تيك توك يكوّع... ويحاصر «فلسطين»

تيك توك يكوّع... ويحاصر «فلسطين»

 

Telegram

 

في تطوّر مفاجئ أشعل منصات التواصل الاجتماعي، أجرى تطبيق تيك توك، الذي يُعدّ إحدى أكثر المنصات شعبية حول العالم، تحديثاً لشروط الخدمة الخاصة به لتضمين عبارة «فلسطين الحرة» ضمن قائمة الخطابات التي تعتبرها المنصة «خطاب كراهية». وجاء هذا التحديث بعد أيام قليلة على احتفال عدد من المستخدمين الأميركيين بعودة التطبيق إلى العمل، بعدما حُظر لمدة في الولايات المتحدة بسبب مخاوف الحكومة الأميركية من سرقة بيانات المواطنين من قبل الصين.

وقد تفاجأ المستخدمون، وخصوصاً أولئك الذين يدعمون القضية الفلسطينية، بهذا القرار الذي اعتبروه تحيّزاً واضحاً ضد حرية التعبير وحقوق الشعب الفلسطيني. وكان تيك توك قد دافع عن نفسه أكثر من مرة ضد التصّور القائل إنّه يفضّل وجهات النظر الفلسطينية، مؤكداً على أنّ خوارزميته لا «تنحاز إلى أي طرف». لكن في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، علا الصوت الفلسطيني ووصلت صور المجازر إلى كل الشاشات بسبب طبيعة خوارزمية تيك توك التي تمنح حرية أكبر من بقية المنصات، ولأنّ عدد مناصري فلسطين أكبر بكثير من عدد الإسرائيليين على الإنترنت.

ويرى بعضهم أن هذه الخطوة الجديدة قد تكون محاولة من تيك توك لتجنّب أي اتهامات بالتحيز في ظل الضغوط السياسية التي تواجهها الشركة في الولايات المتحدة. فقد عاد التطبيق لمدة 75 يوماً مشروطة بالتوصل إلى حلّ يرضي الطرفين في الولايات المتحدة. لكن من جهة أخرى، يرى النقّاد أنّ هذا القرار الجديد بتشديد الرقابة على المحتوى الفلسطيني يمثل انتهاكاً لحرية التعبير ويشكل تضييقاً على أصوات المستخدمين الذين يسعون إلى الإشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته.

ردود الفعل على هذا التحديث كانت سريعة وحادة، إذ غرّد عدد من النشطاء والمستخدمين معبّرين عن استيائهم من هذا القرار، ومعتبرين بأنّ تيك توك قد باع روحه من أجل الاستمرار في العمل. وأثار هذا التحديث موجة من الانتقادات اللاذعة على المنصات الاجتماعية، فعبّر كثيرون عن شعورهم بالخذلان تجاه التطبيق الذي كان يُعدّ منصة للحرية والتعبير، متّهِمين إياه بالخضوع لضغوط سياسية من أجل الحفاظ على استثماراته وانتشاره في أسواق معينة. ورأى بعضهم أنّ هذه الخطوة قد تؤدي إلى تآكل الثقة في التطبيق، وخصوصاً في صفوف المستخدمين الذين كانوا يرون فيه أداة رئيسية لحرية التعبير. كما أشار آخرون إلى أن هذا القرار ذو تأثير سلبي على سمعة تيك توك، وخصوصاً في العالمين العربي والإسلامي، إذ تعدّ القضية الفلسطينية قضية مركزية تحظى بتأييد واسع. وهناك من وصف التحديث بأنه «انصياع للضغوط من القوى الكبرى» التي تسعى إلى تقليص مساحة النقاش حول قضايا حسّاسة، مثل فلسطين، التي تجمع شريحة واسعة من الشباب العربي والغربي حولها.

من جانب آخر، أعرب بعضهم عن قلقهم من أن يكون هذا القرار بداية لمزيد من القيود على المحتوى السياسي على المنصة، ما قد ينعكس سلباً على حريات التعبير في المستقبل. في الوقت نفسه، طرح بعضهم تساؤلات حول مدى قدرة تيك توك على الاستمرار في جذب المستخدمين الجدد، الذين كانوا في البداية يتوقعون من التطبيق أن يكون منصة مفتوحة وآمنة للنقاشات المتنوعة

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram