افتتاحية صحيفة الأخبار:
مؤتمران في باريس وروما لدعم الجيش
أكّدت معادلة «الدم بالدم» التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رداً على تعمّد العدو الإسرائيلي استهداف المدنيين ما أثبتته وقائع الأسابيع الأخيرة باستحالة تبريد الجبهة الجنوبية، سواء بالدبلوماسية التي تقودها الدول الخارجية أو عبر التصعيد الميداني الذي تسعى من خلاله إسرائيل إلى دفع المقاومة إلى وقف عملياتها المساندة لغزة. ورغم أن غالبية التقديرات تميل إلى استبعاد انفجار عسكري واسع بين لبنان وإسرائيل، شكّلت الأحداث الأخيرة، ولا سيما مجرزة النبطية، مؤشراً إلى تصاعد خطير للتوتر، ما استتبع استنفاراً خارجياً على المستويين الدبلوماسي والسياسي تحسّباً لأي تطورات. وهذا ما قد يؤدي، بحسب مصادر متابعة، إلى استئناف الأوساط الدبلوماسية جهودها هذا الأسبوع، بعدما شهدت الأيام الماضية جموداً ولا سيما من قبل الفرنسيين والأميركيين، بعد المعلومات التي تحدّثت عن تأجيل كل من مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين والموفد الفرنسي جان إيف لو دريان زيارتيهما المفترضتين لبيروت. علماً أن هوكشتين، وفق معلومات «الأخبار»، سيزور تل أبيب هذا الأسبوع.وفي هذا السياق، أتى لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وهوكشتين، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة بأنه جرى خلال الاجتماع البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية وإعادة تأكيد الحاجة إلى حل دبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم.
اللقاء ترافق مع كلام لهوكشتين أكّد فيه «أننا نحاول إبقاء الصراع في جنوب لبنان عند أدنى مستوى»، مشدّداً على «ضرورة دعم الجيش اللبناني وبناء الاقتصاد في جنوب لبنان، وهذا سيتطلب دعماً دولياً من الأوروبيين وكذلك دول الخليج». كما ترافق مع حديث عن تحضير باريس لعقد مؤتمر لدعم الجيش نهاية شباط، ومؤتمر آخر مطلع آذار في روما للغرض نفسه، استكمالاً للطرح الذي عرضه الفرنسيون بتعزيز الجيش اللبناني بأبراج مراقبة وإجراء تدريبات للعناصر. ويتلاقى ذلك مع التصور الذي حمله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الذي زارَ لبنان قبل أسبوعين. ولا ينفصل ذلك كله عن مسار موازٍ تعمل عليه الولايات المتحدة بالتنسيق مع قطر لزيادة المساعدات للجيش اللبناني.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر دبلوماسية لـ «الأخبار» إن «كل الحراك الخارجي تجاه لبنان لن يتحقق منه شيء»، معتبرة أن «المبعوثين، ولا سيما، الأوروبيين، أثبتوا فشلهم في التعامل مع الملف اللبناني، بسبب عدم فهمهم لعقل حزب الله في إدارة المعركة، وهم لم يستطيعوا التأثير في قراره، خصوصاً أن الحزب يرى أن دوافعهم نابعة من المصلحة الإسرائيلية ولم يفهموا طبيعة المحدّد الحاسم الذي يمنع الحزب من فتح المسار السياسي».
واعتبرت المصادر أن «هناك فجوة كبيرة بين الخارج والحزب، علماً أن هناك فارقاً بين التعامل الأوروبي والأميركي. فالأميركيون يدركون أن هناك استحالة في دفع حزب الله إلى وقف إطلاق النار، لذا ترتكز مواكبتهم على ضبط إيقاع النار ما دامت لا توجد فرصة لإيقافه». علماً أن هوكشتين «يملك تصوراً للحل ينطلق من حل النزاع على الحدود البرية، لكنه أدرك أن ذلك غير ممكن في هذا التوقيت، وأن لا مجال لأي كلام بحل للجبهة الجنوبية بمعزل عن غزة. وهو السقف الذي وضعه الحزب ولا تراجع عنه».
وفيما قالت المصادر إن «المفاوضات على كل الجبهات وصلت إلى مرحلة بالغة الصعوبة»، لفتت أوساط سياسية إلى أن «أجندة لبنان الدبلوماسية خالية، وحتى الآن لم تتبلغ أيّ من القوى السياسية طلبات لمواعيد زيارات»، وفي حال «طرأت زيارات لموفدين دوليين فإنها ستكون في إطار متابعة التوترات الحاصلة في الجنوب، في ظل التخوف من تطورها إلى عمل عسكري كبير وليس بسبب وجود مقترحات جديدة للحل».
******************************
افتتاحية صحيفة النهار
ازدياد المخاوف على الرئاسة من “وحدة الساحات”
تزايدت الغيوم الضبابية في افق الواقع اللبناني بشقيه الحدودي والداخلي بعدما عكست جولة مشاورات ديبلوماسية جديدة دارت فصولها بين #بيروت وبعض العواصم الخارجية انسدادا غير قابل للاختراق في المدى المنظور وأقله حتى جلاء التعقيدات المتصاعدة حيال تسوية او هدنة في غزة. وفي المعطيات المتوافرة لـ “النهار” في هذا السياق ان مجمل اللقاءات والمشاورات التي اجراها عدد من سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان، أي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، في بيروت منذ تحركهم معا في زيارتهم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، أدت واقعيا الى نتيجة محددة واحدة هي التوافق الدائم بينهم على العناوين الأساسية المتصلة بحث القوى اللبنانية على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية نظرا الى تراكم الاخطار الناجمة عن الفراغ الرئاسي وخصوصا في ظل الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية مع #إسرائيل. ولكن جولات السفراء منفردين بعد ذاك التحرك، لم تفض الى أي تبديل في واقع الازمة لا بل ان العامل المثير لمزيد من القلق الذي برز عبر هذه التحركات تمثل في إضافة تعقيد جديد الى رزمة التعقيدات القائمة أصلا وهو الربط الضمني ولو غير المعترف به من أي طرف للازمة الرئاسية بوضع الجنوب . وتبعا لهذه المعطيات تفيد معلومات “النهار” بان زعماء في قوى المعارضة نبهوا عددا من السفراء الى ضرورة التنبه لخطورة محاولات يتولاها فريق معروف لربط أزمات الداخل ولا سيما منها الأزمة الرئاسية بالواقع المتفجر الناشئ في الجنوب بعدما كان هذا الفريق ربط الوضع الجنوبي بوقف الحرب على غزة، بما يعني احكام السيطرة على عملية ربط الأهداف كلها بعضها بالبعض الاخر ومنع أي حل او حلحلة او أي مبادرة خارجية او داخلية للدفع نحو انتخاب رئيس الجمهورية ما لم تضمن فرض مصالح هذا الفريق واستئثاره بالتحكم بقرارات الحكومة وإرغامها وقت التفاوض على ربط الأمور بعضها ببعض وفقا لاهدافه. وبدا واضحا من خلال هذه المعطيات ان الواقع المجمد للازمة الرئاسية لم يعد بسبب الأفخاخ التي وضعت في طريق أي مبادرة خارجية فيما يرفض “الفريق الممانع” الاحتكام الى الجلسات الانتخابية المفتوحة والمتعاقبة حتى انتخاب رئيس للجمهورية فحسب، بل ان الجديد الأخطر بات يتمثل في محاولات متقدمة لاسر مجمل الأزمات والأوضاع في لبنان وربطها بالمسار الميداني في الجنوب تحت عنوان “وحدة الساحات”. وهو الامر الذي يهدد لبنان بأوخم العواقب علما ان اخطار اتساع المواجهات وتفجر حرب واسعة وحدها كافية لابراز الدقة الاستثنائية للمرحلة الشديدة الخطورة التي يعبرها لبنان . وفي ظل اتساع هذه المخاوف تعمد الأمين العام لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.له نفي أهداف فريقه في توظيف التطورات الجارية باسترهان الازمة الرئاسية.
وفي حين عاد الرهان على ترقب عودة مفترضة لكبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون امن الطاقة وموفد الرئيس الأميركي الى لبنان وإسرائيل #آموس هوكشتاين لتجديد مساعيه ومهمته لتبريد الجبهة الجنوبية للبنان مع إسرائيل، لم يحمل الكلام الأخير لهوكشتاين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ ما يبدد هذا الواقع اذ انه قال “اننا نعمل بهدوء لإنهاء الصراع على الحدود اللبنانية واتساع الحرب لن يكون بمصلحة أحد”. واكد “أنّنا نحاول إبقاء الصراع في #جنوب لبنان عند أدنى مستوى ممكن”، مشدّداً على “ضرورة عودة سكّان البلدات والقرى الحدوديّة الجنوبيّة إلى منازلهم، وكذلك السكّان على الحدود الشماليّة لإسرائيل”. وقال “الوضع على الحدود بين البلدين تغيّر بعد 7 أكتوبر، وسيتعيّن علينا القيام بالكثير لدعم الجيش اللبناني، وبناء الاقتصاد في جنوب لبنان، وهذا سيتطلب دعماً دولياً من الأوروبييّن وكذلك دول الخليج، وآمل أن نرى منهم الدعم في المرحلة المقبلة”.
في هذا السياق اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية في قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال “مؤتمر ميونيخ للأمن” في المانيا، وتم البحث بالوضع في لبنان وبعمل “اللجنة الخماسية” للمساعدة في حل أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. كما تطرق البحث الى الوضع في جنوب لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. كما اجتمع ميقاتي مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وجدد الشكر للعراق على “وقوفه الدائم الى جانب لبنان”.
بين الراعي وعودة
وعلى غرار كل احد برزت امس المواقف التي يطلقها كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة حيال الازمة . البطريرك الراعي تناول مجددا ملف الحرب والسلم وقال “في ضوء تعليم الكنيسة نقول أنّ البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها”. وفي الموضوع الداخلي قال :”لا يمكن الإستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تعطّل حياة الدولة وتسمم المجتمع،. فليضع الجميع فوق كلّ شيء هدف بناء الوحدة الوطنيّة بسبل جديدة ولغة جديدة وبخاصّة الولاء لوطننا النهائيّ لبنان” .
اما المطران عودة فلفت الى ان “بلدنا يتقهقر لأنه يخسر مقومات ديموقراطيته، وينحدر إلى العشوائية والغوغائية والتسلط والفوضى. كيف ينمو بلد ويزدهر وهو بلا رئيس يقوده بحسب ما يمليه دستوره؟ كيف يبنى بلد جيشه مستضعف؟ كيف ينعم بلد بالإستقرار والإزدهار والسلاح منتشر وحدوده مستباحة وقضاؤه مقموع، وإداراته قد أفرغت من الكفاءات، وقرار الدولة مصادر، والحرب تفرض عليها وعلى المواطنين؟ وما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يوميا جراءها؟ كيف تبنى الدولة عندما يستقوي البعض عليها، ويتخطى البعض قراراتها، ويتجاهل البعض الآخر وجودها؟ كيف تبنى دولة والجميع يستغلها؟ وكيف يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات فيما الرأي لمن في يده القوة والمال والسلطة؟”
الحريري
في غضون ذلك غادر الرئيس #سعد الحريري بيروت مساء امس بعد أسبوع كامل أمضاه في العاصمة وتميز بالمناسبة الحاشدة لذكرى اغتيال الرئيس #رفيق الحريري واللقاءات الكثيفة التي غص بها “#بيت الوسط” طوال أسبوع . وفي بيان أصدره مكتبه الإعلامي معلنا مغادرته بيروت توجه الحريري “بالشكر والامتنان لعشرات آلاف الأوفياء الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة بيروت، للمشاركة في إحياء ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه”. وجدد دعوة “الجميع وخاصة أهل الوفاء للحفاظ على البلد”، وقال: “كما كنا سويا سنبقى وسأكون إلى جانبكم أينما كنت”. وفي الختام، عبّر الحريري عن أسفه لعدم تمكنه من لقاء جميع الوفود بسبب ضيق الوقت، وأعرب عن أمله “لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد”.
ومن اللقاءات البارزة التي اجراها الحريري قبيل مغادرته استقباله مساء في “بيت الوسط” الرئيس فؤاد السنيورة . كما كان زار مفتي الجمهورية اللبنانية #الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى ان “اللقاء تركز حول أوضاع المسلمين السنة واستنهاضهم وتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، واكد المفتي دريان “ان دار الفتوى حريصة على كل أبنائها من المسلمين واللبنانيين جميعا لإنقاذ وطنهم من الانهيار والحد من الفوضى والعمل سويا لتحقيق أمال وطموحات اللبنانيين الذين يعانون من تفاقم الأزمات الواحدة تلو الأخرى لحين انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعا وتشكيل حكومة فاعلة وقادرة تكتسب ثقة النواب ممثلي الشعب. وشدد على أن لبنان لا ينهض إلا بالتعاون والتضامن بين جميع مكوناته ومساعدة الأشقاء والأصدقاء، وقال: الجهد والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية لخرق الجمود الحاصل على الصعيد الرئاسي مشهود لها رغم كل الصعوبات التي تواجهها من الداخل اللبناني المنقسم حول نفسه”.
في الجنوب
على صعيد الوضع الميداني في الجنوب تعرضت بلدة يارون لهجوم جوي اسرائيلي، حيث نفذت المقاتلات الحربية الاسرائيلية غارة على منزل في حي البيادر في البلدة، وأتبعتها بغارة مماثلة مستهدفة منزلا في الساحة العامة ليارون، ولم يفد عن وقوع إصابات . كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة على حي ابو اللبن في عيتا الشعب وأخرى على أطراف بلدة عديسة، كما افيد عن غارة من مسيرة على تلة العويضة فوق كفركلا .
في المقابل، أعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” أنه استهدف تجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع البغدادي وتموضعاً للجنود في مستعمرة إيفن مناحم وتموضعا للجنود في مستعمرة شوميرا وآخر في مثلث الطيحات، كما استهداف مبنى يتموضع فيه جنود اسرائيليون في مستوطنة يارؤون، وموقع السمّاقة في مزارع شبعا ولاحقا، اعلن الحزب استهدافه وللمرة الثانية موقع السمّاقة وموقع رويسات العلم .
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الراعي: البطولة ليست في صنع الحرب إنما في صنع السلام
إيران “ضبطتها” في العراق ولبنان ينتظر “نعمة” قاآني
في تطور ميداني غير مسبوق منذ اندلاع حرب غزة بعد 7 تشرين الأول الماضي، قالت مصادر إيرانية وعراقية متعدّدة أمس لـ»رويترز» إنّ زيارة قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني لبغداد أدّت إلى وقف هجمات الجماعات المتحالفة مع إيران في العراق، على القوات الأميركية، معتبرة أنها علامة على أنّ طهران تريد منع صراع أوسع.
ويعتقد مراقبون أنّ هذه الخطوة من مرجعية بارزة في الح.ر.س. الث.و.ر.ي الإيراني لا يمكن إبعاد نتائجها عن لبنان. فمن المعروف أنّ الفيلق الإيراني يضم في عضويته كل التنظيمات الخارجية المتحالفة مع الجمهورية ال.إ.س.ل.ا.م.ية، وفي مقدّمها «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
وقالت المصادر إنّ قاآني أعلن «أنّ الميليشيات يجب أن تبقى متخفّية لتجنّب الضربات الأميركية على كبار قادتها أو تدمير البنية التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران».
وكان قاآني التقى ممثلين عن بعض الجماعات المسلّحة في مطار بغداد يوم 29 كانون الثاني بعد أقل من 48 ساعة من إلقاء واشنطن باللوم على هذه الجماعات في مقتل ثلاثة جنود أميركيين في موقع برج 22 في الأردن.
وفي حين أنّ أحد الفصائل لم يوافق في البداية على طلب قاآني، فإنّ الفصائل الأخرى وافقت عليه. وفي اليوم التالي، أعلنت جماعة «كتائب ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» المدعومة من إيران أنّها ستعلق هجماتها.
ومنذ 4 شباط الجاري لم تقع هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا مقارنة بأكثر من 20 هجوماً في الأسبوعين اللذين سبقا زيارة قاآني، في إطار تصاعد العنف من جانب الجماعات المعارضة للحرب الإسرائيلية في غزة.
ولهذه الرواية حادثت «رويترز» ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومسؤولاً أمنياً عراقياً كبيراً وثلاثة سياسيين عراقيين من الشيعة وأربعة مصادر في جماعات مسلّحة عراقية مدعومة من إيران وأربعة ديبلوماسيين يتركزون على العراق.
والسؤال بعد هذا التطور في العراق، هل يمكن أن تمتدّ مفاعيله الى لبنان؟ وجواباً، أعاد المراقبون الى الأذهان الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الى بيروت يوميّ 9 و10 شباط الجاري. وأوردت «نداء الوطن» في عددها في 12 الجاري، نقلاً عن مصدر واسع الاطلاع أنّ «الهدف الرئيسي لزيارة عبداللهيان كان لقاء الأمين العام لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حسن ن.ص.ر.الله، حاملاً اليه رسالة إيرانية من رأس الهرم القيادي وخلاصتها، «أنّ أمور طهران مع واشنطن «ماشية»، ونحن متفقون مع الإدارة الأميركية على عدم توسيع الحرب وعدم تحويلها الى حرب اقليمية».
وفي سياق متصل، وتزامناً مع التصعيد الميداني المتواصل على الحدود الجنوبية، سئل أمس الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بني غانتس في الاجتماع السنوي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أميركا عن حرب محتملة على الحدود الشمالية مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، فأجاب: «ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه. ينظر إلى غزة ويفهم أنّ ما حدث في بيت حانون، التي لم تعد موجودة بعد الحرب، يمكن أن يحدث في أي مكان في لبنان». وأضاف: «إذا اضطررنا إلى استخدام المزيد من القوات، فنحن قادرون على ذلك، وسيشعر لبنان بثمن الحرب، وهو ما لا نريده، ولكن إذا لم يكن هناك خيار، فسيحدث، وآمل ألا يحدث ذلك».
بدوره، التقى قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي الجنرال أوري غوردين أمس مجموعات الدفاع المحلية لسكان الشمال «لرفع الروح المعنوية وتنسيق المزيد من الجهود ضد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، وإذا لزم الأمر تجاه سوريا»، بحسب ما أورده الإعلام الإسرائيلي. وقال: «إذا انتهى بنا الأمر إلى الحاجة إلى الهجوم في الشمال، فسيكون ذلك بقوة هائلة».
داخلياً، كانت للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد مواقف من التطورات الجنوبية، فقال: «الحرب تولّد الحرب، والقتلُ القتل، والإعتداءُ الإعتداء. الحرب تخلّف الخراب والدمار وتشريد المواطنين الآمنين على الطرقات وفي العراء، وعلّمنا أيضاً أن نستبدل الشريعة القديمة «العين بالعين، والسنّ بالسنّ» (متى 5: 38) بشريعة المحبّة».
وأضاف: «إنّ البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب والدعوة إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يتمسك بالوساطة الأميركية لتطبيق الـ1701 الناظم لحدوده مع إسرائيل
لأن باريس توخّت من ورقتها حجز مقعدها في التسوية
بيروت: محمد شقير
لم تلق الورقة الفرنسية التي تسلّمها لبنان من وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، لإنهاء الأعمال القتالية بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وإسرائيل، تمهيداً للتوصل إلى تسوية للحدود المتنازع عليها بين البلدين، الاهتمامَ اللبناني المطلوب. ويقول مصدر نيابي بارز، لـ«الشرق الأوسط»، إن سبب عدم الاهتمام ليس لأنها ليست موقّعة أو مؤرّخة من قِبل باريس، بل لأن مجرد الموافقة عليها يعني أن لبنان الرسمي يُبدي استعداداً لسحب الوساطة الأميركية من التداول، وصولاً لإنهاء المهمة الموكلة إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي يسعى، من خلال تواصله مع بيروت وتل أبيب، لتوفير المناخ السياسي للشروع في تطبيق القرار الدولي 1701؛ كونه الناظم الوحيد لتحديد الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
عدم مجيء هوكستين
ولفت المصدر النيابي البارز إلى أن سبب عدم مجيء هوكستين إلى بيروت، كما كان متوقعاً في ظل ارتفاع منسوب المواجهة بين إسرائيل و«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، والذي يُنذر باحتمال توسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية بين البلدين، يكمن في أنه لم يتوصل، حتى الساعة، مع تل أبيب إلى تفاهم حول مسوَّدة مشروع لإنهاء الأعمال القتالية لصالح خلق المناخ المؤاتي لتطبيق القرار 1701.
وأكد أن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ليس في وارد المبادرة لتوسعة الحرب. وقال: «نحن لا نريد الحرب، ونقوم بكل ما في وسعنا لمنعها من أن تتمدد من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، ولا يمكن خفض منسوب التوتر الذي يسيطر على الجبهة الشمالية، وصولاً للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع تل أبيب، برعاية الأمم المتحدة، وبضمانات دولية لتطبيق القرار 1701، ما لم تُوقف عدوانها على غزة الذي سيؤدي حتماً إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان».
فريق عمل فرنسي
ورأى المصدر نفسه أن باريس تُولي أهمية للورقة التي عرضها وزير خارجيتها على لبنان، وأوفدت فريق عمل من وزارتي الخارجية والدفاع إلى بيروت، للوقوف على رأي لبنان حيال ما تضمّنته من أفكار للتعديل، «لكننا ارتأينا أنه لا مجال للغوص فيها ما دامت تشكل نسخة منقّحة من تفاهم أبريل (نيسان) عام 1996 الذي جرى التوصل إليه مُنهياً العدوان الإسرائيلي على الجنوب تحت اسم (عناقيد الغضب)، فيما لدينا الآن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي لا يزال دون تطبيق منذ صدوره في أغسطس (آب) بعد عدوان يوليو (تموز) 2006».
واعتبر أنه لا مبرر لاستبدال الورقة الفرنسية بالقرار 1701، خصوصاً أن واشنطن، من خلال هوكستين، تواجه صعوبة في إقناع تل أبيب بضرورة تنفيذه، فكيف ستكون الحال مع باريس، وهل لديها أوراق ضغط عليها تفتقد إليها الإدارة الأميركية.
وأكد المصدر النيابي أن هوكستين لم يُوقف وساطته، وهو لا يزال على تواصل يومي مع بيروت وتل أبيب، لبقاء الوضع في الجنوب تحت السيطرة والحيلولة دون تفلّته على نحو يؤدي إلى توسعة الحرب، رغم أن المواجهة مشتعلة على الجبهة الشمالية، إلى مزيد من التصعيد بلجوء إسرائيل إلى استهداف المدنيين، وهذا ما حصل في المجزرة التي ارتكبتها ضد عائلة في مدينة النبطية.
تواصل بري ــ ميقاتي
وكشف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، على تواصل دائم برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأطلعه على الأجواء التي سادت اجتماعه بالوسيط الأميركي، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن الذي عُقد أخيراً في ميونيخ بألمانيا، ونُقل عنه تأكيده أن واشنطن ما زالت تضغط على تل أبيب لمنعها من توسعة الحرب في جنوب لبنان، وهذا ما يلتزم به «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، بصرف النظر عن الخطاب الناري لأمينه العام، حسن ن.ص.ر. الله، الذي يتوخى منه تحذيرها من استهداف المدنيين الذي سيُقابَل بردّ فعل مماثل.
وشدّد المصدر نفسه على أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة سينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام البحث بتطبيق القرار 1701؛ لأن لبنان في حاجة ماسّة إلى الضمانات لمنع تل أبيب من استمرارها في خرق أجوائه براً وبحراً وجواً، وقال إن استقراء الوضع في الجنوب وما سيؤول إليه، لا يمكن عزله عن الجهود الرامية لوقف العمليات العسكرية في غزة، وإلزام تل أبيب بوقف مديد لإطلاق النار، في حين رأى مصدر بارز في المعارضة أن مصير الوضع في الجنوب بات عالقاً على الوضع الميداني في غزة، والآخر على الجبهة الشمالية.
وبكلام آخر، اعتبر المصدر في المعارضة، وفق قوله لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان يتموضع حالياً في منتصف الطريق، وبات رهينة الوضع الميداني في غزة وشبيهه في جنوب لبنان، ومن ثم لا قدرة للحكومة بأن تقول كلمتها ما لم تكن على تناغم مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الذي يتصرف وكأنه وحده مَن يملك قرار السِّلم والحرب، خصوصاً من مسؤولي الحزب على كل المستويات الذين يقفلون الباب أمام البحث بتطبيق القرار 1701 وتحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ما لم تُوقف إسرائيل عدوانها على غزة.
قرار السلم والحرب
وغمز المصدر في المعارضة من قناة الثنائي الشيعي، وتحديداً «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، على خلفية إصراره على ربط مصير لبنان بالحرب الدائرة في غزة، انطلاقاً من التزامه بوحدة الساحات، وقال إن دعم المعارضة للقضية الفلسطينية لا يعني إقحامه في حرب دون العودة إلى الحكومة التي يُفترض أن تمسك وحدها بقرار السلم والحرب.
لذلك لم يعد أمام الحكومة خيار سوى الرهان على الوساطة الأميركية والتعامل معها على أساس أنها تُؤمّن للبنان سترة النجاة للعبور به إلى بر الأمان، كشرط للانصراف إلى إعادة تحريك الملف الرئاسي الذي يدخل حالياً في إجازة مديدة، ما دام الحزب يعطي الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويبقى السؤال: هل سيتمكن الوسيط الأميركي من توفير الضمانات للبنان بعدم لجوء إسرائيل إلى توسعة الحرب، على أن تكون مديدة، إلى حين التوصل لتهيئة الأجواء السياسية أمام تطبيق القرار 1701، خصوصاً أن الثنائي الشيعي، وفق مصادره، يتعامل مع الورقة الفرنسية من زاوية أن باريس تتوخى منها حجز مقعد لها في التسوية، في حال كانت الظروف الدولية مؤاتية لإنضاجها.
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجنوب وغزة وعيد وتهديد.. والحريري غادر آملاً بلقاء قريب
لم يطرأ في عطلة نهاية الاسبوع أي تطوّر ملموس على مستوى الاستحقاقات السياسية والدستورية، فيما ظل الوضع في غزة وعلى الجبهة الجنوبية محور الاهتمام مع استمرار التهديد والوعيد الاسرائيليين باجتياح رفح من جهة وشَن حرب على لبنان، الذي يفترض ان يستقبل في اي وقت الموفدين الاميركي عاموس هوكشتاين وجان ايف لودريان، خصوصاً انّ واشنطن وباريس تعملان على منع توسّع الحرب على الجبهة الجنوبية، فيما لم يصدر بعد أي جديد عن المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية.
ويفترض أن يكون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العائد اليوم من المانيا، قد استجمع بعض المعطيات عما توصل اليه الحراكان الاميركي والخماسي حتى الآن في شأن لبنان، حيت التقى هوكشتاين قبل ايام في ميونخ على هامش «مؤتمر الامن»، ثم التقى في الامس رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال «مؤتمر ميونيخ للامن» في المانيا. وافاد مكتب ميقاتي الاعلامي انه «تم البحث في الوضع في لبنان وعمل «اللجنة الخماسية» للمساعدة في حل ازمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. وتطرّق البحث الى الوضع في جنوب لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة».
والتقى ميقاتي ايضا رئيس الحكومة العراقية محمد شيّاع السوداني، وكرر الشكر للعراق على وقوفه الدائم الى جانب لبنان.
لقاء ليس ببعيد
في غضون ذلك غادر الرئيس سعد الحريري بيروت الى ابو ظبي، وافاد مكتبه الاعلامي في بيان انه «توجّه بالشكر والامتنان لعشرات آلاف الاوفياء الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة بيروت، للمشاركة في احياء ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه». وجدّد «دعوة الجميع، وخصوصا اهل الوفاء، للحفاظ على البلد». وقال: «كما كنّا سوا سنبقى وسأكون الى جانبكم أينما كنت». وأسف «لعدم تمكّنه من لقاء جميع الوفود بسبب ضيق الوقت»، وأعربَ عن أمله «في لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد».
واختصرت مصادر «بيت الوسط» نتائج زيارة الحريري لبنان لمدة اسبوع بالقول لـ»الجمهورية»: «انّ الزيارة والحشود بعشرات الالوف عند الضريح وفي «بيت الوسط» عدا عمّن لم يتمكن من الوصول، أثبتت انّ شعبيته لم تتراجع بل ربما زادت، تعبيراً من الناس عن وفائهم لبيت الحريري ولنهج الاعتدال الذي يمثله وللأمل بتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي والتمسّك بالدولة ومرجعيتها».
واشارت المصادر الى «انّ كل القوى السياسية والشخصيات الديبلوماسية التي زات الحريري أجمَعت على مطالبته بالعودة الى ممارسة العمل السياسي والعام، عَدا عن انّ الحضور الديبلوماسي الكثيف أظهَر استمرار علاقات الحريري الخارجية القوية».
وعن سبب عدم زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وقيادة الحزب التقدمي و»التيار الوطني الحر» للحريري، أوضحت المصادر «انّ الحريري سُئل عن هذا الموضوع، فأجاب: «البروتوكول في الطابق الثاني (من بيت الوسط) وهو من يأخذ المواعيد وليس أنا». لكنّ المصادر قالت موضحة: «لا يُخفى انّ علاقة الحريري بجنبلاط تشوبها بعض الندوب لكن لا قطيعة مع اي طرف سياسي، وطبيعة الوفود السياسية المتنوعة التي جاءت أثبتت هذا الامر».
لكنّ المحامي حسام حرب مستشار رئيس الحزب التقدمي النائب تيمور جنبلاط، ابلغ الى «الجمهورية» انّ الحزب التقدمي «لم يطلب موعداً لزيارة «بيت الوسط» بل ان رئيس الحزب ونواب الكتلة (اللقاء الديموقراطي) واعضاء القيادة الحزبية زاروا ضريح الرئيس الشهيد، كذلك زاره الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط وزوجته، وذلك «من باب الوفاء للعلاقة والصداقة القديمة التي ربطت الحزب وجنبلاط بالشهيد الحريري، ولذلك تحمل زيارة الضريح عدة معان وجدانية وعاطفية وليس سياسية فقط».
واوضح حرب ان «لا سبب او خلاف جوهرياً وراء حالة عدم التواصل بيننا وبين الرئيس الحريري أخيراً، وليس صحيحاً ما تردد عن انّ سبب الخلاف هو القرار الذي اتخذه وزير التربية في حق الموظفة في الوزارة امل شعبان، فهذا موضوع إداري يعالج في مكانه. وقنوات التواصل غير المباشر مع الحريري ظلت قائمة بواسطة النائب وائل ابو فاعور عبر صديق مشترك، بعد زيارتنا له، تيمور جنبلاط وابو فاعور وأنا في ابو ظبي، قبَيل الانتخابات النيابية عام 2022 وبعدها لم يعد هناك من تواصل رسمي».
وقبل سفره زار الحريري مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى «ان اللقاء تركّز حول أوضاع المسلمين السنة واستنهاضهم وتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين»، واكد المفتي «ان دار الفتوى حريصة على كل أبنائها من المسلمين واللبنانيين جميعاً لإنقاذ وطنهم من الانهيار، والحد من الفوضى، والعمل معاً لتحقيق آمال وطموحات اللبنانيين الذين يعانون تفاقم الأزمات الواحدة تلو الأخرى الى حين انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً وتشكيل حكومة فاعلة وقادرة تكتسب ثقة النواب ممثلي الشعب».
واكد دريان «أن لبنان لا ينهض إلا بالتعاون والتضامن بين جميع مكوناته ومساعدة الأشقاء والأصدقاء». وقال: «الجهد والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية لخرق الجمود الحاصل على الصعيد الرئاسي مشهود لها على رغم من كل الصعوبات التي تواجهها من الداخل اللبناني المنقسم على نفسه». واعتبر أنّ «توسيع العدوان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان هو جريمة موصوفة، وإثبات فشل حكومة العدو من تحقيق أهدافها يدفعها الى ارتكاب المزيد من المجازر والإجرام غير المسبوق في العصر الحديث».
مواقف
وعلى صعيد المواقف الداخلية، اشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس الاحد في بكركي على نية «كاريتاس» لمناسبة بدء حملة التبرعات التي اطلقتها لمناسبة الصوم، الى انّ «تطور الاسلحة حمّل الشعوب على حملها فالحرب تولّد الحرب وتخلّف الدمار وتشرّد المواطنين على الطرق. وقد علّمنا الرب أن نستبدل شريعة العين بالعين والسن بالسن بشريعة المحبة». وشدد على ان «البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطورة إنما في العقل وتجنّب الحرب وصنع السلام». وقال: «فليضع الجميع هدفَ بناء
بلدنا يتقهقر
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «مؤخراً، أصبح كل خاطئ في حق لبنان وشعبه ديّاناً للآخرين الذين لا يريدون سوى خلاص الأرض وشعبها. أصبح البعض يستلّون سيف التخوين والعمالة تجاه من يخالفهم الرأي، متجاهلين حرية الرأي والتعبير، والحق في إبداء الرأي». وأضاف: «بلدنا يتقهقر لأنه يخسر مقومات ديمقراطيته، وينحدر إلى العشوائية والغوغائية والتسلط والفوضى. كيف ينمو بلد ويزدهر وهو بلا رئيس يقوده بحسب ما يُمليه دستوره؟ كيف يُبنى بلد جيشه مُستضعف؟ كيف ينعم بلد بالإستقرار والإزدهار والسلاح منتشر وحدوده مستباحة وقضاؤه مقموع، وإداراته قد أفرغت من الكفاءات، وقرار الدولة مصادر، والحرب تفرض عليها وعلى المواطنين؟ وما ذنب المدنيين الأبرياء الذين يسقطون يومياً جرّاءها؟ كيف تبنى الدولة عندما يستقوي البعض عليها، ويتخطى البعض قراراتها، ويتجاهل البعض الآخر وجودها؟ كيف تبنى دولة والجميع يستغلها؟ وكيف يكون المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات فيما الرأي لِمن في يده القوة والمال والسلطة؟»
تسوية إنقاذية
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «المطلوب وطنياً تسوية رئاسية انقاذية». وقال في بيان: «لا شك أن البلد ممزّق سياسياً ويعيش لحظة ضغط دولي مجنون، والخطير أنّ عين واشنطن وبروكسل على تل أبيب وأمنها، فيما لبنان ليس أكثر من مستودع نزوح وبطالة وتضخّم وحصار دولي بقيادة واشنطن التي تصرّ على تأمين المصالح الأميركية بطريقة تَتشابَه كلياً مع المصالح الإسرائيلية». وتابع: «المطلوب ملاقاة سيادة الجبهة الجنوبية بالسيادة النيابية الميثاقية ليبقى لبنان، والبطولة كل البطولة بفرض السلام وانتزاعه، لأنّ تجربة الاحتلال الصهيوني للبنان عَلّمتنا أن مجلس الأمن والمصالح الأميركية الأوروبية ليست أكثر من جنازير دبابات ومشاريع مصالح واحتلال».
«الخطة المالية»
وفي هذه الأجواء، وفي انتظار عودة رئيس الحكومة من ميونيخ بعدما شارك في «مؤتمر الامن»، لم يحدد بعد مصير جلسة مجلس الوزراء المتوقّع انعقادها هذا الأسبوع للبحث في بعض القضايا الملحة، لا سيما منها تلك المتعلقة بالخطة الحكومية للقطاع المصرفي في ضوء التجاذبات الدائرة حولها بين احتمال التراجع عنها او المضي فيها.
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ ميقاتي لم يبلغ الى من تحدث إليهم من الوزراء في الأيام القليلة الماضية اي موقف نهائي. ومع استبعادها العودة عن هذه الخطة، لفتت الى «انّ المسؤولية لا تقع على الحكومة فحسب وأن التعاون واجب بينها والمجلس النيابي وحاكمية مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان للبَت ببعض القضايا الشائكة التي تستند الى أرقام وتفاصيل وتوقعات دقيقة لا يمكن الشك فيها قبل اتخاذ اي قرار يؤدي الغاية المطلوبة منها، ولو كان الأمر متأخراً لسنوات عدة». ولفتت المصادر الى ان هناك قضايا ادارية ومالية مختلفة جاهزة لإدراجها على جدول أعمال اي جلسة لمجلس الوزراء، لا سيما منها ما يتصل بمطالب موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين ومتقاعدين ومن ضمنهم المساعدين القضائيين، بالإضافة الى بنود مؤجلة من جلسات سابقة بعدما تم الاستغناء عن بعضها لمجرد صدور قانون الموازنة العامة.
مصير «اللولار»
على صعيد آخر تريّثت مصادر مالية، في حديثها لـ«الجمهورية»، في الحسم بمسألة تعديل سعر صرف الدولار المصرفي «اللولار» لرفعه من 15 الف ليرة الى 25 الفاً، ذلك ان هناك خيارات عدة مطروحة منذ فترة وكان بعضها يصل الى ما بين 35 الفاً و45 الفاً على الاقل للتخفيف من حدة «الهيركات» على المودعين، والتعويض عنهم لِما لحق بهم من ظلم وقهر طوال السنوات الاربع الاخيرة والتردد في اتخاذ بعض القرارات الإصلاحية المالية والنقدية.
قصور العدل
ومن اليوم تعود الحركة الى قصور العدل بعدما أعلنت لجان المساعدين القضائيين تعليق الاعتكاف والعودة الى العمل مع إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لِما ستؤول اليه مستحقاتهم الكاملة من مجلس الوزراء، في انتظار ما سيصدر عن الجلسة المقبلة. وقالت في بيان انها «وبناءً لاجتماعاتنا مع وزير العدل والمدير العام ورئيس صندوق المساعدين القضائيين، وبناءً على بعض التحسينات من العائدات لصندوق المساعدين، وحرصاً على المصلحة العامة ومصالح المراجعين والموقوفين، ولحرصنا الأكيد على مصالح الناس، وكوننا لسنا من دُعاة التعطيل، وفي انتظار ما سيقدّمه مجلس الوزراء بالنسبة الى رواتب ومخصصات القطاع العام الذي نحن جزء منه، يُقرّر المساعدون القضائيون تعليق الاعتكاف والعودة الى العمل».
الجنوب
من جهة ثانية تواصلت المواجهات أمس بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على الجبهة، حيث نفّذ المقاومون سلسلة من الهجمات على المواقع العسكرية والمستوطنات على طول هذه الجبهة من الناقورة صعودا حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكان الجديد امس تسجيل احتراق قطعة بحرية اسرائيلية ادّعَت اسرائيل انّ الحادث سببه «أعمال صيانة».
ونفّذت الطائرات الحربية الاسرائيلية عدوانا جويا على بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، فيما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف راميا وخلة وردة وبلدات يارين، طيرحرفا، الجبين وشيحين في القطاع الغربي. بينما تعرضت أطراف الناقورة بالقرب من مقر «اليونيفيل» البحري لقصف مدفعي.
كما استهدف القصف حي ابو اللبن في عيتا الشعب. وتعرضت بلدة يارون لثلاث غارات جوية استهدفت جميعها منازل في ساحة البلدة ودمرتها.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية انّ أحد الصواريخ المضادة للدبابات أطلق أمس من لبنان على مستوطنة «شتولا» في الجليل الغربي، ما أدى إلى إصابة إسرائيليين اثنين، على الفور.
فيما قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» ان «ليس من الواضح كيف سيتغير الوضع في الشمال عند الحدود مع لبنان بنحوٍ جذري كما وعدت الحكومة الإسرائيلية ومتى سيحدث ذلك». واشارت الى «تضرّر مبنى سياحي في كيبوتس يرؤون في الجليل الأعلى إثر سقوط صاروخ مضاد للدروع تم إطلاقه من لبنان».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، امس، انه «من المتوقّع أن تشهد الجبهة الشمالية أيام قتال إضافية، خصوصا بعد توعّد الأمين العام لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» بردٍّ قاس جداً».
وأوضحت «القناة 12» الإسرائيلية أنه «لهذا السبب هناك استنفار عال وجاهزية في الميدان على الحدود الشمالية». واضافت: «نحن طوال الوقت على حافّة الحرب».
وأشارت إلى أنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» موجود على الحدود ويطلق النار دائماً، والجيش الإسرائيلي يردّ وأحياناً يُبادر»، مؤكدة أنّ الحزب «مستمر وينجح في إطلاق النار نحو إسرائيل».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية «إنّ الإطلاق المفاجئ للصواريخ الدقيقة من لبنان على مواقع حساسة في «إسرائيل»، من شأنه أن «يمنح «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ميزة كبيرة بمجرد بدء الحرب». وذكّرت بما قاله الأمين العام السيد ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، قبل أيام، ومفاده أنّ «المقاومة تمتلك قدرات صاروخية هائلة ودقيقة تمتد من كريات شمونة إلى إيلات».
وقال رئيس السلطة المحلية في مستوطنة «كريات شمونة»، أفيخاي شتيرن، إنّ المستوطنين في الشمال، بعد 4 أشهر، «باتوا في وضع لا يُطاق، وتحت ضغط فظيع».
بدوره، قال رئيس مجلس «مرغليوت» إيتان دافيدي إنّ الوضع في المستوطنة «غير معقول، ولا يمكن للسكان الدخول والخروج متى أرادوا»، مضيفاً: «لا نستطيع المناورة… نحن نختبئ خلف الجدران حين نكون في مرغليوت».
وقبل أيام، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» نجح في فرض نوع من حزامٍ أمني» شمالي فلسطين المحتلة، «بحيث باتت المستوطنات هناك مهجورة».
ووفق صحيفة «هآرتس»، فإنّ «القتال لم يتوقّف في الشمال للحظة، باستثناء أسبوع وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى في غزة، في نهاية تشرين الثاني الماضي، بحيث إنّه لا يمر يوم من دون إطلاق القذائف المضادة للدروع والصواريخ والطائرات الهجومية من دون طيار من لبنان إلى الشمال».
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس مناقشة الوضع على الجبهة الشمالية في مواجهة «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» اللبناني، تخوّفاً من تسريب نتائج تلك الجلسة.
في غضون ذلك قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إن «ما حدث في بيت حانون في قطاع غزة، التي لم تعد موجودة بعد الحرب، يمكن أن يحدث في أي مكان في لبنان».
وسُئل غانتس في الاجتماع السنوي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أميركا عن حربٍ محتملة على الحدود الشمالية مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، فأجاب: «ن.ص.ر. الله ينظر إلى غزة ويفهم أن ما حدث في بيت حانون، التي لم تعد موجودة بعد الحرب، يمكن أن يحدث في أي مكان في لبنان». واضاف: «إذا اضطررنا إلى استخدام مزيد من القوات، فنحن قادرون على ذلك، وسيشعر لبنان بثمن الحرب، وهو ما لا نريده، ولكن إذا لم يكن هناك خيار، فسوف يحدث، وآمل أن لا يحدث ذلك».
وذكر موقع «واللا»، مساء أمس الاول، أنّ بعض الوزراء الإسرائيليين طلبوا قبل عدة أيام مناقشة الوضع في الجبهة الشمالية، إلا أن نتنياهو رفض طلبهم، مضيفاً أن نتنياهو قد رفض مناقشة الوضع العسكري والأمني لبلاده أمام «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» تخوّفاً من تسريب معلومات عن نتائج الاجتماع. وشدد على أن مناقشة هذا الأمر تطرح فقط على «كابينيت الحرب».
الى ذلك، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أنّ «نهاية هذا الإشتباك مع العدوّ في هذه المرحلة وفي كل مرحلة هو الإنتصار. والعدوّ يُصعّد في طغيانه، لكن هذا التصعيد يكشف عن انزلاقه نحو الهزيمة وعن سرعة سيره نحو السقوط».
وقال رعد خلال حفل تأبيني في بلدة عدشيت: «إننا نريد أن نوجّه للعدوّ رسالة ميدانية قوية لنقول له إنّ جنونك لن ينفع إذا حوّلت اهتمامك إلى جبهتنا فنحنُ لكَ بالمرصاد». وشدد على أنّ «المعركة التي نخوضها ليست معركة سهلة ونتحمل أعباءها بقوة وشجاعة وإقدام وثبات لأن حساباتها دقيقة جداً وموازين الإنتصار فيها حساسة جداً، ونحن نتصرّف وِفق ما يرضي الله ووفق ما يحمي شعبنا وسنبقى كذلك».
كما شدد على انّ «العدو وصل إلى الحائط المسدود، وانتصارنا عليه في لبنان وغزة سيكون انتصاراً مؤزّراً، وهذا ليس ببعيدٍ على الإطلاق».
**********************
افتتاحية صحيفة اللواء
تباعدات لبنانية في اليوميات.. وحرص دولي على لجم التفلّت الإسرائيلي
الحريري يغادر بعد زيارة دار الفتوى.. واعتراضات على الرسوم والضرائب.. والعسكريون للعصيان
الثابت أن لكل طرف لبناني انشغالاته وانتظاراته، في وقت تهيمن الاحتمالات المعقدة على النقاشات الدائرة حول مجريات حرب غزة، والتوهان الاسرائيلي عن جادة المعالجة، مع ميوعة دولية واقليمية، ما خلا دعوة المحكمة الدولية اليوم لمناقشة مخاطر الاحتلال ومشروعيته منذ العام 1967، بمشاركة دولية وحقوقية واسعة.
ففي الوقت، الذي انضمت حركة «امل» الى مشاهد اليوميات الجنوبية الدامية، عبر تشييع الشهداء، ومتابعة مجريات المواجهة، بدا ان الثنائي الشيعي معني اكثر من اي وقت مضى بمسار الهدنة او دخول غزة ومعها المنطقة في فصول جديدة من المواجهات الطاحنة، والتي تدخل في سباق مع بدء العد العكسي لشهر رمضان المبارك.
وتركز الاطراف المسيحية، من روحية الى سياسية وكتل نيابية على التقاء بالكلام عن فرصة لإعادة وضع الملف الرئاسي على طاولة البحث، في فترة لا تتجاوز ما بعد عيد الفطر او قبله بأيام، مع العلم ان لا مؤشرات واضحة، على اي كلام او توجه.
وفي المعلومات من ميونيخ ان الرئيس نجيب ميقاتي اجتمع الى نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبحث معه في عمل اللجنة الخماسية للمساعدة في حل ازمة الشغور الرئاسي.
كما التقى الرئيس ميقاتي نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبحث معه الوضع في المنطقة والتعاون النفطي بين البلدين.
وحسب مصدر نيابي فان الرئيس نبيه بري قد يتحرك مجدداً لالتقاط الكرة الرئاسية بدءاً من الحوار مع تكتل لبنان القوي.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين أكد امام من التقاهم مؤخرا، انه لن يزور لبنان قريبا، لاستئناف مهمته لوضع اللمسات النهائية على اتفاق التهدئة والترتيبات الامنية المرتكزة على تنفيذ القرار الدولي ١٧٠١، بالتزامن والتوازي بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه والدولة اللبنانية وإسرائيل، والتشاور حول خلاصة الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي بخصوص ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل والمراحل التي قطعتها،وقالت: ان الخلافات المتبقية بين الطرفين اصبحت محصورة في موضوع مزارع شبعا والنقطة B2 قرب الناقورة.
واشارت المصادر الى ان استئناف هوكشتاين مهمته في لبنان حاليا، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة لن يعطي النتائج المرجوة، بل يؤدي إلى اضاعة الوقت سدى، والدوران في الحلقة المفرغة.
ونقلت المصادر إلى ان هوكشتاين يأخذ بعين الاعتبار هواجس ومطالب الطرفين المؤثرين، لاسيما بموضوع عودة السكان على جانبي الحدود، نقاط الانسحاب، تمركز الجيش اللبناني والمنطقة الآمنة.
ومع ان الاوساط الدبلوماسية والرسمية تميل الى ان الوضع الجنوبي لن يتوسع باتجاه انفجار كبير، عادت الانظار تتجه هذا الاسبوع الى جلسة مجلس الوزراء، التي يرجح ان تعقد الخميس او الجمعة المقبلين لبحث مصير الخطة الحكومية المتعلقة بالمصارف، بعد قرار مجلس الشورى الدولة إبطالها.
مجلس الوزراء
وإذا عقدت الجلسة، فإنه من المرجح ان تتطرق الى الخلاف المستجد بين شركة توتال وشركائها في الكونسوريتوم (إيني الايطالية وقطر للطاقة) ووزارة الطاقة على خلفية رفض توتال التوقيع على عقدي اكتشاف واستخراج الغاز والنفط من البلوكين 8 و10.
وحسب مصدر في وزارة الطاقة ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض يتجه الى الطلب من مجلس الوزراء تمديد المهلة لتوتال، حتى لا يسقط قرار مجلس الوزراء.
وكشفت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن الوزراء لم يتبلغوا اية دعوة لانعقاد جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وبالتالي لم يتخذ قرار بعد بشأن موعد انعقادها المرتقب في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لمناقشة بند وحيد وهو مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها. وكان وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين قد سجّل التحفظ والاعتراض الخطي لدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيث تضمن المشروع المطروح العديد من المخالفات الدستورية والقانونية التي تحول دون مشروعيته وانتظامه القانوني، واقتراح الحلول القانونية للأزمة الراهنة مقدمة من د.باسكال ضاهر مع إبداء الاستعداد لأي متابعة أو استفسار أو رأي. وبحسب المعلومات المتوافرة فإنه لم يقدم أي وزير أي اعتراض خطي في هذا الملف سوى الوزير شرف الدين.
وفي حال عدم التمديد، يعاد إدراج البلوكين ٨ و١٠ في دورة التراخيص الثالثة. وأكّدت مصادر وزارة الطاقة ان الخلاف مع الكونسورتيوم، المؤلف من توتال و Eni و Qatar energy مرده إلى رفض توتال تقليص مهلة المسوحات الزلزالية، في البلوك رقم ٨ والحفر، في البلوك رقم ١٠. وأوضحت المصادر أنّه في حين كانت توتال تريد استمرار هذه العملية حتى العام ٢٠٢٧، طالب الجانب اللبنانيّ بإنجاز البتّ في هذه العملية، في مهلة أقصاها سنة ونصف السنة. وأشارت المصادر إلى أنّ وزارة الطاقة بذلت كل ما في وسعها، لضمان مصالح الكونسورتيوم، في العرضين المقدمين ولكنّها في الوقت ذاته متمسّكة لأبعد الحدود بحقوق لبنان في الإسراع في عمليتي المسح الزلزاليّ والحفر.
مغادرة الحريري
سياسياً، غادر الرئيس سعد الحريري بيروت، معلنا امتنانه لعشرات الآلاف الاوفياء الذين اتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة للمشاركة في ايحاء الذكرى 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.
ودعا الحريري للحفاظ على البلد، مؤكداً: «لما كنا سويا سنبقى وسنكون الى جانبكم اينما كنت».
وكان الرئيس الحريري التقى الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط قبل مغادرته.
وكان الرئيس الحريري زار دار الفتوى، والتقى المفتي عبداللطيف دريان وودعه، على امل اللقاء القريب.
واكد المفتي دريان على ان دار الفتوى حريصة على كل ابنائها من المسلمين واللبنانيين، معتبرا ان لبنان لا ينهض الا بالتعاون والتضامن بين جميع مكوناته ومساعدة الاشقاء والاصدقاء، واصفا توسيع العدوان على غزة وجنوب لبنان «بالجريمة الموصوفة».
من جانبه، انتقد البطريرك الماروني مشاركة ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه واطراف اخرى في الحرب الدائرة في الجنوب، معتبرا ان البطولة في تجنب الحرب لا صنعها.
وفد نيابي
ويتوجه اليوم، وفد نيابي الى لندن يرأسه النائب فؤاد مخزومي، ويضم في عضويته: النائب اديب عبد المسيح، الذي كشف ان اللقاءات تشمل اعضاء في مجلس اللوردات والعموم، في اطار تسويق مواقف الكتل بشأن مواضيع تتعلق بالملفات السياسية والمالية والاقتصادية.
تهديد العسكريين
وظيفياً، وفيما اعلن المساعدون القضائيون العودة الى العمل، اعلن الموظفون المياومون في مؤسسة كهرباء لبنان التوقف عن العمل والاستمرار بالاضراب، حتى تسوى اوضاعهم المالية.
ولاحقاً، اعلن حراك العسكريين البيان «رقم 1» بالدعوة الى العصيان المدني، بعدم تسديد جميع الرسوم والضرائب الجديدة هم وعائلاتهم، من فواتير الكهرباء والمياه والهاتف والرسوم البلدية والرسوم على المعاملات كافة.
ووصف «تجمع العسكريين المتقاعدين» المعلومات عن منح موظفي المالية حوافز تتراوح ما بين 300 و700 دولار شهرياً «بالمهزلة» التي لامست الخط الاحمر، داعياً العسكريين والموظفين المتقاعدين إلى البقاء على أهبة الاستعداد، للتصدي لهكذا مشاريع هدامة تتعمدها الحكومة، حتى لو تطلبت مواجهات شرسة وكثيراً من التضحيات، وليشكلوا بصدورهم وسواعدهم وأقدامهم، رأس حربة في الدفاع عن قيم الحقّ والعدالة والمساواة».
وفي اطار حياتي، علَّق مخاتير برج البراجنة اعمالهم احتجاجاً على ارتفاع رسوم المعاملات كما اقرتها الموازنة الجديدة.
استهدافات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه
ميدانياً، استهدف ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه 8 مواقع للاحتلال الاسرائيلي، فقد قصفت مدفعية ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه تجمعات اسرائيل في مستعمرات: ايفين مناحيم، ويرؤون، وشوميرا وغيرها..
ومساء، استهدف حزب لله تجمعا لجنود الاحتلال في حرش راميم بالاسلحة المناسبة.
من جانبها، قصفت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي وادي بيت ليف، كما غارت طائرة اسرائيلية على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، كما اطلقت مسيرة معادية صاروخين على حي الطراش في ميش الجبل.
*********************
افتتاحية صحيفة الديار
الحريري عاد من حيث أتى… «الفيتو» أقوى من إرادة شارعه
ردّ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه على استهداف المدنيين محسوب ومُوجع
ضغوط أميركيّة وفرنسيّة لتفادي التصعيد «الإسرائيلي» على جبهة لبنان – بولا مراد
بالرغم من تراجع حدة المواجهات بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه والعدو الاسرائيلي في اليومين الماضيين، بعد اسبوع دموي لبناني شهد سقوط عدد غير مسبوق من القتلى المدنيين، جراء توسيع «تل أبيب» رقعة القتال، فإن الخشية من تدهور الوضع لا تزال كبيرة، بخاصة في ظل انتظار رد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه على مجزرة النبطية، مع تثبيت امينه العام السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه معادلة «الدم مقابل الدم». اذ انه من غير المستبعد ان يتخذ العدو من رد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، الذي تقول مصادر مطلعة، انه سيكون «محسوبا وموجعا»، مبررا لتوسيع اضافي لرقعة المواجهات قد يؤدي الى انفلات الامور.
ضغوط فرنسية – اميركية
وبحسب معلومات «الديار»، فان «ضغوطا فرنسية واميركية مكثفة مورست، وبشكل خاص على «تل أبيب»، في الايام القليلة الماضية لحضها على العودة الى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، والتي ضربتها عرض الحائط مع الاستهدافات المتكررة للنبطية ومناطق اخرى خارج شمالي الليطاني وبخاصة للمدنيين».
ويبدو ان هذه الضغوط فعلت فعلها مع العودة لحصر الضربات في الساعات الـ48 الماضية في منطقة جنوبي الليطاني. الا انه وبحسب المصادر فان «لا شيء ثابت في هذا المجال، و «اسرائيل» لا تنتظر مبررات لضرب اي اهداف تريدها، ولارتكاب المزيد من المجازر. لذلك وايا كان حجم ونوعية الهدف الذي سيقصفه ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ردا على استهداف المدنيين في الجنوب، فلا شك ان «تل ابيب» ستواصل عملياتها العدوانية… الا انها ستعد للمئة قبل استهداف المدنيين مجددا».
واعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض امس الاحد صراحة ان «المقاومة لن تسمح للعدو بأن يفرض وتيرته التي يشاء دون أن يدفع ثمناً باهظاً، ولن تتيح له أن يجر الميدان إلى الإيقاع الذي يناسبه، دون غُرمٍ لن يكون قادراً على تحمله». ولفت إلى أنّه «بالرغم من شُحنة التهويل المرتفعة في خطابات قادة العدو، فإن المقاومة جهَّزت نفسها لكل الخيارات والاحتمالات، بما فيها الاحتمالات الأكثر تطرفاً وتدحرجاً»، مشيرا إلى أن «قرار المقاومة هو انها ستمعن إذا أمعن العدو وستذهب إلى الأبعد، إذا ذهب بعيداً في سياق من التكافؤ والتناسب».
ميدانيا، نفذت المقاتلات الحربية الاسرائيلية المعادية امس مجموعة غارات استهدفت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، كما منزلين في يارون، اضافة الى بلدتي عيتا الشعب وعيترون. واستهدف القصف ايضا وادي بيت ليف وأطراف الناقورة وتلة العويضة فوق كفركلا ، اضافة الى أطراف بلدات يارين، طيرحرفا، الجبين وشيحين في القطاع الغربي، وأطراف راميا وخلة وردة.
بالمقابل، استهدفت المقاومة تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع البغدادي مقابل ميس الجبل، كما تموضع للجنود في مستعمرة «إيفن مناحيم» واوقعتهم بين قتيلٍ وجريح. كذلك تم استهداف تموضع للجنود في مستعمرة شوميرا، وآخر في مثلث الطيحات مقابل ميس الجبل، كما مبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستوطنة يارؤون.
واستهدف الحزب موقع السمّاقة في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية المحتلة مرتين خلال ٢٤ ساعة كما موقع رويسات العلم.
هدنة ولا اجتياح؟
اما على جبهة غزة، فبحسب المعلومات يفترض ان يكون هذا الاسبوع مفصليا بما يتعلق باعادة تنشيط مفاوضات الهدنة. وقالت مصادر مطلعة ان «مسار التفاوض عاد ليتقدم على مسار اجتياح رفح»، لافتة الى ان «هناك ضغطا دوليا كبيرا كي يكون القتال متوقفا كليا خلال شهر رمضان». وقد هدد عضو مجلس الحرب «الإسرائيلي» بيني غانتس امس، بأن الحرب في غزة ستمتد إلى رفح إذا لم تستعد «إسرائيل» الرهائن بحلول شهر رمضان.
في هذا الوقت، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن «مستشفى ناصر في قطاع غزة لم يعد يعمل، بعد حصار دام أسبوعا أعقبته غارات مستمرة». واوضح في بيان على منصة «إكس» إنه «لم يُسمح لفريق منظمة الصحة العالمية بدخول المستشفى لتقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصوله إلى هناك لتوصيل الوقود بالتعاون مع الشركاء».
وأضاف «لا يزال هناك حوالى 200 مريض في المستشفى. ويحتاج ما لا يقل عن 20 منهم إلى إحالة عاجلة إلى مستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الصحية»، مشيرا الى ان «تكلفة التأخير ستدفعها حياة المرضى… ويجب تسهيل الوصول إلى المرضى والمستشفيات».
الحريري… «الفيتو» أقوى
سياسيا، وبالعودة الى الداخل اللبناني، غادر رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري امس الاحد بيروت عائدا الى ابو ظبي. وتوجه ببيان بالشكر والامتنان لعشرات آلاف الاوفياء، الذين اتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة بيروت للمشاركة في احياء ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. وجدد الحريري دعوة الجميع، وخاصة اهل الوفا، للحفاظ على البلد، وقال: «كما كنا سوا سنبقى، وسأكون الى جانبكم اينما كنت». وكان الحريري زار أمس مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ، كما اختتم لقاءاته في «بيت الوسط» باستقبال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.
وقالت مصادر واكبت عن كثب زيارة الحريري لـ «الديار» انه «ورغم ان الحراك الذي واكبها كان مختلفا عن العام الماضي ومدروسا، واريد من خلاله توجيه مجموعة من الرسائل للداخل والخارج، ومفادها ان الحريري لا يزال الزعيم السني الاوحد ودون منازع، الا ان «الفيتو» السعودي عليه لا يزال على حاله وحتى اقوى من ارادة شارعه. وهو يدرك ذلك تماما لذلك لن يحاول مواجهة هكذا «فيتو»، بل على العكس سيحاول مراكمة الرسائل الايجابية تجاه الرياض، متكئا على دعم دولي اميركي- فرنسي- روسي يعتقد انه سيخدمه في مرحلة من المراحل، ما يسمح بعودته الى الحياة السياسية».
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تعترف بخسائر جديدة وترفض «الدولتين »
في اليوم الـ135 للحرب الإسرائيلية على غزة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 13 مجرزة خلال 24 ساعة، في حين ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 28 ألفا و985 شهيدا، فضلا عن إصابة 68 ألفا و883 آخرين.
وتركز إسرائيل حملتها على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث قال الجيش إن قواته تخوض معارك مدعومة بالدبابات والغطاء الجوي.
وتابع أن القوات الخاصة الإسرائيلية ما زالت تعمل في مستشفى ناصر وفي محيطه.
وزعم الجيش الإسرائيلي إنه قتل عشرات المسلحين الفلسطينيين واستولى على كمية كبيرة من الأسلحة أثناء القتال في أنحاء قطاع غزة السبت.
وشن الاحتلال غارة استهدفت مدرسة تؤوي نازحين شرق دير البلح،
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخران، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شارع المنصورة شرقي حي الشجاعية في مدينة غزة، التي تتعرض لقصف عنيف منذ الليلة ما قبل الماضية. وفي رفح جنوبا، قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية ساحل المدينة.
وفي وقت سابق ذكر أن 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف أرضا زراعية تؤوي نازحين شمال رفح.
من جهته، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف بالقصف المدفعي الطابق الثالث من مستشفى الأمل بخان يونس. ويتعرض مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر منذ أسابيع لاستهدافات متكررة من الاحتلال، أسفرت عن استشهاد العشرات.
وتواصل المقاومة الفلسطينية عمليات التصدّي لقوات الاحتلال في محاور الاشتباك داخل قطاع غزّة، ودارت اشتباكات ضارية في مدينتي غزّة وخان يونس، في ظل محاولاتٍ إسرائيليةٍ مستمرة لتثبيت مواقعها والتقدّم.
ونشرت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، السبت، مشاهد للاستحكام المدفعي والصاروخي على تموضعٍ وخط لإمداد جنود الاحتلال، شرقي خان يونس وشمالي شرقيّها. ووثّق المقطع المصوَّر وصول عدد من الطائرات وسيارات الإسعاف، من أجل إجلاء القتلى والجرحى من جنود الاحتلال.
و استهدف مجاهدو سرايا القدس آليات العدو الصهيوني وتموضع وخط إمداد لجنوده شرقي وشمال شرق خان يونس “.
وقالت المقاومة “أن مقاوميها حققوا إصابات دقيقة، وإنها رصدت إصابة القذائف الصاروخية أهدافها بدقة”.
وأكدت السرايا أنها رصدت طائرة مروحية إسرائيلية تجلي القتلى والجرحى من مسرح العملية
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إحتراق سفينة قبالة ساحل نهاريا، موضحة أنه يمكن ملاحظة أنها السفينة تابعة لسلاح البحر.
وأقرّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، بإصابة 20 جندياً في المعارك الدائرة في قطاع غزة خلال الساعات الـ48 الماضية.
و السبت، أعلن “الجيش” الإسرائيلي، مقتل 573 ضابطاً وجندياً، وإصابة 2918 آخرين، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة جنديين اثنين من وحدة “مغلان” بجروح خطيرة، في معارك جنوبي قطاع غزة.
وكانت قناة “كان” الإسرائيلية قد ذكرت قبل أيام أنّ وزارة “الأمن” في حكومة الاحتلال “تستعد لاستيعاب نحو 20 ألف جريح جديد في الجيش”، مؤكدةً أنّ “المعطيات باتت قاسية في أعقاب الحرب”.
استشهاد فلسطينيين في اقتحام جيش الاحتلال لمخيم طولكرم
استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، خلال اقتحام مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية، ما يرفع حصيلة الشهداء إلى 398 منذ 7 تشرين الأول 2023.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منه: “استشهاد الشاب نبيل عطا محمد عامر (19 عامًا) برصاصة في الرأس أطلقها عليه جيش الاحتلال في مخيم طولكرم، وإصابة اثنين آخرين بالرصاص الحي وضعُهما مستقر”.
كما أعلنت في بيان لاحق أن الهيئة العامة للشؤون المدنية وهي جهة تواصل رسمية مع إسرائيل، أبلغتها “باستشهاد الشاب محمد أحمد فايز العوفي (36 عاماً) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم، حيث قام الاحتلال باحتجاز جثمانه”.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية فإن “قوات الاحتلال أعدمت الشاب العوفي بعد محاصرة منزله في حارة الشهداء بمخيم طولكرم، واختطفت جثمانه”.
بدورها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقم الإسعاف التابعة لها تعاملت مع 5 إصابات بالرصاص الحي في طولكرم ونقلتها إلى المستشفى، بينها ما ورد في إعلاني وزارة الصحة.
من جهته، قال تلفزيون فلسطين (حكومي)، إن قوة إسرائيلية خاصة (متنكرة بزي مدني) “اقتحمت مخيم طولكرم، ثم تبعتها تعزيزات كبيرة بينها جرافة عسكرية، انتشرت في أنحاء المدينة والمخيم”.
وأشار التلفزيون إلى أن جيش الاحتلال “يحاصر منزلا داخل مخيم طولكرم ويمنع سيارات الإسعاف من التقدم إلى عمق المخيم”.
«ناصر» ثاني أكبر مستشفيات غزة «خارج الخدمة»
بفعل القصف الإسرائيلي ونقص الوقود والادوية
قال مسؤولون محليون بقطاع الصحة ومسؤولون بالأمم المتحدة إن القتال ونقص الوقود والغارات الإسرائيلية تسببوا في خروج ثاني أكبر مستشفى بقطاع غزة عن الخدمة تماماً، الأحد، وذلك في وقت تقاتل فيه إسرائيل مسلحي حركة “ح.م.ا.س” في القطاع الفلسطيني المدمر.
وقال مسؤولو الصحة إن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع لا يزال يؤوي عشرات المرضى الذين يعانون إصابات ناجمة عن الحرب ومن الأزمة الصحية المتفاقمة في غزة لكن لا توجد كهرباء ولا يوجد عدد كافٍ من أفراد الأطقم الطبية لعلاجهم جميعاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة لـ”رويترز” إن المستشفى “خرج عن الخدمة”.
وأضاف القدرة أن هناك أربعة أطقم طبية فقط تتولى رعاية المرضى داخل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع. وتتألف هذه الأطقم الأربعة من 25 موظفاً.
ومستشفيات غزة محور مهم في الحرب بين إسرائيل وحركة “ح.م.ا.س” التي تدير القطاع المحاصر. وخرج معظمها عن العمل بسبب القتال ونقص الوقود، ما ترك 2.3 مليون نسمة lk دون رعاية صحية مناسبة, بينما أصيب عشرات الآلاف في الغارات الجوية ويعاني كثر آخرون من أمراض مزمنة، وبصورة متزايدة، من الجوع.
وداهمت إسرائيل منشآت طبية بدعوى أن “ح.م.ا.س” تحتفظ بالأسلحة والرهائن في المستشفيات، وتنفي الحركة ذلك. ويقول المجتمع الدولي إنه يجب توفير الحماية للمستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي.
وحثت منظمة الصحة العالمية إسرائيل على السماح لموظفيها بالوصول إلى المستشفى، إذ قالت إن الحصار والغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية منذ أسبوع بحثاً عن مقاتلي “ح.م.ا.س” منعتهم من مساعدة المرضى.
********************************
افتتاحية صحيفة البناء:
المقاومة لوقف التفاوض… وبوريل: انفجار الضفة واستحالة القضاء على حماس
حزب الله: مستعدّون لكل الاحتمالات الأكثر تطرّفاً وتدحرجاً… بالتكافؤ والتناسب
القيادة الأميركيّة: اليمن يطلق صواريخ كروز ولأول مرة سفناً مسيّرة تحت الماء
التجاذبات الجارية حول المسار التفاوضي بهدف إنقاذه من الطريق المسدود تبدو محاولات يائسة يصعب أن يُكتب لها النجاح مع القراءة المتعاكسة لموازين القوى كما في اليوم الأول للحرب البرية في غزة. فيبدو كيان الاحتلال موهوماً بقدرته على الفوز بمعركة رفح أو مسكوناً بفرضيّة أن التلويح بها سوف يخفّض سقوف قوى المقاومة التفاوضية؛ بينما قراءة المقاومة في غزة أنها لا تزال تملك من القوة ما يكفي لجعل معركة رفح تكراراً لما سبق وجرى في معارك غزة خلال أربعة شهور من إلحاق الهزائم والمزيد من الفشل بجيش الاحتلال، معتقدة أن هذه النتيجة يجب أن تكون كافية لدفع حكومة كيان الاحتلال للتسليم بمواقف تفاوضية واقعية في ملف تبادل الأسرى والتسليم بوقف الحرب بصورة نهائية. وعلى هذه الخلفية قالت مصادر قيادية في المقاومة في غزة إنها تتجه لإعلان تعليق المسار التفاوضي بانتظار نتائج جديدة يحملها الوسطاء تقول بوجود فرص حقيقية للتفاوض المجدي، وإنها لا تستطيع مواصلة التفاوض بينما شعبها يواجه خطر الموت من الجوع ونقص الغذاء والدواء في شمال غزة بسبب منع الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
على الصعيد السياسي بدا التصعيد الإسرائيلي واضحاً عبر الإعلان عن رفض التعامل مع أي اعتراف أحادي بالدولة الفلسطينية، استباقاً لما ظهر أنه اتجاه عدد من الدول الأوروبية إضافة لخروج أصوات في واشنطن تدعو إدارة الرئيس جو بايدن إلى الذهاب نحو هذا الخيار للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لعقلنة مواقفها التفاوضية.
مفوّض شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي سبق ودعا واشنطن الى الضغط بتجميد تسليم الأسلحة القاتلة إلى حكومة نتنياهو، تحدّث عن استحالة القضاء على حماس محذراً من انفجار وشيك في الضفة الغربية التي قال إنها تشهد غلياناً غير مسبوق، وإنه إذا بقي هذا الوضع على حاله حتى بدء شهر رمضان فقد نكون أمام انفجار كبير في الضفة الغربية والقدس.
على جبهة لبنان، تواصلت عمليات المقاومة في استهداف مواقع وتجمّعات جيش الاحتلال، بينما قال النائب علي فياض “لا تراجع عن حقنا في المقاومة وعن واجبنا في معاقبة العدو على كل استهداف للمدنيين، بالطريقة والأسلوب والأهداف التي تقدرها وتحددها المقاومة، بهدف ردع العدو لحماية الأهل والوطن، بهدف إيلام العدو وهزيمته”، مؤكداً أن “المقاومة لن تسمح للعدو أن يفرض وتيرته التي يشاء دون أن يدفع ثمناً باهظاً، ولن تتيح له أن يجرّ الميدان إلى الإيقاع الذي يناسبه، دون غُرمٍ لن يكون قادراً على تحمله”. ولفت إلى أنّه “بالرغم من شُحنة التهويل المرتفعة في خطابات قادة العدو لكنّ المقاومة جهَّزت نفسها لكل الخيارات والاحتمالات بما فيها الاحتمالات الأكثر تطرفاً وتدحرجاً”، مشيراً إلى أن “قرار المقاومة هو أنها ستمعن إذا أمعن العدو وستذهب إلى الأبعد إذا ذهب بعيداً في سياق من التكافؤ والتناسب”.
الجديد في جبهات محور المقاومة لإسناد غزة ما نقلته القيادة الوسطى للقوات الأميركية، أن أنصار الله “أطلقوا 3 صواريخ كروز مضادة للسفن، وزورقاً مسيّراً فوق سطح البحر الماء وآخر تحت سطح الماء”. وأشار البيان إلى أن هذا أول استخدام لزورق مسيَّر تحت سطح الماء منذ إعلان أنصار الله عن فتح جبهتهم للتدخل العسكري لمساندة غزة.
ركزت لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ على أهمية الضغط على «إسرائيل» من أجل وقف عدوانها على لبنان وضرورة إنهاء الحرب على غزة، وأن لبنان التزم ويلتزم القرارات الدولية ومنها القرار 1701، وعلى المجتمع الدولي لجم «إسرائيل» عن القيام بأي تصعيد ضد لبنان والانسحام من الأراضي المحتلة. واجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية في قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال «مؤتمر ميونيخ للأمن» في المانيا، وتم البحث بالوضع في لبنان وبعمل «اللجنة الخماسية» للمساعدة في حل أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. كما تطرّق البحث إلى الوضع في جنوب لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، كما اجتمع رئيس الحكومة مع نظيره العراقي محمد شيّاع السوداني، وجدّد الشكر للعراق على «وقوفه الدائم إلى جانب لبنان».
وليس بعيداً وفيما الاتصالات مستمرة من أجل أن لا تخرج الأمور عن السيطرة في جنوب لبنان، فإن لا حركة موفدين تجاه لبنان في الأيام المقبلة، فالوسيط الأميركي أموس هوكشتاين لن يقوم بأي زيارة إلى لبنان هذا الشهر.
الى ذلك، تتحرّك بعض الدول من أجل مضاعفة الدعم للجيش اللبناني، وفي السياق أفيد عن مؤتمر سيعود في روما الشهر الحالي لدعم الجيش على أن يعقد أيضاً مؤتمر في باريس للهدف نفسه في موعد لم يتحدّد بعد.
وشدّد البطريرك الماروني بشارة الراعي على ان “البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها”.
وأكد في عظة الأحد ضرورة أن “يضع الجميع هدف بناء الوحدة الوطنية بسبل جديدة وبخاصة بالولاء لوطننا النهائي لبنان، ولنصلي الى الله ليمنحنا نعمة البطولة بتفضيل السلام على الحرب والوحدة على التفكك”.
وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، في كلمة له خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في الأردن: إن “أمننا العربي مشترك فحدودنا متقاربة ومتداخلة ما يحتّم علينا العمل بجهد لحماية بلداننا ومجتمعاتنا من الجريمة العابرة للحدود بأشكالها كافة”، وذلك وفق ما نقلت الوكالة “الوطنية اللبنانية للإعلام”.
وأشار إلى “أن موقع لبنان بين الدول العربية يحتّم علينا العمل لتجنيبه أن يكون مصدر أذى وضرر لأبنائه أو للدول العربية الشقيقة والخليج العربي”، وقال: “مستمرون في ضبط عمليات تهريب المخدرات بحزم بجهود السلطات الأمنية اللبنانية”، ونوّه بالدور “الذي تقوم به الأجهزة كافة”، مشدداً على “ضرورة مواصلة التعاون المشترك بين بلداننا لمحاربة هذه الجريمة”.
ويعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل جلسة بجدول أعمال وحيد ألا وهو مناقشة وإقرار قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها الذي يتألّف من ستين مادة.
إلى ذلك علمت “البناء” أن وزير الدفاع الوطني موريس سليم لن يطعن بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء الذي صدر في الثامن من شباط بتعيين اللواء عودة رئيساً للأركان. وأفادت مصادر أن وزير الدفاع سيزور قائد الجيش العماد جوزاف عون هذا الأسبوع لاستكمال البحث في الملفات التي تتصل بالمؤسسة العسكرية.
وغادر الرئيس سعد الحريري بيروت، وجدد دعوة “الجميع وخاصة أهل الوفاء للحفاظ على البلد”، وقال: “كما كنا سوياً سنبقى وسأكون إلى جانبكم أينما كنت”، وأعرب عن أمله بـ “لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :