غيابك ..او غياب المشروع
كأنك واقفٌ على شاهقٍ
من سحيق الزمان البعيد
تومىُّ للعابرين
ان ارتفعوا قليلا كي اراكم
وارى فيكم
املاً لغد ارتسم
في الافق البعيد
حيث القت مراسيها سفن
الراحلين بعيداً بعيداً
ولم يبق منهم
في الذاكرة
الا طيف عابر
تاركين
في شغاف القلب
جرحا لسنا نبرأ منه
او لا نريد
حتى يبقى لنا في الذاكرة
ما يعيد نسج الرؤى
على وقع البدايات
التي راكمتها
خطانا الثابتة
على طريق النهوض الكبير
*
ذهبتَ بعيداً
وابقيت لنا في الذاكرة
لمحاتٍ مؤنسة
في وحشة الغيابْ
فنحن مذ تركتنا
في ضياعٍ وغربةٍ
وذهولْ
معتصمون بالصمت
واي كلام يجدي
في لحظة الموت
المثخن باسرار قاتلة
ابشع من القتل نفسه
*
اضحى الكلام غير مجدي
وكل الشعارات فقدت معناها
فليس غيابك على فداحته
ما يؤلم ويؤرق
بل هو مشروعك
الذي طاولته يد الاعداء
وانت رمز المشروع وكلمته
وصداه
فهل من يقتفي خطاك
ويكمل ما بدأته
فيلتأم عندها جرح غيابك
وتكون شهادتك
تتويجا للمشروعْ
وخروجا نهائياً من الضياعْ ؟!
نسخ الرابط :