افتتاحية صحيفة البناء :
ترقّب نتائج الانتخابات "الإسرائيليّة"… مبادرة سعوديّة ناقصة حول اليمن… ومساعٍ للتعديل تفويض أميركيّ لمفوّض السياسة الأوروبيّة بإدارة تفاوض سياسيّ لبنانيّ وحول لبنان / زيارات دبلوماسيّة فرنسيّة وسعوديّة إلى بعبدا... والقلق من انهيارات ماليّة وأمنيّة وصحيّة
تتجه الأنظار نحو نتائج الانتخابات الرابعة للكنيست الإسرائيلي لجهة المستقبل السياسي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يخوض معركة وجوديّة يتوقف معها على فوزه مع حلفائه بنصاب 61 نائباً اللازم لتشكيل الحكومة بقاءه خارج السجن وليس فقط بقاءه في المشهد السياسيّ، وكان نتنياهو قد تعرّض خلال جولة مسائيّة في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، لحثّ الناخبين على رفع مشاركتهم قبيل إقفال الصناديق لصاروخ فلسطينيّ سقط قريباً من موكبه، بينما كشفت استطلاعات أوليّة لتصويت الناخبين أدارته القناة الـ 13 العبريّة أن نتنياهو وحلفاءه سيحصلون على 54 مقعداً، بينما يحصل التحالف المناوئ له على 59 مقعداً، ما يبقي البحث في كيفية حصول كل من الفريقين على 61 نائباً مفتوحاً حتى ظهور النتائج النهائيّة خلال اليومين القادمين، انطلاقاً من الفوارق الضئيلة في الأصوات، بعدما سجلت مشاركة 61% من الناخبين، وهي نسبة منخفضة قياساً بسابقاتها وفقاً للقناة.
بالتوازي على المشهد الإقليميّ بدأ المبعوث الأمميّ الخاص باليمن، مارتن غريفيت، مساعي مكوكيّة بين صنعاء والرياض للوصول الى تفاهم على اتفاق لوقف النار، تفتح الباب للحل السياسيّ بعد مبادرة سعودية تدعو لوقف النار المشروط بتثبيته بين الفريقين اليمنيين لتوقف الغارات السعودية الإماراتية، وتتضمن المبادرة قبولاً جزئياً بطلب اليمنيين ربط موافقتهم على وقف النار بوقف العدوان وفك الحصار، خصوصاً فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، فوضعت المبادرة استعداداً لفتح جزئي مشروط للمطار والميناء، وهو ما رفضه اليمنيون، وربطوا توقفهم عن غاراتهم على العمق السعوديّ بالاتفاق الشامل لوقف العدوان وفك الحصار، معتبرين أن الشق اليمني اليمني من الحرب صار مجرد امتداد للمواجهة اليمنيّة مع العدوان السعوديّ الإماراتيّ.
لبنانياً، تناقلت وسائل الإعلام المحليّة الكلام الصادر عن الدبلوماسيّ السابق ديفيد شينكر الذي وضع عنواناً للمستقبل السياسي للبنان وللحكومة، في إطار المواجهة مع حزب الله والتيار الوطني الحر، وتجاهلت البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية الذي يدعو جميع الأطراف السياسيّة الى التوافق للتغلب على خلافاتهم تسهيلاً لتشكيل حكومة تنجز الإصلاحات، وهو ما ربطته مصادر دبلوماسية بالمعلومات التي حملتها نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لجهة دعوة الأحزاب السياسية اللبنانية للوصول الى اتفاق سياسيّ يفتح طريق الإنقاذ، ومنع الانهيار. وقالت المصادر الدبلوماسية إن مفوّض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بات هو الحائز على التفويض الأميركي لإدارة التفاوض اللبناني والتفاوض حول لبنان، من ضمن المهمة التي يتولاها في ادارة التفاوض غير المباشر بين طهران وواشنطن، حول مستقبل الاتفاق على الملف النووي الإيراني، وتعتقد المصادر الدبلوماسية أن الدعسة الفرنسية التي ارتكبها الرئيس امانويل ماركون بالتعهّد بضم السعودية الى المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي كثمن لتسهيل سعودي لمهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ناقصة. وتعتقد المصادر أن حركة بوريل ستكون تحت عنواني حكومة سياسية أو انتخابات نيابية مبكرة بعد استطلاع رأي القيادات السياسية اللبنانية.
في بعبدا استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السفير السعودي وسفيرة فرنسا، في سياق تشاور يراد منه تخفيض منسوب القلق من انهيار وشيك، بعد فشل مساعي تشكيل الحكومة بطريقة دراماتيكيّة يوم أول أمس.
وبقي المشهد الداخليّ تحت تأثير ارتدادات اللقاء العاصف بين رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري وما أعقبه من حرب بيانات وكشف كل الأوراق الحكوميّة ما يُنذر بفترة فراغ حكوميّ طويل لن ينتهي إلا بتدخّل خارجيّ ينتهي بتسوية لا تبدو قريبة في ظل التجاذبات والخلافات والتصعيد على المستويين الإقليميّ والدوليّ.
وإزاء الفشل والاستعصاء السياسيّ في إنتاج حكومة جديدة، برز تحرّك دبلوماسي أوروبي - عربي - خليجي على الخط الحكومي، وشهد قصر بعبدا سلسلة زيارات دبلوماسية أبرزها السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو في القصر.
واستقبل الرئيس عون بحضور الوزير السابق سليم جريصاتي، السفير السعودي وعرض معه التطورات الراهنة والمستجدات الحكومية الاخيرة، إضافة الى شؤون تتصل بالعلاقات اللبنانية - السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، فضلاً عن شؤون إقليميّة راهنة.
وشدّد البخاري بعد اللقاء على "التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه"، كما دعا إلى "ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء". وطالب "جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحّة للشروع الفوريّ بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".
كما أكد السفير السعوديّ على "أهمية مضامين قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته". وشدّد بأن "اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان".
وحملت زيارة البخاري الى بعبدا إشارات ورسائل عدة أبرزها رسالة سلبية الى بيت الوسط لا سيما أن الزيارة جاءت غداة تصعيد الحريري باتجاه رئيس الجمهورية، في وقت لم يزُر السفير السعودي بيت الوسط منذ شهور عدة لا سيما بعد تكليف الحريري. لكن مصادر "البناء" لفتت إلى أن موقف البخاري ليس معزولاً عن سياسة بلاده بل بتوجيهات منها بدليل قراءته ورقة مكتوبة بعد اللقاء.
وفيما أشيع عن توجّه سعوديّ لتقديم مساعدة مالية للبنان لمنع الانهيار في لبنان، قللت المصادر من أهميّة الزيارة لجهة مساعدة لبنان مالياً، وأنها لا تتعدّى الطابع البروتوكولي.
وفي موازاة ذلك، دعت جامعة الدول العربية جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى "إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على إنهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني".
وسُجِل تواصل هاتفيّ بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن "اهتمامه الشديد بالوضع اللبنانيّ وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيداً عن الصراعات". وأبلغ الراعي الأمين العام أن "اللبنانيين ينتظرون دورًا رائداً للأمم المتحدة، لا سيّما أن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدوليّة منذ تأسيسها".
في المقابل زار سفير الكويت عبد العال القناعي بيت الوسط واجتمع إلى الحريري، وعرض معه المستجدّات السياسيّة.
وبعد التصعيد في مواقف الحريري الذي رافق زيارته بعبدا الأخيرة، استكمل نادي رؤساء الحكومات السابقين حملة التصعيد على رئيس الجمهورية، وذلك خلال لقاء عقدوه مساء أمس في دارة الحريري تمّ خلاله عرض لآخر المستجدّات السياسية والأوضاع العامة في البلاد.
وأبدى المجتمعون في بيان تلاه الرئيس فؤاد السنيورة أسفهم واستغرابهم "من التصرّفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن الإطار المألوف واللياقات والأعراف في تشكيل الحكومات في لبنان وتجاوز الرئيس عون لأحكام الدستور وكأن المقصود إحراج الحريري لإخراجه".
ولدى سؤال السنيورة عن خيار الاستقالة من مجلس النواب، أجاب بأن الموضوع غير مطروح.
وفي سياق ذلك، وفي ما تؤكد مصادر تيار المستقبل لـ"البناء" بأن الحريري لن يستسلم للشروط والضغوط التي تمارس عليه من قبل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ولن يخضع للابتزاز ولن يعتذر وسيبقى متمسكاً بالتكليف حتى تأليف حكومة وفق الشروط الفرنسيّة وطالما أنه محصّن بقرار الأغلبيّة النيابية التي سمّته في الاستشارات النيابية". أكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن "ثمة سعياً حثيثاً من رئيس الجمهورية وفريقه لكسر الجرّة مع الرئيس الحريري". وأكد أن "الاعتذار غير مطروح من قبل الحريري". كاشفاً أن "خيارات تيار المستقبل مفتوحة ولدينا اجتماعات قريباً لاتخاذ القرارات المناسبة للفترة المقبلة".
في المقابل استنكر تكتل لبنان القوي "الاسلوب الذي اعتمده رئيس الحكومة المكلّف في التعاطي مع رئاسة الجمهورية مخالفاً الأصول وأبسط قواعد اللياقة، ويرفض كل ما ورد على لسان الحريري من مغالطات مستفزة لجهة اعتباره أن رئيس الجمهورية ليس شريكاً دستورياً في عملية تشكيل الحكومة، ويعتبر أن كلام الحريري مرفوض شكلاً ومضموناً".
وسأل التكتل في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل: "ما المانع من تشكيل حكومة من عشرين أو 22 أو 24 وزيراً اذا كان ذلك يوفّر لها شروط الاختصاص، ويحترم القواعد المتفّق عليها. وبأي منطق يعطي رئيس الحكومة المكلّف جميع الطوائف حق تسمية الوزراء ويمنع ذلك عن المسيحيين وعن رئيس الجمهورية على قاعدة "كلّن بيسمّوا الاّ أنتو".
واعتبر التكتل أن "الهدف الرئيسي للحريري هو حصوله مع الداعمين له على النصف زائداً واحداً في الحكومة وليست المشكلة بالثلث الضامن الذي لم يطلبه أحد اصلاً ويسأل التكتل ما هو السبب الرئيسي لإصرار الحريري على هذه الأكثرية في الحكومة وما إذا كانت لإقرار الإصلاح وفي مقدمّته التدقيق الجنائي؟".
وفي ضوء التصعيد ورفع جدار المواقف بين بعبدا وبيت الوسط، لفتت مصادر "البناء" إلى أن "الوساطات على الخط الحكومي توقفت ولا مبادرات إقليمية ولا دولية ولا محلية والاتصالات مجمّدة وخطوط التواصل مقطوعة حتى إشعار آخر".
وحذّرت المصادر من "تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار الذي لن يتوقف عند سقف معين في ظل الاهتراء السياسي وغياب حكومة فاعلة قادرة على البدء بمسيرة النهوض الاقتصادي والمالي عبر إنجاز الإصلاحات المطلوبة والتفاوض مع صندوق النقد الدولي". كما وحذّرت من استغلال بعض الجهات الاستخبارية والدخول على خط الفراغ والانقسام السياسي والفوضى الاجتماعية وتوتير الوضع الأمني والطائفي والمذهبي لكن المصادر أكدت حرص معظم القوى السياسية على الحد الأدنى من الاستقرار الأمني ريثما يتم الانفراج على المستوى الحكومي".
وفيما عكست عين التينة أجواء سلبية إزاء ما حصل الاثنين الماضي، أشارت أوساط قيادية في حركة أمل إلى أن "الرئيس نبيه بري كان يأمل أن تؤدي مساعي الأيام الأخيرة إلى اتفاق بين الرئيسين عون والحريري على تأليف حكومة لمعالجة الأزمات القائمة لا سيما ارتفاع سعر صرف الدولار ولمواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة لا سيما إنجاز الإصلاحات الضرورية للحصول على الدعم المالي الدولي، لكن للأسف شهدنا تشبثاً بالمواقف وخطوات خاطئة لا تصبّ في مصلحة البلد".
وعن الاجتماع الذي جمع النائب علي حسن خليل ومستشار رئيس المجلس النيابي أحمد بعلبكي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا، لفتت الأوساط إلى أن "اللقاء جاء في إطار التنسيق بين القيادتين ووحدة الصف والموقف في كافة الجوانب والملفات لا سيّما الموضوع الحكوميّ". ونفت الأوساط أن يكون الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد وجّه رسالة إلى عين التينة أو حركة أمل "لكن لا يخلو الأمر من قراءة متباينة من زاوية مختلفة من الطرفين لبعض المسائل التي تشهد نقاشاً لتوحيد الموقف منها". ونفت الأوساط "كل الإشاعات التي تتحدث عن خلاف تكتيكي أو في النظرة من التحرّكات الشعبية في الشارع أو حيال أزمة الدولار والموقف من حاكم مصرف لبنان"، مؤكدة استمرار الاتفاق على الخطوط العامة بين القيادتين لا سيما رفض مبدأ الحياد الذي ينادي به البعض والتأكيد على حفظ دور ووجود المقاومة ووحدة وتماسك الجيش والقوى الأمنية وبناء الدولة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان".
وعن موقف الرئيس بري حيال دعوة السيد نصرالله تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال لفتت الأوساط إلى أن "لا مقومات للحكومة لتفعيل عملها، وقبل بحث هذا الأمر على مستوى المجلس النيابي يحضر السؤال هل الحكومة نفسها والوزراء مستعدّون لتفعيل عملها؟ وبالتالي المشكلة في الحكومة نفسها وليست في مكان آخر".
ونفت مصادر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أي "موقف خاص صدر عن الرئيس المستقيل فلا تناغم أو غيره مع رؤساء الحكومات السابقين". وأكدت "حرص الرئيس على البقاء على مسافة واحدة من الجميع وهو يؤثر عدم الدخول في السجالات السياسية كعادته".
وإذ سجّل سعرُ صرف الدولار في السوق السوداء مساء أمس ما بين 13200 و13450 ليرة لبنانية للدولار الواحد. يعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه اليوم وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنونيّ من دون مبرّر للدولار الأميركي.
وأصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس إعلامًا للمصارف حول آلية التدريب على استخدام المنصّة الإلكترونيّة لعمليات الصرافة.
ولا تزال نار أسعار السلع والمواد الغذائية تحرق جيوب المواطنين، وبعدما فشلت كافة الوسائل الرسمية والشعبية في ثني التجار والشركات المستوردة على وقف الاحتكار والتلاعب بالأسعار، انتشرت دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي الى "أسبوع مقاطعة البيض والدجاج"، بعدما ارتفعت أسعار هذين المنتجين بشكل قياسي، وسجل سعر كرتونة البيض حوالي 40 ألف ليرة، أي أن سعر البيضة الواحدة، تجاوز الـ1000 ليرة، بعدما كانت 3 بيضات تُشرى بهذه الألف!
على صعيد آخر، استجوب المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، الضباط الأربعة الموقوفين في القضية. واستهلّ الجلسة صباحاً باستجواب الرائد في جهاز أمن الدولة جوزيف النداف، ثم العميد في مخابرات الجيش انطوان سلوم، ثم الرائدين في الأمن العام داوود فياض وشربل فواز، وذلك بحضور وكلاء الدفاع عنهم، وبحضور المحامي يوسف لحود عن نقابة المحامين في بيروت التي تمثل جهة الادعاء الشخصي، على أن يستكمل اليوم والجمعة المقبل استجواب باقي الموقوفين في هذا الملف.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار :
البخاري لعون: نعرف (قلّة) وفاء الحريري
قرّر الرئيس ميشال عون الردّ على رئيس الحكومة المُكلّف، سعد الحريري، بحراك دبلوماسي يجمع فيه بين "راعية" المبادرة الحكومية، السفيرة الفرنسية، وممثل الدولة التي تحمل "فيتو" التعطيل تجاه لبنان في المنطقة، السفير السعودي. في اللقاءين، أكّد عون تسهيله تأليف الحكومة، بخلاف ما يُروّجه الحريري. إلا أنّ ذلك لا يُلغي التصعيد المُتعاظم بين الرئيسين، والذي ينسف أي محاولة لتأليف الحكومة قريباً
ما تُعبّر عنه جهات دولية صديقة لرئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، لجهة خشيتها من أن يكون الأخير غير راغبٍ في تأليف حكومة، يؤكّده الحريري في تصرفاته المُستمرة منذ تكليفه بالمنصب. مسارٌ يُفرّغ كلّ المبادرات التي أُطلقت من مضمونها، لأنّ الحريري بكلّ بساطة لا يُريد أن يُفاوض، ولا أن يُحصّل "العرض" الأفضل، بل أن يفرض شروطه. والغاية من ذلك أمران: إمّا جرّ رئاسة الجمهورية ــــ ومن خلفها التيار الوطني الحرّ ــــ إلى تنازلات كبيرة تُظهّر على شكل "انكسارٍ" للعهد وانقلاب عليه. وإمّا أنّه يُفخّخ كلّ المحاولات الإيجابية حتى لا تصل الأمور إلى خواتيمها، ولا تُؤلّف حكومة. والمعلومات السياسية تُشير إلى غلبة الخيار الثاني: سعد الحريري سيبقى يُعقّد تأليف الحكومة حتى ينال "كلمة السرّ" الدولية والإقليمية التي "تَسمح" له بإنهاء هذا الملف. يُضاف إلى الضغوط الخارجية، تعبيره علناً أمام الذين يلتقيهم بأنّه لن يتحوّل إلى الجهادي الذي يحمل كرة نار رفع الدعم وتحمّل ردّات الفعل الشعبية الغاضبة. ولكنّ الحريري أصبح مع التجربة "ماكراً" سياسياً، نجح في تصوير نفسه أمام الرأي العام اللبناني كالشخص الذي "يُحاول" أن يُنقذ البلد عبر إنجاز حكومة، فيما "الرئيس ميشال عون يُعرقل".
يبدو "عادياً" أن يكتب رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري بياناته حول نتائج لقاءاته السلبية مع الرئيس، قبل عقدها. ولا أحد يرتاب من تمسّك الحريري بـ"حقّ" تسمية المقاعد "المُخصّصة" للطائفة السنية والمسيحية، ويتشارك مع حركة أمل والحزب التقدّمي الاشتراكي بتسمية بقيّة الوزراء، فيما يُنادي بأنّه لا يقبل إلا حكومة "اختصاصيين" خالية من السياسيين. وحتى حين يقبل عون التنازل عن شرط الحصول على الثلث الضامن، يختلق الحريري فجأةً عقبة جديدة، وهي إصراره على مشاركة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل في الحكومة، وإلا رفض تخصيص رئيس الجمهورية بأكثر من مقعدين وزاريين. كلّ تصرّفات سعد الحريري هي مُجرّد مناورات، لرفع مسؤولية التعطيل عن نفسه، وعن "الخارج" الذي يربط قراراته به. في لحظة مصيرية بتاريخ البلد، يظهر رئيس الحكومة المُكلّف كما لو أنّه لا يهتم سوى بالكرسي، حتى ولو كانت فوق مملكة مُدمّرة. وكلّ التسريبات الإيجابية التي سبقت "لقاء الاثنين"، دفنها اجتماع عون ــــ الحريري أول من أمس. لا وجود في قاموس السياسة لكلمة "انتهى"، ولكن حتى الساعة، كلّ المؤشرات تُشير إلى تعقيدات حكومية من الصعب أن تشهد حلحلة قريبة. ففي الأساس، الأزمة ليست ثلثاً ضامناً أو مقعداً وزارياً، بل أزمة نظام عميقة، حلّها بحاجةٍ إلى برنامج شامل.
لقاءات رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، أمس، أتت تكملة لشدّ الحبال بينه وبين الحريري. أبرزها كان الاجتماع مع السفير السعودي في بيروت، وليد البخاري. اللقاء تمّ "بطلبٍ من الرئيس"، ما يعني أنّه في الأصول الدبلوماسية يجب على السفير أن يُلبّي الدعوة. ولكن، كان باستطاعة البُخاري أن يطلب تأجيل الموعد أيّاماً قليلة، حتى لا تُترجم الخطوة كرسالة سلبية بوجه الحريري. على العكس من ذلك، لبّى دعوة بعبدا قبل أقلّ من 24 ساعة على الحرب الكلامية بينها وبين الرئيس المُكلّف. يأتي ذلك بالتزامن مع عدم إخفاء السعودية "حقدها" على الحريري ورفض وليّ العهد محمد بن سلمان استقباله، ومع تداول معلومات في الأوساط السياسية أنّه حين التقى موفد عون مع البخاري سابقاً، أبلغه رئيس الجمهورية: "سمّوا (السعودية) بديلاً من سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وأنا أوافق عليه". حتّى ولو عاد البخاري والتقى الحريري بعد فترة، لن يُلغي ذلك وقع زيارته لبعبدا. وتُفيد مصادر رئيس الجمهورية بأنّ أجواء الزيارة "كانت إيجابية. الدعوة وُجّهت مساء أول من أمس، وتمّت تلبيتها سريعاً". تحدّث عون والبخاري عن اتفاق الطائف، وكان الرئيس "حريصاً على إعلان التمسّك بالطائف، وأنّه يُمارس ما تبقى من صلاحياته كرئيس للجمهورية". وأوضح عون أنّه إذا "كان العهد سيُحمّل مسؤولية في الشارع، فهو في حاجة إلى تمثيل في الحكومة". الحريري كان أحد عناوين اللقاء، فقال عون للسفير السعودي إنّه كان يُعامل الرئيس المُكلّف "كابنٍ لي، لكن تبيّن أنّه من دون وفاء"، وبحسب المصادر أكّد البخاري هذه الصفة، قائلاً لعون: "عم تخبرنا نحن عن وفائه؟ نحن أكثر من يعرف ذلك"، من دون أن يتطرّقا إلى تسمية رئيس حكومة جديد.
وكان البخاري قد أعلن بعد انتهاء اللقاء تشديده على "الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء. كما ندعو جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة المُلحّة للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان". إلا أنّ البخاري حافظ على تصعيده، بما ينسف "عبارات التشريفات" السابقة، مُتمسكاً بمضامين "قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونُشدّد على أنّ اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان".
المحطة الدبلوماسية الثانية في بعبدا كانت مع السفيرة الفرنسية لدى لبنان، آن غرييو، التي تتمسّك بلادها بتعويم سعد الحريري في وجه فريق الرئاسة وحزب الله، وتعتبره "حصان طروادتها" ــــ هي والولايات المتحدة الأميركية ــــ للمرحلة المقبلة". سبب اللقاء أتى من منطلق أنّ فرنسا هي راعية المبادرة الحكومية... والحريري. أوضح عون أنّه يُسهّل تأليف الحكومة، فيما الحريري مُتمنّع. وأكّد عون "تمسّكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع إنقاذي للبنان، والعمل للوصول إلى تأليف حكومة جديدة تواجه التحدّيات الراهنة على مختلف الأصعدة".
في المقابل، وكما دائماً، يخرج العازفون على وتر "الدفاع عن كرامة الطوائف" كلّما تعقّدت الأمور سياسياً. ومن هذا المنطلق، "هَبّ" رؤساء الحكومات السابقون إلى اجتماع "تضامني" مع موقع رئاسة الحكومة، وليس مع الحريري. وقد أذاع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بياناً يُدينون فيه "تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأنّ المقصود إحراج الرئيس المُكلّف لإخراجه"، مؤكّدين تمسّكهم "بالدستور نصّاً وروحاً وبوثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وبالتالي، فإنّ كلّ محاولة للذهاب بالمسألة إلى تصعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مردودة سلفاً". دعم "نادي الرؤساء" مسوّدة الحريري التي تقدّم بها، "وتمسّكه بها ليس من باب التعنّت أو المغالبة، بل استجابة لما يُريده اللبنانيون وأشقّاء وأصدقاء لبنان في العالم". مديحٌ للحريري أتى ليؤكد عمله وفق خريطة طريق "الخارج" الذي لا يريد حلّاً لبنانياً. وقد دُعي الحريري إلى "الثبات على موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق ممّا يجهد اللبنانيون لتحقيقه، ولا سيما في ضرورة استعادة الدولة اللبنانية القادرة والعادلة لسلطتها الكاملة ولقرارها الحر".
************************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
العهد يستدرج الدول إلى الصراع الحكومي
وسط غموض واسع ومتفاقم لفّ الواقع اللبناني بمجمله غداة الصدام الحاد الذي حصل بين رئيس الجمهورية ميشال #عون ورئيس الحكومة المكلف سعد #الحريري والذي فجّره “فعل انقلابي” غرائبي موصوف استهدف دفع الحريري الى التنحي والاعتذار، بدا واضحاً ان المقامرة السياسية الجديدة زجت البلاد في متاهة ازمة مفتوحة بلا أي افق، وقد تكون محفوفة بأنماط متطورة من الاخطار على كل الصعد. وما زاد المخاوف من الطبيعة المفخخة للاخطار المقبلة، ان العهد لم يكتف بتداعيات محاولته الانقلابية بعدما اصطدمت بالمناهضة العنيفة التي واجهه بها الحريري، بل مضى في اليوم التالي نحو محاولات مستجدة علم انها تهدف إلى محاولة محاصرة الرئيس المكلف من خلال اتصالات ديبلوماسية، بل عبر ما وصفه البعض بالاستدعاءات المفاجئة لسفراء دول أساسية معنية بالوضع في لبنان وزجها في أتون الصراع المتصاعد بين بعبدا وبيت الوسط، ومحاولة استمزاج الدول المعنية في إزاحة الحريري من خلال اطلاعها على معطيات تظهر استعصاء التفاهم بين الرئيسين بعدما فشلت الأساليب السابقة في حمل الرئيس المكلف على تجاوز تكليفه النيابي والاعتذار عن مهمته، تحت وطأة التعطيل المنهجي الذي يستهدف مهمته. واذ رسم هذا الاتجاه التحريضي مزيداً من أجواء الشحن والتوتر على الازمة المحتدمة، ارتسمت علامات غموض كبيرة حول مآل الوضع الداخلي على المديين القريب والمتوسط بعدما تصاعدت بشكل لافت للغاية امس مواقف عربية ودولية تبدي قلقا متصاعدا على لبنان وتحذر من احتمالات انهياره الوشيك.
برز هذا الاتجاه في شكل أساسي عبر دعوة رئيس الجمهورية السفير السعودي وليد بخاري الى لقائه بعد ظهر امس في قصر بعبدا بعد انقطاع لزيارات السفير الى بعبدا منذ سنتين.
وفي مقابل الإيحاءات التي حاول العهد وفريقه توظيفها لتصوير الزيارة لمصلحته في حربه على الحريري، بدا الموقف السعودي صارما بالتزام ثوابته التي عبر عنها السفير بخاري في بيان معد سلفاً رافضاً بعد تلاوته الرد على أسئلة الصحافيين. واكد أنّ “الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”، مشدّدا على أنّ “سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذه السيادة، وأكدت للرئيس عون التزام المملكة سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، وشددت على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”. كما شدد #البخاري على أنّ “إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان”.
كذلك التقى عون السفيرة الفرنسية آن غريو وعرض معها التطورات الحكومية الأخيرة وغادرت من دون تصريح. وأفادت معلومات بعبدا ان عون شرح للسفيرة الإشكالات التي رافقت مراحل #تشكيل الحكومة مؤكدا تمسكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي للبنان ومشددا على العمل من اجل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الراهنة على مختلف الصعد.
#رؤساء الحكومة السابقون
في غضون ذلك اتخذ اجتماع رؤساء الحكومة السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري في “بيت الوسط” مساء امس طابعاً بارزاً لجهة الدعم القوي للحريري في مواجهة الاستهداف الذي يتعرض له. وأبدى المجتمعون استغرابهم “من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور، وتخرج عن الإطار المألوف واللياقات والأعراف والأصول المتبعة في التخاطب بين الرؤساء وفي تشكيل الحكومات في لبنان. ومن ذلك، تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأنّ المقصود إحراج الرئيس المكلّف لإخراجه”. وشددوا على “ان كل محاولة للذهاب بالمسألة إلى صعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مردودة سلفاً ولن ينجروا إليها”. وإذ نوهوا بـ”الموقف الوطني المسؤول والرصين للرئيس سعد الحريري الذي كظم غيظه”، دعوه الى “الثبات على موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق مما يجهد اللبنانيون لتحقيقه”. كما اكدوا “موقفهم الثابت بضرورة المسارعة والتوجه فوراً نحو اتخاذ الخطوات الإنقاذية لمعالجة الاختلال الحاصل على الصعيدين الداخلي والخارجي من أجل أن تتشكّل حكومة إنقاذية ذات مهمة محددة مؤلفة من ذوي أصحاب الكفاءات المستقلين غير الحزبيين، تستطيع ان تعمل كفريق متضامن بعيداً عن الانخراط في سياسات المحاور والصراعات الضارة، وبالتالي تحظى بثقة اللبنانيين وثقة المجتمعين العربي والدولي وتستطيع ان توقف الانهيار”.
وفي المقابل حمل “تكتل لبنان القوي” على “الاسلوب الذي اعتمده الرئيس المكلّف في التعامل مع رئاسة الجمهورية مخالفاً الأصول وابسط قواعد اللياقة”
واعتبر ان ما طرحه الحريري في التشكيلة التي كشف عنها “يناقض قواعد الاختصاص فضلاً عن انه لا يحترم لا الميثاقية ولا الدستور ولذلك لم يوافق عليها رئيس الجمهورية”. وسأل “ما المانع من تشكيل حكومة من عشرين او 22 او 24 وزيراً اذا كان ذلك يوفّر لها شروط الاختصاص، ويحترم القواعد المتفّق عليها. وبأي منطق يعطي رئيس الحكومة المكلّف جميع الطوائف حق تسمية الوزراء ويمنع ذلك عن المسيحيين وعن رئيس الجمهورية على قاعدة “كلّن بيسمّوا الاّ انتو”.
ويعتبر التكتل ان الهدف الرئيسي للحريري هو حصوله مع الداعمين له على النصف زائد واحد في الحكومة وليست المشكلة بالثلث الضامن الذي لم يطلبه احد اصلاً “.
أصداء خارجية
وفي سياق المواقف الخارجية من تطورات الازمة الحكومية برزت امس دعوة #جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى “إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على انهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني”. ونقل الأمين العام المساعد السفير حسام زكي عن الأمين العام أحمد أبو الغيط استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولا الى معادلة متوافق عليها تمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل وفق المبادرة الفرنسية التي ايدها مجلس الجامعة في اجتماعه الأخير”.
كما كان لافتا الاتصال الهاتفي بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس الذي أعرب عن “اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات”. وأبلغ الراعي الأمين العام “أن اللبنانيين ينتظرون دورا رائدا للأمم المتحدة، لا سيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها”. وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان.
وبدورها دعت نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي القادة السياسيين اللبنانيين إلى “التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة”. وقالت “يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن”. كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.
*****************************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إهتمام أممي بطرح الراعي… و”للبحث صلة”
قصر “بسترس” – فرع بعبدا: “صمت” فرنسي و”صفعة” سعودية!
بعد الانزلاق إلى الدرك الأسفل على مقياس الأداء الرئاسي والسياسي، وبعدما تهشّمت رمزية موقع الرئاسة الأولى تحت وطأة أداء عبثي هزيل حوّل رئاسة البلاد إلى أشبه بمنصة إعلامية لتراشق تهم “التزوير والكذب”… يمرّ العهد العوني بحالة متقدمة من الوهن وانعدام التوازن، حتى أضحى يسير على غير هدى في خطوات متعثرة واتجاهات متخبطة، متكئاً فقط على زنود وزناد “حزب الله” للصمود في معركة “أرذل عمر العهد”، على وقع تسارع عوارض “الموت السريري” عليه في عاميه الأخيرين.
وإذ لم يكن حبر “البهدلة” قد جفّ على حرب الأوراق والمستندات التي دارت رحاها أمس في عقر باحة القصر الجمهوري إثر خروج رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من لقاء بعبدا العاصف، عاد رئيس الجمهورية ميشال عون ليجني على نفسه باستجلاب “هزائم” ديبلوماسية إلى القصر، الذي تحوّل خلال الساعات الأخيرة إلى “فرع مستحدث لقصر بسترس في بعبدا”، كما وصفته مصادر نيابية معارضة، في معرض إبدائها الأسف “للانحدار بمقام الرئاسة الأولى إلى مستوى من العزلة بلغ حدّ استجداء السفراء لزيارة رئيس الجمهورية”، معتبرةً أنّ “رهان مستشاري القصر على استثمار صورة استقبال السفير السعودي والسفيرة الفرنسية وتظهيرها بشكل إيحائي يروّج لانفتاح الرياض على عون وتفهّم باريس لشروطه الحكومية، سرعان ما بدا رهاناً على سراب تحت وطأة التزام السفيرة آن غريو الصمت ورفضها التصريح إثر لقاء رئيس الجمهورية، وهي رسالة أبلغ تعبيراً عن الغضب الفرنسي من التعطيل العوني للمبادرة الفرنسية، بموازاة تلقي “صفعة سعودية” تجسدت بما عبّر عنه السفير وليد البخاري تجاه شكل الزيارة ومضمونها”.
ففي الشكل، حرص السفير السعودي على التأكيد على كون الزيارة أتت بناءً على دعوة تلقاها من عون و”لا يملك بروتوكولياً رفضها”، كما أوضحت المصادر، بينما في المضمون أتى تشديد البخاري على “وجوب احترام اتفاق الطائف وأهمية مضامين قرارات مجلس الأمن 1701 و 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان”، بمثابة رسم المملكة العربية السعودية “لخطوط رؤيتها العريضة للعلاقة مع لبنان”، انطلاقاً من مرتكزات السياسة الخارجية التي تؤكد على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، وفي ذلك رسالة مزدوجة موجهة باتجاه التصويب على انسياق العهد العوني وراء تغطية تدخل “حزب الله” في الشؤون الداخلية للدول العربية.
أما في الشأن الحكومي، وفي حين بدا بيان مكتب الإعلام في بعبدا ناقلاً لـ”مونولوغ” رئاسي عبر الإضاءة على “شرح عون للسفيرة الفرنسية الإشكالات التي رافقت مراحل تشكيل الحكومة، مؤكداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية”، من دون أن يتضمن البيان “حرفاً واحداً” عن لسان غريو خلال اللقاء، آثر في المقابل السفير السعودي إيصال رسالة المملكة بنفسه داعياً إلى “ضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني”، مع التأكيد على وجوب أن يعمد “جميع الأفرقاء السياسيين إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحّة للشروع الفوري بتنفيذ اصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”.
وفي السياق عينه، شددت أوساط ديبلوماسية عربية على أهمية “تلقف المسؤولين اللبنانيين الرسائل المتقاطعة بين المجتمعين الدولي والعربي إزاء مرتكزات الحل في لبنان، ونوهت بأنّ موقف جامعة الدول العربية (أمس) تجاه احتدام الأزمة اللبنانية، يؤكد بأنّ اللبنانيين غير متروكين من قبل أشقائهم العرب ولا من أصدقائهم الدوليين، لكن يبقى على لبنان نفسه أن يعود إلى مظلته العربية والدولية والعمل على استعادة الثقة الخارجية به عبر إجراءات إصلاحية جذرية وسياسة داخلية وخارجية غير منحازة لمحور ضد آخر”. وبالمعنى ذاته، نقلت الأوساط أنّ الموقف السعودي واضح وصريح لناحية تأكيد الحرص على لبنان والجهوزية لمساعدته “في حال استعاد التوازن في أدائه السياسي وإلاصلاحي… وإلا فلا مساعدات سعودية ما لم تلمس الرياض تغّيراً جوهرياً في السياسة اللبنانية” بما يتماشى مع المصلحة اللبنانية العليا والمصلحة العربية القومية.
وكذلك على المستوى الأممي، كانت دعوة من القائمة بأعمال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي إلى القادة اللبنانيين بضرورة “ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة”، في وقت استرعت الانتباه المشاورات الهاتفية بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والبطريرك الماروني بشارة الراعي، والتي أعرب خلالها غوتيريش عن “اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيداً من الصراعات”.
وإذ استمع من الراعي لتصوّره حيال “عجز الجماعة السياسية في لبنان في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وشارف البلد على الانهيار التام”، مؤكداً أنّ “اللبنانيين ينتظرون دوراً رائداً للأمم المتحدة” في معالجة أزمتهم، اطّلع الأمين العام كذلك من البطريرك الماروني على “الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان”، على أن يكون “للبحث صلة” بين الجانبين.
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
التأليف رهن العقد الداخلية والخارجية.. والريــاض: لحكومة قادرة
ماذا بعد فشل اللقاء الرقم 18 بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري؟ وماذا بعد فشل الوساطات الداخلية والخارجية في اجتراح الحلول للخروج من المأزق الحكومي؟ وهل سُدّت مسارات التأليف نهائياً وتكرست وضعية رئيس مستقيل ورئيس مكلّف في ظل عدم استعداد الحريري للاعتذار ووضعه معادلة اعتذاره مقابل استقالة رئيس الجمهورية؟ وما مصير الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي الذي لا يمكن فرملة تدهوره سوى بتأليف حكومة؟ وهل انتقلت البلاد فعلاً من أزمة حكومة إلى أزمة حكم؟ وما الخطوة التالية التي على اللبنانيين انتظارها؟ وكيف يمكن الخروج من هذا النفق المظلم؟ وهل يمكن الرهان على وساطة جديدة داخلية أو خارجية؟
وفيما لا إجابات متوافرة عن كل هذه التساؤلات، بات الرهان على أعجوبة ما، لأن لا معلومات تفيد عن وساطات دخلت على الخط على أثر اللقاء الساخن الأخير بين الرئيسين، فيما الآمال في أي وساطة تكاد تكون معدومة بعد الوصول إلى الحائط المسدود والطريق المقفل، كما انه في التحليل المنطقي للأمور أصبح من الصعوبة بمكان الكلام عن عقد تفصيلية ما زالت تعوق التأليف في الوقت الذي يتواصل الانهيار فصولاً، وبالتالي مع كل هذه التطورات يصبح السؤال مشروعاً عن عقد خارجية تحول دون التأليف، وإلا لا شيء يبرر أو يفسِّر المراوحة الحكومية.
وبدا من المواقف المتشنجة ان العلاقة بين عون والحريري وصلت إلى أدنى وأسوأ مستوياتها، فمع تمسك الثاني بتكليفه يتعذّر على الأول الوصول إلى نتيجة من دون الاتفاق معه، ففي إمكانه مثلا الاستئناس برأي الكتل النيابية وخطوات أخرى، ولكن لا أفق لكل ذلك، والأفق الوحيد يندرج ضمن ثلاثة سيناريوهات:
ـ السيناريو الأول، وساطة داخلية أو خارجية تكون مختلفة شكلا ومضمونا عن الوساطات السابقة، أي حازمة في رسائلها للرئيسين من أجل الوصول إلى حل وتسوية.
ـ السيناريو الثاني، انزلاق البلاد إلى فوضى أو اغتيالات، لا سمح الله، بما يستدعي من الرئيسين تجاوز خلافاتهما والشروع في التأليف فورا.
ـ السيناريو الثالث، ان يعتذر الرئيس المكلف تاركا العهد يتخبّط منفردا في مواجهة أزمة تتطلب الانفتاح على الخارج، هذا الخارج الذي يملك الحريري مفاتيحه من باريس مرورا بالقاهرة وصولا إلى موسكو وغيرها من عواصم القرار في العالم.
الى التَّدويل دُرّ
وفي هذه الاثناء قال مصدر رفيع عمل على خط المبادرات الداخلية في المرحلة السابقة لـ»الجمهورية»: «انّ لقاء بعبدا الثامن عشر المتفجر بين عون والحريري أقفل الطريق على كل المبادرات الداخلية». واكد «أن مسار الأمور كان ينذر بالوصول إلى هذه الخاتمة حيث اتّضحَ في الأيام الأخيرة أن أيّاً من المعنيين بالتشكيل الحكومي لا يريد الحلّ على حساب مصالحهِ وحساباته الشخصية».
واضاف المصدر: «إنهم يعيشون حالة إنكار للواقع وكأنهم لا يرونَ ماذا يحصل في الشارع وداخل المؤسسات وخلف جدران السوبرماركات وعلى محطات البنزين. ولقد أصبح واضحاً أنّ عون لا يريد الحريري ويعمل وباسيل على تطفيشهِ، فيما الحريري لديه إلتزامات خاصة ويصعب عليه الخروج منها وقد ظهر هذا الأمر جليّاً بعد إعلانه الإسمين المقترحين لتمثيل «حزب الله» داخل الحكومة، إذ تبين أن الحزب لم يسمّهما ولم يتفاوض الرئيس المكلف حولهما معهُ». وتابع المصدر: «عجبنا أم لم يعجبنا «حزب الله» موجود ويمثل شريحة واسعة، ولا يمكن القفز فوقه بذريعة أنه يريد الحريري ولن يعرقل تشكيل الحكومة».
وعن الورقة المنهجية التي أرسلها عون إلى الحريري، قال المصدر نفسه: «محتواها كله خطأ ويضرب جوهر الدستور ويظهر أن كافة الوسائل تستخدم لتطفيش الحريري». كاشفاً «أن محاولات عدة حصلت قبل لقاء بعبدا الاخير لِثني رئيس الجمهورية عن إرسال الورقة او لإرسالها في صيغة اخرى او بأسلوب مختلف، ولكنها باءت بالفشل ما دفع الحريري الذي كان أصلاً مستاءً من زيارة جنبلاط لعون إلى الخروج عن طوره».
وعن الحل المطلوب بعد كل ما جرى قال المصدر: «لا حلول حاليا فالأبواب كلها مقفلة والخطوط كلها انقطعت في انتظار صدمة غير معروف من أين ستأتي». وختم: «نحن بأيدينا وبما نفعله نستدرج تدخلات خارجية لتدويل أزمتنا، وسترون حركة سفراء كُثر في المرحلة المقبلة يستدعيهم كل فريق لشرح موقفه وتدشيم جبهته ضد الاخر».
لقاءات ديبوماسية
وقد شكلت اللقاءات الديبلوماسية لرئيس الجمهورية أمس علامة فارقة، من نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، إلى سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غرييو، ولكن اللقاء الأبرز كان مع السفير السعودي وليد البخاري الذي كان قد زاره احد المستشارين الرئاسيين في الاونة الاخيرة، ولكن لا شك في ان توقيت زيارته لبعبدا بعد يوم واحد على اللقاء العاصف بين عون والحريري حمل أكثر من رسالة، خصوصا ان رئيس الجمهورية هو من دعاه الى القصر.
وأبلغت اوساط قصر بعبدا الى «الجمهورية» انه «وخلافاً لظن البعض بأن عون سيواجه استفحال الازمة الحكومية بالجمود، اذا به يطلق حركة ديبلوماسية في اتجاهات عدة لشرح حقيقة ما يجري في الملف الحكومي ولتثبيت القرار السيادي اللبناني وعلاقات لبنان الخارجية ومنع انحلال الدولة».
واعتبرت الاوساط «انّ الحيوية الديبلوماسية في نشاط عون، خصوصا استقباله السفير البابوي ثم السفير السعودي إضافة إلى السفيرة الفرنسية، إنما أسقطت مقولة انّ رئيس الجمهورية في عزلة، واكدت انه منفتح على الجميع لخدمة المصلحة الوطنية العليا».
واوضحت الاوساط «ان عون شرح للسفيرة الفرنسية كيف خرق الحريري المبادرة الفرنسية، مؤكدا التمسك بها». ولفتت الى ان اللقاء مع السفير السعودي «كان إيجابيا ومفيدا»، داعية الى التوقف عند دلالات البيان الذي تلاه البخاري بعد خروجه من الاجتماع مع عون، ما يوحي أن هناك تعديلاً في المقاربة السعودية للشأن اللبناني».
وكشفت الاوساط «انّ كسر عون للحواجز الداخلية لن يتوقف عند حدود استقباله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وربما هناك من سيتفاجأ ببعض الزيارات التي ستتم الى قصر بعبدا قريباً».
رواية اخرى
وفي رواية أخرى انّ رئيس الجمهورية بدأ حملة ديبلوماسية لشرح الظروف التي ادت الى عرقلة تشكيل الحكومة العتيدة وتوضيح ما التبس نتيجة الحملات المتبادلة.
وفي الوقت الذي عكست مصادر بعبدا عبر «الجمهورية» ارتياح رئيس الجمهورية الى «تفهّم» السفيرين السعودي والفرنسي لما قدمه من شروحات، لفتت في المقابل الى «انّ الحملة الديبلوماسية ستستمر الى ان تشمل مجموعة سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثلي الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والجامعة العربية».
وعلمت «الجمهورية» انه وبسبب انشغال رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم بقبول اوراق اعتماد ستة من السفراء الاجانب الجدد، ستستأنف الحملة الديبلوماسية بعد الظهر من دون تحديد هوية السفراء الذين سيزورون القصر الجمهوري في هذا الاطار.
بين عون والسفيرين
وقالت المصادر انّ السفيرين الفرنسي والسعودي كانا مستمعين اكثر مما تحدثا في بداية اللقاءين، حيث اصرّ رئيس الجمهورية على تقديم شرح مفصل للمرحلة التي بدأت منذ تكليف الحريري تأليف الحكومة والمراحل التي تلتها بالتفاصيل المملة. مؤكدا ان جهوده مستمرة لتشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، وانه لن يعدم أي وسيلة من اجل تشكيل الحكومة وانه يجري سلسلة لقاءات واتصالات لتوضيح الموقف وللدفع في هذا الاتجاه.
وخلال لقائه مع السفيرة الفرنسية اكد عون تمسكه بالمبادرة الفرنسية «كمشروع انقاذي للبنان»، مكرراً شكره للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفريق عمله لمساعيهم المستمرة تجاه لبنان.
البخاري
وكان اللافت المواقف التي عبّر عنها السفير البخاري حيث شدد باسم بلاده على «ضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني من امن واستقرار ورخاء»، وأدلى بالتصريح الآتي: «بناء على دعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، قمت في هذا المساء بزيارة قصر بعبدا لمناقشة ابرز المستجدات الراهنة في لبنان، وأكدت لفخامته أن المملكة لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه كل الازمات، وأن الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، التي تؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأن سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني الشقيق، ونحن نحترم هذه السيادة».
واضاف: «كما أكدتُ لفخامته أن الموقف السعودي يشدد على إلتزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه، وفي شكل خاص على ضرورة الاسراع في تأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء. وندعو جميع الافرقاء السياسيين في لبنان الى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة للشروع الفوري بتنفيذ اصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان». كما نؤكد دوماً على اهمية مضامين قرارات مجلس الامن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من اجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونشدد على أن اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي في لبنان».
وختم البخاري: «كما اطلعتُ فخامته هذا المساء على المبادرة السعودية للسلام في اليمن، ورحّب فخامته بكل تأكيد بهذه المبادرة متمنيا للمملكة العربية السعودية النجاح والتوفيق وأن يعم السلام العالمين العربي والدولي».
الراعي وغوتيريس
وعلى صعيد حراك بكركي التي توافد اليها عدد من الشخصيات السياسية الداعمة لمبادرة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أعلن الصرح البطريركي أمس عن اتصال جرى بين الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أكد فيه الاخير «اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن النزاعات». فيما أبلغ البطريرك اليه أنّ اللبنانيين ينتظرون «دورا رائدا للأمم المتحدة»، شارحاً له «الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي خاص به». واتفقا على «استمرارية التواصل في شأن المستجدات».
رؤساء الحكومات
وعلى سعيد المواقف السياسية أستغرب الرؤساء السابقون للحكومة الذين اجتمعوا في «بيت الوسط» ما سمّوه «تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأن المقصود إحراج الرئيس المكلف لإخراجه». وقالوا في بيان «ان الدستور له نصوص عندما يتم الالتزام بها لا يضلّ من بعدها المسؤولون». واكدوا «تمسّكهم بالدستور نصاً وروحاً وبوثيقة الوفاق الوطني». واعتبروا انّ «كل محاولة للذهاب بالمسألة إلى صعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج النزاع الطائفي هي مردودة سلفاً ولن ينجرّوا إليها، ولن يجدوا من يستجيب لها بدليل التفاف طوائف متعددة حول مبادرة البطريرك الراعي». واذ اكّدوا أنّ «تمسك الرئيس الحريري بمشروع الصيغة الحكومية التي تقدم بها ليس من باب التعنت أو المغالبة، وإنما من باب الاستجابة لما يريده اللبنانيون وأشقاء لبنان وأصدقائه في العالم»، دعوا الحريري الى «الثبات على موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق ممّا يجهد اللبنانيون لتحقيقه، ولا سيما في ضرورة استعادة الدولة اللبنانية القادرة والعادلة لسلطتها الكاملة ولقرارها الحر». وشددوا على «ضرورة تأليف حكومة إنقاذية ذات مهمة محددة مؤلفة من ذوي أصحاب الكفاءات المستقلين غير الحزبيين تستطيع ان تعمل كفريق متضامن بعيداً عن الانخراط في سياسات المحاور والنزاعات الضارة».
«لبنان القوي»
واستنكر تكتل «لبنان القوي»، خلال اجتماعه الدوري الاكتروني برئاسة النائب جبران باسيل «الاسلوب الذي اعتمده رئيس الحكومة المكلف في التعاطي مع رئاسة الجمهورية، مخالفاً الأصول وابسط قواعد اللياقة». ورفض «كل ما ورد على لسان الحريري من مغالطات مستفزة، لجهة اعتباره ان رئيس الجمهورية ليس شريكا دستوريا في عملية تشكيل الحكومة»، وشدد على «ضرورة تشكيل حكومة تراعي قواعد الميثاق والاختصاص، وما طرحه الحريري في التشكيلة التي كشف عنها يناقض قواعد الاختصاص فضلاً عن انه لا يحترم لا الميثاقية ولا الدستور». وسأل: «بأيّ منطق يعطي رئيس الحكومة المكلف جميع الطوائف حق تسمية الوزراء ويمنع ذلك عن المسيحيين وعن رئيس الجمهورية على قاعدة «كلّن بيسَمّوا إلا إنتو؟». واعتبر ان «الهدف الرئيسي للحريري هو حصوله مع الداعمين له على النصف زائداً واحداً في الحكومة، وليست المشكلة بالثلث الضامن الذي لم يطلبه احد أصلاً».
الجامعة العربية
الى ذلك، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى «إعلاء المصلحة الوطنية والعمل سريعاً على إنهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقَم من معاناة الشعب اللبناني»، بحسب ما افادت «سكاي نيوز».
وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي ان «الأمين العام أحمد أبو الغيط يستشعر قلقاً كبيراً جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي بانزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان». واضاف: «أجدّد استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي، وصولاً الى معادلة متوافق عليها تُمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته بلا تعطيل وفق المبادرة الفرنسية التي أيّدها مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير في 3 آذار الحالي، حكومة تستطيع ان تعمل بمهارة الاختصاصيين على انقاذ لبنان من وضعه المأزوم الحالي عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية تلبي تطلعات الشعب اللبناني ومطالبه».
مالياً وحياتياً وصحياً
وعلى الصعيد المالي، علمت «الجمهورية» انّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبحسب ما وعد، يعمل جاهداً على خفض سعر صرف الدولار الى حدود الـ 10000 وما دون، ولكنه ابلغ الى المعنيين ان مهمته هذه تصعب حالياً لأن مقابل هذا الضغط لخفض سعر الدولار هناك من يضغط بنحوٍ معاكس نتيجة طبيعة الواقع السياسي المأزوم الذي تمرّ فيه البلاد.
امّا حياتياً، فلقد أبدت وزارة الاقتصاد والتجارة مساء أمس في بيان «أسفها لعدم تشكيل الحكومة ما ادى الى انخفاض كبير بقيمة الليرة اللبنانية مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالي ادى الى ارتفاع في اسعار المواد الأولية التي تدخل في انتاج ربطة الخبز، واستناداً الى سعر القمح في البورصة العالمية، وسعر المحروقات». وأعلنت أنه «منعاً للتوقف عن انتاج ربطة الخبز والمس بالأمن الغذائي، وبناءً على جدول تحليل كلفة التصنيع والتوزيع والبيع، حدد سعر ووزن الخبز اللبناني «الأبيض» وفقاً لما يلي:
– ربطة حجم كبير: وزن 960 غراماً كحدٍ أدنى، بسعر 3000 ليرة لبنانية كحدٍ أقصى.
– ربطة حجم وسـط: زنة 445 غراماً كحدٍ أدنى، بسعر 2000 ليرة لبنانية كحدٍ أقصى».
أما صحياً، فأعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي امس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 3851 إصابة جديدة بكورونا (3826 محلية و25 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 444865، كذلك سجلت 42 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 5850.
*****************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
حركة «أمل» تؤيد الحريري وبري متضامن معه
اللواء إبراهيم نصح بصرف النظر عن «الجداول»
بيروت: محمد شقير
ما إن دخل تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة شهره السادس حتى انفجر الخلاف على مصراعيه بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون بتحريض من وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والذي أقحم البلد في أزمة سياسية غير مسبوقة أين منها الأزمات التي عصفت به على مر العهود الرئاسية السابقة، خصوصاً أنها أقفلت الأبواب في وجه محاولات إخراج تشكيل الحكومة من التأزُّم، ما يعني أن أزمة الحكم ستطغى على ما عداها ولن تخفف من وطأتها إعادة الروح إلى الحكومة المستقيلة من خلال تفعيلها استجابة لطلب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله.
فبصمة باسيل كانت حاضرة على الجداول التي أرسلها عون إلى الحريري وتتعلق بإعادة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف والقوى السياسية على قاعدة إصرار «العهد القوي» على أن يكون له الثلث المعطّل في جميع التشكيلات الوزارية.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعاً عُقد في بعبدا سبق إرسال الجداول إلى الحريري بواسطة دراج في قوى الأمن الداخلي بعد اتصال تلقّاه الأخير من المديرية العامة لرئاسة الجمهورية من دون أن يبادر عون للاتصال به حسب الأصول المعتمدة للتخاطب بين أركان الدولة، ضم إضافة إلى عون باسيل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ولم يتأكد ما إذا كان المستشار الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي بين المشاركين فيه.
وبحسب المعلومات فإن إبراهيم حضر إلى بعبدا أثناء التداول بالجداول المزمع إرسالها إلى عون، ونصح بعد اطلاعه عليها بصرف النظر عنها، ليس لأنها تتضمن تخصيص عون بالثلث الضامن فحسب، وإنما لأنها تؤدي إلى تسميم الأجواء مع استعداد الحريري للتوجُّه للقاء عون في اجتماع جديد للبحث بتشكيل الحكومة، وبالتالي لا مصلحة لرئيس الجمهورية في إرسال هذه الجداول.
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إن عون أبدى للوهلة الأولى تفهُّما لوجهة نظر إبراهيم وطلب صرف النظر عنها، لكن المفاجأة كانت بتراجع عون عن موقفه واستجاب لطلب باسيل وقرر بعد انتهاء الاجتماع إرسال الجداول «المفخّخة» إلى «بيت الوسط» بخلاف ما تعهد به.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن إبراهيم فوجئ لاحقاً بتفاصيل ما تضمنته هذه الجداول التي كانت وراء تسميم الأجواء بين عون والحريري، وقالت إن رئاسة الجمهورية قررت عن سابق تصوّر وتصميم تبنّي وجهة نظر باسيل، وإلا لماذا أحجمت عن تكليف اللواء إبراهيم بمهمة التوسُّط بين بعبدا وبيت الوسط، مع أن عون كان يراهن على نجاحه في مهمته ليلقي اللوم على الحريري بذريعة عدم التجاوب مع وساطته؟
وأكدت أن اللواء إبراهيم، الذي يوصف بـ«وسيط الجمهورية» ليس من الذين يُطلب منهم تسليم جداول لا يطّلع عليها سلفاً ويبدي رأيه فيها، وقالت إن الرئاسة الأولى أخطأت في تقدير رد فعل الحريري وكانت تراهن على أنه سيمتنع عن التوجُّه إلى بعبدا للقاء عون، لكن الحريري بادر إلى تعطيل الأفخاخ بإعادة «كرة النار» إلى مرسلها.
وكشفت أن الحريري بادر فور تسلُّمه الجداول للاتصال برئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أوفد معاونه السياسي النائب علي حسن خليل في محاولة لتهدئته ونصحه بعدم الرد، وقالت إن الأخير فوجئ برد فعل الحريري الذي بقي تحت سقف التوجُّه إلى بعبدا ليس لحشر عون فقط وإنما لتبيان الأفخاخ التي زرعها في الجداول المرسلة إليه.
وقالت إن بري لم يكتفِ بالتضامن مع الحريري، وإنما عبّر عنه بموقف لافت تمثّل في البيان الذي صدر عن اجتماع قيادة حركة «أمل» وفيه التأييد الكامل لموقف الرئيس المكلّف حيال تشكيل الحكومة، واعتبرت أنه جاء في الوقت المناسب لقطع الطريق على إقحام الشارعين السنّي والشيعي في دورة من الاحتقان على خلفية موقف «حزب الله» الداعم لعون والذي لم يفلح المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل في إقناع الحريري بأن نصر الله لم يستهدفه في خطابه الأخير.
ورأت أن إصرار عون على تفخيخ مشاورات التأليف يكمن في الضغط على الحريري للاعتذار عن تشكيل الحكومة، وصولاً للإطاحة باتفاق الطائف والأصول الدستورية المتبعة في تأليف الحكومة، وقالت إن ذلك يأتي في سياق «تمرير» مشاريع عون الانقلابية بإلغاء من يخالفه في الموقف، مستفيداً من دعم «حزب الله» الذي أنعشه وأعاد الاعتبار لباسيل.
وقالت إن «حزب الله» أتاح لعون تحسين شروطه في التسوية السياسية، لكنه فوجئ باستغلال عون لطروحات نصر الله في محاولة لكسر الحريري، وهذا ما أدى إلى إرباكه، خصوصاً أن الحزب وإن كان يملك فائض القوة، فإنه ليس مرتاحاً لأن خصومه يتعاملون معه على أنه يربط تشكيل الحكومة بمصير المفاوضات الأميركية – الإيرانية إفساحاً في المجال أمام طهران لجني الأرباح السياسية، مع أن عدداً من السفراء الأوروبيين يؤكدون أمام زوارهم بأن لا قدرة لبلد يتهاوى على دفع الأثمان لإيران.
ورأت أن باسيل انتعش من الخطاب الأخير لنصر الله، وقالت إنه على تنسيق دائم مع الحزب وهو كان وراء إصراره على المعادلة التي طرحها عون في كلمته إلى اللبنانيين، إما أن يشكل الحريري الحكومة بشروطه وإما يعتذر إفساحاً في المجال أمام شخص قادر على تشكيلها، مشيرة في نفس الوقت إلى أن عون يسعى لتوظيف لقائه برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في إطار الضغط على الرئيس المكلّف مع أن «التقدّمي» بحسب مصادره ليس في هذا الوارد، علماً بأن الحريري حرص قبل أن يتوجه للقاء عون على التواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي عبر موفده إلى بكركي الذي وضع الراعي في أجواء الموقف الذي سيتخذه رداً على الجداول التي تسلّمها من عون.
****************************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
عون يشكو التأليف للسعودية والمملكة: لن نتدخل والحل بالطائف
رؤساء الحكومات يتهمون عون بالخروج على الأعراف والدستور.. ولبنان بند على قمّة الاتحاد الأوروبي غداً
حسب بيان رؤساء الحكومات السابقين، فإن «الكرة الآن عند رئيس الجمهورية، والأمر متروك له»، مع تسجيل «الأسف والاستغراب» من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن «اللياقات والأعراف والأصول في التخاطب بين الرؤساء، وفي تشكيل الحكومات في لبنان»، وحسب فريق بعبدا، فالمشكلة لدى الرئيس المكلف، الذي يحاول ان يتجاوز رئيس الجمهورية، وفقاً لأوساط بعبدا وفريق التيار الوطني الحر، في تأليف الحكومة.
لذا استأثر هذا الافتراق في مسار التأليف، بالاهتمام الدبلوماسي ومسعى رئيس الجمهورية إلى القيام بدور دعائي، بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري، وحمائي لادائه وسياساته، التي أعادت كرة التأليف إلى ما قبل نقطة الصفر، في ظل تولد أزمة ثقة بالغة الصعوبة، وانفلات الأجواء، لدرجة ان السلع الضرورية مهددة، وأن الدولار غير قابل للسيطرة، حتى من قبل المصرف المركزي، الذي أنشأ تطبيقاً للدخول إلى المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة من قبل المصارف، على عودة حرق الاطارات وقطع الطرقات امام المصرف المركزي في الحمراء.
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس ميشال عون باشر سلسلة اتصالات مع جهات في إطار وضعها بحقيقة الأمور التي حصلت في ما خص الملف الحكومي فكان لقاؤه مع السفير السعودي في بيروت وليد بخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو.
وأشارت إلى أن البيان المكتوب الذي تلاه في تصريحه من بعبدا وهو الأمر الذي يحصل للمرة الأولى تضمن رسائل يجدر التوقف عندها. ولفتت إلى أنه عكس توجه المملكة للوقوف على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء دون التدخل في الشؤون الداخلية. وقالت أن المهم متابعة الزيارة والاستفادة من المناخات للمساعدة في حلحلة الازمة الراهنة.
وأفادت أن السفير السعودي أبلغ رئيس الجمهورية وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب لبنان وجهوزيتها للمساعدة وأعربت عن اعتقادها أن الزيارة ساهمت في بعث رسائل إيجابية ولاسيما للرئيس عون بعد الكلام الذي قيل عن فتور في العلاقة مع المملكة. ووصفت اوساط مطلعة بأنها كانت إيجابية.
وأمام السفيرة الفرنسية كان تأكيد على المبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي وليس كوسيلة للسلطة مشيرا إلى أنه سيتابع جهوده لمعالجة الموضوع الحكومي وفقا لما تقتضيه مصلحة لبنان ومقتضيات الوفاق الوطني. ولفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية ينوي متابعة اتصالاته الديبلوماسية وقد يعقد لقاءات سياسية أيضا في إطار الملف الحكومي على أن تحركه يظهر تباعا ويعبر عن نفسه في الآتي من الأيام.
وعلمت «اللواء» ان السفيرة غرييو زارت الضاحية الجنوبية، والتقت النائب محمد رعد، قبل زيارة بعبدا، مع الإشارة إلى ان رعد عاد قبل أيام من زيارة رسمية إلى موسكو.
ووصفت مصادر سياسية تحرك رئيس الجمهورية ميشال عون بدعوة سفيرة فرنسا والسفير السعودي للاجتماع به في بعبدا، بأنها محاولة ممجوجة للرد على خطوة الرئيس المكلف سعد الحريري اللافته اول امس، بكشف مسلسل الرئاسة الاولى بتعطيل تشكيل الحكومة العتيدة عمدا وتجاوز الدستور والانقلاب على المبادرة الفرنسية وتفريغها من مضمونها وايهام الرأي العام بعدم وجود أي مقاطعة ديبلوماسية لرئيس الجمهورية.
واشارت المصادر إلى ان الكشف عن آلية دعوة السفيرين الى بعبدا تظهر بوضوح الاسلوب الهش في التعاطي مع السلك الديبلوماسي والممارسة الهزيلة بالرد على خطوة الحريري الموفقة التي كشفت اساليب الرئاسة بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة. وكشفت المصادر ان محاولات رئيس الجمهورية لتبرير موقفه من عرقلة تشكيل الحكومة لم تلق تجاوبا، وانما ووجه بتبلغه استياء فرنسيا على كل المستويات، جراء الخطوات والمواقف الاستفزازية الملحوظة من قبل الفريق الرئاسي، وهي المواقف والممارسات التي تتعارض مع مرتكزات المبادرة الفرنسية. والاهم نقل مشاعر الاستياء العارم من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير خارجيته، جراء عرقلة الرئاسة الاولى لمهمات تشكيل الحكومة العتيدة. اما فيما يتعلق باللقاء مع السفير السعودي للايحاء بحسن العلاقة بين بعبدا والمملكة، اوضحت المصادر ان سفير المملكة، حدد بوضوح موقف المملكة من العلاقة مع لبنان، وحرصها على متانتها، مذكرا بالدور السلبي لحزب الله بالتاثير على هذه العلاقة وضرورة منع النشاطات المسيئه التي يمارسها في العديد من الدول العربية انطلاقا من لبنان، ومشددا كذلك على ضرورة تشكيل حكومة جديدة باسرع وقت ممكن والالتزام بتطبيق اتفاق الطائف والحرص على السلم الاهلي والوفاق بين جميع اللبنانيين.
وفي بيت الوسط، استقبل الرئيس الحريري بعد ظهر أمس سفير الكويت عبد العال القناعي، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وغداً، يُشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة التي يعقدها قادة دول الاتحاد الأوروبي غداً وبعد غد في بروكسل عبر تقنية الفيديو مخصصة للأزمة الصحية المتصلة بجائحة كورونا.
وسيكون موضوع لبنان على طاولة البحث بناءً لطلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمساعدة على تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية.
وعلى وقع، اتهامات مستشار وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر لحزب الله بإدخال لبنان في حرب كلفته مليارات الدولارات، وهو «لا يهتم بمعاناة الشعب»، واتهام النخبة السياسية الحاكمة بعدم «الاكتراث لحاجات الشعب»، محذراً من التركيز على المصالح الطائفية في لبنان، عقد اجتماع ضم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، والنائب علي حسن خليل وأحمد بعلبكي عن حركة أمل، جرى حسب قناة المنار «التأكيد خلاله على تنسيق المواقف في كل الملفات وعلى متانة العلاقة بينهما، التي لن يقوى عليها أحد».
«دبلوماسية» بعبدا
إذا، دخل لبنان بعد سقوط الحل المطروح لأزمة تأليف الحكومة دائرة التعريب والتدويل للبحث في ازماته المتفاقمة، وبدأ رئيس الجمهورية مشاروات دبلوماسية لشرح موقفه من موضوع تشكيل الحكومة بعد فشل لقائه امس الاول بالرئيس الحريري، فالتقى امس وبدعوة منه، السفير بخاري والسفيرة الفرنسية، فيما زارته نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي. وابدى الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط «استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يُطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولاً الى معادلة متوافق عليها تمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل، وفق المبادرة الفرنسية». وجرى مساء أمس الاول تواصل هاتفي بين البطريرك بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس لبحث دور الامم المتحدة في إنقاذ لبنان عبر مؤتمر دولي.
وذكرت مصادر رسمية ان موعد زيارة السفير بخاري تحدد امس وبعد الدعوة التي وجهها عون ونقلها مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي الذي حضر لقاء الامس. واوضحت ان لقاءات عون تأتي من ضمن حركة ستشمل مزيداً من الدبلوماسيين والشخصيات السياسية، لشرح الوضع الحكومي وموقفه منها «حتى لا يُساء فهم موقفه ولا يقع احد ضحية معلومات مغلوطة». ووصفت المصادر لقاء عون وبخاري «بالجيد جداً والودي جداً»، وان السفير السعودي استمع بإصغاء لكلام عون واستفسر بعض المسائل منه، لكنه لم يبدِ موقفاً سوى ما اعلنه بعد اللقاء.
اما اللقاء مع السفيرة غرييو، فتركز ايضا على اسباب تعثر تشكيل الحكومة، واشارت السفيرة الى ضرورة تشكيل الحكومة كاولوية فرنسية وقالت ان فرنسا مستعدة للمساعدة في هذا الموضوع.
بخاري:عدم التدخل
وفيما غادرت غرييو القصر من دون تصريح، افادت مصار قصر بعبدا ان الرئيس عون شرح الوضع الحكومي ووضع غرييو بصورة الاشكالات التي رافقت عملية التأليف. واكد تمسكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي للبنان وليس كوسيلة سلطة. كما اكد عون متابعة جهوده لتأليف الحكومة وفقا لمصلحة لبنان والدستور والوفاق الوطني.
اما السفير بخاري فقال بعد لقاء عون: أنه زار قصر بعبدا لمناقشة المستجدات الراهنة في لبنان بناء على دعوة الرئيس عون. انّ المملكة لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه الأزمات، والرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة، التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. مشدّداً على أنّ «سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذه السيادة».
واضاف: أكدت للرئيس عون التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، وشددت على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
وأشار البخاري الى أنّ «إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.
وأكد السفير السعودي على تنفيذ مضامين قرارات مجلس الامن 1701 و1559 والقرارات العربية، من اجل الحفاظ على استقرار لبنان.
وختم: وأطلعت الرئيس عون على مبادرة السعودية للسلام في اليمن، ورحب فخامته بهذه المبادرة.
رشدي: لحكومة ذات صلاحيات
اما نجاة رشدي فأطلعت عون على المداولات التي دارت خلال احاطة مجلس الامن الدولي بمجريات قرار مجلس الامن الرقم 1701. وتطرق البحث خلال اللقاء الى استمرار الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والتي كانت موضع ادانة في مجلس الامن. وتناول البحث ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمواجهة التطورات الراهنة وتحديد الاولويات لاعادة النهوض بالبلاد.
ولاحقا اصدرت رشدي بيانا دعت فيه «القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة». وقالت: «يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن». كما دعت رشدي «القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم» وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني».
وفي اطار الحركة الدبلوماسية العربية ايضاً، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري امس، سفير الكويت عبد العال القناعي، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وزار السفير القناعي ايضاً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، بحضور النواب أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، وهادي أبو الحسن، حيث جرى عرض مختلف التطورات والمستجدات الراهنة.
الجامعة العربية
في سياق المواكبة الخارجية هذه، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى «إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على انهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني».
وقال الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي: بأن الأمين العام أحمد أبو الغيط يستشعر قلقاً كبيراً جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي بإنزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان. وأجدد استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يُطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولاً الى معادلة متوافق عليها تمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل، وفق المبادرة الفرنسية التي ايدها مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير في 3 آذار الحالي، حكومة تستطيع ان تعمل بمهارة الاختصاصيين على انقاذ لبنان من وضعه المأزوم الحالي، عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية تلبي تطلعات ومطالب الشعب اللبناني.
الراعي وغوتيريس
وفي السياق، جرى مساء أمس الاول تواصل هاتفي بين البطريرك الكاردينال بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن «اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات».
وشرح البطريرك الراعي «حال اللبنانيين وموقف الدولة وعجز الجماعة السياسية عن الجلوس معاً والاتفاق على مشروع إنقاذي، في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وتدهورت العملة الوطنية وشارف البلد على الانهيار التام».
وأبلغ البطريرك الراعي «الأمين العام أن اللبنانيين ينتظرون دوراً رائداً للأمم المتحدة، لا سيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها. وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الراعي الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. وانتهت المكالمة باالاتفاق على إستمرارية التواصل بشأن المستجدات».
رؤساء الحكومة
وعقد رؤساء الحكومات السابقون فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام، لقاء مساء امس، في بيت الوسط، تم خلاله عرض لآخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد، لا سيما موضوع تشكيل الحكومة.
وتلا الرئيس فؤاد السنيورة البيان الصادر عن الإجتماع وجاء فيه: نعبر عن إحترامنا للدستور وتمسكنا به وبالإتفاق الوطني في الطائف وأي محاولة لإعادة إنتاج الخلاف الطائفي مردودة بدليل التفاف الطوائف حول مبادرة البطريرك الراعي.
ونؤكد على موقفنا بالتوجه إلى خطوات من أجل أن تشكل حكومة مهمة محددة بعيداً عن الدخول في سياسات المحاور لتستطيع بذلك حل الأزمة الإقتصادية ونيل ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي.
كما ونبدي أسفنا واستغرابنا من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن الاطار المألوف واللياقات والاعراف في تشكيل الحكومات في لبنان وتجاوز الرئيس عون لأحكام الدستور وكأن المقصود إحراج الحريري لإخراجه.
وطالب رؤساء الحكومات السابقين بضرورة المُسارعة واتّخاذ الخطوات لتشكيل حكومة إنقاذية مُحدّدة من أصحاب الكفاءات تستطيع أن تعمل كفريق متضامن.
كما وأثنوا على على ثبات الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه الوطني ولا سيما لضرورة استعادة الدولة لقرارها الحر والتمسك بمقتضيات السلم الاهلي والنظام الديموقراطي البرلماني.
ولدى سؤال الرئيس السنيورة عن خيار الإستقالة من مجلس النواب، أجاب بأن الموضوع غير مطروح.
وفي وقت، اكتفى فيه قصر بعبدا بما صدر عنه امس الاول، استنكر تكتل «لبنان القوي» في بيان بعد اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل ما أسماه «الاسلوب الذي اعتمده رئيس الحكومة المكلّف في التعاطي مع رئاسة الجمهورية مخالفاً الأصول وابسط قواعد اللياقة، رافضاً كل ما ورد على لسان الحريري من مغالطات مستفزة لجهة اعتباره ان رئيس الجمهورية ليس شريكاً دستورياً في عملية تشكيل الحكومة، معتبرا ان كلام الحريري مرفوض شكلاً ومضموناً.
وراى ان الحريري وبمجرّد ان طلب منه رئيس الجمهورية تقديم تشكيلة حكوميّة متكاملة، اعدّ العدّة للمعركة بورقة مكتوبة سلفاً قرأها في قصر بعبدا.
معيشيا، يحافظ الدولار والاسعار على ارتفاعها في انتظار انطلاق منصة مصرف لبنان في غضون ايام. ويعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه اليوم الأربعاء وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنوني من دون مبرّر للدولار الأميركي. في السياق، ذكرت مصادر مصرفية، أن عمل المنصّة انطلق بدايةً من طلب المصارف ومؤسسات الصرافة الانتساب إلى المنصّة، فأُعطيت مهلة حتى ١٦نيسان المقبل للاشتراك تحت طائلة الشطب من قائمة الصرافين في لبنان. وكشفت المصادر أن «تحديد سعر صرف سيكون قريباً من السعر المتداول في السوق السوداء، وبالتالي في ضوء العرض والطلب يمكن لمصرف لبنان أن يحدّد سعر الصرف انخفاضاً أو ارتفاعاً، وإن حجم تدخل مصرف لبنان سيكون بين ٤ و٥ ملايين دولار يومياً، وهذا التدخل مرتبط بمدى تطبيق ترشيد السلع أو إلغاء الدعم،» موضحة أن «المنصّة الإلكترونية يمكن أن تبدأ بسعر صرف يتراوح بين ٩ و١٠ آلاف ليرة للدولار الواحد، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم أو ينخفض بحسب العرض والطلب والذي يحظى برقابة مباشرة من مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف». أضافت: لم يتم لغاية الآن تحديد دور المصارف ومن أين ستأتي بالـ»كاش» وتحديداً بالدولار الأميركي لأن مصرف لبنان حصر عمليات التداول بالنقدي وليس بالحسابات المصرفية، كذلك لم يُعرَف حتى الآن مَن سيعتمد هذه المنصّة من تجار وصناعيين أو بعض الأفراد.
وفي سياق حياتي، وعلى وقع انقطاع الكهرباء المتفاقم في بيروت، وصلت الصهاريج الإيرانية التي تحمل محروقات إلى حزب الله الذي وزعها.
444865 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3851 إصابة جديدة، و42 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترفع العدد التراكمي إلى 444865 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
منظمة «الفاو» تحذر من المجاعة والعنف في لبنان!
حركة ديبلوماسية لافتة في بعبدا والراعي يضغط باتجاه تدخل «أممي» لحل الازمة
دفع باتجاه اجراءات دولية سريعة لتفادي «الانفجار اللبناني الكبير»
بولا مراد
لم تحجب الحركة الدبلوماسية اللافتة التي شهدها البلد يوم أمس وبخاصة القصر الجمهوري في بعبدا الخبر الاساس الذي صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» وبرنامج الأغذية العالمية اللذين حذرا من انعدام الامن الغذائي لجزء من سكان اليمن وسوريا ولبنان والصومال، ونبها الى امكانية أن تؤدي الأزمة الاقتصاديّة في لبنان إلى ارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف. وبذلك نكون عمليا انتقلنا ليس فقط لمصاف الدول الفاشلة انما المهددة بالمجاعة والعنف نتيجة أداء مسؤولين هم أبعد ما يكونون عن تحمل المسؤوليات، لا بل أكثر من ذلك تراهم يمعنون في دفع البلد عن حافة الهاوية من خلال تعنتهم بممارسة سياسة التكبر والاستعلاء كما النكد والنكايات غير آبهين لانحدار 60% من اللبنانيين تحت خط الفقر وعودة الدولار الواحد يوم أمس ليلامس الـ 14 الف ليرة لبنانية بعد ان كان قد تراجع في نهاية الاسبوع الماضي الى حدود الـ 10 آلاف ليرة.
البخاري في بعبدا:هدف في مرمى الحريري؟
وانشغل الجميع بعد الظهر بتحليل خلفية الزيارتين المتتاليتين اللتين قام بهما السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وسفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غرييو الى قصر بعبدا، واللتين تبين انهما جاءتا تلبية لدعوة رئيس الجمهورية. وتقول مصادر مطلعة على جو الحراك الذي شهده قصر بعبدا لـ «الديار» ان «حصول الزيارتين في هذا التوقيت هو بحد ذاته رسالة لمعرقلي عملية تشكيل الحكومة ومعها للعملية الاصلاحية الواجب الانطلاق بها سريعا لانتشال البلد في ما يتخبط فيه»، موضحة ان «الدعوة كانت قد وجهت للسفير البخاري خلال لقاء الموفد الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي به قبل نحو 10 أيام، وكلامه كان واضحا بوجوب الاسراع في تشكيل الحكومة عسى ان يعتبره الحريري ضوءا أخضر كان ينتظره للشروع بانجاز هذه العملية».
وبحسب بيان صادر عن قصر بعبدا، شرح الرئيس عون للسفيرة غرييو الاشكالات التي رافقت مراحل تشكيل الحكومة، مؤكداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي للبنان، ومشدداً على العمل من اجل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الراهنة على مختلف الاصعدة. وفيما فضلت السفيرة الفرنسية عدم الادلاء بتصريح خلال مغادرتها، قال البخاري من بعبدا ان «الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها»، مشدّدا على أنّ «سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذه السيادة». واضاف: «أكدت للرئيس عون التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وضرورة الاسراع في تأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، وشددت على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان». وأشار البخاري الى أنّ «إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، لافتا الى انه أطلع الرئيس عون على مبادرة السعودية للسلام في اليمن، «ورحب فخامته بهذه المبادرة».
وتعاطى مناصرو «التيار الوطني الحر» مع زيارة البخاري الى بعبدا على انها هدف سجلها عون في مرمى الحريري، أقله بالشكل.
وتزامنت زيارتا السفيرين السعودي والفرنسي الى بعبدا مع زيارتين قام بهما سفير الكويت عبد العال القناعي الى بيت الوسط للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري وكليمنصو للقاء رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.
الراعي متمسك بتدويل الأزمة
ولم يقتصر الحراك الدبلوماسي يوم أمس على ما سبق، اذ كان الأبرز الاتصال الهاتفي الذي أعلن عنه بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، والذي أعرب خلاله الاخير عن «اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات». من جهته، لم يتردد الراعي بطلب مساعدة اممية لتخطي الأزمة، ما يندرج باطار دعوته المستمرة لـ «التدويل». وشرح البطريرك «حال اللبنانيين وموقف الدولة وعجز الجماعة السياسية عن الجلوس معاً والاتفاق على مشروع إنقاذي، في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وتدهورت العملة الوطنية وشارف البلد على الانهيار التام». وأبلغ الراعي الأمين العام أن «اللبنانيين ينتظرون دورا رائدا للأمم المتحدة، ولا سيما أن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها»، كما اطلع البطريرك غوتيرس على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان.
وبحسب معلومات «الديار»، تشهد دوائر القرار سواء في باريس او الولايات المتحدة الاميركية كما عربيا، وبالتحديد على مستوى جامعة الدول العربية، دفعا باتجاه اجراءات دولية سريعة ومنسقة لتفادي «الانفجار اللبناني الكبير»، من دون ان يتم حسم ما اذا كانت هذه الاجراءات ستكون على شكل عقوبات على عدد من المسؤولين اللبنانيين والذين سيتم التعاطي معهم كـ»معطلين» لعملية التشكيل أو مؤتمرا دوليا لحل الأزمة اللبنانية او دعوة للأطراف اللبنانيين لطاولة حوار على غرار ما حصل في الدوحة عام 2008.
وفي هذا الاطار، لفت ما نقله الأمين العام المساعد السفير حسام زكي عن الأمين العام أحمد أبو الغيط الذي قال انه «يستشعر قلقا كبيرا جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي بانزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان». وأكد زكي استعداد الجامعة العربية لـ «القيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولا الى معادلة متوافق عليها تمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل وفق المبادرة الفرنسية التي ايدها مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير في 3 آذار الحالي، حكومة تستطيع ان تعمل بمهارة الاختصاصيين على انقاذ لبنان من وضعه المأزوم الحالي عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية تلبي تطلعات ومطالب الشعب اللبناني».
كذلك صدرت مواقف لافتة عن نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي التقت عون واطلعته على المداولات التي دارت خلال احاطة مجلس الامن الدولي بمجريات قرار مجلس الامن الرقم 1701. وقال بيان قصر بعبدا ان البحث ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمواجهة التطورات الراهنة وتحديد الاولوليات لاعادة النهوض بالبلاد. واكد عون للمسؤولة الدولية ان لبنان حريص على تعزيز التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب ( اليونيفيل) لتثبيت الاستقرار في المنطقة الجنوبية، لافتا الى ما خلفه تسرب المواد النفطية من شواطئ فلسطين المحتلة الى الشواطئ اللبنانية من اضرار في الثروة البيئية والمائية التي ظهرت بعد المسح الميداني والجوي الذي اجري للمياه والشواطئ اللبنانية.
ولاحقا اصدرت رشدي بيانا دعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة. وقالت «يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن». كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.
رؤساء الحكومات يتضامنون مع الحريري
وكما كان متوقعا، عقد بعد ظهر أمس رؤساء الحكومة السابقون اجتماعا في بيت الوسط تضامنا مع الحريري، أعربوا خلاله عن أسفهم واستغرابهم من «التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن الاطار المألوف واللياقات والاعراف في تشكيل الحكومات في لبنان وتجاوز الرئيس عون لأحكام الدستور وكأن المقصود إحراج الحريري لإخراجه».
وفي بيان تلاه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، دعوا إلى خطوات من أجل أن تشكل حكومة مهمة محددة بعيداً عن الدخول في سياسات المحاور لتستطيع بذلك حل الأزمة الإقتصادية ونيل ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي.
انفجار المرفأ : تكثيف الاستجوابات
في هذا الوقت، يبدو ان المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، قرر تسريع تحقيقاته بعدما انهى على الارجح النظر في الملف وأوراق القاضي فاضي صوان.فقد أفيد يوم أمس عن استجوابه الضباط الأربعة الموقوفين في القضية، وهم الرائد في جهاز أمن الدولة جوزيف النداف، العميد في مخابرات الجيش انطوان سلوم، والرائدين في الأمن العام داود فياض وشربل فواز، وذلك في حضور وكلاء الدفاع عنهم، وفي حضور المحامي يوسف لحود عن نقابة المحامين في بيروت التي تمثل جهة المدعي الشخصي، على ان يستكمل اليوم الأربعاء ويوم الجمعة المقبل استجواب باقي الموقوفين في هذا الملف. وكان القاضي بيطار استجوب الاثنين عشرة موقوفين معظمهم من فرق الصيانة والعمال في المرفأ. وقالت مصادر قضائية مطلعة على الملف لـ «الديار» ان القاضي بيطار سيكثف عمليات الاستجواب في الاسبوعين المقبلين حرصا منه على التوصل لخلاصات سريعة كما كان قد وعد أهالي الضحايا، لافتة الى ان الاستجوابات ستشمل سياسيين ومسؤولين كبار ولن تقتصر على الموقوفين حاليا في هذه القضية.
استعادة الاموال المنهوبة الى الهيئة العامة
أما نيابيا، فبرز يوم أمس اقرار اللجان النيابية المشتركة قانون استعادة الاموال المنهوبة، تمهيدا لاحالته الى الهيئة العامة للتصويت عليه. وقال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان: «لقد اقرّ اقتراح القانون المقدم من تكتل لبنان القوي، مع تعديلات اللجنة الفرعيــة واللــجان المشتركة. وهو يضاف الى منظومة القوانين الأخرى التي صدرت في الفترة السابقة من الاثراء غير المشروع، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وحماية كاشفي الفساد، ورفع السرية المصرفية والتدقيق الجنائي وسواها. وهذا يعني ان المجلس النيابي، ولا سيما اللجنة الفرعية المنبثقة من اللجان المشتركة ولجنة المال والموازنة قامت بواجباتها، في هذا الموضوع الاساسي، والمطلوب اقراره في الهيئة العامة، ليبقى الاهم القضاء المستقل والتنفيذ».
*****************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
القصر يبرّر التعطيل .. وبخاري لاحترام الطائف وتطبيق الـ 1559 و 1701
على وقع بلوغ عملية تأليف الحكومة اول امس الحائط المسدود، بدا ان الخارج بدأ يعي اهمية المسارعة الى نجدة لبنان والا فإنه متجه الى انفجار اجتماعي معيشي غير مسبوق، وقد لفتت الفاو – منظمة الاغذية العالمية امس الى «أن اليمن وسوريا ولبنان والصومال من الدول المهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانها». وحذرت من أن تؤدي الأزمة الاقتصاديّة في لبنان إلى ارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف.
الجامعة مستعدة
في سياق المواكبة الخارجية هذه، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى «إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على انهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني». وجددت استعدادها الجامعة للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي . ولكن مصادر ديبلوماسية في القاهرة افادت ان لا مبادرة عربية في الافق حتى الساعة.
الراعي وغوتيرس
على الصعيد عينه، جرى مساء أمس تواصل هاتفي بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن «اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات». وشرح البطريرك الراعي «الوضع مؤكدا ان أن اللبنانيين ينتظرون دورا رائدا للأمم المتحدة، لاسيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها. وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الراعي الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. وانتهت المكالمة باستمرارية التواصل بشأن المستجدات».
لقاءات ديبلوماسية
في المقابل، بدا العهد حريصا على شرح وجهة نظره للمجتمع الدولي وفحواها ان جهوده مستمرة للتشكيل. في هذه الخانة، يمكن وضع استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس السفيرين السعودي وليد بخاري والفرنسية آن غريو في القصر.
وكانت الأجواء في بعبدا أفادت بأن رئيس الجمهورية لم يُعدم أي وسيلة من اجل تشكيل الحكومة وانه يجري سلسلة لقاءات واتصالات لتوضيح الموقف وللدفع باتجاه تأليف الحكومة.
عون – رشدي
وكان عون استقبل ، نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي اطلعته على المداولات التي دارت خلال احاطة مجلس الامن الدولي بمجريات قرار مجلس الامن الرقم 1701.
حكومة سريعا
ولاحقا اصدرت رشدي بيانا دعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة. وقالت «يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن». كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.
رؤساء الحكومات السابقون
وفي اشارة دعم قوية عقد رؤساء الحكومة السابقون فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام، لقاء مساء امس في «بيت الوسط»، تم خلاله عرض لاخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد.
وفي السياق أكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان «ثمة سعيا حثيثا من رئيس الجمهورية وفريقه لكسر الجرّة مع الرئيس الحريري». وأكد أن «الاعتذار غير مطروح من قبل الحريري»، كاشفاً أن «خيارات تيار المستقبل مفتوحة ولدينا اجتماعات قريباً لاتخاذ القرارات المناسبة للفترة المقبلة». وقال علوش «أعتقد أن خطاب السيد نصرالله شجع رئيس الجمهورية لاتخاذ هكذا موقف»، لافتاً الى أن «من يتجاوب مع قرارات الخارج هو الرئيس عون وايران لا تريد حكومة في لبنان في الوقت الحالي».
حراك داخلي
الى ذلك، وفيما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير السابق غازي العريضي، وتشاورا في تطورات الوضع الحكومي، زار سفير الكويت عبد العال القناعي بيت الوسط واجتمع الى الرئيس سعد الحريري، وعرض معه المستجدات السياسية، في حين التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرئيس ميشال سليمان الذي وصف الوضع في لبنان بـ»المزري». وقال: عيب على المسؤولين منذ العام 2006 يتحدثون عن الاستراتيجية الدفاعية والسلاح غير الشرعي فنصل اليوم الى التهديد بالحرب الأهلية ويفرض القوة في مكان ما…. عيب الا تعالج قضية السلاح.
الصهاريج وصلت
وليس بعيدا من محور حزب الله الممتعض مما يدور على الحلبة الحكومية وفي شارعه المنتفض، وسط خشية من تفلت الامور من عقالها ، افادت مصادر عليمة ان الصهاريج الايرانية التي تحمل محروقات وصلت الى حزب الله الذي وزع كميات من المازوت على عدد من الاسر الفقيرة فيما خصص الباقي لآلياته العسكرية. وفي اطار المعالجات اشارت الى انه رفع بعض رواتب عناصره العسكرية الخاضعة للتدريب فيما يعد بتقديم مساعدات اضافية لبيئته.
المنصة
معيشيا، الوقت ينفد والاسعار ترتفع والدولاء يحافظ على ارتفاعه ايضا في انتظار انطلاق منصة مصرف لبنان في غضون ايام. ويعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه اليوم الأربعاء وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنوني من دون مبرّر للدولار الأميركي.
عون التقى سفيري السعودية وفرنسا
بخاري: لتطبيق القرار 1559
بعد انقطاع دام سنتين، لبى سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري بعد ظهر امس دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للقائه في قصر بعبدا وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة.
وبعد اللقاء أدلى السفير السعودي بالتصريح الآتي: «بناء على دعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، قمت في هذا المساء بزيارة قصر بعبدا لمناقشة ابرز المستجدات الراهنة في لبنان، وأكدت لفخامته بأن المملكة لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه كل الازمات، وبأن الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، التي تؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأن سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني الشقيق، ونحن نحترم هذه السيادة».
اضاف: «كما أكدت لفخامته بأن الموقف السعودي يشدد على إلتزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني من امن واستقرار ورخاء. كما ندعو جميع الافرقاء السياسيين في لبنان الى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة للشروع الفوري بتنفيذ اصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان».
وتابع: «كما نؤكد دوما على اهمية مضامين قرارات مجلس الامن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من اجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونشدد بأن اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي في لبنان».
وختم: «كما اطلعت فخامته على المبادرة السعودية للسلام في اليمن، ورحب فخامته بكل تأكيد بهذه المبادرة متمنيا للمملكة العربية السعودية النجاح والتوفيق وأن يعم السلام العالمين العربي والدولي».
الى ذلك، زارت السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو قصر بعبدا، حيث التقت الرئيس عون، وعرضت معه الأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة وغادرت من دون تصريح.
كما التقى عون الامينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية لويز موشيكيوابو التي نقلت «تضامن ودعم المنظمة للبنان واللبنانيين في هذا الظرف الصعب الذي يعيشونه»، طالبة من الطبقة السياسية «إيجاد حلول سريعة للازمة الراهنة»، مشيدة ب»لبنان وبدوره في المنظمة»، مؤكدة «استمرار خطة فتح المكتب الإقليمي في بيروت في خلال العام الحالي».
كذلك استقبل نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي اصدرت بيانا دعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة. وقالت «يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن». كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :