“حماس” تنتقل من “جماعة إرهابية” إلى مفاوض كبير!

“حماس” تنتقل من “جماعة إرهابية” إلى مفاوض كبير!

Whats up

Telegram


| رندلى جبور |
منذ زمن غير بعيد، كانت الدعاية عن حركة “حماس”، والمُسَوَّقة عالمياً انطلاقاً من كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة و”غربيّي الهوى”، مجرد “جماعة إرهابية” مطارَدة وموضوعة على لوائح الإرهاب، مع العلم أنّ من أوجد الإرهاب الحقيقي هم أنفسهم الذين يوزعون صفة “إرهابي” على من يعادي الشيطان!

ومنذ زمن غير بعيد أيضاً، وبعدما أثبتت “حماس”، ذات الأربعين ألف مقاتل تقريباً، أنها جزء لا يتجزأ من محور مقاوم يمتد حتى أقاصي المعمورة، ويرسم تغييرات للزمن الآتي، ويواجه جيشاً إسرائيلياً مدعوماً بعتاد وعديد وأسلحة عالمية وأمماً متحدة، ويقلب الكون السياسي والاستراتيجي رأساً على عقب، ويُقلق الصهاينة، ويُفشِل مشاريع الاستعمار الجديد، ويبدّل خرائط الصعود والهبوط للمحاور المتناحرة، أصبحت الحركة المحاصَرة ضمن قطاع صغير، والمصنّفة مجرمة، مفاوضاً كبيراً إلى الطاولة، بدلاً من أن تكون ملفاً موضوعاً على الطاولة.

و”حماس” تلك، ترسل موفديها إلى مصر حيناً، والى قطر وتركيا أحياناً، وتجلس واضعةً شروطاً، ومبدّلةً لنصوص جاهزة لا تناسب قضيتها، وتربك العدو بالرفض ساعة وبالقبول ساعة أخرى، وذلك انطلاقاً من “خطاب العقلانية الثورية بدلاً من دبلوماسية التسوّل” وفق وصف عميق في المعاني استخدمه الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي.

ترسل “حماس” المفاوضين، تناقش، تعدّل، تبدّل في اللغة المستخدمة والتفاصيل، وتكتب نصّها بلهجة غير المنكسر.

وهو نص لم يعد بالإمكان تجاوزه، بعدما تجاوزت هذه المقاومة في عملية طوفان الاقصى كل التوقعات، وبعدما فاجأت الصديق قبل العدو في صمودها، وعقلها المبدع، وقدراتها، ووقوفها في وجه أعتى جيوش العالم.

وهو نص تفرضه على الولايات المتحدة التي كانت تفرض كل شروطها على دولنا بلا نقاش.

وهو نص تفرضه على “إسرائيل” التي ظنت أنها تستطيع فرض سيطرتها الى الأبد.

هذا ليس تفصيلاً عابراً. فمن استطاع التعامل مع الميدان بخلاف كل النظريات العسكرية والاستراتيجية التي كانت قائمة، يفرض نفسه دبلوماسياً من الطراز الرفيع بخلاف كل ما كان دارجاً في العلاقات الدولية.

وبغض النظر عن الخلاف السياسي أو العقائدي مع “حماس”، وعن إمكان وجود اختلافات في النظرة إلى بعض الأمور، حتى بين قوى ودول “الممانعة”. وبغض النظر عن الأثمان الإنسانية الكبيرة، إلا أنّ كل الحديث يتبدّل مع تحوّل حركة محدودة الحجم والجغرافيا، من مطلوبة إلى اللاعدالة الدولية إلى مفاوض يُحسب له حساب ويُبنى على موقفه.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram