افتتاحية صحيفة الاخبار
غموض حول «باريس 2»: المقاومة ثابتة على موقفها
شهدت العاصمة الفرنسية، مساء أمس، النسخة الثانية من «اجتماع باريس»، والتي شارك فيها ممثلون عن إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، وذلك بهدف تثبيت «الإطار التفاوضي» الذي سيقود عملية التفاوض غير المباشر بين المقاومة الفلسطينية والعدوّ الإسرائيلي. لكن، بعدما تراجع الجانب الإسرائيلي، في المرة السابقة، عمّا تمّ الاتفاق عليه في باريس، بتوجيه ودفع من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي منع وفده المفاوض من العودة إلى القاهرة لاستكمال المباحثات، وكان قد جرّده من صلاحياته وأوفد مستشاره الخاص معه، بات صعباً الوثوق بالتزام الاحتلال حتى بما سيتّفق عليه هو والوسطاء، في «باريس 2». من هنا، فإن التفاؤل يبقى حذراً جداً، وخصوصاً أنه لا تغيّرات جوهرية في موقف أيٍّ من الطرفين، سوى بعض «المرونة»، كما سمّاها الوسطاء، من قبل إسرائيل والمقاومة على السواء.ويلخّص ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير، لوسائل الإعلام العبرية، المشهد في باريس، حتى قبل أن تخرج وقائعه إلى العلن، إذ أوضح أن «هنالك تفاؤلاً، لكننا في مرحلة البداية فقط. المحاولة هي وضع مخطّط أساسي بمعايير واضحة لما تتمّ مناقشته، وما لا تتمّ مناقشته. لا توجد صفقة وشيكة حتى الآن، ولكن الهدف هو تحقيق واحدة قبل بدء شهر رمضان». بالنسبة إلى العدوّ، فإن «نتنياهو يُحَمِّل وفدَه إلى أيّ مفاوضات قادمة 4 لاءات: لا وقف للعدوان، لا انسحاب من القطاع، لا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية»، بحسب ما أكّد القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، في مؤتمر صحافي أمس. وفي المقابل، بالنسبة إلى المقاومة، فإن المطالب هي: «وقف العدوان، وعودة النازحين وإيواؤهم، ورفع الحصار لإعمار ما دمّره العدوان»، كما قال حمدان أيضاً. أما «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، فنقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إنه «بالإمكان إطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً، وهنالك استعداد (إسرائيلي) لتقديم تنازلات بشأن مدة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش من قطاع غزة»، وفي المقابل، فإن «حماس على استعداد لأن تكون مرنة في ما يتعلّق بعدد الأسرى الذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة». كما أفادت «قناة كان» العبرية بأن «على جدول النقاش في باريس: زيادة المساعدات الإنسانية، وإعادة السكان إلى شمال غزة، ومواصلة وقف إطلاق النار، وعدد الأسرى الذين ستُطلق إسرائيل سراحهم»، في حين نقلت «القناة 12» عن مصادر إسرائيلية قولها إن «الوفد الإسرائيلي حصل على تفويض بموقف أكثر ليونة حول أعداد الأسرى وأيام التهدئة والمساعدات الإنسانية».
أما «يديعوت أحرونوت» فنقلت عن مصادر في الوفد الإسرائيلي في باريس، قولها إن «حماس لا تزال تطالب بأن ينتهي الاتفاق بالانسحاب من غزّة»، بينما نقلت «يسرائيل هيوم» عن مصدر مشارك في المحادثات في باريس تأكيده «وجود بوادر تفاؤل بشأن القدرة على المضيّ قُدماً نحو مفاوضات جادّة». كذلك، نقلت «القناة 12» العبرية عن مسؤول إسرائيلي إشارته إلى «احتمال أن يحقّق اجتماع باريس اختراقاً في اتجاه التوصّل إلى صفقة تبادل الأسرى»، وأن «هدفنا هو التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى قبل شهر رمضان»، لكن مسؤولين أميركيين أوضحوا، في حديث إلى «إي بي سي» الأميركية، أن «هناك تقدّماً تدريجياً في مفاوضات التبادل»، لكن «لا نرى في موعد شهر رمضان، موعداً نهائياً صارماً»، في إشارة إلى إمكانية تمديد التفاوض ربما إلى الأيّام الأولى من الشهر، قبل التوصّل إلى اتفاق.
نتنياهو قرّر إرسال وفد تفاوض تحت ضغوط شعبية وأميركية، ولأنه لا يوجد خيار آخر
وفي سياق متّصل، قال باراك رافيد، في موقع «واللا» العبري، إن «نتنياهو قال خلال اجتماع المجلس الوزاري السياسي والأمني (أول من) أمس، إن قرار إرسال وفد إلى المحادثات في باريس يهدف إلى إعطاء فرصة للمفاوضات حول صفقة تبادل جديدة، قائلًا: «سنستمع إلى الجانب الآخر لنرى ما إذا كان هناك أي شيء للحديث عنه»». لكن موقع «المونيتور»نقل عن مصدر مقرّب من نتنياهو قوله إنه «لا صحّة بأن حماس أظهرت مرونة أو قدمت تنازلات في المفاوضات، ونتنياهو قرّر إرسال وفد تفاوض تحت ضغوط شعبية وأميركية، ولأنه لا يوجد خيار آخر». وأشار المصدر الى أن «مقاطعة اجتماع باريس كانت مستحيلة مع قدوم مدير CIA ورئيس الوزراء القطري».
على خط مواز، وبينما ظلّلت المناقشات التي جرت مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في القاهرة، على مدار 3 أيام، أجواء «إيجابية»، حيث تخلّلها نقاش مفصّل وموسّع لعدة خيارات وسيناريوات مع مسؤولي المخابرات المصريين، أجرت مصر اتصالات أخرى مع عدد من الفصائل. وبحسب المعلومات التي اطلعت عليها «الأخبار»، فإن «القاهرة حاولت تقريب وجهات النظر، خلال مختلف اللقاءات التي جرت، سواء بشكل افتراضي أو حضوري، مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين». وتعوّل مصر بشكل أكبر على ضغوط واشنطن، لتليين الموقف الإسرائيلي، حيث تراها «قادرة على إلزام تل أبيب بالموافقة على تقديم تنازلات لهدنة متوسّطة المدى، تتضمّن إدخال المساعدات إلى القطاع، بما فيها مساعدات من خلال المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال بشكل كامل وبمساعدة أممية». أما الدوحة فتضغط بدورها على واشنطن من أجل تسريع الوصول إلى تهدئة، فيما ترى المصادر المصرية أن الوضع الحالي سيمتدّ لنحو أسبوعين آخرين ما لم تقع أحداث جوهرية.
وبحسب مصادر «الأخبار»، يعتزم المسؤولون المصريون، في الأيام المقبلة، اللجوء إلى «فتح مزيد من فتح قنوات التواصل مع الداخل الأميركي لتشكيل حلقة ضغط داخلية على الإدارة الأميركية»، بالإضافة إلى «إعادة آلية الضغط العربية عبر لقاءات واتصالات، ليس فقط على المستوى الاستخباري، ولكن أيضاً على المستوى الديبلوماسي عبر وزراء الخارجية العرب». وتستهدف هذه الخطوة، وفقاً للمسؤولين، «توسيع دائرة الرأي العام العالمي الذي يدين الاحتلال وجرائمه، وتراجع حجج الدفاع عنه في المحافل الدولية بما قد يشكل نقاط ارتكاز قوية في المفاوضات».
أما في ما يخصّ رفح، فأشارت مصادر مصرية إلى أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كان قد تلقّى في الأيام الماضية تقرير «تقدير موقف» من المخابرات العامة، تضمّن توصيات بضرورة «طلب إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود، وإبلاغ الجانب الإسرائيلي بها، وتسليح القوات الموجودة هناك بأسلحة خفيفة لتفريق أيّ تجمّعات محتملة»، وذلك «حماية للأمن القومي المصري»، علماً أن التوصيات المذكورة، جاءت بعد ساعات من وقوع اضطرابات على الشريط الحدودي من الجانب الفلسطيني. وفيما صدرت تعليمات «عدم إطلاق النار» على أي فلسطيني من جانب قوات «حرس الحدود» المصرية، تؤكد المصادر الأمنية أنه «لن يُسمح بمرور أي شخص من القطاع، إلا من خلال المعبر»، وهو الأمر الذي يجري التشديد عليه بشكل يومي في التواصل بين اللجان المعنية.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
كيف سيردّ لبنان على إسرائيل وسوريا وفرنسا؟
تجاوزت الخطورة التي تتسم بها المواجهات الميدانية في الجنوب والتي شهدت تصعيدا حادا امس الإطار القتالي الى ما بدا كأنه دفع #إسرائيلي الى الذروة بالتعبئة الديبلوماسية سواء كان الامر تهويلا اوتحضيرا جديا لعملية واسعة ضد لبنان. ذلك ان الاحتدام الميداني اقترن بإقدام إسرائيل على ما يمكن اعتباره “إخطارا” استباقيا لمجلس الأمن الدولي بإمكان قيامها بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان الامر الذي من شأنه نقل الصراع السائد منذ الثامن من تشرين الأول الماضي الى ضفة جديدة حتى مع افتراض ان الخطوة الإسرائيلية في “تهيئة” الأمم المتحدة لإمكان حصول حرب لا يزال ضمن اطار التهويل. ذلك ان هذا التصعيد الديبلوماسي كما الميداني يتزامن مع اندفاع الجهود الدولية والإقليمية للتوصل الى “هدنة رمضان” في غزة، ولم يكن اندفاع تل ابيب نحو التعبئة الديبلوماسية حيال “الجبهة اللبنانية” الا مؤشرا من مؤشرات تتداولها أوساط ديبلوماسية دولية ومحلية وتتخوف من ان تكون إسرائيل فعلا في وارد “التفرغ” اكثر للمواجهة مع ” الح.زب”. ولعل المفارقة اللافتة تتمثل في محاصرة لبنان الرسمي وحكومته في هذه اللحظة بمجموعة استحقاقات ذات طابع امني – ديبلوماسي عاجل وعلى جانب من الدقة اذ فيما يتعين على لبنان الرد على “الإحاطة” الإسرائيلية الخطيرة الى مجلس الأمن، فان الحكومة عبر رئيسها نجيب #ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب سيعكفان الأسبوع المقبل أيضا على انجاز ردين الأول على المذكرة الفرنسية الرسمية التي تتضمن مقترحات تبريد الجبهة الجنوبية على ثلاث مراحل، والثاني على رسالة الاحتجاج من حكومة النظام السوري التي اعترضت بعد سنوات على إقامة أبراج مراقبة بريطانية التجهيز والتمويل على جزء من الحدود الشرقية للبنان مع سوريا بزعم ان هذه الأبراج تشكل بكاميراتها المتطورة “خطرا على الأمن القومي” لسوريا وتستفيد منها إسرائيل من خلال علاقتها ببريطانيا ! وعلم ان ميقاتي كان في وارد الإعداد امس للردين لكن بسبب عدم تمكن وزير الخارجية من الوصول الى السرايا جراء اعتصام المتقاعدين ارجأ انجاز الردين الى الأسبوع المقبل .
اما التطور المتصل بالتهويل بحرب على لبنان فبرز مع ابلاغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّ بلاده سوف “تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية #القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على إسرائيل”. ووجّه كاتس رسالة وصفت بانها غير مسبوقة بتفاصيلها ومعطياتها الى مجلس الأمن، بحيث بدت إحاطة رسمية لإمكان شنّ حرب واسعة على لبنان واوردت مواعيد وطرق نقل ذخائر متطورة من إيران الى ” الح.زب”، جوًّا، بحرًا وبرًّا.
وقرنت إسرائيل تهديدها بإعلان الجيش الإسرائيلي أن أسطول الزوارق الصاروخية التابع للبحرية، أجرى تدريبات “واسعة النطاق” الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يستعد فيه الجيش لحرب شاملة محتملة مع ” الح.زب” وكتحذير “من أن صبر إسرائيل على التوصل إلى حل ديبلوماسي بدأ ينفد”، وفق ما ورد بوسائل إعلام إسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن “التدريبات البحرية تحاكي القتال في المسرح البحري الشمالي، وتم إجراء بعض التدريبات مع سلاح الجو الإسرائيلي وأن من بين السيناريوات التي تم اختبارها إحباط هجمات الطائرات بدون طيار، وعمليات الإنقاذ الجوية من السفن، وإعادة تزويد زوارق الصواريخ بالوقود في البحر”.
الموقف من باريس
في غضون ذلك أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان ارجاء الاجتماع الذي كانت تسعى باريس الى عقده لدعم #الجيش اللبناني جاء لأن فرنسا كانت ترى انه ينبغي تنظيم مؤتمر على مستوى رفيع لدعم الجيش اللبناني في حين ان الدول الأخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية أخرى تساعد الجيش بشكل ثنائي، ترى ان الوضع الراهن ليس لعقد اجتماع للمانحين لأن كل دولة تساعده على حدة. ومع ذلك فان باريس على قناعة انه ينبغي عقد الاجتماع في فترة لاحقة لدعم الجيش الذي ليس لديه الإمكانات للأنتشار كما ينص عليه القرار 1701. وفي الأثناء فان باريس وواشنطن على اتصال شبه يومي للعمل على تجنب توسيع الحرب الإسرائيلية الى لبنان . وتفيد المعلومات لدى باريس ان ” الح.زب” لا يعارض الخطة الفرنسية التي وضعت وتم تسليمها الى الجانب اللبناني وما يقوله الح.زب هو انه ينبغي ان يتوقف القصف الإسرائيلي على غزة أولا فيما ترد باريس على ” الح.زب” بان هذا موقف غير مسؤول لانه يعرض لبنان لحرب هائلة وان ” الح.زب” ميليشيا مسلحة وهي ليست وحدها فهناك حكومة في لبنان تتحمل مسؤولية ابلاغ ” الح.زب” ان عليه ان يتوقف عن القصف لان لبنان معرض للحرب ابعد من مناطق ” الح.زب” والجنوب. وترى باريس ان من مصلحة الطرفين اللبناني والإسرائيلي تقليص التصعيد. كما تؤكد المصادر الفرنسية ان ” الح.زب” لم يبلغ فرنسا انه يرفض افكارها بل بالعكس ابدى استعدادا للتحاور حول الأفكار الفرنسية لمنع التصعيد والحرب الواسعة على لبنان .
وتستعد باريس لاستقبال امير قطر يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين في زيارة دولة حيث يناقش الرئيس ايمانويل ماكرون مع ضيفه القطري الوضع في غزة ولبنان ودعم الجيش اللبناني الذي تمده قطر بمساعدات مالية. وبالنسبة الى موضوع الرئاسة اللبنانية تقول مصادر المجموعة الخماسية ان هناك توافقا بين الدول الخمس على النهج الذي ينبغي اتخاذه لاقناع الاطراف اللبنانيين بضرورة انتخاب رئيس. واما عن زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي الى بيروت جان ايف لودريان فليس هناك بعد موعد لهذه الزيارة ، ولكن تؤكد هذه المصادر ان لودريان ممثل فرنسا وليس ممثل الخماسية ولو ان هناك توافقا في الخماسية. وتضيف المصادر بشيء من الانتقاد ان فرنسا اضاعت الوقت بقضية القيام بجهود للاصرارعلى محاولة تمرير ترشيح سليمان فرنجية الذي لقي معارضة من اكثر من جانب محلي وخارجي. لكن فرنسا ادركت انه ترشيح غير قابل لتوافق الجميع عليه في لبنان . وترى مصادر الخماسية انه ينبغي إيجاد حل في اتجاه اسم آخر غير المرشحين اللذين لم يحصلا على توافق أي فرنجية وجهاد ازعور. اما الموقف السعودي فما زال نفسه أي ان اهتمام المملكة بلبنان ما زال محدودا ولا ترغب في أي تمويل للبنان وهي لا تريد المرشح سليمان فرنجية كما انها ما تزال على الموقف المعارض لـ” الح.زب” وان تقارب السعودية مع ايران ليس بشأن لبنان بل بالنسبه لأمنها وامن جيرانها.
هبة أميركية
وفي سياق الدعم الأميركي للجيش جرى امس بحضور قائد الجيش العماد #جوزف عون والسفيرة الأميركية في لبنان #ليزا جونسون في قيادة القوات البحرية في بيروت حفل تسلم 3 خافرات و4 زوارق سريعة مقدمة هبة من الولايات المتحدة إلى الجيش اللبناني. وأعتبرت السفيرة الأميركية “أن الهبة التي تبلغ قيمتها نحو 25 مليون دولار تجسد التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي، وعزم الولايات المتحدة على دعم قدرات المؤسسة العسكرية ولا سيما القوات البحرية، بهدف رفع مستواها وتمكينها من حماية الحدود البحرية بفاعلية أكبر”. وشددت على أن “الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة دعم الجيش اللبناني على المدى البعيد بناء على الثقة العميقة بين الجانبين”.
الحكومة والمتقاعدون
اما في أزمات الداخل، فارجأ امس الرئيس ميقاتي جلسة #مجلس الوزراء في ظل الاعتصام الكثيف الذي نفذه #المتقاعدون العسكريون في وسط بيروت وحول السرايا وذلك منعا للاحتكاكات بينهم وبين القوى الأمنية. وأوضح ميقاتي انه كان ينوي أيضا ان يعرض في جلسة مجلس الوزراء “المشروع الذي توصلنا اليه والمتعلق بتحسين أوضاع الموظفين والعسكريين واعطائهم بدل الانتاجية المطلوبة”. أضاف: “كنا قد توصلنا بالأمس مع كل الأطراف من العسكريين في الخدمة والقطاع العام وجزء كبير من المتقاعدين الى حل مقبول من الجميع، ولكن ولسوء الخظ فوجئنا اليوم بالسلبية في الشارع وبالأعمال الشعبوية. وحفاظا مني على تفادي أي تصادم مع أحد، وكي لا نزيد في الطين بلة، ولتفادي اي مشكلة اضافية، لكل هذه الاعتبارات، أبلغت السادة الوزراء عن تأجيل انعقاد الجلسة، وسأقوم بالدعوة الى عقد الجلسة الأسبوع المقبل، وهي ستكون مهمة”. واضاف: “نحن سنعقد جلسة لمجلس الوزراء وسنتخذ القرارات اللازمة مع الأخذ بعين الاعتبار بأننا محكومون بأمرين، الأول: الموازنة التي لا نستطيع أن نتجاوز الاعتمادات المرصودة فيها لتحسين الرواتب، والثاني، وبنتيجة اتصالاتنا ونقاشاتنا مع مصرف لبنان، فاننا محكومون بسقف معين من الانفاق، واي انفاق يتجاوز هذا السقف قد يؤدي إلى تضخم اضافي، وبذلك يكون ما اعطيناه بيد قد اخذناه باليد اخرى. ليس واردا لدينا ابدا ان نزيد الانفاق فوق السقف الذي حدده مصرف لبنان بالاتفاق معنا، وبقناعتنا التامة”.
وأفادت مصادر معنية ان مشكلة المتقاعدين تعود الى كثافة إعدادهم اذ ان نحو خمسين في المئة منهم هم تحت سن الستين بما يرتب كلفة عالية على الدولة ولذا تجري مقاربة ملفهم بدراية ودقة .
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
لبنان يتأرجح بين نار الجنوب وغَليان التحرّكات المطلبية
إسرائيل تُراكِم ذرائع الحرب: أسلحة إيران تتدفّق إلى “الح.زب”
وصلت التطورات الجنوبية الى منعطف جديد ميدانياً وديبلوماسياً. كان الميدان ولا يزال في يد « الح.زب» لبنانياً. أمّا الديبلوماسية، فبدت متأخرة عن التدهور الخطير على المسرح الجنوبي. وآخر الأمثلة، تأجيل لقاء كان يفترض أن يعقده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لإعداد الردّ اللبناني على الورقة الفرنسية الرسمية التي تلقتها الحكومة الأربعاء الماضي، كما أشارت الى ذلك «نداء الوطن» في حينه. وذكر أنّ سبب التأجيل إقفال الطرق المحيطة بالسراي بسبب التحركات المطلبية. وعليه سيتم اللقاء الأسبوع المقبل.
وعلم أنّ لقاء ميقاتي وبو حبيب كان سينظر أيضاً في الرسالة السورية التي تتضمّن اعتراضاً على أبراج المراقبة التي ساعدت بريطانيا على تشييدها على الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا لمراقبة عمليات التهريب.
ومقابل هذه المفارقة في أحوال الميدان والديبلوماسية لبنانياً، تحرّكت إسرائيل في اتجاه مجلس الأمن بقوة توازي قوة الآلة العسكرية التي واصلت دكّ المدن والبلدات والقرى الجنوبية في محاولة لتكبير ملف لبنان ومراكمة ذرائع تبرر توسيع الحرب. ففي رسالة وجهها أمس وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الى مجلس الأمن في نيويورك، حذّر من أنّ إيران سرّعت إرسال شحناتها من الأسلحة إلى « الح.زب» عبر سوريا منذ بدء الحرب في غزة. وشدد على أنّ إسرائيل لديها «حق أصيل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها». وذكر كاتس أنّ إيران ترتكب «انتهاكات جسيمة» لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، فضلاً عن انتهاك قراري مجلس الأمن 2231 و1540.
ووفقاً للرسالة الإسرائيلية، تشمل الشحنات الإيرانية مكوّنات لأنظمة الدفاع الجوي وطائرات بدون طيار (بما في ذلك «شاهد-101» و»شاهد-136»)، والعديد من الصواريخ المختلفة (بما في ذلك «ميني أبابيل» و»358 اعتراضية مضادة للطائرات».
وأورد كاتس قائمة بالعديد من وحدات الحرس الثوري الإيراني و» الح.زب» المشاركة في عمليات نقل الأسلحة، فضلاً عن عدة مناسبات لاحظت فيها إسرائيل ورود شحنات.
وردّ كاتس على التقارير حول الرسالة في منشور على X أمس الجمعة، فكتب: «إيران هي رأس الأفعى. لن نتحلى بالصبر لفترة أطول من أجل التوصل إلى حل ديبلوماسي في الشمال. إذا لم تُحدث المعلومات الاستخباراتية المثيرة التي كشفناها لمجلس الأمن تغييراً – فلن نتردّد في التحرك».
على المستوى الميداني، نعى « الح.زب» أمس اثنين من مسعفيه ومقاتلاً سقطوا في قصف إسرائيلي. وقال مصدر أمني إنّ القصف استهدف مركزاً للدفاع المدني التابع لـ»الح.زب» في بليدا. من جهته قال الجيش الإسرائيلي، إنه رصد مقاتلين «دخلوا مبنى عسكرياً» تابعاً لـ» الح.زب « في بليدا، مضيفاً أنه «بعد الرصد تم استنفار طائرات مقاتلة هاجمت المبنى». وفي المقابل، أعلن « الح.زب» ردّه على الاستهداف بقصف موقعين عسكريين إسرائيليين.
ولاحقاً، ذكرت قناة «المنار» التابعة لـ» الح.زب» أنّ «الطيران المسيّر المعادي نفّذ غارة بصاروخ موجّه استهدف بلدة كفركلا. كما قصفت مدفعية العدو بلدة رب ثلاثين وأطراف حولا وبني حيان».
وخلال تشييع « الح.زب» عنصره القيادي حسن محمود صالح في بلدة عدشيت، والذي قتل في الغارة على كفررمان، أكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ «العدوّ يُماطِل في الوقت، ولا يُريد أن يوقف العدوان».
وأفيد مساء عن وفاة المسؤول عن منطقة مارون الراس في « الح.زب» محمد عبد الرسول علوية متأثراً بجروح أصيب بها بعد الغارة على سيارته في بنت جبيل في 12 شباط الجاري.
أما على الجانب الإسرائيلي، فذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ « الح.زب « «ينقل مركبات ثقيلة قرب الحدود مع جنوب لبنان». ونقلت قول الوزير في حكومة الحرب بني غانتس: «سيتم إبعاد « الح.زب» عن الخط الحدودي. نحن نستعد ليوم الأمر حيث سيتعيّن علينا توسيع العمل. سيستمر القتال مستقبلاً في عمق الأراضي وليس على طول الحدود».
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ أسطول الزوارق الصاروخية التابع للبحرية الإسرائيلية أجرى تدريبات «واسعة النطاق» خلال الأسبوع المنصرم. وقال إنّ «التدريبات البحرية تحاكي القتال في المسرح البحري الشمالي، وتم إجراء بعض التدريبات مع سلاح الجو الإسرائيلي» .
ومن لهيب الجنوب الى جمر التحركات المطلبية، وعلى وقع اعتصام العسكريين المتقاعدين على أبواب السراي الحكومي لمنع الوزراء من المشاركة في جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة بعد ظهر أمس، أرجأ رئيس الحكومة الجلسة. وعلمت «نداء الوطن» أنّ هناك جلسة أخرى لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبتّ الحوافز. وفي هذا الوقت يفاوض العسكريون المتقاعدون «على حلول وسط».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يراهن على «هدنة رمضانية» تعبّد الطريق لتطبيق الـ«1701»
إسرائيل تنفذ تدميراً مبرمجاً لإخلاء جنوب الليطاني من سكانه
بيروت: محمد شقير
انقطاع الوسيط الأميركي آموس هوكستين عن التواصل مع حكومة تصريف الأعمال، وغيابه المتعمّد عن المشهد العسكري المشتعل بين إسرائيل و« الح.زب»، طرح أكثر من سؤال حول الأسباب الكامنة وراء غيابه عن السمع، وما إذا كان قرر تعليق وساطته الهادفة إلى تهيئة الشروط السياسية لتطبيق القرار الدولي 1701، على أن يعود مجدداً إلى تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب في حال توصل اللقاء الرباعي الذي استضافته باريس إلى «هدنة رمضانية».
ومع أن مصادر وزارية لا تجد تفسيراً لانقطاع هوكستين عن التواصل مع الحكومة، فإنها تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه قرّر تجميد وساطته ريثما يتم التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، خصوصاً أنه لا مجال أمام تسويق الورقة الفرنسية لبنانياً، بعد أن قررت باريس تبنيها بصورة رسمية، باعتبار أنها ليست متوازنة من وجهة نظر « الح.زب»، في حين أنها تلقى تفهُّماً من الحكومة اللبنانية، كونها لا تؤدي إلى تهدئة الوضع على الجبهة الشمالية كبديل للقرار 1701.
« الح.زب» ملتزم بعدم توسيع الحرب
وتلفت مصادر وزارية إلى أن الحكومة تنتظر بفارغ الصبر أن يؤدي اجتماع باريس إلى إحلال هدنة مديدة في غزة، يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان، وتفتح الباب أمام الوسيط الأميركي ليعاود وساطته. وتتوقف المصادر أمام موقف « الح.زب» في مساندته لحركة « ح» في غزة، وتقول إنه لا يزال يلتزم بعدم توسيع الحرب، وهو يتناغم في موقفه مع إيران، برغم أن إسرائيل تستدرجه لتوسعتها وتتمادى في توسيع مروحة اعتداءاتها التي تجاوزت الخطوط الحمر وتخطت قواعد الاشتباك، واضطرار الح.زب للتعامل معها بالمثل في استهدافه مواقع عسكرية وأمنية تقع في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر بارز في الثنائي الشيعي (« الح.زب» و«حركة أمل») أن الح.زب يضطر غالباً لتجاوز الخطوط الحمر في ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية، لكنه لن يُستدرج لتوسعة الحرب، لأنه انطلاقاً من قراره بعدم الوقوع في فخ نتنياهو الذي يستدرجه لتوسعتها، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن تل أبيب بدأت منذ فترة باستهداف عدد من البلدات الجنوبية الأمامية الواقعة على امتداد الجبهة الشمالية، بتدمير مبرمج لتحويلها إلى منطقة تكاد تخلو من سكانها.
سعي إسرائيلي لإخلاء القرى الحدودية اللبنانية من سكانها
ويضيف المصدر أن تل أبيب تتوخى من تدميرها المبرمج لهذه القرى والبلدات تحويلها إلى منطقة يصعب على سكانها الإقامة فيها، خصوصاً أن الاعتداءات الإسرائيلية تركّز على الوحدات السكنية المطلة على المستعمرات والمستوطنات في إسرائيل، بذريعة منعها مقاتلي الح.زب من التسلُّل إليها واستخدامها في توجيه ضرباتهم للمواقع الإسرائيلية المتمركزة فيها.
ويلفت المصدر نفسه إلى أن تل أبيب تراهن، بتدميرها لهذه الوحدات السكنية الواقعة على تماس مباشر مع المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية، على إحراج الح.زب تمهيداً لاستدراجه لتوسيع الحرب.
هدف إسرائيل: تعديل القرار 1701
ويرى المصدر نفسه أن تل أبيب ماضية في تحويل القسم الأكبر من البلدات والقرى الواقعة في جنوب الليطاني إلى منطقة منكوبة غير مأهولة، وصولاً لتعديل القرار 1701 كأمر واقع، لأن تعديله رسمياً يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، الذي يواجه صعوبة طالما أن روسيا والصين، العضوين الدائمين فيه، ليسا في وارد تعديله بممارستهما باستخدام حق الفيتو، وبالتالي يبقى القرار 1701 بحالته الراهنة الناظم الوحيد لتحديد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
لذلك، يؤكد المصدر نفسه أن « الح.زب» ليس في وارد التدحرج لتوسعة الحرب التي تُجمع غالبية الأطراف اللبنانية على تفاديها، خصوصاً أنها لا تحظى بغطاء لبناني وتأخذ البلد إلى مكان لا يريده في ظل الأوضاع المأزومة التي يتخبط فيها.
فالمعارضة، كما تقول مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، تأخذ على الح.زب تفرُّده بقرار الحرب والسلم الذي يُفترض أن يبقى بيد الحكومة، التي يتوجب عليها أن تبادر لاسترداد دورها، بتوليها قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية دولية لتطبيق القرار 1701، بدلاً من قيامها بدور الوسيط الناقل للرسائل بين الح.زب والأطراف الدولية والإقليمية المعنية بعودة الاستقرار إلى لبنان، شرط أن تقول بوضوح؛ ماذا تريد؟ وكيف ترى الحل لوضع حد للمواجهة المشتعلة في الجنوب؟
ويبقى السؤال؛ هل يكون السباق للحل الدبلوماسي على إيقاع تصاعد وتيرة المواجهة غير المسبوقة في الجنوب؟ ومتى يعاود هوكستين تحركه للتوصل إلى «هدنة رمضانية» على الجبهة الغزاوية، يُفترض أن ترمي بظلالها على الجنوب، خصوصاً أن الحكومة لا تملك سوى احتمال التوصل إلى هذه الهدنة لتفادي الانزلاق نحو توسعة الحرب، نتيجة إصرار إسرائيل على هذه التوسعة، بعد أن تحولت المواجهة إلى «ميني حرب» مفتوحة على كل الاحتمالات؟
************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
في الجنوب مواجهات وفي الداخل إرباكات… ماكرون: لبنان أولوية… زوارق أميركية للجيش
الكواليس السياسية عابقة بالكلام وليس أكثر من ذلك. كلام في مجمله يائس غير قابل للصرف، يدور حول كل الملفات والقضايا، ويستحضر الإنقسامات ويجترّ التعقيدات، ويحيي التوترات، وينعى النقاشات والحوارات، ولا يُلامس مخرجاً جدياً أو حلاً موضوعياً لأيّ منها.
الملف الرئاسي يتعرّض بين حين وآخر لنوبة تحريك من «اللجنة الخماسية» توحي وكأنه وضعَ على نار التعجيل بحسمه. ثم ما يلبث أن يزول مفعول الإبرة الخماسية المنشطة، ويعود هذا الملف الى التموضع في زاوية التعقيد والتعطيل في انتظار نوبة تحريك ثانية.
لا يريدون رئيساً اللجنة الخماسية تؤكد انها ستواصل مسعاها لإنضاج حلّ رئاسي، خصوصاً بعدما تأكّدت لها استحالة حل رئاسي صنع في لبنان، لكنّها تعترف في الوقت نفسه بصعوبة مهمتها هذه، ذلك انّ الشرط الاساس لنجاحها هو تجاوب المكوّنات السياسية في لبنان مع مسعاها، والإنخراط في حوار فيما بينها يُفضي الى توافق على رئيس للجمهورية. وهو ما لم يحصل حتى الآن، ومعنى ذلك البقاء في مربع السلبية والتعطيل الى ما شاء الله. اللافت في هذا السياق، التقييم التشاؤمي الذي نَعت فيه مصادر سياسية مواكبة لحراك «الخماسية» المسعى الذي تقوم به اللجنة، حيث قالت لـ«الجمهورية»: الحراك الأخير للسفراء الخمسة تمحور حول نقطة وحيدة، وهي الدفع نحو حوار رئاسي، وليسوا مع أي مرشّح وليسوا ضد أي مرشّح. على هذا الاساس اجتمعوا وتواصلوا مع الاطراف، بصورة علنية وربما غير علنية. ولكن في خلاصة الأمر يبدو جلياً انّ الفشل هو النتيجة الحتمية المتوقعة لهذا الحراك، لأنّ رافضي الحوار ثابتون في هذا الرفض، وليس في ذلك فقط اشارة اكيدة الى إحباط مسعى «الخماسية»، بل هو تأكيد بأنّ هؤلاء لا يريدون لا رئيس جمهورية ولا حكومة جديدة ولا بلد».
إرباك إداري واجتماعي ولعل ما يُفاقم إرباك الداخل اكثر، هو الخلل الذي تفشّى على كل المستويات الاجتماعية والمعيشية، بالتوازي مع اعباء مرهقة للمواطنين حملتها الموازنة التي أُقرّت اخيراً، من دون ان توفر للمواطن بدائل توازيها ليتمكن من تحمل اكلافها. يضاف الى ذلك أن الادارة في ذروة شللها، وها هي الاضرابات تشمل العديد من المؤسسات والقطاعات والادارات والوزارات، ويتواكب ذلك مع حراكات مطلبية، تَجلّت بالأمس في حراك العسكريين المتقاعدين، الذين اعتصموا في وسط بيروت وقطعوا الطرقات المؤدية الى السرايات الحكومية، وحالوا للمرة الثانية دون انعقاد جلسة مجلس الوزراء.
واعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تأجيل الجلسة الى مطلع الاسبوع المقبل، وقال في تصريح: «كنّا قد توصّلنا بالأمس مع كل الأطراف من العسكريين في الخدمة والقطاع العام وجزء كبير من المتقاعدين الى حل مقبول من الجميع، وكنت سأطرح هذا الامر على مجلس الوزراء، ولكن ولسوء الحظ فوجئنا اليوم بالسلبية في الشارع وبالأعمال الشعبوية. وحفاظاً مني على تفادي أي تصادم مع أحد، وكي لا نزيد في الطين بلة، ولتفادي اي مشكلة اضافية، لكل هذه الاعتبارات، أبلغتُ السادة الوزراء عن تأجيل انعقاد الجلسة، وسأقوم بالدعوة الى عقد الجلسة الأسبوع المقبل، وهي ستكون مهمة. إذا لم يحصل النقاش في مجلس الوزراء فأين يحصل؟ هل يحصل النقاش في الشارع؟». اضاف: «نحن سنعقد جلسة لمجلس الوزراء وسنتخذ القرارات اللازمة مع الأخذ بعين الاعتبار بأننا محكومون بأمرين، الأول: الموازنة التي لا نستطيع أن نتجاوز الاعتمادات المرصودة فيها لتحسين الرواتب. والثاني: بنتيجة اتصالاتنا ونقاشاتنا مع مصرف لبنان، فإننا محكومون بسقف معين من الانفاق، وأيّ إنفاق قد يتجاوز هذا السقف قد يؤدي إلى تضخم اضافي، وبذلك يكون ما أعطيناه بيد قد أخذناه باليد الأخرى. وليس وارداً لدينا ابداً أن نزيد الانفاق فوق السقف الذي حدّده مصرف لبنان بالاتفاق معنا، وبقناعتنا التامة. من هنا أناشِد الجميع التحلي بالايجابية، خصوصاً أن الحوافز التي كانت ستُعطى كانت كما طلبوا، وهي مغرية وكبيرة للرتب الدنيا للمتقاعدين وترضي كل الفئات».
الحل المعقّد على أن الملف الأكثر تعقيداً هو المرتبط بالوضع في المنطقة الجنوبية. واللافت في هذا السياق هو التعاطي الحذِر مع ما حُكي عن خريطة حل فرنسية قدّمت بصورة رسمية الى الجانب اللبناني. ومردّ هذا الحذر، كما تقول مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهوريّة»، ليس فقط من مضمون مسودة الحل التي تتضمن ثغرات جوهرية، بل مما يتردّد بقوة عن وجود تباين اميركي فرنسي حولها، وسط كلام يتردد عن تجاهل اميركي لهذه الورقة، التي تزاحم المسعى الذي يقوده الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لخفض التصعيد في الجنوب ومنع الانزلاق الى حرب ومواجهات واسعة. وهذا التباين يبدو انه وراء إفشال انعقاد مؤتمر دعم الجيش الذي كان مقرراً انعقاده في باريس قبل ايام قليلة. وفي معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ الورقة الفرنسية التي قدّمت بصورة رسمية هي ورقة جديدة – قديمة، ونسخة طبق الاصل عن الورقة السابقة التي قدّمت عبر وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني بصورة غير رسمية ولم يتبنّها أيّ طرف دولي، وخلاصتها وقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود مع تعزيز مهام قوات اليونيفيل، ونشر الجيش (15 ألف جندي)، وتفكيك مواقع « الح.زب» وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية 10 كيلومترات وراء الخط الأزرق، وإحياء اجتماعات اللجنة الثلاثية (اللبنانية – الاسرائيلية – اليونيفيل) في الناقورة. مع ترك البحث في مصير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا الى مرحلة لاحقة.
تقييم سلبي على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق هو التقييم السلبي لهذه الورقة، حيث اكد مرجع مسؤول لـ«الجمهورية» وجود اعتراضات جوهرية على مضمونها. وكرّر تأكيد التمسّك بالقرار 1701، وبأنّ الحل قائم عبر التطبيق الكامل لمندرجاته بحرفيتها، ولبنان ملتزم بهذا القرار ومتطلباته، فيما المطلوب إلزام اسرائيل به وبعدم خرقه. وشدد على «اننا لسنا في حاجة الى ترسيمٍ جديد للحدود، فحدود لبنان معروفة، والمطلوب هو ان تنسحب اسرائيل من نقطة الـ»b1»، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر والنقاط التي تتعدى عليها على الخط الازرق». وقال: «لا مجال الآن لبحث اي صيَغ، وموقف لبنان واضح لناحية رفض البحث في اي ترتيبات او اجراءات حول المنطقة الحدودية والقرار 1701 قبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وهو ما تم إبلاغه للموفدين الاجانب، لا سيما للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين». ورداً على سؤال، قال: «قبل الحديث عن اي مشاريع حلول، لبنان ملتزم بصورة نهائية بالقرار 1701، وما يطالبون به في الاوراق التي تُقدّم هو إجراءات من الجانب اللبناني حصراً، فيما لا تلحظ هذه الاوراق أي إجراءات او خطوات مقابلة في الجانب الاسرائيلي، ويقولون بوجوب التزام بالقرار 1701. ونحن بالتأكيد ملتزمون به، ولكن السؤال الذي نطرحه على كل الوسطاء أيّاً كانت جنسياتهم: مَن يضمن منكم أن تلتزم اسرائيل بالقرار 1701، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخروقاتها لهذا القرار؟ ولدينا تجربة صريحة منذ العام 2006 حيث قامت اسرائيل بما يزيد عن 30 ألف خرق، بحسب احصاءات الجيش اللبناني. ومَن يضمن مِن دولكم تقديم الدعم اللازم للجيش وتعزيزه بالسلاح لتمكينه من أداء المهمة المطلوبة منه على الحدود في منطقة القرار 1701»؟
3 خافرات و4 زوارق على صعيد آخر، تسلّم الجيش اللبناني أمس ٣ خافرات و٤ زوارق سريعة مقدّمة هِبة من الولايات المتحدة الأميركية. وخلال حفل اقيم لهذه الغاية، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون انّ «هذه الهبة ستساهم في تعزيز قدرات القوات البحرية وتطويرها، إضافة إلى مساعدتها في تنفيذ المهمّات الموكلة إليها في ظل التحديات التي تواجهها، بخاصة مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وتوفير الحماية الأمنية لمنصات النفط مستقبلاً». وقال: «إنها تؤكد استمرار دعم السلطات الأميركية للجيش، كما باقي الدول والجيوش الصديقة، وتُظهر التزامها تجاه أمن لبنان واستقراره وسط ما يعانيه من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متتالية، فضلاً عن الحرب الدائرة في الجنوب وما ينتج عنها من تداعيات خطيرة على كلّ لبنان». ولفت الى أنَّ «الجيش هو العمود الفقري للبنان، والضامن لأمنه واستقراره. وسنبقى جاهزين لكلّ التحدّيات مهما كانت مخاطرها، لأنّ حماية لبنان وأمنه وحدوده وثرواته هي أولويتنا ومهمتنا المقدسة». وفي كلمتها، اشارت السفيرة الاميركية ليز جونسون الى أن «الهبة التي تبلغ قيمتها نحو ٢٥ مليون دولار تجسّد التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي، وعزم الولايات المتحدة على دعم قدرات المؤسسة العسكرية ولا سيما القوات البحرية، بهدف رفع مستواها وتمكينها من حماية الحدود البحرية بفاعلية أكبر». وأوضحت أن «الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بدعم الجيش اللبناني على المدى البعيد بناءً على الثقة العميقة بين الجانبين. مشددة على «أنّ شراكتنا تمتد إلى ما هو أبعد من هذه الهبة».
دعم فرنسي على صعيد فرنسي آخر، وخلال لقائه الهيئات الاقتصادية امس، نقل سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تأكيده أنّ «لبنان سيبقى أولوية بالنسبة له»، وقال: «الاولوية الآن لفرنسا هي إبعاد لبنان عن شبح الحرب الدائرة في غزة، وكذلك وضع خارطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية».
التصعيد مفتوح في هذه الاثناء، بقيت جبهة الحدود الجنوبية في حالٍ من الغليان المتواصل، في ظل الاعتداءات الاسرائيلية المكثفة على المناطق اللبنانية، حيث نفّذ طيران العدو أمس سلسلة غارات جوية استهدفت عمق البلدات الحدودية، لا سيما بلدة كفركلا التي استهدفت بغارتين، وكذلك اللبونة وراس الناقور، بالتزامن مع قصف مدفعي على وادي السلوقي واطراف بلدة حولا ووادي هونين، واطراف بني حيان، ورب ثلاثين، واطراف مارون الراس وعيترون، وبلدة الجبين ومناطق واسعة في القطاع الشرقي، لا سيما اطراف حلتا واحراج كفر شوبا وكفر حمام. في المقابل، أعلن « الح.زب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت امس موقع المالكية بصاروخَي «بركان» وموقعي رويسات العلم والرادار في مزارع شبعا، كذلك هاجمت بمسيّرتين انقضاضيتين مقر قيادة المجلس الاقليمي في كريات شمونة رداً على الاعتداء على بليدا. واعلن الجيش الاسرائيلي انّ « الح.زب» اعترضَ طائرة اسرائيلية مسيرة في منطقة الزهراني.
ونعى الح.زب الشهيد محمد حسن طراف (احمد) من بليدا، والمسعفين في الهيئة الصحية الاسلامية الشهيدين محمد يعقوب اسماعيل (ابو يعقوب) من بليدا، وحسين محمد خليل (حسين) من بلدة برعشيت. والجدير ذكره هنا انه خلال تشييع شهداء الغارة الاسرائيلية في بليدا أمس، حاول العدو ترهيب المشيّعين بإطلاق قذائف مدفعية ورشقات رشاشة في اتجاه جبانة البلدة. في موازاة ذلك، استمرت التهديدات الاسرائيلية على وتيرتها المتصاعدة ضد لبنان، وقال وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كاتس: «لن نصبر لفترة أطول من اجل التوصل الى حل ديبلوماسي على الجبهة اللبنانية». وأوضح انّ «شحنات الاسلحة الايرانية لـ« الح.زب» شملت مكونات انظمة دفاع جوي ومسيّرات». وذكرت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» انّ كاتس وجّه أمس الجمعة رسالة الى مجلس الامن الدولي بشأن الوضع على «حدود إسرائيل المشتركة مع لبنان». قال فيها: «إن إيران تنقل أسلحة إلى تنظيم « الح.زب» الإرهابي، مما يشكّل انتهاكا للقرار الأممي رقم 1701، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية». واشار الى أن «إيران تنقل الأسلحة عبر البر والجو والبحر، حيث يتم نقل الأسلحة من إيران إلى العراق ومن هناك يتم تهريبها إلى سوريا، وخلال تلك المرحلة يتم نقل الأسلحة عبر الحدود إلى لبنان». وقال الوزير الاسرائيلي: «يجب على مجلس الأمن أن يدعو الحكومة اللبنانية أيضاً إلى الالتزام بتنفيذ قرارات المجلس، وتَحمّل المسؤولية ومنع الهجمات من أراضيها ضد إسرائيل، وضمان خُلوّ المنطقة الواقعة حتى نهر الليطاني من التواجد العسكري أو الأصول أو الأسلحة». وختم قائلاً: «إن إسرائيل تؤكد مجدداً حقّها الأساسي في اتخاذ اللازم في إطار القانون الدولي لحماية مواطنيها من هذه الانتهاكات الخطيرة».
الى ذلك، اعلن الجيش الإسرائيلي امس «أنّ أسطول السفن الصاروخية على الجبهة الشمالية استكمل هذا الأسبوع مناورة واسعة النطاق». وأفاد في بيان أن «التدريب حاكى قتالاً واسع النطاق ومتعدد الأذرع في الساحة البحرية الشمالية. وتم التمرّن خلال التدريب على التعاون متعدد الأذرع بين السفن الصاروخية وقوات سلاح الجو، بما في ذلك التمرين المشترك مع السرب 193 الذي يشغل مروحيات العتاليف». وذكر أنه «بين شتى السيناريوهات التي تم التمرّن عليها: تحييد طائرات مسيّرة من دون طيار، والقدرة على الإنقاذ الجوي من مركبة مائية وتزوّد سفينة صاروخية بالوقود في عرض البحر». الى ذلك، قال القائد السابق في سلاح الجو الإسرائيلي العميد تسفيكا حاييموفيتش: «إنّ المعركة مع « الح.زب» في لبنان صعبة جداً». وفي حديثٍ له عبر إذاعة «نورث 104.5 إف إم»، قال: «إن « الح.زب عدو صعب، وهذه هي المرة الأولى التي يتم التعرف إليه بهذه الحدّة»، وتحديداً خلال الحرب الدائرة بينه وبين الجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأوّل الماضي. مشيراً الى «وجود تحدٍّ كبير يتمثّل باكتشاف الطائرات من دون طيار التي يطلقها الح.زب» باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، مُطالباً الجيش الإسرائيليّ بتكثيف القتال ضدّ « الح.زب» في لبنان بشكلٍ كبير. واشار الى أن لدى « الح.زب» قدرات أكبر بكثير من حركة «ح» في غزة، سواء من حيث النطاق وقدرات إطلاق الصواريخ والطائرات. إذا كانت هناك حرب في الساحة الشمالية، فإنها ستكون بقوة مختلفة تماماً عن تلك التي رأيناها في الأسابيع الأولى من القتال ضدّ حركة «ح» في غزة».
من جهته، قال الباحث البارز في معهد «ألما» الإسرائيليّ للدراسات تار باري، إنّه لا يمكن الحديث الآن عن وجود تصعيدٍ بين « الح.زب» وإسرائيل رغم كل العمليات والهجمات التي حصلت بين الطرفين، مشيراً إلى أنه «لم يحدث حتى الآن أي تغيير جوهري من حيث طبيعة الهجمات أو أنواع الأسلحة»، وقال: «ما نشهدُه حالياً هو نفس مستوى التصعيد الذي كان ثابتاً منذ بداية الحرب عند الحدود مع لبنان». وأردف: «هناك وجود لذروات من الهجمات المكثفة من الطرفين، الأمر الذي يخلق شعوراً بالتصعيد. إلا أنّ ما يجري عملياً هو مستوى ثابت من التصعيد ولن يصل إلى الحدود القصوى». وزَعم باري أنّ « الح.زب» يعمد إلى «اعتماد تكتيك عسكري يتمثل في إخفاء البنية التحتية العسكرية داخل البنية التحتية المدنية»، مُدعياً أن الح.زب يستخدم المواطنين كـ«دروع بشرية»، وقال: «إن كل قرية أو تلة أو منزل هي بمثابة جبهة قتال».
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
من يقف وراء شلّ مجلس الوزراء ويشاغب على الاستقرار؟
لبنان يجهِّز الردّ على المذكَّرة والورقة.. وصمود الأهالي يُسقط أهداف العدوان
يقترب شهر شباط (ذي الـ29 يوماً) من نهايته، من دون إحداث أي خرق من مورثات العام الفائت، سواء ملء الشغور الرئاسي في قصر بعبدا، أو ايجاد صيغة تنهي التوترات بين قدامى الموظفين المتقاعدين والموظفين العاملين في الادارات العامة ووزارة المال والدولة على الجملة، او حتى التقاط الفرص المتاحة من اجل فتح باب التفاوض حول ترتيبات تنفيذ القرار 1701، الذي دخل مرحلة جديدة من عضّ الأصابع بعد انخراط الح.زب، ومعه لبنان عملياً في جبهة إسناد غزة.
والبارز على صعيد الزيادات استمرار التداول لإرضاء الموظفين العاملين المتقاعدين، وعدم ازعاج المالية العامة، وظروف الخزينة، والانعكاسات السلبية لحرب غزة على عمليات الحياة او الحركة الاقتصادية والمالية في البلاد.
ووفقا لما اشارت اليه «اللواء»، أدى اعتصام العسكريين المتقاعدين على ابواب السرايا الكبير، الى منع عدد من الوزراء من المشاركة في الجلسة مما ادى الى الاطاحة بها.
فقبيل الجلسة اشعل العسكريون الاطارات، مؤكدين منع الوزراء من الوصول الى الجلسة، وقال احدهم: ممنوع اي وزير يفوت على السراي حتى تحقيق مطالبنا».
ومن المطالب، تحديد الحد الادنى للمعاشات التي لا تزيد عن 120 دولارا بالشهر، ودمج جزء من الزيادة في اساس راتب العسكري في الخدمة لحفظ حقه بتعويض تقاعدي عادل. وتوعد العميد المتقاعد بسام ياسين باستهداف المسؤولين عن الوضع الذي وصل اليه العسكريون المتقاعدون.
وانتقد الرئيس نجيب ميقاتي السلبية في الشارع. واعتبر انه تفاجأ بذلك، الامر الذي حمله على تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مخصصة للبحث في «مشروع قانون معالجة اوضاع المصارف واعادة تنظيمها».
وكشف ميقاتي انه تم التوصل قبل الجلسة مع الاطراف من العسكريين في الخدمة والقطاع العام وجزء كبير من المتقاعدين الى حل مقبول من الجميع».
واعرب عن اسفه للسلبية «في الشارع والاعمال الشعبوية» لذا اوضح: تفاديا لاي تصادم مع احد، وحتى لا نزيد الطين بلة ولتفادي اي مشكلة اضافية، ابلغت 11 الوزراء عن تأجيل الجلسة» مشيرا الى انه سيدعو الى جلسة في الاسبوع المقبل، واصفاً بأنها ستكون على درجة من الاهمية، مع التأكيد على اننا «محكومون باعتمادات الموازنة وسقوف معينة من الانفاق».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «للواء» أنه كان من المتوقع ألا تنعقد جلسة مجلس الوزراء لكن المستغرب تحديد جلسة ثانية لبحث البند نفسه حول إعادة هيكلة المصارف وسط رفض وزاري له، مشيرة في الوقت نفسه أن الرئيس ميقاتي أراد التأكيد أن حكومته تقوم بما عليها .
ورأت هذه المصادر أن ما يجري على صعيد اعتراض القطاع العام والمطالبة بتحسين الوضع يشكل اختبارا للحكومة التي قال رئيسها أنه لا يمكن تجاوز حد الانفاق، ولذلك قد تشق سلسلة اجتماعات طريقها قبل جلسة الحكومة، متوقفة عند مواقف بعض الوزراء ما يوحي أن التماسك الحكومي هش، ولذلك قد تدخل اجتماعات الحكومة في استراحة إلا إذا أراد رئيسها انهاء ملفات تشكل عبئا على هذه الحكومة.
وعلى خط الحوافز، خرج موظفو وزارة المال عن صمتهم، مطالبين وزير المال بكشف المبالغ التي تدفع لقطاعات وظيفية كحوافز، والتي هم يحررون مستندات صرفها، من دون الحصول على شيء منها، رافضين الاتهامات التى توجه الى الموظفين في المالية حول الحوافز والتي لا تشكل سوى جزء بسيط مما تحصل عليه الشرائح الاجتماعية والوظيفية الاخرى.
وحسب موظفي المالية، فإن مجموع ما صرف من حوافز منذ اشهر يوازي الخمسين الف مليار ليرة.
شغب «عوني» على الاستقرار
في هذا الوقت، يمضي التيار الوطني الحر بالشغب علىالاستقرار، وحسب متابعين، فإن له تأثيراً ما على حركة العسكريين المتقاعدين لشل جلسات مجلس الوزراء على خلفية المطالب المالية والمعيشية المشروعة.
وحسب ما ترّوج اوساط عونية، فإن النائب جبران باسيل يتحرك باتجاهات عدة:
1 – على خط الاحزاب والشخصيات المسيحية لتوقيع عريضة اتهام للرئيس ميقاتي بتهمة «انتزاع صلاحيات رئيس الجمهورية».
2 – على خط الشخصيات النيابية، والتي تحسب على النواب التغييريين، للتفاهم على مرشح توافقي، اذا ما عقدت الجلسات المتتالية، بدلا من الوزير السابق جهاد ازعور.
3 – على خط عين التينة، لإلقاء الحجة على رئيس المجلس، لجهة الدعوة الى الحوار على ان تليه جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الرد على الورقة الفرنسية
وسط ذلك، تعكف الدوائر الرسمية في السرايا الكبير والخارجية بإعداد الرد على الورقة الفرنسية في ما خص تنفيذ القرار 1701، وهي وصلت الى لبنان رسمياً، وباللغات الفرنسية والانكليزية والعربية، على ان يكون هذا الرد جاهزاً الاسبوع المقبل.
وفي السياق، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّ بلاده سوف «تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجومات من حدودها على إسرائيل».ووجّه كاتس رسالة غير مسبوقة بتفاصيلها ومعطياتها الى مجلس الأمن، بحيث بدت إحاطة رسمية لإمكان شنّ حرب واسعة على لبنان.وتورد رسالة كاتس مواعيد وطرق نقل ذخائر متطورة من إيران الى « الح.زب» ، جوًّا، بحرًا وبرًّا.وتعتبر أنّ نقل هذه الأسلحة هو انتهاك للقرار 1701.ويضع كاتس ما يسمّيه وثائق عن نقل الأسلحة من إيران إلى العراق، ومن هناك إلى سوريا، فالحدود السورية اللبنانية، وتواريخ حصول ذلك.وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي في الرسالة بوجوب أن يدعو مجلس الأمن الحكومة اللبنانية إلى التنفيذ الكامل لقراراته، وتحمّل المسؤولية ومنع الهجمات من أراضيها ضد إسرائيل والتأكد من أن المنطقة حتى نهر الليطاني ستكون خالية من الوجود العسكري أو الأصول أو الأسلحة».وقال:«لقد حذرت إسرائيل المجتمع الدولي، مرارا وتكرارا، من جهود إيران و الح.زب لتوسيع الوجود العسكري للح.زب. وتؤكد إسرائيل من جديد حقها الأساسي في القيام بكل ما تحتاجه في إطار القانون الدولي لحماية مواطنيها من هذه الانتهاكات الشنيعة».
بالتزامن، يدرس لبنان المذكرة الرسمية التي وجهتها الخارجية السورية حول الابراج البريطانية المنتشرة عند الحدود الشرقية، والتي تعتبرها دمشق «تهديدا للامن القومي السوري وابراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كل معلومات الاستطلاع لضرب العمق السوري».
يوم التشييع
وطغى تشييع الشهداء على الوضع في الجنوب، على الرغم من استمرار عمليات القصف للقرى الامامية، وشملت بلدات بليدا والخيام وعدشيت وبرعشيت في جنازات الشهداء الذين سقطوا باستهدافات للهيئات الصحية او المساكن والمنازل، وسط تحذير بأن لا مغادرة للقرى، حتى المستهدفة لا سيما بعد اعادة العمل لمركز الدفاع المدني في بلدة بليدا الحدودية.
وليلاً، شنّ العدو الإسرائيلي 3 غارات جوية وهمية، استهدفت أطراف بلدة رامية ومرتفع جبل بلاط في جنوب لبنان. وأفاد ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن حدوث اهتزازات عنيفة وشديدة في مدينة صيدا وضواحيها نتيجة الغارات، فيما أفيد أيضاً عن حصول الأمر نفسه في قرى وبلدات إقليم الخروب.
*********************
افتتاحية صحيفة الديار
جبهة الجنوب الى التصعيد والمقاومة جاهزة لأي تحوّل في الحرب
القوات اللبنانية: لتشاور سري بين القوى السياسية وفق الخيار الثالث رئاسياً
النازحون في لبنان قنبلة موقوتة… متى التحرك؟ – نور نعمة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تزداد الازمات الداخلية والخارجية اللبنانية تعقيدا يوما بعد يوم لناحية ارتفاع نسبة حصول حرب شاملة بين لبنان و«اسرائيل» من جراء حدة الاشتباكات الحاصلة جنوبا بين الح.زب وجيش الاحتلال وتشديد الكيان الصهيوني على تطبيق قرار 1701 وابعاد الح.زب الى ما وراء نهر الليطاني في حين ان الح.زب رد بشكل واضح على العدو بانه ليس بموقع قوة ميدانيا ليفرض شروطه على المقاومة. والامر الجديد الذي طرأ على الساحة اللبنانية هو موقف رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الذي «هاجم» الح.زب لفتحه جبهة الجنوب وانه لا توجد معاهدة لمساندة غزة ادى الى تداعيات سلبية في اوساط المقاومة التي تخوض حربا شرسة ضد عدو غدار وحشي.
في غضون ذلك تظهر صعوبة او استحالة انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب ما يجعل لبنان دون رأس لاكثر من سنة واربعة اشهر وفي وقت لم تاخذ الدولة اللبنانية اي خطوة عملية لوقف تدهور الاوضاع.
الى جانب ذلك بات وجود النازحين السوريين في لبنان يشكل قنبلة موقوتة وتداعيات بقائهم في الاراضي اللبنانية سلبية للغاية على كل الاصعدة. والسؤال الذي يطرح نفسه: متى سيتخذ لبنان الرسمي موقفا سياديا وواضحا وعمليا تجاه عودة النازحين السوريين الى وطنهم؟.
اوساط مقربة من الح.زب: المقاومة مستعدة لاي تحول خطير في الحرب مع العدو
من جهتها قالت اوساط مقربة من الح.زب ان المقاومة لم تنصاع يوما للتهويل الاسرائيلي باعلان حرب كبرى على لبنان وفي الوقت ذاته اذا اقدم العدو الاسرائيلي الى شن حرب واسعة على لبنان فان الح.زب مستعد لها وبجهوزية تامة. واضافت هذه الاوساط ان كل الاحتمالات واردة حيث ان الح.زب و»اسرائيل» لا يستبعدان الحرب الكبرى ولذلك يتحضر الح.زب ليكبد «اسرائيل» اثمانا باهظة في حال هاجمت كل لبنان.
وفي الوقت نفسه تعيش «اسرائيل» ظروفا صعبة اليوم لناحية عدم حسم الامور في غزة وعدم تحقيق انجاز ميداني بوجه المقاومة الفلسطينية ولذلك هناك احتمال كبير بقيام حكومة الحرب بقيادة بنيامين نتنياهو الى تفجير الوضع في لبنان.
اما عن تهديد «اسرائيل» بدخول مدينة رفح واحتلالها فهذا الامر قد يكون نقطة التحول في الصراع لان الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني هو تهجير سكان غزة باتجاه الاراضي المصرية. وهنا لفتت هذه الاوساط الى ان الح.زب اعلن بوضوح تام انه سيصعد عملياته وستطال صواريخه مناطق محتلة كلما صعد العدو الاسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
من جهة اخرى حكومة الحرب مصممة على احتلال مدينة رفح وكان رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو اعلن سابقا ان «من يعارض دخول جيشنا الى رفح فهو يقول «لاسرائيل» ان تخسر الحرب. انما قبل دخول جيش الاحتلال مدينة رفح تستخدم الحكومة «الاسرائيلية» التهويل والضغط على حركة «ح» للتوصل الى صفقة تبادل اسرى وفقا للشروط الاسرائيلية.
وكشفت الاوساط المقربة من الح.زب عن وجود تواطؤ مصري-اميركي –اسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر وقيام المصريين ببناء منطقة مسورة في ارضهم خير دليل على ان مخطط افراغ غزة من سكانها حقيقي.
موقف الرئيس عون الاخير من الح.زب: استراتيجي ام تكتيكي؟
الى ذلك تساءلت مصادر رفيعة المستوى عن الاسباب التي دفعت الرئيس ميشال عون لمعارضة الح.زب لحربه اسنادا لغزة مرتكزا انه لا توجد معاهدة للدفاع عن غزة خاصة ان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون وتياره الوطني الحر غطى حرب تموز 2006 وغطى مشاركة الح.زب في القتال في سوريا كما دافع عن الح.زب في احداث 7 ايار. فلماذا ذهب الرئيس عون اليوم باتجاه معارضة الح.زب؟
وفقا للمصادر الرفيعة المستوى، رأى الرئيس عون ان الح.زب في ثلاث مسائل اساسية وقف ضده وعليه قرر عون ان يبدل ردة فعله من تكتيكية الى استراتيجية اذا واصل الح.زب معارضة الرئيس عون وتوجهاته السياسية.
بداية، اعتبر الرئيس عون ان الح.زب وقف ضده في الانتخابات الرئاسية عبر تمكسه بسليمان فرنجية وليس على خيار النائب جبران باسيل او تشاور معه حول اي مرشح رئاسي اخر.
المسألة الثانية هي دعم الح.زب خيار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وضد خيار جبران باسيل المعارض لاجتماع الحكومة وقيامها بالتعيينات وغيرها.
والمسألة الثالثة هو ذهاب الح.زب للتمديد لقائد الجيش جوزاف عون في حين يعتبر الرئيس عون قائد الجيش خصما رئيسيا له.
ولذلك، اراد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون القول للح.زب بعد دعمه مسائل اساسية يعارضها عون انه سيرفع من مستوى المواجهة مع الح.زب على الصعيد الاستراتيجي وليس التكتيكي. وبالتالي اتخذ الرئيس عون قراره في حال استمر الح.زب في هذه السياسة فعلى المقاومة ان تعلم ان اتفاق مار مخائيل انتهى. وبمعنى اخر رسالة الرئيس عون للح.زب واضحة وهي ان الغطاء المسيحي الذي امنته لسلاحك ولدورك سيرفع حتما.
وهنا وضع الرئيس عون الح.زب امام خيارين: اما ان تعود وتاخذ بعين الاعتبار موقف التيار الوطني الحر من المسائل الداخلية اما ساكون في جانب المعارضة وليس فقط في مسار انتخاب رئيس للجمهورية بل بعدة مسائل.
اللجنة الخماسية ستتحرك الاسبوع المقبل تحت عنوان الوصول الى خيار ثالث رئاسيا
الى ذلك كشفت مصادر مطلعة للديار ان اللجنة الخماسية التي تسعى لانتخاب رئيس للجمهورية سيكون لها حراك مكثف على الارجح الاسبوع المقبل تحت عنوان الوصول الى خيار ثالث والدعوة الى فتح البرلمان لعقد دورات متتالية لانتخاب رئيس للبنان.
حرب غزة استقطبت كل الاهتمام وادت الى تلاشي معالجة ملف النازحين السوريين
وفي ملف عودة النازحين السوريين الى وطنهم سوريا، لفتت اوساط مطلعة الى ان عودتهم وضعت على نار حامية في الداخل اللبناني الا ان حصول عملية طوفان الاقصى وحرب غزة جمدت الجهود والمساعي الفعالة لارجاع النازحين السوريين في لبنان الى اراضيهم.
اما حاليا، فقد اوضحت هذه الاوساط ان العمل في ملف النازحين السوريين يجري من خلال التعاميم التي اصدرها وزير الداخلية بسام المولوي ومن خلال البلديات حيث كل نازح سوري في اي قرية لبنانية لا يملك اوراقا رسمية سيكون عليه مغادرة البلاد وترحيله لسوريا. وفعلا تعاونت عدة بلديات في هذا السياق وتمكنت من تخفيف نصف عدد النازحين السوريين الذين كانوا متواجدين في قرى لبنانية لكونهم دخلوا لبنان بطرق غير شرعية. وعليه معالجة وجود النازح السوري في لبنان يتم على هذا المنوال لان لبنان لا يستطيع تحمل العبء الذي يشكله النزوح السوري على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاستشفائي وتملك اراض وشقق سكنية وغيرها.
وعلى سبيل المثال كشفت الاوساط المطلعة انه يوجد قرابة 120 ألف شقق سكنية مستأجرة من نازحين سوريين في منطقة البقاع اضافة الى ذلك يتحكم النازح السوري بالسوق التجاري والصناعي والزراعي في البقاع ايضا حيث تفرض مجموعة من العاملين السوريين والذين هم نازحون بتحديد الاجور ورفع الاسعار دفعة واحدة من خلال «واتس اب».
اما عن التعاون مع النظام السوري للتنسيق في عودة النازحين السوريين، فلا يوجد اي تحرك فعلي من لبنان الرسمي في هذا المجال وقد رأت الاوساط المطلعة ان النظام السوري هو ايضا لا يسعى لعودتهم في الوقت الراهن لاسباب عدة اضافة الى تواطؤ دولي على لبنان بعرقلة اي حل يؤدي الى رجوع النازحين السوريين الى ارضيهم بل بالعمل على ابقائهم في لبنان ومحاولة دمجهم في المجتمع اللبناني.
القوات اللبنانية: مستعدون لتشاور سري بعيد عن الاضواء بين القوى السياسية وفق الخيار الثالث رئاسيا
من جهتها قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان ما اعلنه النائب جورج عدوان عن استعداد القوات لفتح باب للتشاور وتحديدا مع الرئيس نبيه بري ناجم عن قناعة حزب القوات أن الانتخابات الرئاسية تحصل انطلاقا من اقرار القوى السياسية والكتل النيابية بأن اي فريق لم يتمكن من ايصال مرشحه والتجربة اكدت هذا الامر وسط شغور رئاسي لمدة سنة واربعة اشهر. وعلى هذا الاساس اصبح التشاور السري والبعيد عن الاضواء الذي ينتج انتخابات رئاسية وفق الخيار الثالث والذي حتما يحتاج الى التفاوض بين جميع القوى السياسية لمعرفة من هو الخيار الثالث.
واوضحت المصادر القواتية ان من حق الثنائي الشيعي التمسك بمرشحهم الوزير السابق سليمان فرنجية انما ما ترفضه هو انسحاب نواب الثنائي الشيعي من الدورة الثانية في جلسات الانتخابات الرئاسية ما يؤدي الى عدم اكتمال النصاب. من هنا وبناء على حرص القوات على انتخاب رئيس للجمهورية وبما ان الثنائي الشيعي لا يريد الخيار الدستوري الديمقراطي فليكن التشاور مدخلا للاتفاق على هوية الخيار الثالث.
الجيش اللبناني يحظى باحتضان دولي ولا سبب سياسيا لارجاء المؤتمر الداعم له
الى ذلك وعن تأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني التي كانت تعده فرنسا فقد اكدت مصادر ديبلوماسية للديار ان السبب هو تقني وليس لاسباب سياسية حيث ان الجيش اللبناني يحظى باحتضان دولي كبير وخاصة من قبل اللجنة الخماسية التي تعتبر ان الاستقرار في لبنان يؤمن من خلال تماسك المؤسسة العسكرية اللبنانية والقوى الامنية. ولفتت هذه المصادر الى ان اللجنة الخماسية هي التي دفعت باتجاه التمديد لقائد الجيش الجنرال جوزاف عون لانها لا تريد اي اهتزاز في المؤسسة العسكرية بهدف منع الانفلات الامني في لبنان.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
رسالة إسرائيلية تحذيرية لمجلس الأمن
اعتصامات الشارع تطيح جلسة الحكومة
اذا لم تكن اقترافات ومجازر اسرائيل اليومية في حق اللبنانيين وغاراتها واستهدافاتها التي تكاد تحوّل المنطقة الجنوبية الحدودية الى ارض محروقة حرباً، فكيف تكون الحروب؟
وها هي الدولة العبرية توجه رسالة الى رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّها “ستفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على إسرائيل”.
واذا كانت الحرب الميدانية في الجنوب تطيح بالبشر والحجر، فحرب اللبنانيين مع دولتهم اطاحت جلسة مجلس الوزراء أمس، اذ اعتصم العسكريون المتقاعدون منذ الصباح الباكر في محيط السراي الحكومي مطالبين بحقوقهم وحق جميع الموظفين والعسكريين والمتقاعدين بالعدالة والمساواة والعيش الكريم وأشعلوا الإطارات مؤكدين منع اي وزير من دخول السراي، ما حدا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى ارجاء الجلسة الى موعد لاحق.
إرجاء مجلس الوزراء
إذاً، ارجأ الرئيس ميقاتي جلسة مجلس الوزراء امس. وقال في كلمة متلفزة مباشرة من السراي: “جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة وكانت مخصصة للبحث في “مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها”، وبما انه وردني الكثير من الملاحظات من معالي الوزراء على هذا المشروع، وبما ان لدي شخصيا ملاحظات عديدة عليه، كنت قد قررت ان يصار خلال هذه الجلسة الى مناقشة عامة لهذا المشروع والاتفاق على آلية لعرضه في الجلسات المقبلة لاقراره في مجلس الوزراء، خصوصا أنه كان من المستحيل اقراره اليوم بفعل كل الملاحظات التي وردت عليه. كذلك كنت أنوي أيضا ان أعرض في جلسة مجلس الوزراء المشروع الذي توصلنا اليه والمتعلق بتحسين أوضاع الموظفين والعسكريين واعطائهم بدل الانتاجية المطلوبة”.
اسرائيل تهدد
على خط آخر وفي تطور لافت، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئاسة مجلس الأمن الدولي بأنّ بلاده سوف “تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على إسرائيل”. ووجّه كاتس رسالة غير مسبوقة بتفاصيلها ومعطياتها الى مجلس الأمن، بحيث بدت إحاطة رسمية لإمكان شنّ حرب واسعة على لبنان. وتورد رسالة كاتس مواعيد وطرق نقل ذخائر متطورة من إيران الى “ الح.زب”، جوًّا، بحرًا وبرًّا. وتعتبر أنّ نقل هذه الأسلحة هو انتهاك للقرار 1701. ويضع كاتس ما يسمّيه وثائق عن نقل الأسلحة من إيران إلى العراق، ومن هناك إلى سوريا، فالحدود السورية اللبنانية، وتواريخ حصول ذلك. وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي في الرسالة بوجوب أن يدعو مجلس الأمن الحكومة اللبنانية إلى التنفيذ الكامل لقراراته، وتحمّل المسؤولية ومنع الهجمات من أراضيها ضد إسرائيل والتأكد من أن المنطقة حتى نهر الليطاني ستكون خالية من الوجود العسكري أو الأصول أو الأسلحة”. وقال: “لقد حذرت إسرائيل المجتمع الدولي، مرارا وتكرارا، من جهود إيران و الح.زب لتوسيع الوجود العسكري للح.زب. وتؤكد إسرائيل من جديد حقها الأساسي في القيام بكل ما تحتاجه في إطار القانون الدولي لحماية مواطنيها من هذه الانتهاكات الشنيعة”.
4 شهداء وجريح
ميدانياً، تمضي الآلة العسكرية الاسرائيلية في استهداف المدنيين والاماكن السكنية وجمعيات الاغاثة، وجديدها الليلة ما قبل الماضية، اذ اغارت على مركز للدفاع المدني في بلدة بليدا، ما أدى إلى سقوط 4 عناصر من الهيئة الصحية الاسلامية وفقاً للمعلومات الأوليّة، ونعت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية الشهيدين المسعفين حسين محمد خليل “حسين” مواليد العام 1997 من بلدة برعشيت، ومحمد يعقوب اسماعيل “أبو يعقوب” مواليد العام 1994 من بلدة بليدا. فيما نعى الح.زب محمد حسن طرّاف “أحمد” مواليد عام 1986 من بليدا. وصباح شهدت المنطقة الحدودية سلسلة اعتداءات بدأت بإستهداف بلدة الوزاني برشقات رشاشة غزيرة وعدد من قذائف المدفعية، ما أدى الى اصابة عسكري في الجيش اللبناني، وحصول أضرار بالمنازل ومزارع الماشية. كذلك تعرضت أطراف بلدة يارون لقصف مدفعي. وأفيد عن انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي في أجواء بلدة ميس الجبل. وطال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف مزرعة حلتا وأحراج كفرشوبا وكفرحمام. وبعد الظهر، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات بالصواريخ الثقيلة على جبل اللبونة، أطراف بلدة الناقورة الساحلية، وعلى بلدة كفركلا.
في المقابل، وفيما كانت صافرات الانذار الإسرائيلية تدوي من مستعمرة يفتاح إلى مستعمرة المطلة وسط سماع انفجارات للصواريخ الاعتراضية في أجواء الحدود في القطاع الشرقي من جنوب لبنان تحدث الاعلام الاسرائيلي عن إنفجار وقع في كريات شمونة ناجم عن سقوط صاروخ او طائرة مسيّرة بينما سجّل تحليق مروحيات العدو في أجواء المستعمرات الشمالية المقابلة لبلدتي بليدا وعيترون وصولا الى أجواء كريات شمونة.
قمة باريس
من جهة ثانية قالت مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان اجتماع القمة الذي سيعقد في فرنسا في 27 الجاري بين الرئيس الفرنسي وامير قطر بمشاركة قادة جيشي البلدين، علما ان لا مؤشرات حتى الساعة الى مشاركة القائد عون فيها، ستبحث في كيفية تطبيق القرار 1701 وسبل دعم ومساعدة الجيش اللبناني وحاجاته الضرورية، وقد اطلع عليها وفد الكونغرس الاميركي الذي زار بيروت اخيرا، ليتم عرضها لاحقا في مؤتمر روما المفترض عقده مطلع شهر آذار المقبل.
***************************
افتتاحية صحيفة البناء
المسافات بين الطروحات سبب تعثر المسار التفاوضي رغم محاولات الوسطاء/ نيويورك تايمز: أنفاق حماس سليمة و5000 من مقاتليها في شمال قطاع غزة/ أسامة حمدان: كسر الحصارعن غزة ووقف البضائع عن الكيان مسؤولية عربية
تقول المعلومات الواردة من باريس، حيث بدأت المفاوضات الهادفة للتوصل الى الاتفاق على صيغة هدنة قابلة للتمدد نحو وقف نهائي للحرب يتم خلالها تبادل الأسرى، إن المسافات بين الطروحات المتقابلة فلسطينياً وإسرائيلياً لا تزال أبعد من فتح الطريق نحو التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق، ولا يزال الموقف الإسرائيلي سلبياً تجاه أي صيغة تتضمن انسحاب قواته من قطاع غزة والتسليم بتثبيت وقف الحرب؛ وبالتوازي لا تزال العروض الإسرائيلية حول عدد ولوائح الأسرى الفلسطينيين المقترح للتبادل بعيدة جداً عن الحد الأدنى القابل للتفاوض فلسطينياً، بينما تقول قيادة المقاومة للوسطاء إنها مستعدة لمزيد من رسائل الميدان التي تؤكد فشل الحرب التي يعتقد الإسرائيلي أنها بديل التفاوض لحل ملف الأسرى.
على الصعيد العسكري، تستمر المواجهة في غزة في تأكيد قدرات المقاومة ومستوى حضورها الميداني على مساحة قطاع غزة، شمالاً ووسطاً وجنوباً، ونقلت أمس صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، أن «أغلبية شبكة أنفاق حماس لا تزال سليمة»، وأن «إسرائيل لن تكون قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على القدرة العسكرية لحماس»، مؤكدين أن «ما لا يقل عن 5000 مقاتل لحماس لا يزال في شمال قطاع غزة».
حركة حماس بلسان القيادي أسامة حمدان اعتبرت «أن حكومة نتنياهو ترى في إطالة زمن الحرب هدفاً أساسياً للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان على قطاع غزة»، مضيفاً أن «الحركة تعاملت بروح إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، وانطلقت في مواقفها من أولوياتها الواضحة في وقف العدوان على أبناء قطاع غزة وإنهاء معاناتهم الإنسانية»، مطالباً الدول العربية والإسلامية «بالتحرك العاجل لكسر الحصار على غزة»، داعياً الدول التي تمرّ فيها «شاحنات تجارية إلى «إسرائيل» إلى وقفها».
وبقي التصعيد سيد الموقف على الجبهة الجنوبية مع تراجع وتيرة العمليات العسكرية، فيما تتجه الأنظار الى ما ستفضي إليه مفاوضات باريس بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية عبر القطريين والفرنسيين والأميركيين في ظل تأكيد مصادر دبلوماسية لـ»البناء» بأن «المفاوضات في باريس تسير بشكل جدّي باتجاه تذليل العقد للتوصل الى لوقف مؤقت للأعمال الحربية»، كاشفة أن مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز كان في باريس منذ أيام وعاد اليها أمس الأول للمشاركة في اجتماعات الوفود التفاوضية في باريس ما يدل على تطورات ما حصلت منحت المفاوضات زخماً أكبر. مرجحة التوصل لاتفاق على مراحل منفصلة عن بعضها يبدأ بهدنة تدخل حيز التنفيذ قبل شهر رمضان وتبادل دفعة جديدة من الأسرى تمتد لـ45 يوماً مع فصل المراحل. وكان مجلس الحرب بعد اجتماعه أمس الأول، منح التفويض للوفد الأمني التفاوضي الإسرائيلي للسير بالتفاوض في باريس للتوصل الى اتفاق.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن محور التفاوض الذي يحصل بين القاهرة وباريس يتركز على نقطتين أساسيتين: الأولى معادلة الأسرى، إذ ترفض «إسرائيل» تصفير السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين لا سيما قيادات المقاومة السابقين المحكومين لعشرات السنوات، ما يمنح المقاومة وحركة حماس تحديداً انتصاراً مدوياً لا تتحمله «إسرائيل» لأنه سيترك تداعيات كبيرة ليس فقط على إعادة حركة حماس أقوى الى المعادلة في غزة بل لها تداعيات على الضفة الغربية وكل فلسطين. والثانية، وقف إطلاق للنار، إذ ترفض «إسرائيل» وقف إطلاق النار من دون تحقيق انتصارات ميدانية تغير في المعادلة التفاوضية والسياسية القائمة، وبالتالي لا يمكنها فرض تنازلات على المقاومة الفلسطينية. وتوقعت المصادر أن تستفيد «إسرائيل» من الوقت المتبقي للتوصل الى اتفاق في باريس بجولة جديدة من العمليات العسكرية الواسعة في غزة وجنوب لبنان لإفراغ بنك أهدافها العسكري والأمني ولتحسين أوراق التفاوض في المفاوضات لدفع المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات وخفض شروطها.
وكان العدو الإسرائيلي، واصل عدوانه على الجنوب، وأغار على مركز للدفاع المدني في بلدة بليدا، ما أدى إلى استشهاد 4 عناصر من الهيئة الصحية الإسلامية، ونعت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية الشهيدين المسعفين حسين محمد خليل «حسين» مواليد العام 1997 من بلدة برعشيت ومحمد يعقوب اسماعيل «أبو يعقوب» مواليد العام 1994 من بلدة بليدا، فيما نعى حزب الله محمد حسن طرّاف «أحمد» مواليد عام 1986 من بليدا.
وشهدت المنطقة الحدودية سلسلة اعتداءات بدأت باستهداف بلدة الوزاني برشقات رشاشة غزيرة وعدد من قذائف المدفعية ما أدّى الى إصابة عسكري في الجيش اللبناني، وحصول أضرار بالمنازل ومزارع الماشية. كذلك تعرّضت أطراف بلدة يارون لقصف مدفعي. وأفيد عن انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي في أجواء بلدة ميس الجبل. وطال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف مزرعة حلتا وأحراج كفرشوبا وكفرحمام. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات بالصواريخ الثقيلة على جبل اللبونة، أطراف بلدة الناقورة الساحلية، وعلى بلدة كفركلا.
وفيما كانت صافرات الإنذار الإسرائيلية تدوي من مستعمرة يفتاح إلى مستعمرة المطلة وسط سماع انفجارات للصواريخ الاعتراضية في أجواء الحدود في القطاع الشرقي من جنوب لبنان تحدث إعلام العدو عن انفجار وقع في كريات شمونة ناجم عن سقوط صاروخ أو طائرة مسيّرة بينما سجّل تحليق مروحيات العدو في أجواء المستعمرات الشمالية المقابلة لبلدتي بليدا وعيترون وصولاً إلى أجواء كريات شمونة.
وفي ظل العجز الإسرائيلي عن تغير الواقع الحدودي بالقوة العسكرية، لجأ الى مجلس الأمن الدولي في محاولة لرمي الكرة في ملعبه و»تبرئة ذمته» مما يقوم به من اعتداءات على لبنان، إذ أبلغ وزير خارجية العدو يسرائيل كاتس رئاسة مجلس الأمن الدولي زاعماً بأنّ بلاده سوف «تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكريًّا، في حال لم تطبّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجومات من حدودها على «إسرائيل»». ووجّه كاتس رسالة غير مسبوقة بتفاصيلها ومعطياتها الى مجلس الأمن، بحيث بدت إحاطة رسمية لإمكان شنّ حرب واسعة على لبنان. وطالب في الرسالة بوجوب أن يدعو مجلس الأمن الحكومة اللبنانية إلى التنفيذ الكامل لقراراته، وتحمّل المسؤولية ومنع الهجمات من أراضيها ضد «إسرائيل» والتأكد من أن المنطقة حتى نهر الليطاني ستكون خالية من الوجود العسكري أو الأصول أو الأسلحة».
وقرأت أوساط معنية لـ»البناء» هذه الرسالة بأنها استنجاد بمجلس الأمن الدولي وحثه على ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة اللبنانية لدفع حزب الله لوقف عملياته العسكرية أو تخفيفها الى الحد الأدنى للسماح للحكومة الإسرائيلية باستعادة المستوطنين المهجرين. ولا ترى المصادر بأن هذه الرسالة تمهيد لشن عدوان على لبنان، لأن العدو عندما يقرّر شن عدوان ويتأكد من قدرته على تحقيق انتصار فيه، لا يعي أي أهمية لمجلس الأمن ولا للأمم المتحدة وللقرارات والقوانين الدولية.
وأشار خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن «الاستهداف الإسرائيلي للمنازل والمدنيين والبنى التحتية الاقتصادية يعكس فشلاً استخباراياً إسرائيلياً ذريعاً، لأنه لا يملك بنك أهداف عسكرياً للمقاومة باستثناء اغتيال بعض الكوادر الأمنية والعسكرية في الحزب، لكنه يجهل كل قواعد ومنصات الصواريخ ومراكز القيادة والتحكم للمقاومة وشبكة تصنيع ونقل السلاح، في المقابل أثبت حزب الله أنه يملك بنك أهداف كبيراً للمراكز والقواعد العسكرية والاستخبارية الحيوية». ولاحظ الخبراء أنه «وعلى الرغم من تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية إلا أن «إسرائيل» لا تريد أن تكون البادئة في الحرب ولذلك تحاول تصعيد ضرباتها ضد المدنيين لاستفزاز حزب الله ليكون هو البادئ بالحرب لتكون ذريعة لتوسيع العدوان على لبنان، لكن الحزب لن يقع بالفخ الإسرائيلي ويمنح حكومة نتنياهو ذريعة ومشروعية للعدوان على لبنان».
لكن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أوضحت لـ»البناء» الى أن «الحزب لا يريد الحرب ويعمل على إبعاد شبحها قدر الإمكان أو إبقائها عند هذا الحد ولجم العدو عن التمادي في عدوانه على المدنيين ومنعه من كسر معادلة الردع التي فرضتها المقاومة طيلة أشهر الحرب وفرض قواعد اشتباك جديدة، لكن بحال وسع العدو عدوانه فإن للمقاومة كلاماً آخر وستكون الصواريخ والمفاجآت هي الفيصل بيننا وبين العدو، وسيدفع ثمناً باهظاً أكبر بكثير من الذي يدفعه في الحرب مع غزة أو الذي دفعه في حرب تموز 2006». وذكّرت المصادر العدو بنتائج حرب تموز وبالمفاجآت التي كشفت النقاب عنها المقاومة في الأيام الأخيرة للحرب والتي قلبت الموازين ودفعت الوسطاء للتواصل مع الرئيس نبيه بري المفاوض عن المقاومة آنذاك للطلب بوقف الحرب التي انتهت بتشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية (فينو غراد) في أسباب الهزيمة الإسرائيلية.
وأكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض خلال تشييع «حزب الله» عنصره هشام حسين عبد الله في مدينة الخيام «أننا لا ننكر لهذا العدو قدرته على التوحّش والقتل والتدمير، ولكن لا يفكّرن لحظة أنه بإمكانه أن يكسر إرادة المقاومة، أو أن يدفع أهلنا للتراجع عن خيارهم باحتضان المقاومة والثبات على خطها». وتوجّه فياض للعدو الإسرائيلي، بالقول: «ماضون في المواجهة معك، والهدف هو ردعك، وحماية الأهل والقرى، وصون سيادة هذا الوطن وعزته وحريته واستقلاله، وبإذنه تعالى، كما انتصرنا عليك في كل المواجهات السابقة، سننتصر في هذه المواجهة أيضاً، ونحن واثقون بوعد الله تعالى بالنصر».
إلى ذلك، لفتت مصادر إعلامية أن اجتماع القمة الذي سيعقد في فرنسا في 27 الحالي بين الرئيس الفرنسي وأمير قطر بمشاركة قادة جيشي البلدين، ستبحث في كيفية تطبيق القرار 1701 وسبل دعم ومساعدة الجيش اللبناني وحاجاته الضرورية، وقد اطلع عليها وفد الكونغرس الأميركي الذي زار بيروت أخيراً، ليتم عرضها لاحقاً في مؤتمر روما المفترض عقده مطلع شهر آذار المقبل».
على صعيد آخر، أرجأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة مجلس الوزراء أمس، والتي كانت مخصصة للبحث في «مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها». وقال في كلمة متلفزة مباشرة من السراي: «كنا قد توصلنا مع كل الأطراف من العسكريين في الخدمة والقطاع العام وجزء كبير من المتقاعدين الى حل مقبول من الجميع، ولكن ولسوء الخظ فوجئنا اليوم بالسلبية في الشارع وبالأعمال الشعبوية. وحفاظاً مني على تفادي أي تصادم مع أحد، وكي لا نزيد في الطين بلة، ولتفادي أي مشكلة إضافية، لكل هذه الاعتبارات، أبلغت السادة الوزراء عن تأجيل انعقاد الجلسة، وسأقوم بالدعوة الى عقد الجلسة الأسبوع المقبل، وهي ستكون مهمة».
وأضاف: «إذا لم يحصل النقاش في مجلس الوزراء فأين يحصل؟ هل يحصل النقاش في الشارع؟». وتابع ميقاتي: «نحن سنعقد جلسة لمجلس الوزراء وسنتخذ القرارات اللازمة مع الأخذ بعين الاعتبار بأننا محكومون بأمرين، الأول: الموازنة التي لا نستطيع أن نتجاوز الاعتمادات المرصودة فيها لتحسين الرواتب، والثاني، وبنتيجة اتصالاتنا ونقاشاتنا مع مصرف لبنان، فإننا محكومون بسقف معين من الإنفاق، وأي إنفاق قد يتجاوز هذا السقف قد يؤدي إلى تضخم إضافي، وبذلك يكون ما اعطيناه بيد قد اخذناه باليد أخرى. ليس وارداً لدينا أبداً ان نزيد الإنفاق فوق السقف الذي حدده مصرف لبنان بالاتفاق معنا، وبقناعتنا التامة. من هنا أناشد الجميع التحلي بالإيجابية، خصوصاً أن الحوافز التي كانت ستعطى كانت كما طلبوا، وهي مغرية وكبيرة للرتب الدنيا للمتقاعدين وترضي كل الفئات».
نسخ الرابط :