إنسحاب إسرائيل.. ينتظر قراراً أميركياً؟

إنسحاب إسرائيل.. ينتظر قراراً أميركياً؟

 

Telegram

 

مع دخول المنطقة مدار "العصر الأميركي"، باتت الساحة اللبنانية على تماسٍ مباشر مع هذا الواقع الذي تكرّس أخيراً، حيث يناقش الكاتب والمحلل السياسي وسام يافي في واشنطن، التغييرات في مرحلة ما بعد حربين ربحت فيهما واشنطن بوجه إيران وأخرجت الروس، وسيطرت على منطقة شرق البحر الأبيض الأوسط وسوريا ولبنان والغاز، حتى أنها سيطرت على إسرائيل، لأنه بصرف النظر عن التأثير الإسرائيلي في أميركا، فإن السلاح الأميركي هو الذي دعم إسرائيل في حروبها.

ويقود هذا الواقع إلى طرح سؤال أساسي حول المصلحة الأميركية في المنطقة خصوصاً بعد تصريح الرئيس دونالد ترامب عن تهجير أهالي غزة إلى مصر والأردن؟ يكشف المحلل يافي ل"ليبانون ديبايت"، أن "الإدارة الأميركية بدأت تتراجع عن طرح التهجير، نتيجة الأصداء السلبية، حيث أنه قد يتسبّب بحرب أهلية في الأردن أو بسقوط النظام المصري أو ربما استئناف الحرب في غزة لأن حماس لن تسلّم أرضها".

ووفق يافي فإن "الرئيس ترامب طرح تهجير سكان غزة، كمسار للتفاوض وليس كطرحٍ جدي، وربما من أجل الحصول على الأموال من دول الخليج، وبالتالي، فإن تراجع الإدارة الأميركية في اليومين المقبلين سيوضح هذا الأمر".

وعليه، يتوقع يافي أن تتجه المنطقة إلى "التهدئة بعد هذه السيطرة الأميركية وليس إلى التصعيد، بسبب المصالح الإقتصادية الأميركية"، إلاّ أنه يكشف عن "رفض لاعبين آخرين في المنطقة لهذه السيطرة، حيث أن مصر والأردن لن يقفا بوجهها إن لم يحصل مخطط التهجير، كما أن سوريا منشغلة بواقعها الداخلي، فيما الوضع اللبناني قابل للإستقرار أكثر منه للتصعيد، خصوصاً إذا حصل الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية في الجنوب".

وفي هذا المجال، يؤكد يافي إن انسحاب إسرائيل "قرار يعود للأميركيين، فإذا عملوا على إخراج إسرائيل فإن الإستقرار سيسود لبنان، ولكن إن لم يضغطوا لحصول الإنسحاب الكامل، فإن الرسالة الأميركية، هي استمرار التوتر، وهو ما ستستعمله المقاومة كذريعة لاستمرار عملياتها وتعويم نفسها".

وبالتالي، فإن يافي يجزم بأن "لا لزوم لبقاء الإسرائيلي في جنوب لبنان، وإذا كانت واشنطن ترفض التصعيد في المنطقة، فهي قادرة على الضغط لانسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني، سيّما وأن الجيش شريك لها من ناحية العتاد".

وفيما يبقى السؤال ما إذا كانت واشنطن تريد استقرار لبنان، يُعرب يافي عن الإعتقاد بأن "مصالح الإدارة الأميركية الإقتصادية والجيوسياسية في المنطقة تفرض الإستقرار، ومن مصلحة لبنان حصول هذا الإستقرار، الذي يعتمد على الموقف الأميركي من الإنسحاب الإسرائيلي، وهو سيجبر الإسرائيلي على الخروج من لبنان".

وبرأي يافي، فإن الخطوات التي تحققت مع انتخاب الرئيس جوزف عون وتكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة واختيار الوزراء، تدل على أن "الأميركي يتجه إلى التغيير الإيجابي في لبنان وليس التوتر، إنما يبقى انتظار الفريق الإقليمي الذي كان يقاوم كل المشاريع في المنطقة، وما إذا كان قادراً على المقاومة من عدمها، لأنه حتى وإن كان يمتلك بعض القدرات العسكرية، لكن قدراته الإقتصادية والإجتماعية والسياسية تراجعت على صعيد الإقليم وفي الداخل اللبناني، وبالتالي لن يستطيع مقاومة هذه الموجة".

ويخلص يافي إلى أن "الأميركي سيهدّىء الوضع ويعمل للإستقرار واستلام المنطقة، والإعتقاد أن ما من طرف سيواجهه في الداخل اللبناني أو في الإقليم أو على المستوى العالمي، علماً أنه في الأيام المقبلة ستظهر ملامح الخطوط العريضة للأوضاع في المنطقة".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram