رؤيةٌ واعدة بعيدة المنال… هل نستحقّ أن نحلم؟

رؤيةٌ واعدة بعيدة المنال… هل نستحقّ أن نحلم؟

 

Telegram

تحتفل الأمم المتحدة بـ “اليوم العالمي للمدن” في 31 تشرين الأول من كلّ عام وتسلّط الضوء على أهمية المدن في بناء المجتمعات المستدامة. وتحت شعار “المدن الذكيّة التي ترتكز على الإنسان”، يُشكّل هذا اليوم فرصةً لنتأمّل في مدننا اللبنانيّة ونبحث عن طرق لتحسين جودة الحياة فيها. فكيف يمكن أن نجعل مدننا أكثر جاذبية واستدامة؟ وهل يُمكن تطبيق المدن الذكيّة في لبنان؟

تستخدم “المدن الذكيّة التي ترتكز على الإنسان”، التكنولوجيا لتحسين جودة حياة المواطنين، مع التركيز على احتياجاتهم ورفاهيتهم. وتهدف هذه المدن إلى خلق بيئةٍ حضريّة مستدامة ومتكاملة، حيث يُمكن للناس العيش والعمل والاستمتاع بحياتهم بكلّ أريحية.

من الأمثلة البارزة، نذكر مدينة سنغافورة التي تُعدّ من أكثر المدن ذكاءً في العالم وتستخدم التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة والبنية التحتية. مدينة برشلونة أيضاً تستخدم التكنولوجيا لتحسين خدمات المدينة مثل إدارة المرور والصحة والتعليم. بالإضافة إلى مدينة كوبنهاغن التي تهدف لأن تكون خالية من الكربون من خلال استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الضارّة.

ماذا عن لبنان؟ يُمكن تطبيق المدن الذكيّة التي ترتكز على الإنسان من خلال مشاريع عدّة، أوّلها وأهمّها تطوير البنية التحتية مثل الطرقات والجسور والمرافق العامة، لتُصبح أكثر كفاءة واستدامة. وبالإضافة إلى اعتماد التكنولوجيا لتحسين خدمات المدينة مثل إدارة المرور والصحة والتعليم، لا بدّ من تشجيع المشاركة المجتمعيّة في صنع القرار لضمان أن تكون حاجات المواطنين أولويّة.

ومن أبرز الفوائد المُحتملة، تحسين جودة الحياة من خلال توفير خدمات أفضل وبيئة أكثر استدامة، وتعزيز الاقتصاد عبر جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة. كما أنّ البيئة يُمكن أن تتأثّر إيجاباً، من خلال تقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز استخدام الطاقة المتجدّدة.

تُعتبر هذه المدن بمثابة رؤية لمُستقبل لبنان، إلا أنّ هناك تفاصيل مهمّة يجب أخذها بالاعتبار، مثل ضرورة تطوير قدرات المواطنين في مجال التكنولوجيا والابتكار لتمكينهم من المساهمة في بناء المدن الذكية. كذلك، لا يُمكن التّغاضي عن أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتمويل وتطوير مشاريع المدن الذكيّة. لكن أوّلاً، يجب وضع سياسات وتشريعات مُناسبة لدعم تطبيق هذه المدن، مثل قوانين حماية البيانات والخصوصيّة.

يبدو هذا الواقع بمثابة حلم، إذا ألقينا نظرة بسيطة على التحديات التي قد تحول دون تطبيق المدن الذكيّة في لبنان وأبرزها الأزمة الاقتصاديّة الحادّة التي تؤثّر سلباً على القدرة على الاستثمار في مشاريع كهذه. وتتمثّل العقبة الأبرز بالنقص في البنية التحتية الذي تُعاني منه المدن اللبنانية، بالإضافة إلى التحديات السياسيّة الكبيرة.

مع ذلك، هناك فرص واعدة لتطبيق المدن الذكية في بلدنا نظراً لتوفّر الشباب اللبناني المبتكر الذي يمتلك مهارات تقنية عالية، والاهتمام الدولي الكبير بتطوير المدن الذكيّة ما يجذب الاستثمارات والخبرات الأجنبيّة.

نعم هناك يومٌ عالميّ للمدن. على أمل أن يُستحدث يومٌ وطنيّ في لبنان للإنسان، قبل أيّ شيء آخر.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram