افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 7 نيسان 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 7 نيسان 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

فيينا تنتج لجاناً تقنيّة لخريطة طريق العودة ‏للاتفاق… ومالي يؤكد تأجيل ملفات ‏الخلاف حزب الله يؤكد أنه شريك مبادرة ‏بري… والطريق سالك ولو ببطء… ‏وحراك عربيّ الحريري في بيروت وإلى ‏الفاتيكان… والتدقيق الجنائيّ نحو ‏تمديد المهل

 

 

 تصدّرت‎ ‎محادثات‎ ‎فيينا‎ ‎الخاصة‎ ‎بالاتفاق‎ ‎النووي‎ ‎الإيراني‎ ‎وسبل‎ ‎العودة‎ ‎الأميركية‎ ‎إليه،‎ ‎مقابل‎ ‎عودة‎ ‎إيران‎ ‎إلى‎ ‎التزاماتها‎ ‎بموجباته،‎ ‎أحداث‎ ‎العالم‎ ‎بما‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الحدث‎ ‎الحكومي‎ ‎اللبناني،‎ ‎وشخصت‎ ‎الأنظار‎ ‎نحو‎ ‎فيينا‎ ‎باعتبار‎ ‎ما‎ ‎يجري‎ ‎هناك‎ ‎سيلقي‎ ‎بثقله‎ ‎على‎ ‎كل‎ ‎الملفات‎ ‎التي‎ ‎تتأثر‎ ‎بالعناصر‎ ‎الدولية‎ ‎والإقليمية‎ ‎تأزماً‎ ‎وانفراجاً،‎ ‎ولبنان‎ ‎في‎ ‎قلبها‎ ‎مهما‎ ‎قيل‎ ‎عن‎ ‎الأبعاد‎ ‎الداخلية‎ ‎الصرف‎ ‎للأزمة‎ ‎الحكوميّة‎.‎


في‎ ‎فيينا،‎ ‎رغم‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎مسار‎ ‎يحتاج‎ ‎وقتاً،‎ ‎كما‎ ‎قال‎ ‎الأوروبيون،‎ ‎وعدم‎ ‎التفاؤل‎ ‎بنتائج‎ ‎قريبة،‎ ‎كما‎ ‎قال‎ ‎الأميركيون،‎ ‎وعن‎ ‎تفاؤل‎ ‎حذر‎ ‎كما‎ ‎قال‎ ‎الإيرانيون،‎ ‎بقيت‎ ‎الإشارة‎ ‎الإيجابية‎ ‎المشتركة‎ ‎هي‎ ‎عبارة‎ "‎البناءة‎" ‎التي‎ ‎وردت‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎التعليقات‎ ‎التي‎ ‎تناولت‎ ‎المحادثات‎ ‎بعد‎ ‎انتهاء‎ ‎جلستها‎ ‎الأولى،‎ ‎وكان‎ ‎أول‎ ‎الإنجازات‎ ‎التزام‎ ‎أميركيّ‎ ‎علنيّ‎ ‎واضح‎ ‎بالفصل‎ ‎بين‎ ‎محادثات‎ ‎العودة‎ ‎للاتفاق‎ ‎والقضايا‎ ‎الخلافيّة‎ ‎الأخرى‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تضعها‎ ‎واشنطن‎ ‎كملفات‎ ‎مكمّلة‎ ‎للبحث‎ ‎بالعودة،‎ ‎سواء‎ ‎ملف‎ ‎البرنامج‎ ‎الصاروخيّ‎ ‎الإيرانيّ‎ ‎أو‎ ‎ملفات‎ ‎النزاعات‎ ‎الإقليميّة،‎ ‎التي‎ ‎قال‎ ‎المبعوث‎ ‎الأميركي‎ ‎الخاص‎ ‎للملف‎ ‎النووي‎ ‎الإيراني‎ ‎روبرت‎ ‎مالي،‎ ‎إنها‎ ‎مؤجلة‎ ‎لما‎ ‎بعد‎ ‎العودة،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎الاستعداد‎ ‎للبحث‎ ‎بسبل‎ ‎رفع‎ ‎العقوبات‎ ‎الأميركية‎ ‎عن‎ ‎إيران،‎ ‎متمسكاً‎ ‎بالمطالبة‎ ‎بخطوات‎ ‎إيرانية‎ ‎متوازية‎ ‎للعودة‎ ‎إلى‎ ‎الالتزامات،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎ترفضه‎ ‎إيران‎ ‎التي‎ ‎تعتبر‎ ‎أنها‎ ‎لم‎ ‎تخرج‎ ‎من‎ ‎الاتفاق‎ ‎وأن‎ ‎تخفيض‎ ‎موجباتها‎ ‎تمّ‎ ‎بموجب‎ ‎بنود‎ ‎خاصة‎ ‎في‎ ‎متن‎ ‎الاتفاق،‎ ‎بينما‎ ‎على‎ ‎واشنطن‎ ‎أن‎ ‎تعود‎ ‎أولاً‎ ‎إلى‎ ‎الاتفاق‎ ‎عبر‎ ‎بوابة‎ ‎رفع‎ ‎العقوبات،‎ ‎بالعودة‎ ‎الى‎ ‎ما‎ ‎قبل‎ ‎عام‎ 2018 ‎وعندها‎ ‎تطالب‎ ‎إيران‎ ‎بالعودة‎ ‎إلى‎ ‎التزاماتها‎ ‎بموجب‎ ‎بنود‎ ‎أخرى‎ ‎في‎ ‎الاتفاق‎ ‎نفسه‎.‎


المحادثات‎ ‎أنتجت‎ ‎لجنتين‎ ‎تقنيتن‎ ‎لبحث‎ ‎فرضيات‎ ‎ما‎ ‎يمكن‎ ‎لإيران‎ ‎تقديمه‎ ‎من‎ ‎التزامات‎ ‎مقابل‎ ‎رفع‎ ‎العقوبات،‎ ‎أو‎ ‎جزء‎ ‎رئيسيّ‎ ‎منها،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎البحث‎ ‎مع‎ ‎الأميركيين‎ ‎بمسار‎ ‎افتراضي‎ ‎آخر‎ ‎هو‎ ‎حجم‎ ‎العودة‎ ‎عن‎ ‎العقوبات‎ ‎الممكن‎ ‎قبل‎ ‎العودة‎ ‎الإيرانية‎ ‎للالتزامات،‎ ‎وحجم‎ ‎الممكن‎ ‎خلالها،‎ ‎وما‎ ‎تبقيه‎ ‎واشنطن‎ ‎لما‎ ‎قبل‎ ‎الحزمة‎ ‎الأخيرة‎ ‎من‎ ‎العودة‎ ‎الإيرانيّة،‎ ‎آخذا‎ ‎بالاعتبار‎ ‎أن‎ ‎إيران‎ ‎حدّدت‎ ‎موعداً‎ ‎لتصعيد‎ ‎التخصيب‎ ‎نحو‎ ‎الـ‎ 40% ‎في‎ 22 ‎أيار‎ ‎المقبل،‎ ‎وأن‎ ‎اللجان‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تنتهي‎ ‎بنتائج‎ ‎إيجابية‎ ‎قبل‎ ‎ذلك‎ ‎التاريخ‎ ‎كي‎ ‎تنجح‎ ‎بفتح‎ ‎طريق‎ ‎العودة‎ ‎للاتفاق،‎ ‎بينما‎ ‎تعتقد‎ ‎واشنطن‎ ‎أن‎ ‎نهاية‎ ‎أيار‎ ‎هي‎ ‎المهلة‎ ‎المتوقعة‎ ‎لامتلاك‎ ‎إيران‎ ‎المقدرات‎ ‎الكافية‎ ‎لإنتاج‎ ‎سلاح‎ ‎نووي،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎يجعل‎ ‎السير‎ ‎نحو‎ ‎التفاهم‎ ‎محكوماً‎ ‎بوقت‎ ‎ضيّق‎ ‎يستدعي‎ ‎تسريع‎ ‎عمل‎ ‎اللجان‎.‎


لبنانياً،‎ ‎لا‎ ‎جديد‎ ‎على‎ ‎المسار‎ ‎الحكومي،‎ ‎الذي‎ ‎كشف‎ ‎النائب‎ ‎حسن‎ ‎فضل‎ ‎الله‎ ‎موقع‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎كشريك‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎في‎ ‎مبادرته،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الأمور‎ ‎تحتاج‎ ‎إلى‎ ‎مزيد‎ ‎من‎ ‎الوقت،‎ ‎ولكن‎ ‎المساعي‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎مستمرّة‎ ‎والاتجاه‎ ‎الإيجابيّ‎ ‎هو‎ ‎السائد‎ ‎ولو‎ ‎كان‎ ‎بطيئاً،‎ ‎بينما‎ ‎حل‎ ‎التحرك‎ ‎العربي‎ ‎مكان‎ ‎الحراك‎ ‎الفرنسي،‎ ‎حيث‎ ‎يصل‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎المصري‎ ‎سامح‎ ‎شكري‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎بعد‎ ‎زيارة‎ ‎خاطفة‎ ‎الى‎ ‎باريس‎ ‎التقى‎ ‎خلالها‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الفرنسية‎ ‎جان‎ ‎إيف‎ ‎لودريان،‎ ‎ويليه‎ ‎معاون‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎للجامعة‎ ‎العربية‎ ‎حسام‎ ‎زكي،‎ ‎في‎ ‎محاولة‎ ‎عربيّة‎ ‎لملء‎ ‎الفراغ‎ ‎الناتج‎ ‎عن‎ ‎تراجع‎ ‎وهج‎ ‎الحراك‎ ‎الدولي،‎ ‎الذي‎ ‎يسجل‎ ‎زيارة‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎الفاتيكان‎ ‎في‎ 22 ‎من‎ ‎الشهر‎ ‎الحالي،‎ ‎بعدما‎ ‎وصل‎ ‎أمس‎ ‎إلى‎ ‎بيروت،‎ ‎ويمكن‎ ‎أن‎ ‎تسبق‎ ‎الزيارة‎ ‎لقاءات‎ ‎باريس،‎ ‎التي‎ ‎تنتظر‎ ‎تفاصيل‎ ‎تطال‎ ‎اللقاءات‎ ‎ومواعيدها،‎ ‎وما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎بينها‎ ‎اللقاء‎ ‎المرتقب‎ ‎للرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎جبران‎ ‎باسيل،‎ ‎الذي‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎هدفاً‎ ‎فرنسياً،‎ ‎يشتغل‎ ‎لتحقيقه‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎.‎
فيما‎ ‎عاد‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريريّ‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ ‎الأول‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يُسجّل‎ ‎أي‎ ‎تطوّر‎ ‎على‎ ‎الصعيد‎ ‎الحكومي،‎ ‎تترقب‎ ‎الأوساط‎ ‎المحلية‎ ‎نتائج‎ ‎الحراك‎ ‎الفرنسي‎ ‎الجديد‎ ‎وما‎ ‎سيحمله‎ ‎في‎ ‎جعبته‎ ‎وزير‎ ‎خارجية‎ ‎مصر‎ ‎سامح‎ ‎شكري‎ ‎الذي‎ ‎زار‎ ‎باريس‎ ‎والتقى‎ ‎نظيره‎ ‎الفرنسي‎ ‎جان‎ ‎ايف‎ ‎لو‎ ‎دريان‎ ‎قبل‎ ‎وصوله‎ ‎اليوم‎ ‎الى‎ ‎بيروت،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يزور‎ ‎لبنان‎ ‎أيضاً‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎المساعد‎ ‎لجامعة‎ ‎الدول‎ ‎العربية‎ ‎حسام‎ ‎زكي‎ ‎يوم‎ ‎غدٍ‎.‎


وعلمت‎ "‎البناء‎" ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎أسرّ‎ ‎لمقرّبين‎ ‎منه‎ ‎أن‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎يحصل‎ ‎على‎ ‎الضوء‎ ‎الأخضر‎ ‎من‎ ‎السعودية‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎فلن‎ ‎تؤلف،‎ ‎لأن‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎غير‎ ‎مغطاة‎ ‎سياسياً‎ ‎ومالياً‎ ‎من‎ ‎المملكة‎ ‎لن‎ ‎يكتب‎ ‎لها‎ ‎النجاح‎ ‎وستكون‎ ‎خياراً‎ ‎انتحاريّاً‎ ‎للحريري‎ ‎لن‎ ‎يُقدِم‎ ‎عليه‎. ‎وأضافت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ "‎الحريري‎ ‎وخلال‎ ‎زيارته‎ ‎الأخيرة‎ ‎الى‎ ‎الإمارات‎ ‎تمنى‎ ‎على‎ ‎الشيخ‎ ‎محمد‎ ‎بن‎ ‎زايد‎ ‎ترتيب‎ ‎لقاء‎ ‎مع‎ ‎الأمير‎ ‎محمد‎ ‎بن‎ ‎سلمان،‎ ‎لكن‎ ‎اللقاء‎ ‎لم‎ ‎يتمّ‎".‎
وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك،‎ ‎يترقب‎ ‎مطّلعون‎ ‎على‎ ‎الوضع‎ ‎السياسي‎ ‎الداخلي‎ ‎تأثير‎ ‎الأحداث‎ ‎الأخيرة‎ ‎في‎ ‎الأردن‎ ‎على‎ ‎الموقف‎ ‎السعودي‎ ‎حيال‎ ‎الملف‎ ‎اللبناني‎ ‎تشدداً‎ ‎أو‎ ‎تسهيلاً،‎ ‎مشيرين‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎الى‎ ‎أن‎ "‎الحكم‎ ‎على‎ ‎الحراك‎ ‎الحكومي‎ ‎الحالي‎ ‎ستظهر‎ ‎نتائجه‎ ‎خلال‎ 48 ‎ساعة‎ ‎وربما‎ ‎تأتي‎ ‎رياح‎ ‎اقليمية‎ -‎‎ ‎دولية‎ ‎مؤاتية‎ ‎للتأليف‎ ‎أو‎ ‎معاكسة‎ ‎فتعود‎ ‎الأمور‎ ‎الى‎ ‎نقطة‎ ‎الصفر‎". ‎كما‎ ‎أشارت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎الحريري‎ ‎وصل‎ ‎الى‎ ‎خيارات‎ ‎صعبة‎ ‎وضيقة،‎ ‎فهو‎ ‎يرفض‎ ‎خيار‎ ‎الاعتذار‎ ‎لأن‎ ‎ذلك‎ ‎سينهي‎ ‎حياته‎ ‎السياسية،‎ ‎خصوصاً‎ ‎إذا‎ ‎نجحت‎ ‎شخصيات‎ ‎سياسية‎ ‎سنية‎ ‎بتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎تحظى‎ ‎بالدعم‎ ‎الدولي،‎ ‎لذلك‎ ‎يتشدد‎ ‎الحريري‎ ‎ويحتفظ‎ ‎بورقة‎ ‎التكليف‎ ‎للضغط‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والنائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎ولقطع‎ ‎الطريق‎ ‎على‎ ‎منافسيه‎ ‎في‎ ‎نادي‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎الشخصيات‎ ‎السياسية‎ ‎المعارضة‎ ‎له‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎بيته‎ ‎الداخلي‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎شقيقه‎ ‎رجل‎ ‎الأعمال‎ ‎بهاء‎ ‎الحريري‎".‎


وعلمت‎ "‎البناء‎" ‎أيضاً‎ ‎أن‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎لقاء‎ ‎بين‎ ‎الحريري‎ ‎وباسيل‎ ‎مجرد‎ ‎أفكار‎ ‎لا‎ ‎صدى‎ ‎لها‎ ‎في‎ ‎فرنسا‎ ‎إذ‎ ‎إن‎ ‎الفكرة‎ ‎ليست‎ ‎واردة‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎الإليزيه‎.‎
وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎باسيل‎ ‎لم‎ ‎يطلب‎ ‎موعداً‎ ‎من‎ ‎باريس‎ ‎وفي‎ ‎الوقت‎ ‎نفسه‎ ‎لا‎ ‎يحتاج‎ ‎الى‎ ‎وساطة‎ ‎او‎ ‎وسيط‎ ‎لزيارة‎ ‎فرنسا‎.‎


في‎ ‎المقابل‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎مقرّبة‎ ‎من‎ ‎الحريري‎ ‎لقناة‎ "‎أو‎ ‎تي‎ ‎في‎" ‎ان‎ "‎العمل‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎الراهن‎ ‎ينصبّ‎ ‎في‎ ‎خارج‎ ‎لبنان‎ ‎لأن‎ ‎كل‎ ‎الوساطات‎ ‎التي‎ ‎طرحت‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎فشلت‎"‎،‎ ‎موضحة‎ ‎أن‎ "‎الحريري‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎التداول‎ ‎إعلامياً‎ ‎بموضوع‎ ‎زيارته‎ ‎الى‎ ‎الفاتيكان‎ ‎واللقاء‎ ‎المرتقب‎ ‎مع‎ ‎البابا‎ ‎فرنيسس،‎ ‎وأوعز‎ ‎بهذه‎ ‎التعليمات‎ ‎الى‎ ‎كل‎ ‎النواب‎ ‎والقيادات‎ ‎في‎ "‎تيار‎ ‎المستقبل‎". ‎وشدّدت‎ ‎المصادر‎ ‎على‎ ‎أن‎ "‎الضغط‎ ‎الدولي‎ ‎الذي‎ ‎يمارس‎ ‎حالياً‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎فرنسا‎ ‎وألمانيا‎ ‎ومصر‎ ‎يؤشر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎أمراً‎ ‎يُطبخ‎ ‎خارجياً،‎ ‎والحريري‎ ‎مقتنع‎ ‎بضرورة‎ ‎الجلوس‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎جبران‎ ‎باسيل،‎ ‎ولكن‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎سيحصل‎ ‎بعد‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎".‎


وتبلغ‎ ‎الحريري‎ ‎من‎ ‎سفير‎ ‎الكرسي‎ ‎الرسولي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎المونسينيور‎ ‎جوزيف‎ ‎سبيتيري‎ ‎أن‎ ‎قداسة‎ ‎البابا‎ ‎فرنسيس‎ ‎سيستقبل‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎الفاتيكان‎ ‎في‎ ‎‏22‏‎ ‎نيسان‎ ‎الحالي،‎ ‎وذلك‎ ‎بعدما‎ ‎تقدم‎ ‎الحريري‎ ‎بطلب‎ ‎اللقاء‎ ‎قبل‎ ‎حوالي‎ ‎أسبوعين‎.‎


وكرر‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎موقفه‎ ‎الداعي‎ ‎لتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎بأسرع‎ ‎وقت‎ ‎ممكن،‎ ‎وجاء‎ ‎ذلك‎ ‎على‎ ‎لسان‎ ‎عضو‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎النائب‎ ‎حسن‎ ‎فضل‎ ‎الله‎ ‎الذي‎ ‎اعتبر‎ ‎أن‎ "‎المدخل‎ ‎للمعالجات‎ ‎هو‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة،‎ ‎ونحن‎ ‎أول‎ ‎حكومة‎ ‎كنا‎ ‎ضد‎ ‎استقالتها‎ ‎وكذلك‎ ‎حكومة‎ ‎حسان‎ ‎دياب،‎ ‎والمفتاح‎ ‎هو‎ ‎الحكومة‎ ‎لكن‎ ‎هذه‎ ‎الحكومة‎ ‎أمامها‎ ‎مسار،‎ ‎والإيجابية‎ ‎اليوم‎ ‎أن‎ ‎النقاش‎ ‎مفتوح‎ ‎بين‎ ‎الجميع‎ ‎الذين‎ ‎يقدمون‎ ‎الأفكار‎ ‎والاقتراحات‎ ‎وتجاوزنا‎ ‎بعض‎ ‎العقد‎ ‎والحواجز‎ ‎الكبيرة‎ ‎وقطعنا‎ ‎جزءاً‎ ‎أساسياً‎ ‎منها‎"‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ "‎الدور‎ ‎الوطني‎ ‎والمحوري‎ ‎والأساسي‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎وحركة‎ ‎امل‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الامر،‎ ‎وهناك‎ ‎بارقة‎ ‎أمل‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎ولكن‎ ‎الأمور‎ ‎تحتاج‎ ‎بعض‎ ‎الوقت،‎ ‎وعندما‎ ‎تحل‎ ‎الأمور‎ ‎داخلياً‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎الخارج‎ ‎أن‎ ‎يعرقل‎".‎


وأكد‎ ‎فضل‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني‎ ‎أن‎ "‎الحزب‎ ‎مع‎ ‎أن‎ ‎يصل‎ ‎الدعم‎ ‎الى‎ ‎المواطن‎ ‎مباشرة‎ ‎وبشكل‎ ‎واضح،‎ ‎ومعالجة‎ ‎موضوع‎ ‎الدعم‎ ‎تتم‎ ‎عبر‎ ‎الحكومة،‎ ‎وهناك‎ ‎بعض‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎مستعدّة‎ ‎أن‎ ‎تجوع‎ ‎وتجَوّع‎ ‎الناس‎ ‎مقابل‎ ‎أن‎ ‎ترضى‎ ‎عنهم‎ ‎أميركا،‎ ‎ويجب‎ ‎الانتباه‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎باب‎ ‎الصين‎ ‎مفتوح،‎ ‎وهناك‎ ‎بعض‎ ‎المشاريع‎ ‎المقدّمة‎ ‎أقرت‎ ‎في‎ ‎اللجان‎ ‎النيابية‎". ‎ولفت‎ ‎فضل‎ ‎الله‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎سبب‎ ‎الأزمة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎هو‎ ‎شحّ‎ ‎الدولار‎ ‎الناجم‎ ‎عن‎ ‎الهدر‎ ‎والفساد‎ ‎والعجز‎ ‎في‎ ‎الميزان‎ ‎التجاري‎. ‎وأضاف‎: ‎‎"‎ارتفاع‎ ‎الدولار‎ ‎في‎ ‎اوقات‎ ‎قياسية‎ ‎هو‎ ‎لعبة‎ ‎سياسية‎ ‎وحاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎يستطيع‎ ‎الحد‎ ‎منها‎"‎،‎ ‎مبيناً‎ ‎أن‎ "‎هناك‎ ‎شخصيات‎ ‎محمية‎ ‎سياسياً‎ ‎وهناك‎ ‎دعوى‎ ‎قضائية‎ ‎في‎ ‎موضوع‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الدولار‎ ‎ولكن‎ ‎الأمر‎ ‎عل‎ ‎حاله‎ ‎رغم‎ ‎وجود‎ ‎اسماء‎ ‎معروفة‎ ‎بالاسم،‎ ‎وان‎ ‎جزءا‎ ‎من‎ ‎ازمة‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الدولار‎ ‎هو‎ ‎سياسي،‎ ‎ولكن‎ ‎هناك‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وبقية‎ ‎المصارف‎ ‎هم‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎الأزمة،‎ ‎وطالما‎ ‎ودائع‎ ‎الناس‎ ‎بقيت‎ ‎محجوزة‎ ‎فالأزمة‎ ‎ستبقى‎ ‎مستمرة‎"‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎الإجراءات‎ ‎المطلوبة‎ ‎يجب‎ ‎ان‎ ‎تقوم‎ ‎بها‎ ‎الدولة‎".‎


وبحسب‎ ‎مراقبين‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎التقليل‎ ‎من‎ ‎تأثير‎ ‎موضوع‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎على‎ ‎الثقة‎ ‎والتوافق‎ ‎بين‎ ‎القوى‎ ‎السياسيّة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎وبالتالي‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎.‎
وفيما‎ ‎ذكّرت‎ ‎مصادر‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎بخطاب‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎حول‎ ‎استعداد‎ ‎التيار‎ ‎للتنازل‎ ‎عن‎ ‎الحكومة‎ ‎مقابل‎ ‎إقرار‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎وقوانين‎ ‎الإصلاح‎ ‎المالي‎ ‎والاقتصادي‎ ‎والإداري‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ "‎الكابيتال‎ ‎كونترول‎"‎،‎ ‎خطى‎ ‎ملف‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎خطوة‎ ‎متقدمة،‎ ‎حيث‎ ‎عقدت‎ ‎وزارة‎ ‎المالية‎ ‎أمس‎ ‎اجتماعاً‎ ‎افتراضياً‎ ‎جمع‎ ‎ممثلين‎ ‎عن‎ ‎وزارة‎ ‎المالية‎ ‎وعن‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وعن‎ ‎شركة‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ Alvarez & Marsal ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎مفوض‎ ‎الحكومة‎ ‎لدى‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي،‎ ‎وقد‎ ‎تمّ‎ ‎خلال‎ ‎الاجتماع‎ ‎التأكيد‎ ‎على‎ ‎التزام‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎في‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بعملية‎ ‎التدقيق‎ ‎وعلى‎ ‎القيام‎ ‎بمجموعة‎ ‎خطوات‎ ‎بدءاً‎ ‎من‎ ‎يوم‎ ‎الجمعة‎ ‎المقبل‎ ‎وحتى‎ ‎نهاية‎ ‎الشهر‎ ‎تتعلق‎ ‎بتأمين‎ ‎المستندات‎ ‎والمعلومات‎ ‎المطلوبة‎ ‎لشركة‎ A&M ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعد‎ ‎إقرار‎ ‎قانون‎ ‎رفع‎ ‎السرية‎ ‎المصرفية‎.‎


وأبرز‎ ‎ما‎ ‎تم‎ ‎الاتفاق‎ ‎عليه‎:‎
‎-‎‎ ‎يزوّد‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎مفوض‎ ‎الحكومة‎ ‎قائمة‎ ‎محدثة‎ ‎للمعلومات‎ ‎في‎ ‎مدة‎ ‎أقصاها‎ ‎نهار‎ ‎الجمعة‎ ‎الواقع‎ ‎في‎ 9/04/2021 ‎ويُحدّد‎ ‎المستندات‎ ‎التي‎ ‎يتطلّب‎ ‎تحضيرها‎ ‎وقتاً‎ ‎أطول‎ ‎من‎ ‎نهاية‎ ‎شهر‎ ‎نيسان‎ ‎الحالي‎.‎
‎-‎‎ ‎يباشر‎ ‎المصرف‎ ‎المركزيّ‎ ‎بتجميع‎ ‎المستندات‎ ‎المطلوبة‎ ‎لكي‎ ‎تكون‎ ‎متاحة‎ ‎لمفوّض‎ ‎الحكومة‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتمّ‎ ‎تسليمها‎ ‎إلى‎ ‎شركة‎ A&M ‎عند‎ ‎إعادة‎ ‎تفعيل‎ ‎العقد‎ ‎معها‎.‎


وقد‎ ‎تمّ‎ ‎التوافق‎ ‎على‎ ‎استمرار‎ ‎التواصل‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎إعادة‎ ‎تفعيل‎ ‎ملف‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎وتقييم‎ ‎التطور‎ ‎الحاصل‎ ‎تباعاً‎.‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎ينفذ‎ ‎اتحاد‎ ‎ونقابات‎ ‎قطاع‎ ‎النقل‎ ‎البري‎ ‎اليوم‎ ‎اضراباً‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎الأراضي‎ ‎اللبنانية‎. ‎وأكد‎ ‎الاتحاد‎ ‎بعد‎ ‎اجتماعه‎ ‎برئاسة‎ ‎رئيس‎ ‎الاتحاد‎ ‎بسام‎ ‎طليس‎ ‎وحضور‎ ‎رؤساء‎ ‎الاتحادات‎ ‎والنقابات،‎ "‎تنفيذ‎ ‎الإضراب‎ ‎والتظاهر‎ ‎اعتباراً‎ ‎من‎ ‎الساعة‎ ‎السادسة‎ ‎حتّى‎ ‎العاشرة‎ ‎صباحًا‎". ‎وتمّ‎ ‎تحديد‎ ‎المناطق‎ ‎والطرق‎ ‎التي‎ ‎سيشملها‎ ‎الإضراب‎.‎


وأوضح‎ ‎طليس‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني،‎ ‎أننا‎ "‎كسائقين‎ ‎عموميين‎ ‎لدينا‎ ‎حقوق‎ ‎كما‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني،‎ ‎ومطلبي‎ ‎الأول‎ ‎اليوم‎ ‎هو‎ ‎تطبيق‎ ‎القانون،‎ ‎ونطلب‎ ‎من‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎وقوى‎ ‎الأمن‎ ‎الداخلي‎ ‎تطبيق‎ ‎قانون‎ ‎السير‎ ‎الذي‎ ‎أقرّ‎ ‎وأوقفوا‎ ‎التعديات‎ ‎على‎ ‎النقل‎ ‎البري،‎ ‎ووقف‎ ‎السائق‎ ‎غير‎ ‎الشرعيّ،‎ ‎وسائقي‎ ‎السيارات‎ ‎ذات‎ ‎الأرقام‎ ‎المزوّرة‎. ‎وللأسف‎ ‎على‎ ‎الطرقات‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎آلاف‎ ‎اللوحات‎ ‎المزوّرة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎كما‎ ‎من‎ ‎السائقين‎ ‎العموميّين‎ ‎الذين‎ ‎تأتيهم‎ ‎محاضر‎ ‎ضبط‎ ‎بأماكن‎ ‎لم‎ ‎يمروا‎ ‎بها‎ ‎بحياتهم،‎ ‎وهذه‎ ‎مسؤولية‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎والإدارات‎ ‎المعنية‎"‎‎.‎


وفي‎ ‎اليوم‎ ‎الأول‎ ‎لإعادة‎ ‎فتح‎ ‎البلد‎ ‎بعد‎ ‎إقفال‎ ‎شامل‎ ‎خلال‎ ‎عطلة‎ ‎عيد‎ ‎الفصح،‎ ‎سجل‎ ‎عداد‎ ‎الإصابات‎ ‎بكورونا‎ ‎ارتفاعاً‎ ‎ملحوظاً،‎ ‎وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ 2296 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للإصابات‎ ‎منذ‎ ‎بدء‎ ‎انتشار‎ ‎الوباء‎ ‎إلى‎ 482798.‎
كما‎ ‎وسجل‎ ‎لبنان‎ 36 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكميّ‎ ‎للوفيات‎ ‎إلى‎ 6479.‎


ويعيش‎ ‎لبنان‎ ‎سباقاً‎ ‎بين‎ ‎ارتفاع‎ ‎الإصابات‎ ‎وبين‎ ‎عملية‎ ‎التلقيح،‎ ‎ويسعى‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎الى‎ ‎تسريع‎ ‎عملية‎ ‎استيراد‎ ‎اللقاحات‎ ‎من‎ ‎دول‎ ‎عدة‎. ‎وأمس‎ ‎تسلّم‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎هبة‎ ‎من‎ ‎لقاح‎ "‎سينوفارم‎" ‎الصيني‎ (90 ‎الف‎ ‎جرعة‎)‎،‎ ‎وأشار‎ ‎السفير‎ ‎الصيني‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎وانغ‎ ‎كيجيان،‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎الشعبين‎ ‎اللبناني‎ ‎والصيني‎ ‎يتبادلان‎ ‎الدعم‎ ‎في‎ ‎وجه‎ ‎كورونا‎ ‎ويحاربانها‎. ‎وعلى‎ ‎الرغم‎ ‎من‎ ‎شحّ‎ ‎العرض‎ ‎للقاحات‎ ‎الصينية،‎ ‎نقدم‎ ‎دفعتين‎ ‎من‎ ‎اللقاحات‎ ‎للحكومة‎ ‎والجيش‎ ‎اللبنانيين‎ ‎متمثلة‎ ‎بـ‎ 9‎‎0 ‎ألف‎ ‎جرعة،‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎يعكس‎ ‎الصداقة‎ ‎العميقة‎ ‎بين‎ ‎جيشي‎ ‎وشعبي‎ ‎البلدين‎ ‎ودعم‎ ‎الجانب‎ ‎الصيني‎ ‎للجانب‎ ‎اللبناني‎ ‎في‎ ‎مكافحة‎ ‎الجائحة‎".‎


من‎ ‎جهته،‎ ‎أكد‎ ‎حسن‎ ‎أن‎ "‎الصين‎ ‎تقدّم‎ ‎هذه‎ ‎الهبة‎ ‎لعدة‎ ‎دول‎ ‎نامية‎ ‎من‎ ‎ضمنها‎ ‎لبنان،‎ ‎لرفع‎ ‎إمكانية‎ ‎مواجهة‎ ‎الوباء‎ ‎الذي‎ ‎أضرّ‎ ‎باقتصاد‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الدول،‎ ‎والذي‎ ‎أصاب‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎المواطنين‎ ‎بالمرض‎ ‎او‎ ‎أدى‎ ‎للوفاة‎".‎

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

مصرف لبنان يُهدّد: واشنطن قد تستولي على أصولنا رياض سلامة في مذكّرة رسميّة: مصارف ‏المُراسلة تحاصرنا

 

 تحويلات لبنان الخارجية، وشراؤه السلع، والحصول على النقد الأجنبي، ‏باتت كلها مُهدّدة بالتوقّف عن التدفق إلى لبنان بعدما بدأت مصارف ‏المُراسلة في الخارج تقطع علاقاتها المالية مع البنك المركزي. المعلومات ‏مُوثّقة بمُذكّرة وجّهها الحاكم رياض سلامة إلى النائب العام التمييزي ‏القاضي غسان عويدات، مُحذّراً من أنّ مصرف لبنان "بات في وضع ‏صعب". هي الضربة الأقسى التي يتلقّاها البنك المركزي (ومعه السوق ‏اللبنانية بكاملها) بعد الاشتباه بحاكمه أوروبياً بجرائم اختلاس وتبييض ‏أموال


علاقة القطاع المصرفي اللبناني مع مصارف المُراسلة في الخارج (وكيل البنك المحلّي في الخارج) مُتردّية منذ نهاية ‏الـ 2019، حين لم تعُد مؤشرات الانهيار خافية على المُختصّين الدوليين، وبعدما خفّضت وكالات التصنيف الائتماني ‏تصنيف لبنان. ملامح "الخلاف" ظهرت مع اشتراط مصارف المُراسلة زيادة قيمة الضمانات التي تحصل عليها من ‏نظرائها اللبنانية لفتح الاعتمادات، التي عقّدت مسارها، وتشدّدت في إجراء التحويلات. لم يكن مُمكناً تجاهل هذا ‏التحوّل، نظراً إلى أهمية التنسيق بين الطرفين. فالعمل بينهما يتمّ عبر إبرام المصرف اللبناني اتفاقية مع مصرف ‏مراسِل لتقديم خدمات تحويل الأموال وتمويل التجارة الخارجية، فتكون مصارف المراسلة الضامن لتسديد مبلغ إلى ‏أحد المُصدّرين، بالاتفاق مع المصارف اللبنانية التي تكون الضامن لتسديد المبلغ من قبل المستورد. قطع العلاقة أو ‏التأخّر في بتّ المُعاملات يُعرقل بشكلٍ خاصّ عمليات التجارة وتحويل الأموال إلى داخل لبنان، ومن داخله إلى ‏الخارج. على الرغم من هذه السوداوية، استمر تسيير الأعمال بين الفريقين، مع محاولات مصرف لبنان والمصارف ‏‏"إغراء" المصارف المُراسلة بفتح "صفحة جديدة"، إن كان عبر تسديد التزامات مُتأخرة أو تعزيز السيولة في ‏حسابات المصارف اللبنانية في الخارج (التعميم الرقم 154 ونصّ على تأمين سيولة في الخارج لا تقلّ عن نسبة 3% ‏من الأموال المودعة لديها بالعملات الأجنبية). ولكن يبدو أنّ صلاحية "المُسكّنات" المصرفية اللبنانية قد انتهت، بعد ‏قرار مصارف المُراسلة تسديد ضربة قاسية للبنان، وتقطيع تواصله المالي مع دُول العالم. هذا المستجد ليس تحليلاً، ‏ولا هو خبر منسوب إلى مصدر مجهول، بل معلومات وردت في مُذكّرة مُرسلة من حاكم مصرف لبنان، رياض ‏سلامة، إلى النائب العام التمييزي، القاضي غسّان عويدات. وقد أعاد الأخير إرسالها إلى كلّ من رئاسة الجمهورية ‏ورئاسة الحكومة ووزارتَي المالية والعدل‎.‎


يبدأ الحاكم بالإشارة إلى "الاهتزازات السلبية" في العلاقة بين "المركزي" من جهة، والمصارف المُراسلة ‏والدولية من جهة أخرى، التي ستضع لبنان في وضع "تصعب معه التحويلات الخارجية وشراء السلع الأساسية ‏ودعمها، كما الاستحصال على عملات نقدية أجنبية لتسيير المرافق الاقتصادية المُختلفة". مُذكّرة سلامة، التي ‏تصفها المرجعيات المعنية بـ"الخطيرة" بسبب المعلومات التي تتضمّنها والخوف من تأثيراتها السلبية على ‏الوضع السياسي والنقدي والاقتصادي اللبناني، تأتي على ذِكر مصارف المُراسلة التي أقفلت حسابات مصرف ‏لبنان لديها، وهي‎:


‎- "‎ويلز فارجو‎ - Wells Frago" ‎الأميركي، أقفل حساب مصرف لبنان بالدولار‎.


‎- "‎إتش إس بي سي‎ - HSBC" ‎البريطاني، أقفل الحساب بالليرة الاسترلينية‎.


‎- "‎دانسكي‎ - Danske" ‎الدانمركي، أقفل الحساب بالكورون السويدي، "ما ترك مصرف لبنان من دون مراسل ‏خارجي بهذه العملة‎".


‎- "‎سي أي بي سي‎ - CIBS" ‎الكندي، الذي أعاد ودائع مصرف لبنان الموظفة لديه وأوقف التعاملات كافة معه‎.
يُحذّر البنك المركزي من أنّ هذه الإجراءات قد تتوسّع مُستقبلاً، وهو يعتبرها نتيجةً لثلاثة أسباب‎:

"- ‎عدم تسديد سندات الدين بالعملات الأجنبية (يوروبوندز‎)


‎- ‎الحملات السياسية ضدّ مصرف لبنان‎


‎- ‎الضجّة القضائية واستغلالها داخل لبنان وخارجه "ما زرع شكوكاً لدى مراسلينا والمصارف الكبرى التي ‏نتعامل معها‎"


ويُكمل سلامة "التحذير" من أنّ مصرف لبنان أصبح "في وضع صعب، فلدينا مصرف واحد هو "جي بي ‏مورغان ــــ‎ JP Morgan" ‎يقبل بتعزيز الاعتمادات المُستندية التي نُصدرها لاستيراد المحروقات وغيرها ‏لمصلحة شركة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة وبعض إدارات القطاع العام، وذلك مُقابل مبالغ تودع لديه بقيمة لا ‏تقلّ عن مجموع مبالغ الاعتمادات المُستندية، وهو يرفض حتى تاريخه تعزيز اعتماد مُستندي لمصلحة شركة ‏‏"كومبي ليفت" الألمانية لرفع مستوعبات من مرفأ بيروت تحتوي على مواد كيميائية خطرة‎".


كما تُسحب الإبرة من كومة القشّ، يُحاول حاكم مصرف لبنان التنصّل من أي مسؤولية عن الأزمة. لا يذكر ‏تقديمه فوائد ضخمة للمصارف لتودع أموال الناس لديه، بعدما كانت تُوظّف 70% منها لدى مصارف المُراسلة، ‏ما أدّى إلى عجز خارجي كان له تأثير مُباشر على علاقة الثقة مع المصارف الخارجية. ويتناسى تحالفه مع ‏السلطة المحلية ــــ السياسية والمالية ــــ لإرساء سياسات نقدية هيّأت الظروف لانفجار 2019 الكبير. والأهمّ، ‏تجاهله أنّه مُشتبه به من قبل القضاء السويسري بجرائم الاختلاس وتبييض الأموال والاستغلال الوظيفي، ويواجه ‏شكوى أخرى أمام الشرطة البريطانية... وهذا بعضٌ من سيلٍ يُضاف إلى سجلّه كـ"أفضل حاكم في العالم". لكنّه ‏دائماً يُحوّل الموضوع إلى هجومٍ للنيل من "نجاحه"، مُصرّاً على إحراق البلد وسكّانه إن فُتح ملفّ بحقّه أو هُدّدت ‏مكانته‎.


وقد استغرب مسؤولون رسميّون أن يكون سلامة قد بعث بالمذكّرة إلى المدّعي العام التمييزي، لا إلى المسؤولين ‏في السلطة السياسية، وخاصة أن عويدات غير ذي صفة في القضايا المالية والنقدية والاقتصادية. لكن من المرجّح ‏أن يكون هدفه هو تهديد منتقديه بسيف القضاء، ورفع مسؤوليّة الانهيار عن نفسه. فالحاكم تعمّد إثارة المخاوف ‏لقطع الطريق على أيّ تحقيق قضائي معه، كما لتحميل مسؤولية الانهيار إلى القلة التي تنتقد سياساته (في مقابل ‏جيوش المصفّقين له‎).


مُذكّرة سلامة أُرسلت إلى النيابة العامة التمييزية في 31 آذار، بعد يومٍ من نشر "الأخبار" تقريراً عن الملفّ الذي ‏أعدّته مؤسسة "غرنيكا 37" البريطانية وقدّمته إلى السلطات البريطانية، للتحقيق مع سلامة وابنه وشقيقه رجا ‏ومساعدته ماريان الحويك وصهره السابق شفيق أبي اللمع، بجرائم الاختلاس وتبييض الأموال. وقد اعتبر ‏التقرير أنّ هؤلاء "يعملون معاً كعصابة"، مُتّهمة سلامة "بتنظيم مخطّط احتيال أدّى إلى انهيار القطاع المصرفي ‏اللبناني، ومعه كامل الاقتصاد". أهمية التقرير البريطاني لا تكمن في مضمونه، بل في تكامله مع الدعوى ‏المرفوعة في سويسرا ضدّ رياض ورجا سلامة، وانتشار معلومات عن تحضير شكاوى ودعاوى قضائية أخرى ‏تُرفع في أوروبا ضدّ حاكم مصرف لبنان. وعلى الرغم من تأكيد قضاة لبنانيين أنّه "لا يُمكن قانونياً الحجز على ‏أموال وممتلكات البنك المركزي، حتى لو كانت الجهات الدولية تتعامل مع سلامة ومصرف لبنان بصفتهما جهة ‏واحدة"، إلا أنّ الحاكم قرّر الولوج من هذا الباب للتهويل لبنانياً. فبالإضافة إلى المُذكّرة، يُعمّم سلامة أنّ "الوضع ‏بات مأسوياً"، مُخبراً أنّه يتلقى العديد من الأسئلة من مسؤولين أميركيين يعتبرها "تمهيدية لوضع اليد على أصول ‏البنك المركزي" من خلال دعاوى قضائية يرفعها حاملو سندات الدين بالدولار (يوروبوندز) على الدولة اللبنانية ‏التي تخلّفت عن السداد‎!‎



**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

رسالة مصرية حاسمة اليوم: الطائف ودعم الحريري

قد تكون مؤشرات “التبرؤ” لدى “#التيار الوطني الحر” من الضجة المفتعلة حول زيارة “افتراضية” لرئيسه النائب جبران #باسيل ل#باريس، واثارة سيناريوات حولها لم تصمد سوى ساعات، الدليل القاطع على ان دوامة تعطيل تأليف الحكومة بدأت تفجر عواقب وتداعيات غير محسوبة في طريق الفريق المعاند والممعن في نهج التعطيل. ولذا لم يكن غريبا ان يحمل انحسار السيناريو الافتراضي حول زيارة محتملة لباسيل ولسواه لباريس ليحل مكانه ترقب دلالات ومضمون زيارة وزير الخارجية المصري #سامح شكري اليوم لبيروت التي يبدو انها ستنطوي على ابعاد ورسائل ديبلوماسية مصرية بارزة للغاية في ظل تدافع الضغوط الدولية على لبنان لحمل طبقته السياسية على تأليف حكومة انقاذية وإصلاحية تتمتع بمعايير من شأنها فتح الباب امام الدعم الدولي للبنان. كما ان التخبط في سيناريوات حكومية من طرف واحد ربما تكون وراء فتح العهد ملف التفاوض مع النظام السوري، اذ كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة امس ان رئيس الجمهورية #ميشال عون إتصل بالرئيس السوري #بشار الاسد للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية الشمالية مع سوريا، مؤكدا ان لبنان لن يقبل الانتقاص من سيادته بالمياه.

 

وفي الملف الحكومي تشير معلومات “النهار” إلى أنّ اللقاءات المزمع عقدها في فرنسا مسألة غير مؤكّدة ولا شيء نهائيا في شأنها بعد، كما ان لا معطى أو أرضيّة حقيقيّة تشير إلى تحضير لحصول أي لقاء محتمل بين الرئيس المكلف سعد #الحريري وباسيل. وقد علمت “النهار” ان الرئيس سعد الحريري ابلغ  المسؤولين الفرنسيين فور تبلغه بالتفكير الفرنسي مجددا بدعوته الى زيارة باريس وتأمين عقد لقاء بينه وبين النائب باسيل وفقا لمسعى الموفد باتريك دوريل الذي لم تغادره هذه الفكرة منذ زيارته للبنان قبل ما يقارب الخمسة اشهر، ان الحكومة اللبنانية لا تتألف في فرنسا بل في القصر الجمهوري في لبنان، كما ان تاليفها يتم بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ليس الا. وتبلغ الحريري امس من السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري ان البابا فرنسيس سيستقبله في الفاتيكان في 22 نيسان الحالي علما ان برنامج الزيارة سيشمل أيضا لقاء مع وزير الدولة (رئيس الوزراء) في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

وأكدت امس أوساط مسؤولة في تيار “المستقبل” لـ”النهار” أنّ “الكلام الذي يسوّقه البعض داخلياً في لبنان حول لقاء مزعوم بين الحريري وباسيل هو لذرّ الرماد في العيون وهدفه إظهار باسيل في موقع الاهتمام، في وقت لا مصلحة أو تأكيد أن لقاء كهذا سيساهم في تشكيل حكومة، بل ما يمكن أن يحمله أي لقاء مع باسيل هو الانعكاس السلبي على الحريري في شارعه، مع الاشارة إلى أن أيّ لقاء في إطار طبيعي بين رئيس حكومة ورئيس كتلة لبنانية ممكن بعد #تشكيل الحكومة”. وتبقي أوساط “المستقبل” الرهان على ايجابيات حكومية قائماً لناحية “إمكان حصول جديد في الأيام المقبلة على صعيد الملف الحكوميّ في ظلّ الحراك الدولي باتجاه لبنان وزيارة الموفد المصري المرتقبة الى بيروت، كما زيارة الحريري الى الفاتيكان، فيما يبدو أنّ ثمّة شيئاً ما يطبخ في الكواليس ولم تظهر معالمه حتى اللحظة”.

 

وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم لبيروت التي يصلها مباشرة بعد محطته امس في باريس في خضم حراك عربي وخارجي ضاغط من اجل ولادة الحكومة. وهي تسبق زيارة مقررة للامين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي الذي اعلن قبل أسابيع استعداد الجامعة  “للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولا الى معادلة متوافق عليها تمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل وفق المبادرة الفرنسية”.

 

ماذا يحمل شكري؟

وبات في حكم المؤكد ان زيارة شكري اليوم لبيروت تنطوي على  ابعاد بارزة في ظل التوقيت والمضمون اللذين تحملهما. ذلك ان مصر كانت من اكثر الدول العربية التي ايدت مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأبدت التعاون والتنسيق مع فرنسا من اجل إنجاح المبادرة وترجمتها من خلال قيام حكومة جديدة، ولكن ليس على حساب الدستور اللبناني وميثاق الطائف، او على حساب اعادة انتاج تسوية سياسية جديدة مماثلة للتسوية التي افضت الى وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، او على حساب المس بالصلاحيات العائدة للموقع السني الاول في البلاد اي رئاسة الحكومة. ويأتي هذا الموقف بعدما استشعرت القاهرة ان باريس أضحت اسيرة مبادرتها وباتت مستعدة لتقديم اي تنازلات من اجل عدم سقوطها، حتى ولو كان على حساب المعايير التي وضعتها وأسقطها العهد بتمسكه بثلث معطل في الحكومة.  وظهر في شكل لافت من الجدول الموزع للقاءات وزير الخارجية المصري في بيروت اليوم استثناء واضح ومتعمد لاي لقاء مع باسيل، اذ ستكون لشكري لقاءات مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري والحريري، فضلاً عن لقاءات مع زعماء الأحزاب تشمل اتصالا مع رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع لتعذر اللقاء نظرا لاصابة جعجع بكورونا ولقاءات مع رئيس الكتائب سامي الجميل، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالاضافة الى لقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.

 

وفهم ان أسباب الانزعاج المصري من باسيل تعود الى ان الانطباع السائد لدى المصريين بان باسيل يقف وراء تعطيل الجهود الفرنسية المصرية المشتركة لتشكيل الحكومة، في ظل القلق من ان يؤدي الاستمرار في حالة الانهيار التي بلغتها البلاد الى تحقيق مصالح الفريق المعارض، بحيث يخدم الانهيار الحزب ويزيد من عزلة لبنان في محيطه. ولذا ستشكل الزيارة رسالة دعم قوي ومباشر للرئيس المكلف ولجهوده في تشكيل الحكومة، وهذا سيكون واضحاً من خلال اختيار شكري عقد مؤتمره الصحافي في ختام زيارته مساء في بيت الوسط .

 

اتفاق حول التدقيق

في سياق آخر يكتسب أهمية في هذه الظروف عقد وزارة المال امس اجتماعا افتراضيا عبر تطبيق “زوم” جمع ممثلين عن وزارة المال وعن مصرف لبنان وعن شركة #التدقيق الجنائي “الفاريز اند مارسال” إضافة إلى مفوض الحكومة لدى المصرف المركزي، وأفادت الوزارة انه “تم خلال الاجتماع تأكيد التزام المجلس المركزي في مصرف لبنان بعملية التدقيق والقيام بمجموعة خطوات بدءا من يوم الجمعة المقبل وحتى نهاية الشهر تتعلق بتأمين المستندات والمعلومات المطلوبة لشركة “الفاريز اند مارسال” لاسيما بعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية.

 

ومن ابرز ما تم الاتفاق عليه: ان يزود المصرف المركزي مفوض الحكومة قائمة محدثة للمعلومات في مدة أقصاها نهار الجمعة في 9/04/2021 ويحدد المستندات التي يتطلب تحضيرها وقت أطول من نهاية شهر نيسان الحالي. وان يباشر المصرف المركزي بتجميع المستندات المطلوبة لكي تكون متاحة لمفوض الحكومة على أن يتم تسليمها إلى الشركة عند إعادة تفعيل العقد معها.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عريضة لبنانية إلى ماكرون: لتجميد أصول “المافيا”

التدقيق: “طبخة بحث” عن المستندات

 

حكومياً، لا يزال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل واقفاً عند أعتاب قصر الإليزيه من دون أن يستحصل على إذن دخول، بينما بلغ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في رحلاته الخارجية عتبة الحاضرة الفاتيكانية حيث تبلّغ بالأمس أنّ البابا فرنسيس سيستقبله في 22 نيسان الجاري، على أن يشمل برنامج زيارته أيضاً عقد لقاء مع رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

 

وبين عقدة باسيل التي يأبى الفرنسيون الانسياق وراءها، وبين إصرار الحريري على رفض “تعويمه” على حساب أصول التشكيل الدستورية التي تحصر عملية الشراكة في التأليف بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية دون سواهما، يواصل البلد انجرافه باتجاه منزلقات خانقة اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، وسط استمرار المراوحة الموصوفة في ملف التدقيق الجنائي، عملية الدوران العقيم في حلقة الكباش “السياسي – الشعبوي” المحتدم على جبهة قصر بعبدا – عين التينة.

 

وفي هذا الإطار، علّقت مصادر مواكبة للملف على نتائج اجتماع الأمس بين ممثلين عن وزارة المالية ومصرف لبنان وشركة التدقيق الجنائي “ألفاريز أند مارسال”، بالإشارة إلى أنّ الأمور بدت أشبه بـ”طبخة بحص حول عملية البحث عن المستندات والأجوبة المطلوبة”، موضحةً أنّ الاجتماع خلص إلى “تقديم مزيد من الوعود بتزويد الشركة بالمستندات والمعلومات التي تطالب بها بعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية”، على أن تكون مهلة الـ72 ساعة التي التزم المصرف المركزي بها لتسليم “قائمة محدثة بالمعلومات” إلى مفوض الحكومة بعد غد الجمعة المقبل، “محطة مفصلية باتجاه تحديد مسار الأمور، وما إذا كانت شركة “A&M” بصدد اتخاذ قرار بإعادة تفعيل عقدها مع الدولة اللبنانية، في حال لمست جدية في التعاطي مع مطالبها وتأكدت من المضي قدماً في اتباع آلية العمل المتفق عليها في سبيل تجميع المستندات المطلوبة وتسليمها إليها عند إعادة تفعيل العقد”.

 

وفي الغضون، إسترعت الانتباه أمس العريضة الموقعة من 100 شخصية لبنانية فاعلة في المجتمع المدني، والتي نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية، بهدف حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تجميد الأصول المشبوهة للمسؤولين اللبنانيين في فرنسا، والدفع باتجاه تفكيك “المافيا السياسية والاقتصادية” الحاكمة في لبنان.

 

العريضة التي وقّعها أطباء ومحامون وصحافيون ونشطاء وأساتذة جامعيون وشخصيات بارزة من بينها وزير الثقافة اللبناني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة السابق إلى ليبيا غسان سلامة، جرى إعدادها إثر تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأخير الذي أكد فيه أنه “آن الأوان” لزيادة الضغط الدولي على لبنان من أجل تشكيل حكومة، بحيث ناشدت العريضة في مضمونها الرئيس الفرنسي أن يبادر إلى إصدار تعليماته “من أجل تطبيق الآلية القانونية لتجميد الأصول المشكوك في مصدرها، والتي يملكها في فرنسا قادة سياسيون واقتصاديون لبنانيون”، مع التشديد على كون “المافيا السياسية والاقتصادية مسؤولة عن البؤس والجوع وانعدام الأمن الذي يعاني منه الكثير من اللبنانيين”.

 

وفي حين يرى محللون معنيون بالملف اللبناني أنّ فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين تشمل تجميد أصولهم المالية هي الوسيلة الأكثر فعالية لباريس من أجل الضغط على الطبقة السياسية في لبنان، ذكّرت العريضة بأنّ “مثل هذه العملية القانونية يجب أن تستند الى سابقة تجميد أصول غير شرعية في فرنسا لبعض القادة الأفارقة ولنائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد”، لافتةً إلى أنّ “الفساد المستشري على نطاق واسع قد ساهم بشكل فاضح في إثراء قادة سياسيين لبنانيين”، من خلال إفراغ الخزينة العامة والاستيلاء بطرق احتيالية على المساعدات التي أرسلت على امتداد عقود بعد انتهاء الحرب الأهلية إلى لبنان.

 

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«المركزي» اللبناني يقبل بتدقيق حساباته

الحريري لا يرفض لقاء باسيل

أكد المجلس المركزي في مصرف لبنان المركزي، أمس، التزامه عملية التدقيق الجنائي، والقيام بمجموعة خطوات بدءاً من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية الشهر تتعلق بتأمين المستندات والمعلومات المطلوبة لشركة التدقيق الجنائي «ألفاريز ومارسال» لا سيما بعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية.

 

وتم الاتفاق على أن يزوّد المصرف المركزي مفوض الحكومة بقائمة محدّثة للمعلومات في مدة أقصاها نهار الجمعة المقبل، ويحدد المستندات التي يتطلب تحضيرُها وقتاً أطول من نهاية شهر أبريل (نيسان) الجاري. كما تم الاتفاق على أن يباشر المصرف المركزي بتجميع المستندات تحضيراً لتسليمها إلى الشركة عند إعادة تفعيل العقد معها.

 

من ناحية أخرى، يزور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الفاتيكان في 22 أبريل الجاري، ويستقبله البابا فرنسيس وذلك بناءً على طلب قدمه الحريري قبل أسبوعين.

 

وفي ظل الاستعصاء في تشكيل الحكومة، قال مصدر سياسي لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن الحريري لم يعلن منذ تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة رفضه لقاء رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، رغم أن الأخير لم يوفّره من حملاته السياسية والإعلامية مع أنه تجاوز في مواقفه الخطاب المألوف بين الأطراف السياسية، وقال إنه لم يمتنع كرئيس مكلّف عن لقاء أي رئيس كتلة نيابية للتشاور.

 

الحريري لا يمتنع عن التواصل مع باسيل

اقتراح لقائهما برعاية ماكرون مؤجل حالياً

بيروت: محمد شقير

كشف مصدر سياسي مواكب للأفكار التي تم التداول فيها بين بيروت وباريس لإخراج تشكيل الحكومة اللبنانية من التأزُّم بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعكف حالياً على جوجلتها مع أعضاء فريقه المكلّف التواصل مع المكوّنات السياسية الرئيسية في لبنان؛ لتسهيل ولادتها على قاعدة التزام المعنيين بالمبادرة الفرنسية وابتداعه مجموعة من المقترحات يعمل على تسويقها لبنانياً ليدفع في اتجاه تخطي العقبات التي تصطدم بها الجهود الرامية لإنقاذ عملية التأليف، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، بأنه تقرّر سحب عقد لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل برعاية ماكرون شخصياً من التداول على الأقل في المدى المنظور.

ولفت المصدر السياسي إلى أن الحريري لم يعلن منذ تكليفه تشكيل الحكومة رفضه لقاء باسيل، رغم أن الأخير لم يوفره من حملاته السياسية والإعلامية، مع أنه تجاوز في مواقفه الخطاب المألوف بين الأطراف السياسية، وقال إنه لم يمتنع كرئيس مكلّف عن لقاء أي رئيس كتلة نيابية للتشاور معه، وبالتالي يمكن لباسيل التواصل معه تمهيداً للقائه في بيروت لئلا يُعطى انتقالهما إلى باريس أكثر من تفسير وصولاً إلى توظيفه من قبل البعض وكأن باسيل يفاوض بالإنابة عن رئيس الجمهورية ميشال عون للبحث في التشكيلة الوزارية.

وأكد أن الفكرة القائلة بأن هناك ضرورة لعقد اجتماع بين الحريري وباسيل بذريعة أنه يشكل المعبر الإلزامي للعبور بالتشكيلة الوزارية إلى بر الأمان كانت طُرحت في السابق، وكرر الحريري في حينها أنه حاضر للقائه بوصفه رئيساً لأكبر كتلة نيابية في بيروت، وقال إن باتريك دوريل، أحد مساعدي ماكرون في الملف اللبناني، هو من يسوّق حالياً لاستضافتهما في باريس بتشجيع وإلحاح من أطراف ووسطاء لبنانيين.

وذكر المصدر نفسه، أن باسيل تلقّى دعوة لزيارة باريس في اتصال تلقّاه عصر السبت الماضي للقاء مسؤولين فرنسيين مولجين بمتابعة الملف اللبناني من دون أن يبلغ ما إذا كانت زيارته ستتوّج بلقاء ماكرون، وقال إن باسيل كان يدرس القيام بزيارة خاطفة للعاصمة الفرنسية في ضوء ما أحيط به علماً بأنها تدرج اسمه على لائحة المعرقلين لتشكيل الحكومة، ولم يعد أمامه سوى المبادرة إلى إسقاط شروطه التي تعيق تشكيلها والتي يتبنّاها عون ويروّج لها الفريق السياسي المحسوب عليه.

وأوضح المصدر، أن هناك من نصح باسيل بالسعي لتطويق دخوله في اشتباك سياسي مع باريس، وقال إنه لم يعرف ما إذا كان سيلبي الدعوة أو أن باريس ارتأت تأجيلها لئلا يساء فهمها في بيروت، وصولاً إلى اعتقاد البعض بأن هناك من يضعه في كفة في مقابل الكفة الأخرى التي يتجمّع فيها من يطالب بتسريع تشكيل الحكومة ويتهم باسيل بالتفريط بالفرصة التي تتيح للبنان الانتقال من مرحلة التأزُّم إلى مرحلة التعافي، إضافة إلى أنه سيستقوي بهذه الزيارة على خصومه، وما أكثرهم لبنانياً، بدلاً من أن يستبق زيارته بالإفراج عن الحكومة.

ورأى بأن سحب اللقاء الافتراضي بين الحريري وباسيل من التداول سيبقى على فكرتين يمكن لباريس الرهان عليهما لإنقاذ المبادرة الفرنسية التي ما زالت قائمة: الأولى بدعوتها القيادات التي كان التقاها ماكرون في بيروت للقاء موسّع يرعاه الرئيس الفرنسي شخصياً لتعذُّر انتقاله لهذا الغرض إلى بيروت، والأخرى بتوجيه دعوة رسمية إلى عون لزيارتها، ويعود له أن يصطحب معه من يرغب.

لذلك؛ فإن هذه الأفكار في حاجة إلى تطويرها لتحويلها إلى مقترحات عملية، خصوصاً أن باريس ليست في وارد التسليم بأن مبادرتها لم تعد قابلة للتنفيذ وهي تحظى بدعم أوروبي وأميركي وعربي وفاتيكاني، وبالتالي فإن هذا الدعم يشكل الإطار العام لتوفير شبكة أمان سياسية أمنية للبنان قادرة على وقف انهياره وإعادة الروح إليه بدءاً بالاستجابة لمطالب اللبنانيين ومروراً بتبني الحكومة العتيدة لخريطة الطريق الفرنسية وانتهاءً بتصالحه مع المجتمع الدولي الذي يشترط ألا تكون التسوية التي تشكل قاعدة لتشكيل الحكومة كسواها من التسويات السابقة التي كانت وراء إغراقه في أزمات غير مسبوقة.

وعليه، فإن الزيارة المرتقبة اليوم لوزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بيروت عبر البوابة الباريسية تحمل دلالة سياسية من غير الجائز عدم التعامل معها على محمل الجد؛ لأن محادثاته التي يجريها وتشمل الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، وقيادات سياسية، من بينها رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وزعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، وربما آخرون، إضافة إلى اتصاله برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للاطمئنان عليه بعد إصابته بوباء فيروس كورونا، يُفترض أن تشكل رافعة للمبادرة الفرنسية.

فوزير الخارجية المصري في زيارته الثانية لبيروت سيجدد دعوته – كما تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» – للبنانيين للنأي ببلدهم عن الحروب السياسية والعسكرية المشتعلة في المنطقة، وعدم تفويت الفرصة المتاحة لهم للخروج تدريجياً من الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، وبالتالي لا جدوى من تعطيل المبادرة الفرنسية؛ لأن البديل لن يكون لمصلحة اللبنانيين.

 

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: الحكومة اجتازت المبادئ إلى التفاصيل.. وفرنـسا لاستنقاذ مبادرتها

يشهد لبنان حركة ديبلوماسية غير اعتيادية، وأهميتها تكمن في تعدديتها ودفعها في اتجاه واحد، بمعنى انّها غير محصورة فقط بباريس، إنما تضمّ القاهرة والفاتيكان وبرلين وجامعة الدول العربية وحتى الاتحاد الأوروبي، وتتركز على موضوع وحيد وهو تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة دولياً بما يمكنها من جلب المساعدات وفرملة الانهيار.

 

ولم تحصل الاندفاعة الدولية الّا بعد ان وجدت هذه الدول وغيرها، انّ لبنان ينزلق بلا كوابح إلى الفوضى والانهيار الشامل، ولكن التساؤلات التي تتبادر إلى الأذهان تكمن في الآتي: ألم يشهد لبنان اندفاعة مماثلة على أثر انفجار 4 آب، وماذا كانت النتيجة؟ ألم يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رؤساء الكتل النيابية في قصر الصنوبر، وأعلن عن موافقتهم على تشكيل حكومة على أساس المبادرة الفرنسية، وماذا كانت النتيجة؟ ألم تلوِّح باريس بالعقوبات في حال عدم الاستجابة للنداءات الدولية بضرورة تشكيل الحكومة، وماذا كانت النتيجة؟

 

قد يقول قائل إنّ الوضع اختلف اليوم، وانّ الجميع وصل إلى الحائط المسدود، ولم يعد أمامه إما التأليف فالانفراج، وإما استمرار الفراغ فالانفجار. ولكن لا يبدو انّ بعض من يعرقل التأليف لاعتباراته الحصصية يتوقف كثيراً أمام هول الكارثة ووضع الناس ومستقبل البلد، إنما يرهن كل شيء، من مصير الحكومة إلى مصير البلد، بانتزاعه مكاسبه ونفوذه وحصصه.

في موازاة الاندفاعة الدولية، سألت مصادر مواكبة للإتصالات في شأن الاستحقاق الحكومي عن التفاصيل التي لا يمكن القفز فوقها من قبيل: هل يلتقي الرئيس المكلّف سعد الحريري برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل؟ ومعلوم انّ عقدة العقد تكمن في حصول اللقاء من عدمه، وهو أحد شروط العهد، ويكفي التذكير بموقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، عندما التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وصرّح من القصر الجمهوري بضرورة ان يلتقي الحريري بباسيل.

 

كذلك سألت المصادر: «ماذا عن الثلث المعطِّل، وهل فعلاً تنازل عنه العهد، أم يسعى لانتزاعه مداورة لا مباشرة؟ وكيف ستُحلّ عقدة رفض رئيس الجمهورية ان يسمّي الرئيس المكلّف وزيراً مسيحياً ضمن حصته؟ وماذا عن عقدة وزارتي الداخلية والعدل؟ وهل وافق الحريري على تشكيل 888 بعدما كان أعلن تمسّكه بالـ18 وزيراً ونقطة على السطر؟».

 

وفي موازاة هذه العينة من التفاصيل التي يبدأ تعدادها ولا ينتهي، ماذا عن موقف واشنطن من الحراك الدولي الحكومي؟ وهل تؤيّد هذا الحراك وتدعمه؟ وماذا عن موقف الرياض، وهل ستدعم مادياً الحكومة الجديدة في ظلّ حاجة لبنان الماسة للدعم المادي الذي مفتاحه السعودية؟ وماذا عن طهران التي بدأت مفاوضاتها النووية، فهل تربط بين تشكيل الحكومة في لبنان وبين هذه المفاوضات، على قاعدة تجميع الأوراق تحسيناً لشروط مفاوضاتها؟

 

وبمعزل عمّا تقدّم من هواجس مشروعة تأسيساً على تجربة الأشهر الأخيرة، وبمعزل أيضاً عن التساؤلات التي تعكس واقع الحال وأزمة الثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، إلّا انّه لا يمكن إشاحة النظر عن قوة دفع دولية استثنائية لتوليد الحكومة، فهل ستصل إلى خواتيمها السعيدة؟ لا شك في انّ الأيام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتقديم الإجابة الشافية: قمحة أو شعيرة؟

 

الحكومة هذا الشهر

 

في هذه الاثناء، توقّع قطب نيابي بارز ان تولد الحكومة خلال الشهر الجاري «لأنّ البلاد ستمضي الى كارثة فعلية اذا استمر هذا الفراغ الحكومي، ولم تتوافر المعالجات الجديّة للانهيار الحاصل على كل المستويات».

 

وقال هذا القطب لـ«الجمهورية»، انّ الاتصالات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً نجحت في تحقيق التوافق الداخلي على المبادئ العامة للحكومة، وهي انّها ستتكوّن من 24 وزيراً على قاعدة 8-8-8 لا ثلث معطلاً فيها لأحد، على ان تكون حكومة اختصاصيين مطعمة بعناصر سياسية تكنوقراطية ايضاً.

 

واكّد القطب نفسه، انّ الاتصالات تتركّز حالياً على تذليل بعض العقبات حول تشكيلة الـ 8-8- 8 التي ابلغ الجميع موافقتهم عليها. ولم يستبعد القطب ان تنجح باريس في الاتصالات التي تجريها واللقاءات التي ستعقدها مع بعض القيادات السياسية لتسريع الولادة الحكومية، خصوصاً أنّها تريد استنقاذ مبادرتها التي تعرّضت لكثير من التعطيل، وانّ الايام المقبلة ستشهد مزيداً من الاتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية لتوفير المناخات اللازمة لإصدار مراسيم تأليف الحكومة.

 

«بيت الوسط»

 

وفي انتظار زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لباريس، وما ستسفر عنها من نتائج، التقى الحريري امس المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، وكان بحث في ملف التأليف الحكومي وما آل اليه في ضوء الاتصالات الجارية في شأنه.

 

واستغربت مصادر «بيت الوسط» كل الأخبار التي شاعت في الساعات الماضية، واكّدت لـ«الجمهورية»، انّها لم تتبلغ اي دعوة الى زيارة فرنسا او نية لجمع الرئيس المكلّف سعد الحريري مع باسيل. واضافت المصادر، انّ «بيت الوسط» مفتوح والحريري على استعداد لأن يجتمع مع جميع الاطراف وليس لديه «فيتو» على احد. واذا كان باسيل يريد الاجتماع معه فليطلب موعداً. وفي السياسة كل شيء ممكن، ولماذا تكبّد عناء السفر للقاء في باريس.

 

وقالت مصادر متابعة لملف التأليف لـ«الجمهورية»: انّ «التطورات الحكومية الاخيرة وخصوصاً زيارة فرنسا، لم تكن سوى افكار عكست نيات لبنانية بالحضّ على حل عقدة التأليف، لكن قصرالاليزيه لم يكن في هذا الوارد، ولم تُطرح فكرة جمع باسيل مع الحريري في باريس، خصوصاً انّها تلمست اكثر من اشارة تعكس عقم التسوية حالياً، وصعوبة تنازل فريق لمصلحة الآخر او حتى تقديم تنازلات متبادلة». وأضافت المصادر: «للأسف هناك من يراهن على تقدّم المفاوضات في الاتفاق النووي، ونتائج محادثات فيينا. وهذا الطريق لن يكون سهلاً وسريعاً. كما انّ هناك فريقاً آخر يستغل تفكّك البلد وتفاقم الأزمة لأخذ صك حكم وتسليم لعملية الإنقاذ، والجميع ينتظر من يصرخ أولاً».

 

وكشفت المصادر، «انّ احداً لم يرفض مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن عملية المراهنات قاتلة، وكذلك الشروط والشروط المضادة». واضافت: «انّ العِقَد الداخلية لا تزال ماثلة في عملية التأليف ولم تتقدّم قيد انملة وخصوصاً الثلث المعطل وتسمية الوزراء المسيحيين «. ودعت الى الالتفات لزيارة الموفد المصري لبيروت بعد زيارته فرنسا. واشارت الى «انّ هذه الزيارة لا يمكن ان تصبّ نتائجها الّا في مصلحة الحريري والتمسّك به».

 

شكري في بيروت

 

وسيزور وزير الخارجية المصرية سامح شكري لبنان اليوم، ناقلاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى نظيره اللبناني ميشال عون، تتناول موقف مصر من مختلف المستجدات في المنطقة، ونتائج الإتصالات التي تجريها مصر لتسهيل الطريق الى حلّ الازمة اللبنانية، في ضوء الخطوط المفتوحة مع باريس وعدد من العواصم العربية والخليجية منها خصوصاً، والغربية المهتمة بالقضية اللبنانية.

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ شكري الذي سيلتقي عون عند الحادية عشرة قبل الظهر، سيجول على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس «حزب الكتائب اللبنانية» سامي الجميل ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ويتصل هاتفياً برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بسبب اصابته بجائحة كورونا، على أن يختم جولته بلقاء مع الحريري، ويعقد بعده مؤتمراً صحافياً السادسة والنصف مساء، قبل ان يلبي دعوته الى عشاء على شرفه في «بيت الوسط».

 

الحريري الى الفاتيكان

 

على صعيد آخر، تبلّغ الحريري امس من سفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتيري، انّ قداسة البابا فرنسيس سيستقبله في الفاتيكان في 22 نيسان الجاري.

 

وكشف بيان رسمي لمكتب الحريري، انّه كان قد تقدّم بطلب اللقاء قبل اسبوعين، وسيشمل برنامج زيارته لقاء ايضاً مع وزير الدولة (رئيس الوزراء) في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

 

رسالة الى ماكرون

 

الى ذلك، حضّت رسالة مفتوحة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على تجميد الأصول المشبوهة للمسؤولين اللبنانيين في فرنسا، بهدف تفكيك «مافيا سياسية اقتصادية» أغرقت لبنان في الأزمات والبؤس. وقالت الرسالة التي وقّعتها أكثر من 100 شخصية لبنانية من المجتمع المدني ونُشرت في صحيفة «لوموند» الفرنسية، إنّ على ماكرون إصدار تعليمات «من اجل تطبيق الآلية القانونية لتجميد الأصول المشكوك في مصدرها التي يملكها في فرنسا قادة سياسيون واقتصاديون لبنانيون».

 

وأضافت، أنّ «المافيا السياسية والاقتصادية مسؤولة عن البؤس والجوع وانعدام الأمن الذي يعاني منه الكثير من اللبنانيين». وأشارت إلى أنّ مثل هذه العملية القانونية يجب أن تستند الى سابقة تجميد أصول غير شرعية في فرنسا لبعض القادة الأفارقة ونائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد.

 

واعتبرت الرسالة، أنّ «هذا الفساد المستشري على نطاق واسع قد ساهم بشكل فاضح قي إثراء قادة سياسيين لبنانيين»، من خلال إفراغ الخزينة والاستيلاء بطرق احتيالية على المساعدات التي أُرسلت بعد الحرب الأهلية.

 

ووقّع الرسالة أطباء ومحامون وصحافيون ونشطاء، من بينهم الاستاذ الجامعي كريم إميل بيطار، ووزير الثقافة اللبناني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة السابق الى ليبيا غسان سلامة، والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان. وأُعدت الرسالة بعد تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الشهر الفائت، بأنّ «آن الأوان» لزيادة الضغط الدولي على لبنان من أجل تشكيل حكومة.

 

التدقيق.. مسار طويل

 

وعلى صعيد التدقيق الجنائي، انتهى الاجتماع الافتراضي الذي عُقد امس، كما كان مقرراً في وزارة المالية، وجمع ممثلين عن وزارة المالية وعن مصرف لبنان وعن شركة التدقيق الجنائي Alvarez & Marsal الى نصف نجاح ونصف فشل. ومن خلال المقررات التي جرى الاعلان عنها، تبدو الامور وكأنّها لا تزال تحتاج وقتاً ليس قصيراً لكي توضع على السكة. وقد تمّ الاتفاق، كما أُعلن،على النقطتين التاليتين:

 

– يزوّد المصرف المركزي مفوض الحكومة، قائمة محدّثة للمعلومات، في مدة أقصاها نهار الجمعة الواقع في 9/04/2021، ويحدّد المستندات التي يتطلب تحضيرها وقتاً أطول من نهاية شهر نيسان الحالي.

– يباشر المصرف المركزي بتجميع المستندات المطلوبة لكي تكون متاحة لمفوض الحكومة، على أن يتمّ تسليمها إلى شركة A&M عند إعادة تفعيل العقد معها.

 

وقد تمّ التوافق على استمرار التواصل من أجل إعادة تفعيل ملف التدقيق الجنائي وتقييم التطور الحاصل تباعاً.

 

عون طلب تفاصيل

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ رئيس الجمهورية تبلّغ عصر امس نتائج هذا الاجتماع الثلاثي، والمراحل التي تمّ التفاهم في شأنها للإقلاع بالمشروع في اسرع وقت ممكن.

 

وقالت مصادر مطلعة، انّ عون رهن موقفه النهائي في ضوء التحذير الذي وجّهه امس الاول الى كل من وزير المال وحاكم مصرف لبنان، بما حققه الاجتماع، وهو سيكون في انتظار مزيد من التفاصيل التي سيتسلمها في وقت قريب، وبناء على طلبه في اكثر من محور ونقطة، وخصوصاً في شأن حجم التجاوب الذي طلبته الشركة لكي تنجز ما تعهّدت به، من ضمن المِهَل المعقولة، والتي يمكن التوصل اليها في مسيرة الالف ميل في مسار التدقيق وما يحتاجه من وقت.

 

… واتصل بالاسد

 

الى ذلك، كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة امس، أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون إتصل بالرئيس السوري بشار الاسد للبحث في ملف ترسيم الحدود مع سوريا، مؤكّداً انّ لبنان لن يقبل الانتقاص من سيادته في المياه.

 

وزير خارجية سويسرا

 

في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية السويسرية إيغناسيو كاسيس مساء امس الى بيروت، في إطار جولة استطلاعية يلتقي خلالها رئيس الجمهورية وعدداً من المسؤولين، ويتفقد اعمال ترميم مستشفى الكرنتينا التي تعهّدت سويسرا بإعادة ترميمه، بعدما دمّره انفجار المرفأ في 4 آب الماضي.

 

كورونا

 

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي امس، حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 2296 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 482798، كما تمّ تسجيل 36 حالة وفاة لترتفع حالات الوفاة الى 6479 حالة.

 

وحذّرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها امس، من أنّ برنامج الحكومة اللبنانية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا قد يستثني الفئات المهمّشة، بما فيها اللاجئون والعمال المهاجرون، الذين يشكّلون ثلث عدد سكان لبنان. وقالت باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين لدى المنظمة نادية هاردمان: «واحد من كل ثلاثة أشخاص في لبنان هو لاجئ أو مهاجر، ما يعني أنّ ثلث السكان معرّضون لخطر الاستثناء من خطة التلقيح». وحضّت الحكومة على الاستثمار في «الوصول الهادف لبناء الثقة لدى فئات طالما هُمّشت، وإلّا باءت جهود التلقيح ضدّ كورونا بالفشل».

 

وذكرت المنظمة، انّ حملة التلقيح تسير ببطء جراء محدودية وصول اللقاحات، ويتسمّ تنفيذها «بالتدخّل السياسي وغياب المعلومات».

 

وفي ضوء سماح وزارة الصحة للقطاع الخاص باستيراد لقاحات إضافية لتسريع عملية التلقيح، أبدت «هيومن رايتس ووتش» تخوفها مع بدء «بعض السياسيين بالفعل بتأمين لقاحات لمناصريهم» من أن «توزَّع اللقاحات على أساس الانتماء السياسي وتستثني الفئات المهمشة، بدلاً من اتباع معايير توزيع شفافة قائمة على الأدلة، وتنطبق على جميع المقيمين في لبنان بالتساوي».

 

المحكمة وعياش

 

من جهة ثانية، أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان أمس، أنّ عضو «حزب الله» المدان بإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمتواري عن الأنظار، لا يمكنه استئناف الحكم ضدّه في حال لم يقم بتسليم نفسه.

 

وقال بيان للمحكمة، إنّ القرار جاء «استناداً إلى الإطار القانوني للإجراءات الغيابية في المحكمة، الذي لا يشمل إمكانية تقديم الدفاع استئنافاً غيابياً».

 

وأضاف البيان، أنّ «السيد عياش لم يعيّن محاميي الدفاع أو يقبل تمثيلهما القانوني، وهو متوارٍ عن الأنظار ولم يُعثَر عليه. ولا تزال مذكرة التوقيف الصادرة بحق السيد عياش غير منفذة».

 

وأشارت المحكمة، الى أنّ عياش يحتفظ «بجميع الضمانات المكفولة له وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما يشمل الحق في استئناف الحكمَين إذا حضر أو طلب عقد محاكمة جديدة».

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

قطيعة بين عون والحريري.. وشكري يستثني باسيل و«حزب الله»

100 شخصية لبنانية تناشد ماكرون تجميد أصول «المافيا الحاكمة».. ومستندات التدقيق بعد تفعيل العقد

 

يوم «مصري طويل» في بيروت بدءاً من صباح اليوم، من شأنه ان يؤشر إلى المستوى الذي بلغته المشاورات العربية – الأوروبية والدولية، سواء بين القاهرة وباريس والرياض وحاضرة الفاتيكان، بحثاً عن مسار يسمح بكسر الجمود القاتل في لبنان، وإيجاد ثغرة لتأليف حكومة ذات مصداقية، لوقف الانهيار اللبناني، الذي بلغ حداً من غير المقبول استمراره، من زاوية مصالح «الاستقرار الإقليمي والعربي» في المنطقة، مع استئناف مفاوضات تعويم الاتفاق النووي الإيراني، واستمرار عض الأصابع بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأميركية من سوريا إلى باب المندب، والمياه الإقليمية، فضلاً عن البر والجو..

 

من الوجهة هذه، ينظر إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بيروت، والذي تردّد انه زار باريس، واجتمع أمس إلى نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، وما سيحمله أيضاً الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسان زكي غداً إلى بيروت.

 

ويبدأ الوزير المصري، لقاءاته عند الحادية عشرة من قبل الظهر بلقاء الرئيس ميشال عون، ثم ينتقل إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه برّي،  ثم الانتقال إلى بكركي لعقد لقاء مطوّل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد ذلك يزور كليمنصو، ويلتقي جنبلاط لنصف ساعة، ثم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل (نصف ساعة أيضاً) في فندق موفنبيك، بعده رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية في الفندق نفسه، كما سيحصل اتصال مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (لمدة ربع ساعة)، مع الإشارة إلى ان جعجع مصاب بالكورونا.

 

ويختتم الوزير شكري لقاءاته، مع الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، في لقاء ينتهي عند السادسة والنصف مساءً، يتحدث بعده الزائر المصري..

 

ولاحظت مصادر سياسية مراقبة ان برنامج الوزير شكري لم يشمل أي لقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أو وزير الخارجية شربل وهبة، كما أستثني من البرنامج أي لقاء مع حزب الله أو أي شخصية محسوبة عليه، فضلاً عن عدم لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

 

كما لاحظت المصادر ان كثافة لقاءات شملت الأحزاب المسيحية المعارضة لسياسات باسيل والتيار الوطني الحر.

 

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة وزير الخارجية المصرية تصب في إطار متابعة مصر للوضع في لبنان واهتمامها باستقراره السياسي والاقتصادي مذكرة بأن الرئيس المصري يولي أولوية في هذا المجال ولطالما بعث رسائل في هذا المجال مشيرة إلى أن هذه الزيارة تهدف للاطلاع على الوضع عن كثب والاستفسار عن الملف الحكومي والعراقيل التي تحول دون تشكيل الحكومة سريعا. وفهم من المصادر أن مصر ترغب في تأليف الحكومة سريعا وهي مستعدة لمساعدة لبنان في أي مجال لكن لا معلومات عن مبادرة مصرية في الملف الحكومي وإن مصر تحبذ التوافق اللبناني.

 

اما حكوميا فلا معطيات جديدة والاتصالات حتى الآن غائبة بأنتظار الأيام المقبلة وامكانية حصول أي خرق بعد متابعة فرنسا لهذا الملف ولاحظت مصادر مطلعة عبر اللواء أن الابتعاد عن أي مواقف متشنجة من شأنه أن يساهم في خلق مناخ يتيح الأخذ والرد في هذا الملف من أجل أي إشارة إيجابية. ونقل عن الرئيس المكلف قوله أنه ليس بوارد لقاء النائب باسيل، واللقاء معه لا يوصل إلى أية نتيجة، بل الحل في إعلان رئيس التيار الوطني الحر وفريقه التخلي عن الثلث المعطل، وهو الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى تسهيل تأليف الحكومة.

 

ولاحظت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، انه بعد عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بيروت، بقيت ازمة التشكيل تراوح مكانها، ولم يترجم كلام رئيس الجمهورية ميشال عون في بكركي، بأنه ينتظر عودة الحريري من الخارج للمباشرة بحل الازمة والخروج من النفق المظلم الى الواقع، وبقيت كل وسائل التواصل بين بعبدا وبيت الوسط مقطوعة.وبدا وكأن ماقاله عون بمعايدة البطريرك بالفصح، كان للاستهلاك المحلي وبدافع التهرب من ملامة الناس، ولالقاء مسؤولية التأخر بتشكيل الحكومة على الحريري خلافا للواقع. وتساءلت المصادر عن جدوى اطلاق المواقف هكذا وبلا اي اساس او واقع، لاسيما من رئيس الجمهورية  تحديدا، الامر الذي يزيد من احباط الناس ولا يعفي الرئاسة الاولى من مسؤولياتها ودورها المؤثر بعملية التشكيل، بل يراكم غضب اللبنانيين عليها ويقلل من صدقيتها بعض الممارسات الملتوية والاداء المتردي الذي اوصل إلى ما هو عليه من اهتراء وتردٍ على جميع المستويات.

 

واشارت المصادر الى ان موقف عون هذا في بكركي، كان بهدف امتصاص نقمة البطريرك الماروني بشارة الراعي المتزايدة على رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، لدوره السلبي بعرقلة تشكيل الحكومة منذ البداية وحتى اليوم  وتساءلت ماجدوى مثل هذه المواقف التي ترتد سلبا على اصحابها بالنهاية عندما كشفت الوقائع عدم صحتها؟واعتبرت المصادر ان تحجج رئيس الجمهورية بوجود الحريري خارج البلد، هو الذي يؤخر عملية تشكيل الحكومة، لا صحة له بتاتا، والدليل انه بعد عودة الاخير  انكشفت اساليب الرئاسة الاولى ومحاولتها التهرب من مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة.

 

ولاحظت المصادر ان هناك صلة واضحة بين ماقاله رئيس الجمهورية في بكركي بحق الرئيس المكلف وما اشاعته اوساط صهره النائب جبران باسيل عن زيارة يقوم بها الأخير للعاصمة الفرنسية باريس، مرفقة بمروحة من السيناريوهات الوهاجة  وكلها تصب في خانة التشويش على الرئيس المكلف والالتفاف على مهمته ومحاولة تحميله مسؤولية التأخر بتشكيل الحكومة امام المسؤولين الفرنسيين، ولكن من دون جدوى، وتبين ان كل ماروج له كلام بكلام والهدف منه السعي بكل الوسائل حث المسؤولين الفرنسيين  التوسط مع الحريري للموافقة على اللقاء مع باسيل، بعد ان باءت كل محاولات عرقلة تشكيل الحكومة والوساطات بالداخل في عقد مثل هذا اللقاء منذ تسمية الحريري رئيسا للحكومة وحتى اليوم. واشارت المصادر إلى ان استمرار ربط تشكيل الحكومة العتيدة بعقد لقاء بين الحريري وباسيل، لن يؤدي الى تسريع عملية تشكيل الحكومة كما يحلو للبعض القول، بل هناك عقد متعمدة ومطالب تعجيزية تتحكم بمسار التأليف وفي مقدمتها الاتفاق على شكل الحكومة الذي لم يحسم بعد برغم كل الاقاويل والأخبار المتداولة، وتنازل رئيس الجمهورية عن الثلث المعطل وتوزيع الحقائب، وبعد الاتفاق عليها تولد الحكومة، ولا مانع بعدها من التقاء الرجلين في بيروت  لانه اسهل واجدى من اي مكان بالخارج.

 

ولم تشهد الساحة الداخلية اي حركة علنية على الاقل حول تشكيل الحكومة برغم عودة الرئيس المكلف سعد الحريري  مساء أمس الاول الى بيروت، بإنتظار ما ستحمله الاتصالات مع فرنسا من لقاءات جرى الحديث عنها لكن لم يتأكد شيء رسمي منها، فيما معلومات «اللواء» اشارت الى تحضير في الكواليس لما يشبه مؤتمر سان كلو للحوار بين اقطاب السياسة اللبنانية من اجل تقريب وجهات النظر حول تشكيل الحكومة والمواضيع المتعلقة بها. إلّا ان شيئاً لم يتضح بعد في هذا الخصوص.

 

كما تبلغ الرئيس الحريري امس، من سفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري، ان البابا فرنسيس سيستقبل الرئيس الحريري في الفاتيكان في ٢٢ نيسان الجاري. وكان الرئيس الحريري قد تقدم بطلب اللقاء قبل حوالى اسبوعين، وسيشمل برنامج زيارته لقاء مع وزير الدولة (رئيس الوزراء) في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

 

رسالة المئة

 

ووجهت مائة شخصية لبنانية من المجتمع المدني ونُشرت في صحيفة لوموند الفرنسية، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، دعته الى «تجميد الأصول المشبوهة للمسؤولين اللبنانيين في فرنسا، بهدف تفكيك مافيا سياسية اقتصادية أغرقت لبنان في الأزمات والبؤس».

 

وجاء في الرسالة: إن على ماكرون إصدار تعليمات من اجل تطبيق الآلية القانونية لتجميد الأصول المشكوك في مصدرها، التي يملكها في فرنسا قادة سياسيون واقتصاديون لبنانيون.

 

وأضافت: أن المافيا السياسية والاقتصادية مسؤولة عن البؤس والجوع وانعدام الأمن الذي يعاني منه الكثير من اللبنانيين.

 

وأشارت الرسالة «إلى أن مثل هذه العملية القانونية يجب أن تستند الى سابقة تجميد أصول غير شرعية في فرنسا لبعض القادة الأفارقة ونائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد».

 

واعتبرت الرسالة أن «هذا الفساد المستشري على نطاق واسع، قد ساهم بشكل فاضح قي إثراء قادة سياسيين لبنانيين من خلال إفراغ الخزينة والاستيلاء بطرق احتيالية على المساعدات التي أرسلت بعد الحرب الأهلية».

 

ووقع الرسالة أطباء ومحامون وصحافيون ونشطاء من بينهم الاستاذ الجامعي كريم إميل بيطار ووزير الثقافة اللبناني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة السابق الى ليبيا غسان سلامة والنائب المستقيلة بولا يعقوبيان.

 

دورثي في بكركي

 

إلى ذلك، عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاوضاع العامة مع السفيرة الاميركية دوروثي. كما استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي الذي اعرب عن تفاؤله بـ«تأليف الحكومة قريبا في ظل مساعي البطريرك وافكار رئيس مجلس النواب مما فتح كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة، وعلى كل اللبنانيين ان يكونوا متفائلين». وردا على سؤال عن الوضع الامني، قال «لاحظت انه كلما يظهر بعض الامل والتفاؤل عند اللبنانيين يصبح الوضع الامني جيدا جدا وتخف الضغوط الامنية او التفلت المجتمعي الذي نخاف منه».

 

التدقيق

 

مالياً، عقد أمس  لقاء افتراضي  بين وزارة المال ومصرف لبنان وشركة «ألفاريز أند مارسال» بهدف درس إمكانية مباشرة الشركة بمَهام التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.

 

وحسب بيان وزارة المال، فإن المصرف المجلس المركزي في مصرف لبنان إلتزم بعملية التدقيق، وعلى القيام بمجموعة خطوات بدءا من بعد غد الجمعة وحتى نهاية الشهر تتعلق بتأمين المستندات والمعلومات المطلوبة لشركة A&M لاسيما بعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية.

 

ومن ابرز ما تم الاتفاق عليه:

 

1- يزود المصرف المركزي مفوض الحكومة قائمة محدثة للمعلومات في مدة أقصاها نهار الجمعة الواقع في 9/04/2021 ويحدد المستندات التي يتطلب تحضيرها وقت أطول من نهاية شهر نيسان الحالي.

 

2- يباشر المصرف المركزي بتجميع المستندات المطلوبة لكي تكون متاحة لمفوض الحكومة على أن يتم تسليمها إلى شركة A&M عند إعادة تفعيل العقد معها.

 

الترسيم شمالاً

 

وفي ما خص ترسيم الحدود البحرية الشمالية بين لبنان وسوريا، تردّد ان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، أجرى اتصالاً بدمشق للبحث في ملف ترسيم الحدود، وأن لبنان لن يقبل أي انتقاص من سيادته لا في بره ولا في بحره.

 

وعلى خط اعادة اعمار المرفأ، بدأ وفد الفريق الاستشاري لمرفأ هامبرغ الالماني زيارة للبنان تستمر خمسة ايام على ان يعقد مؤتمرا صحافيا غداً يعرض فيه دراسة اعمار مرفأ بيروت. ويلتقي وزير الاشغال ميشال نجار الوفد الألماني في الأولى بعد ظهر اليوم نفسه، لإطلاعه على تفاصيل المبادرة الألمانية لإعادة إعمار المرفأ.

 

وقال وزير الاقتصاد راوول نعمة: ندرس تقرير الشركة السويسريّة عن أن «صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط ويجب هدمها»… على أن أعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق، لإعلان موقفنا من الموضوع.

 

صحيا، وصلت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية الى مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى متنها خمسون الف جرعة من لقاح كورونا مقدمة من الحكومة الصينية. وكان في استقبالها على ارض المطار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، واللواء الياس شامية ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون. وقال حسن: تقدم دولة الصين الشعبية هذه الهبة لعدة دول ومن ضمنها لبنان لترفع من امكانية مواجهة وباء كورونا واليوم المواجهة على اهمية عودة الحياة الى طبيعتها والحفاظ على الاشخاص الاكبر عمراً. واضاف «نهنئ الصين على لقاح آمن وفعال واليوم نستخدمه في لبنان وما يعنينا من خلال هذا اللقاح انه يمكن اطلاق اليد للقطاع الخاص للاستثمار في تأمينه».

 

482798 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 36 حالة وفاة و2296 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 482798 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

إضراب.. وتقنين وتهريب بنزين

 

واليوم ينفذ اتحاد النقل البري اضراباً عاماً في بيروت والمناطق، احتجاجاً على عدم تلبية المطالب المزمنة، لا سيما ما يتعلق منها بالميكانيك وعمل السيّارات غير الشرعي، وبرزت إلى العلن أمس أزمة بنزين جديدة، في عدد من المحطات التي رفعت خراطيمها، في حين ان محطات وقود أخرى قننت عملية البيع، مع أسعار تراوحت بين 40 ألف ليرة للصفيحة و50 ألفاً. وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لسيارات وشاحنات تهرب البنزين وسلع أخرى إلى خارج الحدود لا سيما إلى سوريا.

 

اعتصام الأطباء في الأميركية

 

الى ذلك، اعتصم عشرات الأطباء والممرضين والممرضات في مستشفى الجامعة الأميركية، أمس، احتجاجاً على الاعتداءات التي يتعرض لها الأطباء والجسم الطبي وحرم المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، في الآونة الأخيرة. ونفّذوا وقفة تضامنية مع الأطباء والممرضين والإداريين.

 

وقد اعتصم أمس عشرات الأشخاص في الجامعة الأميركية، تحت شعار «لا للتعرض للجسم الطبي»، دعا إليه الأطباء المقيمون في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. ونددوا باستعمال العنف كوسيلة للتعاطي في المجتمع ككل، وفي المستشفيات خصوصاً. كما أكد قياديو المركز الطبي وجميع الفرق العاملة فيه التزامهم تقديم أعلى معايير الرعاية الصحية، مهما صعبت الظروف.

 

 

**************************************************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الفاتيكان شديد القلق على لبنان ويدخل مع مصر على خط تأليف الحكومة اللبنانية

تحديد 9 نيسان مهلة نهائية لتسليم المستندات التي طلبتها Alvarez & Marsal

 ٩٠ الف لقاح هبة من الصين للبنان ومخاوف من «موجة» جديدة بعد العيد

بولا مراد

 

لم تترجم كل أجواء التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة والتي سيطرت على نهاية الاسبوع الماضي بأي خطوات عملية حتى الساعة تشير الى امكانية اخراج الملف العالق في عنق الزجاجة.

 

فحركة الاتصالات والمشاورات بقيت خارج حدود لبنان وكأن القوى المعنية بعملية التشكيل تحولوا طرفا متلقيا غير فاعل مع وصولهم لقناعة بأنهم وحدهم اشبه بقاصرين غير قادرين على الاتفاق في ما بينهم على الحصص الحكومية… ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرتهم على وضع الخطط اللازمة لانتشال البلد من الانهيار الذي يتخبط فيه.

مصر والفاتيكان على خط الوساطات

 

ويمكن القول ان الحركة الدولية المستجدة والتي تندرج باطار تعويم المبادرة الفرنسية التي كانت تلفظ أنفاسها الاخيرة، لم تنجح بعد في التوصل لآلية محددة تطرح على الفرقاء اللبنانيين المعنيين بالتشكيل. فبحسب معلومات «الديار» لا يزال كل ما يتم تداوله باطار الافكار والخيارات ولم يتم تبني اي منها ومن ضمنها ما تردد عن زيارة قد يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى الاليزيه للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قيل انه قد يسعى لجمعه برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وتقول مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ل»الديار» ان «باسيل يبدو اكثر المتحمسين لهكذا سيناريو من منطلق انه يؤدي لتعويمه واظهاره الآمر الناهي بالملف الحكومي.. وهو سيناريو لا شك لا يحبذه الحريري من منطلق انه سيصوره الطرف المتنازل والمكسور، لذلك يدفع الرئيس المكلف باتجاه اخراج افضل لاي اتفاق او تسوية لا يبدو ان ايا منهما قد نضج».

 

وبعد الاتصال الهاتفي الذي سجل بين ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان نهاية الاسبوع الماضي والذي اعتبر بمثابة خرق اساسي للمراوحة التي كانت سائدة، دخل اكثر من طرف على الخط لمحاولة استثمار الايجابيات والبناء عليها. وبتنسيق مباشر مع الفرنسيين، يبدو ان مصر والفاتيكان سيحاولان سد بعض الثغرات التي تحول دون انجاز عملية التشكيل. اذ من المفترض ان يزور وزيرُ خارجية مصر سامح شكري بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة آتيا من باريس حيث اجتمع مع نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان.. وتلي زيارة شكري زيارة غدا الخميس، للامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، وهما زيارتان يفترض ان تتزامنا مع زيارة يقوم بها الحريري الى الفاتيكان التي تبدو بحسب معلومات «الديار» شديدة القلق مما آل اليه الوضع اللبناني وتشعر انه من واجبها التحرك للمساعدة في حل الازمة. وستحاول الاستماع لوجهة نظر الحريري قبل ان تستمع لوجهة نظر باقي الفرقاء.

مهلة جديدة لمصرف لبنان

 

في هذا الوقت، تحرك مجددا ملف التدقيق الجنائي على وقع الموقف التصعيدي – التحذيري للرئيس عون. اذ افادت وزارة المالية يوم امس عن عقد اجتماع افتراضي عبر تطبيق «زوم» جمع ممثلين عن وزارة المالية وعن مصرف لبنان وعن شركة التدقيق الجنائي Alvarez & Marsal إضافة إلى مفوض الحكومة لدى المصرف المركزي. واعلنت الوزارة في بيان انه تم خلال الاجتماع  التاكيد على التزام المجلس المركزي في مصرف لبنان بعملية التدقيق وعلى القيام بمجموعة خطوات بدءا من يوم الجمعة المقبل وحتى نهاية الشهر تتعلق بتأمين المستندات والمعلومات المطلوبة لشركة A&M   لاسيما بعد إقرار قانون رفع السرية المصرفية. ومن ابرز ما تم الاتفاق عليه، تزويد المصرف المركزي مفوض الحكومة قائمة محدّثة للمعلومات في مدة أقصاها نهار الجمعة الواقع في 9/04/2021 ويُحدّد المستندات التي يتطلب تحضيرها وقت أطول من نهاية شهر نيسان الحالي، مباشرة المصرف المركزي بتجميع المستندات المطلوبة لكي تكون متاحة لمفوض الحكومة على أن يتم تسليمها إلى شركة A&M عند إعادة تفعيل العقد معها.وقد تم التوافق على استمرار التواصل من اجل اعادة تفعيل ملف التدقيق الجنائي وتقييم التطور الحاصل تباعاً. وقالت مصادر مواكبة للملف ل»الديار» ان «مختصر ما حصل هو اعطاء مهلة اضافية لمصرف لبنان لتقديم المستندات المطلوبة منه علما انه كان سبق ان اعلن انه قدم كل المستندات المطلوبة منه»، معتبرة ان «كل المعطيات المتوافرة وبخاصة الخلاف المستمر بين وزارة المال والبنك المركزي لا توحي بامكانية الوصول الى النتائج المرجوة في هذا الملف».

الوضع الامني جيد جدا؟!

 

وعلى وقع استفحال الازمات، واصل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي لقاءاته ومساعيه للمساهمة بالتخفيف من وقعها، فأفيد عن اجتماعه بالسفيرة الاميركية دوروثي كما بوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي الذي اعرب عن تفاؤله بـ «تأليف الحكومة قريبا في ظل مساعي البطريرك وافكار رئيس مجلس النواب مما فتح كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة، وعلى كل اللبنانيين ان يكونوا متفائلين». وردا على سؤال عن الوضع الامني، قال «لاحظت انه كلما يظهر بعض الامل والتفاؤل عند اللبنانيين يصبح الوضع الامني جيدا جدا وتخف الضغوط الامنية او التفلت المجتمعي الذي نخاف منه».

جديد اعادة اعمار المرفأ

 

اما على خط اعادة اعمار المرفأ، فأفيد عن وصول الفريق الاستشاري لمرفأ هامبرغ الالماني الى لبنان في زيارة تستمر خمسة ايام على ان يعقد مؤتمرا صحافيا الخميس يعرض فيه دراسة اعمار مرفأ بيروت. ومن المفترض ان يلتقي وزير الاشغال ميشال نجار  الوفد الألماني لإطلاعه على تفاصيل المبادرة الألمانية لإعادة إعمار المرفأ. من جهته، قال وزير الاقتصاد راوول نعمة لـ «المركزية»: ندرس تقرير الشركة السويسريّة عن أن «صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط ويجب هدمها»… على أن أعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق، لإعلان موقفنا من الموضوع. وبالتزامن، أعلن وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف أمس انه التقى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وسلمه نسخة عن الملف الذي يحتوي ما جمعه من معلومات ووثائق متصلة بملف الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، آملا أن تساعد او تساهم هذه المعلومات في اظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة والمقصرين والمهملين والمتقاعسين والافراج عن من هو بريء بين الموقوفين، اذا ارتأى القضاء ذلك.

٩٠ الف لقاح مجاني صيني للبنان

 

اما في جديد «كورونا» وصلت يوم امس طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية الى مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى متنها خمسون الف جرعة من لقاح كورونا مقدمة من الحكومة الصينية وهي جزء من هبة تشمل ٩٠ الف لقاح ستصل على دفعتين.

 

وبحسب معلومات «الديار» فان الجيش الصيني قدم ٤٠ الف لقاح مجانا للجيش اللبناني والحكومة الصينية قدمت للجمهورية اللبنانية ٥٠ الف، في وقت يستمر التفاوض لشراء لبنان المزيد من اللقاحات الصينية.

 

وتتخوف مصادر طبية عبر «الديار» من موجة جديدة من اصابات «كورونا» تنطلق الاسبوع المقبل وتكون نتيجة لعدم الالتزام بالاجراءات وتهافت المواطنين قبل الاقفال العام وبعده الى الطرقات والاماكن العامة ما سينعكس ارتفاعا كبيرا في الاصابات التي قد تعود لتلامس ال٥ آلاف.

 

وكان في استقبال الدفعة الاولى من اللقاحات الصينية على ارض المطار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، واللواء الياس شامية ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون. وقال حسن: «تقدم دولة الصــين الشــعبــية هذه الهبة لعدة دول ومن ضمنها لبنان لترفع من امكانية مواجهة وباء كورونا واليوم المواجهة على اهمية عودة الحياة الى طبيعتها والحفاظ على الاشخاص الاكبر عمراً». واضاف «نهنئ الصين على لقاح آمن وفعال واليوم نستخدمه في لبنان وما يعنينا من خلال هذا اللقاح انه يمكن اطلاق اليد للقطاع الخاص للاستثمار في تأمينه».

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحكومة معلّقة بانتظار الخارج…ومصر تدفع نحو الحل  

 

الاتفاق النووي الذي شهد امس جولة محادثات اولية في فيينا بين أوروبا وإيران بمشاركة اميركية، قد يكون الوصول اليه اسهل من توقيع مراسيم حكومة لبنان. ثمانية اشهر من دون حكومة في بلد نفدت امداداته بالاوكسيجين وفرغت مخازنه من الغذاء والمحروقات لأن كل ما لذّ وطاب «للجار السوري» يؤمن له تهريبا بأساليب مبتكرة فيما الإخبارات القضائية تقبع على رفوف «العدلية» في انتظار فك الحظر السياسي عن قرار منع التهريب، ووقف مفعول العمل بمقولة «الجار قبل الدار».

 

الدار اللبنانية المنهوبة خيراتها من المنظومة السياسية لن يمر وقت طويل لتصبح في حال اسوأ من الجار المشرف على «نهب» خيرات لبنان البحرية، خصوصا ان ما بقي في خزينة المصرف المركزي للدعم ينضب تدريجيا واقسى حدوده نهاية ايار المقبل، فيما لا آمال ترتجى في الداخل لتشكيل حكومة. في  حين يبذل الخارج جهودا جدية ومساع حثيثة على اعلى المستويات لسحبه من عنق زجاجة الرهانات الاقليمية والمقامرة المحلية بالوطن لاجلها. من مصر الى باريس فالفاتيكان.

 

شكري

 

وفيما عاد الرئيس المكلف سعد الحريري  الى بيروت، لم تشهد الساحة الحكومية اي حركة ظاهرة امس. وفي وقت يفترض رصد ما سيحمله معه الى لبنان وزيرُ خارجية مصر سامح شكري الذي زار باريس امس واجتمع مع نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان قبل وصوله اليوم الى بيروت، وما سينقله ايضا الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي غدا الخميس، تتجه الانظار الى باريس حيث لا تزال صورة اللقاءات المفترضة والتي يقال ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يسعى الى اجرائها، ضبابية، وغير محسومة، في حين يستعد الحريري للسفر الى الفاتيكان، وربّما عرّج على «دولة اخرى» قبل الانتقال الى روما.

 

وأمس تبلغ الحريري من سفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري، ان قداسة البابا فرنسيس سيستقبل الرئيس الحريري في الفاتيكان في 22 نيسان الجاري.

 

في بكركي

 

محليا، عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاوضاع العامة مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا. كما استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي الذي اعرب عن تفاؤله بـ»تأليف الحكومة قريبا في ظل مساعي البطريرك وافكار رئيس مجلس النواب مما فتح كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة، وعلى كل اللبنانيين ان يكونوا متفائلين». وردا على سؤال عن الوضع الامني، قال «لاحظت انه كلما يظهر بعض الامل والتفاؤل عند اللبنانيين يصبح الوضع الامني جيدا جدا وتخف الضغوط الامنية او التفلت المجتمعي الذي نخاف منه».

 

التدقيق

 

ماليا، وعلى وقع تنبيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس الجانب اللبناني من تمييع التدقيق، عقد امس لقاء افتراضي  بين وزارة المال ومصرف لبنان وشركة «ألفاريز أند مارسال» بهدف درس إمكانية مباشرة الشركة بمَهام التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.

 

دعم أممي

 

وكان وزير المال في حكومة تصريف الاعمال استقبل نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي وتمت مناقشة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد. وشّددت رشدي على وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان لعبور الأزمة السياسية والاقتصادية التي يمرّ بها.

 

ازمة بنزين؟

 

معيشيا، الاوضاع على حالها. وفيما العتمة تتهدد اللبنانيين، رأى عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البركس أن «ما تشهده الاسواق اللبنانية من توقف عدد من المحطات عن تسليم مادة البنزين وتقنين في التوزيع عند محطات اخرى، سببه عدم تموين هذه المحطات من قبل الشركات الموردة لها وليس احتكارا أو ارادة بعدم التسليم لأي سبب كان». ولفت في بيان إلى أن «السبب الرئيس يكمن في عدم تسديد مصرف لبنان قيمة الاعتمادات بالدولار الاميركي التي وافق عليها سابقا وتمثل ثمن المحروقات المستوردة، ومنها ما يمثل ثمن بواخر أفرغت حمولتها في المستودعات وبيعت في السوق المحلية بناء على الموافقة المسبقة من المصرف المركزي، ولم تحول دولاراتها الى المورد الاساسي في الخارج، رغم ان قيمتها بالدولار وبالليرة اللبنانية، وفقا لنسبة الدعم، قد سددتها الشركة المستوردة لمصرف لبنان. وعليه يرفض المورد الاجنبي تفريغ البواخر المحملة بالمحروقات الجديدة الموجودة في المياه اللبنانية قبل استلام ثمن البضائع السابقة».

 

دعم بريطاني

 

في مقابل التخبط السياسي – المالي، اشادات دولية بالجيش. فقد أكد الملحق العسكري البريطاني المقدم ألكس هيلتون، في حديث إلى مجلة «الجيش»، أن «الجيش اللبناني هو ضمانة الأمن والاستقرار في زمن الأزمات في لبنان، والمدافع الشرعي الوحيد عن لبنان، ومحط ثقة الشعب على نطاق واسع. وهذا ينطبق أيضا على القوات المسلحة البريطانية».

 

ترسيم الحدود

 

وليس بعيدا من الوضع الامني – الحدودي، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط عبر تويتر كاتبا: دمرتم الماضي والحاضر، وتتآمرون على المستقبل بعد سيطرتكم براً على الحدود اللبنانية – السورية وتسهيل التهريب، تستبيحون اليوم الحدود البحرية من خلال الصمت عن التنقيب شمالاً. نطالب بالترسيم فوراً مع قوة دولية تحمي حدودنا مع سوريا وإلا..سنكون أمام مقاومة لهذه الاعتداءات السورية».

 

اعمار المرفأ

 

على خط اعادة اعمار المرفأ، علم ان وفد الفريق الاستشاري لمرفأ هامبرغ الالماني بدأ زيارة للبنان تستمر خمسة ايام على ان يعقد مؤتمرا صحافيا الخميس يعرض فيه دراسة اعمار مرفأ بيروت. كما علمت ان وزير الاشغال ميشال نجار يلتقي الوفد الألماني في الأولى بعد ظهر اليوم نفسه، لإطلاعه على تفاصيل المبادرة الألمانية لإعادة إعمار المرفأ. من جهته، قال وزير الاقتصاد راوول نعمة: ندرس تقرير الشركة السويسريّة عن أن «صوامع الحبوب في مرفأ بيروت آيلة للسقوط ويجب هدمها»… على أن أعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق، لإعلان موقفنا من الموضوع.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram