افتتاحية صحيفة الأخبار:
جبهة الجنوب: العدوّ يحاول فرض معادلات جديدة
وسّع العدوّ الإسرائيلي اعتداءاته أمس، شماليّ نهر الليطاني، إلى أعماق جديدة تتجاوز الأربعين كيلومتراً، مستهدفاً منشآت صناعية في محيط بلدة الغازية الساحلية جنوبيّ صيدا، مدّعياً أنه قصف بنى تحتية عسكرية لحزب الله.المؤكد أن العدوّ لم يخطئ في إحداثياته، وأنه يعلم أنه استهدف منشآت صناعية لا بنى تحتية للمقاومة. والمؤكد أيضاً أنّ العدوان في محيط الغازية يتخطّى كونه رداً ميدانياً على عملية للمقاومة هنا أو هناك، كما تذرّع بذلك الناطق العسكري باسم جيش العدوّ، ليشكّل تجاوزاً إضافياً للقواعد التي حكمت الميدان حتى الآن، ويؤسّس، مع مجزرتَي النبطية والصوانة اللتين استهدفتا مدنيّين، الأسبوع الماضي، لمعادلة جديدة يحاول العدوّ فرضها على المقاومة ولبنان.
فبعد فشل الضغوط الميدانية السابقة، ومساعي الوفود الأجنبية للترويج للمطالب الإسرائيلية، وإحباط أيّ أمل بتحقيقها عقب الخطابَين الأخيرَين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وجد العدوّ نفسه مدفوعاً إلى رفع مستوى الضغوط في محاولة لتوجيه مروحة من الرسائل.
أبرز ما يُميِّز هذا العدوان عمقه الجغرافي الذي يريد من خلاله العدوّ توجيه رسالة مفادها أنه على استعداد لتوسعة المواجهة، وللذهاب أبعد ممّا جرى حتى الآن في سياق التصاعد المرتقب للمعركة. لا يعني ذلك أنه يتّجه نحو حرب واسعة وشاملة، إذ لا يزال أداؤه تحت هذا السقف، وإنْ كان متحرّكاً على وقع التطورات الميدانية والسياسية.
في هذا السياق، يندرج اعتداء الغازية ضمن دينامية الميدان وترجمة لرفع مستوى الضغوط، وهو ليس مفاجئاً مع الأخذ في الحسبان المرحلة التي بلغتها المعركة وانسداد السبل السياسية وفشل التهويل والضغوط الميدانية في سياق ما سمّاه العدوّ «استراتيجية الردع الفعّال». وهو، لذلك، انتقل الى محاولة إرباك حسابات المقاومة عبر وضعها أمام خيارَين: التكيّف مع السقف الجديد من الاعتداءات، أو الردّ التناسبي الذي يدفع العدوّ باتجاهات أشدّ والتدحرج نحو مواجهة كبرى.
وينبع هذا الرهان الإسرائيلي من تقدير مفاده أن حزب الله حريص على تجنب التدحرج نحو حرب واسعة. لكن كل ذلك يندرج ضمن إطار التكتيك التقليدي الذي يتبعه أطراف الصراع. ففي المقابل، بإمكان حزب الله أن يرتقي درجة إضافية في ردوده، وينقل كرة النار الى مؤسسة القرار الإسرائيلي، ويضعها أيضاً بين التكيّف مع هذا المستوى من الردود أو العودة الى القواعد السابقة، أو التدحرج نحو مواجهة كبرى.
النتيجة الأهم في كل هذا السياق أنّ المقاومة، بكل أطرافها، ليست في وارد الإذعان للشروط الإسرائيلية التي ستفتح الطريق أمام تغيير جذري في المعادلة التي تحمي لبنان. وأيّ اتفاق مفترض لاحقاً، سيكون محكوماً بالتموضع التي ترى فيه المقاومة حفاظاً على قدراتها الردعية والدفاعية. أضف أن المقاومة حاسمة في مسألة أنها ليست في وارد فك ارتباط جبهة لبنان عن جبهة غزة. وهي، أيضاً، لن تسمح للعدوّ بأن يفرض معادلة اعتداء وردّ من جانب واحد، وهو ما كان حاكماً على أدائها في الأشهر الماضية.
وبعد تحليق مكثّف منذ ساعات الصباح للطائرات المعادية ومسيّرات الاستطلاع في أجواء منطقة الغازية على علوٍّ منخفض، أغار طيران العدو عصراً على مستودع لمعمل أحجار في سهل الغازية قرب أوتوستراد صيدا – صور. بالتزامن، وعلى بعد كيلومترين، أطلقت الطائرات صاروخَين على مستودع آخر تابع لمعمل تصنيع مولدات وألواح طاقة شمسية، ما أدّى إلى اندلاع حريق ضخم عملت فرق الإطفاء التي قدمت من كلّ مراكز الجنوب والمتن وبيروت حتى ساعة متأخرة من الليل على إطفائه.
ورداً على ادّعاءات العدوّ بأنّ الغارتين استهدفتا مخازن أسلحة، أكد أحد أصحاب معمل المولدات محمد غدار أن المستودع منشأة صناعية، وقال إن الأضرار اقتصرت على الماديات.
في غضون ذلك، واصل حزب الله أمس ضرب المواقع الإسرائيلية على طول الحدود الجنوبية مع شمال فلسطين المحتلة، واستهدف موقع بركة ريشا، وموقعَي الرمتا والسماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. فيما دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات بيت هيلل، كفار جلعادي، كفار يوفال، المطلة، المنارة، معيان باروخ، مرغليوت، مسكاف عام، وكريات شمونه خشية تسلل طائرات مسيّرة.
وإذا كان أحد أهداف العدوّ من توسيع رقعة اعتداءاته على لبنان إظهار سيطرته لطمأنة جبهته الداخلية، وخصوصاً مستوطني المستعمرات الشمالية الذين يبدون قلقاً وانعدام ثقة تجاه المؤسستَين العسكرية والسياسية في إسرائيل، في ظلّ انعدام أفق الحلول الكفيلة بطمأنتهم حيال مستقبل وجودهم في الشمال، يتصرف هؤلاء على أساس أن لا عودة قريبة محتملة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول 2023. وفي هذا الإطار، ذكر موقع «والاه» أنه بعد الإنذار الذي وجّهته إدارة أحد الفنادق لمستوطني كريات شمونة بضرورة إخلاء الفندق مطلع آذار المقبل، رفض رئيس بلدية كريات شمونة الأمر واعتبره تهجيراً قسرياً، وحثّ المستوطنين على البقاء في الفندق حتى لو أدى ذلك إلى تصادم مع الجيش الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أنه بعد خطاب السيد نصر الله الذي هدّد بأن صواريخ حزب الله يمكن أن تصل إلى إيلات، سُجّلت زيادة بنسبة 287% في شراء أجهزة الطوارئ كالمصابيح الكهربائية والبطاريات وأجهزة الشحن والمولّدات. فيما اشتكى رؤساء المجالس والمستوطنون الذين بقوا في مناطق القتال في الشمال من تصرفات الجنود الإسرائيليين الذين يدخلون المستوطنات من دون تنسيق ويسبّبون دماراً ملحوظاً في المنازل السكنية وأماكن الإقامة.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
تحرُّك متجدّد لسفراء الخماسية على نار الجنوب
تطوّر ميداني جديد في مسار المواجهات المتصاعدة والمتسعة تباعا بين إسرائيل و”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”، أقدمت عليه إسرائيل عصر امس بتوسيع استهدافاتها الجوية الى الغازية جنوب صيدا، في سابقة إضافية بعدما كانت قبل اكثر من أسبوعين وسعت اطار الاغتيالات الى ساحل الشوف الجنوبي. ومع ان واقع الجبهة الجنوبية لا يوحي بتبدلات كبيرة بعد على النحو المثير للقلق من انفجار حرب واسعة، اقله وفق معظم التقديرات الديبلوماسية والميدانية سواء بسواء، فان وتيرة المخاوف ارتفعت بإزاء اصطدام مشروع التسوية او الهدنة في غزة بتعقيدات وصفت بانها أعطبت الوساطات التي تتولاها قطر خصوصا بما يعني ان الأنظار ستبقى ترصد تداعيات هذا التعثر على الجبهة الجنوبية إسوة بغزة. ولاحظت أوساط معنية في هذا السياق ان الخطاب الديبلوماسي الغالب المتصل بحرب غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بات يربط تلقائيا مصير الثانية بتطورات الأولى، بما يعتبر تطورا خطيرا بالنسبة الى لبنان في وقت لا تبدو معه أي معالم مريحة لتحركات ديبلوماسية فعالة من شأنها ان تلجم اندفاعات التصعيد واتساع المواجهات الى الحد الكافي الذي يضمن عدم سقوط لبنان في لحظة ما في كارثة انفجار حرب واسعة. وأشارت هذه الأوساط الى ان الجهات الرسمية اللبنانية لم تتلق أي اشعار رسمي حيال أي تحرك جديد للموفد الأميركي اموس هوكشتاين في اتجاه تبريد الجبهة الجنوبية ولو ان معلومات ترددت عن زيارة جديدة سيقوم بها في قابل الأيام لإسرائيل ولا تشمل لبنان .
في هذا السياق عكس التواصل الفرنسي المصري ارتفاع منسوب المخاوف على انزلاق لبنان نحو حرب واسعة. اذ أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله “ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة”. وكشف بيان قصر الاليزيه أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين. كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن.
غير انه وسط هذه الأجواء بدا ان ثمة ما عاد ليتحرك على خط ازمة الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، أفادت المعلومات ان اجتماعا سيعقد في الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلثاء في قصر الصنوبر، يجمع سفراء المجموعة الدولية الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. ومن شأن هذا الاجتماع ان يشكل استكمالا للتحرك الذي باشره السفراء الخمسة مجتمعين بدءا بزيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي ظل تبادلهم للمعطيات التي أعقبت تلك الزيارة ربما يبرز جديد ما في شأن تحركهم المقبل محليا.
الغارات
اما وقائع التطورات الميدانية امس فكان اخطرها تنفيذ الطيران الاسرائيلي غارتين على منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية، فيما شوهدت اعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة. وتردد صوت الغارتين في ارجاء مدينة صيدا ومخيماتها، مما اثار حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين، بعدما تخطت الضربات الاسرائيلية مؤخرا الحدود الجنوبية. وطاولت الغارتان على الغازية منطقة صناعية سكنية ودمرتا معملا لصناعة الحديد والصلب ومعملا للمولدات الكهربائية ويحتوي مخازن كبيرة للمازوت وشبت حرائق كبيرة في المنطقة. وادّت الغارتان الى دمار واسع في كل المنطقة المستهدفة وامتدت الحرائق لساعات في معمل شركة المولدات الكهربائية “إنفينيتي باور” الذي يضم ثلاثة هنغارات كبيرة ولكن القصف حصل بعد خروج العمال منه ومعظمهم من العمال السوريين. وقد أفيد عن إصابة نحو 14 عاملا من العمال السوريين والفلسطينيين معظم اصاباتهم طفيفة. ونفى صاحب الشركة المزاعم الإسرائيلية عن وجود مخازن أسلحة وصواريخ لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” في المعمل وقال ان المكاتب والمولدات اخترقت بكاملها.
واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم إستهداف مستودعات لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” قرب صيدا. وقال أن “القصف جاء رداً على انفجار قطعة جوية معادية تم العثور على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر امس”، وأضاف: “سنواصل العمل بقوة رداً على اعتداءات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد اعلنت أن “الجيش استهدف بنية تحتية لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في هجوم الغازية قرب صيدا” واشارت الى ان “هجوم صيدا استهدف البنى التحتية لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وليس عملية اغتيال”. و افيد بأن غارات استهدفت منطقة الغازية، غارتين على المنطقة الصناعية خلف مستشفى الراعي وغارتين بالقرب من الريجي امام سوبر ماركت التوفير. وحلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق صيدا وإقليم الخروب على علو منخفض.
وكان الجيش الاسرائيلي اعلن صباحا إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “العديد من الطرق تم إغلاقها في منطقة الجليل الغربي شمالي إسرائيل، وذلك عقب تصاعد حدّة الإشتباكات على الجبهة الشمالية”.
وفي المقابل، اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استهدافه بعد ظهر امس موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة كما استهدافه موقع الرمتا في مزارع شبعا .
واصدرت وزارة الخارجية بيانا “دعت فيه كل الدول الراغبة بإعادة الاستقرار والهدوء الى الجنوب اللبناني الى إدانة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتمادية على لبنان، وآخرها ما حصل امس من إعتداء اسرائيلي في بلدة الغازية #جنوب لبنان”. كذلك طالبت الوزارة “المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف محاولاتها الاستفزازية لتوسيع دائرة الحرب، وإستدراج لبنان الى حرب يسعى جاهدا لمنع حصولها نظرا لتهديدها أمن واستقرار لبنان والمنطقة برمتها، ولن ينتج عنها سوى الويلات والخراب”.
الموازنة
على صعيد آخر علق #المجلس الدستوري امس مفعول المواد ٩٤/٩٣/٧٢/٤٥/٣٦/ من قانون الموازنة العامة لسنة ٢٠٢٤ إلى حين البت بالمراجعة، بعد أن تقدم عدد من النواب في كتلة “الجمهورية القوية” بالطعن بقانون الموازنة لأسباب عدّة، أبرزها “غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة” على أن يصدر المجلس قراره النهائي في مدة أقصاها شهر من تاريخ تقديم الطعن.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الخُماسية” تتحرّك مجدّداً على وقْع مخاوف ماكرون والسيسي
الغارات على الغازية تهزّ صيدا ومسيّرة “الحزب” تبلغ طبريا
للمرة الأولى منذ حرب غزة، امتدت المواجهات على الحدود الجنوبية أمس الى جوار صيدا. وأدّت غارتان إسرائيليتان تباعاً الى تدمير منشآت في بلدة الغازية، وأسفرتا عن جرح 14 شخصاً، قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنّ معظمهم من العمال السوريين والفلسطينيين. فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف «مستودعات أسلحة» لـ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». وأفاد موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» أن الغارتين استهدفتا «مستودعاً تابعاً لمعمل لصناعة المولدات، ومستودعاً آخر تابعاً لمعمل لتصنيع الحديد».
وفي مقابلة أجرتها قناة «الجزيرة» القطرية مع عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، وضع الغارتين في سياق المواجهات الدائرة بين «الحزب» وإسرائيل.
ورداً على سؤال، قال فضل الله: «لا حديث (حول الوضع في الجنوب) قبل انتهاء حرب غزة». ورفض ما سمّاه «الشروط الإسرائيلية»، قائلاً:» أهل الأرض هم من يقررون. وما يطرحه الموفدون لا مكان له في النقاش».
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري «إنّ الجيش الإسرائيلي كان وراء غارات جوية كبيرة بالقرب من صيدا في لبنان»، وأضاف: «إن الضربات تأتي رداً على طائرة بدون طيار محمّلة بالمتفجرات تابعة لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ضربت حقلاً مفتوحا» في منطقة طبريا قرب بلدة أربيل الشمالية».
ولفت الإعلام الإسرائيلي الى أنّ الهجوم المشتبه به بطائرة بدون طيار، وقع على بعد حوالى 30 كيلومتراً من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وهو أعمق بكثير داخل إسرائيل من معظم الهجمات التي شنّها «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، والتي استهدفت إلى حد كبير المنطقة الحدودية والجليل الأعلى.
وليلاً، كتب الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على موقع «اكس»: «بعد الاعتداءات المتكررة على لبنان من قبل إسرائيل يبدو اننا دخلنا في حرب مفتوحة طويلة قد تستغرق أشهراً أو أكثر. لذا أنصح كمراقب بضرورة حصر النزاع إذا أمكن في حل المشاكل العالقة الحدودية والتقيد بالقرار 1701 واتفاق الهدنة تفادياً لأي انزلاق إلى المجهول».
ومن التطورات الميدانية، الى المستجدات الديبلوماسية. فمن المقرّر أن يجتمع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر الرابعة عصر اليوم، للاطلاع، بحسب معلومات «نداء الوطن»، على نتائج لقاءات السفير السعودي وليد البخاري في الرياض، خصوصاً مع المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. ويتوقع تحديد الخطوات التالية، بحيث لا تكون زيارة السفراء الجماعية الأخيرة الى عين التينة يتيمة، وسيتم وضع برنامج لزيارات مماثلة ذات تأثير مباشر على الاستحقاق الرئاسي، كما سيجرى تقييم للقاءات التي عقدها السفراء إفرادياً مع قيادات لبنانية.
وسبق تحرك سفراء «الخماسية» في لبنان اتصال هاتفي أجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد خلاله «ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الأحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة»، كما ورد في بيان قصر الأليزيه .
وتوقعت قناة «ان بي ان» التابعة للرئيس بري زيارة كل من الموفدين الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان ايف لودريان لبنان.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تستهدف مدخل صيدا رداً على مُسيّرة «مجهولة» سقطت قرب طبريا
للمرة الأولى تطول الغارات الجوية «الغازية» على بُعد 50 كيلومتراً من الحدود مع لبنان
بيروت: نذير رضا
وسّعت إسرائيل نطاق ضرباتها الى العمق اللبناني بشكل دراماتيكي، حيث استهدفت غارتان عنيفتان مدينة الغازية الملاصقة لمدينة صيدا على أوتوستراد الجنوب الرئيسي، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، رداً على مُسيّرة «مجهولة» قال الجيش الإسرائيلي إنه كان يحقق في ملابسات سقوطها في منطقة طبريا، ولم يتبنّ أحد إطلاقها، تماماً كالصواريخ التي أصابت صفد الأسبوع الماضي وبقيت ظروف إطلاقها مجهولة حتى الآن.
وأظهرت مقاطع فيديو تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي انفجاراً ضخماً لحظة تنفيذ الطائرات الإسرائيلية غارة جوية قرب أوتوستراد الغازية على مدخل صيدا الجنوبي، حيث تصاعدت ألسنة اللهب، قبل أن تدوّي غارة أخرى على بُعد نحو 3 كيلومترات جنوباً. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الطائرات الإسرائيلية رمت قنبلتين على بنية تحتية لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في الغازية.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الغارتين استهدفتا معملاً للإطارات والزيوت، ومجبلاً للخرسانة في المنطقة، واستهدفت الأولى المدينة الصناعية خلف مستشفى الراعي، فيما استهدفت الثانية الجهة الثانية من الأوتوستراد، علماً أن المنطقة تحوي واحدة من كبرى المدن الصناعية في لبنان، وتتضمن منشآت صناعية ومعامل خرسانة وأحجار باطون، كما تتضمن هنغارات لتجميع الخردة.
وفيما لم يصدر إعلان رسمي حتى المساء بالخسائر البشرية، تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن سقوط جرحى في صفوف عمال سوريين يعملون في المنطقة.
ويعد هذا الاستهداف الأول لمنطقة صيدا ومحيطها على أوتوستراد الجنوب، ويبعد الموقع المستهدف نحو 50 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية، علماً أن التوسع أكثر في العمق إلى شمال صيدا والضاحية الجنوبية لبيروت، تم ضمن مسار ملاحقة إسرائيليين لقياديين فلسطينيين.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي مساءً: «استهدفنا مستودعات أسلحة لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه قرب صيدا ردًّا على انفجار قطعة جوية معادية عثرنا على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر اليوم». وأضاف: «سنواصل العمل بقوة رداً على اعتداءات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
مُسيّرة «مجهولة» في طبريا
وبينما لم يعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، حتى مساء الاثنين، أي عملية عسكرية نفّذها ضد مواقع إسرائيلية، سُمع دويّ انفجار صباح الاثنين، في منطقة طبريا وعُثر على بقايا جسم ُيشتبه أنه طائرة مُسيّرة، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. وفتحت الشرطة والجيش الإسرائيلي تحقيقاً في مصدر الجسم، ولم يُعرف ما إذا كان الحديث عن مسيّرة تسللت من لبنان. وقرر الجيش الإسرائيلي على أثر الحادثة، إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى، والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان بعد تقييم الوضع الأمني.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «رُصِدَت في منطقة أربيل في الجليل الأسفل صباح الاثنين بقايا قطعة جوية في منطقة مفتوحة، حيث يُرجح أن الطائرة غير تابعة للجيش». وأضاف: «يجري التحقيق في ملابسات الحادث، وتوجد قوات جيش الدفاع وشرطة إسرائيل في المكان».
وبقيت حادثة المُسيّرة ضبابية، وتُضاف الى الصواريخ التي استهدفت الأسبوع الماضي قاعدة عسكرية قرب مدينة صفد، وأسفرت عن مقتل جندية وإصابة 8 آخرين بجروح، وهي عملية لم يتبنّها أي طرف في لبنان، علماً أن القاعدة المستهدفة تبعد أكثر من 15 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع لبنان. وتُضاف اليوم حادثة المُسيّرة التي سقطت في موقع يبعد بالحد الأدنى مسافة 25 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع لبنان.
وبينما دوَّت صافرة إنذار في «زرعيت» على الحدود مع لبنان، حسبما أفاد الإعلام الإسرائيلي، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الجيش هاجم أهدافاً تابعة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في مناطق مختلفة في جنوب لبنان؛ منها استهداف مبنى رُصد فيه عنصر خلال عمليات الاستطلاع. وقال إن طائرات مقاتلة أغارت على بنى تحتية للحزب في منطقة قرية الظهيرة بالجنوب.
وقال إنه على مدار آخر أربع وعشرين ساعة هوجمت منصة إطلاق قذائف صاروخية تابعة للحزب في منطقة عيترون إلى جانب بنية تحتية عسكرية في منطقة عديسة، وأُطلقت نيران المدفعية باتجاه مناطق أخرى على أرض لبنان.
كان الجيش قد قال إن محللة معلومات استخباراتية مرئية رصدت، الأحد، من خلال وسائل جمع المعلومات الاستخباراتية عنصراً يدخل مبنى عسكري تابع للحزب في منطقة عيتا الشعب، مضيفاً أنه «فور الرصد، استنفرت طائرات مقاتلة وأغارت عليه خلال فترة وجيزة».
وعاشت قرى القطاعين الغربي والأوسط ليلاً حذراً ومتوتراً تخلله إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي على كامل المنطقة الحدودية وصولاً الى مدينة صور.
تأتي تلك الضربات بعد أسبوع من التصعيد، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 لبنانياً، بينهم 11 مدنياً على الأقل، على الأراضي اللبنانية، وهي أعلى حصيلة من القتلى في أسبوع منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتقول الجهات الرسمية إن إسرائيل دمرت 55 وحدة سكنية خلال 3 أيام من التصعيد، فضلاً عن ضربات نفّذها الجيش الإسرائيلي ضد أهداف حيوية أسفرت عن قطع طرقات وتضرر منشآت مدنية يستفيد منها عشرات الآلاف.
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية إن سكان القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق «يعيشون معاناة، إذ تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين والبنى التحتية».
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تفاقم الأزمات يهدّد بنكبات.. الرئاسة: ضياع .. إسرائيل توسع عدوانها إلى الغازية
لبنان على منصّة التصويب، يتهدّده مثلث رعب حقيقي؛ أزمات مالية واجتماعية متفاقمة في الداخل، سياسات شيطانية تعبث بمصيره، ونار متصاعدة على جبهة الجنوب تقترب شيئاً فشيئاً من السقوط في آتون حرب، ينذر بها توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها التي بلغت امس منطقة صيدا – الزهراني .. مثلث قاتل، تؤسّس كل أضلاعه مجتمعة او متفرقة، لعواقب وخيمة لا بل مفجعة، على بلد بالكاد ينبض بالحياة، واللبنانيون المكسورون مرعوبون من الآتي الأعظم ومما يخبئه لهم صندوق المفاجآت من أهوال ونكبات.
غليان جنوباً
في موازاة الانهيار المالي والاقتصادي، والاستعصاء العبثي في الملف الرئاسي، يبدو انّ الوضع الحربي على الجبهة الجنوبيّة قد بدأ الدخول في مدار المفاجآت الدراماتيكية، حيث نحى بالأمس الى تصعيد كبير لا يوفّر اي منطقة جنوبية، تجلّى ذلك في الاعتداءات الاسرائيلية المكثفة بالغارات الجوية والقصف المدفعي على القرى والبلدات اللبنانية واستهداف المدنيين، بالتزامن مع تهديدات متتالية بعمل عسكري واسع ضدّ لبنان، يطلقها المستويان العسكري والسياسي في اسرائيل.
الخطير في هذا الوضع، هو تمدّد الاعتداءات الاسرائيلية من المنطقة الحدودية الى مسافات بعيدة من خط الحدود، حيث بعد العملية العدوانية في جدرا الشوف، تمدّدت هذه الاعتداءات بالأمس الى ما يزيد عن 50 كيلومتراً من الحدود، باستهداف منطقة الزهراني وصيدا، بغارات جوية استهدفت مستودعاً في المنطقة الصناعية لصناعة المولّدات خلف مستشفى الراعي، ومستودعاً تابعاً لمعمل لتصنيع الحديد في منطقة الغازية، ما ادّى الى تدمير المستودعين واصبة 13 شخصاً بجروح. واعلن الجيش الاسرائيلي انّه استهدف بنية تحتية لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في هجوم الغازية قرب صيدا. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: «هاجمنا مخازن اسلحة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في الغازية رداً على هجوم مسيّرة للحزب على طبريا».
وقد نفى صاحب شركة المولّدات «إنفينيت باور» المستهدفة في غارة الغازية، وجود أي مخازن أسلحة، مشيراً في حديث للصحافيين الى أنّ المكاتب والمولّدات احترقت بالكامل.
ويأتي هذا العدوان، في أعقاب سلسلة غارات نفّذها طيران العدو على وادي مريمين والعديسة وميس الجبل وبليدا وبين البستان ويارين، واطراف بلدة مروحين، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف طال ميس الجبل واطراف علما الشعب، الضهيرة، شيار بيت هيدوس بين بيت ليف وياطر، وعيتا الشعب وعدد من بلدات القطاع الشرقي.
وفي المقابل، رفع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وتيرة العمليات العسكرية التي ينفّذها ضدّ مواقع جيش العدو والمستوطنات الاسرائيلية. وأعلن انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع زرعيت وموقع بركة ريشا وموقع الرمتا وموقع السماقة في مزارع شبعا.
4 اشهر على الأقل
الى ذلك، لا تبدو في الأفق الجنوبي اي مؤشرات لتبريد الجبهة المشتعلة بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» والجيش الاسرائيلي. وردّت مصادر مسؤولة ذلك الى عدم قبول لبنان اي شروط تطمئن الجانب الاسرائيلي، وتُخضع الجانب اللبناني، ولمسافة كيلومترات بعيداً من الحدود، لترتيبات على حساب لبنان توفّر الامن والاستقرار للمستوطنين في المستعمرات الاسرائيلية القريبة من الحدود.
واكّدت المصادر أن لا إمكانية لتمرير ترتيبات من هذا النوع، تتجاوز القرار 1701 الذي يؤكّد لبنان التزامه الكامل بكل مندرجاته،. والتهديدات الاسرائيلية لن تغيّر في الموقف اللبناني وهو ما تمّ ابلاغه لكل الموفدين.
وفي ظلّ هذا التعقيد، رجحت المصادر استمرار وتيرة التصعيد على حالها من التفجّر، مع احتمال تدرّجها صعوداً، طالما انّ الحرب الاسرائيلية متواصلة على قطاع غزة، ولفتت الى أنّ الحلول ليست وشيكة، ونقلت عن بعض الديبلوماسيين الاوروبيين تخوّفهم من استمرار هذه الحرب لأربعة اشهر اضافية على أقل تقدير.
تهديدات
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، «إنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يواصل عدوانه على المجتمع الإسرائيلي في الشمال، وعليه أن يتراجع عن حدودنا وسنحقق ذلك ديبلوماسياً أو عسكرياً».
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إنّ «الحكومة فقدت ثقة الأميركيين والمجتمع الدولي ونحن بحاجة للتغيير، وإسرائيل بحاجة إلى إعادة ثقة الجمهور في مستواها السياسي ومن أخفق لا يمكن أن يصلح»، معتبراً أنّ «الحكومة لا تفعل شيئاً غير العراك مع الأميركيين ولا خطط لديها بشأن عودة المستوطنين في الشمال».
اما رئيسة بلدية حيفا فدعت الحكومة الاسرائيلية الى عدم الدخول في حرب مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، خشية إلحاق اضرار ضخمة بالمدينة».
الى ذلك، قال تقرير إسرائيلي أنّه بعد خطاب الأمين العام لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» السيد حسن ن.ص.ر.الله قبل يومين، وتهديده بإطلاق صواريخ يمكن أن تمتدّ من كريات شمونة إلى إيلات، اندفع آلاف الإسرائيليين باتجاه المتاجر لشراء إحتياجات الطوارئ.
وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أنّه «تمّ تسجيل زيادة بنسبة 287% في شراء أجهزة الطوارئ مثل المصابيح الكهربائية، البطاريات وأجهزة الشحن والمولّدات». وأضافت: «الخطاب المتزايد حول الحرب في الشمال مع لبنان نجح في ممارسة ضغوط كبيرة على العديد من المستهلكين داخل إسرائيل، إذ أنّ هؤلاء يخشون ما قد يحصل، ويجهّزون أنفسهم بمجموعة واسعة من المنتجات المرتبطة بالطوارئ».
وتحدثت الصحيفة عن «هجمة» من العملاء على ألواح الطاقة الشمسية بقوة تصل إلى 500 واط، مشيراً إلى أنّ هذا المنتج هو «الأكثر طلباً» حالياً.
وذكرت تقارير الإعلام الاسرائيلي أنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» يتقدّم نحو عالم الدقّة في صواريخه، كنوع من بديل عن سلاح جو.
وبحسب التقارير فإنّ إسرائيل استنتجت من عمليات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» اليومية أنّ الحزب حوّل قذائف «غراد» الصاروخية وقذائف صاروخية أخرى قصيرة المدى إلى سلاح موجّه ودقيق.
وكشف الإعلام الإسرائيلي «أنّ الجبهة الداخلية تتخوّف من اندلاع حرب شاملة، وذلك منذ الخطاب الأخير لن.ص.ر. الله، ودلالات ما جاء فيه. مشيراً الى انّ هناك استنفاراً عالياً وجاهزية في الميدان على الحدود الشمالية، وإسرائيل تقف طوال الوقت على حافة الحرب».
«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»
الى ذلك، أكّد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد، في احتفال تأبيني في طير دبا امس، انّ «العدو الصهيوني اليوم يكاد أن يصل إلى آخر الطريق، ومهما أُعطيت له الفرص من أولئك الذين يرعون جرائمه وإرهابه ويدعمونه ويذخّرون له ويموّلونه ويتواطؤون مع عدوانه، ويأملون بتحقيق أهدافه من أنظمتنا المنهزمة والمتساقطة التي تريد أن تسحق المقاومة في غزة لترتاح من همّها حتى تزرع الفحش في بلادنا، وتسرق ثروات أمتنا وتهبها للمستكبرين دون محاسبة من أحد، فإنّ هذا العدو لن يصل إلى نتيجة».
وقال: «العدو الإسرائيلي يمهّد للدخول إلى رفح، ويراهن على أن يستبيحها رغم وجود مليون و400 ألف غزاوي هناك، والعالم كله يستهول أن ترتكب المجازر حتى لا يحرجهم العدو الإسرائيلي، ولكن مع ذلك يعطونه الفرص، ولكن حتى لو دخل إلى رفح سيعود خالي الوفاض، فاشلاً لم ولن يحقق الهدف من عدوانه، والنصر آتٍ ومؤزّر، وهو مؤكّد وحتمي لنا، لأنّ ثباتنا وجهادنا وبطولات أبنائنا وشجاعتهم، أحبطت مشروعه وأوهامه وتطلّعاته، ولا بدّ أن يُذعن وينكفئ، والحساب مستمر ومتواصل معه، وهذه الحرب سجال بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ولن نكون في حروبنا معه إلاّ المنتصرين».
جنبلاط
وفي السياق، كتب النائب السابق وليد جنبلاط عبر منصة أكس: بعد الإعتداءات المتكررة على لبنان من قبل إسرائيل، يبدو أننا دخلنا في حرب مفتوحة وطويلة قد تستغرق أشهراً أو أكثر.
وأضاف: لذا أنصح كمراقب بضرورة حصر النزاع إذا أمكن في حل المشاكل العالقة الحدودية، والتقيد بالقرار 1701 واتفاق الهدنة، تفادياً من أي انزلاق الى المجهول.
مضيعة للوقت
وفي الضلع الثاني للمثلث القاتل، يتموضع الملف الرئاسي، الذي صار الحديث عنه مضيعة للوقت، في وضع سياسي ساقط الى أدنى درجات الانحطاط؛ اولويته إجهاض المبادرات واجترار، بل واختلاق، الأسباب الممعنة في التعطيل، وقطع الطريق على اي جهد لحسمه بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وتحرير هذا الملف من الحسابات الشخصية والشعبويات المعتاشة على هذا الوضع الشّاذ.
الضياع، هو عنوان الملف الرئاسي، فلا شيء في الأفق يؤشر الى الدفع به الى بّر الانتخاب؛ «اللجنة الخماسية» تحرّكت اواخر الشهر الماضي عبر سفراء دولها في بيروت، واستطلعت إمكان تحريك هذا الملف، قبل اجتماعها على المستوى الوزاري في واحدة من عواصم دولها قبل زيارة موفدها جان ايف لودريان الى بيروت. فلا اللجنة اجتمعت، ولا حضر لودريان. ولا جديد حول تحرّكها سوى ما قيل عن اجتماع سيعقده سفراء الخماسية اليوم في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر.
لا شيء في الأفق
حيال هذا التحرّك، أبلغت مصادر مواكبة لحراك «الخماسية» الى «الجمهورية» قولها، انّها لا تملك اي معطيات حول ما تقوم به اللجنة في هذه الفترة، وفي كلّ الاحوال، اي حراك للجنة يؤكّد انّ الملف الرئاسي ما زال في دائرة المتابعة والاهتمام، لكن المهمّ هو ان يكون حراكاً مجدياً وأن نصل الى نتيجة في نهاية هذا الحراك.
ولفتت المصادر الى أنّ اللجنة الخماسية، وكما اكّد سفراؤها في لقائهم الاخير مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على ما مفاده انّ اللجنة كناية عن مجموعة دعم ومساندة للبنانيين لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وان لا مرشح لها ولا تضع «فيتو» على أيّ من المرشحين. ما يعني أنّ الأساس في تحرّكها هو لبننة الملف الرئاسي. وفي ذلك تأكيد على حلّ رئاسي بالتوافق ما بين المكونات السياسية في لبنان، لكن مع الأسف المناخ الداخلي حتى الآن غير مشجع على الاطلاق. وتؤكّد ذلك مواقف الاطراف واشتراطاتها التعطيلية ورفضها الإنخراط في حوار يمهّد لمثل هذا التوافق.
دعوة الحوار مفتوحة
في هذا الجو، لا تعكس عين التينة وجود أي مبادرات جديدة لدى الرئيس بري، كما لا تؤكّد ما قيل عن مشاورات يجريها رئيس المجلس النيابي تمهيداً لدعوته الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في ما سُمّيت «سيبانة رمضان». وحسمت ذلك مصادر موثوقة بقولها لـ«الجمهورية»: «لا في مشاورات ولا في سيبانة او ام قليبانة».
ولفتت المصادر الى انّ الأولوية لدى الرئيس بري هي الحسم الايجابي للملف الرئاسي وانتخاب رئيس على وجه السرعة، وقام بما عليه بسلسلة دعوات اطلقها للتفاهم والتوافق على رئيس منذ ما قبل الشغور الرئاسي، وهذا التوافق اكّد عليه امام سفراء «الخماسية»، وأبدى استعداده للمواكبة الايجابية لأي مسعى من جانبها يساهم في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، ويطلق حواراً في ما بينهم لبلوغ التوافق المنشود.
ومن هنا، تؤكّد المصادر عينها، انّه لا توجد لديه ايّ مبادرة جديدة، بل انّ دعوته دائمة ومفتوحة الى تلاقي كل المكونات السياسية تحت اي عنوان، سواءً أكان تشاوراً او حواراً للتفاهم على حسم هذا الملف وانتخاب رئيس في جلسة يدعو اليها بدورات انتخابية متتالية.
واكّدت المصادر انّ الرئيس بري على استعداد للدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، اذا ما لمس أنّ 86 نائباً فما فوق سيحضرون هذه الجلسة ويوفّرون نصاب الانعقاد والانتخاب، ولكن تأمين الـ86 نائباً في ظل الواقع الخلافي القائم أمر مستحيل.
وفي هذا السياق، يقول بري: «ليتأمَّن نصاب الثلثين الآن، فأدعو الى الجلسة فوراً». ويؤكّد «انّ التوافق ممكن بين اللبنانيين وليس مستحيلاً، ولدينا تجربة قريبة تجلّت في التفاهم الذي أفضى الى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الاجهزة الأمنية. فكما استطعنا ان نتوافق على هذا الامر في امكاننا ان نجلس ونتحاور ونتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. والشرط الأساس هو ان تصدق النوايا ونملك القرار الحقيقي والإرادة الحقيقية للتوافق وحسم انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن».
تحرّك «تكتل الاعتدال»
وفي سياق رئاسي متصل، علمت «الجمهورية» انّ «تكتل الاعتدال الوطني» النيابي سيباشر هذا الاسبوع تحركاً بعيداً من الإعلام تجاه الكتل النيابية، لاستطلاع رأيها في إمكانيات التوافق على قواسم مشتركة بين الداعين الى جلسات حوار وبين الكتل الاخرى الداعية الى عقد جلسات انتخابية متتالية لإنتخاب الرئيس.
واكّد عضو التكتل النائب احمد الخير لـ«الجمهورية» صحة هذا التوجّه، موضحاً انّه يأتي بعد زيارات التكتل الى رئيسي المجلس والحكومة والمرجعيات الدينية، ضمن مساعي التكتل لتقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية والقوى السياسية، علّنا نصل الى توافق يواكب حركة «اللجنة الخماسية» التي ستجتمع على مستوى السفراء في بيروت (اليوم الثلثاء)، والتي تدفع نحو ايجاد فرصة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن الحرب في غزة والتوترات الاقليمية القائمة.
واضاف: «في حال توصلنا خلال جولتنا على الكتل النيابية الى افكار او تفاهمات ما، او حققنا نتيجة ايجابية ونجحت اتصالاتنا، يمكن ان يرتقي تحركنا الى إطلاق مبادرة رئاسية تجتمع حولها اغلبية الكتل، علّنا نوفق في إحداث خرق في جدار الاستحقاق الرئاسي».
آليات لإعادة الودائع
وفي الضلع الثالث، يتمركز وضع مالي واقتصادي واجتماعي مفجع، مفاتيح إنعاشه مفقودة في مغاور سلطة عاجزة وخطوات ناقصة ووعود فارغة، واستسهال سدّ العجز بمد اليد على جيوب الناس الخاوية وسحب اليسير المتبقّي فيها ثمن قوت اليوم، بأعباء اضافية ورسوم مرهقة فُرضت عليهم. واما حقوق الناس فمهدورة، بل مسروقة، كما هو حال اموال المودعين، التي هي حق يأكله اللصوص، ويُكافؤون بتغطية لصوصيتهم، اختراع الاسباب التي تشرّع حرمانهم اصحابها منها.
إلى ذلك، قال حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مداخلة امام ابناء الجالية اللبنانية في لندن: «إنّ مسألة إعادة أموال المودعين ترتبط بنقاط عدّة، أبرزها المحاسبة وإعادة هيكلة المصارف والقيام بإصلاحات هيكليّة في الدّولة».
وكان منصوري قد عقد اجتماعات في بريطانيا، وخصوصاً مع المصرف المركزي البريطاني الذي نظّم لقاءات لمنصوري في لندن، تمحورت حول سبل تعزيز العلاقات المالية والمصرفية بين البلدين.
وتُعدّ هذه الزيارة بما تضمنته من اهتمام وجدول اعمال، سابقة من نوعها، وقد واكبتها السفارة البريطانية في لبنان التي انتقل فريق منها يتقدّمه السفير البريطاني من بيروت الى لندن، وبمشاركة السفير اللبناني في بريطانيا رامي مرتضى، لمتابعة الاجتماعات واللقاءات التي يقوم بها حاكم مصرف لبنان بالإنابة.
وشارك منصوري في لقاء أُقيم لوفد نيابي لبناني يتواجد في لندن حالياً، فتحدث عن «انّ لبنان كان بعيداً عن المؤسسات المالية الدولية في الفترة الماضية، ولكن علاقات المصرف المركزي حالياً قد تكون باباً لإعادة فتح هذه العلاقات داخلياً وخارجياً».
وعدّد منصوري قرارات اتخذها المركزي على صعيد بدء المعالجة المالية، اهمها رسم العلاقة بين المصرف والدولة، عبر وقف التمويل، «مما ساهم بفرض ايجابيات تتعلق بزيادة الاحتياطي والاستقرار النقدي وفائض في ميزان المدفوعات». اما عن استرداد الودائع، فقال الحاكم بالإنابة «انّ الامر لن يحصل بين ليلة وضحاها، وهناك آليات لإعادة الودائع».
سقوط مبنى في العمروسية –الشويفات
وفي حادثة هي الثانية خلال أسبوع، سقط ليل أمس مبنى سكني مأهول في العمروسية محلّة الشويفات، وتحديداً في حي العين بناية «ابراهيم السوقي».
وافيد بأن المبنى المؤلف من ثلاث طبقات ويقطنه قرابة 30 شخصاً من التابعية السورية إنهار بشكل كلي، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بحسب المعلومات الأولية، فيما تعمل فرق الإنقاذ المزودة بمعدات وآليات، وسيارات الإسعاف التابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية والدفاع المدني على رفع الأنقاض.
ووفق معلومات أولية، إنتشل الدفاع المدني جثة طفل من تحت ركام المبنى المنهار وأنقذ سيدة، فيما يعمل على إنقاذ عدد من الأشخاص العالقين تحت ركام المبنى. واشارت آخر المعطيات الى إخلاء الأبنية الملاصقة للمبنى المنهار وعمليات الإنقاذ مستمرة.
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
رسالة إسرائيلية حارقة على الغازية.. وضغط لإبرام اتفاقية عدم اعتداء
جلستان لمجلس الوزراء الجمعة ونهاية الشهر.. والدستوري علَّق موادَّ في الموازنة
لم يتأخر وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من محاولة استثمار الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الاسرائيلية عند السادسة من مساء امس على اطراف المنطقة الصناعية في الغازية، بالايحاء بأن الغارتين اللتين استهدفتا «بنى تحتية لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في صيدا» ورأيتم ماذا فعلنا.. ولدينا اهداف كثيرة، وستصل الى بيروت على حدّ زعمه..
ودحضت الوقائع المباشرة لجهة ان القصف بالطائرات، والذي هز محيط المخيمات وصيدا والجوار، ضرب مصنعين احدهما للمولدات الكهربائية والثاني للألمنيوم والحديد، وهما مشهوران على تقاطع الاوتوستراد الذي يربط بين الجنوب ذهاباً واياباً، والغازية ومغدوشة وقرى اقليم التفاح، فضلاً عن قرى شرقي صيدا.
ولئن كان مقربون من المقاومة، يعتبرون القصف كضرب من الضغط النفسي والمعنوي على الجمهور اللبناني، في ضوء توجه بنيامين نتنياهو الى تجميد الحرب المزعومة ضد رفح عند الحدود الجنوبية مع مصر، وإفشال مساعي صفقة تبادل الاسرى، وصرف الانظار عن العزلة الدولية، بالسعي لفتح جبهة الجنوب، عبر غارات مفتوحة، مراهناً على ان الاميركيين والاوروبيين واطرافا عربية واقليمية لا ترغب بتوسيع دائرة الاشتباك، وفتح حرب طاحنة جديدة على غرار ما يحصل منذ اشهر في غزة.
وحسبما بات معروفاً، فإن هذا التطور الخطير، وضع المقاومة امام خيارات جديدة، متروكة للعمل في الميدان، سواء على مستوى الصواريخ التي لم توضع بالخدمة بعد او عمل المسيرات الانقضاضية بنسختها المتطورة.
وعند الحدود الجنوبية، ساد توتر داخل المستوطنات الاسرائيلية خشية تسلل طائرات مسيرة من لبنان، ودوت صافرات الانظار في مستوطنات افيفيم، بركام ودالتون.
وربط مصدر دبلوماسي بين التصعيد الاسرائيلي والضغط باتجاه انتزاع دعم اميركي وفرنسي لأية عملية تقوم بها اسرائيل، عبر التوصل الى تسوية تقضي بابعاد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه مسافة بين 10 و20 كلم، وتتضمن حسب صحيفة «معاريف» «تشريع حق اسرائيلي شن هجمات ضد لبنان إن بادر ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الى انتهاك الاتفاقية والاقتراب مجدداً من الحدود»، على ان تكون دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدولة اللبنانية شركاء في الاتفاقية.
وقال المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية ان بلاده لا تدعم توسع الحرب بين لبنان واسرائيل، وان واشنطن تضغط لاحترام الخط الازرق وعودة السكان الى منازلهم على طرفي الحدود.
مجلس الوزراء
وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الثالثة والنصف من بعد ظهر الجمعة، ببند وحيد هو مشروع قانون معالجة اوضاع المصارف واعادة تنظيمها والموزع على الوزراء، عى ان يصار الى عقد جلسة آخر الشهر الجاري 29/2/2024، بعد الانتهاء من اعداد جدول الاعمال، وسيتطرق الى توسع الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.
وأفادت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن نسبة المعترضين على بند أوضاع المصارف ارتفعت ما قد يهدد بفقدان نصاب الجلسة التي يدعو إليها الرئيس ميقاتي.
الخماسية على مستوى السفراء
رئاسياً، تعود اللجنة الخماسية على مستوى السفراء العاملين في بيروت الى التحرك وهي لهذه الغاية تعقد اجتماعاً عند الرابعة من بعد ظهر اليوم بكامل اعضائها في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر بدعوة من السفير ماغرو.
واشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاجتماع المرتقب لسفراء دول اللجنة الخماسية مؤشر إلى استئناف البحث في الملف الرئاسي، من دون أن يعني أن هناك أي معطى جديد، وقالت أنه ربما يجري الاتفاق على معاودة نشاطها واجرائها لعدد من اللقاءات، مؤكدة أن ذلك يتبلور بعد الاجتماع مع العلم أن الواقع الراهن لا يوحي بمناخ إعادة تشغيل المحركات الرئاسية.
وأشارت هذه المصادر إلى أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على إجراء الحوار في هذا الملف لم يتبدل وبالتالي قد تكون أي حركة جديدة من دون أي نتيجة ملموسة.
وفي الاطار الداخلي، يكرر رئيس التيار الوطني الحر المعزوفة اياها بعد اجتماع تكتل لبنان القوي بعد ظهر اليوم، من خلال مؤتمر صحفي يخصصه للحملة على الحكومة ورئيسها.
وكشف مصدر نيابي في التيار الوطني الحر ان كتلة لبنان القوي بصدد اعلان الموافقة على اي دعوة للحوار يدعو اليها الرئيس نبيه بري، شرط ان تتحدد ضوابطها، وتؤدي الى اعادة فتح مجلس النواب امام الجلسات المتتالية.
الموازنة.. والحاكم
مالياً، علق المجلس الدستوري امس، مفعول المواد 36 و45 و72 و93 و94 من قانون الموازنة العامة 2024، الى حين البت بالمراجعة التي تقدم بها نواب من كتلة «الجمهورية القوية» امام المجلس، للطعن بالقانون لاسباب منها: غياب قطع الحساب، على ان يصدر المجلس قراره النهائي خلال شهر من تاريخ تقديم الطعم.
وفي الاطار المالي، نقل عن حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، الذي شارك في لقاء الوفد النيابي اللبناني مع اعضاء الجالية اللبنانية في العاصمة البريطانية قوله ان لبنان كان بعيداً عن المؤسسات المالية في الفترة الماضية، واليوم قد تكون علاقات المصرف المركزي باباً لاعادة فتح هذه العلاقات، مشيراً الى ان المصرف يعمل على المحاسبة الداخلية وإنهاء العلاقة المالية مع الدولة واعادة رسم العلاقة مع وقف تمويلها الامر الذي ادى الى ايجابيات بالنسبة للاحتياطي المالي وتوقيف صيرفة، وهناك فائض في ميزان المدفوعات.
اما عن استرداد الودائع، فطالب بـ «ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع». وأشار الى أن «الثقة بالمصارف لن تعود من دون معالجة الودائع، ولكن في النهاية، لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي». وشدد على «ضرورة الانطلاق في الإصلاحات الهيكلية، التي يمكن البدء بها منذ هذه اللحظة، كما إعادة هيكلة القطاع العام».
وفي باريس يعقد الثلاثاء المقبل مؤتمر لدراسة الوسائل الكفيلة بدعم الجيش اللبناني.
التطور العسكري الأخطر
ميدانياً، وصف القصف الاسرائيلي على اوتوستراد الغازية مساء امس، بالاخطر في الحرب الجارية في الجنوب، لجهة استهدافاته وتوسعه الى حدود مدينة صيدا عاصمة الجنوب.
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية استهدفت مستودعات اسلحة لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه قرب صيدا، وذلك رداً على انفجار قطعة جوية عثرنا على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر امس.
لكن المصادر على الارض، قالت ان المستودعات التي استهدفها العدو الاسرائيلي مساء امس كان تحتوي على مواد صناعية، موضحة ان الدخان الاسود الذي نجم عن قصف الهنغار المحاذي لاوتوستراد الغازية – صيدا ناجم عن مواد شديدة الاشتعال من بينها المازوت والزيوت الصناعية.
وادت الغارتين الى اصابة 14 شخصاً بجروح ومعظم هؤلاء من العمال السوريين.
الى ذلك، اعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا بركة ريشا بالاسلحة المناسبة واصابوه اصابة مباشرة.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
«إسرائيل» تحاول احتواء مُعادلة «الدم بالدم» بتوسيع نطاق إعتداءاتها الجويّة
مُحاولة فاشلة لردع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه… و«بنك» الأهداف يكبر والردّ سيكون مُوجعاً!
لقاء لسفراء «الخماسيّة»… وباريس تحضر لاجتماعات «تشاوريّة» بديلاً للحوار الرئاسي – ابراهيم ناصرالدين
رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس وتيرة اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، في محاولة لاحتواء ردود ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه المرتقبة، ضمن معادلة «الدم بالدم» التي اطلقها الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر.الله يوم الجمعة الماضي عقب مجزرتي النبطية والصوانة. واذا كانت هذه الضربة لن تؤدي الى انزلاق الاحداث نحو مواجهة شاملة، الا انها ستوسع من خارطة الاهداف التي ستقصفها المقاومة حتما، بما يتناسب مع حجم الضربة «الاسرائيلية» التي استهدفت مواقع اقتصادية لا عسكرية. ووفقا لمصادر مقربة من ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، فان ما حصل محاولة ردع فاشلة، و»بنك الاهداف» بات اوسع، والرد سيكون موجعا..
وفيما يعيش المستوطنون قلقا مضاعفا من توسع ردود ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، تبدو القيادة العسكرية مربكة في كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية، في ظل عجز واضح عن الذهاب الى حرب مفتوحة ستكون نتائجها كارثية، بحسب اجماع كافة جنرلات الاحتياط الذين ينصحون المسؤولين الحاليين بالكف عن «الثرثرة» الفارغة، في ظل عجز عن حل «لغز» صواريخ صفد، والحرب الاكترونية الصعبة مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، والتطور النوعي في منظومته الصاروخية.
انضاج الصيغة «التشاورية»؟
وفي سياق متصل، عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من مؤتمر ميونيخ الامني، بقناعة راسخة بعدم امكانية وقف النار على الحدود الجنوبية قبل وقف الحرب في غزة، وهو امر كان محط اجماع لدى كل من التقاهم من مسؤولين غربيين، وفي طليعتهم المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الاكثر واقعية في الادارة الاميركية، حيث كان واضحا في حديثه عن ان سلاح ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه غير مطروح في اي نقاش حول الترتيبات الامنية المزمعة على الحدود، بعكس ما يروج له بعض المسؤوليين اللبنانيين.
وفي الوقت الضائع يلتقي اليوم سفراء «الخماسية» في السفارة الفرنسية، وهو لقاء تشاوري تنسيقي للبحث في كيفية التعامل مع الملف الرئاسي في ظل حالة الانسداد الداخلي، والتعويل على تحرك مرتقب لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم وجود اي حراك خارجي جدي في ظل الحرب الدائرة في غزة والجنوب، باستثناء تحرك المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بعيدا عن الاضواء، لانضاج صيغة «تشاورية» ثنائية وثلاثية بين الاطراف اللبنانيين، بدل طاولة الحوار!.
«اسرائيل» والقلق من الحرب
وعلى الرغم من التباهي «الفارغ» لوزير الحرب «الاسرائيلي» يواف غالانت، الذي قال تعليقا على الغارتين في الغازية» لقد رأيتم كيف استهدفنا بنى تحتية لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في صيدا، وقريبا في بيروت وعلى كافة الاارضي اللبنانية»، فان ما قالته صحيفة «معاريف» يلخص الموقف في «اسرائيل» اليوم، حيث اكدت «ان الخوف من توسيع الحرب مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وتحولها إلى حرب إقليمية، تكون نهايتها غير حميدة، وستقر كل الأطراف ذات الصلة بأننا نجلس على برميل بارود، وهذا يؤدي إلى إيجاد حل لهذه المنطقة النازفة». ونقلت عن جنرلات في الجيش «الاسرائيلي» قولهم «لا مصلحة لنا في حرب الشمال، ولا قدرة لنا عليها، وواشنطن اليوم تمنع الحكومة من توسيع الحرب».
الخروج عن «قواعد الاشتباك»
وكانت دولة الاحتلال قد تجاوزت قواعد الاشتباك مرة جديدة، ووسعت دائرة اعتداءاتها على اهداف مدنية صناعية في العمق اللبناني على بعد نحو 50 كلم من الحدود. فاستهداف بلدة الغازية لن يمر دون رد من قبل ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، وهذا ما تعرفه «اسرائيل» جيدا، تقول مصادر مقربة من الحزب، ولهذا سارع الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري الى تبرير الغارات بالزعم انها استهدفت مخازن اسلحة، ردا على هجوم لمسيّرة لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه فوق بحيرة طبريا، وهو امر كذبته الوقائع على الارض حيث تبين ان الموقعين المستهدفين باربعة صواريخ اطلقتهما طائرات حربية هما: معمل لصناعة المولدات «خليفة وغدار»، ويتضمن الهنغار المستهدف اطارات والواح طاقة شمسية وزيوت للسيارات، ما سبب باندلاع حريق هائل. اما الموقع الآخر فهوعلى بعد كيلومتر من الموقع الاول، وهو معمل لصناعة احجار الباطون الجاهز، وفيما كانت الاضرار المادية كبيرة، جرح 4 عمال من التابعية السورية بجروح طفيفة، واصيب عنصرين من الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة خلال عمليات الاطفاء.
الاعتداءات «الاسرائيلية»
وكان طيران العدو الإسرائيلي قد نفذ غارتين بين يارين والبستان، كما شن غارة على منطقة «المحافر» في بلدة العديسة ومنطقة الضهيرة. كما مشطت قوات الاحتلال بنيران رشاشاتها الثقيلة المنطقة المتاخمة لبلدة راميا. هذا ، واعلن جيش الاحتلال عن إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان. وأفاد الإعلام العبري بأن العديد من الطرق تم إغلاقها في منطقة الجليل الغربي، عقب تصاعد حدة الاشتباكات على الجبهة الشمالية.
مسيّرة في طبريا؟!
في المقابل، أورد الإعلام «الإسرائيلي» أن صفارات الانذار دوّت في عدد كبير من مستوطنات الشمال، خشية تسلّل مسيّرات من لبنان، كما دوّت الصفارات في زرعيت بعد رصد إطلاق 3 صواريخ من لبنان، وأفيد بسقوط صاروخ على ثكنة برانيت.
وأعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استهداف موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وموقعي الرمتا، وكذلك موقع السماقة في مزارع شبعا. فيما سقطت بعض الصواريخ في كريات شمونة. وكانت احدى المسيّرات قد اخترقت الانظمة الامنية والعسكرية «الاسرائيلية» ووصلت الى طبريا، وزعمت قوات الاحتلال انها انفجرت في منطق مفتوحة؟!
هلع وتهافت المستوطنين على شراء البضائع!
وعلى صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام «إسرائيلية»، أن الجبهة الداخلية شمالي فلسطين المحتلة تتخوّف من اندلاع حرب شاملة، منذ الخطاب الأخير للسيد ن.ص.ر. الله. وأضافت أن تهديد السيد ن.ص.ر. الله بالصواريخ القادرة على الوصول إلى إيلات، دفع آلاف المستوطنين «الإسرائيليين» إلى التهافت على المتاجر، خشية من نقص في المواد الأساسية. وأكدت «القناة 12 الإسرائيلية»، إنه من المتوقّع أنّ تشهد الجبهة الشمالية أيام قتال إضافية، خاصة بعد توعّد الأمين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه بردّ قاس جداً. وأضافت انه لهذا السبب هناك استنفار عال وجاهزية في الميدان على الحدود الشمالية، نحن طوال الوقت على حافة الحرب.
الاختباء خلف الجدران
وقال رئيس السلطة المحلية في مستوطنة «كريات شمونة» أفيخاي شتيرن إنّ المستوطنين بعد 4 أشهر «باتوا في وضع لا يُطاق، وتحت ضغط فظيع». بدوره، قال رئيس مجلس «مرغليوت» إيتان دافيدي إنّ الوضع في المستوطنة»غير معقول، ولا يمكن للسكان الدخول والخروج متى أرادوا»، مضيفاً «لا نستطيع المناورة، نحن نختبئ خلف الجدران حين نكون في مرغليوت».
«غراد» دقيقة و»فاتح 110»
هذا، وأكدت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يتقدّم نحو عالم الدقة في صواريخه، لايجاد التوازن مع سلاح الجو «الاسرائيلي». ووفقا لمسؤولين عسكريين، فان ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه حوّل قذائف «غراد» الصاروخية وقذائف صاروخية أخرى قصيرة المدى إلى سلاح موجّه ودقيق. كما بات واضحا ان الحزب يمتلك عشرات الصواريخ الدقيقة من نوع «فاتح 110» وعدة مئات أخرى من ذخائر دقيقة تشمل القذائف الصاروخية القصيرة المدى، وصواريخ جوالة، وصواريخ أرض – جو وغيرها.
صواريخ صفد «الغامضة»؟!
ولا تزال القيادة العسكرية والامنية «الاسرائيلية» منشغلة في فك شيفرة صواريخ صفد الغامضة، التي لم يتنبناها ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ويتجاهل تقديم اي معلومة حولها. وفي هذا السياق، تحدّث موقع «والا» الإخباريّ العبريّ عن انتقاداتٍ حادّة في الجيش «الإسرائيليّ»، لعدم اعتراض منظومة الدفاع الجويّ للصواريخ التي أطلقها ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وفق الموقع، وادت الى مقتل مجندة في قاعدة القيادة الشمالية واصابة 8 آخرين.
الفشل العسكري والامني
وبحسب الموقع، تم اطلاق 11 صاروخًا من نوع غراد، بقطر 122 ملم من منطقة حنين في جنوب لبنان، فرصد رادار منظومة الدفاع الجويّ أنّ بعض الصواريخ التي مرت فوق مستوطنة المطلة ومدينة كريات شمونة، كان من المفترض أنْ تسقط في مناطق مفتوحة، لذلك لم تُطلق أيّ صواريخ اعتراضية باتجاهها. ونقل الموقع عن مسؤول عسكري «إسرائيلي» قوله إنّ المناطق الأمنيّة يجب أنْ تكون تحت حماية مشدّدة لمنظومة الدفاع الجويّ، ولا ينبغي السماح بحدوث مثل هذه الأخطاء. وليس من الواضح إذا كانت الظروف الجويّة المعقّدة أوْ تفاصيل فنيّة أخرى، هي التي أدت إلى عدم إصابة الصاروخ الاعتراضي. لكن لم يكن من المفترض أنْ تكون هذه عملية معقّدة، ولم يكن من المفترض أنْ يسقط هذا الصاروخ في قلب القاعدة، وبالتأكيد ألّا يقتل جنديّة.
ووفقا للمسؤول العسكري «الاسرائيلي»، فان الصواريخ كان من المفترض أنْ تسقط على مستشفى «زيف» في صفد وقاعدة القيادة الشمالية، حيث أطلقت بطاريات القبّة الحديدية صواريخ اعتراضية على الصواريخ، لكنّ صاروخًا واحدًا تمكّن من اختراق منطقة القاعدة واصابها، بينما كانت تركض الجنديّة للاختباء. واضاف: المشكلة أنّه لا يمكن أنْ تكون في الإنذار، بل في المنظومة.
لا اجوبة حول الاخفاق
وخلص المسؤول العسكري «الاسرائيلي» الى القول الأمر ما يزال قيد التحقيق، لكن الأساليب التي يستخدمها ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ليست جديدة علينا، وموضوع الاعتراض قيد التحقيق، ولم تُقدّم أي نتائج حتّى الآن، بل فقط تقديرات. هذا ليس نوعًا جديدًا من الصواريخ، وليس جديدًا أيضًا أنّ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يستخدم أسلوب الإغراق بوابلٍ كبيرٍ من الصواريخ، في محاولة لجعل الأمر أصعب على المنظومات، والنقطة التي انطلق منها الصاروخ معروفة أيضًا، لكن لا نعرف ما الذي حصل فعلا؟!.
الحرب الالكترونية
من جهتها ركزت صحيفة «اسرائيل اليوم» على الحرب الالكترونية على الحدود، وكشفت بأن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استولى على طائرة مسيّرة تابعة لمجلس مستوطنة المطلة شمالي «إسرائيل»، بعد ثوانٍ قليلة فقط من تحليقها، فتم تغيير اتجاهها واختفت. وقال قائد وحدة الطائرات المسيّرة في منطقة إصبع الجليل، ومشغل الطائرة المختفية، «ان ارتفاع الطائرة المسيّرة كان حوالي 50 مترا وعلى بعد مسافة مثلها من نقطة الإقلاع، وبعد دقيقة واحدة اختفت كليا. لقد سيطروا عليها، والشاشة أظهرت أنها ليست في المطلة، ولكن في لبنان».
اصداء مؤتمر ميونيخ للامن
فيما أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد خلاله ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة، عاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من مؤتمر «ميونخ للأمن» مستجمعاً بعض المعطيات نتيجة لقاءاته، خصوصاً مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين. كما التقى ميقاتي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث ناقش معه الوضع في لبنان وعمل «اللجنة الخماسية» للمساعدة في حل أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. وتطرق البحث إلى الوضع في جنوب لبنان، والجهود المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
لا بحث في سلاح ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه!
ووفقا للمعلومات، فان ما حمله ميقاتي من ميونيخ يشكل خيبة امل»لخصوم» ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في الداخل، ويمكن القول ان خيبة الامل جاءت من واشنطن، بعدما انتظر هؤلاء كيفية مقاربة سلاح ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في ظل الحديث عن تطبيق القرار1701 . وقد توصل ميقاتي الى استنتاج مفاده ان الخطة التي يعمل عليها الغرب لدعم الجيش اللبناني لتمكينه من حفظ الامن على كامل الاراضي اللبنانية، لا سيما على الحدود، بما يكفل تنفيذ القرارات الدولية وترسيم الحدود البرية جنوباً، غير مرتبط ابدا بالبحث في سلاح ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الذي يبقى شأنا لبنانيا يتم ترتيبه ضمن استراتيجية دفاع وطني ، يمكن بحثها في العهد الجديد بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية واعادة تكوين السلطة.
هوكشتاين يُغضب «اسرائيل»؟!
وعلم في هذا السياق، ان المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين يتعامل مع الملف بواقعية اغضبت «اسرائيل»، التي حاولت وضع بند السلاح على الطاولة، لكنه ابلغها بان مجرد النقاش بهذا الامر يعني الغاء اي احتمال للتوصل الى تفاهمات تعيد المستوطنين الى مستوطنات الشمال، لهذا يجري العمل على ترتيب مؤتمرات ستعقد تباعاً اعتباراً من نهاية الشهر الجاري بين باريس وروما ، لتأمين اوسع مروحة دعم دولي للجيش اللبناني كي يؤمن انتشارا في منطقة تطبيق القرار الدولي، بعد توقف الحرب في غزة، بالتفاهم مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وليس عكس ذلك، لانه وحده من يضمن حسن تنفيذ اي اتفاق، وهو امر جرت تجربته لمدة طويلة بعد حرب 2006 وكان ناجحا.
ترتيبات امنية فقط
ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاميركيين مقتنعون بانه لا يمكن ربط ملف الجبهة الجنوبية بمسألة حل الدولتين، لانه صعب المنال حاليا بوجود حكومة اليمين «الاسرائيلية»، وان زمن التسويات الكبرى لم يحن بعد، ولهذا كل ما يمكن الوصول اليه ترتيبات امنية على جانبي الحدود تعيد الوضع الى ما قبل السابع من تشرين الاول، واذا كانت «اسرائيل» جدية في الخروج من الاراضي اللبنانية المحتلة، بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج الماري، فان ثمن ذلك لن يكون سلاح ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، وواشنطن تعرف ذلك، وحكومة الحرب «الاسرائيلية» ايضا، ولهذا ثمة فريق لبناني يعيش «الاوهام»، وسيدفع لاحقا ثمن رهاناته الخاطئة.
الودائع لن تعود «بين ليلة وضحاها»
اقتصاديا، وعلى هامش زيارة وفد نيابي العاصمة البريطانية لندن بدعوة رسمية من الحكومة، بدأ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان، إضافة إلى الأوضاع على الحدود الجنوبية وانعكاساتها على أمن لبنان واستقراره.
وقال منصوري خلال اللقاء ان بعض سياسات المصرف المركزي قد تغيرت، و»المركزي» يعمل على المحاسبة الداخلية وانهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، وبات هناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم. أما عن استرداد الودائع، فدعا إلى «ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها، ولكن هناك آليات لإعادة الودائع».
*********************
افتتاحية صحيفة الشرق
تجنّب التصعيد في لبنان بين السيسي وماكرون
اجتماع لسفراء الخماسي في قصر الصنوبر
الخواء السياسي والاختناق الاقتصادي والانهيار المالي والقلق الامني والخطر الوجودي، كلها عوامل تضغط على الواقع الداخلي الى درجة بات العقم سيد المشهد والرهان على تسوية ما في غزة، ليس حتى الساعة ما يؤشر الى قرب موعدها، علّ رياحها تلفح لبنان فيتنفس الصعداء وتنسحب التهدئة الاقليمية على ملفات الداخل اللبناني.
وازاء العقم الداخلي، تستمر الاتصالات بين العواصم الكبرى حول لبنان، ليس فقط في شأن الاوضاع الجنوبية لتفادي تمدد الحرب الاسرائيلية نحو الاراضي اللبنانية المتقدمة واجهة الحدث المحلي، فحسب بل رئاسيا ايضا، اذ سيجتمع سفراء الدول الخماسية في قصر الصنوبر غدا…
السيسي- ماكرون
امس، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة. وكشف بيان قصر الايليزيه عن أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين. كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن.
غارات
في الميدان، نفذ الطيران الاسرائيلي قبل ظهر أمس غارتين بين يارين والبستان. كما شن غارة بالصواريخ استهدفت منطقة “المحافر” في بلدة العديسة. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا قصفنا بالطائرات بنية تحتية لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في الضهيرة جنوبي لبنان”. وكان الجيش الاسرائيلي قد اعلن صباحا “إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “العديد من الطرق تم إغلاقها في منطقة الجليل الغربي شمالي إسرائيل، وذلك عقب تصاعد حدّة الإشتباكات على الجبهة الشمالية”. وفجرا، مشطت قوات الاحتلال الاسرائيلي بنيران رشاشاتها الثقيلة المنطقة المتاخمة لبلدة راميا.
سفراء الخماسي
وسط هذه الاجواء، يبدو ان شيئا ما عاد ليتحرك على ضفة الاستحقاق الرئاسي. في السياق، افيد عن اجتماع سيعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في قصر الصنوبر، يجمع سفراء الخماسي الدولي في لبنان.
مجلس وزراء
وسط هذه الاجواء، تعقد جلسة لمجلس الوزراء الجمعة. فقد صدر عن رئاسة مجلس الوزراء بيان جاء فيه “دولة الرئيس بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء عند الساعة ٣:٣٠ من بعد ظهر نهار الجمعة الموافق فيه ٢٣ شباط وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها والموزع سابقاً على السادة الوزراء. كما ان دولته بصدد الدعوة ايضاً لجلسة أخرى صباح نهار الخميس الموافق فيه ٢٠٢٤/٢/٢٩ بجدول أعمال يصار إلى توزيعه لاحقاً. للتفضل بتأكيد التواجد في لبنان والحضور في التاريخين المذكورين تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبين ان النصاب مؤمن. مع تذكير السادة الوزراء بتزويدنا بملاحظاتهم على مشروع قانون معالجة اوضاع المصارف خلال اليومين المقبلين كحدّ أقصى ليتسنى جمعها في جدول واحد وتوزيعه قبل الجلسة تمهيداً لمناقشتها”.
الانتخابات الاختيارية
في سياق آخر، دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس في بيان وزير الداخلية الى إصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل 26 من الشهر الحالي. مؤكدا ضرورة حصول الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المحدّد بعيدًا من أي تمديد جديد، رغم الظروف العسكرية المؤسفة التي تعيشها بعض مناطق الجنوب.
منصوري
ليس بعيدا من الوضع الاقتصادي – المصرفي، زار وفد نيابي العاصمة البريطانية لندن بدعوة رسمية من الحكومة، حاملاً معه ملفات تسلط الضوء على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على الساحة الداخلية. بدأ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان، إضافة إلى الأوضاع على الحدود الجنوبية وانعكاساتها على أمن لبنان واستقراره. وقال منصوري خلال اللقاء: كان لبنان بعيدًا عن المؤسسات الدولية في الفترة الماضية، واليوم قد تكون علاقات المصرف المركزي باباً لاعادة فتح هذه العلاقات داخلياً وخارجياً. واليوم تغيّرت بعض سياسات المصرف المركزي، واتُخذت مجموعة قرارات لبناء المؤسسة داخلياً، فالمصرف المركزي يعمل على المحاسبة الداخلية وانهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، واعادة رسم العلاقة مع الدولة مع وقف تمويلها، ما ساهم بايجابيات عدة خصوصا بالنسبة للاحتياطي والاستقرار النقدي مع توقيف منصة “صيرفة”، وشراء الدولار من السوق، وهناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم”. وأكد ان حجم الاقتصاد أصبح معروفاً اليوم لنتمكن من البناء عليه. أما عن استرداد الودائع، فدعا إلى “ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع”. وأشار الى أن “الثقة بالمصارف لن تعود من دون معالجة الودائع، ولكن في النهاية، لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي”. وشدد على “ضرورة الانطلاق في الإصلاحات الهيكلية، التي يمكن البدء بها منذ هذه اللحظة، كما إعادة هيكلة القطاع العام”.
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
اليمن يسقط طائرة أميركية ويحرق سفينة بريطانية… وواشنطن: التحدي الأصعب منذ الحرب العالمية
غارات على أهداف مدنية في الغازية… والاحتلال: قصف مخازن سلاح رداً على مسيّرة استهدفت طبريا
حزب الله: أعددنا لكل الاحتمالات وأسوأ الفرضيات وكل نقطة في الكيان في مرمى صواريخنا
يبدو كيان الاحتلال حائراً بين البدء بعملية عسكرية في رفح وبين التريّث، كما أوضح كلام عضو مجلس الحرب بيني غانتس، عن “أنه ما لم تتلقَّ حكومة الكيان عرضاً مناسباً من حماس قبل بدء شهر رمضان فإن الضوء الأخضر سوف يمنح لجيش الاحتلال لبدء معركة رفح”، بينما لا تزال التساؤلات المربكة تسود الأوساط الإعلامية في الكيان عن ماهية الخطوة اللاحقة على جبهة لبنان بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فيما جبهة البحر الأحمر تسجل تطورات نوعية تمثلت بنجاح أنصار الله إسقاط طائرة مسيّرة أميركية أعترف الأميركيون بسقوطها، لكنهم قالوا إنهم يحققون في ظروف السقوط، بينما انشغلت الأوساط الغربية الإعلامية بخبر احتراق سفينة بريطانية بعد إصابتها بصاروخ كروز إيراني في خليج عدن، بعد رفضها الانصياع لتعليمات الجيش اليمني بالعودة والتقيّد بقرار منع عبور السفن البريطانية للبحر الأحمر.
الكلام الأميركي الصادر من واشنطن يتحدث عن أعقد وأصعب المعارك البحرية التي تواجهها القوات الأميركية، منذ الحرب العالمية الثانية.
على جبهة لبنان، الحدث هو الغارات الإسرائيلية على منطقة الغازية قرب صيدا، وبعد الكلام الإسرائيلي عن استهداف أحد مخازن سلاح المقاومة رداً على استهداف طائرة مسيّرة لمنطقة بحيرة طبرية على تخوم الجولان السوري المحتل، فيما أكدت كل التقارير الإعلامية الآتية من منطقة الغازية أن الاستهداف طال مصنعاً للمولدات الكهربائية، ونقطة سكن للعمال السوريين في أحد البساتين، فيما أكد النائب حسن فضل الله أن «المقاومة وضعت كل السيناريوهات وجاهزة لأسوأ الاحتمالات، وكل نقطة في الكيان الإسرائيلي في مرمى صواريخ المقاومة»، مشدداً على أن «أهداف الاحتلال العسكرية سقطت في فلسطين ولبنان بسبب صلابة المقاومة، والعدو ليس في وضع يتيح له إملاء شروط».
بعد النبطية والصوانة وسّع العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب متجاوزاً مرة جديدة قواعد الاشتباك الجغرافية من خلال غارات متتالية على الغازية المتاخمة لمدنية صيدا، وذلك لإظهار استعداده لتوسيع منطقة العمليات باتجاه شمال الليطاني. إلا أن أكثر من مصدر سياسي استبعد عبر «البناء» اندلاع حرب واسعة النطاق بين حزب الله و»إسرائيل»، لأسباب عدة لا سيما رفض أميركي متكرّر لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان لتجنّب تدحرجها الى حرب على مستوى المنطقة لا تريدها الادارة الأميركية الحالية لأسباب انتخابية داخلية واستراتيجية على الصعيد الدولي.
وأشار المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل ويربرغ في تصريح تلفزيوني إلى أننا “لا ندعم توسع الحرب بين لبنان و”إسرائيل”، ونضغط لاحترام الخط الأزرق وعودة السكان الى منازلهم على طرفي الحدود”.
ميدانياً، وقرابة الخامسة عصر أمس، نفذ الطيران المسير الإسرائيلي غارتين في منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية. وشوهدت أعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة. وهرعت سيارات وفرق الإسعاف الى مكان الغارتين.
وأفادت معلومات غير رسمية عن سقوط 14 جريحاً جراء الغارة الإسرائيليّة في محيط الغازية معظمهم من العمّال السوريين والفلسطينيين، ودمار هائل وحريق كبير.
وأشارت معلومات “البناء” إلى أن “الغارات استهدفت هنغارات ومستودعاً لصناعة الإطارات والمولدات ومحيط معمل لصناعة رخام الحجر (البلاط)، ما أدى الى اشتعال النيران في الموقعين ودمار كبير”، ولفتت الى أن لا وجود لبنى تحتية أو صواريخ لحزب الله في المنطقة.
ولفتت مصادر إعلامية إلى أن شركة المولدات “إنفينيت باور” كانت المستهدفة في غارة الغازية وصاحبها ينفي وجود أي مخازن أسلحة ويقول إن المكاتب والمولدات احترقت. وكان لافتاً أن الغارات الأولى التي استهدفت الهنغارات في الغازية تقفل عادة الساعة الرابعة عصراً، ما يعني أن العدو الإسرائيلي اختار هذا التوقيت لتجنب سقوط مدنيين خوفاً من رد المقاومة بعد المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن المقاومة لن تسكت على استهداف المدنيين، وأن ثمن سفك دماء المدنيين اللبنانيين سيكون دماء.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إنه تم استهداف مستودعات لـ”حزب الله” قرب صيدا، رداً على انفجار قطعة جوية معادية تمّ العثور على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر اليوم (أمس)”.
وكرر العدو تهديداته للبنان، وزعم المتحدث باسم حكومة الاحتلال إيلون ليفي، أن “على حزب الله أن يتراجع عن حدودنا وسنحقق ذلك دبلوماسياً أو عسكرياً”.
وفيما أفيد عن حدث أمني حصل في طبريا صباح أمس، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس بـ”إطلاق صفارات الإنذار في “علما” و”كرم أبو زمرا” و”دلتون” و”غوش حلب” و”سعسع” و”ميتات” و”أفيفيم” و”برعام” و”يارؤون” في الشمال”.
وكانت المقاومة في لبنان استهدفت موقع بركة ريشا التابع للعدو الصهيوني في الجليل الغربي بشمال فلسطين المحتلة، كما استهدفت موقعي العدو في الرمتا والسماقة بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مستخدمة الأسلحة المناسبة وحققت إصابات مباشرة في العمليات الثلاث.
وأعلن جيش الإحتلال “إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان”.
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن “المرحلة الراهنة هي الأقسى والأخطر في غزة ولبنان والمنطقة لأن “إسرائيل” على شفير الهزيمة المدوية التي تضع مصير الكيان على المحك، لأن ما حصل في 7 تشرين الماضي شكل زلزالاً عسكرياً وأمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً لن تستطع أي حكومة إسرائيلية على احتوائه، ومهما بلغ الدعم الخارجي، لأن الكثير من المعادلات تغيّرت ما سيفرض موازين قوى جديدة عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية في المنطقة لصالح المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية ومحور المقاومة على حساب القوة والتفوق الذي يتباهى به الكيان الإسرائيلي”، لذلك “سيفرغ الاحتلال الإسرائيلي والأميركي، وفق الخبراء، كل ما فيه جعبتهم من أهداف عسكرية وأمنية في غزة ولبنان وسورية والعراق وربما في إيران ومن غير المستبعد الدخول بعملية برية الى رفح، وذلك لمحاولة تحقيق إنجازات ميدانية ولو معنوية لتحسين الوضع التفاوضي للاحتلال في المفاوضات وإجبار حركة حماس على خفض سقف مطالبها وشروطها خلال التفاوض في القاهرة”.
ورأى الخبراء أن “أقصى ما يمكن أن يحققه الإسرائيلي والأميركي هو الحد من الخسائر الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي بعد ضربة 7 تشرين الأول حتى الآن”. واستبعد الخبراء “أي حرب شاملة بين لبنان و”إسرائيل” التي لا تستطيع خوض حرب على جبهتين لا سيما أن الحرب مع حزب الله ستكون أصعب بأضعاف من الحرب مع حركة حماس”.
وفي سياق ذلك، أشارت صحيفة “ليبيراسيون- LIBERATION» الفرنسيّة، الى أنّ “حزب الله، المدعوم من إيران والّذي يتمتّع بقوّة عسكريّة أكبر بكثير من قوّة “حماس”، قام منذ سنوات ببناء شبكة عسكريّة تحت الأرض أكثر تطوّرًا من تلك الموجودة في غزة، يبلغ طولها عدّة مئات من الكيلومترات، ولها تشعّبات تصل إلى إسرائيل، وربّما إلى سورية”.
وأشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال حفل تأبيني في بلدة طيردبا، الى”أننا في مرحلة نقترب فيها من إجهاض أهداف العدوان، وصحيح أننا نتكلّف الخسائر والتضحيات، ولكن تكليفنا أن نُسقط أهداف العدوان، وهذا هو معنى النصر الذي نسعى إليه، فعندما نسقط أهداف العدو من عدوانه، ويعود خالي الوفاض، ومفلساً من تحقيق الأهداف، فهذا يعني أننا انتصرنا عليه”.
بدوره، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” حسن فضل الله، أن “المقاومة وضعت كل السيناريوهات وجاهزة لأسوأ الاحتمالات، وكل نقطة في الكيان الإسرائيلي في مرمى صواريخ المقاومة”، مشدداً على أن “أهداف الاحتلال العسكرية سقطت في فلسطين ولبنان بسبب صلابة المقاومة، والعدو ليس في وضع يتيح له إملاء شروط”.
وشدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق في حفل تأبيني في النبطية الفوقا، على أنّ “أيّ توسعة للعدوان الإسرائيلي على لبنان إذا كان الهدف منها الخروج من الهزيمة، فالهزيمة ستتعمق وإذا كان الهدف إطالة عمر نتنياهو السياسي فإنّ أيّ حرب مع لبنان ليس لها إلّا نتيجة واحدة وهي أن تُسرّع في هزيمتهم وفي سقوط نتنياهو”. ولفت إلى أنّ “المقاومة لا تؤخذ بالتهديد والوعيد والترهيب لأنّ حماية أمن أهلها وبلدنا فوق كل اعتبار ولا تساهل ولا تهاون ولا تردّد في الردّ على العدوّ الإسرائيلي إزاء استهدافه للمدنيين”.
وأكد قاووق أن “ردّ المقاومة على مجزرتي النبطية والصوانة وقصف كريات شمونة كان رداً أوليًّا لا نهائيًّا وأن “ردّ المقاومة له تتمة والأيام ستؤكد ذلك”. وقال: “العدوّ يعلم أن هدفه من المجازر لن يتحقق لأنهم يريدون من خلالها كسر قرار المقاومة، والمقاومة لن تسمح للعدو بأن يحقّق أيّ مكاسب”.
على الصعيد الرسمي، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، “المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها الاستفزازيّة لتوسيع دائرة الحرب، واستدراج لبنان إلى حرب يسعى جاهداً لمنع حصولها، نظراً إلى تهديدها أمن واستقرار لبنان والمنطقة برمّتها، ولن ينتج منها سوى الويلات والخراب”.
في غضون ذلك، برزت مؤشرات على إعادة تحريك الملف الرئاسيّ بعد غياب السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عن لبنان، حيث علمت “البناء” أن السفير السعودي كان في السعودية لإجراء مشاورات مع المسؤولين السعوديين بشأن الوضع في لبنان والملف الرئاسي. وأفيد أمس عن اجتماع سيعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في قصر الصنوبر، يجمع سفراء الخماسي الدولي في لبنان، إلا أن أوساطاً سياسية لفتت لـ”البناء” الى أن “لا معطيات جدية على اقتراب التوصل الى تسوية رئاسية في ظل خريطة المواقف والاصطفافات النيابية والسياسية الحالية”، إضافة الى “التطورات في الجنوب والمنطقة، ما وضع الملف اللبناني والرئاسي الى آخر سلم الأولويات فضلاً عن الخلاف على اسم الرئيس ومقاربة الملف بين أعضاء الخماسية”. وأوضحت المصادر أن الظروف الإقليمية والدولية غير ناضجة لعقد تسوية سياسية في لبنان تمهد لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة النهوض الاقتصادي والمالي. مرجحة تأجيل الملف الرئاسي لما بعد تهدئة الجبهة الجنوبية وتوقف العدوان على غزة.
وذكرت مصادر إعلامية أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيكون في بيروت خلال الأسابيع المقبلة وقبل شهر رمضان لـ”إعلان المعايير والمواصفات التي تحدد ملامح رئيس الجمهورية”. ولفتت الى أن “ملامح رئيس الجمهورية ستكون مبنية على جولة لقاءات وزيارات ثنائية أو ثلاثية لسفراء الخماسية مع أطراف لبنانية، واللقاء النيابي المستقل الذي يضم كتلتي الاعتدال ولبنان الجديد سيكون مبادراً الى حوارات تحت سقف مجلس النواب على أن يتم تسليم الدفة الى الرئيس نبيه بري لاحقاً”. وأضاف “لودريان سيستكمل مساعيه مع الطرف الأميركي بعد أن التقى كلاً من الطرفين المصري والخليجي في الأيام الماضية”.
وأشار رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، في حديث تلفزيوني الى أن “ترجمة تطورات غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سيادياً وإلا تكون تضحيات الشهداء ذهبت سدى وتكون أكبر خسارة للبنان”، لاقتاً الى أن “انتخاب الرئيس يكون بعقد جلسات متتالية والتصويت بين المرشحين المطروحين”. وأضاف “أقبل كل الصيغ والمحاولات للتوصل الى انتخاب رئيس لكن التفاهم صعب تماماً كعقدة الحرب حيث الحل معقد”. وأضاف: “الهدف الأبعد هو السطو على صلاحيات الرئيس وهناك انقلاب على الطائف والدستور اللبناني وهذا أمر خطير جداً، وطبعاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لا يستطيع القيام بكل المخالفات لوحده بل هناك من يدعمه وإلا كان سقط سريعاً”. وأردف “الحكومة غير شرعية والحلول محلّ رئيس الجمهورية يكون بالإجماع والدستور يقول ذلك”.
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة الجمعة، وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها والموزع سابقاً على السادة الوزراء. وفق بيان لمكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما أعلن المكتب أن “ميقاتي بصدد الدعوة أيضاً لجلسة أخرى صباح نهار الخميس المقبل بجدول أعمال يصار إلى توزيعه لاحقاً. للتفضل بتأكيد التواجد في لبنان والحضور في التاريخين المذكورين تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبين أن النصاب مؤمن. مع تذكير السادة الوزراء بتزويدنا بملاحظاتهم على مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف خلال اليومين المقبلين كحدّ أقصى ليتسنى جمعها في جدول واحد وتوزيعه قبل الجلسة تمهيداً لمناقشتها”.
في السياق، زار وفد نيابي العاصمة البريطانية لندن بدعوة رسمية من الحكومة، حاملاً معه ملفات تسلط الضوء على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على الساحة الداخلية.
واستهلّ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرّق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان، إضافة إلى الأوضاع على الحدود الجنوبية وانعكاساتها على أمن لبنان واستقراره.
وأوضح منصوري خلال اللقاء أن “مصرف لبنان اتخذ مجموعة قرارات لبناء المؤسسة داخلياً، فالمصرف المركزي يعمل على المحاسبة الداخلية وإنهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، وإعادة رسم العلاقة مع الدولة مع وقف تمويلها ما ساهم بايجابيات عدة خصوصاً بالنسبة للاحتياطي والاستقرار النقدي مع توقيف منصة “صيرفة”، وشراء الدولار من السوق، وهناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم”.
وعن استرداد الودائع، دعا منصوري إلى “ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع”.
وعلق المجلس الدستوري، مفعول المواد ٩٤/٩٣/٧٢/٤٥/٣٦/ من قانون الموازنة العامة لسنة ٢٠٢٤ إلى حين البتّ بالمراجعة، بعد أن تقدم عدد من النواب في كتلة “الجمهورية القوية” بالطعن بقانون الموازنة إلى أسباب عدّة، أبرزها “غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة”. على أن يصدر المجلس قراره النهائي في مدة أقصاها شهر من تاريخ تقديم الطعن.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :