افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 16 آذار 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 16 آذار 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار :

سلامة "في إجازة" باريسية... والدولار بـ14 ألف ليرة! الحريري يضغط على عون بالانـهيار

 

 الدولار بـ14 ألف ليرة ويتابع مساره صعوداً، بينما حامي الليرة والمسؤول ‏الأوحد عن الحفاظ على سلامة النقد رياض سلامة، يتجوّل في باريس ‏لمتابعة شؤون شخصية. على المنوال نفسه، يجلس رئيس الحكومة المُكلّف ‏سعد الحريري متفرجاً على غرق البلاد في انهيار اقتصادي واجتماعي ‏غير مسبوق، لا بل يسهم في تعزيز الأزمة لتسجيل نقاط على خصومه، ‏ودفعهم إلى الاستسلام له، ظنّاً منه أن بقاءه في موقع "المكلّف" يعفيه من ‏المساءلة عن أزمة اشتعلت شرارتها في عهد حكومته السابقة


تابع الدولار ارتفاعه ملامساً الـ14 ألف ليرة لبنانية مساء أمس، أي بزيادة ألف ليرة لبنانية عن اليوم الذي قبله، وسط ‏توقعات أن يواصل مساره التصاعدي في الأيام المقبلة بالمعدّل نفسه. حفلة جنون لم يكن ينقصها سوى إقفال بعض ‏محال السوبرماركت والمحال التجارية أبوابها بانتظار أن يرسو الدولار على مستوى معيّن، حتى تصدر هذه ‏المؤسسات لوائح أسعار جديدة. وعمد المورّدون يوم أمس الى الامتناع عن تسليم المحروقات كما مختلف المواد في ‏الإطار نفسه، ما ضاعف "هجمة" الناس لتعبئة سياراتهم بالبنزين خوفاً من انقطاعه، ولتخزين المواد الغذائية قبل ‏ارتفاع سعرها. هذا المشهد مردّه الى انهيار الليرة، وكان يستدعي إجراءات سريعة لمحاولة الحدّ من هذا الانهيار أو ‏إبطائه. إلا أن ما حصل هو التالي: المسؤول الأول، قانوناً، عن سلامة النقد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ‏موجود في باريس لمعالجة أوضاع شخصية تتعلق بالدعوى المرفوعة عليه في سويسرا. هو في ما يشبه الإجازة. في ‏أي بلد آخر، أداء مماثل يؤدي الى إقالة صاحبه. لكن لأن السلطة السياسية هي شريكة سلامة في السياسات والأرباح ‏والهندسات، تؤثر حمايته والدفاع عنه وإيجاد الحجج، وصولاً الى قوننتها لضمان عدم محاسبته عبر دفن أي أمل بأي ‏تحقيق جنائي‎.


هي الفوضى الأمنية والاقتصادية والمالية والسياسية تعبث بالبلد وتدفعه الى الانهيار الشامل بسرعة جنونية. ثمة ‏من يستفيد من هذا الانهيار ويتعمّد خلق الأجواء والظروف المؤاتية لتغذيته حتى ينقضّ على خصومه السياسيين. ‏فكما يترك سلامة البلاد ليتجول في باريس، يجلس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بارتياح في بيت الوسط ‏في الوقت المستقطع بين جولاته الخارجية الفارغة، ظنّاً منه أنه معفى من التفلت الحاصل اليوم، وأن تداعيات ‏السقوط المالي والنقدي يُحمّلان اليوم الى العهد وحزب الله. وهو يستخدم هذه الورقة، بالتعاون مع سلامة، من أجل ‏الضغط على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. قدّم الأخير تنازلاً من أجل تأليف الحكومة، لكن الحريري ‏رفض تلقف المبادرة، مطالباً بالاستسلام. يستخدم الانهيار للضغط على عون، متيقناً من أنه خارج إطار المحاسبة ‏عن قيادته البلد - يوم كان رئيساً للحكومة - صوب الهاوية، ثم الفرار من المسؤولية بإعلان استقالته، ثم استقالته ‏حالياً من مسؤوليته ورفضه كل الحلول والمبادرات. فبعد إجهاز فريقه السياسي، بالتعاون مع حلفائه، على الخطة ‏المالية لحكومة حسان دياب، يتركز الاهتمام اليوم على القضاء على أي أمل بإجراء تدقيق جنائي في مصرف ‏لبنان والمصارف‎.‎

ما سبق يدفع مصادر مطلعة الى القول إنه يصعب على رئيس الجمهورية اليوم التعاون مع الحريري نفسه الذي ما ‏زال يتبنى النهج ذاته والطروحات ذاتها ويتمسك بالأشخاص أنفسهم. تلك النقطة الأولى، وفق المصادر، التي ‏تشير بما لا لبس فيه إلى أن الحريري ليس رجل المرحلة، في نظر رئيس الجمهورية. لا بل إنه بات جزءاً من ‏المشكلة ومعرقلاً لأي حلّ؛ فبدلاً من أن يكون همه الأول خلق المبادرات للإسراع في تأليف الحكومة، ينتظر ‏مبادرات غيره ويتعمد رفضها لإطالة أمد الأزمة وتسجيل نقاط على خصومه. أما النقطة الثانية، فتدور حول عدم ‏قدرة الحريري، رغم كل الجولات التي قام بها، من الإمارات الى تركيا ومصر وفرنسا وقطر، على اجتذاب ولو ‏موقف مساعد رمزيّ، كبادرة دعم لترؤسه الحكومة. فعاد من دون أي مساعدات، ولو كانت عبارة عن لقاحات ‏ضد فيروس كورونا. إزاء ذلك، ترى المصادر أنه بات واضحاً أن الدور المرتجى من وصول الحريري الى ‏منصب رئاسة الحكومة انتفى: ثبت في موضوع تأليف حكومة اختصاصيين أنه يريدها سياسية مع حركة أمل ‏وحزب الله والاشتراكي، وغير سياسية عند الحديث عن تمثيل لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. وتبيّن من ‏فشل جولاته في فتح أبواب الرياض المغلقة في وجهه أنه بات عائقاً أمام "سيدر" وما يتطلبه من مساعدات ‏خليجية مفتاحها بيد السعودية حصراً‎.‎

من جهة أخرى، وفيما كان رئيس الحزب الاشتراكي قد أظهر ميلاً نحو التسوية الأسبوع الماضي، عبر إعلانه ‏موافقته على توسيع الحكومة الى 20 أو 22 وزيراً، بدّل مزاجه مساء أمس بعد زيارته الحريري، حيث أشار بعد ‏اللقاء إلى أن رئيس الحكومة المكلف "متمسك بحكومة من 18 وزيراً ولا يمكن الحديث عن صيغة أخرى، ‏وجميعنا متفقون على هذا المبدأ. لذلك لا يمكن الحديث عن توسيع حجم الحكومة". وقال في حديثٍ إلى موقع ‏‏"المدن" إن "الهمّ الأساسي لدى كل القوى السياسية هو عدم حصول أي طرف على الثلث المعطل، وهو الذي لا ‏يزال يعرقل التشكيلة الحكومية، وموقفي ثابت، كما موقف الحريري والرئيس نبيه برّي، وأيضاً موقف الأمين ‏العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي قال سابقاً إنه لا حاجة إلى الثلث المعطل، وفي حال كان هناك حاجة ‏كبرى له، فإن حزب الله يضمنه". ورأى جنبلاط أنه "لا وجود لأي بوادر للتقدم، بما أن الشروط لا تزال على ‏حالها"، لافتاً الى أن زيارته لبيت الوسط كانت "للتفاهم على جملة أمور، واستمرار التنسيق، والاطمئنان على ‏استمرار التواصل والعلاقة الجيدة بين الحريري والرئيس نبيه برّي، وإلى استمرار التواصل بين الحريري وبرّي ‏في المرحلة المقبلة‎".

استعراض عسكري للسفيرة الأميركية‎
وكما في شأن الليرة وتأليف الحكومة، تتعامل السلطة باستخفاف مع مفهوم السيادة، فتسمح للسفيرة الأميركية ‏دوروثي شيا بالقيام باستعراض مسلح في سهل غزة في البقاع الغربي الذي وصلت اليه على متن مروحية لافتتاح ‏بئر مياه سبق لها أن افتتحته سابقاً! وهذه ليست المرة الأولى لاستعراض مسلح مماثل، فقد أحاطت شيا نفسها، منذ ‏بضعة أسابيع، بجيش من المسلحين، لتوزيع كمامات على المارّة قرب مقر السفارة الأميركية في عوكر. لكن لأنها ‏السفيرة الأميركية، لا يجرؤ أحد على استنكار هذه الصولات والجولات، وكأن البلد إحدى مستعمرات الولايات ‏المتحدة الأميركية التي زارها أمس قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي‎.‎
 

*******************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

ذعر يجتاح الأسواق … وموسكو تزكّي الحريري

اذا كان من المسلّم به ان قطع الطرق على نحو يومي، ولو على نطاق واسع سرعان ما يتمدّد الى معظم المناطق اللبنانية، لم يؤدّ ولن يؤدّي على الأرجح الى تغيير حرف في مسار #الانهيار الزاحف، ولن يتجاوز تالياً اطار التعبير عن الصرخة الشعبية الاحتجاجية المشروعة في مواجهة سلطة وطبقة سياسية بات يصعب فعلا “منحها” ما تستحق من الأوصاف والتسميات العائدة الى الحالات المستعصية أخلاقياً ومعنوياً ووطنياً، فان المشهد الداخلي امس اختصره الذعر الضمني والعلني من الانزلاق المتسارع نحو الفوضى الأسوأ التي تنذر بها تداعيات التحليق الناري للدولار في أسواق فالتة.

 

هذا الذعر الذي اشعلته حالة انعدام السيطرة على تسعير الدولار الذي بموازاة فقده، صار فعلا بلا سقف، بدأ يتخذ طابعا جديدا يتمثل في هروب معظم القطاعات بما فيها #القطاع التجاري الى #الاقفال تجنبا لمحرقة خسائر قاتلة هذه المرة، فاذا بالبلاد تنحو في اتجاه نوع مختلف من الازمات والاختناقات بدليل تسابق المتاجر الكبرى والصغرى، كما محال الصيرفة، كما محطات المحروقات وحتى الصيدليات، الى مواجهة الارتفاعات المحلقة للدولار بالاقفال. ولعل المفارقة الدراماتيكية التي يسقط فيها لبنان برمته ان معظم قطاعاته تتجه نحو الشلل الواسع بسبب تفلت السيطرة على تسعير الدولار في حين يقترب موعد المرحلة الرابعة والنهائية من برنامج الرفع التدريجي لحالة التعبئة الصحية وإجراءات مكافحة انتشار وباء كورونا، بما يعني ان الشلل صار السمة المتلازمة لكارثة تخبط لبنان في كل الازمات دفعة واحدة والسقوط الخيالي للدولة والسلطة والطبقة السياسية امام هذا المنقلب المصيري. فعلى رغم كل هذه التطورات المأسوية التي وضعت لبنان في صورة بلد يصارع لحظات انهيار حقيقية قاسية وشرسة على كل المستويات، افتقد الواقع السياسي أي معطيات جديدة يمكن الرهان عليها لاجتراح مخرج انقاذي من الكارثة، بل ان كل المعطيات اكدت الدوران والتخبط في دوامة العقم العبثي الذي يحاصر ازمة #تشكيل الحكومة. وفي ظل هذا الانسداد، واصل الدولار ارتفاعه متخطيا عتبة الـ13 الف ليرة وبلغ في بعض التعاملات على قلتها سقف الـ13500 ليرة، الامر الذي دفع بإعداد كبيرة من المواطنين الى التهافت على السوبرماركت لشراء السلع الغذائية والاستهلاكية الضرورية قبل رفع الأسعار، كما ان عددا كبيرا من المتاجر عمد الى اقفال أبوابه في مختلف المناطق، فيما بدأ قطع الطرق في المناطق احتجاجا على الغلاء والاوضاع المعيشية، كما دفع الامر الصرافين الى اقفال ابوابهم بعد تجمعات غاضبة لشبان امام محال الصيرفة. وحال الخوف من الارتفاع المتواصل للاسعار دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى.

 

وما يزيد المشهد قتامة ان سيف العتمة لا يزال مصلتاً على لبنان فيما  يُناقش مشروع القانون  الخاص بإعطاء سلفة بـ1500 مليار ليرة للكهرباء اليوم في جلسة اللجان النيابية المشتركة، تمهيدا لإقراره على الارجح بقيمة مخفّضة. وتشير المعطيات عشية الجلسة الى توقع مواجهات حادة بين النواب حول هذا الاقتراح الذي قدمه “تكتل لبنان القوي”. وفي حين توقعت مصادر نيابية سير المجلس في النهاية في اتجاه توفير المبالغ المطلوبة لوزارة الطاقة وتاليا لمؤسسة الكهرباء لعدم تحميله مسؤولية الوقوع في العتمة الشاملة التي يلوّح بها الوزير ريمون غجر اذا لم يتم التصديق على الاقتراح.  الا انها استبعدت اقرار السلفة المطلوبة كما هي، متوقعة ان يصار الى تجزئتها بحيث تعطى على دفعات شهرية وليس لمدة سنة خصوصا وأن الجلسة ستكون صاخبة وستتحول الى مساءلة حول الهدر في وزارة الطاقة ومؤسسة الكهرباء الذي  استنزف الخزينة.

 

#موسكو والحزب والحريري

اما على صعيد الازمة الحكومية وفيما لم يطرأ جديد على الصعيد الداخلي استوقف المراقبين موقف روسي جديد لافت واكب محادثات وفد “#حزب الله” في موسكو وتميز بالدفع نحو تشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس #سعد الحريري الذي جاءت تسميته في بيان رسمي لوازرة الخارجية  الروسية بمثابة تزكية روسية ثابتة لمهمته بما يكتسب دلالات الرسالة العلنية امام وفد الحزب كما في اتجاه العهد.

 

وأصدرت الخارجية الروسية بيانا عن استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف، امس رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة”  #محمد رعد ونواب من “حزب الله”

ذكرت فيه أن “لافروف أكد تمسك موسكو بدعم سيادة لبنان ووحدته وسلامته الإقليمية مع الإشارة إلى ضرورة حل المشكلات العالقة في هذا البلد على أساس حوار واسع بمشاركة أبرز الطوائف المكونة للمجتمع اللبناني، وذلك ضمن إطار القانون وبعيدا عن أي تدخل خارجي. كما تم التركيز على أهمية تشكيل حكومة لبنانية جديدة تحت قيادة سعد الحريري كفيلة بإخراج لبنان من الأزمة العامة التي يعاني منها “.

 

وذكر البيان أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل #بوغدانوف أجرى ايضا مشاورات واسعة مع محمد رعد في مبنى الخارجية الروسية.

 

واعلن رعد بعد لقائه والوفد وزير الخارجية الروسي ان “اللقاء كان ودياً وصريحاً وتم البحث في أوضاع لبنان والمنطقة”. واضاف “جرى عرض الوضع الحكومي وحزب الله حريص على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة”.

 

اما على الصعيد الداخلي وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”النهار” من مصادر  مقرّبة من الرئيس المكلّف سعد الحريري فإنّ المبادرة التي كان قادها اللواء عباس ابرهيم في الموضوع الحكومي لم تصل إلى سلوك طريق التنفيذ نتيجة أكثر من موضوع عالق بما في ذلك غياب القرار الواضح لدى فريق العهد وضبابية المشهد القائم في هذا الخصوص. إلّا أن المعطيات تشير إلى مبادرة ثانية عادت لتطرح على طريق التداول في الساعات الماضية، ويقصد هنا مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مسعى قديم – جديد، عُلم أنّ الرئيس المكلف يتفهّمه وهو مستعدّ للبحث في مضمونه على أن تتظهّر أي مستجدات في الأيام المقبلة. إلى ذلك، علمت “النهار” من مطّلعين على مضمون مبادرة رئيس المجلس أنّها لا تزال نفسها ولم تطرأ عليها تعديلات لناحية البحث عن اختصاصيين غير حزبيين مع عدم إعطاء الثلث المعطل لأي فريق.

 

ومساء امس زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بيت الوسط يرافقه النائب وائل أبو فاعور واجتمعا مع الرئيس الحريري.

وسيكون لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع  في الأولى بعد ظهر اليوم تصريح مباشر يتناول فيه التطورات السياسية.

 

ماكينزي 

الى ذلك اكتسبت زيارة الجنرال #كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية  للبنان امس دلالات مهمة لجهة مضي الولايات المتحدة في سياسة التزام دعم الجيش مع الإدارة الأميركية الجديدة كما لجهة تزامن الزيارة مع التداعيات التي اثارها الخطاب الأخير لقائد الجيش العماد جوزف عون وفسر في اتجاهات متضاربة . والتقى كينيث في حضور السفيرة الأميركية درورثي شيا العماد جوزف عون، حيث “جدّد تأكيد أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته، وشدد على أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني ، خصوصا أن لبنان يواجه تحديات اقتصادية كبيرة.”

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عين التينة على “خط الهجوم”… وباسيل “حائط صد”!

موسكو لـ”حزب الله”: إضغط للتأليف

 

الأزمة لم تبلغ مداها بعد، إنما هو مجرد وهجها “الجهنمي” بدأ يلفح اللبنانيين ويكوي جيوبهم بلهيب الدولار المتفلّت من كل قيود المنصات والتسعيرات الشرعية وغير الشرعية، ليواصل ارتفاعه الصاروخي نحو آفاق فلكية لم يعد يحدّها سقف ولا حدّ. وبينما تمعن السلطة في قطع أرزاق الناس بتعنّتها الخانق لكل مقومات الصمود الوطني أمام هول تأثيرات الانهيار وتداعياته الكارثية معيشياً ومالياً على المواطنين، يتسارع العد العكسي نحو بلوغ لحظة انفجار اجتماعي كبير تحت تأثير “رفض سماسرة النفوذ الطائفي مواجهة الأزمات” في لبنان الذي أصبح بمثابة “رهينة، يواجه (نسوراً سياسية) تتغذى على جثته” وفق توصيف “فاينانشال تايمز” أمس.

 

ولأنّ الانفجار إذا ما وقع، لن تكون أي من الساحات والمناطق والطوائف والمحميات الحزبية بمنأى عن شظاياه، فإنّ المعطيات المتوافرة تشي بأنّ قيادة “حزب الله” بدأت تتحسس على أرضية الانهيار المعيشي في مناطق نفوذها خطورة التمادي في لعبة التعطيل الحكومي، لكنها لا تزال مترددة في ممارسة الضغوط اللازمة على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل انطلاقاً مما تعتبره “مسؤولية أخلاقية” تجاهه بعدما تم إدراجه على قائمة العقوبات الأميركية… غير أنّ ما بعد زيارة موسكو قد لا يكون كما قبلها بالنسبة لـ”حزب الله”، خصوصاً وأنّ مصادر واسعة الاطلاع نقلت لـ”نداء الوطن” معلومات تفيد بأنّ الجانب الروسي خلال محادثاته مع وفد الحزب أمس طلب بشكل واضح أن يلعب “حزب الله” دوراً إيجابياً “حاسماً” في عملية التأليف، حتى ولو اضطره الأمر إلى “الضغط على الأطراف التي يمون عليها لوقف عرقلة ولادة الحكومة” في إشارة مباشرة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه باسيل.

 

وفي المقابل، أوضحت المصادر أنّ وفد “حزب الله” نقل رسالة إلى القيادة الروسية أبدى من خلالها “استعداد الحزب للعب دور مؤثر بالتواصل مع حلفائه لتسهيل التشكيل وتذليل العراقيل”، مع التأكيد في الوقت عينه على “رفضه بشكل قاطع أن ينال أي فريق سياسي لوحده في الحكومة العتيدة “الثلث المعطل” حتى ولو كان هذا الفريق من الحلفاء”.

 

ولفتت المصادر إلى أنّ الجانب الروسي ركّز في محادثاته مع وفد “حزب الله” على “أهمية تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري كي تكون قادرة على إخراج البلد من أزمته”، فكان تطابق في وجهات النظر حيال هذه النقطة بحيث أعرب الوفد عن قناعة “حزب الله” بأهمية أن يترأس الحريري نفسه الحكومة الجديدة “لما له من علاقات عربية وأوروبية ودولية من شأنها أن تساهم بشكل فعال في جلب المساعدات للبنان”.

 

أما على مستوى الحراك الداخلي، فيبدو أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري التقط مؤشرات “اللحظة المؤاتية” إقليمياً ودولياً للانتقال من دفة الاحتياط إلى “خط الهجوم” على ملعب التأليف، فبادر إلى قيادة حركة مكوكية باتجاه مختلف الأطراف، لكن اندفاعته هذه سرعان ما اصطدمت بـ”حائط الصد” الذي ينصبه باسيل عند مربّع القصر الجمهوري، الأمر الذي خلّف امتعاضاً عارماً في عين التينة عكسته كتلة “التنمية والتحرير” أمس بتصويبها على ضرورة أن يقلع “المعنيون بالتوقيع على المراسيم” عن رمي كرة المسؤولية من ملعب إلى آخر وأن يبادروا إلى “وقفة تاريخية مسؤولة” من أجل تسهيل التأليف و”إزالة العراقيل التي أعاقت وتعيق إنجاز حكومة مهمة تنقذ لبنان مما يتهدد وجوده”.

 

لكن على الضفة المقابلة، نقلت أوساط مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أجواءً تشاؤمية حيال إمكانية ولادة الحكومة في وقت قريب على اعتبار أنّ “كلّ ما كان يعوّل عليه من عوامل يمكن أن تساهم في تشكيل الحكومة أصبح في خبر كان”، مشيرةً إلى أنّ “الفرنسيين يضغطون في كل الاتجاهات ولم يسفر ضغطهم عن أي نتيجة حتى الساعة، وكذلك كل المبادرات والمساعي التي يقوم بها رئيس مجلس النواب أو سواه لن تكون نتيجتها إلا سراباً”.

 

وإذ شددت على أنّ “المواقف لا تزال على حالها مع استمرار كل طرف بالتخندق في مربعه”، لفتت الأوساط نفسها إلى أنه “بعد فشل كل المحاولات والمقاربات التي سعت خلال الفترة الماضية إلى تقريب وجهات النظر الحكومية، لم يعد هناك من يستطيع أن يحدث أي خرق في جدار الأزمة، وإن كان ثمة من لا يزال يتحرك أو يحاول المبادرة فلن يكون بمقدوره تحقيق ما عجز عن تحقيقه غيره”.

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الدولار يحرق الليرة.. ولبنان على باب الانهيار.. ومصالح الحكام فوق كل اعتبار

حال اللبنانيين في هذه المرحلة، كمَن يعيش على فوّهة بركان يوشك ان ينفجر في اي لحظة ويلفظ حممه في الارجاء لتأكل الأخضر واليابس مما تبقى من هذا البلد.

كل شيء في البلد صار آيلاً للسقوط والاندثار، حتى الهواء صار المواطن اللبناني قلقاً من بلوغه لحظة العجز عن التنفس، فيما الطاقم الحاكم مصاب بسكتة دماغية أفقدته الحياء، وأنسته لغة العقل وأعمَت بصره وبصيرته عما اصاب البلد وأهله، لا يهمه سوى مصلحته ورفعها فوق كل اعتبار.

الفجور مستمر، وطبقة الحكام والمتسلطين تتلذذ في التضحية ببلد وقد سوّي بالارض، وشعب كامل صار مدمراً يُرسم مستقبله بالجوع والوجع وبالاجهاز على ما تبقى من شروط مناعته وصموده امام ازمة وجودية حولت لبنان الى دولة اكثر من فاشلة، ينذر استفحالها بإفقاد هذا اللبنان صفته كوطن بعدما نسفت تلك الطبقة أركانه وخلّعت الأسس التي يقوم عليها.

الثمن الكبير

هذه الصورة السوداوية لمستقبل لبنان، والتي سبق ان حذّر منها وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، عادت تتردد بقوة وقلق في الاوساط الرسمية الفرنسية من خلفية إلقاء المسؤولية على الطاقم السياسي الحاكم في لبنان الذي غلّب صراع المصالح الخاصة على كل الجهود الرامية الى وضع لبنان على سكة الانقاذ وفق خريطة الطريق التي رسمتها المبادرة الفرنسية. وعلى ما تؤكد مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، فإنّ المستويات الفرنسية تعتبر ان القادة في لبنان ماضون في اضعافه وارتكاب جريمة بحق هذا البلد وتجاهل المخاطر التي بلغت مستويات صار من الصعب احتواؤها، وتبعاً لذلك فإنّ لبنان مقبل على ايام شديدة الصعوبة، واللبنانيون وحدهم من سيدفع الثمن الكبير».

 

سيناريوهات مرعبة

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ المستويات الفرنسية، وخصوصا تلك المعنية بالملف اللبناني باتت تتحدث بقلق بالغ اكثر من اي وقت مضى، على الوضع في لبنان، وتخشى من سيناريوهات مرعبة تتهدد لبنان، ما لم يبادر القادة فيه الى خطوات علاجية فائقة السرعة، لأن سقوط لبنان هذه المرة، قد يجد نفسه على النهوض من جديد، لا عبر تشكيل حكومة او غير ذلك، لأنّ المصاعب هذه المرة ستكون اكبر بكثير من قدرة لبنان الضعيف على مداواتها. وتتشارك في هذا القلق مع المجموعة الاوروبية التي باتت تتّهم بصورة علنية وصريحة الجهات الحاكمة في لبنان بالشراكة في التدمير الممنهج للبنان.

 

على انّ اللافت في ما تكشف عنه المصادر الديبلوماسية من باريس، هو ان ليس في جعبة الجهات الخارجية المعنية بلبنان، أيّ توجّه لتدخّل مباشر مع اللبنانيين، وذلك تبعاً للتجربة التي فشلها اللبنانيون، بإخلالهم بالتزاماتهم التي قطعوها بالتقيد بمندرجات المبادرة الفرنسية، والكلام الاخير الصادر بهذا المعنى عن الوزير لودريان، جاء بمثابة الاعتراف غير المباشر بفشل المبادرة الفرنسية، وان كان الفرنسيون ما زالوا يقاربون المبادرة في العلن كفرصة للبنانيين لبناء حل وفق مندرجاتها. وهو ما تؤكد عليه الديبلوماسية الفرنسية في لبنان عبر الحركة التي تقوم بها السفيرة في لبنان آن غريو مع المسؤولين اللبنانيين، وآخرهم بالامس مع الرئيس المكلف سعد الحريري.

 

صرتم وحدكم

تتوازى هذه الاجواء مع التوصيف المأساوي الذي قدمه سفير دولة اوروبية كبرى امام مرجعيات روحية زارها في الايام الاخيرة، حيث عبر عن تخوّف كبير على لبنان كوطن ودولة ونظام سياسي.

 

وقالت مصادر مرجعية دينية لـ»الجمهورية» ان السفير المذكور اكد ان مسؤولية فشل الحلول في لبنان تقع على اللبنانيين، وثمة بعض من القادة يمارس هروباً الى الامام بإلقاء مسؤولية افشال الحلول في لبنان على عوامل خارجية، وهي اصلاً ليست موجودة، بل بالعكس فإن المجتمع الدولي مُجمع على ان الحل منطلقه ينبغي ان يكون من لبنان، ومع الاسف ليس في لبنان من يتلقف المطالبات المتكررة من المجتمع الدولي بالذهاب الى اصلاحات فورية تضع المعضلة اللبنانية على سكة الحل والخروج من الازمة التي صارت بالفعل تهدد وجود لبنان. واشارت المصادر، نقلا عن سفير الدولة الاوروبية الكبرى، انّ المبادرة الفرنسية كانت تشكل الفرصة للانقاذ، لكنها فرصة ضاعت في اصرار المسؤولين في لبنان على انكار ما يحل ببلدهم من مصاعب، وتجاهلهم تأثيرات الانهيار اللبناني على المصير الوجودي للبنان ككيان. ومن هنا فإن على اللبنانيين ان يدركوا ان بمقارباتهم العدائية لوضع بلدهم، قد تدفع المجتمع الدولي الى ان ينكفىء جدياً عن تعاطيه مع الملف اللبناني، علماً ان مسؤولية الحل بالدرجة الاولى تقع على اللبنانيين، والمجتمع الدولي على استعداد ان يقارب الملف اللبناني بمقدار مسؤولية اللبنانيين، وبمعنى أدق، كل الخارج يراقب الوضع اللبناني عن كثب، وانّ احدا في خارج لبنان سيكترث لحل لبناني قبل ان يكترث اللبنانيون لهذا الحل.

 

لا جديد

كل هذا الحراك الخارجي، يقابل في الداخل، في تمترس اطراف التأليف خلف شروطهم ومعاييرهم التعطيلية. وبحسب معلومات «الجمهورية» التي استقتها من الاجواء السائدة على جانبي الخلاف المستحكم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، تؤشر الى انّ الامور عادت الى ما تحت نقطة الصفر، وبالتالي كل النقاط الخلافية التي برزت في بدايات الخلاف، ما زالت هي هي المانعة لأي انفراج على الخط الحكومي. بحيث ان الخلاف عاد الى الدوران من جديد على شكل الحكومة وحجمها، مع ثبات الرئيس المكلف على موقفه من حكومة من 18 وزيراً لا اكثر في مقابل الاصرار على توسيعها من قبل فريق رئيس الجمهورية، وكذلك الامر بالنسبة الى الحقائب الوزارية التي صارت ابعد من وزارة الداخلية والعدل، وبدأ الحديث عن انه تمدد ليشمل من جديد وزارات اخرى، اضافة الى العقدة الاساس المتمثلة بالثلث المعطل الذي يصر عليه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وهو ما اكد الرئيس المكلف على رفضه من جديد وبشكل قاطع.

 

معركة تكسير رؤوس

واكدت مصادر متابعة للملف الحكومي لـ»الجمهورية»: المسألة لا تحتاج الى تبصير، الخلاف كان وما يزال قائماً وبصورة مفجعة على مثلث عون – الحريري – جبران، وهذا المثلث أفشل كل الوساطات وضرب كل نصائح الاصدقاء والحلفاء عرض الحائط، والامور مفتوحة الى مزيد من الصراع عليه، خصوصا انّ عنوان المعركة الدائرة هو معركة تكسير رؤوس بين اطراف هذا المثلث التي تحارب بعضها وتحارب البلد من اجل مستقبلها ومصالحها وتتمسك بقشور مواقعها وملذاتها ومكاسبها. حتى ولو كان الثمن تكسير رؤوس اللبنانيين واسقاطهم في الهاوية كما هو حاصل في هذه الفترة.

 

ورسمت المصادر صورة قاتمة حول مستقبل الوضع وقالت: ما بلغه البلد من انهيار، والارتفاع الجنوني لسعر الدولار الذي يُدار بغرف سوداء مرتبط بعضها ببعض اطراف مثلث الخلاف الحكومي، من شأنه ان يجعل الامور اكثر صعوبة، وحتى لو تشكّلت الحكومة في اي وقت فهي لن تقدر ان تقوم بشيء، اذ انّ روما قد احترقت وتهدمت وانتهى الامر، فكيف يمكن ان تعالج تحوّل البلد الى حطام وركام ورماد. ومثل هذا الكلام ابلغه مرجع سياسي لمن استفسره حول الوضع الحكومي، وختمه قائلاً: الله يرحم البلد.

 

إشعال البلد

وسألت «الجمهورية» احد العاملين على خط الوساطة عما اذا كان في الافق بصيص امل في بلوغ تفاهم حكومي، فقال: يجب الا نقطع الامل، فيمكن ان تبرز الحلول في اي لحظة.

 

اضاف: ان حركة الاتصالات جامدة حاليا، إلّا أنّ هناك شعوراً لدى مختلف الاطراف بأنهم وصلوا الى الحوائط المسدودة، ولن يكون امامهم في نهاية الامر سوى ان يتراجعوا عن تصلبهم والدخول الى ساحة التفاهم. ولذلك لا يجب القول ان الامور مقفلة، خصوصا وانها كما تعقدت فجأة واستعصت على الحلول، فإنها مرشحة لأن تحلّ في اي لحظة، علماً ان اطراف الخلاف في جَو انّ الايام المقبلة هي ايام مفصلية بالنسبة الى لبنان، وانه لا بد من بلوغ مخارج للوضع المعقد، ذلك ان المخاطر توجب ذلك، فالمخاطر الامنية في سقفها الاعلى وثمة معطيات تؤكد انّ الامور قد تفلت في اي لحظة مع توفر معطيات عن نيات جدية بإحداث فوضى ومشكلات امنية، وبعض القيادات تلقّت نصائح باتخاذ أقصى جانب الحيطة والحذر في هذه الفترة، اضافة الى التدحرج الرهيب في سعر الدولار الذي بات ينذر بإشعال البلد. وتبعاً لذلك، تؤكد الشخصية العاملة على خط الوساطة ان لا احد من اطراف الخلاف الداخلي قادر على الاستمرار في منحى العرقلة والتعطيل، بل لن يكون قادرا على تحمل ارتدادات وتداعيات الانهيار الامني او النقدي الذي تؤكد كل المؤشرات أنه إن لم يُحتَو مسبقاً، فقد صار وشيكا ونتائجه مدمرة.

 

موقف بري

وفي وقت عادت فيه التحركات والاحتجاجات بزخم الى الشوارع في بيروت والمناطق التي تم قطع بعضها، بالتوازي مع الارتفاع الجنوني في سعر الدولار والارباك الكبير في السوق الاستهلاكي وعلى صعيد المحروقات التي تشهد شحاً في مختلف المناطق حيث رفعت خراطيمها في غير مكان، غابت الحركة السياسية بالكامل بحيث لم يسجل اي حراك على حلبة التأليف، ما خلا لقاء عقد مساء امس في بيت الوسط بين الرئيس المكلف ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فيما لم يصدر عن القصر الجمهوري او بيت الوسط اي اشارات عن ليونة في المواقف.

 

وسط هذه الاجواء، برز موقف لكتلة التحرير والتنمية بعد اجتماعها برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي صوّب في اتجاه طرفي الخلاف الحكومي، حيث توجهت الى «المعنيين بتأليف الحكومة على مختلف المستويات والمواقع الى وقفة تاريخية ومسؤولة والمبادرة الى وقف التراشق الاعلامي والاقلاع عن المضاربات السياسية التي لا تؤدي سوى الى نتيجة واحدة هي إرباك النظام العام، والى مزيد من فقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها من أبنائها في الداخل ومن المجتمعين العربي والدولي في الخارج». وشددت الكتلة على «المعنيين بالتأليف والتشكيل والتوقيع على المراسيم، التخلي عن أي رهان على الوقت او على متغير إقليمي من هنا او هنالك، والتخلي ايضا عن رمي كرة المسؤولية من ملعب الى آخر والمبادرة فوراً الى فتح قنوات الحوار والتلاقي من اجل إزالة كافة العراقيل التي أعاقت وتعيق إنجاز حكومة مهمة تنقذ لبنان من الذي يتهدد وجوده، حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين وفقاً لما نصّت عليه المبادرة الفرنسية، حكومة لا يشكل اعضاؤها استفزازاً لأحد، حكومة تراعي الميثاقية والمناصفة ليس فيها ثلث معطل لأي طرف من الاطراف، فالحكومة ممر إلزامي لمنع انهيار هيكل الوطن فوق الجميع. فهل انتم فاعلون؟

 

واذ اعلنت الكتلة أنها «بالقدر الذي تؤكد فيه على انحيازها الى جانب مطالب الناس وحقهم في التعبير عن آرائهم حيال كل العناوين بكافة الوسائل والاساليب التي كفلها القانون والدستور بعيداً عن المساس وإلحاق الضرر بالاملاك العامة والخاصة، فإنها بالقدر نفسه تحذّر من تكرار محاولات قطع الطرق الدولية وخاصة تلك التي تربط العاصمة بيروت بالجنوب من قبل بعد الذين يختبئون وراء المطالب المحقة لتنفيذ أجندات فتنوية مشبوهة.. وإنّ القوى الامنية والعسكرية كما هي معنية بتأمين حرية التظاهر والاحتجاج ايضاً، هي مطالبة ومعنية بعدم تحويل الطرق الدولية الى سجون للناس في وسائط نقلهم، وبتأمين سلامة وصول سيارات الإسعاف ووسائل نقل المواد الاساسية والأدوات الطبية بحرية تامة».

 

ماكنزي في اليرزة

من جهة ثانية، برزت أمس زيارة قام بها قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي الى اليرزة، حيث كان قائد الجيش العماد جوزف عون في استقباله.

 

وكانت السفارة الأميركية في بيروت قد أعلنت في بيان أن «ماكنزي قام بزيارة لبنان في 15 الحالي، والتقى كبار ممثلي الجيش اللبناني، بمن فيهم قائد الجيش، حيث جدّد التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته، وشدد على أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني، خاصة أن لبنان يواجه تحديات اقتصادية كبيرة».

 

وأشار ماكينزي، بحسب البيان، إلى أنّ «هذه الزيارة هي مثال رائع على أهمية الثقة والاحترام، فعلاقتنا مع الجيش اللبناني مبنية على الرغبة المتبادلة في الأمن والاستقرار في المنطقة وقدرتنا على التدرّب معاً لتحقيق المنفعة الجماعية».

 

ورافق الجنرال ماكنزي مسؤولون وضباطاً من القيادة المركزية الأميركية، إضافة إلى سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا، والملحق العسكري الأميركي روبرت ماين.

 

«حزب الله» ولافروف

من جهة ثانية، استقبل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو امس، وفد «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي قال بعد اللقاء: «شكرنا لافروف دعوته للتباحث بأوضاع المنطقة». وكشف «اننا أكدنا خلال اللقاء على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة في لبنان وفق ارادة الشعب اللبناني».

 

واشار رعد الى أنّ «وجهات النظر كانت متقاربة جداً بالنسبة الى الملف اللبناني»، لافتاً إلى أن «ليس مطلوب من روسيا أن تشكل الحكومة في لبنان ولكنها تحث على توفير الظروف لتأليفها».

 

كما اشار رعد إلى «أننا تباحثنا في تفاصيل الوضع المتعلق باللقاح الروسي وأوضاع الطلبة الذين يدرسون في روسيا».

 

تحذير اسرائيلي

على صعيد آخر، حذّر قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية الجنرال أوري غوردين، من أنّ إسرائيل ستتعرض لهجمات بـ2000 صاروخ ومقذوف كل يوم خلال حرب مستقبلية مع «حزب الله».

 

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية عن غوردين قوله خلال مشاركته في مؤتمر بالقدس، امس الاثنين، انّ «ذلك سيشكل تحدياً لقدرات إسرائيل الدفاعية العسكرية والمدنية». وأضاف: «يجب أن يعرف الأعداء على الجبهات المختلفة أنه إذا لزم الأمر، سنشغل قوة عسكرية لم يسبق لها مثيل من قبل». وتابع: «يعلمون أنّهم لا يستطيعون هزيمتنا في ساحة المعركة، لذا يحاولون نقل الحرب إلى جبهة ثانية وهي منازلنا وفي مدننا»، مشيراً إلى أنّه «ينبغي على أعداء إسرائيل أن يعلموا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية قادرة على الصمود وقد أثبتت ذلك في الماضي».

 

من جهة ثانية، أعلنت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية أنها تسلمت معلومات استخباراتية من شركة خاصة بشأن هوية السفينة المشتبه في تسببها بالتسرب النفطي الذي وصل إلى لبنان.

 

وبحسب رواية صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن المعلومات التي جمعتها وكالة الاستخبارات «بلاك كيوب» عن هوية مالكي الناقلة «إميرالد» المشتبه فيها، كشفت أنّ ملكية السفينة تعود لشركة «أوريكس للشحن».

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

مشاورات تشكيل الحكومة تراوح مكانها وعودة تبادل الاتهامات بالتعطيل

 

تسقط مبادرات تأليف الحكومة في لبنان الواحدة تلو الأخرى ليستمر تبادل الاتهامات بالتعطيل من قبل الأفرقاء المعنيين، لا سيما فريق رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر» من جهة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري و«تيار المستقبل» من جهة أخرى، فيما النتيجة لا تزال واحدة وهي أن كل ما يعلن لا يزال يدور في حلقة مفرغة رغم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان.

وبعد فشل المبادرة التي كان يعمل عليها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم والتي كانت تقضي بحصول رئيس الجمهورية ميشال عون على ستة وزراء ضمنهم وزير لحزب الطاشناق الأرمني، وجّهت الاتهامات مجددا إلى الرئيس عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بتمسكهما بالثلث المعطل وهو ما أعلنه صراحة، قبل يومين النائب علي حسن خليل من «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، ليعود أمس (الاثنين) كل من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنائب في «تيار المستقبل» محمد الحجار لاتهام عون وباسيل ومن خلفهما «حزب الله» بـ«التعطيل».

واعتبر أن «لدى لبنان خيارين وعلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يقتنعا بأن ليس هناك من خيار ثالث. إما أن تتألف حكومة فيتم فيها إرضاء اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي اللذين يريدان مساعدة لبنان، أو أن تتألف الحكومة كما يطالب عدد من السياسيين، لا سيما التيار الوطني الحر و(حزب الله)، أي أن تتألف حكومة من السياسيين الذين يريدون أن يتقاسموا السلطة فيما بينهم وهي يمكن أن تتألف لكنها ستولد ميتة». واعتبر أن «هناك طرفين يمنعان تأليف الحكومة هما: رئيس الجمهورية، ومن خلفه (حزب الله). الأول يريد حكومة تستطيع أن تلبي رغبته في الإمساك بالسلطة وتلبي طموح صهره (باسيل) وإنقاذه من المستنقع الذي أصبح فيه بعد إعلان العقوبات الأميركية عليه، وعينهما الآن هي على الانتخابات الرئاسية القادمة ومن سيتولى رئاسة الجمهورية. أما بالنسبة لـ(حزب الله)، فهو يتلطى وراء رئيس الجمهورية ولا يريد تأليف حكومة الآن، لأنه يريد أن يحتفظ بهذه الرهينة لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية كي تضمها إيران إلى الرهائن الأخرى التي تحاول الاحتفاظ بها لتحسين أو تعزيز قدرتها التفاوضية المرتقبة مع الولايات المتحدة».

كذلك، اعتبر النائب في «تيار المستقبل» محمد الحجار في حديث تلفزيوني أن «ما يحصل في لبنان هو تلاقي إرادتين على تعطيل تأليف حكومة جديدة هما إرادة فريق رئيس الجمهورية والنائب باسيل بعدم السماح بتشكيل حكومة جديدة لا يكون لهذا الفريق قدرة تحكم كامل بقراراتها عبر ثلث معطل واضح أو مستتر، ويستطيع من خلالها ضمان المستقبل السياسي لباسيل الذي يجهد لتحسين ظروف ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وهناك إرادة ثانية تلتقي مع الإرادة الأولى هي إرادة «حزب الله» كون إيران غير مستعجلة لذلك، وهي تريد الإمساك بالورقة اللبنانية بهدف استخدامها على طاولة مفاوضاتها مع أميركا والدول الغربية في ملفات النووي والصواريخ الباليستية، أي نفوذها في المنطقة، وتعتمد بذلك على (حزب الله) الذي يستند بدوره على التعقيدات التي يطرحها فريق عون – باسيل ويستفيد منها لتأخير تأليف الحكومة وبالتالي بقاء الورقة اللبنانية في يد إيران».

ولفت إلى أن «كل المبادرات التي تطرح بين الحين والآخر تفشل بسبب إصرار هؤلاء على تنفيذ مشاريعهم وإن لم يكن هناك ضغط فعلي يمارس على من بيده التوقيع ويمنع إصدار مراسيم التشكيل، أي على فريق رئيس الجمهورية، لن تكون هناك حكومة وستبقى الأمور تراوح مكانها ويدفع لبنان التكلفة الباهظة».

في المقابل، نفت مصادر في «التيار الوطني الحر» تمسك عون بالثلث المعطل، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن مطلب الثلث المعطل تم تجاوزه، مشيرة إلى تجميد مبادرة اللواء إبراهيم فيما الحديث عن مبادرة لبري لم يتبلور حتى الساعة.

من جانبه، أبدى «حزب الله» حرصه على الإسراع بتشكيل الحكومة التي كانت حاضرة في زيارة وفد نوابه إلى موسكو. وأعلن النائب محمد رعد بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه «جرى عرض الوضع الحكومي، و(حزب الله) حريص على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة».

ورغم ذلك قال النائب ياسين جابر (كتلة بري)، إن «لا شيء ملموساً في موضوع تشكيل الحكومة حتى الساعة»، متمنياً على الرئيس عون أن «يبادر إلى عقد طاولة حوار». وقال في حديث تلفزيوني رداً على سؤال حول مبادرة الرئيس بري إن «رئيس مجلس النواب سيستمر بالمحاولة ولكن مرسوم تشكيل الحكومة يحتاج لاتفاق وتوقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة». وعن كلام باسيل أن الرئيس الحريري يضع التكليف في جيبه ويجول به حول العالم، رأى جابر أن «هذا الكلام لا يساعد على إيجاد حل»، لافتاً إلى أن «الحريري يظهر من خلال جولاته أنه يتمتع بعلاقات دولية».

وسُجّل أمس عدد من اللقاءات التي تمحورت حول الحكومة، حيث التقى الوزير السابق غازي العريضي بري، موفدا من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، كما نقل الوزير السابق فريد الخازن عن اللواء إبراهيم، تصميمه على متابعة لقاءاته واتصالاته الهادفة إلى إيجاد حل للحكومة رغم الصعوبات التي تعتري هذا الملف الملتهب». وأكد أن «هذه المساعي هي بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان، وإبعاده عن الهاوية التي قد تبتلع الجميع ولا تستثني أحدا».

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الدولار والشارع وجهاً لوجه.. وواشنطن وموسكو لرعاية توازن الرعب!

ماكينزي يطلع على تماسك الجيش.. ولافروف يبلغ رعد دعم الحريري لحكومة مهمة

 

في المشهد المتغير: الدولار يرتفع بصورة هستيرية ضمن خطة، موضوعة، سلفاً، فلا سقف له: 10- 15 – 20 – 25 ألف ليرة لبنانية، وهكذا دواليك..

 

الشارع، يتفلت، قطع طرقات في العاصمة، إشعال الاطارات قرب مصرف لبنان، والمصارف، وسط معلومات أمنية، عن اتجاه لدى مجموعات المحتجين، التي شكلت مجموعات «نووية».. صغيرة، للانقضاض على أهداف تتعلق بالسياسيين والنواب، والمصارف إلخ..

 

وتحدثت برقية أمنية أنه بالتزامن مع التدهور الاقتصادي، يجري التحضير لتصعيد كبير في الشارع، يمكن أن يخرج إلى اشتباكات مسلحة في بعض الشوارع، وعمليات نهب وسرقة، وتصفية حسابات، لحسابات سياسية وأجندات..

 

هذا على أرض الواقع المأساوية في لبنان.. وعلى أرض الواقع أيضاً، كشفت السفارة الأميركية​ في بيروت أن «قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي قام بزيارة لبنان في 15 آذار، ٢٠٢١. والتقى كبار ممثلي ​الجيش اللبناني​، بمن فيهم قائد الجيش ​العماد جوزاف عون​، حيث جدّد التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته، وشدد على أهمية الشراكة القوية بين ​الولايات المتحدة​ والجيش اللبناني، خاصة، أن لبنان يواجه تحديات اقتصادية كبيرة».

 

وأشار ماكينزي، بحسب البيان، إلى أن «هذه الزيارة هي مثال رائع على أهمية الثقة والاحترام، فعلاقتنا مع الجيش اللبناني مبنية على الرغبة المتبادلة في الأمن والاستقرار في المنطقة وقدرتنا على التدرّب معا لتحقيق المنفعة».

 

واعلن الجنرال ماكينزي ان «الجيش اللبناني هو تعبير عن دفاع الأمة والقوات المسلحة اللبنانية ستكون مستعدة للمساعدة بأي طريقة وسنواصل دعم الجيش بطرق متنوعة فلبنان شريك مهم في المنطقة».

 

وعن مخاوف بشأن الانشقاقات في الجيش بسبب السياق الاجتماعي أوضح انه «لم أر أي دليل على الإطلاق على ذلك وتحدثت مع العديد من جنود القوات المسلحة اللبنانية والنساء من كل الدرجات، والولايات المتحدة اتبعت سياسة الضغط الأقصى ضد إيران خلال العامين الماضيين وإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن الآن بصدد تقييم طبيعة هذا النهج».

 

وعن انفجار مرفأ بيروت لفت الجنرال ماكينزي الى انه «بقدر ما يعلم أنه كان حادثاً ولكن بصراحة ليس على دراية بتفاصيله ونشارك الكثير من المعلومات مع الحكومة اللبنانية لكن الأهم أننا شاركنا الكثير من المساعدات الإنسانية».

 

وعن السلامة البحرية في المنطقة اعتبر انه «يعتقد انه يتم اتخاذ إجراءات مستمرة طوال الوقت لضمان سلامة التجارة التي تمر عبر المنطقة».

 

وعن تعهد الإيرانيين بالانتقام لمقتل قائد قوة القدس سابقاً اللواء قاسم سليماني بيّن ان «القوات المسلحة للولايات المتحدة مستعدة لأي احتمال ونحن على استعداد للرد إذا لزم الأمر، والهجمات على السعودية من قبل الحوثيين هي عمل عدواني والهجوم على قواتنا في العراق من قبل وكلاء إيران على الأرجح عمل عدواني وبالتالي هذه أشياء لا تساعد أي شخص يسعى إلى رؤية أكثر هدوءًا، والولايات المتحدة تجري مراجعة للموقف العالمي وقواتنا في أفضل مكان ممكن لتنفيذ الأهداف الدبلوماسية طويلة المدى وسيستغرق ذلك بعض الوقت وستكون النتيجة النهائية إعلان قرار من البيت الأبيض».

 

وفي السياق، أبدت ​وزارة الخارجية الأميركية​ قلقها «من التطورات في لبنان ومن عدم اتخاذ أي إجراء من قبل قادة البلاد».

 

وأعلنت أنها «تسعى لتحقيق​ تسوية سياسية توفر ​الأمن​ والسلام​ للشعب السوري»، داعية في بيان «لإطلاق سراح المعتقلين في السجون السورية».

 

وفي حدث يتعلق بالواقع على الأرض في لبنان، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وفد «حزب الله»، ركز على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري.

 

وجاء في بيان الخارجية الروسية، أن وزير الخارجية «سيرغي لافروف جدد التأكيد على موقف روسيا الثابت الداعم لسيادة لبنان ووحدته وسلامة أراضيه. وشدد على ضرورة حل القضايا المستعصية على الأجندة الوطنية من خلال حوار واسع بمشاركة ممثلين عن كافة الطوائف الرئيسية في المجتمع اللبناني حصرا في الفضاء القانوني ودون تدخل أجنبي».

 

وأضاف البيان: «وفي نفس الوقت تم التركيز على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن برئاسة سعد الحريري قادرة على ضمان خروج لبنان من الأزمة المنهجية».

 

وأشار البيان الروسي إلى أنه خلال تبادل الآراء حول مسألة التسوية الشاملة في سوريا، أكد الجانب الروسي مجددا تمسكه بحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».

 

وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي رأس وفد حزب الله أنّه ليس مطلوباً من روسيا أن تشكّل الحكومة في لبنان إلّا أنّها تحثّ على توفير الظروف لتأليفها.

 

وكشف عن تطورات زيارة وفد حزب الله إلى موسكو، قائلاً أنّه تمّ التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة في لبنان وفق إرادة الشعب اللبناني، وأشار إلى أنّ وجهات النظر كانت متقاربة جداً بالنسبة إلى الملف اللبناني.

 

كما تمّ التباحث في تفاصيل الوضع المتعلّق باللقاح الروسي، وأوضاع الطلبة اللبنانيين الذين يدرسون في روسيا، وفي السياسة التي تتبعها الإدارة الأميركية الجديدة التي ترفض الحلول المنصفة لإنهاء الأزمات.

 

رعد شدّد على أنّ الزيارة تمثّل نقلة نوعية في العلاقات بين حزب الله وروسيا خصوصاً بعد التّعاون في التصدي للإرهاب، لافتاً هنا لذراع الإرهاب ووضع حد لتمدّده في سوريا ولبنان وإنجاز حقّقته المقاومة بتحقيق الإستقرار.

 

وأشاد رعد بالحضور الروسي في المنطقة الذي يشكّل نوعاً من التوازن على الصعيد الدولي، موضحاً أنّ «روسيا تحاور كل الأطراف التي على علاقة بالملف السوري بما يعزّز الأمن وعودة النازحين».

 

إزاء هذا المشهد حيث تبدو ازاء الانفلات الحاصل، كل من واشنطن وموسكو تعملان على تنظيم توازن، رادعة لضبط الوضع وعدم انفلاته في ضوء تفاقم الأزمة في لبنان، الغارق أصلا في أزمات متراكمة، ويتجه نحو الانهيار، معتبرة أن «رفض سماسرة النفوذ الطائفي مواجهة الأزمات، يهدد بفشل الدولة»، حسب تقرير «للفاينانشال تايمز».

 

وأضاف تقرير «فاينانشال تايمز» أنه بعد 7 أشهر من المشاحنات، لا تزال الدولة المفلسة دون حكومة، و»بدلا من أن يتخذ رجال الدولة التدابير الكاملة لمواجهة هذه الحالة الطارئة، فإن لبنان يواجه (نسورا سياسية) تتغذى على جثته».

 

وتابع: «بعد أكثر من 3 عقود من الحرب الأهلية التي عاشها لبنان بين عامي 1975 و1990، أصبح المواطنون رهائن لمجموعات طائفية من أمراء الحرب الذين يرتدون البدلات، وحزب الله المدعوم من إيران، الذي أصبح بمثابة دولة فوق الدولة وبيده المفاتيح الرئيسية».

 

كما يتجه البلد إلى الانهيار بسبب «أزمات مالية ومصرفية وديون معقدة»، خاصة مع جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، إذ فقدت العملة المحلية ما يقرب من 90 في المائة من قيمتها.

 

ومع فشل الأعمال التجارية، زادت نسبة البطالة والجوع، وانتشر التسول والمقايضة. وتعد البنوك اللبنانية مفلسة، في ظل إقراضها نحو 70 بالمائة من أصولها لدولة معسرة والبنك المركزي، بعد أن حرمت معظم المودعين من مدخراتهم.

 

ومع انقضاء الموعد النهائي لإعادة «رسملة» البنوك، فإنه لا توجد ميزانية، ولن تكون هناك قريبا عملة صعبة لدفع ثمن الواردات، بينما يطبع البنك المركزي على نحو متزايد أموالا لا قيمة لها، ويغذي التضخم المفرط، بحسب «فاينانشال تايمز».

 

وفي سياق متصل، في بيان له توجّه مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية، «باسم الجالية اللبنانية في المملكة وباسم مجلسنا، بالطلب من المعنيين، ضرورة التوقف فوراً عن التعرّض للمملكة والقيّمين عليها، والمسؤولين فيها، وإبعادهم عن مهاترات السياسة اللبنانية، وزواريبها ومصالحها الضيقة، ومشاريعها العدائية أو الإلغائية، ومحاورها وارتهاناتها ومراهناتها، فالمملكة، لم تكن في نظرنا، إلاّ الاخ المحب العطوف المعين. لم توفّر دعماً لمحتاج، ولم توصد باباً في وجه مترزِّق، ولم تتردد في مدّ يد مساعدة، أو كفكفة دمعة مصاب، لكل اللبنانين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم».

 

ومن بين العديد من الشروط المسبقة لأي خطة إنقاذ حسب الصحيفة اللندنية، التدقيق في البنك المركزي والشؤون المالية للدولة، إلا أن مصرف لبنان يقاوم ذلك «لأسباب زائفة» هي قوانين السرية المصرفية، التي لم تكن مصممة أصلا لإخفاء الإفلاس واختلاس المال العام، وهو ما يمكن أن يكشف عنه التدقيق.

 

من جانبه، يماطل حزب الله بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإيران.

 

وتعالت الأصوات التي دقت ناقوس الخطر في البلاد، فقائد الجيش الجنرال جوزيف عون، تجاهل الأسبوع الماضي أمر الرئيس ميشال عون بإخلاء الطرق من المتظاهرين والحواجز، متسائلا بدلا من ذلك: «إلى أين تأخذ الطبقة السياسية البلاد»؟

 

والجواب هنا غير مشجع، فرفضهم السماح بإنشاء حكومة قابلة للمحاسبة، بينما يتظاهرون بالتفاوض مع بعضهم البعض، يعني أنهم يقودون لبنان، الذي كان تاريخيا مفترق طرق استراتيجي بين الشرق والغرب على البحر الأبيض المتوسط​​، إلى الفشل.

 

المسار المعطل

 

وفي المسار الحكومي، المعطل، بقيت أزمة تشكيل الحكومة تدور ضمن حلقة الاصرار من قبل رئيس الحكومة المكلف سعدالحريري على تشكيل حكومة المهمة الانقاذية من اخصائيين غير حزبيين استنادا للمبادرة الفرنسية، فيما يستمر الفريق الرئاسي يتقدمهم صهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل تعطيل التشكيل متذرعا بمطالب وشروط فوق العادة، في  محاولة مكشوفة للحصول على الثلث المعطل وابقاء وزارة الطاقة ضمن حصة التيار الوطني الحر.

 

ازاء هذا الواقع، اشارت مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة الى ان الامور معقدة وان التحرك الذي يقوم به الرئيس نبيه بري لاخراج عملية التشكيل من دائرة التعطيل يواجه بفتور من الرئاسة الاولى وعدم تجاوب من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يعتبر ان بري يميل بتحركه لمصلحة الرئيس الحريري، ما يجعل مسار تشكيل الحكومة معلقا بالوقت الحاضر بانتظار تبيان كيفية اتجاه الامور بعد عودة وفد حزب الله من زيارته الى موسكو والإطلاع منه على مضمون زيارته وكيفية تعاطيه مع مسار تشكيل الحكومة العتيدة.

 

في هذه الاثناء، زارت السفيرة الفرنسية آن غريو مجدداً الرئيس المكلف سعد الحريري، وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة‎.‎

 

كما استقبل الحريري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يرافقه النائب وائل أبو فاعور، وتناول اللقاء البحث في آخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة. فيما كان جنبلاط قد اوفد مستشاره الوزير السابق غازي العريضي للقاء الرئيس نبيه بري وبحث اخر المستجدات الحكومية.

 

وتحدثت بعض المعلومات عن اتصالات بين حزب الله ورئيسَ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لمناقشة الملف الحكومي. غير ان الاخير بقي عند شروطه.

 

رافضاً بعض المبادرات مبادرة الرئيس نبيه بري. الذي اقترح حكومة من 20 وزيرا جرى التوافق بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان يوم السبت على اسم الدرزي الثاني فيها (تردد انه السفير في موسكو شوقي بونصار)، ولا ثلث معطلا فيها لأحد، على ان يتم الاتفاق على اسم وزير الداخلية مسبقاً بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري من بين اربعة أو خمسة اسماء يقترحها بري من بين شخصيات كفوءة غير حزبية وغير مستفزة، والامر ذاته لحقيبة العدل. وعند الاتفاق على الاسمين يعقد اجتماع بين الرؤساء عون وبري والحريري لإعلان الحكومة.

 

لكن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية نفى ما بثته محطة «الجديد» في نشرتها مساء أمس عن صيغة عرضت على الرئيس ميشال عون لتأليف الحكومة الجديدة قوبلت بالرفض والتمسك بالثلث المعطل، هي اخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، إذ لم تعرض على رئيس الجمهورية أي صيغة حكومية جديدة، وكذلك نفى التيار الوطني الحر لقاءً مع أي مسؤول في حزب الله.

 

وعليه، بقي الفريق العوني على تعنته وتشكيكه، يعزف على أوتار ممجوجة من المعايير الميثاقية والدستورية، التي يعتبرها الممر الإلزامي لتأليف الحكومة.

 

ويتهم هذا الفريق الرئيس المكلف استغلال الظروف الاقتصادية والمالية وارتفاع سعر صرف الدولار، لتحصيل ربح سياسي.

 

وطالبت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه برّي المعنيين بتأليف الحكومة بوقفة تاريخية، والمبادرة إلى وقف التراشق الإعلامي، والإقلاع عن المضاربات السياسية، والتخلي عن أي رهان على الوقت أو أي متغير إقليمياً، وتأليف حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، وفقاً للمبادرة الفرنسية، لا ثلث معطّل فيها لأي طرف، وحذرت من قطع الطرق الدولية، لا سيما طريق الجنوب – بيروت.

 

وفي ظل هذه التدخلات أوضحت أوساط مطلعة لـ«اللواء» أن عنوان الانفجار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان بات يطغى على ما عداه من عناوين وفي ظل غياب أي رؤية للحل ولضبط تفلت سعر صرف الدولار فإن الواضح أن ما هو مقبل غير مطمئن على الإطلاق مشيرة إلى أن الاجتماعات التي عقدت وتعقد تكاد تكون من دون مضمون.

 

وأعربت عن اعتقادها أن غياب أي مبادرة سياسية متكاملة يفضي في نهاية المطاف إلى تداعيات أكبر على الأرض وهي مسألة لا تحتاج إلى أي تكهنات مع العلم ان التحرك الخارجي لا يقتصر إلا على إصدار مواقف وبيانات وذلك بفعل الإدراك المسبق أن الداخل اللبناني غير قادر على مساعدة نفسه والتحلي بمسؤولية المعالجة.

 

ورأت أن هناك ضرورة الصرخة التي أطلقها قائد الجيش الأسبوع الفائت في الوقت الذي تحدثت فيه المصادر عن مواصلة الجيش القيام بمهماته الموكلة إليه.

 

وهكذا، بقدرة فشل المجموعة القابضة، بقوة الأمر الواقع على مقدرات الدولة ومركز القرار، ولو شكلاً، هرعت كل مقومات الحياة في المجتمع والدولة إلى رفع الخراطيم في المحطات، بحجة شح مادة البنزين.

 

وفي الصيدليات، ارتفعت الصرخة، بأن الكميات المسلمة للصيدليات لم تعد تكفي حاجات المرضى على مختلف الاراضي اللبنانية، وان مخزون الشركات يعاني نقصاً متزايداً.

 

والبارز على هذا الصعيد مبادرة محلات تجارية ومخازن إلى اقفال ابوابها.

 

واخبار الدولار المتصاعد، والمفتوح على ارقام قياسية 13 الف ليرة لبنانية لكل دولار، من دون ان تفلح لا الاجتماعات ولا القرارات القضائية، ولا الملاحقات الامنية، طغت على ما عداها، مع جنوح المجتمع نحو اقفال جديد، على مستوى توفير الحاجات المادية للمواطنين، من طعام وشراب في حدود الضروريات الضرورية فقط!

 

ازمة محروقات

 

على ان الاخطر، ظهور بوادر ازمة في مختلف المناطق. ففي قرى حاصبيا رفعت معظم محطات المحروقات خراطيمها بحجة عدم توفر مادة البنزين، فيما اكتفت محطات اخرى بتعبئة بـ10 آلاف ليرة لكل سيارة.

 

وفي صور، معظم المحطات، رفعت خراطيم التعبئة بحجة نفاد البنزين.

 

بري: الكرة في ملعب المصارف

 

تربوياً، وفيما مدد اساتذة التعليم الثانوي الاضراب لثلاثة ايام جديدة التقى الرئيس بري وفداً من اهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج، وجرى عرض ما يتعين فعله لالزام المصارف بالتحويل إلى ابنائهم في الجامعات الاجنبية.

 

واعتبر بري ان «كرة عدم تنفيذ قانون الدولار الطالبي هي في ملعب المصارف وان نصوص القانون واضحة وملزمة لها بوجوب تطبيقه من دون تلكؤ»، معتبراً ان «تهرب المصارف من تطبيقها لهذا القانون يعرضها للملاحقة القانونية والقضائية»، ومشيراً إلى ان «كل ما يشاع عن سحب هذا القانون او تعديله غير صحيح على الاطلاق».

 

وسلم رئيس المجلس الوفد نسخة عن محضر جلسة لإقرار قانون الدولار الطالبي.

 

واستأنف المحتجون قطع الطرقات، والاعتراض في الشارع، فقطع السير على المدينة الرياضية بالاتجاهين.

 

وقطعت طريق الجية – مفرق برجا بالاتجاهين، بالاطارات المشتعلة، كما قطعت الطرقات في الحمرا قرب مصرف لبنان.

 

وفي البقاع، قطعت الطرقات بالاتجاهين في شتورا، وجديتا – تعلبايا، وطريق عام قب الياس باتجاه عميق.

 

وليلاً تجمع المحتجون امام مصرف لبنان واحرقوا الاطارات هناك احتجاجاً على سياسات مصرف لبنان.

 

صحياً اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1505 إصابات بفايروس كورونا، و42 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد لتراكمي إلى 419953 اصابة مثبة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

صحياً، أعلنت وزارة عن تسجيل 1505 اصابات بفايروس كورونا، و42 حالة وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 419953 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2019.

 

واشار مدير عام «مستشفى رفيق الحريري الجامعي» فراس أبيض إلى أن «لأول مرة منذ كانون الثاني الماضي، تجاوز عدد حالات الكورونا الجديدة أمس الـ3000»وأضاف على «تويتر» «الاتجاه التصاعدي للوباء مؤكد والموجة وشيكة. للاسف، سيتبع ذلك زيادة في عدد حالات الاستشفاء والوفيات. ليس من الواضح ما هي الخطوات المقابلة، باستثناء الحملة البطيئة في طرح اللقاح»…

 

*******************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

الانهيار دون «كوابح» والدولة غائبة… تحذيرات من انفجار يؤدي الى «التفكك»؟

 ربط لبنان بالتسوية السورية يعقّد الحلّ وسعي روسي فرنسي لفصل المسارين!

غياب لبناني عن «البلطجة» الاسرائيلية لسرقة الغاز… وموسكو تتفهم حزب الله

  ابراهيم ناصرالدين

 

لا احد من اللبنانيين مهتم بمتابعة مسار تشكيل الحكومة المثير للسخرية، وحده سعر صرف الدولار وارتداداته المخيفة  على الوضع الاقتصادي يتصدر الاولويات، «سوق الشنطة» ناشطة، وباتت القناعة راسخة ان ثمة قوى خارجية تدفع البلاد نحو الانفجار، بتواطؤ من قوى داخلية متورطة بمشاريع مشبوهة، والا لماذا يترك اللبنانيون لمواجهة مصيرهم؟ في مقابل سلطة سياسية رهنت مصيرها بالخارج، وتبحث عن رضى عواصم القرار الاقليمية والدولية التي ربطت الساحة اللبنانية بساحات اخرى شديدة التعقيد! فيما يلهون الشعب بتفاصيل «سخيفة» لتبرير الفشل في تاليف حكومة «ما رح تشيل الزير من البير» اصلا. في هذا الوقت تغيب الدولة، ويحلّق سعر الدولار الذي لامس الـ13 الف ليرة، وبانتظار اجراءات المجلس النيابي اليوم لتأخيرالعتمة، التقنين في البنزين يعم البلاد، وجشع التجار «ياكل الاخضر واليابس» والمواد المدعومة، فيما برز بالامس، اقفال العديد من المحال التجارية، ولوحظ فراغ عدد من رفوف السوبرماركت من بعض المواد الغذائية، انها الفوضى تطل برأسها، وسط غياب كامل للحلول والمعالجات، فالدولة تتحلل وفقدت هيبتها، وهذا يعني ان البلاد الموجودة في قعر الهاوية تتجه الى التفكك، بحسب تقارير دبلوماسية حذرت من الفوضى المقبلة!

 

 قرار التعطيل خارجي

 

وفي هذا السياق، فان انشغال «سعاة الخير» للتقريب بين مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، لا يدعو كونه تضييعا للوقت والجهد، ومحاولة «لملء الفراغ» الداخلي بانتظار الفرج الاقليمي والدولي غير المتاح في الوقت الراهن، وبعد سقوط المبادرة تلو الاخرى في الساعات القليلة الماضية، باتت القناعة راسخة لدى الجميع بأن قرار التعطيل في لبنان خارجي ولا علاقة له بوزير بالزايد او الناقص او «ثلث معطل» او خلاف على هوية واسم وزير الداخلية، ولعل اكثر العارفين بـ»الطبخة» الرئيس الحريري الذي بات على دراية بمواقف الخارج حيث الانشغال اليوم منصب على ايجاد تسوية لملفين معقدين في المنطقة، الملف النووي الايراني، والازمة السورية، وهما ملفان مرتبطان عضويا بالساحة اللبنانية التي تدفع اليوم ثمن التجاذب الدائر بين اللاعبين الكبار على الساحتين الايرانية والسورية. وعلمت «الديار» ان باريس منزعجة وتقر باخفاقها في فصل الملف اللبناني عن أزمات المنطقة، وتعتبر ان الفرصة لم تعد متاحة الان بعدما دخل اكثر من طرف على خط الازمة، واذا كان الاميركيون راغبين في انجاز صفقة كاملة على مستوى المنطقة، فيبدو ان دول الخليج غير بعيدة عن هذا الموقف، والان دخلت موسكو على خط الترويج لحل متكامل يشمل ايران وسوريا ولبنان، وقد سمع الحريري كلاما واضحا من المسؤولين الاماراتيين وكذلك من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حيال ترابط الملفات، وهو ما ستتم مناقشته مع وفد حزب الله الزائر لموسكو هذه الايام.

 

واذا ما صحت الاستنتاجات الفرنسية، فهذا يعني ان الساحة اللبنانية تبقى مفتوحة على كافة الاحتمالات السلبية وعلى المزيد من التخبط السياسي والاقتصادي والامني بانتظار تسوية، تبدو شديدة التعقيد لاعادة رسم التحالفات وربما الخرائط في المنطقة انطلاقا من الساحة السورية، فيما تحاول اسرائيل استغلال الفرصة لوضع يدها على الثروة الغازية اللبنانية، وسط خلافات داخلية حيال كيفية مواجهة اصرار الاسرائيليين على استخدام «البلطجة» لفرض امر واقع في البحر.

 

المسارين اللبناني والسوري؟

 

وفي هذا السياق، تشير اوساط دبلوماسية الى ان حظ لبنان العاثر قد لا يكون فقط بوجود «طبقة» سياسية غير مسؤولة وفاسدة، ومرشحة لنيل جوائز دولية في تضييع الفرص، وانما في تجدد المساعي لايجاد تسوية للملف السوري، حيث تسعى عدة دول لاستغلال حالة الانهيار الاقتصادي المتزامن والمترابط في كلا البلدين لتمرير حلول تخرج من خلالها ايران وحزب الله خاسرين في السلم بعدما دفعا فاتورة كبيرة في الحرب. فاسرائيل تقرّ انه على الرغم من الهجمات في سوريا، تواصل لا تزال إيران تعمق سيطرتها ولا تبدي نيّة للانسحاب من هناك. حزب الله  موجود بقوة وفعالية ايضا، ويتواصل تدفق السلاح من مخازن الجيش السوري إلى الحزب…

 

 اضعاف ايران وحزب الله

 

وتعتقد صحيفة «يديعوت احرنوت» إن طرد الوجود الإيراني في سوريا، وقطع العلاقة بين طهران ودمشق، مهمة صعبة للغاية، وربما متعذرة، ولا سيما عند الحديث عن الوسائل العسكرية فقط. ولكن الرهان الان على الروس، غير متحمسين، برأيها للتواجد الإيراني، كما ان سوريا بحاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لإعادة البناء، والعرب والغرب يشترطان لمساعدتها إبعاد الإيرانيين.

 

وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في الأسبوع الماضي لإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية. وقال إن الوقت قد حان لكي «يعود البلد إلى وضعه الطبيعي»، وانتقد قانون قيصر الأميركي الذي فرض عقوبات على سوريا. وقال إن الإبقاء على قانون قيصر كما هو اليوم يجعل من الطريق صعبا جدا.

 

 «خارطة طريق» خليجية

 

ووفقا للمعلومات، سمع لافروف كلاما خليجيا يعد «خارطة طريق» لاخراج سوريا من ازمتها، فمقابل إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية وتخفيف العقوبات، وبدء ضخ الاموال لاعادة الاعمار، المطلوب من دمشق القيام بخطوتين اساسيتين الاول الاستعداد للتفاوض الجدي مع إسرائيل، تمهيدا للتطبيع، وطرد النفوذ الايراني من أراضيها، وهو يشمل المستشارين الايرانيين، وحزب الله.

 

 «تدوير الزوايا»

 

طبعا يبدو هذا الثمن غير قابل للتسديد، ودونه عقبات كثيرة، حيث لا يمكن تجاوز طهران على الساحة السورية، وهو ما يقر به الروس الساعين «لتدوير الزوايا»، وقد تكون الصورة اكثر وضوحا بعد عودة وفد حزب الله الى بيروت، لكن الثابت بالنسبة للحزب وطهران ان ما لم يؤخذ بالحرب لن يمنح بعد الانتصار فيها، وفي هذا السياق، يعتقد الايرانيون أن الوقت قد حان لكي يعترف المجتمع الدولي بانتصار النظام السوري، ولا حل الا بتخفيف العقوبات للبدء باعادة البناء دون تقديم اي تنازلات ذات قيمة في السياسة.

 

 الانهيار الاقتصادي المتزامن؟

 

ووفقا لاوساط سياسية بارزة، لم يعد بالامكان فصل الانهيار الممنهج للاقتصاد اللبناني عن ما يحصل في سوريا، ما يجعل تلازم المسارين امرا واقعا، وهو ما يزيد من الامور تعقيدا، وفي مقارنة بسيطة يمكن ملاحظة تلازم الانهيار النقدي والمالي بين البلدين على نحو ملفت،فتزامنا مع بدء تدهور قيمة الليرة اللبنانية كانت المساعدات الإنسانية الدولية سببا في إبعاد شبح الجوع عن سوريا حتى 2019 ضربت البلاد سلسلة من الأزمات المفاجئة، منها انهيار النظام المصرفي اللبناني حيث تم تجميد كميات كبيرة من الأموال السورية المودعة في المصارف اللبنانية،وهذا الامر ليس تفصيلا، وربما يفسر جزءا من اسباب تخلي الغرب عن حماية هذا النظام الذي كان يحظى بتغطية لا متناهية، وجاء قانون قيصر الاميركي الذي فرض عقوبات قاسية ليقضي على اي فرصة لانتعاش الاقتصاد السوري. واليوم على وقع انهيارالليرة اللبنانية تنهار قيمة الليرة السورية ولم تعد تساوي شيئا، والدولار يساوي 4.000 ليرة، مقارنة مع 47 ليرة للدولار قبل 10 أعوام، أي خسارة نسبة 98% من قيمتها، وهو ما يجعل الراتب العادي يساوي دولارين في اليوم.

 

مساع روسية – فرنسية

 

ويبدو لافتاً أن لقاء الدوحة الروسي – القطري – التركي أسفر عن إطلاق مسار سياسي مواز لمسار آستانة، واذا كانت روسيا هي اللاعب الأول في سوريا، لكنها ليست اللاعب الوحيد، وتدرك موسكو أن إدارة الرئيس جو بايدن المهتمة بالاتفاق النووي مع إيران، قد لا تكون مهتمة بمنح الرئيس فلاديمير بوتين من تحقيق انجاز دون ثمن مقابل. وهذا الثمن لا يمكن ان يدفع من «جيب» طهران. ولهذا فليس من مصلحة لبنان ربط أزمته بالتسوية السورية او الملف النووي الايراني، وهو امر تحاول موسكو جاهدة العمل عليه، وتحظى فقط بتأييد فرنسي لا يبدو كافيا لفصل المسار اللبناني عن ملفات المنطقة، ولهذا تتوقع مصادر مطلعة ان يتواصل الانهيار اللبناني المفتوح على كافة المخاطر اذا لم يحصل الفصل بين الملفات… فهل تنجح موسكو وباريس؟

 

 لافروف يتفهم دور حزب الله

 

في هذا السياق، انهى وفد حزب الله محادثاته الرسمية في وزارة الخارجية الروسية بالامس، ويستكملها في مجلس الدوما اليوم، ووفقا لاوساط مطلعة على لقاءات الوفد، ليس تفصيلا في الشكل الاقرار الروسي بالدور الرئيسي والفاعل لحزب الله على الساحة اللبنانية وفي المنطقة، وهو امر انعكس على مضمون الاجتماع بين وفد الحزب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استمر نحو 40 دقيقة، ووصفته تلك المصادر بانه كان جيد جدا وجرى خلاله بحث كافة الملفات الساخنة في المنطقة. وفي هذا السياق، جرى البحث «بتفاصيل» الملف اللبناني وخصوصا تشكيل الحكومة، وكان واضحا تفهم لافروف لدور الحزب بتسهيل تشكيل الحكومة، وشجع على الاسراع في تاليفها.

 

كما دان لافروف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، وكذلك استخدام اجوائه لتنفيذ اعتداءات على الاراضي السورية. في المقابل دعا رعد موسكو للعب دور اقليمي اكبر يتناسب مع دورها في المنطقة، وقد استكمل بحث الملفات على غداء عمل مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حيث تم بحث ملفات اليمن، وسوريا، والعراق، والملف اللبناني. وفيما اكد رعد بعد لقائه لافروف ان اللقاء كان ودياً وصريحاً وتم البحث في أوضاع لبنان والمنطقة، مؤكدا انه تم عرض الوضع الحكومي وحزب الله حريص على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان الى الاسراع بتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري.

 

 «بلطجة» اسرائيلية غازية؟

 

وفيما تنهار البلاد على كافة الاصعدة، تستغل اسرائيل الموقف بمحاولة فرض وقائع بحرية لسرقة الغاز اللبناني، وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى انه قد تم تلزيم شركة «انرجيان» اليونانية الحفر قرب حقل «كاريش ضمن مساحة 2290 كيلومتراّ مربعاً من المياه الإقليمية اللبنانية الغنية بالغاز، بغية ضمها إلى الحقل. وهذه المنطقة متنازع عليها وكان من المفترض أن يعدّل لبنان أحكام مرسوم عام 2011  بعدما جاءت الدراسة الطوبوغرافية البريطانية لتؤكد المعطيات المدعومة بمرجعيات قانونية دولية، بحق لبنان بهذه المنطقة الحيوية، لكن استقالة الحكومة بعد تفجير مرفأ بيروت، والخلاف على تعديل المرسوم بين الرؤساء الثلاثة بدعوى تعارضه مع «إطار التفاوض» المعتمد من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، جمّدت تعديله.

 

ووفقا للمعلومات، يعارض رئيس مجلس النواب نبيه بري التعديل بذريعة عدم قدرة لبنان على التمسك بموقفه في المفاوضات ما سيكلفه تنازلا في غير مكانه لاحقا، اما رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون فقد تبنيا الدراسة الطوبوغرافية البريطانية، ووافقا على تعديل أحكام المرسوم رقم 6433/2011 بمرسوم جديد، وإيداعه الأمم المتحدة، لصون حقوق لبنان في مياه إقليمية لا تقلّ مساحتها الإجمالية عن 2290 كيلومتراً مربعاً، فيما ينتظر الجيش حسم الدولة موقفها ليبنى على الشيء مقتضاه، كما طالب علنا قائد الجيش العماد جوزاف عون. وفي هذا السياق، لا يبدو ان ثمة حراك جدي لمتابعة هذا الملف الحيوي، فلا تحرك من «نواب الامة» الغافلين عن ما يحصل، ولا شيئا جديا على خط بعبدا السراي الحكومي لحسم هذا الملف. فهل تنجح اسرائيل في فرض «بلطجتها»؟ سؤال برســم المعنيين!

 

اجواء حكومية قاتمة

 

في هذا الوقت، زادت الاجواء الحكومية قتامة بعد اجتماع الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنلاط في بيت الوسط يرافقه النائب وائل ابوفاعور، ووفقا لاوساط مطلعة خلص اللقاء الى نتيجة مفادها ان «الاجواء مقفلة» حكوميا، والطريق مقطوعة مع بعبدا،بعدما تم طيّ صفحة مبادرتي الرئيس نبيه بري واللواء عباس ابراهيم، وقد تم سحبهما عن «الطاولة» ولا يوجد الان ما يمكن التعويل عليه «لكسر الجمود» داخليا. وعلم في هذا السياق ان جنبلاط كان حريصا على تأكيد متانة العلاقة مع الحريري شارحا موقفه من قبول تشكيل حكومة من 20 وزيرا وتخليه عن دعم حكومة من 18، متسلحا بالوضع الاقتصادي السيىء معبرا عن مخاوفه من فوضى شاملة سيصعب لجمها، وسيدفع الجميع ثمنها. ووفقا للمعلومات لمس جنبلاط ان جولات الحريري الخارجية لم تكسر الجليد بينه وبين السعودية، فيما سربت مواقع عربية بالامس مواقف سعودية متشددة ازاء عودة الحريري الى السراي الحكومي، ولفتت الى ان ولي العهد محمد بن سلمان يريد منه «الاعتذار» عن تاليف الحكومة. اما في بعبدا فلا جديد ايضا، وقد اكدت مصادرها ان الامور عادت الى «النقطة صفر» بعدما رفض الحريري كل المبادرات. من جهتها اكدت مصادر تيار «المستقبل» إن الحريري لم يتبلغ من اللواء إبراهيم أي مبادرة، ولم يلتق به منذ أكثر من أسبوعين ولم ينقل له اي طروحات، فكيف يرفض الحريري طرحاً لم يُعرض عليه اصلا؟

 

ازمة معيشية خانقة

 

وامام انسداد الوضع الحكومي، وصل الدولار بالامس الى 13 الف ليرة، وقد ادى الارتفاع غير المنطقي المتواصل للاسعار دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى بحسب نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد موضحا أن «السوبرماركت تواجه معضلة اساسية بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبعض الأصناف لا سيّما الأساسية نفدت من على الرفوف ومن المستودعات بعد تهافت المواطنين على شرائها كوننا لم نغيّر الأسعار بعد، لأننا لم نحصل على لوائح التسعير من الموردين. بالتالي، البضائع تتناقص في حين أن لا تسلّيم حيث أن الموردين بذاتهم لا يعرفون على أساس أي سعر صرف سيسعّرون، والمنتجون المحليون يواجهون المشكلة نفسها، لأن قسما كبيرا من كلفتهم بالدولار.

 

  وعود المحقق العدلي

 

قضائيا، التقى المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار وفداً من أهالي ضحايا الإنفجار، الذي إطلع منه على توقيت البدء باستئناف التحقيق، وذكر البيطار بأن الملف ضخم ومتشعب، لكن التحقيق سيصل الى كشف الحقيقة، ومعرفة كيف حصل الإنفجار، وما اذا كان نتيجة خطأ في التلحيم أم بسبب عمل أمني معين او بواسطة صاروخ، متعهداً للأهالي بأن دماء أبناءهم أمانة لديه، وأنه سيستعين بكل الأجهزة الأمنية اللبنانية والخارجية ويرسل الإستنابات اللازمة للوصول الى أجوبة مقنعة حول كل النقاط التي تطرح علامات الإستفهام. وتعهد المحقق العدلي بأنه لن يترك مرتكباً خارج السجن، ولن يبقي بريئاً في السجن أيضاً، مشدداً على أن أي إجراء يتخذه سيستند الى أدلة علمية واضحة، و»سنحاسب كل من أخطأ سواء سياسياً أو أمنياً أو غيره، لكن كل إنسان حسب الخطأ الذي ارتكبه والمسؤولية التي تقع عليه، داعياً الأهالي الى الإطمئنان الى أن الحقيقة لن تضيع ولفت الى أن التحقيق سيحيط بكل جوانب القضية، بدءاً من الباخرة روسوس، وشحنة نيترات الأمونيوم ومالكيها، ومن هي الجهة التي استوردت البضاعة ومن دفع ثمنها ومن خزّنها في المرفأ وأبقاها لمدة سبع سنوات». وخلص البيطار الى القول «كل همي أن أرضي ربي وضميري وأن يقتنع الضحايا وذووهم بأن ما أقوم به يخدم العدالة»، واستدرك قائلا:»لكني لا أستطيع أن أعمل تحت وطأة الضغوط والتشكيك بما أقوم به»…

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

الإنهيار الكبير على وقع ممانعة العهد وحزب الله

 

لا همّ يعلو فوق سعر صرف الدولار وارتداداته الكارثية على الواقع المعيشي. كل ما تبقى تفاصيل ممّلة على غرار ملف تشكيل الحكومة المتنقل بين عواصم القرار، وقد حط امس في موسكو، فيما يستكين في بيروت لا يجد من يحركه. الرؤساء والمسؤولون يراقبون عن بعد من عليائهم، الدولار يحلق والبلاد تنزلق والشعب يصرخ ويثور والامن الغذائي يتدحرج والمحال تقفل والبنزين يُرَشد بالقطارة والدعّم يجول بمواده بين سوريا وتركيا والسويد، وفي لبنان يُفرغ من اكياسه ليُباع داخل اخرى شفافة تؤمن جشع التجار. لسان حال وزارة الاقتصاد المفترض ان تضبط وتراقب  «ما باليد حيلة»، امر بديهي  ما دامت صنيعة سلطة الـ» ما خلونا» وسياسة الترقيع والعجز والفشل.

 

العصف المعيشي لا بد سيشتد تباعاً، حيث لا سقف لجنون الدولار وقد بدأت الرفوف في المتاجر الكبرى تفرغ والمخزون ينضب والشعب يتقاتل على ما تبقى من مواد مدعومة ان حظي بشرف وُجودها. فهل تسابق الوقائع المأساوية التحذيرات الدولية من الانفجار المدوّي؟ كل المعطيات تؤشر الى رجحان كفة الاولى قريبا.. وقريبا جدا.

 

العين على موسكو

 

المشهد الحكومي على تعقيداته حتى الساعة، والانهيار المالي – الاقتصادي ايضا. وبينما حكي عن مساع تدور خلف الكواليس لانضاج تسوية ما، يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدا ان طرحه اصطدم برفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وعليه، اتجهت الانظار الى موسكو حيث يجري وفد من حزب الله محادثات مع مسؤولين روس، علّ روسيا تدفع الحزب الى التدخل بصورة افعل لدى حلفائه لفكّ اسر الحكومة.

 

طرح عين التينة

 

في الداخل، زار منذ يومين، المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين خليل، رئيسَ التيار وناقش معه الملف الحكومي. غير ان الاخير، وفق المصادر، بقي متمسكا بشروطه ورافضا ما يُطرح من مبادرات انقاذية، خاصة تلك التي نشط على خطّها بري وقد اقترح الاخير المخرجَ التالي: حكومة من 18 وزيرا، لا ثلث معطل فيها لاحد، على يتم الاتفاق على اسم وزيرالخارجية (الماروني) مسبقا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، من بين شخصيات كفوءة غير حزبية وغير مستفزة، ويَسري الامر عينه على حقيبة العدل (ستؤول لسني). وعند الاتفاق على الاسمين يعقد اجتماع بين الرؤساء عون والحريري بري لاعلان الحكومة. وقد تردّد ايضا ان بري اقترح ان يقدّم بنفسه، اسماء على عون والحريري ليتفقا على اثنين من بينها، للداخلية والعدل.

 

بري – جنبلاط

 

ليس بعيدا، إستقبل برّي امس في مقر الرئاسة الثانية الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

 

الدولار يحلّق

 

في ظل هذا الانسداد، واصل الدولار ارتفاعه ملامسا او متخطيا عتبة الـ13 الف ليرة، ما دفع اكثر من متجر الى اقفال ابوابه، فيما قطع عدد من الطرق في بعض المناطق احتجاجا على الغلاء والاوضاع المعيشية، كما دفع الصرافين الى اقفال ابوابهم من قبل بعض الشبان الغاضبين.والخوف من الارتفاع الجنوني المتواصل للاسعار حال دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى بحسب ما اعلن نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد  موضحا أن «السوبرماركت تواجه معضلة اساسية بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبعض الأصناف لا سيّما الأساسية نفدت من على الرفوف ومن المستودعات بعد تهافت المواطنين على شرائها كوننا لم نغيّر الأسعار بعد، لأننا لم نحصل على لوائح التسعير من الموردين.

 

السلفة مجزّأة

 

حياتيا ايضا، وفيما لبنان يقف على قاب قوسين من العتمة الشاملة، يُناقش قانون «لبنان القوي» لاعطاء سلفة بـ1500 مليار ليرة للكهرباء، اليوم الثلاثاء في اللجان النيابية المشتركة، تمهيدا لإقراره (على الارجح بقيمة مخفّضة). وفي حين توقعت مصادر نيابية سير المجلس النيابي كتلا وافرادا عاجلا في اتجاه توفير المبالغ المطلوبة لوزارة الطاقة وتاليا لمؤسسة الكهرباء لعدم تحميله مسؤولية الوقوع في العتمة الشاملة التي يهدد بها  الوزير ريمون غجر اذا لم يتم التصديق على الاقتراح المقدم من التيار، الا انها استبعدت اقرار السلفة المطلوبة كما هي، متوقعة ان يصار الى تجزئتها بحيث تعطى على دفعات شهرية وليس لمدة سنة.

 

التعاون بين الجيشين

 

في الغضون، سُجّلت زيارة لافتة قام بها ، قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، الى اليرزة حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتناول البحث علاقات التعاون بين جيشي البلدين.

 

وافادت المعلومات  في شأن اللقاء بأن ماكنزي ابلغ القائد ومن التقاهم ان الولايات المتحدة ما زالت مصممة على الحفاظ على الشراكة القوية مع الجيش اللبناني. ووفق مصدر ديبلوماسي فإن الاصرار الاميركي نابع من قناعة الادارة الاميركية الحالية بضرورة تثبيت اقدام الجيش اللبناني وتقويته في مواجهة الخطر الأمني والعسكري، وهذا دليل الى استمرارية السياسة الخارجية لواشنطن في دعم استقرار لبنان، وهو ما تبلغه قائد الجيش من ماكنزي. واعتبر المصدر ان مهما طالبت بعض الاصوات في الولايات المتحدة الاميركية بوقف مساعداتها للجيش اللبناني، فإن الشراكة الاستراتيجية مع هذه المؤسسة العسكرية تحديدا في لبنان لا يمكن ان تتزعزع.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram