افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 25 آذار 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 25  آذار 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

ترقّب نتائج الانتخابات الإسرائيليّة… مبادرة سعوديّة ناقصة حول اليمن… ومساعٍ للتعديل تفويض أميركيّ لمفوّض السياسة الأوروبيّة بإدارة تفاوض سياسيّ لبنانيّ وحول لبنان / زيارات دبلوماسيّة فرنسيّة وسعوديّة إلى بعبدا... والقلق من انهيارات ماليّة وأمنيّة وصحيّة

 

 تتجه الأنظار نحو نتائج الانتخابات الرابعة للكنيست الإسرائيلي لجهة المستقبل السياسي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يخوض معركة وجوديّة يتوقف معها على فوزه مع حلفائه بنصاب 61 نائباً اللازم لتشكيل الحكومة بقاءه خارج السجن وليس فقط بقاءه في المشهد السياسيّ، وكان نتنياهو قد تعرّض خلال جولة مسائيّة في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، لحثّ الناخبين على رفع مشاركتهم قبيل إقفال الصناديق لصاروخ فلسطينيّ سقط قريباً من موكبه، بينما كشفت استطلاعات أوليّة لتصويت الناخبين أدارته القناة الـ 13 العبريّة أن نتنياهو وحلفاءه سيحصلون على 54 مقعداً، بينما يحصل التحالف المناوئ له على 59 مقعداً، ما يبقي البحث في كيفية حصول كل من الفريقين على 61 نائباً مفتوحاً حتى ظهور النتائج النهائيّة خلال اليومين القادمين، انطلاقاً من الفوارق الضئيلة في الأصوات، بعدما سجلت مشاركة 61% من الناخبين، وهي نسبة منخفضة قياساً بسابقاتها وفقاً للقناة.
بالتوازي على المشهد الإقليميّ بدأ المبعوث الأمميّ الخاص باليمن، مارتن غريفيت، مساعي مكوكيّة بين صنعاء والرياض للوصول الى تفاهم على اتفاق لوقف النار، تفتح الباب للحل السياسيّ بعد مبادرة سعودية تدعو لوقف النار المشروط بتثبيته بين الفريقين اليمنيين لتوقف الغارات السعودية الإماراتية، وتتضمن المبادرة قبولاً جزئياً بطلب اليمنيين ربط موافقتهم على وقف النار بوقف العدوان وفك الحصار، خصوصاً فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، فوضعت المبادرة استعداداً لفتح جزئي مشروط للمطار والميناء، وهو ما رفضه اليمنيون، وربطوا توقفهم عن غاراتهم على العمق السعوديّ بالاتفاق الشامل لوقف العدوان وفك الحصار، معتبرين أن الشق اليمني اليمني من الحرب صار مجرد امتداد للمواجهة اليمنيّة مع العدوان السعوديّ الإماراتيّ.
لبنانياً، تناقلت وسائل الإعلام المحليّة الكلام الصادر عن الدبلوماسيّ السابق ديفيد شينكر الذي وضع عنواناً للمستقبل السياسي للبنان وللحكومة، في إطار المواجهة مع حزب الله والتيار الوطني الحر، وتجاهلت البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية الذي يدعو جميع الأطراف السياسيّة الى التوافق للتغلب على خلافاتهم تسهيلاً لتشكيل حكومة تنجز الإصلاحات، وهو ما ربطته مصادر دبلوماسية بالمعلومات التي حملتها نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لجهة دعوة الأحزاب السياسية اللبنانية للوصول الى اتفاق سياسيّ يفتح طريق الإنقاذ، ومنع الانهيار. وقالت المصادر الدبلوماسية إن مفوّض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بات هو الحائز على التفويض الأميركي لإدارة التفاوض اللبناني والتفاوض حول لبنان، من ضمن المهمة التي يتولاها في ادارة التفاوض غير المباشر بين طهران وواشنطن، حول مستقبل الاتفاق على الملف النووي الإيراني، وتعتقد المصادر الدبلوماسية أن الدعسة الفرنسية التي ارتكبها الرئيس امانويل ماركون بالتعهّد بضم السعودية الى المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي كثمن لتسهيل سعودي لمهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ناقصة. وتعتقد المصادر أن حركة بوريل ستكون تحت عنواني حكومة سياسية أو انتخابات نيابية مبكرة بعد استطلاع رأي القيادات السياسية اللبنانية.
في بعبدا استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السفير السعودي وسفيرة فرنسا، في سياق تشاور يراد منه تخفيض منسوب القلق من انهيار وشيك، بعد فشل مساعي تشكيل الحكومة بطريقة دراماتيكيّة يوم أول أمس.
وبقي المشهد الداخليّ تحت تأثير ارتدادات اللقاء العاصف بين رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري وما أعقبه من حرب بيانات وكشف كل الأوراق الحكوميّة ما يُنذر بفترة فراغ حكوميّ طويل لن ينتهي إلا بتدخّل خارجيّ ينتهي بتسوية لا تبدو قريبة في ظل التجاذبات والخلافات والتصعيد على المستويين الإقليميّ والدوليّ.
وإزاء الفشل والاستعصاء السياسيّ في إنتاج حكومة جديدة، برز تحرّك دبلوماسي أوروبي - عربي - خليجي على الخط الحكومي، وشهد قصر بعبدا سلسلة زيارات دبلوماسية أبرزها السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو في القصر.
واستقبل الرئيس عون بحضور الوزير السابق سليم جريصاتي، السفير السعودي وعرض معه التطورات الراهنة والمستجدات الحكومية الاخيرة، إضافة الى شؤون تتصل بالعلاقات اللبنانية - السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، فضلاً عن شؤون إقليميّة راهنة.
وشدّد البخاري بعد اللقاء على "التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه"، كما دعا إلى "ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء". وطالب "جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحّة للشروع الفوريّ بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".
كما أكد السفير السعوديّ على "أهمية مضامين قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته". وشدّد بأن "اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان".
وحملت زيارة البخاري الى بعبدا إشارات ورسائل عدة أبرزها رسالة سلبية الى بيت الوسط لا سيما أن الزيارة جاءت غداة تصعيد الحريري باتجاه رئيس الجمهورية، في وقت لم يزُر السفير السعودي بيت الوسط منذ شهور عدة لا سيما بعد تكليف الحريري. لكن مصادر "البناء" لفتت إلى أن موقف البخاري ليس معزولاً عن سياسة بلاده بل بتوجيهات منها بدليل قراءته ورقة مكتوبة بعد اللقاء.
وفيما أشيع عن توجّه سعوديّ لتقديم مساعدة مالية للبنان لمنع الانهيار في لبنان، قللت المصادر من أهميّة الزيارة لجهة مساعدة لبنان مالياً، وأنها لا تتعدّى الطابع البروتوكولي.
وفي موازاة ذلك، دعت جامعة الدول العربية جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى "إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على إنهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني".
وسُجِل تواصل هاتفيّ بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن "اهتمامه الشديد بالوضع اللبنانيّ وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيداً عن الصراعات". وأبلغ الراعي الأمين العام أن "اللبنانيين ينتظرون دورًا رائداً للأمم المتحدة، لا سيّما أن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدوليّة منذ تأسيسها".
في المقابل زار سفير الكويت عبد العال القناعي بيت الوسط واجتمع إلى الحريري، وعرض معه المستجدّات السياسيّة.
وبعد التصعيد في مواقف الحريري الذي رافق زيارته بعبدا الأخيرة، استكمل نادي رؤساء الحكومات السابقين حملة التصعيد على رئيس الجمهورية، وذلك خلال لقاء عقدوه مساء أمس في دارة الحريري تمّ خلاله عرض لآخر المستجدّات السياسية والأوضاع العامة في البلاد.
وأبدى المجتمعون في بيان تلاه الرئيس فؤاد السنيورة أسفهم واستغرابهم "من التصرّفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن الإطار المألوف واللياقات والأعراف في تشكيل الحكومات في لبنان وتجاوز الرئيس عون لأحكام الدستور وكأن المقصود إحراج الحريري لإخراجه".
ولدى سؤال السنيورة عن خيار الاستقالة من مجلس النواب، أجاب بأن الموضوع غير مطروح.
وفي سياق ذلك، وفي ما تؤكد مصادر تيار المستقبل لـ"البناء" بأن الحريري لن يستسلم للشروط والضغوط التي تمارس عليه من قبل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ولن يخضع للابتزاز ولن يعتذر وسيبقى متمسكاً بالتكليف حتى تأليف حكومة وفق الشروط الفرنسيّة وطالما أنه محصّن بقرار الأغلبيّة النيابية التي سمّته في الاستشارات النيابية". أكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن "ثمة سعياً حثيثاً من رئيس الجمهورية وفريقه لكسر الجرّة مع الرئيس الحريري". وأكد أن "الاعتذار غير مطروح من قبل الحريري". كاشفاً أن "خيارات تيار المستقبل مفتوحة ولدينا اجتماعات قريباً لاتخاذ القرارات المناسبة للفترة المقبلة".
في المقابل استنكر تكتل لبنان القوي "الاسلوب الذي اعتمده رئيس الحكومة المكلّف في التعاطي مع رئاسة الجمهورية مخالفاً الأصول وأبسط قواعد اللياقة، ويرفض كل ما ورد على لسان الحريري من مغالطات مستفزة لجهة اعتباره أن رئيس الجمهورية ليس شريكاً دستورياً في عملية تشكيل الحكومة، ويعتبر أن كلام الحريري مرفوض شكلاً ومضموناً".
وسأل التكتل في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل: "ما المانع من تشكيل حكومة من عشرين أو 22 أو 24 وزيراً اذا كان ذلك يوفّر لها شروط الاختصاص، ويحترم القواعد المتفّق عليها. وبأي منطق يعطي رئيس الحكومة المكلّف جميع الطوائف حق تسمية الوزراء ويمنع ذلك عن المسيحيين وعن رئيس الجمهورية على قاعدة "كلّن بيسمّوا الاّ أنتو".
واعتبر التكتل أن "الهدف الرئيسي للحريري هو حصوله مع الداعمين له على النصف زائداً واحداً في الحكومة وليست المشكلة بالثلث الضامن الذي لم يطلبه أحد اصلاً ويسأل التكتل ما هو السبب الرئيسي لإصرار الحريري على هذه الأكثرية في الحكومة وما إذا كانت لإقرار الإصلاح وفي مقدمّته التدقيق الجنائي؟".
وفي ضوء التصعيد ورفع جدار المواقف بين بعبدا وبيت الوسط، لفتت مصادر "البناء" إلى أن "الوساطات على الخط الحكومي توقفت ولا مبادرات إقليمية ولا دولية ولا محلية والاتصالات مجمّدة وخطوط التواصل مقطوعة حتى إشعار آخر".
وحذّرت المصادر من "تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار الذي لن يتوقف عند سقف معين في ظل الاهتراء السياسي وغياب حكومة فاعلة قادرة على البدء بمسيرة النهوض الاقتصادي والمالي عبر إنجاز الإصلاحات المطلوبة والتفاوض مع صندوق النقد الدولي". كما وحذّرت من استغلال بعض الجهات الاستخبارية والدخول على خط الفراغ والانقسام السياسي والفوضى الاجتماعية وتوتير الوضع الأمني والطائفي والمذهبي لكن المصادر أكدت حرص معظم القوى السياسية على الحد الأدنى من الاستقرار الأمني ريثما يتم الانفراج على المستوى الحكومي".
وفيما عكست عين التينة أجواء سلبية إزاء ما حصل الاثنين الماضي، أشارت أوساط قيادية في حركة أمل إلى أن "الرئيس نبيه بري كان يأمل أن تؤدي مساعي الأيام الأخيرة إلى اتفاق بين الرئيسين عون والحريري على تأليف حكومة لمعالجة الأزمات القائمة لا سيما ارتفاع سعر صرف الدولار ولمواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة لا سيما إنجاز الإصلاحات الضرورية للحصول على الدعم المالي الدولي، لكن للأسف شهدنا تشبثاً بالمواقف وخطوات خاطئة لا تصبّ في مصلحة البلد".
وعن الاجتماع الذي جمع النائب علي حسن خليل ومستشار رئيس المجلس النيابي أحمد بعلبكي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا، لفتت الأوساط إلى أن "اللقاء جاء في إطار التنسيق بين القيادتين ووحدة الصف والموقف في كافة الجوانب والملفات لا سيّما الموضوع الحكوميّ". ونفت الأوساط أن يكون الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد وجّه رسالة إلى عين التينة أو حركة أمل "لكن لا يخلو الأمر من قراءة متباينة من زاوية مختلفة من الطرفين لبعض المسائل التي تشهد نقاشاً لتوحيد الموقف منها". ونفت الأوساط "كل الإشاعات التي تتحدث عن خلاف تكتيكي أو في النظرة من التحرّكات الشعبية في الشارع أو حيال أزمة الدولار والموقف من حاكم مصرف لبنان"، مؤكدة استمرار الاتفاق على الخطوط العامة بين القيادتين لا سيما رفض مبدأ الحياد الذي ينادي به البعض والتأكيد على حفظ دور ووجود المقاومة ووحدة وتماسك الجيش والقوى الأمنية وبناء الدولة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان".
وعن موقف الرئيس بري حيال دعوة السيد نصرالله تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال لفتت الأوساط إلى أن "لا مقومات للحكومة لتفعيل عملها، وقبل بحث هذا الأمر على مستوى المجلس النيابي يحضر السؤال هل الحكومة نفسها والوزراء مستعدّون لتفعيل عملها؟ وبالتالي المشكلة في الحكومة نفسها وليست في مكان آخر".
ونفت مصادر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أي "موقف خاص صدر عن الرئيس المستقيل فلا تناغم أو غيره مع رؤساء الحكومات السابقين". وأكدت "حرص الرئيس على البقاء على مسافة واحدة من الجميع وهو يؤثر عدم الدخول في السجالات السياسية كعادته".
وإذ سجّل سعرُ صرف الدولار في السوق السوداء مساء أمس ما بين 13200 و13450 ليرة لبنانية للدولار الواحد. يعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه اليوم وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنونيّ من دون مبرّر للدولار الأميركي.
وأصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس إعلامًا للمصارف حول آلية التدريب على استخدام المنصّة الإلكترونيّة لعمليات الصرافة.
ولا تزال نار أسعار السلع والمواد الغذائية تحرق جيوب المواطنين، وبعدما فشلت كافة الوسائل الرسمية والشعبية في ثني التجار والشركات المستوردة على وقف الاحتكار والتلاعب بالأسعار، انتشرت دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي الى "أسبوع مقاطعة البيض والدجاج"، بعدما ارتفعت أسعار هذين المنتجين بشكل قياسي، وسجل سعر كرتونة البيض حوالي 40 ألف ليرة، أي أن سعر البيضة الواحدة، تجاوز الـ1000 ليرة، بعدما كانت 3 بيضات تُشرى بهذه الألف!
على صعيد آخر، استجوب المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، الضباط الأربعة الموقوفين في القضية. واستهلّ الجلسة صباحاً باستجواب الرائد في جهاز أمن الدولة جوزيف النداف، ثم العميد في مخابرات الجيش انطوان سلوم، ثم الرائدين في الأمن العام داوود فياض وشربل فواز، وذلك بحضور وكلاء الدفاع عنهم، وبحضور المحامي يوسف لحود عن نقابة المحامين في بيروت التي تمثل جهة الادعاء الشخصي، على أن يستكمل اليوم والجمعة المقبل استجواب باقي الموقوفين في هذا الملف.

 

*************************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

مذكّرة سرية من رياض سلامة لتطبيق الحصار على سوريا: بيروت تختنق ودمشق تردّ بالأوكسيجين

 

مرة جديدة تُثبِت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. رغم ما تعانيه سوريا من كارثة في مواجهة وباء كورونا، لم تتأخر في مدّ يد العون لجارتها التي كادَ "الأوكسيجين" ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك نجِد في الداخل من يفضّل قتل الناس على هذه المساعدة... نكاية لا أكثر
على الرغم من كل الحصار التي تتعرّض له سوريا بفعل قانون العقوبات عليها، وفي ظل تآمر جزء من اللبنانيين ضدها ومقاطعتهم لها، أثبتت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. فرغمَ ما تُعانيه هذه الدولة من أزمة حقيقة في مواجهة وباء "كورونا"، لم تتأخر في مد يد العون لجارتها التي كادَ "الأوكسيجين" ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك وجِد في لبنان من يفضّل موت المرضى على هذه المساعدة…


بمساعدة من سوريا، تلافى لبنان كارثة حقيقية تمثلت في انقطاع مادة "الأوكسيجين" في المستشفيات، وكادت تؤدي الى جريمة جماعية، بطلها إهمال الدولة، وأولى ضحاياها هم عدد من مرضى كورونا الموجودين في غرف العناية الفائقة ويحتاجون إلى أجهزة التنفس. بحسب المعلومات، رفَع وزير الصحة حمد حسن الصرخة، متحدثاً الى الجهات المعنية بضرورة التحرك. رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا، إلا بواسطة الوزير وبعض الجهات اللبنانية التي تربطها علاقات وثيقة مع القيادة السورية. لم تتأخر سوريا في الرد على طلب الوزير حسن الذي زارها بشكل طارئ والتقى نظيره السوري الدكتور حسن الغباش، بهدف إيجاد حل سريع لأزمة نقص الأوكسيجين في المستشفيات في لبنان، بعدما تعذر على باخرة محمّلة بالأوكسيجين تفريغ حمولتها بسبب أحوال الطقس وارتفاع موج البحر. وأسفرت الزيارة عن تأمين ثلاث شحنات من الأوكسيجين، بدءاً من شحنة أولى وصلت مساء أمس، فيما ستصِل البقية خلال ثلاثة أيام، في انتظار أن تكون الباخرة المحمّلة بالأوكسيجين قد تمكنت من الرسوّ وتفريغ حمولتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري، قال حسن إنه "ليس لك عند الضيق سوى الصديق والشقيق، فتمّ الاتصال مباشرة بإخوتنا السوريين الذين لم يتأخروا في إبداء الإيجابية"، مُعلناً تزويد لبنان بـ75 طناً من الأوكسيجين.
وللمفارقة، لبّت سوريا نداء الاستغاثة بها رغم أن لبنان يشارك في خنقها. الخنق المتعمّد يمارسه لبنان بحقها، وبحقه، منذ ما قبل صدور قانون قيصر الأميركي. وأتى هذا القانون ذريعة لتصبح السلطة اللبنانية مجرّد منفّذة للتعليمات الواردة من السفارة الأميركية. وكعادته، يتولى حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الإشراف على حُسن تنفيذ الأوامر الأميركية، تارة بصفته حاكماً للمصرف المركزي، وطوراً بصفته رئيس هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وفي وثيقة سرية أرسلها سلامة بتاريخ 25 شباط الماضي، إلى وزارة الخارجية، ذكّر "الحاكم" السلطات اللبنانية بوجوب الالتزام بقانون العقوبات على سوريا (قيصر)، بعدَ أن أرسلت الوزارة في 15 كانون الثاني 2021 كتاباً إلى هيئة التحقيق التي يرأسها سلامة، تقول فيه إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت كتاباً إلى الوزارة تقول فيه إنها تدرس كيفية معالجة العمليات المرتبطة بتطبيق 3 مواضيع في ظل القانون. وهذه المواضيع هي: شراء الطاقة الكهربائية من سوريا، ربط لبنان بالأسواق العربية عبرَ الأراضي السورية، وتجارة المنتجات الزراعية. وبحسب الخارجية اللبنانية، فإن الجانب الأميركي وافق على طلب لبنان في ما خصّ استثناء التجارة بالمنتجات الزراعية من موجبات القانون. رغم ذلك، ردّ سلامة بالتذكير بالإجراءات التي يجِب على المصارف أن تأخذها التزاماً بما يُسمى "استدراك المخاطر المُحتملة في تعاملها مع المصارف المُراسلة، لا سيما مخاطِر السمعة". كما ذكّر سلامة أيضاً، بأنه سبَق أن أرسلَ في 17 حزيران 2019 كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يُذكّرها بضرورة "اتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة مع السلطات المعنية بخصوص ما وردَ في كتاب السفارة الأميركية عن قيام الحكومة وعدد من شركات النفط الخاصة بتسهيل تزويد النظام السوري بشحنات النفط بما يتعارض مع العقوبات المفروضة على الدولة السورية".
رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا إلا بالواسطة


وكعادتهم، هبّ "جماعة أميركا والسعودية" في لبنان للتعبير عن امتعاضهم من هذه الخطوة، ووصلت معاداتهم لها حدّ تفضيل قتل الناس على قبول المساعدة السورية. من بين هؤلاء نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي أشار في تصريح تلفزيوني إلى أن "هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يُلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة". هارون نفسه الذي يُعدّ من أوائل الذين وقفوا ضد مصلحة سكان لبنان من خلال عدم القيام بواجباته في مواجهة جائحة كورونا، قرر من منطلق سياسي الخروج بنظرية تقول إن لبنان مُكتَف بالأوكسيجين، بما معناه أن الهبة السورية غير ذات نفع. لاحقاً، استدرك نقيب أصحاب المستشفيات الأمر، ليصدر بياناً يوضح فيه أنه "تبيّن لنا أن إحدى الشركات المصنّعة والموزّعة للمادة، اتّصلت مساء (أول من) أمس بوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وأبلغته أنّها تواجه مصاعب في إحضارها من مصادرها، طالبةً منه التدخل سريعاً لحلّ المشكلة. وبالفعل تدخّل الوزير حسن، مشكوراً، لدى السلطات السورية التي تعهّدت تأمين وصول المادّة إلى لبنان في الأيام المقبلة ريثما تتم معالجة الموضوع نهائياً".
في جميع الأحوال، تُشكّل خطوة دمشق أمس رسالة عملية إلى ما يمكن القيام به، على مستويات عديدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات في لبنان، كما في سوريا، صحياً واقتصادياً. الخطوات التي قد يُضطر لبنان، رسمياً أو خارج الإطار الرسمي، إلى اتخاذها في الأسابيع المقبلة، ستخفف بلا شك من حدة الانهيار، أو على الأقل، من سرعة الانحدار نحو القعر.


**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار  

“اوكسيجين الأسد”: التفكك السلطوي الى النهايات

 

بين عهد يمعن في الغرق في تهلكة محاولات فاشلة لإقصاء الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ودفعه بشتى الوسائل الى الاعتذار، وحكومة تصريف اعمال أنهكها طول مدة التقاعد النهائي التي استنزفت قدراتها وتركيبتها القاصرة أساسا عن مواجهة أعتى مرحلة مصيرية يمر بها لبنان، ووزارات باتت اشبه بسلطات ذاتية مفككة كل منها تتبع اجندة خاصة بفريق وزيرها او بسياساته الشخصية، بين هذه كلها تسللت أمس الى المشهد الداخلي عراضة دعائية مكشوفة وباهتة حملت عنوان تعويم بشار الأسد من بوابة هبة “اوكسيجين” إنسانية استشفائية مزعومة. هذه العراضة التي جرى إخراجها وتنفيذها بين وزير الصحة حمد حسن ونظيره لدى النظام السوري حسن الغباش من خلال توظيف مفاجئ لعدم التمكن من افراغ سفينة تنقل حمولة اوكسيجين للمستشفيات والاستعانة بمعونة سورية عاجلة، جاءت لتكشف مرة جديدة حالة التفكك التي باتت تعتري حكم العهد والأكثرية الراهنة، اذ ان وزراء آخرين قاموا في الفترة السابقة بزيارات مرتجلة وغير منسقة وخارجة عن اطار قرارات مجلس الوزراء قبل استقالة الحكومة، فيما غلب امس على هذه الخطوة طابع افتعال متعمد من خلال السرعة التي اتسمت بها حركة وزير الصحة بزيارة دمشق والتذرع بشكر سلطاتها على الكرم الحاتمي الذي أغدقته على لبنان فيما هي أي دمشق تمنع تصدير الأوكسيجين لحاجتها الملحة الى المادة في عز استفحال انتشار كورونا في سوريا. ولكن بدا من الصعوبة البالغة الأخذ بهذه الذرائع التي كذبها بداية نقيب أصحاب المستشفيات بتأكيده وجود معملين كبيرين للاوكسيجين يكفيان للحاجة الداخلية قبل ان تصدر النقابة (التي غاب نقيبها سليمان هارون عن السمع) مساء بيانا يبرر الخطوة بمواجهة احدى الشركات المصنعة للمادة مصاعب بإحضارها من مصادرها.

كما يصعب التعامل معها بمعزل عن الخلفيات السياسية التوظيفية لهذه العراضة وتوقيتها في وقت يتعرض رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب نفسه لضغوط متنامية من الفريق السياسي الذي ينتمي اليه وزير الصحة أي “حزب الله” الذي نادى سيده علناً الأسبوع الماضي باللجوء الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال، واضطر دياب امس بالذات الى اصدار بيان “توضيحي” حمّال اوجه من هذا الموضوع. كما ان النظام السوري نفسه لم يفوت فرصة توظيف الزيارة، فاعلن على لسان وزير الصحة لديه ان “الزيارة بذاتها هي رسالة سياسية مهمة”. واذا كان العهد، بمسؤوليته عن ضبط إيقاع الدولة، لا يرى راهنا لا الانهيارات المتلاحقة ولا التفكك الهائل في واقع الدولة لان جلّ همه وأولياته استنباط الخطط اليومية لإنهاك الحريري وتعويض إخفاقاته ولا سيما منها الأخيرة في تأليب الدول المؤثرة وتحديدا السعودية على الرئيس المكلف، فأي حرج على حكومة مستقيلة مفككة يستقل فيها الوزراء بسياسات متفردة ويفتحون ديبلوماسيات خاصة بهم ؟

 

حركة السفير السعودي

في أي حال ومع عودة تحكم الشلل السياسي بواقع الازمة الحكومية اثر الاجتماع المتفجر الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري، تتجه انظار الأوساط الديبلوماسية والسياسية الى ما قد يصدر من توجهات ومواقف أوروبية وأميركية مشتركة محتملة حيال لبنان، في ظل مبادرة فرنسا الى طلب طرح الواقع اللبناني على الاجتماع الذي يعقده قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم وغدا عبر الفيديو والذي سيشارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن.

اما ابرز ما سُجّل داخليا امس، فكانت حركة لافتة للسفير السعودي وليد البخاري الذي التقى امس في مقر اقامته في اليرزة تباعا سفراء كل من فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا والكويت عبدالعال قناعي. واتسم هذا التحرك  بأهمية لافتة لكونه جاء غداة زيارة السفير البخاري الى قصر بعبدا بناء على طلب رئيس الجمهورية والذي حاولت بعض الجهات تصوير ظروفه ونتائجه على غير حقيقتها، الامر الذي عكس ثبات ثوابت السعودية من الوضع في لبنان كما اعلنها السفير السعودي من بعبدا بالذات بمعزل عن أي محاولات لاستغلال الزيارة في اهداف العهد حيال الازمة الحكومية وشخص الرئيس الحريري.

وكان السفير البخاري اعاد امس نشر تغريدة تفيد بأن زيارته بعبدا “جاءت بعد 3 نداءات ملحّة ومتكررة من القصر”. وبذلك، تقول مصادر ان البخاري استكمل عملية إحباط مخطط الرئاسة الاولى لتصوير المملكة في خندقها.

 

دياب وتصريف الاعمال

وفي ظل انعدام الامال بتشكيل وشيك ومطالبة رئيس حكومة تصريف الاعمال بتفعيلها، اطل الرئيس حسان دياب ببيان اكد فيه “إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة. وإن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الذي يمتلك حصرا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقا. أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة”. وقال إن “الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر. تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون جميع المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية”.

من جهتها، أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة، في بيان، ان “تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل”. وشددت على “أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع بعبدا”،ولفتت الى ان “حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء ما من شأنه أن يُطيل عمر الحكومات، والإعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لإطالة عمر أي حكومة، وبناءً عليه نطلب من الجميع مراعاة أصول الحكم”.

 

بكركي

في غضون ذلك ظلت بكركي محور لقاءات كثيفة وكان من ابرز زوارها امس  الوزير السابق نهاد المشنوق الذي ابرز دور بكركي التي “اصبحت المرجعية الوطنية والمشروعية الوطنية الوحيدة الباقية في لبنان وسط انهيار كل المؤسسات”. وأعتبر ان “لبنان اليوم دولة محتلة شرعيته ومحتلة سياسته، والامل الوحيد والاساسي أن هناك احرارا كثرا يدعمون سيدنا في مبادرته وخطواته وحركته وهذا الامر سيزيد ولن ينقص”. وقال “تم الحديث مفصلا عن مسألة استقلال لبنان الثالث، وضرورة وقوف القوى السياسية الى جانب مبادرة سيدنا سواء في مسألة الحياد أو المؤتمر الدولي. للحظة هناك من يعتقد ان هذه الامور بعيدة المنال، ولن تحدث، أما أنا فمتأكد من انها ستحدث وهذا هو الخيار الوحيد امامنا لتحرير لبنان من الاحتلال السياسي الايراني، ولا خيار آخر”.

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

بكركي مقرّ “الشرعية” ونقطة ارتكاز “الاستقلال الثالث”

دياب “يتمرّد” على نصر الله: “مين باعك بيعو”!

 

بخلاف ما يحاول جاهداً محور الممانعة تظهيره من صلابة وانتصارات وفتوحات مترامية في المنطقة، لم تعد خافية المؤشرات الدالة على عمق الأزمات التي يكابدها هذا المحور على امتداد الإقليم، حيث يتكرر المشهد نفسه في مختلف الساحات الواقعة تحت سطوته، إفلاساً وجوعاً وانهيارات متدحرجة، اقتصادياً ومعيشياً ومالياً، من طهران إلى صنعاء ودمشق وبيروت… إلى درجة بلغ معها “حزب الله” مرحلة مشهودة من العجز والتخبط على مستوى إدارة الأزمة الطاحنة التي تتهدد ركائز سلطته في لبنان.

 

عملياً، لا يزال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “مايسترو” المنظومة الحاكمة بلا منازع، ولا تزال ترسانة سلاحه الضابط الأكبر لإيقاع هذه المنظومة، لكن مع تعاظم حجم الاهتراء الضارب في البنية التحتية لأرضية حكمه، بدأت علامات التضعضع تتجلى على “غرفة التحكم والسيطرة” التي يديرها في البلاد، فلم يعد “وهج السلاح” قادراً على رصّ الحلفاء في نظام مرصوص… كما حصل حيال إطلالة السيد حسن نصرالله الأخيرة التي سرعان ما ذبل زرعها فحصدت خيبة “أمل” في عين التينة مع انتفاضة الرئيس نبيه بري لمكانته، رافضاً سياسة “الإملاء” عليه في الملف الحكومي و”التعليم” عليه في قضية حاكم المصرف المركزي، وصولاً بالأمس إلى “تمرّد” رئيس حكومة 8 آذار حسان دياب على تعليمات نصرالله بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

 

فعلى قاعدة “مين باعك بيعو”، رأت مصادر سياسية أنّ دياب “لم يفوّت الفرصة في رد الصاع صاعين لقوى الثامن من آذار التي تخلت عنه بعد انفجار المرفأ، وقد وجد في ورقة “تصريف الأعمال” ضالته المنشودة، فكانت ورقته الرابحة للتقرّب من نادي رؤساء الحكومات والبيئة السنية عموماً، وللانتقام في الوقت عينه من قوى السلطة التي باعته وحكومته بثمن سياسي بخس واليوم عادت لتطالبه بإعادة تعويمها”، لافتةً إلى أنّ جواب رئيس حكومة تصريف الأعمال أمس أتى رداً غير مباشر على نصرالله ليقول له ما مفاده: “حلّوا مشاكلكم بعيد عنّي”، معيداً الكرة إلى ملعب الأكثرية النيابية بتشديده على أنّ “المشكلة بالتأليف وليس بالتصريف”، وعلى وجوب الاستحصال من مجلس النواب على “تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة”.

 

وفي الغضون، تتزايد تشققات “التفليسة” على أرضية الطبقة الحاكمة، وآخر عوارضها خلال الساعات الأخيرة “فبركة” كلام منسوب للسفير السعودي وليد بخاري خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، في سياق حوار “هزليّ هزيل” لم يجد أمامه بخاري ما يرقى لنفيه أكثر من “إعادة تغريدة” تدحض التسريبات العونية، ما أحرج دوائر الرئاسة الأولى واضطرها إلى نفي تسريباتها المفبركة بنفسها مساءً عبر شاشة “أو تي في” على لسان أحد أعضاء تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطالله.

 

ومقابل هذا المستوى الفضائحي والركيك الذي بلغه العهد في إدارة دفّة الجمهورية في ظل أداء رئاسي يمعن في إغراق البلد أكثر فأكثر في مستنقع الفشل والعجز والتبعية للوصاية الإيرانية، تحوّلت بكركي إلى أشبه بمحجة للقوى السيادية والسياسية من مختلف الطوائف والمذاهب باعتبار الصرح البطريركي أصبح يمثل “مقرّ الموقف الوطني الصلب، شبه الوحيد الباقي الذي يعبّر عن شرعية لبنان واستقلاله وسيادته وحرية اللبنانيين”، كما عبّر النائب نهاد المشنوق أمس إثر لقائه البطريرك بشارة الراعي، داعياً إلى “تجمّع القوى السياسية الجديدة والقديمة للوقوف إلى جانب مبادرة البطريرك، في ما يتعلّق بمسألتي الحياد والمؤتمر الدولي، لأنه الخيار الوحيد أمامنا، لتحرير لبنان من الإحتلال السياسي الإيراني”، مع التشديد على أنّ الراعي هو “بطريرك الاستقلال الثالث” وهو كان “دقيقاً جداً حين حدّد الاستراتيجية الدفاعية كمخرج وحيد” للأزمات التي يعيشها البلد.

 

 

*****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط  

الحريري يتريث بانتظار اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي

باريس تواصلت معه وأبدت استغرابها لتصرفات عون

محمد شقير

يتريّث الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في تحديد الخطوة التالية التي سيُقدم عليها في ضوء رد فعله على الجدول «اللغم» الذي أرسله له رئيس الجمهورية ميشال عون، وفيه توزيع جديد للحقائب الوزارية على الطوائف والقوى السياسية على قاعدة احتفاظه بالثلث المعطل، ويعود تريّثه (كما تقول مصادر مواكبة لأجواء اجتماع رؤساء الحكومات السابقين) إلى أنه ينتظر المفاعيل التي سيؤول إليها اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، آخذاً بعين الاعتبار، كما أبلغهم تمسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمبادرته لإنقاذ لبنان.

وتلفت المصادر المواكبة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحريري، كما أبلغ زملاءه في نادي الرؤساء، يبدي ارتياحه للموقف الفرنسي، واصفاً إياه بخلاف ما يشاع بأنه «حديدي»، كاشفاً أن باريس كانت على تواصل معه في اليومين الأخيرين مبدية استغرابها للتصرف الذي أقدم عليه عون بإرساله له جدولة جديدة بإعادة توزيع الحقائب الوزارية من دون مراعاة أصول التخاطب بين أركان الدولة.

وتؤكد أن باريس تقدّر رد فعل الحريري على الجدول الذي تسلمه من عون، وهذا ما اضطرها للتواصل معه وبعدد من المنتمين إلى تياره السياسي، وتعتبر أن زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو للقصر الجمهوري لا تأتي في سياق الاطلاع من عون على آخر تطورات تأليف الحكومة فحسب، وإنما لوضعه في الموقف الفرنسي المستجد في ضوء الاشتباك السياسي الذي حصل بينه وبين الرئيس المكلف.

وتقول المصادر نفسها إن باريس ليست في حاجة للتواصل للوقوف على تفاصيل ما ترتّب من تداعيات سياسية سلبية على الجدول الذي أرسله عون إلى الحريري، وتعزو السبب إلى أنها أحيطت بها عبر قنوات التواصل المفتوحة بينها وبين المكوّنات السياسية الرئيسة المعنية بتشكيل الحكومة، إضافة إلى التقارير التي تسلّمتها الخارجية الفرنسية من السفيرة غريو.

وتقدّر باريس تعالي الحريري عن سوء التصرّف الذي تعرّض له من قبل عون، وتمثّل ذلك بتواصلها معه بلا تردد، وتتوقف أمام ارتياح الحريري لموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذا ما أبلغه إلى رؤساء الحكومات السابقين، كاشفاً أمامهم أنه أبلغ قيادة «حزب الله» أنه، وإن كان يحمّل عون مسؤولية الإطاحة بالجهود الرامية لإخراج تشكيل الحكومة من التأزُّم، فإن الحزب في المقابل لن ينأى بنفسه عن الارتدادات السلبية التي تسبب بها خروج عون عن الأصول واللياقة المتبعة في التخاطب بين أركان الدولة.

فـ«حزب الله» بطروحاته التي تقدّم بها أمينه العام حسن نصر الله كان وراء تشجيع عون، ومن خلاله وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على المضي في انقلابه على المبادرة الفرنسية، رغم أنه يدّعي التمسك بها.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن الحريري لم يلتقِ المعاون السياسي لنصر الله حسين خليل، وأنه بعث برسالته لقيادة الحزب عبر قنوات التواصل، مع أنها كانت أبلغته بأن أمينها العام لم يستهدفه، وأنه لا يزال على موقفه بتسهيل مهمته في تأليف الحكومة.

وتردّد بأن عون يوكل إلى باسيل وفريقه السياسي مهمة الإشراف على إدارة ملف التفاوض الخاص بتشكيل الحكومة، وبالتالي فهو لا يتخذ أي قرار إلا بالتنسيق معه، بما في ذلك إصرارهما على أن يكون لهما الثلث الضامن في الحكومة، ومن دون الشراكة مع «حزب الله».

وتعزو مصادر سياسية السبب إلى أن التحالف الاستراتيجي بين «حزب الله» وعون لا يمنع الأخير من إصراره منفرداً على إعطائه الثلث المعطّل تحسباً لاحتمال اضطرار الحزب لدواع تتعلق بتحالفه الوثيق مع إيران للخضوع لحسابات تتعارض وروحية تحالفه مع «التيار الوطني»، وبالتالي فإن عون يتمسك بهذا الثلث ليبقي على باسيل كرقم صعب في المعادلة السياسية، بصرف النظر عن تراجعه في الشارع المسيحي.

وترى أن عون أخفق في استنفار الشارع المسيحي تحت لافتة استرداد حقوق المسيحيين واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتقول إنه بات مضطراً للقتال لضمان حصوله على الثلث المعطّل بعد أن قطع الأمل من تطييف معركته ضد الحريري الذي يدرك أن خصوم عون لن يقفوا إلى جانبه فيما يسمى بمعركة الصلاحيات.

لذلك تعتبر المصادر أن ما أشيع حول لقاء جنبلاط بعون، خصوصاً لجهة تموضعه ضد الحريري، ليس في محله، وتؤكد بأن رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» لن يمشي معه، وترى أن جنبلاط، وإن كان يدعو للوصول إلى تسوية؛ فهو يشترط التوافق بين عون والحريري الذي هو الأقوى في طائفته، ومن غير الجائز تخطيه، كاشفةً أن اللقاء لم يكن منتجاً، كما كان يتمناه رئيس «التقدمي».

وعليه، لم يعد أمام عون خيار سوى العودة للتفاهم مع الحريري، بدلاً من استمراره في عناده ومكابرته، وأن أي خيار لتعويم الحكومة المستقيلة لن يُصرف في مكان، وكذلك استبدال بها حكومة ظل تتشكل من المجلس الأعلى للدفاع الذي يُعقد غداً (الجمعة)، وكعادته بلا جدول أعمال، ولا يحق له اتخاذ القرارات لأن صلاحيته تقتصر على إعداد التوصيات ورفعها إلى مجلس الوزراء، وأي شيء آخر يعتبر خرقاً للدستور.

 

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

دروب التأليف مقفلة.. والرئيسان متنافران.. والفراغ الحكومي.. طويل

 

كل الدروب المؤدية الى تشكيل حكومة مسدودة بالكامل، وكل التمنيات والرغبات والوساطات الرامية الى جسر العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، آلت الى الفشل والإحباط، لسبب بسيط، انّ التعايش السياسي والحكومي، وحتى الشخصي بينهما صار مستحيلاً. وامام استحالة هذا التعايش بين عون والحريري، مكتوب على لبنان ان يبقى في حال فقدان تام للتوازن على كل المستويات، ومقبوضاً على الحكومة داخل قضبان لعبة عبثية، مع ما يرافقها من تحلّل سياسي، وفلتان نقدي مفتوح على مخاطر رهيبة، وفراغ على مستوى السلطة والقرار، تنذر بانتقال البلد الى أزمة اكبر؛ ليس فقط ازمة حكومة، بل ازمة نظام ودولة أجهزت عليها ذهنية التشفي، وادارة البلد بنكايات وكيديات لم يشهدها لبنان على مرّ تاريخه.

الواضح من الأجواء السائدة بين شريكي التأليف، انّ كل الشعرات والخيوط الرفيعة التي كانت تصل بينهما قد قُطعت بالكامل، وما يتسرّب من هذا الجانب او ذاك، يشي بأنّهما ينحيان في الاتجاه التصادمي، واستخدام كل الاسلحة والسياسية وغير السياسية على حلبة الاشتباك المتصاعد بين عون والحريري، التي حوّلها بعض «مستشاري الزمن الرئاسي الحالي»، ملعباً لأفكارهم التخريبية الرامية، لصبّ الزيت على نار الخلاف بين الرئيسين، والهدف واضح؛ ادارة دفة البلد في اتجاه القبض الكامل عليه، إرضاء لبعض المقامات وفي خدمة بعض الطموحات على حساب شعب صار فقيراً، ووطن صار مهدّداً بالزوال.

 

الحقد الشخصي

هذا الإنسداد، مردّه، كما تؤكّد مراجع سياسية، «الى اختلاط الحقد الشخصي بالسياسة، وهنا تكمن المصيبة الكبرى للبنان، فالحقد لا يبني دولة، ومع الاسف، هناك من هو مصرّ على أن يعيش في حقده على لبنان واللبنانيين، ويضحّي بكل شيء في سبيل غايته الشخصية، هذه هي حقيقة التعقيد الحاصل، ويجب الّا نتوقع انفراجاً حكومياً في المدى المنظور».

 

وفي هذا السياق، اعترف مرجع مسؤول مواكب عن كثب لمسار الملف الحكومي لـ»الجمهورية»، بانعدام كل فرص تشكيل حكومة بالتوافق بين عون والحريري، اذ انّ كل الاطراف كشفت أوراقها، وصار كلّ طرف أسير موقفه وشروطه، وبالتالي فإنّ كلّ ما دار من لقاءات ووساطات ومحاولات للتقريب وتدوير الزوايا، كانت كلّها خارج صحن التأليف، في ظلّ قرار متخذ منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة بالسعي الى إحراجه فإخراجه، وعدم السماح له بتشكيل حكومة، وهو أمر يدفع ثمنه البلد والناس.

 

موقف الحزب

في هذه الاجواء، برز موقف لافت لـ»حزب الله» عبرت عنه كتلة الوفاء للمقاومة، التي اعتبرت بعد اجتماع برئاسة رئيسها النائب محمد رعد «أن تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى التي تتهدد الجميع، خصوصاً بعدما بات اللبنانيون يدركون مخاطر الانهيار الشامل وأهمية وجود حكومة تقوم بواجباتها وتحول دون وقوع الانهيار». واكدت «أنه رغم النتيجة الصادمة للبنانيين، والتي انتهى إليها اجتماع بعبدا يوم الإثنين الماضي إلا أنّ الإصرار على ولادة الحكومة وتذليل العقبات أمامها، يبقى هو المسار الصحيح الذي ليس له بديل».

 

ورأت الكتلة «انّ حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء في بلدنا، وفق النصوص الدستورية من جهة والمرونة التي تقتضيها الإدارة لتحقيق إنجازات من جهة أخرى.. وإن مراعاة هذين الأمرين معاً، من شأنها أن تطيل عمر الحكومات بحسب استقراء تجارب الحكومات السابقة. كما أن الاستناد إلى الصداقات الدولية والإقليمية والاعتماد على الدعم الخارجي، لا يكفيان لوحدهما لإطالة عمر أي حكومة، من دون مراعاة الدستور والقوانين المرعية الإجراء والمرونة المطلوبة في إدارة شؤون الحكم. وبناء عليه، فإننا ندعو الجميع إلى اعتماد الأصول والواقعية في مقاربة أي شأن من شؤون الحكم والإدارة لأن في ذلك سر النجاح والتوفيق».

 

ولفتت الى «ان المنطقة من حولنا تتهيأ لترتيبات جديدة تتنافس دول كبرى وإقليمية على صياغتها وفقاً لمقتضيات مصالحها وما يخدم سياساتها المرحلية المعتمدة، وإن الدول الضعيفة والتائهة في المنطقة يجري في الأغلب تحميلها الخسائر أكثر من غيرها في هذا السياق. ومن هنا فإن الإسراع في تشكيل الحكومة يوفر على لبنان الكثير من الخسائر التي يمكن أن تفرض عليه في ظل غياب حكومة قادرة على الدفاع عن حقوقه ومصالحه. وبناء عليه، فإن الحكومة التي تحظى بأوسع ثقة بها في المجلس النيابي هي الحكومة التي يعوّل عليها لحماية سيادة لبنان وتوظيف العلاقات الدولية والإقليمية لدفع الأضرار عنه فضلاً عن تحقيق المكاسب والمنافع».

 

التفعيل… هرطقة

في سياق متّصل، وأمام انسداد افق التأليف، بقي الحديث في بعض الصالونات السياسية مركّزا حول امكان تفعيل حكومة تصريف الاعمال على النحو الذي يمكنها من مواكبة فاعلة للازمة الراهنة.

 

وفيما عكست مصادر مسؤولة في حكومة تصريف الاعمال ان الرئيس حسان دياب ليس في هذا الوارد، قالت مصادر مجلسية لـ»الجمهورية»: ان كل كلام عن تفعيل حكومة تصريف الاعمال هو هرطقة قانونية ودستورية ونابع عن جهل كلي للاصول. اذ لا يوجد اي سبيل على الاطلاق لهذا التفعيل تحت أيّ عنوان، ولا يمكن ان تعطى الحكومة المستقيلة اي مقويات او تمكنها من تجاوز الحدود الضيقة لتصريف الاعمال التي دخلت فيها منذ استقالتها في آب الماضي».

 

ولفتت المصادر الى ان السبيل الوحيد لتفعيل الحكومة المستقيلة هو إجراء تعديل دستوري، وهذا التعديل من سابع المستحيلات، اذ انه غير مطروح اساسا، ولكن ان طرح، فسيفتح الباب على بازار رهيب لا خروج منه يبدأ مع طرح معين ولا ينتهي مع سلسلة طويلة من الطروحات التي تتناول الثغرات الكبرى التي تعتري الدستور، ما يعني اننا نكون في مشكلة فنصبح في مجموعة مشكلات مع ما يرافقها من ضجيج اشبه ما يكون بسوق نخاسة وقرقعة طناجر سياسية لا يتأتى منها سوى المزيد من التوتير والازعاج والاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي.

 

دياب

الى ذلك، قال دياب في بيان امس: بكل أسف، بعد مرور حوالى ثمانية أشهر على استقالة حكومتي، لم تنجح الجهود بتشكيل حكومة جديدة تستكمل ورشة الإصلاحات التي بدأتها حكومتنا بهدف وضع لبنان على سكة الإنقاذ من الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

 

اضاف: إن الأمور تجاوزت حدود المنطق، وتحوّل تشكيل الحكومة إلى أزمة وطنية، ما أدى ويؤدي إلى تفاقم معاناة اللبنانيين في ظل هذا الدوران السياسي المخيف في الحلقة المفرغة بحثًا عن تسويات لم تفلح في تفكيك عقد تشكيل الحكومة. وبدل أن يتساعد الجميع في الدفع لتشكيل حكومة جديدة، تصاعدت وتيرة المطالبة بتفعيل الحكومة المستقيلة من جهة مقابل تحذيرات من خرق الدستور من جهة أخرى، بينما صدرت بعض الأصوات التي تتهمنا بالتقاعس عن تصريف الأعمال.

 

واعتبر ان الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكّد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدّد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخّر تشكيل حكومة جديدة. وإن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصرًا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقًا. أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقّف عجلة العمل الوزاري في جميع الوزارات، وكذلك بالنسبة لرئاسة الحكومة. إن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدًا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر. إنّ تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدّم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون كل المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية».

 

لا حراك

الى ذلك، وفي موازاة هذا التعقيد، لم تشهد الساعات الماضية اي حراك على مستوى الرئيسين عون والحريري، وان كانت المشاورات مستمرة بين بيت الوسط وعين التينة، وكذلك على مستوى الثنائي الشيعي، اضافة الى حراك غير معلن للواء عباس ابراهيم.

باريس

يتزامن ذلك، مع اشارات غير مريحة وردت من باريس حيال ما آل اليه الوضع بين الرئيسين عون والحريري وفشلهما في الاتفاق على تشكيل حكومة.

 

ونقلت مصادر ديبلوماسية من باريس ان الايليزيه تبلغ باستياء تطورات الوضع الحكومي في لبنان، وقالت انّ لدى الجانب الفرنسي برنامج تحرّك في اتجاه لبنان، لكن من دون ان تحدد موعدا لهذا التحرك. الا ان المصادر لم تستبعد ان يُعبّر عن هذا التحرّك بإرسال موفد فرنسي الى لبنان في مدى غير بعيد، يرجّح أن يكون المستشار باتريك دوريل، علماً انّ المستويات الرسمية الفرنسية جددت التأكيد انّ الرئيس ايمانويل ماكرون لن يتخلى عن لبنان، كما انه لن يتخلى عن التزامه الكلي الذي قطعه بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني، وعدم تركه للمصير الصعب الذي ينتظره جراء تفاقم الازمة السياسية والاقتصادية في لبنان.

 

ورداً على سؤال، اوضحت المصادر ان باريس كانت حاضرة في الملف اللبناني بزخم واضح، ودعم كامل من الشركاء الدوليين وتحديداً من مجموعة دول الاتحاد الاوروبي، وهي على تواصل مستمر مع القيادات في لبنان، سواء من باريس او عبر السفيرة غريو في بيروت، وغايتها الاساس السعي الى تقريب وجهات النظر تمهيدا لتشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري تتولى مهمة الانقاذ وفق الآلية المحددة في المبادرة الفرنسية، ولكن مع الأسف لم تلق الاستجابة المطلوبة من القادة اللبنانيين، حيث كانت باريس وما زالت تنتظر أي اشارة ايجابية، تعاكس المنحى السلبي الذي انتهجه هؤلاء القادة وتعمدوا فيه وضع المطبّات والعراقيل امام المبادرة منذ إطلاقها في الصيف الماضي، وما يزالون حتى الآن، في تحدّ واضح للشعب اللبناني الذي يعاني، وللمجتمع الدولي الذي اكد وقوفه الى جانب لبنان وتشكيل حكومة تباشر بالاصلاحات وتستعيد الثقة بلبنان، وبالتالي تفتح باب المساعدات الدولية اليه.

 

واكدت المصادر انّ الوقت حان لكي يفي اللبنانيون بالتزاماتهم تجاه بلدهم، وتجاه المبادرة الفرنسية، ليس بالكلام فقط، بل بالاستجابة العملية. وفي المقابل فإنّ باريس ستبقى حاضرة مع اللبنانيين، وما زالت على التزامها بدفع الامور في لبنان في الاتجاه الذي يحقق اماني الشعب اللبناني وتطلعاته».

 

الاستقرار يمهد للانفراج

من جهة ثانية، ظل الارباك هو السيّد في سوق القطع، وشهد سعر الدولار حالا من اللاإستقرار بحيث تأرجح في الساعات الاربع والعشرين الماضية فوق الـ13000 ليرة للدولار الواحد، بالتوازي مع ارتفاع رهيب في الاسعار.

وفي موازاة الغياب الفاضح للسلطات الرسمية المختصة المعنية بحماية المستهلك، يتفلت التجار والمحتكرون من كل الضوابط، فيما صرخات المواطنين تتعالى من دون ان يرف جفن للممسكين بزمام القرار وتعطيل الحكومة التي تشكل مفتاح الحلول والانفراج، على ما تؤكد مختلف المستويات السياسية في الداخل والخارج.

 

وفي هذا السياق، قال مرجع مالي مسؤول لـ»الجمهورية»: لبنان حالياً معلق على حبل رفيع، لناحية وضعه النقدي، الاحتياط الالزامي لم يعد بالمستوى الذي يفترض ان يكون عليه بحيث انخفض حجمه نتيجة الضرورات التي يحتاجها البلد، اضافة الى استمرار الدعم على مجموعة من السلع. وانّ استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي في فترة معينة الى عواقب وخيمة.

 

واضاف: انّ الوضع اللبناني ليس ميؤوسا منه على الاطلاق خلافاً لكل التهويل الذي يروّج له البعض، بل انّ في الامكان ان يعود الانتظام الى الوضع النقدي بشكل متدرج وسريع في حال دخل لبنان في حال من الاستقرار السياسي، الذي يبدأ بتشكيل حكومة جديدة قادرة على ادارة الوضع واتخاذ قرارات وخطوات إنقاذية سريعة في شتى المجالات.

 

ولفت المرجع الى انّ سعر الدولار امام الليرة يفوق بأضعاف سعره الطبيعي، اي دون الـ7000 ليرة للدولار، وكل ما هو فوق هذه النسبة هو سعر سياسي جرّاء حال عدم الاستقرار والتشنجات الحاصلة في البلد، الامر الذي احدث إرباكاً خطيراً في السوق، فضلاً عن أن يداً خفية تتلاعب بسعر الدولار عبر منصات إلكترونية موجودة خارج لبنان، عكفت منذ بداية الازمة على ضَخ شائعات وتهويل ادت الى رفع سعر الدولار الى مستويات خيالية.

 

وقال: مجرّد ان تتشكّل الحكومة ويسلك البلد طريق الاستقرار، فإن الوضع النقدي سيشهد حتماً تبدلات نوعية وقفزات عكسية في سعر الدولار الذي سيتراجع حتماً الى سعره الطبيعي. وبالتالي، فإنّ اي إجراءات يمكن ان يقوم بها مصرف لبنان ستبقى قاصرة على المعالجة طالما انّ الوضع السياسي في حال عدم استقرار، فلتتشكل الحكومة، وانا أجزم بأنّ الوضع النقدي سينحى في اتجاه الانفراج.

 

وقال المرجع: «صار السكوت على حقيقة ما يجري، وعلى هدف التعطيل المتعمّد لتأليف الحكومة جريمة كبرى، فالمسؤولية تقتضي الاعتراف بأننا امام ازمة تعايش وطلاق بائن بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وبمعنى أدق، ازمة رئيس يرفض ان يجلس مع رئيس آخر، الّا اذا اذعن له وانصاع لرغبته، وتُرجم ذلك بما شهدنا في الايام الاخيرة من خطوات غير مسبوقة في تاريخ تشكيل الحكومات في لبنان، عبر المراسلات الفوقية من بعبدا الى «بيت الوسط»، والتي تقفز فوق الطائف والصلاحيات والدستور وتمسّ بموقع ومعنويات رئاسة الحكومة، وهو الامر الذي تسبب بحال من الاستنفار السياسي وعلى مستوى الطائفة السنّية، رفضاً لهذا التعاطي مع الموقع السنّي الاول».

 

واكّد المرجع عينه «ان لا مجال على الإطلاق لرأب الصّدع بين عون والحريري ولو تدخلت كلّ الدنيا. فالمجتمع الدولي بأسره يتقاطع عند الدعوة الى تشكيل حكومة برئاسة الحريري تتولّى مهمة الإنقاذ والاصلاح، الّا انّ هذه الدعوة تصطدم بعامل داخلي يتسلّح بما يسمّيها معايير يسعى من خلالها الى ان يحظى بالثلث المعطّل، او بالاحرى بالثلث المقرّر في الحكومة، في مقابل رفض مطلق لهذا الامر من كل الاطراف السياسية المعنية بملف التأليف. وتبعاً لذلك، وامام هذا الإصرار، ما نخشاه هو ان يبقى الحال على ما هو عليه من تعطيل من الآن وحتى نهاية ولاية الرئيس عون، واذا ما صحّ هذا الافتراض، فيجب ان نتوقع سلبيات لا حدود ولا حصر لها، وليس في الامكان تقدير حجمها او تداعياتها، في بلد صار على بعد امتار قليلة من الارتطام بقعر الانهيار».

 

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ سيلاً من النصائح بتليين المواقف أُسديت في اتجاه الرئيسين عون والحريري، وقد بذل رئيس المجلس النيابي نبيه بري جهوداً حثيثة في هذا السياق، وكذلك فعل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، في زياراته المتتالية بين المقرات الرئاسية.

 

ليونة.. وتصلّب

وفي هذا السياق، قالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات لـ»الجمهورية»: «إنّ الموضوعية تقتضي التنويه الى انّ الرئيس المكلّف الذي ارتاب من المواقف الأخيرة الصّادرة عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، والتي اعتُبرت كغطاء لتصلّب عون في موقفه واصراره على الثلث المعطّل في حكومة الاختصاصيين اللاسياسيين، تلقّى توضيحات حيال هذه المواقف والقصد الحقيقي منها. وتبعاً لذلك، فإنّ الحريري كان متجاوباً مع حركة الاتصالات، وعبّر عن ليونة جدّية واستعداد لتدوير الزوايا وصولاً الى حكومة متفاهم عليها بينه وبين رئيس الجمهورية. لكن المشكلة كانت في المراسلات الرئاسية مع «بيت الوسط»، وطريقة التخاطب مع الرئيس المكلّف، وقد ظهّرها الحريري بناءً على ما سمعه من رئيس الجمهورية لناحية الإصرار على الثلث المعطّل في أيّ حكومة ستتشكّل من 18 او 20 او 22 وزيراً».

 

أضافت المصادر: «وزاد التعقيد أكثر في محاولة البعض الاستنجاد ببعض السفراء، والذي جاءت نتائجه عكسية ومخالفة لما هدف اليه هذا الاستنجاد، الذي لم يكن سوى مراكمة إضافية للأخطاء، ومحاولة لمعالجة خطأ بخطيئة او بخطايا تحفر عميقاً في البلد الى حدّ يصبح من المستحيل لحمها».

 

موقف عون

الى ذلك، هذه الأجواء تقابلها اجواء معاكسة لدى الاوساط القريبة من رئيس الجمهورية، التي اكّدت لـ»الجمهورية»، انّ الرئيس عون كان ولا يزال منفتحاً على النقاش الموضوعي مع الرئيس المكّلف وصولاً الى تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن، تتولّى عملية الإنقاذ التي يتطلبها البلد، وتتقدّم على اي امر آخر. وهو ما سبق له ان عبّر عنه امام الرئيس المكلّف، كما اكّد عليه في لقائه بالأمس مع سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، لناحية الالتزام بالمبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة وفق مندرجاتها، وكذلك الامر مع سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، الذي اكّد على حكومة تلبّي ما يصبو اليه اللبنانيون.

 

وجزمت الاوساط، انّ الرئيس عون لم يقل على الإطلاق بحصّة الثلث المعطّل خلافاً لكل ما يُقال، وتحديداً ما اورده الرئيس المكلّف، بل هو يصرّ، ولن يتراجع عن التمسّك بالاصول الدستورية التي ترعى تشكيل الحكومات، والتي تؤكّد على الصلاحية الكاملة لرئيس الجمهورية ودوره الاساس في هذا الامر. وبالتالي، فإنّ المطلوب هو الالتزام بالدستور لا اكثر ولا اقل.

 

ورداً على سؤال قالت الاوساط القريبة من عون، «انّ من العيب تصوير ازمة التأليف وكأنّها مرتبطة بعامل شخصي، وانّ رئيس الجمهورية يرفض التعايش مع الرئيس المكلّف ويسعى الى احراجه فإخراجه، على ما جاء في بيان رؤساء الحكومات السابقين بالأمس، فهذا الامر مجاف للحقيقة تماماً. ومن البداية اكّد الرئيس عون على حكومة متوازنة وفاعلة وقائمة على معيار اساسي هو صحة التمثيل، الى جانب الخبرات والكفاءات التي ينبغي ان تتوفر بأعضائها، وهو ما زال على موقفه هذا، فإن توفرت هذه الامور لا يعود هناك اي مجال لتأخير ولادة الحكومة».

 

لا اعتذار

في هذا الوقت، ما زالت المراسلات الرئاسية في اتجاه «بيت الوسط» تتفاعل في الاوساط القريبة من الحريري، السياسية وغير السياسية. فيما اكّد مقرّبون من الرئيس المكلّف لـ»الجمهورية»، انّ الحريري قال كلمته على منبر القصر الجمهوري، ووضع النقاط على حروف التعطيل، والكرة ليست في ملعبه، فقد وضع مسودة حكومته في يد رئيس الجمهورية منذ ما يزيد على المئة يوم، وتضمّ كفاءات وخبرات لا غبار عليها، وصارت في متناول الرأي العام الذي تفاعل معها بحجمها كحكومة مهمّة قادرة على انجاز اصلاحات بسرعة ووضع البلد على سكة الإنفراج والإنقاذ.

 

ورداً على سؤال عمّا إذا كان الرئيس المكلّف سيعتذر إنْ بقي أفق التكليف مسدوداً، استغربت الاوساط الحديث المتكرّر والمتعمّد الذي يجري ترويجه من قِبل بعض المنصّات، من انّ الرئيس الحريري سيتخلّى عن ورقة التكليف، وقالت: «لا مجال لتكرار الموقف، الرئيس المكلّف ماض في مهمته، وفي تحمّل المسؤولية التي اختارها، وبالتالي لا تراجع عن هذه المسؤولية ولا اعتذار، بل هو مصمّم أكثر من أيّ وقت مضى على تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن وفق مندرجات المبادرة الفرنسية، التي ما زالت تشكّل الفرصة المتاحة للإنقاذ، والمجال لم ينفد بعد لالتقاط هذه الفرصة».

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

وداعاً مستشفى العرب.. مخاوف من انهيار النظام الصحي!

برّي يجدّد مساعيه الحكومية مطلع الأسبوع.. واهتمام دبلوماسي بحركة السفير السعودي

 

يمعن «الطاقم السياسي» القابض على ما بقي من مقدرات في البلد، في نهج «نفض اليد» مما يجري، والذهاب عبر كتله وتياراته باسداء النصائح، بضرورة تشكيل حكومة، في وقت «تكذّب» فيه الوقائع، كلام البيانات، على وقع فلتان موصوف في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وتخبط في أسعار السلع الغذائية، واستشراء الفوضى في السلع المدعومة، التي تتحوّل إلى «مادة صراع» عليها في المحلات و«السوبرماركات» أو تهريبها إلى الخارج مع بروز مؤشرات جدية عن إمكان انهيار النظام الصحي، على المستويات كافة، من رفع أصحاب المستشفيات الخاصة الصوت، إلى هجرة الأطباء الأكفاء في البلد إلى بلدان اوفر دخلاً وأمناً واستقراراً.

 

وفي معلومات «اللواء» ان ما يزيد عن 100 طبيب من أطباء الجامعة الأميركية تركوا العمل في المستشفى، والعيادات الخاصة، وغادروا بيروت إلى المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، والبحرين وكردستان العراق.

 

ومع هذه الوقائع الخطيرة، يفقد لبنان خاصية تاريخية لازمته، بأنه مستشفى العرب، حيث كان المرضى، من سوريا والعراق والخليج يقصدونه للاستشفاء والراحة، وتلقي العلاجات في الأمراض المستعصية واجراء العمليات الجراحية.

 

والانهيار الصحي، وهو الأخطر، برز أمس مع إعلان وزير الصحة حمد حسن من دمشق ان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى توجيهاته بضخ 75 مليون طن أوكسجين إلى لبنان، بعد نفاد هذه المادة من لبنان، ليلتقط القطاع الطبي انفاسه، على مدى ثلاثة أيام، بمعدل 25 طناً يومياً.

 

وبدأت أزمة الاوكسجين مع ارتفاع أسعار الدولار، وزادها المنخفض الجوي، الذي اعاق وصولها.

 

وإذا كان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي كشف ان لا علم له بأزمة أوكسجين، ولم يبلغه نقيب المستشفيات بذلك، الا انه تخوف من انقطاع المصل من الأسواق والصيدليات والمستشفيات.

 

وفي شأن وضع فيروس كورونا في لبنان، عبر عراجي عن تخوفه من الأسابيع المقبلة «حيث لن يتمكن الناس من إيجاد مكان في المستشفيات نظرا لإرتفاع عدد الإصابات وقد لاحظنا في الأيام الماضية أن هناك إصابات في أعمار ما دون الخمسين وأغلب الوفيات كانت في الأيام الماضية ما دون الـ ٦٠ عامًا»، مشيرا الى أن «سبب ارتفاع الإصابات مرده الى عدم التزام المواطنين بالإجراءات وكذلك عدم تطبيق الدولة للإجراءات بشكل حازم».

 

وبقيت الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي في بيروت وليد بخاري في واجهة الاهتمام، فهو استقبل في مقر اقامته باليرزة السفيرة الأميركية دورثي شيا. وجرى خلال اللقاء بحث مجمل المستجدات الراهنة بالإضافة إلى تأكيد للرؤية المشتركة التي تجمع البلدين الصديقين.

 

كما إستقبل بخاري سفير دولة الكويت عبد العال القناعي. وجرى خلال اللقاء تأكيد الجانبين على وقوف دول الخليج العربي بجانب مطالب الشعب اللبناني المحقة بالإضافة إلى عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين بلبنان وأهله. وكان السفير السعودي التقى سفيرة فرنسا آن غرييو.

 

والقاسم المشترك في اللقاءات، مناقشة المأزق السياسي، المتعلق بتأليف الحكومة، فضلاً عن الأزمات المتلاحقة بكل الاتجاهات، وعلى مختلف الصعد.

 

وتفاعلت التسريبات، غير الصحيحة، التي رافقت زيارة السفير بخاري إلى بعبدا، وعليه، تؤكد مصادر متابعة لمجريات اللقاء الذي جمع بين الرئيس عون والسفير بخاري لـ«اللواء» أن كل ما ورد في بعض الصحف والإعلام اللبناني لا يمت للحقيقة بصلة.

 

وتشير المصادر الى أن هذه الزيارة جاءت في إطار تسهيل عميلة تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء.

 

كما تفيد المصادر بأن هذه الزيارة جاءت بعد ثلاثة نداءات ملحة ومتكررة من قصر بعبدا وسفير المملكة لبى النداء إحترامًا لموقع رئاسة الجمهورية، الموقع المسيحي الأول.

 

وفي السياق، نقلت الـOTV عن النائب جورج عطا الله قوله لدى سؤاله عن دقة ما نشر من ان الرئيس عون قال للسفير بخاري ان الحريري بلا وفاء. وقال عطا الله: انطلاقا من معرفتي الشخصية بالرئيس عون اؤكد انه لا يدخل بالامور الشخصية ولا يفتح ملفات كهذه.

 

الإنسداد الحكومي

 

ويحضر الإنسداد الحكومي في القمة الأوروبية – الأميركية في بروكسيل اليوم، التي تتناول مسائل مشتركة كالموجة الثالثة من متحورات «كوفيد 19» (Covid -19) واتفاقية المناخ، وغيرها، من زاوية طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للوضع في لبنان.

 

ولم تشهد الساحة السياسية اي تحركات مهمة لاخراج ازمة تشكيل الحكومة الجديدة من دوامة التعطيل التي تسببت بها الممارسات اللامنطقية وتجاوزات رئيس الجمهورية ميشال عون مع الرئيس المكلف سعد الحريري ولم تنفع كل محاولات استدعاء بعض السفراء العرب والاجانب لتغطية العزلة التي يواجهها عون او لتجاوز المأزق الذي يتخبط فيه جراء ما حصل مؤخرا.

 

وبرغم الحركة الديبلوماسية اللافتة للسفير السعودي بالامس، توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان تعاود اتصالات التشكيل مع مطلع الاسبوع المقبل بعد أن تكون الأجواء السياسية المتشنجة قد هدأت، وبالامكان تحريك عجلة الوساطات بين بعبدا وبيت الوسط من جديد،إذا توافرت الرغبة لدى المعنيين بعملية التشكيل في إبداء التعاون الجدي والايجابي لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الوزارية، ولم تستبعد المصادر ان يتولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعادة تفعيل مبادرته من جديد برغم البرودة والصد التي قوبلت بها هذه المبادرة من الفريق الرئاسي، في محاولة لتحقيق اختراق ملموس في جدار التشكيل.

 

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأبواب الحكومية موصدة والنوافذ التي تسمح بخرق ما بدورها مغلقة ما يؤشر إلى أن  لا شيء جديدا ولا حتى معطيات يمكن البناء عليها كما أن التحركات خجولة جدا ولا يمكن الركون إليها لافتة إلى أن هناك انتظارا لتهدئة الأجواء السلبية بعد اجتماع الاثنين بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

 

ولفتت المصادر إلى أن موضوع تفعيل حكومة تصريف الاعمال حدده أو بالأحرى حسمه رئيس حكومة تصريف الأعمال وبيانه واضح، لكن المصادر نفسها قالت أن الرئيس حسان دياب يعقد ويشارك في كل الاجتماعات متى دعي إليها ولا يمانع أي اجتماع لمتابعة أي ملف ومن هنا اتت تلبيته لدعوة عدة اجتماعات مالية وغيرها في قصر بعبدا وكذلك حضوره اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي يتوقع انعقاده قريبا لبحث عدة أمور ذات صلة بمهامه.

 

وذكرت مصادر متابعة عن قرب لحركة الرئيس سعد الحريري انه على موقفه من تشكيل الحكومة بينما التعطيل هو خارجي والارجح لعدم وجود ضوء أخضر ايراني لتشكيلها، وقد مررنا سابقاً بهذه التجربة.عدا عن اقتراح او شروط السيد حسن نصر الله لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً، بما يضمن بقاء الثلث الضامن بيد الرئيس ميشال عون. لذلك لا نتوقع اي خطوة جديدة وجدّية لتشكيل الحكومة، ولا زيارة للحريري الى بعبدا، ما لم يحصل تطور كبير بتغيير جذري في موقف الرئيس عون.وما عدا ذلك من كلام عن مبادرات جديدة خارجية هي من قبيل التكهنات أو التحليلات أو الاستنتاجات، طالما ان قرار منع التشكيل بيد ايران وحزب الله.

 

الى ذلك، اصدر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بياناً اكد فيه «إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة، في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة». وقال: إن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصرا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقا.

 

اضاف: أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة. إن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر. تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون جميع المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية.

 

من جهتها، أعلنت ​كتلة الوفاء للمقاومة​، في بيان ​، ان «​تشكيل الحكومة​ يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل».

 

الجلسة العامة

 

إلى ذلك يعقد مجلس النواب جلسة عامة قبل ظهر الاثنين المقبل وعلى جدول أعماله بندين فقط، الأوّل يتعلق بالسلفة المالية المطلوبة لمؤسسة كهرباء لبنان والذي أقرته اللجان النيابية المشتركة.

 

والثاني اقتراح القانون المتعلق بالأموال المنهوبة والذي أقرته اللجان أيضاً.

 

ويتوقع ان يطرح من خارج جدول الأعمال اقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تمديد المهل الذي ينتهي العمل به مع نهاية هذا الشهر.

 

ماليا، أصدر مصرف لبنان تعميما يقضي بتمديد القرار الاساسي رقم 13221 المتعلق بالإجراءات الاستثنائية بشأن السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الاجنبية لغاية 30 أيلول المقبل. (وفق التعميم رقم 151 المتعلق بسحب الدولار على سعر 3900 ليرة)

 

وفي سياق معيشي آخر، أعلنت المديرية العامة للنفط، انها ستعمد إلى إصدار جداول تركيب الأسعار لمواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي، مرتين اسبوعياً، الأولى مطلع الاثنين، والثانية مطلع الخميس، أي قبل نهاية الأسبوع.

 

33600 جرعة من «أسترازينكا»

 

وعلى صعيد تسلم لبنان اليوم 33600 جرعة من لقاح «أسترازينكا» كدفعة أولى وصلت، مساء أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت على متن طائرة تابعة للامارات العربية المتحدة، بإشراف المدير العام لوزارة الصحة العامة بالإنابة فادي سنان وممثلين لمنظمة «اليونيسف» ووفد من اللجنة الوطنية اللبنانية لإدارة اللقاح من وزارة الصحة.

 

وقال سنان: «نستقبل اليوم الدفعة الأولى من لقاحات أسترازينكا وهذا يمثل انعطافة إيجابية في مسار مكافحة وباء كورونا».

 

وأكد أن «لقاح أسترازينكا من إنتاج إحدى الشركات الرائدة عالميا»، مؤكدا أنه «من اللقاحات الجيدة جدا وخاضع لاختبارات عدة، رغم كل المشككين»، وقال: «إن وزارة الصحة العامة لا تستقبل أي لقاح، إلا إذا كان حائزا على قبول اللجنة الوطنية اللبنانية واللجان العالمية ومنظمات عالمية كمنظمة الصحة العالمية».

 

وأعلن أن «أسترازينيكا آمن وفعال، وسيصل إلى لبنان 130 ألف لقاح مع بداية نيسان المقبل»، وقال: «في الأيام المقبلة، سيصل مزيد من اللقاحات عبر القطاع الخاص سواء أكان من سينوفارم أم سبوتنيك».

 

أضاف: «كوزارة صحة، نؤدي واجباتنا لمواجهة هذا الفيروس، ونتمنى من أهلنا وشعبنا القيام بواجباتهم عبر التسجيل على المنصة لتحقيق المناعة المجتمعية في لبنان».

 

أضاف: «كوزارة صحة، نحن موعودون بتأمين ما يقارب مليونين وسبعمائة لقاح عبر منصة كوفاكس، إضافة الى مليونين ومئة ألف لقاح عبر شركة فايزر، وخمسمئة ألف لقاح من استرازينكا الى القطاع الخاص، و750 ألف لقاح إضافية من فايزر».

 

448721 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3856 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و53 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 448721 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

بعبدا تتجه الى توسيع تحركها… فهل تمهّد لمعركة نزع التكليف؟

 محمد بلوط

 

الحريري لن يعتذر ولن يتراجع: حكومة اختصاص والثلث المعطل مستحيل

عودة المساعي تنتظر لملمة آثار لقاء الاثنين وحزب الله يدعو لتعاون شفاف بين الرؤساء

لم تخرج البلاد من صدمة لقاء بعبدا الاخير وتداعياته السلبية على كل الصعد والمستويات. وبقي السؤال المطروح بقوة ماذا بعد؟

المشهد امس لم يتبدل منذ الاثنين الماضي، والاجواء بقيت مشحونة بعد ان وصلت ازمة العلاقة بين الرئيسين عون والحريري الى ذروة التأزم والنفور.

وفي ظل هذا المناخ الملبد للغاية نقل عن مرجع سياسي بارز ان ما احدثه لقاء بعبدا شكل نكسة كبيرة بكل معنى الكلمة لكل الجهود والمساعي الرامية الى ردم الهوة بين الرجلين، وانه بات من الصعب طرح مبادرات جديدة لتذليل العقد امام تشكيل الحكومة في هذا الجو العاصف ما لم تعالج ذيول ما احدثه لقاء الاثنين الصدامي. لكن المسؤولية الوطنية تقتضي عدم استنفاذ اي جهد لاعادة ترميم الوضع قدر الامكان تمهيدا لاستئناف المساعي مجددا والاّ فاننا ذاهبون الى كارثة كبيرة على كل الصعد.

 

ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ»الديار» امس فان عون، الذي نشط على الصعيد الدبلوماسي بعد لقائه الساخن مع الحريري، ليس في صدد خوض معركة نزع التكليف من الرئيس الحريري في هذه المرحلة او القيام بخطوة معينة في هذا المجال، وان تحركه الاخير تمحور حول شرح التطورات والمستجدات المتعلقة بموضوع تشكيل الحكومة وموقف في هذا المسار، ومحاولة اعطاء صورة واضحة من وجهة نظره للاسباب التي حالت وتحول دون التاليف.

 

وتضيف المعلومات ان رئيس الجمهورية يأخذ بعين الاعتبار كل الصعوبات والمحاذير الدستورية والسياسية وغيرها التي قد تنجم عن خوضه هذا الخيار واللجوء الى مراسلة المجلس النيابي لنزع التكليف من الحريري لصالح مرشح آخر. كما ان الحريري بدوره مصمم على عدم الاعتذار عن المضي بمهمته مستندا الى المعطيات السياسية والنيابية والدستورية عدا عن الدعم السنّي له، وبالتالي يتمسك بموقفه من الحكومة وكيفية تشكيلها.

 

وحسب اجواء ومصادر بعبدا للديار فان تحرك الرئيس عون الديبلوماسي ولقائه السفيرة الفرنسية والسفير السعودي هو لشرح الوضع عموما وما يتعلق بالحكومة خصوصا والعراقيل التي تحول دون تشكيلها حتى الآن. وانه وضع النقاط على الحروف لا سيما ما يتعلق بمكامن تعطيل هذه العملية.

 

واشارت الى انه في صدد استكمال اتصالاته ولقاءاته لبلورة صورة ما جرى ويجري ولشرح الموقف وحقيقة تعطيل تأليف الحكومة ومن المسؤول عن هذا التعطيل.

 

واوضحت المصادر ان السفيرة الفرنسية عبرت مجددا عن موقف باريس الذي يشدد على تأليف الحكومة للاسراع بالاصلاحات انطلاقا من المبادرة التي طرحتها وتعمل من اجل تحقيقها، وانها أبدت اهتماما بمتابعة هذا الامر.

 

اما السفير السعودي فكان حريصا ومهتما بالاستماع الى شرح الرئيس عون، وركّز على النقاط التي تناولها في بيانه بعد اللقاء، ولم يتطرق الى التفاصيل مشددا على تأليف الحكومة والاصلاحات.

 

وردا على سؤال ماذا بعد؟ قالت المصادر انه لا يجوز ان تستمر الامور على هذا المنوال ولا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي لان الوضع لم يعد يحتمل هدر المزيد من الوقت، مشيرة الى اتصالات وجهود سيقوم بها الرئيس عون لم تحدد عناوينها في اطار ما بدأه من اجل شرح الموقف وحسم موضوع تشكيل الحكومة.

 

وفي بيت الوسط بقيت تخيّم اجواء الاستياء مما اقدم عليه الرئيس عون عشية لقاء الاثنين. وقالت مصادر الرئيس الحريري للديار امس انه لم يستجد شيء بعد الذي حصل واصفة بما قام به رئيس الجمهورية بانه غير مقبول ولا يحتمل.

 

وأكدت ان الرئيس المكلف “ متمسك بحكومة اختصاصيين لا حزبيين ، ومن المستحيل القبول بالثلث المعطل».

 

ووفقا للمصادر فان عون بقي مصرا على الثلث المعطل في كل الصيغ ، وانه طالب ـ٧ وزراء في صيغة الـ١٨ وبثمانية وزراء بصيغة الـ٢٠ وبعشرة بصيغة الـ٢٢.

 

وفي رد غير مباشر عن الاتهامات للحريري بانه يماطل ويعرقل تشكيل الحكومة خوفا من ثقل ما سيواجهه بعد التاليف قالت المصادر ان الرئيس المكلف «قام بجهد وبعمل كبيرين واجرى اللقاءات والاتصالات المكثفة واللازمة منذ تكليفه لمباشرة العمل فورا بعد تاليف الحكومة لمعالجة ملفات مهمة واساسية مثل موضوع اليوروبوند والاصلاحات وكسب الدعم الفوري، وهناك «شغل على النار» بحيث تبدأ الحكومة فورا بخطوات عملية لمواجهة الازمة ووقف الانهيار من خلال رؤية واضحة».

 

وحتى مساء امس لم تتبلور الصورة حول كيفية تجاوز ما جرى في لقاء بعبدا الاخير، لكن مصادر مطلعة توقفت عند اللقاء الذي جرى بين السفيرة الفرنسية والسفير السعودي بعد زيارة بعبدا، مشيرة الى انه ربما يندرج في اطار البحث بتقاطع معين يتعلق بمسار تشكيل الحكومة

 

وقد التقى السفير السعودي ايضا امس السفيرة الاميركية، ما يعطي انطباعا بانه يرفع وتيرة نشاطه ويعكس اهتمام الرياض بمتابعة التطورات اكثر.

 

لكن المصادر نفسها ركّزت على تحريك المساعي الداخلية، متوقعة ان تستأنف بعد تبريد الاجواء لانه لا خيار لتاليف الحكومة في الوقت والظروف الراهنة الا العودة للحوار.

 

ولفت امس كلام السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وقوله “ نأمل تشكيل حكومة فيها الرؤية الانقاذية والانفتاح على سوريا بما فيه مصلحة البلدين».

 

وشددت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها امس على اهمية الاسراع بتشكيل الحكومة، وقالت ان تشكيلها “ يمثل البديل عن الفوضى التي تتهدد الجميع».

 

واكدت على اهمية تذليل العقبات امام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة لاجتماع بعبدا. وقالت “ان حكم البلاد يتطلب تعاونا شفافا بين الرؤساء ما من شانه ان يطيل عمر الحكومات، وان الاعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لاطالة عمر اي حكومة».

 

 موقف فرنسا

 

وعلى صعيد المواقف الدولية قالت مصادر مطلعة لـ»الديار» ان باريس تتجنب الحديث عن عقوبات محتملة بحق مسؤولين لبنانيين، لكنها لا تستبعد اتخاذ خطوات ضاغطة على المسؤولين قد تكون بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي او من قبل الادارة الفرنسية. ولم تكشف عن طبيعة وحجم هذه الضغوط.

 

دياب وتفعيل الحكومة

 

وفي ظل الشلل الكبير الذي يضرب مرافق الدولة يبدو ان خيار تفعيل حكومة تصريف الاعمال دونه صعوبات وعقبات توازي العقبات التي تواجه تشكيل حكومة جديدة، خصوصا ان الرئيس حسان دياب غير مستعد للقيام بمثل هذه الخطوة.

 

وقد اعلن في بيان له امس” ان الجدل حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال يؤكد الحاجة الى تفسير دستوري، وان هذا التفسير في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصرا هذا الحق كما اكد المجلس نفسه سابقا.”

 

واكد “ان تشكيل الحكومة يبقى اولوية الاولويات، ولا يتقدم عليها اي عمل آخر». وبذلك يكون قد رمى هذا الموضوع الى المجلس رابطا بين تفعيل حكومة تصريف الاعمال والغطاء البرلماني.

 

 مساعدة سورية لتأمين الاوكسيجين

 

وفي ظل انسداد آفاق تشكيل الحكومة تتسارع وتيرة الانهيار التي تطاول كل مرافق الحياة وتهدد بكوارث اجتماعية وصحية نتيجة الازمة الاقتصادية وجائحة كورونا.

 

وقد دفع الوضع الصحي المتردي وشحّ مادة الاوكسيجين وزير الصحة حمد حسن الى طلب العون من دمشق التي زارها امس واجتمع الى نظيره السوري حسن الغباش.

 

وفي مبادرة فورية وجه الرئيس بشار الاسد لتأمين ٢٥ طنا من مادة الاوكسيجين الى لبنان كدفعة اولى من اصل ثلاث دفعات ستؤمنها سوريا للبنان تبلغ ٧٥ طنا.

 

واعلن حمد عن ان هناك الف مريض يخضعون لاجهزة التنفس، مشيرا الى النقص الكبير لمادة الاوكسيجين. وشكر الرئيس الاسد والحكومة السورية للاستجابة السريعة ومساعدة لبنان.

 

واكد الوزير السوري الاستعداد لتقديم كل العون الممكن للبنان، واعتبر ان زيارة الوزير حسن بحد ذاتها رسالة سياسية مهمة.

 

وبعد ترؤسه لجنة الصحة النيابية اعلن رئيسها عاصم عراجي “ ان القطاع الصحي يترنح، واذا لم يكن هناك خطة انقاذية سريعة للقطاع من الممكن ان نذهب الى كارثة صحية».

 

ومساء امس وصلت الشحنة الاولى من لقاح استرازينيكا البريطاني والتي تزيد عن ٣٣ الف لقاح.

 

من جهة اخرى تتسارع اثار تخفيف سياسة الدعم وغياب خطة الترشيد حتى الان، وقد ارتفعت الصرخات من تفاقم الغلاء وزيادة الاسعار الذي ضرب امس مرة اخرى مادة الخبز حيث ارتفع سعر الربطة الى ٣ الاف ليرة، فيما استمرت ازمة تقنين المحروقات والبنزين الذي ارتفع سعر صفيحته الى الاربعين الف ليرة الاسبوع الماضي واضيفت عليه امس اربعمئة ليرة.

 

وعقدت الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي اجتماعا موسعا، واطلقوا صرخة جديدة محذرين من تسارع الانهيار ومن كارثة كبيرة، وشددوا على المبادرة سريعا لتشكيل الحكومة.

 

جلسة السلفة واستعادة الاموال

 

على صعيد آخر يعقد مجلس النواب جلسة عامة قبل ظهر الاثنين المقبل لمناقشة واقرار اقتراحي قانون الاول يتعلق باعطاء سلفة خزينة للكهرباء بقيمة ثلاثمئة مليار ليرة (مئتي مليون دولار وفق السعر الرسمي)، والثاني يرمي الى استعادة الاموال المنهوبة .

 

وكانت اللجان النيابية المشتركة درس الاقتراحين المذكورين واقرتهما بعد ادخال تعديلات عليهما بتخفيض قيمة السلفة من مليار دولار الى مئتي مليون دولار تغطي تامين المحروقات للكهرباء حوالي ثلاثة اشهر، اما الثاني فانه كالقوانين الاخرى الكثيرة يحتاج الى التنفيذ بعد صدوره وهذا يقع على عاتق الحكومة.

 

 كنعان للـ”الديار”:غبار التعطيل عند الحكومة والقضاء

 

وفي هذا المجال توقع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان اقرار القانونين في جلسة الاثنين، مشيرا الى درسهما واقرارهما في اللجان بمشاركة النواب والكتل النيابية. وقال لـ”الديار” : انه اذا تطابقت النوايا مع ما جرى في اللجان المشتركة لن يكون هناك عائقا وستقر الهيئة العامة القانونين المذكورين».

 

وشدد على تنفيذ القوانين الكثيرة التي كان اقرها المجلس وصدرت سابقا ومنها قوانين اصلاحية اساسية ومهمة، املا ومؤكدا على تنفيذ قانون استعادة الاموال المنهوبة بعد اقراره وصدوره. وقال” ان التنفيذ مناط بالسلطة التنفيذية والحكومة وبالقضاء ايضا، والا ما قيمة القوانين اذا ما بقيت حبرا على ورق؟ وماذا تفعل رقابة المجلس اذا ما ضربت نتائجها بعرض الحائط؟ وهناك امثلة عديدة منها التدقيق الذي قامت به لجنة المال حول اكثر من عشر سنوات وما توصلت اليه بالتفصيل والارقام بان هناك ٢٧ مليار دولار مجهولة المصير. وقد قمنا بما يلزم وزودنا الوزارة وديوان المحاسبة بكل نتائج التدقيق الذي لدينا، ولم نر شيئا حتى الان، ويقول الديوان ان ليس لديه العدد الكافي من المدققين وتقول الحكومة انها عينت مدققين، فهل يجوز ذلك؟

 

وحول تعيين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والدور الذي تلعبه اذا ما شكلت بالنسبة لقانون استعادة الاموال المنهوبة وغيره اجاب: «منذ صدور القانون وحتى اليوم لم يجر تعيين اعضاء الهيئة، والمعلوم ان المسؤولية تقع على الحكومة والقضاء الذي يفترض ان ينتخب ونقابة المحامين اعضاء في هذه الهيئة، وهذا الامر لم يحصل حتى الآن. اذن التعطيل هو من قبل الحكومة والقضاء، فليتفضلوا وينفضوا عنهم غبار التعطيل.”

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحريري:الأولوية لصيانة الوحدة الوطنية

 

صدر عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري البيان التالي: «تحل  الذكرى الحادية عشرة لقرار الحكومة المتخذ في 18 شباط 2010 إعلان عيد البشارة عيدا وطنيا. فقد أردنا يومذاك من خلال هذا الإعلان، التركيز على القواسم المشتركة بين المسيحية والإسلام، فكانت السيدة مريم الجامع بين الجميع.

 

فالسيدة العذراء مريم توحّد ليس فقط بين أبناء الديانتين، بل بين اللبنانيين الذين قدموا لايزالون نموذجا يحتذى به لحسن التلاقي بين المؤمنين بالإله الواحد وبالقيم الإنسانية الواحدة. وهو ما تكرس في 4 شباط 2019 في اللقاء التاريخي في دولة الإمارات بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، بإعلان وثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك». وما تكرر أيضا في اللقاء الأخير في النجف الأشرف منذ أيام قليلة بين البابا فرنسيس وسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني.

 

واني أرجو ان تبقى هذه المناسبة الجامعة هديا لجميع اللبنانيين، بالحرص على أولوية صون وحدتهم الوطنية، والرجوع، بالضمائر المخلصة الى المبررات التي حتمت نشوء هذا الكيان المميز، الذي تجاوز خلال المئة عام المنصرمة شتى انواع التحديات وبقي صامدا، آملًا ان يبقى كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني اكبر من وطن، بل رسالة الى الشرق والغرب».

 

من جهة ثانية استقبل  الحريري في بيت الوسط، الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي، والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حضور الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، وتم البحث في مجمل الأوضاع العامة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram