افتتاحية صحيفة الأخبار:
العدوّ يوسّع استهدافاته: لا مصلحة لنا بالحرب
سيطر التصعيد الإسرائيلي على المشهد الجنوبي خلال اليومين الأخيرين، مع توسيع العدو مروحة استهدافاته وتسجيل مزيد من الشهداء في صفوف المدنيين، كما حصل في النبطية والصوانة وغيرهما. وفيما ربط العدوّ تصعيده بالضربة القاسية التي تلقّاها في صفد، حيث سقط له قتيل و8 إصابات بصواريخ استهدفت منطقة قاعدة القيادة الشمالية، ولم يعلن حزب الله مسؤوليته عنها، لم تغب الاعتبارات المتعلقة بالعدوان المرتقب على رفح عن حسابات العدوّ، وخصوصاً لناحية إرساله رسائل بالدم والنار للمقاومة في لبنان لثنيها عن أيّ تصعيد مرتبط بالعملية المرتقبة في رفح. فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن «إسرائيل ليس لها مصلحة في الحرب مع لبنان، لكن عليها أن تستعد».في هذا السياق، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «وحدة ساحتَي غزة ولبنان تمتد من المجال العسكري إلى المجال الديبلوماسي أيضاً»، في إشارة إلى الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى لبنان في إطار الضغط على المقاومة لتحييدها عمّا تحضّره إسرائيل لرفح. فيما عبّرت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن التشاؤم الذي يسود في إسرائيل إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان قبل انتهاء الحرب في غزة. بدورها، لفتت صحيفة «معاريف» إلى أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثلاثاء، «أكد مجدداً تمسك حزب الله بالسياسة القائلة بأنه طالما أن إسرائيل تعمل ضد حماس في قطاع غزة، فإن حزب الله سيعمل ضد إسرائيل على الحدود الشمالية، بغضّ النظر عن طبيعة النشاط الإسرائيلي ضد لبنان».
وفي سياق المواءمة بين الضغوط الديبلوماسية والتصعيد العسكري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «سنصعّد ضد حزب الله بمستوى عُشر ما نستطيع. طائرات سلاح الجو التي تحلّق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة». لكن ردّ حزب الله أتى سريعاً على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال في احتفال تأبيني أمس، إن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة». وأضاف: «ليكن واضحاً أن لدينا لاءات ثلاثاً: لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن، ولا نخضع للتهديدات وللتهويلات الإسرائيلية أو الغربية لأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب، وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة، ولا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتَيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد وقف العدوان الكامل على غزة، وعندها تجري النقاشات. أما النقاشات التي تجري الآن، فهي نوع من إضاعة الوقت ولسنا معنيّين بها لا من قريب ولا من بعيد».
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تحدّث عن تعرّض قاعدة القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لقصف صاروخي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى 8 عمليات إطلاق صواريخ من لبنان تجاه صفد، سقطت في منطقة قاعدة القيادة الشمالية، وقد أصاب صاروخ أحد المباني فيها بشكل مباشر. وأعلن جيش العدو مقتل جندية من الكتيبة 869 التابعة لفرقة الجليل 91، وإصابة 8 جنود بجروح خطيرة ومتوسطة. وتحدث رئيس بلدية صفد عن أضرار جسيمة لحقت بقواعد الجيش الإسرائيلي، وقال: «هناك أصول استراتيجية حساسة في منطقتنا يعرفها حزب الله، ويحاول في كل مرة الإضرار بها».
في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب مواقع وثكنات العدوّ وتجهيزاته التجسسية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، فاستهدف أمس التجهيزات التجسسية في مواقع رويسات العلم (مزارع شبعا) والراهب والمرج والناقورة البحري. كما استهدف موقع السماقة وثكنة زبدين (مزارع شبعا). وفي ردّ أوّلي على مجزرتَي النبطية والصوانة، هاجم الحزب مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وقد تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دويّ عدة انفجارات في المستوطنة وسقوط صواريخ في وسطها، وتوجّه فرق الإسعاف إلى المكان. وقالت إنه تم إطلاق صاروخين مضادّين للدبابات على كريات شمونة دون إنذار، تلاه وابل من 9 صواريخ، وأعقبه قصف آخر من 3 صواريخ.
وتزامناً مع عمليات المقاومة، قال مجلس الجليل الأعلى الاستيطاني إنه بناءً على تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع، تم إغلاق طرق عدة أمام حركة المرور حتى إشعار آخر. كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن منع الحركة داخل المستوطنات وإغلاق أبوابها في منطقة الجليل الغربي عند الحافة الحدودية مع لبنان بعد تقييم الوضع الأمني.
وتعليقاً على التطورات الميدانية في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي «شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحوّلاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق». وأضاف أن الهجمات التي تستهدف المدنيين «تُعتبر انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب». وناشد «جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد»، داعياً إلى «تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين قرب الخط الأزرق».
إلى ذلك، أعلن حزب الله في اليومين الماضيين استشهاد المقاومين: حسن علي نجم (الطيبة)، والجريح إبراهيم علي الدبق (كونين) وإبراهيم حسين المستراح (الطيبة) وعلي محمد الدبس (بلاط)، وحسن إبراهيم عيسى (حومين التحتا)، وحسين أحمد عقيل (الجبين)، وحسين علي نور الدين (خربة سلم)، وناصر أحمد سعد (عيتا الجبل)، وعبد الكريم محمد علي سمحات (عيناثا) وعباس علي مهدي (العيشية).
************************
افتتاحية صحيفة النهار
التصعيد الميداني بلا قواعد بعد مجزرة النبطية… الحريري: مكسبنا الاعتدال، والحلّ يبدأ بالرئيس
قد يصح في تداعيات اليوم التالي للمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في النبطية ليل الأربعاء الماضي، ان ما بعدها قد لا يكون ابداً كما قبلها. اذ ان لبنان الذي شهد في يوم 14 شباط مشهدين شديدي البلاغة والتأثير، الأول في حشد كبير فاق التوقعات لاقى الرئيس #سعد الحريري الى ضريح مؤسس الحريرية في وسط #بيروت، والثاني في ليل دموي استباح خلاله الثأر الإسرائيلي لضربة صفد بلدات الجنوب وانقض على النبطية متسببا بجريمة عائلية مروعة، واجه غداة هذا اليوم السؤال الكبير المثير للقلق عن مجريات الأزمتين في الداخل وعلى الحدود. ولكن تطورات الجنوب ظلت ماثلة بقوة في واجهة المشهد اللبناني داخليا وخارجيا، بعدما تعاظمت المخاوف من ان تكون كل قواعد الاشتباك التي كانت تضبط المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، ولو انها كانت تضيق وتتسع تبعا لمسار “الميدان”، قد صارت قيد الانهيار الفعلي التام غداة مجزرة النبطية. وإذ برزت تهديدات إسرائيلية من نوع “متطور” جديد غير مسبوق كمثل تلويح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للمرة الأولى بغزو بري حتى بيروت، سيكون بديهيا ان ترصد الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه اليوم ترقبا لما سيصدر عنه من مواقف جديدة عقب تطورات اليومين الأخيرين.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ابلغ نظيره الأميركي لويد أوستن امس “بأن لا تهاون في الرد على هجمات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”. ونقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله: “طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة” معتبرًا ان “التصعيد الراهن ضد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به”، وأضاف: “يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان أخر”.
اما على الصعيد الميداني فظلت مجزرة النبطية في الواجهة بعدما ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في مدينة النبطية إلى 8 شهداء بينهم سبعة من عائلة برجاوي وسبعة جرحى. وسجل تطور لافت تمثل في قصف الطيران الحربي الاسرائيلي قرى وبلدات جنوبية لم تتعرض للقصف منذ بداية الأحداث. وعكس الناطق الرسمي باسم “#اليونيفيل” أندريا تيننتي القلق من تفلت ضوابط المواجهات اذ قال “شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحولاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق. وأودى تفاقم النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص، بما في ذلك، وبشكل مأسوي، أرواح الأطفال. كما تسبب بأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية العامة، وعرّض سبل عيش الآلاف من المدنيين للخطر”. ولفت الى ان “الهجمات التي تستهدف المدنيين تعتبر انتهاكات للقانون الدولي وتشكل جرائم حرب. إن الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد”.
وبعدما امتنع “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” اول من امس عن اصدار بياناته اليومية حول العمليات التي ينفذها ضد القوات والمواقع والمستوطنات الإسرائيلية، اعلن امس أنه “في رد أولي على مجزرتي النبطية والصوانة، هاجم مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا”. كما اعلن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا وثكنة زبدين بصاروخ “فلق” والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب والتجهيزات التجسسية في موقع المرج وتجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة زرعيت. وافيد ليل امس عن تجدد اطلاق الصواريخ من الجنوب على مستوطنة كريات شمونه. وسرعان ما اعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” انه قصف ثكنة كريات شمونه بعدد من صواريخ “فلق” .
وقال #الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة هاجمت عشرات الأهداف التابعة لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” في منطقة وادي السلوقي والبنية التحتية التابعة للحزب في منطقة اللبونة وكذلك مبنى عسكريا تابعا للحزب في منطقة الطيبة.
واذ نعى الحزب علي محمد الدبس وحسن ابراهيم عيسى، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنه “تم القضاء خلال ليلة الأربعاء، على قائد مركزي في قوة الر.ض.و.ا.ن المدعوعلي محمد الدبس مع نائبه حسن إبراهيم عيسى وعنصر آخر”.
الحريري
في المقلب الاخر من المشهد الداخلي، ظل حضور الرئيس سعد الحريري في بيروت شاغلا الأوساط السياسية والديبلوماسية والإعلامية خصوصا غداة مناسبة احياء الذكرى الـ 19 لاغتيال الرئيس #رفيق الحريري التي شهدت حشدا كبيرا اطلق بحجمه وتعاطفه مع الرئيس سعد الحريري رسائل بارزة ومعبرة. وإذ غص بيت الوسط امس بالوفود والشخصيات قام الحريري مساء بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في لقاء اتسم بالحرارة واستكمل الى مائدة العشاء.
وكان للحريري مساء لقاء مع صحافيين وإعلاميين تناول خلاله بعض جوانب الواقع اللبناني المأزوم فلوحظ تشديده على “أن حل يحتاج الى انتظام المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية”. وقال “صحيح انني علقت العمل السياسي لكن أعطي رأي، وهذا ما قلته للكتل التي اجتمعت بها”. وكرر ان وقت عودته لم يحن بعد، قائلا: “انا لا ارى انه حان وقت عودتي للعمل السياسي”، مشددا على “اهمية الاعتدال بكل شيء فهو الاساس في السياسة او الطوائف او المذاهب”. وإذ اعتبر ان “هذه المنطقة تخسر الكثير”، لفت الى ان “التقارب السعودي الايراني ينفع المنطقة ويصفّر المشاكل”. وقال “ان محبة الناس نعمة والناس قالت كلمتها، ولبنان اليوم يعاني من الانهيار الاقتصادي ومعاناة مؤسسات الدولة”، معتبرا أن “الجميع يطلب من لبنان انتخاب رئيس فعلينا ان نأتي بالحلول من الداخل ولا يجب ان نكابر”.
واعتبر ان “لبنان ليس من اولوية كل الدول التي لديها مصالحها”، موضحا أن “النائب السابق سليمان فرنجية صديق كما انني صديق للوزير السابق جهاد ازعور الذي التقيته في الإمارات وانا من الاشخاص الذين يحافظون على صداقاتهم”. ورأى أن “ما يحصل في غزّة والجنوب يجب أن يتوقّف”، مشددا على انه “إذا لم يساعد اللبنانيّون أنفسهم فمن سيساعدهم، فالدول منشغلة بمشاكلها، ويجب أن يكون لدينا قراءة واضحة”.
واعتبر ان الذي كسب في مشهد وسط بيروت اول من امس “هو سياسة الاعتدال وليس سعد الحريري، ومشروع رفيق الحريري والاعتدال وقبول الآخر”. وكرر ان “ليس لدى اللبنانيين اي خيار في مثل هذه الازمة الا تفعيل المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ويجب تفعيل الوفاق وان نواصل المحاولة وكل يوم تأخير يعتبر فرصة نخسرها”.
وردا عن سؤال عن عدم حصول لقاء بينه وبين رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط، أجاب الحريري: “وليد هوي وليد”.
واعتبر ان “اي طائفة لديها مشكلة فهذا يعني ان لبنان لديه مشكلة، ان كانوا مسيحيين او شيعة او سنة او دروز”. واشار الى “ان ٩٩% من اللبنانيين لديهم وفاء لكن المشكلة في القيادات”.
وردا عن سؤال، اعتبر الحريري ان “تجربة تسوية العام ٢٠١٦ فاشلة لكن ذلك لا يعني ان كل التجارب فاشلة”.
من جهة أخرى اعتبر الحريري ان “رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم حرب ويريد ان يفتعل حربا”، سائلا: “اين هي الدول الاوروبية من موضوع حقوق الانسان؟. وتابع: “اقول لأهالي الجنوب الله يعينهم والله يجنبهم الحرب، لأنه من الواضح أن نتنياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الأمر”.
وبالعودة الى الاستحقاق الرئاسي، قال الحريري: “اذا فعلا اراد الافرقاء رئيسا، فغدا ينتخب، لكن هناك من يريد التضحية، وآخرين غير مستعدين… فماذا ينتظرون؟ لا اعلم!”. وعن علاقة المملكة العربية السعودية بقراره تعليق العمل السياسي قال بأنه علّق العمل السياسي “بقرار شخصي و”نقطة على السطر” وكل ما يكتب عن علاقتي مع المملكة غير دقيق”.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إحصاءات رسمية: 270 وحدة سكنية دُمِّرت كلّياً و1500 جزئياً
الأوراق والوساطات في مهبّ الحرب: إسرائيل تُهدّد بيروت والجيش
إتخذت التطورات الميدانية في جنوب لبنان منحىً تصعيدياً لا سابق له منذ بدء المواجهات في 8 تشرين الأول الماضي. وبدا من حصيلة الخسائر البشرية والمادية على جانبي الحدود أنّ «خيار الحرب» يتقدّم على ما عداه، كما ذكرت مصادر مطلعة لـ»نداء الوطن». وهذا الخطر المحدق بلبنان يتزامن مع تهديدات أطلقتها إسرائيل ضده، وحدّدت من بين أهدافها بيروت والجيش اللبناني، على حد سواء.
وفي هذا الإطار، أعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» مساء أمس أنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل رداً على غارات استهدفت الأربعاء مناطق عدة في جنوب لبنان، وأوقعت 15 قتيلاً على الأقل بينهم عشرة مدنيين. وكانت مسيّرة إسرائيلية، إستهدفت ليل الأربعاء بصاروخ موجّه مبنى من ثلاث طبقات في مدينة النبطية، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين من العائلة ذاتها، إضافة إلى ثلاثة عناصر من «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، كانوا في الطبقة السفلية من المبنى، وفق ما أفاد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس».
ومن بين قتلى «الحزب» علي الدبس وهو مسؤول عسكري كان قد أصيب في الثامن من الشهر الحالي بجروح خطرة، جراء ضربة إسرائيلية نفّذتها طائرة مسيّرة على سيارته في شارع رئيسي في النبطية، وفق المصدر ذاته. ووصف الجيش الإسرائيلي الدبس بقيادي في «قوة الر.ض.و.ا.ن»، وأنه قتل مع نائبه، إضافة الى مقاتل ثالث. ونعى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» القتلى الثلاثة.
وأتت هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل جندية في مدينة صفد جراء صاروخ أطلق من الجانب اللبناني، لم تعلن أي جهة المسؤولية عنه. وأفادت خدمة إسعاف إسرائيلية عن إصابة سبعة أشخاص بجروح.
ويتحدث الأمين العام لـ»الحزب» حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه بعد ظهر اليوم في ذكرى «الشهداء القادة». وعن هذه الكلمة قالت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»الحزب» في مقدمة نشرتها الاخبارية مساءً: «معَ دقةِ الوقتِ أوضحَ الكلامِ ما سيكونُ معَ الأمين العام، حيثُ سيكونُ تقييمُ المعادلات، فلكلِّ شهيدٍ مقاومٍ أو مدنيٍّ على الأرضِ المباركةِ حسبةٌ معَ العدو، والكلفةُ تَزيد».
وإزاء هذا التصعيد الميداني، بدت الوساطات الغربية وآخرها الرسمية مجهولة المصير في ظل رياح الحرب التي بدأت نذرها تتصاعد. وهدّدت الضربات الأخيرة بعرقلة الجهود الديبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وغيرها لنزع فتيل التوترات عبر الحدود. وقال ديبلوماسي غربي الثلاثاء الماضي إنّ فرنسا قدّمت اقتراحاً لإسرائيل والحكومة اللبنانية و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». ويفصّل الاقتراح الفرنسي عملية خفض التصعيد التي تستمر 10 أيام ويدعو «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» إلى سحب مقاتليه إلى مسافة حوالى 6 أميال (قرابة 10 كليومترات) من الحدود، وفقاً للديبلوماسي الذي يشارك في المحادثات لمناقشة المداولات الحساسة. لكن جواب الحكومة اللبنانية بدا ملتبساً عندما سجّل ملاحظات شكلية على الورقة الفرنسية التي وصلت الى بيروت من دون أن تحمل أي توقيع.
كيف كان الموقف الإسرائيلي من التطورات الميدانية الأخيرة؟ يقول وزير الدفاع يوآف غالانت إنّ الجيش كثّف هجماته ضد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» بـ»مستوى واحد من أصل 10»، محذراً من أنّ «الجيش الإسرائيلي يمتلك قوة إضافية كبيرة جداً»، وأنّ «طائرات سلاح الجو التي تحلق حالياً في سماء لبنان لديها قنابل أثقل لأهداف أبعد».
وخلال تدريب محاكاة الحرب الذي أجرته «لجنة الاستعداد للطوارئ في إسرائيل»، قال غالانت: «يمكننا الهجوم ليس فقط على بعد 20 كيلومتراً [من الحدود]، ولكن أيضاً على بعد 50 كيلومتراً، وفي بيروت، وفي أي مكان آخر» .
وفي وقت سابق، لفت غالانت الى أنه أطلع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على الوضع على الحدود الشمالية، وقال: «لن تتسامح دولة إسرائيل مع الهجمات على مواطنيها. سنضمن الأمن والعودة الآمنة لمجتمعاتنا إلى الشمال، ونحن مستعدون للقيام بذلك عبر الوسائل الديبلوماسية أو العسكرية».
وفي سياق متصل، تعهد الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس بردٍّ «قوي» على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وقال: «الرد سيأتي قريباً وسيكون قوياً». وحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن «السماح بإطلاق الصواريخ من أراضيها». وأضاف أن إسرائيل يمكن أن تستهدف الجيش اللبناني، بالإضافة إلى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
على صعيد متصل، دخلت الحرب في الجنوب شهرها الخامس، بارتفاع ملحوظ في وتيرتها مخلّفة إلى الآن مساحات شاسعة من الدمار والأضرار في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية، فضلاً عن إحصاءات رسمية أنّ عدد الوحدات السكنية التي دمّرت كلياً تخطى الـ270 وحدة، فيما بلغت الوحدات المدمرة جزئياً حوالى 1500 وحدة سكنية. وتقدّر الإحصاءات كلفة إعادة الإعمار إلى الآن بعشرات ملايين الدولارات.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«تحوُّل مثير للقلق» في معركة لبنان… وإسرائيل تُحمّل مقاتلاتها «قنابل ثقيلة» فوق بيروت
اغتيال مسؤول عسكري في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»… و11 مدنياً ضحايا القصف
بيروت: نذير رضا
عكسَ الاغتيال الإسرائيلي قيادياً عسكرياً في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في غارة بمدينة النبطية، ليل الأربعاء، «تحولاً مثيراً للقلق» في مسار المعركة القائمة منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسب تقديرات «يونيفيل»، بالنظر إلى بُعده الجغرافي وتداعياته، إذ أسفر عن مقتل 7 مدنيين من عائلة واحدة يسكنون شقة ملاصقة للمنزل الذي اغتيل فيه مسؤول الحزب واثنان من معاونيه، فيما حمّل الجيش الإسرائيلي طائراته في سماء بيروت «قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة».
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية «بصاروخ موجّه»، ليل الأربعاء، مبنى من ثلاث طبقات في مدينة النبطية، البعيدة نسبياً عن الحدود مع إسرائيل. وقالت وسائل إعلام لبنانية إنّ 7 مدنيين من عائلة واحدة قُتلوا في الغارة التي أودت كذلك بثلاثة عناصر من «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» كانوا موجودين في الطابق السفلي من المبنى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن غارة جوية شنها على مدينة النبطية اللبنانية، مساء الخميس، أسفرت عن مقتل قائد كبير في «قوة الر.ض.و.ا.ن» التابعة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ونائبه ومقاتل ثالث. وذكر أن القائد ونائبه هما علي محمد الدبس وحسن إبراهيم عيسى.
وأضاف أن الدبس ساعد على تدبير تفجير قنبلة على جانب طريق شمال إسرائيل في مارس (آذار) الماضي، وشارك في القتال عبر الحدود منذ أكتوبر الماضي.
المبنى المستهدَف في النبطية ليل الأربعاء بغارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل 7 مدنيين وقيادي في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وعنصرين آخرين معه (د.ب.أ)
كان علي الدبس، قد نجا الأسبوع الماضي من ضربة إسرائيلية شنتها طائرة مسيرّة على سيارته في شارع رئيسي في النبطية. ويقول سكان محليون إن الدبس «مسؤول عسكري» في الحزب، يتولى «قيادة مجموعات مقاتلة في منطقة محددة ضمن القطاعات العسكرية»، وأن المجموعات المنضوية تحت مسؤوليته «تشارك في العمليات العسكرية في الجنوب» التي أطلقها «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في 8 أكتوبر الماضي من جنوب لبنان.
وأعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من جهته، الخميس، مقتل 3 من عناصره، بينهم الدبس، قال إن كلاً منهم «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وهي عبارة يستخدمها لنعي عناصره الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد.
7 مدنيين
وأسفرت الضربة الإسرائيلية في النبطية، عن مقتل 7 مدنيين من عائلة واحدة، وأحدثت، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، «أضراراً جسيمة في المبنى المؤلف من ثلاث طبقات»، والذي تقطن عائلة برجاوي إحداها. وانتشلت فرق الإسعاف تباعاً، «خمس جثث تعود لصاحب الشقة» حسين برجاوي وابنتَيه وحفيده وشقيقته. وفي وقت لاحق، انتُشلت جثتا زوجة برجاوي وابنة شقيقته، وفق مصدر أمني تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، وأكد أن لا علاقة للعائلة بـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
وتمكنت فرق الإسعاف بعيد منتصف الليل من انتشال حفيد برجاوي، الطفل حسين علي عامر، من تحت الأنقاض حياً بعد أكثر من أربع ساعات من عمليات البحث، فيما فرضت القوى الأمنية و«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» طوقاً في محيط المبنى المستهدَف.
تحوّل مثير للقلق
وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً دامياً، الأربعاء، مع شنّ إسرائيل سلسلة غارات جوية طالت بلدات عدة، يقع بعضها على بُعد 25 كيلومتراً من الحدود. وجاءت الضربات التي أسفرت عن مقتل 16 شخصاً، بينهم 11 مدنياً، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل جندية شمال إسرائيل جراء صاروخ أُطلق من الجانب اللبناني، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عنه. وأفادت خدمة إسعاف إسرائيلية بإصابة 7 أشخاص بجروح.
ويعد ذلك «تحولاً مثيراً للقلق» في مسار المعركة القائمة منذ 8 أكتوبر، حسب وصف الناطق الرسمي باسم قوات «يونيفيل» أندريا تيننتي، لجهة طريقة تبادل إطلاق النار، واستهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق.
وقال تيننتي: «تعد الهجمات التي تستهدف المدنيين انتهاكات للقانون الدولي وتشكّل جرائم حرب. إن الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع مزيد من التصعيد». وأشار إلى أنه «يجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين بالقرب من الخط الأزرق»، بينما، من ناحيتها، «تواصل (يونيفيل) العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات، ويواصل حَفَظَة السلام عملياتهم على الأرض على الرغم من التحديات التي يواجهونها».
تهديد إسرائيلي
وتعد حصيلة القتلى، يوم الأربعاء، الأعلى في يوم واحد منذ بدء «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وإسرائيل تبادُلَ القصف عبر الحدود. وتوعّد رئيس المجلس التنفيذي في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» هاشم صفي الدين، الأربعاء، بأن «العدوان الذي حصل اليوم في الجنوب اللبناني والذي استُشهد جراءه عدد من المدنيين والأطفال لا يمكن أن يمر دون رد»، فيما ذهبت إسرائيل إلى تهديدات مقابلة.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس، خلال اجتماع للجنة الطوارئ العليا: «نجتمع هنا بعد يوم (قتال) بقوة فائقة في الشمال، وقد ارتقينا درجة واحدة، لكنّ هذه درجة واحدة بين عشر درجات. وبإمكاننا أن نهاجم ليس على بعد 20 كيلومتراً و50 كيلومتراً فقط، وإنما في بيروت وفي أي مكان آخر أيضاً، وهناك قوة شديدة جداً للجيش الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة». وأضاف: «لا نريد الوصول إلى هذا الوضع. ولا نريد دخول حرب، وإنما نحن معنيون بالتوصل إلى تسوية تعيد سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان ومن خلال عملية تفاوض على اتفاق».
عشرات الأهداف
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة هاجمت عشرات الأهداف التابعة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في منطقة وادي السلوقي، وقصفت «البنية التحتية التابعة للحزب في منطقة اللبونة، وكذلك مبنى عسكرياً تابعاً للحزب في الطيبة» التي نعى إثرها الحزب أحد مقاتليه، ليل الأربعاء.
في المقابل، أعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أنه «استهدف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرةً». كما استهدف «ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ (فلق) وأصابها إصابة مباشرة»، فضلاً عن استهداف «التجهيزات التجسسية» في موقعَي الراهب والمرج.
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
حراك داخلي خارجي للتهدئة.. وأفكار معارضة لتحريك الاستحقاق الرئاسي
إرتفع أمس منسوب التوقعات بتوسّع المواجهات التي تشهدها الجبهة الجنوبية الى حرب واسعة في ضوء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة النبطية وبلدة الصوانة واستمرار التهديدات الاسرائيلية بالهجوم على لبنان، فيما نقل موقع «المونيتور» عن مصدر ديبلوماسي فرنسي، قوله «إننا نعمل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تجنّب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». ورأى أنّه «لا ينبغي انتظار وقف إطلاق النار في غزة لبدء تهدئة التوتر بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، مشيرًا إلى أنّ «المقترح الفرنسي لخفض التصعيد يتضمّن نشر آلاف الجنود اللبنانيين على الحدود».
وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، نقلًا عن مصادر، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن بحثا في محادثاتهما الأخيرة قضية التوصّل إلى اتفاق مع لبنان. ولفتت المصادر إلى أنّ «إسرائيل متشائمة إزاء إمكانية التوصّل إلى اتفاق في شأن لبنان قبل انتهاء الحرب في غزة». ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يعتقد أنّ التوصل لاتفاق تبادل أسرى سيعمّق الحوار مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
أفكار لمبادرة رئاسية
فيما لم تشهد جبهة الاستحقاق الرئاسي أي تطور ملموس يوحي باقتراب موعد إنجازه، لم يعرف بعد موعد مجىء الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي كان قد التقى قبل يومين وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وقال مصدر في تجمّع نواب المعارضة لـ»الجمهورية»، انهم بدأوا نقاشاً واسعاً فيما بينهم (31 نائباً) حول مجموعة افكار لتحريك الاستحقاق الرئاسي، لكن هذه الافكار ما تزال في البدايات ولا يمكن الكلام عنها قبل نضوجها وستتم ترجمتها في مبادرة رئاسية جديدة تنطلق من طرح اسمٍ وسطي مقبول لدى الغالبية السياسية، والضغط لعقد جلسات انتخابية متتالية للخروج من الشغور الرئاسي، مشددين في الوقت نفسه على انّ الحل يجب ان يكون لبنانياً وبما يُناسب مصلحة لبنان.
المرّ وأماني
في غضون ذلك، زار النائب ميشال الياس المر أمس السفير الايراني في لبنان مجبتى اماني، وتناول البحث خلال اللقاء الاوضاع في لبنان والمنطقة.
وأعلن المر، عبر موقع «انستغرام»، انه «ضمن جولتِنا الديبلوماسية واتصالاتِنا السياسيّة تبقى السفارَة الإيرانية محطَة أساسية على الساحة المحليّة والإقليميّة، وتبقى ثقافَة الحِوار والانفِتاح، لمَا يخدم المصلحَة الوطنيّة، هي الأسَاس. ومصلحَتنا اليوم، في الإستقرار والتعَاون، لانتِظام الحيَاة الدستوريّة، وبناء قِوام الدَولة والمؤسسات، وهذا لا يتحَقق بالمُعارضة السلبيّة، بل بالشراكةِ والمشاركةِ الفِعليّة».
لقاءات الحريري
من جهة ثانية، وفي جَوجلة لـ»الجمهورية» حول انطباعات زوّار الحريري من كتل نيابية وقوى حزبية وشخصيات سياسية مختلفة زارته في «بيت الوسط»، خرج الجميع بانطباع واحد مفاده انّ الرجل متمسّك بقراره تعليق العمل السياسي. لكنّ الخلاصات والاستنتاجات تعددت. وبحسب ما قال الزوّار لـ»الجمهورية» انّ «استنتاجاتهم تُفيد انّ الحريري يرى انّ ظروف عودته الى العمل السياسي اليومي لم تنضج بعد، وان المناخ القائم في لبنان والمنطقة لا يسمح بالمغامرة والعودة الى العمل السياسي في بلد منهار كُلّياً بل لا حياة فيه فعلياً، خصوصاً لجهة غياب الدولة واضمحلالها، ما يدفعه الى البقاء خارج اللعبة السياسية اليومية لأنه لن يتمكن من إنتاج ما يفيد البلد».
وأكد الحريري لزوّاره أنه كان حريصاً خلال غيابه على متابعة اوضاع لبنان بكل تفاصيلها السياسية والامنية والاقتصادية. ما دفع بعض الزوار الى الاعتقاد انه لا يريد ان يحرق نفسه في هذا الجو غير المساعد ويُفضّل ان تتاح ظروف افضل تُمكّنه من العمل بإنتاجية.
لكن الحريري، يضيف بعض زواره، لاحَظ «إيجابيات تمر بها المنطقة لجهة الحوارات والمفاوضات القائمة بين ايران والسعودية، وبين ايران والولايات المتحدة الاميركية». معتبراً انها «ستريح المنطقة اذا أسفرت عن نتائج ايجابية كما ستفيد لبنان في المحصّلة الطبيعية، حتى لو استغرقت وقتاً حتى تتبلور نتائجها، لكنه يعتقد انّ الوقت ليس لمصلحة لبنان لذلك يجب استغلال الفرص المتاحة لمعالجة ما يمكن من مشكلات».
وقد لمسَ الجميع لدى الحريري تأكيداً وحرصاً على ضرورة إيجاد طريقة او فرصة لخرق الجمود في الشغور الرئاسي ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت حتى يستقيم عمل المؤسسات الدستورية ويَنتظِم. وهو قال ما مفاده «لا يمكن للبنان ان يستمر في هذه الفوضى الداخلية، خصوصاً في ظل الظروف الاقليمية الصعبة القائمة، لذلك يجب معالجة ما يمكن من مشكلات قائمة». (راجع صفحة 4 – 5).
وأشار الحريري، في دردشة له مع صحافيين امس، إلى أنّ «الناس قالت كلمتها أمس في 14 شباط»، مؤكدًا «أنني لا أرى انه حان وقت عودتي للعمل السياسي». ولفت إلى أنّ «لبنان يعاني أزمات عدّة، والامور لا تنتظم الّا بعودة المؤسسات وأوّلها انتخاب رئيس للجمهورية»، موضحًا أنّ «الفراغ في البلد مُميت للدولة من دون حلول والكتل النيابية مسؤولة عمّا يحصل».
وذكر الحريري أنّ «رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية صديقي تمامًا كما الوزير السابق جهاد أزعور». وقال: «هناك أحزاب لديها تواصل مع إيران، ولكن هذا لا يعني ان ليس لدى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أيّ هامش في العمل في الداخل اللبناني»، مضيفًا «صحيح أنني علّقتُ العمل السياسي، ولكن مش يعني الواحد ما يعطي رأيو». وأوضح أنّ «تجربة تسوية عام 2016 فاشلة لكنّ ذلك لا يعني انّ كل التجارب فاشلة»، مضيفًا: «لم أكن «راكضاً» لكي أكون رئيس حكومة لكنّي اضطررتُ لذلك، وأتمنى أن يأتي شخص غيري بخبرة أكبر». وقال: «اذا لمستُ أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف، ساعِتها أنا بتدَخّل». واعتبر أنّ «كل ما يُكتب عن علاقتي مع السعودية لا صحة له، فأنا علّقتُ العمل السياسي بقرار مني وليس بقرار من أي أحد آخر، ونقطة على السطر».
وزار الحريري مساء أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وخلال اللقاء «جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات»، بحسب معلومات رسمية.
مجزرة وردود
جنوباً، ارتكب العدو الاسرائيلي ليل امس الاول مجزرة في حق المدنيين في مدينة النبطية ـ حي المسلخ، بعد ارتكابه مجزرة أخرى في بلدة الصوانة، حين أغار على مبنى سكني من 3 طبقات مليء بالعائلات ولا وجود حزبياً او عسكرياً فيه، ما أدى الى سقوط 7 شهداء من نساء واطفال، واصابة 8 مواطنين آخرين بجروح، وانهيار المبنى المستهدف على مَن فيه.
وفي رَدّ أولي على مجزرتي النبطية والصوانة، هاجمت »المقاومة الإسلامية»، بعد ظهر امس، مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية انه «تم إطلاق صاروخين مضادين للدبابات على كريات شمونه من دون إنذار، تلاه وابل من 9 صواريخ، أعقَبه قصف آخر من 3 صواريخ». وانقطعت الكهرباء عن المدينة.
وظل التوتر مسيطراً طوال نهار أمس وليله على محاور الجنوب، حيث لم يوقِف العدو الاسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية فيما دماء شهداء مجزرة النبطية لم تجف بعد، فشَنّ الطيران الحربي المعادي قبل الظهر غارتين على منطقة اللبونة في اطراف الناقورة، تلتها غارات جوية عنيفة على منطقة وادي السلوقي وحي «أبو طويل» في عيتا الشعب ترافقت مع قصف مدفعي على مارون الراس ومحيطها. وبعد الظهر استهدف الطيران المسيّر المعادي بلدة بليدا بثلاثة صواريخ. فيما سجّل قصف مدفعي لأطراف علما الشعب والضهيرة ومنطقة «عين الزرقاء» بين الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا. وتعرّضت أطراف بلدة حولا لقصفٍ متقطع، ورشقات رشاشة باتجاه بلدة الوزاني.
وعصراً، تعرضت اطراف راشيا الفخار لقصف متقطع. وطاولَ القصف أطراف الناقورة وعلما الشعب والضهيرة والجبين ويارين وشيحين، ووادي السلوقي. وألقى العدو قذائف ضوئية في أجواء موقع الناقورة البحري. وأغار الطيران الحربي بين بلدتَي مارون الراس وعيترون وعلى منزل في بليدا، وتعرضت بلدات مركبا ووادي السلوقي ورب ثلاثين لقصف بالقذائف الفوسوفورية.
في المقابل، أعلنت المقاومة استهداف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم وثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ومواقع الراهب والمرج والسماقة بالأسلحة الصاروخية. وافادت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفعيل الدفاعات الجوية قرب مدينة عكار وإطلاق صفّارات في مستعمرتَي زرعيت وشوميرا في الجليل الغربي ثم في كريات شمونة، وسط معلومات عن سقوط صواريخ في وسطها حيث هرعت سيارات الاسعاف الى المكان. وأفادت «القناة 12» العبرية عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع على موقع للجيش الإسرائيلي في سلسلة جبال الرميم في الجليل الأعلى.
ومساء، أفادت المعلومات عن استهداف المقاومة 5 مواقع اسرائيلية في القطاع الغربي وسقوط صواريخ في مستعمرة كريات شمونة. كذلك استهدفت المقاومة موقع بركة ريشا وتجمّعاً للجنود الاسرائيليين في محيط ثكنة زرعيت. ونَعت المقاومة أمس 6 من مقاتليها استشهدوا خلال المواجهات.
وبثّت قناة «كان» العبرية أنّ «الجاهزية عالية جداً في الشمال… اليوم دخلنا فصلاً جديداً من الحرب مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»… الايام المقبلة ستكون صعبة».
تهديدات
وعلى وَقع التصعيد الذي شهدته الحدود الجنوبية والتوسع في رقعة الاستهدافات بين الطرفين خلال الساعات الماضية، ارتفعت وتيرة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
فقد أبلغَ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الى نظيره الأميركي، لويد أوستن، ان «لا تَهاون في الرد على هجمات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
ونقلت قناة «العربية» عن غالانت قوله: «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة، والتصعيد الراهن ضد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به، ويمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأيّ مكان آخر» .
ولاحقاً، قال غالانت: «انّ سيناريو الحرب سيكون ثمنه باهظاً لإسرائيل ولكن أيضاً كارثياً على لبنان وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
وفي الاطار نفسه، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي انّ «جهاز الأمن أجرى تقييماً في شأن استعداد الجبهة الداخلية لسيناريو الحرب في الجهة الشمالية».
مواقف دولية
وقد شددت الأمم المتحدة على ضرورة وقف «التصعيد الخطير للعنف بين الجيش الإسرائيلي و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في جنوب لبنان». وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: «إن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف. وقوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان لاحَظت تحوّلاً في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في لبنان شَملَ استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق» الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه «أنّ الوضع في لبنان خطير لكنّه لم يبلغ نقطة اللاعودة»، مشيراً إلى «أنّ فرنسا منخرطة في حلّ النزاع، بهدف تجنّب حرب جديدة في لبنان».
فيما أبدى الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قلقَ واشنطن من التصعيد بين الطرفين، ولكنّه قال إنّها لا تزال تحاول الدفع قُدماً لحلّ هذه القضية ديبلوماسيّاً ومنع توسّع الصراع.
الى ذلك قال وزير خارجية ايرلندا، مايكل مارتن، إنّ «خطر التصعيد في لبنان وارِد، ونحن قلقون من الأوضاع هناك»، مشيراً إلى أنّ أي تصعيد سيترك آثاراً سلبية على اللبنانيين. وقال عقب لقائه المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني: «لا نريد مزيداً من التصعيد بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وإسرائيل».
إدانة وشكوى
لاقت مجزرة النبطية إدانة واسعة، وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري انها «تدلّ على الطبيعة العدوانية والعنصرية لهذا العدو الذي لم يعد خافياُ أنه على نقيض في أدائه ونهجه مع كل ما هو إنساني، وأنّ بنك أهدافه المُعلن والخفي هم المدنيون وكل مقوّمات الحياة في وطننا ومنطقتنا». ووضَعَ هذه المجزرة «برَسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، لا لتدين وتستنكر إنما لتتحرّك بشكل عاجل وفوري لوقف آلة القتل الاسرائيلية وكبح جماح قادة كيان الإحتلال الذين يأخذون المنطقة نحو حرب لا تحمد عقباها».
ودانَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين». وأعلن «تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي» وقال: «في الوقت الذي نشدّد على التهدئة وندعو جميع الاطراف الى التزام عدم التصعيد، نجد العدو الاسرائيلي يتمادى في عدوانه، مما يدفعنا الى طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخذة لِلجم العدو».
وفي غضون ذلك، اعلن نائب الأمين العام لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تأبين للشهداء حسن ترمس وحسين حاريصي وأحمد ترمس، في بيروت «لاءات ثلاثة» هي: «أولاً، لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن ومهما كانت التطورات. ثانياً، لا نخضع للتهديدات ولا للتهويلات الإسرائيلية أو الغربية مهما كانت، لأنّنا أهل الميدان، ولأنّنا نعتبر أنّ الدفاع واجب وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة ولا لقضية فلسطين. ثالثاً، لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفّتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة، عندها تجري النقاشات. وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابَه ذلك، لأنّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد».
وأشار الرئيس السابق للحزب «التقدّمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ «القرار 1701 إذا تمّ تطبيقه بشكل صحيح على جانبَي الحدود، يجب أن يوقِف المزيد من التصعيد ويمنع التدمير المُتبادَل».
**********************
افتتاحية صحيفة اللواء
الحريري يحذِّر من نوايا نتنياهو.. والبنتاغون لمنع توسُّع النزاع
حفاوة برئيس المستقبل في عين التينة .. ومجزرة النبطية ترفع منسوب المواجهة
هل انزلق الوضع اللبناني الى نقطة الانفجار الكبير؟
كل الوقائع الميدانية تؤشر الى بلوغ التصعيد نقطة تحوُّل في مسارات المواجهة المفتوحة عند جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، عبر ضربات للمقاومة وغارات متوسعة ومتوحشة لجيش الاحتلال، طالت مروحة واسعة من القرى لا سيما في قضائي بنت جبيل والنبطية وصولاً الى المجزرة الموصوفة في المدينة، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 10 شهداء، ونعي الحزب لسبعة شهداء.
وفي وقت انتقل فيه الملف الى ميونيخ مع الرئيس نجيب ميقاتي والوفد اللبناني، الذي يشارك فيه الوزير عبد الله بو حبيب حول الأمن السنوي، في ضوء رسالة وصلت للوفد اللبناني حول لا مسؤولية ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن قصف صفد، حذر الرئيس سعد الحريري من ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الثمن.
والبارز في تحركات الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، واحياء الذكرى 19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، زيارته الى عين التينة مساء امس حيث استقبله الرئيس نبيه بري بحفاوة لافتة، وأبقاه الى مأدبة العشاء، وجرى عرض الوضع في لبنان في ضوء «طوفان الأقصى» وما يخطط على صعيد القضية الفلسطينية في ضوء حرب غزة، والتصعيد الاسرائيلي الحاصل في الجنوب.
ولدى وصوله الى عين التينة، لاحظ بري ان هناك ضوءاً قوياً، فرد الحريري: هيدا ضوء المستقبل.
وقال الرئيس الحريري: الناس قالت كلمتها في الامس في 14 شباط.
وفي دردشة مع الصحافيين، اشار الحريري الى ان لبنان «يعاني من ازمات عدة، والامور لا تنتظم الا بعودة المؤسسات، وأولها انتخاب رئيس الجمهورية»، محملا الكتل مسؤولية ما يحصل.
وعن عودته قال: «كل شيء بوقته حلو ولا أرى ان اليوم هو هذا الوقت الحلو»، موضحاً ان التقارب السعودي الايراني يفيد المنطقة، ويجب ان تنتهي المشكلات والحروب بين الدول لكي تزدهر هذه المنطقة.
وقال: «كل ما يكتب عن علاقتي مع المملكة العربية السعودية لا صحة له، وانا تركت العمل السياسي بقرار مني، وليس بقرار من اي احد آخر، ونقطة على السطر». مشيرا الى ان تجربة تسوية 2016 كانت فاشلة، ولكن هذا لا يعني ان كل التجارب فاشلة.
وحول الرئاسة قال: سليمان فرنجية صديق، وجهاد ازعور صديق، وألتقيته في ابوظبي اكثر من مرة، وانا احافظ على الصداقة واحب سليمان فرنجية، وقال: هناك احزاب لديها تواصل مع ايران، لكن هذا لا يعني ان ليس لدى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه هامش للعمل في الداخل اللبناني.
ووجه الحريري كلاما لاهل الجنوب: الله يعينهم، والله يجنبهم الحرب، والواضح ان نتانياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الامر.. مضيفاً اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل الى التطرف، ساعتها انا بتدخل».
الزخم في الوسط
ومنذ سنوات، وفي رسالة واضحة المعالم، عاد الزخم الى وسط بيروت حيث سجل حضور كبير واستثنائي للحشود السياسية والشعبية، إحياء للذكرى الـ١٩ لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووفاء لنهجه، ودعوات للرئيس سعد الحريري للعودة عن قرار اعتكافه، تحت عنوان «نازلين لترجع وما بدنا اياك تفل»، اما الرد فجاء على لسان الحريري بان «كل شي بوقتو حلو» موجها رسالة الى الجميع بالقول قولوا للجميع انكم عدتم الى الساحة وحافظوا على البلد».
وأشارت مصادر سياسية الى حركة اتصالات مستمرة بالداخل والخارج، ولاسيما مع سفراء دول اللجنة الخماسية، للابقاء على متابعة ملف الاستحقاق الرئاسي من قبل هذه الدول، وتفعيل الاتصالات والمساعي اللازمة،لتذليل العقبات والعراقيل، ودفع عملية انتخاب رئيس للجمهورية قدما الى الامام.
وقالت: انه بالرغم من انسداد آفاق انتخاب الرئيس حاليا كما هو ظاهر من رتابة الحركة الحركة السياسية، او لعجز الاطراف السياسيين الأساسيين عن الالتقاء والتفاهم فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية،الا ان استمرار اللجنة الخماسية في اجتماعاتها خارج لبنان،والاتصالات التي تجريها، ادت الى تذليل العديد من الصعاب، في حين يأمل معظم اعضائها بتحقيق اختراق ملموس بهذا الملف،في حال نجحت المساعي المبذولة،لتحقيق وقف لاطلاق النار، او الاعلان عن هدنة طويلة او ما شابهها لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة،وعندها يمكن استغلال هذا الحدث، للانطلاق قدما للتحرك بين الاطراف السياسيين المحليين، والدفع باتجاه أجراء الانتخابات الرئاسية، لاسيما وان الاتصالات التي أجراها بعض سفراء دول اللجنة مع أكثر من جهة اقليمية ودولية، كانت ايجابية وتؤيد مساعي اللجنة بهذا الخصوص.
واعتبرت المصادر ان التوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة، يشكل فرصة مهمة، يجب على الجميع استغلالها للانطلاق منها لاجراء الانتخابات الرئاسية، بعد زوال ذرائع بعض الاطراف ولا سيما ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، التذرع والانشغال بحرب غزّة، لتجميد ملف الاستحقاق الرئاسي.
اشارات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه
ومن ميونيخ، تحدثت معلومات نقلا عن الرئيس ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب اللذين وصلا اليها لتمثيل لبنان في مؤتمر الامن السنوي ان هناك «اشاارت ارسلت من «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الى من يعنيهم الامر بأنه ليس الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ على صفد.
واعربت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن قلقها ازاء ما يحدث عند الحدود اللبنانية- الاسرائيلية ونكثف جهودنا لمنع توسع النزاع خارج غزة.
وكشف نائب الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الشيخ نعيم قاسم ان 3 لاءات تحكم سياسة ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه: لا تراجع عن المساندة، ولا خضوع للتهديدات، ولا نقاش حول مستقبل الجنوب بصيغته الا بعد توقف الحرب على غزة.
وكان الرئيس ميقاتي تابع العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين لا سيما ما حصل ليل امس في النبطية حيث استشهد سبعة اشخاص من عائلة واحدة بالقصف الاسرائيلي. وقال رئيس الحكومة: ازاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي.
واكدت مصادر حكومية على عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس او الجمعة المقبلين.
لجان مشتركة
نيابياً، وبينما لا يبدو نصاب جلسة مجلس الوزراء في 22 الجاري مؤمنا، دعا الرئيس نبيه بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط التربية والتعليم العالي والثقافة، الى جلسة مشتركة في تمام الساعه 10:30 من قبل ظهر الثلثاء وذلك لدرس جدول الآعمال الاتي : 1- مرسوم رقم 12836 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بتعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية.2- مرسوم رقم 12837 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بإعطاء مساعدة مالية إلى مجلس ادارة صندوق التعويضات لافراد الهيئة التعليمية في مدارس الخاصه المنشأ بالقانون الصادر بتاريخ 5/6/1956/3. 3- اقتراح القانون الرامي الى إستيفاء ضريبة استثنائيه على الشركات والمؤسسات التي إستفادت من دعم المصرف المركزي للسلع والبضائع المقدم من النائب بلال عبد الله.
وفي اطار نيابي متصل، تقدّم النواب غسان حاصباني وجورج عقيص ورازي الحاج باسم تكتل الجمهورية القوية باستدعاء امام المجلس الدستوري طعنا بقانون الموازنة لعام ٢٠٢٤، «لافتقادها الشروط الدستورية والقانونية المطلوبة مثل عدم وجود قطع حساب بحسب الأصول»، ليسجل الطعن في قلم المجلس اصولا بتاريخ اليوم ١٥ شباط ٢٠٢٤. وكان القانون صدر في الجريدة الرسمية صباح أمس. ووقع على عريضة الطعن معظم نواب التكتل، واستندت الى اسباب عدة اهمها غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة.
جمعية المصارف مجدداً
ورحبت جمعية المصارف بقرار مجلس شورى الدولة بتاريخ 6/2/2024 والقاضي برد مشروع الحكومة لالغاء جزء من النزاعات مع مصرف لبنان بالعملات الاجنبية تجاه المصارف.
وطالبت الجمعية في أية مفاوضات تجريها أو الآراء التي تصدرها بخصوص أي مشروع قانون يتعلق بإعادة هيكلة المصارف يجب أن تستند إلى النقاط التالية كحد أدنى، ولا يجوز التراجع عنها بأي شكل قبل الرجوع إلى الجمعية العمومية من جديد:
أن يتضمن المشروع نصاً واضحاً وصريحاً لا يقبل التأويل أو الاجتهاد يوضح أن الأزمة المالية الحالية في لبنان هي:
ان تتحمل الدولة جميع التزاماتها القانونية خاصة فيما يتعلق بتغطية الخسائر في ميزانية مصرف لبنان، مما يعود بالمسؤولية على الدولة ومصرفها المركزي لإعادة جميع الإيداعات من مصرف لبنان إلى المصارف لكي تعيدها بالكامل إلى المودعين.
من جانبها، أعلنت الهيئات الاقتصادية اللبنانية في بيان بعد إجتماع لها إن أي مشروع يتم طرحه من قبل السلطة لمعالجة الوضع المالي والنقدي ولا يكون أولويته القصوى تمكين المودعين من استعادة ودائعهم، فإن الهيئات ستكون في طليعة من يتصدى له.
واستغربت الهيئات الاقتصادية إصرار السلطة السياسية على تبديد الودائع، في حين ان هناك إمكانية كبيرة لإعادة تكوينها، عبر برنامج تعافي مالي اقتصادي عادل وموثوق، البلد بأمَسّ الحاجة له، وهذا ما عملت على تحقيقه الهيئات الاقتصادية عبر وضع مشروع للتعافي المالي في صيف العام 2022 وتسليمه الى مختلف السلطات في البلد والى صندوق النقد الدولي والذي تم الثناء عليه من دون الأخذ به للأسف أو تبنيه من قبل السلطة في لبنان.
14 شباط جنوباً يوم حزين
على الأرض في الجنوب، ومع التهاب الموقف العسكري، كان يوم الاربعاء 14 شباط يوما حزينا على الجنوب لينسحب ايضاً على يوم امس الخميس حيث ارتكب العدو الاسرائيلي خلالهما ابشع المجازر بحق الاطفال والنساء والمواطنين العزل، واستمر بعربدته الجوية واستهدافه بالغارات البيوت والاحراج والوديان.
ومن النبطية افاد مراسل «اللواء» سامر وهبي أن 7 شهداء من عائلة برجاوي هم حصيلة غير نهائية للمجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي مساء الاربعاء في مدينة النبطية، بالاستهداف الذي نفذته مسيرة معادية بصاروخ موجه على شقة سكنية لال برجاوي وسط المدينة.في مبنى مجاور لمحطة فلسطين في شارع مرجعيون وسط مدينة النبطية ب،ادى الى تدمير الشقة واحداث تصدعات كبيرة في المبنى الايل للسقوط.
وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حيا، بعد اكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين.
وكانت المقاومة قد استهدفت مراكز العدو وصولا الى صفد التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.
واعلنت المقاومة امس انها «استهدفت التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدفت «ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ فلق وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدفت «التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة». واستهدفت «التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة».
وليلاً، اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن استهداف ثانٍ لكريات شمونة بعدد من صواريخ خلق ردا على مجزرتي النبطية والصوانة.
وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي انه تم اطلاق 14 صاروخا من لبنان باتجاه كريات شمونة.. على 3 دفعات واطلقت صفارات الانذار.
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن الاستعداد للهجوم، وتحدث عن غارات واسعة على عدد من القرى والمناطق، فضلا عن المجزرة الكبيرة في مدينة النبطية التي طاولت عائلة برجاوي حيث ارتفع عدد الشهداء الى 10، بينهم شهيد نعاه ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه هو محمد علي الدبس.
*******************
افتتاحية صحيفة الديار
صواريخ صفد تحوّل استراتيجي يهزّ اسرائيل وانتظار لمعادلات ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه اليوم
ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يتجاهل تهديدات غالانت ويعيد كريات شمونة الى «العصر الحجري»
سباق بين «التصعيد المضبوط» ومحاولة نتانياهو توسيع رقعة الحريق الى لبنان – ابراهيم ناصرالدين
لم تجد النبرة العالية للمسؤولين الاسرائيليين نفعا في «ردع» ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن الرد على المجازر الاسرائيلية بحق المدنيين، ولم تلق التحذيرات الدبلوماسية الغربية المستجدة للبنان «آذانا صاغية» لدى المقاومة غير المعنية بمسايرة احد على حساب السيادة الوطنية وامن اللبنانيين. فعلى وقع المخاوف من اقدام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو على «الهروب الى الامام» بتوسيهع رقة الحريق الى لبنان، تزامنا مع الهجوم على مدينة رفح،على خلفية رفضه لخطة اميركية- عربية تنطلق من فرضية وضع جدول زمني لاقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع ما تبقى من عرب مع اسرائيل، كجزء من وقف النار في غزة، دخل «الوسطاء» الغربيون مجددا على خط منع التصعيد جنوبا، دون ان يقدموا جديدا بشان الضمانات المطلوبة لبنانيا والتي ترفض اسرائيل حتى الان الالتزام بها.
رد اولي على المجازر
فقد دخلت المواجهة على الحدود الجنوبية مرحلة جديدة وباتت الحرب المنخفضة الوتيرة اكثر سخونة لكنها لم تصل بعد الى حد الانفجار. فمع تعثر عملية التفاوض حول وقف العدوان على غزة، وارتفاع نسق الاعتداءات الاسرائيلية في العمق اللبناني، ارتقى منسوب العمل العسكري الردعي بقصف «دقيق» غير مسبوق على قواعد عسكرية في مدينة صفد، لا تزال غامضة لاسباب قد يكشف عنها اليوم الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه .!؟ اسرائيل المذهولة والمرتبكة بعد انهيار منظومتها الامنية الاستراتيجية بعد وصول تلك الصواريخ الـ11 الى اهدافها، فتحت تحقيقا عسكريا، ووجهت القوات البرية انتقادات لاذعة لسلاح الجو لفشله في اعتراضها. وكعادتها ارتكبت مجزرة مروعة بحق المدنيين في كل من الصوانة والنبطية، فسقط 11 شهيدا وعدد من الجرحى، ولم تمض ساعات من «حبس الانفاس» داخل كيان العدو ترقبا لرد المقاومة، حتى امطر ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه مستوطنة «كريات شمونة» بعشرات الصواريخ ما ادى الى انقطاع الكهرباء عن اجزاء واسعة من المدينة التي ساد فيها الهلع واندلعت النيران في عدد من المباني، وهو ما وصفه الاعلام الاسرائيلي بالقول ان المدينة عادت الى «العصر الحجري» بعد هذه القصف.. واعلنت المقاومة ان الهجوم رد اولي على مجزرتي الصوانة والنبطية ما يعني ان الحساب لا يزال مفتوحا على كافة الاحتمالات التي سيشرح معادلاتها الجديدة السيد ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه اليوم.
لا توسيع للحرب؟
وفيما اكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية بان الوضع راهنا لا يزال هو تجنب توسيع المواجهة؛ أي أن معادلة الردع المتبادل هي التي سترسم حدود المواجهة ونطاقها، ابلغ وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي، لويد أوستن، بأن لا تهاون في الرد على ما اسماه هجمات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه. وقال مهددا «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة، معتبرًا ان التصعيد الراهن ضد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به، وأضاف: يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان أخر.
ضربة استثنائية
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد وصفت ضرب صفد بانه استثنائي، وكشفت أن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استخدم صواريخ دقيقة في صلية الصواريخ في اتجاه صفد، لافتة إلى سقوط صاروخين داخل قيادة المنطقة الشمالية ما ادى الى تدمير مبنيين، علماً أن القبة الحديدية لم تنجح في اعتراض الصواريخ. وقد علّق رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، على إطلاق الصواريخ، قائلاً «الخط الأحمر تحوّل إلى علم أبيض و»كابينت» الحرب استسلم للحزب وفقد الشمال.
«العين بالعين»
ويعد استهداف ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لقاعدة عسكرية في مدينة صفد على بعد ١٥ كيلومترا من الحدود، ابرز تطور شهدته المعارك منذ أربعة اشهر، ويمثل بالنسبة لإسرائيل تحديا كبيرا، ووفقا لمصادر مقربة من ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، جاءت ردا على خرق إسرائيل قواعد الاشتباك وشن هجمات في عمق الأراضي اللبنانية شمال الليطاني وتحديدا الغارات في مدينة النبطية وبلدة جدرا القريبة من صيدا جنوب بيروت، ولهذا فالاتي سيكون اعظم ردا على كل الصلف الاسرائيلي والحرب اللااخلاقية ضد المدنيين التي لن تمر دون حساب عسير»والعين وبالعين».
تحقيقات باسباب الفشل
وكشفت القناة الـ»12″ الإسرائيلية أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يحقّق في أسباب فشل منظومة الدفاع الجوي التابعة له في اعتراض الصواريخ التي أصابت مركز الشرطة في مستوطنة «كريات شمونة» والقاعدة العسكرية في صفد. ورأت القناة الإسرائيلية أن ما وصفته بالضربة القاتلة التي وقعت في صفد، مُشيرة إلى أنّ المنطقة المستهدفة في صفد تحظى بحماية واسعة، وتوجد فيها عدة منشآت استراتيجية. وتساءلت القناة الـ»12″ عن تفسير الإصابة المباشرة، والتي تحقّقت على الرغم من وجود منظومة دفاعٍ جوي متعدّدة الطبقات، تجمع بين بطاريات «القبة الحديدية»، ومنظومة «مقلاع داوود»، وبطاريات حِيتس» والطائرات الاعتراضية ذات القدرة على التعامل مع تهديدات متنوّعة، مثل الطائرات وصواريخ «كروز» وغيرها..وخلصت القناة إلى القول بان الحدث في الشمال هو الأخطر منذ اندلاع الحرب عند الحدود مع لبنان، مشيرة إلى أن لا أماكن محصّنة لـ50% من سكان المستوطنات.
تكاليف باهظة
من جهتها، وصفت صحيفة «هارتس» الوضع في الشمال بانه «لا يطاق» وقالت ان الكثير من سكان الشمال يشعرون أن المنطقة التي يعيشون فيها والتي تم إخلاؤها أصبحت منطقة أمنية بين لبنان وإسرائيل، وهم في عدم يقين حول مستقبلهم. وقالت ان تكلفة إخلاء السكان في الشمال والجنوب حتى نهاية الشهر الحالي 5.6 مليار شيكل، منها 2.3 مليار لإخلاء منطقة الشمال. وقالت ان «حجم الدمار في الشمال آخذ في الاتساع. وقالت انه قبل أسبوعين نشرت وزارة الدفاع بأن 427 منزلاً في الشمال تضررت بسبب إطلاق ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، من بينها 80 منزلاً تعرض للضرب المباشر. هناك عدد من البلدات يتم قصفها بشكل كثيف، وتتكبد دماراً كبيراً، منها «شتولا» و»زرعيت» و»مرغليوت» والمنارة و»كريات شمونة» و»المطلة».
المستوطنات المشلولة
ووصفت الصحيفة مستوطنات الشمال بانها مشلولة لأن جميع الخدمات العامة كانت في «كريات شمونة»، وبات الدخول إلى المدينة خطيرا، وهي مغلقة في معظمها، والخدمات الصحية والبنكية والحكومية فيها والبريد وما شابه لا تعمل، والمحلات التي تفتح في ساعات محدودة تخلو من المواد الأساسية، ويصعب الحصول على الخبز والفواكه والخضار ومنتجات الحليب وحتى المنتجات المجففة. الموردون والموزعون والتقنيون لا يصلون. لا توجد أطر تعليمية واجتماعية منظمة. الشوارع والطرق مغلقة. البوابات مغلقة. مكعبات إسمنتية في كل مكان. عروض صوت وضوء – مدفعية، قنابل مضيئة، مروحيات، طوال سبعة أيام في الأسبوع، وتحذير من اقتحام بري وجوي كل يوم.
ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه والانتصار الاستراتيجي
من جهته، تحدّث اللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي، غيرشون هاكوهن، في مقال لصحيفة «إسرائيل هيوم»، عن «السلوك الاستراتيجي» للأمين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه في الحرب الحالية. وقال هاكوهن إنّ السيد ن.ص.ر.الله «يسعى للوفاء بواجبه في مساعدة ح.م.ا.س، لكنّه في الوقت ذاته «ينتهز الفرصة لصياغة مستوى جديد في هوية ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه كقوة إقليمية. وأضاف أنّ الهجوم الصاروخي، على صفد، هو «ارتقاء درجة في التصعيد»، في إطار القيود التي يواصل ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه الحفاظ عليها، في إدارته للحرب على شفا حرب شاملة. وفي هذا السياق، أشار هاكوهن إلى «وجوب تحليل الطريقة الخاصة التي تجعل من ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه تهديداً خطيراً جداً لوجود إسرائيل، ليس فقط بسبب قوته العسكرية، مع حجم القذائف الصاروخية والصواريخ بعيدة المدى، التي يمتلكها حزبه والذي يُعدّ قوى عظمى، بل هو خطير بسبب حنكة سلوكه الاستراتيجي بشكل رئيسي. ونجح ن.ص.ر.ا.ل.له في الاستفادة الكاملة من الوضع الجديد، بعد حرب 7 تشرين الأول الماضي، لدفع خطوة أخرى لترسيخ هويته، كقوة ذي نفوذ إقليمي.
اسرائيل في وضع صعب
وأوضح هاكوهن أنّ الأمين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه نجح بهذه الاستراتيجية، في تحويل المنطقة الشمالية إلى ساحة معركة نشطة، ومستوطنات خط المواجهة إلى مهجورة، بعد اقتلاع نحو 70 ألف مستوطن من منازلهم. وباستخدام المفتاح في يديه، «لإعادة الهدوء إلى الساحة الشمالية»، وضع ن.ص.ر. الله لوسطاء الجهود السياسية الأميركية والفرنسية «مطالبات إقليمية غير مسبوقة من إسرائيل». ولفت الى ان ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه أوقع إسرائيل في مأزق صعب»، ذلك لأنّ «إعادة السكان إلى المستوطنات لن تكون مهمة سهلة، حتى بعد اتفاق سياسي أو عملية عسكرية، لأنّ ذلك لن يكون قادراً على ضمان أمن المنطقة بشكل مطلق، فيما ستستمرّ قدرات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه على المهاجمة بالنيران لكلّ منطقة الشمال وأيضاً وسط إسرائيل.
هل يهرب نتانياهو الى الامام؟
وبعد تعثر التفاوض حول هدنة غزة ومغادرة الوفد الاسرائيلي، وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ويليام بيرنز، إلى إسرائيل، امس، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، والتقى خلال زيارته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس «الموساد» الإسرائيلي دافيد برنياع، ووفقا لمصادر اعلامية هدد بيرنز نتانياهو بمبادرات آحادية الجانب من قبل واشنطن اذا لم يتوصل الى اتفاق حول غزة قبل رمضان.! وتاتي هذه الزيارة بعد ساعات على اعلان صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية أن الولايات المتحدة والعديد من الشركاء العرب يعدون خطة مفصلة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل وفلسطين يتضمن «جدولا زمنيا ثابتا لإقامة دولة فلسطين» وقال التقرير نقلا عن مسؤولين أميركيين وعرب إن مفتاح الخطة وإعلانها سيكون التوصل إلى وقف إطلاق نار مبدئي بين إسرائيل و»ح.م.ا.س». وقد رد مكتب نتنياهو بالقول ان الوقت ليس مناسبا للحديث عن «هدايا».
رسائل تحذير جديدة
ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان هذا الموقف يعكس رفض حكومة اليمين لاي حل سياسي لانها لن توافق على تفكيك الكثير من المجتمعات الاستيطانية، إن لم يكن كلها، في الضفة الغربية، ولن توافق على منح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، وإعادة إعمار غزة وترتيبات الأمن والحكم للضفة الغربية والقطاع معا. وفي هذا السياق، لفتت تلك الاوساط الى ان «رسائل» دبلوماسية وصلت مجددا الى بيروت تحذر من «جنون» هذه الحكومة التي قد تذهب بحرب واسعة للهروب من الاستحقاقات السياسية.
مجزرة النبطية
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب مجزرة في النبطية بعد ساعات على مجزرة في الصوانة التي استشهد فيها ام وطفلان، وارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في المدينة إلى 8 شهداء و 7 جرحى حتى ساعات متقدمة من الليل.. الاستهداف الذي ادى الى سقوط سبعة شهداء من عائلة برجاوي في حصيلة غير نهائية للمجزرة نفذته مسيرة اسرائيلية بصاروخ موجه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف ليل امس الاول من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حيا، بعد اكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تم سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه اماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتم نقلهم الى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي امل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تم نقل صهر برجاوي علي عامر واكثر من 6 اشخاص جرحى الى المستشفيات في النبطية للمعالجة.
شكوى الى مجلس الامن!
وفي المواكبة الرسمية، وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة برسم الموفدين الدبلوماسيين، وقال رئيس الحكومة، انه ازاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي.
الاعتداءات الاسرائيلية
ميدانيا ، أطلق الجيش الاسرائيلي وابلًا من القنابل الحارقة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان وعيتا الشعب امس. وسجل نهار امس تطورا لافتا على الجبهة الجنوبية حيث قصف الطيران الحربي الاسرائيلي قرى وبلدات جنوبية لم تتعرض للقصف منذ بداية الأحداث. وتعرضت اطراف بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة عيتا الشعب. واستهدف الطيران المسير بثلاثة صواريخ بلدة بليدا.
رد المقاومة
واعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه انه استهدف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدف «ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصاروخ فلق كما استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة واستهدف «التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة. وقد نعى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه امس 7شهداء منهم «الشهيد علي محمد الدبس «حيدر» مواليد عام 1976 من بلدة بلاط وسكان بلدة زبدين في جنوب لبنان، ونعى أيضا «الشهيد حسن ابراهيم عيسى «كرار» مواليد عام 1997 من بلدة حومين التحتا في جنوب لبنان. وقد زعمت اسرائيل ان الدبس قائد مركزي في قوة الر.ض.و.ا.ن .
الحريري: لم يحن موعد العودة
داخليا، زار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وقبيل مغادرته بيت الوسط ابلغ الصحافيين ان وقت عودته الى الحياة السياسية لم يحن بعد ، واعتبر ان «لبنان ليس من اولوية كل الدول التي لديها مصالحها»، موضحا أن «النائب السابق سليمان فرنجية صديق كما انني صديق للوزير السابق جهاد ازعور الذي التقيته في الإمارات وانا من الاشخاص الذين يحافظون على صداقاتهم. وقال» اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل نحو التطرف، «ساعتها انا بتدخّل. مذكرا بأنه علّق العمل السياسي بقرار شخصي وقال «كل ما يكتب عن علاقتي مع المملكة غير دقيق وعن انها وراء قراري هو غير صحيح فقراري بتعليق العمل السياسي هو قراري انا «ونقطة عالسطر».
*************************
افتتاحية صحيفة البناء:
هنية يحدّد شروطاً لا تنازل عنها للتهدئة: وقف نهائيّ للحرب وتبادل جدّي وانسحاب
قاسم يعد بالرد وقصف كريات شمونة بعشرات الصواريخ… وكلمة لنصرالله اليوم الحوثي: الجرائم في غزة بـ 3000 قنبلة أميركية ثقيلة… واستهداف سفينة بريطانية
على صفيح ساخن تتأرجح المنطقة، حيث فرضيات التفاوض على الطاولة للتوصل الى تهدئة تفتح باب إنهاء الحرب، ومقابلها مخاطر التصعيد تلوح في الأفق من جبهات غزة ومخاطر استهداف رفح والنازحين إليها. وبالتوازي التصعيد على جبهة لبنان ومخاطر اشتعالها، فيما جبهة اليمن تواصل استهداف السفن المشمولة بقرار المنع.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يتحدث لـ»رويترز» عن مراوحة مفاوضات القاهرة في نقطة لا تبدو فيها فرص تؤشر لاتفاق التهدئة، محدداً شروطاً لا تنازل عنها بالنسبة للمقاومة، أولها أن تضمن وقفاً نهائياً للحرب والثاني أن تتضمن صيغة جدية لتبادل الأسرى، تتناسب مع ما طرحته المقاومة منذ طوفان الأقصى لجهة السعي للإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والثالث ضمان انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
بالتوازي مع كلام هنيّة كانت قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وهدف الأمس كان مجمع ناصر الطبي في خان يونس الذي يتكرر فيه مشهد مجمع الشفاء الطبي في غزة الذي قيل يومها إنه مركز لقيادة قوات القسام ومكان لإخفاء الأسرى، وهو ما قيل أمس على لسان الناطق العسكري لقوات الاحتلال عن مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
على الجبهة اللبنانيّة بعد مجازر استهداف المدنيين في النبطية وعدشيت والصوانة، أعلن الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية أن قوات المقاومة استهدفت مستعمرة كريات شمونة بعشرات الصواريخ، وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد أكد أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنردّ عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا، وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائيّ أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة». وختم قاسم بالقول «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة. عندها تجري النقاشات. وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد»، بينما ينتظر أن يرسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم في ذكرى القادة الشهداء معادلات المعركة الإقليمية الدائرة بأبعادها السياسية والعسكرية.
وبينما أعلنت المقاومة العراقيّة أنها هاجمت هدفاً عسكرياً في الجولان المحتل، بالطيران المسيّر، دعماً لغزة وشعبها ومقاومتها، أعلن الجيش اليمني استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن بصواريخ أرض بحر، فيما أكد زعيم حركة أنصار الله في اليمن أن موقف اليمن المتميّز والمؤثر على ثلاثي الشر أسقط أهداف الأميركي وكل ثلاثيّ الشر وصنع تحولاً ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جداً، مبيناً أن «ما يجري هو تحوّل استراتيجي ومعادلات جديدة طرأت على الساحة لصالح كل أمتنا الإسلامية».
وقدّم السيد الحوثي أرقاماً تشير الى الخسائر الاسرائيلية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الواردات الإسرائيلية والصادرات وفق إحصاءات العدو للعام 2020 تصل إلى نحو 133 مليار دولار عبر باب المندب وأن عمليات قواتنا المسلحة إلى إغلاق شبه كامل لميناء أم الرشراش باعتراف العدو، محمّلاً أميركا مسؤولية المجازر التي ارتكبها ويرتكبها جيش الاحتلال في غزة، كاشفاً عن بعض التقارير التي تشير إلى تقديم أميركا 3 آلاف قنبلة تصل وزنها الواحدة إلى 2000 رطل إضافة إلى أنواع أخرى، مضيفاً أن جيش الاحتلال اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوماً.
وشهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً هو الأعنف منذ 8 تشرين الأول الماضي، إذ كثف العدو الإسرائيلي غاراته على قرى الجنوب مستهدفاً منازل مأهولة بالسكان في عدشيت والمنصوري وصولاً الى النبطية ما أدى لسقوط عددٍ من الشهداء، فيما رفع المسؤولون الإسرائيليون وتيرة التهديد بتوسيع الحرب على لبنان، عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. بينما ردّ حزب الله بضربات قاسية على كريات شمونة أحدثت أضراراً كبيرة وهلعاً عارماً في صفوف المستوطنين.. وهذه تطورات دراماتيكية على الجبهة الجنوبية تؤشر الى الدخول في مرحلة جديدة من المواجهة أكثر قسوة وخطورة قد تنزلق الى مستويات أعلى بحال طال أمد الحرب في غزة ولم تتوصل الجهود الدولية والمفاوضات في القاهرة الى نتائج إيجابية، وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء».
وأبلغ وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، أمس، بأن «لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله». ونقلت قناة العربية عن غالانت زعمه أن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة»، مدّعياً «أن التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به ويمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر».
وإذ نقلت أوساط نيابية عن دبلوماسيين أوروبيين تخوّفهم من عدوان إسرائيلي واسع على لبنان اذا لم يلتزم حزب الله بسحب قواته 10 كلم الى شمال الليطاني، علمت «البناء» أن المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا لبنان خلال الأسبوعين الماضيين تحدثوا مع المسؤولين في الدولة اللبنانية عن مهلة تنتهي آخر الشهر الحالي للموافقة على المقترح الفرنسي الذي يتضمن انسحاب حزب الله 10 كلم شمالاً وتعزيز قوات اليونفيل والجيش اللبناني على الحدود لتطبيق القرار 1701، وإلا سيوسّع الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية على طول القرى الأماميّة وصولاً الى الليطاني. كما علمت «البناء» أن لا موعد محدداً لزيارة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان الذي جمّد زيارته الى لبنان، بعدما زار «إسرائيل» وغادر مباشرة الى الولايات المتحدة، وذلك بعدما أحجم لبنان عن إرسال الأجوبة على مقترح هوكشتاين. علماً أن المقترح الفرنسي وفق المراقبين هو مقترح أميركي – إسرائيلي ويعكس المصلحة الإسرائيلية والتي سبق ونقلها هوكشتاين خلال زيارته لبنان.
ومساء أمس، عممت دوائر السرايا الحكومية معلومات عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى هوكشتاين (قد يكون التقاه ليلاً) في ميونخ لوضعه في أجواء التصعيد العسكري والتداول في ملفات على صلة بالحدود والجنوب. وأشارت مصادر إعلامية الى أن «ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في ميونخ التي انتقلا اليها في الساعات الماضية للمشاركة في مؤتمر الأمن السنوي».
من جهته، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، أن «هوكشتاين ما زال يعمل على ما بدأ به، بشأن الوضع في الجنوب»، موضحًا أنّ أفكار الفرنسيين والأميركيين مختلفة.
وكشف بوصعب في تصريح تلفزيوني «أنّني بُلّغت رسميًا من حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري أن لا أجوبة على طروحات هوكشتاين قبل وقف إطلاق النار، وأعطيت جواباً أنه في النهار الذي يحصل فيه التفاهم بين حماس و»إسرائيل» باللحظة نفسها يطبق هذا الأمر بلبنان».
ولفت إلى «أننا في حالة حرب»، مشيرًا إلى أنّ حزب الله لا يزال يلتزم بعسكر مقابل عسكر والإسرائيلي «شطح» لأنّه متوتّر، معتبرًا أنّ الإسرائيلي لن يفكّر بالدخول بريًّا إلى لبنان، وقال: «برأيي أن أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله يتصرّف بمسؤولية تجاه الرأي العام اللبناني الذي لا يريد الحرب».
ميدانياً، ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في مدينة النبطية إلى 8 شهداء و7 جرحى.. الاستهداف الذي أدى الى سقوط سبعة شهداء من عائلة برجاوي في حصيلة غير نهائية للمجزرة نفذته مسيرة اسرائيلية بصاروخ موجّه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف ليل أمس الأول من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تمّ سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه أماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتمّ نقلهم الى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي أمل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تمّ نقل صهر برجاوي علي عامر وأكثر من 6 أشخاص جرحى الى المستشفيات في النبطية للمعالجة.
في المقابل أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» قصف مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، في ردّ أوليّ على مجزرتي النبطية والصوانة. وأعلن الإعلامي الحربي في بيان ثانٍ، أنه «وفي إطار الردّ على مجزرتي النبطية والصوانة استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ثكنة كريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وحققوا فيها إصابات مباشرة».
كما استهدفت المقاومة الإسلامية التجهيزات التجسسيّة للعدو في مواقع «المرج» و»رويسات العلم» و»الراهب» بالأسلحة المناسبة، فيما تمّ استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ «فلق».
وكانت صواريخ نوعية أطلقت أمس الأول، واستهدفت مركز قيادة المنطقة الشمالية الاسرائيلية في صفد ما أدّى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال، وفق ما أعلن الإعلام الاسرائيلي الذي وصفها بالضربة القاسية. إلا أن حزب الله لم يتبنّ العملية.
في غضون ذلك، يتحدث السيد نصر الله عصر اليوم في مهرجان القادة الشهداء الذي يقيمه حزب الله، في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية.
ومن المتوقع وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» أن يتطرق السيد نصرالله بالتفصيل لآخر التطورات الميدانية والسياسية في غزة والظروف الإنسانية المحيطة، والأبعاد الاقليمية والدولية، وآفاق المرحلة المقبلة على المستويات كافة، لا سيما في ظل مفاوضات القاهرة وتهديدات العدو الاسرائيلي بشن عدوان على رفح. كما سيردّ السيد نصرالله على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بتوسيع الحرب على لبنان ويعيد التذكير بمعادلات ضد استهداف المدنيين لردع العدو الإسرائيلي.
وأشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تأبين عدد من الشهداء، الى أن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة.
وأكد قاسم أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنرُّد عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردّينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندّخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائي أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة».
وأوضح قاسم، أننا «لدينا لاءات ثلاثة: أولاً لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن ومهما كانت التطورات، ثانياً لا نخضع للتهديدات ولا للتهويلات الإسرائيلية أو الغربية مهما كانت، لأنَّنا أهل الميدان، ولأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة ولا لقضية فلسطين». وأضاف قاسم: «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة، عندها تجري النقاشات وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد».
ويستبعد خبراء عسكريون ذهاب حكومة الحرب الاسرائيلية الى حرب شاملة مع لبنان في ظل موازين الردع الحالية مع حزب الله واستنزاف جيشها في غزة، مرجّحين «تصعيداً إسرائيلياً مضبوطاً والاكتفاء بالضربات الموجعة»، وأشار الخبراء لـ»البناء» الى أن «تهديد السيد نصرالله بقدرة الحزب على تهجير مليوني مستوطن من الشمال سيدفع حكومة الحرب ونتنياهو للتفكير ألف مرة قبل الإقدام على حماقة تؤدي الى حرب شاملة مع لبنان». وبرأي الخبراء فإن حكومة الحرب فشلت بالعمليات العسكرية بإعادة المستوطنين الى الشمال، فكيف ستستعيد الأمن الى الشمال بحال توسّعت الحرب وتهجر أغلب مستوطني الشمال؟ وأوضح الخبراء أن «كلام السيد نصرالله سيشكل عامل ضغط كبير على نتنياهو لمنعه من شن حرب شاملة على لبنان أولاً، وثانياً تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل الى اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى».
وفي سياق ذلك، رأى ضابط الاحتياط في جيش الاحتلال اللواء غيرشون هكوهين أن السيد حسن نصر الله يسعى للوفاء بواجبه في مساعدة حركة حماس، لكنّه في الوقت ذاته ينتهز الفرصة لصياغة مستوى جديد في هوية حزب الله كقوة إقليمية، وفق تعبيره.
وفي مقال لصحيفة «إسرائيل هيوم»، قال: «الهجوم الصاروخي على صفد، هو ارتقاء درجة في التصعيد»، ولفت إلى «وجوب تحليل الطريقة الخاصة التي تجعل من السيد نصر الله تهديدًا خطيرًا جدًا لوجود «إسرائيل» ليس فقط بسبب قوته العسكرية، مع حجم القذائف الصاروخية والصواريخ بعيدة المدى، التي يمتلكها حزبه والتي تُعدّ قوى عظمى، بل هو خطير بسبب حنكة سلوكه الاستراتيجي بشكل رئيسي»، على حدّ قوله. واعتبر أنّ السيد نصر الله نجح في «تحويل المنطقة الشمالية إلى ساحة معركة نشطة، ومستوطنات خط المواجهة إلى مهجورة، بعد اقتلاع نحو 70 ألف مستوطن من منازلهم». وخلص هاكوهين الى أن هذا فنّ الابتزاز الذي حسّنه وأتقنه (السيد) نصر الله.
على صعيد المواقف الرسمية، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنني «تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد «إسرائيل» الى مجلس الامن الدولي».
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدره عميد الإعلام معن حمية، أن مجزرة النبطية التي أعقبت مجزرة الصوانة، استحضرت مشاهد الأطفال الشهداء الذي قضوا في مجزرة قانا وغيرها من المجازر التي يحفل بها سجل الإرهاب الصهيوني في عدوانه على لبنان. كما تسلط الضوء على المجازر اليومية وحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو بحق أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة وكلّ فلسطين المحتلة. وهذه كلها جرائم موصوفة ضدّ الإنسانية. وأكد أنّ تمادي العدو الصهيوني في جرائمه الوحشية، يعكس طبيعته العنصرية المعادية للإنسانية، وأنّ صمت مؤسسات المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم، يضعها والدول التي تسيّرها، شريكة للعدو الصهيوني في مجازره وقتله للأطفال والنساء.
وأشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في دردشة مع الصحافيين في بيت الوسط، الى «أنني لا أرى أنه حان وقت عودتي للعمل السياسي».
وذكر الحريري أنّ «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية صديقي تمامًا كما الوزير السابق جهاد أزعور». وقال: «هناك احزاب لديها تواصل مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن ليس لدى حزب الله هامش في العمل في الداخل اللبناني»، مضيفًا «صحيح أنني علقت العمل السياسي ولكن مش يعني الواحد ما يعطي رأيو». وقال: «إذا لمست أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف ساعتها أنا بتدخّل».
وزار الحريري الرئيس بري أمس، في عين التينة.
وكانت الساحة الداخلية انشغلت بعودة الحريري الى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط حشود شعبية كبيرة فاضت بها شوارع بيروت من مختلف المناطق اللبنانية. وعلمت «البناء» أن الحريري سيغادر الأحد المقبل لبنان على أبعد تقدير عائداً الى أبو ظبي. كما لفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن الفيتو السعودي على عودة الحريري الى الحياة السياسية في لبنان لم يُرفع حتى الساعة، وبالتالي لن تكون عودته النهائية إلى لبنان قريبة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :