افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 5 تشرين الأول 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 5 تشرين الأول 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الاخبار:

كمائن الموت تلاحق جنود العدو المتسللين عبر الحدود

واصل جيش الاحتلال، أمس، محاولاته المحمومة للتوغل في القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة. وتركّزت العمليات في بلدتي يارون ومارون الراس، في قضاء بنت جبيل، بعدما تركّزت في اليومين الأوّلين، في العديسة وكفركلا، حيث وقع جنود العدو في كمائن ادت الى مقتل واصابة اكثر من 60 جندياً من وحدات النخبة. واستهدف المقاومون قوة ‏لآليات وجنود العدو في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية وأوقعوا فيهم ‏قتلى وجرحى.‏ كما استهدفوا قوة أخرى أثناء تقدّمها باتجاه بيادر العدس غرب يارون. وفجّروا ثلاث عبوات ناسفة بالقوات المتسلّلة باتجاه مارون الرأس، قبل أن يشتبك المقاومون معهم ويوقعوهم بين قتيل وجريح. وفي وقت لاحق، اشتبك المقاومون مع جنود العدو أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون. واستهدفت المقاومة دبابة «ميركافا» في محيط موقع المالكية بصاروخ موجّه مما أدّى إلى اندلاع النيران فيها.ونشر العدو أمس مقاطع فيديو وصوراً قال إنها مواقع ونقاط عسكرية وصلت قوّاته إليها في القرى الحدودية. وردت المقاومة ببيان ليل امس اشار الى أن الصور «التقطت في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة حيث بنى بعض الجنوبيين منازل بالقرب من الحدود. وبهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على التعتيم على الحدث». وأوضح بيان المقاومة ان جنود النخبة في جيش العدو «حاولوا عصر امس التقدم من محورين باتجاه مارون الرأس ويارون عند الحافة. ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقًا، فجّر المقاومون عدداً من العبوات (بعضها زُرِع أمس) واشتبكوا مع القوة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، واضطر الناجون الى حملهم والانسحاب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة».


ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، عن مصادر في الجيش، أنه «في الأيام الأربعة الأولى من العملية البرّية في جنوب لبنان، أدرك الجيش الإسرائيلي أن عناصر حزب الله لا يعتمدون على إطلاق النار من مسافة بعيدة»، وأشار هؤلاء الى أن «الجنود المظليّين أبلغوا بالفعل عن 6 مواجهات من مسافة قريبة». واضافت الصحيفة أن «عناصر حزب الله يخوضون معارك وجهاً لوجه مع جنود الجيش الإسرائيلي الذين دخلوا جنوب لبنان». كما كشفت تقارير إعلامية عبرية عن محاولة مقاومين أسر جثة ضابط قتيل من وحدة «إيغوز»، في كمين خلة المحافر قبل يومين.

وفي موازاة المواجهات المباشرة، تابعت المقاومة استهداف انتشار الجنود على طول المستوطنات الإسرائيلية الحدودية، في الخطين الأول والثاني، وصولاً الى منطقتي صفد والجولان المحتل. كما استهدفت قواعد نفح وكتسرين وإيلانيا بصليات صاروخية. وقصفت المقاومة بصليات صاروخية كبيرة عمق الاراضي المحتلة، خصوصا في الكريوت شمال حيفا، ومدينة ‏صفد ومستعمرتي كرمئيل وحتسور. وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، دوّت صفّارات الإنذار في قيسارية، شمال الخضيرة، بعد إطلاق صواريخ من لبنان. وبحسب موقع «واللاه» العبري، فإن «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان في منزله في قيسارية، وعقب دوي صفارات الإنذار، هرع إلى الملجأ». في وقت نقلت إذاعة جيش الإحتلال عن ‏مصدر عسكري رفيع، قوله إن «الجيش يستعدّ لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريباً، وانه سيعزّز قواته بلواءين إضافيين». وقالت القناة 12 ان ما يجري في لبنان يؤثر على صفقة التبادل في غزة. وأن مصدراً أمنياً وعد عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن «القتال المكثّف سينتهي في غضون أسبوعين أو ثلاثة».


في هذه الاثناء واصل العدو اعتداءاته على لبنان، وأغارت طائراته على الطريق المؤدي الى معبر المصنع باتجاه سوريا، ما أدى الى قطع الطريق الدولية بالاتجاهين. فيما زعمت قناة «كان» العبرية أن «إسرائيل قصفت نفقاً في منطقة معبر المصنع عند الحدود السورية - اللبنانية، بعد رصد تهريب أسلحة». وأشارت القناة الى أن «‏إيران تزوّد حزب الله بالسلاح من مخازنها في العراق وسوريا، وأن الكميات تضاعفت». لكن الصور التي وزعت أظهرت بوضوح أن الصواريخ استهدفت الطريق وقطعتها أمام المدنيين. كما اغارت الطائرات على الطريق بين نقطة المصنع وبلدة شتورة في البقاع الاوسط. وكذلك على طريق بعلبك السريع في مثلث تمنين - أبلح - دير عمار. ومن الواضح أن العدو يهدف الى تقطيع أوصال المناطق اللبنانية، وعزل لبنان عن سوريا.


وفي سياق متصل، تابع العدو استهدافه للفرق الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات في الجنوب بشكل خاص. حيث خرجت أمس، 5 مستشفيات عن الخدمة، 4 منها في الجنوب، إضافة إلى «مستشفى السانت تريز» في منطقة الحدث في محيط الضاحية الجنوبية، بسبب الغارات التي استهدفت محيطه ليل أول من أمس. ويوم أمس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط مستشفى «الشهيد صلاح غندور» في بنت جبيل، ما أدى الى وقوع إصابات بين العاملين فيه. وحتى مساء أمس، رفض العدو إعطاء إذن لطواقم «الصليب الأحمر»، عبر «اليونيفيل»، للدخول لإجلاء المصابين الذين عمل موظفو المستشفى على نقلهم بسيّاراتهم الخاصة تحت القصف.

***************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

يوم رابع من فشل الاحتلال بالتقدم وعدد الإصابات صار بالمئات… واشتعال الجليل

الخامنئي خسارة نصرالله موجعة لكن المقاومة لن تهزم …وعراقجي في بيروت 
المقاومة العراقية تستهدف لواء جولاني في الجولان المحتل والإصابات بالعشرات

 

أعلن جيش احتلال مقتل اثنين من جنوده وإصابة أكثر من 20 آخرين جراء انفجار طائرة مسيرة أطلقتها المقاومة العراقية، واستهدفت قاعدة لقواته شمالي الجولان السوري المحتل فجر الأربعاء الماضي. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن 24 جندياً أصيبوا في الهجوم، منهم اثنان في حالة خطيرة. ويأتي الاعتراف الإسرائيلي بعدما أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” أول أمس الأربعاء أنها هاجمت بالطائرات المسيّرة 3 أهداف في 3 عمليات منفصلة شمالي الأراضي المحتلة خلال ساعات الفجر. وقالت في بيان إن الهجوم يعد “استمراراً لمقاومة الاحتلال ونصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”. وقالت مصادر متابعة لعمليات المقاومة العراقية إن مناخاً جديداً بين قيادات المقاومة حول زخم العمليات ونوعها يحكم مرحلة ما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي ينظر إليه قادة المقاومة بصفته الأب الروحيّ الذي كان يرعى فصائل المقاومة ويساندها وكان قادتها يأنسون لنصحه في الكثير من الشؤون كأخ أكبر.
في طهران، تحوّلت خطبة الجمعة إلى مناسبة لتأبين خاص أراده الإمام علي الخامنئي لسيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله، واصفاً الاستشهاد بالفاجعة، معبراً عن الحزن والألم لفقدان هذه الشخصية البارزة الاستثنائية في تاريخ العرب والمسلمين، وقال الإمام الخامنئي إن إيران لن تتوانى عن أداء واجبها، كما فعلت في دفاعها المشروع الذي نفذ قبل أيام، مدافعاً عن حق المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى كترجمة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية، واصفاً مساندة لبنان لهذا الحق بالدفاع المشروع الذي يستحق التقدير. وخاطب الإمام الخامنئي قوى المقاومة في لبنان وفلسطين خصوصاً داعياً الى المزيد من الصبر والصمود لأن استشهاد القادة لا يسبب التراجع ولا الهزيمة بل يزيد المقاومة قدرة على تحقيق النصر، واعتبر أن إجرام كيان الاحتلال عائد الى الدعم الذي يحظى به من الأميركيين وعدد من دول الغرب.
في الجنوب، تواصلت محاولات جيش الاحتلال التقدم في بلدات العديسة وكفركلا ومارون الراس وعيتا الشعب دون جدوى، متكبداً المزيد من الخسائر، وقد بلغت إصاباته المئات بعد أربعة أيام من المحاولات الفاشلة، بينما تساقطت الصواريخ بالمئات على شمال فلسطين المحتلة وتداولت وكالات الأنباء صور الحرائق تشتعل في كل أنحاء الجليل، وقد تحدّث عن أوضاع الجبهة ضابط ميدانيّ في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، فقال “إن الصور التي نشرها جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان تمّ تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة، حيث كما يعلم الجميع أن بعض الجنوبيين بنوا منازلهم بالقرب من الحدود، وأنه بهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث”. وأضاف الضابط الميداني “لقد حاول جنود النخبة في جيش العدو الإسرائيلي عصر الجمعة، وبعد تغطية نارية مدفعية وجوية، التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الرأس ويارون عند الحافة الأمامية، ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقًا، وبنداء لبّيك يا نصر الله، فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية عددًا من العبوات (بعضها زُرِع الخميس) واشتبكوا مع ضباط وجنود النخبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخيّة، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة، ومن لم يُصَب حمل قتيلًا أو جريحًا وانسحب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة”. وقال ختاماً “مجاهدو المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدّون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ”.

وشدد الإمام السيد علي الخامنئي أن “السيد حسن نصر الله كان الراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين، وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم، لقد كان للمناضلين على طريق الحق سنداً ومشجعاً”، مشيراً الى أن المقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها”.
وفي كلمة له خلال مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان قال الخامنئي: “ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرّة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- في صلاة جمعة طهران”، وتابع: “نحن جميعاً مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز؛ وإنّه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة، لقد غادرنا السيد حسن نصر الله بجسده لكنه بشخصيته الحقيقة وروحه ونهجه وصوته الصادح سيبقى حاضراً فينا أبداً”. وتابع الإمام الخامنئي:
وتوجّه الإمام إلى الشعب اللبناني قائلاً: “أعزائي يا شعب لبنان الوفي، يا شباب حزب الله وحركة أمل المفعم بالحماسة يا أبنائي، هذا أيضاً طلب سيدنا الشهيد اليوم من شعبه وجبهة المقاومة، فالعدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله، وعمد الى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين، وما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضيق الخناق على الذئب الدموي”.
وأضاف: “الدمار سيعوّض وصبركم وثباتكم سيثمر عزّة وكرامة، فالسيد – أي السيد الشهيد نصر الله- العزيز كان طوال 30 عاماً على رأس كفاحٍ شاق، وبتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة، فحزب الله هو حقاً شجرةً طيبة”، مؤكداً أنّ “حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزّة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطوا خطوةً في سبيل خدمة مصيرية للمنطقة بأكملها، أما السلوك السفاح والوقح لهذا الكيان تجاه المناضلين ناجمٌ عن الطمع بتحقيق هدف السيطرة”.
بدوره، أشار قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي الى ان الصهاينة يعتقدون أنّهم دمروا حزب الله باغتيال أمينه العام وبقية القادة، لكنّ الميدان يقول إنّ حزب الله أقوى ويكبّد العدو يومياً خسائر فادحة.
ولفت موسوي في حديث لقناة “المسيرة” اليمنية، الى اننا “فقدنا شخصية مهمّة لكنّ هذا لا يعني أنّنا سنتقاعس بل ستعزز دماء الشهيد من قدراتنا، والأعداء سيدفعون ثمناً باهظا على هذه الجريمة، وإذا ارتكب العدو أي حماقة بالرد على علمية “الوعد الصادق2 ” فإنّنا سنرد عليهم وسنوجّه لهم ضربة أقوى وبمستوى أكبر”.
ولليوم الرابع على التوالي واصلت المقاومة تصديها لعمليات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي الى الداخل اللبناني، ملحقة خسائر فادحة في صفوف الضباط والجنوب عبر كمائن محكمة وقصف تجمعاتهم في المستوطنات القريبة، فيما واصلت بالتوازي إطلاق صليات الصواريخ المختلفة الى معظم مستوطنات الشمال.
وأعلن حزب الله تفجير ثلاث عبوات ناسفة بالقوات المتقدمة، ومن ثمّ اشتبك المقاومون معهم وأوقعوهم بين قتيل وجريح، كما اشتبك المجاهدون مع جنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون.
وأقر جيش الاحتلال بـ”مقتل 12 ضابطاً وجندياً منذ بدء العملية العسكرية في جنوب لبنان قبل 4 أيام”.
كما أعلن حزب الله أن مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا الكريوت شمال حيفا برشقة صاروخية، وقاعدة إيلانيا برشقة صاروخية، واستهدف أيضاً مرابض مدفعية العدو في جنوب كريات شمونة بصلية صاروخية، وكذلك استهدف ميركافا في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه مما أدىّ إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح. بالاضافة الى ذلك، قصف “الحزب” ‏مستعمرة كرمئيل بصليّة صاروخية.
وأعلن جيش الاحتلال، اننا “رصدنا خلال الساعة الأخيرة 70 صاروخا أطلقت باتجاه الجليل الأعلى سقط بعضها بمناطق مفتوحة”. وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي، بأن “صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء وجود رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في منزله هناك”.
وفي السياق، اشارت القناة 12 العبرية الى رشقة صاروخية انطلقت من لبنان نحو الجليل، وصافرات الإنذار دوت في عدد من المستوطنات في الشمال قرب الحدود مع لبنان. ولفتت القناة 12 الإسرائيلية الى اندلاع حرائق في منطقة شلومي بالجليل الغربي نتيجة صواريخ أطلقت من لبنان.
وزعم وزير حرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “حزب الله يتلقّى ضربات قاسية”، مدعياً أنّ “لدينا المزيد من المفاجآت في جعبتنا، بعضها قد حدث بالفعل”.
كما زعم غالانت بعد زيارته الحدود الشّماليّة حيث أجرى تقييماً للوضع مع كبار مسؤولي جيش الاحتلال، أنّ “العمليّة ستستمر حيثما كان ذلك ضروريّاً، لتدمير جميع البنى التّحتيّة الّتي خطّط “حزب الله” منها لتنفيذ هجمات وأنّنا سنحقّق حقيقة أنّنا في نهاية المطاف سنعيد المواطنين إلى منازلهم بأمان كما وَعدنا”.
من جهة مقابلة أشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” الى أن الخسائر التي يلحقها المقاومون بقوات الاحتلال أكثر بكثير مما يعلن عنه جيش العدو واعلامه”، لافتة الى أنه لم تتمكن أي فرقة من فرق وألوية النخبة في جيش الاحتلال من الدخول الى أي قرية في الجنوب وفي حال تمكنت من التسلل بضعة كيلومترات فتكون عملية استدراج الى نقطة المكمن، وهذا ما يحصل كل يوم وكل ساعة”، وأضافت المصادر أن معنويات الجنود والضباط منهارة رغم كل الأسلحة المتطورة والتغطية من الطائرات الحربية والمسيرات والمروحي، إلا أن مجاهدي المقاومة يمسكون بدفة الميدان وزمام الأمور وسيحصدون كل يوم عشرات وربما مئات القتلى والجرحى حتى يدرك العدو أنه لن يستطع تحقيق أهدافه في العملية البرية”.
وفي سياق ذلك، كشف ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أنّ الصور التي نشرها اليوم (أمس) جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان تمّ تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة، (حيث كما يعلم الجميع أنّ بعض الجنوبيين بنوا منازلهم بالقرب من الحدود)، بهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث”. وأضاف: “حاول جنود النخبة في جيش العدو الإسرائيلي عصر الجمعة (أمس)، وبعد تغطية نارية مدفعية وجوية، التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الرأس ويارون عند الحافة الأمامية، ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقاً، وبنداء لبّيك يا نصر الله، فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات (بعضها زُرِع بالأمس) واشتبكوا مع ضباط النخبة وجنودها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة، ومن لم يُصَب حمل قتيلاً أو جريحاً وانسحب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة”.
وأكد الضابط الميداني أن مجاهدي المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ.
الى ذلك، واصل العدو الاسرائيلي عدوانه على لبنان، فنفذ الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن 3 مسؤولين إسرائيليين قولهم “إنّ الغارات استهدفت اجتماعاً لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين الذي كان في أكثر الملاجئ عمقاً، طالب الجيش الإسرائيلي صباحا سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء، إلا أن حزب الله لم يصدر أي أنباء عن هذه الغارة، في حين تعرضت بلدة رميش الحدودية للمرة الاولى لاعتداء اسرائيلي بطائرة مسيرة. كما طالت الغارات بلدات يارون، تول، عيتا الشعب، كفرصير، كوثرية السياد، الغسانية وغيرها. وأفيد عن سقوط 4 شهداء من الهيئة الصحية الاسلامية بعد استهدافهم بغارة من مسيرة قرب مستشفى مرجعيون الحكومي الذي أقفل ابوابه أمس.
وتجدّد القصف الإسرائيلي أمس على الضاحية الجنوبية، ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين متتاليتين مستهدفاً المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي – الحدت حي الجامعة. واستهدفت غارة اسرائيلية شوارع المريجة ما أدى الى استشهاد احد المسعفين ووقوع إصابات لأشخاص اثناء تفقدهم المحلة.
وفي بعلبك، شن الطيران الحربي 3 غارات على بلدة طاريا، استهدفت إحداها منزلا بمحاذاة الطريق الرئيسية داخل البلدة، وأدت أخرى الى قطع الطريق العام الذي يصل البلدة بأحيائها الشمالية. واستهدفت الغارات الاسرائيلية مع ساعات الفجر الأولى منطقة غرب بعلبك، ما بين بلدتي بوداي وشمسطار، مرورا ببلدة طاريا. وشن الطيران الإسرائيلي غارتين على محيط بلدة جنتا وسلسلة غارات على بلدتي علي النهري وصبوبا. فيما إستهدفت مسيرة إسرائيلية شاحنة في البيادر في قضاء زحلة.
وأعلنت لجنة الطوارئ حصول 153 غارة في 24 ساعة، وبعد طلب العدو الإسرائيلي إخلاء مستشفيات مرجعيون وحاصبيا ومرجعيون وميس الجبل، تعرض حرم ومحيط “مستشفى الشهيد صلاح غندور” عند دوار صف الهوا في مدينة بنت جبيل لسقوط 4 قذائف مدفعية اسرائيلية. وافيد عن وقوع 15 اصابة في صفوف الكادر الطبي والممرضين، والصليب الأحمر اللبناني يفاوض مع اليونيفيل اللجنة الدولية للصليب الأحمر للدخول إلى المستشفى. وذكرت مصادر طبية لـ”البناء” أن لا وجود لحزب الله ولا لأسلحة ولا أنفاق أو خنادق لحزب الله في مستشفيات الجنوب التي يطلب العدو الإسرائيلي إخلاءها قبل استهدافها، نافية أن تكون قد دخلت إصابات الى هذه المستشفيات لعناصر من الحزب، ومؤكدة أن جميع الشهداء والجرحى الذين وصلوا الى المستشفيات هم مدنيون وليسوا عسكريين.
ولفتت أوساط ميدانية لـ”البناء” الى أن العدو يتذرع بوجود أسلحة وعناصر وجرحى للحزب في المستشفيات أو في المؤسسات الصحية والطواقم الطبية ليبرر تدمير المنازل وقتل المدنيين لتفريغ الجنوب والضاحية والبقاع من السكان لتدمير بيئة وشعبية المقاومة وتدفيعهم ثمن خياراتهم بالوقوف الى جانب المقاومة، وتأليبهم على حزب الله الى جانب تحويل النزوح الهائل الى مناطق أخرى لا سيما بيروت والشمال الى قنبلة ضاغطة على الحزب للاستثمار عليها في المفاوضات. وأشارت الأوساط الى أن العدو لا يوفر البشر والحجر ويرتكب جرائم حرب وابادة ما يستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الضغط على حكومة الاحتلال لوقف مسلسل هذه الجرائم.
وعلمت “البناء” أن الجيش الإسرائيلي طلب من قوات الطوارئ الدولية (اليونفيل) منذ إطلاق العملية البرية إخلاء مراكزها في القرى الحدودية والمغادرة الى مناطق أخرى بذريعة تعرضها للقصف خلال العمليات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وقوات حزب الله، إلا أن قيادة قوات الطوارئ العاملة في لبنان رفضت ذلك ملوحة بأنها ستخلي مراكزها نهائياً وتغادر خارج لبنان اذا في حال تعرضت لإطلاق نار اسرائيلي.
دبلوماسياً، حطّ في بيروت وزير الدبلوماسية الايرانية في بيروت وجال على كبار المسؤولين. وفور هبوط طائرته اعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في منشور على منصة “إكس”: “هبطنا الآن في مطار بيروت الدولي، وفدنا الذي يرأسه وزير الشؤون الخارجية عراقجي ويضم اثنين من نواب البرلمان ورئيس جمعية الهلال الأحمر، سيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين رفيعي المستوى”. وأشار، إلى أن “طهران ستقدَّم 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوية إلى لبنان، كجزء من المساعدات الإنسانية الإيرانية، مؤكداً أن موقف بلاده في التضامن مع الشعب اللبناني الباسل ثابت، وعلى المنطقة بأكملها أن تدرك خطورة ما يواجهه لبنان وتداعياته على مستقبل الشعوب”.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الوزير الايراني، وعرض معه الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وفي خلال الاجتماع عبّر الوزير الايراني عن حرص بلاده على لبنان ودعمه في وجه العدوان الاسرائيلي. وقال” ان ايران ستقوم بحملة ديبلوماسية لدعم لبنان وطلب عقد اجتماع لـ”منظمة المؤتمر الاسلامي”.
كما زار وزير خارجية ايران عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء، قال عراقجي: “وجودي في بيروت في ظل الظروف الصعبة خير دليل على أنّ ايران تقف وكما كانت دائماً الى جانب حزب الله وهي تدعم الشيعة في لبنان والشعب اللبناني بكامله. وأكد أننا نقف الى جانب لبنان والمقاومة وواثقون من أنّ جرائم الكيان الإسرائيلي ستفشل كما فشلت في الماضي والشعب اللبناني سيخرج منتصراً. وشدد على أننا ندعم مساعي وقف إطلاق النار شرط تحقيق مصالح الشعب. واوضح ان لا خطط لدينا لمزيد من الهجمات على إسرائيل إلا إذا تهورت. وافيد ان عراقجي سيلتقي عددا من النواب في السفارة الإيرانية”.
الى ذلك، رأى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن تقاعس واشنطن عن إدانة الغزو البري الإسرائيلي للبنان بأي شكل من الأشكال، يدل على أنها تشجع فعليا حليفتها على توسيع منطقة العمليات العسكرية.

********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


الرئاسة وسط الحرب: واشنطن وباريس تدعمان جوزف عون؟

بدا واضحاً في الساعات الأخيرة أن إيران دخلت بقوة على خط إعادة ربط حرب لبنان بحرب غزة من خلال خطاب المرشد الإيراني في تأبين السيد نصر الله وزيارة وزير خارجيته للبنان، بما يفسر إلى مدى بعيد انتفاء قدرة السلطة اللبنانية على ترجمة ما تعلنه الحكومة من تمسكها بتنفيذ القرار 1701. فيما لم يحظ هذا الموقف بأي ترجمة أو صدقية خارجية ما دام “الحزب”، على رغم كل ما حصل ويحصل، يمضي في ترجمة التوظيف الإيراني للساحة اللبنانية واستغلالها.

وعلى أولوية رصد التطورات الميدانية المتصاعدة والملتهبة، برز للمرة الأولى تطور لافت استوقف المراقبين، وتمثل بما يُعتبر المؤشر العلني الأول لتعامل الولايات المتحدة مع الملف الرئاسي اللبناني من زاوية التطورات الحربية الجارية راهناً. إذ إن موقع أكسيوس الأميركي نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يريد استغلال ضعف “الحزب” لانتخاب رئيس لبناني جديد، لافتين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن هناك فرصة لتقليص نفوذ “الحزب” وانتخاب رئيس. وأشار الموقع إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا كمرشح للرئاسة.


وفي موازاة ذلك، تفيد مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين نقلاً عن مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان، بأن إسرائيل تسعى إلى إقفال الحدود اللبنانية السورية في ظل الدعم الأميركي الذي يرى أن ما تقوم به إسرائيل حالياً هو “بمثابة لبنان جديد دون “الحزب”، وإسرائيل مقتنعة بأنها تقوم بعمل سيؤدي إلى شرق أوسط جديد ولبنان جديد”. ويتصاعد قلق فرنسا على لبنان والنازحين والأوضاع الإنسانية، وترى باريس أنه حان الوقت لانتخاب رئيس بسرعة في لبنان. وقد أثنت باريس على جهود وليد جنبلاط مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري لمحاولة توحيد المواقف الداخلية من أجل انتخاب رئيس توافقي. وتتكثف الاتصالات على أعلى المستويات بين الرئاسة الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسي مع رئيسي المجلس والحكومة ووليد جنبلاط. ويجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وقد وافقت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية على المشاركة فيه، ويسعى ماكرون إلى أن يكون المؤتمر على مستوى عال.


في غضون ذلك لم يتضح بعد مصير رئيس المجلس التنفيذي في “الحزب” هاشم صفي الدين الذي أعلنت إسرائيل أنها استهدفته بأعنف الغارات في الضاحية الجنوبية ليلاً، علماً أنه المرشح الأكثر تداولاً لخلافة السيد نصر الله.

واتسم استهداف الطيران الإسرائيلي لمعبر المصنع الحدودي مع سوريا بصاروخين على الأقل، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين، بخطورة بالغة لجهة التداعيات السلبية التي يرتّبها قطع المعبر. وأكّد وزير الأشغال علي حمية أن “القصف الإسرائيلي تسبب في إغلاق طريق استخدمه مئات الآلاف للفرار نحو سوريا في الأيام الماضية”، وإذ رأى “أننا مقبلون على حصار بري وجوي”، ناشد “المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته لحماية المعابر”.

 

وأعلن مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش يستعد لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريباً، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي سيدفع بلواءين إضافيين إلى جنوب لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر صباحاً سكان أكثر من 20 بلدة في جنوب لبنان بالإخلاء، وتعرضت بلدة رميش الحدودية للمرة الأولى لاعتداء إسرائيلي بطائرة مسيّرة. كما تجدد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد الظهر غارتين متتاليتين مستهدفاً المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي – الحدت حي الجامعة. واستهدفت غارة إسرائيلية صباحاً أحد شوارع المريجة، ما أدى إلى مقتل أحد المسعفين ووقوع إصابات لأشخاص أثناء تفقدهم المحلة.


 

وأكد “الحزب” في سياق بياناته الميدانية أنه قصف بعد الظهر بالصواريخ قوات للجيش الإسرائيلي في سهل مارون الرأس وأوقعهم بين قتيل وجريح، كما أكد أنه اشتبك مع الجنود الإسرائيليين أثناء محاولتهم التسلل في اتجاه بلدة يارون. وأعلن قصف الكريوت شمال حيفا وقاعدة إيلانيا ومرابض المدفعية في جنوب كريات شمونة، وكذلك استهدف ميركافا في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح.

 

وفي المقابل، زعم المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنه خلال أربعة أيام من النشاط المركّز في جنوب لبنان، تم القضاء على 250 من مقاتلي “الحزب” ومنهم 20 قائداً.


*****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

حرب بوجوه متعدّدة تشنّها إسرائيل على لبنان، حرب بريّة تحاول من خلالها التوغل في اتجاه القرى الجنوبية المحاذية لخط الحدود، حرب تهجيرية وتفريغية لمنطقة جنوب الليطاني إن بالقصف التدميري أو بالدعوات الاسرائيلية المتتالية لإخلائها والتهديد بقصفها. وحرب تدميرية بشكل ممنهج لتلك القرى وصولاً إلى الضاحية الجنوبية التي تؤكّد همجية القصف والغارات الجوية غير المسبوقة في عنفها على أحيائها السكنية وبناها المدنية، كما حصل في الساعات الاخيرة، عزم إسرائيل على أن تُسقط عليها نموذج غزة.
وفي سياق متصل، بقي مصير رئيس المكتب التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين غامضاً، بعد الاستهداف الاسرائيلي غير المسبوق في عنفه على الضاحية ليل امس الاول، بعشرات الصواريخ بما يزيد عن 76 طناً بحسب الإعلام الاسرائيلي الذي اشار إلى انّ المستهدف بهذا العدوان هو السيد صفي الدين. وفيما اعلن الجيش الاسرائيلي انّه يحقق في نتائج الغارة، لوحظ أنّ «حزب الله»، لاذ بالصمت، ولم يصدر عنه أي بيان.

كل ذلك يجري دون أن تلوح في الأفق الاقليمي او الدولي حتى الآن، نهاية لهذا العدوان، فيما يبقى التعويل على الحركة الفرنسية في هذا الاتجاه، مع اعلان باريس عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو الى المنطقة، على ان يصل الاثنين الى اسرائيل. ومن غير المستبعد ان يقوم بزيارة ثانية الى بيروت.


مهمّة صعبة

وعلى ما هو مؤكّد، فإنّ باريس التي تبدو متحمسة للدفع بالمبادرة الدولية لوقف اطلاق النار، فإنّ تقديرات ديبلوماسية غربية تحدثت عن صعوبة مسبقة تعتري مهمّة وزير الخارجية الفرنسية في اسرائيل الاسبوع المقبل، وخصوصاً أن لا احد من المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل، مهتماً بوقف اطلاق النار في الوقت الراهن».

وتتقاطع تلك التقديرات، مع قناعة يبديها مسؤول كبير بقوله لـ«الجمهورية»، انّ الحراك الدولي مطلوب وبإلحاح، وهناك مشاورات مكثفة تجري على مستويات دولية متعددة، ولكن لا أعتقد أنّها ستؤدي الى اي نتيجة، كما نرى الأمور فإنّ الوضع برّمته صار مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالجبهة الايرانية- الاسرائيلية، فهناك كلمة السرّ التي ستحدّد مجرياتها المسار الذي سيسلكه الوضع في جنوب لبنان وكذلك الوضع في المنطقة بصورة عامة».


وقال المسؤول عينه، انّ كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن انّه سيتجنّب اندلاع حرب شاملة، يصطدم بواقع على الأرض يسير في اتجاه معاكس. وارتفاع التوتر على الخط الايراني- الاسرائيلي الى ما فوق الغليان، لا يوحي فقط بأنّ الحرب الشاملة باتت قريبة، بل يوحي أنّها صارت على الابواب، يعزز ذلك التدحرج المتسارع للوضع في ظل التهديد الإسرائيلي بالردّ على الهجوم الإيراني الصاروخي، والتهديد الإيراني بالردّ على الردّ.

يُشار في هذا السياق الى انّ الطرفين الايراني والاسرائيلي يلوحان بضرب المنشآت الحيوية، حيث ذكرت منصات اعلامية دولية بأنّ اسرائيل تعدّ خططاً لضرب المنشآت النفطية والغازية في ايران، فيما يُلاحظ في المقابل أنّ نبرة التهديد الايراني عالية جداً، عبّرت عنها وزارة الخارجية الايرانية غداة الهجوم مباشرة، وتجدّدت بالأمس على لسان نائب قائد الحرس الثوري العميد علي فدوي الذي قال: «إذا ارتكبت اسرائيل خطأ ما فسوف تعرّض وجودها للزوال، وسنستهدف كافة مصادر الطاقة والمحطات وجميع المصافي والحقول الغازية لديها. فإيران بلد كبير وواسع، وفيه الكثير من المراكز الاقتصادية، في حين انّ اسرائيل لديها ثلاث محطات للطاقة وعدة مصافٍ، وبإمكاننا ان نضربها سوية في آن واحد».


طبخة الرئاسة

هذه الحرب، فرضت على لبنان واقعاً مريراً ومأساوياً على كلّ المستويات، أُضيف الى ما يعانيه من أزمات وأعباء، ومن قلب هذه المعاناة والمأساة تتبدّى محاولة لالتقاط انفاس البلد، عبر بناء مساحة داخلية مشتركة للتلاقي الحقيقي على تحصين لبنان في وجه هذه الحرب، والاتفاق على الحدّ الأدنى من الخطوات الرامية الى اعادة تعويم البلد، وفي مقدّمها حسم الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، وفق المسار الذي حدّده لقاء عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

ولكن، وعلى ما تقول مصادر مسؤولة مواكبة عن كثب لهذا المسار لـ«الجمهورية»، فإنّه يمكن لهذه المحاولة أن تنجح إذا ما خرجنا من دائرة الاشتراطات، اذا ما تمّ سلوك طريق التنازل لأجل البلد، فهذا التنازل هو المطلوب من الجميع، وظروف البلد الحالية توجب ذلك. صحيح أنّ حركة الاتصالات عكست ما بدا انّه تجاوب لفظي، فيما المطلوب هو تجاوب جدّي.


ورداً على سؤال، قالت المصادر: «لا نستطيع ان نتحدث عن تشاؤم لأنّ حركة الاتصالات لم تنته بعد، كما لا نستطيع ان نتحدث عن تفاؤل، هناك محاولة تجري لتحصين الداخل، وتجاوز التحدّيات الداخلية وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية، وهناك ايضاً اطراف ما زالت عالقة في دائرة الشروط والتحفّظات، ما يعني والحالة هذه - إنْ لم يتمّ الخروج من هذه الدائرة - أنّ الأمور ستبقى مكانها، وما يجري لا يعدو كونه طبخة بحص».

 


يُشار في هذا السياق الى انّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب التقى في مقر السفارة اللبنانية في واشنطن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق بابرا ليف «التي شدّدت على اهمية الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في الظروف التي يمرّ فيها لبنان».

وما لفت الانتباه في هذا السياق، ما ذكره موقع «اكسيوس» نقلاً عن اثنين من المسؤولين الاميركيين، بأنّ واشنطن تدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية قبل الحل الديبلوماسي.


ونقل الموقع عن هذين المسؤولين، أنّ «البيت الابيض يريد استغلال ضعف «حزب الله» لانتخاب رئيس لبناني جديد». واشار الموقع الى انّ «ادارة بايدن تعتقد انّ هناك فرصة لتقليص نفوذ «حزب الله» وانتخاب رئيس للبنان»، وأضاف انّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ الرئيس ميقاتي انّ الاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية». الّا انّ مصادر حكومية نفت ما اورده الموقع الاميركي، وأن يكون هوكشتاين قد اتصل بالرئيس ميقاتي.

مواجهات شرسة

في موازاة القصف الاسرائيلي الواسع في الضاحية والجنوب وفي البقاع، حيث عمد خلاله الطيران الاسرائيلي إلى قصف نقطة المصنع على الحدود اللبنانية- السورية وقطع السير بالاتجاهين، تبقى العيون مسلطة إلى الجبهة الجنوبية، في ظل استمرار العملية البرية الاسرائيلية، حيث أنّ معلومات المصادر الميدانية المختلفة لا تشي بتطورات نوعية على صعيد هذه العملية، وعدم تمكّن الجيش الإسرائيلي التوغل في اتجاه القرى الحدودية، حيث يتمّ التصدّي له بمواجهات شرسة وكمائن محكمة من «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله». وتحدث الإعلام الاسرائيلي عن اصابات في الجيش، وتحدث موقع «حدشوت بزمان» العبري عن إخلاء جنود مصابين في معارك جنوب لبنان الى مستشفى هداسا عين كارم.

واشارت المعلومات الأمنية، الى أنّ المواجهات ما زالت محصورة ضمن النقاط ذاتها في محاور كفر كلا والعديسة ومارون الراس ويارين.

كل ذلك يجري في وقت لم تتوقف فيه صفارات الانذار التي دوّت بشكل متواصل في مستوطنات الشمال وصولاً الى العمق الاسرائيلي، جراء القصف الصاروخي العنيف من قبل الحزب، الذي وصل بالأمس، إلى مختلف المستوطنات القريبة من الحدود، إلى صفد والكريوت شمال حيفا، وصولاً الى قيساريا ومحيطها. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية» انّ تحقيقات تجري لمعرفة ما اذا كانت الصواريخ التي أُطلقت على قيساريا (الخضيرة) أصابت منصّة الغاز في البحر. فيما ذكر موقع «واللا» العبري أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في منزله في قيساريا عندما دوّت صفارات الانذار فيها وهرع الى الملجأ».


وفيما تحدث الإعلام الاسرائيلي عمّا سمّاه «يوماً اضافياً صعباً في جنوب لبنان»، لوحظت في الأجواء ترويجات مريبة، كمثل ما ذكرته قناة «سكاي نيوز» نقلاً عن مسؤول اميركي بأنّ الإسرائيليين سيبقون لبعض الوقت في لبنان»ـ قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية: «إنّ العملية في جنوب لبنان ستستمر حتى ازالة تهديد «حزب الله» وإعادة سكان الشمال»، مشيراً الى أنّ «لدينا المزيد من المفاجآت بعضها نفّذناه وبعضها سننفّذه قريباً». وفي هذا الاطار اعلنت هيئة البث الاسرائيلية انّ الجيش الاسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في جنوب لبنان.


وقال مصدر امني لـ«الجمهورية»: «انّ الاسرائيليين ألزموا انفسهم بهدف اعادة سكان الشمال وإبعاد «حزب الله» إلى ما بعد الليطاني، وهذا امر يبدو أنّه لا يتحقق بسهولة، وربما لن يتحقق جراء عنف المواجهة التي يقوم بها «حزب الله» ضدّ القوات الإسرائيلية المتوغلة.

ولفت المصدر الانتباه، الى انّ «حزب الله» حضّر نفسه جيداً للمواجهة، وهذا ما تؤكّده وقائع الميدان»، الّا انّه لم يستبعد في المقابل ان تكون اسرائيل قد اعدّت نفسها لحرب طويلة». وحذّر من «خديعة، يمكن أن تكون تمارسها في المواجهات البرية، وقال انّه يخشى من ان يكون اداء الجيش الاسرائيلي في المواجهة البرية منذ بدايتها قبل ثلاثة او اربعة ايام، من ضمن سياق تكتيكي، اي الاستطلاع بالنار، كمقدمة لمحاولة إيقاع «حزب الله» في فخ مكلف، والإقدام على خطوات اعنف واكثر شدّة واوسع نطاقاً».

عراقجي يتضامن .. ويهدّد


وبالتزامن مع التطورات الميدانية، وصل وزير الخارجية الايرانية الى بيروت عباس عراقجي، في زيارة وصفها بغير العادية، والتقى الرئيسين بري وميقاتي. كما أجرى لقاءً موسعاً بنواب «حزب الله» حسين الحاج حسن، امين شري، وابراهيم الموسوي، ونواب كتلة «امل» علي حسن خليل، ايوب حميد، غازي زعيتر، قاسم هاشم، ونواباً آخرين بينهم امين عام «حزب الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان والنائب جهاد الصمد.

وقال بعد اللقاء مع بري: «انّه اجرى محادثات جيدة مع الرئيس بري وميقاتي»، واكّد على «وقوف ايران الى جانب لبنان، وهي تدعم مساعيه للتصدّي لجرائم الكيان الصهيوني».

وشدّد على «انّ طهران الى جانب المقاومة، وستبقى كذلك ووجودي هنا خير دليل». وقال: «نحن واثقون من انّ جرائم الكيان ستفشل، ومتأكّدون أنّ الشعب اللبناني سينتصر».

ولفت رداً على سؤال إلى أنّ «هجومنا على الكيان الصهيوني كان دفاعاً مشروعاً عن النفس ووفق مبادئ الامم المتحدة. نحن لم نبدأ الهجوم، ما فعلنا كان رداً على استهداف الاراضي الايرانية وسفارتنا في دمشق والمصالح الايرانية. ولا خطط لدينا للاستمرار الّا اذا قرّر الكيان الاستمرار باستهدافاته لنا. وإذا اتخذ اي اجراء ضدّنا سيكون ردّنا اقوى ومتناسباً وكاملاً ومدروساً».

خامنئي يؤبّن نصرالله

الى ذلك، أقيمت في إيران أمس، مراسم تأبين الامين العام لـ«حزب الله» السيد الشهيد حسن نصرالله، في مصلى الامام الخميني في طهران. وفي كلمة القاها باللغة العربية موجّهة للشعبين اللبناني والفلسطيني، قال مرشد الثورة الايرانية السيد علي خامنئي: «ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في صلاة جمعة طهران».


اضاف: «لقد غادرَنا السيّد حسن نصرالله بجسدِه، لكنَّ نهجه وصوته الصّادحَ، سَيبقى حاضرًا فينا أبدًا»، مضيفًا «إنّ أهمّ رسائل الشّهيد نصرالله قولًا وعملًا، في حياته الدنيويّة، لكم يا شعبَ لبنان، كانت ألّا يساورَكُم يأسٌ واضطرابٌ بغياب شخصيّات بارزة مثلِ الإمام موسى الصدر والسيّد عبّاس الموسوي، وأن ضاعفوا قُدراتكم، وقاوموا العدوَّ».

واكّد انّ «لا أحد يحق له انتقاد اللبنانيين في مساندة أشقائهم الفلسطينيين بالدفاع عن أرضهم». مشدّداً على «الدفاع عن لبنان الجريح المدمع هو واجبنا وواجب المسلمين جميعاً». وقال: «ما نجمَ عن قتل المدنيّين هو تراكمُ الغضب وتصاعدُ دوافعِ المقاومةِ، وظهورُ المزيدِ من الرجالِ والقادة والمضحّين، وتضييقُ الخناقِ على الذئبِ الدّموي، وبالتالي، إزالةُ الكيان الملطّخِ بالعارِ من ساحةِ الوجود، إن شاء الله».

وقال خامنئي: «ما قامت به قواتنا المسلحة هو أقل جزاء للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني»، والجمهورية الإسلامية ستقوم بما هو ضروري بقوة وحزم ولن نتهاون ولن نندفع». مؤكّداً انّ «كل ضربة تنزل بالكيان الغاصب هي خدمة للمنطقة ولكل الإنسانية».

في سياق متصل، بالسيد نصرالله، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر مقرّب من «حزب الله» قوله انّ «السيّد نصرالله دُفن بشكل موقّت كوديعة في مكان سرّي، في انتظار توافر الظّروف الملائمة لتشييع جماهيري، وذلك خشيةً من تهديدات إسرائيليّة باستهداف المشيّعين ومكان دفنه».

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل تُحْكم حصارها العسكري على «الحزب» وتقطع طرق إمداده

فرضت رقابة على المنافذ الجوية والبرية والبحرية

بيروت: يوسف دياب


تستكمل إسرائيل حصارها العسكري على «الحزب»، براً وبحراً وجوّاً؛ فبعد الحظر الذي فرضته على الطائرات المدنية الإيرانية والعراقية، ومنعها من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، على خلفية اتهامها بنقل أسلحة إلى الحزب، أقدمت على إقفال معبر المصنع، الذي يمثّل الشريان البرّي الحيوي، ويربط البقاع اللبناني بريف دمشق في سوريا، بينما تخضع السفن القادمة إلى المرافئ البحرية لرقابة دولية مشددة، سواء من قوات «اليونيفيل» أم من البحرية الإسرائيلية، بينما كان لافتاً كلام لوزير الأشغال العامة علي حمية الذي قال بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري إنه «من الواضح أننا ذاهبون إلى حصار جوي وبري»، على الرغم من أن المطار مستمر بالعمل.

 

ونفذت إسرائيل، فجر الجمعة، غارة على منطقة المصنع في شرق لبنان، على الحدود السورية؛ ما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين البلدين.


وأفاد وزير الأشغال في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسيّة»، بأن غارة إسرائيلية «استهدفت، فجر الجمعة، منطقة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا؛ ما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين البلدين»، مشيراً إلى أن «الطريق الذي يعدّ ممراً رئيسياً للاحتياجات الإنسانية وعشرات الآلاف من اللبنانيين إلى سوريا بات مقطوعاً».

توقُّف حركة العبور

إقفال طريق المصنع أعقب ليلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة المتواصلة على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل «الحزب»، وكانت من الأعنف التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ كثف حملة قصفه الجوي على لبنان في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأدى قطع الطريق إلى توقّف حركة العبور بين لبنان وسوريا بالاتجاهين، ونتيجة الازدحام الشديد أُجبرت السيارات والمركبات على العودة من حيث أتت، واضطُرَّ مئات النازحين إلى الانتقال سيراً على الأقدام من لبنان إلى سوريا، وبالعكس.


وتتهم إسرائيل «الحزب» بنقل أسلحة من حليفته سوريا إلى لبنان عبر هذا الطريق.

حصار عسكري

رأى الخبير العسكري، العميد سعيد القزح، أن قصف معبر المصنع «يؤشر إلى أن إسرائيل مصممة على إحكام حصارها العسكري على (الحزب)»، مؤكداً أن «قطع هذا الطريق الرئيسي الذي يربط لبنان بسوريا، قد يكون مقدمة لإقفال كل المعابر التي يمكن أن تشكِّل خطوط إمداد للحزب». وقال القزح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تعلن إسرائيل فرض حصار عسكري على (الحزب) فهذا يعني أنها وضعت كلّ قنوات الإمداد تحت المراقبة المشددة وهدفاً لغاراتها الجوية، وبدأت ذلك مع حظر هبوط الطائرات المدنية الإيرانية والعراقية في مطار بيروت الدولي، ثم انتقلت إلى قصف المعابر البرية غير الشرعية في مناطق القاع والقصر في البقاع اللبناني، كما عمدت إلى استهداف شاحنات، زاعمة أنها تنقل صواريخ وأسلحة للحزب».

ولا يقف الحصار الإسرائيلي عند حدود لبنان، بل أبعد من ذلك كثيراً. وأوضح العميد القزح أن «تتبُّع إسرائيل مسار أسلحة (الحزب) يبدأ من معبر البوكمال عند الحدود السورية – العراقية، ويشمل كل الأراضي السورية. فالإسرائيلي يرى أن لبنان وسوريا ساحة واحدة، كما أن الأخيرة تعدّ الحديقة الخلفية للحزب، الذي يحوز مخازن للأسلحة ومصانع للصواريخ والمسيّرات، خصوصاً في منطقة مصياف التي نفّذت فيها القوات الإسرائيلية عملية إنزال جوي قبل أسابيع».

الموانئ تحت الرقابة

ومع أن إسرائيل لم تفرض حصاراً بحرياً، ولم تغلق حركة الملاحة أمام السفن القادمة إلى الموانئ اللبنانية، فإنها تضع كل الموانئ تحت الرقابة المشددة.

وقال القزح: «كلّ السفن القادمة إلى لبنان تخضع للرقابة، وأحياناً التفتيش، من قبل القوات البحرية التابعة لقوات (اليونيفيل) وضمن تطبيق القرار 1701، وقد تُضطر البحرية الإسرائيلية إلى اعتراض بعض البواخر الآتية إلى لبنان»، مؤكداً أن «(الحزب) سيتأثر سلباً بالحصار العسكري، خصوصاً إذا طال أمد الحرب».

وقال: «صحيح أن الحزب يمتلك ترسانة كبيرة، لكن إذا بدأ الاجتياح البرّي واضطُرَّ إلى استخدام قوّة نارية هائلة، وإذا بقي الحصار محكماً ولم يعوّض الأسلحة التي يستخدمها، فإن ذلك سيؤثر في قدراته التسليحية، وهذا سيظهر مع تقدُّم الوقت».

«الحزب»: لدينا ما يكفي

ورغم اعتراف «الحزب» بتأثير الضربات الإسرائيلية على بنيته العسكرية والقتالية، بدءاً من استهداف العشرات من مخازن الأسلحة في جنوب لبنان والضاحية والبقاع، وانتهاءً باغتيال قادته وعلى رأسهم الأمين العام  نصر الله، يؤكد مصدر مقرّب من الحزب أن الحصار العسكري «لن يضعف القدرات العسكرية البشرية والتسليحية». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب «اكتسب خبرات كبيرة في السنوات الأخيرة، وهو يتكيّف سريعاً مع كل هذه التطورات، وسبق له أن مرّ بتجربة قاسية في (حرب تموز) 2006، وخرج منها منتصراً». وأضاف: «لدى الحزب ما يكفي من الاحتياطي الاستراتيجي لخوص حرب قاسية وصعبة تمتدّ أشهراً وربما سنوات».

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الاحتلال لفصل لبنان عن سوريا وضربات موجعة للمقاومة في الجنوب

واشنطن ترفض شروط الوزير الإيراني وتؤكد على إجراء إتصالات للتهدئة

 

تكاد منطقة الشرق الأوسط، تشتعل على وقع  تصعيد اسرائيلي، بالغ الخطورة، مع انضمام المقاتلات الأميركية والبريطانية الى الحرب، وإن كان على جبهة البحر الأحمر واليمن.

ويتمثل هذا التصعيد بغارات وعمليات برية لخرق الحدود الجنوبية، وتدمير الضاحية الجنوبية، إذ قدرت زنة القذائف التي اطلقتها الطائرات الحربية المعادية على مساحة محدودة في برج البراجنة 73 طن من المتفجرات الخارقة والحارقة، في محاولة لاغتيال رئيس المجلس التنفيذي في حزب لله هاشم صفي الدين، وبعض القيادات الأخرى، هذا فضلا عن امتداد العمليات الحربية العدوانية الى شرق لبنان، فقطعت الأوستراد البري عند نقطة المصنع، الذي يربط لبنان وسوريا، وعليه تمر الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، وعمليات التصدير والاستيراد، الامر الذي حمل وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، بعد لقاء الرئيس نبيه بري للتحذير من بوادر حصار بري وجوّي وبحري على  لبنان، فضلاً عن تدمير المؤسسات الصحية التي تقدم خدمات الانقاذ والاسعاف، اذ نعت الهيئة الصحية الاسلامية 11 مسعفاً استهدفوا في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، فضلا عن استهداف المستشفيات العاملة في الجنوب، فوجهت انذاراً لـ 4 مستشفيات عاملة في الجنوب، واستهدفت مستشفى تبنين بمسيرة معادية، ووجهت انذاراً لمستشفى ميس الجبل، في حين جرى تكذيب ما اذا كان مستشفى صلاح غندور ومستشفى آخر قد اوقف العمل فيها.. مع اضطرار مستشفى مرجعيون الحكومي للتوقف عن العمل.

ورفض الاحتلال الاسرائيلي اعطاء الإذن لطواقم الاسعاف للدخول وإجلاء الاصابات من مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل.

يشار الى ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ماثيو ميلر، ان «إدارة بايدن لا ترى مانعاً من تواصل اسرائيل هجماتها البرية والجوية على حزب لله في الوقت الحالي».

وحسب دبلوماسي لبنان، فإن موقف هوكشتاين جاء في إطار رفض الشروط الثلاثة التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني.

وزير الخارجية الإيراني: 3 شروط لوقف النار

دبلوماسياً، كانت المواقف التي نقلها وأعلنها من بيروت وزير الخارجية الايراني  عباس  عراقجي، بعد زيارة التقى خلالها الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ان وقف النار يحتاج لموافقة حزب لله، ويجب ان يأتي بالتزامن مع وقف اطلاق النار في غزة، وان يكون راعياً لحقوق الشعب اللبناني.

واعلن عراقجي دعم ايران لمساعي لبنان للتصدي لجرائم الكيان الاسرائيلي،  مؤكداً وقوف بلاده الى جانب لبنان، وستبقى الى جانب المقاومة، معتبرا ان وجوده في بيروت في ظل هذه الظروف الصعبة، حيث تقصف بيروت خير دليل على الدعم.

وفي السياق، اجرى الرئيس ميقاتي سلسلة اتصالات ديبلوماسية من أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والاغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى. وأكد رئيس الحكومة» ادانته ما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانيّة المتبعة».

كما تلقى رئيس الحكومة اتصالا من وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي الذي جدد «تأكيد دعم مصر الكامل والمستمر للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.

مشدداً على ان مصر تتصل بكل الاطراف لخفض التصعيد ووقف النار، وقد اتصل الوزير عبد العاطي بنظيره الفرنسي، وتم التأكيد على اهمية وقف النار، مع عودة الوزير الفرنسي الى بيروت مطلع الاسبوع.

كما تلقى ميقاتي اتصالا من نائب رئيس الوزراء الاردني ايمن الصفدي، جدد وقوف المملكة الاردنية الى جانب لبنان.

الرئاسة

على الصعيد الرئاسي، نفى المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي ان يكون آموس هوكشتاين اجرى اتصالا معه يتعلق بالجهود الدبلوماسية وأولويات الرئاسية.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين اميركيين قولهم ان الموفد الأميركي هوكشتاين ابلغ الرئيس ميقاتي ان مقترح واشنطن للتوصل الى حل دبلوماسي اصبح خارج الطاولة.

وحسب دبلوماسي لبناني فإن موقف هوكشتاين جاء في اطار رفض الشروط الثلاثة التي اعلنها وزير الخارجية الايراني.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية من أجل التوصل إلى اتفاق كبير بعناوين أساسية ابرزها العمل على وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار ١٧٠١ ووضع أسس في ملف النازحين من المناطق والبلدات جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان، كما العمل على انتخاب رئيس توافقي، مسيرة إلى أن هذه الحركة متواصلة من أجل التقدم نحو مبادرة وطنية تحظى بالأجماع.

وقالت هذه المصادر أن الاسراع في التوصل إلى مبادرة يجمع عليها الأفرقاء يتيح العمل على الخطوات المطلوبة للأنقاذ مؤكدة أن العمل متواصل من أجل التفاهم والخروج به إلى الداخل والخارج على حد سواء على أن الأولوية هي وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن .

واعلن رئيس تكتل لبنان القوي انه لا يقبل «باستغلال نتيجة وضع عسكري خارجي، وفرض رئيس على لبنان»، مشيرا: لا مشكلة لدينا في مضمون البان الذي صدر عن الاجتماع الثلاثي، اما في الشكل فكان مستفزاً بالنسبة للكثير من اللبنانيين، مؤكدا: لا نمنع وصول رئيس، لان وجوده افضل من غيابه..

واكد: نحن في  مواجهة اسرائيل التي تاريخها معروف مع لبنان، وشعوب المنطقة وهي خارج كل القوانين الدولية.

موقف القوات من المبادرة الرئاسية

وواصل عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور جولاته على كتل المعارضة النيابية والتقى امس «كتلة تجدد» لعرض «خريطة الطريق» لوقف العداون الاسرائيلي وانتخاب رئيس للجمهورية، واعلانه «أن قاعدة القناعة تتوسّع من أجل المساعي المبذولة لوقف اطلاق النار وكسر الجمود الرئاسي. وأملنا في تحويل الأفكار إلى مبادرة وطنية شاملة ونستدرج مبادرة خارجية لوقف الحرب في لبنان والمطلوب طرح صيغة وطنية للخروج من الأزمة».

وقال ابو فاعور مساء: لا نية بتغييب الفريق المسيحي عن اللقاءات، ونحن في أقرب مسافة إلى إمكان انتخاب رئيس، وحتّى اللحظة لم يتمّ الدّخول بأيّ إسم من الأسماء.

قالت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» في بيان: عندما تمّت مراجعة «القوات اللبنانية» وبعض قوى المعارضة بخصوص احتمال انتخاب رئيس للجمهورية، تلقفّت الأمر فورًا اعتقادًا منها أنّ من كان يعطِّل عاد إلى رشده وتراجع عن تعطيله أمام هول ما يحدث في البلد، فأرسلت الأجوبة الإيجابية بانتظار المسار الأخير المتمثِّل بتحديد جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، ولكن ما إن أبدت «القوات» والمعارضة كل إيجابية، كالعادة، حتى راح الفريق الآخر يتراجع شيئًا فشيئًا، بدءًا بربط الانتخابات الرئاسية بوقف إطلاق النار، مرورًا بشرط تأمين توافق 86 نائبًا، وهذا أمر مستحيل، وصولا الى اعتبار النائب السابق سليمان فرنجية توافقيًّا، وهذا فضلا عن تأكيد عدّة مصادر من «حزب لله» أنّ الوقت الحالي ليس وقت الاستحقاقات الدستورية ولا الملفات السياسية، إنما الوقت هو للميدان».

وختم: رأفة باللبنانيين الذين فقدوا حبيبًا وقريبًا ودمّرت منازلهم ويعانون من قهر التهجير والمأساة التي ألمّت بهم، وبالتالي رأفة بهؤلاء كلهم فإن الوقت ليس للتعطيل ولا لمسرحيات التذاكي، إنما الوقت لإخراج لبنان واللبنانيين من هذه المأساة، والخطوة المطلوبة على هذه الطريق تكمن في الدعوة الفورية إلى جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

واوضح مصدر مسؤول الاعلام في «القوات» لـ«اللواء»: نحن جاهزون دوماً لإنتخاب رئيس، وقيللنا ان هناك اجواء ومناخات ايجابية وانه قد تم التراجع عن هذه المقولة غير الدستورية بإلزامية الحوار قبل الانتخابات، ورحبنا بها لمناخ لكن فوجئنا بثلاث عقبات اولها ربط الانتخابات بوقف اطلاق النار في الجنوب ولا ادري ما هي علاقة لبنان بما يريده نتنياهو، وثانيا شرط توفير نصاب 86 نائباً. لماذا هذا الشرط؟ لنذهب الى جلسات مفتوحة بدورات متتالية، ثالثا عودة الكلام عن ان الوزير سليمان فرنجية هو مرشح توافقي، ما يعني ان الذي يعرقل ما زال يعرقل.


وحول رغبة الرئيس بري بتوفير نصاب اغلبية لإنتخاب الرئيس بحجم اصوات وازن، قل جبور: نحن لا نعارض النصاب وليأتِ رئيس بمئة او 120 صوتاً، المشكلة تكمن في وضع عقبة انتظار توفير حضور86 نائباً، يعني  كالقول بطريقة مختلفة انني اريد البدء بالحوار قبل الانتخاب. لذلك نقول فلنذهب الى جلسة انتخابية مفتوحة والنواب تلاقون ويناقشون ويتوافقون على اسم يمكن التقاطع عليه في دورات متتالية وقد يحصل على 120 صوتاً وليس 86 صوتاً ولتأخذ الدينامية النيابية الديمقراطية مداها، معتبرا ان الرئيس بري يخرج بأفكار الهدف منها تأخير الاستحقاق الرئاسي. هل ينص الدستور على انه يجب التوافق على توفير 86 صوتاً او التزامية الحوار؟ تحذير المودعين

مالياً، وجهت جمعية المودعين ما يشبه الانذار لجهة استعادة الودائع وفي كتاب وجهته لحاكم مصرف بالانابة وسيم منصوري بالتحرك «لتحرير ودائعنا فوراً، فإننا سنختار الموت بكرامة، فهو اشرف لنا من حياة المذلة التي قد ختموها علينا».

الوضع الميداني

على الأرض، راوح الوضع الميداني على حاله من العدوان الاسرائيلي الهستيري على لبنان من بيروت الى الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وكان جديده امس، غارت عنيفة جدا على الضاحية وغارة على نقطة المصنع الحدودية ادت الى قطع طريق بيروت دمشق الدولية، فيما تركز العدوان ايضا على  استهداف المستشفيات التي خرجت اربع منها من الخدمة بينها مستشفى السان تيريز في الحدث نتيجة عنف الغارات حولها،واستشهد 11 مسعفا امس، من مستشفى مرجعيون الحكومي ومركز بلدة شقرا الطبي ومركز خربة سلم الاسعافي نتيجة الغارات التي طالت ايضا مستشفى صلاح غندور في بنت الجبيل وادت الى اصابة8 من الطاقم الطبي.

وقد رفض  العدو إسرائيلي طلب قوات اليونيفيل واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى مستشفى صلاح غندور لإجلاء المصابين.

في هذه الاثناء  خاضت المقاومة بعد ظهر امس مواجهات مباشرة مع قوات العدو حاولت التسلل الى بلدتي يارون ومارون الراس وفجرت بالقوات المتقدمة عبوات ناسفة وامطرتها بالقذائف الصاروخية والمدفعية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: في الأيام الأربعة الأولى من العملية في جنوب لبنان، أدرك الجيش الإسرائيلي أن عناصر حزب لله لا يعتمدون على إطلاق النار من مسافة بعيدة، وقد أبلغ المظليون بالفعل عن 6 مواجهات من مسافة قريبة. وهم يخوضون معارك وجهاً لوجه مع جنود الجيش الإسرائيلي، الذين دخلوا جنوب لبنان.

واطلق حزب لله اكثر من 180 صاروخا، حسب المصادر الاسرائيلية.

وليلاً، استمرت العدوانية الاسرائيلية باستهدافاتها، وسجلت غارات استهدفت بلدات بوداي وايغات وسرعين والبني شيت وتمنين التحتا في البقاع.

وسجل قصف مدفعي على العديسة، كفر كلا، والخيام وسهل مرجعيون، وحلقت الطائرات المعادية على علو منخفض في اجواء جبيل وكسروان.

واعلنت المقاومة مقتل  جنود اسرائيليين قرب الحدود، بعد استهداف آلياتهم ودباباتهم في سهل مارون الراس ومحيط موقع المالكية، وكريات شمونة ورويسات العلم والجليل من مستعمرة المطلة الى صفد.

وليلاً، اعلن الجيش الاسرائيلي اننا ما زلنا نقيم الضرر الناجم عن استهداف «مقر مخابرات حزب لله في بيروت مساء امس».

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

واشنطن تشّرع دخول وبقاء جيش الاحتلال لـ«فترة» في لبنان

 المخطط الإسرائيلي لاستهداف مناطق محددة: تهجير ممنهج لتفريغ السكان!

 أكسيوس: الولايات المتحدة وفرنسا تدعمان العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية – نور نعمة

 

تمكن الحزب من لملمة جراحه بسرعة فائقة بعد الضربات القاسية التي وجهتها «اسرائيل» له تحديدا باغتيال الشهيد السيد نصرالله الا ان مقاتلي المقاومة ابدوا جهوزية عالية في دحر العدو الاسرائيلي الذي يحاول التوغل بريا في جنوب لبنان. فان ابطال المقاومة احبطوا اي تقدم بري اسرائيلي على الحدود سواء من العديسة ومارون الراس ويارون وكفركلا مكبدين الجيش «الاسرائيلي» خسائر كبيرة في صفوفه حيث كانت حصيلة الجنود القتلى كبيرة الى جانب اصابة اخرين بجروح بالغة في اول يومين من عملية التوغل.

 

هذا الامر يؤكد ان المقاومة لديها خطة عسكرية برية في افشال الجيش «الاسرائيلي» من احتلال اراض وقرى لبنانية حتى ان اوساطا سياسية لفتت الى ان الحزب يريد ان تاتي الفرق «الاسرائيلية» بريا لان الحزب يقاتل من ارضه ومن موقع قوة ويتميز بقدرة قتالية مميزة اما جيش الاحتلال فلا يتمتع بريا بتفوق عسكري كبير خلافا لتفوقه في سلاح الجو.

 

فالوقائع على الارض اظهرت ان الجنود «الاسرائيليين» اصطدموا بحائط مقاومي الحزب الذين اظهروا انهم اقوى من الجيش «الاسرائيلي» في الميدان والايام المقبلة ستثبت اكثر فاكثر هذا المنحى في الاشتباكات القادمة.

 

اما اللافت فهو دخول فصائل المقاومة العراقية بقوة هذه المرة في مواجهة العدو الاسرائيلي في حين كانت سابقا تقوم بحسابات مرتبطة بالتوازنات الداخلية العراقية والحساسيات الاقليمية. انما اليوم فقد غيرت هذه الفصائل العراقية نهجها في الصراع مع «اسرائيل» بتوجيه ضربة قوية مباشرة للجيش «الاسرائيلي» مستهدفة قاعدة عسكرية في الجولان المحتل عبر مسيرة اسفرت عن مقتل جنديين اسرائيليين وجرح 45 اخرين.

القطبة المخفية وراء العدوان الاسرائيلي المنهجي على الضاحية!

 

بموازاة ذلك، لا ينكر احد من المراقبين مواصلة الطيران الحربي الاسرائيلي تنيفذ مجازر بحق المدنيين اللبنانين وتهجيرهم من قراهم سواء من الجنوب او البقاع او الضاحية الجنوبية في بيروت. فسلاح الجو الاسرائيلي يقصف الضاحية الجنوبية يوميا في النهار وفي الليل ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى يوميا ونزوح كثيف الى جانب الدمار الهائل التي تشهده الضاحية.

 

وامام الواقع المأساوي في الضاحية والمناطق المجاورة لها، قال محلل سياسي مخضرم للديار ان العدوان الاسرائيلي على الضاحية يتجاوز مسألة العمل العسكري المزعوم. ذلك ان القصف الجوي مدعوما بالقصف البحري يدمر الابنية بعقلية منهجية تشي بوجود مخطط معين بعيد المدى طبعا الى جانب ملاحقة قيادات الحزب. وتابع المحلل السياسي ان الطائرات المعادية وسعت مجال اعتداءاتها لتشمل الجنوب والبقاعين الغربي والشمالي والضاحية الجنوبية تحديدا، اضافة الى بعض القرى والبلدات خارج ذلك الحيز الجغرافي لكن يسكنها اناس من التيار المؤيد للمقاومة. وعليه، من الطبيعي ان تؤدي المجازر اليومية التي ترتكبها الدولة الصهيونية الى «نزوح» عشرات الالاف من المواطنين خصوصا النساء والاطفال والكبار في السن. وهنا تراهن «اسرائيل» على العامل الديمغرافي كسلاح فعال في معركتها الشاملة ضد لبنان. ولفت المحلل السياسي المخضرم الى وجود مخاطر كثيرة تهدد وحدة المجتمع اللبناني وهي نتاج انماط النزوح وجغرافية الاقامة في المرحلة الحالية. وقصارى القول ان مناطق التواجد الشيعي تلقت وما زالت تتلقى الضربات العنيفة التي اجبرتها على النزوح الى مناطق غير شيعية. وهنا شدد المحلل السياسي للديار ان العدو الصهيوني يستخدم التدمير المنهجي لجعل موجة النزوح الحالية مشكلة كبيرة في لبنان بما انه يخطط لاطالة امد حالة اللجوء بحيث تنشأ بؤر احتكاك وتوتر بين السكان المحليين والسكان «النازحين»! واشار الى ان العدو يعمل جاهدا على ان تصبح اوضاع النازحين الشيعة في لبنان «لغما موقوتا» قابلا للتفجيرعن بعد انما اذا تعامل محور المقاومة وحلفائه بجدية مع النازحين فيكون قد احبط سلفا مشروعا صهيونيا لاشعال نار الفتنة بين اللبنانيين.

المرشد الايراني علي خامنئي: الشهيد نصرالله كان نصيراً للحق

 

من جهته، قال المرشد الايراني علي خامنئي في خطبة الجمعة ان من حق الشعوب الدفاع عن ارضها وسيادتها امــام المحتلين متابعا انه من واجب الحزب الدفـاع عن غزة.

 

واضاف: «الشهيد السيد نصرالله كان نصيرا للحق واهم رسائله كانت عدم اليأس والاضطراب لغياب القادة». واشار الى ان كل ضربة تنزل بالكيان الغاصب هي خدمة للمنطقة ولكل الانسانية.

 

وتوجه بالقول :» يا اهلنا المقاومين في لبنان وفلسطين، ايها الشعب الصبور الوفي، هذه الشهادات وهذه الدماء المسفوكة لا تزعزع عزيمتكم بل تزيدكم ثباتا».

البنتاغون: الجيش «الاسرائيلي» سيبقى لفترة في لبنان

 

في غضون ذلك، اكد البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) ان الجيش «الاسرائيلي» سيبقى لفترة في لبنان وتلاه اعلان وزارة الخارجية الاميركية ان ادارة بايدن ترى من المناسب لـ «اسرائيل» ان تواصل هجماتها البرية والجوية على الحزب في الوقت الحالي مضيفة انه من المستحيل تحديد المدة الزمنية للدولة العبرية لتحقق هدفها الذي هو تدمير البنية التحتية للحزب في جنوب لبنان «من اجل اعادة مستوطنيها الى الشمال».

 

وهنا قالت مصادر ديبلوماسية للديار ان الولايات المتحدة كشفت بشكل واضح واستفزازي ان ما تقوله الحكومة «الاسرائيلية» بان العملية البرية في جنوب لبنان ستكون «محدودة» ليست سوى كذبة «اسرائيلية» تضاف الى باقي الاكاذيب والنفاق «الاسرائيلي» والاميركي» التي يدركها جيدا الحزب وكذلك الشعب اللبناني.

 

ورات هذه المصادر الديبلوماسية ان تشجيع واشنطن لتل ابيب بابقاء جيشها لفترة في لبنان ( في حال دخل الى الجنوب) انما تؤجج الصراع لا بل تفجره اكثر فاكثر اخذة المنطقة الى الهاوية.

 

رئيس المخابرات البريطاني السابق: اسلحة الحزب الدقيقة بعيدة عن متناول القوات البرية «الاسرائيلية»

 

وفي سياق متصل، قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية البريطاني MI6 جون سوارز لصحيفة «فياننشال تايمز» انه: « من الصعب إضعاف الحزب فقط من خلال الضربات الجوية، حيث إن العديد من الصواريخ المتطورة والأسلحة الدقيقة التابعة للحزب موجودة في الشمال، في سهل البقاع، وهو مكان بعيد جدًا بالنسبة للقوات البرية للوصول إليه».

اكسيوس: قائد الجيش يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا رئاسيا

 

على صعيد اخر، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم ان:» قائد الجيش العماد جوزاف عون يحظى بدعم اميركا وفرنسا مرشحا لرئاسة الجمهورية في لبنان.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

واشنطن تعطي الضوء الاخضر لإسرائيل لمواصلة هجماتها البرية والجوية على الحزب

الحل الديبلوماسي ووقف النار بعد تصفية الارهابيين

 

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترى من المناسب لإسرائيل أن تواصل هجماتها البرية والجوية على جماعة الحزب اللبنانية في الوقت الحالي”.

وأشار ميلر، في إفادة صحافية دورية، إلى أن “طبيعة جميع الصراعات متغيرة وغير متوقعة وبالتالي من المستحيل تحديد المدة التي قد تستغرقها إسرائيل لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في تدمير البنية التحتية لـ”الحزب” في جنوب لبنان، وهو ما يسمح لها بإعادة الإسرائيليين النازحين من منازلهم بسبب إطلاق الصواريخ المستمر منذ أشهر.

ولفت إلى “نريد في نهاية المطاف أن نرى وقفا لإطلاق النار وحلا ديبلوماسيا، ولكننا نرى أن من المناسب أن تقوم إسرائيل، في هذه المرحلة، بقتل الإرهابيين”.

وكشف ميلر أن “مسؤولين أميركيين ناقشوا مع إسرائيل أهدافها في الصراع مع “الحزب”، والتي تتضمن في الوقت الحالي تنفيذ “عمليات توغل محدودة” في لبنان مع استهداف مسلحي الحزب بضربات جوية”.

وأضاف “نحن جميعا هنا ندرك تماما تاريخ إسرائيل الطويل في بدء ما وصف في حينها بعمليات محدودة عبر الحدود اللبنانية لتتحول إلى شيء مختلف تماما.. تحولت إلى حروب واسعة النطاق وفي بعض الأحيان احتلال”، مضيفا أن الولايات المتحدة ستراقب كيف يتطور الصراع وتقيم الموقف باستمرار”.

وقال ميلر “لا أعرف ماذا سيحدث. ويمكنني القول إن الإسرائيليين ربما لا يعرفون ماذا سيحدث في هذه المرحلة. هذا لا يعني أنهم لا يملكون خطة. هذا لا يعني أنهم لا يملكون أهدافا. هذا يعني أن الصراعات لا يمكن التنبؤ بها”.

وفي السياق، قال مسؤول في البنتاغون “ان الاسرائيليين باقون في لبنان لفترة من الوقت”، مؤكدا “التنسيق مع الاسرائيليين بشأن خطط الرد على ايران ووضع ضوابط عليها”.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram