افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 14 شباط 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 14 شباط 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

رسالة الذكرى الـ19: استنهاض الحريريّين… ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه يوجّه منصّاته إلى خصومه والـ1701

على رغم مرور 19 عاما على ذكرى  14 شباط 2005 تاريخ اغتيال الرئيس #الشهيد رفيق الحريري، لا تزال هذه المحطة حمالة حدث داخلي يتشابك عنده الإرث الدموي والسياسي الذي تركته “حرب الاغتيالات” من جهة والحاضر المثقل بأزمات لبنان السياسية والأمنية والاقتصادية وأحدثها واخطرها راهنا المواجهات الجارية في الجنوب منذرة في كل لحظة باتساع خطر الحرب المدمرة. ذلك ان الاستعدادات اكتملت في الساعات الأخيرة لتحويل الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال مؤسس الحريرية محطة “استعادة” واثبات حضور قوي لـ”تيار المستقبل” بحيث تشكل المؤشر القوي لتحفيز زعيم التيار الرئيس #سعد الحريري على العودة عن قرار العزوف عن العمل السياسي والوطني. وحتى مع التحسب لاحتمال طقس ماطر اليوم، فان الاستعدادات التي شهدتها بيروت وطرابلس وعكار والبقاعان الأوسط والغربي توحي بان ضريح الحريري ورفاقه سيزنره اليوم حشد كبير يحمل من الدلالات ويطلق من الرسائل ما يكفي برسم الجميع حيال استنهاض الحالة الشعبية للحريريين وزعيمهم. وإذ استبعد ان يلقي الرئيس سعد الحريري كلمة مسهبة امام المحتشدين، فان المرتقب ان يرد الحريري التحية لجمهوره في كلام يطلقه بعد الاحتفال، من بيت الوسط في لقاء إعلامي غير مطول يطلق خلاله بعض الإيضاحات المتوقعة حيال ما بعد هذه المحطة .

 

اما لقاءات بيت الوسط امس فافتتحتها السفيرة الأميركية  ليزا جونسون، التي قالت لدى مغادرتها بعد 45 دقيقة من لقائها الاول مع الرئيس الحريري: “كان اللقاء ممتازًا”. واستقبل الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف #دريان وعرض معه لآخر المستجدات، قبل أن يتحوّل اللقاء إلى موسّع، ضم مفتي المناطق وأعضاء المجلس الشرعي. كما التقى ايضا السفير المصري والسفير الروسي، ومن زواره أيضا النائب الان عون. اما اللقاء الأبرز فكان في زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مساء وعقده لقاء مع الحريري استكمل الى مائدة العشاء في بيت الوسط. ورفضت أوساط معنية اسباغ أي دلالات تتصل بتفسير اللقاء كأنه دعم من الحريري لفرنجية في معركة الرئاسة، لافتة الى عرى العلاقات المتينة التي تربط الزعيمين. وفي هذا السياق جاء اللقاء طبيعيا ومنتظرا. ولوحظ في هذا السياق ان وفدا من “اللقاء الديموقراطي ” والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب #تيمور جنبلاط، زار ضريح الحريري ورفاقه مساء امس ولم تعقبه زيارة الوفد لبيت الوسط. اما لقاء الحريري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فحدد غدا الخميس.

 

ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه

 

في غضون ذلك، لم تحجب الاستعدادات لمحطة 14 شباط عن التطورات الميدانية المتواصلة في الجنوب والتي شكلت محور الكلمة المطولة التي القاها الامين العام لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه امس في مناسبة “يوم الجريح” لدى الحزب. وبرزت سمة لافتة في الكلمة تمثلت في استعادة ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه النبرة الحادة حيال الافرقاء والقوى المناهضين للحرب التي يخوضها الحزب علما انه كان يتجنب هذا الجانب في خطبه السابقة منذ فتح حزبه المواجهات مع إسرائيل في 8 تشرين الأول الماضي. كما كانت السمة الأخرى لكلمته، حملته على القرار الاممي 1701 و”توجيهه” للسلطة اللبنانية بوجوب وضع شروط جديدة حيال تنفيذ هذا القرار . وعاد ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه الى تبرير المواجهات بان “ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية هو مسؤولية وطنية، ومنسجمون مع انسانيتنا ومع قيمنا الأخلاقية ومع مسؤوليتنا الشرعية والدينية” ، واعتبر ان “إسرائيل القوية تشكل خطرا على المنطقة. واسرائيل المردوعة، كما حصل بعد 2006 الى اليوم، هي التي يمكن ان يحد من خطرها على لبنان وعلى دول المنطقة وشعوبها”. وهاجم خصوم الحزب ورافضي الحرب قائلا :”المشكلة هي في اعتبار البعض أن لا جدوى مما نقوم به في الجبهة اللبنانية وهذا أمر كارثي. وهناك أطراف لها أحكام مسبقة أيا تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي”. أضاف: “في الجلسات الداخلية هؤلاء الذين لديهم مواقف مسبقة يعترفون بالانجازت لكن علناً لا يقرون. ورغم هزيمة المقاومة لجيش الاحتلال الذي لا يقهر فان البعض يجادل بجدوى المقاومة. هذه الفئة التي تدعي أن “القانون الدولي يحمينا” وتجادل في جدوى المقاومة “ميؤوس منها”. وتحدث عن “جو كبير من التهويل في لبنان يشارك فيه سياسيون وشخصيات يرقى إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة وهناك أطراف في لبنان تهوّل على أهل الجنوب ببدء الحرب”. وشدد على “وجوب ان نحرص ألا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية وهذا الأمر من مصلحة اسرائيل وليس من مصلحة الوطن والكرامة الوطنية”. واعلن انه “حتى شن الحرب لن يوقف الجبهة في الجنوب ولبنان في موقع القوي ومن يفرض الشروط والعدو هو المأزوم وإذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا ومن يهددنا بالتوسعة أقول له نحن نوسّع ومن يظن للحظة واحدة أن المقاومة في لبنان تشعر بالخوف والارتباك هو مخطىء”. ولفت تطرقه الى تفاصيل تقنية منها وصفه للهاتف الخليوي بانه “عميل قاتل يقدم معلومات دقيقة مجانية للعدو” داعيا الجنوبيين الى عدم استعماله في هذه الفترة.

 

#نواب المعارضة

 

في المقابل، اصدرت لجنة المتابعة المنبثقة عن كتل تحالف التغيير والتجدد والكتائب والجمهورية القوية بالإضافة الى النائب بلال الحشيمي بيانا، اكد عبره نواب قوى المعارضة “رفضهم لاستمرار ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه  في مصادرة قرار الحرب والسلم وتقرير مصير اللبنانيين والتحكم بأمنهم والتفاوض باسمهم من خلال تغييب الدولة ومؤسساتها بدءاً بإرساء الفراغ في رئاسة الجمهورية وصولاً الى اخضاع حكومة تصريف الأعمال بالكامل لإرادته، وهي لا تحظى بثقة المجلس النيابي الحالي”. ولاحظوا ان “هذه الحكومة جيّرت قرارها وسيادتها الى إيران، حيث وصل بها الامر بالسماح لوزير خارجية تلك الدولة بإطلاق مواقف سياسية اقليمية تضع لبنان في دائرة الخطر. كما يلفتون الى ان لا صلاحية دستورية لرئيس المجلس النيابي ليفاوض باسم الدولة اللبنانية حيث ان هذه الصلاحية محفوظة حصراً لرئيس الجمهورية، بالتالي حصر حركة الموفدين الدوليين بفريق واحد يتحكم بمفاصل الدولة خلافا للدستور”.وشددوا على التطبيق الجدي والحقيقي للقرار 1701 بكامل مندرجاته وترسيم كامل الحدود البرية جنوبا وشمالا وشرقا وتعزيز انتشار الجيش اللبناني حصرا بالتعاون مع قوات اليونيفيل”. كما اكدوا “تمسكهم بموقفهم المتعلق بالخيار الرئاسي الوسطي وبالتقاطع والتصويت للوزير السابق #جهاد ازعور، في ظل اصرار الفريق الاخر على فرض مرشحه رغما عن ارادة غالبية اللبنانيين، رافضا ملاقاة الخطوة التي قام بها نواب قوى المعارضة بتنازلهم عن خياراهم الرئاسي افساحا في المجال لملء الشغور في رئاسة الجمهورية”.

 

ولعلّ المفارقة انه فيما كان ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه يحمل على القرار 1701، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يؤكد مجددا التزام القرار. وأشار الى انه سيعقد “الكثير من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينها مع اموس هوكشتاين، لمعرفة اين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار”.أضاف: “نحن مع تطبيق القرار ١٧٠١ كاملا ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم امام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل افادة للجميع واما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الاطراف”. وعن المبادرة الفرنسية قال: “نحن نقدر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، ولكننا لم نتبلغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة افكار طلبوا الاجابة عليها”.

 

وفي اطار التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية في لبنان اعلن امس في القاهرة انه “في اطار الجهود المصرية لحلحلة الازمة اللبنانية استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان”. وأدرج الاجتماع في اطار “المساعي المستمرة والتنسيق الدائم وتبادل الرؤى لإيجاد حلول توافقية للتحديات التي يواجهها لبنان”.

 

واوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير شكري استعرض موقف مصر القائم على تشجيع الأطراف اللبنانية على اختيار رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها، وترحيب مصر بخطوات التجديد لقائد الجيش اللبناني، وقائد قوى الأمن الداخلي، وتعيين رئيس أركان للجيش. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الإطار الدستوري للبنان.

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الحريري ينطلق بـ”لوك” جديد لكن “لا تغيّر سياسياً”

إسرائيل تُطيح “تمنّيات” عبداللهيان… و”الحزب” يسأل: “وينيّي أميركا؟”

 

في وتيرة متصاعدة مضت أمس المواجهات على الحدود الجنوبية. وأظهر هذا التصعيد أنّ إسرائيل كثّفت العمليات التي استهدفت «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، الذي أعلن، في المقابل، أنه استهدف عدداً من المراكز العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود بين البلدين. وكانت حصيلة الخسائر البشرية أمس نعي «الحزب» عنصرين، فيما نعت حركة «الج.ه.ا.د الاسلامي» من خلال «س.ر.ا.ي.ا القدس» عنصرين من صفوفها. واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة قرب مستشفى بنت جبيل الحكومي بغارة أدت الى إصابة المسؤول عن منطقة مارون الرأس في «الحزب» محمد علوية.

 

أتت هذه التطورات الميدانية، بعد زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان الى بيروت. ورغم أنّ عنف المواجهات سابق للزيارة، فإن المراقبين أشاروا الى أنّ تل ابيب التقطت على ما يبدو «رسائل» عبداللهيان على طريقتها، فقال وزير الدفاع يوآف غالانت «إنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» مستعد كما يبدو لدفع الثمن الباهظ نفسه من عدد القتلى الذي دفعته ح.م.ا.س».

 

وكان عبداللهيان أعلن السبت الماضي أنه «خلال الحرب وفي الأسابيع القليلة الماضية، حدث تبادل للرسائل بين إيران وأميركا». وأضاف أن واشنطن دعت طهران الى أن تطالب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه بعدم الانخراط على نطاق واسع وكامل في الحرب ضد إسرائيل».

 

 

وأول ردود فعل «الحزب» على ما وصفه المراقبون بـ»تمنيات» وزير الخارجية الإيراني حيال مسار المواجهات في الجنوب، ما ورد على لسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية التابعة لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» النائب محمد رعد، الذي سأل: «إذا كان الأميركي حريصاً على وقف العدوان لماذا ما زال حتى اللحظة يُزوّد الإسرائيلي كلّ ما يحتاج اليه من ذخائر وما زال يُرسل اليه كبار جنرالاته من أجل أن يُشاركوا في التخطيط في غرفة العمليات ويتبادلون الأدوار لأنهم يريدون أن يستبيحوا منطقتنا؟».

 

وفي فرنسا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أنه قدم «اقتراحات» لتجنّب نزاع مفتوح بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في جنوب لبنان، وقال في مؤتمر صحافي إثر اجتماعه بنظيريه الالمانية انالينا بيربوك والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في ضاحية باريس: «قدمنا اقتراحات خلال زيارتنا لبيروت، وسنضع حلولاً في الأيام المقبلة والأشهر المقبلة». وأضاف: «إننا على اتصال بالأميركيين، ومن المهم أن نتمكن من إضفاء طابع متبادل على مجمل المبادرات الآن لبناء معسكر السلام في الشرق الأوسط».

 

وذكّر سيجورنيه بأنّ لفرنسا «مصالح مباشرة» في لبنان، لافتاً الى أنّ «عشرين الفاً من مواطنينا موجودون في لبنان»، إضافة الى «700 جندي يشاركون في بعثة حفظ السلام» في جنوب البلاد.

 

ومن الاقتراحات المطروحة تعزيز الجيش اللبناني، بحسب مصدر ديبلوماسي.

 

ومن تطورات الجنوب الى المستجدات السياسية، وأبرزها امس مباشرة الرئيس سعد الحريري تحركاً سياسياً داخلياً بدأه بزيارة السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وعلم أنّ مروحة اتصالات ولقاءات الحريري ستكون واسعة خلال الأسبوع الذي سيمضيه في بيروت، وأبرز محطاته غداً إحياء الذكرى الـ 19 لإستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وسط حضور شعبي يواصل «تيار المسقبل» الاعداد له.

 

وفي مقدم اللقاءات التي يعتزم الحريري عقدها، لقاؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وتشمل اللقاءات عدداً من السفراء، ولا سيما السفيرة الأميركية ليزا جونسون.

 

وذكرت مصادر مطلعة أنّ إطلالة الحريري أمام ضريح والده غداً لن تتضمن «كلاماً سياسياً، وأنّ شيئاً جوهرياً لم يتغيّر» منذ إعلانه عام 2022 عزوفه عن ممارسة العمل السياسي. غير أنّ اللافت في ظهور الحريري أمس هو التبدل اللافت في ملامحه، أو ما يصطلح على تسميته «نيو لوك».

 

وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الخاص للرئيس سعد الحريري إلى روسيا ‏جورج شعبان أنّ نائب وزير الخارجية ‏الروسيّ ومبعوث الرئيس الروسيّ إلى الشرق الأوسط ‏ميخائيل بوغدانوف سلّم الحريري دعوة لزيارة روسيا، ‏خلال لقاء جمعهما أخيراً.‏

 

وفي الإطار السياسي، استقبل مساء أمس الرئيس ميقاتي في دارته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بوحبيب لـ«الشرق الأوسط»: «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لم يعترض على «اتفاق كامل» لتطبيق الـ1701

وزير الخارجية أكد رفض لبنان إجبار الحزب على سحب مقاتليه «منعاً لحرب أهلية»

 

بيروت: نذير رضا

أكد وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بوحبيب أنه إذا كان هناك اتفاق كامل مع إسرائيل للانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، فإن لبنان «يريد تطبيق القرار 1701 بالكامل»، وهو طرح «لم يعترض عليه أحد في لبنان بمن فيهم (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه)»، مؤكداً استعداد لبنان لنشر 7 آلاف جندي إضافي من الجيش «في حال تأمنت مساعدة دولية لتطويع جنود بالجيش»، وأن لبنان «يحضّر الأرضية لمفاوضات تثبيت الحدود البرية التي لا يمكن أن تُنجز بغياب رئيس للجمهورية».

 

وقال بوحبيب في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن معظم العروض الخارجية لحل أزمة الحرب في الجنوب «تتلخص بانسحاب مسلحي (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) شمالاً لمسافة 10 كيلومترات حتى يعود الإسرائيليون إلى قراهم ومستوطناتهم الشمالية»، في ما يتلخص موقف لبنان «باستعادة كامل الأراضي المحتلة، وتحديد الحدود بيننا وبين إسرائيل وفق الحدود المثبتة في اتفاق الهدنة 1949، واستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا»، ووقف الخروق البرية والبحرية والجوية، علماً بأن النزاع الحدودي بين الطرفين يتمثل في 13 نقطة حدودية، بينها نقطة B1 وأراض تحتلها إسرائيل شمال بلدة الغجر، إضافة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللتين احتلتهما إسرائيل عام 1967. وقال: «عند إنهاء هذا الملف، ستكون لدينا حدود مستقرة».

وحمل الموفدون الدوليون إلى لبنان وجهة النظر الإسرائيلية القائلة إنها ستهاجم لبنان إذا لم يتراجع مقاتلو الحزب لمسافة 10 كيلومترات. وفي رد على تلك الرسائل، قال بوحبيب إن «الجواب اللبناني كان واضحاً بأننا طلاب استقرار وهدوء، ولسنا طلاب حرب، لذلك نريد تثبيت اتفاق الحدود»، فيما كانت الردود الدولية بأن «هذه الأمور ننفذها لاحقاً»، لكن الموقف اللبناني «يصرّ على تنفيذ المطالب اللبنانية الآن، وأن يكون هناك نوع من رزنامة لإنجازها بتوقيت محدد».

 

مقترحات دولية

 

ونفى بوحبيب أن تكون قد وصلت مقترحات أميركية إلى بيروت حول تصور لحل، قائلاً: «ليس للأميركيين حتى الآن شيء يقدمونه، إذ ما زالوا يعملون عليها». وحول مقترح بريطاني لرفع أبراج مراقبة يجري عليها تثبيت كاميرات، قال إن هذا المقترح «لا يوضح الجهة التي سيتم توجيه الكاميرات إليها، جنوباً أو شمالاً أو غير ذلك»، مضيفاً: «نعتقد أن موضوع الكاميرات الموجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية ليس وارداً لدينا حتى الآن».

 

وحول مقترح فرنسي يقضي بتعزيز انتشار الجيش جنوب الليطاني، قال بوحبيب: «القرار 1701 يقول إن على لبنان أن ينشر 15 ألف عسكري من الجيش اللبناني على الحدود، لكننا عاجزون عن تأمين هذا الرقم، بحكم الوظائف الداخلية الهائلة الملقاة على عاتق الجيش». وتابع: «في الوضع الراهن، لا نستطيع اليوم نشر أكثر من 4 آلاف عسكري هم منتشرون بالفعل في المنطقة الحدودية، لكننا في الوقت نفسه مستعدون إذا توافرت المساعدة لتطويع 7 أو 8 آلاف عسكري جديد بالجيش، لأن لبنان من دون هذه المساعدة لا يستطيع تأمين المال الكافي لتطويعهم».

 

وإذ شدد على «أننا لم ندخل مرحلة التفاوض بعد»، لم ينفِ أن هناك تواصلاً رسمياً مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» يقوم به بوحبيب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري الذي يعد على تواصل دائم مع الحزب. وقال: «نحن – الأطراف الثلاثة المعنيين بالتواصل مع الخارج في هذا الوقت – متفقون على موقفنا، وأنا أتشاور مع مختلف القوى السياسية الفاعلة في لبنان. هناك اتفاق كامل حول تطبيق القرار 1701 بالكامل ومن ضمنه مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

 

انسحاب الحزب بموجب اتفاق كامل

 

وسمع بوحبيب المطلب الإسرائيلي بانسحاب مقاتلي الحزب للمرة الأولى في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل، ونقله إلى الرئيس ميقاتي الذي أكد أن «مطلبنا هو تطبيق القرار 1701 كاملاً».

 

وفي ظل إصرار تل أبيب على انسحاب مقاتلي الحزب ورفض الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، قال بوحبيب: «التبرير لوجود عسكري لـ(ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) هو احتلال إسرائيل لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو أمر ممتد منذ عام 2000. المنطق يقول إذا أراد المجتمع الدولي أن ينسحب الحزب من المنطقة الحدودية، فعلى إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبناني المحتلة. لذلك نريد اتفاقاً كاملاً».

 

وعما إذا كان الحزب يوافق على «اتفاق كامل» ينسحب على أثره من الحدود، قال بوحبيب: «بتقديري إذا كان هناك اتفاق كامل، فإن الحزب سينسحب، لأن مبررات انتشاره في المنطقة الحدودية ستنتفي عندئذ. انطباعي أنه سيرضى، وهو ما يُستدل عليه في كلمة الأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي قال إن الحرب الآن فرصة لإنجاز التحرير الكامل للأراضي اللبنانية المحتلة».

 

وأوضح أن «موقفنا العلني بصفتنا دولة لبنانية هو أننا نريد تطبيق القرار 1701 بالكامل، ويعني ذلك أن لا أراضي لبنانية محتلة، ولا وجود عسكرياً للحزب أو غيره في الجنوب، وهو ما ينص عليه القرار 1701. رأي (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) هو يقوله ولستُ أنا. لكن ما أؤكده أننا (كدولة) نرفع هذا المطلب، ولا معارضة داخلية من أي طرف لهذا المطلب».

 

مفاوضات بغياب رئيس

 

وقال بوحبيب إن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لا يتحدث عن مفاوضات، لأنه يعلم أنها من اختصاص الدولة. غير أن المفاوضات التي يفترض أن تتولاها الدولة اللبنانية، مرتبطة بانتخاب رئيس: «ولا يمكن لأحد التوقيع عليها غير رئيس الجمهورية، لذلك هناك محادثات وتحضير الأرضية لمفاوضات وتوقيع يحصلان يوم انتخاب رئيس»، كما قال بوحبيب، مشدداً على أنه «بغياب رئيس، لا يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي».

 

وأكد بوحبيب أن «إسرائيل اليوم هي من توسع النطاق الجغرافي للهجمات في بيروت والنبطية وإقليم الخروب، بينما التزم الحزب بالهدنة يوم تبادل أسرى في غزة»، عادّاً أنه «إذا توقف إطلاق النار في غزة، فسيشمل لبنان، وأرى أنه سينسحب على اليمن والعراق وسوريا»، معرباً عن خشيته من تمدد الحرب إلى حرب إقليمية في حال بدأت إسرائيل هجوماً واسعاً على لبنان، مشدداً في الوقت نفسه على «أننا طلاب تهدئة أمنية واستقرار عبر تثبيت الحدود كي نتحاشى حرباً كبيرة».

 

صدام داخلي

 

وبشأن الضغوط الخارجية التي تتعرض لها الحكومة لسحب الحزب من الحدود، أكد بوحبيب «أننا لن نتخذ خطوة داخلية تؤدي إلى حرب أهلية في حال إجبار (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) على إخلاء الحدود من دون اتفاق، وهو أمر غير وارد كيلا يؤدي إلى صدام داخلي»، مضيفاً: «ألف مرة حرب إقليمية ولا مرة حرب أهلية». وأضاف: «الأمر الثاني أن معظم من ينتقدوننا اليوم، شاركوا في حكومات رفعت شعار (جيش شعب مقاومة) واستمر تمثيل بعضهم في الحكومة رغم التحفظ على هذا الشعار، بينما حكومتنا لم ترفع هذا الشعار». وقال: «جميع القوى اللبنانية، مسيحية وغير مسيحية، قبلت بوجود عسكري لـ(ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) في الجنوب، بوصفه أمراً واقعاً، رغم أن البعض وافق والبعض الآخر لم يصدر موافقة علنية»، لذلك، يضع الانتقادات للحكومة في سياق «السجالات السياسية الداخلية»، رافضاً الاتهامات الداخلية للحكومة بأنها تعمل وسيطاً بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» والمجتمع الدولي، مؤكداً أنه «لا وساطة لأن المحادثات تقوم بها الدولة اللبنانية وليس الحزب».

 

ملف اللاجئين السوريين

 

واستحوذ ملف الحرب على ملف اللاجئين السوريين الذي أكد بوحبيب أنه «عالق الآن بين إقناع الدول الغربية بأن الوجود السوري في لبنان خطر على حيثية لبنان، وأنه لا يمكن لأربعة ملايين لبناني يقيمون على الأراضي اللبنانية، أن يوازيهم مليونا سوري، وهؤلاء لا يمكن للبنان أن يتحملهم»، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي حين يُفاتح بالموضوع «يتحدث به قليلاً قبل أن يعود إلى ما يجري في غزة»، عادّاً أن هناك أولويات للمجتمع الدولي.

 

وكشف بوحبيب عن أن لبنان اقترح في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي برنامجاً نموذجياً للعودة، يقوم على تنفيذ خطة العودة في 5 أو 10 قرى، ويعيد السوريين من لبنان والأردن إليها، ويدفع لهم في سوريا ما يتم دفعه هنا، وبذلك إذا نجح الاقتراح يمكن توسعته، ولم يتم الرد عليه حتى الآن.

 

وفي ظل إحجام الدول الغربية عن البدء بتنفيذ خطة تعاف مبكر وانشغالها مالياً بملف أوكرانيا وحرب غزة، قال بوحبيب: «اقترحنا في لبنان إعادة إحياء اللجنة العربية لأن الثقل بالتعافي المبكر يُفضل أن يكون عربياً. ونرى أن المملكة العربية السعودية تستطيع أن تلعب الدور الأساسي، لذلك اقترحنا أن تكون المملكة هي رئيسة اللجنة وتأخذ المبادرة فيها؛ خصوصاً بعدما بات هناك تمثيل دبلوماسي متبادل بين المملكة وسوريا». وقال إن دمشق ترحب بعودة اللاجئين إليها وتقدم تسهيلات لذلك.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

ترقّب مواقف للحريري اليوم… وفرنسا قدمت “أفكاراً منحازة”

فيما تترقّب الأوساط السياسية ما يتوقع صدوره عن الرئيس سعد الحريري اليوم في الذكرى الـ19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، لأنها ستكون مؤشراً على عودته الى العمل السياسي من عدمها، انشغلت الاوساط السياسية امس في تَتبّع ما شاع عن وجود اقتراح فرنسي لإنهاء المواجهات الدائرة على الجبهة الجنوبية بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» واسرائيل. وفي هذه الأجواء بَدا ان ملف الاستحقاق الرئاسي تراجع الى الخطوط الخلفية في انتظار الجديد على مستوى الحراك الداخلي، وكذلك على مستوى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية.

لم يَطرأ اي جديد على الملف الرئاسي الذي تراجع الى الخطوط الخلفية بفِعل عامل الانتظار القاتل الذي يدخل بعد كل حركة سياسية او دبيلوماسية، حيث كشف مصدر سياسي لـ«الجمهورية» انّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو مجدداً الى حوار، فقد سبق له ان دعا إليه، وكل طرف اعلن موقفه بهذا الخصوص، هم لا يريدون حواراُ ولا حتى تشاوراً». وقال: «هناك وقائع الان تفرض نفسها لها علاقة بموضوع الحرب واهتمامات الجميع اصبحت مرتبطة بها». وأكد انه لم «يطرأ اي جديد بعد لقاء سفراء الخماسية مع الرئيس نبيه بري، لا خطوات ولا برنامج حالياً في انتظار ان يستكمل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولته الخارجية ويعود الينا مجدداً».

الى ذلك بدا المشهد في «بيت الوسط» أمس وكأنه يستعد لمواكبة تسوية سياسية كبيرة في المنطقة وللبنان حصة منها، فيما بدا المشهد على الحدود الجنوبية انه أجوبة بالنار على ما يدور من اوراق ومقترحات فرنسية واميركية.

وقال مصدر سياسي رفيع على تواصل مباشر مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لـ«الجمهورية» ان الطروحات الفرنسية التي وصلت الى المعنيين في لبنان لا ترتقي الى مستوى ورقة هي فقط افكار غير منظمة جرى ترتيبها بشكل خطة يكون تنفيذها على مراحل لكنها منحازة للاسرائيليين. وتابع المصدر: الافكار تدور بنفس الفلك مع طروحات هوكشتاين وهي قابلة للنقاش ويمكن قبولها او رفضها او تعديلها بعد النقاش… نحن موقفنا واضح نريد تطبيق القرار ١٧٠١، وهذا الامر يُغني عن كل الطروحات والافكار والاوراق.

إقتراح فرنسي

وكانت وكالة «رويترز» قد افادت أمس أن فرنسا قدمت اقتراحا مكتوبا للبنان يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصّل الى تسوية في شأن الحدود المتنازع عليها بين الجانبين، وذلك بحسب وثيقة تدعو المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود، وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» إسرائيل عبر الحدود.

ونقلت «رويترز» عن أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين انّ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سَلّم الوثيقة الأسبوع الماضي الى المسؤولين الكبار في الدولة اللبنانية بمَن فيهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى لبنان خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة منذ أسابيع.

ويقول الاقتراح إن الهدف هو منع نشوب نزاع «يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة» وفرض «وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة»، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول الحدود البرية المتنازع عليها.

وكشف مصدر دبلوماسي فرنسي انّ الاقتراح طرح على حكومتي إسرائيل ولبنان وعلى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». فيما اكد دبلوماسي غربي مُطّلع على الاقتراح المكتوب في صفحتين انّ من شأن الانسحاب للمسافة الأقصر أن يساعد في ضمان عدم وصول الصواريخ إلى قرى شمال إسرائيل التي تم استهدافها بصواريخ مضادة للدبابات، وانه بمثابة حل وسط يُعدّ مُستساغاً أكثر لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من التراجع إلى نهر الليطاني.

كذلك يقضي المقترح أيضا بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وهي معقل سياسي لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حيث يندمج مقاتلو الحزب منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.

ورداً على سؤال حول الاقتراح، اكد النائب حسن فضل الله لوكالة «رويترز» انّ الحزب لن يناقش «أي أمر له علاقة بالوضع في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة». وأضاف أنّ «العدو ليس في وضع يُسمح له بفرض شروط». وأحجَم فضل الله عن التعليق على تفاصيل الاقتراح أو ما إذا كان «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» قد تسلّمه.

واكد أحد المسؤولين اللبنانيين انّ الوثيقة تجمع أفكارا نوقِشت في اتصالات مع مبعوثين غربيين وتم نقلها إلى الحزب. وأضاف أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا الى اللبنانيين أنها ليست ورقة نهائية، وذلك بعد اعتراض بيروت على أجزاء منها.

إستقرار طويل

واكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال استقباله «جمعية الاعلاميين الاقتصاديين»، انّ «الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، لكنّ الامور بإذن الله تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الامد». واشار الى أنّ «الاتصالات مستمرة في هذا الصدد».

وقال: «سأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينها مع الموفد الاميركي اموس هوكشتاين، لمعرفة اين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار».

ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه

في هذه الاثناء أعلن الأمين العام لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه أمس، في مناسبة «يوم الجريح المقاوم»، أنّ المقاومة «تراقب كل التطورات في المنطقة، وأن كل الاحتمالات مفتوحة». وقال: «نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة». وأكد أنه «عندما يقف العدوان على غزة سيقف اطلاق النار في الجنوب». وقال: «من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك، ومن يتصور أن المقاومة في لبنان تشعر ولو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك هو مشتبه ومُخطئ تماماً ويبني على حسابات خاطئة»، مؤكدا أن «المقاومة اليوم أشد يقيناً وأقوى عزماً لمواجهة العدو في أي مستوى من مستويات المواجهة». واشار إلى «أن العدو يقاتل في الجبهة الجنوبية اللبنانية «ضمن حدود وضوابط»، موضحاً أن «هذه التجربة ثبّتت موازين الردع وأثبتت أنّ لبنان لديه قوة ردع، ولكن هناك جو كبير من التهويل قد يصل إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة». وقال: «كل الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية لها هدف واحد هو أمن اسرائيل وحمايتها ووقف اطلاق النار على المواقع الصهيونية، وإعادة الـ 100 ألف مستوطن إلى المستوطنات». وأضاف: «إنّ هذه الوفود الغربية تتبنى بالمطلق الورقة الاسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان، وانها لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة أو الاعتداءات الصهيونية على لبنان والاراضي المحتلة فيه».

وقال: «إنّ هذه الوفود القادمة الى لبنان تحاول التهويل علينا. وهذا الأمر لم يُجد نفعاً، والمكاسب السياسية التي يلوّح بها لا يمكن أن تؤثر على موقفنا ولن تؤدي الى وقف هذه الجبهة». وأعلن أن «الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومشاركة وتضامن لإضعاف العدو الصهيوني واقتصاده وأمنه، حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة».

يوم الحريري

الى ذلك كان يوم أمس يوم سعد الحريري بامتياز، اذ تقاطرت الوفود الديبلوماسية والسياسية والدينية الى «بيت الوسط»، وأجمَعت على مطالبته بالعودة عن قرار اعتزال العمل السياسي. وأبرز زوّاره قبل الظهر كانت السفيرة الأميركية الجديدة لدى لبنان ليزا جونسون، التي قالت بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة: «كان اللقاء ممتازًا».


وتحدثت معلومات عن وجود «رغبة اميركية واضحة» بعودة الحريري الى الحياة السياسية والمساهمة في التسوية الاقليمية الجاري إعدادها وفي عملية نهوض لبنان.

والتقى الحريري سفير روسيا الكسندر روداكوف الذي حَضّه على العودة الى العمل السياسي نظراً لدوره في عملية النهوض الاقتصادي والسياسي المرتقب. وقال: «ناقشنا بعض المواضيع الداخلية والإقليمية، ونحن نسعى لإيجاد الحلول في لبنان ونعتبر أن دور دولة الرئيس مهم جدا في هذا الإطار». وأضاف: «روسيا ترحّب بزيارة الرئيس الحريري لها ونعتقد أنه سيلبّي دعوتنا، وموسكو منفتحة على جميع الأطراف وسوف ننادي لإيجاد الحل للجمهورية اللبنانية».

والتقى الحريري عدداً من السفراء، ومنهم السفير المصري علاء موسى، الذي عرض معه للتطورات الإقليمية والأوضاع في لبنان، وسبل إنهاء الفراغ الرئاسي. وأطلعه على الجهود المصرية بالتنسيق مع بقية أطراف اللجنة الخماسية في هذا الصدد.

بدوره، قال نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي، بعد لقائه الحريري: «إستنتاجي هو انّ عودة الحريري إلى العمل السياسي بدأت وستكون حتمية».

وقال عضو كتلة «لبنان القوي» النائب الان عون بعد لقائه الحريري انه زاره «بمبادرة شخصية، ولكن رأي «التيار الوطني الحر» بالاجماع هو مع عودة الحريري الى العمل السياسي لتستقيم الشراكة الوطنية على رغم من الخلاف السياسي».

والتقى الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، قبل أن يتوسّع اللقاء ليضمّ مفتي المناطق وأعضاء المجلس الشرعي والعلماء، الذين شددوا على ضرورة عودته الى العمل العام.

والتقى الحريري رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية يرافقه نجله النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف فنيانوس، واستبقاهم لتناول طعام العشاء الى مائدته.

وسيزور وفد من كتلة «الجمهورية القوية» ضريح الشهيد رفيق الحريري بعد ظهر اليوم ثم يتوجه الى «بيت الوسط». فيما اعلن النائب وجيه البعريني انّ تكتل «الاعتدال الوطني» سيعقد اجتماعًا مع الحريري بعد ظهرغد، مؤكداً ان اعضاء التكتل «سيطلبون منه البقاء في لبنان كونه حاجة وطنية، فضلًا عن التراجع عن تعليق عمله السياسي والعودة إلى نشاطه». وبعد الظهر، انطلقت مسيرات سيّارة كبيرة من محلة الطريق الجديدة وجابَت شوارع بيروت، وحملت لافتات تطالب الحريري بالبقاء في بيروت واستعادة دوره السياسي.

المرّ وروداكوف

من جهة ثانية، زار النائب ميشال الياس المرّ السفير الروسي ألكسندر روداكوف في مقر السفارة الروسية في بيروت. وأكد المرّ «أهمية الدور الروسي القادر على التواصل مع الجميع، وهذا ما نحن بحاجة إليه على المستوى الخارجي كما الداخلي لحل الأزمات». ودعا الى توسيع دائرة «الخماسية» لتشمل أوسع منصة دولية قادرة على المساهمة في إيجاد الحلول السياسية، على قاعدة التعاون الدولي مع احترام السيادة، واستقلالية القرار الوطني.

إنهيار الخطة المالية

وعلى الصعيدين المالي والمصرفي تلقّت الحكومة صفعة قاسية قُبَيل البدء في مناقشة خطتها المالية الجديدة التي تمّ تسريبها، وكان يُفترض ان تناقش في اول اجتماع لمجلس الوزراء. إذ أقدمَ مجلس شورى الدولة على اصدار قرار نهائي قضى بإبطال قرار مجلس الوزراء الصادر في 20 ايار 2022، لجهة البند الوارد في خطة النهوض بالقطاع المالي، في شقها المتعلق بإلغاء جزء كبير من التزامات مصرف لبنان بالعملات الاحنبية تجاه المصارف.

ومع صدور قرار الابطال، ستكون الخطة الجديدة قد سقطت معنوياً قبل ان تُناقش وتُقَر، وصار لزاماً على الحكومة اعادة النظر بمندرجات هذه الخطة، وتعديلها جذريّاً لتتماهى مع القوانين والدستور. اذ انّ قرار مجلس الشورى يعني ببساطة ان الخطة الجديدة ستتعرض للطعن بها مجدداً، على قاعدة مخالفتها للقوانين والدستور، طالما انها تنص على إعفاء مصرف لبنان من التزاماته، خصوصاً ان هذا الاعفاء يؤدي بدوره الى تعذّر اعادة الودائع الى اصحابها.

وفي السياق، تشير المعطيات الى انّ توقيت صدور قرار مجلس الشورى جاء ليقطع الطريق على الحكومة لئلا تحاول احالة اية خطة الى المجلس النيابي، تتضمن شطباً للديون المتوجّبة عليها وعلى مصرفها المركزي تجاه المصارف، لئلا يكون ذلك بمثابة شطب لودائع الناس بطريقة مموّهة.

وكان مجلس شورى الدولة قد أصدر أمس قراره في المراجعة التي تقدمت بها جمعية مصارف لبنان، والتي تطلب بموجبها وقف تنفيذ وإبطال قرار مجلس الوزراء في شقه المتضمّن الموافقة على استراتيجية النهوض بالقطاع المالي في بندها المتعلق بإلغاء جزء كبير من التزامات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية تجاه المصارف، لمخالفته الدستور والقانون. وقضى قرار مجلس الشورى بإبطال قرار مجلس الوزراء.

واعتبر مجلس الشورى، في قراره الذي يقع في 28 صفحة ويشرح بإسهاب القوانين والحقائق التي استند عليها، انّ مشروع الحكومة يخالف القانون والدستور، و»يشكّل حائلاً امام المصارف من اتمام موجباتها برد الودائع عند الطلب اليها من دون أي تأخير».

وفي السياق، قال مصدر مصرفي لـ«الجمهورية» انّ هذا القرار يوجّه ضربة مباشرة الى الخطة الحكومية الجديدة التي تعتمد النهج نفسه الذي اعتمدته في خطتها السابقة لجهة اعفاء مصرف لبنان من التزاماته المالية حيال المصارف. وبالتالي، اصبح من البديهي أن تُسارع الحكومة الى تغيير هذا النهج التدميري في خطتها التي ستناقشها قريباً.

واعتبر المصدر نفسه «انّ قرار مجلس شورى الدولة يشكل اساساً متيناً سيدعم الدعوى التي سترفعها المصارف، استناداً الى مذكّرة ربط النزاع التي تقدّمت بها منذ أكثر من شهرين».

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

بيروت تستعيد مع ذكرى استشهاد الحريري الإعمار والتحرير والثقة

المفتي وسفراء وسياسيون في بيت الوسط.. و ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه: جبهة لبنان متعلقة بغزة

 

استعادت بيروت عشية الذكرى 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري حضور الرجل الذي ترك بصمات راسخة على مستويات الاعمار والتعليم والنهوض الاقتصادي وبناء الثقة الداخلية والعربية والدولية بلبنان ، ووظف علاقاته العربية والدولية في خدمة استقراره وتحرير أرضه، وإبعاد شر العدوان الاسرائيلي عن ترابه ومياهه وفضائه، في وقت كانت فيه الانظار مشدودة أيضاً إلى الاجتماعات الدائرة في مصر حول هدنة طويلة ووقف نار يتيح المجال لـ «صفقة تبادل الاسرى والمحتجزين، بين اسرائيل وح.م.ا.س، لعلّه يفتح الباب أمام وقف تلقائي للمواجهات الجارية في الجنوب بين جيش الاحتلال وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، كما أكد الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه في موقف له أمس معتبراً أن المكاسب السياسية التي تحملها معها الوفود العربية والاجنبية، والتي تتولى المفاوضات المتعلقة بالجبهة الجنوبية اللبنانية لا يمكن أن تؤثر على موقفنا وتوقف الجبهة في لبنان، واصفاً الجبهة في لبنان بأنها جهة ضغط ومساندة ودعوة وتضامن لالحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي.

وقال نصر الله: ليس العدو في موقع فرض الشروط على لبنان، داعياً الموقف الرسمي لوضع شروط جديدة على الـ 1701 لتطبيقه.

واستدرك قائلاً: إذا نفذ العدو تهديداته ضمناً فعليه أن يدرك أن المائة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا.

بيروت وبيت الوسط

وتحول «بيت الوسط» إلى خلية استقبالات، فزاره المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان مع مفتيي المناطق، وكذلك رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، الذين التقوا الرئيس سعد الحريري.

كما استقبل الحريري سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ليزا جونسون ثم التقى سفير مصر في بيروت علاء موسى، وبحث معه جهود اللجنة الخماسية لانهاء الشغور الرئاسي.

كما زار بيت الوسط السفير الروسي الكسندر رودوكوف بحضور جورج شعبان مستشار الرئيس الحريري، معرباً عن سعيه لايجاد حل للبنان، وإمكانية التوافق بين الاحزاب والحركات، مرحباً بزيارة الحريري إلى روسيا الاتحادية.

كما استقبل الحريري السفيرة القبرصية ماريا حجي تيودوسيو ، وبحث معها آخر التطورات.

كذلك زار بيت الوسط سفيرا فرنسا هيرفيه ماكدو وسفير اسبانيا خيسوس سانيوس.

وكذلك التقى الرئيس الحريري قادة ومسؤولي الاجهزة الامنية.

وكشفت مصادر سياسية ان الرئيس سعد الحريري،يرفض في لقاءاته الاعلان عن انهاء قراره ،الذي اتخذه منذ عامين بتعليق عمله السياسي،بالرغم من ان طبيعة حركته واستقبالاته منذ عودته قبل ايام ،تؤشر إلى انتهاجه مرحلة جديدة مختلفة كليا عن سلوكيات فترة تعليق عمله السياسي،  وتوجهه لاستئناف مسيرته في الحياة السياسية بلبنان،ولكن يبدو أنه سيأخذ  حيزا من الوقت،بانتظار اتضاح مسار التطورات بالمنطقة، والحرب على غزّة،والتي قد ينتج عنها تسوية إقليمية ودولية،ولبنان سيكون من ضمنها، أكان بخصوص الترتيبات الامنية على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، او بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، لافتة الى ان تحركات ديبلوماسية متواصلة بين عواصم القرار  ، لاسيما واشنطن وباريس والقاهرة والدوحة، لاتمام التسوية السياسية مع الاسرائيليين والدول المعنية.

واعربت المصادر عن اعتقادها بأن الحركة السياسية  والاعلامية ومحاولة الحشد الشعبي في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيدرفيق الحريري اليوم، هدفها،اولا شد العصب الشعبي المؤيد للحريري بعد مرحلة من التراخي بفعل وجود الحريري في الخارج وبعيدا عن سدة السلطة،وثانيا، التأكيد بأن الحريري هو الزعيم السنيّ الاول في لبنان وان ماافرزته الانتخابات النيابيةالاخيرة ، لم  يفرز قيادات بديلة ، وانما نوابا عاديين، بالرغم من عدم ترشحه وخوضه للانتخابات  المذكورة وغيابه بالخارج،  والثالث بعث رسالة مهمة ان لا بديل عن  زعامة  الحريري  والدليل على ذلك، بقاء الساحة السنيّة فارغة من الزعامات .

وسياسياً، زار بيت الوسط النائب من كتلة لبنان القوي آلان عون الذي أكد على استمرار التواصل، مؤكداً على  دور الرئيس الحريري في تصحيح الخلل في المعادلة الوطنية، واصفاً الحريري بأنه أحد العاملين في التركيبة السياسية اللبنانية.

بعد ظهر اليوم يزور وفد من الجمهورية القوية ضريح الحريري، ثم يتوجه إلى بيت الوسط للقاء الرئيس الحريري عند الخامسة.

وقال المفتي دريان: «لم يكن الشهيد رفيق الحريري مجرد زائد واحداً على عدد رؤساء الحكومات في لبنان وجاء على أنقاض دولة دمرتها حرب أهلية استمرت سنوات عدة، أحرقت الاخضر واليابس، ودمرت الدولة ومؤسساتها، وباعدت بين ابناء الوطن الواحد. فعمل على إعادة بناء الدولة من جديد، انساناً ومجتمعاً ومؤسسات. كما عمل على إعادة إعمار عاصمتها لتعود من جديد منارة مضيئة في عالمنا العربي».

ورأى الرئيس تمام سلام أن لبنان يشعر بغياب حكمته أكثر من اي وقت مضى.

وزار الرئيس الحريري عين التينة، والتقى بالرئيس نبيه بري، الذي استبقاه على طاولة العشاء.

وتوقعت مصادر معنية أن يكون للرئيس الحريري مواقف بين اليوم وغداً.

وسارت مسيرة شعبية حاشدة إلى بيت الوسط دعماً للرئيس الحريري.

ميقاتي وهوكشتاين

ويتوجه الرئيس نجيب ميقاتي إلى سويسرا، حاملاً معه أسئلة حول التهدئة وهواجس من مغامرة اسرائيلية خطيرة في الجنوب، وهو سيلتقي هوكشتاين في ميونيخ آخر الاسبوع لمعرفة أين أصبحنا في مسار التهدئة وإعادة الاستقرار.

وأكد الرئيس ميقاتي أن الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، ولكن الامور تتجه إلى نوع من الاستقرار الطويل الامد.

وفي تطور، ليس من شأنه أن يريح الساحة السياسية، أعلن تكتل لبنان القوي أنه سيتقدم من مجلس النواب بعريضة اتهامية بحق رئيس الحكومة صاحب اقتراح تعيين رئيس الاركان من دون اقتراح الوزير المعني (اي وزير الدفاع) وبغياب رئيس الجمهورية.

ابطاء خطة النهوض

مالياً، وفي خطوة كانت موضع ترحيب، أبطل مجلس شورى الدولة قرار مجلس الوزراء الصادر في أيار 2022، والقاضي بالموافقة على خطة النهوض بالقطاع المالي، لا سيما لجهة إلغاء جزء كبير من التزامات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية تجاه المصارف من أجل تخفيض العجز في رأسمال المصرف المركزي.

الوضع يتفجر جنوباً

وبقي الوضع الميداني في الجنوب متفجراً ومساءً أعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه أنه تم استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية.

وتحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن «اطلاق ما لا يقل عن 6 صواريخ من لبنان باتجاه مرغليوت في اصبع الجليل من دون تفعيل صفارات الانذار، ووقوع اضرار في المكان».

وأضافت:«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه أطلق صاروخين باتجاه مستوطنة «مرغليوت» في الشمال».

ولفتت إلى أن «من دون وقف اطلاق النار في غزة فإن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لن يوقف اطلاق النار ايضاً».

يشار إلى أن جيش العدو الاسرائيلي فجر أمس نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي البونة والعلام واطراف بلدة الناقورة وعلما الشعب. وقبل الظهر، شن الطيران الحربي غارتين على مروحين، كما قصفت مدفعية الجيش الاسرائيلي اطراف الجبين ويارين، وشن الطيران غارة على اطراف عيتا الشعب – راميا محيط حلة وردة. واستهدف راميا بغارة ثانية.

********************

افتتاحية صحيفة الديار

زيارة الحريري حرّكت المشهد السياسي

الإقتراح الفرنسي مجرد أفكار – صونيا رزق

 

إتجهت الانظار السياسية الى كلمة الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيّد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه في مناسبة يوم الجريح، حيث تطرّق الى الوضع في الجنوب وغزّة، واشار الى أنّ 130 يوماً مرّت من العجز «الإسرائيلي» في تحقيق الأهداف في غزّة، و129 يوماً من الدعم في الجنوب واليمن وسوريا والعراق وإيران، وهذه الجبهات مستمرّة مع تواصل الحرب.

 

واعتبر أن ما نقوم به على الجبهة اللبنانية استجابة للمسؤولية الإنسانية والدينية الملقاة على عاتقنا، لأن ما يحصل في غزّة يشمل كل بشري على الكرة الأرضية، وغير مرتبط بحدود فلسطين أو لبنان أو الأردن أو غيره.

 

ورأى ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه أن المصلحة الوطنية اللبنانية، أن تخرج «إسرائيل» من المعركة مهزومة، أما انتصارها فهو خطر على كل دول وشعوب المنطقة، وبالدرجة الأولى على لبنان، وبالتالي كان يجب فتح جبهة الجنوب لمنع «إسرائيل» من الانتصار. واشار الى ان ثمة فئة في لبنان لها موقف مسبق وعداء مطلق للمقاومة، وهذه فئة ميؤوس منها، وثمة من يقول إن القرار 1701 يحمي لبنان، لكن هذا القرار لا يحمي البلد بل معادلة «جيش شعب مقاومة» هي مَن تفعل.

 

ودعا ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه الموقف اللبناني الرسمي للمطالبة بشروط إضافية على تطبيق القرار 1701، لافتاً الى أن الحرب في الجنوب مستمرة ضمن انضباطية معينة جوهرها موازين الرد.

ميقاتي: نحن مع تطبيق القرار 1701 كاملاً

 

بدوره اشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى انّ الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، لكن الاتصالات مستمرة في هذا الصدد، وقال: « سأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين، خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينهم المسؤول الاميركي آموس هوكشتاين، لمعرفة أين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار».

 

ورأى «انّ التحدي الاكبر امامنا يتمثل بوضع الجنوب، وكل الرسائل التي اتوجّه بها الى الموفدين الخارجيين تؤكد بأننا طلاب أمن وسلام واستقرار دائم في الجنوب، ونحن مع تطبيق القرار 1701 كاملاً، ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات»، متمنياً ان تنتهي هذه المرحلة الصعبة بالتوصل الى الاستقرار الدائم.

 

وعن المبادرة الفرنسية أجاب ميقاتي: « نقدّر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، لكننا لم نتبلّغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة افكار طلبوا الاجابة عليها».

إقتراح فرنسي مكتوب لوقف القتال على الحدود

 

ضمن الاقتراحات والمبادرات الداعية لوقف القتال على الحدود، قدّمت فرنسا اقتراحاً مكتوباً الى المسؤولين اللبنانيين، للتوصل الى تسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان و»إسرائيل»، بحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز» تدعو»وحدة النخبة» التابعة لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه للانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود.

 

وقد سلّم الوثيقة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى الرئيس نجيب ميقاتي، وتهدف الى منع الصراع ووقف إطلاق النار، على ان تجري في نهاية المطاف مفاوضات حول ترسيم الحدود البرّية المتنازع عليها بين لبنان و» إسرائيل».

 

وتسعى الخطة المكوّنة من ثلاث خطوات الى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود. ويقضي المقترح أيضاً أن يتم نشر ما يصل الى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان.

 

الى ذلك أشار النائب حسن فضل الله الى انّ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لن يناقش أي مسألة تتعلّق بجنوب لبنان قبل توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، ورأى انّ إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بفرض شروط. ‏

اجتماع القاهرة بحث تبادل الاسرى ووقف الحرب

 

في إطار الوساطات الجارية للتهدئة في قطاع غزة، عقد اجتماع يوم أمس في القاهرة بُحثت خلاله مفاوضات بمشاركة الولايات المتحدة و»إسرائيل» ومصر وقطر، بشأن تبادل الأسرى ووقف الحرب، لاستكمال مباحثات «الاتفاق الإطاري»، الذي تم التوصل إليه في باريس الشهر الماضي، نتيجة اجتماعات شارك فيها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

 

وافيد بأنّ الاجتماع إنعقد في ظل ازدياد الضغوط الدولية للتوصل الى هدنة بين «إسرائيل» وحركة ح.م.ا.س، تتضمّن إطلاق سراح رهائن جدد، بعد إعلان « إسرائيل» عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة. بعد ان دعا بنيامين نتنياهو جيشه للتحضير لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، وقد واصل نتنياهو تهديداته، معتبراً انّ الضغط العسكري وحده سيؤدي الى إطلاق سراح جميع الرهائن.

 

وقبل ذلك بساعات، أعلنت «إسرائيل» أنها تمكّنت من تحرير رهينتين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية، كانا محتجزين في قطاع غزة، خلال عملية ليلية في رفح.

 

في السياق افيد بأنّ مصر تعمل على خط التحرّك الاقليمي والدولي، للضغط على «إسرائيل» منعاً لتلك العملية، وتجنّب تدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مما سيُلقي بتداعيات على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين.

 

‏وليلاً اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن» اننا نعارض أي تهجير قسري لسكان غزة، ويجب ألا تمضي إسرائيل في العملية العسكرية برفح، دون وجود خطة لتأمين سلامة المدنيين»، كما اعلنت محطة CNN نقلاً عن مسؤول كبير» بأنّ المحادثات حول المحتجزين ووقف النار في غزة صعبة ولا صفقة وشيكة بعد».

عبد اللهيان: «ح.م.ا.س» مستعدة للحل السياسي

 

في موازاة ذلك أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، استعداد حركة ح.م.ا.س للانخراط في حل سياسي، لإنهاء الحرب «الإسرائيلية» على غزة، وقال بعد لقائه وزير الخارجية القطري في الدوحة، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،» إن «ح.م.ا.س» وال.م.ق.ا.و.م.ة الفلسطينية أظهروا حسن النوايا للامتثال للحل»، كما التقى عبد اللهيان أمير قطر الذي تسهم بلاده في جهود الوساطة، وأجرى محادثات في وقت لاحق مع رئيس المكتب السياسي لح.م.ا.س إسماعيل هنية.

يوم ساخن جنوباً… كيف جاء الرد؟

 

ككل يوم تبرز السخونة الامنية جنوباً خصوصاً في القرى الحدودية، حيث لم تهدأ الجبهة على وقع تعرّض القرى والبلدات لعدوان وقصف «إسرائيلي»، منها كوكبا في قضاء مرجعيون، وسط تحليق مساءً للطيران الاستطلاعي فوق الساحل البحري في صور وصيدا ، كما أغار الطيران الحربي على منزل في بلدة يارين ومبنى في ميس الجبل، وعلى بلدة راميا وأطراف عيتا الشعب – محيط خلة وردة، كذلك تعرّضت أطراف عيترون والضهيرة ووادي بيت ليف لقصف مدفعي «اسرائيلي» كثيف.

 

وكان الجيش «الإسرائيلي» قد أطلق صباحاً نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام وأطراف بلدة الناقورة وعلما الشعب، وحلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً الى نهر الليطاني.

 

في المقابل إستهدفت المقاومة تجمعات للجنود الإسرائيليين، في محيط موقع المرج وقلعة هونين وثكنة ميتات، كما قامت بتنفيذ سلسلة عمليات ضد التجهيرات التجسّسية في عدد من المواقع، وإستهدفت مبنى ‌‏تابعاً للشرطة الإسرائيلية في كريات شمونة بالأسلحة المناسبة وأصابته ‏إصابة مباشرة، ولاحقاُ اعلنت وسائل اعلامية اسرائيلية عن إصابة جنديين جراء إطلاق الصواريخ على كريات شمونة، كما ادى القصف الى انقطاع للكهرباء في أجزاء كبيرة من المستوطنة. وسيطرت المقاومة على مسيّرة ‏إسرائيلية من نوع «سكاي لارك».

لقاءات الحريري و«تعوا ننزل ليرجع»

 

تصدّر حراك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري المشهد السياسي، لليوم الثاني حيث التقى السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون، ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على رأس وفد من دار الفتوى، كما التقى النائب الآن عون وسياسيين وفعاليات، على ان يواصل لقاءاته مع شخصيات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية وجمعيات أهلية من بيروت والمناطق، حتى يوم السبت المقبل. ومساءً زار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بيت الوسط، ضمن لقاء فجائي عُقد خلاله اجتماع بحضور النائب طوني فرنجية والنائب السابق غطاس خوري.

 

وعند الواحدة من بعد ظهر اليوم سيكون موعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وستكون لسعد الحريري وقفة على الضريح مع العائلة والمقرّبين، وسط حشد شعبي كبير تحت عنوان» تعوا ننزل ليرجع»، سيبدأ بالتوافد إعتباراً من التاسعة من صباح اليوم الى الضريح، وسيشمل الحضور أيضاً شخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية لوضع اكاليل الزهر، ومن المرتقب ان تكون له كلمة في بيت الوسط ودردشة مع الصحافيين.

 

ومساءً وصلت مسيرة شعبية داعمة للرئيس الحريري الى محيط بيت الوسط، حاملة اعلام تيار «المستقبل» مع هتافات مؤيدة له ولعودته النهائية الى لبنان. وسوف تكون دارة الحريري يوم غد الخميس مفتوحة امام الزوار والوفود من مختلف المناطق.

 

في السياق افيد وفق المعلومات بأنّ الرئيس الحريري أبلغ فريقه بأنه سيغادر ولن يبقى في البلد، الامر الذي رأت فيه مصادر سياسية متابعة لما يجري في هذا الاطار، بأنّ ساعة عودته لم تحن بعد، طالما لم تغيّر المملكة العربية السعودية موقفها منه، معتبرة بأنّ زيارته هذه السنة لإحياء ذكرى والده أكدت مدى شعبيته، اي أتت ضمن محاولة جسّ نبض للعودة حين تسمح الظروف السياسية.

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الحركة السياسية والشعبية محورها بيت الوسط

 

استقبل الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط  وفودا شعبية من مختلف المناطق.  كما استقبل السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وقالت لدى مغادرتها بعد 45 دقيقة من الاجتماع مع الرئيس الحريري: كان اللقاء ممتازًا. واستقبل الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعرض معه لآخر المستجدات، قبل أن يتحوّل اللقاء إلى موسّع، ضم مفتي المناطق وأعضاء المجلس الشرعي والعلماء، الذين عرض معهم للتطوّرات والأوضاع العامة. كما التقى ايضا السفير المصري علاء موسى، وسفراء روسيا واسبانيا وقبرص. كذلك التقى الحريري النائب الان عون، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية. ومساء التقى النائب السابق ايلي الفرزلي. واستضاف الحريري رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على العشاء.

****************************

افتتاحية صحيفة البناء
تلازُم مفاوضات القاهرة مع التهديد بمعركة رفح: ثلاثة أيام على صفيح ساخن / السيد الحوثي: تستطيع السفن غير الإسرائيلية والأميركية والبريطانية العبور الآمن / السيد نصرالله: جبهتنا مستمرّة حتى نهاية حرب غزة وبعدها جاهزون لكل احتمال /


 السيد نصرالله متحدثاً عبر الشاشة في تكريم الجرحى والأسرى المقاومين
 

شهدت العاصمة المصرية الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين حكومة كيان الاحتلال وقوى المقاومة، حيث لعب الوفدان المصري والقطري دور الوسيط مع المقاومة، وكان الأميركي والإسرائيلي معاً على الضفة المقابلة، وبينما تمثلت قطر برئيس حكومتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وتمثلت مصر برئيس مخابراتها اللواء عباس كامل، في اجتماع استمر لساعات ضمّهما مع مدير وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز والوفد الإسرائيلي الذي ضمّ رئيس «الموساد» ديفيد برنيع ورئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) رونين بار، ولأول مرة أوفير بالك المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فيما تحدثت المصادر المصرية والأميركية والقطرية عن تقدم في مسار التفاوض الذي سوف يستمر لثلاثة أيام، بينما تنشغل الأوساط المتابعة خارج قاعات المفاوضات بالحديث عن التحضيرات لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح. تقول المصادر المتابعة إنها جزء من التفاوض على صفيح ساخن، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أجواء سلبية عن مسار التفاوض، فأشارت إلى أن اجتماعات القاهرة انتهت وسط إصرار حركة حماس على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة، نقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن «موقف حماس لم يتغير ولا تزال الحركة تصرّ على وقف الحرب، وهو ما لم تقبله إسرائيل». وقالت الهيئة، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض خلال الأيام الأخيرة الماضية، إطاراً لاتفاق جديد لتبادل الأسرى، قدّمه له رئيسا الموساد والشاباك، دون أن توضح تفاصيله. وتابعت: «لهذا السبب ذهب الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بأيدٍ فارغة». من جانبها، نقلت القناة «13» العبرية الخاصة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، أن خلافاً نشب بين النخبة السياسية والأمنية في «إسرائيل» حول مشاركة الوفد في محادثات القاهرة.
وأشارت إلى أن هذا الخلاف دفع منسق الأسرى والمفقودين نيتسان ألون إلى البقاء في «إسرائيل» وعدم السفر إلى مصر. وبحسب المسؤول ذاته، فإن وصول الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة كان بهدف إجراء «محادثات مجاملة بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن».
بالتوازي مع مشهد التفاوض في القاهرة والتهديد ببدء العملية العسكرية في رفح، استمرّت قوى المقاومة في إلحاق المزيد من الخسائر البشرية والمادية بجيش الاحتلال خصوصاً على جبهتي جنوب لبنان وغزة، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين، أما في الموقف فقد كان كلام قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي حاسماً لجهة استمرار اليمن بتصعيد دعمه لغزة عبر تطبيق صارم لإجراءاته وحشد مقدرات كفيلة بتحقيق الهدف وهو منع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ الكيان ومثلها السفن البريطانية والأميركية من عبور مضيق باب المندب والبحر الأحمر، داعياً كل دول العالم التي لا تشملها لائحة المنع أن لا تقلق لجهة العبور الآمن لسفنها.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحدّث في يوم جريح وأسير حزب الله، راسماً إطار حركة جبهة لبنان المساندة لغزة ومقاومتها، وفق معادلة لا مجال لتعديلها، هي لا نقاش بترتيبات وضع الجنوب قبل أن تنتهي الحرب على غزة، وجبهة لبنان تستمرّ بدورها كجبهة إسناد حتى تحقيق هذا الهدف، مهما كانت الضغوط ومهما كانت العروض، ومهما جاء الموفدون وراحوا؛ أما عن ما بعد وقف الحرب على غزة ورداً على تهديدات قادة الكيان، خصوصاً ما قاله وزير حربه يوآف غالانت، عن مواصلة الحرب على جبهة الجنوب حتى لو توقفت الحرب على غزة، فقال السيد نصرالله، إن جبهة لبنان سوف تتوقف إذا انتهت الحرب على غزة، فإن واصل الاحتلال فتح النار فالمقاومة حاضرة لقبول التحدّي بالمثل وبالتناسب مع مستوى النار ومداها، وإن وسّع توسّع وإن رفع ترفع، أما إن أراد حرباً فالمقاومة لا تخشاها وسوف تخوضها بكل ثقة ويقين بقدرتها على تحقيق النصر.

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «ان فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية بالدرجة الأولى لمنع انتصار «إسرائيل»، وقال: «المشكلة هي في اعتبار البعض أن لا جدوى مما نقوم به في الجبهة اللبنانية؛ وهذا أمر كارثي. وهناك أطراف لها أحكام مسبقة أياً تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي».
أضاف: «في الجلسات الداخلية هؤلاء الذين لديهم مواقف مسبقة يعترفون بالإنجازت، لكن علناً لا يقرون. ورغم هزيمة المقاومة لجيش الاحتلال الذي لا يُقهر فإن البعض يجادل بجدوى المقاومة. هذه الفئة التي تدّعي أن «القانون الدولي يحمينا» وتجادل في جدوى المقاومة «ميؤوس منها».
وشدد نصر الله على وجوب أن «نحرص ألا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية. وهذا الأمر من مصلحة «اسرائيل» وليس من مصلحة الوطن والكرامة الوطنية».
وأعلن ان «كيان الاحتلال يحسب ألف حساب للبنان بسبب المقاومة والعالم يرسل الوفود بسب الجبهة الجنوبية».
ورأى أن «هذه التجربة اليوم، ثبتت موازين الردع وأثبتت أن لبنان لديه قوة رادعة»، معلناً أن «زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان لها هدف وحيد وهو «حماية «اسرائيل» وإعادة المستوطنين إلى الشمال». وقال: «الوفود الغربية لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم، فهي تطالب بتنفيذ الإجراءات التي يريدونها ولا يتناولون مسألة الأراضي المحتلة والاعتداءات الصهيونية وغيرها من أمور بل يركزون على «أمن اسرائيل».
أضاف: «الوفود الغربية التي تستعين بتصريحات إسرائيلية تحاول التهويل علينا. الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي وإضعافه حتى يصل الى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه ان يوقف عدوانه على غزة».
وتوجّه الى الموفدين والى من أوفدهم: «مارسوا التهويل ما شئتم فإن ذلك لن يؤثر علينا حتى شن الحرب لن يوقف عملياتنا»، معتبراً «ان الاسرائيلي مأزوم وليس في موقع من يفرض الشروط». ودعا السيد نصر الله الموقف الرسمي اللبناني الى «أن يضع شروطاً إضافية على 1701 وليس تطبيق القرار». وقال: «لبنان هو في الموقع القوي والمبادر ويستطيع ان يفرض الشروط». ولفت الى أن القرار 1701 لا يحمي لبنان بل معادلة «جيش شعب مقاومة» هي من تحمي البلد.
وقال: «من يهدّدنا بتوسعة الحرب فنحن «سنوسّع إذا وسّع» وإذا اعتقد أن المقاومة قد تشعر بخوف هو مشتبه تماماً. إذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا وحين يوقف العدو الحرب على غزة سنعود إلى المعادلات التي كانت قائمة وستكون ردودنا متناسبة».
وأكد نصرالله انه عندما يقف العدوان ووقف إطلاق النار في غزة سيقف إطلاق النار في الجنوب.
وفي السياق، شدّد نصرالله على أن «الهاتف الخلوي هو جهاز تنصت»، مطالبًا «اخواننا في القرى الحدودية وفي كل الجنوب لا سيما المقاتلين وعائلاتهم الاستغناء عن هواتفهم الخلوية من أجل حفظ وسلامة دماء وكرامات الناس»، مؤكداً أن «الخلوي هو عميل قاتل يقدم معلومات محددة ومميتة».
وأوضح أن «الإسرائيلي ليس بحاجة لزرع العملاء على الطرقات، فالكاميرات الموصولة على الإنترنت تراقب كل الطرقات»، مشيراً إلى وجوب «قطع هذه الكاميرات عن الإنترنت، لأن التساهل في هذا الموضوع يساهم في المزيد من الشهداء والخسائر وكشف الجبهة للعدو».
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن «الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، ولكن الأمور بإذن الله تتجه الى نوع من الاستقرار طويل الامد».
وأشار ميقاتي، خلال استقباله «جمعية الاعلاميين الاقتصاديين»، الى أن «الاتصالات مستمرة في هذا الصدد، وسأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينها مع الموفد الأميركي اموس هوكشتاين، لمعرفة أين أصبحنا في مسار التهدئة وإعادة الاستقرار».
ورأى أن «التحدي الأكبر أمامنا يتمثل بوضع الجنوب، وكل الرسائل التي أتوجه بها الى الموفدين الخارجيين وجميع المعنيين أننا طلاب أمن وسلام واستقرار دائم في الجنوب. نحن مع تطبيق القرار ١٧٠١ كاملاً، ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم امام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل إفادة للجميع واما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الأطراف. اتمنى ان تنتهي هذه المرحلة الصعبة بالتوصل الى الاستقرار الدائم، وان شاء الله ان الامور الميدانية لن تتطور».
وقدّمت فرنسا اقتراحاً مكتوباً إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع «إسرائيل» والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان و«إسرائيل»، وذلك بحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز».
وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بين حزب الله، وبين «إسرائيل» عبر الحدود. وقال أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين إن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سلّم الوثيقة الأسبوع الماضي لكبار المسؤولين في الدولة اللبنانية وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة منذ أسابيع.
ويقول الاقتراح إن الهدف هو منع نشوب صراع «يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة» وفرض «وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة»، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان و«إسرائيل».
وتسعى الخطة المكونة من ثلاث خطوات إلى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن «الاقتراح طُرح على حكومة العدو الإسرائيلي وحكومة لبنان وعلى حزب الله». وتقترح الخطة أن «توقف الجماعات المسلحة اللبنانية و«إسرائيل» العمليات العسكرية ضد بعضهم البعض، بما يشمل الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان. كما تقترح أن تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود وتسحب القوات المقاتلة والقدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات إلى مسافة 10 كيلومترات على الأقل شمالي الحدود. وأي انسحاب من هذا القبيل لا يزال يجعل مقاتلي حزب الله أقرب بكثير إلى الحدود مقارنة مع الانسحاب لمسافة 30 كيلومتراً إلى نهر الليطاني في لبنان وهو ما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع «إسرائيل» في عام 2006».
وأكد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أنّ «لا حلّ للجنوب إلّا بتطبيق كامل للقرار 1701، وإعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى السّيادة اللّبنانيّة».
واستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان. وحرص الوزير شكري فى بداية اللقاء على الإشادة بالتحركات الأخيرة لسفراء المجموعة الخماسية، والتي تضم مصر وفرنسا والسعودية وقطر والولايات المتحدة، ولقائهم برئيس مجلس النواب نبيه بري، وما نتج عنها من تأكيد أن هدف اللجنة هو تشجيع الأطراف اللبنانية على الحوار والاضطلاع بمسئولياتها ذات الصلة.
كما أكد وزير الخارجية، أهمية الدور الذي تلعبه المجموعة الخماسية في ما يتعلق بالسعي نحو حلحلة أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، وذلك في ضوء كونها إطاراً دولياً يهدف لمساعدة اللبنانيين في التوصل لحل لأزماتهم السياسية وفق إرادتهم الذاتية. واستعرض شكري موقف مصر القائم على تشجيع الأطراف اللبنانية على اختيار رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها، وترحيب مصر بخطوات التجديد لقائد الجيش اللبناني، وقائد قوى الأمن الداخلي، وتعيين رئيس أركان للجيش. كما شدّد وزير الخارجية على ضرورة الحفاظ على الإطار الدستوري للبنان.
وعرض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، في الأوضاع الإقليمية فضلاً عن التشاور حول سبل إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram