افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 6 نيسان 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 6 نيسان 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

بدء العودة إلى الاتفاق النوويّ من لقاء ‏فيينا… وأحداث الأردن تكشف تصادم ‏المشاريع مبادرة برّي المعدّلة بدعم بكركي ‏وجنبلاط وحزب الله تقطع نصف ‏المسافة باريس وإبراهيم للقاء الحريري ‏وباسيل… و"القوميّ": مع سورية ‏وفي قلب المقاومة

 

 

 ‎تعتقد مصادر دبلوماسيّة متابعة للمشهد الإقليمي، أن لقاء فيينا الذي يجمع اليوم الأطراف ‏الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، بحضور المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت ‏مالي، من دون مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين طهران وواشنطن، سيشكل نقطة ‏الانطلاق في العد التنازلي نحو العودة إلى الاتفاق، بحيث توضع خريطة طريق للتراجع ‏الأميركي عن العقوبات، وخريطة مماثلة لعودة إيران إلى التزاماتها، وفيما تصرّ إيران على بدء ‏تطبيق خريطتها للعودة بعد اكتمال تنفيذ واشنطن لخريطتها ورفع كامل العقوبات، يسعى ‏الأميركيون والأوروبيون لصياغة تسوية تتيح بدء إيران بالعودة إلى التزاماتها عند نقطة معينة ‏من تقدم مسار العودة الأميركيّة‎.‎


المناخات الإيجابية التي تركها تثبيت موعد لقاء فيينا، قابلتها تساؤلات طرحتها أحداث الأردن ‏الأخيرة، التي تفاوت تقديرها بين محاولة انقلابية فاشلة وعملية وقائية استباقية استهدفت ‏امتداداً إقليمياً داخل الأردن، وسط إجماع على تشخيص الجهة المستهدفة بالعملية او ‏المتهمة بالمحاولة الانقلابية، كامتداد لثنائيّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس ‏حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، استثمر النظام الأمنيّ الأردنيّ معاهدة التعاون العسكري مع ‏واشنطن للحصول على ضوء أخضر لحسم الأمر وإنهاء هذا الامتداد، لتثبيت الأردن ككيان ‏سياسيّ له خصوصية تحت الرعاية الأميركيّة المباشرة، وليس كمنطقة نفوذ مشتركة سعودية ‏إسرائيليّة تضمن التواصل الجغرافي بين الخليج وكيان الاحتلال، وتتحوّل لاحقاً الى مشروع ‏وطن فلسطينيّ بديل مرفوض أردنياً وفلسطينياً‎.‎


بين هذين التطورين الكبيرين تتحرّك الأزمة الحكوميّة اللبنانيّة، حيث تضعف هوامش الرهان ‏على تطورات خليجية تساعد في تحريك الأزمة الحكوميّة، كان ينتظرها كل من الرئيس ‏الفرنسي أمانويل ماكرون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وسط تراجع ‏الحضور الخليجيّ الإقليميّ إثر أحداث الأردن، وما أظهرته من تمايز أميركي في مقاربة ملفات ‏المنطقة الحساسة، وبالتوازي بدا الفرنسيون يعيدون النظر بآليّة تحرّكاتهم نحو منح الأولويّة ‏لسعي مباشر نحو ترميم صورة مبادرتهم التي تترنح تحت تأثير ظهورها كامتداد لتحرك الرئيس ‏المكلف. وفي هذا السياق يتحرّك الفرنسيون لترتيب العلاقة مع رئيس التيار الوطني الحر ‏النائب جبران باسيل، وسط سعي فرنسي يواكبه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ‏لتنظيم زيارة باسيل الى باريس يلتقي خلالها بالرئيس أمانويل ماكرون، والتحضير للقاء يضم ‏الحريري وباسيل، باعتبار هذا اللقاء عنصراً مهماً في ترتيب المناخات المساعدة لإنجاح ‏المبادرة التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، التي تلقى دعم بكركي وحزب الله ‏والنائب السابق وليد جنبلاط، والتي قطعت نصف الطريق، كما تقول مصادر متابعة ‏للاتصالات، بعدما حسم أمر عدد الـ 24 وزيراً ولكل وزارة وزير، ومعه أمر لا ثلث معطل لأي ‏فريق حكومي، وبقي الباقي للبحث بتروٍّ وهدوء ضماناً للنجاح كما قالت المصادر المتابعة‎.‎


الحزب السوري القومي الإجتماعي على لسان رئيسه وائل الحسنية، أكد من محافظة ‏السويداء في سورية، وقوف الحزب مع سورية في حربها بمواجهة الإرهاب، وتموضع الحزب ‏في قلب المقاومة دوراً وخياراً وثقافة‎.‎
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنيّة التمسك أكثر من أيّ وقت مضى ‏بخيار المقاومة، الذي به سننتصر على عدونا الوجودي ونتغلّب على كل المحن والصعاب ‏والتحديات‎.‎
موقف الحسنية جاء خلال جولة له على رأس وفد مركزيّ، على المسؤولين الرسميين ‏والحزبيين والمرجعيّات الدينيّة والفاعليّات الاجتماعيّة في مدينة السويداء، وعقد اجتماعاً ‏لمسؤولي الوحدات الحزبيّة في منفذية السويداء‎.‎


وعقد رئيس الحزب وائل الحسنية اجتماعاً في مكتب منفذية السويداء لهيئة المنفذية ‏ومسؤولي الوحدات الحزبية، وضع خلاله المسؤولين في أجواء الخطوات التي تقوم بها ‏الإدارة الحزبية لعقد المؤتمر العام والمجلس القوميّ في شهر أيار المقبل‎.‎
ووجّه الحسنية المسؤولين بضرورة العمل الدؤوب لتحصين الوحدة الاجتماعية، ولإبقاء صورة ‏الحزب ناصعة، نصاعة مواقفه الصلبة وخياراته الحاسمة، ودوره البطوليّ في مواجهة ‏الإرهاب والتطرّف، وهو دور تطلب تضحيات وشهداء، وواجب كلّ سوري قومي اجتماعي أن ‏يصون تضحيات رفقائه وأن يكون أميناً لدمائهم الزكيّة التي بُذلت في معركة الدفاع عن ‏أرضنا وشعبنا‎.‎
وتابع الحسنيّة: نحن حزب صراع ومقاومة، وما من سبيل لتحرير أرضنا وتثبيت حقنا وصون ‏قضيتنا إلا من خلال الثبات على نهج الصراع والتمسك أكثر من أيّ وقت مضى بخيار المقاومة، ‏وهذا هو إيماننا الراسخ، الذي به وبما نفعل سننتصر على عدونا الوجوديّ ونتغلّب على كل ‏المحن والصعاب والتحديات‎.‎


وأفرد الحسنيّة حيّزاً للحديث عن الحصار الاقتصادي اللاإنساني الذي تتعرّض له الشام، وقال: ‏إنّ الحرب على الشام وكل أمتنا، لا تزال مستمرة، وسياستنا في الحرب هي القتال، ولا شيء ‏غير القتال، يصون حقنا ويحمي مصيرنا ومستقبلنا ووجودنا كله. لذلك علينا أن نقاتل على ‏الصعد كافة دفاعاً عن بلادنا. لافتاً إلى أن دول العدوان وبعدما فشلت في تحقيق أهدافها ‏عسكرياً، تصعّد حربها الاقتصاديّة على السوريين كلهم، وتعمل على ممارسة الضغوط ‏السياسية من خلال اتهام سورية بانتهاك حقوق الإنسان، وهي اتهامات ومزاعم أوردها التقرير ‏السنويّ لوزارة الخارجية الأميركية والذي يستند إلى تقارير المنظمات الإرهابية وداعميها ‏ومموّليها في المنطقة والعالم‎.‎


وختم الحسنية قائلاً: سورية تواجه الحرب الإرهابية الكونية دفاعاً عن فلسطين وعن لبنان ‏وكل الأمة، ولذلك وجب على كل كيانات الأمة وقواها أن تتجه إلى تأسيس إطار جامع في ‏النضال والسياسة والأمن والاقتصاد، ويشكل مشروع مجلس التعاون المشرقيّ الذي اقترح ‏حزبنا قيامه، مشروعاً ملائماً وضرورياً لتحقيق التآزر والتعاضد والتكامل بين كيانات أمتنا، ‏وعامل ازدهار اقتصاديّ، وعنصر قوة في المواجهة المستمرة ضد عدونا الوجودي وقوى ‏الهيمنة الاستعمارية‎.‎


في غضون ذلك تترقب الأوساط السياسية المحلية نتائج الاتصالات على الخطوط الحكومية ‏بأن تثمر تأليفاً للحكومة. وفي موازاة الأفكار التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ‏لتسهيل التأليف، وفي انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت، يدور الحديث ‏في الكواليس السياسية والإعلامية عن جهود فرنسية جديدة على خط التأليف ومن ضمنها ‏دعوة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لزيارة باريس للقاء المسؤولين الفرنسيين ‏المعنيين بالملف اللبناني تتوّج بلقاء بين باسيل والحريري يكون الباب الأساسي لتسهيل تأليف ‏الحكومة. إلا أن مصادر "البناء" أكدت بأن لا تأكيد للزيارة كما لم يُحدد موعدٌ رسميٌ حتى ‏الساعة. ولفتت مصادر باسيل لـ"البناء" الى أنه "ليس بحاجة إلى وسطاء لزيارة فرنسا وهو ‏على تواصل مع المسؤولين الفرنسيين بشكل دوري ودائم وهو لم يسع لدى أي طرف لطلب ‏اي موعد". وتعتبر مصادره في الوقت نفسه انه لن يتردد في تلبية أي دعوة توجَّه إليه اذا ‏كان الهدف منها دعم لبنان‎.‎


وفي أعقاب الحديث حول لقاء الحريري وباسيل، أوحى تصريح نائبة رئيس "التيار الوطني ‏الحر" مي خريش، بأن المسافة لا تزال بعيدة جداً بين رئيس المستقبل ورئيس التيار الحر، ‏وقالت خريش في تصريح ناريّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوبت به على الحريري من ‏دون أن تسميَه: "نعرف أحدُهم يتسكع على أبواب القصور في العواصم مستجدياً موعداً لم ‏يأتِه منذ زمن، وينتظر أن يفكَ الملوك أسره، ويستنجد بأحد الأمراء ليعفيه من ديونه ‏المتراكمة، ويصوّر نفسه على أنه فاعلٌ في الحياة السياسية ويتوهم انه مقرر في تركيا ‏وروسيا، وهو بالكاد يمون على أهل بيته‎".‎
وكشف عضو تكتل لبنان القوي النائب سيمون أبي رميا، أن "المعطيات تقول إن فرنسا على ‏أبواب مواقف قاسية وليس بالكلام فقط، بل اقتراحات وأفكار تناقش لاتخاذ قرار عملي"، ‏مؤكدًا أن "هذا الأسبوع حاسم بما يتعلق بالمقاربة الفرنسية للملف الحكومي". وفي حديث ‏تلفزيوني، لفت أبي رميا الى انه "طبقاً للدستور، ما من إمكانية أن يخرج رئيس الحكومة ‏المكلف من هذه المهمة إلا إذا اختار طوعاً هذا الأمر ولذلك تقدّمنا باقتراح قانون لوضع مهلٍ ‏للاستشارات وتشكيل الحكومة‎".‎
وأفيد أن الفاتيكان وجّه دعوة عاجلة الى الحريري لزيارة الفاتيكان والذي يُتوقَّع أن يلبّيها في ‏اليومين المقبلين‎.‎


أما على صعيد الأفكار التي طرحها الرئيس بري، لفتت أوساط عين التينة لـ"البناء" الى أن ‏‏"أن اقتراحات الرئيس برّي لا تزال أساس ومدخل أي نقاش في موضوع الحكومة"، ولفتت ‏الى أن "جهوداً فرنسية عالية المستوى تواكب جهود الرئيس بري للتوصل الى أرضية مشتركة ‏وصلبة لتأليف الحكومة‎".‎


وأضافت الاوساط أن "تفاصيل الاقتراحات التي قدمها بري ناقشها مع مختلف الاطراف ‏السياسية الاساسية مباشرة وغير مباشرة من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والبطريرك ‏الماروني". وحول الحديث عن مساعٍ للقاء بين الحريري وباسيل قالت الأوساط إن هذا ‏التفصيل ليس في صلب طرح بري‎.‎
وفي سياق ذلك، أفادت مصادر عين التينة لقناة "المنار" أن "جهد الرئيس برّي مستمر في ‏الإطار الذي لاقى تبنياً وتعاوناً من البطريركية المارونية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ‏وليد جنبلاط وحزب الله". وأضافت المصادر أن هذا الأمر "أحرز تقدّماً لناحية توسيع الحكومة ‏الى 24 وزيراً بحيث يكون لكل وزارة وزير ومن دون ثلث معطّل لأحد". وأردفت أنه وبالرغم ‏من التقدم الذي تحقق إلا أنه "ليس كافياً بعد لإنجاز التأليف الحكومي، وسيتمّ العمل ‏بالروحيّة نفسها من أجل إحراز المزيد من التقدّم‎".‎
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون زار البطريرك الماروني مار بشارة الراعي لتهنئته في عيد ‏الفصح المجيد‎.‎
‎ ‎ورداً على سؤال عن موعد الخروج من النفق الأسود كرّر عون مرتين جملة: "حتى يرجع ‏الرئيس المكلف من الخارج‎".‎
وعن العقد التي تعترض تشكيل الحكومة، قال: "لا العقد تتوالد، حيث نقوم بحل عقدة، ‏فتخرج واحدة أخرى". وحول ما إذا كان متشائماً، قال: "أنا دائماً متفائل‎".‎
وكان عون كتب عبر تويتر: "احذّر الجانب اللبناني، وتحديدًا وزارة المال والمصرف المركزي، ‏المجتمعين غداً مع شركة التدقيق الجنائي الفاريز ومرسال من أي محاولة لتعطيل التدقيق ‏الجنائي، وأحمّلهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني‎".‎
ولا يبدو أن الدعوات الى تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال قابلة للتنفيذ على ارض الواقع ‏ليس بسبب رفض أقطاب سياسيين أساسيين لذلك فحسب، بل بسبب الخلاف بين أعضائها ‏الذي تظهّر أمس بالسجال الحاد بين وزيري الاقتصاد راوول نعمة والمالية غازي وزني. فقد ‏أتهم نعمة وزير المال بإسقاط قانون الكابيتال كونترول، وقال: "بعض القوى السياسيّة في ‏لبنان لا تريد الـ "كابيتال كونترول""، مشيراً الى ان "مجلس النواب يتحمل جزءاً من ‏المسؤولية، إضافة الى ان وزير المالية غازي وزني أسقطه من خلال تقديمه ومن ثم سحبه ‏من على طاولة الحكومة الحالية واعتقد ان هذا الأمر تم بتعليمات من رئيس مجلس النواب ‏نبيه برّي‎".‎


ورد المكتب الإعلامي لوزني على وزير الاقتصاد، مؤكدًا أن "وزير المالية هو اول من قدم ‏مشروع الكابيتول كونترول في مجلس الوزراء والجميع يعلم أن المناقشات يومها شوهت ‏اقتراح القانون وجرّدته من مضمونه ما أدى الى إسقاطه في مجلس الوزراء وهو يتم درسه ‏في لجنة المال والموازنة في مجلس النواب ليصار الى إقراره‎".‎
على صعيد أزمة الكهرباء التي تفاقمت الى حد كبير في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما ‏في بيروت حيث وصل التقنين الكهربائي الى ساعتين في اليوم، أفيد عن تحسّن تدريجي في ‏التغذية بالتيار الكهربائي خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث بدأت الباخرة المحملة بمادة الفيول ‏أويل مساء أمس بتفريغ حمولتها في معمل دير عمار الحراري حيث من المتوقع أن تتحسن ‏التغذية الكهربائية في مناطق طرابلس والشمال بعد إفراغ الحمولة وتشغيل المعمل في ‏الساعات المقبلة‎.‎
‎ ‎

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

روسيا لحزب الله: نريدكم ان تبقوا في سوريا

 

على مدى السنوات الماضية، نُشر في الإعلام المعادي للنظام السوري وحلفائه (فرادى ومجتمعين) الكثير من التقارير ‏و"المعلومات" التي تتحدّث عن أعمال وإجراءات بدأت روسيا بتنفيذها، لإخراج حزب الله، وإيران، من سوريا، أو ‏على الأقل، الحد من وجودهما. تلك التقارير مبنية على تقدير أن روسيا لا تريد شريكاً لها في النفوذ في الشام، وخاصة ‏النفوذ الإيراني. في الميدان، كان العكس هو ما يحكم العلاقة بين الطرفين. تعاون على أكثر من صعيد، وتقاسم للأدوار ‏أحياناً. وعندما لا يُتفق على أمر ما، كانت القضية تُحل بتنظيم الاختلاف‎.


الزيارة التي قام بها وفد من حزب الله، برئاسة النائب محمد رعد (عضو شورى القرار في الحزب ورئيس كتلته ‏النيابية)، إلى موسكو، منتصف الشهر الماضي، كانت مناسبة أوضحت فيها القيادة الروسية موقفها من وجود ‏الحزب في سوريا. في موسكو، تقدير عالٍ لأداء حزب الله العسكري: حرفية مقاتليه، وانضباطهم، وقدرتهم الفائقة ‏على تحقيق أهدافهم في المعارك. وفي الوقت عينه، تبدي موسكو إعجابها بـ"براغماتية" حزب الله. في الشأن ‏الأخير، تبدو معنية بكل ما يسهم في حماية الدولة السورية: التسويات الداخلية مع مجموعات مسلحة في كثير من ‏المناطق، خصوصاً في الجنوب، والتفاهمات الكبرى مع تركيا. وفي الحالتين، كان الحزب ملتزماً بكل ما يمكن ‏القيام به لإنجاح هذه التسويات والتفاهمات‎.


وفي موسكو، يرى العسكر والسياسيون أن وجود حزب الله في سوريا ضروري أكثر من أي وقت مضى. فأي ‏فراغ يتركه الحزب وإيران في أي محافظة سورية، سيملأه الاميركيون، لا الروس ولا السوريون. كما أن بعض ‏مجموعات التسويات، ومنها تلك التي تستقوي بالتفاهم مع الروس، لا ترى رادعاً يحول دون تمددها سوى الحزب ‏والإيرانيين‎.
من هذا المنطلق، حرص المسؤولون الروس على إيصال الرسالة واضحة لقيادة حزب الله: وجودكم في سوريا ‏ضروري، في السياسة، كما في العسكر. ونعوّل على التعاون معكم مستقبلاً في المجالين‎.


لا ينظر الروس إلى حزب الله بصفته تنظيماً لبنانياً، بل هو جهة لها حضورها في كثير من دول الإقليم. في ‏اللقاءات مع المسؤولين الروس، وتحديداً وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف ومسؤولين ‏في مجلس النواب، جرى التطرق إلى الأوضاع في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وغيرها. وشدّد الطرفان على ‏ضرورة تعزيز سبل التواصل بينهما، واعتماد قنوات اتصال مباشرة بين الحزب وموسكو، مع درس احتمال ‏إقامة مكتب تمثيل للحزب في العاصمة الروسية‎.‎

الزيارة التي تمّت بناءً على دعوة روسية، بدت في جانب منها رسالة من موسكو إلى واشنطن مفادها أن ‏‏"المحاولات القائمة للإيقاع بيننا وبين إيران أو حزب الله لن تنفع. ونحن لن نكتفي بالتنسيق مع إيران، بل نريد أن ‏ننسّق مباشرة مع حزب الله". وسبق للروس أن أبلغوا جميع الدول الغربية والعربية والإقليمية والقوى التي ‏يتواصلون معها بشأن لبنان، أن "حزب الله قوة رئيسية، ويمثل حالة حقيقية وكبيرة، وينبغي التعامل معه على هذا ‏الأساس، ولا يمكن إنجاز أي تسوية من دون التشاور معه والاتفاق معه‎".


رسالة أخرى أرادت موسكو إيصالها إلى تل أبيب. صحيح أن روسيا تسعى إلى "التفاهم مع الجميع" بشأن ‏سوريا، وثمة تفاهم بينها وبين "إسرائيل"، لكن هذا التفاهم لا يعني "أننا نساعد إسرائيل في ضرباتها. على ‏العكس من ذلك، نحن ندين هذه الضربات، خصوصاً تلك التي تأتي من الأجواء اللبنانية. وما زلنا ملتزمين بمنع ‏الطائرات الإسرائيلية من اختراق الأجواء السورية". من جهة، تؤكد موسكو، بناءً على معلوماتها الاستخبارية، ‏أن الضربات الإسرائيلية على قوافل الأسلحة التي تُنقل إلى لبنان لم تحقق أهدافها، ولم تمنع حزب الله من إنجاز ما ‏يريد إنجازه. ومن جهة أخرى، لا تمانع قيام معادلة ردع تؤدي إلى منع "إسرائيل" من الاعتداء على الأراضي ‏السورية. وفي الأشهر المقبلة، ثمة ثلاثية تسعى موسكو إلى تأمين عوامل نجاحها في دمشق: العملية السياسية ‏ربطاً بمحطة الانتخابات الرئاسية، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين‎.


في لبنان، يُصرّ الروس على عدم التدخّل بالصورة التي تقوم بها دول أخرى. لا يتدخلون في تأليف الحكومة، ولا ‏يشاركون في عملية التأليف، ولا يطالبون بحصص. صحيح أنهم مهتمون بإعادة إعمار المرفأ، على سبيل المثال، ‏تماماً كاهتمامهم بمشاريع الطاقة، سواء تلك التي يشاركون فيها (التنقيب عن النفط والغاز في البحر، وخزانات ‏الوقود في البداوي)، أو تلك التي يطمحون إلى المشاركة فيها مستقبلاً، كإعادة بناء مصفاة التكرير في طرابلس ‏وتشغيلها. وهنا، يبدو لافتاً الاهتمام الروسي بالغاز في البحر، إذ إن التقديرات في بعض الأوساط المختصة في ‏موسكو تتحدّث عن كميات هائلة من الغاز في البحرين السوري واللبناني. وفي حال صحّت تلك التقديرات، فمن ‏غير المستبعد أن تنفّذ روسيا مشروعاً لإقامة أنابيب للغاز في شرق المتوسط، ينافس مشروع "منتدى غاز شرق ‏المتوسط" (تشارك فيه مصر و"إسرائيل" وقبرص واليونان والأردن وفرنسا وإيطاليا)، لنقل الغاز إلى أوروبا ‏عبر تركيا‎.


يمنياً، تبدو موسكو مهتمة بإيجاد تسوية تحفظ ماء وجه السعودية. في نظر حزب الله، مفتاح الحل هو وقف ‏العدوان ورفع الحصار في آن واحد، و"أنصار الله" حريصون على عدم معاداة أحد، إلا متى بادر إلى قتالهم‎.‎

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

إندفاعة لـ”تعويم” باسيل… والحريري الى الفاتيكان

هل اصبح تعويم جبران #باسيل فعلاً، كما توحي أوساطه، الممر الحتمي لتسوية سياسية تفك رهن #تشكيل الحكومة الجديدة الأسيرة لدى فريق العهد بفعل التعطيل المتمادي الذي لا ينفك رئيس الجمهورية ميشال #عون شخصيا ورئيس تياره باسيل، عن الاثبات يوميا انهما يتمسكان بنمطه جهراً ورمي تبعات الانهيارات التي يزيد التعطيل تفاقمها على الآخرين؟ واذا صح ان تعويم جبران باسيل الذي طلعت فكرته فجأة في أمسية عيد الفصح الغربي الاحد الماضي من مطبخ داخلي معروف صار هدف الجانب الأساسي من الحركة الجارية، فهل ستكون باريس مستعدة لرعاية التعويم وما يرجوه منه أصحاب هذا الهدف؟

 

الكثير من التساؤلات المريبة والمشككة والتي تبررها كل الظروف الخطيرة والدراماتيكية التي مرت منذ استقالة حكومة الرئيس سعد #الحريري بعد انتفاضة 17 تشرين الأول ،2019 ومن ثم منذ تكليفه قبل نحو ستة اشهر تشكيل الحكومة العتيدة، أثيرت في الساعات الأخيرة وعشية معاودة  الحركة العامة والسياسية اليوم، ولكن التساؤلات كما المعطيات المتصلة بالملف الحكومي وتطوراته تمحورت حول ما اذا كانت هناك حركة جديدة او مقاربة جديدة تتولاها باريس مجددا ام ان الامر يتصل بمناورة واسعة يتولاها العهد وباسيل؟

 

اللافت في هذا السياق ان ملامح حركة مصرية وعربية مفاجئة برزت حيال لبنان في الساعات المقبلة الامر الذي فسرته جهات مطلعة بانه نتيجة تنسيق فرنسي واسع مع عدد من الدول العربية والغربية المؤثرة للدفع بقوة نحو احداث اختراق في ازمة تشكيل الحكومة العتيدة في لبنان. وعلم في هذا السياق ان وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي سيصل الى بيروت غدا حاملا رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى رئيس الجمهورية ولإجراء محادثات للسعي الى حلحلة العقد في وجه الحكومة العتيدة ايضا مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وسيستبق شكري وصوله الى بيروت بزيارة اليوم الى باريس بما يثبت التنسيق الوثيق والقوي بين فرنسا ومصر حيال لبنان. ويوم الخميس يصل أيضا الى بيروت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي في مسعى مماثل.

 

اما الكلام عن زيارة يقوم بها باسيل قريبا لباريس فقد ظل يدور طوال 48 ساعة وسط ضبابية واسعة على طريقة “حدث لم يحدث” اذ لم يصدر ما يؤكد او ينفي الزيارة ولم يكن هناك أي صدى فرنسي رسمي حيال المعلومات التي سربت في بيروت عن زيارة باسيل حتى ليل امس. حتى ان بعض المصادر المطلعة والمتصلة بالفرنسيين استبعدت زيارة باسيل ولكنها لم تشأ الجزم بما يمكن ان يحصل في الساعات الثماني والأربعين المقبلة.

 

لقاءات واسعة ؟ 

وذهبت بعض المصادر المحلية في بيروت الى الحديث عن ان باسيل في حال زيارته باريس، لن يكون وحده الذي قد يقابل بعض المسؤولين الفرنسيين المولجين بملف المبادرة الفرنسية في لبنان، بل ان ثمة أفكار توجهات تتحدث عن زيارات لشخصيات اخرى في مقدمها الرئيس المكلف سعد الحريري وكذلك شخصيات تمثل قوى سياسية أخرى كحركة “امل”والحزب التقدمي الاشتراكي، ولو ان كل ذلك يبقى رهن تأكيدات فرنسية . ويشار في هذا السياق الى ان الرئيس سعد الحريري سيتوجه الى #الفاتيكان في اليومين المقبلين تلبية لدعوة عاجلة تلقاها من دوائر الكرسي الرسولي للبحث معه في مختلف التطورات اللبنانية.

ونقل عن اوساط سياسية مطلعة ان المسؤولين الفرنسيين لاسيما الاوروبيين، عازمون على وضع عقوبات على من يعرقل تشكيل الحكومة من مسؤولين وسياسيين ويصرون على تأليف سريع للحكومة وان باريس تضغط من اجل تشكيل سريع، وقد ابلغت موقفها هذا الى المعنيين بمن فيهم باسيل. ولذا يسعى باسيل لزيارة فرنسا بهدف تبرئة نفسه وتياره من العرقلة والالتفاف على العقوبات المتوقعة اوروبيا واميركيا وعربيا اذا لم تشكل الحكومة. واستنادا الى هذه المعطيات تستبعد زيارة باسيل الا اذا كان لديه او لدى اي شخص ما يقوله او يقترحه لاستعجال التأليف.

 

ولعل ما عزز الشكوك في تضخيم الكلام عن زيارة باسيل وزيارات أخرى ان العلاقة بين الفريق الرئاسي والحريري ذهبت اكثر فاكثر نحو الاحتدام. فباسيل كان هاجم الحريري السبت محاولا توظيف موقف وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان حيال لبنان وربط المملكة دعمها له بالاصلاحات لا بشخص رئيس الحكومة.

 

“الدولة الفاشلة”

وسط هذه الأجواء حمل رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع  بشدة امس على “الدولة الفاشلة”. وتحدث جعجع هاتفيا عقب قداس أقيم في ذكرى شهداء زحلة  في اول موقف له منذ اعلن الجمعة الماضي عن إصابته بفيروس كورونا وقال أن “ما نعيشه اليوم ليس لبنان، بل وطناً آخر بديلاً، لكن كما أسقطنا مؤامرة الوطن البديل نحن على استعداد للمرة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والعشرين لإسقاط مؤامرة وطن بديل لنعيش في لبنان الذي نريده”.

 

وأوضح أنه “في الوقت الحاضر لدينا دولة فاشلة، ونحن نعيش مع هذه الدولة الفاشلة، لكن لن نسمح لهم بالتفكير بأننا مجتمع فاشل، بل هم دولة فاشلة.

وأعطيكم مثلين على فشلهم. المثل الأول في تشكيل الحكومة، فالمجتمع يعاني مما يعانيه منذ سنوات وأشهر وأيام وأيام،. مضت سبعة أشهر ولم يتمكنوا من تشكيل حكومة، وفي الوقت عينه يلهونا بأخبار الحكومة وفي أحسن الحالات، لنفترض تم تشكيل حكومة كما يفعلون الآن، برأيكم كيف ستكون هذه الحكومة؟ستكون على شكلهم ومثالهم، وبالتالي ستنتج كما أنتجت منذ سنة وسنتين وثلاث وسبع وثماني سنوات لغاية الآن. هم يجلسون وينتظرون ولا يفكرون بشيء في الوقت الذي هم في الحقيقة لا يقومون الا بتأمين مصالهم أكثر وأكثر”.

 

وأعطى جعجع المثل الثاني للدولة الفاشلة، سائلاً، “أين رئيس الجمهورية وأين رئيس حكومة تصريف الأعمال وأين حكومة تصريف الأعمال من التعدي الذي تبيّن منذ خمسة أيام على حدودنا البحرية الشمالية؟ وكأن شيئاً لم يكن، وكأن غابت نواطير مصر عن ثعالبها، وكأن لا وجود للدولة الا عند تقسيم المغانم”.

وليس بعيدا من الملف الحكومي استبق رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الاجتماع الافتراضي الذي سيعقد اليوم في شأن #التدقيق الجنائي وبادر الى اطلاق موقف غير مألوف لرئيس للجمهورية حيال مؤسستين رسميتين فكتب في تغريدة له عبر تويتر: “احذّر الجانب اللبناني، وتحديدًا #وزارة المال والمصرف المركزي، المجتمعين غداً مع شركة التدقيق الجنائي الفاريز ومرسال من اي محاولة لتعطيل التدقيق الجنائي، واحمّلهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني “.

وسيُعقد اللقاء الافتراضي اليوم بين وزارة المال و#مصرف لبنان و#شركة “ألفاريز أند مارسال” بهدف درس إمكان مباشرة الشركة بمهمات التدقيق الجنائي في مصرف لبنان

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

مباركة مصرية لصيغة الـ”888″… والحريري إلى الفاتيكان

الحكومة رهن تذليل “العقد النفسية”: باسيل “زحفاً زحفاً” نحو الإليزيه

 

عدا عن بلوغ انفصام السلطة، حدّ توجيه الرئيس ميشال عون تحذيراً إلى من وصفه بـ”الجانب اللبناني” في المفاوضات مع شركة التدقيق الجنائي وكأنه رئيس جمهورية “الجانب الخصم”… يبدو أنّ باريس اقتنعت بأن الرهان على عون لبتّ معضلة التأليف لن يقدّم ولن يؤخر طالما القرار الفصل في قصر بعبدا هو لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي باتت الرئاسة الفرنسية تحمّله المسؤولية المباشرة عن تعطيل ولادة الحكومة، لأسباب تتمحور في جوهرها حول حاجته المُلحّة إلى “إثبات الوجود” بعد تقهقر حظوظه الرئاسية وتدهور شعبيته الحزبية والمسيحية.

 

وعليه، انتقلت عملية الدفع باتجاه استيلاد الحكومة اللبنانية من تبديد العقد السياسية إلى تذليل “العقد النفسية”، حسبما وصفتها مصادر مواكبة للملف الحكومي، موضحةً أنّ زيارة باسيل المرتقبة إلى باريس ستكون “إذا حصلت” بمثابة “جائزة ترضية” له، يعوّل على استثمارها في سبيل “إعادة تعويم نفسه دولياً بعد العقوبات الأميركية عليه، من خلال تصوير لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه “لقاء ندّي حاسم في مسار التأليف رغم أنه ذاهب في حقيقة المشهد “زحفاً زحفاً” نحو الإليزيه بعدما لم يوفّر وسيلة استجداء ولا وساطة لإقناع الفرنسيين بأن يقبلوا استقباله!”.

 

وإذ سعى رئيس “التيار الوطني” خلال الساعات الأخيرة إلى تعميم أجواء تتنكّر لوساطة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وللجهود الحثيثة التي بذلها في سبيل تأمين زيارة باريس، جزمت مصادر معنية بترتيبات الزيارة بأنّ “ابراهيم هو الذي أبلغ باسيل بموعد الزيارة، وعقد معه ليل أمس اجتماعاً، بحضور مسؤول في “حزب الله”، لوضع اللمسات الأخيرة على أجندة المباحثات مع الفرنسيين”، مشددةً على أنّ شرط القبول بإجراء هذه المباحثات هو أن يحمل باسيل معه “موافقة مسبقة” على وقف التعطيل وقبوله بتأليف حكومة بلا ثلث معطل “وإلا فلا داعي للزيارة”.

 

وفي هذا السياق، كشفت المصادر أنّ “رسائل حازمة” تبلغها باسيل خلال الأيام الأخيرة، سواءً من اللواء ابراهيم أو من سفير لبنان في باريس رامي عدوان، مفادها بأنّ الجانب الفرنسي جدي في مسألة فرض عقوبات على معرقلي التأليف في حال لم تتشكل الحكومة خلال الأسبوع الجاري، وبموجب هذه الرسائل لم يعد أمام باسيل سوى أن يحسم خياراته، على قاعدة أنّ “استقباله في الإليزيه يترتب عليه الامتثال الفوري للرغبة الفرنسية في ولادة الحكومة الإنقاذية والتخلي عن كل الحسابات السياسية والشخصية التي يضعها لعرقلة التشكيل”.

 

وفي حين نقلت أوساط سياسية معلومات مساءً تفيد بأنّ “حزب الله” غير متحمّس لعقد لقاءات في باريس، سواءً كانت أحادية أو ثنائية أو متعددة الأطراف، لأنه سينتج عنها “التزامات لن يكون بمقدور باسيل أو غيره من الأفرقاء اللبنانيين التنصّل منها فور عودتهم إلى بيروت”، لم تستبعد هذه الأوساط أن يحصل تعديل في مواعيد الزيارة الفرنسية إذا ما استشعر رئيس “التيار الوطني الحر” أنه غير قادر على استثمارها لمصلحته في مواجهة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي لا يستحسن فكرة عقد لقاء ثنائي مع باسيل في باريس يتجاوز الأصول الدستورية كون التأليف إنما يتم بالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية حصراً، وعلمت “نداء الوطن” أنّ الحريري يتجه إلى زيارة الفاتيكان خلال الساعات الـ72 المقبلة.

 

تزامناً، تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت وما سينقله من رسائل خلال مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين، وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أنّ شكري “لا يحمل معه مبادرة مصرية معينة لكنه سيركّز على إيلاء القاهرة اهتماماً بالغاً بمسألة تشكيل الحكومة اللبنانية باعتبارها أولوية مطلقة في المرحلة الراهنة لإنقاذ لبنان، وهو سيؤكد مباركة صيغة الحل المتداولة لتشكيل الحكومة وفق تشكيلة الـ “888” على أن يصار إلى الإسراع في تأليفها من دون أن يكون فيها أي ثلث معطل”.

 

وفي هذا الإطار سينقل وزير الخارجية المصري أمام من سيلتقيهم “أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي يعتبر مصر معنية بأن تشكّل قوة دفع عربية أساسية لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته ومنع انهياره”، وكشفت المصادر أنه يعتزم لقاء الرؤساء عون والحريري ونبيه بري، بالإضافة إلى زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي والاستماع منه إلى وجهة نظره حيال “مسببات الأزمة ومعوقات الحل”، لكنّ جدول زيارته لم يكن يلحظ حتى مساء أمس أي لقاء مع رئيس “التيار الوطني الحر”، مع الإشارة إلى أنه لم يلتق به أيضاً خلال زيارته الأخيرة لبيروت.

 

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

عون يتذرع بسفر الحريري للتفلت من تعطيل الحكومة

إبراهيم ينقل إلى باسيل حرفية الموقف الفرنسي

بيروت: محمد شقير

قال مصدر نيابي لبناني بارز يواكب الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، قبل أن تدخل في مرحلة من الجمود القاتل، إن المشكلة لا تكمن في سفر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما في تصلب رئيس الجمهورية ميشال عون، ومن خلفه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وإصراره على شروطه التي تتيح له -من وجهة نظره- الإمساك بزمام المبادرة في الحكومة العتيدة. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه من غير الجائز تحميل الحريري مسؤولية التأخير الذي يعيق ولادة الحكومة، فيما تقع المسؤولية على عاتق الفريق السياسي المحسوب على عون، ويتناغم مع وريثه السياسي باسيل. ولفت المصدر النيابي إلى أن التذرع بوجود الحريري خارج البلاد ليس في محله، وأن عودته إلى بيروت في الساعات المقبلة لن تؤخر أو تقدم ما لم يقلع عون عن شروطه، ويعيد النظر في حساباته، بعيداً عن المكابرة والإنكار. وأشار إلى أن تحميل المسؤولية للرئيس المكلف ما هو إلا محاولة للهروب إلى الأمام لصرف الأنظار عن اتهامه بتعطيل الجهود الرامية لإخراج عملية التأليف من التخبط، وصولاً إلى وضعها على سكة التطبيق، للعبور بلبنان إلى بر الأمان.

وعد أن الاتصالات التي جرت خلال عطلة عيد الفصح، في غياب الحريري عن لبنان، لم تبدل من واقع الحال السياسي المأزوم، ويراد منها تقطيع الوقت، في محاولة لملء الفراغ، بدلاً من أن يبادر عون إلى التواصل مع الحريري لمعاودة استئناف مشاورات التأليف، وإنما على خلفية تهديد باريس بفرض عقوبات بالإنابة عن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وأطراف عربية تستهدف من يعيق تشكيل الحكومة.

وأكد أن الحريري استعاض عن غيابه بالتواصل مع أبرز المكونات السياسية المعنية بتأليف الحكومة، وعلى رأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال إنه لا مانع لديه في أن يقطع في أي لحظة زيارته للإمارات، في حال أن عون أبدى استعداده لملاقاته في منتصف الطريق، والتعاون معه لإسقاط الشروط التي تؤخر ولادة الحكومة.

وسأل ما إذا كان عون قد اتخذ قراره بالتعاون مع الحريري لتهيئة الظروف التي تدفع باتجاه تزخيم المشاورات للإفراج عن التشكيلة الوزارية بإنهاء فترة احتجازها القسري، أم أنه لا يزال يراهن على أن يبادر إلى الاعتذار عن تأليفها، على الرغم من أنه يدرك سلفاً أن رهانه هو من سابع المستحيلات.

ورأى المصدر النيابي أن عون، وإن كان يبلغ بعض الوسطاء بأنه لم يطلب الثلث الضامن في الحكومة لنفسه، فإنه في المقابل يصر عليه، وإلا ما الجدوى من المطالبة به كما ورد في الجداول التي أرسلها للحريري لإعادة النظر في توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف والقوى السياسية. وقال إنه يسعى جاهداً لتمرير رسائل إعلامية، وتحديداً لفرنسا، بخلاف تمسكه بالثلث الضامن، لاعتقاده أنه يحقق مبتغاه في الالتفاف على الضغوط الفرنسية واستيعابها لتوفير الحماية السياسية لباسيل.

وكشف المصدر أن أحداً من المعنيين لم يتبلغ رسمياً من عون بأنه ليس في وارد الإصرار على الثلث الضامن، وقال إن بري على استعداد للتحرك في حال أيقن أن عون تخلى بملء إرادته عن هذا الثلث، وإلا لن يقحم نفسه في مغامرة محسوبة النتائج سلفاً.

وعد المصدر أن الحريري يبدي مرونة، ولن يمانع بتوسيع الحكومة، ومن حقه أن يشترط تخلي عون بالملموس عن الثلث الضامن، ليكون ذلك مدخلاً للبحث في إعادة توزيع الحقائب، بالتلازم مع إيجاد تسوية لفض النزاع القائم حول حقيبة وزارة الداخلية، وقال إن التسوية يجب أن تبقى تحت سقف الالتزام بالمبادرة الفرنسية نصاً وروحاً، وألا تفتح الباب أمام تطعيم التشكيلة الوزارية بوجوه سياسية، وإلا فإن الأزمة ستبقى قائمة، وإن الحكومة ستولد معطلة، ولن تكون في حاجة لمن يعطلها من الخارج، وستلقى رفضاً من الداخل والمجتمع الدولي.

وفي هذا السياق، كشف مصدر سياسي واسع الاطلاع أن المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، عاد من باريس بانطباع مصدره الفريق المعاون للرئيس إيمانويل ماكرون المكلف بإجراء الاتصالات لتذليل العقبات التي تؤخر ولادة الحكومة، وفيه أن باسيل هو من يعيق تشكيل الحكومة. وقال المصدر إن إبراهيم التقى باسيل، ونقل إليه حرفية ما سمعه من الفريق المعاون، ناصحاً إياه بالتعاون، خصوصاً أن باريس ستفرض عقوبات على من يعرقل تشكيل الحكومة. وأكد أن «حزب الله» دخل على خط التواصل مع باسيل، ناصحاً إياه بالانفتاح على المشاورات الجارية لإزالة العقبات التي تعترضها، من دون أن يمارس عليه الضغط المطلوب، على الرغم من أنه كان قد أبلغ بري معارضته لإعطاء الثلث الضامن لأي فريق.

وما يعزز الحصار المفروض على باسيل الذي تجاوز قدرة عون على تحريره منه، رفض الحريري الاستجابة لطلب فرنسي بلقائه، إفساحاً في المجال أمامه لمعاودة النظر في موقفه، فيما بدأ يتردد أن باريس على استعداد لاستقبال باسيل، لعلها تنجح في تنعيم موقفه، وصولاً إلى ترويضه، شرط أن يمنح الحكومة ثقته، بخلاف ما كان يعلنه. وتبين بأن باسيل -بحسب المصادر- تلقى مع آخرين ممن حضروا اللقاء مع ماكرون في قصر الصنوبر، دعوة لزيارة باريس من دون تخصيصه وحده بها. ووفق المصادر، فإن دعوته منفرداً قد تدفعه للتصلب في موقفه وعناده، والتصرف على أنه وحده من يملك مفتاح الحل بالإنابة عن الآخرين، وهذا ما يُحرج باريس، لأن باسيل سيحاول توظيف اللقاء على أنه هو الآمر الناهي، وإلا لما وافقت على استقباله، لذلك فإن الدعوة، في حال حصولها، يجب أن يسبقها تشكيل الحكومة، لقطع الطريق على تعويم نفسه مجاناً بلا ثمن سياسي، وبالتالي يبقى استقباله من باب الترضية ليس أكثر. وكانت مصادر بالتيار ذكرت أن باسيل تلقى دورة لزيارة باريس للقاء الحريري برعاية ماكرون لكن الحريري لم يستجب للقاء، وبالتالي فإن مجرد التسريب هدفه تمرير رسالة إلى أميركا بأن العقوبات المفروضة على باسيل لا تسري عليه في فرنسا ويمكنه زيارتها متى شاء.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الداخل مقفل سياسياً وحكومياً.. وباريـس لا تستبعد كل الاحتمالات

المناخ الايجابي الذي أشيع ما قبل عيد الفصح، اصطدم بلا جديّته، وبقيت الحكومة ضائعة في دهليز العناد السياسي والمعايير المتصادمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. وبالتالي رحّلت الأزمة الحكوميّة المستعصية إلى ما بعد العيد، لعل عاملاً ما يطرأ، ويفرض التقاء الرئيسين على مساحة مشتركة تبنى عليها إيجابيات جديّة تسرّع في ولادة الحكومة.

حتى الآن، ليس في الإمكان المجازفة في الحديث عن تحوّل في مواقف الرئيسين، ذلك أنّ كلاً منهما ثابت على «قاعدته» التي يريد بناء الحكومة عليها، وكلاهما يضع كرة تسهيل التأليف في ملعب الآخر ويلقي عليه مسؤولية التعطيل. وبالتالي، كلّ ما جرى الحديث عنه قبل الفصح، من افكار توفيقيّة لتضييق هوّة الخلاف العميقة بينهما، وجهود متعدّدة المستويات والجهات لاستيلاد الحكومة، اصطدمت بالشروط المعطّلة ذاتها، وفي مقدمها الإصرار على الثلث المعطل في هذه الحكومة.

 

حراك متجدد

عطلة عيد الفصح، برّدت الحراك الذي كان قائما، وجمّدت مؤقتاً تسويق افكار التوفيق، ولكن من دون ان تقطع خطوط التواصل بين المستويات المعنية حول الملف الحكومي، حيث بقي هذا الملف حاضرا في المعايدات التي جرت على اكثر من خط، ولكن، ضمن إطار التمنّيات في بلورة تفاهم سريع على حكومة. إلّا ان الاجواء المحيطة بهذا الملف، تعكس توجها جديا لتزخيم الاتصالات حوله، وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية»، فإنّ المعنيّين بتلك الأفكار التوفيقيّة بين عون والحريري، قد أعدوا العدّة لإطلاق حراك متجدّد وسريع يواكب عودة الرئيس المكلف إلى بيروت، لكسر حلقة الشروط المعطلة، وصولا الى تشكيل حكومة متوازنة تلبّي متطلبات المبادرة الفرنسيّة جملة وتفصيلاً.

 

على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق هو أنّ المعنيّين بالأفكار الرامية الى استيلاد «حكومة متوازنة لا ثلث معطلا فيها لأيّ طرف»، يُحاذرون الحديث مسبقاً عن ايجابيات، بل يؤكّدون انه كما ان النجاح في ان تلقى هذه الافكار تجاوبا مع تلك الافكار هو احتمال ممكن، فكذلك الفشل وارد ايضا، ذلك ان الامور لم تتقدم اي خطوة الى الامام برغم المناخ الايجابي الذي جرى الحديث عنه في فترة ما قبل عيد الفصح.

 

ويؤكّد هؤلاء ان جوهر الحراك هو إحداث خرق نوعي يرتكز على ليونة جدية في ما خص حجم الحكومة سواء اكانت من 18 او 20 او 22 او 24 وزيرا، وكذلك في ما خص حجم تمثيل كل طرف، اضافة الى نوعية الوزارات التي ستسند لهذا الطرف او ذاك، وصولا الى بلوغ حكومة بلا ثلث معطل لأي طرف. وتبعا لاجواء الرئيسين عون والحريري، فإنّ القائمين بهذا الحراك أمام مهمّة صعبة لا بل شاقة، بالنظر الى التعقيدات والصعوبات الكثيرة التي تواجهها.

 

وتؤكد المعلومات الموثوقة أنّ المعنيين بالحراك قد وضعوا في حسبانهم الفشل المسبق، إن بقي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ثابتين على مواقفهما المتصادمة والتصلب الذي يبديه كلاهما تجاه الآخر، ما يعني ان حظوظ النجاح، كما يؤكد هؤلاء المعنيون أقل من حظوظ الفشل، الا اذا كانت عطلة عيد الفصح قد شكلت فرصة للمختلفين لإجراء مقاربة موضوعية لواقع البلد، ووضع الناس، ولقراءة متأنّية وموضوعية لمجموعة العوامل الداخلية والخارجية المعجلة في تشكيل الحكومة، بدءاً بالصرخة التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي (الذي سيلتقي السفيرة الاميركية دوروثي شيا اليوم، وعددا من الشخصيات السياسية والوزارية) ودعوته الى الافراج عن الشعب والحكومة، وكذلك في الموقف الفرنسي الذي ارتفع الى وتيرة عالية في حدته وصولاً الى الموقف السعودي البالغ الدلالة والاول من نوعه وصراحته حيال الملف الحكومي في لبنان.

 

الثلث

إلى ذلك، أكد عاملون اساسيون على خط تسهيل تأليف الحكومة لـ»الجمهورية» ان المناخ الذي أُشيع في الايام الاخيرة، وحُمّل ما سمّيت ايجابيات، لم يكن اكثر من مناخ وهمي، ذلك أنّ الامور ما زالت تحت الصفر، وأفق التأليف ما زال مقفلاً بالكامل ولم تبرز فيه اي علامة تؤشر الى اي انفراج، وكل الافكار التي طرحت في الايام الاخيرة قد وجدت في المقابل صدّاً مانعاً لها، ما أبقى العقدة القابضة على الحكومة في مكانها، هي عقدة واحدة، وموجودة في مكان واحد، وتتمثل بالاصرار على الثلث المعطل لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي. وثمة طرح جديد – قديم حمله الوسطاء الى المعنيين بالثلث المعطل، ويقول ما حرفيّته: «اخرجوا الثلث المعطل من الطريق، فتولد الحكومة فوراً».

 

واذا كان الرئيس نبيه بري قد وسّع مروحة مشاوراته في الآونة الاخيرة سعياً لبلورة مخارج تنزع من امام الحكومة ألغام تعطيل تأليفها، الا انه برغم انسداد الافق حتى الآن، ما زال يؤكد ان لا مفر للجميع في نهاية الامر من التفاهم على حكومة متوازنة (بصرف النظر عن حجمها) بمهمة اصلاحية وانقاذية وفق المبادرة الفرنسية، ولا ثلث معطلا فيها لأي طرف. وبالتالي، لا يرى ما يوجب التأخير اكثر من الوقت الذي جرى اهداره على حساب البلد واهله، وأدخلهم في وضع كارثي على كلّ المستويات بات يهدد بمصير اسود للبلد وغرق الجميع من دون استثناء.

 

النتيجة صفر

هذه الأجواء التشاؤمية عكستها لـ»الجمهورية» ايضا شخصية ناشطة على الخط الحكومي، وقالت: النتيجة حتى الآن صفر، كل طرف يلعب اوراقه السلبية في وجه الآخر، ويرمي المسؤولية عليه، وهذا يؤشر الى ان المسألة مفتوحة. ثمة نفور لا سابق له بين الرئيسين عون والحريري، وكل يوم يمرّ وسط هذا الجو، تصبح إمكانية التوفيق بينهما اصعب، وتقترب من حد الاستحالة، وهذا معناه دخول البلد في مراوحة شديدة السلبية في ملف التأليف طويلة الامد، علماً انّ الواقع اللبناني يقترب من ان يطل على استحقاقات حساسة، سواء الاستحقاق النيابي او الاستحقاق الرئاسي، وكلما تقدمنا نحو تلك الاستحقاقات تصبح الشروط اكثر تعقيدا وتربط حتماً بتلك الاستحقاقات وما يحيط بها من طموحات لهذا الفريق او ذاك».

 

زيارة باريس!

وسط هذه الاجواء، وفيما ينتظر ان يصل الى بيروت بعد غد الخميس الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، شاعَ في الساعات الاخيرة انّ الملف الحكومي سيشهد محطة له في باريس خلال الاسبوع الجاري مع زيارة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى العاصمة الفرنسية، وأدّى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم دوراً اساسياً في التحضير لها.

 

وبحسب ما أشيع، فإنّ باسيل سيغادر الى باريس (اليوم)، وسيلتقي خلالها مسؤولين فرنسيين، وقد يستقبله غدا الاربعاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وثمة من ذهبَ أبعد من ذلك بافتراض حصول لقاء بين الرئيس المكلف وباسيل برعاية ماكرون.

 

وفيما لم يصدر تأكيد للزيارة او نفي لها من قبل الجانب الفرنسي، وتجنّبت السفارة الفرنسية مقاربة هذه الزيارة بالنفي أو بالتأكيد تاركة هذا الامر للسلطات الرسمية «إن كان الأمر مؤكداً». برز ما نقل مساء امس، عن مصادر مقرّبة من باسيل عن أنّ «رئيس التيار الوطني الحر» ليس بحاجة إلى أي وساطة أو وسيط لزيارة باريس ولقاء المسؤولين الفرنسيين، فهو أولاً على تواصل دائم مع موفد الرئيس ماكرون الى لبنان باتريك دوريل، وثانياً فإنه لم يطلب اي موعد لزيارة فرنسا لكن ان وجهت اليه الدعوة فإنه يلبّيها بما ينسجم مع مصلحة لبنان».

 

الاحتمالان واردان

وفي السياق نفسه، أبلغت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية الى «الجمهورية» قولها إنّ زيارة النائب باسيل الى باريس في دائرة الاحتمالات الممكنة، حيث قد تحصل هذه الزيارة في اي وقت، سواء اخذت طابعا رسميا او اخذت طابعا شخصيا خاصا، ولكن في ما خص ما يحكى عن زيارة وشيكة للنائب باسيل الى باريس ولقاء محدد له مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فلا تأكيد رسميا من قبل الايليزيه لأي موعد من هذا القبيل حتى الآن (مساء امس). كما لا تأكيد رسميا ايضا من قبل المستويات الرسمية الفرنسية الاخرى حول لقاء بين باسيل والرئيس المكلّف برعاية الرئيس ماكرون.

 

إلا أنّ المصادر نفسها تلفت الانتباه الى ان باريس لا تعمل في الخفاء حيال الملف اللبناني، ولن يطول الوقت حتى تتوضح الصورة في الجانب المتعلق بالزيارة، فلننتظر ساعات قليلة، وبالتالي قبل ذلك لا نستطيع ان نستبق الامور لا بنفي حصول الزيارة أو بتأكيدها، حيث لا توجد معطيات أكيدة حول الأمرين.

 

وردا على سؤال، قالت المصادر الديبلوماسية من العاصمة الفرنسية: ان باريس على بيّنة تامة من حقيقة الوضع اللبناني وكل ما يتصل بملف تأليف الحكومة، خصوصا ان الملف اللبناني لم يغب عن اجندة الاولويات الفرنسية، والرئيس ايمانويل ماكرون يقارب هذا الملف كطبق رئيسي على مائدته السياسية، وفي محادثاته التي يجريها لحشد الدعم للبنان مع قادة الدول، وآخرهم قبل فترة قصيرة اتصاله المطوّل مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

 

ولفتت المصادر الى ان باريس ابلغت موقفها من تعطيل الحكومة الى القادة في لبنان، سواء عبر الرئيس ماكرون واتصاله قبل اسابيع بالرئيس عون، وكذلك في اتصال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بهؤلاء القادة، فباريس تعرف المعطلين باسمائهم، وهي تدرك الدور الاساس الذي يلعبه جبران باسيل في هذا المجال، وهذا الكلام باتت المستويات الفرنسية تصرّح به بصورة علنية، كما بات مؤكدا ان المسؤولين لا يماشون طرح الثلث المعطل في الحكومة، خصوصا وانه يناقض بصورة جذرية المبادرة الفرنسية ومندرجاتها الرامية الى حكومة مهمة اصلاحية متوازنة.

 

وكشفت المصادر الديبلوماسية ان إنجاح المبادرة الفرنسية هي الاولوية المتقدمة حاليا لدى الرئيس ماكرون، وثمة اشارات تتوالى مصدرها الايليزيه تجدد التأكيد على كل المستويات السياسية في لبنان على وجوب احداث خرق ايجابي على المستوى الحكومي في لبنان، والشرط الاساس لذلك هو ان يبادر هؤلاء الى ان يوفوا بالتزاماتهم، ويزيلوا الموانع المعطلة للحكومة. وهذا الخرق إن حصل، فلدى الرئيس ماكرون اجندة تحرّك وبزخم في اتجاه حشد الدعم الدولي اللازم للبنان ومساعدته على تجاوز محنته.

 

وعن استمرار تعطيل تشكيل الحكومة وما اذا كانت باريس بصدد اتخاذ خطوات واجراءات ضاغطة على المعطلين، قالت المصادر الديبلوماسية من العاصمة الفرنسية: لقد نفد الوقت، وكل الاحتمالات واردة.

 

اوساط الحريري

الى ذلك، سألت «الجمهورية» مقرّبين من الرئيس المكلّف عما يتردّد عن لقاء محتمل للرئيس المكلف مع النائب باسيل، فأجابوا: لسنا في هذا الجو، ولا علم لنا بكل ما يقال على الاطلاق.

 

في سياق متصل، ينتظر ان يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت قريباً مُنهياً إجازة عائلية امضاها مع عائلته في ابو ظبي. ورفضت اوساط بيت الوسط تأكيد او نفي الرواية التي تحدثت عن زيارة له الى الفاتيكان في وقت قريب.

 

الموقف السعودي

وفي موقف لافت للانتباه في توقيته ومضمونه وموقع اطلاقه، اعلن وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان على شبكة «سي ان ان» الاميركية انّ السعوديّة «تأمل في أن يتمكن السياسيون اللبنانيون من الاجتماع بغية تبنّي أجندة إصلاحية حقيقية، وإذا فعلوا ذلك فإننا سوف نقف هناك لدعمهم».

 

وردا على سؤال عما اذا كانت السعودية مستعدة لدعم الرئيس المكلف سعد الحريري، شدّد بن فرحان على أنّ «المملكة مستعدة لدعم أي شخص في لبنان يتمكن من تبني أجندة إصلاحية». وقال: «لا نقف خلف أفراد في لبنان، وسنكون مستعدين للوقوف خلف لبنان اذا ما اتخذت الطبقة السياسية هناك خطوات حقيقية لمعالجة المشاكل التي يواجهها البلد».

 

واذ اكد «انّ مستقبل لبنان بيد اللبنانيين»، قال: «إن الرياض تأمل في أن يلقي اللبنانيون والقيادة اللبنانية والهيئة السياسية اللبنانية نظرة جادة حقيقية الى الوضع الذي يمر به بلدهم، وأن يتوحدوا في سبيل تبني إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية من شأنها أن تتصدى للتحديات التي يواجهها لبنان، وأن تقدم حلولا مستدامة للمستقبل». وأبدى خشيته من أن يتجه لبنان نحو ظروف أكثر خطورة من أي وقت مضى، ما لم تكن قيادته السياسية مستعدة للمضي قدماً في هذا السبيل».

 

ولفت بن فرحان الى أنّ الوضع القائم في لبنان لم يعد قابلاً للتطبيق، ولا تشعر المملكة بأنه من المناسب الاستمرار في دعم الوضع الحالي الذي قدّم لاعباً غير حكومي، أي «حزب الله»، يتمتع بحكم الأمر الواقع وحق الفيتو على كل ما يجري في البلد ويسيطر على بنيته التحتية الرئيسة، فيما لا تفعل الطبقة السياسية سوى القليل للتعامل مع التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني، سواء كان فساداً أو سوء الإدارة أو مشاكل أخرى».

 

وفيما سارعَ باسيل الى الترحيب بالموقف السعودي ووصفه بالمتقدم، مُلقياً الكرة في ملعب الرئيس المكلف وحكومته في الالتزام بالتدقيق الجنائي، والكابيتال كونترول، ووقف سياسة الدعم الهادرة للأموال، وتصفير العجز في الكهرباء وفي الموازنة، ووقف الهدر، وبسياسة نقدية جديدة تخفّض الفوائد، وبكامل الاصلاحات البنيوية». قال رئيس حكومة سابق لـ»الجمهورية» ان موقف وزير الخارجية السعودية، هو الموقف الطبيعي للمملكة التي تتبنى من خلاله ما يطالب به كل اللبنانيين، وهو موقف ليس معزولاً عن موقفها التاريخي الذي لطالما اكدت من خلاله حرصها على لبنان والوقوف الى جانبه.

 

ودعا رئيس الحكومة المذكور الى «قراءة متأنية لهذا الموقف، خصوصا فريق التعطيل، حيث انّ هذا الموقف ينزع من أيديهم الذريعة التي اختلقوها وغطّوا فيها تعطيلهم تأليف الحكومة، بالترويج ان المملكة تضع «فيتو» على الرئيس الحريري وتمنعه من تأليف الحكومة، مع العلم انّ في هذا الترويج افتراء على المملكة واساءة لها كما الى الرئيس المكلف. في خلاصة الامر، هذا الموقف نزع من ايديهم هذه الذريعة، واعاد الكرة الى ملعبهم، فيما كل المجتمع الدولي على يقين ان العقدة هي لديهم وعنوانها الثلث المعطل والمتحكم بالحكومة».

 

الراعي

وفي مناسبة الفصح، أطلق البطريرك الراعي رسالة في كل الاتجاهات دعا فيها الى الافراج عن الشعب، وقال: كم يؤلمنا ان نرى الجماعة الحاكمة عندنا ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كياناً وشعباً وارضاً وكرامةً ويؤلمنا اكثر انها لا تدرك خياراتها بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب، مُردفاً «ما أبعد الجماعة السياسية ولا سيما تلك الحاكمة عندنا عن ثقافة الرحمة».

 

وإذ حذّر من «اننا امام مخطط يهدف الى تغيير لبنان بكيانه ونظامه وصيغته وتقاليده، توجّه الى «جميع المتسببين في أزمة عدم تشكيل الحكومة وتداعياتها الإقتصاديّة والنقديّة والماليّة والمعيشيّة، وقال: كفّوا عن السلوك الـمُهين والمهيْمِن والأنانيِّ والسُلطويّ. ودعا الى تأليف حكومة تعيد انعاش المؤسسات وتطلق ورشة الاصلاح، وحدد مواصفاتها كما يلي:

– حكومةُ اختصاصيّين مستقلّين غير حزبيّين يتمتعون بالمهارة والخبرة والحس الوطني، فيوحون بالثقة والقدرة على النجاح.

– حكومةٌ لا يَملك فيها أيُّ طرفٍ سياسيٍّ أو حزبيٍّ أو نيابيٍّ الثلثَ المعطِّل الذي هو أساساً غير موجود في الدستور أو في الميثاق.

– حكومةٌ تَتَّبِعُ في عمليّةِ تأليفِها نصَّ الموادِّ الدستوريّة وروحَها ومفهومَ الميثاقِ الوطنيّ من دون فذلكاتٍ لا مكانَ لها في الظرفِ الراهن.

– حكومةٌ تلبّي حاجاتِ المواطنين ويرتاحُ إليها المجتمعَان العربيُّ والدوليّ.

 

عون

وكان لافتاً في هذا السياق رَد رئيس الجمهورية على البطريرك بقوله «اول خطوة حقيقية في محاربة الفساد تكون بتسمية الفاسدين والإشارة اليهم بوضوح. أما تعميم التهمة فيصبّ في مصلحتهم لأنه تجهيل للفاسد الحقيقي، وتضليل صريح للرأي العام».

 

والبارز رئاسيا، في سياق آخر، كان التحذير الذي وجهه عون الى وزارة المالية ومصرف لبنان في تغريدة اطلقها مساء امس، قال فيها: أحذّر الجانب اللبناني، وتحديدا وزارة المال والمصرف المركزي المجتمعين غدا ( اليوم) مع شركة التدقيق الجنائي الفاريز ومرسال من اي محاولة لتعطيل التدقيق الجنائي، وأحمّلهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني».

 

وفي تفسيرها لمضمون تحذير رئيس الجمهورية، عبّرت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا عن «ان الرئيس عون متوجّس من اي تفاهم يمكن ان يؤدي الى عرقلة التدقيق الجنائي المطلوب»، وهو بذلك يعبّر عن تشكيكه بالجانبين.

 

 

*****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

باسيل إن زار الإليزيه.. الحكومة ليست الأولوية!

عون يهوّل عشية التدقيق الجنائي.. ولا دعم سعودياً لوضع يهيمن فيه حزب الله

 

عشية الاجتماع الافتراضي بين شركة التدقيق الجنائي «الفاريز اند مارسال» وكل من وزارة المال ومصرف لبنان المركزي، حذر الرئيس ميشال عون الوزارة والمصرف من التعطيل للتحقيق في حسابات المصرف المركزي، تحت «طائلة تحميلها المسؤولية باسم الشعب اللبناني»، بالتزامن كانت الأنظار تتجه إلى اجتماعات تعقد في الاليزيه بين الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي أطلق مبادرته، التي لا تزال «تجرجر» منذ 3 أيلول 2020، وها هي تدخل شهرها السابع، من دون بروز معالم ولادة «حكومة مهمة» معروفة البرنامج، والفريق اللبناني المعطل وفقاً للتقييم الفرنسي، والذي يتمثل برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي التقاه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ووضعه في أجواء اللقاء وترتيباته والامكانيات المتاحة لانضمام شخصيات لبنانية إليه، على سبيل الشهود، على ما يتم الاتفاق عليه، بعد التوصّل إلى تفاهم غير معلن، أو موثق بأن لا مشكلة في حكومة من 24 وزيراً بدل 18 وزيراً.

 

وتتجه باريس، وفقاً لمعلومات تبلغها مسؤولون كبار إلى عقد ما يشبه «سان كلو» على نطاق محدود، ومداورة، على طريقة المشاورات التي كانت تجري في دمشق، عندما تتعقد عمليات تأليف الحكومات، في الفترة التي سبقت العام 2004..

 

لذا يمكن ان يوجه ماكرون الدعوة إلى ممثّل أكثر من جهة، بما في ذلك ممثّل للرئيس نبيه برّي، الشريك المباشر في تجديد البحث عن انعاش للمبادرة الفرنسية.

 

في هذا الوقت بالذات، من غير المستبعد ان يلبي الرئيس المكلف سعد الحريري دعوة البابا فرنسيس الأوّل لزيارة الفاتيكان، واجراء محادثات حول سبل تجاوز أزمة تأليف الحكومة.

 

وايا تكن الحسابات الفرنسية والإقليمية والمحلية المتصلة بالالتقاء حول تأليف حكومة، فإن المعطيات التي تعني النائب باسيل، تتصل بحسابات لديه سواء في ما خص تطويق الرئيس المكلف، بالدخول مباشرة إلى العواصم التي زارها الرئيس الحريري، والالتقاء مع الشخصيات نفسها، في معرض احراج الرئيس المكلف ومساجلته في «عقر داره الخارجي» إذا صح القول، اما مسألة الحكومة، فتأتي في المحل الثاني أو الثالث في حسابات الرجل، الطامح، إلى الزعامة المسيحية، والخروج من سجن «العقوبات الأميركية»، الذي ما يزال رهينته، على الرغم من تغير الإدارة الأميركية.

 

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأجواء الحكومية لا تزال ملبدة ببعض الغيوم والانقشاع المطلوب للسير بوضوح في هذا الملف قد يتضح في الأيام المقبلة في ضوء تحركات داخلية وخارجية لافتة إلى أنه ربما تفسر هذه التحركات خطوة جديدة في هذا الملف في ضوء سلسلة تطورات سجلت أبرزها المحادثات الفرنسية السعودية حيث حضر الملف اللبناني فيها.

 

وأوضحت المصادر أن الأفكار المتداولة في شأن طرح الـ٢٤ وزيرا قد يناقش عندما يتم الاتفاق على بعض التفاصيل لاسيما إذا كان مطلوبا أن تكون هناك سلة متكاملة عن برنامج الحكومة ومهمتها وتسمية الوزراء وتوزيع الوزراء وغير ذلك مشيرة إلى أنه لا بد من ترقب الحراك الحكومي ومدى فاعليته وما إذا كان يحمل من بركة.

 

إلى ذلك رأت المصادر نفسها أن عنوان لقاء رئيس الجمهورية مع البطريرك الماروني حمل عنوان ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة كمدخل أساسي للحل.

 

وفي حال صدقت المعلومات عن زيارة الحريري وباريس بالتزامن نفسه بدعوة من السلطات الفرنسية، فهناك إحتمال لحصول لقاء بينهما برعاية فرنسية، اولاً لكسر الجدارالسميك بينهما، ولمناقشة الافكار الجديدة المطروحة وبرنامج الاصلاحات المنوي تنفيذه.علماً ان معلومات اخرى افادت ان فرنسا قد توجه دعوات لشخصيات اخرى من بينها الرئيس نبيه بري او من ينتدبه.

 

لكن مقربين من النائب باسيل اكدوا تعليقاً على المعلومات المتداولة عن توجّهه إلى فرنسا للقاء المسؤولين الفرنسيين بعد وساطة من اللواء عباس ابراهيم، «أن التواصل مع الفرنسيين قائم ودائم ومباشر ولا حاجة لوسطاء، مشيرين إلى أن الزيارة الى باريس واردة ولكن ما يحكى في الاعلام حتى الآن ليس إلا تكهنات اعلامية».

 

واضاف المقرّبون: إن باسيل لم يطلب أي موعد من الفرنسيين، ولكن التطورات اذا كانت ايجابية قد تفتح الباب على احتمال انفراجات.

 

توزيعة الـ 24

 

إلى ذلك، ذكرت مصادر المعلومات حول صيغة الـ24 وزيراً الجديدة التي يجري التداول بها والحصص المسيحية فيها: ان التوزيعة المقترحة لا مشكل فيها بالتمثيل السني والشيعي والدرزي انما بالتمثيل المسيحي. ولا شيء محسوماً بعد، هل يكون للرئيس عون ستة وزراء مسيحيين ووزير ارمني ام سبعة ووزير ارمني؟ لأن البعض يطرح ستة وزراء لرئيس الجمهورية عدا الوزير الارمني، مقابل وزيرين لتيار المردة ووزير للحريري ووزير للحزب القومي ويبقى وزير واحد مسيحي بمثابة الوزير الملك. وثمة من يقول ان البطريرك الراعي يسميه واخرون يقولون انه مشترك بين عون والراعي، وهناك من يقول انه بين الراعي والحريري، او وزير تقترحه فرنسا هو وزير الطاقة المقترح جو صدّي. لكن الرئيس عون يرفض منحه ستة وزراء ويطلب سبعة عدا الوزير الارمني.وانه في حال حصل الحريري على وزير مسيحي فعون يطالب بوزير سني. علما ان حقيبة الداخلية باتت محسومة للرئيس عون، ويقترح لها اسما مشتركاً بينه وبين البطريرك الراعي يوافق عليه الحريري.

 

وفي هذا الصدد، قالت مصادرمطلعة على موقف الحريري، انه قدّم تنازلات كثيرة منها الموافقة على ان تكون حقيبة الداخلية لغير وزير سنّي، برغم الضغوط عليه لعدم التنازل عن هذه الحقيبة، لكنه يشترط مقابل التنازل عنها ان يكون الوزير المسيحي الذي سيتسلمها متفق عليه بينه وبين البطريرك بشارة الراعي ولا يزعج الرئيس ميشال عون، وليس من حصة عون وحده، لأن حقيبة العدل ايضاً ستكون من حصة رئيس الجمهورية.

 

واوضحت المصادر ان الرئيس الحريري تنازل عن الحقائب السيادية كما قد يتنازل الرئيس عون عن حقيبة الدفاع مقابل حقائب اخرى اساسية، لكن يُفترض ان يتم التوافق بين الرئيسين على الوزراء الذين سيتسلمون هذه الحقائب السيادية لا أن يتفرّد بهم رئيس الجمهورية، والأهم ان يكونوا حياديين.لا ملتزمين او مقربين من التيار الوطني الحر كما يسعى النائب جبران باسيل، وان لا يكون هناك ثلث ضامن لأي طرف.

 

شكري وزكي في بيروت

 

في غضون ذلك، افيد ان وزير الخارجيّة المصري سامح شكري سيصل الى لبنان غداً الأربعاء حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الرئيس ميشال عون. واشارت المعلومات الى أنّ شكري سيقوم بمسعى يهدف الى تذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة، وهو سيلتقي لهذه الغاية مع عددٍ من الشخصيّات اللبنانيّة من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري، وهو سيتوجه قبل ذلك إلى باريس.

 

ويوم الخميس يصل الى بيروت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وقد بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، مع السفير عبد الرحمن الصلح، امس في تحضيرات الزيارة.

 

لقاء عون والراعي

 

وسجل يوم السبت لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون بالبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي للمعايدة بالفصح ولتعذر حضور عون قداس العيد يوم الاحد بسبب ازمة كورونا، ووُصِفَ بأنه «من اللقاءات الجيدة جداً والمريحة بينهما»، وانه تركز في شقّ كبيرمنه على الوضع الحكومي وبخاصة التمثيل المسيحي في الصيغة الجديدة التي يجري التداول بها من 24 وزيراً.

 

وحسب مصادر المعلومات فقد طلب البطريرك الراعي خلال اللقاء الاستعجال في تشكيل الحكومة لمعالجة المسائل الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فرد الرئيس عون بأنه جاهز للبحث مع الرئيس سعد الحريري فور عودته من السفر.

 

واوضحت المصادر رداًعلى سؤال، ان كلام الرئيس عون بعد اللقاء عن ان «العقد تتوالد وكلما حلينا واحدة تظهر اخرى» هو كلام بالمطلق، ويتناول المراحل السابقة من مفاوضات تشكيل الحكومة ولا يقصد به امراً محدّداً.

 

وفي تغريدة له امس، حذّر عون «الجانب اللبناني، وتحديدًا وزارة المال والمصرف المركزي، المجتمعين غداً (اليوم) مع شركة التدقيق الجنائي الفاريز ومرسال، من اي محاولة لتعطيل التدقيق الجنائي، واحمّلهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني».

 

بن فرحان

 

وصدرموقف سعودي بارز امس الاول على لسان وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان في حديث لمحطة «سي ان ان» الاميركية، حيث قال: أن السعودية تأمل في أن يتمكن السياسيون اللبنانيون من الاجتماع بغية تبني أجندة إصلاحية حقيقية وإذا فعلوا ذلك فإننا سوف نقف هناك لدعمهم».

 

وتابع «لم يعد الوضع القائم في لبنان قابلاً للتطبيق، ولا تشعر المملكة بأنه من المناسب الاستمرار في دعم الوضع الحالي الذي قدم لاعبا غير حكومي، أي «حزب الله»، يتمتع بحكم الأمر الواقع وحق الفيتو على كل ما يجري في البلد، ويسيطر على بنيته التحتية الرئيسية، فيما لا تفعل الطبقة السياسية سوى القليل للتعامل مع التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني، سواء كان فساداً أو سوء الإدارة أو مشاكل أخرى».

 

واعرب بن فرحان «عن أمل الرياض في أن يلقي اللبنانيون والقيادة اللبنانية والهيئة السياسية اللبنانية نظرة جادة حقيقية على الوضع الذي يمر به بلدهم، وأن يتوحدوا في سبيل تبني إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، من شأنها أن تتصدى للتحديات التي يواجهها لبنان، وأن تقدم حلولا مستدامة للمستقبل».

 

وأبدى الوزير السعودي خشيته «من أن يتجه لبنان نحو ظروف أكثر خطورة من أي وقت مضى، ما لم تكن قيادته السياسية مستعدة للمضي قدما في هذا السبيل».

 

الوفد الالماني

 

وسط هذه الاجواء، يصل الى لبنان خلال ساعات وفد الماني ليناقش مع مسؤولين لبنانيين عرض عدد من الشركات اعادة اعمار مرفأ بيروت. وفي السياق، قال مصدر في وزارة الأشغال العامة والنقل لـ«المركزية»: غداً يتحدّد موعد لقاء الوزير مع الوفد الألماني، والمرتقب الأسبوع المقبل، للاطلاع على تفاصيل مبادرته إعادة إعمار مرفأ بيروت. من جهته، اشار مدير عام مرفأ بيروت باسم القيسي لـ«المركزية» الى ان «اهتمام ألمانيا بإعادة إعمار مرفأ بيروت، مبادرة من القطاع الخاص الألماني لم يُطلع إدارة المرفأ عليها».

 

لا جلسة اللجان المشتركة اليوم

 

وأرجأت اللجان المشتركة اجتماعها اليوم، بسبب إصابة عدد من النواب بالكورونا. وجاء في بيان الامانة العامة لمجلس النواب البيان التالي :

 

بسبب إصابة عدد من السادة النواب بفيروس «كورونا» ، ارجأت اللجان النيابية المشتركة جلستها المقررة يوم غد الثلاثاء الواقع فيه 6/4 /2021 ، الى الساعة العاشرة من قبل الظهر الثلاثاء المقبل الواقع فيه  13/4/ 2021

 

وفي شأن مالي وزاري آخر، أوضح المكتب الاعلامي لوزير المالية في حكومة تصريف الاعمال د.غازي وزني في ردّ على وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة أن «وزير المالية هو اول من قدّم مشروع الكابيتال كونترول في مجلس الوزراء» والكل يعلم أن «المناقشات يومها شوّهت اقتراح القانون وجرّدته من مضمونه» ما أدى الى «إسقاطه في مجلس الوزراء» وهو يتمّ درسه الآن في لجنة المال والموازنة في مجلس النواب ليصار الى إقراره.

 

الاقفال العام

 

وأمس، أنهى لبنان الاقفال العام لثلاثة أيام، والذي فرض منذ صباح السبت إلى منتصف الليلة الماضية، لمناسبة الجمعة العظيمة والفصح الغربي لدى الطوائف المسيحية، التي تتبع التقويم الغربي، وذلك منعاً للاكتظاظ والاصابات بالكورونا من جرّاء التجمعات لمناسبة أحد الفصح، وقبله الجمعة العظيمة وسبت النور.

 

وخرق المواطنون حظر التجوّل خلال فترة الأعياد، من العاصمة إلى المناطق، وعلى الرغم من نجاح الإقفال العام، وسدّت المؤسسات أبوابها، إلا أنّ القوى الأمنية كانت مضطرة أحياناً للجوء إلى التأنيب والوعيد تحت طائلة تحرير محاضر ضبط، لإخلاء عدد من الأماكن كالكورنيش البحري في بيروت أو صيدا وصور، بعدما كانت قد ضاقت بالمواطنين، ناهيك عن تسطير العديد من محاضر الضبط لكل من خالف وخرج دون إذن.

 

480502 إصابة

 

محلياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1001 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و34 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 480502 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.

 

 

************************************************************************

افتتاحية صحيفة الديار

مواكبة مصرية للضغوط الفرنسية والتقدم غير كاف بعد «لولادة» الحكومة

 تشكيك بوعود واشنطن والرياض… وباريس تنصح : لا تنتظروا فيينا !

 مؤشرات سلبية لا تسمح بلقاء باسيل ــ الحريري… وعون يصعد «جنائيا»

  ابراهيم ناصرالدين

 

هل من يصدق ان الاتصالات السياسية لتشكيل الحكومة العتيدة غابت اربعة ايام بسبب عطلة الفصح؟ اذا كان الامر صحيحا فهو «العار» بعينه، والدليل الاكثر سطوعا على «قلة» اخلاق ومسؤولية من يدعون ادارة البلاد، او يسعون للعودة الى السلطة، والامر ليس بحاجة الى دليل اصلا. لكن ثمة سؤال يطرح نفسه عما اذا كانت عطلة الاعياد مجرد غطاء لغياب اي تسوية جدية حول حكومة ال24 وزيرا على الرغم من الترويج الفرنسي لفرصة اقليمية ودولية يجب الاستفادة منها للدفع نحو تسوية توقف الانهيار، وتعيد البلاد الى «سكة» الانتعاش الاقتصادي..بدءا من اليوم سنكون امام اختبار حقيقي للنوايا، تثبيت توافق بعبدا وبيت الوسط على توسيع عدد الوزراء سيكون الخطوة الاولى بالاتجاه الصحيح، لكن العقد الجديدة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون بعد زيارته بكركي ليست بسيطة وتتعلق بكيفية توزيع الوزراء الجدد لا سيما المسيحيين منهم ومن يسميهم ومن يختار وزير الداخلية ووزير العدل، وحلها لن يحصل دون «ضوء اخضر» خارجي. في هذا الوقت ابقت فرنسا نوعا من الغموض حول زيارة مفترضة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى باريس غدا،حيث لم يشأ مصدر في السفارة الفرنسية في بيروت التعليق على الأنباء المتداولة حول الزيارة وترك تأكيد الأمر للسلطات في فرنسا، فيما لا تؤشر الاجواء بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي الى وجود اي احتمال للقاء بين الحريري وباسيل! فهل تنجح باريس التي تواكبها القاهرة بزيارة رئيس دبلوماسيتها الى بريوت في انتاج تسوية بعد وعود اميركية مشكوك فيها بالتسهيل، ووعد سعودي بالوقوف على الحياد؟ ام  سنكون امام جولة جديدة من «الكباش» السياسي المبني على نفاق خارجي يريد ابقاء لبنان في دائرة التجاذبات، فيما يشكك كثيرون في نجاح الحكومة المفترضة في مواجهة الازمات المتراكمة في ظل انعدام الثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف المشكوك في قدرتهما على انقاذ ما يمكن انقاذه في حال نجاح «زواج الاكراه» بينهما!

 

لماذا تحرك الفرنسيون؟

 

وفي هذا السياق، ابلغ الفرنسيون القيادات اللبنانية ان الادارة الاميركية الجديدة منحت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «الضوء الاخضر» لاستئناف جهوده للتوصل الى تسوية داخلية لبنانية تساعد في ايقاف التدهور الحاصل في البلاد، بعدما عملت ادارة الرئيس دونالد ترامب على عرقلة الجهود الفرنسية خلال الاشهر المنصرمة، دون ان يتم ايضاح الهامش المتاح من قبل واشنطن لباريس ومدى التسامح في مسألة التعامل مع وجود حزب الله على نحو غير مباشر في الحكومة الجديدة.ووفقا لاوساط دبلوماسية، لم يكن رهان باريس على انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة في مكانه، لانهم اكتشفوا بان الأزمة اللبنانية ليست أولوية على جدول أعمال الإدارة الأميركية الديموقراطية، لكنها بعد وقت طويل من اللامبالاة، والانتظار حصلت على موقف يفيد بانها  لم تعد تعارض التدخل الفرنسي لادارة عملية انقاذية.

 

اختبار الموقف الاميركي

 

ولهذا يريد الفرنسيون وضع الموقف الاميركي المستجد تحت الاختبار، ويسعون لدى الاطراف اللبنانية لتقديم التسهيلات لفرض امر واقع يمكن تسويقه لدى الاميركيين، وكذلك لدى السعوديين، حيث علم في هذا السياق ان الاتصال بين الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي لم يصل الى نتيجة لجهة عودة المملكة العربية السعودية الى سابق تدخلها على الساحة اللبنانية، بعد رفض المملكة دعم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في مهمته لاسباب تتعلق «بشخصه»، لكن الرياض ابدت استعدادها لعدم عرقلة المساعي الفرنسية اذا ما ادت الى تسوية مرحلية تمنع انفجار الوضع الداخلي الذي يحذر منه الفرنسيون في اتصالاتهم مع كل القوى المؤثرة على الساحة اللبنانية.

 

 النصائح الفرنسية

 

ووفقا للمعلومات، نصحت باريس المسؤولين اللبنانيين بعدم الرهان على نتائج المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول الملف النووي في فيينا اليوم، لان ما يحصل مجرد بداية غير مضمونة في طريق قد يكون طويلا وشاقا بين واشنطن وطهران. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان واضحا في اتصاله الاخير من القيادات اللبنانية حيال حصول فرنسا على تاكيدات ايرانية بعدم وجود اي ربط بين الملف النووي الايراني ومسألة تشكيل حكومة في لبنان، فطهران كما ابلغه وزير الخارجية الايرانية لا ترى مفيدا استخدام «الورقة» اللبنانية في اي عملية تفاوض لان الملفات ليست متصلة اصلا، ولا تدخل ايراني في الشؤون اللبنانية حيث يملك حزب الله قرارا مستقلا مبنيا على مصالحه الوطنية، وقد اثبتت التطورات والاحداث مؤخرا انه ليس الجهة المعرقلة لتاليف الحكومة الجديدة.

 

وفي هذا الاطار، تضغط باريس وهي تضع القيادات اللبنانية امام مسؤولياتها من جديد وتعتقد انها امنت هذه المرة «المظلة» الاقليمية والدولية لمبادرتها عبر تشكيل حكومة مهمة، لا «ثلث معطل» فيها لاحد، ولم تعد تتوقف كثيرا عند حجمها، او هوية الجهات التي ستسمي هؤلاء الوزراء بعدما اقتنعت بعدم قدرة الرئيس المكلف سعد الحريري على ترؤس حكومة تشبه «مجلس ادارة» شركة، والمهم الان مغادرة مربع الشروط المتبادلة لاستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي لتامين المساعدات المطلوبة لوقف انهيار البلاد..

 

 ماذا وراء التحرك المصري؟

 

في هذا الوقت تترقب الاوساط السياسية طبيعة التحرك الدبلوماسي المصري، في ظل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية  المصري سامح شكري الى لبنان غدا الأربعاء حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الرئيس ميشال عون. ووفقا لاوساط مطلعة فان شكري قد يزور باريس قبل بيروت لتنسيق المواقف حيث تعمل القاهرة على «ملء» الفراغ السعودي على الساحة اللبنانية، بالتنسيق مع باريس، وتحركها ليس جديدا، وهي تسعى لمواكبة التحرك الفرنسي وتامين الغطاء العربي لتذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة، وقد مهد السفير المصري في بيروت لهذه الزيارة، ومن المفترض ان يلتقي شكري لهذه الغاية مع عدد من الشخصيّات اللبنانيّة من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري.كما يصل الى بيروت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي يوم الخميس، وقد بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال  حسان دياب، مع السفير عبد الرحمن الصلح، في تحضيرات الزيارة.

 

 علامات استفهام وتعقيدات!

 

لكن اللافت حتى الان، براي اوساط سياسية بارزة، ان حجم الضغوط الفرنسية المبنية على مناخ اميركي- سعودي اقل تشددا مع الازمة اللبنانية، لم يلق التجاوب المطلوب محليا، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الاستنتاجات الفرنسية ومدى مطابقتها للوقائع خصوصا ان احدا لا يمكنه التصديق ان غياب الاتصالات الداخلية سببها عطلة عيد الفصح، ولو كان ثمة  جدية في الموقفين الدولي والاقليمي لما كان الرئيس المكلف سافر الى خارج البلاد، ويبدو انه ينتظر ضمانات معينة كي يتحرك نحو التاليف بعيدا عن المناكفات والمهاترات «السخيفة» مع بعبدا حول «الثلث الضامن» الذي يملكه الرئيس مع حلفائه في اي تشكيلة حكومية. لكن تذرع الحريري بعدم تبلغه رسميا من دوائر القصر الجمهوري الموافقة النهائية على التخلي عن «الثلث المعطل»، للعودة الى البلاد، وعدم اعلانه رسميا الموافقة على توسيع الحكومة الى 24 وزيرا، يطرح اكثر من علامة استفهام حول الجدية في التعامل مع التحذيرات الفرنسية، وكذلك مع الموقف الاميركي الذي سيكون حاسما بالنسبة للرئيس المكلف، فهل ما تبلغه الفرنسيون لم يصل بعد الى مسامع الحريري؟ ام ان السفيرة الاميركية دوروثي شيا تنتظر عودته الى بيروت لابلاغه بالمستجدات؟ الاجوبة خلال الساعات المقبلة

 

 الحريري لم يتصل بعون لتهنئته!

 

وتحذر تلك الاوساط من «شياطين» التفاصيل لان الاتفاق ان حصل على حكومة ال24 وزيرا، لن يحررها من المطبات، ومن المؤشرات السلبية ان الرئيس المكلف لم يكلف نفسه الاتصال برئيس الجمهورية لتهنئته بعيد الفصح،اما الاختبار الجدي للنوايا فسيكون من خلال قبول الحريري بالمقايضة في تسمية وزيرين مسيحيين مع عون الذي يريد في المقابل تسمية وزيرين سنيين في الحكومة، والا لن يتخلى عن تسمية كامل الحصة المسيحية باستثناء وزيرين لتيار المردة، وثالث محسوب على الحزب القومي السوري الاجتماعي، في المقابل يمكن التخلي عن «ورقة» عدم منح الحريري نصف أعضاء الحكومة زائداً واحداً، لان هذه المعادلة ستسقط حكما من خلال ضمانات يقدمها حزب الله، مع العلم ان رئيس الجمهورية رفض منح البطريرك الماروني بشارة الراعي الحق في تسمية وزير الداخلية، لانه لا يريد ادراج اعراف جديدة، ولا يرى اي داع للتنازل عن هذه الحقيبة الاساسية في مرحلة شديدة الحساسية.

 

 تقدم غيركاف!

 

وفي سياق متصل، تؤكد مصادر «عين التينة» ان الرئيس نبيه بري يواصل التحرك على خط التسويق لمبادرته لتشكيل حكومة من 24 وزيرا، ويمكن القول ان تقدما قد حصل لناحية التوافق على زيادة العدد، لكن التقدم ليس كافيا بعد لانجاز تاليف الحكومة، بانتظار ما يمكن ان يحصل من تطورات في الايام القليلة المقبلة، لكن الجهود مستمرة ومباردة الرئيس بري تحظى بدعم كامل من حزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط، وبكركي.

 

 ما حقيقة الزيارات الى باريس؟

 

 

في هذا الوقت، يجري الحديث عن دعوات فرنسية لشخصيات لبنانية الى باريس، ومنها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،وفيما ابقت السفارة الفرنسية في بيروت الكثير من الغموض حول الزيارة المفترضة من خلال ترك الامر للسلطات الفرنسية، لا شيئ محسوما حتى الان، ولم تؤكد اوساط التيار الوطني الحر الزيارة ولم تنفها، وبعد الحديث عن وساطة قام بها مدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لدى باريس لاستقبال باسيل، واوضحت تلك الاوساط، ان التواصل مع الفرنسيين لم ينقطع، ولذلك لا حاجة لوساطات من احد، واشارت الى ان باسيل لم يطلب موعدا من الدوائر الفرنسية، وليس على اجندته اي لقاء تنسيق مع اللواء ابراهيم، وكذلك  لا توجد على اجندته اي لقاء مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وقد علم ان الرئيس المكلف تلقى دعوة لزيارة الفاتيكان..

 

في المقابل، اكدت اوساط مطلعة الى ان الحديث عن زيارة باسيل الى باريس غير مؤكد بعد، لكن في حال تمت، فان اجتماعه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليس دقيقا، لان قصر الاليزيه لن يفتح ابوابه لأي من المسؤولين اللبنانيين قبل ان يشكلوا الحكومة ويشرعوا في الاصلاحات.!

 

 لا مناخات «تهدئة»

 

وفيما شككت اوساط متابعة بامكانية قبول الحريري بعقد اي لقاء مع باسيل سواء في فرنسا او بيروت، قبل تشكيل الحكومة، لان الامر سيحسب تنازلا جديدا من قبله، لفتت الى ان المؤشرات السلبية لا تزال تتوالى من قبل التيار الوطني الحر وتيار المستقبل اللذين انشغلا في عطلة العيد بالتراشق السياسي عبر منصات التواصل الاجتماعي وهذا يزيد من التوتر ولا يسمح بخلق مناخات جدية لحصول تفاهمات، فباسيل استغل موقف وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان حيال لبنان وربط المملكة دعمها له بالاصلاحات لا بشخص رئيسها، للغمز من «قناة» الحريري فغرد قائلا «موقف متقدم لوزير الخارجية السعودية يؤكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان لا إلى جانب طرف فيه، ورغبتها، كما فرنسا، بدعم برنامج إصلاحي يلتزم به المسؤولون اللبنانيون. فهل يلتزم رئيس الحكومة المكلف والحكومة بالتدقيق الجنائي وبقانون الكابيتال كونترول وبوقف سياسة الدعم الهادرة للأموال»؟ وسأل «هل يلتزم بتصفير العجز في الكهرباء وفي الموازنة ووقف الهدر وبسياسة نقدية جديدة تخفض الفوائد وبكامل الاصلاحات البنيوية التي يناضل الاصلاحيون من أجلها منذ سنوات؟ هذا هو الالتزام المنتظر منا ومن اللبنانيين ومن المجتمع الدولي، فهل من يلبّي»؟ولم يتاخر الرد من قبل نائب رئيس «المستقبل» مصطفى علوش، الذي غرد عبر تويتر قائلا» يبدو ان ولي العهد اضاف ميزة جديدة لذاته هي البراعة في التملق لمن لم يتورع عن اذيتهم والتآمر عليهم على مدى السنوات. ذوو الالباب لا تغريهم كلمات الخداع من فم متخصص بالكذب والمؤامرات المنسوجة مع من يشتم ويؤذي من يتملق لهم لمجرد الكيد والاحقاد الشخصية». وأضاف علوش «حتى لا يختلط الامر على احد فولي العهد هو فرعون الديماغوجي الذي اوصل بلدنا الى العتمة منذ ان تولى ملف الكهرباء ووعدنا مرات ومرات بالكهرباء 24 على 24».

 

 عون يرفع «السقف» جنائيا

 

وفي موقف لافت وغير مسبوق، حذر رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في تغريدة له عبر تويتر وزارة المال والمصرف المركزي، اللذين سيجتمعان اليوم مع شركة التدقيق الجنائي «الفاريزاند مرسال»، وقال اي محاولة لتعطيل التدقيق الجنائي، احمّلهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني.

 

ووفقا لاوساط مطلعة، فان موقف الرئيس عون ياتي على خلفية فقدان الثقة بين وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني ومصرف لبنان حيث اتهم الوزير «المركزي» بانه لم يقدم لشركة التدقيق إلا ٤٢ في المئة من المطالب التي وجّهتها الشركة إلى البنك المركزي ولم يُجِب على ٨٥ في المئة من المستندات التي طلبتها منه بحجّة قانون السريّة المصرفية،وهو لا يرد لهذا الخلاف ان ينعكس سلبا على اللقاء اليوم خصوصا ان مصرف لبنان لم يجب حتى الآن على الكتاب الذي وجهه إليه وزير المال حول الأسئلة المتبقية، خصوصاً بعدما أقرّ مجلس النواب في كانون الأول 2020 اقتراح القانون الرامي إلى رفع السريّة المصرفية عن حسابات المصرف المركزي والوزارات والإدارات لمدة سنة..كما لم يثبت مصرف لبنان جديته بعدما أبدى استعداده من خلال المجلس المركزي، للتعاون مع شركة «الفاريز» وتقديم كل المعلومات التي تريدها. ولهذا يريد عون ان يكون هذا الاجتماع حاسما لتوضيح الامور وتقديم كل التسهيلات للشركة من وزارة المال والمصرف المركزي وهو يأمل ان تعلن «الفاريز» العودة الى مباشرة تحمل مسؤولياتها في التدقيق الجنائي.

 

 اللقاح الصيني للجيش والاعلاميين

 

صحيا سجل لبنان انخفاضا في عدد الاصابات والوفيات بفيروس «كورونا»، حيث اعلنت وزارة الصحة تسجيل 1001 اصابة جديدة و34 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، في هذا الوقت كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن «الوزارة ستستلم اليوم هبة لقاحات «سينوفارم» من السفارة الصينية، تتضمّن خمسين ألف لقاح، وسيخصص عشرة آلاف منها لقيادة الجيش، أما الباقي فسيعطى لعشرين ألف إعلامي ومصور، حيث تم التواصل في هذا المجال مع وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد، إضافة إلى تلقيح قطاعات أخرى كرابطة موظفي القطاع العام والعاملين في الضمان والأطباء البيطريين.

 

لا آثار جانبية «لاسترازينيكا»

 

واوضح حسن انه سيتم، حجز مواعيد للفئة التي تراوح أعمارها بين 65 عاماً و70، هذا الاسبوع وينتهي تلقيحها بـ «فايزر» قبل نهاية أيار.وبالنسبة إلى لقاح «أسترازينيكا»، اشار حسن إلى أنه «سيتم خلال هذا الأسبوع حجز مواعيد لمن تتراوح أعمارهم بين 55 عاماً و64، على أن ينتهي تلقيح هذه الفئة قبل نهاية نيسان.ولفت في هذا السياق إلى أنه لم يتم تسجيل أي آثار جانبية حادة استدعت دخول مستشفى لأي من الملقحين بـ «أسترازينيكا» وبلغ عددهم حتى الآن 6127؛ أما الملقحون بـ «فايزر» فبلغ عدد الذين حصلوا على جرعتين 87232 وعدد الذين أخذوا جرعة أولى 45253، علما أن عدد المسجلين على المنصة يبلغ مليونا وأربعة وأربعين ألفا.كما اعلن حسن تأمين 750 ألف جرعة من لقاح «فايزر» لمن يشاء من النقابات والقطاع الخاص بحلول شهر حزيران بسعر 12 دولاراً للجرعة الواحدة.

 

 تحسن تدريجي في «الكهرباء»

 

في هذا الوقت وبعد عودة معمل الزهراني الى العمل، وتفريغ الباخرة المحملة بمادة الفيول أويل في معمل ديرعمار الحراري بدات تتحسن التغذية الكهربائية في مختلف المناطق اللبانية وخصوصا في الجنوب ومناطق طرابلس والشمال. وعلى صعيد آخر يصل الى لبنان خلال ساعات وفد الماني ليناقش مع المسؤولين اللبنانيين عرض عدد من الشركات اعادة اعمار مرفأ بيروت.

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

السيسي يطلق مبادرة للإنقاذ.. والعهد يهرب الى باريس  

 

مع انتهاء عطلة الفصح اعتبارا من اليوم، تستعيد الحركة السياسية زخمها ويعاد تشغيل محركات التشكيل التي يراهن كثر على انها ستنتج حلا في وقت غير بعيد استنادا الى مستوى الضغط الخارجي الذي بلغ اوجه عربيا وغربيا وبات من الصعوبة بمكان على المسؤولين المعطلين ومن يقف خلفهم مواجهته على الارجح، خصوصا انه يتزامن مع بلوغ الاحتقان الشعبي الداخلي منسوبه الاعلى المرشح للانفجار بعدما بشّر وزير المال بانتهاء الدعم نهاية ايار المقبل.

 

مبادرة مصرية

 

الساحة المحلية  تترقب نتائج الحركة السياسية الديبلوماسية المحلية والخارجية التي ستدور في الساعات والايام المقبلة، لتبيان مسار الامور. في السياق، افيد ان وزير الخارجيّة المصري سامح شكري سيصل الى لبنان  غدٍا الأربعاء حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الرئيس ميشال عون. واشارت معلومات موقع ام تي في الى أنّ شكري سيقوم بمسعى يهدف الى تذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة، وهو سيلتقي لهذه الغاية مع عددٍ من الشخصيّات اللبنانيّة من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري.

 

زكي في بيروت

 

وبعد شكري يصل الى بيروت الخميس الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وقد بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال  حسان دياب، مع السفير عبد الرحمن الصلح، اليوم في تحضيرات الزيارة.

 

باسيل في باريس؟

 

في الموازاة، تردد ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سيتوجه الى باريس في الساعات المقبلة. وبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية وسياسية مطّلعة، الاخير سيجري جولة محادثات مع مسؤولين فرنسيين الا ان الحديث عن اجتماعه بالرئيس ايمانويل ماكرون ليس دقيقا، ذلك ان قصر الاليزيه لن يفتح ابوابه لأي من المسؤولين اللبنانيين قبل ان يشكلوا الحكومة ويشرعوا في الاصلاحات. وقد لوّح  وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان، باسم الأسرة الاوروبية كلّها، منذ ايام بفرض عقوبات على معرقلي التشكيل في لبنان. ووفق المصادر، فإن رئيس «البرتقالي»، سيسمع في باريس الاصرار عينه على التأليف سريعا «وإلا». وفي مقابل المرونة الفرنسية حيال شكل الحكومة وحجمها، ستتشدد باريس في رفض تحكّم اي فريق سياسي بقرار الحكومة، وفي التمسّك بالاصلاحات خصوصا في «الكهرباء».

 

قنص على الحريري

 

الاتصالات هذه تدور فيما العلاقة بين الفريق الرئاسي والحريري على حالها من التوتر. فباسيل كان غرد مرحّبا بما جاء في مقابلة وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان حيال لبنان وربط المملكة دعمها له بالاصلاحات لا بشخص رئيسها، مستفيدا من هذا الموقف للقنص على الحريري، غداة انتقاده ايضا من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السبت من بكركي. فقال باسيل «موقف متقدم لوزير الخارجية السعودية يؤكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان لا إلى جانب طرف فيه، ورغبتها، كما فرنسا، بدعم برنامج إصلاحي يلتزم به المسؤولون اللبنانيون. فهل يلتزم رئيس الحكومة المكلف والحكومة بالتدقيق الجنائي وبقانون الكابيتال كونترول وبوقف سياسة الدعم الهادرة للأموال»؟ وسأل «هل يلتزم بتصفير العجز في الكهرباء وفي الموازنة ووقف الهدر و بسياسة نقدية جديدة تخفض الفوائد وبكامل الاصلاحات البنيوية التي يناضل الاصلاحيون من أجلها منذ سنوات؟ هذا هو الالتزام المنتظر منا ومن اللبنانيين ومن المجتمع الدولي، فهل من يلبّي»؟

 

رد مستقبلي

 

وقد استدعت هذه المواقف ردا من «المستقبل»، جاء على لسان نائب رئيسه مصطفى علوش، قال فيه « يبدو ان ولي العهد اضاف ميزة جديدة لذاته هي البراعة في التملق لمن لم يتورع عن اذيتهم والتآمر عليهم على مدى السنوات. ذوو الالباب لا تغريهم كلمات الخداع من فم متخصص بالكذب والمؤامرات المنسوجة مع من يشتم ويؤذي من يتملق لهم لمجرد الكيد والاحقاد الشخصية». وأضاف علوش «حتى لا يختلط الامر على احد فولي العهد هو فرعون الديماغوجي الذي اوصل بلدنا الى العتمة منذ ان تولى ملف الكهرباء ووعدنا مرات ومرات بالكهرباء 24 على 24».  بدورها، غردت عضو كتلة المستقبل النائبة رولا الطبش عبر «تويتر» كاتبة «يغازل عواصم القرار، ولا قرار له بزيارتها، بل يستجديها بوساطات من هنا، أو أموال من هناك. يحشر نفسه في أحداث المنطقة، وهو بالكاد تفصيلا يكاد لا يرى. ترى، ألا يعلم، بأننا نعلم بأنه واجهة للدويلة، بسلاحها غير الشرعي وفسادها المحمي؟ يعلم».

 

حركة امل

 

في الغضون، أكد المكتب السياسي لحركة امل أن الوحدة الوطنية هي أهم عناصر قوة لبنان وتحقق قيامته وتحفظ مناعته، ودعا «للعودة إلى الينابيع الإيمانية لقيامة أوطاننا ومنطقتنا من أزماتها ونزاعاتها، ويكون رجاء الفصح خلاصا من آلامنا وأوجاعنا، ومناسبة لتشكيل حكومة قادرة ببرنامج إصلاحي لإخراج لبنان من أزمته».

 

الوفد الالماني

 

وسط هذه الاجواء، يصل الى لبنان خلال ساعات وفد الماني ليناقش مع مسؤولين لبنانيين عرض عدد من الشركات اعادة اعمار مرفأ بيروت. وفي السياق، قال مصدر في وزارة الأشغال العامة والنقل اليوم يتحدّد موعد لقاء الوزير مع الوفد الألماني، والمرتقب الأسبوع المقبل، للاطلاع على تفاصيل مبادرته إعادة إعمار مرفأ بيروت. من جهته، اشار مدير عام مرفأ بيروت باسم القيسي  الى ان «اهتمام ألمانيا بإعادة إعمار مرفأ بيروت، مبادرة من القطاع الخاص الألماني لم يُطلع إدارة المرفأ عليها».

 

الاجتماع الافتراضي

 

ماليا، يُعقد لقاء افتراضي اليوم الثلاثاء بين وزارة المال ومصرف لبنان وشركة «ألفاريز أند مارسال» بهدف درس إمكانية مباشرة الشركة بمَهام التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram