
وأشار هنية الى أن "المعركة القائمة اليوم، أثبتت للعالم، كما للصهاينة، أن القدس ليست مسألة عابرة، وأنها مركز القلب في المشروع الوطني الفلسطيني، وهي نجحت في إعادة توحيد الشعب الفلسطيني على كل أرض فلسطين التاريخية، بل إن هذه المعركة أسقطت نظريات عمل الاحتلال على فرضها منذ احتلال فلسطين، وصار الجميع يشكك في أهلية مبدأ التعايش بين محتل غاصب وشعب مقهور ومحتلة أرضه ومستلبة حقوقه. كما أظهرت ردات الفعل داخل فلسطين وخارجها، أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في هذه المعركة، وأن لهم امتدادهم الكبير في كل العالم العربي والإسلامي، وما نراه على مستوى تفاعل الشباب مع قضية القدس لهو أمر كبير جداً".
وقال هنية "إننا نرصد التحول الاستراتيجي الآن بفعل ما يحصل. وسنشهد استعادة الحيوية للمنطقة العربية والإسلامية وتواصلها مع أحرار العالم من أجل إعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، والعالم كله يراقب ردات الفعل من داخل فلسطين، ومن دول الطوق وعلى صعيد التحركات الشعبية في العالم، وكل ذلك سيكون له أثره البالغ على مسار مشروع المقاومة من أجل التحرير".
وقال هنية إن "على العالم أجمع، وخصوصاً الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أن يفهم جيداً ما الذي يحصل، وأن يقرأ التحولات الكبرى الجارية على أرض الواقع، وهو ملزم بالتعامل مع الشعب الفلسطيني بطريقة مختلفة من الآن فصاعداً، حتى إنه سيكون ملزماً التعامل مع حركات المقاومة نفسها على أنها حركات مقاومة تعمل ضمن معركة التحرر الوطني والخروج نهائياً من مربع التصنيف لها بأنها حركات إرهابية. وسيكون من غير المنطقي بل من الصعب على الغرب إدارة ظهره لقوى تمثّل طموحات شعب بالتحرر، وبأنها قوى تستند الى قواعد تاريخية وتمثل رصيداً شعبياً يكافح منذ زمن طويل ضد الاحتلال".
على الصعيد الميداني، قال هنية إن "كتائب الشهيد عز الدين القسام وقيادتها العسكرية في وضع ممتاز، ونحن نشهد اليوم انعطافة تاريخية على مستوى قدرات المقاومة وعقلها، وقد أظهرنا للعالم حجم التطور في عمل القيادة العسكرية للمقاومة، وهو ما تقوم به كل فصائل المقاومة، وهذا تطور كبير على صعيد إدارة المعركة. والكل يشاهد مباشرة الحرب الكبيرة بين العقول والأدمغة، وأظهرت المقاومة الفلسطينية قدراتها على ابتداع الأفكار واعتماد التكتيكات المناسبة ووضع السيناريوات للتعامل مع مجريات المعركة، وهذا شيء سيكون له أثره الكبير على المرحلة المقبلة. وكل ما يقوم به العدو من جرائم مباشرة وموصوفة ضد المدنيين من أطفال ونساء ورجال آمنين في منازلهم، يعني بالنسبة إلينا إشارة ضعف وفشل ويشير الى تعاظم أزمة مؤسساته العسكرية والأمنية في مواجهة المقاومة".
أما عن الاتصالات السياسية، فقد أشار هنية الى أن هناك "العديد من الأطراف التي تجري اتصالات معنا، من مصر وقطر وروسيا والأمم المتحدة، ونحن نقول للجميع بأن سبب ما يحصل هو إمعان العدو في تهويد القدس وتهجير الناس من الأحياء المقدسية والاعتداء المستمر على الأقصى، ونحن نؤكد للمتّصلين بنا أن العدو هو من فتح المعركة، والمقاومة لن تقبل حلاً لا يرقى الى مستويات التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، ولا يرقى الى مستوى البطولات التي تظهرها المقاومة".
وفي الختام، يتوجه هنية بالتحية الى "جميع الذين يُظهرون فعل التضامن مع أهل فلسطين من دول الطوق ومن الدول العربية وأحرار العالم"، ويقول إن "ما يجري سيمثل انعطافة تثبت أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يثمر التحرير واستعادة الحقوق، وإنه آن الأوان لمغادرة منطق التفاوض والتفاهمات والتنسيق الأمني مع قوات الاحتلال".
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
“القطوع” الجنوبي يعبُر… وبعبدا تنتظر الحريري
مع ان مستوى المحاذير التي أحاطت بالوضع الميداني على #الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، طوال الأيام السابقة المواكبة للمواجهات الشرسة الجارية بين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما منها غزة، وإسرائيل، بلغت حدودا خطيرة في حالات عدة، فان المعطيات والإجراءات الميدانية والعسكرية، كما دلالاتها السياسية، تعكس نتيجة ثابتة مفادها انها لبنان يبدو كأنه يعبر قطوع الانزلاق نحو مواجهة غير محسوبة كان يمكن ان يجري توريطه فيها. ذلك ان مجموعة عوامل ومعطيات برزت من خلال وقائع الأيام الأربعة السابقة تصب في مجملها في خانة استبعاد تورط او انزلاق نحو تفجير الوضع على الجبهة الجنوبية بما يختلف عن الوضع الذي ساد عشية انفجار حرب تموز 2006 سواء على المستوى الإقليمي والدولي او على الصعيد الداخلي. فالإجراءات الحازمة التي نفذها #الجيش اللبناني ووحدات #اليونيفيل لمنع تحول تظاهرات #التضامن مع الفلسطينيين عند الخط الأزرق، الى فتيل اشعال لاضطرابات خطيرة غير مأمونة الجانب مع القوات الإسرائيلية في المقلب الاخر بدت بمثابة رسم خط احمر كان على الجميع الادراك انه لن يمكن التساهل حياله لئلا تحصل واقعة واحدة بعد من مثل استشهاد الشاب محمد الطحان المنتمي الى “#حزب الله” عند #بوابة فاطمة او إعادة إفلات صواريخ كاتيوشا او غراد قديمة نحو شمال إسرائيل، لان أي ضمان لا يكفي عندها بالا تتطور الأمور نحو اشعال مواجهة غير محسوبة. والامر الاخر الذي لا يقل أهمية في دلالاته يبرز من خلال قرار واضح لقوى الامر الواقع والنفوذ الأقوى في الجنوب أي “حزب الله” و”امل” بمنع أي انجراف نحو العبث بواقع الحدود مع ترك الأمور الى اقصى ما يمكن في التعبير عن التضامن الشامل مع الفلسطينيين. ترجم “حزب الله” خصوصا هذا القرار باشراك عناصر امن الحزب ظاهرا وعلنا في التنسيق مع الجيش واليونيفيل في تنظيم حركة الوفود والمتظاهرين وضبطها ومنع تفلتها خارج الخطوط الحمر المرسومة بتوافقات ضمنية واضحة بين سائر المعنيين الكبار. وبدا واضحا ان الدور الحيوي الذي تضطلع به “اليونيفيل” عكس وجود قرارات سياسية لجميع المعنيين بمنع الانزلاق الى مواجهة كما عكس ثبات قواعد الاشتباك القائمة منذ سريان القرار 1701، ولو لم ينفذ كاملا بعد. وفي المقلب الإسرائيلي أيضا بدا واضحا ان إسرائيل تجنبت التورط في ما قد يفتح عليها جبهة لبنان بدليل تعاملها بتجاهل تقريبا مع الصواريخ التي اطلقت على شمال إسرائيل ليل الخميس كما عدم رصد حركة عسكرية او حشود استثنائية على الحدود مع لبنان.
وامس اتخذت الإجراءات العسكرية اللبنانية والأممية ذروة الحزم اذ لم يتمكّن أحد معظم النهار من الاقتراب من جدار الإسمنت الفاصل والشريط الشائك، بعدما انتشر الجيش على طول الجدار بين كفركلا و#العديسة، بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”، لضرب طوق أمنيّ ومنع أيّ كان من تجاوز الخط الأزرق.
وكانت حصلت قبل الظهر إشكالات بين الجيش وأنصار من “الجماعة الإسلامية” في بلدة العباسية الحدودية بعد محاولة مجموعة من الشبّان الغاضبين التوجه نحو الشريط الشائك. أما الوفود التي حضرت على طول الجدار، فكانت تحت أنظار الجيش.
اما في العديسة وكفركلا فتوقف عدد من المواطنين قبالة مراكز الجيش الاسرائيلي وبعضهم رشق الابراج بالحجارة مع العلم ان الجيش اللبناني ومديرية المخابرات والامن العام وامن الدولة انتشروا على طول الحدود ومنعوا سلوك المواطنين الطرق المؤدية الى الحدود والمراكز الاسرائيلية فيما انتشر فوج التدخل قرب مارون الراس وسط تعليمات واضحة بعدم السماح لأي كان من الاقتراب الى السياج الشائك وكذلك سيرت قوات “اليونيفل” دوريات على طول الحدود.
“اليونيفيل” والشركاء
وأعلنت قيادة “اليونيفيل” أنّ “جنود حفظ السلام التابعين لـ”اليونيفيل” موجودون على الأرض ويعملون بتنسيق وثيق مع شركائنا الاستراتيجيين، القوات المسلحة اللبنانية، الذين يعملون على مدار الساعة لتوفير الأمن في المنطقة منذ بداية التظاهرات، ونحن معا على الأرض لتخفيف حدة التوتر والحيلولة دون تصعيد الوضع أكثر”. وأكدت “إنّ آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها في “اليونيفيل” يتم استخدامها بشكل كامل. وضباط الارتباط لدينا ينسقون مع كلا الجانبين لتجنب أي سوء فهم وضمان بقاء الوضع مستقرّاً كما ان رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع كل من الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي” . وأشارت الى فتح تحقيق في هذه الحوادث الأخيرة على طول الخط الأزرق “ونواصل حضّ الجميع على ضبط النفس”.
#عون واعتذار #الحريري
اما على صعيد المشهد السياسي الداخلي وفيما تترقب الأوساط السياسية ما يمكن ان يطرأ من تحركات بعد عطلة الفطر توقفت امس مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية أمام ما وصفته بضخ الاخبار والتحليلات حول مسار الملف الحكومي، والتركيز الواضح على تحميل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية تعطيل #تشكيل الحكومة وصولا الى حد الادعاء بوجود مخطط لدفع الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاعتذار. ونفت المصادر مثل هذه الادعاءات ورأت ان “هدف تعميمها هو التغطية على تعثر الحريري في تقديم صيغة حكومية متكاملة وقابلة للحياة برلمانيا وسياسيا لاسباب لم تعد مجهولة”. وقالت “ان العكس هو الصحيح ، فالرئيس عون لم يتحدث يوما عن رغبته باعتذار الحريري ولا هو عمِل في هذا الاتجاه بدليل ابلاغه اكثر من شخصية سياسية من الداخل او من الخارج انه يرغب في التعاون مع الرئيس الحريري وكل ما يطلب منه هو ان يقدم صيغة حكومية متكاملة مرتكزة على الميثاقية والتوازن الوطني الذي يحقق الشراكة الكاملة ، علما ان الصيغة المقدمة لعون من الحريري لا تنطبق عليها هذه المواصفات”.
وذكرت المصادر القريبة من بعبدا ان “عون طلب اكثر من مرة من الحريري اعادة النظر في الصيغة المقدمة والحضور الى بعبدا للبحث معه في صيغة تتناغم مع الاسس التي طرحها رئيس الجمهورية وإن الحريري لم يتجاوب مع الدعوات المتكررة لعون ولا يزال على موقفه .ورغم ذلك تنتظر بعبدا مبادرة من الحريري لتسريع تشكيل الحكومة ولم تخطط مطلقا لدفعه الى الاعتذار علما ان مثل هذا القرار يعود للحريري شخصيا “.
وأضافت “ان موقف رئيس الجمهورية واضح والتسريبات التي تتناقلها وسائل الاعلام من حين الى آخر عن رغبة الرئيس عون باعتذار الحريري هدفها التصويب على بعبدا، في حين ان اول من تحدث عن خيار اعتذار الحريري كان نواب ومسؤولون في تيار المستقبل”. وشددت على “ان موقف الرئيس واضح منذ البداية ولم يتبدل وهو ابلغه الى الفرنسيين كون الرئيس ماكرون قدم مبادرة لاقت تأييد الاطراف السياسيين”.
********************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
ماكرون والسيسي يبحثان الملف اللبناني وقلق فرنسي من “اتساع رقعة الحرب”
“أطروحة” بعبدا إلى الإليزيه: “مرافعة مطوّلة” تصلح لـ”غينيس”!
اللبنانيون يتلمّسون طريق الانهيار الشامل بين دهاليز العتمة وسراديب شحّ المحروقات والأدوية والمواد الأولية، والمنطقة تسير على شفير حرب شاملة على وقع تعاظم الهواجس الوطنية من خطر أي انزلاقات عسكرية قد تهدم ما تبقى من الهيكل اللبناني المتداعي فوق رؤوس الجميع إذا ما قرر “البعض أن يتورط مباشرةً أو عبر أطراف رديفة في ما يجري في فلسطين” عبر الجبهة اللبنانية الجنوبية حسبما جاء في تحذير البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس… كل تلك الكوابيس التي تؤرق اللبنانيين وتتهدد حياتهم وكيانهم، لا تقضّ مضاجع الطبقة الحاكمة التي ما زالت مستغرقة في لعبة المحاصصة وتناتش الكراسي الوزارية، على وقع “المصاهرة” القسرية التي يفرضها العهد بين مصالح الناس ومصالح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
ولدرء خطر إخضاع باسيل لعقوبات فرنسية وأوروبية، تحت مضبطة “التعطيل والفساد” التي وضعتها الإدارة الفرنسية على سكة الإعداد والتنفيذ، بادر رئيس الجمهورية ميشال عون في عطلة العيد إلى مراسلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولة يائسة أخيرة، لاستدراج باريس إلى التخندق إلى جانب العهد وتياره تحت راية معركة “تحصيل حقوق المسيحيين”، حسبما جاء في أحد جوانب “الأطروحة العونية إلى الإليزيه”، وفق ما وصفتها مصادر رفيعة اطلعت على مضمونها، ورأت فيها “مرافعة دفاعية مطوّلة تصلح لدخول كتاب “غينيس” للأرقام القياسية، بوصفها الرسالة الأطول في تاريخ الرسائل المتبادلة بين الرؤساء والتي عادةً ما تكون مقتضبة وتحمل بين سطورها رسائل هادفة”.
فغداة تلمّس “الحزم” الذي أبداه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمام عون ومغادرته لبنان على وعد بإجراءات عقابية صارمة تطال معرقلي المبادرة الفرنسية، كشفت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ الفريق الرئاسي سارع إلى إعداد رسالة خطية من رئيس الجمهورية إلى الرئيس الفرنسي تشرح الموقف العوني من مسار تأليف الحكومة، وتضمنت “سرداً مطولاً لمسار الأحداث والتطورات منذ انفجار المرفأ واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، مروراً بالأسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الى الاستمهال في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة وتوجيهه رسالة مباشرة الى النواب لحضهم على عدم تكليف الرئيس سعد الحريري باعتبار عون كان يعلم استعصاء التأليف بعد التكليف نتيجة الممارسات التي عانى منها على مدار سنوات عهده الأربع إبان حكومة الحريري”.
وتوضح المصادر أنّ “من بين النقاط المركزية التي شددت عليها الرسالة العونية، اشتكى رئيس الجمهورية لماكرون كيف أنّ “الطبقة السياسية الحاكمة منذ التسعينات تسعى إلى تقويض آخر ما تبقى من صلاحيات للرئاسة الأولى في دستور الطائف عبر إجهاض عملية الشراكة في التأليف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، مع التركيز على غياب المكوّنات المسيحية الأساسية عن تسمية الحريري الأمر الذي يحمّل رئيس الجمهورية مسؤولية حفظ التوازنات الميثاقية والشراكة الحقيقية في الحكم، الأمر الذي لا يريده الرئيس المكلف والقوى الداعمة له، كما جاء في رسالة عون الذي لم يفته كذلك التصويب على مجلس النواب من خلال اتهام الأكثرية النيابية التي سمّت الحريري، بالشراكة معه في تمييع فرص التأليف وفي تحمّل المسؤولية إزاء عدم دفعه إلى اتباع الأصول الدستورية التي توجب عليه التفاهم مع رئيس الجمهورية”.
وتضمنت رسالة عون المطوّلة أيضاً “استعراضاً للصعوبات التي تعترض العملية الإصلاحية وأبرزها عملية التدقيق المحاسبي الجنائي”، لتنتهي كما كشفت المصادر إلى “إبداء رئيس الجمهورية أمام الرئيس ماكرون استعداده للتعاون مع أي تحرك فرنسي من شأنه أن يلزم كل الأطراف بالتزام الدستور في عملية التأليف وإلزامهم بتعهداتهم التي قطعوها في قصر الصنوبر، لجهة المضي في العملية الاصلاحية وفق الخطة الإنقاذية الفرنسية”.
ومن باريس، نقلت الزميلة رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع متابع للملف اللبناني تأكيده لـ”نداء الوطن”، أنّ الإدارة الفرنسية تعمل عبر ديبلوماسييها على تجنيب لبنان خطر اتساع رقعة الحرب الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين، مشدداً على أنّ “فرنسا قلقة جداً من الأوضاع في المنطقة ومن احتمال أن يكون لها تأثير على الأراضي اللبنانية”.
وفي هذا السياق، كشف المسؤول الفرنسي أن الرئيس ماكرون سيبحث مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الملف اللبناني خلال الزيارة التي يقوم بها السيسي إلى فرنسا اليوم وغداً، للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية، مؤكداً أنّ “الموقف الفرنسي مع مصر متطابق بالنسبة لضرورة تشكيل الحكومة”.
وحول كيفية التطابق الفرنسي في الموقف الحكومي مع القاهرة التي تدعم طرح الحريري وتؤيد عدم التنازل لشروط باسيل، اكتفى المسؤول الفرنسي بالقول: “سبق وأعلنت فرنسا أنّ لكل من المسؤولين مسؤولية في الفشل في تشكيل الحكومة، والرئاسة الفرنسية ما زالت على اتصال مع الأطراف اللبنانية من أجل تشكيل الحكومة، والاتصالات مستمرة”.
*********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«غضب مسيحي» من السلطة السياسية لفشلها في تشكيل الحكومة اللبنانية
عبر الزعيمان الدينيان لأكبر طائفتين مسيحيتين في لبنان، أمس (الأحد)، عن غضبهما من السلطة السياسية وفشلها في إيجاد حلول للأزمة القائمة، وسط جمود يلف الملف الحكومي، وغياب أي مؤشرات على حلحلة قريبة لتعثر تشكيل الحكومة اللبنانية.
ووصف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الجو السائد بـ«الجريمة»، فيما اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، أن السياسيين «لا يفكرون إلا بمصالحهم ومستقبلهم ومكتسباتهم».
وأكد الراعي في عظة الأحد أنه «يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة، فالجمود السائد مرفوض وبات يُشكل جريمة بحق الوطن والشعب»، وقال: «إننا لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تُمعِنَ الجماعة السياسية في قهرِ الناسِ وذبحِ الوطن، وأن تتفرج على العُملة الوطنية تَفقِدُ أكثرَ من 85 في المائة من قيمتِها، وعلى اللبنانيين يتسولون في الشوارع، ويتواصلَ الغلاءُ الجُنوني»، مشدداً على رفضه «أنْ تذهبَ أموالُ دعمِ السلعِ إلى المهربين والميسورين والتجار، وأنْ يَشتبِكَ المواطنون في المتاجرِ على شراءِ السِلع، وأن تُفقَدَ الأدوية والمواد الغذائية والوَقود»، ورافضاً «المس باحتياطي المَصَرفِ المركزي فتَطيرَ ودائعُ الناس».
وقال الراعي: «لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تَبقى المعابرُ البرية الحدودية مركزاً دولياً للتهريب، والمطارُ والمرفأُ ممرين للهدرِ الموصوف، ولا نَقبَلُ بتاتاً أنْ يَستمر الفسادُ في أسواقِ الطاقة والكهرباء ويَدخُلَ لبنانُ عصرَ العتمة، ولا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تهاجرَ الأدمغة اللبنانية والنُخبُ وأهلُ الاختصاص، لا نَقبَلُ أنْ يُعتمَ على المرتَكِبين الحقيقيين ويُبحَثَ عن أكباشِ محارق»، مؤكداً رفضه «أنْ تُضربَ مؤسساتُ الكِيان والنظام، ويَستمر إسقاطُ النظامِ السياسي والاقتصادي، وأن عُزَلَ لبنانُ للإطباقِ عليه بعيداً عن أنظارِ العالم».
من جانبه، سأل المطران عودة: «هل أصبحت السياسة تجارة تبتغي الأرباح والمنافع عوض الخدمة؟». وقال: «معيب حقاً ومخجل أن يكون بلدنا في هذا الوضع المزري ولا نشهد خطوة إنقاذية واحدة، أو تلاقياً بين المسؤولين من أجل مناقشة الوضع وابتداع الحلول». وأضاف: «نسمع بين وقت وآخر من يتكلم عن محاولة لجمع الأطراف قد فشلت، أو عن سعي لجمعهم لم ينجح. هل هكذا تدار الأوطان؟ وهل الحرد أو المقاطعة مسموحان في ظرف عصيب كالذي نعيشه؟».
وأكد عودة أن «الحكومة المستقيلة عاجزة ليس فقط عن إدارة البلد، بل حتى عن وقف الانهيار أو إدارته، ولم نشهد منذ أشهر إرادة حقيقية لتأليف حكومة تحاول اتخاذ إجراءات سريعة تضع البلد على طريق الإنقاذ».
وسأل: «ألم يحن الوقت ليدركوا أن إلغاء الآخر لا يجدي، وأن المطلوب هو تعاون من أجل الإنقاذ، وتحصين البلد من تداعيات الصراعات الخارجية بالتضامن الداخلي والتفاهم من أجل مصلحة لبنان؟».
ولم يُسجل أي خرق على خط الجمود الحكومي، ورأى النائب ياسين جابر أن «من غير المقبول التحجج بمعايير وعقد تؤخر تأليف الحكومة، فيما الحاجة ملحة لتشكيل سريع مع برنامج واضح وتفويض مباشر بالإصلاحات من دون عراقيل». وقال جابر في حديث إذاعي، إن «رئيس الجمهورية يتحمل المسؤولية الأكبر للخروج من هذا الجمود في ملف تشكيل الحكومة».
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
حديث عن حركة قيد الطبخ… و”العقوبات الأوروبية” قاب قوسين أو أدنى
توجّهت الأنظار اللبنانية والعربية والدولية إلى غزة والمجزرة المتمادية التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، في ظلّ إدانات واسعة وتنديد كبير، وترافق التركيز على المواجهة القائمة مع تركيز مماثل على الحدود الجنوبية اللبنانية، على أثر إطلاق ثلاثة صواريخ، وتوجّه مجموعات إلى الحدود للتضامن مع الفلسطينيين، الأمر الذي ولّد المخاوف من تمدّد النزاع في اتجاه لبنان، على الرغم من التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني في أرضه. وقد تراجع الشأن اللبناني في الأيام الأخيرة بسبب عطلة عيد الفطر المبارك، ومعاودة النشاط السياسي ابتداء من اليوم لن يبدِّل كثيراً في الصورة السياسية، لأنّ القوى المعنية بتأليف الحكومة في إجازة مفتوحة أساساً، وحتى تصريف الأعمال الذي يجب ان يكون الشغل الشاغل للحكومة المستقيلة من أجل تخفيف المعاناة على اللبنانيين بالكاد تمارسه وفي حدود رفع العتب، وبالتالي إستئناف الحركة السياسية لن يغيِّر في مسار الأمور، في ظل عجز الدفع الخارجي والداخلي عن كسر حلقة الفراغ.
وبالتزامن مع أحداث غزة والقدس، ارتفعت بعض الأصوات الداعية إلى تسريع التأليف، من منطلق عدم جواز استمرار الفراغ في ظل تصاعد وتيرة العنف والخشية من ارتداداتها على الداخل، على وقع أزمة مالية مفتوحة تستدعي أساساً القيام بالمستحيل لمواجهتها عن طريق تشكيل الحكومة التي تشكّل وحدها حزام الأمان المطلوب لبنانياً ودولياً بغية إعادة ترسيخ الاستقرار السياسي والمالي.
وفي الوقت الذي كان أبدى فيه محيط الرئيس المكلّف سعد الحريري عن نياته للاعتذار بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، عاد وتراجع هذا المحيط نفسه عن هذا التوجّه، مستعيداً الأدبيات السابقة الرافضة مبدأ الاعتذار، ولكن الجديد على هذا المستوى بدء التداول بأسماء شخصيات للتكليف على رغم تأكيدها المعلن انّها في غير هذا الوارد، ولم يعرف ما إذا كان التداول بهذه الأسماء هدفه المناورة السياسية والرسائل الموجّهة من بعبدا إلى «بيت الوسط»، أم انّ الهدف منها جسّ النبض والنيات في أكثر من اتجاه، خصوصًا في ظلّ ترسُّخ الانطباع انّ احتمالات التعاون بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري باتت مستحيلة، وانّ الفراغ سيبقى سيِّد الموقف حتى نهاية العهد، في حال أصرّ الحريري على رفض الاعتذار وربطه باستقالة عون.
وعلى الرغم من غياب اي مؤشرات عملية في الملف الحكومي، إلّا انّ باريس وأوروبا من خلفها، ما زالت تضغط، ملوّحة بالعقوبات التي وكأنّها أصبحت ولادتها على قاب قوسين أو أدنى، خصوصًا انّ الوضع المالي حافظ على وتيرة تراجعه المتواصل، ولا حلّ سوى بإنهاء حلقة الفراغ، فيما لا يُعرف ما إذا كان هناك ما تتمّ حياكته في الكواليس الخارجية والداخلية، لأنّ أكثر من مؤشر أوحى بوجود حركة بعيدة من الأضواء وتُطبخ على نار هادئة.
عون واعتذار الحريري
وتعليقاً على جملة من المواقف والتسريبات التي حفلت بها عطلة الصحف تزامنًا مع عطلة الفطرالسعيد، رفضت مصادر مطلعة على اجواء رئيس الجمهورية عبر «الجمهورية» قول احداها، انّه يتحمّل المسؤولية عن عدم تشكيل حكومة جديدة كُلّف الحريري تشكيلها قبل اشهر عدة، ولم تكتمل فصولها بعد. كذلك اكّدت هذه المصادر، انّ عون لم يشأ يومًا الوصول الى مرحلة دفع الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الى الاعتذار عن التأليف، ولفتت الى انّ هذه الأخبار والسيناريوهات مفبركة.
واشارت هذه المصادر، الى «انّ من روّج لمثل هذه السيناريوهات كان من محيط الحريري نفسه ومن اهل البيت «المستقبلي» والمسؤولين الكبار في تيار «المستقبل»، وخصوصًا في الفترة التي سبقت زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الاخيرة للبنان، وهي لم تفهمها سوى تبريرًا للفشل في إمكان توصّل الحريري الى تشكيلة حكومية متكاملة ترضي الكتل النيابية وتضمن الثقة لها، ولأسباب اخرى لم يعد بعضها مجهولًا وقد تمادى كثر في شرحها وتفنيدها».
ودخلت المصادر نفسها في التفاصيل وقالت لـ«الجمهورية»، انّ عون دعا الحريري اكثر من مرة الى اعادة النظر في التشكيلة الوزارية التي حملها اليه في 9 كانون الاول من العام الماضي، في الشكل الذي يضمن ولادة طبيعية لها، وتتلاقى ومجموعة المعايير التي وضعها رئيس الجمهورية وشرحها في أكثر من مناسبة. كما أنّه، اي الحريري، لم يتجاوب مع دعوات كثر من الاصدقاء لزيارة عون منذ فترة، للتشاور معه في العقبات التي تحول دون ولادة الحكومة. وهو على الرغم من كل هذه المحطات التي يتذكّرها اللبنانيون ينتظر منه مبادرة يتحدث فيها عن التشكيلة الحكومية المنتظرة، ولم يرد يومًا اعتذاره، على رغم مجموعة الروايات التي نفتها بعبدا اكثر من مرة، تارة بوجود نية بمخاطبة مجلس النواب لسحب التكليف او بوسائل اخرى. فما هو ثابت لدى رئيس الجمهورية انّ مثل هذه الخطوة تعود للحريري شخصيًا».
واكّدت المصادر، انّ عون «فاتح اكثر من سياسي برغبته في التفاهم مع الحريري منذ ان كلّفه مجلس النواب مهمة التأليف وفق الآلية الدستورية، وانّه ليس في وارد الانقلاب على الدستور، وما هو مطلوب منه واضح وصريح تحدثت عنه مهمّة التكليف، وهي صيغة حكومية ترتكز على الميثاقية والتوازن الوطني الذي يحقق الشراكة الكاملة، وهي صيغة لم توفرها التشكيلة الاولى التي تقدّم بها الحريري. وهو امر ثابت ويشهد عليه المسؤولون الفرنسيون الذين قاموا بأكثر من خطوة في اطار مبادرة يدّعي الجميع انّهم وافقوا عليها. فلماذا لم يقوموا بما هو مطلوب منهم؟».
رسالة عون لماكرون
وكانت عطلة نهاية الفطر قد شهدت لقاء جمع عون مع السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، التي سلّمها رسالة خطية الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، تتناول العلاقات اللبنانية – الفرنسية والتطورات الأخيرة، حسب بيان للمكتب الاعلامي في قصر بعبدا.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ هذه الرسالة ليست بديلاً من حديث غير صحيح عن النية بإيفاد عون موفد خاص الى العاصمة الفرنسية، وانّه خاطب الرئيس ماكرون خطيًا بمضمون بعض الافكار التي تفسّر موقفه من سلسلة الافكار التي رافقت طرح المبادرة الفرنسية، ويبدو لعون انّها كانت تحتاج الى توضيحات في جوانب عدة منها. وقالت المصادر، انّها شكّلت خطوة لاستكمال الاتصالات المستمرة بين عون وماكرون، وإن كان مضمونها يبقى ملكاً للرئيس الفرنسي، فإنّها كانت ضرورية بعد المواقف التي اطلقها لودريان في ختام زيارته لبيروت وما نُسج من حولها.
عون يعايد بري
وفي خطوة وصفت بأنّها كسر لحالة الجمود بين بعبدا وعين التينة، علمت «الجمهورية» انّ عون إتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وهنأه بحلول عيد الفطر، وكان الاتصال مناسبة لمناقشة التطورات الاخيرة وتبادلا خلاله الآراء في ما يمكن القيام به للخروج من المأزق الراهن.
ولم تشأ المصادر التي اطلعت على مضمون الاتصال التوسع اكثر في ما دار فيه من احاديث، سوى انّها شملت التعقيدات الاخيرة المطروحة وسبل مواجهتها على اكثر من مستوى، ولا سيما منها تلك التي تقض مضاجع المواطنين.
الحريري أرجأ عودته
وفي هذه الاجواء، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة لن يعود الى بيروت في نهاية عطلة عيد الفطر، وهو سيمضي بضعة ايام قد تمتد الى اسبوع إضافي.
وقالت مصادر كانت على تواصل معه قبل سفره الاربعاء الماضي عشية عيد الفطر، انّه سيبقى غائبًا عن بيروت لاسبوعين، وانّ لديه برنامجًا حافلًا من اللقاءات في الخارج، من دون الكشف عمّا اراده منها واهدافها، إلّا انّها وضعت في إطار حراكه الخارجي الذي لم يتوقف بعد، إستعدادًا لمرحلة ما بعد تشكيل الحكومة.
شكري
وكان المكتب الاعلامي للحريري قد اعلن السبت الماضي عن تلقّيه اتصالّا هاتفيًا من وزير الخارجية المصري سامح شكري «تناولا في خلاله تطورات الوضع المتأزم في لبنان وجهود الرئيس الحريري لتشكيل حكومة قادرة على الخروج بلبنان من الوضع الاقتصادي الحرج الذي يعاني منه».
وأكّد شكري «حرص مصر على التنسيق مع الرئيس الحريري والقيادات السياسية اللبنانية، من أجل تجنيب الشعب اللبناني الكثير من المشكلات في حال لم يتمّ تشكيل حكومة قادرة تشمل ذوي الاختصاص في مجالاتهم».
وقد عرض شكري مع الحريري «تطورات الوضع الإقليمي في ضوء المواجهات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، والجهود التي تبذلها مصر لإنهائها».
تعميم فلسطيني
وفي تعميم داخلي اطلعت عليه «الجمهورية»، عمّمت قيادات فلسطينية في مخيمات الجنوب وشرق صيدا رسالة على فصائلها قالت فيه، انّ «حزب الله» ابلغ الى قياداتها بضرورة التنبّه الى عدم قيام اي مجموعة بأي عمل نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقًا من جنوب لبنان.
وتضمن التعميم تحميلاً من الحزب للقيادات الحزبية وقادة الفصائل المسؤولية عن اي حادث متهور يمكن ان يقود الى اي مواجهة مع اسرائيل في توقيت لا يريده.
مواقف
وفي المواقف، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «السلطات في لبنان إلى ضبط الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصّة لإطلاق الصواريخ»، وقال: «حذار أن يتورط البعض مباشرة أو عبر أطراف رديفة في ما يجري، ويعرًّضون لبنان لحروب جديدة. لقد دفع اللبنانيون جميعًا ما يكفي في هذه النزاعات غير المضبوطة. توجد طرق سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورط عسكرياً. فمن واجب لبنان أن يوالف بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، ويلتزم في تأييد حقوق الشعب الفلسطيني».
واعلن الراعي في قداس لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في الذكرى الثانية لرحيله «بإسم الجميع رفضنا وعدم قبولنا بتاتاً بأن تُمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن، وأن تتفرج على العملة الوطنية تفقد أكثر من 85% من قيمتها»، وقال: «لا نقبل بتاتاً بأن تذهب أموال دعم السلع إلى المهرّبين والميسورين والتجار، وأن يشتبك المواطنون في المتاجر على شراء السلع، وأن تُفقد الأدوية والمواد الغذائية والوقود، كما لا نقبل بتاتاً المس باحتياطي المصرف المركزي فتطير ودائع الناس، ولا نقبل بتاتاً أن تبقى المعابر البرية الحدودية مركزاً دولياً للتهريب، والمطار والمرفأ ممرّين للهدر الموصوف، وأن يستمر الفساد في أسواق الطاقة والكهرباء ويدخل لبنان عصر العتمة».
حكومياً، رأى الراعي «انّ بعض المسؤولين عن تأليف الحكومة يتركون شعوراً بأنّهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وكأنّهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، فيما الحل في اللقاء وفي الإرادة الوطنية. أي تطورات أخطر من هذه التي تحصل حولنا الآن؟».
عوده
ومن جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قال في عظة الأحد، إنّ «المطلوب هو تعاون من أجل الإنقاذ، وتحصين البلد من تداعيات الصراعات الخارجية بالتضامن الداخلي والتفاهم من أجل مصلحة لبنان؟».
ورأى أنّه «أمام تعاظم الأخطار المالية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية لا بدّ من تنازلات من قِبل المسؤولين». وسأل: «هل أصبحت السياسة تجارة تبتغي الأرباح والمنافع عوض الخدمة؟ معيب حقًا ومخجل أن يكون بلدنا في هذا الوضع المزري، ولا نشهد خطوة إنقاذية واحدة، أو تلاقيًا بين المسؤولين من أجل مناقشة الوضع وابتداع الحلول. نسمع بين وقت وآخر من يتكلم عن محاولة لجمع الأطراف قد فشلت، أو عن سعي لجمعهم لم ينجح. هل هكذا تدار الأوطان؟ وهل الحرد أو المقاطعة مسموحان في ظرف عصيب كالذي نعيشه؟ الحكومة المستقيلة عاجزة ليس فقط عن إدارة البلد، بل حتى عن وقف الإنهيار أو إدارته، ولم نشهد منذ أشهر إرادة حقيقية لتأليف حكومة تحاول اتخاذ إجراءات سريعة تضع البلد على طريق الإنقاذ. هل مسموح أن يعادي مسؤول مسؤولًا، أو أن يمتنع عن الإجتماع به لاتخاذ الخطوات الضرورية؟ هل يعي من يتولون تعطيل البلد وعرقلة الحلول أنّهم يرتكبون خطأ مميتًا في حق الوطن والمواطنين؟».
تحركات تضامنية
وباشرت فرق اسرائيلية بعملية صيانة للشريط الفاصل والكاميرات التي حطّمها المتضامنون مع الشعب الفلسطيني أمس الأوّل مقابل بلدة كفركلا، وعمدت الى إزالة الأعلام الفلسطينية التي رُفعت على الشريط الفاصل، في ظل استنفار كثيف للجيش اللبناني ودوريات لقوات «اليونيفيل».
وكانت الحدود الجنوبية شهدت أمس، لليوم الثالث على التوالي، تحركات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في المواجهات التي يخوضها ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي، حيث أقامت مجموعات من المتضامنين من مختلف الاحزاب والتيارات اللبنانية والفصائل الفلسطينية، مهرجانات تضامن، أحرقت خلالها العلم الاسرائيلي ورفعت اعلامًا فلسطينية وحزبية عند مفاصل مختلفة من الشريط الحدودي، ما دفع جيش العدو الاسرائيلي الى الاستنفار لنزع هذه الأعلام.
وفي السياق، نفذّ أمس أنصار تيار «المستقبل» وقفة تضامنية في بلدة مروحين. وأوقف الجيش اللبناني شخصاً حاول التسلّل نحو جدار الإسمنت الفاصل في بلدة العديسة الحدودية. فيما أطلق الجيش الاسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين تسلقوا الجدار الاسمنتي في البلدة واقتلعوا كاميرات التجسس المثبتة على البرج الحديدي فوق الجدار.
وأصيب الفلسطيني عبد القادر «م. م» بجروح، بعدما سقط من أعلى هذا الجدار، إثر إطلاق الجنود الاسرائيليين النار عليه من دون إصابته.
وأعلنت قيادة «اليونيفيل»، في بيان، أنّ «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض ويعملون بتنسيق وثيق مع شركائنا الاستراتيجيين، القوات المسلحة اللبنانية، الذين يعملون على مدار الساعة لتوفير الأمن في المنطقة منذ بداية التظاهرات، ونحن معاً على الأرض لتخفيف حدة التوتر والحيلولة دون تصعيد الوضع أكثر». وأضاف: «إنّ آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها في اليونيفيل يتمّ استخدامها في شكل كامل. وضباط الارتباط لدينا ينسقون مع كلا الجانبين لتجنّب أي سوء فهم وضمان بقاء الوضع مستقرًا. ومن ناحيته، رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع كل من الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي». وختم: «فتحنا تحقيقًا في هذه الحوادث الأخيرة على طول الخط الأزرق، ونواصل حث الجميع على ضبط النفس».
كورونا
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس، حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 307 إصابات جديدة (304 محلية و3 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 535753 إصابة. كذلك تمّ تسجيل 18 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 7620 حالة.
****************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان يتضامن مع فلسطين.. وقلق من تهاوي المؤسسات
205 أيام على تكليف الحريري.. والراعي لعدم تعريض لبنان لحرب جديدة
في الأسبوع الأوّل للحرب الدائرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، بدءاً من غزة التي تعرّضت لأبشع أنواع الدمار واستهداف المدنيين، بقي لبنان على تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى قوة عسكرية تدميرية في الشرق الأوسط، وسط تضامن حقيقي ومخاوف من انزلاقات، تُهدّد الاستقرار العام في الجنوب ولبنان.
وفي موقف متباين، رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انه يتوجّب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة. فالجمود السائد مرفوض. إن بعض المسؤولين عن تأليف الحكومة يتركون شعورا بأنهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وكأنهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، فيما الحل في اللقاء وفي الإرادة الوطنية. أي تطورات أخطر من هذه التي تحصل حولنا الآن؟ إن المرحلة تتطلب الاضطلاع بالمسؤولية ومواجهة التحديات وتذليلها لا الهروب منها وتركها تتفاقم. بل كلما ازدادت الصعوبات كلما استدعت تصميماً إضافياً.
وقال: «ما يحصل بين إسرائيل والشعب الفلسطيني الصامد تحول نوعي خطير في مجرى الصراع على الأرض والهوية. وما يتعرض له الفلسطينيون يدمي القلوب».
وطالب السلطات في لبنان بضبط الحدود اللبنانية- الإسرائيلية ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ. فحذار أن يتورط البعض مباشرة أو عبر أطراف رديفة في ما يجري، ويعرضون لبنان لحروب جديدة. لقد دفع اللبنانيون جميعا ما يكفي في هذه الصراعات غير المضبوطة. ليس الشعب اللبناني مستعدا لأن يدمر بلاده مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة. يوجد طرق سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورط عسكريا. فمن واجب لبنان أن يوالف بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، ويلتزم في تأييد حقوق الشعب الفلسطيني».
على جبهة بعبدا وفريقها، بقي الموضوع الحكومي في مقدمة الاهتمام، من زاوية توسيع دائرة الاتهام لفريق التأليف، باتهامه بعد التعطيل، بمحاولة السطو على «حقوق الآخرين».
وكما اشارت «اللواء» كانت عطلة الفطر السعيد فرصة لتبادل التهاني والتباحث بالوضع العام، فقد تلقى الرئيس نبيه برّي اتصالا هاتفيا من الرئيس عون هنأه فيه بعيد الفطر.
فبعد إشاعة أجواء عن أسبوع يتسم بالانفراج، ولو على نطاق محدود، حكومياً، عممت بعبدا ان رئيس الجمهورية سلّم السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو رسالة لنقلها إلى الرئيس ماكرون اتت بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية وتتصل بالتطورات المتعلقة بالملف الحكومي وتمسك رئيس الجمهورية بالمبادرة الفرنسية وأسباب تعثر تأليف الحكومة ومسائل أخرى تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وهذه الرسالة هي استكمال للاتصالات المستمرة بين الرئيسين اللبناني والفرنسي اما مضمونها فيبقى ملك ماكرون.
وفي السياق، اكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية لـ«اللواء» أن التحليلات والأخبار التي تصدر حول رغبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا تمت إلى الحقيقة بصلة وقالت أن التركيز كان واضحا على تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة وصولا الى حد الادعاء بوجود مخطط لدفع الحريري الى الاعتذار. وأوضحت المصادر أن هذه الادعاءات تؤكد بعبدا عدم صحتها وتعتبر ان هدف تعميمها التغطية على تعثر الحريري في تقديم صيغة حكومية متكاملة وقابلة للحياة برلمانيا وسياسيا لاسباب لم تعد مجهولة.
ورأت أن العكس هو الصحيح، إذ أن الرئيس عون لم يتحدث يوما عن رغبته باعتذار الحريري او عمِل في هذا الاتجاه بدليل ابلاغه اكثر من شخصية سياسية من الداخل او من الخارج انه يرغب في التعاون مع الرئيس المكلف وكل ما يطلب منه هو ان يقدم صيغة حكومية متكاملة مرتكزة على الميثاقية والتوازن الوطني الذي يحقق الشراكة الكاملة، علما ان الصيغة المقدمة للرئيس عون من قبل الحريري لا تنطبق عليها هذه المواصفات التي يتمسك بها.
وذكرت هذه المصادر بأن الرئيس عون طلب أكثر من مرة من الحريري اعادة النظر في الصيغة المقدمة والحضور الى بعبدا للبحث معه في صيغة تتناغم مع الاسس التي طرحها رئيس الجمهورية لكن الحريري لم يتجاوب مع الدعوات المتكررة من الرئيس عون ولا يزال على موقفه..
واضافت المصادر: على الرغم من ذلك فإن بعبدا تنتظر منذ اسابيع مبادرة من الحريري لتسريع تشكيل الحكومة ولم تخطط مطلقا لدفعه الى الاعتذار علما ان مثل هذا القرار يعود للحريري شخصيا.
اما موقف رئيس الجمهورية فهو واضح وفق المصادر مشيرة إلى أن التسريبات التي تتناقلها وسائل الاعلام من حين الى آخر عن رغبة الرئيس عون باعتذار الحريري هدفها التصويب على بعبدا، في وقت ان اول من تحدث عن خيار اعتذار الحريري كان نواب ومسؤولين في تيار «المستقبل» وفي مقدمهم نائب رئيس التيار النائب السابق مصطفى علوش.
وأعادت المصادر التأكيد ان موقف الرئيس واضح منذ البداية ولم يتبدل وهو ابلغ الى الفرنسيين كون الرئيس ماكرون قدم مبادرة لاقت تأييد الاطراف السياسيين.
وهكذا، بدا الموقف، هو نفسه بعد ستة أشهر و25 يوماً (قرابة السبعة اشهر) من تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، وكأن الزمن لا يسير، وتوقف عند عناد المكابرين في قصر بعبدا.
وكشف النائب المستقيل ميشال معوض ان عقوبات شاملة وتدريجية ستُفرض على السياسيين اللبنانيين الذين يعرقلون تأليف الحكومة.
واليوم، تعود الحركة السياسية العامة الى مسارها الطبيعي بعد عطلة الفطر السعيد، وإن كانت العطلة قد شهدت تطورات سياسية محدودة، تمثلت برسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الخطية الى الرئيس ايمانويل ماكرون تتناول التطورات الاخيرة والعلاقات اللبنانية الفرنسية. والاتصال الذي تم بين الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية المصرية سامح شكري، تناولا خلاله تطورات الوضع المتأزم في لبنان وجهود الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة. فيما يستمر الحديث عن تحريك الرئيس نبيه بري مبادرته مجدداً هذا الاسبوع ولو من باب جسّ النبض قبل الخوض في تفاصيلها وإجراء الاتصالات اللازمة لشرحها وتسويقها.
ونقلت رسالة عون الى ماكرون السفيرة الفرنسية آن غريو، التي سبق وزارت خلال العطلة ايضاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في إطار مسعاها لترطيب الاجواء بين فرنسا وبعض القوى السياسية التي استثناها وزير الخارجية جان إيف لودريان من لقاءاته خلال زيارته الاخيرة الى بيروت.
واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان الرسالة تتناول التطورات الجديدة بعد زيارة لودريان وهي رسالة متابعة وإستكمال لمحادثات لو دريان.
وفضّلت المصادر عدم الكشف عن تفاصيل الرسالة قبل وصولها الى الرئيس ماكرون من باب البروتوكول واللياقة، لكنها اوضحت ان الرسالة تشرح كل التطورات التي حصلت بعد زيارة لو دريان ومواقف الرئيس عون منها، لا سيما على صعيد تشكيل الحكومة.
ونفت المصادر التحليلات والتكهنات بأن الرسالة بديل عن إيفاد الرئيس عون موفداً منه الى باريس للقاء ماكرون، مشيرة إلى اعلان القصر الجمهوري، أن رئيس الجمهورية «ليس في وارد إرسال موفد الى باريس، لمتابعة زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لبيروت، وأن موقف الرئيس عون واضح وأبلغه الى لودريان خلال وجوده في بيروت».
وتلقى الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالا من وزير الخارجية المصري سامح شكري، «تناولا خلاله تطورات الوضع المتأزم في لبنان وجهود الرئيس الحريري لتشكيل حكومة قادرة على الخروج بلبنان من الوضع الاقتصادي الحرج الذي يعاني منه».
وأكد الوزير شكري «حرص مصر على التنسيق مع الرئيس الحريري والقيادات السياسية اللبنانية، من أجل تجنيب الشعب اللبناني الكثير من المشكلات في حال لم يتم تشكيل حكومة قادرة تشمل ذوي الاختصاص في مجالاتهم».
وتناول الوزير شكري مع الرئيس الحريري تطورات الوضع الإقليمي في ضوء المواجهات العسكرية في الأراضي الفلسطينية والجهود التي تبذلها مصر لإنهائها.
جنبلاط: الدعوة مجدداً إلى التسوية
وفي لقاء مع عدد من المغتربين، كرّر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الدعوة الى حل المشكلات وتشكيل وزارة كما سماها الرئيس الفرنسي ايمانول ماكرون «وزارة مهمة» يعني وزراء اختصاصيين غير معزولين عن السياسة لكن كل هذه الجهود فشلت».
اضاف: «حاولت ان اخترق جدران الصمت ولم استطع وزرت رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا بعد ان دعاني ونجحنا نسبيا في تخطي الرقم السحري من 18 وزيراً وصولاً الى 24 واخذت منه كلمة آنذاك بان ليس هناك «ثلث معطل» ووقفنا عندها لانه لم يلبنّي احد».
واكد جنبلاط انه إذا نجحنا وشكلنا حكومة ووضعت جدول أعمال واضح قد نستفيد من الدعم الدولي لكن المهم أن نضع جدول أعمال».
واعتبر جنبلاط انه ليس هناك أي أفق للحل إلا إذا وضعنا خطة من خلال «حكومة مهمة» لكيفية وقف الهدر وإصلاح قطاع الكهرباء أولاً، ويجب أن يكون هناك قضاء مستقل يحاسب من نهب المال العام وثم المخاطبة الجدية مع المؤسسات الدولية لكيفية مساعدة لبنان».
واكد انه «لا بد من إجراء انتخابات نيابية ونتمنى أن يكون هناك قانون جديد غير الحالي «العنصري» الذي تتمسك به قوى سياسية أقوى منا بكثير».
وردا على سؤال، قال: «زرت الرئيس سعد الحريري منذ ثلاثة أشهر وقلت له من الضروري القيام بالتسوية ولم يلبني أحد ولا أحد يستطيع إلغاء أحد في هذا البلد ولا يجوز أن نستمر في هذه الطريقة «ما حدا يحكي مع التاني».
اقتصاديا، قال جنبلاط: «لننسى المساعدات الدولية بإستثناء صندوق النقد والبند الدولي ولنساعد نفسنا بنفسنا، مضيفا «سيدر لم يعد موجوداً ولنركز على كيفية دعم الأسر الفقيرة بعيداً عن المشاريع الكبرى كتوسعة المطار فالأسعار ترتفع ويجب أن نؤمن إكتفاءً ذاتياً على صعيد الوطن».
وعن زيارة وزير خارجية فرنسا الى لبنان، قال: كان للودريان برنامج عمل معيّن ولم أعتب عليه ولم أتوقع زيارتي أساسا والسفيرة الفرنسية أن غريو قالت نحن على إستعداد لمساعدتكم لكن ساعدوا أنفسكم».
وفي الموضوع الفلسطيني، قال «لم نترك فلسطين ولم ننساها والأمر الإيجابي اليوم أن كل الشعب الفلسطيني ينتفض والصواريخ تتحدى أسطورة الإسرائيليين التي لا تقهر».
توتر حدودي
استشهد يوم الجمعة الشاب محمد طحان، 21 عاما، من بلدة عدلون الجنوبية عند الحدود اللبنانية -الفلسطينية واصيب آخر بجروح، خلال تنفيذ عدد من الشبان وقفة احتجاجية تضامناً مع القدس وغزة، حيث حاولت مجموعة منهم اجتياز السياج الفاصل بين البلدين.. ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النيران.فيما شهدت المنطقة الحدودية طوال يوم السبت تجمعات للبنانيين وفلسطينيين عند الشريط الشائك تضامنا مع الشعب لفلسطين ونصرة لغزّة التي تتعرض لعدوان اسرائيلي وحشي. واصيب شابان آخران بجروح نتيجة اطلاق قوات العدو النار باتجاه المحتجين.
وصدر عن حزب الله البيان التالي: «ينعي حزب الله الى اهله وشعبه الشهيد المجاهد محمد قاسم طحان شهيد على طريق القدس والذي استشهد اثناء مشاركته في الوقفات والتظاهرات الشعبية على الحدود اللبنانية الفلسطينية تضامنًا ودعمًا لقضية القدس ولفلسطين ومجاهديها الأبطال الذين يسطرون ملاحم البطولة والفداء ويقفون دفاعًا عن كرامة القدس والأقصى والأمة جمعاء.الشهيد محمد قاسم طحان قضى على حدود فلسطين مضرجًا بدمائه الطاهرة ليتوحد مع شهداء فلسطين والأقصى. يا أهلنا يا شعب المقاومة والقدس يشيع الشهيد المجاهد في بلدته عدلون».
وبعيد حادثة الجمعة، شهدت منطقة مرجعيون تدابير أمنية صارمة، فأغلق الجيش كل الطرق المؤدية إلى سهل مرجعيون قبالة مستعمرة المطلة، وأقام الحواجز لمنع المواكب الفلسطينية من الوصول إلى الحدود، بعدما وجهت الفصائل الفلسطينية الدعوة الى الفلسطينيين الموجودين على كل الاراضي اللبنانية ومن مخيمات نهر البارد والبداوي والرشيدية وعين الحلوة، للتوجه الى الجنوب على متن باصات للمشاركة في حركات احتجاحية عند الحدود تضامنا مع الفلسطينيين.في المقابل، أفيد ان جيش الإحتلال وقوات اليونيفيل استقدما تعزيزات إلى الجهة المقابلة لبلدة مارون الراس والشريط الشائك للفصل بين الجهتين.
وبقي التوترمسيطراً على المنطقة حتى مساء السبت حيث انفض المحتجون بعدما وصلوا الى الجدار الاسمنتي العازل وحطموا كاميرات المراقبة وبعض المعدات التي سبق ووضعتها قوات الاحتلال.
لكن بعض الشبان الفلسطينيين عادوا قرابة الخامسة من عصر امس الى التجمع عند نقطة العديسة الحدودية، فاطلق جيش العدو الاسرائيلي النار عليهم بعدما تسلقوا الجدار الاسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، واقتلعوا كاميرات التجسس المثبتة على البرج الحديدي فوق الجدار.
وسقط نتيجة اطلاق النار الفلسطيني عبد القادر م. م. من أعلى الجدار الاسمنتي الفاصل على الحدود ونقل على الفور الى مستشفى مرجعيون الحكومي لإصابته بكسور ورضوض.
وعشية القرار بالعودة إلى التعليم الحضوري اليوم، تنفذ هيئات ونقابات تربوية ومدنية اعتصاماً احتجاجياً امام وزارة التربية، دعت إليه لجنة الأقضية ولقاء النقابيين الثانويين والتيار النقابي المستقل، رفضاً لقرار العودة، من زاوية ربط العودة باتخاذ إجراءات صحية ومالية، وإعادة النظر بالرواتب من خلال سلفة خزينة، ليتمكن ذوو الطلاب والأساتذة والتلاميذ من توفير البنزين للانتقال مع تهاوي الرواتب وزيادة أسعار المحروقات.
إزاء الوضع المعيشي الصعب، حذر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن «ما يجري على صعيد خدمة الانترنت من سوء في الاتصالات وبطء في الخدمة ينذر بالأسوأ، وقد يصل بنا الى انقطاع هذه الخدمة، خصوصاً وأن موازنة أوجيرو للعام 2021 هي في حدود 48 مليار ليرة وهي غير كافية لإتمام عمليات الصيانة التي تجري حتى آخر السنة والتي تصر الشركات على قبضها بالدولار الأميركي». وقال في تصريح: «هذه الحال تنطبق على مرفأ بيروت ومحطة المستوعبات العاملة فيه، حيث أن صيانة المعدات وقطع الغيار تسعر كلها بالدولار الأميركي. وهذا ما يتوافق مع الواقع الحاصل في مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسات المياه في جميع المناطق. مما يوحي بأن وضع المؤسسات يتجه نحو التأزم إذا لم تتم المعالجة السريعة، وقد نكون أمام انهيار تدريجي وسريع لمرافق الدولة إذا لم يحسن المسؤولون التصرف ويبادروا سريعا الى تأليف حكومة إنقاذ وطنية تعيد الثقة بلبنان وتمهد لإعادة إحياء الدولة بكل مرافقها الحيوية وإداراتها العامة». واعتبر «ان حان وقت الفصل فإما البدء بالمعالجة عبر عمل دؤوب ومؤسساتي ودستوري وقضائي وإما السقوط التام في الجوع والفقر، وفوضى أمنية واقتصادية وصحية وتربوية وبيئية، وما ينتج من ذلك من مآس وفتن».
الكهرباء.. تنتظر الطعن
وعلى صعيد الكهرباء، عمت العتمة الأحياء والمناطق اللبنانية، بعدما أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انه بدءاً من الجمعة 14/5/2021، قامت البواخر التركية في معمل الزوق والجية بتوقيف كافة المولدات لديها، مما أدى إلى انخفاض القدرات الانتاجية الإجمالية بحوالي 240 ميغاواط.
وقالت انها تمكنت من توفير 130 ميغاواط لتعويض النقص.. بانتظار موضوع الطعن بالقانون 215/2021، المتعلق بسلفة خزينة بـ300 مليار ليرة لبنانية لتأمين حاجتها من الفيول، لتأمين الحد أدنى من الاستقرار في التغذية بالتيار الكهربائي.
535753 إصابة
صحياً، تراجع عدد حالات الوفاة، والاصابات بالفايروس، فسجلت وزارة الصحة 307 إصابات جديدة و18 حالة وفاة، في الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 535753 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الأزمة الاقتصادية تتزايد… وبعض الخطوات أصبحت ضرورية لتخفيف وقعها – بروفسور جاسم عجاقة
جشع التجّار والمُهرّبين يتعاظم… وإجراءات إلزامية لوقف المُخالفات والتهريب
تقبع المصارف اللبنانية تحت ضغوطات كبيرة نتيجة عِدّة عوامل، بعضها نتاج أخطائهم والبعض الآخر نتاج السياسة الاقتصادية للحكومة فيما يبقى العامل السياسي المُتمثّل بمواقف لبنان السياسية العامل الأساسي في هذه المرحلة، إذا هو يقف حاجزا منيعاً أمام تلطيف أو معالجة العاملين السابقين. وأما المودع، فما يهمّه هو أن تعود له أمواله من دون أي اقتطاع سواء أكان مُباشرا أم غير مباشر، وهو أمر لا يُمكن للمصارف التنصّل منه إذا ما أرادت أن تستمر في عملها مستقبلاً. وحصول هذا الأمر يفرض ثباتًا نقديًا كي لا تختفي قيمة الودائع بالليرة اللبنانية، إضافة إلى تجنب اقتطاع أي قرش من الودائع بالعملة الصعبة (وهو أمر مكفول بالدستور).
الثبات النقدي
تحقيق الثبات النقدي أُسس الحفاظ على الودائع بالليرة اللبنانية من ناحية، ومن ناحية أخرى عامل ثبات القدرة الشرائية للمواطن التي تختفي مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء. وقد يُمكن الجزم أن كل ما يُعانيه المواطن اللبناني اليوم من ضائقة ناتج من غياب الثبات النقدي الناتج من غياب سياسات الدولة الإقتصادية وتفشّي الفساد.
وبالتالي يُمكن استعادة جزء من الثبات النقدي من خلال عدد من الخطوات (في ظل غياب حلّ سياسي يسمح بتحرير الحل الاقتصادي):
أولا – سحب الليرة اللبنانية من قبضة المضاربين في السوق السوداء وهو أمر مُمكن أن يُكتب له النجاح من خلال المنصّة الإلكترونية القادرة على سحب عنصر المضاربة على سعر صرف الليرة. فالمعروف أن كل مُتغيّر اقتصادي (Time Series) يحوي على ثلاثة مكونات: عنصر اتجاهي (Trend)، عنصر موسمي (Seasonal)، وعنصر مضاربة (Speculations). العنصر الاتجاهي لا يُمكن تفاديه إلا من خلال حلّ اقتصادي شامل، وهو ما يتطلّب حكومة تقوم بإصلاحات شاملة مع برنامج «صندوقي» يسمح بإدخال الدولارات إلى الاقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي. وأما العنصر الموسمي فغائب في حال سعر صرف الدولار مُقابل الليرة اللبنانية، وبالتالي يبقى عنصر المضاربة الذي يُمكن حذفه من خلال المنصّة الإلكترونية.
ثانيا – وقف عملية خروج الدولارات من القطاع المصرفي، خصوصا التهريب الذي يقضي على أي قدرة للّيرة على الصمود من باب المكون الاتجاهي. وبالتالي هذا الأمر يفرض تشدّداً على المعابر الشرعية وغير الشرعية التي تمرّ عبرها السلع المُهرّبة من جهة، وبطريقة أعظم عبر مُمارسات التجّار والمُصدّرين الذين يُخرجون أموالهم من لبنان من باب الدعم، ويتم ذلك بإرغام كل مُصدّر على إعادة الدولارات إلى لبنان إذا ما استفاد المُصدّر من دولارات مدعومة.
ثالثا – يتوجّب ترشيد استخدام الدولارات المؤمّنة من مصرف لبنان. والحديث عن بطاقة تمويلية تعُطى للعائلات الفقيرة هو حديث فارغ نظرا إلى غياب التمويل ونظرا إلى الزبائنية التي ستحكم توزيع البطاقات. من هذا المُنطلق، نرى ضرورة وقف الدعم عن كلّ ما يتمّ تهريبه باستثناء بعض الأمور الأساسية مثل الطحين والأدوية على أن يتمّ خفض عدد الأدوية المدعومة لأقل من 100 دواء وتشجيع تصنيع الأدوية الجنيريك في معامل الأدوية اللبنانية. أمّا بالنسبة للمحروقات (خصوصا البنزين) التي هي أكثر كلفة وأكثر تهريبًا، فيجب وقف الدعم بالكامل، على أن يتمّ إطلاق بطاقة تسمح بعدد مُعيّن من صفائح البنزين لكل اللبنانيين الذين يمتلكون سيّارة.
رابعا – تحرير الأملاك النهرية المُصادرة من قبل أصحاب النفوذ وإسنادها إلى الجيش للإشراف على زرعها وتأمين العديد من المنتوجات الغذائية التي يحتاجها السوق اللبناني. ويتوجّب أيضا الطلب من البلديات تأمين أراضٍ لاستغلالها زراعيا علماً بأن أكثر من نصف مساحة لبنان صالحة للزراعة بكل أنواعها. أضف إلى ذلك استغلال قسم من هذه الأراضي لتربية الأبقار والمواشي، نظرًا إلى حاجة السوق اللبناني الماسة إلى اللحوم.
خامسا – الطلب إلى البلديات تأمين أراضٍ لبناء مصانع لتصنيع مواد غذائية وصناعات تحويلية يحتاجها السوق اللبناني. هذا الأمر يُمكن أن يكون تحت إشراف الجيش أيضاً لمنع الاحتكار والزبائنية.
سادسا – تحرير الاستيراد بكل أنواعه من الاحتكار الحاصل حيث أن هناك ما يُقارب الـ 80 شركة تتحكّم بمصير لبنان واللبنانيين، وما أزمة المحروقات والأدوية إلا أوضح مثال على ذلك.
سابعا – مكننة كل هذه العمليات على مثال ما تمّ القيام به في القطاع الصحي (منصّة التلقيح)، على أن يكون هناك شفافية مُطلقة في كل ما يتمّ القيام به على هذا الصعيد.
ثامنا – إستخدام الأموال التي كانت مُخصّصة لمشاريع عِديدة مثل سدّ بسري أو غيره لتمويل هذه الخطّة.
بالطبع هذه القرارات تحتاج إلى اتفاق سياسي عام من أركان السلطة ومن ثم إلى اجتماع واحد لحكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة، ومن ثم يتمّ رفعها إلى المجلس النيابي لإقرارها بهدف تأمين الغطاء القانوني لحكومة تصريف الأعمال. هذه الخطّة لا تحتاج إلى تنازلات سياسية بين الأطراف السياسية، وبالتالي يُمكن لفخامة رئيس الجمّهورية العماد ميشال عون دعوة الرئيس حسان دياب إلى عقد اجتماع لحكومة تصريف الأعمال لجلسة واحدة لإقرار هذه الخطّة.
القطاع المصرفي والإجراءات الواجب اتخاذها
يربط القطاع المصرفي أي حلّ للأزمة التي تعصف به، بحلّ سياسي يقضي بتشكيل حكومة تضع خطّة تُنشل البلد من أزمته، وهذا أمر صحيح إلى حدٍ بعيد من وجهة النظر الاقتصادية، سيما أن وزن العامل السياسي في الأزمة كبير، إذ في ظلّ تعثّر الحلّ السياسي لا يُمكن البقاء بدون أي خطّة تُعطي وزناً شبه معدوم للعامل السياسي! فالاستمرار على هذا النحو سيقضي على المصارف التي أصبح من مصلحة ليس فقط كل مودع الحفاظ عليها، بل الاقتصاد ككل.
من هذا المُنطلق، نرى أن المعلومات التي طلبها مصرف لبنان بعد انقضاء مُهلة القرار الأساسي 154، ستسمح للجنة الرقابة على المصارف التي من مهامها رقابة هذا القطاع، اقتراح خطّة نهوض بالحدّ الأدنى. هذه الخطّة التي تبدأ بخطوة أطلقها المركزي وتنصّ على بدء دفع قسم من الودائع بعملة الوديعة ابتداءً من حزيران المُقبل، يجب أن تُعطي هذه الخطوة العامل السياسي وزناً ضئيلاً، بمعنى عدم التعويل جداً على الانفراجات السياسية المعقدة واعتبار أن لا حلّ سياسي في المدى المنظور، وبالتالي تحديد الخطوات بحدّها الأدنى لاستعادة الثقة به.
الاحتكار في الاستيراد
ما لا يُعقل كيف أن عشرات من الشركات تُسيطر على اقتصاد لبنان وتتحكّم بمصير لقمة عيش اللبنانيين. وهنا تبرز الصورة السوداوية لتقاطع مصالح أهل السلطة وأهل الاحتكار في ديمومة هذه الحالة الخانقة على الشعب التي حولت البلد إلى ما يشبه النظام الاقطاعي المتحكم بأرزاق الطبقة العاملة. وقد أثبتت التجربة الماضية أن المستوردين قد أخفقوا على مستويين بالحدّ الأدنى: الأول ظهر من خلال عمليات التهريب التي قام بها تجار نافذون إلى خارج لبنان وكانت السلع المُهرّبة تأتي من التجار تحت مسمى (سلع مدعومة)، والثاني من خلال الاحتكار الذي مارسوه، ولا يزالون يُمارسونه من خلال عدم تسليم السلع والبضائع بانتظار دفع مصرف لبنان وبغطاء سياسي.
من هذا المُنطلق، نرى أن تحرير الاستيراد من قبضة هذه الشركات أصبح ضرورة قصوى، على أن يشمل جميع القطاعات بدون استثناء (المحروقات، الأدوية، المواد الغذائية…).
وعلى هذا الصعيد، لم تقم حكومة حسان دياب بما يجب لإيصال قانون التنافسية إلى المجلس النيابي حيث هناك ضرورة لهذا الأخير أن يضع يده على هذا الملف لأن أموال المودعين وأموال المصرف المركزي تذهب إلى قلّة قليلة خلافًا لمبدأ حرية الاقتصاد المنصوص عليه في الدستور اللبناني.
في الواقع، لا يجب الاتكال على الضمير في الأزمات حيث أثبتت التجربة غياب أو بالأحرى انعدام ضمير التجار، بل يجب فرض القوانين التي ترعى المصلحة العامّة.
الكهرباء
على صعيد الكهرباء، أصبح معروفا أن لا حلّ في الأفق نظرًا إلى الصراع السياسي القائم وسوء الإدارة التي نتج منها ديون طائلة. من هذا المُنطلق، يتوجّب فتح هذا القطاع للمنافسة من خلال الشركة بين القطاع العام والخاص ومن خلال الـ BOT، خصوصًا أن آخر هذا الشهر سيكون كارثيًا على صعيد التغذية من الشركة وعلى صعيد فاتورة المولد الذي سيعمل ساعات أكبر.
إن الاستمرار على الوتيرة الحالية، سيفقد اللبناني أهم مؤشر لتطور المُجتمعات – أي التغطية الكهربائية – وهو ما سيؤدّي إلى تراجع على كل الأصعدة، مع حرمان المواطن من عامل أساسي في حياته اليومية.
قطاع النفط والغاز
مما لا شكّ فيه أن الأنظار مُسلّطة اليوم على تحديد الحدود الجنوبية للمنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان. وقد أثبت التاريخ أن هناك طمعاً واضحاً من قبل العدو الإسرائيلي. وقد أثبت الجيش اللبناني أن حقوق الدولة اللبنانية أكبر مما هو موضوع الخلاف، أي 860 كيلومتراً مُربّعاً. المفاوضات غير المباشرة التي تتمّ بين لبنان وإسرائيل برعاية أممية ووساطة أميركية مُتوقّفة حاليًا نظرًا إلى تعنّت الجانب الإسرائيلي. ومع احتدام العدوان على قطاع غزّة والضفة الغربية، من المُستبعد أن يكون هناك أي مفاوضات قبل نهاية هذا العدوان.
من هذا المُنطلق، لا يُمكن للبنان انتظار نتائج هذه المفاوضات بل يتوجّب على الحكومة أن تعمد إلى الطلب إلى شركة توتال بدء التنقيب عن الغاز في الرقعة الرابعة والرقعة التاسعة. إن هذا الطلب بمجرد صدوره سيبعث ارتياحاً في الأسواق وانخفاضاً في سعر الصرف من وجهة النظر الاقتصادية.
هذا الأمر يجب أن يكون في أسرع وقت مُمكن نظرًا إلى الرافعة الكبيرة التي قد يُشكّلها استخراج الغاز، سواء بالنسبة للمالية العامّة أو للاقتصاد اللبناني ككل.
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الحدود الجنوبية تغلي .. وعون يراسل ماكرون
لا حدث يعلو فوق حوادث غزة الدراماتيكية ومأساة الفلسطينيين الذين يخوضون حربا شرسة غير محسومة الجهة المستفيدة منها وتلك التي تديرها وما اذا كانت عن حق تخدم القضية العربية او المصلحة الفارسية، ما دام الفلسطينيون انفسهم وحركة فتح تحديدا منعت أنصارها من المشاركة في الدعوات للتجمع على الحدود اللبنانية «تحت طائلة المحاسبة»، مقابل دعوة طهران ومسؤولي اذرعها العسكرية الشباب العربي الى الوقوف مع المقاومة في الجهاد، فهل تحول شباب فلسطين ولبنان وقودا لمعركة ايرانية – اسرائيلية او اميركية؟ ما هي حدود المواجهة بعدما بلغت امس مرحلة متقدمة مع انهيار برج الجلاء، ثاني اكبر برج في غزة بالكامل بعد استهدافه باربعة صواريخ اسرائيلية، وماذا عن المساعي الاممية التي انطلقت وما قد تفضي اليه على مستوى ابقاء الحرب محصورة في المكان والزمان او تمددها في لحظة لا تبدو مناسبة لأي طرف وجل ما يُبتغى منها على الارجح تصعيد محدود لتعزيز مواقع واهداف اقليمية ودولية تبدأ مما يدور في دول الجوار ولا تنتهي في مفاوضات فيينا؟
شهيد لحزب الله
اما لبنان الذي له «في كل عرس قرص»، فخسر واحدا من شبابه ينتمي الى حزب الله هو محمد طحان، 21 عاما، من بلدة عدلون الجنوبية استشهد عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية خلال تنفيذ عدد من الشبان وقفة احتجاجية تضامناً مع القدس وغزة، حيث حاولت مجموعة منهم اجتياز السياج الفاصل بين البلدين.. ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النيران.
تعزيزات على الحدود
وبعيد حادثة الجمعة، شهدت منطقة مرجعيون تدابير أمنية صارمة، فأغلق الجيش كل الطرق المؤدية إلى سهل مرجعيون قبالة مستعمرة المطلة، وأقام الحواجز لمنع المواكب الفلسطينية من الوصول إلى الحدود ، بعدما وجهت الفصائل الفلسطينية الدعوة الى الفلسطينيين الموجودين على كل الاراضي اللبنانية ومن مخيمات نهر البارد والبداوي والرشيدية وعين الحلوة، للتوجه الى الجنوب على متن باصات للمشاركة في حركات احتجاحية عند الحدود تضامنا مع الفلسطينيين.
في المقابل، أفيد ان الجيش الإسرائيلي استقدم تعزيزات إلى الجهة المقابلة لبلدة مارون الراس.
وامس أوقف الجيش اللبناني شخصاً حاول التسلّل نحو جدار الإسمنت الفاصل في بلدة العديسة الحدودية.
كما أطلق جيش العدو الاسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين، تسلقوا الجدار الاسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة في بلدة عديسة، واقتلعوا كاميرات التجسس المثبتة على البرج الحديدي فوق الجدار.
الراعي
سياسيا أكّد البطريرك الماروني بشارة الراعي امس أنّه «يتوجب على المسؤولين تحريك مفاوضات تأليف الحكومة فالجمود السائد مرفوض وبات يُشكّل جريمة بحق الوطن والشعب ولا نقبل بتاتاً أن تُمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن».
ودعا في عظة قداس الاحد من بكركي»السلطات اللبنانية إلى ضبط الحدود ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لاطلاق الصواريخ وتعريض لبنان لحروب جديدة فقد دفع لبنان ما يكفي من هذه الصراعات والشعب اللبناني ليس مستعداً أن يُدمر بلده مرة أخرى أكثر مما هي مدمرة».
رسالة عون
اما في الداخل وفي انتظار ما قد يحمله الاسبوع الطالع على مستوى محاولة حل الازمة الحكومية في ظل حديث عن مبادرة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، سلم رئيس الجمهورية ميشال عون السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو رسالة خطية الى الرئيس ايمانويل ماكرون تتناول التطورات الاخيرة والعلاقات اللبنانية الفرنسية. وتأتي الرسالة غداة اعلان القصر الجمهوري، أن رئيس الجمهورية «ليس في وارد إرسال موفد الى باريس، لمتابعة زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لبيروت، وأن موقف الرئيس عون واضح وأبلغه الى لودريان خلال وجوده في بيروت».
انهيار المرافق
في سبحة ازمات الداخل المتناسلة، حذر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن «ما يجري على صعيد خدمة الانترنت من سوء في الاتصالات وبطء في الخدمة ينذر بالأسوأ، وقد يصل بنا الى انقطاع هذه الخدمة، خصوصاً وأن موازنة أوجيرو للعام 2021 هي في حدود 48 مليار ليرة وهي غير كافية لإتمام عمليات الصيانة التي تجري حتى آخر السنة والتي تصر الشركات على قبضها بالدولار الأميركي». وقال في تصريح: «هذه الحال تنطبق على مرفأ بيروت ومحطة المستوعبات العاملة فيه، حيث أن صيانة المعدات وقطع الغيار تسعر كلها بالدولار الأميركي. وهذا ما يتوافق مع الواقع الحاصل في مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسات المياه في جميع المناطق. مما يوحي بأن وضع المؤسسات يتجه نحو التأزم إذا لم تتم المعالجة السريعة، وقد نكون أمام انهيار تدريجي وسريع لمرافق الدولة إذا لم يحسن المسؤولون التصرف ويبادروا سريعا الى تأليف حكومة إنقاذ وطنية تعيد الثقة بلبنان وتمهد لإعادة إحياء الدولة بكل مرافقها الحيوية وإداراتها العامة». واعتبر «ان حان وقت الفصل فإما البدء بالمعالجة عبر عمل دؤوب ومؤسساتي ودستوري وقضائي وإما السقوط التام في الجوع والفقر، وفوضى أمنية واقتصادية وصحية وتربوية وبيئية، وما ينتج من ذلك من مآس وفتن».
«الاقتصاد» تداهم
الى ذلك وفي ما يتصل بأزمة المحروقات، فقد شهدت انفراجا نسبيا اليوم في كل المناطق، وغاب مشهد الطوابير امام المحطات. وقد داهم مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر برفقة استخبارات الجيش وامن الدولة محطات الوقود في النبطية وأمر بفتح المحطات المغلقة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :